Pencabulan Jiwa Manusia: Satu Kajian Kes keatas Warganegara Bukan Muslim

18
Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170 Journal of Fiqh, No. 8 (2011) 153-170 سلمفس المواطن غير المنسانية: حرمة ن حرمة النفس ا نموذجاInviolability of the Human Soul: Non-Muslim Citizen As A Case Study * لهاميحمد اد سعيد محم مABSTRACT In these days, the world is witnessing a high level of killing and fighting in every part of its corners, this happens unfortunately without any restrictions. Because of that, I have indented to write about the sanctity of the human soul in Islam. This study aims to shed light on the inviolability of the human soul and dignity in Islam, particularly the inviolability of non-Muslim citizen who lives within Muslims, and trying to illustrate the reality of non- Muslim citizens in contemporary Islamic countries. And creating awareness within Arab and Muslims, particularly in Malaysia, of what might be sought by some of international powers to undermine the unity of religions and sects in our Muslim countries, by concentrating on the rights of non-Muslim minorities in these countries. Methodology of study depends on analytical and comparative methods for opinions of Muslim scholars, Jordanian law and some rights of non-Muslim minorities in Malaysia, Jordan, Egypt and Lebanon. The study proved that Islamic Legislation not only keeps the inviolability of a non-Muslim citizen soul, but also gives them all rights as Muslim Citizen. Keywords: Human Soul, Muslim Punishment, Non-Muslim Citizens * Visiting Lecturer, Department of Islamic Politics, Academy of Islamic Studies, University of Malaya.

Transcript of Pencabulan Jiwa Manusia: Satu Kajian Kes keatas Warganegara Bukan Muslim

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170 Journal of Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس المواطن غير المسلم نموذجا

Inviolability of the Human Soul: Non-Muslim Citizen As A Case Study

محمد سعيد محمد الهامي *

AbStrACt

In these days, the world is witnessing a high level of killing and fighting in every part of its corners, this happens unfortunately without any restrictions. Because of that, I have indented to write about the sanctity of the human soul in Islam. This study aims to shed light on the inviolability of the human soul and dignity in Islam, particularly the inviolability of non-Muslim citizen who lives within Muslims, and trying to illustrate the reality of non-Muslim citizens in contemporary Islamic countries. And creating awareness within Arab and Muslims, particularly in Malaysia, of what might be sought by some of international powers to undermine the unity of religions and sects in our Muslim countries, by concentrating on the rights of non-Muslim minorities in these countries. Methodology of study depends on analytical and comparative methods for opinions of Muslim scholars, Jordanian law and some rights of non-Muslim minorities in Malaysia, Jordan, Egypt and Lebanon. The study proved that Islamic Legislation not only keeps the inviolability of a non-Muslim citizen soul, but also gives them all rights as Muslim Citizen.

Keywords: Human Soul, Muslim Punishment, Non-Muslim Citizens

* Visiting Lecturer, Department of Islamic Politics, Academy of Islamic Studies, University of Malaya.

154

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

المقدمةاألرض مشارق يف والقتال، القتل يف واستغراق إغراق من البشرية حتياه ما إن ومغارهبا، من غري قيد وال ضابط من خلق أو دين أو قانون، قدح يف نفسي ضرورة الكتابة عن حرمة النفس اإلنسانية يف اإلسالم، وألن عناصر املوضوع كثرية وجوانبه املواطن غري دم الكتابة يف حرمة آثرت ملعاجلتها مجيعا، يتسع واملقام ال متعددة، ماليزيا دولة يف سيما ال املسلمني إلخواين تنبيها اإلسالم، يف )الذمي( املسلم دولنا بوحدة املرتبصة اخلبيثة الدولية األيدي إليه تسعى قد ملا واستباقا الفدرالية،

اإلسالمية، بدعوى حقوق األقليات غري املسلمة فيها.من موقفه يكون احليوان كيف إىل واإلحسان والشفقة بالرمحة يأمر دينا إن اإلنسان؟! إن دينا حيرم التحريش بني البهائم وجعلها غرضا كيف يكون موقفه من اإلنسان؟! إن دينا خيربنا بأن امرأة استوجبت النار هبرة آذهتا كيف يكون موقفه من اإلنسان؟! إن دينا خيربنا بدخول إمرأة عملها الزىن اجلنة بإحساهنا إىل حيوان كيف يكون موقفه من اإلنسان؟! إن رسوال رحيما يأمر من أخذ فرخ طري وليد برده إىل أمه تطيبا خلاطرها وهتدأة لروعها كيف يكون موقفه من اإلنسان؟! إن رسوال عظيما ينزل عن منربه لريبت على جذع شجرة كاد أن ينشق حزنا البتعاد مقام النيب عنه النبات العظيم من الدين إذا كان هذا موقف اإلنسان؟! موقفه من يكون كيف واحليوان فكيف يكون موقفه من اإلنسان املستخلف يف هذه األرض لعمارهتا وفق

شرع اهلل.إن هذه الورقة البحثية حتاول تسليط الضوء على حرمة النفس اإلنسانية وكرامتها يف اإلسالم، ال سيما حرمة نفس املواطنني غري املسلمني الذين يعيشون بني ظهراين املسلمني، وحتاول إلقاء ومضة على واقع املواطنني غري املسلمني يف الدول اإلسالمية

املعاصرة.

حرمة النفس اإلنسانية في اإلسالم

إن حياة اإلنسان مصونة معرتف هبا منذ حلظات احلمل األوىل، وال جيوز حرمان أي إنسان من هذا احلق تعسفا، وعلى اجلميع أفرادا ومجاعات ودوال محاية هذا احلق من

155

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

كل اعتداء، ويف خمتلف الظروف واألحوال،1 دل على هذا الشرع اإلسالمي احلنيف يف العديد من نصوصه، واليت أعرض بعضها على النحو التايل:

فمن املسلمات اليت ال ريب فيها أن حفظ النفس واإلبقاء عليها هو من أهم ما أحدمها: بأمرين: يكون إمنا النفس اإلسالمية، وحفظ للشريعة الكلية املقاصد املأكوالت الوجود، كتناول جانب من مراعاهتا عن عبارة وهو وثباهتا، قيامها به واملشروبات وامللبوسات، وما أشبه ذلك، بل تناول امليتة والنجاسات واخلبائث إذا ر باغ وال عاد فال دعت الضرورة، وقطع اليد املتآكلة، قال تعاىل: } فمن اضطر غييإث عليه{ ]البقرة ، 371[، والثاين: ما يدرأ عنها االختالل الواقع أو املتوقع، وهو

عبارة عن مراعاهتا من جانب العدم.2ولذلك حرم اإلسالم القتل العمد العدوان، وجعل إزهاق الروح بغري حق جرمية حبق اإلنسانية كلها، وإحياءها إحياء لإلنسانية كلها، قال تعاىل: } من أجل ذلك تل ا قي فس أو فساد يف األرض فكأمن فسا بغري ني تل ني نا على بين إسرائيل أنه من قي كتبيا أحيا الناس مجيعا {]املائدة،23[، وقال أيضا: } وال الناس مجيعا ومن أحياها فكأمنفس اليت حرم الله إال باحلق { ]األنعام،151[، ويعرب نيب الرمحة عن هذا لوا الني قتي تياملعىن أصدق تعبري حيث يقول: )لزوال الدنيا أهون على اهلل من قتل رجل مسلم(،3

ابن قدامة، عبد اهلل بن أمحد بن قدامة املقدسي )1985(، املغين. بريوت: دار الفكر، ج 8، ص 1

207؛ وابن حزم، علي بن أمحد بن سعيد بن حزم الظاهري )1988(، احمللى. )حتقيق عبد الغفار العزيز عبد الوهاب عبد 213؛ ص ،10 ج العلمية، الكتب دار بريوت: البنداري(، سليمان الشيشاين )1980(، حقوق اإلنسان وحرياته األساسية يف النظام اإلسالمي والنظم املعاصرة. عمان، الطعيمات، هاين سليمان )2001(، حقوق امللكية، ص 373؛ العلمية اجلمعية األردن: مطابع اإلنسان وحرياته األساسية. عمان: دار الشروق، ص 116؛ أبو سخيله، حممد عبد العزيز )1985(،

حقوق اإلنسان يف الشريعة اإلسالمية وقواعد القانون الدويل. ص 134.إبراهيم موسى اللخمي الشاطيب )2001(، املوافقات يف أصول الشريعة. بريوت: دار الكتب العلمية، 2

ج 2، ص 23.حممد بن عيسى الرتمذي )1995(، سنن الرتمذي. )حتقيق أمحد حممد شاكر وآخرون(، بريوت: دار 3

إحياء الرتاث العريب، ما جاء يف تشديد قتل املؤمن، حديث رقم 1395؛ أمحد بن شعيب أبو عبد الرمحن النسائي )1986(، سنن النسائي الكربى. )حتقيق عبدالفتاح أبو غدة(، ط 2، ج 8، حلب: مكتب املطبوعات، تعظيم الدم، حديث رقم 2619؛ ابن ماجة، حممد بن يزيد ابو عبد اهلل القزويين )1987(، سنن ابن ماجة. )حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي(، ج 2، بريوت: دار الفكر، باب هل لقتل مؤمن توبة، حديث رقم 2619؛ أمحد بن احلسني بن علي بن موسى البيهقي )1994(، سنن البيهقي الكربى. )حتقيق حممد عبد القادر عطا(، ج 10، مكة املكرمة: مكتبة دار الباز، باب حترمي

القتل من السنة، حديث رقم 15648. قال األلباين: حديث صحيح.

156

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

وتأكيدا لقدسية حق احلياة روي أن النيب الكرمي: وقف أمام بيت اهلل احلرام قائال: )ما أطيبك وأطيب رحيك، وما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس حممد بيده،

حلرمة املؤمن عند اهلل أعظم من حرمتك، ماله ودمه(.4وكما حرم اإلسالم قتل اآلخر بغري حق حرم كذلك قتل اإلنسان لنفسه، ذلك أن من أصول الشريعة الغراء، أن حياة اإلنسان ليست ملكا خاصا له، بل هي حق لباريها، فال ميلك إسقاطها أو التسبب يف إتالفها دون مقصد شرعي كاجلهاد، قال لوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما { ]النساء،92[، قتي املوىل عز وجل: } وال تيوقال سيدنا حممد: )من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يف نار جهنم يرتدى خالدا اه يف نار جهنم خملدا فيها أبدا، ومن احتسى مسا فقتل نفسه فسمه يف يده يتحسخالدا خملدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه حبديدة فحديدته يف يده جيأ5 هبا يف بطنه يف

نار جهنم خالدا خملدا فيها أبدا(.6ولقد قرر الشارع احلكيم مجلة من األحكام والعقوبات ردعا للمجرمني واستبقاء ها الذين آمنوا حلياة اآلخرين، جاء يف مقدمتها القصاص، قال احلق سبحانه: } يا أييلى احلر باحلر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى فمن عفي كتب عليكم القصاص يف القتيباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ذلك تفيف من ربكم ورمحة له من أخيه شيء فاتيله عذاب أليم { ]البقرة،871[، وفوق القصاص وأعظم عد ذلك في فمن اعتدى بيمن القصاص، ذلك التهديد الشديد والوعيد األكيد الذي جاء يف قول احلق سبحانه دا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه عم قتل مؤمنا متي وتعاىل: } ومن ييوأعد له عذابا عظيما { ]النساء،39[، وكذلك يف قوله: } والذين ال يدعون مع الله لق فعل ذلك يي زنون ومن يي فس اليت حرم الله إال باحلق وال يي لون الني قتي إلا آخر وال يي

حديث األلباين: قال .3932 رقم حديث الفنت، السابق، كتاب املرجع ،)1987( ماجة ابن 4

ضعيف.الوجء اللكز، ووجأه باليد والسكني وجأ ضربه، ابن منظور )1995(، لسان العرب. بريوت: دار 5

الصادر، ج 1، ص 190.حممد بن إمساعيل البخاري )1987(، صحيح البخاري. ط 3، )حتقيق د. مصطفى ديب البغا(، 6

اليمامة: دار ابن كثري، باب شرب السم والدواء به ومبا خياف منه واخلبيث، حديث رقم بريوت، الباقي(، عبد فؤاد حممد )حتقيق مسلم. )1945(، صحيح احلجاج بن مسلم مسلم، 5442؛ بريوت: دار الكتب العلمية، باب غلظ حترمي قتل االنسان نفسه وان من قتل نفسه بشيء عذب به

يف النار وانه ال يدخل اجلنة اال نفس مسلمة، حديث رقم 109.

157

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

أثاما { ]الفرقان ، 86[، حيث حذف االسم املوصول )الذين( لإلشارة إىل تساوي الشرك والقتل بغري احلق يف احلرمة.

واإلسالم ال يفرق بني املسلم وغري املسلم من املعاهدين، والرجل واملرأة، والكبري والصغري، فكلهم سواء يف تقرير حرمة الدم واستحقاق احلياة، قال عز من قائل: }وال هم وإياكم { ]اإلسراء،13[، وقال الرسول رزقي لوا أوالدكم خشية إمالق نن ني قتي تي

الكرمي: )من قتل معاهدا مل يرح رائحة اجلنة(7 وقال أيضا: )من قتل عبده قتلناه(.8والشواهد الدالة على حق املواطن غري املسلم )الذمي( يف احلياة كثرية، منها: أن خليفة رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم حفظ وصية رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم باإلحسان إىل أهل الذمة، وتأمينهم على أنفسهم وأموالم وأعراضهم، ولقد أوصى هبم خريا عند وفاته، وأن يوىف لم بعهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم والذي فيه أهنم آمنون على أنفسهم، ال يضرهم أحد من املسلمني، لم النصر على من ظلمهم

كائنا من كان.9ر أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب من قتل املواطن غري املسلم )الذمي(، وكذلك حذوألزم من يعتدي على حياة واحد من أهل الذمة بالدية،10 بل إن أمري املؤمنني عثمان هم بقتل مسلم بذمي، فكلمه الزبري وناس من أصحاب رسول اهلل فنهوه عن قتله، فجعل ديته ألف دينار،11 فلوال املانع الشرعي ملا تواىن أمري املؤمنني عن قتله، وملا اقتصر على الدية، وال ريب أن اإللزام بالدية، يردع كل نفس أمارة بالسوء عن أن

تسول لصاحبها فعل املنكر.

البخاري )1987م(، املرجع السابق، باب إث من قتل معاهدا بغري جرم، حديث رقم 2995؛ ابن 7

ماجة )1987(، املرجع السابق، حديث رقم 2686.)حتقيق الصحيحني. على املستدرك ،)1990( عبداهلل أبو عبداهلل بن حممد النيسابوري، احلاكم 8

احلاكم: حديث قال رقم 8099، احلدود، حديث عطا(، ج 10، كتاب القادر عبد مصطفى صحيح على شرط البخاري ومل خيرجاه؛ النسائي )1986(، املرجع السابق، القود من السيد للموىل، حديث رقم 6939؛ الرتمذي )1995(، املرجع السابق، باب ما جاء يف الرجل يقتل عبده، حديث

رقم 1414؛ ابن ماجة )1987(، املرجع السابق، حديث رقم 2663.ابن سعد حممد )1957(، الطبقات الكربى. بريوت: دار الصادر، ج 1، ص 358. 9

الرمحن حبيب )حتقيق الرزاق. عبد مصنف ،)1983( الصنعاين مهام بن الرزاق عبد بكر أبو 10

األعظمي(، بريوت: املكتب اإلسالمي، ج 2، ط 2، ص 127.عمر بن شيبة البصري )1996(، أخبار املدينة. بريوت: دار الكتب العلمية، ج 2، ص 115. 11

158

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

قتل المسلم بالمواطن غير المسلم )الذمي(مل خيتلف علماء املسلمني وفقهاؤهم يف حرمة دم املواطن غري املسلم )الذمي(، وال يف ضرورة إنزال أقصى العقوبات وأشدها على من ينتهك قدسية حقه يف احلياة، وإمنا

اختلفوا يف مسألة قتل املسلم به، وذلك على أربعة أقوال:

القول األول: ال يقتل المسلم بالذمي إال أن يقتله غيلة على الحرابة وهو قول عمر بن اخلطاب،12 وعثمان بن عفان، وأبان بن عثمان،13 ورجال كثري من أبناء الصحابة،14 وأبو بكر بن حممد بن عمرو بن حزم،15 والليث بن سعد، واملالكية.16

بدليل:ما روي عن النيب صلى اهلل عليه وسلم: )أنه قتل يوم حنني مسلما بكافر 1 .

قتله غيلة، وقال: أنا أوىل أو أحق من وىف بذمته(.17 ما رواه عبد امللك بن حبيب األندلسي عن جندب الذيل قال: )كتب عبد 2 .اهلل بن عامر إىل عثمان أن رجال من املسلمني عدا على دهقان فقتله على

ماله، فكتب إليه عثمان أن أقتله به، فإن هذا قتل غيلة على احلرابة(.18

ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 222؛ حممد بن حممد اخلطيب الشربيين )1995(، 12

املنهاج. )حتقيق علي حممد معوض وعادل أمحد عبد اجملود(، ألفاظ مغين احملتاج إىل معرفة معاين بريوت: دار الكتب العلمية، ج 5، ص 232؛ حممد املنتصر الكتاين )1985(، معجم فقه السلف.

مكة املكرمة: مطابع الصفا، ج 8، ص 87.ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 222؛ الكتاين )1985(، املرجع السابق، ج 8، 13

ص 87.ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 222. 14

نفس املرجع، ج 10، ص 222؛ الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 231. 15

حممد بن عبد اهلل بن علي اخلرشي )1997(، حاشية اخلرشي على خمتصر سيدي خليل. )ظبط 16

زكريا عمريات(، بريوت: دار الكتب العلمية، ج 8، ص 135؛ أمحد بن إدريس القرايف، )1994(، الذخرية. )حتقيق حممد حجي(، بريوت: دار الغرب اإلسالمي، ج 12، ص 332؛ حممد بن أمحد بن عرفة الدسوقي )1996(، حاشية الدسوقي خرج آياته وأحاديثه حممد عبد اهلل شاهني. بريوت:

دار الكتب العلمية، ج 6، ص 176.الدارقطين احلسن أبو عمر ابن الدارقطين، 56؛ 8، ص ج السابق، املرجع ،)1994( البيهقي 17

البغدادي )1966(، سنن الدارقطين. )حتقيق السيد عبد اهلل هاشم مياين املدين(، بريوت: دار املعرفة، ج 3، ص 134؛ الصنعاين )1983(، املرجع السابق، ج 9، ص 425.

ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 222؛ حممد بن علي بن حممد الشوكاين )1996(، 18

نيل األوطار. )حتقيق وهبة الزحيلي(، بريوت: دار اخلري، ج 7، ص 13.

159

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

ما روي أن عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه بلغه أن رجال من املسلمني قتل 3 .رجال نصرانيا من أهل احلرية فأمر بقتله.19

القول الثاني: ال يقتل المسلم بالكافر مطلقا وهو مروي عن عمر بن اخلطاب،20 وعثمان بن عفان، وعلي بن أيب طالب، وأيب عبيدة بن اجلراح، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، ومعاوية، وأيب موسى األشعري، وعكرمة موىل ابن عباس، وبه قال احلسن، وأبو عياض، وجابر بن زيد، والزهري، املنذر، وإليه رجع زفر بن الذيل،21 وهو قول وعطاء، وأبو ثور، وإسحاق، وابن

الشافعية،22 والظاهرية،23 واحلنابلة،24 واإلباضية،25 والزيدية.26

الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 232؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، 19

ص 222؛ الشوكاين )1996(، املرجع السابق، ج 7، ص 15.حمي الدين حيىي بن شرف النووي )1995(، اجملموع شرح املهذب. )حتقيق حممد جنيب املطيعي(، 20

قدامة ابن العريب، ج 20، ص 277؛ الرتاث حياء دار بريوت: طبعة جديدة مصححة كاملة، )1985(، املرجع السابق، ج 11، ص 466؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص

.224-221ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 224؛ حممد عبد الرمحن بن عبد الرحيم املباركفري 21

)1979(، حتفة األحوذي بشرح جامع الرتمذي. )ظبطه وراجعه عبد الرمحن حممد عثمان(، ط 3، بريوت: دار الفكر للطباعة والنشر، ج 4، ص 669.

النووي )1995(، املرجع السابق، ج 20، ص 275؛ إبراهيم بن علي الشريازي )1995(، املهذب. 22

الدين الصغري، أمحد بن محزة بن شهاب الشافعي العلمية، ج 5، ص 11؛ الكتب بريوت: دار 255؛ 7، ص ج العريب، الرتاث إحياء دار بريوت: املنهاج. شرح إىل احملتاج هناية ،)1990(

الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 231.ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 220. 23

الفتوحي أمحد بن النجار، حممد ابن السابق، ج 11، ص 466؛ املرجع ،)1985( قدامة ابن 24

اخلالق(، عبد الغين عبد )حتقيق وزيادات. التنقيح مع املقنع اإلرادات يف مجع منتهى ،)1985(بريوت: عامل الكتب، ج 2، ص 401؛ حممد بن عبد اهلل الزركشي )1993(، شرح الزركشي على خمتصر اخلرقي. )حتقيق عبد اهلل بن عبد الرمحن اجلربين(، الرياض: مكتبة العبيكان، ج 3، ص 63؛ الرياض: مكتبة املستنفع. زاد املربع شرح الروض البهويت )1970(، إدريس بن يونس بن منصور

الرياض احلديثة، ج 3، ص 262.حممد بن يوسف اطفيش )1972(، شرح النيل وشفاء العليل. ط 2، بريوت: دار الفتح، ج 15، 25

ص 27.ابن املرتضى، أمحد بن حيىي )1986(، البحر الزخار. بريوت: مؤسسة الرسالة، ج 6، ص 226؛ 26

حممد بن علي بن حممد الشوكاين )1985(، السيل اجلرار املتدفق على حدائق األزهار. )حتقيق حممود إبراهيم زايد(، بريوت: دار الكتب العلمية، ج 4، ص 393.

160

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

بدليل: 1. قوله تعاىل:27 ولن جيعل الله للكافرين على المؤمنني سبيال، ]النساء، 141[. وجه الداللة: أن اآلية وإن كانت بلفظ اخلرب إال أنه أريد هبا النهي، وقد نفت اآلية كل سبيل لكافر على مؤمن، ألن السبيل نكرة يف سياق النفي فيعم، وحيث كان القصاص سبيال من السبل يكون داخال يف عموم النفي، فينفى، ث ال ميكن محل السبيل على معىن احلجة والربهان للكافر على املسلم، ألن هذا احلمل خاص فال يناسب عموم اللفظ، أو ألن هذا معلوم من غري اآلية، فال جيوز محلها على ما هو

معروف من غريها.282. قوله تعاىل: ال يستوي أصحاب النار وأصحاب اجلنة، ]احلشر، 20[.

قالوا: دلت اآلية على عدم املساواة بني املؤمنني والكفار، ألن اآلية وإن اشتملت على فعل منفي وهو ال يعلم، إال أهنا متضمنة لنكرة، وهي عامة اتفاقا بعد النفي، فالتقدير ال استواء بني هؤالء وهؤالء، ونفي التساوي بينهما مينع من التساوي بني يثبت فال والتساوي، املماثلة على مبين القصاص إذ دمائهما، وتكافؤ نفوسهما

القصاص بني املسلم والكافر.29 3. ما روي عن أيب جحيفة30 قال: قلت لعلي رضي اهلل عنه: هل عندكم شيء من الوحي ليس يف القرآن؟، قال: ال والذي فلق احلبة وبرأ النسمة، إال فهما يعطيه اهلل

الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 232؛ الشوكاين )1996(، املرجع السابق، ج 7، 27

ص 16؛ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 227.الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 232؛ الشوكاين )1996(، املرجع السابق، ج 7، 28

ص 16؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 228.الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 233؛ الشوكاين )1996(، املرجع السابق، ج 7، 29

ص 16؛ ابن املرتضى )1986(، املرجع السابق، ج 6، ص 226.النووي )1995(، املرجع السابق، ج 20، ص 277؛ الشريازي )1995(، املرجع السابق، ج 5، 30

ص 11؛ الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 233؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، البهويت )1970(، السابق، ج11، ص467؛ املرجع قدامة )1985(، ابن ج 10، ص 230؛ املرجع السابق، ج 3، ص 263؛ الزركشي )1993(، املرجع السابق، ج 6، ص 63؛ الشوكاين

)1996(، املرجع السابق، ج 7، ص 12.

161

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

رجال يف القرآن، وما يف هذه الصحيفة، قلت: وما يف هذه الصحيفة؟، قال: )العقل، وفكاك األسري، وأن ال يقتل مسلم بكافر(.31

4. ما روى قتادة عن احلسن عن قيس: قال )انطلقت أنا واألشرت اىل علي بن أيب طالب فقلنا له: هل عهد إليك رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم شيئا مل يعهد اىل الناس؟ فقال: ال إال ما يف هذا الكتاب(، وأخرج كتابا من قراب سيفه، فإذا فيه: )املسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، أال ال

يقتل مسلم بكافر، وال ذو عهد يف عهده(.32قالوا: دلت الروايتان الصحيحتان يف طريقهما على أن رسول اهلل )ص( هنى عن قتل املسلم بكافر، أي كافر كان، ألنه نكرة، فيكون شامال للذمي واحلريب واملستأمن، فال خيصص اللفظ بأحدهم، ومعىن: )وال ذو عهد يف عهده(، أنه ميتنع املعاهد ما

دام يف عهده، مراعاة للوفاء بالعهد33.5. ما روى عبد الرزاق يف مصنفه عن حممد عن الزهري عن سامل عن أبيه أن مسلما قتل رجال من أهل الذمة عمدا، فرفع إىل عثمان بن عفان، فلم يقتله به، غلظ عليه

الدية كدية املسلم.34قالوا: دل هذا األثر على أن عثمان قد حكم بعدم قتل املسلم بالذمي، وكان ذلك مبحضر من الصحابة،35 وقال ابن حزم: أنه مل يصح عن أحد من الصحابة شيء

31 البخاري )1987(، املرجع السابق، ص 1459، حممد بن عيسى بن سورة الرتمذي )1995(،

املرجع النسائي )1986(، الرتاث، طبعة جديدة، ص 24؛ إحياء دار الصحيح. بريوت: اجلامع الصنعاين 282؛ 3، ص ج السابق، املرجع ،)1987( ماجة ابن 220؛ 4، ص ج السابق، )1983(، املرجع السابق، ج 4، ص 424؛ البيهقي )1994(، املرجع السابق، ج 8، ص 53؛

ابن حنبل، أمحد، )1991(، مسند أمحد. القاهرة: مؤسسة قرطبة، ج 2، ص 36.النسائي )1986(، املرجع السابق، ج 4، ص 220؛ الدارقطين )1966(، املرجع السابق، ج 3، 32

ص 98؛ البيهقي )1994(، املرجع السابق، ج 8، ص 53.الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 233؛ الشوكاين )1996(، املرجع السابق، ج 7، 33

ص 14؛ الزركشي )1993(، املرجع السابق، ج 6، ص 63؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 230؛ ابن قدامة )1985(، املرجع السابق، ج11، ص467؛ النووي )1995(، املرجع

السابق، ج 20، ص 277.الصنعاين )1983(، املرجع السابق، ج 9، ص 422؛ الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، 34

ص 235؛ الشوكاين )1996(، املرجع السابق، ج 7، ص 13؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 223؛ البيهقي )1994(، املرجع السابق، ج 8، ص 61.

الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 235. 35

162

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

غري هذا، إال ما روى النزال بن سربة عن عمر أنه كتب يف مثل هذا أن يقاد به، ث أحلقه كتابا آخر قال فيه: ال تقتلوه.36

6. إن اهلل فرق بني املسلمني والذميني يف أحكام الدنيا، أال ترى أن املسلم والكافر إذا حضرا القتال أعطى املسلم نصيبه وإن كان يف غناء، وحرم الكافر وإن كان فقريا اتفاقا، وقد أباح اهلل للمسلم أن يتزوج حبرائر الكتابيات، وحرم على الكافر اإلماء املسلمات، أال ترى أن اهلل أمرنا بأخذ املال من املسلم طهرة وتزكية، ومن الكافر العبودية للمسلم، صغارا وذلة، فمن هذا وذاك علمنا أن اهلل وضع الكافر موضع فأىن يتساويان؟ وكيف يقتص من املسلم بقتله الكافر مع قيام املبيح لدمه، وهو كفره

املورث الشبهة يف احلد.37

القول الثالث: يقتل المسلم بالذمي خاصةوهو قول احلنفية،38 وهو مروي عن عمر بن اخلطاب، وعلي بن أيب طالب، وابن مسعود، وإبراهيم النخعي، وعمر بن عبد العزيز، وبه قال الشعيب، وابن أيب ليلى،

وعثمان البيت.39بدليل:

فس بالنيفس {، ]املائدة، 54[. نا عليهم فيها أن الني 1. قوله تعاىل: } وكتبيابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 223؛ البيهقي )1994(، املرجع السابق، ج 8، 36

ص 59؛ املباركفري )1979(، املرجع السابق، ج 4، ص 670.الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 235، الشوكاين )1996(، املرجع السابق، ج 7، ص 37

16؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 227؛ ابن قدامة )1985(، املرجع السابق، ج 11، ص 466؛ ابن املرتضى )1986(، املرجع السابق، ص 6، ج 226.

ابن عابدين، حممد أمني بن عمر )1983(، رد احملتار على الدر املختار. بريوت، لبنان: دار الكتب 38

العلمية، ج 6، ص 534؛ علي أيب بكر بن عبد اجلليل الرشداين املرغيناين )1995(، الداية شرح بداية املبتدئ. )اعتىن بتصحيحه الشيخ طالل يوسف(، بريوت: دار إحياء الرتاث العريب، ج 4، ص 444؛ أبو بكر بن مسعود الكاساين )1986(، بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع. بريوت: دار الكتب العلمية، ط 2، ج 7، ج10، ص4625؛ عبداهلل بن حممود املوصلي )1984(، االختيار

لتعليل املختار. ج 2، بريوت: دار املعرفة، ج 5، ص 27.السابق، ج املرجع النووي )1995(، السابق، ج 11، ص 466؛ املرجع قدامة )1985(، ابن 39

20، ص 277؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 222؛ الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 231؛ ااملباركفري )1979(، املرجع السابق، ج 4، ص 670؛ العظيم آبادي، حممد مشس احلق )1968(، عون املعبود شرح سنن أيب داود. )حتقيق عبد الرمحن حممد عثمان(،

األندلس: مؤسسة قرطبة للنشر والتوزيع، ط 2، ج 12، ص 261.

163

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

قالوا: دلت اآلية الكرمية على أن حكم اهلل يف التوراة هو قتل النفس بالنفس، وهو وإن كان شرع من قبلنا إال أن إقرار شرعنا له وقصه علينا بدون إنكار جعله شرعا لنا، والنفس يف اآلية عامة تشمل املسلم والذمي، واحلريب لوال احلرابة لكان داخال إال

أن دمه أهدر خلروجه عن الطاعة.40لى احلر باحلر ها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص يف القتي 2. قوله تعاىل: } يا أييباع بالمعروف وأداء والعبد بالعبد واألنثى باألنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتي

إليه بإحسان { ]البقرة، 871[.وجه االستدالل: أنه سبحانه وتعاىل أثبت القصاص على القاتل من غري فرق بني أن

يكون املقتول مسلما أو كافرا، فوجب القصاص من املسلم القاتل للذمي.41قون{]البقرة، تي 3. قوله تعاىل: } ولكم يف القصاص حياة يا أويل األلباب لعلكم تيقد جعلنا لوليه سلطانا فال يسرف يف القتل إنه 971[، وقوله: } ومن قتل مظلوما في

كان منصورا { ] اإلسراء، 33[.وجه االستدالل: دلت اآليتان على أنه يف شريعة القصاص حتقيقا حلياة اجملتمع، فلو مل يقتل املسلم بالكافر لفات املقصود، إذ قد حتمل العداوة الدينية أولياء املقتول على االنتقام وقتل مجاعة بواحد، ودلت على أن ويل املقتول له سلطان على القاتل مطلقا، وهو بعمومه الذي مل يفصل بني قاتل مسلم وكافر مثبت للسلطان على املسلم إذا

قتل ذميا، ومعىن ذلك أنه يقتص من املسلم.424. واستدلوا باإلضافة ملا سبق من آي الذكر احلكيم بعموم اآليات43 التالية: قوله تعاىل: }واحلرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه مبثل ما اعتدى عليكم{

الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج5، ص236؛ الكاساين )1986(، املرجع السابق، ج 10، 40

ص 4625؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 224؛ ابن عابدين )1983(، املرجع السابق، ج 6، ص 534؛ الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 6، ص 64.

الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 236؛ الكاساين )1986(، املرجع السابق، ج 10، 41

ص 4625؛ ابن عابدين )1983(، املرجع السابق، ج 6، ص 534. الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 237؛ الكاساين )1986(، املرجع السابق، ج 10، 42

ص 4625.ابن عابدين )1983(، املرجع السابق، ج 6، ص 534؛ الكاساين )1986(، املرجع السابق، ج 43

10، ص 4625؛ ابن حزم )1988(، املرجع السابق، ج 10، ص 226؛ ابن قدامة )1985(، املرجع السابق، ج 11، ص 466.

164

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

عاقبوا مبثل ما عوقبتم به {، ]النحل، بتم في ]البقرة،491[، وقوله تعاىل: } وإن عاقيلها {، ]الشورى، 40[. 621[، وقوله تعاىل: } وجزاء سيئة سيئة مثي

5. ما روى ابن البيلماين أن النيب )ص( )أقاد مسلما بذمي، وقال: )أنا أحق من ويف بذمته(.44

فقامت الذمة، أهل قتل رجال من املسلمني برجل من أيت عليا ان روي ما .6عليه البينة، فأمر بقتله، فجاء أخوه وقال: إين قد عفوت، قال: فلعلهم هددوك أو قرعوك؟، قال: ال، ولكن قتله ال يرد علي أخي، وعوضوا يل ورضيت، قال: أنت

أعلم، من كان يف ذمتنا فدمه كدمنا، وديته كديتنا.45قالوا: وهذا أثر ظاهر الداللة يف أن دم غري املسلم الذمي كدم املسلم، ومعناه أنه

يقتص أحدمها من اآلخر.46

القول الرابع: يقتل المسلم بالذمي إن كان منه خلقا وعادةوهو مروي عن الفاروق أمري املؤمنني عمر بن اخلطاب واإلمامية.47

المواطن غير المسلم في الدول اإلسالمية المعاصرةتبني لنا من خالل النصوص والشواهد التطبيقية يف املطلبني األول والثاين مدى حرص املسلمني قادة وشعوبا على صيانة حق املواطن غري املسلم يف احلياة، بل أكد فقهاء املسلمني من كافة املذاهب أنه على املسلمني معاملة املواطنني غري املسلمني بالرب

السابق، ج الصنعاين )1983(، املرجع السابق، ج 6، ص 534؛ ابن قدامة )1985(، املرجع 44

9، ص425؛ الدارقطين )1966(، املرجع السابق، ج 3، ص 134؛ البيهقي )1994(، املرجع السابق، ج 8، ص 56، قال البيهقي: وهو منقطع، ورواية غري ثقة.

الزيلعي أبو حممد احلنفي السابق، ج 8، ص 62؛ عبداهلل بن يوسف املرجع البيهقي )1994(، 45

)1995(، نصب الراية ألحاديث الداية. )اعتىن به أمين صاحل شعبان(، القاهرة: دار احلديث، ج 6، ص 333.

الشربيين )1995(، املرجع السابق، ج 5، ص 238؛ ابن عابدين )1983(، املرجع السابق، ج 6، 46

ص 534؛ الكاساين )1986(، املرجع السابق، ج 10، ص 4626؛ املرغيناين )1995(، املرجع السابق، ج 4، ص 444.

حممد بن احلسن بن علي الطوسي )1970(، النهاية يف جمرد الفقه والفتاوى. بريوت: دار الكتاب 47

العريب، ص 749.

165

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

واإلحسان، ودفع الظلم عنهم واحملافظة عليهم، وقد صرح بعضهم بأن ظلم املواطن غري املسلم أشد من ظلم املسلم إمثا، كما نقل عن ابن عابدين.

وإذا أنعمنا النظر يف واقع املواطنني غري املسلمني يف الدول اإلسالمية املعاصرة فإننا نراهم يتمتعون بكل احلقوق اإلنسانية اليت كفلتها لم الشرائع السماوية واملواثيق الدولية، وعلى رأس هذه احلقوق احلق يف احلياة، فجميع دساتري الدول اإلسالمية تنص على أن املواطنني أمام القانون سواء بغض النظر عن أعراقهم ولغاهتم وأدياهنم، على سبيل املثال، لو أننا نظرنا إىل الدستور األردين48 بوصفه أحد دساتري الدول تتميز تنتقص من أي حق من حقوقهم، بل اإلسالمية ملا وجدنا مادة من مواده نصوص الدستور األردين بالعموم غري املفرق بني املواطنني العتبارات عقدية دينية، لديانته أو عرقه الدستور تذكر األردين مطلقا دومنا أي إشارة فنلحظ أن نصوص وإن والواجبات احلقوق يف بينهم متييز ال سواء القانون أمام فاألردنيون لغته، أو القيام بشعائر األديان الدولة حرية الدين،49 وحتمي أو اللغة أو العرق اختلفوا يف والعقائد،50 ولكل أردين أن يعرب حبرية عن رأيه بالقول والكتابة والتصوير وسائر وسائل التعبري،51 ولكل أردين حق تويل املناصب العامة بالشروط املعينة يف القوانني

واألنظمة52، وال يلي منصب الوزارة إال أردين.53وكذلك كان شأن قانون العقوبات األردين،54 حيث متيزت نصوص مواده أيضا بالعموم، دومنا تفريق العتبارات دينية أو لغوية أو عرقية، فقد تضمن عقوبات خمتلفة

ومتفاوتة تبعا الختالف اجلرمية أو اجلناية املرتكبة لكل: من ثبتت جرأته على إطالة اللسان علنا على أرباب الشرائع من األنبياء...،

املادة )273(.

مهند أمحد الصابوري )2006(، الدستور األردين 1952م واملعدل لسنة 1984م. عمان، األردن: 48

مكتب احملامي الصابوري. نفس املرجع، املادة 6. 49

نفس املرجع، املادة 14. 50

نفس املرجع، املادة 15. 51

نفس املرجع، املادة 22. 52

نفس املرجع، املادة 42. 53

مهند أمحد الصابوري )2006(، قانون العقوبات األردين. قانون مؤقت رقم )33( لسنة )2002(. 54

عمان، األردن: مكتب احملامي الصابوري.

166

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

من خرب أو أتلف أو دنس مكان عبادة أو شعارا أو أي شيء تقدسه مجاعة من الناس قاصدا بذلك إهانة دين أية مجاعة من الناس أو فعل ذلك مع علمه املادة لدينها...، اإلهانة حممل على هذا فعله ستحمل اجلماعة تلك بأن

.)275( من أزعج قصدا مجعا من الناس اجتمعوا ضمن حدود القانون إلقامة الشعائر أو ذلك أثناء تشويشا أحدث أو إقامتها عند بالزء لا تعرض أو الدينية تعدى على أي شخص يقوم ضمن حدود القانون بالشعائر الدينية يف ذلك

االجتماع...، املادة )276(. من نشر شيئا مطبوعا أو خمطوطا أو صورة أو رمسا أو رمزا من شأنه أن يؤدي إىل إهانة الشعور الديين ألشخاص آخرين أو إىل إهانة معتقدهم الديين، أو تفوه يف مكان عام وعلى مسمع من شخص آخر بكلمة أو بصوت من شأنه أن يؤدي إىل إهانة الشعور أو املعتقد الديين لذلك الشخص اآلخر...، املادة )278(.

من قتل إنسانا قصدا...، )326(. من ضرب أو جرح أحدا...، املادة )330(.

فعل مؤثر من بأي إيذائه أو أو جرحه على ضرب شخص أقدم قصدا من وسائل العنف واالعتداء...، املادة )333(.

أما على صعيد الواقع التطبيقي ففي األردن أقلية غري إسالمية نسبتها أقل من %5 من العدد اإلمجايل للسكان، تتمتع جبميع احلقوق واحلريات، وتعيش بأمن وأمان، احلكومات أولت وقد واحلرية، السماحة من أجواء يف التعبدية شعائرها ومتارس منطقة شهدته ما سيما ال واهتمام، رعاية عبادهتم كل أماكن املتعاقبة األردنية املغطس جبوار هنر األردن املبارك من تطوير وحتديث، وخصصت لم كوتا انتخابية تتجاوز حصتهم القانونية، وتقلد العديد منهم خمتلف املناصب القيادية، فكان منهم

احملافظني والنواب والوزراء ورؤساء األندية واجلمعيات والبلديات...ويف ماليزيا جند املواطنني غري املسلمني آمنني على دمائهم وأعراضهم وأموالم، بل يشاركون أبناء الوطن الواحد من املاليوين يف تطوير الوطن وازدهاره، فمثال جند الوظيفة ويف واجلامعة، املدرسة يف املسلم املواطن جانب إىل املسلم غري املواطن احلكومية واخلاصة، ويف املناصب القيادية والسياسية، وجندهم متجاورين بأمن وسالم

167

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

يف املدينة والقرية واحلي، بل إن العديد من اجملمعات السكنية حتوي اجلميع، مسلمني متجره املسلم، ويف لشقة اجملاورة آمن يف شقته املسلم فتجد غري وغري مسلمني، وحمله، فال أحد يعتدي على أحد، واجلميع سواء أمام القانون يف احلقوق والواجبات، يعيشون حتت كنفه بأمن وسالم، حيققون سلما إجتماعيا حيتذى، وال يتدخل أحد سلبا يف شؤوهنم الدينية، فهم آمنون يف معابدهم، وتراعي الدولة أعيادهم ومناسباهتم وأعيادهم، الدينية مناسباهتم يف رمسية عطلة تقضي فالبلد كلها الامة، السنوية ويتبادل املواطنون التهاين يف األفراح، ويواسي بعضهم بعضا يف األتراح، ويرتشحون يف االنتخابات ويرشحون ممثلني لم، وتضم بعض األحزاب املواطن املسلم واملواطن غري املسلم كالبوذي والندوسي، بل ويتم ترشيح املواطن غري املسلم من قبل حزبه ذي األغلبية املسلمة، ث يشارك اجلميع يف دعم محلته االنتخابية، فتأتيه األصوات االنتخابية من خمتلف شرائح الشعب املاليزي فيحقق النصر يف العملية االنتخابية، وخري شاهد على ذلك ما حصل يف شهر ابريل يف العام 2010م يف االنتخابات التكميلية لبعض الواليات، حيث فاز مواطن من أصل هندي ميثل احلزب احلاكم يف

إحدى الواليات، بل منهم من هو سلطان على بعض الواليات. ويف لبنان جند اجلميع من املسلمني وغري املسلمني يعيشون بأمن وآمان، واجلميع سواء أمام القانون والدستور، فال يعتدي أحد على أحد، وميارسون شعائرهم التعبدية يف جو من احلرية والتسامح واإلخاء، ويشاركون مجيعا يف العملية السياسية فينتخبون خمتلف من املواطنون حتتها املنضوي السياسية األحالف ويشكلون وينتخبون، املتوافق الدولة دستور وفق املسلمني، غري من اجلمهورية رئيس إن بل األديان، عليه وطنيا، ويف مصر جند غري املسلمني من األقباط ينعمون باألمن واألمان، فهم إجتماعي سلم يف الواحدة القرية يف ويتجاورون القانون، أمام سواء واملسلمون حيتذى، وميارسون طقوسهم الدينية حبرية مطلقة دون خوف أو وجل من أي كان، بل يعمل املسلم وغري املسلم جنبا إىل جنب يف جهازي الشرطة واجليش دفاعا عن

البلد من األخطار الداخلية واخلارجية.وما ذكرته عن أحوال املواطنني غري املسلمني يف األردن وماليزيا ولبنان ومصر يف املسلمني غري املواطنني حلياة منوذج إال هو وما فيض، من غيظ إال هو إن اجملتمعات اإلسالمية كافة، إذ أن املقام ال حيتمل اإلسهاب واالستيعاب، فما ذكر كاف وشاف، وكاشف حلقيقة األمن واألمان والسلم والسالم الذي حيياه املواطنون

غري املسلمني يف الدول اإلسالمية.

168

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

وال ريب أن األمن واألمان والسلم والسالم الذي حيياه املوطنون غري املسلمني يف البالد اإلسالمية عائد إىل إلتزام املسلمني حكاما وحمكومني بتعاليم الدين اإلسالمي احلنيف، املقررة أن الناس خلقوا مجيعا من نفس واحدة وأن أكرمهم عند اهلل أتقاهم، واآلمرة بالرب واإلحسان إىل من مل يقاتل املسلمني أو يظلمهم أو يعتدي عليهم، قال ها فس واحدة وخلق مني قوا ربكم الذي خلقكم من ني ها الناس اتي اهلل تعاىل: } يا أييقوا الله الذي تساءلون به واألرحام إن الله هما رجاال كثريا ونساء واتي زوجها وبث منيها الناس إنا خلقناكم كان عليكم رقيبا{ ]النساء،1[، وقال سبحانه وتعاىل: }يا أييإن قاكم أتي الله عند أكرمكم إن عارفوا لتي بائل وقي شعوبا وجعلناكم وأنثى ذكر من الله هاكم ني يي وتعاىل:}ال سبحانه احلق وقال ]احلجرات،13[، خبري{ عليم الله قسطوا إليهم بيروهم وتي ين ومل خيرجوكم من دياركم أن تي قاتلوكم يف الد عن الذين مل ييين وأخرجوكم لوكم يف الد هاكم الله عن الذين قاتي ني إن الله حيب المقسطني. إمنا ييالمون{ ولم فأولئك هم الظ تي ولوهم ومن يي من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تي

]املمتحنة، 8-9[.فاملسلمون مجيعا حريصون على حقوق غري املسلمني وحقن دمائهم باعتبار ذلك واجب ديين قبل أن يكون حق إنساين، يقول األستاذ فهمي هويدي: )...ممارسة اآلخرين حلقوقهم وحرياهتم ينبغي أن ال تتم يف إطار العطف أو إحسان األغلبية إىل األقلية، ألهنم مل يكتسبوا تلك احلقوق إنطالقا من مودة األغلبية ومشاعرهم اخلرية، وإمنا اكتسبوها مبقتضى ما هو مقرر وثابت يف كتاب اهلل سبحانه وتعاىل، وإذا حدث إهدار لتلك احلقوق فإنه ال يصيب اآلخرين وحدهم بالظلم وإمنا الظلم األكرب واقع بالدرجة األوىل على كتاب اهلل وحقه عز وجل(.55 ومن هنا يظهر لنا أمهية الوعي

الديين لتحقيق األمن االجتماعي، والسلم األهلي، واحملافظة على وحدة األوطان.

فهمي هويدي )1985(، مواطنون ال ذميون. القاهرة: دار الشروق، ص 101. 55

169

حرمة النفس اإلنسانية: حرمة نفس املواطن غري املسلم منوذجا

الخاتمة فلقد تبني من خالل هذه الورقة البحثية مدى اهتمام اإلسالم واملسلمني حبرمة النفس النصوص من خالل املسلم خصوصا، املواطن غري نفس اإلنسانية عموما وحبرمة الشرعية والقانونية، والشواهد التطبيقية منذ فجر اإلسالم وحىت يومنا هذا، وعرفنا أن بعض العلماء ذهبوا إىل قتل املسلم باملواطن غري املسلم، بينما ذهب البعض اآلخر إىل إجياب الدية عقوبة له، وأن دساتري الدول اإلسالمية وقوانينها اتسمت بالعموم القانون لم غري املفرق بني املواطنني العتبارات دينية، فاملواطنون مجيعا سواء أمام نفس احلقوق وعليهم نفس الواجبات، وتبني لنا أن واقع املواطنني غري املسلمني يف الدول اإلسالمية مشرق، حيث ينعمون باألمن واألمان والسلم والسالم، وميارسون شعائرهم التعبدية يف أجواء من احلرية، ويشاركون يف مسرية التنمية يف أوطاهنم جنبا

إىل جنب مع شركائهم يف الوطن من املسلمني. ويوصي الباحث يف ختام حبثه مبا يأيت:

الدول يف واإلعالمية العلمية واملؤسسات والشعبية الرمسية اليئات قيام .1حبقوق املسلمني من اجلماهري وتوعية الديين، التثقيف بواجب اإلسالمية املواطنني من غري املسلمني باعتبارها واجبات شرعية قبل أن تكون واجبات قانونية، ومن ث فال جيوز ألي مسلم أن يعتدي على أي مواطن غري مسلم العامل، بدعوى قتل وقتال غري املسلمني للمسلمني يف بقاع شىت من هذا ألن القاعدة الشرعية ناطقة بأنه ال تزر وازرة وزر أخرى، فضال عن العقد االجتماعي والقانوين القائم بني املواطنني املسلمني واملواطنني غري املسلمني، وليعلم املسلمون أنه لو خان وغدر الناس كلهم إال واحد وجب أن يكون

هذا الواحد من املسلمني.

باحتضان ندوات ومؤمترات ولقاءات حوارية بني قيام أويل األمر يف األمة .2والتشوهات النفسية العوائق واألعراق، إلزالة األديان من خمتلف املواطنني البداية من املدارس الفكرية اليت ال تزال قائمة لدى البعض منهم، ولتكن إىل اللجوء إىل ضرورة املواطنني وتنبيه األهلي، السلم وتعزيز واجلامعات، القانون ليأخذ جمراه يف مواجهة بعض احلوادث غري املتوقعة أو املفتعلة اليت البشرية للنفس الرؤية اإلسالمية أو هناك، وتوضيح حقيقة قد حتدث هنا

وتقديسها وتكرميها لا.

170

Jurnal Fiqh, No. 8 (2011) 153-170

رسالة إليصال الدولية، األسرة أعضاء فيها يشارك عاملية مؤمترات عقد .3ورد واإلنصاف العدل على القائم العاملي والسلم لألمن الداعية اإلسالم احلقوق املغتصبة إىل أصحاهبا، والعمل سويا حلقن شالل الدماء املتدفق هنا

وهناك شرقا وغربا. دعم وتفعيل حركة البحث العلمي والتأليف والنشر ومبختلف اللغات لبيان .4

حقيقة الرؤية اإلسالمية لإلنسان واحلياة.