The Vendetta in Arab Society, By Saeed El Masry الثأر فى المجتمع العربى ،...

13
ة العربى ،مجل لعربى ، مقال ، الثأر فى المجتمع ال سعيد المصرى956 ، أكتوبر3102 1 الثأر العربى فى المجتمع قراءة فى أعمال أحمد ابو زيد سعيد المصرى( 1 ) " منعتدى عليك فاعتدى عليه امثل بال حرا لكى تحيازا بين قومك عزي" ر فأى معنى الثأرخص لنا عبارة تلة العرب حياوما عميألباي اجتمعأا فى مهوم الشرفاطه بمف وارتبأوأه الخ علأى وا العربيأ بالمنطقأ. إعيد ويب الريلذى يستوالعنف اولى لشكل ا نه المور ا إابها . لى نقبلية القترن بالحياهو العنف الذى ي و على فكرةلسابق افهاعرا براوي و الدول وفقا لتماعى .ا العقد ا نظري فنمأاطط من أر نم الثرمارسأ م العنأف ا علأىلحفأا منطلق اين البشر من الذى يحدث ب ولىن تأوانالقأوة ولمكانأ اأين البشأر بأذى يظأل وال مرهونأايق بتحقم السعدل وال البشرماعاعى بين اتماا اطبيع . وبحال فإن قيمتى الم السأ وعأدل ال عأن تعبأرانمثل التى يتطلع العليا ال إاملأأورة لهأا بن بلوه البشأر يو ليها. ا فأإاأرى فأإن الأكى أف مأا علأماعأ ا اعتأدتقص من ينتدى عليها المعلجماع ا مكانلناس بين ا. جمأاعتين قبألدا بأين الأذى لأان سأاين ال التأوان وقد يختألا أنتأدى عليهأ المعلجماعين على ا حدث وبالتالى يتععتداء الذى اتهأا بأرنر لمكان تثأر تأري ا مثأل .ء بال عتأداام قد تكوننتقعر اا لانت مشا ولم أعتداء شد عند ري ا، ومع اف ا فتعتداء وحجمهى تفسير ا ف لجماعار وضأر، يكأون عتأداء فأإن ري اة مسأاويا عأايمثأل بال فأى نظأر ا أارع طأراف المت. ولهأذا إ لأانا ا فإن الري قدماثلعتداء م باب رياء يستواعتدا ا يعنى- فرى نظر الطرف ا ف- نبغى ري ياصا من قدر انتقمقابأل فأى العتأداء با أ شأد و أ لثأر إمأا ي. قايمأريأتأداء بأدوافع ثرععتأداء وري ا ا تظأل حأا وهكأذا فأىستمر ت متوالي يون طويل لسنوا أنتهى. ن تحم وا وم العربى قيب وقد تضمن ا ألرثأاء يفاعأا عأنعيأد واالونتقأام وس وا بالحمأا شعار تفأير . عن مواقف الثر فى التعبيره وب الكراموس البس حربث يحكى الرواة ق حي أريأوب الثر شهر الحأرعلت قرابأى وهى الحرب التى اشتجاهلر ال فى الع أأين قبيلتأىأين عامأا ب ربع بأين عأامىكأر وتغلأب ب494 - 434 مليب ل عقب مقتلأاس بأن مأرة علأى يأد استغلبي ال بن ربيعأك الحأربن تحأدث تل ألمفارقأا . ومأن ا ينتمىيب الذىاهرة فكل مقا بينهما عين قبيلتين الضروس ب إنتمأىأى ت الت بكر متزوج مأن اليلأى قبيل ل1 لقاهرةمعة اجتماع بجاذ علم استا ا

Transcript of The Vendetta in Arab Society, By Saeed El Masry الثأر فى المجتمع العربى ،...

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

1

فى المجتمع العربىالثأر

أحمد ابو زيد أعمالقراءة فى

(1)سعيد المصرى

عبارة تلخص لنا معنى الثأرر فأى" عزيزا بين قومكلكى تحيا حرا بالمثل اعتدى عليك فاعتدى عليه" من

. بالمنطقأ العربيأ علأى واأه الخ أو وارتباطه بمفهوم الشرف فى مجتمعأا الباييأ عموما حياة العرب

وهو العنف الذى يقترن بالحياة القبلي لى ن ابها .إاألمور نه الشكل األولى للعنف الذى يستواب الري ويعيد إ

العنأف ممارسأ الثرر نمط من أنمأاط ف نظري العقد اإلاتماعى .وفقا لالدول واوي برعرافها السابق على فكرة

مرهونأا والأذى يظألبأين البشأر المكانأ والقأوة تأواننولى الذى يحدث بين البشر من منطلق الحفأا علأى ألا

تعبأران عأن العأدل والسأالم الحال فإن قيمتى . وبطبيع االاتماعى بين اماعا البشر والعدل السالم بتحقيق

اعتأد اماعأ مأا علأى أفأرى فأإن الأك فأإاا. ليها البشأر يون بلوههأا ب أورة لاملأ إالعليا التى يتطلع المثل

وقد يختأل التأوانن الأذى لأان سأايدا بأين الجمأاعتين قبأل .بين الناسمكان الجماع المعتدى عليها ينتقص من

عتأداء بالمثأل . التأري اتثأرر لمكانتهأا بأرن االعتداء الذى حدث وبالتالى يتعين على الجماع المعتأدى عليهأا أن

لجماعا فى تفسير االعتداء وحجمه فتالف اومع ا، شد عند ري االعتداء أولما لانت مشاعر االنتقام قد تكون

اا لأأان إولهأأذا .طأأراف المت أأارع ألفأأى نظأأر ا بالمثأألعأأاية مسأأاويا فأأإن ري االعتأأداء ال يكأأون ، وضأأرر

انتقاصا من قدر ينبغى ري -فى نظر الطرف اآلفر -يعنى االعتداء يستواب ريا باعتداء مماثل فإن الري قد

فأأى وهكأأذا تظأأل حأأاال االعتأأداء وري االعتأأداء بأأدوافع ثرريأأ قايمأأ . يالمأأا إلثأأر أوشأأد أباعتأأداء فأأى المقابأأل

ن تنتهى. ألسنوا طويل يون متوالي تستمر

شعار تفأي بالحمأاس واالنتقأام والوعيأد والرثأاء يفاعأا عأن أوقد تضمن األيب العربى ق ا ومالحم و

شهر الحأروب الثرريأ أحيث يحكى الرواة ق حرب البسوس الكرام وباله فى التعبير عن مواقف الثرر .

-494بكأر وتغلأب بأين عأامى ربعأين عامأا بأين قبيلتأى أفى الع ر الجاهلى وهى الحرب التى اشتعلت قرابأ

. ومأن المفارقأا أن تحأدث تلأك الحأرب بن ربيع التغلبي علأى يأد اسأاس بأن مأرة عقب مقتل لليبم 434

لى قبيل بكر متزوج مأن اليلأ التأى تنتمأى إالضروس بين قبيلتين بينهما عالقا م اهرة فكليب الذى ينتمى

1 استاذ علم االجتماع بجامعة القاهرة

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

2

ا مأن نتيجأ لمأا بينهمأاأاء فيهأا اسأاس أنوج اليلأ ون ال راع الذى حدث بدأ بأين لليأب أو .لقبيل بن مرة

ة تأدعى البسأوس وهأى فالأ اليلأ أمأرإالخالف عندما اأاء بدأ. مشاعر الغيرة الشخ ي والكراهي الدفين

ناقأ لانت الزيارة تلك وفى أثناء بن افتها اساس ومعها ناق عرفت باسم ناق البسوس .إواساس فى ضياف

لما. و المجاورة ألرض اساس لليب أرض فى هذ الناق انطلقت أن وحدث ، اساس إبل مع ترعى البسوس

وقأد أثأار الأك بلأه فرمربقتلهأا حتأى افأتلط لبنهأا بأدمها .إرضأه ومأع أناق البسوس ترعى فأى ن أ لليب عرف

يري لهأا لى لتستنجد بربن افتها اساس " ! ! وا ال اارا وااال " التى صاحت برعلى صوتهاحزن البسوس

لتشأتعل بين القبيلتأين حوايث القتل الثرري المتبايل توالت ثم لليب، اساس قتل وبالفعل صابها من ضرر.أما

ربيعأ المعأروف باسأم المهلهأل بأن شهرها مرثي عأد أصدايها واضح فى مراثى الشعر الجاهلى وأولانت

المطأال طأال لمأا و ....اعتمأاي و سأند لأان مأن و فأااي مهجأ لليأب لثأرر يأافو لليب حين قال " أوهو

يضا متوعدا قبيلأ اسأاس ومأن تحأالف معهأا رافضأا ال ألب ومطالبأا أوقال ." األبطال قتال من هليله أشفى

السيوف تعم أو لليبا تريوا أو ال لب اهب .... اال و قهرا الراال أيق أو لليبا تريوا أو ال لب اهببالثرر "

". قتال شيبان

ومن الواضب أن تكوين الوادان العربى ل مرتكزا على أن الثرر رمز للحفا على الشرف العربى . وقد

الناس الى ان لإلشارة" تعلم لهوى النفوس سريرة ال" اهب المتنبى فى واحدة من أشهر وابلغ ق ايد بعنوان

حسأان ممأن يعفأو وي أفب إلوا ويترلأون عرفأان الأنعم ال يحافظون على الحقوق وال يراعون الحرمأ والحأق

قأأايال منأأه بأأل يأأرحم نفسأأه رحمأأه ينبغأأى أن ي وال هببكأأاء عأأدو يسأأتعطفينبغأأى ان ينخأأدع المأأرء والعأأنهم

حتأى .... األاى مأن الرفيأع الشأرف يسألم ال، تأرحم عأدو من شبابك وارحم .... يمعه عدو من اليخدعنك "

فرين مالم يكن قأايرا علأى القتأل آلااعتداء ن العربى الشريف ال يسلم من أ". بما يعنى الدم اوانبه على يراق

لقد لت قيم الثرر حاضرة فأى الواأدان العربأى منأذ الع أر الجأاهلى وحتأى مام الناس.ألري اعتبار ومهابته

لففأى أشأهر ق أايد أمأل ينقأ. فريا التى تدعو لها ثقافأ الثأرر اآلن . وها هو الشعر الحديث يستخدم اا الم

العأأرب الأى الثأأرر لكأرامتهم التأأى اهينأت تحأأت اقأدام االحأأتالل الحكأام بعنأوان" ال ت أالب " والتأأى يأدعو فيهأأا

سأواء؟ الرؤوس ، ألل برأس رأس قيل ولو! ت الب ، ال! بدم حتى.. الدم على ت الب ال" االسراييلى بقوله

" ثأم أثكلأك سأيفها ، بيأد لأك لان سيفها.. يد؟ تتساوى ، وهل! أفيك عينا ، أعينا ! أفيك لقلب الغريب أقلب

توالأت مأا إاا... الضألوع في شعلته تبهت ... الثرر إنه ، حيل الت الب إن قيل ولو.. ت الب ال" يقول ايضا "

" .!الذليل الجبا فوق( الخمس برصابعها) مرسوم العار يد تبقى ثم....الف ول عليها

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

3

بجماليا صور ومفرياته وهى تعبر عأن أاهرة قبيحأ فأى ابأين العأرب مأا تأزال يب العربى أللنترك ا

ومأا عالقأ الثأرر ما طبيع الثرر فى المجتمعا العربي لنتساءل نثروبولوايا أللى اإولنمضى حاضرة بيننا

سأباب االاتماعيأ واالقت أايي والسياسأي السأتمرار ألوتحوالتها فى العالم العربى ومأا ابالبني االاتماعي

وفأى فأى حياتنأا تسأتمر ممارسأا العنأف الثأررولمأااا نتااأه فأى عالمنأا المعاصأر إممارسا الثأرر وإعأاية

رسسأت فأى العأالم العربأى ولمأااا فشألت الدولأ الحديثأ التأى ت منذ أعماق التاريخ العربى وحتى اآلن عقليتنا

ولمأأااا فشأألت مواأأا التحأأديث التأأى ااتاحأأت عاليهأأا لسأأياية القأأانون فأأى أن تقضأأى علأأى حأأوايث الثأأررإب

لأى هياهأب إلى التعايش المتحضر أسأوة بأدول العأالم المتقأدم يون العأوية إالمنطق العربي فى أن تدفع الناس

هى األسئل التى شغلت أحمد أبو نيد حين أاأرى أول يراسأ عراف البايي فى ممارسا الثرر هذأالقبلي و

5994عربي عن الثرر نشر عام 2تشكل تحديا أمام تشغلنا وما تزال وهى بالترليد نفس األسئل التى ماالت .

رااء العالم العربى حتى اآلن .أالمسئولين وصناع السياسا العام فى لاف

هذ الدراس فإن حوايث القتل بدوافع ثرريأ مأا تأزال صدورعلى ورهم مرور ما يقرب من ن ف قرن

يضأأا بحااأأ الأأى أ. ولهأأذا مأأا نلنأأا فأأرى فأأى العأأالم العربأأىأقايمأأ حتأأى اآلن فأأى صأأعيد م أأر وفأأى منأأاطق

. لقأد لدراسأته الرايأدة عأن الثأررسهام العلمى الرصين الذى قدمه أحمد أبونيد من واقع قراءة نقديأ إلمرااع ا

بو نيد لوح فنيأ رايعأ تفأي بالمعرفأ الدقيقأ لعأالم الثأرر ومأن يامنأون بأه ويمارسأونه فأى أحمد أرسم لنا

حياتهم . وصور لنا نب الخوف والعداء والشك والتشبث بالحياة فى ل الندرة الأى حأد القتأل وسأفك الأدماء.

سيوط الم ري عن مجتمع فقير أبو تيج بمحافظ أبونيد فبرة ميداني حي من قري بنى سميع بمرلز أقدم لنا

ومغلق يعانى قسوة الحياة و لم البيئ وقسوة فيضان النيل لل عام فانعكس الك على قسوة العالقا فيمأا قبلى

بو نيد مدى تشبث الفقراء بالحياة فى ل الندرة وليف يحققون أمنهم بالقتأل. الشأك أن أ هر أو .بين اماعاته

يد م ر تغير لثيرا منذ صدور هذ الدراس ومأع الأك فأإن مأا تحملأه تلأك الدراسأ مأن قيمأ الحياة فى صع

فالقي وعملي ما تزال ملهم للباحثين على امتداي الوطن أقضايا معرفي ومنهجي و وتثيرعلمي ما تزال حي

لنأرى فيمأا يلأى ليأف ربيأ . يضا لكل من يهمهم التنوير والتمال الحداثأ فأى المجتمعأا العأوملهم ، العربى

بونيد عبر هذ الدراس الرايدة معالم الثرر وليف يرسأى مبأايع علميأ فأى مرحلأ مبكأرة مأن ألنا أحمد رسم

نثروبولواى فى م ر والعالم العربى تاريخ البحث األ

2ر احمد أبو زيد ، الثأر ، دراسة أنثروبولوجية بإحدى قرى الصعيد ، منشورات المركز القومى للبحوث االجتماعية والجنائية ، القاهرة : دا

.0695المعارف بمصر ،

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

4

وليس جريمةأوال : الثأر نظام اجتماعى

أن الثأرر نظأام ااتمأاعى يأرتبط بالبنأاء االاتمأاعى انطلق أحمد أبونيد فى يراسأته مأن مبأدأ و يفأى يأرى

صأحيب أن حأوايث القتأل بأدافع الثأرر فأى اانأب السايد والظروف البيئي واالقت ايي التى يمأارس فأى لهأا.

علأى نظأام الثأررحيأث يقأوم .ينبغأى فهمأه بعمأق سا الثرر تقوم علأى نظأام ااتمأاعى رمنها ارايم ولكن مما

النأاس يتأداولها والتأى مجموع من القواعد المنظم للعالقا االاتماعي والممارسا والقيم المرتبطأ بالثأرر

لبأأى حااأأا بمواأأب لونأأه يقبول مجتمعأأى وتنتقأأل بيأأنهم عبأأر األايأأال . ويحظأأى الثأأررب ااتماعيأأا بيأأنهم فيمأأا

ل ترتكأب عشأواييا الشأباع رهبأ فأى االنتقأام فالثرر ليس مجري اريمأ قتأ ااتماعي واقت ايي وثقافي سايدة.

.ساسي ومباييه الخاص التى تحكمه أوالق ا لجرم سابق ، بل هو نظام ااتماعى متماسك له مالمحه األ

لأل مأن يقتأل البأد أن يافأذ بثأرر عأن طريأق قتأل شأخص واحأد فقأط مأن ومن أهم مالمأب هأذا النظأام أن

ليهأا ، لمأا إياة شخص يعتبر اعتداء على الجماعأ القرابيأ التأى ينتمأى ن االعتداء على حأالطرف المقابل ، و

ال مأن الأذلر البأالغ الراأل القأاير علأى إأن اماع المعتدى تكون مسئول لكل عن اعتدايه. وال يافأذ بالثأرر

الجماعأ حمل السالح وعلى الدفاع عن نفسه. ويقوم الثرر بين الوحدا القرابي المتمايزة ، فليس ثم ثأرر فأى

لأى وحأدا أو إبويأ الكبيأرة ألبيأ اراال فى حاال نايرة أو حين تتفرع الجماع القإالقرابي األبوي ) البدن (

ساسأى فأى ألما أن المسأاوة فأى الخسأارة عامأل حداها عن األفرى.إبدنا صغيرة مستقل اقت اييا وسياسيا

فأأرى. ألقتأأل شأأخص فأأى المقابأأل مأأن العايلأأ افقتأأل واحأأد مأأن عايلأأ يسأأتواب ، حسأأم ال أأراعا الثرريأأ

اء العأداوا الثرريأ . هيأر أن قتأل رب العايلأ قأد هأسأاس انتأوالوصول الى نقط التعايل فأى عأدي القتلأى هأو

حسب تعبيأر أمأل -رال فليست لل الرؤوس سواءالثرربقتل ألثر من يستواب فى نظر العايل المعتدى عليها

المساوة فى الخساير تظل ضئيل مما يترتب عليأه اسأتمرار حأوايث الثأرر لعأدة ولهذا فإن فر تحقيق . ينقل

والناس المامنين بالثرر يحفظون ايدا تاريخ العالقا الثرري بين مختلف الجماعا القرابي ويعرفأون ايال.أ

ازءا من تراثهم يتناقلونه عبر األايال.أمان فى أعناقهم وتفاصيل تسلسلها ويعتبرون الك

بونيد النظرة المبسط التى شاعت منذ فمسأينيا القأرن الماضأى بأين البأاحثين وصأانعى أتجاون وبذلك

فمن عيوب النظرة القانونيأ الضأيق أنهأا تكتفأى بتجأريم حأوايث القتأل السياسا والتى تقول أن الثرر اريم .

تظل الدول هير قأايرة علأى وبذلك والثقافي . بدافع الثرر وتغ الطرف عن أسبابه االاتماعي واالقت ايي

ا هلظت من العقوب . وحتأى ماراءاتها القانوني والشرطي والقضايي ومهإالتخلص من الثرر مهما بلغت شدة

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

5

هأل أمنيأ والقضأايي الكشأف عأن مرتكبأى حأوايث القتأل ومعأاقبتهم بالسأجن ، فأإن اهزة األأللو استطاعا ا

فأى هأذا وأالأر . أفأذا بثأررهمحأدهم أرب القاتل حتى يتم النيأل مأن المجنى عليهم يتعقبون بإصرار ال يلين أقا

فأى . الشأعب فأالل ثمانينيأا القأرن الماضأى الشرط فى فدمالتى لانت تروج لمبدأ حد برامج التليفزيون أ

فأراي عايلأ فأى أحأد أمع شخص تم القب عليه ومحالمتأه بالسأجن نتيجأ قيامأه بقتأل هذا البرنامج يار حوار

لأأى الثأرر رهأأم أن القضأأاء أيان إ لمأأااا تلجأر وحأأين سأال هأأذا الشأخص بأأدافع الثأرر . قريأ بمحافظأأ سأوهاج

" . وفأأى هأأذا عأأدم التأأراث الحكومأأ أفأأذ حقهأأا واحنأأا النم نافأأذ حقنأأا" أن القاتأأل فبأأرر فعلتأأه بأأالقول

اهمت لهأذا سأظل الفجوة قايم بين الدول والنأاس فأى رؤيتهأا للثأرر. وتوبذلك قرار برعراف الثرر. إبالقانون و

لى لونأه نظأام ااتمأاعى يتعأين فهأم طبيعتأه فأى حيأاة إبو نيد فى تحول النظرة للثرر من لونه اريم أيراس

الذين يامنون به ويمارسونه فى حياتهم.

يؤجج عداوات الثأر التكتل القرابى : ثانيا

يتأرلف لأل منهأا مأن سأر ال أغيرة التأى ألحاال الثرر ال تتم بين أفراي مأن حيأث هأم أفأراي وال حتأى بأين ا

نمأا يحأدث الثأرر بأين الوحأدا القرابيأ الكبيأرة فأى التنظأيم القبلأى والتأى تعأرف إالوالدين واألبنأاء ال أغار و

ال أغيرة والتأى تقأيم فأى لى عدي من العايال واألسر إبالبدنا والتى تضم مئا من األفراي. وتتشعب البدن

طمئنأان علأى الحيأاة بعيأدا عأن التعأرض خ أوم واإلومراقبأ ال ن أفرايهاع مكان واحد مما يسهل معه الدفاع

التشأتت والتبعثأر ياييأان الأى أن " حمأد أبأو نيأد فأى شأرح هأذ الجانأب بقولأه أويستفي للقتل أو العدوان .

لأذا ، اا يفلأو فأى نأزاع مسألب مأع هيأرهم مأن الجماعأا القرابيأ إضعاف شول الجماع القرابي وبخاص إ

شمل التكتل معا فى منطق واحدة والتساب القوة السياسي والم الب االقت أايي لانت الطريق المثلى لجمع ال

ومن الواضب أن التكتال القرابي تجعل المجتمع يتسم باالنقسام والتعارض بين الوحدا القرابي ."المشترل

يون أى تماسك ااتماعى بأين تلأك الجماعأا القرابيأ المتعارضأ . الك بما يساهم فى تفاقم العداوا ويحول

طار يحدث ال راع وحاال الثرر والتى تزيد بدورها من تفاقم االنقسام االاتمأاعى فيمأا بأين تلأك وفى هذا اإل

الجماعا .

عضأأاء فضأأاع اميأأع األإوهأأذا التكتأأل القرابأأى يقأأوى الضأأبط الأأدافلى فأأى لأأل اماعأأ قرابيأأ عأأن طريأأق

بالثرر السايدة فأى البدنأ التأى ينتمأى إليهأا.األفذ لطان العايل لكل مما يكفل عدم فروج أى فري على تقاليد لس

بعأاي مأن العايلأ إللعقاب الذى ي ل الأى حأد الفسوف يتعرض القرابي تاماعفل الفري بالتزاماته نحو أوااا

اع تدافع عنه أو تثرر له. وفى هذ الحال فإن القاتل الذى تتبرأ منه لى امإوبذلك ي بب وحيدا ال يستند للي .

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

6

هيأر مأن أفأراي لأىإعايلته أو اماعتأه القرابيأ يعتبأر وحأد مسأاال أمأام أهأل القتيأل . وبالتأالى ال يمتأد الثأرر

ا فتأأذوب فأأى ليهأأإونتيجأأ لأأذلك يعتنأأق لأأل فأأري ويتمثأأل قأأيم الجماعأأ القرابيأأ التأأى ينتمأأى الجماعأأ القرابيأأ .

من ناحي ، لما يستمد منها مقوماته االاتماعي من ناحي أفرى . وأى اعتداء على أى فري فى تلك شخ يته

، وبالتالى يعتبر اعتداء عليه هو نفسه بحيأث يشأعر هان لها إوالجماع يعتبر بمثاب اعتداء على لل الجماع

مبأدأ إنكأار قيمأ أن بو نيأد الأىأوهنا يشير عليه هو شخ يا. برن عليه أن يري الك االعتداء لما لو لان واقع

فأوالء الفأري لجماعتأه القرابيأ يفأوق والء ميكأانيزم الثأرر.الفري فى سبيل إعالء قيم الجماع القرابي يمثأل

وبقدر ما يساهم التكتل القرابى فى وهذ من ف ايص المجتمعا المغلق التى تمارس الثرر. ،للمجتمع الكبير

ايأاال أقرباء ، فإنه يساهم فأى اسأتمرار حأاال النأزاع لمأدة طويلأ قأد تسأتغرق من بين األبعث الطمرنين واأل

الغرباء بحيث ي عب على متعدية قرابي لى مناطق نفوا إحيث تتعدي التكتال القرابي وتنقسم القري متتالي .

هول .قرباء بساألتكتال العيش وسط

وتلعب القراب يورا بالغا فى تعميق تضامن الجماع القرابي األلبر مع األسأرة المباشأرة للقتيأل بمأا يعنأى

سأرة أسأرة القاتأل وأاتساع المسئولي االاتماعي فى األفأذ بالثأرر وتأدراها . الأك أن يايأرة ال أراع تبأدأ مأن

. وقد تتسأع الأدايرة عضاء الجماع القرابي لكلألى االتساع لتشمل لل إالقتيل ثم تتدرج المسئولي التضامني

لأأى إفأأرى متحالفأأ بحيأأث يمكأأن أن يافأأذ الثأأرر مأأن أى فأأري ينتمأأى ألثأأر لتضأأم عأأايال واماعأأا قرابيأأ أ

لأأى تفأأاقم ال أأراع الثأأررى واتسأأاع نطاقأأه إالجماعأأ القرابيأأ لكأأل أو الجماعأأا الملتفأأ حولهأأا بمأأا يأأايى

. عبر عدة أايال واستمرار

ثالثا : الثأر من قيم الرجولة

ينشا الثرر فى المجتمعا اا الثقاف األبوي والتى تعطى األولوي للذلور فى المكانأ والقأوة ومأن ثأم يعأد

. وفأأى هأأذا الناشأأئ عنأأهالمكانأأ االاتماعيأأ علأأى الشأعور بالراولأأ م أأدر فخأأر لبيأأر يتعأأين الحفأأا عليأه و

و أإلى أن قيم الذلر االاتماعي تعتبر أعلى من قيم األنثى ألن واوي الذلر فأى العايلأ ال دي يشير أبو نيد

و العشيرة يضمن استمرارها فى الواوي بفعل االنتساب إلى الذلور. ومأن الواضأب أن تقأارب السأكانأالقبيل

ر وبالتأالى عأدم فى المستوى االاتماعى يجعل لديهم شعورا قويا برن الراول هى محل اعتزان وتقدي األقرباء

. بحيأث يعأد االعتأداء علأى أى شأخص مأن قبيلأ مأا هأو أفأرى تقبل السيطرة والخضوع أليأ عايلأ أو قبيلأ

اعتداء على راول القبيل يستواب االعتداء بالمثل الستعاية شرف الراول .

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

7

ويترتب على الك أن يكون الثرر من راأل لراأل وال يجأون أن يثأرر أى شأخص مأن عايلأ مأا بحأرق مأا

لديها من مزروعا أو إتالف مالينا الرى أو تسميم المواشى بق د االنتقام . فمن يفعل الك فإنمأا يلحأق بأه

. لثير من الخزى والعار لرال ألنأه أففأق أو اأبن عأن الثأرر مأن األشأخا بأرن ثأرر مأن الجمأاي والحيأوان

ن أهأل القاتأل وأهأل القتيأل. وال وتقتضى الراول أيضا تجنيب األوالي والنساء أى ضرر فالل الموااها بأي

تلعب المرأة يورا أساسيا فى نظام الثرر من حيث االشتراك الفعلى فى هذا النظام وإن لانت تغذيه بالحث عليه

ال تقوم بالقتأل وباستثناء الك فإن المرأة بناء الذلور على أن الراول تعنى القدرة على األفذ بالثرر. وتنشئ األ

افرهم على حمل السالح وإطالق النار لتهيئتهم للقيام بالثرر.ويتعلم أالذين يتربون منذ نعوم وإنما الذلور هم

يون سأالح يقلأل فأى وضأع الراأل واأوي طفولته ضرورة حمل سالح وأن يحافظ عليأه ألن منذالشاب الذلر

رلأ من راولتأه ومكانتأه . ومأن الجأبن وانعأدام الراولأ أن يفقأد الراأل سأالحه ب أف عامأ أو أثنأاء أى مع

لى أن الناس يعتبأرون مأن العأار أن يفقأد الراأل سأالحه أمأام ف أمه أو إوتشير حوايث الثرر . ب ف فاص

فأى نظأر مأن –يتنانل عنأه لأه أو أن يسأتولى الخ أم علأى سأالح الراأل فأى المعرلأ . الأك أن فقأد السأالح

الرال الذى يقتأل ويرفأذ القول برنوت ل تقاليد الثرر أحيانا إلى حد مساويا تماما لفقد الحياة . -يامنون بالثرر

له سالحه إنما يثرر له بقتل رالين أو االعتداء بالمثل بر يتم قتل راأل واحأد فأى المقابأل مأع االسأتيالء علأى قات

.بالمثل سالحه

الفقر والصراع على الخير المحدودالثأر يرتبط ب : رابعا

على العموم وارتباطه بانخفاض المستوى االقت ايى صغر حجم الحيانا الزراعي بو نيد إلى أن أيشير

العام معنا عدم واوي تفاو ااتماعى شديد بين السكان فى القري ، بحيث اليتيب الك الفرص لقيام عالقأا

السيطرة من ناحي والخضوع من ناحي أفرى بين تلك الجماعا والعايال . ولهذا يسوي الشعور العأام لأدى

حأاال قتأل أى وقأوع برنهم متساوون فى مكانتهم بمقدار ما لديهم من راال . وبالتأالى فأإن لل اماع قرابي

ويهأدي ن ينتقص من قيمتها ويخل بالتوانن القايم بينها وبين الجماعأا القرابيأ األفأرى أى اماع البد ألدى

ا لأان التكتأل السأكنى للجماعأا ولمأ مكانتها بشدة مما يستواب الثرر لكى تستري الجماع مكانتها وراولتها.

لثر أفى ملكيا الزراعي ال غيرة الفإن تبعثر القرابي ال يقابله تكتل فى الملكيا الزراعي فى مكان واحد ،

لأى حقأول صأغيرة يملكهأا أفأراي ينتمأون لعأايال مختلفأ إيجعأل المنطقأ الزراعيأ الواحأدة مقسأم من مكان

ان النيأأل لأأل عأأام يترتأأب علأأى الأأك طمأأس الحأأدوي بأأين الملكيأأا الزراعيأأ . وعقأأب انتهأأاء موسأأم فيضأأقرابيأا

لمأا أن ال أراع حاال قتل ثرري بين عايال مختلف . ونزاعا مستمرة ال غيرة مما يايى الك الى نشوب

لأى معأارك إعلى مساحا الجسأور المحأدوية عنأد انأى المحاصأيل يتسأبب فأى احتكالأا سأرعان مأا تأايى

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

8

هأأا قتلأأى . ولهأأذا تعأأد المواسأأم الزراعيأأ مواسأأم قتأأل وثأأرر نتيجأأ لتأأدنى الوضأأع االقت أأايى مسأألح يسأأقط في

لما أن فترة الفيضان تساهم فى توقف المزارعين عن العمل وطول وقأت فأراههم ممأا وال راع على الندرة.

.ن تتطور الى حاال قتل أيترتب على الك نشوب حاال نزاع يمكن

نشاء السد العالى وانحسار الفيضأان واتبأاع نظأام الأرى الأدايم إال إحوال الريف الم رى بعد أورهم تغير

فى المجتمعا التى يتفشى فيهأا الفقر والعزل والندرة قايم ت مظاهرأن حاال الثرر ما تزال قايم طالما ل

بونيأد أوهنا يشير ا شديدا باألرض . مام هذ الندرة يعيش الناس فى مجتمعا مغلق مرتبطين ارتباطأوالثرر.

لأل أمأانى وامأال اإلنسأان ولأل ثمأرا مجهأوي وعملأه. فيها رض تترلز تلك الرقع المحدوية من األلى أن إ

وليان أرض محمل بالقيم والتقاليد والتراث االاتماعىأيضا بل هى فحسب زرع رض تسكن أو ت أفهى ليست

علأى الأذا االاتماعيأ للجماعأ عأد هأو ت ألرض وحأدويهاالفري والجماعأ . ومأن هنأا نجأد أن التعأدى علأى ا

لى القتل والثرر.إيايى فى األهلب

ضعف الدولة يعزز نظام الثأرخامسا :

. يحدث الثرر فى المجتمعا المغلق التأى تقأوم علأى الأروابط القرابيأ والضأبط االاتمأاعى هيأر الرسأمى

وعأأدم االلتأأراث بتليأأا الضأأبط االاتمأأاعى الرسأأمى ممأأثال فأأى القأأانون ففأأى تلأأك المجتمعأأا يسأأوي العأأرف

عراف متداول بين الناس ويعمل لعن ر فاعل فأى تحقيأق الضأبط االاتمأاعى أوالشرط . فالثرر يرتكز على

. فى مثل هذ المجتمعا يبدو حضور الدول ضأعيفا وهشأا وال يكتأرث النأاس بأراهزة الشأرط هير الرسمى

لأى إويشير أبونيد أيضا . بالفعل لى عدم قدرة الشرط على تحقيق األمنإضاف إلبا ،فاعل معها تجنبون التيو

يتجأاون لأى تنظأيم سياسأى عأام إافتقأاي مجتمأع القريأ لأى اماعأا قرابيأ متعاييأ ي أاحبه إأن انقسام القري

فأى تمكأين الدولأ عقبأ االنقسأاما تمثأل. وفى ل هذا الوضع مثل القري بكل سكانهاوي االنقساما القرابي

ن تسأترثر بأرى مزايأا أالجميع . فكل اماع ال تريد للجماعا األفرى هايستفيد من تنموي من قيام مشروعا

طأأار مشأأترك لخدمأأ ال أأالب العأأام إى أأومنأأافع حكوميأأ وهنأأاك حالأأ مأأن الشأأك وعأأدم الثقأأ المجتمعيأأ فأأى

ال بأأالمالا الأأى الجماعأأ إقت أأايى واالاتمأأاعى والسياسأأى بالقريأأ . وال يجأأد الفأأري سأأبيال لتحقيأأق األمأأان اال

االنقسأام بأين النأاس قأد يمكأن الدولأ مأن بسأط نفواهأا علأى الجميأع فأى بعأ ذا هأ ليهأا.إالقرابي التى ينتمأى

اهم فى تنال بالترليد من هيب الدول وتسالقايم الجوانب التى تمس السياسا العام ولكن العداء وأاواء الثرر

القانون . مزيد من عدم احترام الناس

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

9

كيف يمكن القضاء على الثأر؟سادسا :

علأى الثأرر فأى حمد ابو نيد يراسته باإلااب علأى السأاال التقليأدى والمحيأر ليأف يمكأن القضأاءأيختتم

مامنأا سأوى التغيأر أسأبيل ولكنها مستع أي لالسأهل الممتنأع فالااب بسيط بالطبع واإل المجتمعا العربي

الشامل للبني االاتماعي التقليدي التى يعمل فى لها نظام الثرر. ومن المتعارف عليه أن التغيرا االاتماعى

سهل أن نقيم مبانى حديثأ وطرقأا منظمأ ومسأالن اديأدة ، أ. فما صعب من التغيرا فى الحجرأفى البشر

تحتأاج الأى وقأت أطأول وتضأافر لأل الجهأوي واألصأعب يايمأا عرافهم وثقأافتهم هأى أما تغيير عقلي الناس وأ

سأس اديأدة تقأوم علأى أفى بناء البشر علأى احاسم اطار يعد التعليم بالشك عن رإلنجاح التغير. وفى هذا اإل

مأأن قيأأوي الجماعأأ القرابيأأ االحتأأرام والعمأأل المشأأترك والمواطنأأ واحتأأرام سأأياية القأأانون وتحأأرر الفأأري

ن بأأرامج التنميأأ االاتماعيأأ واالقت أأايي ألمأأا .بأأو نيأأد أحسأأب تعبيأأر -والع أأبيا التأأى تغأأذى نظأأام الثأأرر

يخلأو مأن الثأرر. ولأل الأك يعنأى أن الدولأ برن تخلق مجتمعا اديدا والسياسي الشامل لفيل على المدى البعيد

مكافح الفقر والبداوة والقبلي وهيأر قأايرة علأى ما تزال هير قايرة على الحديث التى نشر فى العالم العربى

نتيج لنشاط المد الأدينى التمال مشروع الحداث وتوااه م اعب ام فى المضى قدما نحو عمليا التحديث

ر للحرلأأ االسأأالمي والتأأى ي أأاحبها فلأأط واضأأب بأأين مفهأأوم الدولأأ المدنيأأ والدولأأ الدينيأأ . ولهأأذا تسأأتم

صبحت تتوهل فى منظومأ الضأبط أاالعراف الثرري وقد تستمد مشروعيتها من صور القضاء الشرعى التى

االاتماعى ب ف عام .3

تأثير دراسة الثأر على بحوث األنثروبولوجيا العربية سابعا :

بدراسأ هأذ مناسأب ومن المفارقا أن استمرار حوايث القتل الثرريأ حتأى اآلن لأم يوالبأه اهتمأام علمأى

علأى نشأر يراسأ رهم مرور ما يقرب مأن ن أف قأرن بحاث فى هذا المجال تظل نايرة للغاي ألالظاهرة . فا

المعرفيأ . حيأث فأى يراسأته عأن الثررمحتفظأا بقيمتأه إسأهام أبأو نيأدمأا نال . ومن ثم بونيد عن الثررأحمد أ

رر وتفسأأير لثيأأر مأأن األسأأباب االاتماعيأأ مأأاتزال نتايجهأأا قأأايرة حتأأى اآلن علأأى تفسأأير طبيعأأ نظأأام الثأأ

مأا نال يحأتفظ بونيأد ألأى اانأب الأك فأإن مأا قدمأه إوواالقت ايي والثقافي لهذ الظاهرة على نحو ما رأينا .

نثروبولجيا العربي والأك ساسي فى تاريخ األأمعالم الرايدة فى ترسيخ مبايع علمي ثالث شكلت يضا بقيمتهأ

على النحو التالى

3 ء البدوى فى :داخل منظومة القضااوالت توغل الحركة االسالمية مححول المزيد انظر

، القاهرة : مركز ألوراق البحثية على بمطروح ، سلسلة ا بين قبائل أوالدالقضاء البدوى المصرى ، الشرع يحكم فى البادية ، دراسة حول أسلمة سعيد

5،3101 ، عالمعلومات ودعم اتخاذ القرار

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

10

توطين البحث االنثروبولوجى الوظيفى .1

اراء هذ الدراس على مبايع التحليل الو يفى الذى يتبنا فى لل بحوثه ويراساته منذ إبو نيد فى أاعتمد

يحتأذى فأى اتعأد يراسأ الثأرر بحأق نموااألسفوري. وأ من اامع 5949ن ح ل على يرا الدلتورا عام أ

مأن عأدة مبأايع أهمهأا أبونيد نثروبولواى على مجتمع محلى صغير. حيث انطلق ألتطبيق التحليل الو يفى ا

يراسأأ المجتمأأع لكأأل باعتبأأار وحأأدة متماسأأك تتأأرلف مأأن شأأبك معقأأدة مأأن الجماعأأا والعالقأأا والأأنظم

عالقأا القايمأ بأين الثأرر وبقيأ الأنظم االاتماعيأ السأايدة والتأى تالأف والتزم بدراس ال المتفاعل المتساندة .

رسأأاها رواي المدرسأأ الو يفيأأ فأأى أبونيأأد فأأى الأأك الأأى القواعأأد المنهجيأأ التأأى أ. واسأأتند البنأأاء االاتمأأاعى

النأوير اراهأا علأى مجتمأع أيفانز بريتشاري فاص فى البحوث التى إاألنثروبولوايا البريطاني ب ف عام و

. ربعينيا وفمسينيا القرن الماضىأفالل بجنوب السويان

بونيد القري التى اتخذها نموااا لدراس الثرر بناءا على عدة معايير محكم تتسق مع منهجأه أحمد أافتار

ح اءا الرسمي لجرايم القتل والتى أ هر ارتفاع نسب حأوياث القتأل الناامأ إللى اإالعلمى . حيث استند

عقأب الأك قيأام البعثأ العلميأ التأى أ. و 5941سأيوط علأى مسأتوى الجمهوريأ عأام أعأن الثأرر فأى محافظأ

القأرى التأى ت ألب لدراسأ نسأب أبو نيد للقيام بزيأارا ميدانيأ لعأدة مرالأز وقأرى بحثأا عأن أشرف عليها أ

سأأاس االفتيأأار النهأأايى أقأأت هأأى نثروبولوايأأ للثأأرر. لانأأت المعأأايير الماليمأأ للتحليأأل الأأو يفى فأأى الأأك الوأ

هأم تلأك المعأايير صأغر حجأم القريأ ، وتجانسأها الثقأافى مأع بقيأ القأرى األفأرى بقأدر أ، و لمجتمع الدراس

اأراء المقأابال والمالحظأا إن تكون الظروف بالقريأ هاييأ بمأا يسأمب لفريأق العمأل بالتنقأل وأاإلمكان، و

وافر الحأد األينأأى ألسأباب المعيشأ بالقريأ بمأا يتأيب الفرصأ لفريأأق لأى تأإضأاف إلالميدانيأ يون مخأاطر . با

افتيأار عأن قام واإلعاش يون صعوبا فى هذا الشرن . وأسفر اهد البعث العلمي بعد مشق لبيأرة إلالعمل ل

بو تيج بمحافظ أسيوط لتكون المكان الماليم للدراس .أقري بنى سميع بمرلز

اأراء تلأك الدراسأ فأى أوافأر الخمسأينيا مأن إفأذ علأى عاتقأه أبونيأد حأين أشارة الى أن إلوهنا تجدر ا

ول تجرب له فى يراس مجتمع ريفى بعأد سأنوا قضأاها فأى مقتبأل حياتأه العلميأ أالقرن الماضى لانت هذ

لقبليأ ن قريأ بنأى سأميع تتسأم بطأابع قبلأى شأبيه بالدراس مجتمعا صحراوي فى م ر وسوريا . صأحيب أ

ال أن مأا يميأز تجربأ يراسأ إالسايدة فى المجتمعا ال حراوي التى يقوم اقت ايها على الرعى والترحأل ،

لأأى األمأأام فأأى فهأأم القبليأأ يافأأل مجتمأأع ريفأأى ثابأأت وفهأأم القبليأأ وال أأراعا إنهأأا لانأأت تعأأد فطأأوة أالثأأرر

العشايري فى سياق مجتمع ريفى يقوم على الزراع وليس الرعى.

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

11

نيد على وعى تام برن الدراسا بوأحمد أاريت هذ الدراس فى أوايل ستينيا القرن الماضى لان أحين

برن يراس الثرر هى أول يراس أيضااألنثروبولواي حديث نسبيا فى م ر والعالم العربى. ولان على وعى

ى نهأج الدراسأا صأغير تسأير علألمجتمأع محلأى أول يراسأ عن الثأرر ب أف عامأ ونثروبولواي متكامل أ

بونيد حري ا لل الحر على الدق المنهجيأ فأى عمليأ ب ف فاص . ولهذا لان أ االنثروبولواي الغربي

يضا على ألما لان حري ا امع البيانا وتحليلها وفقا ألحدث القواعد العلمي السايدة عالميا فى الك الوقت .

ن هأأذ ألأأى إشأأار أ. حيأأث لكأألالثأأرر فأأى المجتمأأع الم أأرى عأأنطالقهأأا إالحأأذر مأأن التعميمأأا التأأى يمكأأن

فأرى للتأدقيق فأى أنقط انطأالق لدراسأا أنهافرى معتبرا أالدراس نمواج م غر قابل للتكرار فى مناطق

"–بحسأأب تعبيأأر –لأأى التعمأأيم . فأأالطريق الأأى التعمأأيم إاالفتالفأأا والمقارنأأ مأأن منطقأأ ألفأأرى وصأأوال

صأالح إلبأدا حأال اأولأذلك لأان لان يايمأا صأعبا -على حد قوله -وصعبا ولكن طريق العلم ال حيب ال طوي

. "السليم

بمثابأ النمأواج العلمأى فى منت أف سأتينيا القأرن الماضأىن نشر أصبحت يراس الثرر منذ أومن ثم

حمأد ابونيأد. وبهأذ الدراسأ تمكأن أيأذ فص تالمأللثير من الباحثين وبأا الك الدقيق الذى سار على نهجه بعد

بونيد من توطين البحث األنثروبولواى ألول مرة فى م ر والعالم العربى. لقد لانت يراسأ الثأرر بشأمولها أ

نثروبولأواى بكأل ألقتها وبساط عرضها بمثاب يليل عملى لكل مأن يرهأب فأى التسأاب مهأارا البحأث ايو

حكامأا إونثروبولواي التقأل يقأ أاراء يراس إليا هير مسبوق فى يضا تطبيقا عمأسهول . لما لانت الدراس

نثروبولوايأأ التأأى ألن أهلأأب البحأأوث ااعمأأا ينشأأر مأأن يراسأأا مماثلأأ فأأى الغأأرب. ولهأأذا ال نغأأالى بأأالقول

لانأت تطبيقأا محاليأا وأمينأا لكأل القواعأد –بونيأد أفاصأ مأا قأام بأه تالميأذ –اريت بعد نشر هذ الدراسأ أ

رستها يراس الثرر.أي والنظري التى المنهج

ارساء قواعد ألخالقيات البحث االنثروبولوجى .2

اراء المقابال مع المبحوثين فأى مجتمأع الدراسأ تأتم فأى أل واأوي إعمليا امع البيانا وولما لانت

مأام أنهأا منظأورة أأو فاضأع للمالحقأ األمنيأ تلأك النزاعأا فمن الممكن أن تكأون نزاعا ثرري مستمرة

أفالقيأا مهمأا فأى اأرسى أحمد أبونيد مبدءفقد عند نشر الدراس لحاق الضرر بالمبحوثين إولتفايى .المحالم

سأماء المبحأوثين فأى النسأخ المنشأورة أبحجأب لتزامأه ابقر أحين البحث وهير مسبوق قبل نشر يراس الثرر

فأى ماسسأا البحأث األنثروبولأواى الغربيأ العالميأ فالقيأ ق األقرته المواثيأأللبحث . وهو بذلك يلتزم بما

البيانأا التأى سأاعدته الذين تعاونو معه وقدمو له المبحوثينأن يحافظ الباحث األنثروبولواى على بضرورة

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

12

. لما يتجأاوب هأذا الموقأف مأع الجأدل النقأدى الأذى لأان مثأارا يافأل التى يدرسها على تفسير معالم الظاهرة

نثروبولوايأأا فأأالل سأأتينيا القأأرن الماضأأى والتأأى لانأأت تواأأه نقأأدا عنيفأأا لعلمأأاء ألالحرلأأ النقديأأ فأأى ا

تورطو فى انتهالا افالقي تضر بالمبحوثينالذين األنثروبولوايا 4.

توظيف البحث االنثروبولجى ألغراض عملية .3

د لأان أبأو نيأد حري أا علأى إمكانيأ تو يأفأما فيما يتعلأق بالقيمأ العمليأ أو التطبيقيأ لدراسأ الثأرر فقأ

المعرف التى توفرها يراس الثرر فى تب ير الحكوم الم ري بالطرق الماليمأ للقضأاء علأى أاهرة الثأرر.

يتشأاري الأذى لأان يطالأب يفانز برإهمهم أنثروبولوايا البريطاني وأليتجاوب مع تحفظا رواي الم وهو بذلك

يمأان بأرن العالقأ بأين العلأم والسياسأ يمكأن أن إلعن الحكوما . والك من منطلأق ا نثروبولوايينبابتعاي األ

تأأاثر سأألبا علأأى المعرفأأ العلميأأ وم أأداقيتها. لانأأت مخأأاوف بريتشأأاري نابعأأ مأأن االنتقأأايا التأأى واهأأت

ايين بأإيارة لأونثروبوبعأ األفى ستينيا القرن الماضى حول العالق المريبأ التأى ربطأت لألنثروبولوايا

إلاأأراء والظأأروف المناسأأب لألنثروبولأأوايينالمسأأتعمرا . حيأأث لانأأت المسأأتعمرا تأأوفر الأأدعم المأأايى

تقأديم بفى ضألوعهم تتمثل نثروبولوايين إلفريقي . وفى المقابل لانت هناك اتهاما لألفى المناطق ا بحوثهم

لسيطرة على الشعوب األفريقي حكام اإالدعم المعرفى لحكام المستعمرا بما يمكنهم من 5.

نثروبولأواى وسأياق ألحمد ابونيد لان واعيا بالفروق بأين السأياق االسأتعمارى للبحأث اأوهنا نالحظ أن

نثروبولوايا على االستعمار . ولهذا اتخذ موقفا مغايرا لتحفظا الذين تعلم األ فى حقب ما بعدالتحرر الوطنى

نثروبولواى فى فدم قضايا ألنى يمليان عليه أن يضع البحث ايديهم معتبرا أن ضمير العلمى والتزامه الوط

ن تأوفر يراسأته عأن الثأرر إطأارا ايأدا لتحسأين أالتنمي والتحديث فى الأك الوقأت . ولهأذا لأان حري أا علأى

كأن بطلأب مباشأرمن تلم مع األفذ فى االعتبار أن يراس الثرر السياسا االاتماعي فى موااه اهرة الثرر.

ومى للبحأأوث االاتماعيأأ نمأأا لانأأت بمبأأايرة علميأأ منأأه وبأأدعم مأأايى مأأن المرلأأز القأأإالم أأري والحكومأأ

من اهد متميأز Think tankلرول مرلز فكر لى ما لان يقوم به هذا المرلز إشارة إلوالجنايي . وهنا يتعين ا

ى قيوي . ألى الجمهور وصناع السياسا بحري لامل ويون البحث االاتماعى وتوايه نتايجه إ فى تطوير

4 فى :حول الجدل النقدى الذى كان مثارا فى ستينيات القرن الماضى عن أخالقيات البحث األنثروبولوجى المزيد انظر

كلية اآلداب ، قسم لنقدية والتحوالت النظرية والمنهجية ، رسالة ماجستير بإشراف محمد الجوهرى ، مودعة فى المصرى ، األنثروبولوجيا اسعيد

.0663االجتماع بجامعة القاهرة ، 5 المرجع ، الفصل الثانى .نفس

3102 أكتوبر ، 956 سعيد المصرى ، الثأر فى المجتمع العربى ، مقال لمجلة العربى ،

13

فأى السأتينيا مأن القأرن الماضأى الى أن تقاليأد البحأث التأى يقرهأا هأذا المرلأز أيضا شارة إلهم اومن الم

للجهأأا لأأم تكأأن تسأأمب للبأأاحثين بأأرن يقأأدمو فأأى الأأك الوقأأت بونيأأد أالتأأى يأأامن بهأأا التقاليأأد المنهجيأأ ولأأذلك

ولأم . معلوما شخ ي عن المبحوثين من مرتكبى حوايث العنف والثرر أو ضحايا تلأك الحأوايثالحكومي

ت أدى لهأذ الظأاهرة ، بأل علأى العكأس مأن الأك فقأد واأه يكن هدف الدراس تبرير سياسا الحكومأ فأى ال

سأاليب التعامأل األمنأى والقأانونى القاصأرة أعنف نقد علمى لسياسا الحكوم الفاشل فى فهأم الثأرر وأبونيد أ

بأو نيأد علأى قناعأ تامأ بأرن االنتفأاع العملأى بنتأايج هأذ الدراسأ أسأباب لأان ألفى الت دى لأه. ولكأل هأذا ا

طأراف أساسأي وهأى الحكومأ وسياسأاتها فأى التنميأ ألمكافح أاهرة الثأرر سأوف يعأوي بالفايأدة علأى ثالثأ

ا ايضأينعكس التو يف العملى لنتأايج الدراسأ إيجابأا و، سياية القانون فى يول مدني أوتمكينها من تفعيل مبد

حيأاتهمفأى تغييأر نوعيأ الأك يسأاهم حيأث يمكأن أن، ارج التأاريخ والتى تعأد فأبايس الالمبحوثين على حياة

من هأذا سوف يستفيد يضاأ نثروبولواىالبحث األولان أبو نيد على قناع أيضا برن للعيش الكريم فى أمان،

ال طأأار فدمأأ التنميأأ وحأأل المشأأكإباحثيأأه فأأى قأأدرا يواتأأه وأبتطأأوير معرفتأأه والتو يأأف العملأأى لبحوثأأه

هأذا موقأف علمأى يتمتأع بم أداقي . نظريأا ومنهجيأا المستع ي الى اانب الترالم المعرفى الأذى يفيأد العلأم

والمح أل النهاييأ التأى يمكأن ان لبيرة فى بناء عالق ايدة بين العلم والسياس ت أب فأى صأالب المجتمأع .

نثروبولوايأا التأى أحبهأا وعمأل ألابونيأد ل حمدأفيه فلص أنستخل ها فى النهاي أن يراس الثرر لانت مجاال

وتقدمه.الى نهضته بها وللمبحوثين الذين وثقو به وللوطن الذى ينتمى اليه ويتطلع