حوار حول نظرية الحتمية القيمية في الإعلام

20
اشي عنصر العي حول نظريع ا تمية القيمية ة ا ملية جوي4102 _________________________________________ __________ _________________ _ 0 حول" نظرية الحتمية القيمية" مع في ااشي عنصر؛ العيجتماعلم ا عا حوار مع______________________ ة "عن كثب":صر" لمدوناشي عنفيسور "العي البرومعة في اة الحتمية القيميا يسمى نظرياب أنا متحفظ على مسبذه ا لهاشي عنصرفيسور العي البرو تقديمسعدني ي أ ن اة الحتمية القيمية،نة حول نظريذه المدورة على صفحات هش الذي بدأ منذ فتلنقا ستكمل ا جدا معهم بهذا الحوار الماشي عنصرفيسور العي البروحث الجلباذ استا ، اص في علم زائري المتخصجتماع، ا وئة التدريسهو حاليا عضو هيية وأجنبية، وت ومراكز بحث عربل بعدة جامعا الذي عم بجامعة قطر.جتماع بقسم علم ا فيده دكتورنا هذا الحوار الذي أرا أش الذيلنقايه إلى موقفه من اة، يتطرق فبة دراسة علمي ن يكون بمثا تُ فة الحتمية القيميذ فترة حول نظري ح منن التعمق؛ اشرح بكثير م ة، كما يراء موقفهي وقفت وب الت سبا ينطلق منهموقعه الذيح رؤيته وضواضع، ولكن و في بعض المو دكتورنا قاسياقد يكونتحفظ منها. و المنتبه أكثر إلى ما يقوله. نظرية أنلنا كأنصار لحتم علين لنقد النظرية تستاذ ا ؛س لونيس باديpost_29.html - ://badislounis.blogspot.com/2014/07/blog http

Transcript of حوار حول نظرية الحتمية القيمية في الإعلام

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

0

في اإلعالم "نظرية الحتمية القيمية"حول

حوار مع عالم االجتماع؛ العياشي عنصر______________________

البروفيسور "العياشي عنصر" لمدونة "عن كثب":

لهذه األسباب أنا متحفظ على ما يسمى نظرية الحتمية القيمية في اإلعالم

البروفيسور العياشي عنصر

تقديم

ستكمل النقاش الذي بدأ منذ فترة على صفحات هذه المدونة حول نظرية الحتمية القيمية، ان أيسعدني

زائري المتخصص في علم ، األستاذ الباحث الجالبروفيسور العياشي عنصر بهذا الحوار المهم جدا مع

الذي عمل بعدة جامعات ومراكز بحث عربية وأجنبية، وهو حاليا عضو هيئة التدريس واالجتماع،

بقسم علم االجتماع بجامعة قطر.

ن يكون بمثابة دراسة علمية، يتطرق فيه إلى موقفه من النقاش الذي أهذا الحوار الذي أراده دكتورنا في

سباب التي وقفت وراء موقفه ة، كما يشرح بكثير من التعمق؛ األح منذ فترة حول نظرية الحتمية القيميفُت

المتحفظ منها. وقد يكون دكتورنا قاسيا في بعض المواضع، ولكن وضوح رؤيته وموقعه الذي ينطلق منه

لنقد النظرية تحتم علينا كأنصار للنظرية أن ننتبه أكثر إلى ما يقوله.

باديس لونيس ؛األستاذ

post_29.html-://badislounis.blogspot.com/2014/07/bloghttp

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

4

السؤال األول/ كيف تقرؤون النقاش الدائر هذه االيام حول نظرية الحتمية القيمية في اإلعالم؟

واحد نشر مقاليكفي نقاش حول هذه النظرية، إذ ال وجود ال يمكننا الحديث عن الواقع،في على ذلك المقال من ، أو ردينردنشر مهما كانت أهميته، ومهما تضمن من انتقادات لهذه النظرية، ثم

على ، وأعتقد أن هذا الوضع ال يمثل استثناًء.نقاش حولهاوجود عن نتحدث لكي" هذه النظرية" رواد فتح في نا تقاليدليست لدينحن على الساحة الثقافية الجزائرية. العكس، هناك غياب كامل للنقاش

لو اعتمدنا مقياسفاالختالف حولها. المناقشات حول األفكار مهما كانت قيمتها، ومهما كانت درجةراكدة عندنا حول قضية أو فكرة معينة، ألمكننا القول أن الحياة الفكريةيدور في الساحة الجدل الذي

ظهرت بوادرها منذ ما ال يقل عن عقد من التيالحتمية القيمية" "نظرية حول هذا المثالنأخذ تماما. لأنصارها في جامعة األمير عبد القادر في أياها الزمن. ومع ذلك لم تثر أي اهتمام ، عدا ذلك الذي أوالها

هذا االهتمام حتى البداية، ثم بعد ذلك في عدد من أقسام اإلعالم واالتصال في الجامعات األخرى. لكن هذه في إبراز قيمة ةفي الغالب األعم بالمبالغو يتسم بالقبول والترحيب والتبجيل، ه ألنكان في اتجاه واحد،

النظرية.

، على اإلطالق، بل وقع تجاهلها في المقابل، لم تستقطب النظرية أية ردود فعل نقدية حقيقيةمقابالت ، ولوال الضجة التي أثارها مناصروها حولها بنشر بعض المقاالت، وعدد من اللم تكن كأنها

أو في بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية مثل موقعكم هذا، ثم نشر كتاب على الجرائد الصحفيةاألنشطة التي كانت، تلكبصفة جزئية. لوال هاحولها، وتنظيم عدد من الندوات ثم الملتقيات التي تناولت

، والتمحيص العلمي والتحليلبالدراسة حملة الدعائية، أكثر من وصفهاالصيغة في كثير من األحيان تأخذلى هذه النظرية. أقول هذا ليس للتقليل من شأنها، ولكن ألن الرصين، لما أمكن ألحد االنتباه إاألكاديمي

.كما أسلفت القول الساحة الفكرية والثقافية الجزائرية ليس فيها تقاليد من هذا القبيل

بمناسبة من الزمن ينعقد حوالي منذاهي شخصيا قلت، هذه ظاهرة عامة وقد استرعت انتبكما )أستاذ بجامعة دكتور فوزي عادلاألنثروبولوجيا ال هو عالمعزيز ستهالل لكتاب مهدى لروح زميل كتابة ا

الذي غيبه رحمه اهلل قسنطينة، وباحث في مركز الوطني للبحث في األنثربولوجيا االجتماعية والثقافية( المثقفون فيف. في أوج عطائه وهو ، بعد معاناة مع المرضمن القرن الماضيالموت منتصف التسعينيات

بشكل منهجي،اهلون بعضهم الجزائر، على اختالف مجاالت اإلبداع والفكر وفي كل فروع المعرفة، يتجذا حدث أن لهمخالفا أو مع الرأي متفقاسواء كان وجود لآلخر كأنه ال إنه عادة ما وقع االهتمام، ف. وا

نالحظ مثل هذه .األطراف المعنيةبين التهم وتبادل، سلبيا على شكل انتقاص من قيمة اآلخر طابعاخذ يأالباحثين عموما و وحتى بين األكاديميين ،في عالم الرواية المسرح، والسينماالوضعية بين األدباء والفنانين

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

3

يستشهد حيث تسود حالة من التجاهل المتبادل بينهم لدرجة أنه نادرا ما تجد باحثا بارزا في أي تخصص إنه بالفعل في حين ال يقتصد في اإلشارة إلى أعمال الباحثين األجانب. أو يشير إليها، أعمال زمالئهب

تها ظاهرة بحاجة إلى دراسة.واقع محزن، ومؤسف، ومحبط، لكنها حقيقة موضوعية، وهي بذا

سباب هذا التحفظ؟ا أن توضحو و متحفظا من النظرية، هل يمكنكم أالسؤال الثاني/ تبد

هو حينها عزي وكناعبد الرحمن نص للدكتور لى هذه النظرية من خاللبالنسبة لي، اطلعت ع مادةدرس أ وقتها ، كنت3002أو 3002يمكن عام عمل في جامعة اإلمارات العربية المتحدة، وأنا ن

األستاذمن قبل حرال ختيارالامضمون المادة يقوم على كانو " لطلبة علم االجتماع، قضايا معاصرة"ن اخترت حدث أوراهنة لمناقشتها مع الطالب. من النصوص التي تعالج قضايا ذات أهميةمجموعة ل

".في اإلعالم "الحتمية القيمية موضوع لكنها تعالجال أتذكر عنوانها بالضبط، ،كآنذا مقالة نشرها د/ عزي .ومثيرا للجدل في آنثريا وكان النقاش مع الطلبة ،مع النظرية للقاء فرصة لي انت تلك أولك

ومتحفظانقديا في اإلعالم "القيمية الحتمية نظريةيسمى "تجاه ما ،وما يزال ،كان موقفي حينها لعل أهم مأخذ على هذه النظرية هو .صمود أمام النقد مع مرور الوقتالقدرتها على ومدى، قيمتها حول

باعتمادها فكرة الحتمية، وتأسيسها على النكوص بالتفكر العلمي إلى نماذج ولى عهدها منذ زمن طويل لى توضيح حتى يعرف القارئ لنظرية بحاجة إلبالنسبة ةيالمركز المفاهيم هذه القيم وبالذات القيم الدينية.

، القيم عموما والقيم الدينية بالذاتنظرية على فكرة ال، وما ذا يعني أن تقوم مثال ذا يعني مفهوم الحتمية ماتسليط الضوء على مقدار هائل من ب أعتقد أن ذلك سوف يسمح وما النقائص األساسية التي تتسم بها.

النظرية، وتطرح تساؤالت غياب الوضوح، وجميعها مآخذ تقلل من قيمةو ،اللبس، والخلط، ونقض الدقةللممارسات االجتماعية في عالم اإلعالم واالتصال، وهو ما عديدة بشأن قدرتها على تقديم تفسير علمي

ما تعلق وبخاصة لكنها تواجه تحديات كبرى بسبب ما يلفها من غموض، هذه النظرية. تطمح إليه وضح الحقا.مفاهيمها الرئيسية، كما سأب

مفهوم الحتمية -1

تحدث نتيجة أن ظاهرة ما تصور مفاده يقوم على اتفسيري االحتمية تعني ببساطة نموذج وهي باإلضافة إلى كونها تتضمن فكرة العلية أو السببية التي تعني ارتباط .وجوبالها سابق متغيرتأثير

معنى أن أو اللزوم، ب، تضيف إلى ذلك فكرة الضرورة سابقة الحدوث عليها محددةالظواهر بمتغيرات خالل عديدة تبنت هذا النموذج نظريات هناك .الظاهرة )ص( لحدوثضروري والزم شرط ( المتغير )س

من زاوية محددةنظرية الحتمية االقتصادية )قراءة لعل أشهرها ؛نسانية واالجتماعيةالعلوم اإلمسيرة والبناء العلوي وعالقات االنتاج،في نمط اإلنتاج لنظرية ماركس حول العالقة بين البناء التحتي ممثال

Thomas مالتوس توماس ) ممثال في السياسة والقوانين واأليديولوجيا(، ومنها نظرية الحتمية الديمغرافية

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

2

Robert Malthus)ثورشتاين فيبلن ، ونظرية الحتمية التكنولوجية(Thorstein Veblen ) ونظرية الحتمية ،...الخ. تشترك جميع هذه النظريات في صفة أساسية هي ربط وقوع )مفكرو الفاشية والنازية( قيةالعر

دون غيره.أحداث وظواهر معينة حصريا بشرط أو متغير واحد

قع في قلب االبستمولوجيا الوضعية منذ ي التفسير السببي في العلوم االجتماعية ال يخفى أنلعلم االجتماع الحديث، وبالذات في فكرة قانون التعاقب A. Comte تأسيس أوغست كونت

الفيلسوف البريطاني جون ستوارت ميل وضح. وقد ”Diachronic and Synchronic Laws”والتزامن“J.S, Mill” والتالزم في ،سماه آنذاك بقانون التالزم في الحضورأما ل صياغتههذه العالقة من خالل

يدة في دإشكاالت إبستمولوجية ع يطرح لكن ذلكالحتمية. اسببية في صيغتهالغياب للتدليل على فكرة الهذه تواجهحيث ،مجال العلوم اإلنسانية واالجتماعية، وعلم االجتماع وعلوم اإلعالم واالتصال بالذات

من يرتبط بهانسان وأفعاله وما اإل الموضوع هوف ية موضوع هذه العلوم.بسبب خصوص بالرفضالفكرة رادة، وال عقالنية، كراهات،دوافع، ورغبات، وا بداعات. وا يتعلق هذا الموضوع بالتعقيد ألن األمريتميز و وا

جتماعيونالفاعلون االيقوم ،بعضها ذاتية وأخرى موضوعية ؛ةتظافر في تشكيلها عوامل عدت مواقفبكأدوات (المعاني) هايستعملونو معاني ودالالت، نتائجهابأفعال يسبغون عليها وعلى ومن خاللها ،ضمنها

دراك في ظل خالل عمليات التفاعل االجتماعي، ببنائهايكونون قد قاموا التي تلك المواقف في فهم وا متضمنا فيمعطى بنيويا اكونه إرادتهم واختيارهم يتجاوز وبعضهارهم، شروط وظروف بعضها من اختيا

البيئة التي يوجدون فيها.

قتصاد، نظريات الحتمية من صدق في إبراز تأثير عامل معين مثل اال هرغم ما قد تتضمنبلكن أو القيم مثلما نحن بصدده اآلن، في تفسير ظواهر محددة، فإنها تبقى عاجزة أو العرق، أو التكنولوجيا،

ا ومدى تداخلها. ، وتعدد العوامل المؤثرة فيهالتي تتعامل معها عن استيعاب حجم التعقيد المميز للظواهرإن الحقيقة التي تكشفها نظريات الحتمية غالبا ما تكون جزئية ومبالغا في تبسيطها، بل تكون أحيانا أخرى

1على نظريات الحتمية أيا كانت طبيعتها. رئيسيانهناك مأخذان وعلى العموم خاطئة تماما.

الذي تعتمده، وحول المتغير هاموضوعنظرة فجة وغير دقيقة حول طبيعة يتعلق األول بسيادة ، لوجدنا أن العامل االقتصادي ذاته النظرية الماركسيةنزعة الحتمية في مثال لظاهرة. فلو أخذنا ر ايسلتف

بحاجة إلى شروط مسبقة قانونية وسياسية وأيديولوجية حتى يتشكل كواقع. هذا ما أكدته دراسات جيل جديد من الماركسيين المحدثين مع نهاية القرن العشرين. ما يعني أن العامل االقتصادي ذاته يمثل كيانا

1 Rob Stones “Determinism” in , Bryan S, Turner ed. (2006) The Cambridge Dictionary of Sociology.

Cambridge University Press. Cambridge, UK, pp 132-133

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

5

ح فكرة الحتمية االقتصادية. وما قيل عن االقتصاد يصدق على مركبا ومتعددا في طبيعته أكثر مما تتي القيم والعرق والتكنولوجيا أو أي عامل آخر.

أما النقيصة الثانية، فترتبط باألولى، وتشير إلى النظرة االختزالية حول العالقة السببية التي تربط أين يتيح المختبر إمكانية التحكم في وراءها. إذ بخالف العلوم التجريبيةيقف ي والعامل الذبين الظاهرة

المتغيرات؛ عددا وترتيبا وشدة، فإن السببية في العلوم االجتماعية تواجه صعوبات جمة وكثيرة بذات الوقت، بسبب تعدد العوامل وتداخلها في الموقف الواحد. إذ برغم إمكانية الحديث عن العالقة بين عاملين

، فإن هذه العالقة تتأثر بعوامل أخرى، سواء كانت الرسالة اإلعالميةوتأثيرها على محتوى مثل القيم وعوامل وسيطة، أو فاعلة بسبب أن الموقف ذاته مركب وناتج عن تظافر عوامل عدة، وبسبب غياب

عية . باختصار، يتميز موضوع العلوم االجتما، وبالتالي قياس مدى تأثيرهاإمكانية التحكم المختبري فيهادة في تشكليه، وبكون العالقة السببية معقدة، غالبا ما تلعب فيها العوامل تتظافر عوامل عبكونه مركبا

الوسيطة دورا مهما، باإلضافة إلى عناصر عدم اليقين واإلبداع التي تعتبر من السمات األساسية للحامل ( الذي يمثل موضوع هذه العلوم بامتياز. الموقف االجتماعيفي الفاعلاالجتماعي )

ابستيمولوجية كبرى ممثلة في معضلة تواجهال في اإلعالم "نظرية الحتمية القيمية"هكذا فإن أو العلي في عامل ، بل تضيف إليها واحدة أخرى عندما تحصر التفسير السببي التفسير السببي فحسب

بالقيم احصر فاعليتها وتأثيرها مضمونها، ،تفسير الرسالة اإلعالمية تربط"، بمعنى أنها واحد هو "القيمذات غيرات األخرى وال تعتبرها ، أنها تستبعد كل المتبمعنىالتي تحملها، وليس بأي شيء آخر غير ذلك.

بالمفاهيم التي تقوم عليها تجدر اإلشارة هنا إلى اللبس الكبير الذي يحيط قيمة تفسيرية للرسالة اإلعالمية. القيم.و ، الحتمية، والمنهجية، و النظرية مثل؛ أعني مفاهيم؛ هذه النظرية

المفاهيم التباس -2

على د/ عبد الرحمن عزي ود/ نصير بوعلي أصحاب "نظرية الحتمية القيمية"،ردود تتميز من اللبس والخلط في تحديد المفاهيم الرئيسية التي هي؛ بدرجة كبيرةالمقال الذي تعرض لهم بالنقد

الزميلين عزي وبوعلي تعامل نماذج عن كيفية قدم أوطريقة استخدامها. س، والمنهجية ،والحتمية ،النظريةالنظريات لغالبيةالحتمية سمة مميزة أنعزي يدعي .يهمامعها من خالل اقتباس فقرات مطولة من رد

بل أكثر من ذلك يدعي أن النظرية ال تستحق هذه ، )وأتساءل من أين أتى بهذه المعلومة؟( الكبرىلصفة الموجهالنقد على ويرد .)تساؤل آخر عن مصدر هذه المعلومة؟( تكن حتمية التسمية إن لم

ويحيل القارئ إلى !!أن النظرية ينبغي أن تكون حتمية أو ال تكون ،بالقول نظريتهالحتمية التي تحملها (. لكن ما قدمه بوعلي ال يقنع أحدا، بل يعبر عن عدم 2شرح بوعلي حول مفهوم الحتمية )رد عزي ص

ما في رده الحتمية عنعزي يقول بين الحقا. كما سأفهم ما تعنيه الحتمية أصال، وال ما تعنية النظرية :يلي

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

6

( فإن أغلبها macroولو دققنا في النظريات الكبرى من نوع )" يحمل نزعة حتمية أي يركز على متغير ثقيل )وهو ما يميزها( مثلما شرح ذلك د. نصير بوعلي. فالظاهرتية مثال تركز باألساس على المعاني الذاتية التي يحملها الفرد حول تجربته، أي حتمية ذاتية إن صح هذا التعبير وال تنشغل كثيرا

كز باألساس على البنية االقتصادية، أي حتمية بالمتغيرات األخرى، والنقدية تر ال لم تعد اقتصادية. ويندر أن تجد نظرية تتعامل مع كل المتغيرات بالتساوي وا نما عملية جمع و صف وتكديس، وذلك أمر سهل في متناول الخاصة نظرية وا

(2 ص، 3فقرة )عزي والعامة..."

هو شائع، وقد وضحته سابقا، وبين اعتماد أن عزي يخلط بين مفهوم الحتمية كما هنا اضح و النظرية على مجموعة متغيرات متفاوتة في وزنها وأهميتها التفسيرية، قد يكون بينها متغير ثقيل كما

إلبراز أهمية القيمة كعامل مستقل. هذا المفهوم المركزي أسماه. ويحاول عزي تبرير اللجوء إلى الحتمية فه اللبس من جهة طبيعة القيم المقصودة بالذات، وأيضا من جهة عالقة الثاني في النظرية هو اآلخر يل

لعالقة. تصور منفصل عن الواقع مغرقا في المثالية لتلك ازمالؤه تصورا و يقدم عزي القيم بالواقع. إذ تماما، فالقيمة هي األصل والمصدر والكيان النقي، "كيان التاريخي" ألنه بتعبير عزي نفسه متجاوز

والمكان، بينما الواقع تابع ومشوه. يقول عزي:للزمان أن أهمية هذه التسمية )يقصد الحتمية( تكمن في لفت االنتباه إلى متغير

تتحول القيمة إلى متغير إضافي أو أساس مستقل )القيمة( وبدون هذه التسمية فالواقع من يحتاج إلى االرتقاء للقيمة حتما وبالضرورة، وال تخضع القيمة ،تابع

إلى تشوهات الواقع. فالقيمة تتجاوز حدود الزمان والجغرافيا، أي أنها مستقلة )التأكيد (2عزي ص ) على المتغيرات الظرفية وتتخذ أبعادا إنسانية "عالمية."

ين المتغير اإلضافي والمتغير في الفقرة لي إلبراز االلتباس في ذهن عزي ب التابع(

مسألة ثانوية، رغم واعتبارهاالتقليل من أهمية التسمية، لكن عزي سرعان ما يغير موقفه محاوالاستجابة للنقد الحقا التعديالت التي تدخل على النظرية بسببأنه يعترف ضمنا بإمكانية أن تكون خاطئة

ف النظر عن مسألة التسمية طالبا التركيز على المضمون؟ لكنيصر ومن ثم. ، ص(2)فقرة الموجه لها ويجسدها.، هو أن المضمون مرتبط بقوة بالتسمية هلكن يتجاهلذلك ، واألرجح أنه يعلم ما ال يتفطن إليه

قيقة وبالتالي فالنقد الموجه للتسمية ال محالة يطال المضمون. وحتى لو سلمنا له بذلك جدال، فإن الحما يؤكد مرة أخرى ذلكلم يتغير قيد أنملة. المنشورة ودردالوضحه أن المضمون كما تالساطعة هي

أي استعداد ون النقد، وال يبدونقبلتال ي ،ةدغمائيال وأ ةوثوقييتسم بالادعائي بأن موقف رواد هذه النظرية ما يقال عنه أنه مثير لمراجعة منزلقات النظرية وتصحيحها. إنه موقف يجانبه الصواب طبعا، وأقل

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

7

كونه صادر عن أكاديميين متخصصين ولهم خبرة طويلة في مجالي التدريس والبحث على حد ،للغرابة سواء.

قل تشويها س أقل غرابة، وال أليعن الحتمية ليه عزيلنا إيالذي يح التوضيحفي بوعلي هيقول ماوأنها تطورت لتصبح حتمية، 91نظريات القرن ، حيث يعتبر كل النظرية والحتمية() المفهومينلمضمون

، اإلطالقو االنغالقصفات تهما عديدة مثل "الحتمية"وينفي عن )أليس هذا أمر غريب( علوما مستقلة!!تم تجاوزها. فما هي الحتمية إذن؟ تلكبل يعتبرها أيديولوجيا وبصفتها الخ.والتسلط الفكري، والشمولية...لتفسير، ومجاال فكريا محددا يؤطر بل مرجعية في ايديولوجيا، ة سياسية أو أالحتمية عندهم ليست عقيد

)سأعود القيم التي مصدرها الدينفي القيمة، وبالذات في بالطبعتتجسد عنده الحتميةإن عمل الباحث، هي القيم ،من جهة قض صارخ كما تبين الفقرة التالية.تناالتباس كبير و . لكن هناك لهذا بعد حين(

قد تكون ، بللغي أهمية المتغيرات األخرى ودورهااعتبار كذلك ال يالمتغير األساس، ومن جهة ثانية، هذا مثل قراءةكيف يمكننا ما معنى الحتمية والحال هذه؟ من حق القارئ أن يتساءل األساس. هي

يقول بوعلي:صادر عن أكاديمي متخصص؟ الاب الملتبس والمتناقض الخط( ليست مشكلة أسيء طرحها كما قد يبدو déterminismeحتمية )إن تسمية ال

لصاحب المقال وغيره من المعترضين، فمسمى الحتمية أطلق منذ القرن التاسع عشر على كل النظريات التي تطورت إلى علوم مستقلة، وما الشعور بالحتمي إال الشعور

التسلط بالنسق أو النظام األساسي كما يقال. والحتمية ال تعني المطلق أو الجبرية أو ية أو إلغاء الفكر المضاد إلخ. كما يعتقد آخرون متهمينا الكليانالفكري أو الشمولية أو

بالتحوط أو االنغالق أو الثبات أو الجمود وعدم االنفتاح ... ) نعم عصر الحتميات كأديولوجيا قد وّلى(. الحتمية عندنا ليست لوًنا سياسيُّا أو إيديولوجيًّا وتعني مرجعيتنا في التفسير، مجالنا الفكري المحدد الذي ينبني على القيمة ) تحديدا التي مصدرها الدين( المتغير العلمي األساس لمعالجة الظاهرة اإلعالمية دون إلغاء المتغيرات األخرى االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي لها عالقة بالظاهرة وقد تكون هي األساس.

ست غاية في حد ذاتها...إن مصطلح الحتمية فرض نفسه في فالحتمية عندنا وسيلة ولي (.99-90النظرية للتمييز بين هذه النظرية واإلعالم القيمي عموما." )بوعلي ص ص

)التأكيد لي إلبراز االلتباس والتناقض الصارخ في خطاب بوعلي(

بأسلوب يتسم بكثير من معه جرى التعاملهناك مفهوم آخر على غاية األهمية هو المنهجية، مفهوم المنهجية حينا ليعني بوعليأين يستخدم الفقرة التاليةلنتفحص الغموض والتناقض وعدم الدقة.

أتصور ذلك ال هذا المفهوم، أم أنه ليس مطلعا عليه؟ استعمالاالبستمولوجيا، بيد أنه يبدو وكأنه ال يريد في كثير ومرة أخرى ليعني الخلفية النظرية. يتسبب الكاتبوحينا آخر ليعني طرق البحث وأدواته، ؟طبعا

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

8

كما يميز بين المنهجية كمعنى ،2المنهجية والخلفية النظريةاالبستمولوجيا و من اللبس، بحيث يخلط بين تسميات ويعطي أمثلة عن من قبل(. شخصيا به لم أسمع ،وفكر، والمنهجية كمبنى وأداة )تمييز غريب

المنهجية منهجية الوصل والفصل، المرحلي الثابت، والمرحلي المتصل، ؛ت مثلمنهجياغريبة لأيضا الخلدونية، والماركسية، والمثالية، والطوباوية....الخ. ثم يختم الفقرة بجملة تلغي كل ما سبق "وأصل

ن أ وهل يمكن ما المقصود بالضبط بهذه المفاهيم؟تساءل ي أليس من حق القارئ أن .المنهجية هو التأويل" يقول بوعلي: ؟بعد قراءة هذه الفقرة ودقيقةضحة خرج بفكرة واي

"أال يعلم بما يسمى في أدبيات التراث منهجية الوصل والفصل والتعاقبي والتزامني وهذه في دراسة تطور اللغة خاصة ( ، المرحلي والثابت والمرحلي المتصل ) الذي قد )

يشكل نظرية ( والمرحلي المنفصل ) الذي قد ال يشكل نظرية ( ... أدعوه إلى قراءة وتأمل كتاب المرحوم محمد عابد الجابري " نحن والتراث " ليتعرَّف على هذه المنهجية،

ي بعض األحيان فصل الفكر عن الواقع والعكس . كما فالضرورة العلمية تقتضي فأدعوا المشككين في النظرية التعمق في قراءة المنهجية ليس على مستوى العينات نما على مستوى والفرضيات وأدوات البحث المستخدمة والمالحظة بالمشاركة فحسب وا

ي المنهجية كمحتوى الفكر أيضا ، أو مثل ما قال المرحوم برحمة اهلل محمد عابد الجابر معرفي . فالمنهج هو باألساس رؤية، و األدوات قد تساعد على فهم الرؤية . فالمنهجية عندنا تأخذ صفة الخلفية النظرية التي تؤسسه كأن نقول المنهجية الخلدونية والمنهجية

يل الماركسية والمنهجية المثالية والمنهجية الطوباوية إلخ ... وأصل المنهجية هو التأو باألساس. أما ما ورد في مقال صاحبنا فهو قد تحدث عن تقنيات تطبيق البحث وهو موضوع آخر. ومنهجيا عندما نناقش موضوع معين ينبغي في البداية تحديد مجال الحديث أو فن تسليط الضوء على فكرة محددة أو ما يسمى باللغة الفرنسية

Projection)نهجية كمبنى وأداة شيء آخر ( حتى ( ) المنهجية كمعنى وفكر شيء والم (90ال نتيه وتختلط علينا األمور". بوعلي ص

أن أعتقد أكاد أجيب على الزميل بوعلي بالقول، بل لقد تهنا واختلطت علينا األمور. صراحة،أي باحث متمرس في للمفاهيم األساسية التي تعتبر من المسلمات عند تصور الزميلين أصحاب النظرية

اإلطار عاني منهالذي ي الخطير ضطرابالادرجة يجسد و ،الكبير لبسمدى اليعكس العلوم االجتماعية، وأقل محاوالت تبرير هذه التسميةو الحتمية،النظرية، و ما يقوالنه عن . ال أكاد أصدق لنظريةل المفهومي

األولى أم يكن المنهجية. في شرح مفهوم أتعجب مما قيل. كما ما يقال عنها أنها غير موفقة تماما

، 7/8العدد عربية، مجلة دراساتفي أول مرة نشرأنظر مقالي، "اإلبستمولوجيا وخصوصية العلوم اإلنسانية: عناصر أولية للتفكير"، 2

، ديوان المطبوعات الجامعية نحو علم اجتماع نقديثم نشر الحقا على شكل فصل في كتابي؛ 65-79، ص ص 3991 جوان -، ماي13السنة 3999

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

9

أو معجم في العلوم معجم فلسفي، أيمعجم في اللغة العربية، أو أول مراجعة بأصحاب النظريةكان كما س.اللب الوقوع في مثل هذا وايتجنبهذه المفاهيم، و من داللة واليتأكد وهي كثيرة، االجتماعية،

ومناهج البحث في العوم االجتماعية بخاصة. لكن عامة، العلوم جلى أي كتاب في مناهالرجوع إ مبإمكانه هائال اوالضبابية، وكم اللبسمن اكبير امقدار ، طبعا،كانت النتيجة هذا العناء. منفسهأ والم يكلف منهيبدو أ

إن قضايا على غاية األهمية وفي توظيفها. في معنى المفاهيم األساسية المتداولةوالتناقض من الخلط من ةذتاساألب فكيفمع الطالب، عادة تسامح فيهيتم ال المفاهيم وتوظيفها بشكل سليم المثل تحديد

في علوم االتصال واإلعالم. ، وهم أكاديميون متخصصون مستوى الزميلين ومنزلق الوثوقية رفض النقد -3

القراءة المتأنية لرد الزميلين عزي وبوعلي على النقد الموجه "لنظرية الحتمية القيمية"، وجود تبينميل قوي للدفاع المستميت عن النظرية، وهو أمر مقبول ومشروع، بل واجب ومسؤولية أكاديمية وأخالقية

ة نظرية متينة، ويفتقد فاع غير مؤسس على قاعددهذا ال كونهي حقا هو ابالنسبة لهما. لكن ما أثار انتبوالبراهين العلمية الدقيقة. من يقرأ الردين يشعر بعدم التماسك في الخطاب، وعمومية الواضحة للحجج

رد أن باعتقاديبشأن المفاهيم المفتاحية. كما بينت، بل وحتى التناقض في المواقف وضبابية في األفكارفي مثل المحككون ن يللنقد، الذي ينبغي أافضة نزعة وثوقية مناهضة ور تغلب عليه أصحاب النظرية

هذه الحالة.

ن؛ نقد من الخارج ونقد من يقسم األستاذ عزي النقد الموجه للنظرية إلى نوعيبهذا الخصوص، ، وبالذات الرافضين لها، وبالنوع الثاني و وا النظرية بتر ن لم يقرؤ مم الصادر نقداليقصد باألول الداخل.

واضح أن عزي لم . (2-3)عزي ص توضيحات وشروحا لبواطوالمتعاطفين معها، الذين المهتميننقد وقد وضح شروط النقد البناء. فيما ذهب،، ومعه حق غير المؤسس على قراءة متأنيةيكن ليستسيغ النقد

يبدو ذلك األساس.نزعة وثوقية رافضة للنقد غير المتعاطف مع النظرية ب طرخ لكن رده يكشف أيضا عنعد ببل يذهب أ .(2)ص ودورها في صياغة النقد البناء Empathy التعاطف فكرةواضحا عند حديثه عن

نية تربط بين ويضرب مثال بآية قرآ ،لتقبله ستعداد "المتلقي"من ذلك بربطه فهم موضوع معين بمدى ازعم مرة أخرى أن عزي يجانبه الصواب فيما ذهب إليه. فاستخدام (. وأ2التقوى وفهم القرآن )ص

يحاءات ال دقيق، وهي سلبية الذات العارفةعين المالحظ ال تغيبمصطلح "المتلقي" فيه حمولة داللية وا .لمعرفةمصادر خارجية، وليس لها دور في إنتاج تلك االتي تتلقى المعرفة من

التعاطف، ويعتبرها فكرة داخل المعتمد على قراءة متأنية وعلى في المقابل يشيد عزي بالنقد من الأكاديمية وبناءة، لكونها تقدم إضافات معينة، وهذا موقف ال غبار عليه. لكن هذا الصنف من النقد الذي

والتتويج بألقاب الموضوعية والترحيبعتد به ويدعو له عزي ورفاقه، ويعتبرونه األولى باالعتراف ي لنقد أرى في قبول عزي ل، يواجه تحديات وتهما عديدة ليس أقلها شأنا تهمة االنحياز. لذلك واألكاديمية

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

01

. إذ بالرغم من قيمة فكرة مجازفة ومنزلقا نحو الوثوقثة الداخلي والترحيب به على حساب النقد الخارجيثالية المناهضة وأهميتها كأداة منهجية ظهرت مع تيار التأويل في الفلسفة األلمانية الم" "التعاطف

على Phenomenology ، ثم ذاعت مع تيار الظاهرتية W. Dilthey للوضعية، بخاصة مع فيلهام ديلثي مؤسس علم اجتماع الفهم، ثم ألفريد شوتز M. Weber، وبعده ماكس فيبر E. Husserl يد إدموند هوسرل

SchützA. .مآخذ عدة، ليس أقلها و فإن الفكرة لها حدود، وعليها قيود 3مؤسس علم االجتماع الظاهراتيأنها مصدر لالنحياز بسبب غياب المسافة النقدية الالزمة مع الموضوع، وهو التحيز الذي أسماه

لخضوع ألية معايير الذاتية التي ال تقبل ا نحوخطر االنزالق السوسيولوجيون "عمى المسافة." فضال عن .، وتسمح بالتحقق من صدق ادعاءات الخطاب المنتجللتداولموضوعية قابلة

"الناس أعداًء بما ؛لتقليل من شأن النقد الخارجي، والتخلص منه بسرعة بتهمة الجهلفإن ا لذلك أنه غالبا ما يكون مصدره الجهل، أو التهجم أو الرفض غير المؤسس، أو ضمنا ،والقول صراحةجهلوا"،

الصواب، ألنه يعبر عن موقف غير هيجانب تصوربة في مخالفة النظرية...الخ. أو مجرد الكره، أو الرغمنطقي، ونزعة وثوقية رافضة للنقد. بل أكثر من ذلك، فإن عبارة "النقد من الخارج ذاتها" غير موفقة، ألن

ايرة ن أطر مرجعية مخالفة، وخلفيات نظرية مغالصادر عما يعنيه النقاد عادة بهذه العبارة هو النقد هو النقد الحقيقي الذي يضع النظرية ذلك في الواقع لكن موضوع النقد. لألنموذج المعرفي، أو النظرية

قدرتها على تصحيح مسارها، أو مواجهة مآلها المحتوم، أي ليقيسمحك االختبار، على و أمام التحديعلى اختالف مرجعياتهم علومالسقوط والزوال. ذلك ما تؤكده أعمال مشاهير اإلبستمولوجيين وفالسفة ال

صاحب العوائق االبستمولوجية والقطيعات االبتسمولوجية، G. Bachelardمنذ غاستون باشالر الفكريةفي عمله ”Paradigm“صاحب مفهوم األنموذج، T. Kuhnمرورا بالفيلسوف األمريكي توماس كون

ميشال فوكو و ، K. Popperكارل بوبرو ، L. Althusserلويس ألتوسير و الشهير "بنية الثورات العلمية"، M. Foucault ، بول فايربند وP. Fayerabend وصوال إلى بيار بورديو ،P. Bourdieu ، يورغن و

ولدينا في العالم العربي أسماء المعة في الفكر ،A. Giddensوأنطوني غيدنز J. Habermasهابرمس ، ومحمد أركون، والطيب التيزيني، وحسن حنفي، وحسين مروة، وعبد النقدي أمثال؛ محمد عابد الجابري

. اهلل العروي

مثل تلك التي تتعلق بطبيعة الخطاب العلمي في مقابل أخرى على غاية األهمية مسائلهناك إصرار عزي ومن معه على إقحام القرآن في الخطاب العلمي الخطاب الديني والفلسفي، وكذلك

أن هذه الممارسة برغم ة ومطلقة على صحة ما يقولون،قرآنية كونها حجة نهائياليات اآلواالستشهاد ب يقول عزي: .جدل كبير بين الباحثينمصدر و مثار خالف،

3.، وهو على حد 0991، دار طالس للنشر والتوزيع، دمشق علم الظواهر االجتماعيةأنظر تفاصيل عن هذه اإلسهامات النظرية في كتابي،

علمي من األعمال األولى التي تعاملت مع هذه التيارات في العالم العربي عموما، وبالتأكيد األول في الجزائر.

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

00

وتاريخيا، فإن الفلسفة والدين والعلم والنظريات مجاالت معيارية بالدرجة األولى. "تناولت ديان كتب قيمة )من القيم(واألفالفلسفة اإلغريقية انشغلت باألساس بقيمة العدل

( 5وأجابت على قصور االنسان في إدراك سر وجوده "أفحسبتم أنما خلقانكم عبثا" )( وبوصف هذا 6ومهمته في عبادة الخالق "وما خلقت الجن واإلنس إال ليعبدون" )

االنسان خليفة اهلل في األرض. وقد قال النورسي في ذلك أن "من وجد اهلل فقد وجد كل ( 2اهلل سبحانه وينتهي إليه." )عزي، ص "كل شيء يبدأ من وشيء،"

يدعي عزي أن الفلسفة والدين والعلم مجاالت معيارية باألساس، واألحرى به القول أنها "خطابات المجاالت أو الحقول التي أنتجت فيها. عن وليس ،معيارية" ألننا بصدد الحديث عن المعارف المنتجة

عم أن هذا الجمع غير مبرر وال أساس له، ويناقض حتى بعد تصحيح هذه الصياغة، فإننا نز لكن ها حقوال الفلسفة تدريجيا لتشكل لنفسعن السيرورة التاريخية لتشكيل العلوم الحديثة التي ابتعدت عن الدين و

ية وأخالقية بامتياز، غطي مجاالت معيار معارف تفعال إذا كان الدين والفلسفة ومناهج محددة. ونزعم أنه ن االعتبارات والنزعات المعياريةم تماما ال يخلو نهرغم أ .بالنسبة للعلم إلى حد بعيدف ختلفإن األمر ي

مفكرو عصر النهضة وعصر تحقيقه إلىسعى ما ذلك والسياسة. الدين والفلسفةالتي تنازل عنها لصالح في عمله توضيح هذه المسألةحاول ماكس فيبر وقد. إلنجازهاألنوار في أروبا ودفعوا ثمنا باهضا

مهمة العلم هي دراسة ضح فيه أن الذي أ ”Le savant et le politique“ ".والسياسي العالم" المشهور ما السياسةأبين تيارات ابستمولوجية متنافسة(. هذه القضيةبشأن جدلالالواقع كما هو كائن فعال؟ )رغم

ويعبر عنها ،الفلسفة تفعلاألخالقية كما االنشغاالت فتطرح المسائل المعيارية و (،)وهي تطبيقات العلمالمعارف والخطابات، وهي جميعها تهتم بما ينبغي أن يكون. وقد حذر فيبر الدين بقوة أكثر من باقي

أي الخلط بين العلم والسياسة ألن ذلك سيكون ال محالة على حساب لعالم من غواية لبس القبعتين معا؛ااسية، فكيف سيكون الوضع إذا ما يلك بالنسبة للخلط بين العلم والسإذا كان الخطر كذمصداقيته كعالم.

النتيجة الكارثية نعرفها جميعا ألنها مجسدة أمامنا في الفوضى العارمة، الدين؟ بين العلم و خلطنا تعيشها المجتمعات العربية اليوم، التي أعتقد أنها تعود في جزء كبير منها إلى واالضطرابات الخطيرة التي

أصحاب "نظرية الحتمية فعله بالضبط ما وأعتقد أن ذلك التقدير الناتج عن خلط العلم بالدين. سوءن كانوا ليسوا الوحيدين الذين انساقوا وراء هذا اإلغراء. القيمية"، وا

خفي أصحاب النظرية تحتل القيم موقعا مركزيا في هذه النظرية كما يفصح عن ذلك اسمها، وال ي هي القيم الدينية بالذات، التي هي مصدر كل القيم واألخالق، وهو ما دفع أصحاب ةدأن القيم المقصو

ورفاقه عزي (. لكن 2)عزي الفقرة السابقة ص أطروحاتهمالنظرية إلى توظيف النص القرآني بكثافة لدعم بالنسبة للباحثين في علوم النص القرآنيذلك أن هذا .القرآن ليس خطابا علميادون شك أن ونيعلم

يقدم إجابات عن األسئلة ، ألنه المصدرا لمعرفة علمية ال يعتبر خطابا علميا، وال اإلنسان والمجتمعفي بوضعهبحاجة للفهم، والتفسير للدراسة. بتلك الصفة، فهوموضوعا باألحرى شكلي الملحة اليوم، بل

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

04

بالمطلق كما هو جار اآلن، وتوظيفه كبرهان علمي استعماله بدال من ومقصده العام. التاريخي سياقه، ليس أقلها أن لعدة أسباب امرفوض اذلك أمر إن الناس. لدىعلى قدسيته اعتمادا، في حقيقته مطلق

يقوم قيمي ومعياري بل خطاب ،بالمعنى المتداول بيننا اليوم خطابا علميالم يكن ولن يكون النص القرآني لم يخضع أصال للقواعد المنهجية التي تحكم السيرورة التاريخية إلنتاج خطاب العتقاد.على اإليمان واال يمكن ،وبالتالي ألسرة العلمية في كل فترة زمنية.ا لدىالتي تحظى باالتفاق النسبي و ،الخطاب العلمي

ع لها الخطاب ومعايير اختبار الصدقية، وقواعد التحقق من االدعاء بالعلمية التي يخضإخضاعه لشروط العلمي لزوما.

قوة الحجة. بديال عنمن باب اللجوء إلى حجة القوة، لهو بهذا الشكل لنص القرآنيتوظيف ان إ ين ليسا من جنس الجدل والنقاش بين نص ساحةالمقابلة في ؛عدة في مقدمتهامرفوض ألسباب وهو أمر

عالمهم هذا.في من إنتاج البشر والثاني، مصدره يتجاوز البشر في عالمهم هذا مقدس نص األول واحد.نحن هنا لنقاش العلمي.ال تترك فرصة لو منذ الوهلة األولى، غلق باب الحوارال شك ست هذه الممارسة

بعيدا عن األفكار المسبقة واألفكار ،نقاش علمي رصينبحاجة إلى على غاية األهمية، قضيةأمام األيديولوجيا الدينية عبر مراحل طويلة من تطور مختلف األيديولوجيات وفي مقدمتها أنتجتها الجاهزة التي

اإلسالم السياسي، ودعاوى أسلمة العلم بما في ذلك حركات ورسختها عممتهاالمجتمعات اإلسالمية، ثم العلوم اإلنسانية واالجتماعية.

الكنسية مرتبط بهيمنةغريبة، الفصل بين الدين والعلم ظاهرة يدعي عزي أن للدفاع عن موقفه، ربما( . 5 ، ص؟ ) عزيفي أوروبا، وبالتالي خاصة بالحضارة الغربية، ولم تعرفها الحضارات األخرى

تؤكداليوم بحوزتنا ةالدالئل الموجودجميع بحاجة إلى بحث معمق، لكن مهمة فرضيةالفكرة هذهتشكل لم الحديث، بصرف النظر عن مدى صحة هذه المقولة أو خطئها، سار في هذا االتجاه منذ ما يزيد العن أ

وحركة اإلصالح الديني، وبعد هما عصر األنوار من الزمن، منذ انبثاق عصر النهضة، قرون خمسةعن ألمم والحضارات تبنت بقية ا وقد السمة المميزة للعالقة بين العلم والدين. وأصبح الفصل هوفي أوروبا،

وبالتالي فهو أمر واقع ال يمكن تجاهله أو القول بعدم وجوده. فضال عن ذلك ينبغي ،األخرى هذه المسارالتنويه بالتناقض الموجود بين الخطابين العلمي والديني، كونهما من طبيعتين مختلفتين في شروط

المنطلق، ولمزيد من التفصيل أحيل . من هذاكما في الوظائف واألدوار التي يقومان بها ،نتاجهماإ في نهاية هذه الورقة.وعالقتها بالعلم القارئ للحديث عن مفهوم األيديولوجيا

باالعتماد األولى المعضلةباختصار، تواجه "نظرية الحتمية القيمية" معضلتان رئيسيتان؛ تتعلق مصداقيته حولمن الشكوك لكثير، في أفضل األحوال، المثير . هذا النموذجسببيالالتفسير نموذجأعلى

من صريحارفضا يواجه ،والوفي أسوأ األح .ال العلوم اإلنسانية واالجتماعيةفي مج نظرا لصعوبة تطبيقه مالئم وغير ،ئقالغير هقطاع عريض من المفكرين في حقل فلسفة العلوم واالبستمولوجيا الذين يعتبرون

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

03

قوامه ،مخالفعلى أنموذج بدال من ذلك تعتمد التي ، العلوم اإلنسانية واالجتماعيةات موضوعتفسير لفكرة اعتمادها على بكبر في محضور أوقوع هذه النظرية فهي ، الثانية المعضلة أماوالتأويل. الفهم

جسيمبارتكاب خطأ النظرية تكتفي ال . بهذه الطريقةمتخذة من القيم المتغير التفسيري الوحيد الحتميةوال يأخذ منه سوى بعدا واحدا ،يبسط الواقع المعقد ااختزالي اموقف هاتذهب أبعد من ذلك باعتمادبل ،واحد

الذي يعبر أفضل متعدد العوامل تفسيرالرص ف بذلك رافضة المتداخلة والمتضافرة،متجاهال بقية األبعاد .المركب عن الواقع

هي مفتاح تفسير وفهم وحدها مفادها أن القيم "الحتمية القيمية" التي النظرية على فكرة تعتمد الذي تأسست عليه النظرية تساؤالت (ي)القيم هذا الموقفيثير السلوك في مجال اإلعالم واالتصال.

في التحليل ليست ، حسب أصحابها،. فالقيم في هذه النظريةللقيم األنطوولوجيةالطبيعة جهةعديدة من ، أي بالتحديد، مصدرها باألساس النص المقدس في الدين اإلسالميبل دينية ، روحية اقيمسوى النهائي الممارسة االجتماعية عموما،خرج دراسة ي إذ منزلقا خطيرا، يمثل هذا الطرحكيف أن لقد أوضحتالقرآن.

سيرورة التفاعل االجتماعي في بذلك برمتها وبكل تعقيداتها، من مجالها األصلي، أعني وعملية االتصاليقوم بها فاعلون حقيقيون، التي جتماعية الممارسات اال فضاء منانتزاع عملية االتصال إذ يتمالمجتمع.

منتجون و يواجهون رهانات فعلية، ، موجودون في مواقف حقيقية، االجتماعي لهم حضور فعلي في الواقع للفاعلين متجاوز و متسام حقل في تنبت تلك القيم تفترض النظرية أن ،بدال من ذلك .للمعاني والدالالت

ودون مشاركتهم ومنتجة في غياب هؤالء الفاعلين ،زةالقيم ناج كون فيهت فضاء المقدس الذيفي ، وواقعهم لكنهم بالتأكيد ليسوا .في حياتهم هاستخدمونيو منها، ستفيدونيربما متلقين لها، ألنهم ليسوا سوى ، طبعا

عن الواقع الذي يعيشون يسموعالم عالم يتجاوزهم. ، ألنها تجد جذورها فييصيغهامن ها، وال من ينتجليس في مجال تصاغ فالقيم الدينية .حيث يوجد الفاعلون التاريخيونالسفلي هذا العالم يتعدى عالم فيه،

. ما يعني في نهاية لديهم امتياز الولوج إليه، والمشاركة فيه سوى باعتبارهم متلقين، ال فاعلين منتجينغني عن وليست تاريخية. وجاهزة،القيم ثابتة، غير متحولة، مطلقة وليست نسبية، ناجزة التحليل أن هذه

العلم، بل في عالم األفكار المطلقة التي القول أننا، بهذه الطريقة، نفاجئ أنفسنا في رحاب حقل غير حقل وقدراتهم اإلدراكية، وبواسطة ،ال تتشكل بفعل ممارساتهم االجتماعيةو واختياراتهم، ال تخضع لحكم البشر

عالم غير عالمهم.، كونها أنتجت في أدواتهم المعرفية

إطالقا، ألن حدودها واضحة، ومواطن قلقتكن "هذه النظرية"، تمثل مصدر لم فيما يخصني منها النظريات السوسيولوجية عموما، ونظريات االتصال واالعالم جزءً على متمرسقصورها جلية لكل

المشكلة الحقيقية كانت في تلك الهالة غير الطبيعية التي لكن . )وقد حاولت تقديم فكرة مختصرة عن ذلك(عبد الرحمن عزي(. هؤالء الذين نظموا ء، وزمالء وطالببين بها )أصدقاصنعتها مجموعة من المعج

على -ندوات، ونشروا مقاالت، وألفوا كتبا في شرح النظرية )في الحقيقة المتداحها وليس لشرحها، ألنهم

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

02

األمر منها، أو االعتراض على ما جاء فيها(، بل وصل لم يتجرؤوا على نقد أي جزء -حد علميفكر عبد الرحمن عزي سابقا لعصره، يتجاوز فهم وار اعتبف ،والتبجيل يةثالدرجة قصوى من االمت ببعضهم

مكانياتهم ،المحيطين به، ومن ثم عدم قدرتهم على نقد هذه النظرية، ألنها بالطبع تفوق مستوى فهمهم وا الرحمنأحد زمالء عبد علي قسايسية أستاذ اإلعالم حديثجاوز قدراتهم العقلية واإلبداعية )اإلدراكية، وتت

(. ر في مدونة "عن كثب"و شي، منعز

أن يتم تداول مثل هذه العبارات، وتنشر في المدونات، وعلى وسائط التواصل االجتماعي، ،وتدقيقمراجعة وأ ،صيدون نقد وتمح الت،ر صفحات الكتب والمجويصدح بها في الندوات، وتتصد

األدهى طبعا أن يقوم اغتيال العقل، ووأد التفكير النقدي. الكالم بمختصر التي تعني المأساةهي متلكلكن في الجامعات. نخبة المثقفين من اإلعالم، دكاترة فيو في علوم االتصال،ن متخصصو بذلك أساتذة

ة ب االمتثاليالمواقف االمتداحية، والخطالهدف األول لهذه نأهي الخطيرهذا المنزلق في األكبر الفاجعةوالملتقيات، والرسائل الجامعية التي من خالل المحاضرات ،جمهور الطالب في الجامعاتباألساس كان

ننا لسنا بصدد ممارسة عني في نهاية التحليل أ. ما يير نقديةتناولت النظرية في الغالب األعم بمقاربات غاألتباع القروسطي حيث ال يجرؤ ذهان الفكر لأل، بقدر ما نحن في مواجهة ممارسات طقوسية تعيد علمية

!قدخضع للنآراؤه المساءلة، وال ت قبلي ال تعالمة الذلا ألفكاراالحترام والتبجيل تقديم واجب سوى على السؤال الثالث/ من خالل النقاش الدائر حول النظرية، برزت بوضوح مسألة االيديولوجيا

لى هذه العالقة؟، كيف تنظرون إوعالقتها بالعلم

، المسألة ههذ توقف كثيرا عندللهنا ال يتسع المجال قد تاريخ طويل ومعقد، األيديولوجيا مفهوم لهلكن مع ذلك هناك حاجة فترة طويلة. في أعمال كثيرة ومنذنال حظه من الشرح والمناقشة خاصة وأنه

مسيرة تطوره منذ القرن إلى تقديم نبذة بسيطة عن أصل المفهوم والمعاني والدالالت التي اكتسبها خالل في بداية الثمانينات من القرن مطولة حول هذا الموضوع علمية كتبت مقالة ،فيما يخصنيالثامن عشر.

، ثم 4في مجلة علمية محكمة حينها تشر ن علم االجتماع: األيديولوجيا والموضوعية"بعنوان "الماضي 5".علم الظواهر االجتماعية" يبعد ذلك كفصل في كتاب تظهر

الفكرة، و أي Ideaمركبة من جزئين هماإغريقية لفظة Ideologieكما هو معلوم األيديولوجيا Logie "أنطوان وكان أول من صاغها الفيلسوف الفرنسي، أي العلم، وبالتالي فاللفظة تعني "علم األفكار

وقد اكتسب المفهوم المعنى السلبي 9916.6 سنة Antoine Destutt de Tracy تراسي وديستوت د

4ص ،2981، سنة 9-8 عدد قسنطينة، جامعة ،االجتماعية للعلوم سيرتا مجلة "علم االجتماع: األيديولوجيا والموضوعية"العياشي عنصر،

55-90ص، 5 0991منشورات دار طالس للنشر والتوزيع، دمشق ، علم الظواهر االجتماعيةالعياشي عنصر،

6 Kennedy, Emmet (Jul–Sep 1979). "Ideology" from Destutt De Tracy to Marx". Journal of the History of

Ideas 40 (3): 353–368. doi:10.2307/2709242. JSTOR 2709242

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

05

من الفالسفة ذوي السياسيين نابليون بونابرت للتهكم على خصومه من طرف لهااستعم لدىالحديث Tracyوديستوت دو تراسي Condorcetوكندورسيه Cabanisالنزعة الجمهورية الليبرالية أمثال كبانيس

Destutt de مل يؤرخ للمعنى األصلي للمفهوم هو عمل المؤرخ الفرنسي.ولعل أفضل ع7وآخرين غيرهم ، بل بالسياق فحسبالذي ال يربط المفهوم بعمل دي ستوت دو تراسي Hippolyte Taineهيبواليت تاين

والفرنسي Locke فيه بما في ذلك تأثير الفيلسوفين االنكليزي جون لوك عاشالتاريخي والفكري الذي .8قد اطلع على أعمالهما وهو بالسجن خالل الثورة الفرنسية دو تراسي الذين يكون Condillacكونديالك

صبغها عليه نابليون بونابرت، ألكن مفهوم األيديولوجيا تخلص تدريجيا من اإليحاءات السلبية التي ووجهات نظر الجماعات ،وصف وتحليل مختلف اآلراء السياسيةستعمل في ليصبح مفهوما حياديا ي

9االجتماعية المختلفة.

منظومة من األفكار المتماسكة يشير إلى كونها حديثا، اكتسب مفهوم األيديولوجيا معنى محددا ،صدقهازيفها أو بصرف النظر عن مدى ،أساسية حول الواقعسلمات متقوم على مجموعة منطقيا

الواقع. تكتسب األفكار صفة األيديولوجيا بالمعنى المحدد أعاله، من خالل ذلك وتعبيرها فعال عن كما تؤكد الدراسات الحديثة حول هذا التي يقوم بها األفراد. االختيارات الذاتية المستمرةالممارسات و

المفهوم، أن األيديولوجيات ليست بالضرورة صحيحة أو خاطئة. ذلك ما يعبر عنه التعريف الذي قدمه حيث يجري التأكيد على صفتين Paul James يمسوبول جمع Manfred Steger مانفريد ستاغر

"األيديولوجيات هي مجموعات نمطية من إذ يقوالن رئيسيتين هما؛ التنميط وادعاءات الحقيقة الطارئة.األفكار والمفاهيم المشبعة معياريا، بما في ذلك تمثالت محددة لعالقات القوة. وتساعد هذه الخرائط المفهومية األفراد على اإلبحار في تعقيدات عالمهم السياسي حاملة بذات الوقت ادعاءات بامتالكها

10الحقيقة المطلقة."

عن التصورات المثالية "اليوتوبيا" واألسطورة األيديولوجيا فيميز Willard A. Mullins أما ويالرد مولينز 11تتكون من أربع خصائص أساسية هي: ويقول أنها التاريخية

اإلدراك. عملية تمتلك سلطة على .9 األفراد. عند تقييمعملية التكون قادرة على توجيه .3

7 Mannheim, Karl (1936): Ideology and Utopia, Routledge, London 2nd

. footnote in the chapter The problem of

"false consciousness". 8 Hippolyte Taine (1875): The Origins of Contemporary France,

9 Eagleton, Terry (1991): Ideology. An introduction, Verso, p. 2

10 James, Paul; Steger, Manfred (2010). Globalization and Culture, Vol. 4: Ideologies of Globalism. London:

Sage Publications.

11 Mullins, Willard A. (1972) "On the Concept of Ideology in Political Science." The American Political Science

Review. American Political Science Association.

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

06

التوجيه نحو الفعل.على قدرة التوفر .2 تتميز بالتماسك المنطقي. .2

تفكير "ال الموسوم في عمله Christian Dunckerيدعو الفيلسوف األلماني كريستيان دانكر ،من جهتهأهمية خاصة وربطه باالنشغاالت إلى منح هذا المفهوم، (3006) النقدي بمفهوم األيديولوجيا"

عي ما جعله يحدد مفهوم األيديولوجيا باعتباره نسقا من التمثالت التي تدً .االبستيمولوجية والتاريخيةفي النصف الثاني مع كارل ماركس حياة جديدةالمفهوم عرفصراحة أو ضمنا امتالك الحقيقة المطلقة.

إذ ربطه بطبيعة النظام االقتصادي الرأسمالي والصراع الطبقي. واستخدمه في ،من القرن التاسع عشرن كانا متكاملين معنيين ؛ يرتبط األول بآليات عمل نظام اإلنتاج الرأسمالي الذي يفترض أن مختلفين وا

سيرورة العمل المنتج وقوة العمل، وهي كونها موجودة في القيمة متأصلة في السلعة ذاتها، بدال من اعتبرت المسلمة التي تلك كانت. Commodity Fetishismدية السلعة" "ب ماركس العملية التي أطلق عليها

وهي بالذات من جعلت ماركس يعتبر حجر الزاوية في االقتصادي السياسي االنكليزي في معظمه، بمثابةضا ومناقضا للعلم، كونه أي معار طبيعة أيديولوجية. من أفكار رواد االقتصاد السياسي ذي كبيراجزًء

ربط من جهة أخرى، . عمل آليات النظام الرأسمالي واقعحقيقة، ويعطي انطباعا خاطئا عن يشوه المجموعة األفكار عبارة عن أياهاماركس األيديولوجيا على المستوى السياسي بالصراع الطبقي، معتبرا

وعملية االستغالل الذي تتعرض له الطبقة ،يالتي تشكل النسق الفكري العام الذي يبرر النظام الرأسمالوهو ما دفع ماركس للقول "أن الطبقة التي بحوزتها وسائل اإلنتاج المادي، 12الشغيلة من قبل البرجوازية.

غيره نآخريمفكرين ذلك ما جعللعل 13تمتلك بنفس الوقت السيطرة على وسائل اإلنتاج الفكري."أن مفهوم األيديولوجيا يشكل جزًء ضروريًا من العمل المؤسساتي، وال غنى عنه لعملية االندماج يعتقدون

يعتبر األيديولوجيا بمثابة Lukács Georgeلوكاتش الوضع الذي جعل جورج هو ذاتو 14االجتماعي.. في المجتمعتعميمه على بقية الطبقات في الذي يتم و ،للوعي الطبقي الخاص بالطبقة السائدةانعكاس

ر وقوع الطبقة ي تفسلتاالهيمنة الثقافية مصدر Antonio Gramsci فيها أنطونيو غرامشي رأىحين الماركسية الشهيرة المقولةالتصورات التي جعلت تلك هيالشغيلة في وعي زائف حول مصالحها الحيوية.

ية لعلم اجتماع المعرفةنظر عادة اإلنتاج االجتماعي" ذات قيمة إلبمثابة أداة تعمل أن األيديولوجيا " كارل مانهايم،عدد معتبر من المنظرين على اختالف انتماءاتهم الفكرية، أمثال لدى ، وبالذاتعموما

Karl Mannheim، ودانيال بال Daniel Bell، ويورغن هابرمس Habermas Jürgen، بيار بورديو وPierre Bourdieu، وأنطوني غيدنز Anthony Giddens الذين يؤكدون على وغيرهم من المفكرين المعاصرين

12

Tucker, Robert C (1978). The Marx-Engels Reader, W. W. Norton & Company, p. 3, & p. 154 13

Marx, Karl (1978a). "The Civil War in France", The Marx-Engels Reader 2nd ed. New York: W.W. Norton &

Company.

14

Susan Silbey, "Ideology" at Cambridge Dictionary of Sociology. Op. cit

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

07

مدرسة فرانكفورت روادأضاف لوجيا هي نتاج الحياة االجتماعية. كماأن األيديو منوال كارل مانهايم األيديولوجيا التحليل النفسي بتأكيدهم أن في ممثالآخر اً إلى النظرية العامة لأليديولوجيا بعد النقدية

أفكارا غير واعية. األفكار الواعية، تتضمن إلى جانب

غير تلك التي يخضع لها األيديولوجيا خطاب يستجيب لمتطلبات باختصار، يمكن القول أن جه أساسا إلى تحديد ما الطبيعة المعيارية؛ أي خطاب يتاأليديولوجيا تسودالخطاب العلمي. إذ بينما

ال يهتم خطاب خالقية أو السياسية التي تؤطره. ر إلى مجموعة القيم والمعايير األينبغي أن يكون بالنظما يدعي تختبر صدقيته، بل على العكس غالباأثناء عملية إنتاجه، كما ال يلتزم بمعايير بقواعد صارمة

يخضع لقواعدفإن العلم دنى دليل على ذلك سوى اعتقاد الناس فيه.الك الحقيقة المطلقة، دون تقديم أامتخالل عملية إنتاجه، ويلتزم بحد أدنى من معايير الضبط التي تحظى باالتفاق النسبي لدى األسرة منهجية

العلمية، ويلتزم بقواعد الختبار صدق ادعاءاته، وال يدعي بعد كل ذلك امتالكه الحقيقة المطلقة، بل يقبل م الظواهر والوقائع سواء كان ذلك في عالم الطبيعة أو االستبدال بما هو أجدر لتفسير وفه ،النقد والتعديل

العالم االجتماعي.في أو

ومدى مالءمته ه والتحقق من صدقيته، نتاجوفي شروط إ ،لكن هذا االختالف في طبيعة الخطابوهي في والخطاب العلمي. األيديولوجيا خطاب لألغراض التي أنتج من أجلها ال تستبعد وجود عالقة بين

فييولد الواحد منهما قد فالطرفان يتكامالن حينا، ويتعارضان حينا آخر، بل و ية؛عالقة جدلواقع الحال رحم اآلخر. فاأليديولوجيا تمثل موضوع دراسة للعلم، كما يحدث عند اشتغال الباحثين على معارف الحس

توفر نتائج وفي المقابل،. سية والدينيةوالعقائد السيا والقصص الشعبية االجتماعية، واألساطير المشترك،رسم برامج ل قاعدة ليديولوجيا( التي تشكاألنسق من المعارف المعيارية ) لصياغة فرصا البحوث العلمية

العلم كخطاب نسبي بين القائم التعارضفي يكمن فخر لهذه العالقة الوجه اآلأما . سياسات اجتماعيةو الحقيقة امتالك تدعي معارف معياريةاأليديولوجيا بما هي منظومة لالختبار، و يعتمد على الوقائع وقابل

ضمن يحدث ذلك د. بقصد أو عن غير قصمجانبة للحقيقة، وربما مشوهة لها المطلقة، وبالتالي إلى وصوال ألفراد العاديين في الحياة اليومية، ؛ بدًء بممارسات اأطراف متعددةمن قبل متنوعة، و فضاءات

بما في ، ومؤسسات صياغة السياساتمؤسسات صناعة الرأي ضمنمة التي تنتجها النخب عارف العال المبل أن الخطاب العلمي ذاته يتعرض لمخاطر التحول .ذلك الجامعات، ومراكز البحوث، ووسائل اإلعالم

النقد، وال يرفض و لصدقية المطلقة، يدعي الى خطاب وثوقي، دغمائي يتحول إإلى أيديولوجيا حالما ،)تجسيد وجهات نظر الفاعلين( مالءمته على مستوى المعنى مدى يخضع لقواعد االختبار والتحقق من

. )المقاصد واألهداف( الغاية اإلنتاج( وعلى مستوىشروط المبنى ) وعلى مستوى

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

08

طقة نسانية عموما في المنالعلمي في العلوم االجتماعية واإل الرابع/ كيف تقيمون البحث السؤال ؟ةالعربي

،ألنه يحتاج ببساطة إلى بحث واستقصاء اآلن بشكل سليم ال يمكن اإلجابة عليهصراحة، سؤال ب المؤسسات المنتجة للمعارف مثل عديدة ذات االختصاصالجهات الوجمع بيانات ومعطيات من

هو مجرد انطباعات اآلن ما يمكنني قوله . ، أو تلك المستخدمة لهاالجامعات ومراكز البحوث العلميةكالتجربة بحكم الوظيفة. فالبحث العلمي عموما، وفي مجال علوم واستلهام ،الخبرة الماضية مصدرهاعامة

اإلنسان والمجتمع خصوصا، يواجه صعوبات كبرى، وعوائق عديدة بعضها موضوعية ذات طبيعة لف األطراف التي لها عالقة تجاهات العامة لمختبالخصائص واالهيكلية، وبعضها اآلخر ذاتية متعلقة

15البحث، سواء كانوا باحثين، أو ممولين، أو مستفيدين.عملية ب

ال يحظى البحث العلمي عموما، واالجتماعي بخاصة سوى باهتمام ضئيل من ،كما هو معلوم %0.2إلى 0.3ال تتجاوز حيثترصد له سوى ميزانيات ضئيلة جدا، ، والالعربية قبل الدول والحكومات

متقدمة بلدانتخصص له ،. في المقابلللفرددوالر 9إلى 5أي ما يعادل من الناتج المحلي اإلجمالي، 100بمعدل و ، حسب الحاالت أكثر قليال أو %2 حواليوالواليات المتحدة األمريكية لندا واليابان نف مثل% من 2.5% إلى 2.2رصدها وتأتي إسرائيل مثال في المرتبة األولى عالميا ب. دوالر للفرد 9900إلى

نفاق على بين اإللفرق شاسع ادوالر للفرد. 950 اإلجمالي للبحث العلمي، أي بواقعإنتاجها المحلي 950اسرائيل، وحوالي مقارنة معضعف 900فهو ال يقل عن في البالد العربية وغيرها، العلمي البحث من الميزانية المخصصة للبحث النسبة األكبر علما أن 16لندا.بلدان مثل اليابان وفن مقارنة معضعف

للبنية لين. بينما يخصص الجزء األقلتذهب إلى أجور ومكافآت العام %(00) العربية البالد العلمي فيالشيء المؤكد طبعا، هو 17%(.5لبحوث ذاتها )لتمويل ا%(، والجزء اليسير جدا 95وللتجهيزات ) التحتية

15وجيا هناك أعمال كثيرة حول هذا الموضوع لعل أحدثها الملتقى الدولي الذي نظمته الجمعية العربية لعلم االجتماع ومركز البحث في األنثروبول

حول وضعية علم االجتماع في البلدان العربي تدريسا وبحثا. بالنسبة لي سبق لي أن نشرت عددا من 4104سنة بوهران crascاالجتماعية

أي غــد لعلم "و ألجزائريةو" وضعية البحث السوسيولوجي في الجامعة الجزائر"قاالت في هذا الشأن مثل، "أزمة أم غياب علم االجتماع في الم

، ونشرالمقال 0999، الجزائر، نجو علم اجتماع نقديالجزائر؟" نشرت في مجالت علمية ، ثم نشر المقالين األولين في كتابي االجتماع في

.0999، القاهرة والتمرد في الجزائر سوسيولوجيا الديمقراطيةث في كتابي، الثال

16 http://www.alzaytouna.net/permalink/5421.htmlمركز الزيتونة للدراسات واالستشارات أنظر؛

ائيل والعرب، موقع شبكة الجزيرة:البحث العلمي بين إسروكذلك مادة

http://aljazeera.net/programs/the-file/2010/10/4/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84

17، 920، السنة 3092ر ديسمب 39األهرام، تعبر عن حالة البحث في مصر، ولعلها أهم دولة عربية في مجال البحوث، جريدة هذه النسب

http://www.ahram.org.eg/NewsQ/249932.aspxأنظر الموقع 26209العدد

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

09

واالجتماعية ال تحصل سوى على فتات الميزانيات المخصصة للبحوث أن البحوث في العلوم اإلنسانية في حقل العلوم التطبيقية والتكنولوجية.

حينا آخر االنتهازية-واألداتيةإلى جانب هذا المؤشر، ال بد من التذكير بالمواقف العدائية حينا، ديها نحو لألنظمة السياسية والحكومات العربية تجاه البحث في مجال العلوم االجتماعية. فالنظرة السائدة ل

. وتطال هذه النظرة السائدةعدم االهتمام والالمباالة تعكس ،ميزانيةال كما تفصحعموما، البحث العلمي الحكومات العربية تصورالتنمية في خلف، ومن ثم نية واالجتماعية أكثر من غيرها. ألن التالعلوم اإلنسا

كثر من ذلك وجود و غيابه بالعلوم االجتماعية. بل أأ ،مسألة تقنية باألساس، وهو ما يفسر قلة االهتمامن كانت .نظرة عدائية تقليدية تجاه هذه العلوم ، سمة مميزة للبلدان العربية وحدها ال تمثل تلك النظرة وا

لعل .وموقفها من العلم والعلماء، ديها من غيرها بالنظر لطبيعة األنظمة السياسية فيهافإنها أقوى وأشد لي تؤكد اإلحصائيات التث و الجامعات العربية، ومراكز البح فيهذلك ما يفسر الوضع المزري الذي توجد

وضعف التجهيز، من سوء التمويل،هذه المراكز على قلتها تعاني 18.المتوفرة أن جلها تابع للجامعات للتهميش فيهايتعرض الباحثون كما اطية، وغياب حرية التعبير والنقد.وسوء اإلدارة، وسيطرة البيروقر

. أحيانا أخرى لدعم شرعية األنظمة، وتلميع صورة الحكام والحكومات كأدوات توظيفهم يتمو ، حينا

ضعف حركة النشر والترجمة حيث يعتبر ،عديدة مثلأخرى مؤشرات الوضع تعبر عنه ذاتسبانيا األضعفإنتاج البلدان العربية قياسا مع بلدان متوسطة مثل إيران، وكوريا، والبرازيل واألرجنتين، وا

يضا في ترتيب وتنعكس هذه الصورة بوضوح أ. 19ها بالبلدان األكثر تقدماتقارنم دونواليونان وغيرها، بالد العربية حيث تؤكد معظم االستطالعات المنشورة في اآلونة األخيرة الجامعات ومراكز البحوث في ال

تمثل في هجرة الكفاءات يعبر عن هذا الوضع المتخلف ي آخر مهم مؤشر. 20ترتيبها في أسفل القائمةتشكل نزيفا صبحت بحيث أالعربية نحو البلدان المتقدمة، وهي ظاهرة ارتفعت وتيرتها في العقود األخيرة

. 21مستقبلهامعضلة كبرى في طريق بناء و ،هذه البلدانل البشرية والمادية مواردالعلى خطيرا

18

باحث لكل مليون شخص عربي وهذا على اعتبار ان حاملي شهادات الدكتوراه 083في العالم العربي هنالك حوالي اإلحصائيات المتوفرة تبين

باحث لكل مليون انسان في الواليات المتحدة االمريكية. ويبلغ هذا 00333بينما تبلغ تلك النسبة حوالي .والمدرسين في الجامعات محسوبون كباحثين

مركز الزيتونة أنظر؛ باحث لكل مليون شخص في الدول المتقدمة. 00598باحث لكل مليون شخص في الدول النامية، و 099مؤشر حوالي ال

http://www.alzaytouna.net/permalink/5421.htmlللدراسات واالستشارات

، وبلغ في 1338سنة 800833فيما بلغ العدد في اسبانيا مثال كتاب 230333تنشر سنويا حوالي تبين اإلحصائيات المتوفرة أن البلدان العربية 19

وفي بريطانيا 1335في 2210333وفي الواليات المتحدة األمريكية 1332في 2000110، وفي الصين 1332كتاب سنة 900333ألمانيا

http://www.alzaytouna.net/permalink/5421.htmlمركز الزيتونة للدراسات واالستشارات ، أنظر 1335م عا 1300333 20عالميا، بينما أول 488جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية األولى عربيا وفي المرتبة هناك هيئات عديدة تقوم بهذه العملية، وتأتي

عالميا حسب واحدة من هذه الهيئات، أنظر 4239عربيا، والمرتبة 54جامعة جزائرية هي جامعة قسنطينة في المرتبة

://www.webometrics.info/en/arab_worldhttp.ولعل ترتيب هذه الهيئة هو األكثر تساهال حسب المتخصصين ،

21

جامعة الدول العربية، ، أنظر؛ % من العلماء25% مهندسين، و10% أطباء، و53تؤكد اإلحصائيات المتوفرة أن مائة ألف يهاجرون سنويا منهم

4118مي لهجرة العمالة العربية، منظمة العمل العربية، التقرير اإلقلي

4102 جويلية مة احلتمية القيمية يف اإلعالنظريحول العياشي عنصر

_____________________________________________________________________

41

ا على اإلطالق ههمة بحاجة لتوافر شروط عديدة، لعل أالعربي البالدالبحث العلمي في ن نجاح إوالمتخصصين. ممثال في الباحثين المؤهلينالمناسب، عناصر رئيسية: توفر المورد البشري ثالثة

فالوضع الراهن يتميز بضعف شديد في هذا الجانب بسبب عوامل عديدة ال نستطيع االستفاضة فيها هنا، ما ،، وعدم توفر بيئة محفزة على البحثأهمها ضعف عملية التأهيل في الجامعات ومراكز البحوث ذاتها

. الشرط األساسي الثاني الهجرة خارج البالد العربية االكتفاء بممارسة التعليم أو يدفع أعدادا متزايدة إلىمثل في رفع ميزانية قطاع البحث العلمي، والتركيز على تهيئة بنية تحتية قوية وتجهيزها. أما الشرط تي

حاليا من ضعف ، الذي يعانيهذا القطاع الحيوي إدارةطريقة ضرورة مراجعة الثالث واألخير، فيخص وتين البيروقراطي ر ء من الباحثين أو الفنيين والمساعدين، فضال عن التعقيدات والتأهيل العاملين فيه سوا

22ويمنعهم من تحقيق أهدافهم. ،الذي يقيد العاملين ويستهلك الجزء األكبر من طاقتهم ووقتهم

،العياشي عنصر من الجزائر جتماعالم اع جنبيةاألعربية و البحوث الومراكز جامعاتال عمل بعدد من

3092يوليو 30الدوحــــة؛ في

22 المرجع السابق،األهرام، جريدة