ﳐﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻄﲑ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ - ا.د محمد سعيد...

156
ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﺮﻉ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﻓﺮﻉ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﺒﻼﻏﺔ ﻭﺍﻟﻨﻘﺪ ﳐﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻄﲑ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﱴ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﳋﺎﻣﺲ ﺍﳍﺠﺮﻱ ﹲ ﻧﻘﺪﻳ ﺩﺭﺍﺳﺔ] ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ[ ﻞ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺟ ﻨﻴ ﻡ ﻟ ﺑﺤﺚ ﻣﻘﺪ ﺴﺘﻴــﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏﻘﺪ ﻭﺍﻟﻨ

Transcript of ﳐﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻄﲑ ﰲ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ - ا.د محمد سعيد...

المملكة العربية السعوديةالمملكة العربية السعودية وزارة التعليم العاليوزارة التعليم العالي جامعة أم القرى جامعة أم القرى

كلية اللغة العربيةكلية اللغة العربية قسم الدراسات العليا العربيةقسم الدراسات العليا العربية فرع األدب والبالغة والنقدفرع األدب والبالغة والنقد

خماطبة الطري يف الشعر العربي حىت نهاية القرن اخلامس اهلجري

]تحليلية[ دراسة نقدية والنقد األدبستيــر في بحث مقدم لنيل درجة الماج

١

٢

ملخص الرسالة

له، وصحبه، والتابعني له، وبعد: فهذا تلخيص ملا احتوت عليه الرسالة اليت هي آاحلمد هللا، والصالة والسالم على رسوله، وعلى يت: ) وقد اشتملت الرسالة على اآلحتليليه دراسة نقدية -خماطبة الطري يف الشعر العريب حىت اية القرن اخلامس اهلجري بعنوان (

هديت هذه الرسالة. أىل من إ، وكتبت فيه هداءاإل - : الشكر والتقدير -

ومشريف على الرسالة. السيما والدي وماديا عانين نفسياأذكرت فيه شكري وتقديري والدعاء لكل من املقدمة: -

لت فيها عن لت عنوان الرسالة اليت قدمتها لنيل درجة املاجستري، مث فصوحتدثت فيها عن سبب حبثي يف هذا املوضوع، وجع مجلت القول فيها عن منهج البحث وعن مفرداته. أماهية الدراسة هلذه الرسالة، مث

منهج البحث: -النقدي التحليلي مع نت فيه املنهج الذي سأعتمد عليه يف دراسيت لألبيات والقصائد املتعلقة مبوضوع الرسالة وهو املنهجوبي

ربطه باجلو النفسي لدى الشاعر. الدراسات السابقة: -

، وما الذي متيزت وتفردت به هذه الرسالة. أفدت منها يتتناولت ذكر الدراسات السابقة وال :التمهيد -

املخلوقات من حوله، مث ذكرت نسان بطبعه له عالقات مع ن كليهما خملوقان واإلأحتدثت فيه عن عالقة االنسان بالطري من ناحية ثر ذلك على تعلقه بالطري. أما متيز به الطري من مكانة لدى اإلنسان وما أسباا، وحتدثت بآثار ذلك على االنسان العريب، وكيف

مث ذكرت الفصل االول ويشمل على مبحثني: املبحث األول: أنواع الطيور ومستوى احلضور يف الشعر العريب:

ىل صنفني االليف واجلارح، وكيف إوتصنيفها -واليت قيد حبث الدراسة -يور واليت كانت معروفه يف تلك احلقبة حتدثت عن الطتعامل االنسان معها، وكيف نشأت بعض اهلوايات املرتبطة بالطري، مث حتدثت عن بعض العادات اليت لدى العرب وكانت متعلقة بالطري

بأمساء الطري. والدهمأوذكرت مدى تعلقهم به وتسميت - : الطري واملعتقدات االسطورية عند العرب: املبحث الثاين

ا، وذكر بعضها إمجاال، وذكر األساطري املتعلقة بالطري عند العرب تفصيال، مع ذكر وحتدثت فيه عن ماهية االسطورة وجماالنكرها وحذر أن هناك من عقالئهم من أو ،عض العرباطري مل تكن سائدة عند بسن هذه األأ تشعارهم، مث ذكرأالشواهد الشعرية من

ىل نبذها. إمنها ودعا مباحث: ةمث ذكرت الفصل الثاين: تشكل اخلطاب الشعري وفيه ثالث

ول: أشكال اخلطاب: املبحث األ حماور: ةالشعراء الطري وجاءت يف ثالثخماطبة اليت جاءت فيها لألبيات وحتدثت عن القالب واألشكال

املناداة. -احملاورة. -ملناجاة. ا - مث ذكرت املبحث الثاين وهو:

األنس بالطري. - البوح. - وظيفة اخلطاب ومسوغاته وما أسباب خماطبة الشاعر هلذا الطري وجعلته يف حمورين: مث ذكرت املبحث الثالث:

طبة الشاعر للطري وجعلته عن طريق حمورين:وهو عن مسات اخلطاب وأهم ما متيزت به خما الظواهر األسلوبية. -الصور الفنية. -

اخلامتة:مث ذكرت اخلامتة، وبينت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج ومثرات مكتسبة من خالل الرسالة مث ذكرت قائمة املصادر،

ودواوين الشعراء مث فهرس املوضوعات.

هللا ويل التوفيقوا

المشرف الطالب

أ.د. ماجــد بن ياسيـن الجعافرة حمد بن علي الفقيـه

٣

Message summary

Praise be to Allah, and peace and blessings be upon His Messenger, and his family, and his family, and his subordinates, and after: This is a summary of what contained the message that you are entitled (to address the bird in Arabic poetry until the end of the fifth century AH - critical examination analytic) have included the message as follows. - Gifting, and wrote of it was donated to this letter. - Thanks and appreciation. Stating my thanks and appreciation and pray for each of helped me psychologically and physically, especially my parents and administrators to the letter - Introduction: And which she spoke about the reason for my research on this subject, and made the letter submitted by the Master's degree title, then separated from the nature of the study to the letter, then outlined to say where all the research methodology and vocabulary. - Research Methodology: And showed the approach that I shall rely upon in my study of the verses and poems on the subject of a critical letter: analytical approach linked with the psychological atmosphere poet. - Previous studies: Then he said previous studies dealt with and reported to them, and then separated to say in explanation, and the side that did not focus in Mbagesha, and Maalve marked and unique to this letter. - Boot Talked about the relationship of man that certain birds in terms of both nature and man Makhluqan his relations with the creatures around him, then said Matmiz by the fowl of the status of humans and Maaspabha, and spoke of the effects on the Arab rights, and how did this affect his attachment to certain birds. Then it reported the first chapter and includes two sections. First: bird species and the level of attendance in Arabic poetry - talked about the birds, which were known in that era -walta under Search Aldrash- and classified into two categories pet and Garah, and how you treat human with it, and how did some of Interests associated with certain birds, then talked about some of the habits that haveArabs and were related to certain birds _ said the extent of their attachment to him and Tzmat their children the names of birds and bird names mentioned housing. The second topic: the birds and mythical beliefs among the Arabs She spoke about the nature of myth and fields, and said some of them in total, said myths about certain birds when Arabs in detail, together with the evidence poetic 'notice, then dealt stated that these myths were not prevalent when some Arabs, and that there are wise men of denied by and warned them and called for a discarded. Chapter II then said: constitute a poetic discourse and the three Investigation. First topic: forms of speech: She spoke of template forms in which the verses of poems and poets to address the bird came and came in three axes: - Intimacy - dribble - Paging Then it reported a second topic: the function of the speech and justifications and Maaspab poet to address the bird and made it in two axes: - Revealing - Humans. Certain birdsThen said third section: a discourse about the most important features and Matmiz address by the poet of the bird and made it through two axes: - Pictures technical - stylistic phenomena - Conclusion: Then reported the epilogue, and showed where the most-edge findings and the fruits acquired by letter: Then said the list of sources, and then collections of poets topics Index.

DR. super visor

Paper by

Maged yasin al-qahfra Hamd ali al-faqeh

٤

اليت كانت معي مبشاعرها وأمنياا يل منذ ، وأم ولديي إىل زوجأخذت عني كبري ف ؛كتابة الرسالةبربنامج املاجستري وحىت إكمايل التحاقي

احلمل يف تربية الولدين حىت تترك يل أكرب املساحة من الوقت من أجل التفرغ لدراسيت ورساليت.

٥

واالعتذار لوالدي؛ العتراف بالتقصري أقدم شكري ودعائي مقرونني با

، وسؤاهلما عن تارة عم النفسي يف مسرية حبثي بالدعاء يلين كان هلما أكرب الداللذ .تارة أخرى. حفظهما اهللا ووفقين إىل برمها مسار حبثي يف مراحل كتابته

كما أسجل جزيل الشكر ألستاذي مشرف الرسالة: األستاذ الدكتور ماجد ى ما أبداه يل من نصح وإرشاد وتصويب وتوجيهات. سائال املوىل عز اجلعافرة عل

وجل أن يبارك يف علمه وعمره، ويزيده رفعة وقدرا. وأوجه جزيل الشكر لعضوي جلنة املناقشة أ. د. عبد اهللا الزهراين. وأ.د. مسري الدرويب، وسآخذ مبالحظتهما القيمة

بإذن اهللا.

خويت األفاضل.الشكر والتقدير أقدمه إل لوك

خلايل شقيق أمي: أيب أسامة.و

وأقدم الشكر ألستاذي الدكتور إبراهيم السهلي. الذي هو صاحب فكرة موضوع الرسالة، تفضل على تلميذه بإهدائه هذا املوضوع الذي كان حبثي فيه.

كما أقدم أوفر الشكر وأجزله لزميل الدراسة وصديق العمر: أيب حممد عبده بن ي، الذي كان عونا يل يف إكمال دراسيت ملرحلة املاجستري.حممد الشطري

كما أتقدم بالشكر اجلميل والتقدير الوفري للدكتور علي اجلابري الفقيه، الذي مل يبخل علي بآرائه ومشورته يل.

وأقدم الشكر والتقدير لكل من سأل اطمئنانا علي ووقوفا معنويا معي.

٦

عاملني، والصالة والسالم على سيد املرسلني، وعلى آله وصحبه هللا رب ال احلمد أمجعني، أما بعد:

منذ التحاقي بربنامج املاجستري، وأنا أمحل هم البحث عن موضوع يكون حبثي موضوع: اجستري، وبتوفيق من اهللا اهتديت إىل فيه؛ لنيل درجة امل

خماطبة الطري يف الشعر العريب.

خماطبة يفجيد طريقة سار عليها بعض الشعراء ن الشعراء؛ إن القارئ يف دواويكاحلمام، والقطا، ومناجاته فجرى على ألسنتهم ذكر أنواع متعددة من الطري:الطري

رة.بقوالقمري، الغراب، الديك، ال

الشعراء خيتلفون يف خماطبتهم ومناجام للطري؛ وإن الدارس هلذا الفن جيد أننوع اليت ختصموضوعات املخاطبة حبسبيعيشها، وكذلك كل حبسب احلالة اليت

لدى البحث احلايل لتقصي هذا املوضوع وجعله الطري املخاطب؛ فأوجد ذلك رغبة عن األسباب اليت جعلت الشاعر يخاطب الطري، قيد البحث والدراسة؛ بدءا بالبحث

القصيدة، وما وما سر اختالف موضوعات القصائد باختالف نوع الطري املخاطب يفمستويات هذا اخلطاب؟ وكيف انعكست خماطبة الشاعر للطري على البنية الفنية

للقصيدة اليت تضمنت هذا اخلطاب؟

٧

وهلذا قررت أن رساليت لنيل درجة املاجستري خمصصة يف هذا املوضوع.

الدراسة على مدة زمنية حمددة وهي: ونكتوس

هلجري؛ إذ ستتناول هذه الدراسة جمموعة من العصر اجلاهلي إىل القرن اخلامس اعلى املنهج النقدي تعتمد يف دراستهاقيلت يف تلك احلقبة واملدة الزمنية وس أبيات

؛ من خالل ربط التحليلي الذي يالمس اآلفاق اجلمالية للنص يف خماطبة الطري خصوصا القصيدة حبالة الشاعر النفسية. حتليل

لطري يف االطري يف الشعر، وسبب ذكر الشعراء ويقتضي هذا بالطبع استعراض شعرهم.

الطري وأبعاده يف الشعر. عن:يكون الفصل األول ف

، ومستوى احلضور يف الشعر العريب، ل املبحث األول فيه: أنواع الطريويتناو وأكثرها ورودا يف الشعر.

أذكر املبحث الثاين: الطري واملعتقدات األسطورية عند العرب. وس وسيتناولاملتعلقة بالطري على وجه اخلصوص بعض املعتقدات اليت كانت سائدة عند العرب

وكيف حضورها يف أشعارهم.

هذه تشكيل اخلطاب الشعري يف تناول يف الفصل الثاين من هذه الرسالة يمث س القصائد وسيكون املبحث األول من هذا الفصل عن: أشكال اخلطاب.

احملاورة، واملناداة. ناجاة،يكون يف ثالثة حماور: املوس

٨

تناول يف املبحث الثاين من الفصل الثاين: وظيفة اخلطاب ومسوغاته.يمث س

يف حمورين مها: البوح، واألنس بالطري. يكونوس

مسات اخلطاب. تناول يف املبحث الثالث من هذا الفصل:يمث س

ضمن: ويت

ب) الظواهر األسلوبية. الفنية. أ) الصور

بعرض شامل للنتائج اليت مت التوصل إليها حول: لرسالةامث ختتم

الطري وعالقته بالشعراء، وخماطبتهم له.

عمل، كما أسأله أن يلهمنا الصواب.ال اهللا تعاىل أن ينفع ذاأسأل

واحلمد هللا أوال، وآخرا، على عطاياه اليت ال تحصى، ونعمه اليت ال تنسى.

محد بن علي بن محد الفقيه

٩

منهج البحث:

اعتمدت الدراسة على املنهج النقدي التحليلي القائم على شرح القصائد اليت كان سببها خماطبة الشاعر للطري، وربطها باحلالة النفسية والشعورية لدى الشاعر

وسبب خماطبته هلا.

هذا النوع طرقواوأما مصادر البحث ومراجعه، فتمثلت دواوين الشعراء الذين ب، وكذلك اموعات الشعرية من املصادر األساسية هلذا البحث. من اخلطا

باإلضافة إىل املراجع املهمة اليت ال غىن للبحث عنها، واليت قام الباحثون فيها بتحليل قصائد وردت فيها صور الطري مثل:

الطري يف األدب العريب. حملمد بن أمحد بن سعيد أبو زبيد. -

د القادر الرباعي.الطري يف الشعر اجلاهلي. لعب -

الطري وداللته يف البنية الفنية واملوضوعة للشعر قبل اإلسالم لكامل عبد ربه - اجلبوري.

هذا ومل أبلغ يف عملي ما جيب أن أبلغه، وحسيب أنين حاولت، ومل أخبل عليه بشيء أملكه من جهد، وعناية، ووقت.

السوار ما أحاط وما أحسن ما قيل: يكفي من القالدة ما أحاط بالعنق، ومن باملعصم.

١٠

الدراسات السابقة:

درس العديد من الباحثني حمور (الطري يف الشعر) ولكنهم مل يركزوا على جانب - (املخاطبة) فيه، مثل:

الطري يف الشعر اجلاهلي، عبد القادر الرباعي. -

كان هذا الكتاب عبارة عن ثالثة مباحث:

، صوصيته عن بقية احليواناتلطري وخحتدث يف املبحث األول عن صفات ا .وذكر مناذج شعرية ذكر فيها الطري بأوصاف تعترب له مزية

حتدث يف املبحث الثاين عن بعض املعتقدات اليت كانت سائدة لدى العرب مث .يف العصر اجلاهلي املتعلقة بالطري

وحتدث كذلك يف مبحث الكتاب الثالث عن بعض التشبيهات الشعرية اليت هليني وكيف كانت صورة الطري فيها. ئد بعض الشعراء اجلاجاءت يف قصا

الطري وداللته يف البنية الفنية واملوضوعية للشعر العريب قبل اإلسالم لكامل - .عبدربه اجلبوري

وكان هذا الكتاب يهتم بالصور الفنية الشعرية وداللتها للقصائد اليت ذكر فيها الطري أو وصفه يف العصر اجلاهلي.

١١

عض الكتب املتعلقة بالطري؛ واليت مل أستطع احلصول عليها؛ لوجودها وهناك بيف دول حصلت فيها تغريات سياسية وأحداث أمنية حالت دون متكين من

الوصول إليها واالطالع عليها، مثل:

.إيناس حممد سيد حسن .صور من وصف الطيور يف الشعر العريب -

.احلسيين: حممد إبراهيم الفقي شعر شعراء العصر العباسي األول.الطري يف -

١٢

التمهيد

اإلنسان بطبعه يربط نفسه باملخلوقات من حوله، والعريب يف نشأته قد كون ثقافة حياتية مع من حوله من املخلوقات كاحلصان والناقة.

ومن هذه املخلوقات اليت حصل بينها ترابط مع اإلنسان العريب هو: الطري.

ملا نس من املخلوقات (الطري) مكانا واسعا يف حياة العرب؛قد احتل هذا اجلل الرتباطه بتجربة الصيد.؛ اليت جتعله بعيد املنالميتلكه من خصوصية الطريان،

ورمسوا حوله وجرى ذكره على ألسنة الشعراء بالطري تعلقا واسعا فتعلق العريبروى اليت كانت واملعتقدات اخلرافية، من األساطري اكثري؛ فجعلته جمالسهم وأمساءهمت

عنصرا مهما يف احلياة واملوت، واحلظ، واملطر، واحلرب، واستجالء الغيب.

ذا احتل الطريروايف شعر بعض الشعراء مكانا واسعا؛ وخبياهلم الواسع وصو على التحدث واالستجابة والرد. تهمقدر

ه ومناجاته، على اختالف أنواع يف خماطبت وظهرت على إثر ذلك أنواعا متعددةهذا الطري املعروفة لديهم آنذاك؛ فاحلمام واملقري هلا خطاب خيتلف عن الغراب

والبوم، وبالتايل لكل خطاب صورته الفنية املتعلقة به.

وجاءت خطابات هؤالء الشعراء يف أشكال متنوعة، أثرى ذلك يف الرصيد الشعري، والثقايف يف أدبنا العريب.

ت هذه املناجاة باعثها األول هو الباعث النفسي لدى الشاعر وما حيمله يف وكان نفسه من مشاعر.

١٣

فجاءت خماطبة الشعراء هلذا الطري يف مواقف خمتلفة ما بني مناجاة، ومناداة، وحوار بينهما.

الباعث ووستتضح يف ثنايا هذه الرسالة مناذج ألشكال ومواقف هذه املخاطبة هلا.

١٤

١٥

، وقويها يفترس ضعفيها أحيانا ،ل قوي وضعيفب ،أليف وجارح :صنفان الطريوقد ذكر يف أقوال بعض ى واب اجلارح والقوي منها.....فصغار الطري ختش

:)١(يقول احلطيئة ،وأشاروا إليه إشارة واضحة ،الشعراء

فتك ىاداخل اةملي موق نع رـ م حه فتادي خالط اششري من ـ أ عقو جلد

حىت إن الفرسان لتتجنب ؛يف البيت بيان قوة املمدوح وحسن ضربه بالرمح، وكأن رماح املمدوح مصوبة مالقاته يف احلرب وتتفاداه تفادي صغار الطري للصقر

بدقة الصقر يف الوقوع على فرائسه.

يتبني من البيت السابق للحطيئة ورود ذكر الطري يف الصورة الشعرية اليت شبه قة رماح املمدوح بدقة الصقر يف رؤيته فرائسه وقدرته الفائقة على اصطيادها.فيها د

:)٢(ذو الرمةويقول

بأ أمريي موسـ ى ت ـ ح ومرى الق ــ هول ــأنك ــبأ انروهم الك صر ــازب اي

فوصفهم بطائر وهم بني يدي األمري، وهيبتهم له، أراد أن يبني حال القوم .يرى طائر الصقرالكروان حينما

.١٧٣ديوان احلطيئة. ص )١(

.٧٧ديوان ذي الرمة، ص )٢(

١٦

تربيتها عملية أصبحت حتىمن ترويض بعضها كالصقور؛ اإلنسانوقد متكن اخللفاء واألمراء وأصحاب اجلاه.بعض امللوك و لدىحمببة وشائقة هواية والصيد ا

:ومن أشهر من صادوا بالصقور

.^محزة بن عبد املطلب عم الرسول

؛وكالب حب طرب وجوارحصا ~ن يزيد بن معاوية بن أيب سفيان كاو .كان مولعا بالصيد، مث هشام بن عبد امللك بن مروانو

مث أبو كان أبو العباس السفاح شديد الولع بالضواري، شديد اللهج بالصيد،و فكان خيرج للصيد ومعه عدد ؛ا وشغوفا متعلقا ، مث الرشيد كان أيضاجعفر املنصور

.)١(ه كأيب نواسمن أصدقائه، ورجال دولته، وبعض شعرائ

زالت موجودة إىل يومنا هذا، وإن كانت وهواية الصيد بالطري والقنص به ما عليه اآلن ممارسة واهتماما. قدميا أفضل مما

قد عاش أغلب العرب يف املاضي بني ربوع الصحراء على هيئة قبائل كانت لن له أكرب األثر يف جتوب الصحراء؛ طلبا للماء والكأل وقد اعتمدوا على احليوان، وكا

حيام، فهو أقرب إىل نفوسهم وعواطفهم؛ ألنه رفيق سفرهم وشريكهم يف حتمل مشقة الطريق...؛ مما دفعهم إىل العناية به عناية خاصة حىت عرفوا طباعه وخربوا مميزاته.

.٢١الصيد بالصقور. جملة التربية القطرية. العدد: )١(

١٧

يف حياة العرب؛ التصاله بأسباب واسعا والطري جنس من احليوان احتل مكاناعنايتهم به كانت أقل من عنايتهم بسائر أجناس احليوان بالرغم من نبيد أ حيام

ولعل ذلك نابع من ندرة االستفادة منه يف حيام اليومية؛ بسبب أشعارهم؛ وروده يفمن خصوصية الطريان خبالف الكائنات األخرى اليت كانت متثل بعده عنهم ملا ميتلكه

جماله :ظاهر أخرى كان من أبرزهااستمدوا منه م بيد أم من حيام، اجزء ودوا يف أشعاره.وارتباطه بتجربة الصيد اليت عرفها العريب ،وبعد مناله سرعته،و

فقد كان العرب يف اجلاهلية من منطلق ضرورة احلياة وحاجاا، وملء الفراغ حرفة؛ يندفعون إىل ممارسة الصيد بوسائل حمدودة..... بيد أم مل يتخذوا هذه اهلواية

فهم كانوا يستذلون حرفة الصيد وحيتقروا آنذاك؛ إلميام مبظاهر القوة والبطولة، وقد وجدنا العرب يستذلون " وهذا ما محل اجلاحظ على قوله:واقتحام األهوال...

.)٢("لصيدالهجاء أقوام بسبب امتهام ، "وتعرض من بينهم ل)١("وحيقرون الصيادالصيد

ن آلورود ما يدل عليها يف القر ؛اختفت هذه النقيصة ؛وبعد ظهور اإلسالم

.)٣( q p o nZ ]الكرمي

وفقا خرافاتوالعرب يف اجلاهلية آمنوا بأشياء واعتقدوا مبعتقدات ومارسوا يف زاخرا واقعهم االجتماعي والبيئي يف تأرخيهم الطويل حىت غدا عاملهم يف إلميام ا

.ائل من األساطري اليت ورثوها عن األسالفه بعددكثري من جوانبه

.٣٠٩/ ٢احليوان. للجاحظ. ج )١(

.٣١٠/ ٢ج املصدر السابق. )٢(

.٤سورة املائدة: آية )٣(

١٨

إذ ال ؛هذه املعتقدات واألساطري اليت دوا شعرهم من بارزا حتل الطري مكاناوالشعراء يف جتارم وصورهم فصل صور الشعر اجلاهلي عن الفكر الذي ل منه ا ميكن .جر الطري"فمن العقائد اليت آمن ا اجلاهليون والتزموا ا ظاهرة "ز ،الفنية

: ذكر املربد

...".وتتشاءم به )١(وتكره البارح ،العرب تزجر على السانح وتتربك بهأن "

يف العصر اجلاهلي معتقدا ومما جتدر اإلشارة إليه أن أمر السانح والبارح كانبيد أنه ، وتوجسه من اهول... إنسان ذلك العصر ملصريه، إىل نوع من مواجهة يشري

رب كلهم متفقني على أمر السانح والبارح؛ فأهل جند يتيمنون بالسانحمل يكن الع .)٢(وأهل احلجاز يتشاءمون منه

.نهاع ^ر اإلسالم فنهى الرسول العتقاد ذه الظاهرة حىت ظهواستمر ا

: "ال عدوى وال طرية ^عن أيب هريرة رضي اهللا عنه قال: قال رسول اهللا

.)٣(وال هامة وال صفر"

.الكامل يف اللغة واألدب. للمربد )١(

، لسان العرب. البن منظور. مادة: سنح. ٢٦٢/ ٢العمدة. البن رشيق. ج )٢(

.٥٧٥٧صحيح البخاري. رقم احلديث: )٣(

١٩

: عتقد به بعض العرب يف اجلاهليةومما ا

خرجت هامة املقتول وهو ؛ؤخذ بثأرهتل الرجل ومل يأنه إذا ق أم يزعمونقتل قاتله حىت ي ،اسقوين اسقوين....: " ينادي الليل كله"الصدى: طائر يسمى .)١("اهلامة" ويسمونه أيضا فيسكن...،

بأمساء الطري أوالده ي بعضومما يظهر مكانة الطري لدى العريب أنه قد يسم واهليثم "فرخ العقاب"، ،"الصقر"، واليعقوب "ذكر احلجل" القطامي :فكان بينهم

.)٢(وعكرمة "احلمامة" وغري ذلك

وجعلوا لكل بصوته واهتموا ،أم قد جعلوا له صفات كثرية هذا باإلضافة إىل، واهتموا كذلك الديك ، صياحنعيق الغراب ،هديل احلمام: فقالوا ...اصوت طري امس

الطري فنجد مثال من مساكن مبساكنه وأمكنته اليت يألفها وتناولوا ذلك يف أشعارهم...حيث ،مثل قول امرئ القيس يف معلقته "،وكنات الطري" :اليت ذكروها يف أشعارهم

:)٣(يقول

قوأغ دتي والطديـ ر فكي ونـ ات ب اهمــن رجــق د ياأل دــو ــيه داب لك

وهو الرزق والصيد يكون مبكرا خبروجهوضح الشاعر أنه يف خروجه لطلب ف .، وهي ما تزال يف أعشاشها، وأنه يسبق الطري يف اخلروجعلى فرسه

.٢٨٤/ ١البيان والتبيني. للجاحظ. ج )١(

. ٧٤، ٧٣، ٧٢، ٧١، ٧٠أدب الكاتب. البن قتيبة. ص: )٢(

.١٩لقيس، صديوان امرئ ا )٣(

٢٠

: )١(ويقول علقمة الفحل

قوغأ دي والطتديـ ر فكي ونـ ات اه واءم الندى يرجـ لى كلي ع ذمبن

الشاعر خروجه لطلب الرزق مبكرا، مع سيالن ماء الندى من ورق إذ صور األشجار على جدول املاء الصغري وهو الروض.

.ه أيضا اليت ذكروها يف أشعارهم "وكر الغراب"ومن مساكن

:)٢(تقول اخلنساء يف رثاء أخيها صخر

وــه ا كمأنــا و ــهم ــ دق برــ ازصقرقــ اند طــحلــا عركــى و

بأسهما يف وشدة خويها: صخرا ومعاوية حني قتال العدوأتشبه اخلنساء .كأما صقران نزال من علو على وكر ؛األعداء االنقضاض على

:)٣(ويقول األخطل

ــل ــ فظ ــديها وظل ــات كأنيف ـ إىل و نح ليـل عقاب دعاها ج ه رك

وت، خوفا من امل هعلى فرس هبوهرويصف األخطل رجال يهجو يف البيت بالعقاب حني حيل الليل عليها رب طلبا لألمن والنجاة.

.١٢ديوان علقمة الفحل، ص )١(

.٧٦ديوان اخلنساء، ص )٢(

.٦٦ديوان األخطل، ص )٣(

٢١

:)١(ويقول الشماخ الذبياين

نــماهــا العــ زــي قفنط نــمــإ ااه ــل ــ نيخرى ف فــي و ــعفر رك ي

يذكر الشاعر عقابا عز مكاا وارتفع يف جبل قطن ببالد جند.

:)٢(شريف املرتضى أيضاويقول ال

ــ ــلي ننأنك ــ ص ــال مب ركــال وبــ لظــ رائطــ وأ ضبق

كالسيف الذي ال ؛ يصف الشاعر نفسه بأنه قد أصبح ال معني له وال سند ، وكالطري الذي ال وكر له.مقبض له

دىومما ذكرته العرب مما يألفه الطري يف أشعارها ما ذكره عنترة بن شداد يف إح حيث يقول: )٣(حينما ذكر "بطن جزع" وهو مألف لبيض احلمام قصائده

ــام ومسكن أهلها مـن بطـن جـزع ــايف احلم ــه مص ــيض ب تب

حىت إن احلمام يبيض ؛يف البيت داللة على األلفة واألمن الذي وفره أهل احملبوبة .ألنه يأمن على بيضه وفراخه أن يعتدي عليها أحد ؛بديارهم

ب أيضا مفحص القطاة وعش الطري وغريها من مساكن الطري وما وذكرت العر تقول العرب: والطري عندما يكون يف مجاعة يطلق عليه "سرب" إذ كانت تألفه..

.٢٢٨ديوان الشماخ، ص )١(

. ٨٠٤ديوان الشريف املرتضى، ص )٢(

٢٤١ديوان عنترة. ص: )٣(

٢٢

:)١(يقول جمنون ليلى

كشولإ تى سا إذطالق بر مرــقف يب نر ــثمو تل ي بلــالب ــ اءك جدير

ـ نج ريعم نم لا هطالق ربسأ احـ لي إعلل ؟ه ى مـ ن ـ وه دق يـ أ ت ريط

يف األدب العريب وارتبطت مهماأا قد شغلت مكانا مرتلة الطري، ظهر تمما سبق م؛ يف أشعارهم وأمثاهلم وارت ها جليامبعتقدات ظهر أثرا جوانب غالبة يف حيا بطت

ة لغوية ال بأس ا عن الطري وأمسائه وكناه وكل ما يتصل عليه حفل نتاجهم األديب مبادبأجزائه وأصواته وأماكنه ومجاعاته وحركاته وطباعه وضربوا األمثال الكثرية ا وبصفاا

وبألواا، وتغىن الشعراء به وسطروا يف ذلك شعرا مجيال، ال يزال يتداول إىل يومنا هذا.

بالوصف والدراسة العميقة، ولعل من تؤلفاامل كثري منتناول الطري يف وقد متوعجائب ،، وحياة احليوان للدمرييللجاحظ كتاب احليوان :أبرز هذه املؤلفات من الكتب وذكر ابن الندمي يف مصنفه الشهري "الفهرست" عددا ،املخلوقات للقزويين

. بفعل يد الزمنوالرسائل القدمية املؤلفة يف الطري إال أن أكثرها ضاع ومل يصل إلينا

؛ يتضح أم أغرقوا يف مناجاة الطري ؛ما ذكر لدى بعض الشعراء واملتأمل، وبعضهم ادر على التحدث واالستجابة والردخبياهلم الواسع وكأنه قفأظهروه

، ويناجونه خبطاب خيتلف من طري يبث إليه مهومه وأسراره واختذه صديقا به استأنس إىل آخر.

٩٩ديوان جمنون ليلى. ص: )١(

٢٣

تلف مستوى حضوره وذكره يف الشعر العريب...، فما كـل والطري بأنواعه خي احلـايل عـىن البحـث يف قصائد الشعراء يف احلقبة الزمنية الـيت ي الطيور قد ذكرت

.)١( بدراستها...

عند الشعراء: "طائر احلمام"؛ يف الشعر العريب وحضورا ومن أكثر الطيور ذكرار من غريه من الطيور وملا حيركه يف نفس الوداعة واأللفة أكثاجلمال وملا يوحي به من

.شجن وعاطفة بنوحها وشدوها وهديلها الشاعر من

، فأكثر الشـعراء ر العريب غالبا مع البني والفراقوقد ارتبطت احلمامة يف الشع ،فمنهم من أحزنته ،فكانت تذكرهم غربتهم ؛وهي على الغصون تشجو عليها وقف

، ، ومنهم من قاس غربته على أنينـها فق عليها، ومنهم من أشمعها ومنهم من تعاطف .، وأحيانا مشاركة يف الشجن واألمل واحلننيواستنطاق وكانت بينهما ألفة وشجو

:)٢(يقول أبو ذؤيب اهلذيل

تو احلدعمـ ةام شجـ ها فو ـ وحربو ينجهيت ـ ازع ب شوي املق بتـأو

به وشوقه مساعه لصوت احلمامة ج مشاعيذكر أبو ذؤيب اهلذيل كيف هير ح .وهي تغرد وتبكي على إلفها

.اهلجري وتبدأ من العصر اجلاهلي حىت القرن اخلامس )١(

ديوان أيب ذؤيب اهلذيل، ص )٢(

٢٤

:)١(وتقول اخلنساء

ـ كي لبأ ذإ خرصـ اا ن حت طمـ و ـ ةاممح ةق شجوها وـ ر ـ اءق يادالوب

تذكر لنا اخلنساء شدة حزا على مقتل أخيها صخر، وكيف أا تتجدد عليها اعها نداء احلمامة وشدوها.األحزان والبكاء عند مس

:)٢(وتقول

كذترت صخذا إر تـ غ نت حـ م ةام هتى غلوف عمن األ نصيك ـ ت سجع

ـ ها أل تلظف ـ بك ـ زح معدي ب ينة ــلقو ــي مب كا ذمرــت ــوي من جع

كذتنري صخرقا وـ د الح ـ د ونــ ه صفوأ يحــح جار ــوب داءي ــلب عق

فتظل تبكي احلمامة وغنائها، شدوتذكرها لصخر عند مساعها حتكي اخلنساء .هلا يف رؤيتهأنه بعيد عنها ال سبيل ومما يزيد يف أملها وحزا ،عليه وتسح الدموع ليه

:)٣(ويقول جمنون ليلى

ـ ل حني جف تفته دقل لي حـ م ةام ــع ــل ــهو ننى ف ــا وإن ــي لن نائم

ــل اقاشع تنك ول -اهللا تيوب -تبذك ــم ا سقبنتــي بالب ــاحل اءك مائم

هـا علـى ئيذكر لنا جمنون ليلى بأنه يسابق احلمام بالبكاء على ليلى قبـل بكا .احلمام يف البكاء ه غري صادق لو سبقتهوبأن حب على األفنان، وشجوها األغصان

.١٨ديوان اخلنساء، ص )١(

.٤٣املصدر السابق، ص )٢(

.١٨٣ديوان قيس بن امللوح، ص )٣(

٢٥

:)١(ويقول أيضاــلال قأ ــماحل اهللا ات ــ ةام وةدغ

على الغنص ماذا هيجت حـ غ ني نت

تغنـ لب ت أ نحعج مـي ـ فهي جت

هـ ال واي لوع أذي بني الضـ ج نت ب يف مشاعر احل تحرك توغن تألنه حني غرد ةيدعو الشاعر على احلمام

نفسه حملبوبته ليلى. :)٢(ويقول أبو فراس احلمداين

ـ رقب تاحن دقو ولقأ ـ مي حب ةام

أيا جـ ار ـل ا ته ـ ت شرعـ ب ين حيال أيا جارتا ما أنصف الـدهر ـ بي انن

ــت العــقأ ي اسمــاهل ك موم ــت عيال

أيضحك ـ م أسور وـ ت ي طبكـ ل ةيق

ويكست م ونحـز وـ ي نـ دب الس إذ يثري يف يتأكد اقتران البكاء والنوح بذكر احلمام يف الشعر العريب؛ ؛ومما سبق

بكائه ونوحه شجوم ويذكي فيهم جذوة البعد ولوعة الفراق... ، ومن يقرأ يف دواوين ذكره أنسه بالناس وأنس الناس به ولعل السبب يف كثرة

أم وقفوا عنده بصوره مباشره أو غري مباشره... وكان له أيضا حظه يف لشعراء جيدا ولعله مأخوذ من قول عبيد بن األبرص: )٣("تقلدها طوق احلمامة" األمثال فقالوا:

ــأذ هــب ب ــذا أه هــاب ب ه

)٤(ةامـــماحل قوا طـــهـــتقوط

.٥٧، صولكن عند البحث وجدتهما يف ديوان: قيس بن امللوح ؛نسب هذان البيتان إىل: نصيب بن رياح )١( .٢١٢-٢١١ديوان أيب فراس احلمداين، ص )٢( .، وقيل: كناية عن اخلصلة القبيحة ٣٠/ ٢للزخمشري. ج املستقصى. )٣( .٣٣٣/ ١احليوان يف األدب العريب. ج )٤(

٢٦

عنق احلمامة.أي ال يزايلها وال يتركها كالطوق يف

، وربطألفة الشاعر العريب لطائر احلمام؛ أنه تابع حياة هذا الطائرومما يدل على فوجد أن مييزه عن سائر الطيور؛ ، حىت أنه دقق يف طبائعه وحدد ماحياته بهمن جزءا

.احلمام أشد أنواع الطيور طرياناإذا التقـت ضـاق ولن ترى مجاعة طري أكثر طريانا إذا كثرت من احلمام فإا

.أشد لطرياا وكان موضعها :)١(يف قوله اجلانب اذهلالنابغة الذبياين انتبهوقد

ـ ن ذإ ياحل اةتم فحككم كحأ رتظ

ــإ ــ اممــحى ل شاعر اروالث دمــد ــي ــانه جحف ــقب ــبتتو ا ني عه

ثلم الزجاجة مل تـ لكح من ـ الر مد

من قصيدة للنابغة خياطب ا النعمان بن املنذر ويعاتبه، ويعتذر إليه مما ام به ويقصد ا: –عنده، ويطلب منه: إذا حكم يف أمره أن يكون حكيما كهذه الفتاة

بالنظر الصحيح. إبصارهاأي: أصب يف أمري كإصابتها يف -زرقاء اليمامةثر يف قد أك –ره الشجن واحلزن باحلمام وإن ربط يف شع –والشاعر العريب

" وربط بينه وبني الشؤم، وجرت على لسان العريب أمثال شعره من ذكر "طائر الغراب .كثرية خصصت بذكر هذا الطائر األسود

فالعرب تقول: .حلدة بصر الغراب ؛""فالن أبصر من الغراب

.؛ لشدة حذر الغراب"فالن أحذر من غراب" وتقول:

.١٩ديوان النابغة، ص )١(

٢٧

.ألن الغربان تتشابه إن مل نقل تتماثل ؛"ذا بأبيه أشبه من الغرابه" وتقول: .)١(ذلك أن الغراب يتبع أجود التمور فينتقيها ؛"مترة الغرابوجد " وتقول:

.وغريها من األمثال

تقول: والعرب

ومن األغربة يف ،، شبهوهم باألغربة يف لومأغربة العرب وهم: سودام .وخفاف بن ندبة السلمي ،سليك بن السلكةالو ،دادعنترة بن ش: اجلاهلية

.)٢(وهشام بن عقبة بن أيب معيط وغريهم

.شاؤم يف كثري من أشعار العرب....والغراب رمز ت

.شتقوا من امسه: الغربة واالغترابومن تشاؤمهم بالغراب ا

. )٣("صفة اللون شديد السوادالغربيب " :واشتقوا من امسه

وكل غراب اب البني جاء يف كتاب احليوان: "لغراب" بغرأي ا" وأما تسميته، وإمنا أما غراب البني نفسه فغراب صغري ،، إذا أرادو به الشؤمغراب البني يقال له:

.)٤("يف مواضع منازهلم إذا بانوا عنهالسقوطه ؛""غراب البني قيل لكل غراب

تاج العروس. للزبيدي. مادة: غرب. )١(

لسان العرب. البن منظور. مادة: غرب. )٢(

.٣١٦/ ٢احليوان. للجاحظ. ج )٣(

.٤٣١/ ٣احليوان. للجاحظ. ج )٤(

٢٨

عن أيهمون ولذلك كره العرب رؤية الغراب ألنه يدل على تفرق األحبة فيتعايرون بأكل ؛ولشدة بغض العرب للغراب فإنه عدوا أكل حلمه عارا ،ديارهم .)١( حلمه...

والغربان جنس من األجناس اخلمسة اليت أمر الشرع بقتلها يف احلل واحلرم وهي الفواسق. من

قال: "مخس فواسق يقتلن يف احلرم". وذكر منها ^حلديث عائشة أن النيب

.)٢(الغراب"

يقول ؛ " باملعجمةطلق العرب على صوت الغراب "نعيق" باملهملة و "نغيقوت :)٣(بشار بن برد

يا رق بـ وغ- لـة ائ يب لعـ م اه- ـ ماذا ي هيجك ـ عيـق مـن ن ابرغ

ينكر بشار بن برد على من ينكر عليه نفرته واضطرابه من نعيق الغراب، وأن ال مباذا ينعق الغراب، الختالف لسان التعبري بينهما.من ينكر عليه علم لدى

:)٤(ويقول املفضل النكري

تــكر ــن ا العرج عــاك ــع ةف ــروللغ مهيل بــ ان مــ ن شعب نغــق ي

.٣١٧/ ٢املصدر السابق. ج )١(

.٣٣١٤صحيح البخاري، رقم احلديث: )٢(

.٥٦ديوان بشار بن برد، ص )٣(

.٦٠األصمعيات، ص )٤(

٢٩

يف البيت يذكر الشاعر: أنه انتصر من أعدائه وقتلهم وتركهم صرعى وجيفا وأن الضباع تأكل من حلومهم والغربان كذلك.

:)١(، وأنشد اجلاحظ: نعيبوهناك من يطلق عليه

خـ ر ـ ابرغ البـ ني مـ ن حـ قال اهنقرشــــف يــــبعن هلــ

حيكي الشاعر مشاعرهم البغيضة للغراب، فما أن رأوه هبط على األرض ومسعوا احلجارة.ب برشقهنعيبه؛ إال بادروه

عنترة بن شداد من ذلك قولو ؛وغراب البني متنوع األوصاف يف شعر العرب : )٢(العبسي

انروبالـــد د اهللاالا بـــنـــعطق يباحص تنك ول نيالب رابال يا غأ

وصف الشاعر الغراب بالعشوائية واحلركة دون هدف.

:)٣(وأبو حية النمريي

ـ ابرا غال يأ البـ ني فـ يم ت صل يحصــوتك ــمشبــق إيل وءنيح

خياطب الشاعر الغراب ويسأله عن سبب صياحه، وخيربه بشناعة صوته يف البيت الرتباط صوته باألحداث لديه، وكأنه ما مسع هذا الصوت إال وكان وراءه خرب سوء

.غري السارة لديه

.١٤٣البديع يف نقد الشعر، ص )١(

.١٨٠ديوان عنترة، ص )٢(

.١٢٧ديوان أيب حية النمريي، ص )٣(

٣٠

:)١(يقول قيس بن ذريح

ـ ابرا غي الأ البني ـ م ـ لك كال ام كذتيىن رتلب طرت لي عـ ن شمياال

طرت يل عن لبىنالغراب مستفهما معاتبا: ملاذا كل ما تذكرت الشاعروخياطب ، ويف اإلشارة إىل الشمال داللة على الطرية لدى الشاعر مالشمال، وهذا نذير شؤ

.وزيادة التأمل يف املستقبل، وانعدام األمل يف لقاء احملبوبة

: )٢(ويقول أيضا

ـ ب ترط دق نيالب ابرا غال يأ ـ ى فنبل نم راذحأ يذال ـ ل أه نت ـ و عاق

خياطب قيس بن ذريح الغراب بقوله: لقد طرت بالذي أحاذر... أي أخاف أن أفقده فيسبب يل فقدانه الضرر وكذلك حملبوبيت: لبىن، والذي طار به الغراب هو:

اعر لبىن خوفا عليها من الضياع.احلرز، الذي أحرز به الش

:)٣(خوله بنت األزور الكنديةتقول و

ــلف ريبخم نتأ له نيالب ابرا غال يأ ــب ه ــ دومق الغائبين ــت بشارن

ة من قدوم األحبة وترى يف رؤية الغراب داللة على أن الغائبني الشاعرة يائس .وتالشى بسبب رؤيتها هذا الغراب املشؤوم سيطول غيام، وأن أملها اضمحل

.١٢٢ديوان قيس لبىن، ص )١(

.٨٧، ص املصدر السابق )٢(

.١٧٣، ص ١شاعرات العرب يف اجلاهلية واإلسالم، ج )٣(

٣١

:)١(ابن الدمينةيقول و

ـ نيالب ابرا غال يأ مم ـ ت لـ يح ــالك يلمك ــم نشي ــأو نــ ترصيح

خياطب الشاعر الغراب فيقول: ملاذا تعرض يل؟ إين ألبغض صوتك ورؤيتك، الغراب.فكأن الشاعر ال يرى املصائب إال مع رؤية هذا

:)٢(كثري عزةيقول و

أإن زأ مــج مــال و ــارف ـ نـت : أنيالب رابغ احصو ريةق ج ح؟زين

وهنا خياطب الشاعر نفسه بقوله: إذا حملت األمتعة على اجلمال وفارق اب بالبني والفراق؛ أحتزن عليهم، ويف هذا إشارة إىل تواجد األحباب وصاح الغر

ا بعد الضعن والفراق، وجعل ذلك من أوصافه.الغراب فيم

:)٣(يزيد بن الطثريةيقول و

ــو صاتــ ك ــف هودالعب ــيأر دق غــ انــ رابالبأ نيقــوثــ عطــ ماار

ذلك، ويبين أن سبب ذلك رؤيته وهنا يوصي الشاعر بالعهود ويشدد على ير شؤم لدى الشاعر.غراب البني نزل يف الديار مث طار؛ وهذا نذ

.٣٤ديوان ابن الدمينة، ص )١(

.١٧٠ديوان كثري عزة، ص )٢(

.٤٠ديوان يزيد بن الطثرية، ص )٣(

٣٢

:)١(أبو نواسيقول و

ـ والع ـ رابن غ البني غضـا ب لـه ـ ف الشــــوم اعيــــةه دإنــ

أن يلعن غراب البني وأن يسب ألنه داعية شؤم وفراق الشاعر وهنا يطلب .، وهذا من أقبح أوصافهومصائب

:)٢(أبو الطيب املتنيبيقول و

ـ يبي أبنأ نا ن هـل أ حـن ـ م لازن ا غــأبـدـ راب البني فيهــا يــنعق

وهنا حيكي املتنيب أن دياره وديار أهله أا مرتع للمصائب؛ فغراب البني دائم النعيق فيها.

:)٣(فاطمة بنت احلسني رضي اهللا عنهاتقول و

نــق ــ ع الغــف راب ــ تقل من ــت نعاه وــي حـ ك ــا غـ رابي

ا فزعت وخافت حني مسعت نعيق الغراب، فتساءلت من وخترب هنا الشاعر: أ يا غراب. وفقدهختربنا بنعيه

:)٤(هدبة بن اخلشرميقول و

يــخب ــرن ا الغــ راب ــأن س ــا فبائبح ىتنأب ــن ــراب دتق ــا غ ك ي

.٤٠٨ديوان أيب نواس، ص )١(

.٢١٦ديوان املتنيب، ص )٢(

.٢٤، ص ٧٠تاريخ ابن عساكر، ج: )٣(

.٦٣شرم، ص ديوان هدبة بن اخل )٤(

٣٣

بأن سيفارق أحبابه؛ –بنعيقه ونعيبه –وهنا يخرب الشاعر: أن الغراب أخربه راب باملوت، فقدتك يا غراب.فأخذ يدعو على الغ

القول: ةوخالص

عندهم طائر خبيث كره العرب رؤيته؛ ألنهلغراب: أنه لأن غالب نظرة العرب ت بهوله صفات نذر باملوت والبالء، وتفرق األحبة،يصالطيور من دون خ

األخرى...

٣٤

القطاة والقمري

وهو نوع من ،واحدة القطا :لقطاةا ،القطاة"" ره الشعراء من الطيور:ومما ذكوليس على - " على األرضحلمام، يؤثر احلياة يف الرباري، ويتخذ عشه "أفحوصها

.)١(ويطري مجاعات متحدة، أغصان

:)٢(يقول احلطيئة

حهل انصـ ا يف الب يت زوب هجـة ي ك ومشيما تمطـاة ي القش قطـوف

بسها وهلا مشية يفة ذات مجال يف جسدها وليصف احلطيئة: فتاة بأوصاف عف كمشية القطاه فيها بطء وثقل.

:)٣(ويقول الطرماح

ــزرا ش ــر ــاة أم ــوم القط ــ كحلق ــون ررامإك ــدرج ذي األس املح

يشبه احلبل وهو مشدود حبلقوم القطاة شد كشد السوط.

:)٤(ويقول النابغة اجلعدي

نى ألــع كــارحه شــرمف هـــر القطـــظواة ومل يبحـــد

املعجم الوسيط. "القطاة" )١(

.٥٨ديوان احلطيئة، ص )٢(

.٨٣ديوان الطرماح، ص )٣(

.٣٧ديوان النابغة اجلعدي، ص )٤(

٣٥

يف البيت يصف الشاعر: ملتقى كتفي الفرس بأنه مرتفع كظهر القطاة، وفيه داللة على أصالة هذا الفرس.

:)١(ويقول جرير

ــومو ــبإك ي الق امهــاة ــ ط ميلإ ينز ــباه ــغ ص ــ بال لي بــاط هل

، ولكن هذه فيها عيشه رده ومل يتكحتاريه وجد فيها يصف الشاعر أياما متر علا املثل يف الق ام القطاة.. ويضربر.صاأليام كانت قصرية يف حياته كإ

:)٢(ويقول احلسل اهلمداين

ختبي بنـــرـــالنجالقطـــاة اة ــو ــق ــ ل رابول الغــا ش داهه

، وقد أسره األعداء ويقول: يف البيت يتفاءل الشاعر بالنجاة والفك من األسرد هلا بذلك وهذا هبأن القطاة قد خبرته بنجاته، والغراب الذي ال يبشر إال بالشر، ش

تأكيد منه لنفسه بالنجاة والسالمة.

:)٣(ىويقول الشنفر

عليه سارنع ـ ي ـ الق رقوبعفوق كو عـة بن خـوط ىل جرحمـد اةط

يف بأن عليه مالبس ممزقة وبالية، وجسمه من حتتها خفيف يصف الشاعر نفسه القطاة مدحرجكعرقوب اويذكر أن معه سهم ؛ ليدلل على سرعته،حركته ومشيته

.يصيب به ما يشاء ويصيده

.٣٣١ديوان جرير، ص )١(

.٧١، ص١يف تأريخ األدب اجلاهلي، ج )٢(

.٤٠ديوان الشنفرى، ص )٣(

٣٦

.؛ يأيت طائر "القمري"ومن أشباه القطاة

:، ويجمع علىنوع من احلمام، حسن الصوت، ذو منظر مجيل والقمري هو: .)١(قمروقماري

:)٢(يقول البحتري

ـ جاء خر يتثا رمل ـ أ تل ـ ن ــأث دك ق رتب هــاب ــرالق ك ــ يم ننيف الف

ه حىت ترصيف البيت يهجو البحتري: احلسن بن رجاء؛ ألنه ترك معاونة أبيه ون لم يأخذ بثأره إال بالبكاء كما يبكي القمري على األغصان.ف ،تلق

:)٣(امويقول أبو مت

ساق ـ ع ـ ل اقى س ـ عـا ق د ـ ةمري دصــيوى وتاهلــ هماســقت تعدف

يف هذا البيت: أن ذكر احلمام أو القمري كان على ساق يصفوأبو متام الشجرة "غصنا" يدعو بغنائه قمرية فجاوبته بسجعها مشاركة له يف اهلوى واحلب.

:)٤(ويقول بشار بن برد

ـ اجر يمرالق فتا هذإ ـ ع جـد الو ني مموعك دملم ألو وقشب وىين اهل

."املعجم الوسيط. "القمري )١(

.٩٦٣تري، ص ديوان البح )٢(

.٢١٥ديوان أيب متام، ص )٣(

.١٣٩ديوان بشار بن برد، ص )٤(

٣٧

صوت القمري وغنائه يتجدد اهلوى والشوق وخيرب الشاعر عن مالك عند مساعه .إليهقد ملن يحب ويشتاق إال وتسيل دموعه على خديه من الففما هو

:)١(ويقول الشريف املرتضى

ـ فيـه غـري أن سرال ج صدحــمرق ت ــعأو ق ةيـ ــالر عقـ دعـ

يصف الشاعر الديار وقد اندرست وخلت من أهلها فلست تسمع فيها صوتا إال صياح القمرية أو صوت الرعد.

:)٢(ويقول خلف األمحر

ــو ــ دق ــاقنش ي نــمرق وح يروبط ة ـ الع شي ه ـ تـوف حىالض

اتغريد القمريـة، تغريـد الشاعر مساعه حلب والشوق يف نفسحرك مشاعر ا بالنهار. ويشجييطرب بالليل،

:)٣(وتقول فاطمة الزهراء

ـ ـ ذا بإف ـ مرق تك ـ ةي ي لفيهـا ل شلى غجنا عنص ب ـ كيـت صباحاي

يف البيت حتكي لنا الشاعرة: حالة احلزن اليت تعيشها وبأا تصبح يف يومها مسعت بكاء القمري ليال. حزينة باكية كل ما

.٥٧٩ديوان الشريف املرتضى، ص )١(

.١٣ديوان خلف األمحر، ص )٢(

.٢٨٩سبل اهلدى والرشاد، ص )٣(

٣٨

:)١(وتقول فاطمة بنت األحجم اخلزاعية

ذإوــا دعق تمــرهــاشــجنا ل ةي يلوما عـ ى ـ عـوت د ننف صبياح

ج بكاؤها يهتيقمرية على غصن وهي تدعو حزا ل : إذا ناحتةقول الشاعرت حاه!: واصباجي لصوا داعية صباحي، أي قائلةفإين أش

:)٢(ويقول ابن الرومي

ــت إن ــمرق لعل ــنــس قاأل ةي ــبف يلب ــا راع ــراب هم ــالن الغ عوب

من صوت الغراب!! ملا استقر يف نفس وخوفهيتساءل الشاعر عن سبب روعة .مع أن صوت القمرية تؤنس قلبه الشاعر من أن الغراب نذير شؤم إذا نعب بصوته

:)٣(ويقول العرجي

أوبكي مالق عذي الشجو ب مريإ حىالضــذا ه تــرالق ف ــائأو ب يم لاألص

وحيكي العرجي عن حاله وما يكابده من هوى وشوق: بأنه يبكي إذا مسع صوت القمري ارا أو ليال.

:)٤(ويقول ابن املعتز

اللال ت ــام ــلن ــ ي مــن ح بغ نإي ورمـر الق دز يـ ارت فـ ي الغ س ل

.٥١، ص ١زهر األكم يف األمثال واحلكم، ج )١(

.١٧ديوان ابن الرومي، ص )٢(

مر العرجي، "حياته وشعره" ص عبد اهللا بن ع )٣(

.٢٥٩ديوان ابن املعتز، ص )٤(

٣٩

يصف الشاعر حال حمبوبته وأا: من حبها له ال تنام الليل، وأا كلما مسعت تغريد القمري هاج حيب يف قلبها وزارتين بالليل.

:)١(ويقول أيضا

ــو ــاب طس ــة يأو غ ــتيك ــ ىغن ــغأ وقف صأ انيــا القك ــره يم

اليت يتغىن فيها على األغصان بني األشجار يف خيرب الشاعر عن أماكن القمري وسط الغاب.

:)٢(ويقول أبو نواس

ـ الناس بر اهأبقف مـا حـ ن واله رفا فوممـر الق ري ومـا ي و غـرا د

ما دام يف األرض حين حملبوبته عاشق، وفرفر يدعو الشاعر بطول عمر املمدوح القمري جبناحيه وغرد.

:)٣(الصنوبري ويقول

ــا أال ــا القأيي ــره ــ يم ــ اذ مك غترــ د فــر ــويف الب واحي ال ورك

:)٤(ويقول أيضا

سأبكي مـ ا ب ـ نب يمـر ى القك ب يتــ حـر بمن د ــمـوعلي ب حــورب

.٩٧ص البيتان من قصيدة قمت بشرحها يف املبحث األول من الفصل الثاين

.٤٣٤املصدر السابق، ص )١(

.١٧٩ديوان أيب نواس، ص )٢(

.٩٧ديوان الصنوبري، ص )٣(

.٩٧املصدر السابق، ص )٤(

٤٠

رحةالطيور اجلا

."ه العرب يف أشعارهم من الطيور: "الصقرومما ذكر

،ر من اجلوارح، يستخدم يف الصيد، مشهور حبدة البصرطائ: والصقر هو .)١(ويجمع على صقور وأصقر

:)٢(يقول زهري بن أيب سلمى

كياحلك نى إن أبارت فصيبأ هـا ثلمصيب إون تفلت من قرالص حسـل ت

يف البيت يصف الشاعر من يظلم الناس ويأخذ حقوقهم، وحتاول النجاة من نقمة الناس حبال احلبارى مع الصقر إذا هجم عليها.

:)٣(ويقول العباس بن مرداس

ضـ عاف ــو سـوما هـا ج لطوأ ريالط ــت مل ــ لط البــ اةز وال الصقور

اجلأش وقوة القلب، ال يف طول يف البيت يصف الشاعر بأن العربة يف رباطة اجلسم وعظمه وأن أضعف الطيور هي العظيمة يف حجمها، وأن الصقور والبزاة

ليست بعظيمة احلجم ومع ذلك فقد سادت على الطيور.

"الصقر" املعجم الوسيط. )١(

.٢٢٢-٢٢١ديوان زهري بن أيب سلمى، ص )٢(

.٤٦٨ربيزي، ص شرح ديوان احلماسة للت )٣(

٤١

:)١(ويقول املرقش األكرب

ــانق ــم ضف ــ لث رقالص يــقد مــ ه جيــال ش كغــريف ن الش ــل هم

ه وشدة بأسه عليهم بانقضاض شاعر املمدوح يف قتاله أعداءبيت يصف اليف ال الصقر ويصف جيشه وكثرم بأشجار الغابة.

:)٢(الكليب ويقول حارثة بن أوس

ـ طأخى أبارح اىبنذ قالصر ـ ر ف هاأسجمكب ادتنون من لالسـ ثح ي عب

بارى تسلح خوفا من الصقر يف البيت يهجو الشاعر رجال، ويصفه باجلنب كاحل عندما أخطأت الرجل رماح الشاعر.

:)٣(ويقول علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه

ـ أ قنا الصـ ر ـ ال ذي حدثت ع نـه ــع تــ اق ــنت ريالط جدــل ان االدج

نه يف القتال مثل الصقر إذا رأته الطيور إيف البيت يفخر الشاعر بنفسه ويقول: منه. ورعبافا تنصرع خو

:)٤(ويقول متيم بن أيب

نل إطفأخ تسمـ ع خوـ ات ي تك ينقوما يتي فقراحل خبارى مـ ن قرالص

.٧٠ديوان املرقشني، ص )١(

.١٣، ص٢كتاب: نثر الدر، ج )٢(

.٨٦ديوان علي بن أيب طالب، ص )٣(

.٩٢ديوان متيم بن أيب، ص )٤(

٤٢

يهدد الشاعر يف هذا البيت األخطل ويقول له: إذا مسعت صويت وصخيب من الصقر.خ احلبارى افتجنبين جتنب فر

:)١(يويقول أبو العالء املعر

ل نإوم تر قالصاحل رـ م امة دف هـا هرمن شمي رقالو م ذاراحلـ ن رقالص

أمور من طبع احلمام اخلوف واحلذر من الصقر، وإن مل تره يف حياا، فهناك يرجع فيها إىل الطبع وال يشترط املشاهدة أو التجربة.

:)٢(ويقول الشريف املرتضىـ لي إهوي ـ ك فـوس ص الننى ق ام

ــوي ــي إه ــى فل رصــات قه الصر

املمدوح يف اقتناص أعدائه يف املعركة ةلاسبيصف الشاعر يف هذا البيت قوة و فرصاته.قر ويشبهها باقتناص الص

:)٣(ويقول الشريف الرضيعلال عـ األ رظى ن عاءد يـ ظلح مه

ـ أبرمـال قوف رقظ الصواحل العيال

يصف الشاعر الفارس ونظره إىل أعدائه واقتناصه هلم ومالحظتهم بالصقر وهو يف املكان املرتفع يقتنص فرائسه.

.١٢٩ديوان أيب عالء املعري، ص )١(

.٨١٣ديوان الشريف املرتضى، ص )٢(

.٣٤٩ديوان الشريف املرتضي، ص )٣(

٤٣

:)١(ويقول طرفة بن العبدــأف ــم ا ينهــف وم ين ــسوم ح

ــارت ــب ندهط ــداحل قب الصور

الصقور يف ري الكروان بيوم النحس حني تطارده يف البيت يصف الشاعر يوم ط مرتفع.مكان

:)٢(ويقول جرير

ــ هــاأل م ــار منس ــة وكخي ديا ه

ــو ي اهلفــي ــج ــهأنا ك الص مقور الشاعر يف البيت ميدح قوما ويصفهم بأم خري الناس أخالقا وحلما ويف احلرب

كالصقور يف القوة والشجاعة.

:)٣(البحتري ويقولـ س موارفب ـ لث قورالص ـ و ضرم

ــم قبــانالع رواســكة كجدول

والعقبان الكاسرة يف قوا وسرعة قورصيصف الشاعر الفرسان يف املعركة بال انقضاضها على العدو.

.١٣، صديوان طرفة بن العبد )١(

.٢٣٠ديوان ابن جرير، ص )٢(

.٨٩٠ديوان البحتري، ص )٣(

٤٤

.ومما ذكره العرب يف أشعارهم من الطيور: "النسر"الطيور من أكرب و، وهوارح، حاد البصر وقوي: طائر من اجلوطائر النسر هو

.)١(ألنه يتغذى باجليف ؛، ويوصف باجلبنحجما :)٢(ويقول الراعي النمريي

ــةحلمب ــال ي م سغ قلتــار ابه

دمي الذسفيفا ويئف بيها مع سـر الن كنه يطري عن قتيل إىل يخرب الشاعر عن كثرة القتلى وأن الغراب ال يطري حملقا ول قتيل ويف أكل حلوم القتلى جيتمع الذئب مع النسر.

:)٣(ويقول أبو فراسل احلمداينقوم ـ لقىت مـا أ وم هالقم ر نـا وي

أومت ـ ى ما أرض ها شبغزع ـ الن سر

يفخر الشاعر بقوته وشجاعته وأنه إذا لقي قوما؛ قام فيهم يقتل ويطعن حىت السيف، وان األرض اليت يغزوها يشبع فيها النسر من كثرة ما يترك فيها من يرتوي

جثث وقتلى. :)٤(ويقول ابن أيب حصينة

ـ يسوا فقصدي نإ م وفـ ن تكرتهم

مهم النســور احلــوزهــرعى تصــ وا من يف البيت يفخر الشاعر بفعله يف أعدائه، وأم إن صدقوا يف القول سيأكد

قوله يف فعله م وأم صرعى تأكل أجسادهم النسور.

"النسر" املعجم الوسيط. )١(

.٩٧ديوان الراعي النمريي، ص )٢(

.١٠٣ديوان أيب فراس اهلمداين، ص )٣(

.١٩٣ديوان ابن أيب حصينة، ص )٤(

٤٥

:)١(ويقول تأبط شراــت نوإ ــســور عالن عق ــاي يل وم

ــلف ــفى لمعتـحــم ال مي رحــم كالبيت من قصيدة أنشدها الشاعر مفتخرا؛ يقول: إن قتلت وأصبح جسدي

طعاما للنسور؛ إنه للحم كرمي.

.٣٤ديوان تأبط شرا، ص )١(

٤٦

.ومما ذكره العرب يف أشعارهم من الطيور: "العقاب"

.)١(، حاد البصرمن كواسر الطري، قوي املخالب وطائر العقاب هو:

:)٢(يقول األعشى

ـ ت رزى اهلامتأ ذوا إفك خفف قـ و ـ ذإ قـاب الع لظك هق هـ ت فو دلتت

ن حني هزموا الفرس ومنعوا جيش البيت من قصيدة ميدح الشاعر قبيلة بين شيباايات جيش الفرس بظل الفرس وقائده اهلامرز بن رمحي النعمان بن املنذر ووصف ر

أجنحة العقاب.

:)٣(وتقول اخلنساء

ـ تتأف ـ ه أب ـ لس األسنـ ة ضامر ثلم ـ قـاب الع ـ تدغ ركالـو عم

خذ بثأر أخيها صخر، البيت من قصيدة للشاعرة حترض فيها قومها على األ وتصف يف البيت سرعة الرمح بالعقاب الذي يهب من وكره.

:)٤(ويقول الشريف الرضي

ـ لثم لنقبأ السـ لي صوب عن قـه ـ ن شالع رارىل قــإ قــابز الــوياد

يصف الشاعر يف البيت سرعة خيله يف حربه ضد أعدائه ويشبه ذلك بوط لسماء.العقاب من عايل ا

املعجم الوسيط. " العقاب " )١(

.٣٢ى، ص ديوان األعش )٢(

.٢٩ديوان اخلنساء، ص )٣(

.٢٧٤ديوان الشريف الرضي، ص )٤(

٤٧

:)١(ىويقول الشنفر

ــأ ــن ا الساأل معــال أ لز ــايلف ـ ب ولو صعبـ ت شناخيب قـاب الع

يف البيت يفخر الشاعر بنفسه وأنه قوي السمع سريع احلركة؛ قاهلا لقومه عندما ملاء، وأنه ال يبايل يف صربه ومنعه عن املاء.اأرادوا القبض عليه وقتله عند وروده

:)٢(املتنيبويقول

ــي هــ ز ــوح يشاجل ــهبجان كل ـ ك ي مــفا نضت جناح يهـا العقــاب

يصف الشاعر املتنيب سيف الدولة بطائر العقاب ويصف جيشه جبناحي العقاب فكأنه عقاب يحرك جناحيه وهي صورة فنية مجيلة.

:)٣(كرب الزبيديي ويقول عمرو بن معد

ــإن ســـيارالف اكوين وذرذ طف العقـاب املخـالس خطفه خسأ ينفـ

يف البيت ديد ووعيد من الشاعر ألحد األعاجم، ويطلب ممن حوله أن يدعوه كما خيطف العقاب فريسته خطفا سريعا. ليخطف رأسه

.٣٠ديوان الشنفرى، ص )١(

.٢٧ديوان املتنيب، ص )٢(

.١٣٤شعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي، ص )٣(

٤٨

الطيور األليفة

.الديك"اء يف شعرهم من الطيور: "ومما ذكره الشعر

:)١(يقول ابن املعتز

ــ ــد ن دق ــا ال ــالظ يكع ـــف االماسقين الـــرـالـــ احمداام

خيرب الشاعر بأن الديك أخربهم بصياحه عن ذهاب الليل، فطلب من اخلادم أن يسقيه اخلمر.

:)٢(ويقول أبو نواس

ــ ــد درغـ ــ يكالـ ــف دوحالصـ ــنقاسـ ــ ابي طـ وحبالصـ

–الصبح –معلنا دخول أول النهار وهنا خيرب أبو نواس عن صياح الديك الشرب يف أول النهار. ؛ه اخلمر فنعم الشربفطلب من الساقي أن يسقي

:)٣(أبو نواس أيضاويقول

ك سأكوعني الديك ب اتـت تـ لع ـ اجل عبـود م جهى ولع ين الم خـيم ر

عني الديك بات يشرب ك صافيةيف البيت وصف لليلة عاشها الشاعر مع مخرة منها على وجه مجيل وحسن.

.٣٩٠ديوان ابن املعتز، ص )١(

.١٤٠ديوان أيب نواس، ص )٢(

.٤٢٦ديوان أيب نواس، ص )٣(

٤٩

:)١(ويقول البحتري

لوم فنرتق حى ثتنى الديك فـا هات قوـ ام ـ ي بادنمـال الصالة ي ينـاد

وهنا البحتري حيكي: أن لقاء مجع بينه وبني من يحب ليال، ومل يفترقا حىت صالة الفجر.صاح الديك وقام املؤذن ينادي ل

:)٢(ويقول محاد عجرد

قعار ـ لثم عني الـدـ يك صــ رف ــعاع نأك ــها لش هــ ب راجالس

يصف الشاعر اخلمر يف لوا كعني الديك، مخر خالصة من الشوائب، كأن بارق لوا كلهب السراج يف اللمعان.

:)٣(ويقول عمر بن أيب ربيعة

ــد ــومـ ــلات يف بام عتقـ جـدر مـر خ وأ يكالـد نيع لثم بـ

ا وصفائها كعني الديك، أو أا مخر عتقت يف العراق، لوعن خيرب الشاعر ععتق اخلقتاسنينمر يف اجلاهلية بدفنه يف التراب ت يف بالد الشام وكانت العرب ت.

.٢٠٨، ص ديوان البحتري )١(

املوسوعة الشعرية. )٢(

.١١٩ديوان عمر بن أيب ربيعة، ص )٣(

٥٠

."الدجاجةه الشعراء يف شعرهم من الطيور: "ومما ذكر

:)١(يقول ابن الرومي

ــ ــا فب عب ــأنان نت عــن ــه ــا ينإ ينا غ ــقم ــةجي الدتن ــكد اج ي

البيت من قصيدة يهجو فيها الشاعر، ويف البيت يأمره متهكما ومستهزءا أن ألنه ليس أهال أن تكون له جارية. –جارية له –يبيع بنانا

:)٢(ويقول األخطل

ترس امرى العلوجاءن ضريب هااذح ك ئيلض وجفـر ـ الد جاجة ـ م لعج

يخرب الشاعر عن الناقة العظيمة يسوقها رجل ضعيف كساقي الدجاجة وفيه داللة على مطاوعة هذه الناقة وأصالتها مبعرفة ربها.

:)٣(ويقول إمساعيل بن عمار األسدي

ــ ــلخخلي اقوسـ ــا خـ ــك امتهـ ال اقسدــج اجأ ةأ وــح شم

يصف الشاعر يف هذا البيت: ساقا دقيقة يف حجمها؛ حىت إنك لو وضعت خامتا يف هذا الساق لتخللها من شدة دقته، كساق الدجاجة أو أنه أدق منها.

.٧١٩ديوان ابن الرومي، ص )١(

.١٤١ديوان األخطل، ص )٢(

املوسوعة الشعرية. )٣(

٥١

:)١(ويقول النمر بن تولب

ومغنا تـ ي الد الض جاجيع ـ ف ين لـــوـــب يسنـــن عي إالافضااج

يف هذا البيت ال يرى أن الدجاج حمال إلكرام الضيف، وهو كذلك لن ينتفع بالدجاج إال يف حال نضجه وأكله؛ مبعىن ال فائدة منه سوى األكل.

:)٢("ويقول حيىي بن احلكم "الغزال

ــ ا أمرى هــه ــا م ــن ث الإ اسن النلعــا ي ــدب ــب ال ــطل وذيب اجاج

الشاعر حال بعض الناس وما أصبحوا فيه من اخليانة وأكل بعضهم وهنا يصف الدجاج. ختتال لتأكلحقوق البعض ووصفهم بالذئاب والثعالب اليت

:)٣(ويقول رؤبة بن العجاج

ــ عــ ن صبــي ــد فرخأة ك ـ جنـم األ ل يـا ابـن األ ضيا ف اججال باجر

ب منه اإلعانة بعطاء، ويصف حال يف البيت يستجدي الشاعر املمدوح ويطلوكأم ،من شدة اجلوع والفاقة صغار خيشى هالكهممن يعول من أوالده بأم

الدجاج من شدة الضعف. فروخ

.٥١ديوان النمر بن تولب، ص )١(

.٣٢ديوان حيىي بن احلكم، ص )٢(

.٣٣ديوان رؤبة بن العجاج، ص )٣(

٥٢

."من الطيور: "القربة ومما ذكره الشعراء يف أشعارهم

، من فصيلة العصافري، شديدة احلذر، وتعرف بالتغريد يف احلقول والقربة تعترب .)١(قربات: مع علىوتج

:)٢(يقول أبو العالء املعري

واجــق هــت بف ةرــخ ربــقك يبالــال أ تيــم لا كــمــ اريــطت تف

، ويقول ما كل يف البيت يعاتب أبو العالء كل من يتطري وخياف من القربة .األموات تقرب وتدفن، فما تطريك بالقربة سيضمن لك موتك على فراشك

:)٣(ويقول طرفه بن العبد

ــ ــي ــ كا ل مــق ن برب ةــم رعم اللخك ـ بف اجلـو يضـ ي و اصريف

ــري قد رفـع الفـخ فمـاذا نحـذري ــئت أن تنق ــا ش ــري م ونق

البد يومـا أن تصـادي فاصـبري قد ذهب الصياد عنـك فابشـري

هذا املبحث وخالصته: صفوة

نالبي، وحضوره الواضح ؛ تتضح مكانة الطريمما سبق عرضه ومناقشته وتفصيله ، وإن كان هناك تفاوت يف ذكر بعض أنواع الطيور يف احلقبة الزمنيةيف الشعر العريب

، وكيف أن الشاعر العريب كان يذكر الطري يف شعره، -قيد دراسة البحث احلايل - خياطبه ويناجيه يف صور فنية مجيلة..........ويستأنس به و

القربة " املعجم الوسيط. " )١(

.٢٤٨ديوان أيب العالء املعري، ص )٢(

.١٢ديوان طرفة بن العبد، ص )٣(

٥٣

.مجع أسطورة وأسطرية وإسطارة األساطري:

. )١(وهى: األباطيل واألحاديث العجيبة

.)٢(وقيل هي: األباطيل واألحاديث اليت ال نظام هلا

من املوروثةرمي مبعىن األحاديث واستخدمت كلمة األساطري يف القرآن الك

¡ ¢ £ �z y x } | { ~] :يقول اهللا تعاىل، القدماء

¥ ¤Z )٣(.

وىف هذا إشارة واضحة بأن . ما سطروا من أعاجيب األحاديث وكذا :أي صلى اهللا عليه وسلم) كانوا يعلمون بأن هناك تراثا العرب يف زمن (النيباملشركني

.حيتفظون يف أذهام ببعض معامله ويبدو أم ،وضعه األولون "ورامسط"

–الدينية من األساطري يف خمتلف ااالت (والعرب كانت تعرف وتروى الكثري .واحلضارية) -والبيئية

.الوسيط املعجم )١(

.سطر: مادة. العرب لسان )٢(

٣٢- ٣١ رقم آية: األنفال سورة )٣(

٥٤

إذ ليست الغاية ؛-نذكر بعضها إمجاال دون التفصيل فيها -ومن هذه األساطري :من حبثنا

.إن الشعر مكمن القوة يف نظر العرب آنذاكحيث ؛ جز ناصية الفرس -١

.ومها صنمان مبكة. أسطورة إساف ونائلة -٢

وهى الكاهنة اليت كانت تبصر الشيء من مسرية ثالثة : أسطورة زرقاء اليمامة -٣ .)١(أيام

٤- تشرب فإذا أرادوا أن فتصد البقر عن الشرب؛ تركب الثريان؛ أسطورة أن اجلن .لثور" الذي يركبه اجليناكان البد هلم من ضرب " البقر

:قال أنس بن مدركة يف قتله الصعلوك السليك بن السلكة

ـ تقي ونإ ـ ل لي سـ ي ـ ا عمل بريض ورالثك لـه قعأ مكا ث قـر ت الباف

وغريها من األساطري اليت ،)٢(كي اجلمل السليم وترك اجلمال اليت ا الداء -٥ العرب. نقلت عن

٤٦٤/ ٢ البغدادي، األدب، خزانة )١(

٤٦٤/ ٢ البغدادي، األدب، خزانة )٢(

٥٥

:لطري واألساطريا

ملا يتميز به الطري من ؛وللطري حضور قوي يف كثري من األساطري عند العرب ، ومن هذه األساطري اليت ارتبطت بالطري:دون سائر احليوانات خصوصية

١("هلامةدى أو االص" أسطورة(.

: له يقال طائر هو: وقالوا، القبور يسكن )٢(البوم ذكر :وهو الصدى أن زعموا اسقوين اسقوين :فيقول ،بثأره يؤخذ مل إذا القتيل رأس من خيرج أنه زعموا" اهلامة"

.بثأره يؤخذ حىت

:)٣(العدواين األصبع ذو يقول هذا مثل وىف

ـ : امةاهل قولت ثيح كبرضأ يتنقصمو يمتش عدت ال نإ ومرع يا يونقاس

إن مل يكف عن سبه وشتمه، حىت جتعل اهلامة يهدد الشاعر عمرا بقتله يف البيت تصيح على قربه تطلب الثأر له.

التعقية أسطورة:

.)٤(العقيقة: وقيل .سهم االعتذار :التعقية "خزانة األدب" جاء يف كتاب القاتل فيطلب قبيلته؛ من الرج الرجل يقتل أن هذا أصل :األعرايب ابن قال

العفو ويسألوم ،مكملة بدية املقتول أولياء ىلإ الرؤساء من مجاعة فتجتمع ،بدمه

٣١٦/ ٣ البغدادي، األدب، خزانة )١(

"هوم" .منظور البن العرب لسان )٢(

.١٨٤، ص٧خزانة األدب للبغدادي، ج )٣(

.عقيقة يسمى السهم وذلك. السماء حنو به رمي إذ بالسهم عق ألنه )٤(

٥٦

خالقنا وبني بيننا :هلم قالوا وإال ،ذلك أبو قوة ذووا أولياؤه كان فإن ،الدية وقبول فنرمي سهما نأخذ أن: فيقولون ؟عالمتكم ما. اآلخرون فيقول ؛والنهي لألمر عالمة

كما رجع وإن ،يةالد أخذ عن هينان فقد ؛مبالد مضرجا إلينا رجع فإن ؛السماء حنو به .بأخذها أمرنا فقد صعد

."اللحية عالمة للصلحوكان مسح ويصاحلوا على الدية "ميسحوا حلاهم ذوحينئولكنهم يعتذرون به عند . نقيا ما رجع ذلك السهم قط إال :وقال ابن األعرايب

.اجلهال ويف هذا يقول األسعر اجلعفي:

ـ ب واقع سـ مه ـ مث ـ الواق سالوام

حـى الل حواسم إذا ومالق يف ينيتل يا

قال قائلهم يهجو من ،ينظر إليه نظرة ضعف وذلوكان الذي يرضي بالدية :اإلبل أخذ الدية من

ــذ نإو ــأ يال صبمحت تحلــب ونه

دغ ميـ نأ ر ـ ونالل ـ سيل قبأشار و الشاعر من رضي بأخذ الدية على األخذ بالثأر، ويقول: إن يف البيت يهج

الذي حتلبونه من غنم الدية ما هو إال دم قتيلكم الذي مل تأخذوا بثأره.

٥٧

أسطورة ظلمة القرب بقبول الدية:

دمه أو قبلت فإن أهدر ،ثأروا له أضاء قربهيزعمون أن القتيل إذا وكان العرب .)١(مظلما ديته بقي قربه

، مث جاؤوا أخا عمرو بن معد يكرب الزبيديوروي أن بين مازن قتلوا عبد اهللا وحنن يدك وعضدك ،فقالوا: إن أخاك قتله رجل منا سفيه وهو سكران إىل "عمرو"

.، فهم عمرو بذلكأخذت منا الدية ما أحببت فنسألك بالرحم إال

اىف الناس املوسمو افلم ،فغضبت ؛كبشة "" فبلغ ذلك أختا لعمرو يقال هلا

:قالت

ـ اهللا إذ عبـد وأرسل ـ انح لإ هيومـ ه أنى قوم ـ هـم د وا لال حتل يم

وال تـ أخ ذوا منهإفـاال م ـ وأب ــب يف بيــت ركوأتــ ا رك صعظ ةدــم مل

ــإن ــديتم ف ــوا وات ــتم مل تقتل ــمف أن شــآذان ــامالن وا ب ــامل ع ملص

ودع عنك عا إنمر عمرا م سـالوهل م بطن مرو غعري ربش لـ طم ٢(مع( ،إذا قبلت ديته سيكون قربه مظلما ففي األبيات تؤمن كبشه أن أخاها القتيل

، وتزعم أن أخاها عبد اهللا قد أرسل يخرب عما وأخذت حتض قومها على إدراك الثأر، فإن أخاهم إذ قبلوا الدية ومل يقتلوا بقتيلهم قتيال : إن قومهاوتقول أمره آل إليه

، النعام وأن عليهم بعد ذلك إن ميشوا أذالء بآذان مصلمة كآذان سيكون قربه مظلما

.٣٥٦/ ٦خزانة األدب، البغدادي، )١(

.٣٥٧/ ٦ البغدادي، األدب، خزانة )٢(

٥٨

هم وهن حيض حيث قالت بعد ئأن يشربوا فضول نسا بل ليس هلم بعد قبول الدية إال :األبيات السابقة

ــ روال تــف وا إالد ن ولضســائكم ـ إذا ارت ـ هنأعقـاب تمل من مالـد

ولعل موقف الشاعرة كبشه يكشف عن الواقع االجتماعي اجلاهلي يف موقفهم ، إذ إن القلة من العرب يف أكثر مما يعرب عن هذه الرؤية األسطورية جتاه أخذ الدية

.اءبأخذ الدية على األخذ بالثأر وهم الضعفاء ال األقوي اجلاهلية كانوا يرضون

، بل قد ر وحسبأوقد تذكر اهلامة يف الشعر ال على أا املحرض لألخذ بالث" : "نشيبةالبن عمه ، ومثل ذلك الذي جاء يف رثاء أيب ذؤيب اهلذيلتذكر لغري ذلك

:)١(املقتول

ـ رب سميف ر مسن تإف ـ اوث وةه ــ ايأنيســالق أصــداء كورب ــت صيح

لعى الكره مـ ي ما أن كفكعـربة ف ــن ــأ ولك ــخل ي سرها فبــت يحس

جــريان فمالــك وال ل ومالــك ناصــر طـف يــبيك ـ لع يك ــنصيح

ــ كــثريةل هرثــي إمــوعد نإو ــد نأ ول ــزفري موعال ــ وال رييح

ـ نفواهللا ال أ ـ س ى ابـ ن ـ ك مع هأن ــن ةيبش ــا د ــاحل مام مام ــي نوح

ختتلف عن مدلوهلا يف اهلامة"" ىوحنن نرى يف هذا النص أن مدلول الصدالعجز واحلسرة استخدمها لتؤنس ابن عمه القتيل، إلحساسه باحلزن و األسطورة، إذ

فقد قل املساعد وعز النصر... فماذا ميلك غري البكاء؟. ،عن الثأر البن عمه

.١١٦: ص األول، القسم اهلذليني، ديوان )١(

٥٩

املوت ال على طشها للدم يف سياق الوعيد والتهديد بوقد يأيت ذكر اهلامة وع .)١(يقول ذو اإلصبع العدواين البن عمه ،احلقيقة

ويل ابن عم لـق على ما كان من خ ــه وي ــان فاقليـ ــخمتلفـ يينقلـ

ـ نإف يصـت منقنيا بالـد رضع ردت فإن يينشـج ا لـيس ي مـذلك م

حتفظ ق لوال أواصر ــة هـا رىب لسـت ــوىل ي ورهب ــاداهللا يف م يينع

ـ جبريـا ال ان كبريت إذن ــ ار لـه ب ــإن ي رأيتك ال تنــك ــ ف يينربت

إو ماذا علي ن كنـتم ذوي رأال مـي ح ــــ كم إنأحــــبحبيونمل ت

ياسـقون اهلامة تقول ك حيثبأضر يتصي ومنقمتش ال تدع يا عمرو إن

نرى من خالل هذه األبيات السابقة أن الشاعر قد ضاق ذرعا بابن عمه والشاعر قد ذكر اهلامة كما أسلفنا ،فلجأ إىل الوعيد والتهديد بالقتل وأقاويله فيه

امة بالسقيا أو الثأر ومل يرد ما بعد القتل من مطالبة هذه اهل للتهديد والتخويفر منه فوراء ابن عمه من يطالب أين بأخذ الثلكان املع ألنه لو أراد ذلك ؛واالنتقام

نه مينعه من اخلوف من اهللا وحرمة القرابة اليت أويأيب إال إدراك الوتر وألنه ذكر بثأره، حيفظها من أن يقتل ابن عمه. بينهما وأنه

.١٨٤/ ٧خزانة األدب، البغدادي. ج )١(

٦٠

السوانح والبوارح: من أساطري العرب املتعلقة بالطريو

.يمني "ميينك "السوانح: مجع سانح وهو ما أتاك عن ال .)١(ك"ارح وهو ما أتاك عن اليسار "يساروالبوارح مجع ب

كانوا ،غري ذلك وأاخلروج للسفر أو التجارة وأصل ذلك أن العرب إذا أراود ،""ساحنا :، فما تيامن منها وأخذت ذات اليمني مسوهالطيور وإثارا يقومون بزجر

وإن ،ساحنا تفاءلوا به ومضوا يف أمرهم ، فإذا كان الطري: "بارحا"وما تياسر منها مسوه .كان بارحا تشاءموا منه ورجعوا عن ما عزموا عليه من اخلروج

:)٢(يقول أبو ذؤيب اهلذيلــت إلربأ ــربـ ــانطلق هتـ فـ

ـ ي لت أزج لحـ قـاء الل ب نسايح

سن.يف البيت خيرب الشاعر عن سعيه لسعي حبيبه؛ فأخذ يسوق للقائه الفأل احل

: )٣(قال ابن منظور يقول ابن بري

فأهل جند ؛ ، والتشاؤم بالبارحوالعرب ختتلف يف العيافة، يعين يف التيمن بالسانح .- وهو جندي - .)٤(يتيمنون بالسانح. يقول ذو الرمة

خــل ــا حييتا مــمــال القيت ييل ام

مالط نـ إال ري انالسحات ـ و أسعاد يدعو الشاعر لصديقيه بأن ال يريا يف حياما إال اخلري والسعادة ورمز يف البيت

لذلك بالطيور السوانح.

.لسان العرب. مادة "سنح" )١( .١٩٦، ص ١شرح أشعار اهلذليني، ج )٢( . مادة "سنح".لسان العرب )٣( .١٣١ديوان ذي الرمة، ص )٤(

٦١

:)١(يتشاءم بالبارح - وهو جندي -،وقال النابغة الذبياين

زعـ م أوارالب ر نحلحـ ت ـ نك تاوبذ دانـا غ عـ اب الغراب األسـود

ــه ــال ب ــد وال أه ــا بغ )٢(ن تفريـق األحبـة يف غـد إن كا ال مرحبرأى الشاعر يف الطيور البوارح شؤما بفراقه عن أهله وأحبابه، وأخذ يصيح

بذلك الغراب األسود، مث أخذ يذم اليوم الذي يكون فيه فراق األحبة.

كثري عزة يقول ،؛ فهم يتشاءمون بالسانحوأهل احلجاز على الضد من أهل جند :)٣(بالسانح ممن يتشاءم -وهو حجازي -

ـ ا الطريا مذإ قولأ متر مـ خ ــ ةيف وانسحهــا ت رجــأ الي و ستثهاري

حينما يرى الشاعر الطري وهي تطري يف جهة اليمني؛ يفزع لذلك وال يقرب هلا أو يعترضها؛ ألنه يرى يف طرياا جهة اليمني شؤما.

فمن ذلك قول عمرو ؛احلجازي ة، مث قد يستعمل النجدي لغفهذا هو األصل :)٤(وهو جندي، بن قميئة

ـ ى طلع يينبف ـ ري سـ ف حين هحوس شــأأوريطــ م راجــالزــ يننسهايح

الشاعر يف البيت يتشاءم بالسانح من الطري على غري عادة قومه.

.٢١ديوان النابغة الذبياين، ص )١( .يف الشطر الثاين من البيت الثاين " إقواء " )٢()٣( ١٧٤ر عزة، ص ديوان كثي.

لسان العرب، مادة "سنح". )٤(

٦٢

ة والتطري"الطري: "ما يسمى السوانح والبوارح"" :ويندرج حتت هذه األسطورةن أهل حيث كا، وهذه الطرية مأخوذة أصال من الطري :"والتطري مأخوذ من "الطريةالسفر ، فكان الواحد منهم إذا أراد الزواج أو التجارة أواجلاهلية يعتقدون يف الطري

: هذا من الربكة وقال تيمن ، فإن ذهب ميينا؛ كان ينظر يف الطري حني يزجره :ألمر ما .أمره وأوقفه ذلك عن املضي يف ؛، وإن ذهب مشاال تشاءمرهومضى يف أم تشاءم :ر أية: مصدر من تطيوالطري

:)١(يقول األعشىتما بالفاهشر مـال نموت ب ماعـد

جرل ت الن بأشـأم حـوس هما طـري

:)٢(ويقول أبو ذؤيب اهلذيل زلج رتهم طري الشإنف الم ـ ت نك

هواك الذي تهوى يصيبك اجتنهـا اب

:)٣(ويقول املقنع الكندي

زجرت هلم طريا متـر ـم سـعدا يب ا بـنحس متـر وإن زجروا طـري

يف البيت خيرب الشاعر عن مكانة قومه لديه، وأم لو زجروا الطري له بالشؤم مبا جيلب هلم السعادة والفرح. والنحس؛ زجره هلم

اجلاهلي اإلسالمي : األبيات السابقة على اختالف عصور قائلهاالحظ يفن .يتشاءمون بالطري ويتيامنون به العرب أقوامايف واألموي فنجد أن

.١٦٧ديوان األعشى، ص )١( .٤٢، ص١شرح أشعار اهلذليني، ج )٢( .٢٤٠محاسة البحتري، ص )٣(

٦٣

نبعت ؛لطرياعلى استجالء الشر واخلري الذي ينتظره الرجل عند زجره بناءو :، وقد صنفوا الطري إىل صنفنيوالتفاؤل التشاؤم ةفكر

.وحي بالشؤمصنف قبيح ي -أ

.صنف مجيل يوحي بالفأل -ب

ائر الغراب "غراب طريت وتشاءمت من طوالعرب مل تتطري وتتشاءم كما توجد أن ألفاظ هذه املادة مما ؛مادة غرب :لسان العرب :ومن قرأ كتاب ،البني"

: املغترب عن األهل فمنه ؛العرب ال يبشر خبري عندهم وال حيبونه كانت تتحدث به، وألن طائر الغراب كان ال يدخل املساكن )١(أغرب :، ومنه: الغريب، ومنهنواألوطا

الشاحب بالسواد ، وكذلك لونه)٢(أهلها عنها وخرجوا منها والبيوت إال إذا بان م يف الشؤم.فهو إذن عندهم املقد ؛شؤم جعله عند العرب نذير

:)٣(قولرأى السمهري العكلي غرابا على بانة ينتف ريشه فأنشد ي

رـ رابـا غ أيت ـ س ــر أعلــى ينســنس انـة ب وقاقطا ف يشطــايرهه وي

ـ نم رابتباغ رابغ ال:قف وىالن وبالبان بـ ي م نن ـ يـب بح حتاذهر

، والذي قال : غراب الليل الذي يشبه البوموأضاف اجلاحظ نوعا للغراب وهو )٤(، وتشبه بأخالق البوم"الغربان: "هو الذي ترك أخالق عنه

لسان العرب. مادة غرب )١( يف املبحث األول ذكرت هذه التفاصيل وغريها عندما ذكرت أنواع الطيور )٢(

املوسوعة الشعرية. )٣( ١٨٤ص: ١ان للجاحظ ج احليو )٤(

٦٤

؟!، فكيف بغراب ويطري عن مشالهشعراء يتشاءم بالغراب بكل أحوالهوبعض ال

، فكيف به وقد رآه من الغراب بكل أحواله مائه متشاريح نرافهذا قيس بن ذ :)١(ما ذكر لبىن أنشد قائالكل يطري عن مشاله

ـ رابأال يا غ البني ـ م ـ تربىن طل كرتذ مـا لك كال يل عـ ن شمايال

يــادا لبالــذي بــ الإ ياحلــ نعــ يربخم لست مأ بيالغ لمع كدنعأ

فال حلمر تجالك ـ ع شا لب يضـة الوال ز ظعم مـ ج ن ناحك ويـا اه

ني طار عن مشاله عند ذكر الغراب ح اه يف األبيات من شدة شؤمه منفنحن نر .، وأن يضعف جناحاه عن الطريانبتكسري رجليه وأن تشل لبىن يدعو عليه

خربه ببينهمفارق أ اد عندماوهذا عنترة بن شدقام حبته، وصاح الغراب ي ،يهلك وال ىتح وحده حصييف ؛ا، وال يتكاثرخ فيهعشه حىت ال يفر بزجره وطرده من .يفجع أحدا بنعيقه

:)٢(عنترة قولي

ــنظ ــ ع ــذين ف ــعراقال هم الغــراب األبقــعنيــبى بروجــ هم أتوق

ــدا وي يفـــرخ عشـــه زجرتـــه أالف ــأب ــدا يتفج ــبح واح عص

ـ ي التليهم أسهروا ل هماقفــري بالــذين نعيــت لــ إن ـ امم واأوجعف

.١٢٢ديوان قيس بن ذريح، ص )١( .٥٧ديوان عنترة، ص )٢(

٦٥

:)١(قيس بن امللوح ويقول

ـ يلالدا لب طـا هاب نتك إن نيالب رابال يا غأ ـ كلت نس أمى فـالت ل ام

ــو ــبل غ حتيــات ــا وص ـ جعأ ر الناسائس نها ععدب نوك يتبوي إليه ام

األحبة وفراقهم من ، ومذكر هلم ببنيالغراب ملا كان نذير شؤم عندهمفعلى خالف النظرة السائدة - هسوال إىل حمبوبتجند بعض الشعراء قد اختذه ر ،ديارهم

فقيس بن امللوح خياطب يبلغها حببه هلا ولوعته وشدة حزنه من فراقها...، -للغراب ه وسالمه هلا ومعانات الغراب ويطلب منه إن وجد أرض وبالد ليلى أن يبلغها حاله

.لفراقها

، حىت وإن كانت يف اهلجاءذكر فيها الغراب وسواده وبعضهم يأيت بصور مجيلة ، فهذا العباس بن يزيد راها من اجلمال والطرافة مبكانفن ننظر إىل الصورة فنحن

:)٢(الكندي يقول

ـ و أطل ـ عل الغراب ـ ع ـ ت ىل يمم ومـ ا ف ـ يهـا م ن السـ اتءو شااب

عرض بعيوم بأسلوب ساخر باعث علىفهو يف هذا البيت يهجو بين متيم وي ؛ أن الغراب األسود يف لونه لو رأى تلك العيوب اليت يف قبيلة بين متيم :وهوالطرافة؛

.م وعيومءالسواد إىل البياض من شدة ما يرى من سولتغري لونه من ا

.١٩٩ -١٩٨ديوان قيس بن امللوح، ص )١( ١٧٠. ص: ١ج ، ربيع األبرار، الزخمشري )٢(

٦٦

، فهذا الوقت عينه إذا جرى بني األعداء وقد يكون التشاؤم بالغراب تفاؤال يفحيث -وكان على الشرك يومئذ -" يوم أحد " ريبع"عبد اهللا بن الز ما جنده يف شعر

:)١(يقول

ـ ـ ابريا غ البـ أ ني سمعإ فقـل تــن ما تــن طــ ق شــ ئاي ــ دق لفع

ــل يــأ ت شيــي باخ ــ درب شهواد جزـال عخجرز من ـ و ـ األ عق لس

ـ ا الننذخإذ أ صـ ف مـ ن سادمهت ــو علدــنا م ــ لي بــدر فاع تلد

ــ ــتق مك ــلن ا مــ ن ــ ميرك سيد ــم ــ داج ــم نيداحل ــب امدق لط

علبعري"فابن الزلعن يوم أحد" ن غبطته وحبوره ملصاب املسلمني "" يكما ي، املسلمنيب لو أن قتلى املشركني يف بدر كانوا أحياء لريوا ما حل ىومتن ،مشاتته م

يزان بينهما بعد أن مال وبذلك اعتدل امل ؛املشركون من سادة املسلمني فقد انتصف، وبالتايل فهو نذير شؤم راب فريى فيه نذير فآل له ولقومهفالشاعر يسمع الغ ،يوم بدر

.، ولذا يدعوا الغراب إىل االستمرار يف النعيبفيسره ما يسمع ،عدائهأل

ما منه إذا رأى قوما ال مكانة هلم عنده لعداوة ئتشاالغراب م وقد يذكر العريب :)٢(فهذا أبو املورق اللحياين اهلذيل يقول وغري ذلك

ــزا نذإ ــو لب تل ــن يث ــاكع ــأر اظ يت ــع ــى رل ؤوسهم الغــر ااب

.٤٢-٤١شعر عبد اهللا بن الزبعرى، ص )١(

١١٧الطري يف الشعر اجلاهلي. حبر القادر الرباعي.ص: )٢(

٦٧

عن تشاؤمه رعب؛ ولكنه أراد أن يفالشاعر ال يرى غرابا على رؤوس بين ليث .بقدومهم

كما يقول ،أال حسنا، فبشرا جند لنذير شؤموقد يرى بعض العرب يف الغراب ف .)١(اجلاحظ

: )٢(فهذا أبو عبيد اهللا بن قيس املرقبان يقول

بشـ ر ـ و يبالظ الغـ ب راب سىعد مرحــذي ي ــا بال ــولب ــ ق الغراب

بتصرف ٢٨٤-٢٨٣ص: ١احليوان. اجلاحظ: ج )١(

.٢٧٢، ص١٧األغاين، ج )٢(

٦٨

الصرد: ومن الطيور اليت تطري ا وتشاءم ا العرب طائر

وهو ضخم الرأس تشاءموا من صياحه ولونه ومن )١(طائر فوق العصفور وهو التقليل. :التصريد وهو اسم صوته

:)٢(يقول عدي بن زيد

دعا صرد وماي لعى عـ ود شوحط وصذب احـ ات البني مـ ن ا غههـا راب

أ فقلتترصـ يد وشفهــذا ل ؟ربـة ط وغحــرع ــا واغتأيي نم ــاابره ه

يف البيتني يقسم الشاعر حبلول الغربة والبعد والفراق؛ عندما مسع صوت الصرد مع صوت نعيق الغراب؛ فرأى يف اجتماع صوتيهما تأكيد الفراق.

.لسان العرب. البن منظور. مادة: صرد )١(

.٤٥ديوان عدي بن زيد، ص )٢(

٦٩

ومن الطيور اليت تطري وتشاءم ا العرب طائر: البوم.

أبوام. :، واجلمع على، واحدته بومة: ذكر اهلامالبوم )١(جاء يف لسان العرب

:)٢(قال ذو الرمة

ـ فعضوأ ـ غ دق هادرت وادـ ر ب هعتـ بـوام األ حمستنب ـ مج وزالعاف

:)٣(ويقول روبة بن العجاج

هاجك ن أمرـ و ـ األ سرى ك امقس ــو ــال كم ــرتل ب ــ طخ مالاألق

بين البيادي مـ ن صـ اد ـ نم اميهـها ال صـ اهلـام حائ األبـوام وموب

فتتشاءم به وتنفر من وكانت العرب تنظر إىل البوم على أنه طائر الشؤم .صوته

، أشرف يوما من قصره فرأى رجال قائما روي أن اخلليفة العباسي املأمونوقد اذهب إىل ذلك ه، فقال املأمون لبعض خدميكتب ا على حائط القصر وبيده فحمه

عليه، وقرأ ، وقبضفبادر اخلادم إىل الرجل مسرعا ،انظر ما يكتب وائتين بهالرجل و :، فإذا هو قد كتبما كتب الرجل

مج يا قصرف ع يك الشـؤم واللـؤم ـ م تعشــشـ ى ي ومالبــ كيف أركان

يوم عششي فيك ـ من ف البوم كــأ يرحــون أول من نيعيــك مرغــوم

لسان العرب البن منظور. مادة بوم )١(

.٢٤٦ديوان ذي الرمة، ص )٢( .١٣٦ديوان رؤبة بن العجاج، ص )٣(

٧٠

!!ويلك ما محلك على هذا؟ :قال له وملا مثل بني يدي املأمون

لو كان :، فقلت يف نفسيفقال مررت على هذا القصر العامر، وأنا جائع، فأمر له املأمون بة أو مسمارا أبيعه وأتقوت بثمنهرخامه أو خش خرابا مل أعدم منه

.)١(بأهله امرامادام القصر ع بألف دينار يأخذها كل عام

، وأخذ الشيب يعلو شعره، أخذ يخاطب البومةبر سنهوهذا الشافعي عندما ك، وأن ما رأى طالئع الشيب يف شعره تظهر، عندكأا عششت فوق رأسه واليت يري

:)٢(وأنشد قائال ......بانقضاء العمر وايته هذا الشيب مؤذن

ـ أيا بومة قد عش ـ ى حنينم غمالرى لع يهـامت وقشت ف هـا رابار غط

خ رأيتمر مالع ـ راب ى فنزـ رت ـ نم اكوأوم ين هـا رابخ الـديار لك

أأنعم عيشا بعما حـل د ـ ارع يض ضـابغـين خشيب لـيس ي هاطالئع

.٩٨، ص ١ا وقع للربامكة، جإعالم الناس مب )١(

.١٦ديوان الشافعي، ص )٢(

٧١

:عقالء العرب يف اجلاهلية ينكرون التشاؤم والطري

، فإم مل يكونوا شاؤم العرب وتطريهم بالطري وغريهسابقا من ت كرعلى ما ذ، ويعيبون فعل املعتقد، إذ كان يف اجلاهلية عقالء ينكرون هذا األمر كلهم على هذا

: زبان بن سيار الفزاري التطري والتشاؤم الشاعر اجلاهلي وممن ذم ،من يتشاءم ويتطري :)١(حيث يقول

ــت ــخب ر طيرــ ه ــادفيه ــربل ا زي ـ ا فمــو هتخ ــا خـ ريبيه

تــم ع ــألـ ــنـ ــع إال ره ال طيـ ــل تطيرى م ــو ــو الثه بور

ـ لب ـ ى ش وافيء يق أ شـيء بعـضــا وباط ــحايينـ ــثريلـ ه كـ

يف األبيات ينكر الشاعر على زياد طلبه الرأي واخلري من الطري بزجره، ويقول: ت يف بعض األحايني وأكثرها باطل.ما هي إال موافقا

:)٢(ويقول لبيد بن ربيعة

لعمرك ما تدري الضاروباحل بىص اجوال زالطرير مـا اهللا ات صـانع

سذك نإ لوهنبتونمـ ي م ى الفـىت ت يامل ذوقنايا أو مت ـ ى الغيـث و اق؟ع

باحلجر من الكاهنات ومن يزجر الطري يف البيتني يقسم الشاعر بأن من تضربليكشف له الغيب؛ غري صادق فيما يدعونه، ويدلل لقوله بأن يمتحنوا بسؤاهلما عن

موعد آجال الناس وموا، أو عن نزول الغيث مىت يكون.

.٣٧٧، ص ١٢املفصل يف تأريخ العرب قبل اإلسالم، ج )١( .١٧٢ديوان لبيد بن ربيعة، ص )٢(

٧٢

ومن هؤالء العقالء الذين ينكرون التطري والتشاؤم احلارث بن حلزه حيث :)١(يقول

ــع ــا املزم ــا أيه ــثىني ــاحج مث ان ــازي وال الش ــك احل ال بثني

ــرق بوال قعيـــد أغضـــ ــ هنـ هــ اج ــ هل من مــر ــت ع هجائ

يف البيتني ينهى الشاعر عن الطرية والتشاؤم، وينصح من أراد العزم على أمر من سفر وغريه أال يعلق أمره ا.

:)٢(ويقول ضابئ البرمجي

دين اجوما عالطري ت التمـ الف ن ىت ــرشــادا وال عــن ريثهن يخيــب

لإلنسان خريا وال تدفع عنه شرا. أن الطرية ال تقدمبإشارة البيتيف

.٦٤ة، ص ديوان احلارث بن حلز )١( .٣٠٤الشعر والشعراء، البن قتيبة، ص )٢(

٧٣

:األكرب ينكرون التطري والتشاؤم: املرقش ومن هؤالء الذين

:)١(حيث قال

ال يــمن ــ كعـ ــاء نمـ ــ بغـ ــت رياخلـ مائاد التمـــعقـ

ــا ــبالع ؤموال التشــ ماســـــاملقن بميتـــــوال ال اسطــ

ـ ول ـ دقـ ماتحـــاق وى ولـــدوا عغـــأ ت النـــدوت وكغـ

ــ ــذا األإفـ ــام كاألائشـ ــ يـ ــواأل نمـ ــك امنيـ مائاألشـ

ــــ وكــــذاكوالال خ ري ع ـ شــر مائدبـــ ى أحــد لـ

ــ ــك يف الز دق ــط ذل ــوخ ائمدالقـــــ اتيـــــر األول ب

يف األبيات نصاح يقدمها الشاعر ينهى فيها عن الطرية، وأنه ينبغي أال يكون كل من أراد السعي عقد التمائم أو تطير، وكذلك ينهى عن التشاؤم بالعطاس، مث أخذ يتحدث عن نفسه بأنه مل يكن يتشاءم بالصرد، وأن أيامن الطري عنده مثل

ان ليس مستمرا وكذلك الشر؛ ولكن اخلري والشر يتفاوتان أشائمها، وأن اخلري لإلنس على الناس، وأن كل ذلك مكتوب على بين آدم.

.٧٦-٧٥ديوان املرقشني، ص )١(

٧٤

:)١(رجال ينكر الطرية والتشاؤم ومثله يقول خثيم بن عدي ميدح

ـ يقول هلــحر ا شــدذإ ابهيــولــيس ب عي اليـوم واق وحـامت اند

إذا صد عن تلك اهلنـات اخلثـارم ك مقـدما اولكنه ميضـي علـى ذ

ميدح الشاعر رجال بأنه ال يأبه برواية الصرد أو الغراب، وال يتطري ما عند إرادته السفر، وال مينعه من املضي قدما يف قضاء ما عزم عليه.

:)٢(وقال احلارث بن مشر احلنفي

ب ولستمشـ قف ـ م ن ضر ـ ن ــوا امل مج ــوال أرج افنع ــوميف الن ج

وما ن ـ عـب الغـ ل راب ـ ن ـ عــبومـا ن يمنا ب الغــلنــا ب رابومش

ـ كذلك ىضــأم اهللا ادرا أمــ كــنول يمحالـر وفؤالـر ةردق

يف األبيات خيرب الشاعر أنه ال يرى يف النجوم وال يف صوت الغراب شؤما وال اهللا يف مجيع أموره.تطريا، ولكن اعتماده على

:)٣(ويقول جهم بن عبد الرمحن األسدي

ـ كل وتو حــولــ فنيائالعــ نر أتــ أمل عم الطـري ع ـ ا يف غـد انمي

ــي ظن خطــرة ي ــا م ــان ظن ـ عض الـذي ي وأخرى على ب هئان انفص

ـ يع ى اهللا أالضق ؟يــانرتم تاهللا مــرأ ي أيفــف الغيـب غـريه مل

.٢٨٧، ص ١جاملعاين الكبري، )١(

.٩٧، ص ١، جاب الزهرة. ابن داوود األصبهاينكت )٢(

.٩٧، ص ١، جاب الزهرة. ابن داوود األصبهاينكت )٣(

٧٥

يف األبيات ينكر الشاعر على من يزجر الطري؛ ألن الطري ال تعلم الغيب، وال تعطيك مما ختشاه حذرا، وأن كل ما تفعلونه من تطري قد يصيب مرة، ويخطئ

أخرى، وأن الغيب الذي تطلبون معرفته بزجر الطري علمه عند اهللا عز وجل.

:)١(ألسدياويقول الكميت

وا أمنا ممـ ن ي زجـ ر الطير ـ ه مه أ أصاح غـرابم ت عـرث ضـ ع بل

ـ ارالب اتحوال السان حات ـ ع شةي أمر سلأ بلالق يمـ أ مـر م عضب

ميدح الشاعر نفسه بأنه ممن ال يعري اهتماما بالطري وال بزجره وال بصياح ما يسعى له.الغراب، وأن ذلك ال يثنيه ع

: )٢(ويقول عوف بن عطية اخلرع

ــ نــب ؤم ــل دالال حــاالل ب ــوال نت ق ــق ــثائي ط ــ را حي اارط

ـ ـ ارج اليحا ونسـ ـ ع حــا ارا بيـ ـ للى ك ـ ح القال نـ ي الي ساار

يتبني لنا أن عادة التطري والتشاؤم مل ؛فمما سبق من الشواهد الشعرية وغريها.... بل وجد فيهم من ينكرها ويعيبها كما مثلنا سابقا .العرب يكن يعتقدها كل

.بشواهد شعرية

ومن ذكرها من الشعراء يف أشعارهم أظهروا مثل هذه املعتقدات واألساطري املتعلقة ببعض أنواع الطري، فأخذوا يذكروا عند فراق األحبة والبعد عن األوطان

آسي.وعند حلول املصائب وامل

.٩٧، ص ١املصدر السابق، ج )١( .١٢٤املفضليات، للضيب، ص )٢(

٧٦

صفوة املبحث وخالصته:

أن حياة كثري من العرب يف يف ثنايا هذا املبحث رطمن خالل ما سضح تي

ال خترج وال تكون إال من العصر اجلاهلي اتسمت بكثري من العادات األسطورية اليت

املصدر اإلهلي الذي ال فتقادهم ؛منطق اخلرافة الذي سيطر على عقول كثري منهم

.، ويستضيئون بنورهةيهتدون دي

، وأا قائمه على األوهام اليت سالم بني هلم خرافات هذه العاداتفلما جاء اإل

.، وهدم اإلسالم معتقدات العرب يف التطريواملشعوذون يلقيها الدجالون

يخلص الناس من هذه املعتقدات واألساطري بعدما ^وأخذ الرسول اهللا

، وحثهم على التفاؤل ونبذ التطري انت يف أفعاهلمار الكثري منهم وبيف أفك تغلغلت

.والتشاؤم

، : (ال عدوى وال طرية^عن أنس بن مالك رضي اهللا عنه، قال رسول اهللا

)١( ؟ قال: الكلمة الطيبة)قالوا وما الفأل ويعجبين الفأل.

يف حيام ،من العرب يتجنب الطرية والتشاؤم فأخذ من دخل يف اإلسالم

قدات واألساطري اليت ال أساس هلا، وذلك عندما جاء ونبذ املعت لدينيةاالجتماعية وا

٢٢٢٤ -صحيح مسلم )١(

٧٧

ن السليمان الصادقان فهما املصدران الصحيحا ؛^الكرمي الكرمي والرسول القرءان

.ونبذوا األفكار اليت كانوا يعتقدوا فارتبطت عقوهلم بأخبار صادقة، ،يف أخبارمها

لتعليق نفوسهم ؛رس عند كل الشعراءمل يند ؛ومع ذلك كله جند التشاؤم بالطري

، وحجبت غيبت عقلها عن املسار الصحيح هلاجعلها تعيش يف دوامة باحملبوب تعلقا

أبيات لشعراء وقد ذكرنا يف ثنايا هذا املبحث ،الطريق السليم واحلق أعينهم عن رؤية

، مامللوح، ورؤبة بن العجاج وغريهكقيس بن :بعد اإلسالم جاءوا يف عصور ظهرت

.اخلاطئ يف التشاؤم بالطري مما يدل على بقاء هذا التصور

٧٨

٧٩

.املناجاة

تمن أحاسيس حرك ه، وبثهم ملا يشعرون بعراء للطيورالش مناجاةقد جاءت فومن ؛مكامن الشجن يف قلوم على أشكال من اخلطاب متنوع وأثارتوجدام،

.خطاب املناجاة :الشعراء يف خماطبتهم للطيور بأنواعها اختذها هذه االشكال اليت

:املناجاة

.)١(تساروا :وانتحى القوم وتناجوا هسار :ناجى الرجل مناجاة وجناء

.)٢(، وخصه باحلديثه مبا يف قلبه من أسرار أو مشاعرسار: ناجى فالنا

، وهى مناجيات رقيقة قد ضم بني سطوره مناجيات للطيور والشعر العريبفإذا نظر إىل السماء ورأى الطري وكان بعض الشعراء يبث شجونه للطري؛ تفيض مجاال

.السالم إىل احلبيب حيلق يف جوها محله

أال أيــري ــا الط ــ ه ــادغ قاملحل اي تلحم ـ الس ذمي ال تنرنادـ ي م ٣(اي(

حرف النون. –لسان العرب، البن منظور )١(

املعجم الوسيط )٢(

٢٣٨بن امللوح العامري: ص: ديوان قيس )٣(

٨٠

، وطلب منه بيانا عن احلبيب يخرجه ؛ دعا لهوإذا مر بعقاب ساقط على وكره .ويكابده من شوق ملعرفة حال احلبيب مما يعانيه

ـ و ركالو ابقيا ع الأ ـ ك رر ضيه قسا يتلغوادي مق نابع لعركى و

ـ ي لينأب ـ ا الزال رن يشك نلوال ز مـا اعت يف صيد مـ خ ضـ الظ ةب رف

ـ يل تركا ذذإ ـ ل ى أسـ ر )١(القطربلل نور مفصالع ضفتا انكم اهركذب .لعذاب واهلوان والتشريد وفراق األحبةوإذا ما رأى غرابا قسا عليه ودعا عليه با

أشجار دنا منها يناجيها متذكرا احلبيبة ناشدا أشعار اهلوى وإذا مر بطيور على ، ويهيج اجلوى، الذي يثري الشجون والغرام يحركه يف ذلك نوح احلمام وشجوها

.وجيدد الوجد يف قلبه

١١٩ص: ،ديوان قيس بن امللوح العامري )١(

٨١

: )١(ومن أمثلة مناجاة الطري يقول عنترة

قوغ دنـ ى ع ـ غى األل صـ ان ــب ريط صوت حــه ي ــنين شفــي الع يالل

ــب ــه أأعى فك ــرت ــيان عجف ــ ين ونــ اح ــ ادزف ــوالإع ويالي ع

ـ تحر: جهل تقلف صـ لق ميم يالخالــد اءحــك الــدوى ندبــأو يب

ــو ا أمــقب نــت يف جفيي دــوال ج وعــام ــما أس ــع ــه نيش ب يالح

ــبوال أ ــق ى لي اهلــ انجــر صرا ب ــل ــلأ يك ــق ــوالوالط لازى املن ل

ي كولو أن شـفت الـدـ رع عين و رأيــتــاءه جرــسيالما حن

ــ وعــاناد ــي غ الب رابيــن ح ــ ىت ــنأك ــتق دي ق ــت ل ــق هل يالت

قد وجد طريا يشدو بصوبته الذي حني السابقة أشارت إىل أن الشاعر األبياتا جيد من لوعة وشدة مكامن احلب واهلوى، وهذا الصوت خيفف عنه م مسعه حرك فيهله اإلصغاءيف قصيدته أنه أخذ يف ، وأخذ يذكريشفي العليال ، صوتشوقه حلبيبته

يف ، مث أخذوشوق حرقةري زاد ما به من هذا الطناح ، وأنه حنيبعينيه مع أذنيه الشوقجرحت صميم قليب وحركت بنوحك ما أكابده من :مناجاته فقال له

وهزل جسمي بكائي حىت انقطع الدمع عن عيين بكيت واشتدفوبنوحك ؛واهلوىوأصبح حنيال، مث أخذ يف مناجاته اليت حيكي منها كيف أصبح حاله بعد اهلجران

على املرور بأرضها وديارها ىحىت صار ال يقو وبني حمبو بته صار بينه والفراق الذيالفراق ما جعله يف متغري مث أخذ يصف حاله بأنه قد أمل به من ، اليت أصبحت أطالال

.٧٠، صديوان عنترة بن شداد )١(

٨٢

، ستره ذا الدرع الذي جيعله عليه، وأنه يجسم حنيل ، وأنه قد أصبح هزيال ذااحلال، وأنه قد أصبح له عدوا حىت بفراق حمبو بته كرهوأخذ يشكو من غراب البني الذي يذ

بالغرمي الذي قتل له قريب ويطلب الشاعر بثأره شبهه.

جعل ؛ما كان يعيشه الشاعر من تعلق حمبو بته :ومن خالل هذه املناجاة يتضحذلك حني مسع نوح حىت جعله ؛على نفسيته اليت أثرت على نفسه وفكره ذلك يؤثر

اليت فيها أخذ خياطبه مبا يكنه من مشاعر التأثر الذي نراه يف القصيدة؛ الطري يتأثر هذا .وكيف أنه أثر فقدها يف حياته جياشة لفقد حبيبته

٨٣

ومن أمثلة مناجاة الطري يف الشعر العريب:

:)١(الغراب مناجيايقول عنترة

ـ رابغ البني ـ م ـ كال ـ لك ومي ــد ــين وتعان ــ دق أشــ غلت ٢(ايلب( ـ أينك ـ ب حبـت ذ دق حـ د سفيي ــف راخو قأ كــن صتب كــاحل الب

ـ لق حداوي جـر يـك أب قحب ــار حوور يب ــ ن ســر قالمـي بال

وخب ر عـن عـ بي ـ أ ةل ين ـ ح ـ و تل ا فم ــب علـتـ ا أه يــي اللدايلي

ــ أرض يف كــل يب هــائمفقلــ قبــر أإل ي ــث ــاجل افخف الم

نا لفراق حمبوبته "يف األبيات السابقة: يفعنترة خياطب ؛"عبلةظهر عنترة حز يوما قد قتلت فراخك حبد مالك تعاندين أيها الغراب وكأين: ويناجيه قائال الغراب .حببايل قمت باصطياد فراخك، أو كأين سيفي

؟ ه أخبار حمبوبته عبلة، وأين حلت، وجيلب لرح قلبهويستحلفه بأن يداوي ج، اليت اعتاد عليها وعلى نقلها له ؟ بدال من أن جيلب أخبار الفراقاأليام وماذا فعلت ا

، طبعه يف نقل أخبار البعد والبنييوجه الغراب بأن يغري من وكأن عنترة يريد أن .مبشر باللقاء ويتحول من منذر بالفراق إىل

شوقا جعله يقبل آثار بني حاله من الوجد والشوق لعبلة؛عل عنترة يمث ج .فارقتهركبت عليها عبلة حني رحلت عنه و أخفاف اجلمال اليت

١٤٨ديوان عنترة. ص: )١(

ملا كان يعتقده بعض العرب جتاه طائر الغراب بأنه جبل على الفراق والبني )٢(

٨٤

، وحزنه على فراقها نرى الشوق والوجد من عنترة لعبلةمن خالل هذه األبيات منذر يعتقد أنهجعله يطلب من الغراب أن يكون على خالف الفطرة اليت ؛ بلغ مبلغا

راق إىل مباللقاء ربشبالف.

٨٥

ومن أمثلة مناجاة الطري يف الشعر العريب:

:)١(يقول أبو فراس احلمداين

ـ رقب تناح دقو ولأق ـ تارا جأي امـة مي حب لا ه ـ ين برتشـع حي؟ال

اهل عاذمى ما ذوـ قةطار قت النوال ىوطخرت ـ م نـ اهل ك مببـال وم

أتحلم ـ م حـ ونز ـ ؤادالف ـ ائن نصلى غع مادوق ـ ةافسمـي ال الع

أيا جارتا، ما أنصف الـدهر بـ ين ان ــت عــقي أال اسمــاهل ك مــوم ت عيال

تعالي ترـ ي ر ـ ديوحـا ل ضــ ةيفع تردــيف ج د ــذ مس ــ بيع الب

أيضحك مأسورـ ، وت ي طبكـ ل ـ يو ونحـز م تويسك ةيق نسـال دب

ـ م معبالـد نكىل موأ نتلقد ك ـ مد نكلو ةقل ـ ع ـ ثادوي يف احل الغ

يف هذه القصيدة جند الشاعر يناجي محامة قد وقفت جبانب حمبسه وسجنه الذي ويف ذلك ؛، فعندما مسع نوح احلمامة خاطبها بلفظ اجلوارقبل الروم سجن فيه من

، وما نزلت جبانب سجنه، مث أخذ يسأهلا هل تشعر حباله دالله على أنسه ا حنير لبعده عن موطنه ، وكيف أنه يعاىن من هذا األسفيه يكابده من عناء األسر الذي هو

وى ويعصمه من هذه احلمامة أا مل تذق مث إنه خبربها أنه يعيذ اهل ،وأهله وأحبابه ،ومل ختطر ا على بال -وهى نازلة البني والفراق والبعد عن األحبة - طارقة النوى

، مث أخذ يف مها على غصنها املرتفع عن األرضملا محلتها قواد ولو أا عرفت ذلك سجنه كابد يفإذ هو الذي يعاىن وي ؛بينه وبني احلمامة شكوى الدهر وأنه ما أنصف

٢١٢ -٢١١ص: ،ديوان أيب فراس احلمداين )١(

٨٦

، ؛ تعيش حرة طليقةوهذه احلمامة اليت مل تذق ما ذاقه ،وبعده عن الذي حيب ويهوىوكيف أن روحه ، أو تقامسه هي احلرية واالنطالق، فود لو أنه يقامسها مهومه ومعاناته

.جسما وروحا اليت يف جسمه قد أصاا الضعف والوهن مما هو فيه من حال تعب فيه

، وهي تبكي أنه يضحك وهو مأسور يف السجن –لعلو نفسه –وإنه ليعجب ، ولكنه صامت أنه احملزون هو األوىل به البكاء؟!! ووهي حرة طليقة وتأخذ يف نوحها

، وهي خالية من ذلك كله هر وأذى احلبس والغربة عن األحبةالد متجلد على نوائبولكن ؛ذا البكاء والنوح وخيربها أنه أوىل منها والعويل؟!! وتأخذ يف الندب والبكاء

عرف له ، وتفرضأىب عليهت ةنفسه األبيدمع يف عليه الصرب يف النوائب، وأنه ال ي .النوائب اليت تلم به

ومن خالل ما سبق نتعرف إىل شاعر على ما يكابده يف السجن من غربة وبعد –دري ما يقول ال ي –لطري هوكيف أنه أخذ يف بث مهومه وفقده ألحبت عن األحبة

، وإن له قدرا ال يليق مبثله أن يتنازل عنه وأننفس أبيه تأىب الذل وهو مع ما هو فيه له، ومع ذلك مل ير أحدا أحق ببث ال يتضعضع مع حلول املصائب والنوائب عليه

الشكوى له من هذا الطائر الذي أخذ يناجيه ويبث له مهومه.

٨٧

:)١(عر العريب القدمي قيس بن ذريح قيس لبينومن أمثلة مناجاة الطري يف الش

ـ خب يأنت مخـرب هل نيب البراأال يا غ رب كما خب رت بالنـأي والشـر

وخبأن ق رتد جـ د بيو قنـ ر ج وابـث ماال لقبني مـ الت مـن الغرد

وهجذق تى علن بيـ ب ني رم يضـة إذا ذكرف تاضت مدامعـ ها ت يرج

رهى الـد لاق عبب يءش لهت وقدص عـا اجف الازم رهالد اكذك :تلوق

أال يا :وفيما سبق من األبيات جند قيس بن ذريح يناجي الغراب ويناديه بقوله ،"باهه بأداة االستفتاح "أالانتويف ذلك داللة على التلطف معه مبحاولته لفت ؛ غراب

لذي فأنت ا؛ ؟ين بأا يف خري وسعةويسأله هل أنت مخربي ومطمئين على لبىن ومبشري وأخذوا لبىن معهم وه؛ "قوم لبىنم قد رحلوا "، وأخربتين قبل ذلك بفراقها عىنحينما لدي يب؛ غدري بلبىن حني طلقتها، وغدر وا!!!يف مجال مثقله وحمملة من الغدر

فراقها تفيض بالدمع جماريها وذلك من ، ولقد جعلت عيين حنيبطالقها أشار علي .فرط اشتياقي هلا

ر الذي من دأبه اصرب يا قيس على نكبات الده: ، قلت يلوإنك يا غراب البنيشيء يف هذا الدهر فما ؛ولقد صدقت؛ لألحباب بالفراق والنوى أن يسبب الفجيعة

.كل ما فيه معرض للزوال وخاصة فيما يتعلق مبفارقة األحباب ، بلباق على حاله

٢٢ص: ،ديوان قيس لبىن )١(

٨٨

:)١(خرآويقول يف موضع

ـ مـا أ ي فنر من لباذأح بالـذي ترط دق نيراب البأال يا غ نصـان تع

ك لوإنأ ولبغت ـ هـا ق ـ يل لي: اسط يموت حنا وازفرض منـ ا اه عامدملـ

لقد طرت بالذي : يقول قيس خماطبا ومعاتبا ملعانده الغرابنين البيتيففي هذأي أخاف أن أفقده؛ فيسبب فقدانه يل الضرر وكذلك لبىن حمبوبيت ،وهذا أحاذر

أحرزها به خوفا مبتعدا به عين ليس سوى احلرز الذي كنت به الشيء الذي طرت ؟!!ومعها بعد اآلناذا أنت صانع معي فم ،عليها من الضياع

لطول ؛ أي اسلمي من آفة احلزن والبكاء ؛اسلمي :وإنك لو أبلغتها قويل هلاقتناعها بأين ما زلت أحبها حىت ؛ الالدمع من عينيها واستمرار نزولحزا يف صدرها

.طالقي هلا وابتعادي عنها بعد

حالة الشاعر النفسية:

قه م واحلزن والندم على طالركبه اهلومن خالل ما سبق نرى أن الشاعر قد فملك عليه هذا التعلق ا على نفسه ؛وأنه مازال متعلقا ا وهائما حببها لزوجه لبىن

الذي هو يف - "هذا الطائر "الغرابيف مناجاته حاله ومناه وهذا ما جعله يصوررغبته يف أن ، وما به من الندم على طالقه للبىن ولكن من شدة ،-األصل عدو له

" ؛ عسى أن يكون صديقا، وكما أنه "الغرابجعله ينشد لعدوعود إليها وتعود له؛ يوهذا من شدة أن يكون السبب يف االجتماع بلبىن؛عسى ؛ كان السبب يف الفراق

.ركبه وأغم عليه نفسه الشعور باهلم الذي

. ٥٧- ٥٦ص: ،ديوان قيس لبىن )١(

٨٩

:ومن أشكال اخلطاب الشعرى يف خماطبة الطري

احملاورة:

، واملفعول حماور: محاوروحوارا فهو يحاور، حماورة : حاور،احملاورة مصدر .)١(جاوبه وبادله الكالم :حاور فالنا

.)٢( Z; > = < ? ] :يقول اهللا تعاىل

.التجاوب: والتحاور ،: ااوبةاحملاورة :وجاء يف لسان العرب

.)٣(مراجعة املنطق والكالم يف املخاطبة :واحملاورة

، وال خيلو هذا احلوار من سياق الكالم بني طرفني أو أكثرأيت يففاحلوار ي أسلوب قصصي.

، العصر اجلاهلي وأسلوب احملاورة يف الشعر العريب مل يهتم به الشعر العريب يفوجدت ، وإن كان قدى نظم قصص وحكاياتألن مداره عل ؛وال يف صدر اإلسالم

كقصيدة اخلطيئة "وطاوي -دة ورمبا كانت غري مقصو -عندهم بدايات يسريه ."ثالث

؛ وجعل ذلك يف سياق احلكاية والقصة النسبة للطري وحماورة الشعراء له،وأما ب وجعلين ذلك ال أجد إال بضع قصائد أعاله من عدم اهتمام الشعراء به؛فكما سبق

مادة "حور". معجم املعاين اجلامع )١(

.٣٧سورة الكهف: آية )٢(

مادة "حور".لسان العرب، البن منظور )٣(

٩٠

وسأذكرها ،–أسلوب احملاورة –فيها هذا األسلوب كان ظهرت يف العصر األموي ، وجعل ذلك األنس بالطري والشكوىلنعرف سبب أنس الشعراء بالطري ؛أو بعضها

.وبث اهلموم له يف قالب احلكاية والقصة

، وله مزية يتواصل مع من حوله من املخلوقات، والطري منها واإلنسان بطبعه .)١(املخلوقات املسخرة لإلنسان ألمور سبق احلديث عنها دون غريه من

راجع املبحث األول من الفصل األول )١(

٩١

:)١(ومن أمثلة حماورة الطري يف الشعر العريب: قول جمنون ليلي

تكوش إىل سذا إطالق بر مقف يب نررــت ــي بالبثوم ل ــل ــ اءك جدير

ـ ن جريعم نا هل مطالق برسأ احل هعـ لي إىل من وقـد ه أ يـت طـري

ـ غ قوف ني مننباوجف ـ أ نص ــا م لأال ك ةراك ــا ي ــتن ــري عريس مع

ــق وأي ــمل ت اةط عرك جنــاح ف اهــعاشــب تضــواجل رنســك احري

ــ نمــوإال ف هــذا يــى رؤد ــأف الةس كشرال إن هــم حــ ب كشور

ـ برك يت بعـد وبو صشكإىل اهللا أ ــ ريانونــ يتشوهــي مــا بقــف نتور

ـ يلل لال قأ للي ه تـ ر اه جـريــإ يتا م ــا فنف ــي هل ــديم ــ يا ل ريمج

ـ الع رابطم الورق نم ةامــمح تنــغت إن نزحــب أظــل شي ـ ب ورك

بكت حني در الشوق يل وترـ ن مــ تفــال صلح تــ ي بــهبــروصفري

شاعر اجلوى مب وتبوح، أعماق مشاعر هذا الشاعر امللتاع تعبر األبيات عن الولع هذا العاشق لتظل اليت وصدى احلياة املريرة،الفؤاد املكلوم وتكشف أمل، واحلب

."ليلىحبوبته "مب

وفقده هلا يف هذه األبيات السابقةينقل لنا صدق مشاعره جتاه ليلى إن الشاعرهائم يف مع سرب القطا حني مر به وهو هقصتصور فنية رائعة تتمثل يف صياغته يف

.إحدى الرباري

١٠٠ -٩٩شرح عدنان بن زكي بن درويش. دار صادر. بريوت.ص: –ديوان جمنون ليلى )١(

٩٢

فخاطبهم وناجاهم وهو يف وضع الطريان ووه سرببه ببكائه عندما مر بدأهاوقال هلا مستفهما ؛حال جعلته يتعلق بأمل يف أا تساعده وتعطيه ما يطلب يف

قد لعلي أطري به إىل من ؛منكن من تعريين جناحهاومتسائال: أيا سرب القطا هل ه لكي يتمكن ياختار الشاعر أن يطلب من الطري جناح ، ولقدتعلق قليب واهو أحببت

عناء السفر والبحث عنها، وجعلته نفسهدون ون مشقه ود من الطريان إىل حمبوبته .بسرعة إليها ولوصيتمىن ذلك لئال جيد صعوبة يف ال

يصور صدق مشاعره ل ؛لشاعر كلمة "لعلي" وهى تعىن الرجاءوقد استخدم امن ويسأل عنها كل أخبارها لبرؤيتها وأصبح هائما على وجهه يط حرم جتاه منقادم من ديار قبيلتها اليت هاجروا إليها بعد أن منعوه أو إذا عرف أنه مسافر –يقابله

.الزواج اأجابه وهو واقف على غصن شجرة وحكى لنا قيس يف قصيدته بأن مجيع القطا

لنجدتك وعونك على وإنا على استعداد جد بنانبأننا نعريك أيها املستعري املست ؛أراك .لقاء من تحب من هلفة إىلما أنت فيه

منا ال تعريك جناحها فنحن ندعوا عليها بأن يصيبها الضرر وأن أي قطاةوإذا مل :مث قال هلا ،ستطيع الطريانال تهكذا مكسورة اجلناح وتعيش ويكسر جناحها

وإن احملب لشكور ،؟ فأشكرهيها إىل من أحبتعرنين جناحا فمن حيمل رساليت ويؤد :مث أخذ يقول ،ملن يعنيه يف التواصل مع حمبوبته

ان شوقي ال دأ وال فنري ؛إىل اهللا أشكو حنيين وضيق صدري من شدة احلزن .افتورتعرف

٩٣

:الة اليت يريد إيصاهلا إىل ليلى ويقولمث أخذ يملي الرس

، فإين لو هل هي جمرييت إذا ذهبت للقائها؟ هل تجريين من أهلها ى:ليل اسألوايف حال من احلزن واهلم وأخربوها أين، ألجرا بكل ما لدي وما أملك كنت مكاا

بكت مامةحىت إن احل ،دت على غصنهات محامة وغرما تغنكلعلي ازدياد يكون يفوال هو ت بصوت طرب فال هو مبحوح ترثي بهوغن ؛وعذايبشوقي شدةحني رأت

.وأمل يف لقاء قريب ، يعبر عن فرحة وسعادةضعيف فيه صفري

نفسية :ستطيع التعرف على نفسية الشاعر واليت هيت من خالل هذه األبياتجمنون –يسببها بانون فجعله يف حالة وص ؛وشوقا كبريا لليلى حتمل حبا عظيما

فهذا يدل على أنه من ؛جناحا يستعريه منها :إنين حني أراه يطلب من القطا –ليلى !!"أحالم اليقظة" ـيعيش ما يسمى ب شدة شوق جعله

وحتدث إليه وأرسل معه رسالة حمملة بالشوق وصدق املشاعر خاطب وأنه ليوصلها إىل ليلى.

وهذا يدلنا على أن الشاعر رأى يف ،كلنا" –نين "فجاوب :وقد جاء يف القصيدة .الطري دون البشر جندته له ووقوفه جبانبه

، ورضي شارة إىل أنه قد فارق أهله ديارهإ يعطي ؛طائر القطااختيار الشاعر والشاعر رأى أنسه يف ،طائر يعيش يف الرباري :ألن طائر القطا ؛الربية بالبقاء يف

.يستأنس بغنائها أو نوحهاالطيور ويخاطب فيها الرباري

.جعله يخرج لنا عيونا من قصائد الغزل والشوق واحلننيالصادق وحبه

٩٤

:)١(ومن أمثلة حماورة الطري يف الشعر العريب: يقول عنترة

يــبه والنحينــي حنانجشــف اممــح ونصــيف الغ احنــ قــدول

بات ـ ي ـ كش و فراق إلـف ب عيـد ويــاد ــا الغرن ــبي أن ــدالوح ي ي

يا حمام الغل صونـ ك و نت ـ ثم يل قا لعاشم يـ ر يـب صـن رط غ كق

ــ ــ كتراف الوجــ د ــبواهل ــلق وى حمل ــب ــذأ ده ق ابه التــذ يبع

ـ ه عل ومي لك تـ اب مـ ع الد يــببيــه اللف ارر يحــمــوأ رـــ هـ

وبــا ت ــا م ــقنالي ضي ورــاز ــ اي ــا لم هــا من نــة ــوخ هاي وبط

ذكر ؛ حيثاألبيات السابقة تخرب حبوار قصري دار بني عنترة وبني طائر احلمامأحزن ، وبكاءه قدما على أغصان الشجرة ينوح ويبكيالشاعر يف قصيدته أنه مسع محا

وبأنه أخذ يشكو لعنترة فراقه إللفه ،عبلة وشوق إىلترة وحرك ما فيه من وجد عنفي لالغريب ال أنيس يل بعد فقدي إل أنا الوحيد :وينادى يقول ،عنه وحبيبه البعيد

بأنك لست عاشقا مثلي، ولو كنت عاشقا حبق :وجوابه فأخذ عنترة يف الرد عليهك لبعد ؛عشت حياة ال راحة فيها وال سعادةول ،على غصن مل يهنأ لك العيش وصدق

.عن من حتب وفراقك له

. شوق للذي قلبه قد ذاب من التعذيباترك احلب والأيها القمري،

قد حيزت إيل؛ فأصبحت أقاسي الفرقة وأمل البعد عن حمبوبيت فإن اللوعة والغراميأخذ يف عتاب ؛ألنه السبب فيما هو فيه قد أصبح يعاتب الزمن والدهر؛عبلة، و

٧٨يوان عنترة ص: د )١(

٩٥

إين يف أمر من اهلم والشوق ما ،ت السبب يف فراق من أحبأن :الدهر وخياطبه بقوله، وما حيل يب من مصائب ورزايا هول ما يرى يب وما أكابده حيار فيه العاقل اللبيب من

، فأفقدين عبلة، وفارق بيين وبينها ؛بسبب الدهر الذي تعرض يل ال اية هلا وكل ذلك، جتعلين أتودد للدهر بالعتاب ساممصائبه، وخطوب وأحداث ج وأقام على صروفا من

.من الباليا عله يخفف عين مما يحله يب

جنده يف حال من احلزن على فراق عبلة حزنا ؛من خالل األبيات اليت قاهلا عنترةمن ، وهذه حال وصل هلا الشاعرينكر حزن غريه على من فقد أليفه جعله ،شديدا

، واإلحساس بأنه حمارب من مجيع من ضيق النفس، وتشتت الذهن، وكثرة الشكوى، وأن كل من يشكو فراق حبيب املصائب متتالية من فقد عبلة ملا تتابعت عليه حوله؛

.فهو دونه يف الوجد والشوق ملن يحب

٩٦

ومن أشكال اخلطاب الشعري يف خماطبة الطري

:املناداة

.منادى :، واملفعولادد، نداء، ومناداة، فهو من، نانادى :رمصد )١(واملناداة .)٢(طلب إقبال املدعو على الداعي حبرف ناب مناب "أدعو" :والنداء

.)٣(" وهي أصل أدوات النداء"يا -أيا -أي -اهلمزة :وللنداء أدوات منهاد ئ، وتعد النداء ركيزة رئيسة يف معظم قصاالنداء من أساليب اإلنشاء الطليبو

.سلوبية املهمة يف نسج القصيدةوأحد الظواهر األ خماطبة الطري االستهاللو، خماطبة الطري مواقفن متعددة يف ألواوالنداء جاء يف صور و

يعد أمرا طبعيا يف موقف يبىن على اخلطاب واحلديث إال ؛واالفتتاح يف القصيدة بالنداء :مجلة النداء يف القصيدة مع السياق الذي ترد فيه يف القصيدة أن

وتقرب إىل ،املسامع عمق املعىنبالكالم القادم، وتلقي يف عرما تش كثريا .يف موقف مناداته لهالصوت الذي مهس به الشاعر للطري األذهان ذلك

يف صورته ،ن يف خماطبته مستخدما النداءيكو ؛والشاعر حني خياطب الطريللحس، أو إيقاظا ثةء ال ينفصل من "اخلطاب" أو احملادهو جز، واحلقيقية واازيةمن املقاصد اليت قد يطرقها ذلك وحنو ،، أو إيناسا باسم املنادىألمهية ما سيلقى

الشاعر بسبب ندائه هذا الطري أو ذاك.

، مادة "نادى".املعجم الوسيط )١(

.٢٥٦، ص باب املنادى –شرح ابن عقيل أللفية ابن مالك )٢(

.٢٥٨، ص املصدر السابق )٣(

٩٧

الطري يف الشعر العريب: من أمثلة مناداة

:)١(ما قاله الشاعر الصنوبري يف رثاء ابنته ليلي

ــا أي ــا القأال ي ــه ــرم ـ دتغر اذ مي ك ف واحي الـر ـ و فـ ي الب ورك

أجدـ ك ت شتكي جز عـا وتـ ب يك ــل ــ ودمفقـ ــغري وأ ريبكـ صـ

ـ عقف ـ ف ق ابي بـ ن رسـ ين وربــى القلــع ســاءالن عزىل جــإ رظانف

ــن ــ اءس يف حدــ اد صائحك اتــغ ربان تــاي ــ حص فــي الو ورك

ــينادين ــاألحــبخورة يف ص كويف يجيب من ـ ت حـ ت الصورخ

حنين ـ و ـ م ا ينـ حن بشل يهـ ي ـ ع الـدموع رنحنيو يل حـور ى النل

ـ ؤير تبأ ا السورر يـون قـوم ع أوا لرــي ــي تل ــري عس ــل يررى س

سأبكي مـ ا ب ـ نمـري ب ى القك ب يتـ ب ــ رحمن ـ د مــوعلي ب حــورب

ــلأ ست أ نأ أحــقــبكلي عــي اه ـ إذا ب ى الطيــورلــع يــورالط تك

:، وقال لهع يف صوت القمري نياحة على ألفهابتدأ القصيدة بنداء القمري ملا مس ،زن والبكاءوإمنا إذا أردت احل ؛؟ هذا ليس بكاء حقاأحقا تبكى وتشتكى لفقد إلفك

وبكائهن وانظر إىل النساء وحزن -املوضع الذي فيه قرب ابنته -فاذهب إىل قنسرين ، وكيف جزعهن!!!!على من وسدت يف القرب

، وهن مجتمعات حول قرب ن شدة احلزن والفقد يف صياح طويلنساء أخذن م .الغربان يف وكورها كاجتماع ،ابنته

.٩٧، ص ديوان الصنوبري )١(

٩٨

احلزن وأصبحن ينادين من حتت الصخور والتراب ممن أخذن يف الندبة والتفجع و فقدن....

!!!!كيف جييب من حتت التراب ....ولكن هيهات

، وأن عيناه أخذت عيونه من الدموع تنهمر -نته مث يذكر الشاعر بأنه مبوت ابومن ،رأت ليلى وهي تحمل على جنازا :، ألاطريقا للسرور والفرح أبت أن ترى

، غري منقطع يف سأبكي عليها ببحور من الدموع :أخذ يقول ى ابنتهشدة حزنه عل .بكائي

ومن خالل ما سبق نرى أن الشاعر الصنوبري قد أصابه احلزن واهلم يف فقد ،ليلي على ابنته هائكى فقد حبيب ليس كبأن أي بكاء عل :يرى فيه ابنته بلغ مبلغا

بكاء على النساء ال ىيف بيئة تر تكانت قويه فهي قد صدر ولوعة الشاعر على ابنته، ومع ذلك من شدة تعلقه بابنته وصدق الصنوبري ب من زمنريعارا إيل وقت ق

.من القصائد مشاعره أخذ يرثيها ذه القصيدة وغري ها

٩٩

الطري يف الشعر العريب: ومن أمثلة مناداةهما يسري يف بين اختالفمع –وقيل طرفه –ما قاله: كليب بن ربيعة التغليب

، يقول كليب:األبياتــب ــ كال مــق ن بب رةمــع ريم

ال تــر ــوي خهب ــا وال تف ستنريك

يأبشـر ف نـك ع اديالص هبذ دق

وــر فــ ع ــف خالف اذمــا ت يرذح ل الخك ـ بف اجلو يضـ ي و يرفاص

ــون ــرق ــي م ا شنأ ئت تــن ريق

ـ ني مارج أنتف صرـ وف ذراحل

ــإ ــوغى بل ــوي ل مــ ك ردقمـال

لطرفه بن العبد مع )١(األبيات السابقة كما شارت سابقا أا لكليب وقيلمع بيان ث األلفاظ وسأتطرق إىل حتليليهابينهما يف األبيات من حي اختالف يسري

.منهما سبب نسبة األبيات لكلجاءت قربه وأقامت يف هذا ليب بن ربيعة محى ال يقرب هذا احلمى فكان لك

.وباضت فيه بيضها ،احلمىبأنك قربه يف مأمن فال ترهيب وال ، وقال هلا خماطبا:فأجار كليب هذا البيض

، ألنه لن عمرك فأنت يف محاي وسيطول قرب إىل بيضك وعشك تستنكري شيئاكون سببا يف هالكك فأبشري بزوال اخلطر عنك الذي قد ي تتعرضي يف حماي لألذى

فري ما شئت من الصفري ونقري ما فضعي بيضك وأنت يف مأمن وص من الصياد وفخه يضرك شيئا من صروف اخلطر إىل أن توايف أجلك املقدر. شئت من النقري فلن

:من خالل ما سبق من األبيات وشرحهاعله يجري طريا يف مملكته ، جتوسطوة وشرفا ن الشاعر ميلك نفسا عظيمةأأجد

.ومحاه

.١٩٩. ص "خال لك اجلو فبيضي واصفري" -لليوسي -زهر األكم يف األمثال واحلكم )١(

١٠٠

:)١(طرفه من أبيات فهي وأما ما نسب إىل

ــ ــي ــ كا ل مــ ن ــرعمب ةربق ـ بف اجلـو كل الخ م يضـ ي و يرفاص

ـ ر دق فع ـ ف الفـخ اذمـ ا ت يرذح وــن ــرق ــي م ئا شنأ ت تــن يرق

ـ ع اديالص هبذ دق نف كـ أب يرش د يـ نأومـا ال ب صتـ ي فاد يرباص

وذلك أنه الشاعر اجلاهلي ال هذه األبيات هو طرفه بن العبدق ن أول منإ )٢(وقيلفقالت هم كي ترعى ابلا ي أمتك معفابعث )٣(إين أريد صيد القنا بر قال ألمه وهو غالم:

اع عياله ، مث أا أرسلت أمتها مع البهم.، وأضيا بين إن املضيع من وكل ماله له أمه:

كانا يعهدان به القنابر نا، حىت أتيا مكاوخرج طرفة وصاحب له معهما فخمث فقرته ،، وتنحيا غري بعيدين، فجعلت قربة حتوم حول الفخفنصبا الفخ ،كثرية

:فأقبل طرفه بن العبد حنو فخه وهو يقول ،فأخطأها

، مث نصب فخه د، ويذهب التالد، ويضعف اجلالدقد يعثر اجلواد، ومتحل البالفلما طال ذلك به ضجر ،القنابر حول الفخ، وهي حتيد عنه وتلقط ما أصابت فوقعت

:وهو يقول ،وانتزع فخه

ــ ــ نلكاتقـ ــق ناهللا مـ ــديم راينـ ــ اتهتـ ــ الالفبـ رافونـ

ــر الو راطاملـــ نيعـــم نتيقوال ســـ عيتن جراجاحلــ نــوب

.١٢ديوان طرفة، ص )١(

.١٩٩. ص "خال لك اجلو فبيضي واصفري" -لليوسي -زهر األكم يف األمثال واحلكم )٢(

""قرب-البن منظور -لسان العرب -مرة مجع قنربة وقربة وقنربة وهو: ضرب من الطري يشبه احل القنابر: )٣(

١٠١

باملوضع الذي مث التفت فإذا القنابر قد سقطن ،وانصرف هو وصاحبه راجعني :، فقالنصب فيه فخه يلتقطن

ــب ــ كال مــق ن بــ رةــالهاأل رمبعم ــابقة أعـ ــات السـ بيـ

حدك اليوم حاد، وصدك :، قالت لهإىل مرتله ورأته أمه مل يصد شيئافلما أتى :هلا طرفة!!! فقال صاد

ـ ا كم نت ـ ذإ حـدودا م ــو دوتغ ــا رأم يت ــلم ــ ث ما لقــت ي

مـ ن ـ ائط ـ ب لر ظ نا ي حـو١(ت( ينصـ ب ـ ف ي اللـوح ف ما ي فـوت

ــوت ــا مي ــن رهبتن ــاد م يك

.إين ألرجو أن تكون شاعرا وأن تشبه خالك :فقالت له أمه

على حداثة -، يتضح يل مقدرة طرفة الشعرية قربةومن خالل أبيات طرفه يف ال .، وما جرى عليهما يف صيدهافه لرحلته مع صاحبه لصيد القنابريف وص -سنه

شاعرا مثل ، حىت تومست فيه أمه أن يكونبيات صورة فنيةصورها طرفة يف أ ومن املوافقات أن طرفة أصبح من شعراء املعلقات على أنه مات مقتوال ،خاله املتلمس

.ابن ست وعشرين سنة :وهو يف شبابه وهو

.حات، حيوت: أسرع )١(

١٠٢

:يف الشعر العريب لطريامن مسوغات خماطبة الشعراء

:البوح -أ

وباح به : البوح: ظهور الشيء. وباح الشيء: ظهر)١(جاء يف لسان العرب :وح والبث باملشاعرفالب أبثه إياه فلم يكتمه :فباح به بوحا أظهره وأباحه سرا :بوحا

.وأشواقه احلارة ومشاعره الفياضة وأحزانه املؤملة تعبري عن آالم اإلنسان املكنونة

والبوح باملشاعر من املوضوعات املرتبطة حبياة اإلنسان منذ أن وجد ولن تنتهي .إال بانتهائه

دنا ، وجر وبثها يف الشعر وعالقته بالطريوإذا نظرنا إىل موضوع البوح باملشاعمهيجات الشجن والطرب على ، ألن غناء الطري من يف الشعر العريب ذلك متواجدا

م من يراه مبعثا لشجونه ، ومنهمن يرى غناءه يسري عنه ، فمن الشعراءحد سواء على، فقد تردد احلمام" وأاحلمامة " :يف هذا الباب ، ومن أكثر الطيور ذكراوأحزانه

هيج نوح احلمام من ملا ي ،الطري األخرى أصناف الشعراء بكثرة دون باقي ألسنة .ى، وحرقة اجلوكوامن األشواق، ولوعة احلنني

."مادة "بوح -البن منظور -العرب لسان )١(

١٠٣

، ومل تزل العرب العرب ه يف أشعاركثر ذكراحلمام أن (( )١(الشريشي وقد ذكررب من رقة ، وقد ذكرت العوتغريد البلبل والورشان ،احلمام تستحسن تسجيع

القلب حىت ، ويحدد رقة لشجون، ويهيج األسىويولد ا ،تسجيعه ما يبعث التذكر .....))الزما ألجلها....... ، والتصايبجيعل البكاء فرضا معها

، فأكثر مع الفراقيف الشعر العريب احلمام وأاحلمامة وعادة ما يرتبط ذكر .، فكانت بينهما ألفه وشجن واستنطاقعليها الشعراء قد وقف

تمام كثري من الشعراء حىت احتل مساحة واسعة يف احلمام باهرياستأثر ط ذاو .شعرهم

٣٦ص: ١ج -للشريشي –ريري شرح مقامات احل )١(

١٠٤

: ومن أمثلة البوح للطري والبث له

:)١(حيث قال ما قاله عنترة

ـ قد هي البان ائريا ط جـ أ ت شوز يانجدنــتــ ي طربــا يــا طــائرالبان

ـ تعفج دق إلفا بدنت تنك إن ـ الذ اكجش دقف هب ـ أ نيالبي ب شيانج

ـ نبا مجى عرى تتح ينزى حلين عدعساو حوالن ني مندز ـ جأ ضيف يانف

وقف لنظتر ي والا بم كتن ـ ع ـ نأ نم كسفنل رذواح الج ـ رين اسف يان

لو رطرضك يف ألع ـ احل ـ ازج تىر كرـ با ع ـ ل ى عأ جالو دون نع مـان

ي بســريارجــة ــنت ي أ لهدعهــام شـ إ قاو ـ طـن نـاء و ى ول انريج

ناشدتـ اهللا يـا ط ك يـ احل ر اذإ امم رأيت يمـ ولوما ح يعـان فان ومالق

حيار: طلقو ـ ت ركناه ـ و ـ نف دق يت دموعه وهو يـ ب ك ـ مى بالـد يانالق

فوق شجرة يغرد بصوت نترة قد مر على طائريف األبيات السابقة جند أن ع . مكامن الشوق يف نفسه ولوعة البعد يف قلبه مجيل حرك

،اين يا طائر البان فزدين من نوحكلقد هيجت أشجاين وأحز فخاطبه قائال له: إليه، مسترسال معه، وكأمنا يراه يصغي إليه ويستمع له. واستمر يف خطابه متحدثا

بفراقه ، وإلفك وقد أصبتتأمل من فراق حبيبكتتوجع وتهذا إن كنت بنوحك هو ،الذي أشجاك وأحزنك من فقد من حتبفإين أخربك وأبوح لك بأن ؛والبعد عنه

هذا النوح ، فزدين منقدت عبلة حني فارقتين وذهبت عينفلقد ف ؛الذي يحزنين

١٧٩ -١٧٨ص: ديوان عنترة. )١(

١٠٥

ولتنظر مقليته بسرييك مين عجبا ببكائي على عبلة بكاء شديدا تفيض والبكاء الذيكالنار خترج منه الزفرات واألنفاسالذي صدري ، وضيق لبؤس والعذابحالة ا إىل

.ما حتمله نفسي من شوق ولوعة لعبلة من شدة

رى الركب ت كلعل ذهب إىل أرض احلجازتطري وت أيها الطائر اجلميل، حبذا لووإذا أردت أن تعرف ركبهم؛ فانظر إىل ركب ،)١(عبلة يف واد نعمان الذي فيه .تسيل أدمعها شوقا يل وحزنا علي فراقي فتايت اجلميلة اليتومعهم يسريون

فانعين هلم، وبلغهم ما أنا ،هللا يا طري احلمام إذا وجدت ركب القوماناشدتك علي األرض يبكي ملقى تركتا عنترة طرحيا :وقل هلم ،وشوق ومعاناة ، من عذابفيه

وأنه قد استنفذ دموعه ووصل إىل مرحلة حىت فنيت منه الدموع من كثرة البكاء شوقا .بكاء بالدم القاين من شدة الفقد واجلوى

واد يقع بني املدينة والطائف. )١(

١٠٦

ري والبث له:ومن أمثلة البوح للط

:)١(ما قاله قيس بن امللوح حيث قال

أال يا حمامي نطب نمـان ع هجمـا ت ــع ــ يل ــمــا لتينغا تمــى لواهل اي

أوكبمانيتي وطس صبحلي وـ أ م ـ و كل نيالع وعمي دالأب نك نت خـ ال اي

ــو اي ــا القأي ــيرمه تان تجــاو لب ابحنكيـ م ـ ما ث اسجعـ ا ع ـ ن الل اي

ـ و ىليلا لي مرعش تيأال ل مـ ا ل اي وما للصبا من ـ ب عـ د شبي ـ نالع اي

ـ إىل من تشيها أو مبن جئـت واشـيا أال تـرى ىأال أيها الواشـي بليل

ـ اببحاأل نعظ نئل ا أ، يم ـ م الف كا ظمعـ ن ـ ادؤي يف فالـذ باحل اي

ـ يه ىليل تريإذ ص بر ايف ــزف ىاملنب ينعينــيمــا زا كهنــتهــا لاي

ـ يلي بنإف هـــالوأه يلها إضـــغبف الوإ ـ ىل ايواهيـت الـد قل دق

ل لثعلى مليقى يلت نفسـه ءاملـر ك نإونت مل ناوياى على اليأس طلي

ـ فانكاألو شعي النل ابــرقف ىلــيلوا بنضــ نإ ييلــخل واستغفا ليـا ر

لقد أهجتما :يف األبيات السابقة جند جمنون ليلى ينادي محامتني ويقول، فجعلين ذلك أبكي وأنا بني ب يف نفسي بغنائكما يل وتغريدكماوحركتما احل

ولو كنت خاليا لوحدي - مات الرجال البكاء أمام بعضهوليس من عاد -أصحايب أدمعي بسبب ، وال من تساقطأبال ومل أحترج من بكائي عليها أبكي من حب ليلى مل

.شوقي إليها

.٢٣١-٢٣٠، صبريوت –دار صادر -شرح عدنان زكي درويش -ديوان جمنون ليلى )١(

١٠٧

مث يسقيانه أن يتناوبا باللحن والتغريد : وطلب منهمانيقيس القمريت وخاطبويكابده مما صار فيه من انيه، مث أخذ قيس يبث ويبوح مبا يعمن سجعهما وترتيلهما

عالين املشيب مايل ولليلي وهذا التعلق ا والشوق لرؤيتها وقد :حب ليلى ويقولمث أخذ ى على صرب الفقد والبعد عن احلبيبوكربت سين، فلست بالشاب الذي يقووأنه قد ،أهلها وكيف أنه أجرم بوشايته هذهيؤنب ويعاتب من وشى حببه لليلى إىل

.أنه مل يكن قد وشى به ، ودلو رآه من وشى به يف حالأصبح

؛ وكأنه يشعر أن ""أم مالك .، ويكنيها بكنيتهامث أخذ قيس خياطب ليلى القمريتني تنصتان إليه وتستمعان إىل خطابه.

، فما رحل حبك من فؤادي، بل بقي يف قليب ؛لئن رحلت عين يا ليلى :ويقولالشوق واحلنني أكابد وصرتيف فؤادي الذي لك.

يا رب :وأخذ قيس من شدة ما به من جوى وشوق وفقد يدعو ربه ويقوليف عينيها فزيين يا رب ؛أنت الذي جعلت ليلي كل مناي ومطلب يف هذه الدنيا

.املشاعر واألشواق تبادللن، حىت أكون منها كما هي مين ومجلين

ا زينتها يف عينيها كم -يا رب -إن مل تزيين :زال قيس يناجي ربه فيقول وما أحاطتين، فبحيب هلا قد وألهلها أيضا ، واجعلين هلا كارهايف ناظري، فبغضها إيل

.وبعد وتفريق وكمد وتعب من شوق وغربة :املصاعب واملشاق واألمور الدواهي

١٠٨

وخالصة القول:

، وأن ذلك الغناءبأن يستمرا يف وطلب يف نفسه احلب، جهي إن تغريد احلمامتني ،الدوام دون انقطاع ى؛ ألنه ال جيد راحة إال يف تذكر ليلى عليسقياه من هذا الغناء

إن مل -عز وجل -، أن دعا اهللا الذي أخذ بلبه ويظهر لنا أثر تعلقه الشديد بليلىأن يبغض ليلى يف ،من أحاسيس ومشاعر يزينه يف نظر ليلى وجيعلها تبادله ما يبثه هلا

ويظهر لنا ذلك يف موضع آخر به من هول ما جيد ويكابده بسبب حبه هلا وعشقهقل ،صاحبيه بأنه سيموت أن عرف :شدة تعلقه بليلى حبا وشوقا وصبابة :من القصيدة

.إن مل يظفر بليلى أو منعت عنه أو منع عنها

١٠٩

)١(اخلنساء قول، ثلة البوح للطري يف الشعر العريبومن أم

أال أيها الدـال يكمنـ ي باد سحرة ا أذم كلهبخرك ـ م ـ دا ق باد يـا ل

بدـ ي أا ل ـ ن ـ رز دي ق ـ تفب تئ ية بــقــي ــونثــروأ موة ق يااكبمـي ال

ـ لمف ا سمعالنائ ـ ت حات ـ حين ـ عزت هن واس يتتأي ـ ال أ نقنت خيـا ا ل

ـ شيي العأرج فيكو متهلع دق نم رو خريمن عر بخصك ـ لض ضياالل

ومأ ي الا لبكلي عى مـ ن ـ و أل هن ــت ــ مدق ومي قيــب ــبه لل ــاى لك ي

ـ يـد و زو سييف ق ستم وإن عرام وان لغسم تسمل ع ه الـدهر يـا ال ح

قة أرادت اخلنساء رثاء أخيها صخرا كما قد رثته بقصائد األبيات الساب يفطائر ، ولكنها مل تنادحزاا وتبوح له مبا آل له حاهلا، كي تبثه أفنادت طريا ،أخرى

هذا الطائر الذي كان ملجأ غالب الشعراء إذا أرادوا البوح حباهلم وبث احلمامة وباحتالديك املنادي يف السحر، إىلوجزعها حزا إىل بثفقد عمدت ؛مشاعرهم

:له قائلة، مبصاا له

، إين ي أخربك ماذا حل يب وماذا جرى يلك ؛أقبل )٢(أيها الديك املنادى بسحرى من عظيم رك هلم عند، وهذا املصاب الذي حل م قد تبفتية من قومي قد أصبت

، قد كان من فقد م من قومي ء الفتية الذين، وإن هؤالوالنوح عليهمفقدهم البكاء ، لنساء يندبنه وينحن عليه، حىت مسعت اأعرف بقتله بينهم أخي صخر ومل أكن

٩٩ ص –ديوان اخلنساء )١(

السحر: آخر الليل وقبيل الفجر )٢(

١١٠

، وال أعلم رجالاحلياة، فقدت أخي صخرا فتيقنت حينها أنه مل يعد يل أخ يف هذه .والعيش بعده ، وكيف تطيب يل احلياة بعد فقدهري منهخ وال أخا

.أيها الديكوأرثيه، وحق يل ذلك أبكي علي صخر وأندبه

يف ته، وبأين لو تقدمف ال أبكي عليه، وأنا أعلم مبحبيت ومعزيت عندهوكي، وإنك أيها الديك لو متسي يف قبائل العرب وحزن لفراقي ومويت لبكى علي ؛املوت

ى ملثل من هذا ، فأنأو يشتمه لكرمي خصاله، وشريف سجاياه ال تسمع له أحدا يقبحه .يعيبوه اله أن يذمه الناس أوح

:األبيات اليت تعرب عنومن خالل هذه

وشدة تأثرها بقتله وفجيعتها بفقده، برغم أا شدة تعلق اخلنساء بأخيها صخر،، فكان نفسها وأشد عطفا عليها أقرب إىلولكن كان صخر فقدت معه أخاها معاوية .نقطعوبكت عليه بدموع ال ت حزا عليه حزنا شديدا

ولعل يف خماطبتها الديك دون غريه؛ ما يشعر مبدى احلزن الذي تعيشه والفقد الذي تكابده، جعلها تسهر ليلها يف بكاء وأنني؛ حىت انتبهت لصوت الديك الذي من

عادته الصياح بالسحر.

ولقد رثت اخلنساء أخاها صخرا رثاء طويال بقصائد تعد من عيون الشعر العريب اء.يف الرث

١١١

ومن مسوغات خماطبة الشعراء للطري يف الشعر العريب:

ب) األنس بالطري:

أنسا، فهو آنس، واملفعول: مأنوس إليه. –يأنس –أنس

أنس بفالن: سكن إليه، وذهبت به وحشته، وألفه وارتاح –أنس إىل فالن .)١(إليه

: واألنس: خالف الوحشة.)٢(وجاء يف اللسان

ينما يرى الطري؛ يأنس إليه ويرتاح؛ ويأخذ يف خماطبته، كان الشاعر ح .-كل منهما بلغته -ومشاركته فيما هو فيه من تغريد

يف مشاركته أحزانه؛ لشعوره بالوحدة والوحشة حيث ةرغبفهو يناجي الطري؛ ال أنيس له من البشر، أو لرسالة يقوم الطري بتوصيلها بطلب من الشاعر حملبوبته، أو

منه أن يأيت خبرب من يحب ويعشق. ليطلب

-كما أشري إليه سابقا - وأكثر الطيور أنسا وقربا من الشعراء: طائر احلمام؛ ؛على األنس ديله م، ويبعثهءاعرنفس الشأهديل احلمام يحرك املشاعر يف وأن

م؛ حىت حظي هذا الطائر مبكانة خاصة يف الشعر العريب، وتناوله الشعراء يف قصائدهف كان له رصيد ضخم دون سائر الطيور.

مادة: أنس. املعجم الوسيط. )١(

لسان العرب، البن منظور، مادة: أنس. )٢(

١١٢

والشعورية من خالل احلالة النفسية –أي الشعراء –وهم يف ذلك خمتلفون يرى فيه من من الشعراء و ،احلزينلدى كل شاعر حني مساعه هديل احلمام وتغريده

غريدا، يرى فيه أنسا، واملبتهج والفرح منهم يرى يف صوت احلمام ت من منهمونوحا، واخلايل من شعور من سبق يرى فيه طمأنينة وسكينة.

: أن احلزن والنواح هو األساس عند احلمام؛ فاحلمام ديله وسجعه واملالحظالشاعر يف هديل احلمام وعادة ما جيدبريد العشاق، وأنيس احملزونني، ومسري املغتربني،

ه من الشوق ملن يحب، واجلوى عن فقد اليت حتملزينا يلقى يف نفسه امللتاعة، بكاء ح .هجر

:)١(من أمثلة خماطبة الطري لألنس به؛ قول: شفيق بن سليك األسديو

ــة تعني محام الورق فاستخرجت وجدي ومل أبــك حــىت هيجــتين محام

ـي محامـة أيكـةمن جـتهي هدي فقدمه جأكت شوقا كنت من الوجد

غذاه ربيـع بـاكر يف ثـرى جعـد ق أخضـر نـاعم تنادي هديال فو

ونذكر منه مـا نسـر ومـا نبـدي فقلت تعايل نبك من ذكر ما خـال

وإال فإين سوف أسـفحها وحـدي معـا تنـا يين نبـك عرب فإن تسعد

اول كتمانه من احلب حيما ، وحركتمحامة بغنائها هقد هيجتهنا الشاعر تباكيا معا على ذكرياا، وليتبادال أحاديث احلب واهليام ما خفي يلعاها د؛ فدوالوج

منها، وما بدا.

الزهرة، أليب بكر حممد بن داود األصبهاين، ت: د. إبراهيم السمرائي، مكتبة املنار، األردن: الزرقاء. )١(

١١٣

:وخاطبها

فإن غناءك قد هيجين وتؤنسيين؛ فابكي معي؛ يحي وتفرنيإن أردت أن تسعدالشوق واحلب يف قليب، وإن مل تستجييب لطليب ورغبيت يف البكاء معي وتأنيسي حلزين

أبثه وحدي؛ حيث ال أنيس يل من البشر سوف أبكي وأمهر دموعي يت؛ فإنينووحش .ما أكابد من حزن ولوعة وشوق

أن الشاعر قد استأنس باحلمامة؛ حينما رآها واملتأمل لباعث اخلطاب هنا؛ جيد وهي تغرد على غصن الشجرة؛ فهيجت ما يف قلبه من مشاعر احلب، وأحاسيس

كشف مشاعره وأحاسيسه، وذكر ما يعانيه من الشوق املدفونة يف قلبه؛ فأخذ يف العشق والشوق هلذه احلمامة، وهو شيء مل يكن يذكره ألحد وال يبوح به لبشر.

ويف هذا داللة على أن الشاعر مل يكن يأنس إال هلذه احلمامة؛ ملا رأى من كوا ت على غصنها تناديذتشاركه حالة احلب والعشق الذي يعيشه ويكابده؛ حينما أخ

ديلها وتشدو.

:)١(ومن أمثلة خماطبة الطري لألنس به ومشاركته حاله: ما قاله عبد اهللا بن طاهر

ــاق ــاب الط ــة بب ــت مطوق فجــرت ســوابق دمعــي املهــراق ناح

ــا ــاألراك وربم ــرد ب ــت تغ كانــت تغــرد يف فــروع الســاق كان

ــدموع ت فجعت بـأفراخ فأسـبل دمعهـا ــواق إن ال ــوح باألش ب

وسقاه من سـم األسـاود سـاقي تعس الفراق وبـت حبـل متينـه

.١٩٨، ص ١مثرات األوراق، البن حجة احلموي، ج )١(

١١٤

ــدر مــاذا أراد بقصــده قمريــة ــاق مل ت ــداد يف اآلف ــا بغ م

من فك أسـرك أن يحـل وثـاقي يب مثل ما بك يـا محامـة فاسـأيل

مى: باب الطاق، وكان ا كان يف بغداد حملة تستشري األبيات السابقة إىل أنه مسوق الطري، وزعموا: أن من عسر عليه أمر؛ أطلق طريا فتيسر أمره، ومر عبد اهللا بن طاهر اخلراساين ذا السوق، وقد طال مكثه يف بغداد، ومل يأذن له اخلليفة بالذهاب،

له ا وعند مروره بالسوق؛ رأى قمرية تفوح فأمر بشرائها؛ فامتنع صاحبها؛ فدفع مخسمائة درهم؛ فأخذها وأطلقها يف ذلك السوق، وأنشد هذه القصيدة السابقة.

نوح احلمامة يف السوق؛ فبكى بكاء شديدا، وأخذت وقد صور الشاعر مساعه قفص، ممنوعة حمبوسة يف دموعه تسيل على خديه؛ ألنه رأى يف بكائها أنسا له؛ فهي

ينما أراد الذهاب إىل خراسان؛ فمنعه اخلليفة ومل من الطريان، وهو يرى فيها حاله؛ حيأذن له، مث أخذ الشاعر حيكي حاله مما فقد من بقائه يف بغداد، ويحاكيه حبال هذه

األغصان يف سرور، حرا فوقاملطوقة احملبوسة يف القفص، يقول: إن هذا الطائر كان ، وهي ما فقده من أفراخ وس، نوحا علىتغريده يف السوق وهو حمب فأصبحمث حبس

.وأسراايف نوحها تبدي مشاعرها وشوقها إىل أفراخها

مث أخذ يشكو حالة الفراق ويدعو عليها بالتعاسة؛ كيف أا جعلته يكابد واستمر يف خماطبتها متسائال:الشوق واحلنني ملوطنه وأحبابه،

حباا، وحبسها يف هذا ماذا أراد من قصد وقطع الطريق مبنعه هذه القمرية عن أالبلد "بغداد" وقال حينما أطلقها بعد شرائها خماطبا هلا: يب مثل ما بك من الشوق

١١٥

ك: أن يفك وثاقي اسأيل وادعي "اهللا" الذي فك وثاقواحلنني والفقد أيتها احلمامة؛ ف وأعود إىل خرسان موطن أحبايب.

وقد قيل: إنه يف ثاين يوم أطلق ورجع إىل بالده.

تتضح له احلالة الشعورية اليت حكمت احلالة النفسية لدى الشاعر؛ يف املدققوره حاهلا ذكلغة اخلطاب يف األبيات السابقة؛ إذ أن الشاعر عندما مسع نوح احلمامة؛

مبا مل يظهره ألحد؛ فاستأنس لوجود من يشاركه أحزانه، وحالة احلبس لدى الطري يف عن الذهاب إىل أهله يف خراسان، وحالة احلبس للطري مع القفص كما له حينما حبس

نوحه وهو بداخل القفص؛ أثارت الشجون، وجددت الوجد وهيجت اجلوى لدى احلبس، وما ترتب عليه من فقد وشوق وهلفة الشاعر؛ فشعر باألنس ملن يشاركه حالة

.إىل االنطالق ولقاء من حيب

دفع مال قل وندر أن يدفع يف وجتلت يفوإن احلالة العاطفية للشاعر، قد برزت ؛ لعله يجازى مبا ينهي ما شراء طري؛ ألجل أن يطلق سراحها لتنتهي مكابدا ومعاناا

يكابده هو ويعانيه.

أفاض الشاعر حىت ب؛للقل ، ومؤنساصوت احلمام محركا العواطف لقد كانإىل شراءه بثمن غال؛ من أجل يف وصف حاله وشعر بأنه به مثل ما به؛ فدعاه ذلك

املتمثلة يف حالة التطابق أن يطلقه؛ لعله يطلق هو كذلك وهذا يصف احلالة النفسيةلدى الشاعر وما يعانيه من حبسه ومنعه عن الذهاب إىل أهله. ويذهب إىل أهله؛

فكان ما أراد.

١١٦

:)١(يومن أمثلة خماطبة الطري استئناسا به: ما قاله ابن شهيد األندلس

على القصد إلفـا والـدموع جتـود وقلت لصداح احلمام وقـد بكـى

ــد أال أيها الباكي علـى مـن تحبـه ــاخلالء فري ــى ب عنــا م كالن

عن اإللف سـلطان عليـه شـديد وهل أنت دان من محب نـأى بـه

تى مـا عليـه مزيـد على القرب ح فصفق من يعش اجلنـاحني واقفـا

وللشوق من دون الضـلوع وقـود وما زال يبكـيين وأبكيـه جاهـدا

ــد إىل أن تبكى اجلدران مـن طـول ــاه حدي ــاب جانب ــس ب وأجه

خياطب احلمام الذي رآه يغرد بصوت مجيل ومطرب وعال واقفا على القصر م إن كنت تبكي على من تحبه على من الذي حبس فيه الشاعر بقوله: أيها احلما

تحبه؛ فإنا شريكان يف هذا املصاب فأنا أبكي على من فقدت من أحبايب حببسي وبعدي عنهم كما هو حالك، مث أخذ يسأل هذا الطري، وهو يف حال الضعف واالنكسار هل ستتقرب مين وتؤنسين وتشاركين أحزاين ومهومي؛ فأنا محب أبعد يب

بايب، وما كنت ألف من حياة الرغد والفرح؛ سلطان وحاكم قد قسا علي عن أح وأودعين السجن.

حالفاستجابت احلمامة له؛ وقد اقتربت منه وأخذت تبكي جبواره وتشاركه يبكي مع بكاءها بكاء طويال البكاء والغربة؛ حىت امتزجت دموعهما معا، وأخذ

.١٣ديوان ابن شهيد األندلسي، ص )١(

١١٧

ة يف سجنه الذي هو فيه؛ حىت لقد أحس بأن وشديدا ملا يحس به من الشوق والوحش كل ما حوله يف السجن يبكي معه حىت اجلدران احمليطة به.

انفعاله مع ويظهر ،تتبني احلالة النفسية والشعورية لدى الشاعر يف أشد حاالاوصوت احلمامة صادقا وعميقا، ومؤثرا يف شكوى أمل السجن من خالل ما يستخدمه

من مشاعر انبعثتوتراكيب وصور ناطقة مبعاين احلزن واألمل، ، خطاب معبرمن نفسه البائسة واحلزينة؛ إذ جند البكاء ماثال يف الوجود ومن حوله، متفاعال مع شعوره، مواسيا له يف أحزانه، وهذا غاية ما يطلبه الشاعر احلزين ويتخيله؛ أن يشترك معه

الكون يف أحزانه.

١١٨

الفنية: أ) الصور

تمثل الصورة عنصرا فنيا مهما يف الشعر، بل تعد مسة من سمات العمل األديب، الشعر من الصورة، وإذا وركيزة أساسية من ركائز بناء القصيدة الشعرية، فال خيلو

ه املتعة افتقد النص الشعري إىل الصور؛ فإنه يتحول على جاف وبارد ال حتقق معاجلمالية اليت تمثل هدفا أساسيا للشعر؛ فالصورة الفنية للقصيدة هي جوهر البناء فيها،

.)١(وداللة من أدلة براعة الشاعر يف استخدام مفردات اللغة وتراكيبها املختلفة

بالصورة ليعبر ا عن حاالت ال ميكن له يتوسل«إن الشاعر األصيل هو الذي

وجيسدها بدون الصورة. وذا الفهم ال تصبح الصورة شيئا ثانويا ميكن أن يتفهمها االستغناء عنه أو حذفه، وإمنا تصبح وسيلة حتمية إلدراك نوع متميز من احلقائق تعجز اللغة العادية عن إدراكه، أو توصيله، وتصبح املتعة اليت متنحها الصورة للمبدع قرينة

.)٢(»انب خفية من التجربة اإلنسانيةالكشف، والتعرف على جو

نية يف التراث النقدي والبالغي عند العرب، جابر عصفور، املركـز الثقـايف العـريب، انظر: الصورة الف )١(

وما بعدها. ٨م، ص١٩٩٢، ٣بريوت، ط

.٣٨٣املرجع السابق، ص: )٢(

١١٩

لوه جل ووقد اهتم النقاد القدماء واحملدثون بالصورة يف العمل األديب، وأعنايتهم؛ فهذا اجلاحظ وهو من أول النقاد العرق القدماء، الذين التفتوا إىل الصورة

اجلمالية.ومهمتها

حيث يقول اجلاحظ:

وتابعه اإلمام )١(»نسج، وجنس من التصويرفإين الشعر صناعة وضرب من ال «

ومعلوم أن سبيل الكالم التصوير والصياغة، «عبد القاهر اجلرجاين يف ذلك فقال:

وأنه سبيل املعىن الذي يعبر عنه سبيل الشيء الذي يقع التصوير والصوغ فيه، كالفضة

.)٢(»والذهب يصاغ منها خامت أو سوار

هر اجلرجاين عن التصوير؛ فبسط القول يف الصورة كما حتدث اإلمام عبد القا مفهوما واصطالحا، حيث قال:

واعلم أن قولنا الصورة إمنا هو متثيل قياس ملا نعلمه بعقولنا على الذي نراه «

ة الصورة فكان تبيني هبأبصارنا، فلما رأينا البينونة بني آحاد األجناس تكون من جصوصية تكون يف صورة هذا ال تكون يف صورة إنسان من إنسان، وفرس من فرس خب

ذلك، وكذلك كان األمر يف املصنوعات، فكان تبيني: خامت من خامت وسوار من

، حتقيق: عبد السالم هارون، شركة ومكتبة: مصـطفى البـابلي احللـيب، ١٣٢احليوان، للجاحظ، ص )١(

م.١٩٦٥ -هـ١٣٨٥، ٢القاهرة، ط

، ١دالئل اإلعجاز، للجرجاين، شرحه وعلق عليه: حممد التنجي، دار الكتـاب العـريب، بـريوت، ط )٢( .١٩٧م، ص١٩٩٥ -هـ ١٤١٥

١٢٠

سوار بذلك، مث وجدنا بني املعىن يف أحد البيتني وبينه وبني اآلخر بينونة يف عقولنا صورة غري وفروقا؛ عربنا عن ذلك الفرق وتلك البينونة بأن قلنا: للمعىن يف هذا

.)١(»صورته يف ذلك

يزان للشيء عن غريه، إال امل فالصورة عند اإلمام عبد القاهر اجلرجاين، ليستوقد تكون يف الشكل، وقد تكون يف املضمون؛ ألن الصورة مستوعبة هلما، والنظر

.)٢(ألحدمها البد أن تنعكس على اآلخر، وال ميكن الفصل بينهما

ر اجلرجاين أول من أعطى للصورة داللة وهكذا فإن اإلمام عبد القاه اصطالحية، وهي تعين لديه: الفروق املميزة بني معىن ومعىن.

فالصورة لبنة أساسية من لبنات تكوين الشعر اجلميل وتشكيله، تزامن وجودها مع وجود الشعر يف عصوره املتعاقبة، وال يكاد املتلقي يتفاعل مع قصيدة شعرية ختلو

ل الصورة، ولكن استخدام الصورة خيتلف من شاعر آلخر.من شكل من أشكا

والصورة الفنية: تتعلق بالتجربة الشعورية لدى الشاعر من حيث الشكل يف الصياغة واألسلوب، واستخدام األلفاظ، ومن حيث املضمون يف صدق التجربة

واملشاعر ومدى تأثريها يف املتلقي واملستمع هلا.

، ١دالئل اإلعجاز، للجرجاين، شرحه وعلق عليه: حممد التنجي، دار الكتـاب العـريب، بـريوت، ط )١(

.٥١٨م، ص١٩٩٥ -هـ ١٤١٥

.١٥م، ص٢٠٠٣مد علي ذياب، وزارة الثقافة، عمان، د ط، الصورة الفنية يف شعر الشماخ، حم )٢(

١٢١

ن مبنأى عن الصورة الفنية عن إلقائه ألي قصيدة؛ فالشاعر ال يستطيع أن يكو ألا جوهر العمل الشعري وأساسه، فهي جزء مهم يف اإلبداع الشعري.

،متنوعة اقصائدهم صور أبرزتلطري ومناجام له؛ اوالشعراء يف خماطبتهم ختالف الطري.ال تبعاومشاهد خمتلفة، وقوالب متعددة؛

فاحلمامة: -١

شاهد احلزن والبكاء وخاصة تلك املتعلقة بالفقد واحلرمان؛ فقدان اقترنت مب احملبوبة بارحتاهلا، أو زواجها أو غري ذلك.

ومن الشعراء من يرى يف غنائها ما يسري عنه اهلموم واألحزان، وربما كانت بلقائها بعد ارحتاهلا. الدليل على لقيا احلبيبة، أو بشارة

يشيع يف أبياتالنفسي الذي واجلواحلالة الشعورية، ب مرتبطتانتني وكال النظريف جييشالشاعر؛ ألن الشاعر هو الذي يوجه شدو احلمامة حسب ما يف نفسه، وما

قلبه؛ وإال فمن يعلم أشدو احلمامة فرح أم ترح؟

:عندما قالولعل أول من أثار هذا التساؤل أبو العالء املعري

ـ أبكت تلكـم احلما ـت علـى فـرع غصـنها امليـاد مـة أم غنـ

إذ أنه مل جيزم ومل يفسر صوت احلمامة، وإمنا كان متأمال منصتا متسائال حمتارا من يراه غناء يسري عنه، ومنهم من يراه يف تصنيف صوا اجلميل، وظل يراوح بني

.مبعث شجونه

١٢٢

:)١(يقول ابن الدمينة

ــ وة أال قاتــد ــة غ ام؟ ل اهللا احلمتني غنح تجين ماذا هصعلى الغ

ـتجيوه ـيمجأع توبص تنغت ـتنضلوعي أج الذي كانت وايج

.فالشاعر يرى يف هديل احلمامة وشدوها: غناء يترمن به على األغصان

:)٢(ويقول أسامة بن منقذ

ــرنم ق القـدمي حمامـة وهاج يل الشو ــة تت ضــن يف غي ــى غص عل

ففاضت أدمعـي مزجهـا دم دموع دعت شجوها حمزونة مل تفـض هلـا

ووجدا فـإني يف البكـاء (مـتمم) فقلت هلا: إن كنت (خنساء) لوعـة

ة بن منقذ خيرب أنه حينما مسع وفيما سبق من األبيات جند أن الشاعر: أسامصوت احلمامة رأى يف صوا بكاء ملن فقده فبعث ذلك عليه أشجانه وحرك أشواقه،

بأا ليست يف حال أشد من حاله..، وأا إن وأخذ يبادهلا البكاء وخياطبها بقوله: ما كانت ففي الفقد كاخلنساء عندما فقدت أخاها صخرا؛ فهو كمتمم بن نويرة حين

فقد أخاه؛ فأخذ يرثيه فاحلالة اليت يعيشها الشاعر هي اليت تترجم وتبني عن سجع احلمامة أنوح أم غناء ألنه يريد أن يسقط هذه احلالة على هذا الصوت الذي أنس

.»هديل احلمامة«بسماعه وهو

.١٣٢ديوان ابن الدمينة، ص )١(

.١٤٩ديوان أسامة بن منقذ، ص )٢(

١٢٣

لبحث احلايل:لظهر

ئهم عند مساع شجوها حلمامة ومناجام هلا، وبكااأن أكثر الشعراء يف خماطبتهم وهديلها؛ كان سببه:

ما يعانيه من حزن من ييج نفسية الشاعر وإيقاظما يقوم به هديل احلمامة لسماع هديلها –وإن بكى –وفراق، ومؤازرة جلو احلزن املسيطر على قلبه، فهو

فهو يستأنس به؛ ألنه يرى فيه املؤازر الصادق ملا يشعر به.

عندما تفقد من تحب فتظل تبكيه، فهي حتفظ له فاءيرى يف احلمامة و قدو :)١(الوداد، ويف هذا املعىن يقول أبو العالء املعري

ــد ن أوعدــع ــديل أس ــات اهل ن قليـــل العـــزاء باإلســـعاد أبن

نتــأن ــن فـ ــه هللا دركـ ــوداد إيـ ــظ ال ــن حف ــواتي تحس الل

ارتباط خماطبة احلمامة بفراق األوطان واحلنني إليها، ث احلايل؛ومما رصده البحالشاعر عوف بن حملم اخلزاعي مسع مرة نوح محامة على ومن أمثلة ذلك؛ ما قاله

:)٢(غصنها فقال

ــة اممح ــوح ن يــالر ــي ب فنحت وذو الشجو الغريـب ينـوح وأرقن

ونحت وأسراب الـدموع سـفوح ر دمعـة على أنها ناحت ولـم تـذ

يحفــومـن دون أفراخــي مهامــه خاهـا حبيـث تراهمـا فروناحت و

.٢٠٧ديوان أيب العالء املعري، ص )١(

.١٣٩كتاب شعراء عباسيون، ص )٢(

١٢٤

ـراضح ل إلفـكاألي امما ح؟ أال يــوح نت ــيم ــاد فن يم كــن غصو

ق يف نفسه وهو بعيد صور الشاعر كيف أن نوح احلمامة قد هيج مشاعر الشو عن أهله ووطنه، فأضناه احلنني.

أما غري أنه ينكر على احلمامة بكاءها ونوحها؛ ألا تنوح وتبكي بغري دموع،: كيف هلا أن تنوح وفراخها معها وعيشها هو فعيناه جتريان بالدمع، فخاطبها وسأهلا

حتب حاضر عندها.رغيد، تغني وهي مأمن يف مكاا على غصنها، ومن تألف و

تراهم، وهو بينه وبني أوالده بالد واسعة وأرض نائية، مث أخذ الشاعر معاتبة يم فاد يهتز بك فمي: من حتبني وتألفني غري غائبني عنك، وغصنك هقولبمة ااحلم

تنوحني؟

فالشاعر يرى أنه أصدق عاطفة يف بكائه من احلمامة اليت تنوح وهي يف عيش ها.حوال أليفا، بل هي غري صادقة يف نو رغيد، ال تفقد حبيبا

وشدة حنني الشاعر لوطنه وأهله تتضح لنا من خالل األبيات السابقة ترمي شدة

أبعد عين النوم والراحة مساع نوح احلمامة فهيج ما يف »وأرقين«شوقه وحنينه قوله:

أوالده قلبه من الشوق واحلنني، ترى ذلك يف نوحه وحزنه على من فقد من أهله ووأحبابه وهو ما وجده حاضرا لدى هذه احلمامة اليت تنوح نوحا غري صادق من فراق

أهله وأوالده، وعدم إلفه للمكان الذي هو فيه بل يألف املوطن الذي فيه أحبابه.

١٢٥

:)١(فراس احلمداين ومثل الصورة السابقة قول أيب

ارتا هـل تشـعرين بحـالي؟ أيا ج أقول وقد ناحت بقربـي حمامـة

وال خطرت منـك اهلمـوم ببـال معاذ اهلوى ما ذقت طارقة النـوى

ويسكت محزون، وينـدب سـال؟ أيضحك مأسور، وتبكـي طليقـة

ا ينكر نوح احلمامة، ويرفض حزا، وأخذ يف معاتبتها؛ أل إذ أن الشاعر هناتنوح وهي متمتعة باحلرية، ويعجب من حالته اليت جعلته يضحك وهو األسري املكبل باألغالل، املغترب عن وطنه وأمه وأهله الواقع يف أسر الروم حني كان يقاتلهم دفاعا

عن وطنه وبلده.

فهو يرى أن نوح هذه احلمامة غري صادقة فيه؛ ألا تنوح وتبكي وهي: تنعم ة واليت يتفقدها الشاعر، وهو مع هذه املعاتبة للحمامة ومقارنته الفارقة بني بنعمة احلري

حاله وحاهلا، وهو يف قيده بأغالل األسر والنأي عن الوطن بعدما كان حرا طليقا إال أنه كان صابرا متجلدا أمام نوائب الدهر وصروفه. بل محل نفسه على الصمت وعدم

حلاالت.البكاء بل والضحك يف بعض ا

غرض الرثاء من أهم األغراض الشعرية، وهو موطن ومما جتدر اإلشارة إليه أن العاطفة احلزينة، والشاعر عندما يسمع نوح احلمامة وهو يف حزنه لفقد أحبابه؛ يبدأ

قصيدته مبخاطبتها؛ لطغيان عواطفه وأحزانه الذي ثار يف نفسه لسماعه نوحها.

.٢١٢-٢١١ديوان أيب فراس احلمداين، ص )١(

١٢٦

األقرباء؛ ألن بفقد األقرباء يجرح القلب، وأصدق الرثاء ما كان يف فقد وتنكسر النفس ويصبح اإلنسان تعج روحه حزنا ويأسا.

كلهم يف زلزال أصاب موطنه؛ فمات أسامة بن منقذ، شاعر فقد أهله وقرابته ، اشتد اخلطب، وأخذ يرثيهم بقصائد متعددةمجيع أقاربه، فعظمت عليه املصيبة، و

:)١(خاطب ا محامة ناحت على أحد األغصان، األبياتهذه وكان مما رثاهم به

ـكاألي ائمما هحأشـجان نجـتا يانــج ــا وأش ــدقنا بث ــك أص بفلي

ــيانا كم ذا احلنني على مر السـنني أمـا ــد نس هالع ميــد ــادكن ق أف

يل وهلى غري اهلدويل عل ذا العا لهانــد ــق فق ــز اخلل ــدكن أع فقي

ـارقةيف كـل ش ةحـادص دجــا ما وأحلان ــانيف األفن حــوالن ــعرجت

ريب املنون ودهر طـال مـا خانـا كما وجدت على قـومي تخـونهم

مبناجاة تبين لنا فمع علمه حبزن احلمام وهو على األغصان ينوح؛ إال أنه خاطبه أن شعور احلزن لدى الشاعر أشد من نوح احلمام على هديلها، ويظهر صورة املفاضلة

يف شدة احلزن بقوله: فليبك أصدقنا بثا وأشجانا.

مث إنه يسائل هذا احلمام:

أمل ينسكم تقادم الزمان هذا احلزن؟، هل من تبكون عليه أعز اخللق.

تفجعه بفراق أقاربه، وهو مع ذا يقرر يف هذا االستفهام أن يستفهم من شدة م وهم من أعزاأليام والسنني حز نسيه مرمن فقدهم الشاعر، وأخذ يف رثائهم ال ي

.٣٥٦ن منقذ، ص ديوان أسامة ب )١(

١٢٧

من يفقد من الناس واخللق.

مث خيتم مبا حتقق يف إحساسه بعظيم احلزن واألسى على من فجع مبوم بقوله: زين ووجدي على من أيتها احلماأن حزنكنعلى األغصان، ليس كح ئم ونوحكن

فقدت، حني حل م هذا املصاب اجللل والذي أودى م مجيعا والذي جعل قليب منكسرا، وعيين منها الدمع منهمرا، ولساين بالقصائد راثيا.

يحمله الشاعر »صورة رسول«وقد تأيت صورة الطري يف خماطبة الشعراء له:

وق للحبيب، ويف هذه الرسالة يبث الشاعر أحاسيسه ووجده، وما يعانيه من رسالة ش شوق.

:)١(رأى قيس بن امللوح طائرا يحلق يف السماء؛ فقال خماطبا لهفقد

ــا يــق غاد ــري املحل ــا الط تحمل سـالمي ال تـذرني مناديـا أال أيه

إلى بلد إن كنـت بـاألرض هاديـا مني رسـالة –هداك اهللا –تحمل

ـلةضلـى مـو ليحن نم ةـا إلى قفزيدوفؤ وثـقـي منم ا القلـببه

كماقـرف ـنل بي ما حموي تــا أال لييادز ـرآخ مــوالي ذاك تدوـزت

امحل معك ئر املحلق يف الصباح الباكر، الشاعر الطري ويناديه أيها الطايخاطب قل هلا:رسالة مني إىل بلد ليلى، أبلغها سالمي، وشوقي لرؤيتها

ليتين يوم فراقكم عني ورحيلكم تزودت منك آخر زاد يل فإن املوت وفراق

.٢٣٨ديوان جمنون ليلى، شرح عدنان زكي درويش، دار صادر، بريوت، ص )١(

١٢٨

هذه احلياة أخف علي من بعدك عين.

:)١(ويقول الشريف الرضي

ـ كوحن اجا هم يا طائر البان غريـدا علـى فـنن ـ يل ي ـ رائا ط البان

أ لهنت مغلب من هـ ام ـ ادؤالف ـ يلقالط نإ هب يؤدـ ي ح ـ ةاج يانالع

يف البيتني خياطب الشاعر الطري ويخربه بإعجابه بصوته وتغريده وترنيمه على ، ويطلب منه االستمرار يف التغريد، فلقد هاج ما يب من شوق ولوعة لرؤية من الغصن

قد أحببتها مث أخذ يف سؤال الطري، هل حتمل مني رسالة إىل من هام الفؤاد حببه والشوق لرؤيته، مث رسم لنا صورة يف غاية اجلمال بقوله: إن الطليق يؤدي حاجة

ء، ال حيزك شيء عن رؤية من تحب؛ فأدي يل العاين أنت أيها الطري طليق يف اهلوا حاجيت ورساليت؛ فإين أنا العاين األسري حبب من أرضه ليست بأرضي.

:)٢(ويقول عنترة

رأيت يوما محـول القـوم فالغـاين ناشدتك اهللا يـا طـري احلمـام إذا

يحمل الشاعر طري احلمام رسالة ويقول له:

ة مع قومها، نشدتك اهللا أن تبلغها أشواقي إذا رأيت هودج احملبوبة وهي سائر وأحزاين ولوعيت من فراقها، حبا وعشقا وشوقا.

.٣٣٧ديوان الشريف الرضي، ص )١(

.١٧٩ديوان عنترة بن شداد، ص )٢(

١٢٩

الغراب وصورة الفراق: -٢

إن طائر الغراب ال يقل شأنا عن طائر احلمام يف خماطبة الشعراء له، فهو من أهم –يف نظرم – ذكرا يف مناجاة الشعراء؛ ألنه يعد –بعد احلمامة –الطيور وأكثرها

األحبة. قةفرقبيحا يوحي بالشؤم، وينبئ ب طائرا

ويعد الفراق من أهم الصور واملوضوعات اليت تناوهلا الشعراء الذين عانوا من لوعة الفراق ملن أحبوه.

الغراب؛ إذ كان يعتقد أن الغراب سبب مبخاطبة وقد ارتبط الفراق ارتباطا وثيقانبئ باملوت والبوار واخلراب؛ لذلك أطلقوا عليه اسم غراب يف تفريق األحبة ورؤيته ت

البني.

وقد تطير بعض الشعراء من صوت الغراب، كما تطريوا من سواده، ويثري صوت الغراب فيهم اخلوف واهلم، وحاالت الشؤم، وينذرهم بالقادم املشؤوم، و كان

لديهم؛ مل حيمله من دالالت تشاؤمية. له دورا بارزا يف التعبري عن احلالة النفسية

:)١(ومن هؤالء الشعراء عنترة

يقول عنترة:

ــع ــراقهم أتوق ــذين ف ــن ال ظع األبقــع ــرابيــنهم الغــرى ببجو

ـهأسـي رحياح كـأن لاجلن رقــع ح ــش مول ــار ه ــان باألخب جلم

.٥٧ديوان عنترة بن شداد، ص )١(

١٣٠

ع خفـــرأال ي ـــهرتجفزـــهش ــع فجتــدا ي وح ــبح ــدا ويص أب

ــراقهم يل بف ــت ــذين نعي هم أسهروا ليلي التمـام فـأوجعوا إن ال

فعنترة يصوره يئة بشعة ومنظر كريه، فهو منسول الريش، ال هم له إال اإلنذار باألحزان وتفريق األحبة: فيقول:

ع فراقهم؛ فالغراب األبقع أنذره برحيل أحبابه؛ ألن هذا أو حتل الذين كنت أتوقالطائر مولع بتفريق األحبة، وكأن فكيه مقص يقطع األواصر فزجر عنترة هذا الغراب،

ودعا عليه بقطيعة النسل فال يفرخ عشه، وبأن يبقى وحيدا يندب األهل واألقارب.

ن أحب، فالغراب بنعيقه مث خاطبه عنترة بقوله: أنت السبب يف بعدي عن م كان سبب الفراق الذي أسهر عنترة.

:)١(ويقول قيس بن ذريح

ببـين كمــا شـق األدمي الصــوالع وطار غراب البين وانشقت العصـا

؟أحاذر من لبنى فمـا أنـت صـانع أال يا غراب البين قد طرت بالـذي

وهنا نرى الشاعر أن قومه خالفوه، وشدوا رحاهلم راحلني ومعهم لبىن، ونسب ذلك للغراب ملا رأى الغراب قد القى له فتشاءم برؤيته، مث أخذ خياطبه بأنه السبب يف فراق لبىن، فما أنت صانع يل بعد ذلك من شر أخشاه، أو مصيبة أتوقاها، فبعد لبىن

هون كل مصيبة وقليب ببعدها ال يرى شرا سواه.يف فراقها تل شيء يهون، ومصيبيت ك

.٨٧نان، صديوان قيس بن ذريح، شرح عبد الرمحن املصطاوي، دار املعرفة، بريوت، لب )١(

١٣١

:)١(ويقول قيس بن امللوح

ببعد النوى ال أخطأتـك الشـبائك أقول وقد صاح ابن رأيـه غـدوة

ببينونــة األحبــاب إلفــك فــارك ايف كل يوم رائعـي أنـت روعـة

حا بفراق بعدما صاح صبا –وهو الغراب –خياطب الشاعر: ابن دأية األحباب، ال أخطأتك أيها الغراب شباك الصياد، أيف كل يوم تأتيين؛ لتخيفين بابتعاد األحباب؛ فليفارقك إلفك ويبغضك يدعو عليه أن يبغضه من يألفه الغراب وتفارقه؛

جزاء ما كان سببا يف فراق الشاعر ألحبابه.

نبئ ويأيت بالفراق برحيل األحبة من مكان آلخر، فإنه قد يكون ومبا أن الغراب ي

.»موم«نذير برحيلهم األبدي

الذي قتله بنو يف رثائه: مالك بن زهري العبسي، فها هو عنترة يذكر غراب البني :)٢(بدر، ويسأله إن كان قد علم بوفاة مالك. حيث يقول

ـرانني يف الطيالـب أال يا غـراب

أعرين جناحـا قـد عـدمت بنـاين ـكل مالقتم ومالي متلل عرى هت

ـــوانهو لـــةيف ذ هعصـــرمو

هفقـدل جومقـا فـالنفإن كان ح

ــران القم هــد ــوي بع ــب ويه تغييظهر يف األبيات السابقة جزع وحزن عنترة لفراق مالك العبسي مبوته فجعل

ة غراب البني.الشاعر شؤم هذا الفراق يف صور

.١٦٥ديوان قيس بن امللوح، شرح عدنان زكي درويش، دار صادر، بريوت، ص )١(

.٢٥٠ديوان عنترة، ص )٢(

١٣٢

وهل هناك من هو أشأم من غراب البني ينبئ بفراق األحبة وبعدهم، لذلك خاطبه، وجعل خماطبته مدخال لقصيدته.

خولة بنت األزور الكندية الغراب يف شعرها، ولكن بصورة خمتلفة وختاطبفهي على يقني أنه سبب يف الفراق؛ لذلك تستفسر منه عن موعد رجوع الغائبني،

:)١(قولفتــا ــراق خيبرن ــد الف ــرب بع أال خم

فمن ذا الذي يا قوم أشـغلكم عنـا فلو كنت أدري أنـه آخـر اللقـا

ــا ــوادع وودعن ــا لل ــا وقفن لكن أال يا غراب البني هل أنت مخـربي

ــرنا تبش ــائبني ــدوم الغ ــل بق فهزور، ولكنها على يقني أنه سيتحرر من فهي حزينة لفراق أخيها ضرار بن األ

األسر يف يوم من األيام.فرأت يف الغراب كما أنه سبب يف الفراق؛ لعله يكون مبشرا باللقاء؛ فلذلك

سألت.

.١٧٢شاعرات العرب يف اجلاهلية واإلسالم، لبشري ميوت، الناشر: دار القلم العريب، ص )١(

١٣٣

من خالل عرض القصائد اليت خاطب فيها الشعراء احلمام؛ جند أا جاءت يف صور احلزن، ومواقف األسى.

ر بعد احملبوب، واللوعة لرؤياه، ووصف احلنني والشوق له؛ فحني يشكو الشاعرأيناه خياطب احلمام، ويستعني بنوحه يف تصوير حزنه ووجده، وحني يفجع الشاعر

بأحبابه؛ جنده يذكر احلمام يف رثائه، ويصور حزنه وبكائه يف نوح احلمام.

م ونوحه، الندراج وقد اقتصرت على ذكر الصور الفنية املتعلقة بطائر احلما بعض الطيور وصورها وسبب خماطبتها يف صور طائر احلمام مثل: القمري، والقطا.

ومن خالل عرض القصائد اليت خاطب فيها الشعراء الغراب؛ جند ارتباطا كبريا يف خماطبتهم هلا: بصورة الفراق، والبعد عن األحبة: بعد إىل أمد، أو بعد إىل أبد ومل

االرتباط على صورة الفراق والرحيل فحسب، بل تعداه إىل الرثاء.يقتصر هذا

وقد اقتصرت على ذكر الصور الفنية املتعلقة بطائر الغراب ونعيبه، الندراج بعض الطيور وصورها وسبب خماطبة الشعراء هلا يف صور الغراب؛ مثل: البوم،

والصرد.

سلوبية:األظواهر ال -ب

ل صادق يف نفس الشاعر، وتكون يف صورة ألفاظ تأيت القصيدة إثر انفعا .وأساليب؛ فاألسلوب صورة مرئية للشعور الداخلي واالنفعال الصادق لدى الشاعر

١٣٤

األسلوب هو: طريقة التعبري عن عناصر النص الشعري؛ لتكوين الوحدة . )١(العضوية

فاألسلوب هو طريقة الشاعر يف نقل مشاعره وأحاسيسه بصورة لغوية يف عره، والشعور الصادق املتدفق يستطيع أن يصل إىل حواس املتلقي لالستجابة هلذا ش

األسلوب.

ومن خالل قصائد الشعراء اليت خاطبوا فيها الطري؛ جتد أم قد اهتموا بظاهرتني –من الظواهر األسلوبية، وتكاد تتكرر يف كل هذه القصائد؛ أال ومها: أسلوب النداء

وأسلوب االستفهام.

أسلوب النداء: -١

وهو من األساليب الطلبية، ووسيلة مهمة من الوسائل البالغية، والنحوية اليت هلا الصياغة وسبك العبارة، وداللة األلفاظ وقعها اخلاص يف النصوص الشعرية من حيث

.ومعانيها

ويسهم هذا األسلوب يف بناء القصيدة، واليت هي مبثابة مفتاح جديد ملوضوع جديد.

عد النداء ركيزة أساسية يف معظم مواقف خماطبة الطري، وأحد الظواهر وي األسلوبية املهمة يف نسج هذا املوقف يف بناء القصيدة.

.٣١م، ص١٩٥٥ -هـ ١٣٧٤أصول النقد األديب، أمحد الشايب، مكتبة النهضة املصرية، )١(

١٣٥

والنداء قد وظف يف صور، وألوان متعددة يف خماطبة الشعراء للطري، ورغم أن ى اخلطاب، والتحاور ، واالفتتاح بالنداء يعد أمرا طبيعيا، يف موقف يبىن علاالستهالل

جواء يف بعض املواقف إال أن مجلة النداء مع السياق الذي ترد فيه كثريا ما تشعرنا باألأطيافا من الطرب، أو الشجن، الغناء أو املسامع، وتلقي يف اليت تحيط بالكالم القادم

املوقف. البكاء، وتقرب إىل األذهان ذلك الصوت الذي مهس به ذاك

حصر األجواء اخلاصة بالنداء عند املعىن الشائع له، أو القريب للمفهوم وال تن اللغوي (طلب إقبال املدعو) يف صورة جمردة.

بالتايل ال ميكن أن ختلو هذه املناجاة و؛ وحمادثة لطري تتضمن مناجاةألن خماطبة ا واحملادثة من استخدام النداء للطرف اآلخر.

ة أو اازية هو جزء ال ينفصل من اخلطاب أو احملادثة؛ فالنداء يف صورته احلقيقيإيقاظا للحس، أو ألمهية ما سيلقى، أو استشعارا مبعىن: التواصل، أو إيناسا باملنادى،

وغري ذلك.

من الطبع اإلنساين الذي منارسه يف حياتنا اوقبل كل هذا يأيت النداء للطري نابع ا نخاطب إنسانا آخر أو كائنا من املخلوقات.يف أشكال وصور ومواقف عدة عندم

فالنداء للمخاطب هو جتسيد ملعىن: التواصل بني املتحادثني، والشعر الذي هو من األدب هو صورة حية للحياة وانعكاس لبيئة اإلنسان، ومرآه ملا يمارسه يف الواقع

حني هم للطري لنداء يف خماطبتاعلى وجه احلقيقة؛ فال غرو يف استخدام الشعراء مناجام له.

١٣٦

احلقيقي إىل هلطري، خرج من معنااوميكن القول: إن النداء يف خماطبة الشعراء

ولكن على »طلب إقبال املدعو «و »طلب إجابة ألمر«معىن املناجاة، ومن مث ففيه

سبيل ااز.

د من والنداء يف خماطبة ومناجاة الشعراء للطري؛ يوحي بدالالت متنوعة؛ تستم

النداء أداة شائعة يف هذا املوقف الذي قد »يا «على حدة، وتأيت سياق كل موقف

:)١(تستهل به القصيدة، يقول الشريف الرضي أعلـى فـنن ايا طائر البان غريـد

ـانالب رـا طـائي ـكوحن اجا هم :)٢(ويقول عنترة

يه قد انالب را طائاني يأشـج ـتج

ــانالب رــا طــائبــا يــين طرتوزد

)٣(ويقول كذلك يا حمام الغصون لو كنـت مثلـي

يـبطر ـنغص رقـكي قا لمعاش

:)٤(ويقول عبد اهللا بن الزبعري يا غـراب البـين أمسعـت فقـل

ــد ــيئا ق ش ــق نطــا ت ــل إنم فع

.٣٣٧ديوان الشريف الرضي، ص )١(

.١٢٠ديوان عنترة بن شداد، ص )٢(

.٢٥٦املصدر السابق، ص )٣(

.٤١ديوان عبد اهللا بن الزبعرى، ص )٤(

١٣٧

:)١(ويقول أبو العالء املعري ــارة ــه يف غ مــا ه ــا غراب ي

ــرب شم ــوق ــا ف ــى أقط تمني هلا داللتها، يعرض لطري ألفاظااوقد تسبق أداة النداء يف خماطبة ومناجاة الشعراء

اجي قبل أن ين »أال «فيها الشاعر سبب مناجاته للطري، أو يذكر حرف االستفتاح

الطري؛ للتنبيه عن عظم ما يخاطب الطري من أجله.

:)٢(يقول جمنون ليلى لعمري لقد أبكيتين يا حمامة العقيـ

ـت وأبكيـت العيـون البواكيـا :)٣(ويقول كذلك

أال يا حمام األيك أجريت أدمعـي

ـ وجنتين غزيرهـا وقد صاح فوق ال :)٤(ويقول الشريف الرضي

ــا ــت مراح نر ــد ــول وق أق

ــالي ــري ب ــة غ اممــا ح ي ــك لبال :)٥(ويقول أبو العالء املعري

فقلت تغني كيـف شـئتي فإنمـا

غناؤك عندي يـا حمامـة إعـوال

.٣٦٢ديوان أيب العالء املعري، ص )١( .٢٢٨ديوان قيس بن امللوح، ص )٢(

.٢٢١املصدر السابق، ص )٣(

.٣٢٥ف الرضي، ص ديوان الشري )٤(

.٥٧٠ديوان أيب العالء املعري، ص )٥(

١٣٨

:)١(ويقول هدبة بن اخلشرمــتنأى ــأن س ب ــراب ــا الغ رنخبي

ــراب ــا غ ي كــدت ــا فق نبائبح :)٢(ويقول أمية بن أيب الصلت

فلما أضاء الصبح طـرب صـرخة

أال يا غراب البين هل سمعت نـدائيا يكون موضعها وقد حتذف أداة النداء يف خماطبة ومناجاة الشعراء للطري، و

تقديرا، إال أن صداها ووقعها يظل ماثال يف موقف املخاطبة واملناجاة بوضوح.

وحذف أداة النداء له داللة يف نفس الشاعر وهو:

أن املنادى هو يف أقرب منازل القرب من الشاعر؛ حىت مل يعد حيتاج إىل ذكر أداة نداء له؛ لشدة قربه منه.

:)٣(يقول جمنون ليلى فقلت: حمام األيك مالـك باكيـا

أفارقت إلفـا أم جفـاك حبيـب؟ :)٤(ويقول عنترة

غراب البـين مالـك كـل يـوم

ــالي ب لتــغ أش ــد ــدني وق تعان

.٦٣ديوان هدبة بن اخلشرم، ص )١(

.١٩٦ديوان أمية بن أيب الصمت، ص )٢(

.٣٣ديوان قيس بن امللوح، ص )٣(

.١٤٨ديوان عنترة بن شداد، ص )٤(

١٣٩

:)١(ويقول أسامة بن منقذ حمائم األيـك هيجـتن أشـجانا

ــجانا ــا وأش ــدقنا بث أص ــك بفلي

أسلوب االستفهام: -٢

أسلوب االستفهام من أهم األساليب اليت جندها يف قصائد خماطبة ومناجاة الطري، من لفت السامع هلا، واستشراف السامع ملعرفة جواب هذا االستفهام، وهلا داللتها

.وملعرفة دوافع هذا االستفهام، وغريها

ستفهام من أساليب اإلنشاء الطليب، وهو نوعان: حقيقي، وجمازي، ويتولد واال

ولكن هذه املعاين ال تنفي بقاء معىن االستفهام «عن االستفهام اازي مجلة من املعاين،

، كاإلنكار، والتعجب، والتفخيم، والعتاب، والتمين، )٢(»مع كل أمر من األمور

والنهي.

م املستفهم، وإمنا هناك ما هو طلب إفهام واالستفهام ليس فقط طلب فه .)٣(املسؤول أيضا

واالستفهام يف خماطبة ومناجاة الطري يحرك يف املتلقي نوعا من ختيل املشاعر ، ويدعو إىل تتبع املعىن الذي يطرحه الشاعر.يسواألحاس

: هل، وما.من أكثرها استعماالولالستفهام عدة ألفاظ؛

.٣٥٦ديوان أسامة بن منقذ، ص )١(

.١٠شعر اجلاهلي، حسين بن عبد اجلليل، دار املعامل الثقافية، السعودية، صأساليب االستفهام يف ال )٢(

.٩أساليب االستفهام يف الشعر اجلاهلي، حسين بن عبد اجلليل، دار املعامل الثقافية، السعودية، ص )٣(

١٤٠

:)١(زاعييقول عوض بن حملم اخلــة اممح ــوح ن يــالر ــي ب وأرقن

نـوحريـب يجو الغوذو الش حتفن على أنها ناحت ولـم تـذر دمعـة

ـفوحوع سمالـد رابوأس حتون

وناحت وفرخاها بحيـث تراهمـا

ــيحــه فهامــي مأفراخ وند ـنوم أال ي ـراضح إلفـك كاألي امما ح

ــوح؟ نــيم ت ــاد فغ يم كــن غصو

نرى يف هذه األبيات اليت خاطب فيها الشاعر احلمام: أن جملة االستفهام تتصل مبا قبلها، من الناحية األدبية؛ مبعىن أن األداء التعبريي من الشاعر الذي سبق مجلة

توضيح املعىن، وداللة هذا االستفهام، ويدعونا إىل تأمل ما االستفهام حيقق نوعا من أفصح عنه الشاعر من حاله وغربته، وشوقه إىل أهله ودياره بأسلوب املقابلة بني ما

احلمام الذي ينوح على غصن الشجرة، وقد توفر لديه كل ما يعيشه وما يعيشه هذا ينشده الشاعر ويفقده.

م مبا قبلها من أبيات جاءت يف ربط ونسج مجيل.فربط الشاعر مجلة االستفها

:)٢(ويقول قيس بن ذريح أال يا غراب البين هل أنت مخـربي

ـربالنـأي والش ـرتبا خر كمببخ أسلوب االستفهام يف البيت يهز وجدان املتلقي، وينقل صدق املخاطبة اليت

راب بحرقة ما جيد من بعد لبىن عنه ورحيلها.نبعت من الشاعر، فهو يسأل الغ

.١٣٩كتاب شعراء عباسيون، ص )١(

.٢٢دار املعرفة، بريوت، لبنان، صديوان قيس بن ذريح (قيس لبىن) شرح: عبد الرمحن املصطاوي، )٢(

١٤١

لقياي ا ولكن كما أخربتين أيها الغراب برحيلها؛ هل ستخربين برجوع لبىن وهيهات أن خيربه الغراب بلم الشمل واجتماعه معها؛ فالغراب ما هو إال منذر بالفرقة

والبعد، ولكن محله شدة شوقه للبىن أن يسأله هذا السؤال.

:)١(أيضا ويقول أال يا غراب البين قد طرت بالـذي

أحاذر من لبنى فمـا أنـت صـانع؟ وهنا يسأل الغراب ويقول: لقد طرت يل بالشؤم الذي أحزنين وهو فراق لبىن

فما أنت صانع يب بعد ذلك؟ إين بعد فراق لبىن مل أعد أخشى فقد شيئا، ففقدها قد بؤسا؛ فنجد الشاعر وظف االستفهام إلثارة من يناجيه وكأمنا بينهما أحال حيايت

تواصال.

.٥٧-٥٦املصدر نفسه، ص )١(

١٤٢

اخلامتة والنتائج

وبعد: ،احلمد هللا

فقد توصلت بتوفيق اهللا يف هذه الرسالة (خماطبة الطري يف الشعر العريب) إىل الطري يف اخلروج بعدد من النتائج، واليت أرجوا أن تكون منارا لكل باحث عن عالقة

الشعر بشكل عام، وخماطبة الشعراء للطري بشكل خاص.

مثرات ونتائج أمجلها فيما يأيت:وقد حتص لت لدي

احتالل الطري مكانا واسعا يف حياة العرب، فجعلوه متصال بأسباب حيام. -

ظهرت عند العرب وخاصة يف العصر اجلاهلي معتقدات وأساطري تعلقت بالطري -االجتماعي؛ لبعدهم عن الوعي الديين يف تلك الفترة وما زال هذا يف واقعهم

املعتقد يف العصور اليت تلي اإلسالم، ولكنها غري سائدة كما كانت عليه يف العصر اجلاهلي.

كان الهتمام العرب بالطري أثر بارز يف حياة العرب فسموا أوالدهم بأمساء -كل نوع من أنواع الطيور، الطري، وجعلوا له صفات كثرية، وأمساء لصوت

ومساكنه، وضربوا أمثلة تتعلق بصفات بعض الطيور كالغراب.

خاطب بعض الشعراء أنواعا من الطري بأشكال خمتلفة كالنداء واحلوار وذلك - خيتلف يف مسوغاته من طري آلخر.

فاحلمام جتد معه ألفاظ تنوع األلفاظ يف خماطبة الشعراء للطري من طائر آلخر. -، واحلنني، والشجون، ورقة القلب. والغراب جتد معه: الشؤم والفراق، الشوق والبعد.

١٤٣

شعراء يف خماطبتهم للطري بأنواعه؛ إذ ظهور أثر احلالة النفسية والشعورية لدى ال - أن الشعر ما هو إال تعبري عن املشاعر واألحاسيس.

ه به فجعل جعل بعض الشعراء الطري كائنا عنده فهم ملا يقوله الشاعر وخياطب - ذلك لدى الشاعر سببا يف خماطبته له بفيض مشاعره.

على الرغم من نظرة الشؤم السائدة عند بعض الشعراء املتعلقة بالغراب إال أنه - قد وجد من العرب من ينكر هذه النظرة التشاؤمية.

جميء اإلسالم صحح بعض املفاهيم اخلاطئة املتعلقة بالطري. -

جاءت يف صور فنية متنوعة، وبأساليب داللية السيما خماطبة الشعراء للطري - أسلويب النداء واالستفهام.

على قوة القرن اخلامس اهلجري؛ فيه داللةاستمرار خماطبة الشعراء للطري إىل -الترابط والتعلق ذا املخلوق (الطائر) وجعله أنيسا للشعراء يفيضون عليه من

أشواقهم.

ه الرسالة، فإن حتقق به الغرض، إليه يف هذهذه خالصة مقتضبة ملا توصلت حصل به املقصود، فذلك فضل اهللا، فله احلمد كله وإال فحسيب أنين بذلت جهدي، و

واستفرغت طاقيت.

رب العاملنيواحلمد هللا

١٤٤

املصادر واملراجع

القرآن الكرمي. -

صحيح البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري، الناشر: دار ابن كثري، دمشق، - م.٢٠٠٢هـ/ ١٤٢٣، ١ريا، طسو

هـ) حتقيق: ٢٧٦أدب الكاتب، ابن قتيبة (أبو حممد عبد اهللا بن مسلم الدينوري، ت - م.١٩٦٣هـ/ ١٣٨٢، ٤حممد حمي الدين عبد احلميد، مصر، مطبعة السعادة، ط

عبد السالم هارون، دار –األصمعيات، لألصمعي، حتقيق: أمحد شاكر - املعارف، مصر.

قع للربامكة مع بين العباس، تأليف: حممد دياب اإلقليدي، إعالم الناس مبا و - م.١٩٩٠، ١الناشر: دار صادر، بريوت، ط

هـ) حتقيق: عبد الستار ٣٥٦األغاين، األصفهاين (أبو الفرج علي بن احلسني، ت - م.١٩٦٠أمحد فراج، دار الثقافة، بريوت،

بدوي، الناشر: البديع يف نقد الشعر، ألسامة بن منقدة، حتقيق: د. أمحد أمحد - اجلمهورية العربية املتحدة.

هـ) حتقيق: عبد السالم حممد هارون، ٢٥٥ت –البيان والتبيني (اجلاحظ - م.١٩٨٥القاهرة،

هـ)، حتقيق: عبد السالم حممد هارون، ٢٥٥ت –البيان والتبيني، (اجلاحظ - م.١٩٨٥القاهرة،

١٤٥

هـ) ١٢٠٥تاج العروس من جواهر القاموس، الزبيدي (حممد مرتضى، ت - هـ.١٣٠٦القاهرة،

تأريخ دمشق، البن عسكر، الناشر: دار الفكر، مصر. -

مثرات األوراق، أليب بكر بن حجة احلموي، حتقيق: حممد أبو الفضل إبراهيم، - هـ.١٣٠٠الناشر: املطبعة الوهبية، عام

هـ)، حتقيق: عبد السالم حممد هارون، بريوت، ٢٥٥احليوان (اجلاحظ، ت - م.١٩٦٩

هـ) ١٠٩٣ألدب ولب لباب لسان العرب، البغدادي (عبد القادر بن عمر، تخزانة ا - م.١٩٦٧حتقيق: عبد السالم حممد هارون، دار الكتاب العريب، القاهرة،

هـ)، حتقيق د. سليم ٥٣٨ربيع األبرار ونصوص األخبار، (الزخمشري ت - م.١٩٧٦النعيمي، بغداد،

حتقيق: حممد حجي وحممد زهر األكم يف األمثال واحلكم، للحسن البوسي، - األخضر، دار الثقافة، املغرب.

الزهرة، أليب بكر حممد بن داود األصبهاين، حتقيق: د. إبراهيم السامرائي، مكتبة - املنار، األردن، الزرقاء.

سبل اهلدى والرشاد يف سرية طري العباد، حممد بن يوسف الشامي، حتقيق: -س األعلى للشؤون اإلسالمية، مصطفى عبد الواحد وآخرون، الناشر: ال

م.١٩٩٧هـ/ ١٤١٨

١٤٦

شاعرات العرب يف اجلاهلية واإلسالم. بشري بن ميوت، املكتبة األهلية، بريوت، - م.١٩٣٤هـ/ ١٣٥٢، ١لبنان، ط

شرح أشعار اهلذليني، حتقيق: عبد الستار أمحد فراج، الناشر: مكتبة دار العروبة، - القاهرة، مصر.

يب التربيزي، حتقيق: فريد الشيخ، الناشر: دار شرح ديوان احلماسة، للخط - م، بريوت، لبنان.٢٠٠٠هـ/ ١٤٢١، ١الكتب العلمية، ط

هـ، الناشر: دار احلديث، ٢٧٦الشعر والشعراء، البن قتيبة الدينوري، ت - هـ.١٤٢٣القاهرة، مصر،

شعراء عباسيون، د: رشدي علي حسن، دار النشر: دار يافا، عمان، األردن، - م.٢٠١٠، ١ط

الطري يف الشعر اجلاهلي، عبد القادر الرباعي، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، - بريوت، لبنان.

الطري وداللته يف البنية الفنية واملوضوعية للشعر العريب قبل اإلسالم، للدكتور: - م.٢٠١٠، ١كامل عبد ربه محدان اجلبوري، دار الينابيع، سورية، دمشق، ط

عر وآدابه ونقده، حتقيق: حممد حمي الدين عبد احلميد، العمدة يف حماسن الش - م.١٩٦٣القاهرة، املكتبة التجارية الكربى،

م.١٩٦٣هـ) دار الكتب للتأليف والنشر، ٢٧٦عيون األخبار (ابن قتيبة، ت -

١٤٧

هـ)، ٣٨٥الفهرست، ابن الندمي (أبو الفرج حممد بن إسحاق بن يعقوب، ت - لبنان. دار املعرفة للطباعة والنشر، بريوت،

م.١٩٨٥يف تأريخ األدب العريب، د. علي اجلندي، طبعة دار املعارف، -

هـ) ٢٨٦الكامل يف اللغة واألدب، املربد (أبو العباس حممد بن يزيد النحوي، ت - حتقيق: حممد أبو الفضل إبراهيم وزميله، مصر.

ة، عام كتاب نثر الدر، املنصور بن احلسني اآليب، الناشر: وزارة الثقافة السوري - م.١٩٩٧

هـ) ٧١١لسان العرب، ابن منظور، (أبو الفضل مجال الدين حممد بن مكرم، ت - م.١٩٦٨دار صادر، دار بريوت،

جممع األمثال، للميداين، حتقيق: حممد حمي الدين عبد احلميد، دار العلم، بريوت. -

املستقصي يف أمثال العرب، الزخمشري (أبو القاسم جار اهللا حممد بن عمر، -هـ) مطبعة جملس دائرة املعارف العثمانية، صيدا باد الدكن، اهلند، ٥٣٨ت م.١٩٦٢هـ/ ١٣٨١، ١ط

هـ، حتقيق وشرح: أمحد حممد شاكر وعبد السالم ١٦٨املفضليات، للضيب ت - هارون، الناشر: دار املعارف، القاهرة، مصر.

نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب، ألمحد بن حممد املقري التلمساين، - .١قيق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر، بريوت، طحت

١٤٨

ديوان ابن أيب حصينة، حتقيق: حممد أسعد طلس، الناشر: دار صادر للطباعة - م، بريوت، لبنان.١٩٦٥هـ/ ١٣٧٥والنشر،

ديوان ابن الدمينة اخلثعمي، شرحه وضبطه، حممد اهلامشي البغدادي، الناشر: م - م.١٩١٨هـ/ ١٣٣٧ىل، كتبة حمي الدين رضا، الطبعة األو

م، ٢٠٠٣ديوان ابن الرومي، حتقيق: حسني نصار، الناشر: دار الكتب القومية، - القاهرة، مصر.

ديوان ابن املعتز، دراسة وحتقيق: حممد بديع شريف، الناشر: دار املعارف، مصر. -

ديوان ابن شهيد األندلسي، مجعه وحققه: يعقوب زكي، الناشر: دار الكتاب - عة والنشر، القاهرة، مصر.العريب للطبا

هـ/ ١٤١٦ديوان ابن مقبل، حتقيق: عزة حسن، الناشر: دار الشرق العريب، - م، بريوت، لبنان.١٩٩٥

ديوان أيب ذؤيب اهلذيل، حتقيق: أمحد خليل الشال، الناشر: مركز الدراسات - للبحوث اإلسالمية، بورسيعد، مصر.

د الرمحن املصطاوي، الناشر: دار ديوان أيب فراس احلمداين، اعتىن به وشرحه: عب - املعرفة، بريوت، لبنان.

م، ١٩٨٧ديوان أيب نواس، حتقيق: إيليا حاوي، الناشر: الشركة العاملية للكتاب، - لبنان.

١٤٩

ديوان أسامة بن منقذ، حتقيق: أمحد أمحد بدوي و حامد عبد ايد، الناشر: عامل - بنان.م، بريوت، ل١٩٨٣هـ/ ١٤٠٣الكتب، الطبعة الثانية،

ديوان األخطل، حتقيق: حنا نصر احليت، الناشر: دار الكتاب العريب، بريوت، - لبنان.

ديوان األعشى، حتقيق: د. حممد حسني، الناشر: مكتبة اآلداب، مصر. -

ديوان اإلمام الشافعي، حتقيق: حممد إبراهيم سليم، الناشر: ابن سينا، القاهرة، - مصر.

الصرييف، الناشر: دار املعارف، الطبعة ديوان البحتري، حتقيق: حسن كامل - الثالثة، مصر.

ديوان احلارث بن حلزة، حتقيق: أمل بديع يعقوب، الناشر: دار الكتاب العريب، - م، بريوت، لبنان.١٩٩١هـ/ ١٤١١الطبعة األوىل،

ديوان احلطيئة، حتقيق نعمان أمني طه، شركة مصطفى البايب احلليب وأوالده، - م.١٩٥٨هـ/ ١٣٧٨، ١ط

ديوان اخلنساء ، شرح وحتقيق: عبد السالم احلويف، دار الكتب العلمية، بريوت، - م، بريوت، لبنان.١٩٨٥هـ/ ١٤٠٥، ١ط

ديوان الراعي النمريي، حتقيق: واضح الصمد، الناشر: دار اجليل، الطبعة األوىل، - م، بريوت، لبنان.١٩٩٥هـ/ ١٤١٦

١٥٠

دار صادر للطباعة ديوان الشريف الرضي، حتقيق: إحسان عباس، الناشر: - والنشر، بريوت، لبنان.

ديوان الشريف املرتضى، حتقيق: حممد التوجني، الناشر: دار اجليل، الطبعة األوىل، - بريوت، لبنان. م.١٩٩٧

ديوان الشماخ الذبياين، حتقيق وشرح: صالح الدين اهلادي، الناشر: دار - م، القاهرة، مصر.١٩٦٨هـ/ ١٣٨٨املعارف،

مجع وحتقيق وشرح: د. إميل بديع يعقوب. الناشر: دار الكتاب ديوان الشنفرى، - م، بريوت، لبنان.١٩٩٦هـ/ ١٤١٧العريب، الطبعة الثانية،

ديوان الصنوبري، حتقيق: د. إحسان عباس، الناشر: دار صادر للطباعة والنشر، - م، بريوت، لبنان.١٩٩٨الطبعة األوىل،

الناشر: دار الشرق العريب، قطر.ديوان الطرماح بن حكيم، حتقيق: عزة حسن، -

هـ/ ١٤٠٣ديوان املتنيب، أمحد بن احلسني، الناشر: دار بريوت للطباعة والنشر، - م، بريوت، لبنان.١٩٨٣

م. دار النشر: دار صادر ١٩٩١ديوان املرقشني، حتقيق: كارين صادر، ط، - للطباعة والنشر، بريوت، لبنان.

حه: د. واضح الصمد، دار النشر: دار ديوان النابغة اجلعدي، مجعه وحققه وشر - م، بريوت، لبنان.١٩٩٨صادر، الطبعة األوىل،

١٥١

ديوان النابغة الذبياين، حتقيق: عباس عبد الساتر، الناشر: دار الكتب العلمية، - م، بريوت، لبنان.١٩٩٦هـ/ ١٤١٦الطبعة الثالثة،

دار صادر ديوان النمر بن تولب العكلي، حتقيق: حممد نبيل طريفي، الناشر: - للطباعة والنشر، بريوت، لبنان.

ديوان امرئ القيس، حتقيق: حممد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار املعارف، - م، القاهرة، مصر.١٩٨٤

ديوان أمية بن أيب الصلت، مجعه وحققه وشرحه: مسيع مجيل اجلبيلي، دار صادر، - م، بريوت، لبنان.١٩٩٨الطبعة األوىل،

شرح: حممد الطاهر بن عاشور، الناشر: جلنة التأليف ديوان بشار بن برد، - م، القاهرة، مصر.١٩٦٦هـ/ ١٣٨٥والنشر،

ديوان تأبط شرا، حتقيق: علي ذو الفقار شاكر، الناشر: دار الغرب اإلسالمي، - م، بريوت، لبنان.١٩٨٤هـ/ ١٤٠٤

ديوان جرير، حتقيق: د. نعمان حممد أمني طه، الناشر: دار املعارف، مصر. -

وان ذي الرمة، حققه وقدم له وعلق عليه: د. عبد القدوس أبو صاحل، الناشر: دي -م، ١٩٨٢هـ/ ١٤٠٢مؤسسة اإلميان للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة األوىل،

بريوت، لبنان.

ديوان رؤبة بن العجاج، حتقيق: وليد بن الورد الربوسي، الناشر: تصوير دار - قتيبة، دمشق، سوريا.

١٥٢

بن أيب سلمى، حتقيق: علي بن حسن قاعور، الناشر: دار الكتب ديوان زهري - م، بريوت، لبنان.١٩٨٨هـ/ ١٤٠٨العلمية، الطبعة األوىل،

ديوان طرفة بن العبد، حتقيق: دريه اخلطيب ولطفي السقال، الناشر: املؤسسة - العربية للدراسات والنشر، بريوت، لبنان.

جبار املعيبد، منشورات وزارة الثقافة ديوان عدي بن زيد العبادي، حتقيق: حممد - م، بغداد، العراق.١٩٦٥هـ/ ١٣٨٥واإلرشاد،

ديوان علي بن أيب طالب، مجع وترتيب ونشر: عبد السالم الكرم، الطبعة األوىل، - م، الناشر: دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان.١٩٨٨هـ/ ١٤٠٩

شر: املكتب اإلسالمي، ديوان عنترة بن شداد، حتقيق: حممد سعيد مولوي، النا - م، سوريا، دمشق.١٩٧٠

ديوان قيس بن ذريح (قيس لبىن)، اعتىن به وشرحه: عبد الرمحن املصطاوي، - الناشر: دار املعرفة، بريوت، لبنان.

ديوان لبيد بن ربيعة، حتقيق وشرح: إحسان عباس، الناشر: وزارة اإلرشاد يف - م.١٩٦٢الكويت،

لوح، شرح: عدنان زكي درويش، الناشر: دار ديوان جمنون ليلى قيس بن امل - م، بريوت، لبنان.٢٠٠٦صادر للطباعة والنشر،

ديوان حيىي بن احلكم الغزال، حتقيق: حممد رضوان الداية، الناشر: دار الفكر - م، بريوت، لبنان.١٩٩٣هـ/ ١٤١٣املعاصر،

١٥٣

وكامل السليك بن السلكة "أخباره وشعره"، دراسة وحتقيق: محيد آدم ثويين - م، بغداد، العراق.١٩٨٤هـ/ ١٤٠٤، ١سعيد عواد، مطبعة العايف، ط

شرح ديوان أيب متام للخطيب التربيزي، حتقيق: راجي األمسر، - م، بريوت، لبنان.١٩٩٤هـ/ ١٤١٤الناشر: دار الكتاب العريب، الطبعة الثانية،

عبد احلميد، شرح ديوان عمر بن أيب ربيعة املخزومي، تأليف: حممد حمي الدين - م، مصر.١٩٥٢هـ/ ١٣٧١الناشر: مطبعة السعادة،

شعر أيب حية النمريي، مجع وحتقيق: د. حيىي اجلبوري، الناشر: وزارة الثقافة - م، دمشق، سوريا.١٩٧٥واإلرشاد القومي،

شعر عبد اهللا بن الزبعري، حتقيق: حيىي اجلبوري، الناشر: مؤسسة الرسالة، - بنان.م، بريوت، ل١٩٨١هـ/ ١٤٠١

شعر عمرو بن معد يكرب الزبيدي، مجع وحتقيق: مطاع طرابيشي، مطبوعات - م، دمشق، سوريا.١٩٧٤هـ/ ١٣٩٤جممع اللغة العربية،

شعر هدبة بن اخلشرم، مجع: د. حيىي اجلبوري، الناشر: دار القلم، الطبعة الثانية، - م، الكويت.١٩٨٦هـ/ ١٤٠٦

الضام، الناشر: مكتبة الشعر العريب، شعر يزيد بن الطثرية، مجع: حامت بن صاحل - بغداد، العراق.

عبد اهللا بن عمر العرجي، "حياته وشعره"، حتقيق: سجيع مجيل اجلبيلي، الناشر: - م.١٩٩٨دار صادر، بريوت، لبنان، الطبعة األوىل،

١٥٤

فهرس املوضوعات

رقم الصفحة املوضـــــــــوع

٢ امللخص باللغة العربية

٣ جنليزيةامللخص باللغة اإل

٤ اإلهداء

٥ الشكر والتقدير

٦ املقدمة

٩ منهج البحث

١٠ الدراسات السابقة

١٢ التمهيد

الطري وأبعاده يف الشعرالفصل األول:

١٥ ومستوى احلضور يف الشعر العريباملبحث األول: أنواع الطري

٥٣ واملعتقدات االسطورية عند العرب املبحث الثاين: الطري

صل الثاين: تشكل اخلطاب الشعريلفا

٧٩ املبحث األول: أشكال اخلطاب

٧٩ املناجاة

٨٩ احملاورة

٩٦ املناداة

١٥٥

رقم الصفحة املوضـــــــــوع

١٠٢ ث الثاين: وظيفة اخلطاب ومسوغاتهاملبح

١٠٢ البوح

١١١ األنس بالطري

١١٨ املبحث الثالث: مسات اخلطاب

١١٨ الفنية أ) الصور

١٣٣ ب) الظواهر األسلوبية

١٤٢ خلامتة والنتائجا

١٤٤ قائمة املصادر واملراجع

١٥٣ فهرس املوضوعات