إلامداد عبر تونس خالل الثورة الجزائرية

(4591-4591 .)

موسم عبد الحفيظ . ألاستاذ

جامعة تلمسان -قسم التاريخ

hafid_porsay@hotmail.frالبريد الالكتروني

*مقدمة :

تعد دراسة التاريخ الوطني بشكل عام ودراسة تاريخ الثورة الجزائرية بشكل

اهتمامات املؤرخين الباحثين في هذا املضمار، وإذا كان الاهتمام خاص من أبرز

يعد من الضروريات بل من ألاولويات بالنسبة –بمختلف أبعاده –بالتاريخ الوطني

ه ال يمكن أن يدرس بمعزل عن ألامة العربية ، خصوصا للدارسين والباحثين ، فإن

ي لم تكن معزولة عن محيطها إلاقليمي عندما يتعلق ألامر بتاريخ الثورة الجزائرية الت

والدولي ، بل أثرت فيهما وتأثرت بهما نتيجة ما تلقته من دعم الدول العربية ، وهو

الدعم الذي لعبت فيه تونس دورا بارزا كونها كانت قاعدة خلفية لنشاط جبهة

جز وجيش التحرير الوطني ، فتونس والجزائر بلدان متجاوران وال تفصلهما أية حوا

طبيعية ، والعالقات التاريخية والبشرية بينهما أقدم من الاستعمار ، لذلك حفل

كفاح البلدين ضد الاستعمار الفرنس ي بكثير من مظاهر التضامن والتآزر ، وسنحاول

في هذه الدراسة تسليط ألاضواء على دور تونس في عمليات إلامداد اللوجيستيكي

نا نساهم من خاللها إبراز دورها الفعال في نصرة خالل الثورة الجزائرية ، لعل

القضية الجزائرية .

إلامداد باملال : -4

كانت الثورة الجزائرية تتحصل على أموال معتبرة من تونس ، ويساهم في

توفيرها الجزائريون املقيمون هناك الذين كانوا على غرار إخوانهم في الجزائر يقدمون

اشتراكات معتبرة لجبهة التحرير الوطني ، وقد نشطت في مجال جمع ألاموال بتونس

، التي استطاعت أن تتحصل على أموال من « ودادية الجزائريين املسلمين »

1 املناضلين واملتعاطفين مع الثورة الجزائرية

تراكات التي كان يقدمها الجزائريون املتواجدون بالقطر . ولإلشارة فإن هذه الاش

التونس ي أو التونسيون املؤيدون للثورة الجزائرية ، قد حددت قيمتها بالعملة املحلية

مليم ، ثم ارتفعت فيما 611حوالي 6591أي الدينار التونس ي ، إذ بلغت قيمتها سنة

. 2مليم 6111بعد لتصل إلى

املالي التونس ي للثورة الجزائرية ، خاصة بعدما قامت لقد تزايد الدعم

–تحت إشراف صديق مزالي –جبهة التحرير الوطني بإقامة قاعدة لها بتونس

. غير أن الحصار الذي فرضته 3مهمتها جباية ألاموال لصالح الثورة الجزائرية

ول على السلطات الاستعمارية على الحدود الجزائرية التونسية ، حال دون الحص

أموال إضافية من تونس ، ومن ثمة وجدت الثورة في بعض املناضلين بتونس

بريدية كانت تحمل أسماء متنفسا للحصول على ألاموال عن طريق حوالات

، حيث استطاع املناضل محمد الرزقي سحب حوالات بريدية على مراحل مستعارة

ن دراهم ، وأرسلها إلى الجزائر مختلفة من املكاتب البريدية التونسية ال سيما بريد عي

رتهم الثورة لهذه فين بهذه العملية ، وهم في الحقيقة مناضلون سخ

مع أشخاص مكل

الخدمة النبيلة ، يعبرون الحدود الجزائرية التونسية من أجل تبليغ البريد ، وكذلك

ة من أجل الحصول على ألاموال وجلبها إلى خزينة الثورة الجزائرية دون إثارة أي

. 4شكوك لدى السلطات الاستعمارية

ولم يقتصر الدعم املالي على إسهامات الجزائريين املتواجدين بتونس أو

املواطنين التونسيين ممن أبدوا تعاطفا مع الثورة الجزائرية فقط ، بل شمل أيضا

الجمعيات والشعب الدستورية التونسية ، خاصة بعدما أصدر الرئيس التونس ي

في إطار تفعيل اتفاقية 6591جوان 72جملة من ألاوامر بتاريخ 5بةالحبيب بورقي

التعاون مع الثوار الجزائريين ، وعلى إثر ذلك قامت الشعب الدستورية التونسية

بحملة لجمع املال لصالح الثورة الجزائرية عن طريق فرض ضريبة جبائية شهرية

. 6ل واملوظفين ... إلخعلى التجار ، وبيع التذاكر وقطع جزء من رواتب العما

إضافة إلى هذا ، قرر املوظفون التونسيون مؤازرة الثورة الجزائرية ومساعدة

إخوانهم الجزائريين ماديا ، من خالل التبرع بأجرة يوم عمل كامل لفائدة جبهة

وجيش التحرير الوطني ، وحرصا منهم على هذا الدعم عمل املوظفون التونسيون

إلعانة الثورة الجزائرية ، ودعوا املحامين إلى التبرع باألموال لفائدة على فتح اكتتاب

. هذا فضال عن الدور الكبير الذي كانت تقوم به املنظمات 7جبهة التحرير الوطني

القومية التونسية والجمعيات التي عملت على القيام بحمالت تحسيسية وتضامنية

سه من خالل تنظيم مقابلة رياضية لفائدة الشعب الجزائري الشقيق، وهو ما نلم

صصت مداخيلها لدعم الثورة الجزائرية والتي قدرت 6592جوان 61يوم ، خ

. 8ألف فرنك فرنس ي 611بحوالي

، بحضور 6591جوان 62وخالل انعقاد ندوة املهدية في تونس بتاريخ

ا ، أهدى أهالي ا9ممثلين عن تونس واملغرب ألاقص ى وجبهة التحرير الوطنيملهدية صك

ماليا إلى جبهة التحرير الوطني قدرت قيمته بمليونين من الفرنكات الفرنسية كإعانة

. إن دل هذا على ش يء إنما يدل على مساهمة تونس حكومة 10للثورة الجزائرية

وشعبا في دعم الثورة الجزائرية ماليا ، وهو ما نلمسه أيضا من خالل التقرير املالي

، 6511لوزير أحمد فرانسيس إلى الحكومة املؤقتة الجزائرية سنة الذي قدمه ا

مليار فرنك . تساهم 67يتحدث فيه عن مساهمة الدول العربية املالية التي قدرت بـ

مليون فرنك ، وتدفع إلى 691فيها الدول املغاربية الثالث ) تونس ، املغرب ، ليبيا( بـ

شير كذلك إلى أن البنوك التونسية كانت خزينة الحكومة املؤقتة الجزائرية ، وي

.11تستقبل ألاموال الجزائرية القادمة من فرنسا واملوجهة لدعم الثورة الجزائرية

إلامداد باملؤن) ألادوية ، ألالبسة ، مواد غذائية ...( : -1

رغم املساهمة الايجابية للشعب الجزائري في تموين الثورة الجزائرية من

أن قادة الثورة بدأوا يبحثون منذ الانطالقة عن مصادر تموين أجل إنجاحها ، إال

خارجية قصد تعزيز التموين في الداخل ، لذلك حاول هؤالء القادة الاستفادة من

الوضع إلاقليمي ، في سبيل توفير املؤن املختلفة عن طريق توظيف الحدود الجزائرية

. 12خاصة الشرقية منها لجعلها مصادر تموين خارجية

تتميز الحدود الشرقية للجزائر بإستراتيجيتها الخاصة مقارنة باملناطق

ألاخرى ، وذلك من حيث تضاريسها املعقدة والصعبة سواء بجبالها أو تاللها ، لذلك

شكلت سورا مانعا يصعب اختراقه من طرف املشاة الفرنسية وسالح الطيران

على تونس ومنها يمكن الانتقال الفرنس ي ، هذا باإلضافة إلى كونها مفتوحة مباشرة

إلى الدول العربية ألاخرى ، لهذا أصبحت بمثابة العمود الفقري للثورة الجزائرية من

.13خالل تموينها باملؤن والذخائر املختلفة

فعلى طول الحدود الجزائرية التونسية ، تم إنشاء العديد من املراكز

التحرير الوطني ؛ مثل مركز باجة ، الكاف ، الخاصة بتموين الثورة الجزائرية وجيش

زيادة على مهامها –سوق ألاربعاء ، تاجروين ، تالة . هذه املراكز التي كانت تستقبل

، كما تم 14الجرحى واملصابين الذين يرسلون من الداخل ألجل العالج –التموينية

زائرية إنشاء وحدات للهالل ألاحمر الجزائري على طول الحدود الشرقية الج

التونسية ، مهمتها تقديم املساعدات للسكان الجزائريين الفارين من بطش

. 15الاستعمار

بير في تموين الثورة الجزائرية لقد كان للمهاجرين الجزائريين بتونس دور ك

جوان 71حيث أشار التقرير الصادر عن القيادة العليا للقوات الفرنسية بتاريخ ،

مساهمة الالجئين الجزائريين في توفير املؤونة لصالح الثورة ، وذلك عن ، إلى 6591

طريق عدة مظاهر أهمها : أن املساعدات التي كان يتحصل عليها جيش التحرير

الوطني كانت مموهة باسم الالجئين الجزائريين ، حيث يتم توزيع جزء منها على

. 16ة الجزائرية وجيش التحرير الوطنيهؤالء الالجئين في حين يوجه الباقي لدعم الثور

وبالفعل فقد استفادت الثورة الجزائرية من كميات معتبرة من املؤونة التي كانت

رست 6591سبتمبر 12عن طريق البحر ، ففي –باسم الالجئين –تصل إلى تونس

طن 512طن من الفرينة و 545سفينة إسبانية بميناء تونس ، تحمل شحنة وزنها

طن من القمح 7411مح ، وفي اليوم املوالي وصلت باخرة أمريكية تحمل من الق

، 6591ديسمبر 67ألامريكي ، كما وصلت سفينة أمريكية أخرى إلى ميناء تونس يوم

. ولإلشارة فإن 17طن من الجبن 749طن من القمح وشحنة تقدر بـ 7411محملة بـ

م حمولتها إلى الهالل ألا حمر الجزائري بتونس ، على أن يقوم هذه السفن كانت تسل

هذا ألاخير بتوزيع جزء منها على الالجئين الجزائريين ، وتوجيه الجزء املتبقي لفائدة

.18الثورة الجزائرية

ولم تقتصر عمليات التموين على إسهامات الالجئين الجزائريين بتونس

توفير املواد فقط ، بل ساهمت الحكومة التونسية هي ألاخرى في ذلك ، من خالل

الغذائية واملالبس وألادوية التي كان يتم تهريبها إلى الحدود التونسية الجزائرية

بواسطة سيارات الجيش والحرس الوطنيين التونسيين ، حيث تم اعتماد خطة

لوجستية تعتمد على مجموعة من محطات التموين تنطلق من تونس والشاطئ

ى الحدود ، علما أن القاعدة الرئيسية والساحل الشرقي التونس ي حتى تصل إل

وجيستية في تونس هي التي ينطلق منها النقل عبر شاحنات الحرس الوطني ، الل

والجيش التونس ي هو الذي يؤمن لها الطريق لتزود الثوار باملؤن واملواد الغذائية

جاه خط املخازن والقواعد الخلفية ؛ مثل سوق ألاربعاء ، الكاف ، حسب ات

وين ، تالة ... ، وقرب الحدود التونسية الجزائرية يتم تسليم املؤن وإنزالها تاجر

لتأخذ بذلك طريقها النهائي نحو الداخل باتجاه سوق أهراس والوالية ألاولى

. 19والثانية

زيادة على ما سبق ، فقد تعهد كل من الحزب الدستوري التونس ي والاتحاد

عدات لجبهة وجيش التحرير الوطني ، وسعى العام التونس ي للشغل بتقديم املسا

ه 20املسؤولون إلى توفير املواد الغذائية واملالبس وألادوية إلى الثوار الجزائريين. ولعل

من املستحسن أن نعطي بعض النماذج وألامثلة عن املؤونة والذخيرة التي كانت

استفادت عبر تصل إلى الجزائر عبر تونس ، حيث يذكر فتحي الديب أن الجزائر قد

69111حذاء ، و 69111من مؤن مختلفة تمثلت في 6591الناحية الشرقية عام

طن من القمح ، و 9111بطانية صوف ، و 01111بذلة خاصة بجيش التحرير ، و

.21طن من السكر 6111

إلامداد في املجال العسكري : -3

لت تونس البوابة الشرقية للثورة الجزائرية في دخول ألاسلحة واملؤونة مث

الحربية إليها ، حيث كانت الحدود التونسية الجزائرية من أهم معابر املجاهدين

ضح دورها جليا في إمداد 22ونقل ألاسلحة القادمة من مصر وليبيا الشقيقتين. كما ات

الثورة الجزائرية في املجال العسكري ، من خالل فتح حدودها أمام جيش التحرير

ه بإقامة مراكز التدريب ومخازن تجميع ألاسلحة والذخيرة على الجزائري والسماح ل

أراضيها ، هذا فضال عن التحاق الكثير من التونسيين بصفوف الثورة الجزائرية

.23خاصة بعد توقيع اتفاقية تسليم السالح في تونس

دور الحكومة التونسية في إلامداد العسكري : -3-4

، ي إمداد الثورة الجزائرية عسكرياضحا فلقد برز دور الحكومة التونسية وا

سهيالت التي قدمتها السلطات ألامنية والعسكرية التونسية لقادة من خالل تلك الت

الثورة ، والتي تجسدت بصفة خاصة في تسهيل عمليات مرور السالح القادم من

إضافة إلى بلدان املشرق العربي عبر ألاراض ي التونسية ونقلها إلى الحدود الجزائرية ،

وضع ثكنات الحرس الوطني التونس ي ومكاتب بعض الفدراليات التونسية تحت إمرة

. 24جبهة التحرير الوطني

ضح دور تونس في دعمها فخالل املرحلة ألاولى الندالع الثورة الجزائرية ، ات

في عسكريا من خالل ذلك التنسيق الثالثي املنظم بين قادة حركات املقاومة والتحرير

وجت نهايته بتأسيس جيش تحرير املغرب أقطار املغرب العربي الثالث ، الذي ت

إلاطار الجامع لهذه الحركات املسلحة ، 6599العربي ، و الذي أصبح منذ سنة

والدليل على ذلك هو أن التنسيق التونس ي الجزائري في هذه املرحلة ، أصبح

اضعة لتوجهات القيادة العليا لجيش بالنتيجة جزءا من هذه العملية الكبرى الخ

.25التحرير املغاربي واملؤمنة بوحدة املصير والانتماء

وبعد هذه املرحلة وعلى إثر تشكيل حكومة الاستقالل ألاولى في شهر أفريل

ف الرئيس الحبيب بورقيبة أحمد التليلي وعبد هللا فرحات والطيب 6591سنة ، كل

هم كانوا أعضاء –املهيري بالسهر على –في الديوان السياس ي للحزب الدستوري جل

ق بمسألة إيصال ألاسلحة القادمة من متابعة القضية الجزائرية ، خاصة فيما يتعل

ي مرحلة الصراع 26املشرق العربي إلى الثوار الجزائريين. وعليه يتضح لنا أنه بعد تخط

تدريجيا السيطرة على ، واستعادة بورقيبة 6591اليوسفي البورقيبي بعد سنة

فت الاتصاالت بين القادة التونسيين والجزائريين لتنسيق دعم تونس ألاوضاع ، تكث

للثورة الجزائرية ، حيث كانت شخصيات الربط من الجانب التونس ي تتمثل في

. 27النقابي الدستوري أحمد التليلي ووزير الداخلية الطيب املهيري

نيين عديدة بين القادة التونسيين املع وفي هذا إلاطار تم عقد لقاءات

1، حيث أشار التقرير العسكري الفرنس ي املؤرخ في وممثلي جبهة التحرير الوطني

على مستوى 6591ماي 01 – 75، إلى ذلك الاجتماع املنعقد في ليلة 6591جوان

املكتب السياس ي للجبهة الوطنية الجزائرية بتونس ، بحضور كل من عبد هللا

ات ممثال عن جبهة التحرير الوطني ، ووزير الداخلية التونس ي الطيب املهيري ، بلهوش

إضافة إلى تيجاني بن خليفة املوظف في وزارة النقل التونسية ، وثالثة جزائريين لم

ذكر أسماؤهم . وأثناء هذا الاجتماع تمت دراسة مخطط جديد لعملية إنزال ت

خاصة في منطقة قليبية )الوطن القبلي( ألاسلحة على السواحل التونسية ، وبصفة

وكيفية نقله إلى الحدود الجزائرية ، كما تم الاتفاق على إبقاء الوضع في منطقة رأس

الطيب التي كانت تحتوي على مراكز استقبال ألاسلحة آلاتية من ليبيا وإيطاليا على

. 28ةما هو عليه بسبب الرقابة العسكرية املشددة من طرف السلطات الفرنسي

فت الحكومة التونسية السيد عبد الجليل 6591أوت 69وبتاريخ ، كل

املهيري بأداء مأمورية تنسيقية في القاهرة بين قادة الثورة الجزائرية والسلطة

التونسية ، ثم عينته بعد هذه املهمة كاتبا أوال للسفارة التونسية في روما مكلفا

أشرف على عمليات تزويد جبهة التحرير الوطني بالتمثيلية الجزائرية بأوروبا ، حيث

.29بالسالح انطالقا من ميناء جنوة إلايطالي

تجب إلاشارة إلى لقاء القاهرة املهم ،وفي سياق الحديث عن هذه اللقاءات

الذي جمع كل من السادة أحمد توفيق املدني وألامين دباغين ممثلين عن جبهة

طيب سليم ممثلين عن الحكومة التونسية التحرير الوطني ، والصادق مقدم وال

، وهو اللقاء الذي انتهى بالتوقيع على اتفاقية التسليح التي 6592جانفي 77بتاريخ

نصت على ما يلي :

ود من ممثلي تتعهد الحكومة التونسية بنقل ألاسلحة الجزائرية التي تصلها عبر الحد

تعينه الجبهة لهذه املهمة . ، كما تتعهد بتسليمها ملنجبهة التحرير الوطني

تكون اللجنة التي تشرف على هذه العملية تحت حراسة وضمان هيئة مشتركة

وممثلين عن جبهة التحرير ،ثلين عن الديوان السياس ي التونس يمؤلفة من مم

.الوطني

تتعهد هذه الهيئة املشتركة بأن ال تتسرب إلى البالد التونسية أي قطعة سالح ، أو

من الذخيرة املخصصة لصالح الجزائر . أي جزء

، ال تتم عملية النقل هذه إال بين الجزائريين املفوضين من قبل جبهة التحرير الوطني

والتونسيين املفوضين من قبل الديوان السياس ي التونس ي ، دون أي مشاركة

خارجية عنها .

ملية ، تتوالها لجنة املسائل الفنية املتعلقة بتنفيذ هذا الاتفاق بصفة سريعة وع

مسؤولة مشتركة ، مؤلفة من عضو يعينه الديوان السياس ي ، وعضو آخر تعينه

جبهة التحرير الوطني .

تبدأ اللجنة عملها عند مصادقة ألاخ الرئيس الحبيب بورقيبة على هذا النص

. 30النهائي ، بعد رجوع الوفد التونس ي للعاصمة التونسية

ن القيادة الجزائرية ر كل اللقاءات التي جمعت بيودون الاستطراد في ذك

يا لألسلحة نحو القطر يمكننا القول أن تونس كانت معبرا أساسوالتونسية ،

خاصة بعدما تم إنشاء اللجان املشتركة )الجزائرية التونسية( املكلفة الجزائري ،

6592بمهمة تمرير ألاسلحة وفقا لالتفاق املبرم في بداية ده شهادة كل ، وهو ما تؤك

دا أن الحكومة التونسية قدمت 32، وعمار بن عودة 31من عمر أو عمران، اللذين أك

مساعدات كبيرة إلنجاح مهمة تمرير ألاسلحة من طرابلس باتجاه الحدود التونسية

الجزائرية بواسطة وسائلها الخاصة ،كما وضعت ثكنات جيشها تحت تصرف جيش

. 33لتخزين ألاسلحة والعتادالتحرير الوطني الجزائري

سهيالت التي وفرتها الحكومة التونسية إلنجاح عمليات تهريب وعن الت

ألاسلحة من طرابلس تجاه الجزائر ، يذكر عمار بن عودة ، أن القوات الفرنسية

على الحدود التونسية –كانت تغطي جيدا املنطقة الحدودية املمتدة من شوشة

ل إزعاجا كبيرا لعمليات تهريب ألاسلحة . إلى الحدود –الليبية الجزائرية ، مما شك

ل ذات ليلة ، على مرأى من ثكنة بن قرذان شاحنة سالم وتشاء الصدف أن تتعط

طن 9.9وهي محملة بـ –مناضل ليبي قدم خدمات جليلة للثورة الجزائرية –شلبك

سلحة في شاحنة ثانية من ألاسلحة ، ولم يكن قرب الثكنة ما يسمح بإعادة شحن ألا

دون انتباه الوحدة الفرنسية املرابطة هناك ، ألامر الذي جعل عمار بن عودة يلجأ

صل بوالي مدنين وهو مناضال دستوريا قديما يدعى محمد إلى الحيلة ، حيث ات

، وطلب منه الاتصال بقائد الثكنة يدعوه إلى مالزمة الوحدة مكانها ، بدعوى ألامين

يوسفية بالناحية ، تتحرش بها في محاولة خلق صدامات بين القوات وجود عناصر

التونسية والفرنسية ، وكانت املفاجأة أن استجاب قائد الثكنة لطلب الوالي ، وهكذا

تم حصار الوحدة بطريقة ذكية إلى أن جيء بشاحنة ثانية لنقل ألاسلحة ! .

ابط الفرنس ي ، اقترح وملا الحظ عمار بن عودة مدى تفهم واستعداد الض

م حكومته في مسألة جالء القوات الفرنسية عن مراكزها على والي مدنين أن يكل

بشوشة وبن قرذان ، وفعال طلبت الحكومة التونسية ذلك وكان لها ما أرادت .

فهكذا وبفضل مساعي الحكومة التونسية خال الجو أمام عمار بن عودة ومساعديه ،

ب ألاسلحة إلى الحدود الجزائرية الشرقية ، بعيدا عن ليواصلوا عمليات تهري

. 34إزعاجات القوات الفرنسية

طرق تهريب ألاسلحة إلى الجزائر : -3-1

والجدير بالذكر أن نوضح بأن السالح القادم إلى الشرق الجزائري،كان يمر من خالل

ثالثة مسارب رئيسية هي :

استعمال الزوارق الصغيرة. مسرب جزيرة جربة على السواحل التونسية بواسطة .4

مسرب زوارة في ليبيا ، ومن هناك ينقل السالح بواسطة الشاحنات عن طريق بن .1

قرذان ، ثم يمر عبر ألاراض ي التونسية في اتجاهين :

بوسائل مختلفة إلى بلدة سوق أهراس )والية شمال قسنطينة( . ألاول:

جنوب باتجاه والية ألاوراس.بواسطة الجمال عبر ممر الجرف في أقص ى ال الثاني:

بواسطة الشاحنات الضخمة مباشرة من مصر عبر ليبيا وتونس ، ومن هنالك يهرب .3

. 35بواسطة الجمال عبر الصحراء بعد أن أغلق ممر سوق أهراس

إلى 6591ولإلشارة فإن ألاسلحة املوجهة للثورة الجزائرية ، كانت تصل قبل سنة

حر أساسا ، من خالل ميناء الصيد الصغير بزوارة الشمال الليبي عن طريق الب

البحرية الواقع غرب طرابلس بالقرب من الحدود التونسية ، ثم تعبر فيما بعد

الحدود التونسية في قوافل جمال عبر مسالك منعزلة بعيدة عن مراكز الرقابة

وضع بصورة مؤقتة في ثكنة " فرجمول " ) رأس الطابية ( التونسية ، الرسمية ، وت

ثم تنقل إلى املعسكرات القريبة من الحدود الجزائرية التونسية لتأخذ بعد ذلك

طريقها نحو الثوار في الداخل . وكثيرا ما كانت تتم الاستعانة بصيادي ألاسماك

لتجاوز العدو عند الحدود الليبية التونسية ، خاصة وأن الحاجز الحدودي املتواجد

رة أمام ثكنة الجيش الفرنس ي ، كما كانت تتم عمليات في بن قردان كان مقاما مباش

التهريب أيضا بالتعاون مع بعض مصدري البضائع في اتجاه الجزائر ، حيث تخبأ

ألاسلحة بذكاء داخل صناديق الفواكه واللوز والخروب أو الفول السوداني ، إلى أن

. 36تصل الجزائر بنفس الطريقة

هريب ألاسلحة انطالقا من الحدود الليبية التونسية فعبر هذه املسالك كان يتم ت

باتجاه الجزائر، وسيزداد هذا النشاط أكثر بعد استقرار جيش التحرير الوطني داخل

. ورغم اشتداد الرقابة الفرنسية بمعاونة بعض أنصار الحزب 37ألاراض ي التونسية

التهريب كانت تتم الدستوري الذي كان يتولى املفاوضات مع فرنسا ، إال أن عمليات

جانفي 16باستمرار ، حيث بلغت كميات ألاسلحة املهربة خالل الفترة املمتدة ما بين

د أحد مسؤولي 6592جويلية 06و 6592أكثر من تسعة آالف قطعة سالح . ويؤك

قطعة سالح 0162وحده حوالي 6592القاعدة الشرقية ، أن القاعدة تلقت عام

ورشاشات ومدافع هون ، إضافة إلى كميات كبيرة من أوتوماتيكية من بنادق

رسل بها واليات الداخل إلى 38الذخيرة.كما تزايدت الفرق والكتائب التي كانت ت

. 39الحدود التونسية

فيفري 12وضمن هذا السياق ، أشار التقرير العسكري الفرنس ي املؤرخ في

اض ي التونسية خالل شهر جانفي ، إلى اشتداد نشاط الثوار الجزائريين في ألار 6592

، مع زيادة ملموسة في التحويالت والتنقالت نحو الجزائر على مستوى ألافراد 6592

. كما تحدثت تقارير املخابرات الفرنسية عن 40والعتاد بمساعدة السلطات التونسية

ازدياد عمليات تهريب ألاسلحة عبر تونس ، خاصة بعدما حل عمر أوعمران محل

على رأس لجنة جبهة التحرير الوطني في تونس ، قائلة ) التقارير ( : 41أحمد مهساس

ن الثوار " ... على ما يظهر فإن عمر أوعمران أدى مهمته على أكمل وجه في تموي

، أصبح معدل 6592بالسالح ... " ، وذكرت ذات التقارير أنه مع منتصف شهر ماي

مرور قوافل السالح يوميا تقريبا ، إذ أن كميات كبيرة كانت تأتي عن طريق ليبيا إلى

تونس ، خاصة بعد زوال املراقبة الفرنسية من املوانئ التونسية ، كما أصبحت

طرف لجنة جبهة التحرير الوطني في تونس ، بعدما تم عمليات النقل منظمة من

وعلى رأسهم أحمد التليلي ، هذا ألاخير الذي قدم لعمر 42التنسيق مع ممثلي بورقيبة

عمران وسائل النقل املتمثلة في شاحنات الحرس القومي التونس ي ، لشحن أو

خزين بتونس ، على أن ألاسلحة العابرة للحدود الليبية التونسية ونقلها إلى مراكز الت

يتم توزيعها فيما بعد على قواعد الثورة بالحدود إلدخالها إلى الجزائر بواسطة

% من عمليات 11البهائم أو الشاحنات أو ألافراد ، منبهة في ألاخير إلى أن حوالي

تهريب ألاسلحة إلى الجزائر كانت تتم عن طريق البر بين ليبيا وتونس في إطار سري

. 43بالتنسيق مع حاكم مدنينورسمي

وبعد الهيكلة العسكرية التي قامت بها قيادة الثورة ، أصبحت عمليات

، التي ترأسها العقيد 44إلامداد العسكري من مهام " دائرة التسليح والتموين العام "

، فعرفت بذلك قاعدة تونس تطورات هامة ، 659145عمر أوعمران إلى غاية سبتمبر

تمتلك أسطوال مكونا من شاحنات ذات حمولة كبيرة لنقل ألاسلحة حيث أصبحت

من طراز ) فيات ، مرسيدس ، النسيا ، برتوغة و إينيموغ ( ، إضافة إلى سيارات

خفيفة تتنقل باستمرار بين القواعد الخلفية للثورة بمساعدة إلاخوة الليبيين

ية 46والتونسيينفي برامج إيصال ألاسلحة نحو ، ألامر الذي أدى إلى إعادة النظر كل

. 47الجزائر ، خاصة بعدما عرفت هذه العملية تطورا ملحوظا ومعتبرا

فخالل هذه املرحلة أصبحت عمليات نقل وتهريب ألاسلحة عبر تونس تخضع

تابع بانتظام ، تبدأ بتحديد خطوط سير القوافل مسبقا ) كان يتم لحسابات دقيقة ت

ر على املياه وألاشجار التي تساعد على التخيم ( ، ثم يتم اختيار املسالك التي تتوف

اختيار أفراد القوافل على أسس وضوابط صارمة ) ال بد أن يكون سائقو الشاحنات

الثقيلة مؤهلين وقادرين على السياقة ليال مع إطفاء كل ألانوار ، ولهم قدرة تحمل

قوافل معروفين بالتزاماتهم ووطنيتهم . وعن استثنائية ( ، على أن يكون رؤساء ال

تحركات هذه القوافل يذكر املناضل عبد املجيد بوزبيد الذي كان حينذاك مسؤوال

على مركز بنغازي بليبيا قائال : " أما تحركاتنا في تونس ، فقد كانت تجري تحت رقابة

مدنين والكاف العقيد بن محجوب قائد الحرس الوطني التونس ي بالتنسيق مع واليي

، وكانت قوافلنا ترافقها في جميع تحركاتها مصالح أمن البلد املضيف ) أي تونس (

.كما أن طريق القوافل املحملة باألسلحة نحو الجزائر عبر الجنوب التونس ي ، كان 48"

دائما مؤمنا من طرف رجال املقاومة التونسية ، بالرغم من الصراع الذي كان قائما

، حيث 49بورقيبة وألامين العام للحزب الدستوري صالح بن يوسف بين الحبيب

وجدت هذه القوافل الدعم واملساعدة من طرف الحركة اليوسفية واستطاعت

. 50بذلك أن تتجنب السلطات الاستعمارية الفرنسية

ونتيجة لهذا التنظيم املحكم ، تم إمداد الثورة الجزائرية بكميات معتبرة من

والذخيرة عبر ألاراض ي التونسية ، حيث يذكر فتحي الديب أن محمد نور ألاسلحة

م كميات من املتفجرات على شكل –عمران نائب عمر أو –الدين فراج تسل

6111طوربيد بنجالور و 911) تحتوي على 6591دفعتين : ألاولى بتاريخ أول ماي

طوربيد 6669تحتوي على ) 6591جوان 65فتيل أمان مغطى ( ، والثانية بتاريخ

طوربيد بنجالور بالستيك ( . كما تحصل عمر أوعمران يوم 6611بنجالور صاج و

على عدد من ألاجهزة الالسلكية التي تم استيرادها خصيصا لجيش 6591جوان 15

التحرير الوطني الجزائري ) أجهزة راديو وأجهزة شحن البطاريات ( ، وعلى دفعتين

، مخصصتين إلمداد جبهة وهران ) 6591جويلية 61يرة بتاريخ من السالح والذخ

62رشاش ، 411مم ، 5بندقية موزر 7161مم ، 2.57بندقية 4111تحتوي على

جهاز السلكي .... ( ، وقد استفاد عمر أوعمران من فرصة 14، مدفع مضاد للطائرات

تهريب أكبر كمية من سهولة التهريب عبر تونس مستغال الظروف املواتية حينذاك ل

. 51ألاسلحة إلى الداخل

مراكز تخزين ألاسلحة وتدريب جيش التحرير الوطني الجزائري بتونس : -3-3

، بل أقيمت ألاسلحة نحو القطر الجزائري فقط لم تكن تونس معبرا لتهريب

: التحرير الوطني، نذكر منهابها عدة مراكز خاصة بتخزين ألاسلحة وتدريب جيش

مالق : الذي يعتبر من أهم مراكز جيش التحرير الوطني بتونس ، وهو خاص * مركز

بالتدريب العسكري، وتخزين ألاسلحة ، وتموين الجنود ، وجمع املساعدات التي

. يتحصل عليها جيش التحرير من الدول الصديقة والشقيقة

إلاطارات * مركز قرن الحلفاية : بالقرب من الكاف ، وهو من أهم مدارس تكوين

. العسكرية

* مركز الزيتون : وهو عبارة عن ثالثة مراكز صغيرة استغلت للتدريب العسكري ،

وكانت هذه املراكز قريبة من مركز القيادة العامة بغار الدماء .

صص للتدريب العسكري وتمركز * مركز حمام سيالة : يقع بالقرب من باجة ، خ

إلى مركز لراحة الوحدات املهيأة 6591حول سنة وحدات جيش التحرير الوطني ، ثم

للدخول إلى التراب الجزائري .

* غابة أو ضيعة باني : تعرف كذلك بضيعة موس ى حواسنية ) أول مسؤول

عسكري جزائري ( ، وهي من أهم مراكز تدريب جيش التحرير الوطني .

. 52سلحة* مركز وادي ميلز : يقع شرق غارديماو ، وهو خاص بتخزين ألا

كما أقيمت عدة مراكز أخرى على طول الحدود الجزائرية التونسية ؛ مثل مركز

القيادة العامة بغار الدماء ، مركز عين دراهم ، القيروان ، تاجروين ، الرديف ،

. هذا 53ساقية سيدي يوسف ، تالة ، قفصة ، قابس ، نفطة ، مغرين وفريانة

، أحدهما بمدينة الكاف لحة والذخيرةباإلضافة إلى مخزنين أساسيين لألس

كما تجب إلاشارة إلى تلك . 54، وآلاخر بجبل الجلود بتونس العاصمةالتونسية

الورشات التي أقيمت بتونس ، وبالضبط في فيال وسط منطقة سكنية راقية حتى ال

يتم اكتشافها ، والتي اختصت بصناعة البانجالور ، حيث لم تعد هذه الورشات

تكتفي بصنع شحنات البانجالور وإصالح ألاسلحة املختلفة ، بل أخذت تنتج بدورها

.55خزانات الذخيرة وبراميل الزيت املوجهة لتهريب ألاسلحة الخفيفة نحو الجزائر

وانطالقا من هذه املخازن ، كان يتم نقل وتهريب السالح والذخيرة نحو

، وأحيانا عن طريق سيارات الحرس الجزائرية بواسطة الجمال والبغال الثورة

كما اتخذت هذه املراكز كقواعد من طرف وحدات ،56والجيش الوطنيين التونسيين

جيش التحرير الوطني لتنفيذ هجوماتها على مراكز العدو ، وشكلت في نفس الوقت

. 57مكاتب لقيادة جيش التحرير أو مستشفيات عسكرية

الوطني املتواجد في املراكز املذكورة ، أما فيما يخص تعداد جيش التحرير

ليصل إلى 6511مجاهد ، ثم ارتفع سنة 7411بحوالي 6592فقد قدر حتى سنة

مجاهد ، إن دل هذا 77611بلغ تعداده حوالي 6517مجاهد ، وفي سنة 69111

على ش يء ، فإنما يدل على الحضور البارز لجيش التحرير الوطني في ألاراض ي

. وهو ما أكدته تقارير املخابرات الفرنسية ، حيث أشار التقرير العسكري 58التونسية

، إلى تمركز الثوار الجزائريين في شكل مجموعات 6592فيفري 12الفرنس ي املؤرخ في

وفي نقاط محددة على طول الحدود التونسية الجزائرية ، مركزا في ذلك على بعض

رير الوطني ، مثل مركز الكاف وسوق املراكز إلاستراتيجية بالنسبة لجيش التح

ألاربعاء وقفصة ، هذا ألاخير الذي كان يضم مجموعة كبيرة من الثوار الجزائريين

ون مهمة تهريب بقيادة طالب العربي ، منبها ) التقرير ( إلى أن هؤالء الثوار كانوا يتول

.59ألاسلحة نحو الجزائر

ونس تطورا ملحوظا من حيث ولإلشارة فقد عرف جيش التحرير الوطني بت

الهيكلة والتنظيم ، حيث لم يعد عبارة عن فرق من املجاهدين واملتطوعين العزل أو

( ، بل ارتقى إلى مستوى 6592 -6594املستقلين مثلما كان عليه في السنوات ألاولى )

" الجيش الكالسيكي املنظم " ، خاصة بعدما تم إنشاء " لجنة التنظيم العسكري "

. كما تضاعف حضوره بتونس بعدما استقرت بها الحكومة 606591تونس في أفريل ب

املؤقتة للجمهورية الجزائرية ، وأصبح يمتلك مقرات ومحالت ذات صبغة عسكرية

مرتبطة أساسا بمسائل التموين وإلامداد مثل :

ثكنة فرجمول ) رأس الطابية ( : اتخذت كمركز لألسلحة الخاصة بجيش التحرير. -

لية الحزب الدستوري بباب الجديد : مخزن لألسلحة .خ -

باب سعدون ) مقر خلية الحزب الدستوري الجديد ( : مخزن لألسلحة . -

جامع شمال مقبرة سيدي يحي : مخبأ لألسلحة . -

نزل العياش ي : مستودع لسيارات جيش التحرير . -

يب النظري لعناصر غار الدماء ( : مركز التكوين والتدر –خزندار ) قرب طريق تونس -

.61جيش التحرير

كما كانت مدينة تونس تأوي " مديرية التموين املركزية " لجيش التحرير ، ومنها

.62يمون قسمي قيادة الحدود بالكاف وغار الدماء

ومما ال شك فيه أن حضور جيش التحرير الوطني بتونس ، قد انعكس إيجابا

على مسار الثورة الجزائرية ، ذلك أنه عمل على تموين جيش التحرير في الداخل

بالسالح واملتطوعين ، وتعزيزه بالكفاءات املدربة على أرض تونس أو الفارة من

ذا فضال عن توفيره للمالجئ آلامنة للعناصر الجيش الفرنس ي وامللتحقة باملقاومة ، ه

ز نشاطاته الفارة من الداخل . كما أن تمركزه على الحدود التونسية الجزائرية وترك

جعل السلطات الاستعمارية تعمل على تثبيت قواتها بشكل دائم على طول فيها ،

. 63الحدود ، وهذا من شأنه أن يخفف الضغط على الواليات الداخلية

الحم الشعبي التونس ي والانضمام للثورة الجزائرية : ال -3-1 ت

، 64مع اندالع الثورة الجزائرية وفي خضم املفاوضات التونسية الفرنسية

أصدرت الحكومة التونسية يؤيدها في ذلك حزب بورقيبة نداء إلى املجاهدين

لتونس ي التونسيين تطالبهم فيه بتسليم أسلحتهم . وفعال استطاع الحزب الدستوري ا

إقناع جزء كبير من الثوار بتسليم أسلحتهم والعودة إلى الحياة املدنية ، غير أن صالح

)أحد قادة الكفاح املسلح( تزعما حركة 65بن يوسف )نائب بورقيبة( والطاهر لسود

املعارضة لتسليم السالح ، وطالبا بضرورة العودة إلى الكفاح املسلح إلى غاية تحرير

وهو ما نلمسه في نص الرسالة التي بعثها السيد الطاهر لسود إلى ،66شمال إفريقيا

، حيث طلب منهم أن يقتربوا من 6599ديسمبر 70الثوار في الجزائر واملؤرخة في

ن إخوانهم التونسيون من الانضمام إليهم، وضمن هذه الحدود التونسية حتى يتمك

املشاركة واملساندة في كفاح واحد ضد الرسالة نقرأ ما يلي : " ... ينبغي علينا آلان

عدونا الواحد واملشترك ، كما ينبغي أن ال يكون هذا الكفاح سياس ي فقط ، بل

حا بالفعل ، وسيوحدنا الدين والاجتهاد من البداية إلى غاية تحرير كامل كفاحا مسل

نكم أن شمال إفريقيا ، ألنه ال فرق عندنا بين الجزائر أو تونس... ، لذلك أطلب م

تقتربوا من الحدود التونسية حتى يتمكن إخوانكم التونسيون من الانضمام إليكم

. 67إلى أن ننهض بكافة أفراد الشعب التونس ي للثورة ... "

ونتيجة لهذا الطلب ، لجأ عدد كبير من املجاهدين التونسيين الذين

ئرية لينضموا إلى عارضوا الاتفاقية ورفضوا تسليم أسلحتهم إلى ألارض الجزا

، 69. فكان أشهر امللتحقين : الطاهر لسود68إخوانهم في الجزائر لقتال عدوهم املشترك

الطيب الزالق ، الزين بن لسود بن عبد هللا ، عبد العزيز شوشان ، أحمد التليلي ،

هم بروح 70علي عوايدة ، الطاهر بن لخضر الغريبي ، محمد قرفة ... ، مدفوعين كل

ده الشهادة والوطنية والقناعة بأن قضية الجزائر هي قضية تونس ، وهو ما يؤك

املقاوم التونس ي عبد الوهاب السندي ، من خالل الشهادة التي أدلى بها للمعهد

د بأن رجال املقاومة الوطنية التونسية العالي للحركة الوطنية التونسية ، حين أك

إلى الالتحاق بالجزائر لدعم املقاومة تلقوا رسالة من املنجي سليم يدعوهم فيها

املسلحة فيها . وبالفعل فقد توجهت بناء على ذلك وبأمر من القائد لزهر الشرايطي

ثالث فرق هي : فرقة عبد الوهاب السندي ، فرقة علي بوترعة ، فرقة أحمد بن

.71سعد إلى ألاراض ي الجزائرية ، ومكثت شهرا كامال في منطقة النمامشة وتبسة

قد أدى هذا التالحم بين الثوار الجزائريين واملتطوعين التونسيين إلى ل

تكوين فرق عسكرية مشتركة على كامل الحدود الجزائرية التونسية ، من جبال خمير

شماال إلى جبال قفصة جنوبا وبجبال مطماطة والظاهر ) مدنين وتيطاوين ( في

بد القادر رزوق ، فرقة منطقة ؛ مثل فرقة أوالد عون بقيادة ع72الجنوب الشرقي

سوق ألاربعاء بقيادة الطيب الزالق ، فرقة منطقة قفصة يقودها الحسين الباجي

، ودون الاستطراد في ذكر كل 73وعبد هللا البوعمراني والهادي ألاسود وعلي درغال

الفرق العسكرية املشتركة ، بودنا أن نشير إلى أن هذه الفرق خاضت عدة معارك

قوات الفرنسية على طول الحدود التونسية الجزائرية )جبال قفصة ، ضد ال

، حيث قدرت املصادر التاريخية عدد الشهداء من 74النمامشة ، سوق أهراس...(

إلى 6599الوطنيين التونسيين الذين استشهدوا من أجل القضية الجزائرية من عام

.75ي مناضل مسجون بأكثر من خمس مائة شهيد ، إضافة إلى ألف ومائت 6591

خاتمة :

ت على كل ، وصل بنا البحث في هذا املوضوع إلى القول بأن تونس قد وف

الثورة الجزائرية حقها من التضامن والتآزر ، فبحكم موقعها الجغرافي على الحدود

الشرقية للجزائر ، لعبت تونس دورا هاما في دعم وإمداد الحركة الثورية الجزائرية ،

–وإن كانت مغصوبة على أمرها في ألاول –دما سمحت الدولة الناشئة خاصة بع

أن تتحول تونس إلى قاعدة خلفية أساسية إلمداد جيش التحرير الجزائري ، ومركزا

نته من إقامة مراكز التدريب والتعليم لقيادته العامة بغار الدماء ، كما مك

يها . هذا فضال عن تسهيل عمليات والاستشفاء والتخزين وجمع التبرعات على أراض

التنقل من طرابلس عبر تونس باتجاه قواعد الثورة على الحدود .

وكانت أكبر خدمة قدمتها تونس للثورة الجزائرية ، هي السماح بتهريب

ألاسلحة والذخيرة القادمة من الشرق والدول الصديقة إلى الوحدات املقاومة في

كثير من ألاحيان بشاحنات الجيش والحرس الوطنيين الجزائر عبر حدودها ، وفي

% من ألاسلحة 11التونسيين . إذ يقدر دارسو التاريخ العسكري للثورة الجزائرية أن

التي دخلت الجزائر مرت بتونس . وعليه يمكن القول أن مواقفها الايجابية تجاه

مه عرى التواصل الثورة ،لم تكن خيارا ظرفيا ، بل خيارا استراتيجيا نسجت دعائ

، ومتطلبات الكفاح املشترك ضد الاستعمار، اريخي بين البلدين الشقيقينالثقافي والت

د أن التضامن لذلك ال بد أن نكون أوفياء للشهداء وللحقيقة التاريخية ، عندما نؤك

الذي حصل بين البلدين خالل هذه الحقبة التاريخية كان لصالح الشعبين التونس ي

معا . والجزائري

*الهوامش:، أطروحة دكتوراه في التاريخ 6517 – 6594ملياء بوقريوة ، العالقات الجزائرية التونسية - .6

. 769، ص 7111الحديث واملعاصر ، قسم التاريخ ، جامعة وهران ،

سليح إبان ثورة التحرير الجزائرية - .7، طاكسيح 6517. 6594حفظ هللا بوبكر ، التموين والت

. 661، ص 7166كوم للدراسات والنشر والتوزيع ، الجزائر،

3. - Gilbert Meynier, mohammed harbi, Histoire Intérieur du F.L.N (1954 – 1962),

Editions casbah, Alger , 2003.p 471 .

.671، 665حفظ هللا بوبكر ، املرجع السابق ، ص. ص - .4

، من عائلة متواضعة وميسورة الحال ، زاول تعليمه 6510أوت 10ولد باملنستير في - .9

باملدرسة الصادقية ثم بمعهد كارنو بباريس ، أين حصل على إلاجازة في الحقوق . انخرط في

را من خ 6577الل انضمامه إلى الحزب الحر الدستوري التونس ي سنة النشاط السياس ي مبك

، وفي صلب هذا الحزب تزعم حركة الانشقاق التي أدت إلى ميالد الحزب الحر الدستوري

، وانتخب أمينا عاما له . تعرض بورقيبة لإليقاف والنفي 6504التونس ي الجديد في مارس

ة التآمر على أمن الدولة ، فقرر السفر إلى عدة مرات ، وأحيل على املحكمة العسكرية بتهم

، وقام بجولة دعائية للتعريف بالقضية 6549املنفى الاختياري ) القاهرة ( في مارس

التونسية قادته إلى بلدان عربية وآسيوية ، وإلى الواليات املتحدة ألامريكية واململكة املتحدة

ع اتفاقيات الا 6599جوان 10البريطانية . في ستقالل الداخلي لتونس ، فدخل بذلك في وق

مواجهة عنيفة مع ألامين العام للحزب " صالح بن يوسف " بسبب املوقف من الاتفاقيات

قبل أن يحسم الصراع لفائدته ، خاصة في ظل تطور ألاوضاع التونسية وإلاقليمية التي

أفريل رئيسا 11ة في . انتخب بورقيب 6591قادت تونس إلى الاستقالل املعلن عنه في مارس

أفريل رئيسا ألول حكومة تونسية بعد الاستقالل ، وهكذا 67للمجلس التأسيس ي وأصبح في

بقي بورقيبة رئيسا للجمهورية التونسية إلى غاية إلاطاحة به من طرف الجنرال زين العابدين

وافته املنية خالل ، ومنذ هذا التاريخ اعتزل بورقيبة السياسة إلى أن 6512بن علي في نوفمبر

، 6. أنظر : مفيد الزيدي ، موسوعة التاريخ العربي الحديث واملعاصر ، ط 7111شهر أفريل

. 709، ص 7114دار أسامة للنشر والتوزيع، ألاردن ،

أحمد املستيري ، شهادة للتاريخ . ذكريات وتأمالت وتعاليق حول فترة من التاريخ املعاصر - .1

. 16، ص 7166(، دار الجنوب للنشر ، تونس ، 6551 - 6541) لتونس واملغرب الكبير

. 0، ص 6911فتح اكتتاب للتبرع باألموال للثورة الجزائرية ، جريدة الصباح ، العدد - .2

65، 969مقابلة رياضية خصصت مداخيلها للثورة الجزائرية ، جريدة العمل، العدد - .1

. 7، ص 6592جوان

9. - Mohammed harbi , les archives de la révolution algérienne, Editions jeune Afrique,

paris, 1981, p 414 .

جوان 71، 172، جريدة العمل، العدد يرأهالي املهدية يتبرعون بمبلغ مالي لجبهة التحر - .61

.6،ص 6591

11. - Mohammed guentari, organisation politico administrative et militaire de la

révolution algérienne de 1954 – 1962, tome 2, officier publications universitaire,

Alger, 2000, p 597.

، 6( ، ط6517 - 6594حربي ، جبهة التحرير الوطني ألاسطورة والواقع . الجزائر )محمد - .67

. 666، ص 6510ترجمة : كميل قيصر داغر ، دار الكلمة للنشر ، بيروت ،

، رسالة ماجستير ، قسم التاريخ ، جامعة 6517 – 6594الطاهر جبلي ، القاعدة الشرقية - .60

. 7، ص 7116الجزائر ،

14. -. Mohammed guentari, op. cit, p 768

( ، ترجمة : عبد 6517 - 6594فاروق بن عطية ، ألاعمال إلانسانية أثناء حرب التحرير ) - .69

. 22، ص 7161، الرحمن كابوية ومحمد سالم ، منشورات دحلب ، الجزائر

16. -Archives de l’institut supérieur d’histoire du mouvement national (tunis) , bobine

n° 6503 , carton 211. 398, dossier n° 2, Commandement supérieur des troupes de

Tunisie, bulletin mensuel renseignements période du 20 juillet 1956 , p 1

. 7، وزارة إلاعالم ، ص 6591سبتمبر 62، 75جريدة املجاهد ، العدد - .62

( ، رسالة 6517 – 6591صالح عسول ، الالجئون الجزائريون بتونس ودورهم في الثورة ) - .61

. 52، ص 7115 – 7111ماجستير ، قسم التاريخ وعلم آلاثار ، جامعة باتنة ،

، أطروحة دكتوراه في 6517 – 6594حبيب حسن اللولب ، التونسيون والثورة الجزائرية - .65

. 717، ص 7111اصر ، قسم التاريخ ، جامعة الجزائر ، التاريخ الحديث واملع

. 16فاروق بن عطية ، املرجع السابق ، ص - .71

، ص ص 6514فتحي الديب ، عبد الناصر وثورة الجزائر ، دار املستقبل العربي ، القاهرة ، - .76

)بتصرف(. 012 – 019

6101منقول تاريخ الجزائر أحمد بن بلة ، شهادة حول التسليح في الثورة ، تسجيل صوتي - .77

، القرص املضغوط الصادر عن املركز الوطني للدراسات والبحث في تاريخ الحركة 6517 –

. 7161، وزارة املجاهدين ، الجزائر ، 6594الوطنية وثورة أول نوفمبر

عت هذه الاتفاقية في أواخر شهر ديسمبر - .70، بين السلطات الفرنسية وحكومة 6594وق

الطاهر بن عمار يؤيدها في ذلك بورقيبة . أنظر : عميرة علية الصغير ، اليوسفيون وتحرر

.612، ص 7166، املغاربية للطباعة والنشر وإلاشهار ، تونس ، 7املغرب العربي ، ط

( ، ترجمة : 6524 – 6151بن يامين ستورا ، مصالي الحاج رائد الوطنية الجزائرية ) - .74

. 799صطفى ماض ي ، دار القصبة للنشر ، الجزائر ، دون تاريخ ، ص الصادق العمري وم

، 6الهادي وناس الزريبي ، الطاهر لسود القيادة العامة لجيش تحرير شمال إفريقيا ، ط - .79

.97، ص 7111مطبعة التسفير الفني ، صفاقس ،

الوطنية سلسلة املشاريع عمار ين سلطان وآخرون ، الدعم العربي للثورة الجزائرية . - .71

للبحث، منشورات املركز الوطني للدراسات والبحث في تاريخ الحركة الوطنية وثورة أول

. 16، ص 7112،الجزائر ، 6594نوفمبر

، الشركة الوطنية 6517 – 6575الطاهر الزبيري ، مذكرات آخر قادة ألاوراس التاريخيين - .72

. 15، ص 7111للنشر والتوزيع ، الجزائر ،

28. - Archives de l’institut supérieur d’histoire du mouvement national (Tunis) ,

bobines 503, carton 24: 398, dossier n° 1, Commandement supérieur de troupes de

Tunisie, trafic d'armes, 6 juin 1956, p 1.

محمد صديقي ، الطرق والوسائل السرية إلمداد الثوار الجزائريين بالسالح ،ترجمة : أحمد - .75

.07، ص 6511، باتنة ، ، دار الرائد للكتابالخطيب

، 7ط ، 0أحمد توفيق املدني ، حياة كفاح )مذكرات( . مع ركب الثورة التحريرية ، ج - .01

.725. 721، ص .ص 6511املؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر،

، من عائلة 6565جانفي 65ولد املناضل عمر أوعمران في دوار فريغات ) ذراع امليزان ( يوم - .06

متواضعة وميسورة الحال ، بدأ مسيرته النضالية من خالل الانخراط في صفوف حزب

فجير ثورة نوفمبر كنائب لكريم بلقاسم في املنطقة . شارك في ت 6546الشعب الجزائري سنة

ي ف بتول

لالثالثة ، ثم خلف بيطاط على رأس املنطقة الرابعة . وبعد مؤتمر الصومام ك

مقاليد ألامور في تونس وضبط ألاوضاع على الشريط الحدودي،ثم أسندت إليه مهمة

. وبعد تشكيل الحكومة املؤقتة (6591 – 6592التسليح في لجنة التنسيق والتنفيذ الثانية )

ألاولى عين رئيسا لبعثة الجبهة بتركيا . أنتخب غذاة الاستقالل نائبا في املجلس الوطني

التأسيس ي ، لكنه انسحب منه بسبب الطريقة الالديمقراطية التي كان يفرضها الرئيس

. أنظر : محمد 6557جويلية 71ألاسبق أحمد بن بلة على النواب . توفي عمر أوعمران يوم

، ص . ص 7115شخصية وطنية ، دار هومة ، الجزائر ، 62عباس ، ثوار عظماء ، شهادات

620 .624 .

، انخرط في 6579سبتمبر 72ولد املناضل بن عودة بن مصطفى ) املدعو عمار ( بعنابة في - .07

عليه الاختيار إلى حزب الشعب الجزائري. وقع 6540سلك الكشافة إلاسالمية ثم انظم سنة

ليكون عضوا من أعضاء املنظمة الخاصة ، فشارك في التحضير للثورة الجزائرية من خالل

التاريخي،وبعد اندالع الثورة أصبح عضوا في مجلس املنطقة الثانية 77حضوره في اجتماع

ف 6599أوت 71مسؤوال على ناحية عنابة. شارك في عمليات ل، وبعد مؤتمر الصومام ك

الخروج إلى تونس ملعالجة مشكلة التسليح، وظل بن عودة في مصالح التموين والتسليح إلى ب

د بعد ذلك عدة مناصب هامة : ملحق عسكري ، سفير ، رئيس لجنة غاية الاستقالل، ثم تقل

الانضباط بالحزب ، رئيس مجلس مصف الاستحقاق الوطني . أنظر : محمد عباس ، املرجع

. 711. 719السابق ، ص ص

. 651محمد عباس ، املرجع السابق ، ص .00

. 779. 774محمد عباس ، املرجع السابق ، ص.ص - .04

السرية ، ترجمة : أحمد الخطيب ، دار التسليحمراد صديقي ، الثورة الجزائرية . عمليات - .09

.45، ص 7161الرائد للكتاب ، الجزائر ،

، وزارة 7ير الوطني .... شهادتي ، طعبد املجيد بوزبيد ، إلامداد خالل حرب التحر - .01

. 42، ص 7112املجاهدين ، مطبعة الديوان ، الجزائر ،

37. - Maurice vaisse et chantal morale, les relations franco-tunisiennes (juin 1958 –

1962) acte du VIII e colloque international su histoire orale et relations tuniso-

françaises de 1945 à 1962, la parole aux témoins, (tenu les 10et 11 mai 1996 à

Tunis). I.S.H.M.N. Tunis, 1998. P 266 .

راهيم العسكري ، ملحات من سير الثورة التحريرية ودور القاعدة الشرقية ،دار البعث إب - .01

. 611، ص 6557،قسنطينة،

عبد املالك سالطنية ، رحلة الكفاح ضد الاستعمار من السمندو إلى القاعدة الشرقية - .05

، الجزائر ، )صفحات مشرفة من ثورة نوفمبر الخالدة( ، دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع

.601، ص 7112

40. - Archives de l’institut supérieur d’histoire du mouvement national (tunis) , Bobine

503 carton 2 H 310, dossier n° 4, Commandement supérieur des troupes de

Tunisie, synthèse mensuelle de mois de janvier 1957, 07 février 1957, p 5.

ي علي ببودواو ) بومرداس ( سنة - .46 ، من عائلة 6570ولد املناضل أحمد مهساس املدعو بالس

مه بمسقط رأسه ، وفي سنة ترك مقاعد الدراسة 6541متواضعة تمتهن الفالحة ، تلقى تعل

6546، لينظم بذلك إلى شبيبة حزب الشعب الجزائري في بلكور سنة وهو في املرحلة الثانوية

عين عضوا في اللجنة املركزية للحزب ، ثم أصبح بعد ذلك قياديا في املنظمة 6542. في سنة

الخاصة . ألقي عليه القبض بعد اكتشاف املنظمة الخاصة لكنه تمكن من الفرار رفقة

ا نحو فرنسا ، أين ساهم في تأسيس اتحادية جبهة أحمد بن بلة من سجن البليدة متجه

وعين مسؤوال سياسيا 6599التحرير الوطني هناك ، بعد ذلك اتجه إلى القاهرة سنة

وعسكريا بتونس ، حيث لعب دورا بارزا في تكوين القاعدة الشرقية كقاعدة لتموين الثورة

عمران ، مهساس بالعقيد عمر أوامللتهبة داخل البالد . وبعد مؤتمر الصومام عوض أحمد

ألامر الذي دفعه إلى الانسحاب نحو مواقع جديدة للسهر على تموين الثورة بالسالح من

الشرق ألاوسط ومن أوروبا . بعد الاستقالل شغل منصب وزير الفالحة وكان من أعضاء

7160فيفري 74. توفي أحمد مهساس يوم 6519جوان 65مجلس الثورة املنبثق عن حركة

. 641. 605. أنظر ، محمد عباس ، املرجع السابق ، ص ص

يذكر الرائد الطاهر سعيداني أن تونس كانت تأخذ بموجب الاتفاقية التي أمضيناها معها - .47

% من السالح والعتاد الذي يمر عبر أراضيها . أنظر : الطاهر سعيداني،القاعدة الشرقية 61

. 621، ص 7161لنشر والتوزيع ، الجزائر ، قلب الثورة النابض ، دار ألامة ل

43. - Annie rey goldzeiguer , La frontière Algero-Tunisienne pendant la guerre d’Algérie

dans les archives militaires de Vincennes , In ;

، في القرنين التاسع عشر والعشرين أعمال الندوة الدولية السابعة حول املقاومة املسلحة في تونس

، بنزل الديبلوماس ي بتونس ، جامعة تونس ألاولى ، 6550نوفمبر 71، 65، 61املنعقد أيام

. 95، ص 6559منشورات املعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية التونسية ، تونس ،

، وهي تجمع املصالح 6591أنشئت هذه الدائرة خالل الفترة املمتدة من أفريل إلى سبتمبر - .44

ت مهمة إيصال إلامدادية السابقة التي أصبحت دوائر في مستوى الجهاز التنفيذي ، تول

ألاسلحة والتجهيزات ) شراءات ، اقتناءات ، صنع وهبات ( لصالح القيادات على الحدود ،

جئة في التراب التونس ي . أ

فت بضمان تموين الجالية الجزائرية الالنظر : عبد املجيد كما تكل

. 711بوزبيد ، املصدر السابق ، ص

وجيستيكي للثورة التحريرية - .49، أطروحة 6517 - 6594الطاهر جبلي ، شبكات الدعم الل

، 7161دكتوراه في التاريخ الحديث واملعاصر ، قسم التاريخ وعلم آلاثار ، جامعة تلمسان ،

. 796ص

46. - Dahou Ould Kablia , la contribution du M.A.L.G. , à la lutte de libération

nationale , dans la revue El massadir , N 06 , Publication de Centre National

D’études et de recherche sur le mouvement national et la Révolution du 1 er

novembre 1954 , Alger , mars 2002 , p 84 .

.99عبد املجيد بوزبيد ، املصدر السابق ، ص - .42

. 92. 91عبد املجيد بوزبيد ، املصدر السابق ، ص ص - .41

، بمغراوة ) قرب مدين ( بجزيرة جربة من 6512أكتوبر 66ولد صالح بن يوسف يوم - .45

على إلاجازة في الحقوق بتونس ، و 6501عائلة ميسورة الحال ، تحصل على البكالوريا سنة

، ليعود بعد ذلك إلى تونس وينخرط في الحزب الحر الدستوري 6500من باريس سنة

أصبح صالح بن يوسف ألامين العام للحزب ، 6541. في سنة 6504التونس ي الجديد سنة

هروبا من 6597فعرف الاعتقال والنفي شأنه شأن قيادة حزبه ، عاش في املنفى منذ جانفي

عتقال إثر القطيعة مع الحكومة الفرنسية . عارض اتفاقيات الاستقالل الداخلي املوقعة الا

، معتبرا إياها "خطوة إلى الوراء " ، فتزعم بذلك الشق املعارض لها . في 6599جوان 10في

سافر إلى ليبيا ومنها انتقل إلى القاهرة معلنا عن استمراره في نضاله التحرري . في 6591سنة

تم اغتياله في فرانكفورت بأملانيا ، بموجب القرار الذي أصدره بورقيبة في 6516أوت 64

حقه . أنظر : منصف الشابي ، صالح بن يوسف . حياة كفاح ، دار نقوش عربية للطـباعة ،

) بتصرف ( . 90. 62دون مكان ، دون تاريخ ، ص .ص

50. - Bachir el kadi, de tripoli à la willaya I, el watan, 10 janvier 2005, p 2 .

. 029 -024فتحي الديب ، املصدر السابق ، ص ص - .96

52. - Mohammed guentari, op, cit, p 722 .

. 691ملياء بوقريوة ، املرجع السابق ، ص - .90

. 771عميرة علية الصغير ، اليوسفيون وتحرر املغرب العربي ، املرجع السابق ، ص - .94

. 49عبد املجيد بوزبيد ، املصدر السابق ، ص - .99

، املرجع 6517 - 6594الطاهر جبلي ، شبكات الدعم اللوجيستيكي للثورة التحريرية - .91

. 790السابق ، ص

57. - Mohammed teguia, l'algrie en guerre, office des publications universitaires , Alger

, 1988 , p 324.

ى الوطني حول نشأة وتطور ، جيش التحرير الوطني بتونس ، امللتق عميرة علية الصغير - .91

، 17، وزارة املجاهدين ، فندق ألاوراس ، الجزائر ، 6517 – 6594جيش التحرير الوطني

. 2، ص 7119جويلية 14، 10

59. -Commandement supérieur des troupes de Tunisie, synthèse mensuelle de mois de

janvier 1957, 07 février 1957, op, cit, p.p 05 – 06 .

، يتواجد قسمها في الشرق ) بتونس ( 6591تأسست لجنة التنظيم العسكري في أفريل - .11

تحت قيادة الكولونال محمدي سعيد ومساعديه الكولونال لعموري ممثل عن الوالية ألاولى ،

والكولونال مصطفى بن عودة ممثل عن الوالية الثانية ، والكولونال عمارة بوقالز عن

رقية . أنظر : عميرة علية الصغير ، اليوسفيون وتحرر املغرب العربي ، املرجع القاعدة الش

. 774السابق ، ص

. 66. 61عميرة علية الصغير ، جيش التحرير الوطني بتونس ، املرجع السابق ، ص - .16

. 706عميرة علية الصغير ، اليوسفيون وتحرر املغرب العربي ، املرجع السابق ، ص - .17

63. - Khaled Nezzar , Mémoires , préfacé par Ali Haroun , Editions Chihab , Alger , 1999 ,

p.p 68-70 .

جوان 10، واستمرت إلى غاية 6594ت املفاوضات التونسية الفرنسية في سبتمبر انطلق - .14

. ملزيد من التفاصيل . أنظر : عبد هللا الطاهر ، الحركة الوطنية التونسية رؤية شعبية 6599

، 6511، دار املعارف للطباعة والنشر والتوزيع ، تونس، 7، ط 6591 – 6501قومية جديدة

.664ص

طاهر بن علي بن محمد الصالح املنصر الخريجي الزيدي . ولد على أرجح ألاقوال سنة هو ال - .19

، وتحصل على 6501بمنطقة الهواري بالفجيج شمال الحامة ، التحق بالجندية سنة 6566

رتبة رقيب بعد ثالث سنوات من الخدمة .كان منتسبا للحزب الحر الدستوري قبل انقسامه

جديد بعد ذلك ، وهو من ألاوائل الذين صعدوا إلى الجبل وضمن الحزب الدستوري ال

. لم يقبل باتفاقيات الاستقالل الداخلي معتبرا ذلك خيانة 6597ملقاومة املحتل في جانفي

للقضية الجزائرية ، لذلك كان من أشهر قادة املقاومة الذين وقفوا إلى جانب الثورة

وقائع ومعارك حربية قادها وأشرف عليها في الجزائرية ، حيث كانت له عدة اتصاالت وعدة

إطار الحرب الشاملة والتنسيق لتحرير تونس والجزائر . وضع الطاهر لسود حدا لنشاطه

. أنظر : عميرة علية 6551، توفي سنة 6591مباشرة بعد حصول تونس على استقاللها سنة

، املغاربية 6س املعاصر ، ط الصغير ، في التحرر الاجتماعي والوطني ، فصول من تاريخ تون

) بتصرف ( . 612. 611، ص .ص 7161للطباعة وإشهار الكتب ، تونس ،

.14 -10الطاهر الزبيري ، املصدر السابق ، ص. ص - .11

.01. 02عمار بن سلطان وآخرون ، املرجع السابق ، ص، ص - .12

.14الطاهر الزبيري ، املصدر السابق ، ص - .11

في حديث أدلى به قبل وفاته للباحث الجزائري الدكتور محمد قنطاري ، برر الطاهر لسود - .15

عملية التحاقه بالثورة الجزائرية قائال : " ... أعطينا عهدا على متابعة الكفاح املشترك لبلدان

املغرب العربي إلى غاية استقالل جميع أقطارها ، وأن ال نضع ألاسلحة مهما كانت الظروف ،

ذي وقع بيني وبين بورقيبة في قبوله باالستقالل على مراحل وترك وهو سبب الخالف ال

الجزائر وحدها في املعركة ، حيث أنني لم اعترف بذلك وتابعت جهادي إلى ما بعد الاتفاق

التونس ي على الاستقالل ، فدخلت بوحداتي القتالية إلى الجزائر بجهة ألاوراس –الفرنس ي

ت الفرنسية إلى جانب إخواني الجزائريين ، لكن الظروف النمامشة ملتابعة جهادي ضد القوا

القاسية والوضعية املؤسفة آنذاك ، لم تسمح لي بمتابعة الكفاح حتى استقالل الجزائر ... "

بالقطاع الوهراني ، 6599. حول هذه الشهادة ، أنظر : محمد قنطاري ، هجمات أول أكتوبر

. 61، ص 6550أكتوبر 16، الجزائر ، 61659جريدة الشعب ، العدد

عمبرة علية الصغير ،في التحرر الاجتماعي والوطني . فصول من تاريخ تونس املعاصر،املرجع - .21

. 651. 617السابق ، ص .ص

شهادة عبد الوهاب السندي ، املقاومة املسلحة بجهة قفصة . املشاركة في الثورة الجزائرية - .26

ها للمعهد العالي للحركة الوطنية التونسية ، قفصة ، رقم ، الحركة اليوسفية ، شهادة أدلى ب

. 6550ديسمبر 01، 616التسجيل

72. - Amira Aleya sghaier , les Tunisiens et la révolution algérienne , in méthodologie de

l’histoire des mouvement nationaux au maghreb , publication de la F.T.E.R.S.I ,

Tunis

( Zaghouan ) , 1998 , pp 109.141.

، املرجع 6517 - 6594الطاهر جبلي ، شبكات الدعم اللوجيستيكي للثورة التحريرية - .20

. 755السابق ، ص

74. - Rachid driss, reflet d'un combat, publications de l'institut supérieur d'histoire du

mouvement national , Tunisie, 1996, p 295 .

، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر ، 7في الثورة ، ج محمد زروال ، اللمامشة - .29

.411، ص 7110