النظام البطركي العربي قراءة في كتابات الراحل هشام...

17
إػذاد ي انطهبت: سخارشاف احج إش ح: ريم م ثثي د. مصطفى جفالشكورةعيل ا إسماكومحسن كم مياسيةت السساري و المؤسون الدستولقانستر ا مالجامعيوسم ا الم2013 _ 2014 طركي العربيم البلنظا ام شرابيحل هشات الراءة في كتابا قرا

Transcript of النظام البطركي العربي قراءة في كتابات الراحل هشام...

1

: من إعداد الطلبة

:ححج إششاف األسخار :انطهبت ي إػذاد

مصطفى جفال.د الثي ثمريم

إسماعيل األشكورة

محسن كمكوم

مرم تالث

ماستر القانون الدستوري و المؤسسات السياسية

2014_2013الموسم الجامعي

النظام البطركي العربي قراءة في كتابات الراحل هشام شرابي

2

:مقدمةالمالدي مرحلة القظة، الت 19 وبداة القرن 18واإلسالم مع نهاة القرن عرف المجتمع العرب

الخروج من تخلفهم الذي امتدت اإلقامة فه منذ سقوط بغداد عام محاوالت بدا فها العرب والمسلمون ،

مالدة ، وتراجع التار العقالن امام التار المحافظ السلف ف المشرق ، ومنذ نكبة ابن رشد و 656

.سقوط الدولة الموحدة بالمغرب

م تارخ حملة نابلون على مصر الت قدمت للوجود العرب صفعة جعلته 1798 غاة سنة فإلى لذلك

شف هول الفرق الشاسع بنه وبن العالم الغرب وقف على عمق تخلفه تستفق من سباته العمق و ك

التارخ ، فكانت صدمة الحداثة هذه باعثا على رفض الحال و محاولة تجاوزه ، من خالل طرح سؤال

األثر لماذا تأخر العرب و المسلمون ؟ وتقدم غرهم ؟

الدافع األساس للعدد من المفكرن ف تلك الفترة والت عرفت - اي التأخر التارخ - كان هذا الحال

دافعهم للتصدي لهذا الواقع كل من موقعه ، وقدموا مشارع متبانة تسعى الى ، بعصر النهضة العربة

اخراج االنسان العرب مما هو فه من تخلف و استبداد ، مكن ان نذكر من بن هاؤالء المفكرن شكب

. ارسالن محمد عبده جمال الدن االفغان وعالل الفاس وغرهم

إلى أن هذه الفترة التارخة عرفت انتكاسات و إنكسارات ف العدد من النواح كان ابرزها التدخل

كان لهذا االستعمار اثار سلبة على إذ (الحماة)االجنب من خالل االستعمار المباشر او غر المباشر

الوطن العرب فالى جانب استغالله لخرات األقطار العربة قام بزرع كان عنصري استعماري لجعل

. االنسان العرب دابما ف حالة حرب ظل معها قابعا ف تأخره التارخ وغارقا ف بحر من الظلمات

وأمام هذا الوضع أدرك العدد من المثقفن الذن استطاعوا امتالك واستعاب الثرات العرب اإلسالم ،

اضافة الى كل االنجازات الغربة سواء الفكرة والساسة والعلمة ، أدركوا عمق هذا التاخر التارخ ،

مشارع وتفسرات فكرة و نماذج نظرة والت انتشرت على نطاق واسع ف الدراسات بإنتاجفبداو

االجتماعة تحاول معرفة االسباب الت تمنع المجتماعات العربة من اللحاق بركب الحضارة واقتراح

ف " البنى االرثودكسة الدنة " حلول لتجاوز هذا التاخر، ومن بن هته التفسرات نذكر همنة

كتاب نقد _عند صادق جالل العظم " ثقافة دنة " المجتمعات العربة عند محمد اركون او السباب

او ألسباب تتعلق بنمط اإلنتاج الرع القابم ف المجتمعات العربة كالا حرق ، او _ الفكر الدن

عند '' للبنات العصبة األبوة '' لهمنة ثنابة الشخ والمرد عند عبد هللا الحمودي او ألسباب تعود

القام بمحاولةا البحث ، هشام شراب ، وهذا االخر هو من سنقوم ف هذ الكاتب الفلسطن الدكتور

تعرة أسباب تخلف المجتمع العرب ف عدد من من خالله الذي حاولة ف إنتاجه الفكريقراءب

. موضوع بحثنا "النظام األبوي وإشكالة تخلف المجتع العرب" مؤلفه خاصة مؤلفاته

3

درس ف رام هللا و ف الجامعة األمركة ف بروت، و 1927 ابرل 4 ف افا المولود بشراب هشام

بعد حصوله على درجة البكالوروس ف الفلسفة، ثم درجة الماجستر عام 1947تخرج منها عام

الت المؤسسات من عدد إنشاء ف ساهم 1953 والدكتوراه ف الثقافة من جامعة شكاغو عام 1947

جامعة ف المعاصرة العربة الدراسات مركز منها الفلسطنة، والقضة العرب الوطن بشؤون تعنى

منظمة هو الذي القدس وصندوق واشنطن ف فلسطن حول الساسة التحلالت ومركز تاون جورج

.الفلسطنن للطالب دراسة منحا تقدم فلسطنة

حن الواقع، الفكر إلى المثال، الفكر من تحوله عن ". والرماد الجمر "الممتعة الذاتة سرته ف تحدث

ف األهم ه الخطوة هذه واعتبر األوروبة، والحضارة التارخ دراسة إلى الفلسفة، دراسة من انتقل

إلى تؤدي أن مكن كان والت علها، ترعرع الت التجردة، الفلسفة من تخلص الجامعة، دراسته

. العلمة الحسة وأسسها االجتماعة، العلوم اكتشافه إلى أدت رحبة، آفاق أمامه تفتحت. للفلسفة تفرغه

العرب، المجتمع تقدم معوقات عند ،"العرب المجتمع لدراسة مقدمات "الهام كتابه ف مطولة وقفة وقف

الطفولة، منذ العرب اإلنسان تربة فتتبع الدواء، قترح أن قبل الداء، وشخص الجرح، على ده ووضع

العرب واالجتماع، التربوي النظام أمام ووقف

تخلف أسباب عن ،"العرب المجتمع تخلف وإشكالة األبوي النظام "كتابه ف" شراب هشام "وكشف

.عله والتغلب التخلف، هذا تجاوز كفة حول تصورا ووضع العرب، المجتمع

ف وجوده أثناء العربة إلى ترجم (1981) والغرب العرب المثقفون:منها المؤلفات، من العدد له

.والرماد الجمر ، األخرة الرحلة ، (1991) العرب للمجتمع الحضاري النقد ، بروت

و نحن إذ نحاول ف هذا البحث تقدم قراءة تحللة لفكر هشام شراب و نظرته ف أسباب التخلف

العرب و سبل الخروج منه ، نقترح البدء بمعالجة عامة للمنهج الفكري و اإلطار النظري الذي طبع

. كمبحث أولهشام شراب و تقدم بعض المعالم الكبرى المحددة لمساره .كتابات د

بعدها سنقدم إطاللة خاصة على نظرة هشام شراب ف تحلل النظام البطرك العرب من خالل قراءة

و ما عالجه هذا المؤلف من قضاا من قبل النظام األبوي و إشكالة تخلف المجتمع العربف مؤلفه

.كمبحث ثان إشكالات النظام األبوي و الحداثة و النظام األبوي و قضاا المرأة

لنختم بحثنا هذا بنظرة نقدة نعرض فها لعدد من القراءات و اإلنتقادات الت وجهت لهذه النظرة

نركز فها .خاصة تلك الت قدمها األنثربلوج المغرب عبد هللا حمودي و المفكر اللبنان إلا حرق

على اإلنتقادات المنهجة و اإلنتقادات الت تطرح إشكاالت مرتبطة بالنزعة الثقافة ف كتابات هشام

. كمبحث ثالث شراب

4

:المبحث األول .الفكر والمنهج هشام شرابي

القالبل الذن قدموا مشروعا فكرا بخصابص وممزات محددة، كما هشام شراب من المفكرن العرب

أنه من المفكرن العرب القالبل الذن خضع فكرهم لمراحل من التطور والنمو، لكن ضمن وحدة الرؤة والمشروع ، وقد ظل هذا الفكر تفاعل مع الساقات التارخة، وتعالق مع ما نتج من فكر سواء ف

. المشرق العرب أو ف مغربه

1967هزيمة و صدمة شرابي هشام فكر

لمقاربة موضوعة وناجعة لفكر هشام شراب، ال بد من قراءته ضمن الساق العام للفكر النقدي، نظرا للترابط القابم بن تصورات شراب والعدد من المفكرن العرب، فالمعروف أن الفكر النقدي قد أسست

، حث شكل هذا الحدث مؤشرا عمقا على جملة تحوالت 1967 ونو 5انطالقته الحققة عشة هزمة مرحلة نقذ جذري ف العالم العرب ، و 1967مست البنة العمقة للفكر العرب ، فقد فجرت هزمة

. دفعت أغلب المفكرن العرب إلى القام بمراجعات نقدة النتماءاتهم الفكرة الحزبة و الساسة

1967كانت سنة '' على تحول مساره الفكري '' حزران'' اعترف هشام شراب ذاته بتأثر هزمة بالنسبة إل بداة مرحلة جددة من حات أخذت فها بإعادة النظر جذرا بمواقف الفكرة و الساسة

1" السابقة جمعا، و كان ذلك نتجة لالتقاء سنوات األربعن بصدمة الخامس من حزران شكلت نقطة تحول عمق ف فكر هشام شراب و هو ال نف نف قوة التأثر الذي 67 صدمة هزمة

شدة الصدمة قوت فنا الوع وأخذت :" مارسته على مسار فكره، قول هشام شراب ف هذا اإلطار 2. "1967من هنا كانت ثورة انكسار سنة .تعمقه وما بعد وم

بمعنى أن ما سؤطر هذا '' هزمة فكر'' هذا الوع بصدمة الهزمة هو الذي سجعل من فكر شراب إما "فشراب سكون أمام منعطف فكري حاسم .الفكر ووجهه هو هذا اإلحساس بصدمة الهزمةوالحالتان معا " العودة إلى حالة ما قبل الوع" أو " االستسالم للأس، وهو ساوي االستسالم للعدو

مراجعة الذات ومساءلتها : سرفضهما هشام شراب، وسدعو ف المقابل إلى مبدأ المراجعة الشاملة. والبحث فها عن أسباب الهزمة

عام ف فكر هشام شراب، هذا ال بن الخاص ووالموضوع،وف هذا اإلطار تبدو قمة المزج بن الذات

التمازج طبع فكره بنوع من البساطة والدقة والوضوح، وجعل منه، حقا، فكرا قربا من أسبلة الواقع . ومن هموم اإلنسان العرب

فالصدمة الهزمة أدخلت مجتمعنا العرب حسب هشام شراب ف أام الذل و االنهار و كشفت عمق

أة قدرة على " األزمة االجتماعة وال فكرة و الساسة ، الت عانها مجتمعنا العرب ، أزمة أفقدتنا النقد أو التمز أو التوصل إلى نوع من أنواع الوع الذات الذي تحتاج إله الشعوب و المجتمعات

3." لمجابهة واقعها و الحفاظ على بقابها

1 :

13ص 1974، خرف 29بروت العدد / مجلة مواقف ). مقدمات لدراسة المجتمع العرب .10 : ص المرجع السابق : 2

9ص (1990بروت مركز الدراسات الوحدة العربة، ).النقد الحضاري للمجتمع العرب :3

5

.الحاجة إلى نقد حضاري

هدف هذه الدراسة الكشف عن أسباب التخلف العرب و " :قابالجمل هشام شراب مشروعه الفكري و التخلف الذي قصده هشام شراب لس التخلف االقتصادي 4 "كفة تجاوز هذا التخلف و التغلب عله

الذي سري ف كل ، أو اإلنماب أو التربوي، بل هو ذلك التخلف الكامن ف عمق حضارتنا العربةأطراف بنة المجتمع و الفرد ، إنه النظام األبوي المسطر ذاك النظام الذي فرض قما و أفكار على

. العالقات العابلة و الطابفة و منع قوى التغر من أن تطالها أعضاء المجتمع من شأنها تعزز

إنه نظام الفوضى و الالعقالنة و العجز حث نغلق العقل و توقف عن التساؤل و البحث ف شؤون تخذ هذا التخلف أشكال عدة "المجتمع و حث غب الفكر النقدي الحر المستقل قول هشام شراب

الالعقالنة ف التدبر و الممارسة و الالعقالنة و العجز: تتمز عن بعضها البعض بصفتن مترابطتن 5 .."العجز عن التوصل إلى أهداف الت نرنو إلها

من اجل تجاوز هذا التخلف رى هشام شراب أن مجتمعنا ف حاجة لنقذ حضاري شامل مكنه من خلق وع ذات مستقل واستعادة العقالنة الهادفة، نقد مكن من تعرت النظام األبوي أدولوجا و تفتته

إرساء مقومات حوار مجدي و نقاش مستمر لس فقط بن المثقفن و إلى ساسا من الداخل ، نقذ رم . المفكرن ، بل بن جمع الفبات و األحزاب و التجمعات و داخل المجتمع ككل

أضاع فرصا العرب شراب أن هذا النظام األبوي الذي سطر على المجتمع هشامو رى الدكتورفرصة التنمة االقتصادة على نطاق قوم، و فرصة بناء مجتمع فرصة تحقق الوحدة ،: تارخة ثالثا

و ضاع هذه الفرص أدى إلى الواقع الذي عشه المجتمع الوم، واقع الهزمة و " دمقراط حر و عادل. اقع العجز و الخبة، واإلنكسار واقع التمزق و الضاع

و ال خروج من دابرة هذا الواقع الذلل إال بإعادة النظر جذرا ف كل ما فرض على أبناء المجتمع من ف الوع االجتماع الذي عمل على تغر النقدي دور الفكر هنا أتو . أفكار و عالقات و قم

محاولة للخروج بأبناء هذا المجتمع من دابرة الشعارات اللفظة و البالغة الفارغة و التفسرات الغبة 6 ".الحضاريإلى اعتماد العقل و التحلل و النقد

وهنا ؤكد هشام شراب على دور المثقف ف عملة التحدث فالمثقف عنده لس فقط ذلك الحاصل على اإلجازة الجامعة أو ذلك الذي تعاطى الشؤون الثقافة ف الدوابر األكادمة ، المثقف قد كون األستاذ و

لس علمه " إن ما حدد المثقف الحقق . الصحف و الفنان و العسكري و أي فرد آخر من أفراد المجتمع 7 "أو مركزه اإلجتماعى بل موقفه الفكري و توجهه اإلجتماعى

4 :

14ص (مركز دراسات الوحدة العربة )النظام األبوي و إشكالة تخلف المجتمع العرب .14

"النظام األبوي و إشكالة تخلف المجتمع لعرب" 14نفس المرجع ص : 5

208قصر عفف ص " مجموعة نقد المجتمع األبوي قراءة ف أعمال هشام شراب : 6

7 124 ، ص2002بروت –أزمة المثقف العرب ، دار نلسن السود : هشام شراب :

6

.هشام شرابي و مسألة اللغة

إله فإن أول ما نبغ أن تجه شء، لكل نقد شاملبما أن النقد الحضاري الذي قترحه هشام شراب .نفسهاهو اللغة (النقد) هذا

ه لغة األبوة تكرس نزعة الفصحىفالفكر العرب قبع ف االجترار و التكرار ، ألن لغتنا نحو األبوة فه لغة طقوس ، ال لغة بحث و حوار ، تقاس بمقدار ما تلهم صاحبها من المجتمع

فه ف األصل انعكاس لفكر جامد متحجر سطر على . حماسة ، ال بمقدار ما تمده من أدوات التحلل. ثقافتنا األبوة الجامدة و لم تعدت بذلك قادرة على تجاوز الحدود الت رسمتها لها الثقافة األبوة

ال ؤكد الدكتور هشام شراب انه ال مكن خلخلة السلطة سوى عن طرق خلخلة خطاب السلطة و لغتها و ما دامت السلطة ف المجتمع العرب ف أساسها تقلدة ، فإن أول ما تعن التمرد عله هو اللغة .

و المطروح إذا ، لمواجهة التارات التقلدة ، هو . فالمعركة، بالنسبة له ، تبدأ من اللغة ذاتها . التقلدة . تجدد لغتنا بحث ال نقع ف شراك اللغة التقلدة الت تحصن بها مثل هذا التار

إن مرتع الالهوت التقلدي هو اللغة التقلدة، و مرتع السلطوة و كل نزعة أبوة ف الساسة و الفكر هو اللغة التقلدة و ما لم نحرر اللغة من مرجعها أالهوت، ال نستطع تحرر فكرنا من المرجع الدن

و بناء عله، وجب، من أجل . ال بد للفكر النقدي من لغة حدثة منزوعة القداسة و التقدس . التقلدي من هنا رتبط اإلنعتاق الفكري ارتباطا عضوا . تحرر فكرنا من النزعة األبوة، تجدد لغتنا العربة

. 8 " بالتحرر اللغوي

و ال . ولن تم تجدد اللغة، سوى بتجدد المفاهم الت تضعنا ف مواجهة غر المألوف و غر المعتاد. مكن فهم النص النقدي الجدد بإرجاعه إلى لغة تقلدة

و من سبل إبداع لغة جددة قترح هشام شراب تأسس عالقة جددة بالنص النقدي المعاصر، عالقة . تقتض من القارئ ال االجترار و إنما القظة الفكرة و النقدة الت تجعله طرفا مشاركا ف ما قرأ

من أجل أن حرر من النزعة األبوة . عالقة تنقل القارئ من مستمع إلى متفهم، و من تابع إلى مستقل. الممالة، و من الظلمة الفكرة السابدة، و من الصوت األبوي المهمن

8

18ص (1990بروت مركز الدراسات الوحدة العربة، )هشام شراب،النقد الحضاري للمجتمع العرب ف نهاة القرن العشرن :

7

.أهداف الفكر النقدي عند هشام شرابي

إن الفكر النقدي الجدد الذي حاول هشام شراب إرساءه من خالل كتاباته و محاضراته رم إلى كشف . ثالث ظواهر أساسة المتمثلة ف الحداثة، قضة المرأة، القوى أو الحركات االجتماعة

أما عن سؤال كف تم هذا الكشف هنا جب هشام شراب أن عملة الكشف تتم عن طرق الوع، : وع تناول إشكالتن مركزتن

ة األبوة ف المجتمع العرب ن همنة الب:األولى

. سبل استبصالها جذرا:الثانة

بل قصد به عملة " انقالب" أو " ثورة" أما عن التغر الجذري الذي تبناه هشام شراب فال قصد به انتقال شامل من نظام األبوة إلى نظام الحداثة ، ذلك على صعد الدولة كما على صعد الفكر ، و على

. صعد االقتصاد كما على صعد المجتمع و الحضارة ككل

ه عملة قر هشام شراب بصعوبتها و تعقدها لكنه ف نقس الوقت و بإصرار أكبر ؤكد على أهمتها و على ضرورتها ف مسار التغر االجتماع الذي ننشده ، تغر ستأصل األبوة من مجتمعنا و سر

نحو مستقبل آخر قرره أبناؤه ال المتسلطون عله

. اإلطار النظري و البناء المنهجي عند هشام شرابي

عل المستوي النظري و المنهج فإننا إذا قارنا بن الجهاز النظري عند هشام شراب، واألجهزة أما النظرة لدى العدد من المفكرن العرب اآلخرن الذن اشتغلوا بمنظومة الفكر النقدي، أمكننا، ببساطة،

. إبراز ما مز فكر شراب وجعله عالمة ممزة ف تارخ الفكر العرب الحدث

فقد شكلت الزاوة المنهجة ف الجهاز النظري لشراب ، ولعل أهم ما مزه هو الجانب المنهج . عنصرا أساسا ف طرقة تحلله وتركبه

عمد شراب إلى التولف بن العدد من األدوات والمفاهم من حقول معرفة مختلفة، مما أعطى لمنهجه القدرة والقوة اإلجرابة والفعالة ، و قد استقى شراب منهجه التحلل من نظرة التحلل النفس ومنبعض التصورات الماركسة حول مفهوم الطبقات االجتماعة والعالقات االقتصادة، وكذا من بعض

".األبوة"مما أمد بمفهوم . آراء ماكس فبر

وعتبر شراب أن هذا المفهوم له القدرة اإلجرابة على فهم وتحلل العالقات االجتماعة وأنماط الممارسات الساسة وطبعة التراتبة السابدة ف المجتمع وف سلوكات األفراد وف اإلنتاج الثقاف،

كما ؤكد على قدرة هذا المفهوم ف تفسر مكامن التخلف ومظاهر الالعقالنة والعجز ف المجتمعات . العربة

8

:المبحث الثاني

األبوية و األبوية المستحدثة التشكل و المظاهر

. neopatriarchyمفهوم النظام األبوي المستحدث

ستخدم هشام شراب مفهوم النظام األبوي ف حاالت عدة ولإلشارة إلى معان متعددة عتمد فهم كل منها

أو نموذج مثال ، أو مبدأ تفسري ، أو ةعلى موقعه ف ساق النص فستخدم على أنه مقولة تحلل

مجتمع الدولة )نظرة شكلة ، شر مفهوم النظام األبوي المستحدث على السواء إلى بنى كبرى

تارخا تستمد ظاهرة النظام األبوي المستحدث ( العابلة الشخصة الفردة)و بنى صغرى (االقتصاد

. معناها من تعبرن أو واقعن ؤلفان بنتها المادة ، هما الحداثة و النظام األبوي

فالنظام األبوي هو تعبر دل على شكل عام للمجتمع التقلدي ، ف حن شر مفهوم الحداثة إلى تطور

تارخ ممز ، إتخد شكله األصل ف أوروبا الغربة ، فكان ذلك أول إنفصال تارخ عن النظام

التقلدي ، إن هذا التحول الفرد ف تخطه النظام األبوي قد عمل على صاغته فأدى هذا التحول نفسه

إلى إرساء التماز بن النظام األبوي التقلدي و النظام األبوي المحدث ، و هذا التماز هو صلب

. أطروحة هشام شراب الفكرة

بالتال توجب حسب هشام شراب األخذ بالنظام األبوي المستحدث باعتباره نتجة سطرة أوروبا

الحدثة أذ بما أن التحدث ف ظل النظام األبوي و األوضاع الناشبة عنه ، ال مكن إال أن كون

تحدثا تابعا ، و من المحتوم أال تؤدي عالقات التبعة إلى الحداثة وإنما إلى نظام أبوي محدث أي النظام

المقام فإن التحدث ف المجتمعات العربة كناة عن الحداثة مقلوبة رأسا األبوي المستحدث و ف هذا

. على عقب

عام ةافتراض هشام شراب األساس هو أن بنى النظام األبوي ف المجتمع العرب على مدى المائ

ذلك أن القظة األخرة لم جر تبدلها أو تحدثها بل إنها ترسخت و تعززت كأشكال محدثة مزفة

العربة أو النهضة ،الت شهدها القرن التاسع عشر لم تعجز عن تفتت أشكال النظام األبوي و عالقاته

إلى - عمدت-الداخلة فحسب لكنها عمدت أضا ، ومن خالل إشاعتها ما أطلقت عله لقب القظة الحدثة

توفر تربة صالحة إلنتاج نوع هجن و جدد من المجتمع هو المجتمع األبوي المستحدث الذي نراه

ماثال أمامنا ف الوقت الراهن عمل التحدث المادي و هو أول دالبل التغر اإلجتماع على إعادة تشكل

. بنى النظام األبوي و عالقاته ثم تنظمها و تعززها بمنحها أشكاال و مظاهر عصرة

9

: مراحل األبوية و أنواعها

تتمز األبوة عند هشام شراب ببنتها الفردة ألنها حصلة ظروف حضارة و تارخة خاصة ، و

للشكل االجتماع األبوي مراحل متعاقبة محددة و ه عنده من الناحة البنوة تسلسل من أنواع

مترابطة بعضها البعض ، من ذلك حدد شراب مراحل و أنواع األبوة العربة و اإلسالمة ف تسلسل

: 9تارخ ف الحقبات التالة

العصر الجاهلي . (الخلفاء الراشدين)عصر النبي الكريم

عصر الخالفتين األموية و العباسية عصر السلطات الصغيرة عصر الخالفة، السلطة العثمانية . عصر األبوية المستحدثة .

: 10أما أنواع البنات األبوة فمكن تحددها حسب شراب ف

البدوية . التقليدية. السابقة على الحديثة. الحديثة.

أما النماذج البنوة األولى الت تتشكل منها كافة أنواع األنساق االجتماعة األبوة فقد حددها هشام

:شراب مبدبا ف

العائلة األبوية البدوية في الشكل القبلي بنية العشيرة في المدينة اإلسالمية الكالسيكية . العائلة العشيرة في سياق العالقات الرأسمالية التجارية .

:تشريح النظام األبوي

ركز هشام شراب ف تحلله لبنة الذهنة األبوة على نزعتها السلطوة الشاملة الت ترفض النقد وال

تقبل بالحوار إال أسلوبا لفرض سطرتها، إنها ذهنة إمتالك الحققة الواحدة الت ال تعرف الشك و ال تقر

ال رم إلى (بن األفراد و الجماعات)بإمكانة إعادة النظر ، و من هذا المنطلق فإن التفاعل و الحوار

التوصل إلى تفاهم أو إتفاق بن وجهت نظر ، بل إلى إظهار الحققة الواحدة و تأكد إنتصارها على كل

. وجهات النظر األخرى

9 45:هشام شراب،النظام األبوي و إشكالة تخلف المجتمع العرب،مركز دراسات الوحدة العربة،ص:د

10:هشام شراب ،المرجع السابق ص:د

36

10

ال تستطع تغر موقفها ألنها ال (األبوة المستحدثة علمانة كانت أم دنة ) لهذا فإن الذهنة األبوة

. ترد أن تعرف إال حققتها، و ال ترد إال فرضها على اآلخرن بالعنف و الجبر إن لزم األمر

: ألبوية و الحداثة ا

سنة األخرة حدثت تغرات كبرة ف المجتمع العرب من جراء اصطدامه بالحضارة ةخالل المائ

الغربة الحدثة ، إال أن التغر لم ؤد إلى إستبدال النظام القدم بالنظام جدد بل فقط إلى تحدث القدم

دون تغره جذرا ، فإنبثق عنه النظام األبوي المستحدث و حضارته المخضرمة الت نعش ف ضلها

، دع هذا النظام الفرد من نوعه التراث و الحداثة معا ، ف حن أنه بتعد عن الحداثة الصححة بعده

عن التراث الحقق ، وف هذا النظام تكمن حالة معقدة من الخلل اإلجتماع و الحضاري ال مكن

التخلص منها بقرار نتخذه للعودة إلى التراث أو اللجوء إلى الحداثة المعاصرة ، و المكن تجاوز هذا

. الوضع إال بعملة ذاتة تحدث ف داخل المجتمع و ف داخل الفرد

من هنا تبن أن مفهوم التراث و مفهوم الحداثة شكالن عند هشام شراب المقولتن التحللتن

. الرئستن لواقع التخلف العرب ـ و نظامه األبوي المستحدث

النظام األبوي وإشكالية التحديث

على غرار أسبلته اإلشكالة واصل هشام شراب ف كتابه النظام األبوي و إشكالة تخلف المجتمع

العرب ، طرح سؤال التحدث فعندما نواجه مشكلة التحدث ف إطار السوق الت همن علها الغرب

هل التحدث ممكن دون رأسمالة ؟ برز سؤال أساس، هو

و بالفعل إن نظرات التغر االجتماع التقلدة ف نمطها الماركس و الفبري تصور الرأسمالة على

أنها مرحلة ضرورة لتحول المجتمع ، فف حن ربط ماركس الرأسمالة بالتحدث ف ساق الثورة

إعتمد فبر على العقلنة ف رؤة الرأسمالة بصفتها قوة ثورة أو عقالنة ، قابلة للتصدر فاستبدال البن

التقلدة وغر العقالنة ببنى جددة سوف تم حتما مع تبن عملة تقاض السلع و نمط اإلنتاج

الرأسمال ، إال أن أا منهما لم تكهن بظهور الرأسمالة الممكن نشوؤها تارخا إثر تنام الرأسمالة

. األوروبة ، و ف سوق عالمة همن علها الغرب

هنا ستنتج هشام شراب كف أنه و على الرغم من أن الرأسمالة تسربت إلى العالم العرب ف مصر و

دول الهالل الخصب ف القرن التاسع عشر و مطلع القرن العشرن ، إلى أنها و بدل أن تها الظروف

لنشوء رأسمالة مستقلة فقد خلقت األوضاع الساسة و األقتصادة لبروز رأسمالة تبعة ومزفة و ف

ضوء هذا النمط من الرأسمالة الهامشة لم كن من المعقول أبدا ظهور طبقة برجوازة ناضجة و طبقة

عمالة أصلة ، ف منتصف القرن العشرن ستنشأ ف المجتمع العرب طبقة إجتماعة هجنة أطلق

.علها الطبقة البرجوازة الصغرة المستحدثة ه الطبقة السابدة ف المجتمع األبوي المستحدث

11

. عصر النهضة و المجتمع األبوي المستحدث

دل على الحقبة الزمنة الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر أو أواخره ، حن '' النهضة '' تعبر

أصبح أثر الغرب عامال فعاال ف الحاة اإلجتماعة و الساسة العربة حتى الوقت الحاضر ، فإمتداد

النهضة إذن تطابق تارخا مع المجتمع األبوي المستحدث ، مكن تقسمها إلى ثالث مراحل أساسة ه

المرحلة العثمانة ، الت إنتهت مع بدء الحرب العالمة األولى، تشكل خط فاصل بن عصرن

تارخن عصر اإلنحطاط الذي بدأ مع تفسخ اإلمبراطورة العباسة ف القرن الثالث عشر و

. العصر الحدث

و إن (فترة ما بن الحربن العالمتن )و مرحلة الثانة ه مرحلة الهمنة الساسة الغربة

. كانت قد بدأت قبل الحرب األولى ف شمال إفرقا ومصر

و أخرا مرحلة ما بعد اإلستقالل الت ما زالت مستمرة منذ الحرب العالمة الثانة ، قوم فها

مجتمع أبوي تقلدي ف بنته التبعة و نمطه اإلجتماع الساس التقلدي بتمثل المجتمع

.المتخلف أصدق تمثل

األمر الذي عمل بدوره على إنتاج و إعادة إنتاج البنى التقلدة الهجنة و البنى شبه العقالنة و الوع

الذي تسم به المجتمع األبوي المستحدث ، فف سابر األنظمة ذات البنة األبوة المستحدثة همن

جهازان متوازان ، عسكري بروقراط و بولس سري وتحكم هذا األخر بشؤون الحاة الومة

فقوم بضبط مجرات األمور المدنة و الساسة بالنسبة لشراب فإن الدولة المستحدثة و بغض النظر

عن بناها التشرعة و الساسة و أشكالها فه لست سوى نسخة محدثة عن السلطنة األبوة التقلدة ،

فحسب شراب لو كان التخلف العرب مجرد تخلف ف التنمة اإلقتصادة أو اإلصالح اإلداري لكان

لتخلف الذي نجابهه هو نوع أخر التغلب عله ف متناول الد و ال تطلب إال الوقت و الجهد و المال ، ا

إذ إنه كامن ف أعماق الحضارة األبوة و األبوة المستحدثة و سري ف كل أطراف بنة المجتمع و

الفرد و نتقل من جل إلى أخر كالمرض العضال ،

:و النظام األبوي المستحدثالرابطة القبلية

أعطى هشام شراب أهمة خاصة لبنة القبلة حث أعتبرها النوع القدم للتشكل األبوي مستمرة ف كافة

أنواع المجتمع األبوي بما ف ذلك الحدث منها، و للقبلة حسب هشام شراب خصوصة أساسة ستحل

. بدونها فهم الطبعة الممزة لألبوة العربة المستحدثة

تكمن الدنامة البارزة للبنة القبلة ف العصبة و هذا المنحى سلب إذ تقوم بادئ ذي بدء بالفصل بن

األنا و اآلخرن ، ثم على مستوى أعلى تقسم العالم إلى نصفن متعارضن القرابة و الالقرابة ، و

العشرة و العشرة المعادة لها ، و اإلسالم و الالإسالم ، و هكذا بالنسبة إلى العصبة فإن التجاذب القابم

. على روابط الدم تقدم على أي عالقة أخرى

و إن إستمرار رابط , لس الوالء القبل عند هشام شراب تعبرا عقابدا بل قوم على حاجات أساسة

العشرة أو الوالء الطابف ف المجتمع األبوي المستحدث دل على مدى اإلرتباط الوثق بن األبوة

.الحدثة و األشكال البدابة

12

تجسد جوهر الممارسة القبلة ف ذوبان شخصة الفرد ف القبلة ، بالمقابل لذلك فأن أعماله تقع ضمن

. المسؤولة الجماعة للقبلة ، وتقوم هذه بدورها بتجدد و تعززهما بإستمرار

تكمن عظمة اإلنجاز الساس للنب الكرم حسب شراب ف نجاحه ف إذابة الروابط القبلة و التغلب

على العصبة بقدر، ما تكمن ف مقدرته على تطوع الروابط اإلجتماعة والنفسة المتوافرة أن ذاك و

. دمجها ف بنة المجتمع اإلسالم الجدد

ولقد صور .ولم تستطع األمة اإلسالمة أن تكون أكثر من قبلة عظمى تجسد األخالقات القبلة العامة

و هو العالقة األساسة ف '' الخضوع '' هكذا جد .النب الكرم هللا على أنه قوة نفسانة قربة منا

. األبوة القدمة أقوى تعبر عقائدي له

المرأة قضةو المستحدثة األبوة

معارا باعتبارها العرب، المجتمع التخلف حالة لتحلل كمقدمة المرأة وضعة شراب هشامطرح

فهو عتبر تغر وضع المرأة ، العرب اإلنسان تحته رزح الذي والقهر والتسلط التخلف عمق لمدى

جذري تحول إحداث بدون ف.المجتمع ف الحققة التغر لعملة ف مجتمعنا العرب مفتاحا

ف الربس الكابن هذا تجاه والمساواة العدل مبدأي تحقق وبدون العربة، المرأة واقع ف

حسب هشام شرابحقق تغر أي تحقق لن أمة، ألة االجتماع البناء تشكل

قدم هشام شراب ف معرض حدثه عن قضة المرأة ف مجتمعنا األبوي ، رؤة كل من المفكرة

السعداوي صغة جاءت وقد" المرنس فاطمة " عالمة اإلجتماع المغربة و "السعداوي نوال"المصرة

للعوابق مباشرة تعرضتا الكاتبتن هاتن أن ذلك الجذرة من عال قدر على أنها على لتظهر المرنس و

االقضاي إحدى شراب هشام رها عتبي يت،ال الجنس قضة، كتاباتهما ف فضحتا و العوابق، لتلك المحددة

غر كأنها و تتصرف ظاهرا ه بنما المستحدثة األبوة الذهنة ضمنا تشغل الت األساسة

11موجودة

و محافظ أحدهما منظورن من عولجت ،قد اإلجتماع وضعها تدن و بالمرأة المتعلقة القضاا ف

جابهوا لم أنهم إال ، المرأة قضاا بمعالجة المصلحون قام العشرن القرن بداة منذ إذ ، إصالح األخر

شراب هشام حسب تخطوا فلم والقضابة، الدنة المسألة مع متشابكة كانت الت األساسة المشكالت

ألي التصدي و السابد الوضع عقلنة على إشتمل فقد المحافظن موقف أما ، للتجدد الغامض المفهوم

ف السابدة العقدة مقوالتهم ف السواء حد على المحافظون و اإلصالحون عكس حث ، بنوي تغر

السلطة و اإلمتازات حصر إلى ترم و الرجل إلى تنحاز الت العقدة ، المستحدث األبوي المجتمع

منظم عقالن منهج على تعتمدان المرنس و السعداوي رى هشام شراب إن كل من ، بالرجل

الكاتبتان هاتان طخت ، التقلدون و المصلحون عتمده الذي السطح و البان المنهج عن جذرا ختلف

بالعلوم أخذ منهج إلى المرنس و ، ماركس نفس منهج إلى السعداوي فتمل مختلف تحلل إطارا

إجتماع تغر ف المتمثلة المرأة لتحرر األولة الجوهرة الشروط على تفقان هما و اإلجتماعة

. للحل الالزمة الساسة الطبعة تعرفان ال كلتهما أن إال ، األبوة بهمنة اإلطاحة و ، جذري

51هشام شراب،النظام األبوي و إشكالة تخلف المجتمع العرب،مركز دراسات الوحدة العربة،ص: 11

13

:المبحث الثالث

.نقاشات حول فكر هشام شرابي

إمكانات لنا قدم نفسه فهو حوله، النقد من كثرا ثر أنه ودناما حوا شرب هشام فكر جعل ما إن

هنا وتصوراته،من نظرته قوام المراجعة مفهوم من جعل ونقدي خالف إشكال فكر أنه مادام نقده،

.تلغه أو تدحضه ولم إله، وأضافت أغنته قد شراب فكر إلى وجهت الت االنتقادات أن تبن

.انتقاد اإلطار النظري و المنهج التحليلي هشام شرابي

األنتربولوجا وضعها الت والسرعة الطففة اإلشارات تلك االنتقادات هذه على كمثال نذكر أن مكننا

" العرب المجتمع تخلف وإشكالة األبوي النظام "لكتاب الفرنسة الترجمة مقدمة ف برك جاك الفرنس

مكنها الت الملموسة، المعطات وغاب التعمم مسألة شراب هشام على برك جاك فها ؤاخذ والت

.نظره وجهة تسند أن

أن رأى إذ ، "والمرد الشخ "الكتابه ف حمودي هللا عبد األستاذ إلها أشار ما ه ذاتها النقطة هذه

له فمثل معنا تصورا بن شراب أن كتابه مقدمة ف مضفا'' ممثل و معمم منهج " شراب منهج

أن دون عمومتها ف الوقابع هذه سوق قد و ، تحلل وال تعلل بدون المنتقاة الوقابع بعض بواسطة

12." العربة المجتمعات من مجتمع أي ف وصفها عمق

العامة البنات تحدد على عمل كما ، المشترك و الكلات ف بحث الرأي هذا حسب شراب فهشام

.العرب للمجتمع المؤطرة

أن الصعب ومن.ومتنوعة متعددة مجتمعات األصل ف شراب،هو حلله هذا المجتمع، الذي أن غر

.ذاتها وبالقوة بالدرجة العربة المجتمعات كل على ما، تحلل نتابج أو حكما نعمم

مثال السلطة المغرب تمثل كف إذ لألشاء الخاصة تمثالثه له العربة المجتمعات من مجتمع فكل

.السلطة السعودي أو المصري أو اللبنان بها تمثل الت الطرقة عن ختلف

األطر ولس الومة، وللسلوكات للممارسات المدانة الدراسات نتابج ه ذلك ؤكد أن مكن والذي

.المجردة النظرة

نتابج مجرد تبقى تحلالته ف شراب إلها توصل الت النتابج أن إلى بندحمان جمال. د شر وهنا

.األحكام لبناء والتجربة المالحظة عتمد الذي التجرب التحلل إلى بالعمومة،وتفتقد تتصف نظرة

إال االجتماع، وبالسلوك االجتماعة بالظواهر هتم أنه من بالرغم شراب، به قام الذي الفكري والعمل

تحلالته أن إذ. شراب لهشام الفكري البناء ف كبرى خلل نقطة وهذه. التجرب على عتمد لم أنه

.الوضعة التصورات من كثرا تقترب

. 16:، الشخ و المرد،النسق الثقاف للسلطة ف المجتمعات العربة الحدثة له مقالة ف النقد و التأول ص12

14

هشام إلها توصل الت النتابج لكن وضعا، لس شراب منه نطلق الذي النظري اإلطار أن صحح

الفكر لبنات وثابتة قارة وأنماط قوالب عن تتحدث دابما الوضعة التصورات ، و وضعة شراب

اختلفت مهما الظواهر كل نحلل بها وساكنة ، قارة بنة نقصد ،فإننا األبوة نقول عندما ، والمجتمع

.وأنواعها أشكالها

المجتمع بنات لنا قدم بندحمان، جمال د حسب شراب منه انطلق الذي النظري، اإلطار أن كما

من تفسر وثابتة قارة بنات باعتبارها والدولة، والنقابة والحزب العابلة تكتالت على القابمة العرب،

إلى وتحتاج ومتنوعة مختلفة خصابص ذات بنات هذه أن حن ف األبوة، هو واحد عنصر خالل

. وتحللها مقاربتها أجل من متعددة مفاهم

نقد موقف هشام شرابي من اللغة

مع مواقفه انسجام وعدم باإلرتجالة وصفه إلى شراب لفكر هشام نقذه ف بندحمان جمال. د ذهب

، المنهجة بهفواته أسماها مما واحدة على الساق هذا ف مركزا ، المحطات من الكثر ف تحلالته

العربة اللغة من شراب موقف ف المتمثلة تلك وه

عتبر و ، واحد مستوى على لستا العامة واللغة الفصحة العربة اللغة بأن إذ قول هشام شراب

بدلة لغة إجاد إلى دعوته وبالتال االجتماعة، االنقسامات ترسخ إلى تسعى لغة الفصحة العربة

. االجتماع االندماج تحقق تستطع

مالحظة عن نم وال ومرتجل متسرع انه عنه قال ما أقل بندحمان جمال. د قول الحكم هذا مثل إن

الظاهرة درس لم شراب فهشام. العرب العالم ف اللغوة للوضعة عمق تحلل عن وال دققة علمة

. إله دعو الذي النسب التفكر ضد بذلك وهو .واحد بعد ف حصرها األخرى،بل أبعادها ف

. أزمة المثقف المغترب: هشام شرابي

إستهل إلا حرق إنتقاذه الالذع لرؤة هشام شراب و نظرته ف األبوة العربة ، بإنتقاده للمثقفن

والدارسن العرب العاملن ف البلدان المتقدمة صناعا الذن تحولون إلى شخصات غر متالبمة مع

مجتمعات المنشأ المتخلفة ، فقعون ف أزمة شخصة الوقع و عامة الطابع ، الحالة هذه تدفع المغتربن

إلى رفض مجتمعاتهم جملة و تفصال ، مؤسساته و شخصاته ، سلوكه و قمه ، إن األلم و الغضب

و خطورتها إلى درجة تقذف 13المرافقن لتلك النزعة ضخمان ف النفوس مكانة الذهنات و المسالك

14. بأولبك المثقفن نحو هوة المغاالة

العرب إلى تأكده على أنه نعلى الدارسن و األكادم'' االغتراب''مض إلا حرق ف تحلل وقع

ؤدي لنزاع داخل ممزق ، و إذ كان ال ؤاخذهم على وقوعهم ف حالة من اإلحباط و الرفض لما هو

قابم ، إال أنه قول أن طرح تصوراتهم على الغر للتبن و تحقرهم للذات الجماعة ال تخدم برامجهم

. أو غااتهم اإلصالحة ، كما أنها لست ف صالح أحد

2

" متحاشا استعمال مصطلح الثقافة " culture" كمقابل للتعبر اإلنجلزي " الذهنات و المسالك " إلا حرق تعبر يستعمل الكاتب اللبنان:

.33ص (الذهنات و المسالك : التراث العرب و الدمقراطة )إلا حرق كتاب . د14

15

" نظام األبوي "إلا حرق ذهب ف انتقاده لرؤة هشام شراب إلى القول بأنه حمل القارئ ف كتاب

على االعتقاد بأنه ود أن تكون القاهرة كواشنطن و نابلس كمرسلا و دمشق كمونخ ك تطمبن نفسه

، مثل شراب إذن تلك اإلزدواجة من المشاعر المضطربة الت تتأرجح بن 15ورتاح إلى العودة

. اإلعجاب بالغرب ببرقه الجذاب و النقمة عله لسطوته على الغر ، الحب و الكره ف آن

فالواضح هنا أن المعضلة ه عقدة المثقف بقدر ما ه إشكالة حداثة الوطن العرب أو تأخره، و ه

إن العالم العرب كبب ثقل الوطأة ''مشكلة حققة عان المثقف العرب فها األمرن، فكما قول شراب

16''صعب النضال فه من أجل األهداف الدمقراطة و اإلنسانة

ولكن النضال من أجل الدمقراطة و حقوق اإلنسانة حسب إلا حرق الصعب ف أحسن الحاالت،

ثم إنه لم عد جوز أن نسوق األحكام على الوطن العرب بأكمله ف . فكف بنا ف البلدان العالم النام

نجد ف البلدان العربة من عمل من أجل الدمقراطة و حقوق اإلنسان و ال . جمع األمور، دون تمز

. واجه سوى مصاعب عادة، ال تتجاوز المستوات المألوفة

نقد النزعة الثقافية

ذهب عبد هللا حمودي ف اإلنتقاد الموجه لنظرة هشام شراب للنظام األبوي إلى أن شراب جد عناء

ف التخلص من نزعة الثقافة معنة ، فهو جزئ الوقابع إلى أنماط مفصولة تتجاهل مرارا النقاشات و

الوضعة "التناقضات الت خضع لها األفراد ف ساقاتهم المعشة ، و لو لم فعل ذلك لكان إنتبه إلى أن

الجددة الت عشها ، األباء ف المجتمعات الحالة ، و ف البلدان المغرب و المشرق ، تواجه عرضة

القواعد و المعار و الممارسات و عدم إستقراراها المتنام فقد وهن األباء و أصبح موقفهم موقف دفاع

، فاألباء ف الطبقات المتوسطة و الفقرة أهانتهم إخفاقتهم اإلقتصادة و اإلجتماعة و سعون إلى حفظ

17"واجهة السادة و ه واجهة لم تعد تخدع أحدا

و أخرا إنه ف كل األوساط اإلجتماعة تتكف صور الطاعة و اإلذعان مع تصرفات شاذة و غر

نموذجة ، فهذه العرضة ، إذن ه الت كان نبغ التركز علها حسب عبد هللا حمودي عوض

. التركز على أبوة قوة تبدو متجاوزة

و ف نفس الساق

.33مرجع السابق ص . :

15

140 :بحث ف المجتمع العرب المعاصر ص: كتاب ،هشام شراب البنة البطركة : 16

19: كتاب ، الشخ و المرد،النسق الثقاف للسلطة ف المجتمعات العربة الحدثة له مقالة ف النقد و التأول ص :

17

16

:الخاتمة

خالل التماننات و التسعنات من مثلت اإلنتفاضة الفلسطنة و حركة التغر ف المعسكر اإلشتراك

القرن الماض ،نمطا جددا تمزعن نمط التوراث و اإلنقالبات التقلدة و صراع األحزاب اإلدولوجة

. الت همنت على الساحة الساسة الدولة مند نهاة القرن العشرن

وكان الجدد ف هذا النمط هو تقلص دور العقابد الكلة و إنتشار التعددة الساسة و إنبثاق الحركات

الشعبىة ، الت أصبحت القوة اإلجتماعة القادرة على تحدي الوضع القابم و مجابهة سلطته المركزة

. دون اللجوء إلى أسالب الثورة التقلدة

من هنا كانت مطالب الحركات اإلجتماعة هذه عرضة و شاملة تضم الحرات الدمقراطة ، حقوق

اإلنسان ، العدالة اإلجتماعة ، هذا النمط اإلجتماع هو ما مال إله هشام شراب معبرا ف مقدمة

كتابه النظام األبوي و إشكالة التخلف العرب عن إعجابه بهذه الحركات ، اإلجتماعة العرضانة تشتغل

على حل إشكاالت المجتمع العرب على جمع األصعدة و األشكال الت تجلى فها التخلف العرب،

على الصعد النفس و اإلجتماع و التغلب علها ، إنه التخلف المتمثل ف شلل المجتمع العرب ككل

وربط هشام شراب بذلك جدلا بن مصر ف تراجعاته ف إنكساراته المتكررة ف انهاره الداخل ،

المجتمع العرب و بن مقدرته ف التغلب على نظامه األبوي و األبوي المستحدث و إستبداله بمجتمع

. حدث

ال زول بسبب همنة التارات الائسة أو المشككة أو " المقال الثوري" و هنا ؤكد هشام شراب أن

، تكمن ف 18اإلنتهازة ، أو الهروبة ، ف صفوف المثقفن بل ستمر على شكل قوة موضوعة

. صمم البنة اإلجتماعة و ال تلبث أن تظهر ،بأشكال ساسة و فكرة غر متوقعة

و قد كان هشام شراب محقا ف توقعه هذا إذ ما فاتئات تمض سنوات قللة على وفاته حتى إستفاق

العالم العرب على وقع ثورات و حراك إجتماع ، قادته قوى إجتماعة جددة و إختفت فه الشعارات

الشعب رد إسقاط النظام بكل ما مثله هذا النظام من سطوة ....اإلدلوجة و كان عنوانه األبرز

البنات األبوة المستحدتة ،

رفعه الحراك الشباب العرب مثل إذن بحق ، رغبة األجال الجددة ف إسقاط إرحل الذيشعار

التحررة الت بتتها المهمنة على المجتمعات العربة ، و عبر عن تجسد األفكار األب رمزة

هشام شراب .كتابات مفكرن رواد من قبل المفكر الفلسطن العرب الراحل د

18

31ص (1990بروت مركز الدراسات الوحدة العربة، )هشام شراب،النقد الحضاري للمجتمع العرب ف نهاة القرن العشرن

17

انشاجــــــــــــــــــــــــغ

انوحذة دساساث يشكض ) انؼشب انجخغ حخهف إشكانت و األبوي انظاو : ششاب هشاو كخاب

.( انؼشبت

خشف ،29 انؼذد بشوث / يوالف يجهت ) .انؼشب انجخغ نذساست يمذياث : ششاب هشاو كخاب

1974).

انؼشبت، انوحذة انذساساث يشكض بشوث). انؼشب نهجخغ انحضاسي انمذ :ششاب هشاو كخاب

1990).

ػبذ أحذ إػذاد – يفكش و كخاب ي نجوػت ششاب هشاو ألػال لشاءة االبوي انجخغ مذ

.2003 انماهشة انفهسفت نهجؼاث انؼشب اإلححاد – ػطت انحهى

(2002 بشوث –انسوذ هس داس ) يانؼشب انثمف أصيت : ششاب هشاو.

انؼاصش انؼشب انجخغ ف بحذ : انبطشكت انبت ششاب ،هشاو كخاب .

انؼشب انجخغ ف األبوي انظاو مذ و ششاب هشاو : يؼضوص انؼانى ػبذ

هه انحذثت انؼشبت انجخؼاث ف نهسهطت انثماف ،انسك انشذ و انشخ حودي هللا ػبذ. د،

نهشش حبمال ،داس انخأوم و انمذ ف يمانت

( انسانك و انزهاث : انذمشاطت و انؼشب انخشاد ) كخاب حشك إنا. د

،االنكخشو انشابظ – انؼشبت انبهذا ف األبوي انظاو و انسهطت انذمشاطت :modawana-

bendahmane.blogspot.com

2005 ،53 ع انبشوحت، اداب يجهت: انصذس

http://www.aawsat.com انؼشب األب الذ.. ششاب هشاو انفهسط انفكش سحم ..

اإلنكخشو انولغ األوسظ انششق ، يمال وسيضا سهطت