الهوية الثقافية والتعليم فى المجتمع المصرى )رؤية نقدية...

26
سويف جامعة بنيية التربية مجلة كل عدد ينايرول الجزء ا2019 119 ى فى المجتمع المصرتعليمفية واللثقا الهوية ا)ة نقديةرؤي( Cultural Identity and the Education in the Egyptian Society (A Critical Vision) د. ثناء هاشحمد م م التربية قسم أصول مدرس جامعة ا لفيومملخص ال: لحالية اسة ا هدفت الدريل اتحل ، وال مقوماتها لثقافية وة الهوية ارف على ماهي التع لتاريخىة إلى الكشفضاف فى مصر ، باتعليم لتطور أنظمة الليم ع أنظمة التع تنوع عيات عن تدا لىد أبية لتعدسلر الثالحد من اليات لوعة من ا لمجموصولفية ، بغية اللثقا الهوية ا نظمةلثقافيةى الهوية ا فى مصر علتعليم الحثة المنهج الوصفيلباخدمت ا . است فى بعديه التح ليلى والنقدى، جود اسة إلى وت الدر توصلد تعد فى أنماط نظم الت عليمها ، مع تنوع فى مصر ور الواسع فىنتشا ا الحكومى ،لعامتعليم انب الى بجاجنبتعليم ا التج عنهما ن م تأث ات يرة المصريةلثقافيى الهوية ا وسلبية عل خطيرةمثلت ت فى: - ة القوميةلشعور بالهوي ضمور ا. - لثقافيةهيمنة والتبعية ال لمجالح ال إفسا. - ذه خريجى ه شعور المدارسعيشون فيهن المجتمع الذى ي اب عغتر با. - لمجتمعلثقافية لت الهوية ا إضعاف مقوما. - تكر ين الدارس والمجتمع الذى يدر والفكرى بيلثقافىج اندماك المدارس ا س مناهج تل سه ،نتماء اطنة وا ح المومناهج على تنمية روك اله ، حيث تؤكد تلعيش فيس الذى نشأ وي وليلد للتابعة لها ول ا. - لناشئةل اجيا القيمى ل النسقل إخت. - جتماعى فىسك التماة وتهديد اتعليميؤ الفرص اللطبقى وعدم تكافيز ا لتما تأصيل ا المجتمع. وع أنظمة ابية لتنسل ات الحد من التأثيرلليات لوعة من اجماحثة بوضع ممت الب وقد قاتعلي ل مجتعليم ار ال فى مصر وإنتشا نبى.كلمات اللمفتاحية ا( : تعليمفية ، اللثقا الهوية ا)

Transcript of الهوية الثقافية والتعليم فى المجتمع المصرى )رؤية نقدية...

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

119

الهوية الثقافية والتعليم فى المجتمع المصرى )رؤية نقدية(

Cultural Identity and the Education in the Egyptian Society (A Critical Vision)

م محمدثناء هاش.د لفيوم اجامعة –مدرس قسم أصول التربية

:الملخص

لتاريخى التعرف على ماهية الهوية الثقافية ومقوماتها ، والتحليل اهدفت الدراسة الحالية لى عن تداعيات تنوع أنظمة التعليم ع لتطور أنظمة التعليم فى مصر ، باإلضافة إلى الكشف

نظمة الهوية الثقافية ، بغية الوصول لمجموعة من األليات للحد من األثار السلبية لتعدد أليلى فى بعديه التح. استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التعليم فى مصر على الهوية الثقافية

فى مصر وتنوعها ، مع عليمنظم التأنماط فى تعدد توصلت الدراسة إلى وجود ، والنقدىيرات تأثمما نتج عنه التعليم األجنبى بجانب التعليم العام الحكومى ،اإلنتشار الواسع فى

: فى تمثلتخطيرة وسلبية على الهوية الثقافية المصرية .ضمور الشعور بالهوية القومية - .إفساح المجال للهيمنة والتبعية الثقافية - .باإلغتراب عن المجتمع الذى يعيشون فيه المدارس شعور خريجى هذه - .إضعاف مقومات الهوية الثقافية للمجتمع -سه ، س مناهج تلك المدارس اإلندماج الثقافى والفكرى بين الدارس والمجتمع الذى يدر يتكر -

وليس الذى نشأ ويعيش فيه ، حيث تؤكد تلك المناهج على تنمية روح المواطنة واإلنتماء .ول التابعة لهاللد .إختالل النسق القيمى لألجيال الناشئة -تأصيل التمايز الطبقى وعدم تكافؤ الفرص التعليمية وتهديد التماسك اإلجتماعى فى -

.المجتمعم لتعليوقد قامت الباحثة بوضع مجموعة من األليات للحد من التأثيرات السلبية لتنوع أنظمة ا

نبى.فى مصر وإنتشار التعليم األج

( الهوية الثقافية ، التعليم: )المفتاحيةالكلمات

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

120

Abstract: The current study aimed to identifying what cultural identity and its components, and historical analysis of the evolution of education systems in Egypt, Moreover reveal the implications of the diversity of education systems on cultural identity, to know a set of mechanisms to reduce the negative effects of multiple education systems in Egypt on cultural identity. The researcher used the descriptive approach in its analytical and critical dimensions. The study found that there are multiple types of education systems in Egypt, with a wide spread foreign education besides public formal education, resulting serious and negative effects on the Egyptian cultural identity, represented in: - Disappearing the sense of national identity. - Making way for cultural domination and dependency. - Feeling alienated from the society in which these Schools graduates live. - Weakening cultural identity of the society. - Devoting cultural and intellectual integration between the student and the community that he studies, and not the one he lives in, as the curricula of these schools emphasize the development of the spirit of citizenship and belonging to the countries they affiliated. - Deterioration of the value system of the younger generations. - Rooting class differentiation, inequality of educational opportunities and threatening social cohesion in society. The researcher has developed a set of mechanisms to reduce the negative effects of the diversity of education systems in Egypt and the spread of foreign education. Keywords: (Cultural Identity, Education)

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

121

مقدمة ة لكل مجتمع هوية تميزه عن غيره من المجتمعات إكتسبها عبر التاريخ ، وشكلت نمط حيا

ع م والمتغيرات، ونمط التعامل تناغما فى النظر لألشياء واألمور، ولغة تفاهم مشتركة ، و بة ، هويتها عبر االجيال المتعاق المجتمعات على المحافطة على البيئة المحيطة ، وقد عملت

ر ظروف عندما وقعت أوطانها تحت نيى السحرصت على الحفاظ عليها حتى فى أقو شعوب ، فمثلت الهوية دافعا قويا للنضال ضد المستعمرين الذين سعوا إلى تشجيع الاإلستعمار

.فى الدول المستعمرة لإلنسالخ من هويتهم د يجة لوجود العديوتعقيدا نت بح الحفاظ على الهوية أكثر صعوبةوفى عصرنا الحالى أص

الم التى تمثل سالح ذو حدين ، وإنفتاح شعوب الع وامل المهددة لها : كالتكنولوجيامن العبعضها على بعض ، مما جعل الغلبة للدول األكثر نفوذا كالدول المتقدمة التى تصدر

ية العلمو منتجاتها الصناعية والثقافية التى تعبر عن هويتها ، وكذلك تأثير األنشطة السياحية ويات هوالفعاليات الدولية باإلضافة إلى تزايد الهجرة عبر الحدود وما يترتب عليها من نقل

(.2،ص2017ى،أحمد الريعانإلى الدول المستقبلة )ه التى ومن منطلق أن للمجتمع قيمه ومبادئه التى تعد جزءا من ثقافته ومكونا أساسيا لهويت

ده ذا يحرص على التمسك بها ونشرها بين أفراألخرى ، لن غيره من المجتمعات ايتميز بها عظ الحفا، من أجل الحفاظ على كيانه ، ويعد التعليم حجر الزاوية فى تشكيل الهوية وتعزيزها و

نظام فهو أداة تأكيد الهوية ، وهو منفذ ألى برنامج يبغيه ألى .عليها لدى الفرد والجماعةياسى الوسيلة الرئيسية التى يستعين بها النظام الس سياسى ، ومن ثم ينظر للتعليم على أنه

،رفعة إلكتساب االفراد القيم واإلتجاهات والصفات المطلوبة ، إلتماسا للتنمية والنهوض وال . (154، ص2009)محمد عبد الرؤوف عطية ، وكذا ترسيخ الهوية الثقافية المميزة للمجتمع

يعبر التىفلسفة نابعة من فلسفة المجتمع ىيمولذلك فمن الضرورى أن يتبنى النظام التعل أنه اليمكن أن يقوم نظام تعليمى ناجح دون ثوابت ثقافية ، وبنى تحتية محملة حيثعنها ،

بتراث ضخم من العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات ، تلك التى تشكل النظام وتحدد إطاره وهذا يعنى أن النظام التعليمى يشتق وظيفته السياسى ، وترسم رؤية للكون والحياة واإلنسان ،

من ثقافة المجتمع ، ويعبر عن فلسفته وإتجاهاته وحاجاته ، ويعتبر وسيلته فى إكساب )لطيفة الطالب القيم واإلتجاهات التى ينشدها ، وله أيضا دوره فى تعزيز الهوية الثقافية

ء ، وغرس القيم فى عقولهم ، حيث أن التعليم منوط به تربية النشى(2000إبراهيم خضر ،وقلوبهم منذ سنوات أعمارهم األولى ، ودعم قيم الوالء واإلنتماء ، وتأكيد الثوابت القومية ،

هانى ومن ثم له دوره فى مجال تعزيز الهوية الثقافية ، وترسيخ ثوابتها ودعائمها االساسية)

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

122

وعقالنية حتى يكون فى ، لذلك البد من وضع النظام التعليمى بكيفية (2008محمد موسى، موقع قوة يسمح له بإنتاج أفراد مهيئين ألنماط سلوكية معينة تبعا للبنيات الفكرية والقيم

.المكتسبة والمجتمعات العربية فى ظل الظروف العالمية الحديثة فى أشد الحاجة إلى نسق قيمى

ائط يتطلب تكاتف جميع وسمتماسك ، يوحد بين أفراد المجتمع ثقافيا وفكريا وحضاريا ، مما قيمى التربية ، ويأتى التعليم بمؤسساته فى المرتبة األولى لكى يحقق هذا النسق الفكرى ال

.(136، ص 2016بثينة عبد الرؤوف ، )ول دوعلى الرغم مما أعلن عن أهمية التعليم وخطورة الدور الذى يقوم به ، وفى حين تسعى

ظم ر النظام التعليمى وإحكام السيطرة عليه ، إنتشرت فى مصالعالم إلى التأكيد على وطنية الن والتى يراها .التعليمية الوافدة المتمثلة فى المدارس االمريكية واإلنجليزية والكندية والفرنسية

ندية ية وكالبعض مهددة للهوية الثقافية حيث تقدم تلك المدارس ألبنائها مناهج أمريكية وإنجليز حول يث تتقافية لمن يدرسونها ، حثلمناهج التى لها تأثيرها على الهوية الوفرنسية وغيرها من ا

لدولةإنتماءات هؤالء األبناء الدارسين فى تلك المدارس من الدولة التى يعيشون فيها إلى ا التى يدرسون لغتها ، حتى أن معظم طموحات هؤالء األبناء تتمثل فى الهجرة للخارج حيث

(48، ص2017)أيسم سعد محمدى ، ون مناهجهاالدولة التى كانوا يدرسغم يتضح مما سبق أن النظام التعليمى فى مصر يتسم بالتعددية الثقافية ، وذلك على الر

مما أعلنته الدولة فى أهداف التعليم والتى تتمثل فى :لعربية افية لى الذاتية الثقاأهمية الحفاظ على الثقافة الوطنية من خالل اإللتزام والتأكيد ع -أ

تى سالمية للشخصية المصرية ، فيجب أن تكون العمق اإلستراتيجى واألصالة العميقة الواإللتأكيد النسيج أساسى ى شرط هيجب أن تعمل المدرسة على تكريسها والمحافظة عليها ف

اإلجتماعى والوطنى. ك من خاللغرس وتعميق القيم اإلجتماعية ، بإعتبارها ضرورة لمواجهة المستقبل ، وذل -بة لثقافاسالم وغرس المبادىء اإلنسانية ، كما تجلت فى م األخالقية النابعة من حضارة اإلالقي

المصرية وغرس شعور اإلنتماء الوطنى والقومى فى نفوس الطالب ، وذلك من خالل تشبع (434-433،ص 2011بثينة عبد الرؤوف رمضان،)والشخصية المصرية بمقومات الثقافةالنظام التعليمى

تناقض أن الواقع ي إالأعلنت الدولة أن التعليم بالنسبة لمصر يمثل قضية أمن قومى ، وقد ى :مصر إل األنظمة التعليمية فىمع ما تنادى به الدولة وتلتزم به األهداف التربوية ، حيث تتعدد

حية.د المسيتعليم دينى تمثله المدارس االزهرية والمدارس الخاصة اإلسالمية ومدارس األح - تعليم عربى وتمثله المدارس الحكومية ، والمدارس الخاصة عربى . -

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

123

تعليم اللغات وتمثله المدارس التجريبية ومدارس اللغات الخاصة . - .تعليم أجنبى متعدد الروافد وتمثله المدارس الدولية -تشار التعليم وإن لقد أفرز الوضع السابق بيئة تعليمية غير أمنة ، تتمثل فى تعدد أنظمة

لى عية إأجيال المستقبل ، ويؤدى بالتب ىمدارس اللغات والمدارس الدولية مما قد يؤثر سلبا عل حيث يدرس طالب هذه المدارس األجنبية مناهج ال .فقدانهم لهويتهم واإلنتماء لمجتمعهم

ات موميعناهج إلى تتماثل فيها بيئتهم المحلية، من القيم والعادات والتقاليد، وتفتقد هذه الملى إالثقافة التي تميز مجتمعهم،وهذا يعني أن هذه المدارس وانتشارها سوف يؤدي بالتبعية

فقدان الهوية للطالب الذين يلتحقون بها، وتتعارض هذه المدارس مع الدور الذي يجب أنف وظائتقوم به التربية والمدرسة في المجتمع، حيث أن هذه المدارس ال تحقق أي وظيفة من

ار الصغ إلى األجيال القادمة ، بل تقوم بفصل هؤالء هة وأهمها نقل ثقافة المجتمع وقيمالتربي (142، ص 2016)بثينة عبد الرؤوف ، عن ثقافتهم وهويتهم، لصالح ثقافة وافدة

لقد ل ببنا ، ألبنائنا وطالاألجنبية تعلم وتعليم اللغات أهميةإننا اليمكن أن نتغافل عن صر حتى يستطيعوا التعامل مع التطور العلمى واإلنفتاح على من ضرورات العرورة ض أصبح

ا ، مما منظومة تعليمية متكاملة بمناهجها ولغته تبنىالخطورة فى تكمن األمم األخرى ، إنما .يهدد وحدة تماسك المجتمع وقدرته على تشكيل وجدان وهوية األجيال القادمة

إللقاء الضوء على تبعات التوسع فى أنظمة التعليم فى مصر من هنا جاءت هذه الدراسة لقين لها توتداعياته على الهوية الثقافية ، وتوجيه اإلهتمام إلى تلك النظم والتى يمكن من خال

معه.مما يهدد هويته وإنتمائه لمجت المصرى النشىء قيما مغايرة للقيم السائدة فى المجتمع : مشكلة الدراسة

بنية النظام التعليمى فى مصر أشكاال مختلفة تعكس التطورات اإلقتصادية لقد إتخذت رات على هيكل التعليمو واإلجتماعية التى شهدها المجتمع المصرى ، وما فرضته هذه التط

ة قليميبمختلف مراحله وأنواعه من تغيرات ، وتشير عددا من الدراسات والتقارير الدولية واإلو أليمى فى مصر لم تعد موحدة أو متسقة ، بل أصبحت بنى متعددة إلى أن بنية النظام التع

يج متوازية تتبادل فيما بينها عمليات اإلستبعاد واإلقصاء واإلصطفاء على نحو يهدد النس ( 2013سامى محمد نصار ، اإلجتماعى والهوية الثقافية )

تباين سواء فى وج بأنماط من المدارس التى تمفأصبحت الساحة التعليمية فى مصر ت هذا تبعيتها أو هيكلتها أو مناهجها ، وفى جميع الممارسات السائدة فيها ، ومن المؤكد أن

شكيل رزا تالتباين فى المدارس يتبعه بالضرورة تباين فى الثقافات التعليمية التى تلعب دورا با ومن أنماط هذه المدارس: ،الهوية الثقافية البناء المجتمع

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

124

نية )االزهرية والخاصة(المدارس الدي - المدارس الحكومية )العادية والتجريبية(. - المدارس الخاصة )عربى ولغات(. - المدارس الدولية. - المدارس اليابانية المصرية. - مدارس النيل المصرية الدولية. -س يتضح مما سبق تعدد أنماط المدارس فى مصر وتنوعها ، مع اإلنتشار الواسع فى المدار تها داعياألجنبية ، وقد أثارت تلك المدارس جدال كبيرا منذ زمن بعيد حول دورها الثقافى ، وتا

قافية ، فكثير من المهتمين ينظرون إلى هذه المدارس بوصفها مؤسسات ثعلى الهوية الهذه تبشيرية غربية تعمل على نشر ثقافة معادية للقيم الثقافية الوطنية واإلسالمية ، وأن

، بدران تهدد الهوية الثقافية للمجتمعات التقليدية ، ومما يؤكد على ذلك دراسة )شبلالمدارس كرس ( والتى أشارت إلى أن التعليم األجنبى يعد أحد أليات التبعية الثقافية ، حيث ي1985

وطنية فة الهذا النوع من التعليم المفاهيم والقيم الغربية ، وأيضا اإلزدواج الثقافى بين الثقا مظاهريعد أحد ال ام التعليم األجنبى بجانب القومىوجود نظ كما أنافة البلدان األخرى ، وثق

،منه الواضحة لطبقية التعليم ، وذلك ألنه يخدم طبقة محددة من أبناء المجتمع تمثل النخبة وذلك لما يكلفه هذا النوع من التعليم من مصروفات باهظة اليقدر عليها إال الميسورون

( حيث أشار 2014على ، سعيد إسماعيل ، وأكد على ذلك ) (1982حة السفطى ، )مديفقطد هديتإلى أن إستمرار صور التمييز التعليمى ليس خطرا على الثقافة وحدها ، وإنما هو أيضا

.من اإلجتماعى وللهوية الثقافيةلألل ظالحكومى فى وترى بعض الدراسات أن إنتشار التعليم االجنبى إلى جانب التعليم العام

زارة و ظاهرة صحية إذا كان تحت إشراف يعد العولمة والثورة المعلوماتية التى نعيشها اليوم ه ، خاصة فى ظل ما يتمتع ب(2003)محمد صديق، التربية والتعليم ، ويحترم ثقافة األخرين

ومهارات ،يزية التعليم األجنبى من مزايا تعليمية ، كتوفير مناهج عالمية ، وتعلم اللغة اإلنجل، كما يجب تعلم ومعرفة اللغات بشىء من (1997)عبدهللا الغامدى ، الحاسب األلى

يفة خلاإلحتراس لكيال تصبح اللغة اإلنجليزية بديال عن اللغة االم فى مختلف شؤون الحياة)غة ، وفى المقابل أشارت بعض الدراسات األخرى إلى أن التعليم بالل (2008أحمد العتيرى ،

ألجنبية قد يؤدى إلى ضعف اللغة القومية ، كما أنها ال تعزز الهوية الثقافية لدى ا (Ewu-Ewie,2006 &Pretelt,2016&2010مثل والءالسيد ،الطالب)

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

125

أن ى من الباحثين ممن رأبناء على ما سبق ، تعددت االراء حول التعليم األجنبى ، فهناك ، صبح نمطا تعليميا يلبى المتطلبات العالميةوجود التعليم األجنبى أمر البد منه حيث أ

ق ويحقق إحتياجات سوق العمل العالمى من الخريجين ، تلك اإلحتياجات التى ألقت على عاتتكن المدارس األجنبية مزيدا من المسئوليات ، وفرضت عليها بعض المهارات الجديدة التى لم

للغاتاية عن الوفاء بها ، كما أن تعلم مطلوبة من قبل ، والتى عجزت أنماط التعليم التقليدإليها غيرها من االمم من العلوم والتقدم تاألجنبية يساعد كل أمة على معرفة ما وصل

(2010والء السيد ، ).والحضارة للتعليم األجنبى إال أن هناك أراء أخرى تؤكد أن واقع المميزاتوعلى الرغم من تلك

ية لثقافاطاتها يشتمل على تداعيات سلبية خطيرة تهدد الهوية االمدارس األجنبية ومناهجها ونشيث خاصة أنها تمس المعتقد واألخالق واللغة ، فمناهج تلك المدارس ذات إرتباط بأصولها ح

. (2012& ناهد محمد عبد المقصود ،2004عمران حسن ،)تطرح ثقافات المجتمعات التى تمثلهاألجنبى انظمة التعليم وإنتشار التعليم أاألراء حول تعدد يتضح مما سبق أن هناك تباينا فى

ا مؤيد له ، وهناك معارض له حيث أنه يمثل تهديد فهناك بجانب التعليم العام الحكومى ،ة على ضوء المعطيات السابقة جاءت هذه الدراسة للكشف عن واقع أنظمو للهوية الثقافية ،

لتالية :اتساؤالت ى الهوية الثقافية ، وذلك من خالل اإلجابة على العل ، وتداعياتهالتعليم فى المجتمع المصرى ، ومصادر تشكيلها.ماهية الهوية الثقافية ومقوماتها -1 .أنظمة التعليم فى المجتمع المصرى وتنوع ماهية التحليل التاريخى لنشأة -2 ية؟أنظمة التعليم فى المجتمع المصرى على الهوية الثقاف تنوعما تداعيات -3 ؟ يةوية الثقافالتعليم فى مصر على الهللحد من األثار السلبية لتنوع أنظمة ما األليات المقترحة -4

ها ، تستهدف الدراسة الحالية التعرف على ماهية الهوية الثقافية ومقوماتأهداف الدراسة :ع عيات تنو والتحليل التاريخى لتطور أنظمة التعليم فى مصر ، باإلضافة إلى الكشف عن تدا

لبية أنظمة التعليم على الهوية الثقافية بغية وضع مجموعة من األليات للحد من األثار الس لتعدد أنظمة التعليم فى مصر على الهوية الثقافية.

:تنبع أهمية الدراسة من اإلعتبارات التالية : أهمية الدراسةجدل ، حيث اليزال ال المصرى انظمة التعليم فى المجتمعوتعدد أنها تتناول ظاهرة تنوع -

ط ضع الخطالبحث والكشف عن تداعياتها على الهوية الثقافية ، وو يستدعى مما حولها قائما مواجهة ما تفرزه هذه الظاهرة من تداعيات على الهوية طريقها والتصورات التى يمكن عن

قافية.ثال

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

126

ما معنا المصرى إلى مراجعةتحاول هذه الدراسة لفت أنظار المسئولين عن التعليم فى مجت -نا يدرس فى مدارس اللغات والمدارس الدولية من مناهج وأنشطة ومعرفة تأثير ذلك على هويت

وعلى أمننا القومى.،قافية ثال : منهج الدراسة

فى فى ضوء طبيعة الدراسة وأهدافها ، سوف تعتمد الدراسة الحالية على منهج البحث الوص اينة قدى ، وذلك من خالل إستخالص إنعكاسات الرؤى المختلفة والمتبفى بعديه التحليلى والن

لتنوع أنظمة التعليم فى مصر على تشكيل الهوية الثقافية، مع تحليل نقدى لتطور أنماطتمع التعليم فى مصر لبيان كيف أثرت هذه األنماط على تشكيل الهوية الثقافية ألبناء المج

لراهن.االهوية الثقافية للمجتمع المصرى فى الوقت ات باتت تهدد المصرى ، وما يرتبط بذلك من سلبي مصطلحات الدراسة :

( على أنها " مجموعة 70، ص2015:يتبنى البحث تعريف)كريمة كربية ، الهوية الثقافيةن ا متميزة عن غيرها مفرد بها الشخصية العربية ، وتجعلهمن المقومات والخصائص التى تن

لعادات فيا وااألخرى ، وتتمثل هذه المقومات فى :اللغة والدين والتاريخ والجغراالهويات الثقافية والتقاليد واألعراف. خطوات الدراسة :

سوف تسير الدراسة وفقا للمحاور التالية : .، ومصادر تشكيلهاماهية الهوية الثقافية ومقوماتها المحور األول: - .أنظمة التعليم فى المجتمع المصرى وتنوع ة التحليل التاريخى لنشأ المحور الثانى : - .يةأنظمة التعليم فى المجتمع المصرى على الهوية الثقاف تنوعتداعيات المحور الثالث: -صر األليات المقترحة للتغلب على سلبيات إنتشار التعليم األجنبى فى م المحور الرابع: -

.على الهوية الثقافية :اإلطار النظرى

، ومصادر تشكيلها(ماهية الهوية الثقافية ومقوماتها المحور األول:) أوال : مفهوم الهوية الثقافية:

لقد شاعت فكرة الهوية منذ القدم لدى المجتمعات نتيجة إلختالف ما أنتجته من فكر ، وطورته من أدوات ، وشرعته من قوانين ومبادىء إلدارة أمورها ، إال أن مفهوم الهوية يعد من

لحديثة التى ظهرت عقب الثورة الفرنسية وإرتبط نشأته بنظريات علم اإلجتماع التى المفاهيم ا(، ومن خالل قراءة بعض 2،ص2017ى،أحمد الريعانربطت الهوية باإلنتماء للجماعة )

االدبيات المتعلقة بالهوية ، تبين أنه اليوجد تعريف محدد لمفهوم الهوية ، وذلك بسبب تعدد

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

127

تناولته ، باإلضافة إلى سعته وشموليته ، حيث تشارك فى تكوينه المدارس الفكرية التىمتغيرات متعددة ، وخاصة المتغيرات اإلجتماعية التى تطرأ وتؤثر فى الفكر ، وعلى الرغم من أن لمفهوم الهوية داللته اللغوية ، وإستخداماته الفلسفية واإلجتماعية والنفسية والثقافية ، إال أن

تى تناولته تكاد تتفق فى تبنى مفهوم متقارب للهوية عند تعريفه ، وهو أنها معظم المجاالت ال(، حيث تمثل الهوية 24، 2017"تعنى الخصوصية والتميز عن الغير" )هدى سويلم ،

الخصوصية التى تميز جماعة بشرية عن غيرها كالعيش المشترك ، العقيدة ، اللغة ، التاريخ والمصير المشترك .

ثل الحدأحمد بن نعمان بأنها "مجموع الصفات أو السمات الثقافية العامة التي تموقد عرفها تهم بصفا األدنى المشترك بين جميع األفراد الذين ينتمون إليها والتي تجعلهم يعرفون ويتميزون

أنها (، وعرفها الناقة والسعيد ب339خالد حامد ، د.ت،صتلك عن سـواهم مـن أفـراد األمـم")ة لعرقيوا المفاهيمية واالخالقية والثقافيةالخصائص والمميزات العقائدية واللغوية و "مجموعة

ع ة بطبوالتاريخية ، والعادات والتقاليد والسلوكيات التى تطبع شخصية الفرد والجماعة واألممعين ينفرد به عن باقى األمم حيث تشكل مرجعيته المعبرة عن ثقافته ودينه

(.2008،128& سعيد السعيد ،محمود الناقة وحضارته")صر وتعد الثقافة من أكثر العناصر إلتصاقا بالهوية ألنها المجسد الفعلى لمختلف العنا

هوية ، فة للالمكونة لها عبر الفعل التاريخى وإن بدت مستقلة ، وبالتالى تكاد الثقافة تكون مراد ."يةة الثقافالهوي"وهو ما يطلق عليه مصلح البعد الثقافى ، لذا اليمكن تناول مفهوم الهوية فى معزل عن

،مختلفة رؤى والفلسفات اللقد تعددت التعريفات التى تناولت مفهوم الهوية الثقافية تبعا لل لرمز أوفنجد محمد إبراهيم يعرفها بأنها" ا :لى ذكر هذه التعريفات بشىء من التفصيل يوفيما

يم محمد إبراهمن األفراد أو شعبا من الشعوب )مجموعة أوالقاسم المشترك الذى يميز فردا مجموعة من المقومات والخصائص ( ، وتعرفها كريمة كريبة بأنها " 120، ص2001عيد ، ،خرى ا متميزة عن غيرها من الهويات الثقافية األفرد بها الشخصية العربية ، وتجعلهالتى تن

كريمة ) عرافغرافيا والعادات والتقاليد واألوتتمثل هذه المقومات فى :اللغة والدين والتاريخ والجمجتمع ا بأنها "جميع السمات المميزة لالمة أو التهفعرف ثناء الضبع(، أما 70، 2015كربية،

ات العاد، وتطبعه بطابع خاص ، وتستند إلى مقومات أساسية كاللغة والعقيدة والدين والتاريخ و ة عبريرها ، مما يحفظ لألمة شخصيتها المتجذر والتقاليد والقيم وطرائق التفكير والسلوك وغ

.(1138، ص2008ثناء الضبع ، عصور التاريخ وتميزها عن غيرها من األمم )وورد فى الخطة الشاملة للثقافة العربية الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

ذى يحدد ية والجماعية ، والعامل الالفرد تعريف الهوية الثقافية بأنها " النواة الحية للشخصية

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

128

السلوك واالفعال االصلية للفرد والجماعة ، والعنصر المحرك الذى يسمح لالمة بمتابعة التطور واإلبداع ، مع اإلحتفاظ بمكوناتها الثقافية الخاصة ، وميزاتها الجماعية التى تحددت

المنظمة ة ، وطموحات الغد " )بفعل التاريخ الطويل ، واللغة القومية والسكولوجية المشترك (1996العربية للتربية والثقافة والعلوم ،

و أوعرفها موسى الشرقاوى بأنها " مجموعة الصفات الجوهرية والثابتة ، سواء فى األشياء يزة ،المجتمعات ، فللمكان هويته الخاصة ، وكذا بالنسبة للمجتمعات ، فلكل مجتمع ثقافة مم

الرمز ية هىوالتاريخية ، وموروثاته الثقافية ، وبذلك تصبح الهوية الثقاف وله ثوابته الجغرافيةأو القاسم المشترك الذى يميز فردا أو شعبا من الشعوب عن غيره) موسى الشرقاوى

(، أما محمد نصر فعرفها بأنها " تعبر عن تمسك المواطن باالخالقيات 24،ص2004،،مع والسياسية والدينية ، وهى تشكل وجدان المجت والسلوكيات والقيم بأنواعها اإلجتماعية

(.1158، ص2008وضميره واإلطار القيمى والسلوكى للمجتمع)محمد على نصر ،ة كما تعرف الهوية الثقافية بأنها"مجموعة السمات والخصائص التى تميز جماعة إجتماعي

فى تمثل تلك الخصائصمعينة ، وتجعلها متميزة عن غيرها من الهويات الثقافية االخرى ، وتنس ، مد يو اللغة والعادات والدين والتقاليد واألعراف وغيرها من المكونات الثقافية ")هانى مح

(، ويتفق معه هذا التعريف بأنها "مجموعة من الصفات الثقافية التى تميز 13، ص2009 تقاليد التىمجموعة من األشخاص عن غيرهم ، والتى تتضمن العديد من القيم والعادات وال

تتفق عليها مجموعة من األفراد ، والتى تعكس الثقافة السائدة فى المجتمع الذى يعيش (.7،ص2017فيه")دعاء محمد أحمد ،

غة ويتقارب مفهوم الهوية الثقافية لدى الغرب مع مفهومها لدى العرب، حيث عرفت فى الل ى مات المميزة لجماعة يعيشون ف( ويقصد بها "السCultural identityاإلنجليزية بمصطلح )

( 7،ص2017ولغتها ونسبها وهياكلها اإلجتماعية ") دعاء محمد أحمد ، منطقة معينة لها تقاليدها ودينها ء نستنتج مما سبق أن الهوية الثقافية هى مجموعة من السمات الثقافية التى تميز أبنا

فة ولد لديهم نوع من الشعور باأللمجتمع معين عن غيرهم من أبناء المجتمعات األخرى ، وتميز والتماسك اإلجتماعى واإلحساس باإلنتماء لهذا لمجتمع، وهى الخصوصية الثقافية التى ت

شعب عن غيره ، كما أنها قابلة للتطوير والتجدد مع اإلحتفاظ بخصائصها الثابتة التى تحددت بفعل التاريخ واللغة والقيم والدين.

ث مستويات وهى : المستوى الفردى ، ويعرف بإسم الهوية الفردية ، وللهوية الثقافية ثال ويشير إلى ثقافة كل فرد من أفراد المجتمع بصفته الشخصية، والمستوى الجماعى ، ويعرف بإسم الهوية الجماعية ، وهى ترتبط بتأثير مجموعة من االفراد الذين يمثلون جماعة معينة فى

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

129

لمجتمع الذى يوجدون فيه، والمستوى الوطنى ويعرف بإسم الهوية الهوية الثقافية السائدة فى االوطنية ، وهى التى تجمع بين الهوية الفردية والهوية الجماعية فى مجموعة واحدة تعد

(2016الثقافية التى تشير إلى االفراد ، والجماعات داخل الدولة الواحدة )مجد خضر ، المكون الرئيسى للهوية لهوية الثقافيةثانيا : مقومات ا

تلك على الرغم من إختالف األراء ووجهات النظر حول مقومات الهوية الثقافية ، إال أن االراء تشير فى مجملها إلى أن أهم تلك المقومات تتمثل فيما يلى:

:الدين -1 تأثير هام لما له منى يحدد لألمة فلسفتها فى الحياة وغاية وجودها ، ذإن الدين هو ال

شمولهفى تعميق الهوية الثقافية وإبرازها، وله دور أيضا فى توجيه أفراد المجتمع ل سيواساكما حدد جوانب الحياة الفكرية والسياسية واإلجتماعية واإلقتصادية وغيرها من جوانب الحياة ،ة ، افيالثق إطارا عاما يشمل معظم الحياة المادية واإلجتماعية والثقافية ، لتكون مصدرا لهويتهم

من العالقات اإلجتماعية ارسخ الدين الهوية الثقافية وأبرزها عن طريق تنظيم عدد وقدنها ، بية مكالتكافل ، والتعاون واإلحسان ، والتركيز على المثل االخالقية اإليجابية ونبذ السل

م هدى بنت محمد سويلوالتى تعمل على تقوية المجتمع ، وتوجيهه نحو الصالح واإلستقرار )(، كما يعد الدين المرجع الرئيسى لمنظومة القيم التى يؤمن بها المجتمع ، 32،ص2017،

داتهاوهو مكون رئيسى من مكونات تشكيل الهوية الثقافية ، فالدين يؤكد على تراث األمة ووح .( 61، ص2017أيسم سعد حمدى،الثقافية ، وهو المنبع األصيل للقيم والفضائل )

:اللغة العربية -2يتم بر اللغة هى أهم أداة لنقل ثقافة األمة إلى أبنائها ، لذا حرصت كل األمم على أنتعت

(، وذلك ألن اللغة هى ذاكرة66، ص2014التعليم فيها بلغتها القومية )سعيد إسماعيل ، حاضر األمة التى تختزن فيها تراثها ومفاهيمها وقيمها ، وهى أداة التواصل بين الماضى وال

ا فقدان قدانهوإذا كانت اللغة هى األداة الرئيسة للثقافة واإلتصال اإلنسانى ، فإن ف والمستقبل ،(،وبذلك فإن 58، ص2017للثقافة ، وفقدان الثقافة يؤدى لفقدان الهوية)أيسم سعد حمدى،

ى أمة بقى ألياللغة جزء من نسيج الهوية ، وال قوام للهوية بدونها ، ألنه بدون اللغة القومية ال سيلة و يميزها عن سائر االمم االخرى ، كما أن اللغة بالنسبة البناء األمة ليست مجرد قوام

،(.2014،هواشى وإنما هى وسيلة إتصالهم األساسية بعقائدهم وأديانهم)السيد عبد العزيز البتواصل فيما بينهم ، ى لغة القرأن الكريم ، وتعد اللغة العربية أحد الثوابت الثقافية فى الهوية الثقافية العربية ، فه

( ، وقد أصبحت اللغة العربية 121، ص2001وهى ذاكرة األمة العربية)محمد إبراهيم ، تعانى من عزلة وقطيعة خاصة من المسئولين عن مخاطبة الناس من اإلعالميين والكتاب

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

130

ت مغايرة مما يؤثر على تدعيم اإلنفصام الثقافى وتشويه الفكر العربى ، وتدعيم اإلنتماء لثقافالثقافتنا العربية ، كما تم تقليص اإلهتمام باللغة العربية فى المؤسسات التعليمية وذلك بإنشاء أنماط تعليمية بديلة يكون محور إهتمامها فى العملية التعليمية باللغات األجنبية على إختالفها

(.60-59، صص2017)أيسم سعد حمدى،ليمية التع ون اللغة العربية هى لغة التعليم فى مؤسساتنالذلك البد من التأكيد على أهمية أن تك

،تماء ، وذلك لما تقوم به اللغة العربية وتحققه من أمور ، فهى تؤصل الهوية القومية واإلن جتمع .التماسك اإلجتماعى والتطبيع اإلجتماعى بين أفراد الموتحمى الخصوصية الثقافية ، وتعزز من

: التاريخ الوطنى -3خ التاريفكانت اللغة هى روح األمة وحياتها ، فإن التاريخ هو بمثابة وعى األمة وشعورها، إذا

المشترك إلى جانب اللغة يعدان من أهم عوامل هوية الجماعة، وهناك إتفاق مشترك بين ، لموحدالباحثين على أن التاريخ يعد من أهم دعائم الهوية ، فاألمة التتوحد إال بتاريخها ا

جل الثابت لماضى األمة ومفاخرها ، ومدخر ذكرياتها ، وعلى هذا تسير األمة منفهو الس حاضرها إلى مستقبلها.

ى وبلك يعد التاريخ من أهم مقومات الهوية الثقافية المرتبطة بالحس القومى ، ويتمثل ف األحداث والمواقف التى مرت بها األمة وإستقرت فى أعماق ذاكرتها ، وصهرت الناس داخل

طار وطنى واحد ، ولذلك فإن طمس تاريخ االمة أو تشويهه يعد سببا لطمس هوية األمة إ (63،ص2015وتهميشها)كريمة كريبة ،

: التربية األخالقية -4لوك تتمثل فى القيم والمعتقدات الراسخة التى يتمسك بها الفرد أو الجماعة كمعيار يحكم س

عاداتى تعامله تجاه نفسه واألخرين ، وتعتبر الالفرد ، ويحدد له اإلطار الذى يسير عليه فمن والتقاليد السائدة فى المجتمع جزءا أصيل فى تشكيل التربية األخالقية ، ومقوما هاما

مقومات الهوية الثقافية. : ثالثا : مصادر تشكيل الهوية الثقافية

ساسى يل األلذا فهى السب تلعب التربية دورا هاما فى تشكيل الهوية الثقافية ألبناء المجتمع ، ية الذى يمكن أن تعتمد عليه كافة المجتمعات للحفاظ على هويتهم الثقافية ،كما أن للترب

ى ع الذبمؤسساتها المختلفة دورا هاما فى تنشئة اإلنسان دينيا وأخالقيا وفقا لثقافة المجتمتنا م هوية الفاعلة فى دعينتمى إليه ، فعندما تنجح التربية فى بناء هذا اإلنسان ، يصبح القو

ية لثقافاالثقافية ، وهناك العديد من المصادر والوسائط التربوية التى تسهم فى تشكيل الهوية ألبناء المجتمع ، من أهمها:

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

131

فيها االسرة، تعد األسرة هى المؤسسة الطبيعية األولى، والمرجعية األخالقية التى يتلقى-1القيم تلقنهو أنها المعنية بتدريبه على مهارات اللغة وتفكيره الفرد مفردات ثقافته وهويته ، كما

الدينية واألخالقية التى تعتنقها ، فمنها يكتسب موروثه الثقافى ووعيه)ضياء الدين (، فاألسرة هى المسئول األول عن غرس معانى الوطنية واإلنتماء والوالء29،ص2017زاهر،

ات م بنقل قيم وإتجاهات وعادات وتقاليد وسلوكيوتشكيل الهوية الثقافية للفرد ، فهى تقو هم .بأدوار حتى يمكنهم التفاعل مع الثقافات المختلفة والقيامومهارات المجتمع إلى األجيال الصاعدة ،

ة لسائدوتقوم األسرة بدعم وتنمية الهوية الثقافية البنائها من خالل: نقل القيم والعادات الدية الوا صة بالهوية الثقافية إلى األبناء، مع إتباع األساليبواألعراف وطرق اإلحتفاالت الخا

إلى وقيم السوية ، وتحرير المناخ األسرى من اإلزدواجية الثقافية وما تحمله من عادات وتقاليد (163، ص2011أبنائها. )زينب على محمد على ،

ماعى أنشأه المدرسة، تأتى المدرسة على راس الوسائط التربوية بوصفها نظام إجت -2المجتمع لبناء شخصيات أبنائه بصورة تمكنهم من تحقيق غاياته ، كما تعد المدرسة من ا المؤسسات التى أقامها المجتمع للحفاظ على ثقافته ونقل عناصرها من جيل إلى جيل ، لذ

تلعب المدرسة دورا هاما فى فى تنشئة الفرد وتأصيل هويته)محمد عبدالرؤوف عطية ، د ( ، وتستطيع المدرسة القيام بدورها فى تشكيل الهوية الثقافية لألفرا 152-151،ص2009

لة من خالل نقل المعارف والمفاهيم ، وغرس القيم وتنميتها ، مع تعزيز السلوكيات المقبو تى إجتماعيا والتخلص من السلوكيات المرفوضة، باإلضافة إلى تنمية المهارات والقدرات ال

(، وحتى تقوم 84، ص2008اال فى المجتمع)سعيد إسماعيل على ،تجعل من الفرد عضوا فعلتى ااسية المدرسة بدورها فى تشكيل الهوية الثقافية فإن ذلك يتطلب :التركيز على المناهج الدر

ة ترسى قيم الهوية الثقافية وتعززها فى نفوس الطالب ، مع ضرورة تبنى برامج وطنية خاص لتشكيل الهوية الثقافية .

ئل اإلعالم ، أصبحت وسائل اإلعالم مصدرا هاما من مصادر التأثير والتنشئة وسا -3دور اإلجتماعية ، فقد أسهمت تلك الوسائل فى تشكيل وعى االفراد بشكل واضح ، وكان لها ال

األعظم فى تشكيل هوية أجيال متزايدة من المواطنين ،حيث تعد وسائل اإلعالم من وسائلمنها ع النطاق وذلك لكونها تخاطب كل األعمار ، وتتنوع أدوارها فاإلتصال ذات التأثير واس

ائط التثقيفى والترفيهى والتربوى ، وتمتلك طرقا جذابة وشيقة فى العرض مما التملكه الوست األخرى ، لذا يتعاظم دورها فى بث القيم واإلتجاهات المرغوبة عند المواطنين ، وتثبي

وعية المواطنين بأهمية التمسك بهويتهم الثقافية. المعايير المطلوبة إجتماعيا ، وت

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

132

م ، المؤسسات الدينية، تسهم المؤسسات الدينية فى تربية أفراد المجتمع وتشكيل شخصيته -4 وغرس حب الخير وإكسابهم عادات إجتماعية وخلقية وتعاونية ، ويمكن أن تساهم فى تدعيم

كيل وعى الفرد ، وغرس القيم والعاداتالهوية الثقافية لدى أبناء المجتمع من خالل تش المية .ة واإلسواألنماط السلوكية المؤكدة فى الدين ، وتكوين شخصية سوية مؤمنة بهوية األمة العربيواإلتجاهات

(لمصرى أنظمة التعليم فى المجتمع اوتنوع التحليل التاريخى لنشأة المحور الثانى :)ة ى مصر أشكاال مختلفة تعكس التطورات اإلقتصاديلقد إتخذت بنية النظام التعليمى ف

واإلجتماعية التى شهدها المجتمع المصرى ، وما فرضته هذه التطورات على هيكل التعليمبمختلف مراحله وأنواعه من تغيرات ، ففى النصف األول من القرن التاسع عشر أخذت مصر

ليها يحملون معهم كثيرا من عناصر النشاط اإلقتصادى ، ترحب باألجانب الذين ينزحون إشاء ت بإنونزح أيضا رجال من اإلرساليات الدينية يبغون نشاطا دينيا ، لذا قامت تلك اإلرساليا

ه الكنائس كل منها على مذهبها الخاص، ثم رأوا أن يوسعوا من دائرة نشاطهم فألحقوا بهذها ألطفال جاليتهم ومن يشاء من الجاليات الكنائس مدارس لهم يقومون بالتدريس في

(، وبذلك يعد العامل الدينى هو الدافع الرئيسى لظهور28، ص 1985األخرى)شبل بدران ، التعليم األجنبى فى مصر ، وواكب حركة إنتشار اإلرساليات إنتشار مماثل فى المدارس

ارس المد وسبقت إليها بإفتتاح األجنبية ، فما طمحت الدول الغربية إلى اإلستيالء على بلد إالحيط ، ليمهدوا الطريق إلى الفتح واإلستعمار ، وكانت هذه المدارس ما تفتح أبوابها حتى ت

(2005لى ، تجعلها التقبل إال نوعا معينا من الطالب ومن طبقة معينة)سعيد إسماعيل عنفسها بلوائح وقواعد على وجهها المعروف لدينا وهى :مدارسوبذلك بدأ فى مصر ما يسمى بالمدارس األجنبية

ية الجاليات األجنبية ، مدارس الطوائف غير اإلسالمية ، مدارس اإلرساليات والفرق الدينياد للبنين ، مدارس أجنبية للبنات، وقد نشطت هذه المدارس فى القرن التاسع عشر بسبب إزد

واإلجتماعى فى مصر ، التغلغل األجنبى فى مصر ، وإزدياد نفوذ األجانب اإلقتصادى يجى ى لخر التدعيم األدبى والمالى من الصفوة الحاكمة ، باإلضافة إلى اإلمتياز الثقافى والمهن

(29، ص 1985التعليم األجنبى)شبل بدران ، وقد قاد التوسع فى التعليم األجنبى وإزدهاره فى مصر فى النصف الثانى من القرن التاسع

ثقافات المناوئة للهوية اإلسالمية المصرية ، كما تضخمت عشر إلى تعدد الهويات والمن حجم التعليم األجنبى حتى 1940النشاطات الدينية التى إزدهرت بعد معاهدة لندن عام

، وبنفس الدرجة أدى اإلحتالل البريطانى إلى تضخم 1878مدرسة عام 152وصلت إلى ها ، فقد حاول هذا التعليم التأثير على النفوذ األوروبى وزيادة الجاليات األجنبية ومدارس

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

133

الشخصية المصرية وهويتها الوطنية ، ومن ثم تغريب الواقع الثقافى فى مصر ، وإحداث (1999تزاوج ثقافى)نشوى ماهر محمد كرم،

وخالل النصف األول من القرن العشرين ، ومع إحكام القبضة اإلستعمارية على مقاليد صاد تماعية والسياسية فى المجتمع المصرى ، وإرتباط أليات اإلقتالحياة اإلقتصادية واإلج

ى ألجنبالمصرى بأليات اإلقتصاد الرأسمالى العالمى ، ساعد ذلك بدوره على إستخدام التعليم اكمظهر من مظاهر التواجد األجنبى الثقافى والتربوى فى مصر ، وإنتشرت العديد من

شكل بها ، ولقد كانت هذه المدارس بجميع أنواعها ت المدارس األجنبية وزاد عدد الملتحقيند خطرا داهما على الثقافة الوطنية ، لما كانت تحويه مناهجها من مضامين وقيم ترتبط أش

(35، 1985اإلرتباط بالبلدان التابعة لها )شبل بدران ، ها تدريس تم تمصير التعليم وسادت العربية كلغة علم وتعليم ، وفرض 1952ومع قيام ثورة

فى المدارس األجنبية التى خضعت إلشراف وزارة التربية والتعليم فى مصر ، وضعفت شوكةدثت حالتغريبيين فى مصر خاصة بعد إنتصار الدعوة إلى اإلشتراكية فى أوائل الستينات ، ثم

والتى تسببت فى ردة من جديد لدى البعض إلقتداء النموذج الغربى 1967بعد ذلك نكسة ة ز الهوية الغربية لمصر كنتيجة للتفاعل مع الحرب ، حيث ساعدت العالقات السياسيوتعزي

ادى ،واإلقتصادية والتجارية مع الغرب بجانب معايير اإلقتصاد الليبرالى واإلنفتاح اإلقتص ية فىوالفرص المتاحة للمشاريع الحرة ومعاهدة السالم مع الصهاينة على تشجيع الهوية الغرب

(37،ص 2017خالل النصف األخير من السبعينات.)ضياء الدين زاهر ، مصر وخصوصا ومنذ منتصف السبعينات ، وعقب سياسة اإلنفتاح اإلقتصادى وظهور اإلستثمارات األجنبية

وظهور األنشطة التجارية ذات الطابع األجنبى فى مصر من بنوك وشركات وفنادق والتى ت كثير من أسر الطبقات المتوسطة على إلحاق تتطلب عمالة تتقن اللغات األجنبية ، حرص

جها أبنائها بمدارس اللغات مهما كلفها ذلك ، أمال فى مستقبل ألبنائها أفضل فى مصر وخار س ، وحينما إزداد الطلب اإلجتماعى على تعليم اللغات األجنبية إزداد اإلقبال على مدار

التالميذ الضخمة التى تريد اللغات حتى أصبحت هذه المدارس عاجزة عن إستيعاب أعداد (39، ص1996اإللتحاق بها )نادية يوسف،

وفى ظل تبنى الدولة خالل فترة السبعينات لسياسة الباب المفتوح وفتح الباب أمام المستثمرين األجانب إلستثمار أموالهم فى التعليم بدأت تنتشر فى مصر النظم التعليمية الوافدة

مريكية واإلنجليزية والكندية والفرنسية ، وتقوم هذه المدارس بتدريس والمتمثلة فى المدارس األمناهج أجنبية تختلف حسب البلد التابعة لها ، وبدأت فى العقود الثالثة األخيرة من القرن العشرين تحسن من خدماتها ليزداد اإلقبال عليها ، وفى المقابل إكتسب التعليم الحكومى

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

134

لرسمية بعدم صالحية معظم المدارس الحكومية بكل المعايير سمعة سيئة وصدرت التقارير التقديم خدمة تعليمية ناجحة لقصور فى مبانيها ، وضعف العملية التعليمية بها ، ولعل ذلك من أقوى األسباب التى أدت إلى اإلقبال على التعليم األجنبى وترك التعليم الحكومى)بثينة

(433، ص2011عبد الرؤوف ، مثل ، وت ت المدارس األجنبية الدولية فى اإلنتشار مع بداية القرن الحادى والعشرينولقد بدأ

تعمل هذه المدارس تهديدا واضحا للهوية، حيث يدرس بها مناهج تابعة للبلد التى تمثلها،كماتلك المدارس بشكل منفصل تماما عن المجتمع المصرى ، وال تقع تحت طائلة أى قانون

لك المدارس على تهميش اللغة العربية حيث يكفى الحصول على الحد مصرى ، كما عملت تسة األدنى من الدرجات للنجاح فى اللغة العربية . ومما يؤكد على ذلك ما أشارت إليه درا

بثينة عبد الرؤوف حيث قامت بتحليل مناهج تلك المدارس ، ووجدت أنها تعمل على تحقير ويتعلم فيها التربية القومية أوالجغرافيا والتاريخ المصرى،العرب ، وأنه ال وجود لمادة الدين أو

مة الطالب من خالل معايير وقيم المجتمع التابع لها هذه المدارس والتى تختلف عن المنظو (. 2007الثقافية لألسرة والمجتمع الذى ينتمون إليه)بثينة عبد الرؤوف،

ب المدارس االجنبية والدولية بجانيتضح من التحليل السابق خطورة التوسع فى إنتشار ة فى المدارس الحكومية القومية ، حيث تمثل تلك المدارس خطورة على هويتنا الثقافية خاص

ظل اإلقبال المتزايد على اإللتحاق بها ،وتتضح خطورتها فى أنها تحاول تكريس الهوية ية ، الشرقو والنماذج الدينية الغربية لتحل محل الهوية التقليدية التى تكشفت من خالل المعايير

وأصبح التعليم باللغة األجنبية جزءا اليتجزأ من التعليم القومى المصرى . (ةلثقافياأنظمة التعليم فى المجتمع المصرى على الهوية تنوعتداعيات المحور الثالث:)

ة، والمالمة يشير تقرير اليونسكو عن جودة التعليم إلى أهمية المالءمة في النظم التعليمي تعني أن تكون المناهج متوائمة مع البيئة المحلية ومع الظروف االجتماعية والثقافية للدارسين

كما يشير التقرير إلى أن المناهج المستوردة تعتبر في أغلب األحيان غير متوائمة بدرجة ، ليم للحقائق كافية مع البيئة المحلية، ويؤكد التقرير على ضرورة التوازن بين مالءمة التع

، 2001ا)محمود قمبر، االجتماعية والثقافية للدارسين وألمالهم وللصالح العام لألمة كلهوهذا يعني أن نظام التعليم لبلد ما يجب أن يتالءم وخصائص هذا البلد ومميزاته ( 177ص

مية للبلد وأفكاره ومثله واحتياجاته وأهدافه، وينبغي للنظام أن يتالءم مع البيئة والظروف اإلقليوالتوافق مع العادات والتقاليد السائدة لدى أهله، وأخيرا من التصورات والقيم المرغوبة لدى المجتمع، وهذا ما تقوم به نظم التعليم حيث يتشرب الصغار ثقافة قومية تجعلهم يتكلمون بلغة

يم والعادات عامة ويلمون بأساسيات المعرفة والتي تكون أرضية ثقافية مشتركة، ويكتسبون الق

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

135

متوحدا مع قومه سلوكية، وبذلك يصبح الفرد واألساليب التي يتعاملون بها وفق نماذج معيارية، ومن هذا المنطلق تحرص (103،ص2002)محمد أحمد موسى،مع عدم إلغاء الذاتية

المجتمعات على العناية بقومية النظام التعليمي خاصة في المراحل األولى بما يتناسب مع وقيمتها حيث يعتبر هذا التعليم أساس إعداد المواطنة والبوتقة التي ينصهر فيها فئات أهميتها

.المجتمع المختلفةاسعا و م التعليم في مصر جدال نظ فىأثار التحول الكبير في العقود الثالثة األخيرة لقد

لخاصداخل المجتمع بعد أن خلق تدهور التعليم الحكومي أنماطا جديدة من التعليم اى ا ير وفيم ،يتبنى رؤية ثقافية بعيدة عن بيئته التقليدية المتعارف عليها مجتمعيا واألجنبىالصدع داخل مجتمع يعاني من تدني معالجةأنها أسهمت في المدارس األجنبيةمؤيدو

ب ى الطالأضعف الهوية الثقافية والدينية لد األجنبىمستوى التعليم، يرى الرافضون أن التعليم .رب عصب األسرة إلهماله الهوية المجتمعيةوضليم يتضح مما سبق تعدد األراء حول وجود تنوع فى أنظمة التعليم فى مصر ، وإنتشار التع

األجنبى بجانب التعليم الحكومى القومى ، فهناك مجموعة من الباحثين رأت ضرورة وجود سوق العالمية ، ويحقق إحتياجاتيلبى المتطلبات التعليم األجنبى ، إذ أصبح نمطا تعليميا

زيدا مالعمل العالمى من الخريجين ، تلك اإلحتياجات التى ألقت على عاتق المدارس األجنبية من المسئوليات ، وفرضت عليها بعض المهارات الجديدة التى لم تكن مطلوبة من قبل ،

دريس ، ويساعد الت (2010)والء السيد ، والتى عجزت أنماط التعليم التقليدية عن الوفاء بهان مباللغات األجنبية الطالب على اإلتصال والتفاهم مع كثير من بلدان العالم ، ويمكنهم

ورة ه الثالمشاركة فى المؤتمرات والملتقيات السياسية والعلمية ، واإلطالع على أحدث ما أفرزتهم األجنبية سيمد العلمية من أبحاث ودراسات عالمية ، باإلضافة إلى ذلك فإكتساب اللغات

باليات الحوار والتعبير الصحيح عن هويتهم وثقافتهم ، فهى الوسيلة للتفاعل الحضارى 2017والحوار الثقافى تفاعال خالقا هادفا فى بناء الحضارة اإلنسانية)ضياء الدين زاهر ،

ن عيز لتما(، كما أصبح اإللتحاق بالتعليم األجنبى رمزا للمكانة اإلجتماعية والثروة وا42،صومن هنا تصاعدت الدعوة لتعليم (،141، ص2016بقية أفراد المجتمع)بثينة عبد الرؤوف،

دارس الطالب اللغات األجنبية ، مما حدا بكثير من أؤلياء األمور إلىى إلحاق أبنائهم بالم األجنبية التى أصبحت جزءا من المنظومة التربوية العربية فى العصر الحاضر .

للتعليم األجنبى إال أن هناك أراء أخرى تؤكد أن واقع المميزاتم من تلك وعلى الرغ المدارس األجنبية ومناهجها ونشاطاتها يشتمل على تداعيات سلبية خطيرة تهدد الهوية الثقافية

بأصولها حيث مرتبطةخاصة أنها تمس المعتقد واألخالق واللغة ، فمناهج تلك المدارس

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

136

وتجعل هذه الثقافة فى مرتبة أعلى وهى ثقافة الدولة التى تمثلها ، تطرح ثقافات المجتمعات التى تعبر عنها هذه المدارس ،كما أن اإلهتمام المبالغ فيه بتعليم اللغات األجنبية قد يؤدى إلى مظاهر غير مرغوب فيها مثل التباين الثقافى بين فئات المجتمع ، وصعوبة الحراك

( 1421& بكر عبدهللا،2004& عمران حسن،2012اإلجتماعى )راجع:ناهد محمد ، ذا إلىهالتعليم باللغات األجنبية على تهميش الثقافة الوطنية واللغة القومية ، كما ساعد

عل جانب تشكيل عقلية مرتبطة بالثقافة الوافدة تلك التى تنتمى إليها تلك المدارس ، وتجغرس ارس تها وثقافتها ، كما أن مثل هذه المدالمتعلمين يدينون بالوالء لها واإلنبهار بمنجزات

القية أويم أخقفى متعلميها القيم الفردية والمادية التى تميز النظام الرأسمالى دون اإللتزام بأى إقبال إنتشار المدارس االجنبية ، و باإلضافة إلى أن (، 43، 2017ضياء الدين زاهر ، دينية)

ين بوسيلة من وسائل التمييز الطبقى أصبح ائهم بها الطبقات القادرة ماديا على إلحاق أبن نسيج أبناء المجتمع المصرى ، وتمثل هذه المدارس نظاما تعليميا وافدا يمثل خطرا على وحدةة لكنديالمجتمع المصرى ، كماأدى تعدد هذه المدارس بين االمريكية واإلنجليزية والفرنسية وا

ن مك اإلجتماعى وتعدد والءات األجيال المتخرجة إلى تفتيت الهوية الثقافية وضعف التماس (.2013فتحية أحمد عبد القادر ، كل نوع من تلك األنواع)

وأشارت بعض الدراسات إلى أن طالب المدارس األجنبية يدرسون مناهج ال تتماثل فيها لتي اقافة بيئتهم المحلية، من القيم والعادات والتقاليد، وتفتقد هذه المناهج إلى عموميات الث

هوية تميز مجتمعهم ،وهذا يعني أن هذه المدارس وانتشارها سوف يؤدي بالتبعية إلى فقدان الللطالب الذين يلتحقون بها، كما تتعارض هذه المدارس مع الدور الذي يجب أن تقوم به

قل نالتربية والمدرسة في المجتمع، حيث أنها ال تحقق أي وظيفة من وظائف التربية وأهمها تهم، قافة المجتمع وقيمة إلى األجيال القادمة بل هي تفصل هؤالء الطالب عن ثقافتهم وهويث

(.142، ص2016لصالح ثقافة وافدة)بثينة عبد الرؤوف ، كما تعمل المدارس األجنبيـة بفلسـفتها وقيمهـا وأهـدافها ومناهجهـا علـى تأكيـد االنـدماج

مجتمـع الـذي يدرسه وليس الذي يعيش فيه ، وتؤكد مناهج الثقـافي والفكـري بـين الـدارس والتلك المدارس على تنمية روح المواطنة واالنتماء للـدول التابعـة لهـا)التقرير العالمى لرصد

(، وأكدت الدراســات في مجــال سوســيولوجية التعلــيم علـى أن 21،ص2004التعليم للجميع ، بـيرا بــين المثــل الخاصــة ببيئــاتهم العائلية والجماعات التي الطــالب الـذين يجدون تشــابهاك

ينتمون إليها ، وبين المثل التي تروج لها مدارسهم من المـرجح أن يحصـلوا فيمـا يتعلـق بالمهـارات المعرفيـة علـى مسـتويات أعلـى مـن اآلخـرين الـذين يحـاولون الهـرب مـن التنـاقض

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

137

لـى المجتمـع ، ويتبـع ذلـك انسحاب من ثقافة المجتمع وهويته)أمينة رقيق، عـن طريـق التمـرد ع ( 47،ص2011

إن تعدد النظم التعليمية بمناهجهـا األجنبيـة والمنـاخ المدرسـي والتعليمـي الـذي يعـيش فيـه إلى المدرسة في سن الرابعة حتى تخرجه منها في السابع عشر، قـد يــؤدي الطفـل منـذ التحاقـه

تنميــة أنمـاط اجتماعيــة جديــدة تتميــز بدرجــة عاليــة مــن المرونــة في أســاليب التفكــير واالتجاهــات بمــا تــتالئم مــع متطلبات العصر الحديث ومتغيراته، ولكن هذه الكفاءات مـن

حسب احتياجاتهـا النوعيـة المطلوبـة للسـوق الـدولي أو للـدول الـتي وضـعت هـذه المناهج المحلـي، وأهـدافها، بـدال مـن إنتـاج كفـاءات تتـواءم مـع االحتياجـات والمـوارد المتاحـة لالقتصـاد

ممـا يـؤدي كمـا أشـار تقريـر اليونسـكو إلى التمـرد علـى هـذا الواقـع والشـعور باالغـتراب تجـاه ـة كبــيرة لكثــير مــن األهــداف والمفــاهيم الـتي بيئـتهم ومجتمعـاتهم، ولـذلك فهـم ال يــرون قيمـ

:,Kabeer, N)يتبناهـا المجتمــع ، مما يضعف من هويتهم وإنتمائهم لمجتمعهم

2005,p,301)في تغيير ، وقد يــؤدي في بعــض الحـاالت إلى االمتنـاع طوعيا عن المشاركة (.146، ص 2016ينة عبد الرؤوف ، بث(وتنمية المجتمع والتعالي عن المساهمة في اإلنتاج

طيرة خيتضح مما سبق أنه بالرغم من أن للتعليم األجنبى بعض المميزات إال أنه له تأثيرات وسلبية على الهوية الثقافية المصرية تتمثل فيما يلى :

ية ضمور الشعور بالهوية القومية ، بسبب تجريد المتعلم من أولى مقومات الهوية الثقاف - . (52، ص1996)نادية يوسف ، غتهوهى ل

ج لنموذاإفساح المجال للهيمنة والتبعية الثقافية ، وتأكيد تفوق الحضارة الغربية ، وأنها - (.53، ص1996)نادية يوسف ،األعلى الذى ينبغى أن يحتذى به ثقافيا وتاريخيا وحضاريا

ه ، وفقدانهم القدرةباإلغتراب عن المجتمع الذى يعيشون في شعور خريجى هذه المدارس -على التواصل الفكرى والسياسى مع أفراد المجتمع ، وفى ظل هذا اإلغتراب يخرج جيل من

ها المواطنين يتجهون بوالئهم للدولة التى تعلموا بمدارسها ، ويتجردون من إنتمائهم إلي (143،148، ص2016)بثينة عبد الرؤوف، فيصبحون مسلوبى اإلرادة والهوية

ت قومات الهوية الثقافية للمجتمع ، حيث يعد الدين واللغة والتاريخ من مقوماإضعاف م -ة ، لناشئاالهوية الثقافية التى يجب التركيز عليها فى عمليات تشكيل الهوية الثقافية لألجيال

حيث تعد هذه المقومات من عموميات الثقافة التى يجب التركيز عليها فى أهداف وبرامج فى لتنوعلتشكيل السوى للهوية الثقافية ألبناء المجتمع الواحد ، ولكن نتيجة التعليم لضمان ال

يؤثر هويتنا الثقافية والتى أصبحت اليوم فى خطر ، مما نماط التعليم نجد تهديدا لمقوماتأ . (41-40،ص 2017دعاء محمد أحمد ، )على روابط اإلنتماء واإلعتزاز بالهوية الثقافية لمجتمعنا

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

138

ه ، هج تلك المدارس اإلندماج الثقافى والفكرى بين الدارس والمجتمع الذى يدرستكرس منا - وليس الذى نشأ ويعيش فيه ، حيث تؤكد تلك المناهج على تنمية روح المواطنة واإلنتماء

(144، ص2016)بثينة عبد الرؤوف ، للدول التابعة لها ختالفاإامنا التعليمى المصرى نجد بالنظر إلى نظفإختالل النسق القيمى لألجيال الناشئة ، -

ؤدى واضحا بين النسق القيمى للمجتمع المصرى والقيم السائدة فى مدارس التعليم األجنبى يارس إلى إختالف الشخصية المتخرجة من النظامين ، كما أن التالميذ الذين يصلون لهذه المد

ة تمعهم ويدخلون فى منظومفى مرحلة مبكرة لم يستطيعوا بعد أن يخضعوا لهوية أبائهم ومجخل اع داالمدرسة األجنبية ليتعلموا معايير الدولة التى تنتمى إليها ، مما يؤدى إلى حدوث صر تمع المج الفرد لتشكيل الهوية ومع الوقت يرفض هؤالء التالميذ ثقافة أبائهم ، ويعتنقون ثقافة

( 41،ص 2017دعاء محمد أحمد ، الذى تمثله المدرسة األجنبية )تأصيل التمايز الطبقى وعدم تكافؤ الفرص التعليمية وتهديد التماسك اإلجتماعى فى -

.المجتمعن خطورة التنوع التعليمي بين ثقافات وهويات مختلفة، تكمن في أن كل منهج يرتبط إ -

لبلد ا(، من شأنه أن يجعل أبناء ، فرنسية وهكذابالدولة صاحبة المدرسة )أميركية، بريطانية د عبارة عن طوائف فكرية وثقافية، ألن كل فئة من الطالب تصطبغ بصبغة خاصة تتبعالواح

.تهالمدرسة التي يدرسون فيها ومناهجها وطرق التدريس فيها وطبيعة الرسالة التعليمية ذايتعاظم خطر التعليم األجنبي عندما ال تخضع أطر التدريس والمناهج لرقابة حكومية، -

ت بشكل مفاجئ، ففي المستقبل القريب يتحول المجتمع الواحد إلى فئاونتائج ذلك ال تظهر ييز ا ينتج عنه أحيانا تآكل فكري، وأحيانا تممبثقافات وعادات وتقاليد وهويات مختلفة، م

واضح بين من درسوا تعليما بثقافة متحررة ومن عاشوا داخل جدران مدارس حكومية تقدس .التقاليد أكثر من العلم

فى و ية ، لثقافة الوطنية واللغة العربية فال تلتزم هذه المدارس بتدريس اللغة العربتهميش ا - (352،ص2012ناهد محمد ، كثير من األحيان التقوم بتدريسها على اإلطالق)

لتعليم تشار اإنتنوع أنظمة التعليم و للتغلب على سلبيات األليات المقترحة المحور الرابع: ) ة الثقافية األجنبى فى مصر على الهوي

أن إن مجتمعنا المصرى فى حاجة إلى رؤية موحدة تجاه المستقبل نعتز فيها بلغتنا دون لتى يمنعنا ذلك من إجادة لغات أجنبية ، والمشاركة فى النهضة العلمية بالصبغة العربية ا

)بثينة عبد الرؤوف،تجمع بين أبنائها دون أن تفقدهم خصوصياتهم ومقوماتهم الثقافية (148، ص2016

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

139

ن إن الحفاظ على الهوية اليعنى اإلنغالق على الذات بعيدا عن الثقافات األخرى ، ولك ة ألصالايعنى الحفاظ على تراثنا بعد إنتقائه ، وتعلم الثقافات األخرى مع اإلحتماء بمقومات

لى العربية وموروث األمة اإلسالمية، ولذلك فنحن أمام تحديات عظيمة مابين الحفاظ عالتراث ، وفى الوقت نفسه مطالبين بمسايرة العصر الذى نعيش فيه ، وهذا يتطلب من

قت األنظمة التعليمية تكوين ثقافة مجتمعية تفاعلية مرنة تعالج السلبيات ، وفى نفس الو ،تمع تستثمر جوانب القوة والتنوع دون تفريط فيما يتعلق بالثوابت والمنظومة القيمية للمج

لهوية طرح مجموعة من األليات لمعالجة التأثيرات السلبية للتعليم األجنبى على اوفيما يلى الثقافية المصرية :

سم توحيد كافة أشكال وأنواع التعليم فى مرحلة التعليم األساسى ، حتى تكون هناك قوا -1ة ، قافيثمشتركة بين أبناء األمة الواحدة تشكل فى مجملها ما يمكن أن نسميه الذات الوطنية ال

ة ومن ثم يربى النشىء فى الوطن الواحد على طرائق من التفكير والسلوك متقاربة ومتشابه .فيتواصلون ويتعاونون ويتألفون بغذاء ثقافى واحد

.جعل التعليم باللغة العربية فى جميع المدارس حتى نهاية المرحلة اإلبتدائية -2 ة و الدولية التى تسهم فى توطين ثقافاتالحد من اإلنتشار الواسع للمدارس األجنبي -3

.تعليمية متباينة تهدد التشكيل السوى للهوية الثقافية ألبناء المجتمع المصرى من يتضمنا القدر األكبر تماعيةإنطالقا من كون مقررات اللغة العربية والدراسات اإلج -4

جنبيةارية فى المدارس األالتماثالت اإلجتماعية ، فهذا يتطلب ضرورة جعل تلك المقررات إجبا بملعلوم والرياضيات، او الدولية ، وإعطائها وزن مماثل لدرجات المقررات األساسية فى

نوع من التجانس بين الدارسين فى تلك المدارس وأقرانهم الدارسين فى المدارس يحقق .المصرية ، مما يؤدى إلى تشكيل هوية ثقافية مشتركة سليمة

طبق تإشراف فعلى من قبل وزارة التربية والتعليم على كافة المدارس التى أن يكون هناك -5و فها أالبرامج الدولية ، للتأكد من أن المناهج الدراسية التى تدرس بها ال تتعارض فى أهدا

.محتواها أو أنشطتها مع فلسفة وهوية المجتمع المصرى المناهج المقررة على طالب تشكيل لجان متخصصة من أساتذة التربية تقوم بمراجعة -6

ية من أ المدارس األجنبية قبل إقرارها والبدء فى تدريسها ، وذلك للتأكد من خلو هذه المناهج .موضوعات تؤثر سلبا على تشكيل الهوية الثقافية لألجيال الناشئة

ه ظائفـو ضرورة إيجاد إطار عام موحد للنظام التعليمي ، فلكي يسـتطيع المجتمـع أن يقـوم ب -7 ى تكـوينة علـالبـد أن يصل أبناؤه إلى قدر من التفاهم المشترك ، والتربيـة وحـدها هـي القـادر

ذلـك القـدر المشـترك مـن التوافـق والتفـاهم بين أبناء الوطن الواحد.

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

140

توظيف منهج اللغة اإلنجليزية مع غيره من المناهج الدراسية للمحافظة على هوية -8 علمجتماهات سلوكية إيجابية نحو اقافية من خالل تضمينه قيما دينية وخلقية وإتجالمجتمع الث

صرية إعادة النظر فى عملية تطوير محتويات المناهج التعليمية التى تقدمها المدارس الم -9نية لوجدابأنواعها المختلفة بحيث تراعى جملة نواتج التعلم فى الجوانب المعرفية والمهارية وا

وية همثيالتها التى تقدمها المدارس االجنبية و الدولية وهو ما قد يضمن تشكيل تتوافق مع .ثقافية مشتركة لألجيال الناشئة

ضرورة ضبط المدارس األجنبية والحد منها، وإخضاعها لإلشراف الكامل للوزارات ، -10إلى وضرورة مراجعة مناهجها والشهادات التي تمنحها خاصة بعد أن تحولت هذه المدرسيع السر عملية تجارية بحتة، ويسارع المستثمرون ورجال األعمال في إنشاء العديد منها لعائدها

دون اعتبار لتأثير هذه المدارس على .الثقافة والهوية القومية

، جعل مادة التربية الوطنية إجبارية فى المدارس األجنبية ، وتضمينها أنشطة عملية -11م من كة وقيم المسئولية لدى المتعلمين ، والتأكيد من خالل تدريبهمع تنمية مهارات المشار

خالل هذه المهارات على التماسك اإلجتماعى بين أفراد المجتمع .

عليم خبراء في الت مراجعة جميع المقررات المدرسية وفى جميع المراحل التعليمية من قبل -12ما يحدث داخل جب الوقوف علىوأساتذة الجامعات المتخصصين في هذه المناهج، كما ي

.هذه المدارس من سلوكيات وقيم غريبة تتنافى وقيم المجتمع

فة بمقرر الدراسات اإلجتماعية ودوره فى تدعيم إيمان الطالب بأهمية الثقا اإلهتمام -13القومية المصرية ، فيدرس الطالب معلومات عن جغرافية مصر ، كما يتم تنظيم رحالت

جنبية لتعرف ثقافة مصر وعادات وتقاليد الشعب المصرى ومناسباتهم لطالب المدارس األ وغيرها من المظاهر الثقافية االخرى.

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

141

: قائمة المراجع :أوال المراجع العربية

أحمد الربعانى ، إتجاهات طلبة التعليم ما بعد األساسى بسلطنة عمان نحو الهوية -1( ، 1(، ع)11، جامعة السلطان قابوس ، مج)نفسية مجلة الدراسات التربوية والالوطنية ،

.16-1، صص 2017يناير ، ربية غة العالتعددية الثقافية وأثرها فى المهارات األساسية للأمين محمد محمد أبوبكر ، -2

، كلية وذجا(والهوية الثقافية فى ضوء المدخل الثقافى)المدارس الثانوية الدولية فى مصرنم أكتوبر ، د.ت. 6التربية ، جامعة

ل ل حـوالملتقـى الـدولي األو ،اللغة العربية والعلوم والعولمة أزمة هوية ،مينة رقيقأ -3امعة ، جرةاالجتماعي في ظل المتغيرات المعاص المجتمـع العـربي واالسـتبعاد واالحتـواء

.47ص،2011أكتوبر ،31-30ترة من الفالجزائر،ى هوية الثقافية العربية فى مدارس التعليم األجنبأيسم سعد محمدى محمد ، تعزيز ال -4

.2017( ، أكتوبر ، 1( ، ج)4، القاهرة ، ع) مجلة العلوم التربوية)دراسة ميدانية ( ، نة مخاطر التعليم األجنبى على هويتنا الثقافية وقيم المواطبثينة عبد الرؤوف ، -5

.2007، القاهرة ، دار الفكر العربى ، واإلنتماءية مجلة كلبثينة عبد الرؤوف رمضان عبدهللا ، التعليم االجنبي واالستبعاد االجتماعي، -6

.2016( ، 4( ، ع)31، جامعة المنوفية ، مج) التربيةلتعليم األجنبي في مصر منذ منتصف السبعينيات من ابثينة عبد الرؤوف رمضان، -7

، يوليو ، لتربوية ، جامعة القاهرة، معهد الدراسات ايناير25القرن العشرين حتي قيام ثورة .441-431، صص2011

لقاهرة ،، ا المدارس العالمية األجنبية اإلستعمارية تاريخها ومخاطرهابكر عبد أبو زيد ، -8 .1421دار ألفا ،

لتربيـــةـــدة لـم المتحألمــالتقريـــر العـــالمي لرصـــد التعلـــيم للجميـــع، منشـــورات اليونســـكو، ا -9 .21،ص2004والعلـــوم والثقافـــة،

ورقة ثناء الضبع ، تعزيز الهوية لدى طالب المدارس فى ضوء تداعيات العولمة ، -10 منعقد فى، ال"عمل مقدمة للمؤتمر العلمى العشرين بعنوان "مناهج التعليم والهوية الثقافية

.2008يو، يول31-30دار الضيافة ، جامعة عين شمس ، الفترة من ، مجلة العلوم اإلنسانية واإلجتماعيةخالد حامد، النسق المجتمعى وأزمة الهوية، -11

جامعة بيسة ، الجزائر ، د.ت.

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

142

ر مؤتمبحوث الخليفة أحمد العتيرى، أثر التعليم باللغات األجنبية على الهوية القومية ، -12لغة سم ال" ، قديات المعاصرة النقدى الحادى عشر بعنوان "اللغة العربية فى مواجهة التح

.2008أبريل ، 24-22العربية ، كلية األداب ، األردن ، المنعقد فى الفترة من دراسةدعاء محمد أحمد إبراهيم ، التوزيع اإلجتماعى للتعليم وتشكيل الهوية الثقافية " -13

( ، 2)ج( ، 4، ع)، القاهرة مجلة العلوم التربويةنقدية فى سوسيولوجيا التعليم المصرى "، .2017أكتوبر ،

يناير 25الهوية الثقافية والطفل المصري، مؤتمر ثورة زينب على محمد على ، -14، 2011، معهد الدراسات التربوية ، جامعة القاهرة ، يوليو ، ومستقبل التعليم فى مصر

.171-161صصمجلة العلوم مصر ، سامى محمد نصار ، التعليم الخاص وبنية النظام التعليمى فى -15

13-11، عدد خاص مؤتمر التعليم والثورة فى مصر :رؤي وسياسات بديلة ، التربوية .2013نوفمبر ،

.2005، القاهرة ، عالم الكتب ، الهوية والتعليمسعيد إسماعيل على ، -16 .2008، القاهرة ، دار السالم ، التربية السياسية لألطفالسعيد إسماعيل على ، -17ى سعيد إسماعيل على ،واقع التعليم األجنبى ومشكالته فى الدول اإلسالمية وأثره عل -18

.72-35، صص2014( ، 46، مصر ، )مجلة الجامعة اإلسالمية الهوية ، ى المؤتمر العلمسعيد السعيد & محمود الناقة ، مناهج التعليم والهوية الثقافية ، -19

.2008هرة ، دار الضيافة ، ، القا العشرون: التعليم والهوية .2015الكتب، القاهرة، عالم، التعليم وإشكالية تأصيل الهويةالسيد عبد العزيز البهواشى ، -20ة رابطة التربيشبل بدران ، التربية والتبعية فى مصر :دراسة فى التعليم األجنبى ، -21

.69-23، صص1985( ، مايو، 3، ع) الحديثةمن ألولىالنظام التعليمى وثوابت الهوية الوطنية )كتب المرحلة ا، شراد محمد العلمى -22

ية نسان، رسالة ماجيستير ، تخصص علم إجتماع ، كلية العلوم اإل التعليم اإلبتدائى نموذجا( .2015، 2والعلوم اإلجتماعية ، جامعة سطيف

ة ، وحد األسكندرية، مكتبة اللغة ومستقبل الهوية التعليم نموذجاضياء الدين زاهر ، -23 .2017الدراسات المستقبلية،

ية بتدائعبدهللا مغرم الغامدى ، إتجاهات أؤلياء األمور نحو إلحاق أبنائهم بالمدارس اإل -24-126، ص 1997( ، 45، مصر ، ع) مجلة التربية المعاصرةاألهلية بمدينة الرياض،

156.

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

ينايرعدد

2019الجزء األول

143

ب وتعلم تالميذ المدرسة اإلبتدائيةعمران حسن ، أثر الثنائية اللغوية على إكتسا -25( ، 1)20، جامعة أسيوط ، مجلة كلية التربيةلمهارات اللغة العربية وتحصيلهم اللغوى ،

،2004 ،206-236. سالة ، ر ى األبعاد التعليمية ألزمة الهوية فى المجتمع المصر فتحية أحمد عبد القادر ، -26

.2013ة، ماجستير ،كلية التربية ، جامعة األسكندري، جامعة الملك سعود ، مجلة األدابكريمة محمد كربية ، اللغة والهوية ، -27 .74-51، صص2015(، يناير ، 1(،ع)27مج) .، القاهرة ، عالم الكتب دور التعليم فى تعزيز اإلنتماءلطيفة إبراهيم خضر ، -28 .2016أبريل ، 26، عناصر الهوية الثقافية ومستوياتهامجد خضر ، -29، تنميةمجلة الطفولة والمحمد إبراهيم عيد ، الهوية الثقافية العربية فى عالم متغير ، -30 (.126-109، صص2001( ، 3(، ع)1مج)، دار الكتاب الجامعى ، التربية وقضايا المجتمع المعاصرمحمد أحمد موسى ، -31

.2002اإلمارات العربية ،ارس األجنبية والخاصة: التعليم العام ومواطن محمد صديق حسن ، التعليم فى المد -32

.102-84، ص2003( ، 147، قطر ، ع) مجلة التربيةالقصور وسبل اإلصالح ، يع ، ، مؤسسة طيبة للنشر والتوز 1، ط التعليم وأزمة الهويةمحمد عبد الرؤوف عطية ، -33

.2009القاهرة ، مصر ، ر مناهج التعليم فى الحفاظ على الهوية محمد على نصر ، رؤية مستقبلية لتفعيل دو -34

ليم ج التعورقة عمل مقدمة فى المؤتمر العلمى العشرين "مناهالثقافية فى مواجهة العولمة ، ليو يو 31-30"،المنعقد فى دار الضيافة ، جامعة عين شمس،فى الفترة من والهوية الثقافية

،2008. .2001، الدوحة ، دار الثقافة ، ةبانوراما أصول التربيمحمود مصطفى قمبر ، -35مي مديحة السفطى ، التعليم األجنبي في البالد العربية االزدواجية في النسق التعلي -36

.26-13، صص 1982، ( ، ديسمبر22،ع) جامعة الدول العربيةوقضية االنتماء القومي، المصرى مديحة فخرى محمود محمد، دور التربية فى مواجهة التغريب بالمجتمع -37

،(، العدد الثانى ، أبريل 19، جامعة حلوان ، مج) مجلة كلية التربية)تصور مقترح(، .620-573،صص2013

(، 3ط) ، الخطة الشاملة للثقافة العربيةالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، -38 .1996تونس ،

جامعة بني سويف

مجلة كلية التربية

يناير عدد

2019الجزء األول

144

ربية فى ضوء التحديات موسى على الشرقاوى ، الهوية الثقافية لطالب كليات الت -39 .94-1، 2004( ، 47،) مجلة كلية التربية بالزقازيقالمعاصرة،

هات نادية يوسف كمال الدين ، التعليم باللغات األجنبية فى المرحلة اإلبتدائية، توج -40، 1996( ، أبريل ، 23( ، ع)7، بنها، مج) مجلة كلية التربيةغائبة وإتجاهات غالبة ،

.90-30صصد محمد عبد المقصود ، التعددية الثقافية وإنعكاساتها على قيم طالب المدارس ناه -41

.370-327، 2012( ،79)1، مجلة كلية التربية بالمنصورة األجنبية الدولية ، -1956 في الفترة من مصرتطور تعليم االنجليزية في محمد كرم هللا، نشوى ماهر -42

.1999سالة ماجستير،جامعة عين شمس ،ر ، 1996ي هانى محمد يونس ، دور التربية فى الحفاظ على الهوية الثقافية فى المجتمع العرب -43

.164-127، 2009(،77(،ع)19مج) ،جامعة بنها، مجلة كلية التربية،واقع التعليم األجنبى وتداعياته على الهوية هدى بنت محمد سويلم الصالحى ، -44

.2017، جامعة القصيم، رسالة ماجيستير، قة القصيمالثقافية للطالب :دراسة ميدانية بمنطصر مالمدارس الدولية والثقافة القومية دراسة مقارنة فى جمهورية والء السيد ، -45

.2010، كلية التربية ، جامعة عين شمس، رسالة دكتوراه غير منشورة، العربية وبعض الدول األخرى ثانيا المراجع األجنبية :

1- Kabeer, N,: 2005, The search for Inclusive Citizenship: Meanings andExpressions, anbooks interconnect ed world in Kabeer (ed) Inclusivecitizen ship, p, 301. 2- Prelelt , M.Culutre Identity In Bilingual schools . zona Proxima , Enero-Junio,Universedad Del Norte,Barranquilla, Colombia,2016 .(24),13-27 3-Owu-Ewie,C.The language policy of education in Ghana:acritical look at the English – only language policy of education,in selected proceedings of the 35th annual conference on African linguistics , Somerville , MA : Cascadilla proceeding Project ,2006.