معالم النّقد األدبي ومبادئه عند محمد البشير...

Arabic Science Archive (arabixiv.org) 2018

DOI :

اإلبراهيمي البشير محمد عند ومبادئه األدبي النقد معالمLiterary criticism and its principles of M.A. Al-ibrahimi

Dr. Rabah Benkhouya 1 د. رابح بن خوية

ملخص لتطوير ي قدوالن ي ب دأ األأ على الصعيد اإلبراهيمي البشيرالنقدية لمحمد سااما اإلبعض إلى في هذا البحث طرقتنس

مأ ال ع مأ ينموضح ،وأفكاره وتصوراته آرائهبعض وسنحلل .والشعرية مقاربة النصوص األدبيةلمأعأال م نقد أدبي إسالمي ئ اا، ة ي د ق الن ه ات اءأ رأ ق ازأات ه ات سأ ارأ مأ في م هي متجلية، كما ب األدأ في الن قد وأ يتهنظر ألطرتأسيسا ومأباد ،فةل ختأ لم ه اوا نجأبرازا أل و بالمضمون عنايته عنىأدبي إسالمي متميز ي تأسيس نقدل األدبية والنقدية هكتاباتفي مي سالأ ر اإل صو الت ثرا

المدخل المعرفي الطبيعي الم الئم لقراءة كتابا اإلبراهيمي األدبية لوظيفة النقد واألدب هو وهذا التصور . بالشكل قدي ة على السواء.والن

، النصوص األدبية، لألدب التصور اإلسالمياإلسالمي، النقد األدبي قد األدبي، النقد اإلسالمي،الن: مفتاحيةكلما ، صفات األديب، صفات الناقد األدبي، القراءة النقدية محمد البشير اإلبراهيمي، أحمد شوقي، معايير النقد األدبي

.للنصوص

مةمقد (1 في العالم العربي واإلسالمي اإلمام محمد البشير اإلبراهيميوالمهتمون بالشأن األدبي عرف القراء جل ور ،أبرز رجاالت جمعية العلماءمن اعية دو مرب و مصلح عالمك -رحمه اهلل- (1889-1965)

دراسة أعماله وآثاره ل من خالتتجلى التي ،األوصاف والنعوتمتسما بكثير من ، من الطراز األول وطني العناية المؤكدة به، فقد قل وندر، في تلك ومع .الفذةالعبقرية تهمهمة في شخصي كثيرة تحدد جوانب و

يتأملوا في آثاره بوصفه و ، ولغويا وأديبا أحاديث القراء كما في كتاباتهم، أن يتعاملوا مع اإلبراهيمي ناقدا ، وفي اللغة وتقويما ، تقييما ا وتاريخونقدا ا ونثر ا شعر ،رسات قيمة في األدبومما ،صاحب نظرات نافذة

.وتأصيال تحقيقا ويستأهل جهدا والحقيقة أن ذلك التأمل العلمي المأمول في آثار اإلبراهيمي األدبية يستغرق وقتا

ء ما بذل في سبيل وطنه وأعطى في سبيل أمته،كفا ،كعبقرية اإلبراهيمي ،جديرين بعبقرية موسوعية وافيا .أو مؤتمر، تناقش فيورقات بضع هو ما ال تكفيه و وهذا حصة محاضر أو فصل موجز يدرج في كتاب

1

Dr. Rabah Benkhouya الجزائر ،بوعريريج برج، جامعة محمد البشير اإلبراهيميخوية، بن د. رابح

1

2018رابح بن خویة | النقد األدبي عند اإلبراھیمي | األرشیف العربي العلمي


DOI :

ال يحول دون تناول علمي إلنجازاته النقدية ومالحظة ألهم معالم نقده األدبي من المنظور اإلسالمي. إحدى المجاالت المهمة التي لم يغفل عنها اإلبراهيمي بحكم األدبي النقدي هولمؤكد أن المجال من او

قلت أم كثرت فذلك شأن -اهتماماته الدعوية، فقد ترك بصمات متميزة قيمةو ،تكوينه الثقافي والعلمي ث عبد الملك بومنجل حين تحدث عن المجاالت أشار إليه الباح وقد نلمس تلك اإلسهامات فيما -آخر

"يتميز اإلبراهيمي بأنه األديب يقول: ثحيالتي اقتحم غمارها اإلبراهيمي، ومنها المجال األدبي النقدي، الرسالي الموغل في االلتزام بقضايا أمته. ولعل هذا السبب الرئيسي الذي جعله ال يهتم بقضايا األدب

، سجل فيها آراءه ومالحظاته حول شاعرين والنقد، إذ لم نجد في آثاره من الكتابات األدبية إال خمسا كما يلقبه ،إسالميين معاصرين له، حبيبين إلى قلبه، وهما شاعر الشمال اإلفريقي محمد العيد آل خليفة

(1)هو، والشاعر السوري الوزير عمر بهاء الدين األميري."كما سنرى ،اقع أن آراء اإلبراهيمي في األدب والنقد تتجاوز الموضعين اللذين أشار إليهما الباحثوالو

في لشؤون األدب، متخصصا "أديبا متفرغا ودون أن تغيب عنا حقيقة أن اإلبراهيمي لم يكن .ذلك الحقا ، وداعية مصلحا ما كان عالما كما هو الحال عند أغلب أدباء العصر الحديث، إن ،الكتابة والتأليف

يستخدم براعته اللغوية أداة ، يستخدم األدب وسيلة لتبليغ دعوته، والوصول إلى مقصده، وأحيانا مجتهدا (2)للتعبير الجميل دون أدنى تكلف أو إجهاد."

العلمية لم يقتصر اهتمام اإلبراهيمي، من حيث تكوينه، على مجال دون غيره من المجاالتو ثقافة عصره، وأن يحيط علما بوالفكرية والثقافية واالجتماعية والسياسية والتربوية، فقد سعى أن يلم

في خدمة ،، وأن يكرس ذلك في خدمة وطنه وعقيدتهبالتيارات الدائرة فيه، ما استطاع إلى ذلك سبيال ولعل المسؤولية الجليلة التي هدف المحارب.الجزائر الوطن المستلب المغتصب واإلسالم الدين المست

والمنعرج -رحمه اهلل- ألقيت على عاتقه والمهمة العظيمة التي أنيطت به إثر وفاة رفيق دربه ابن باديسعلى التكوين الموسوعي واإللمام له وملهما لعل كل ذلك كان حافزا ي الحاسم الذي وجد فيه.التاريخ

تجدة على قدر إلمامه بثقافة التراث المتجددة، مما أتاح له فرصة بناء رصيد معرفي بثقافة العصر المس وفي أقوال من عرفه ولقيه. تعددةشاسع، وهو ما يتجلى في آثاره الم

وقد تعرضت القراءة إلسهامات اإلبراهيمي على الصعيد األدبي والنقدي وآلرائه وتصوراته فيهما، نجازاته اءاته النقدية ومبينا معالم قر موضحا مالمح نظراته األدبية، كما هي متجلية في ممارساته وا

ذ أتناول ذلك فقد حرصت على تجلية أثر التصور اإلسالمي األصيل في كتابات اإلبراهيمي ا لمختلفة، وا اإلبراهيمي األدبية األدبية. فهذا التصور هو، في نظري، المدخل الطبيعي المالئم لمقاربة كتابات

حيي بدينه ولدينه، في كل ربانيا والنقدية. ومن المعلوم الذي ال يقبل الشك أن اإلبراهيمي كان عالما صغيرة وكبيرة، في كل حقيرة وجليلة، عميق اإليمان بأن اإلسالم قانون شامل ألنواع التدابير المحيطة

دارة، وقضاء في األموال والدماء والجنايات، بمصالح البشر من حرب وسلم، وخوف وأم ن، وسياسة وا

2



DOI :

. وأن دواء العالم (4). وراسخ اليقين بأن "أصلح نظام لقيادة العالم اإلنساني هو اإلسالم"(3)وفي بناء األسرة (5)مما هو فيه هو اإلسالم. ومقتنعا أنه دين وسياسة.

:التاليينحورين مالوفي ضوء ما سبق، فسأقف في هذه القراءة على

آراءه واتجاهه في القراءة، موضحا ،قراءات اإلبراهيمي النقدية في الشعر والشعراء :األول سعة ثقافة وعمق معرفة اإلبراهيمي األدبية أثر التصور اإلسالمي في تلك القراءة، ومبينا ومستجليا

قراءات التي تناولت شعراء كالشاعر المصري أحمد شوقيوهي ال -هو -النقدية من خالل قراءاتهم( والشاعر الجزائري 1992-م1916) والشاعر السوري عمر بهاء الدين األميري 6م(1932-م1868)

م(.1979-م1904) محمد العيد آل خليفة

أثر التصور ه ومستبينا آراء موضحا ،: النصوص المؤطرة لرؤية اإلبراهيمي لألدب ووظيفتهالثاني اإلسالمي في نظراته األدبية.

ية في الشعر والشعراءق رأاءأا اإلبراهيمي (2 الن قد :التالية يتجسد الوعي النقدي لدى اإلبراهيمي عبر النماذج المقترحة

)أمير الشعراء( ق رأاءأت ه للشاعر المأصري أحمد شوقي 2.1

الذي لشعر الشاعر المصري أحمد شوقي، ة اإلبراهيميلمحور هو قراءأول ما يتصدر به هذا ابنصيب وافر من االهتمام مقارنة مع غيره، وذلك للمنزلة األدبية التي أحرزها شوقي بشعره في خصه

م.1927العالم العربي، كشاعر إحيائي، وقد تربع على عرش إمارة الشعر، ومنح لقب أمير الشعراء سنة في شعر شوقي تمام اإلبراهيمي به مبرراته الفنية والموضوعية وقد أشار إليها، كوفرة )اإلسالمية(واله

ومعنى ذلك ألصالة شعر شوقي وسيرورته ضمن وبراعته في التعبير الفني الجمالي والتصوير الشعري.ي، ولصدوره عن رؤية إسالمية ملتزمة ال األساليب الفنية المتعارف عليها في التراث الشعري العرب

تخطئها القراءة المتأنية في سائر شعره وشعره المجدد. وستكون متابعتنا لقراءة اإلبراهيمي وفق معايير مستخلصة من القراءة ذاتها، وهي:

معيار ضرورة تزاوج الفكر والفن في األدب 1.2.2

وآراؤه وأحكامه ،بنزعة المحافظة كان متأثرا ،ءته لشوقيفي قرا ،يمكن القول إن اإلبراهيمي ،)مدرسة اإلحياء( النقدية، بهذا الصدد، ذات عالقة بالمعرفة األدبية المرتبطة بالثقافة التراثية التي كرستها

ن تكوين كل اإلبراهيمي من أينطلق و أرسته من قواعد فنية. ما و ،إبان النهضة األدبية من تقاليد شعريةيتكئ إلى ثقافة ينبغي أن تبنى على أساس الحفظ المدرك للنماذج الجيدة من )الشاعر( من الناقد واألديبمن من أساليب التعليم ومنهجا ، في مرحلة أولى، ويشكل هذا الحفظ المدرك أسلوبا يةالنصوص الشعر

3



DOI :

)الشاعر(على قية )الفنية( واللغوية لكل من الناقد واألديبمن طرائق التربية الذو مناهج التأهيل وطريقا لمبادئ ومعايير العملية النقدية التي هي أساس منطلق إن هذه المالحظة تعد إطارا مرتبة سواء.

قي وغير اإلبراهيمي في التقييم والتقويم النقديين للعمل األدبي، وهو ما يتبناه كأداة في دراسته لشعر شو وذلك اإلطار النظري واإلجرائي لمجموعة المبادئ القرائية التي يؤسس عليها اإلبراهيمي دعائم شوقي.

ممارساته النقدية يرتكز بدوره على أساسين مهمين واضحين:هذا والشعر بخاصة في –يعنى األساس األول بالمحتوى أو المضمون الذي يقدمه األدب -أ والمراد بذلك أن الموضوع في النص األدبي يمكن أن يقدم من وجهات نظر مختلفة ومناظير -السياق

لنص أدبي، وطريقة تقديم المرأة كموضوع ومعالجته فكريا متباينة، فالمرأة يمكن أن تكون موضوعا آخر، وبحسب االنتماءات وتحميله الدالالت والمعاني. كل ذلك مضمون، وهو يختلف من أديب إلى

من تلك المناظير، وهو ما يمثل التصور اإلسالمي وجهة من تلك الوجهات ومنظورا ،وبناء عليه الفكرية. اعتمده اإلبراهيمي في قراءة شعر شوقي.

قيقه ، ال يهمل في نظر اإلبراهيمي الجانب المضموني من حيث تحوتقديرا وتقويما إن النقد، تقييما من آثار وال شك أن نظرة اإلبراهيمي تعكس أثرا القائم على عقيدته والملتزم بها. )المسلم( لتصور األديب

التصور اإلسالمي العام في فكره ووعيه وفهمه لماهية األدب وتمثله لحقيقته وطبيعته، بوصفها محصلة للمضمون والشكل أو للفكر والفن.

ألساس الثاني بالتعبير أو الشكل األدبي، فالمضمون )الموضوع( وحده ال يصنع عمال يعنى ا -ب عرض في شكل تعبيري فني يرتقي إلى مستوى الجنس أدبيا وال ينتج نصا أدبيا، بالمقاييس الفنية، ما لم ي

لمقوماته ومحتكما وبناء وصورا األدبي والنوع الفني المختار كقالب للتعبير مستجيبا لعناصره لغة وأسلوبا المؤثثة له.

وهي الحقيقة التي كانت قائمة في وعي اإلبراهيمي، فلم يتناس الدور الخطير الذي تنهض به لغة ، فهو عودة إلى القديم في أبهى صوره الشعر العربي القديم والشعر العربي الحديث واإلحيائي منه، تحديدا

ستنبط من دراسة اإلبراهيمي للشعر وتوجيهه للشعراء.ذلك ما ي و هوامتداد للألدب، هو المفهوم الذي يتعارف عليه النقاد، ونخلص إلى أن اإلبراهيمي كان يتبنى مفهوما ق "التعبير الفني الهادف عن اإلنسان والحياة والكون وف أي األدب بوصفه: ،)األدب اإلسالمي( اليوم، بـ

والواقع .(8)، أو بعبارة أوضح "التعبير الناشئ عن امتالء النفس بالمشاعر اإلسالمية."(7)الكتاب والسنة."، ومن الطبيعي أن يتخذ التعبير عن الحياة لدى األديب المسلم لونا ( 9).خاصا أن لإلسالم تصوره الخاص

م األخرى أو صورة طبق األصل لنماذج آداب األم وتقليدا واتباعا يفترق، بحكم ذلك، عن أن يكون نسخا لها.

ومن هنا، من هذا الوعي النقدي يخص اإلبراهيمي شعر أحمد شوقي بالتقدير الكبير واإلعجاب :(10))الدين في شعر أحمد شوقي( ، فيقول في مقالتهالعظيم الذي قد يقترب من الغلو في الحكم، أحيانا

4



DOI :

(11)لحقا أوجبته على نفسي حين غاليت بقيمته في شعراء العربية غابرهم وحاضرهم." ي "إن لشوقي عل

يقدم اإلبراهيمي نظرة ثاقبة بعيدة األثر تتسم بالعمق والشمول والتسامح واإلنصاف ،ففي هذه المقالة)الدين(، فالدين في شعر ي، من آراء، كرأيه فواألخالقية واإلنسانية، فيوافق شوقي فيما يعرب عنه، شعرا

"فشوقي تغنى بكل دين استحدث : قولحين )اإلسالم(، فيوافقه في ذلك وال ينكره عليه، شوقي أعم من، أو كان خلقا أو ثبت فضيلة إنسانية أو زرع محبة بين الناس، أو أنشأ حضارة أو زاد فيها أو ولد فنا

ال يخفى ما يوليه اإلبراهيمي للشعر الذي يحفل بالقيم ويشيد ،قوفي هذا السيا (12)بدين أكمل..." إرهاصا باألخالق وينوه بالفضائل من أهمية.

األديبتجاه التعاطف معيار 1.2.1

ما أشار إليه نقاد العصر الحديث في التعامل مع األدباء كثيرا مهم يؤكد اإلبراهيمي على معيار يمكن من مالحظة العمل باعتدال وحيادية واالقتراب منه دون )التعاطف(. وهو معيار وأعمالهم، وهو

يضع في حسابه ومن بين أدواته هذا المعيار في تعامله مع أن أحكام مسبقة، فينبغي على الناقد والقارئ .. بشرولماذا التعاطف مع األديب ومع النص؟ ألن كال من الناقد واألديب األديب وتناوله لنصوصه.

)المحاكمة( بما يوحي به لفظ -اقد يكمن في تقييم وتقويم تجربة إنسانية، وليس بصدد محاكمةوعمل الن لما تجيش يقول اإلبراهيمي في جملة تفيض تعاطفا وتسامحا مع األديب الشاعر ومقدرا .من معان قاتمة

والحنان قبل أن تكون "ونفس شوقي ينبوع متدفق بالرحمة به روحه من عاطفة ويجود به لسانه من بيان:معيار من األهمية بمكان، يوطد العالقة )التعاطف( إن (13)بهذه الروائع من الحكمة والبيان. متدفقا ينبوعا

بين القارئ والمقروء له، ويسمح برؤية النص أو العمل بكل وضوح وبال حجاب أيا كان. (ثقافة الناقد واألديب)الثقافة معيار 1.2.2

لما يحسن اإلبراهيمي متلقيه بسعة مقروئه األدبي الشعري العربي القديم، وهو بذلك نموذج يذهل وذلك ما أن يتصف به الناقد واألديب من تخصص نوعي وتبحر عميق، ذاك في علمه وهذا في فنه.شوقي من مكن اإلبراهيمي من معرفة مصادر شوقي ومراجعه الشعرية، فيضع يده على ما في شعر

، بشكل أو بآخر. فهو يدرك هذه الظاهرة األدبية التي عرفها النقد مظاهرهتجليات للشعر القديم ومن )السرقة األدبية(. فيقول عن اصطالح )التناص(، وعرفها النقد القديم بأسماء أخر، بعيدا المعاصر بـ

ومنازع صوفية وقي يلمس في مناحيه الفكرية آراء اإلبراهيمي واصفا الظاهرة الملحوظة بعبارة متأدبة: "وشللقدماء ويكسوها حلال شعرية تذهل بروعتها عن تعرف حقيقة رأيه ويغطي االفتتان بالصور الشعرية على التفكير في أصل الرأيين فضال عن الفروق والجوامع بينهما، ولشعر شوقي في بعض المواقف إشراق

(14)ا يكاد يظهر."كإشراق البرق، يبهر فيخفى فيه م، فيشيد بشعرية )شعره( ويعجب ببراعته وروعته في ورضى اإلبراهيمي بصناعة شوقي ظاهر

استدعاء النصوص الغائبة والوامضة وحسن توظيفها، حيث ال ينتبه إلى أصولها وال يعرف مصادرها إال

5



DOI :

ساء فهم النصوص، ن دون ثقافة أدبية ومعرفة نقدية قد ي فم قارئ خبير متمرس ضليع في فنه وفي عمله. بل قد تؤول على غير دالالتها، وعلى غير توجيهات سياقاتها. وال يتيسر تقويمها بما تستحقه من تقويم.

تجاه المخالف التسامح معيار 1.2.2

األديان إلى ن خالل موافقة اإلبراهيمي للشاعر شوقي في دعوته أهلهذا المعيار ميستبين ن لم تكن كلها التسامح ، ويشدد النكير على من يتخذ األديان أداة تنازع واختالف، فاألديان كلها هلل، وا

من اهلل، وما دامت كلها هلل، فهي رحم جامعة، ومن البر بهذه الرحم والرعاية لهذا النسب أن ال نتعادى فكار المخالفة والمختلفة ولوجهات النظر المتباينة التي تتسع لها ومثال األديان مثال لكل األ (15)فيها.

الصدور وتشسع لها العقول، وينبذ التعصب والتطرف ليحل محلهما التسامح والعفو والتراحم. معيار االلتزام تجاه العقيدة واألمة 1.2.2

ه للدعوة العثمانية، والتزامه بها، وهو مظهر أرجع اإلبراهيمي دعوة التسامح عند شوقي إلى والئمة، بهذه الصورة، يقول: "إلغراق شوقي في الدعوة إلى التسامح سبب آخر، وهو من مظاهر االلتزام باأل

أن الدعوة العثمانية التي هي لياله ومناط هواه، ومعقد رجائه في إعزاز اإلسالم كانت راعية لألديان ئها طوائف من اليهود والمسيحيين، فكان يخشى أن تتخذ منهم أوروبا ذريعة للتشويش الثالثة، وتحت لوا

( 16)على هذه الدولة اإلسالمية".قراره بتفوقه وجدارته، ويؤكد اإلبراهيمي ذلك ومن مظاهر التزام شوقي بعقيدته، تمجيده لإلسالم وا

بعد شرف الدين البوصيري دافع عن حقيقة اإلسالم عربيا را بالقول: "أما تمجيد اإلسالم فال نعرف شاعذا كان البوصيري نظم المية اإلسالم بعد الميتي العرب والعجم وقال في دين محمد كما دافع شوقي، وا

وكتابه:

وكتبه أقوى وأقوم قيال اهلل أكبر إن دين محمد

ثم ضرب له ذلك المثال الشرود في قوله:

طلع الصباح فأطفئ القنديال ب السوالف عندهال تذكر الكت

العشرات من األمثال الشوارد، وأعانه أورد شوقي في مدائحه وسائر شعره باألعاجيب و ضربعلى ذلك معارف عصره وعجائب العلم في عصره، وامتداد التاريخ بخيره وشره في ما بين عصر

كلة على القصاع، فكل ذلك أرهف إحساس البوصيري وعصره، وتداعي األمم على المسلمين تداعي األ (17)شوقي وهاج شاعريته وأثار أشجانه، فهب يدافع عن اإلسالم ويجهز من شعره الكتائب ال الكتب".

ونلمح وراء كلمات اإلبراهيمي اإلعجاب بالتزام الشاعر تجاه عقيدته أوال وتجاه أمته ثانيا، بكل مكوناته القومية.

6



DOI :

اإلبراهيمي في تقدير شوقي وشعره بين الفن والفكر، بين الشكل والمحتوى، ويؤكد يجمع ،وهكذا"شعر شوقي في األفق الذي تستقر فيه على االلتزام بالعقيدة وباألمة وقضاياها المتشعبة. فيؤكد أن

لق إليها ولو بجناح لبد، فال الحكمة مجاورة للبيان، والذي يشارف السدرة التي ال مطمع إليها ألحد، وال يحيستفيد منه إال الذي يقرأه بالتدبر واالهتمام وتصفية الذهن، وعند ذلك يعلم أية براعة أوتيها هذا الرجل، وأية قسمة من إشراق الذهن وجبروت العقل رزقها في الحملة التي أعده اهلل لقيادتها في نصرة هذا الدين.

ئب من عرض سماحة اإلسالم وخصائصه، وجمعه بين القوة والرحمة، وبنائه ثناء ذلك تجد الغراأوفي على العدل واإلحسان وتجاربه الناجحة في هداية البشر وفي بناء الحضارة وفي إمامة العلم، وفي قيادة العقل، ثم يدس في تضاعيف ذلك دعواته عامة إلى التسامح تجري في النفوس جريان الماء، ألنه يعلم

قومه مغلوبون على أمرهم ال يقدرون على االنتصاف ألنفسهم، فهو يقرعهم على ذلك ويدعوهم إلى أن ن لهم في كل مكرمة غماما وما عليهم إال أن االتحاد ونفض غبار القرون واألخذ بأسباب القوة، وا

ولو كانت في يتحدوا، وال تكاد تخلو قصيدة من قصائده من هذه الفنون، يخرج إليها من عمود القصيدة (18)إن شعره خال من وحدة القصيدة". الرثاء أو في األغراض البعيدة، حتى قال بعض ناقديه:

ويتضح في آخر النص المقتبس إلمام اإلبراهيمي بالمقاييس النقدية المعاصرة والمفاهيم الشعرية ره، مهما تكن أغراضه، الحديثة كوحدة القصيدة وتعدد األغراض. وهو ينوه باهتمام شوقي في شع

ن خرج عن موضوع قصيدته وعن غرضه فيها بموضوعات مرتبطة بقضايا اإلسالم والمسلمين حتى وا من رثاء وغيره، وذلك مما يحسب لشوقي.

)األديب( بدالا عن الناص النص/األدب معيار 1.2.2

وقراءة نصوصه، وهو معيارالمعاصر األدبي يشير اإلبراهيمي إلى مبدأ مهم من مبادئ النقد )النص( ال )الناص(، حيث )النص( منطلقا ومنتهى القراءة، وترد تلك اإلشارة ذات األهمية الكبيرة في

التي تتجلى في استحضار الموضوعات والمضامين )إسالمية نص شوقي( سياق حديثه عما يسمىيرى اإلبراهيمي أنه و التاريخية وفضاءاتها المكانية والزمنية. اإلسالمية، واستدعاء الشخصيات اإلسالمية

)الناص( لتقييم نصه أو تقويمه، كما يبدو في دراسته ليس من واجب الناقد النظر في شخص األديبنما التعويل على األدب ،لشعر شوقي "والتدين أثر الدين في النفس أو :قائال )النص(، فهو المرتكز، وا

ممارسة شعائره بالجوارح وليس من موضوعنا المحدد البحث عن تدين شوقي بمعنى إقامته لرسوم الدين وشعائره، ألننا في شغل شاغل عن ذلك بهذا الفيض المدرار الذي يفيض به شعر شوقي في التغالي

لبدائع مصنوعاته، وبهذا باإلسالم وتاريخه وأمجاده، وبهذا اإليمان القوي باهلل وقضائه، وبهذا التصويرالترديد اللذيذ للقرآن والحض على التمسك به، وبهذا التكرار الحلو للمقدسات اإلسالمية من مالئكة وأنبياء براهيم وموسى وعيسى وعمر وخالد وصحابة وأماكن وأيام، فيغشى في شعره ذكر اهلل وجبريل ومحمد وا

يرة لبناة المجد اإلسالمي والعربي يكررها فال تمل، ويصفها في ومكة والمدينة وبدر والقدس، وأسماء كث

7



DOI :

أماكنها فال تختل، ويسمها ويصفها بخصائصها، ويجلي موضوع العبرة فيها والقدوة بها، فتتألف من ذلك ( 19)كله في عامة شعره صور بديعة تأخذ النفس أخذة السحر وتفضي به إلى االعتبار ثم االقتداء."

بهذه اإلشارة المهمة يقترب في تقدير النص ومقاربته من مناهج النقد الحديث التي واإلبراهيمي عدلت عن كل السياقات إلى النسق أي إلى النص واعتبرته بنية مغلقة مستفيدة من فتوحات اللسانيات

يمي لنص شوقي وفي وصف اإلبراه .)موت المؤلف( مثال الحديثة، ومعلنة ذلك تحت شعارات متنوعة كـ بما في ذلك حياة األديبآخر باإلسالمية وتعدد مظاهرها فيه، يجعل المدخل من النص ال من أي مدخل

)الشاعر( أو سيرته. ومن مظاهر إسالمية شوقي في شعره أنه يحتكم إلى شمائل اإلسالم وأخالقه وهذا دليل آخر يدعم االتجاه رثيه أو ينزل.لك يرتفع ممدوحه وموفضائله وأركانه في مدحه ورثائه، وبذ

إلى إسالمية النص، فيؤكد أن احتفاء شوقي في مراثيه ومدائحه بما يتصف به الممدوح أو المرثي من إقامة لدينه والتزام به، وهو حكم يستوي فيه األفراد والجماعات والدول، "وشيء آخر يدل داللة واضحة

وهو أن مما يثقل ميزان الممدوح أو المرثي في حكم شوقي أن يكون ،يقول في ذلك على إيمان شوقي بمامقيما لدينه كما يريد اهلل، حتى الدولة العثمانية لم يفرغ عليها تلك الحلل الخالدة إال ألنها تخدم اإلسالم

(20)وتعمل إلعزازه." )الناص( من النص، منها قول لرأيه، في إسالمية ويستحضر اإلبراهيمي الشواهد واألمثلة تصديقا

شوقي في رثاء حسين شيرين:" في صحن مسجده وحول كتابه أبدا يراه اهلل في غلس الدجى

:(21)وقوله في تعزية أهل دمياط اءـــــقسوى الفرد الذي احتكر الب بنـي دمياط مـا شيء بباق إذا وردت بريتـه الفنـاء تعـالى اهلل ال يبقى سواه فهل تلقون بالعتب القضاء وأنتـم أهل إيمان وتقوى ومن داعي البكور لهـا سماء مألتم من بيـوت اهلل أرضا

ـالة إذا أضـاء وال تستقبلون الفـجر إال على قدم الص

يقــول: "وفـي هــذه القطـع منــازع لطيفـة فــي فقــه فوهنـاك شــواهد كثيـرة يلجــأ إليهـا اإلبراهيمــي فـي تعزيــز رأيـه، ونتفــق مــع (22)مــن رســو فــي فهــم حقيقــة الــدين ومعنــى التــدين." -رحمــه اهلل- الــدين تــدل علــى مــا لشــوقي

)النـاص( يأتي بعـد ذلـك الحكـم لــ أو ضـدثم وقبل كل شيء، أوال )النص( براهيمي موجزين رأيه في أن اإل ذاته، وهو مبدأ مقرر في نقد هذه األيام. )النص( من

سالة معيار 1.2.2 )النص( في األدب الر

، فلألديب رسالة يؤديها في األدب، على معلم من معالم األدب اإلسالمي )الرسالة( يدل معيارويكون -بالمفهوم اإلسالمي لاللتزام-في مجتمعه وفي أمته، بوصفه أديب رسالة، وهذا ما يجعله ملتزما

8



DOI :

لعمله غاية تبرر وجوده بشكل ضمني أو صريح، ويخلو من العبث المطلق الذي ال تستسيغه الفطرة وال من سمات األدب اإلسالمي النابع عن التصور )الرسالية(المسؤولية التاريخية واألمانة الربانية. و

وليس معيبا في األدب أن يحمل األفكار، إذا كان يوحي بها وال يصرح، اإلسالمي ومن سماته البارزة.يشير وال يقرر، يغري بها وال يفرض أو يلزم بها، بمعنى وهو يحمل الفكرة ال يخل بحق التعبير الموحي.

ك الشعر قدرة على التأثير بإيحاءاته وتخيالته، ومن ثم قدرة على نقل ما يدور في ذهن الشاعر ويمل ويرتسم في مخيلته بكيفية تجد مسلكها إلى قلوب المتلقين بكل سالسة.

ر اإلسالمي التي ومن إسالمية شعر شوقي احتفاؤه بتوحيد اهلل عز وجل، هو أس خصائص التصو تظهر في األدب الذي يصدر عنه. وهو سمة ضرورية ال يتنازل عنها ناقد أو أديب في هذا المجال، وهو

يقول: "أما توحيد اهلل واإليمان بقضائه وقدره وغيبه إذ ما سجله اإلبراهيمي في قراءته لشعر شوقي، ستفيده من كتب الكالم الجافة بأنواع من االستدالل فإن دارس شعر شوقي يستفيد منه ما ال ي ،ونشوره

وتتغلغل إلى مكامن اليقين فيها، فتنتهي بها إلى غاية الغايات ،الوجداني فتدخل النفوس من أيسر طريقواإلبراهيمي، من هذا المنطلق، ال تغيب عن وعيه ما لألدب من أهمية في (23)من اإليمان الصحيح."

ذاعة الفكرة الصحيحة بطرائق أسلوبية ووسائل تعبيرية التربية اإليم انية وفي الدعوة إلى التوحيد واإليمان وا ومن الواضح أن أحكام اإلبراهيمي أدوات األدب الخاصة المتميزة. بيانية ووجدانية وخيالية، وهي من

نما هي مستنبطة ، وتفرض عليه من خارج أنسومالحظاته عن شعر شوقي ال تأتي تعسفا اقه وسياقاته، وا في شعر ومستخرجة من النصوص الشعرية دون تأويل مفرط لها. ومن أمثلة ذلك موضوعة )القضاء(

شوقي، التي يقول فيها:

لم يحلها أحد القضاء معضلة ت عقد عقدة بد كلما نقضت لها واستراح معتقد أتعبت معالجها

: (24))البعث( و)النشر(، في تولستوي ومثال آخر، يقول شوقي عن

وينشـر بعد الطـي وهـو قدير طوانا الذي يطوي السموات في غد

ة( والفن الشعري )العقيد معيار التوازن بين الفكر 1.2.2

)الشعري( أو ما يمكن تسميته بالمضمون )اإلسالمية( والفن إن تحقيق التوازن بين الفكرةاإلسالمي والتعبير الفني هو أحد مقتضيات مفهوم التصور اإلسالمي في األدب، وعلى قدر قوة الفن

فبقدر قوة ،التي يتمثلها، والعكس أكثر صحة ودقة يدة()العق الشعري وبراعة التعبير فيه تكون قوة الفكرةفي ضمنيا )العقيدة( تكون قوة الفن الشعري وروعته. وهذا المعيار يتخذه اإلبراهيمي شرطا الفكرة وعمقها

9



DOI :

تقانه لفن القول على قويا دليال ،السيما في مدائحه النبوية ،قراءته لشعر شوقي، فيرى في براعة شوقي وا "من دالئل إيمانه القوي باهلل ورسوله ومحبته لهما محبة ملكت شعوره، و قوة عقيدته وحضورها في شعره،

تلك المدائح النبوية التي أرى أنه تفوق فيها على السابقين األولين، وبذ فيها السوابق القرح من المجيدين ه إال اثنان أو ثالثة في تاريخ الملة اإلسالمية.في هذا الباب الذي لم يجد فيه قبل

مضروبة ونصائح ومذكرات ال من العلم وأمثاال من الحكم، وأصنافا إن في مدائح شوقي أنواعا إن قول اإلبراهيمي يؤكد على ما لشعر شوقي في مدائحه، بخاصة، من (25)توجد في مدائح غير شوقي".

ما في شعره من تحقيق لمعيار التوازن بين و من نظم في هذا الغرض.خصوصية ترتفع به دون غيره منما يتحققان بنسب موزونة ومحفوظة، إضافة إلى أن الفكر والفن فال يطغى جانب على حساب آخر، وا

، في الجانب اآلخر.القوة في جانب تنعكس، حتما علما بمسائل النقد القديم وقضاياه إحاطة اإلبراهيمي وتتضح في االقتباسات المذكورة سابقا

وتذكرة بمقاييسه، ونلمح إلمامه بما قيل في الخصومات األدبية التي دارت بين النقاد حول أفضلية شعر على شعر، وعالقة الدين بالشعر.

في نقد اإلبراهيمي لشعر شوقيالمرتكز الفني األسلوبي 1.2.2

)الشاعرية(، وينصح )الشعرية( و )الجبروت الشعري(، ونصنفه بـ صفه بـينوه اإلبراهيمي بما ي)الشعرية(، ويشير إلى مبادئ فنية بنائية كحسن الختام، ويؤكد على باالعتدال والتوسط أو الوسطية

يحاء وصدقا بمعجم ، ومن حيث تأثرها جمال اللغة، حين يخص لغة الشاعر من حيث صفتها شفافية وا يقول :"والذي ال يشك فيه قارئ شوقي حين عقدي إسالمي واضح، ومن حيث تعبيرها عن سريرة مؤلفها،

أن لغته متأثرة بالدين إلى أبعد غايات التأثر، صادقة في شعورها بوحدانية اهلل وعظمته وكماله، وباالفتقار (26)إليه والخوف منه".

ول جانبين هامين في قراءته لشعر شوقي، ووقف عند مستويين؛ ومن الواضح أن اإلبراهيمي تنامستوى المحتوى أو الموضوع، ومستوى الشكل أو التعبير، وأطال الوقفة عند المستوى األول وفي تناول

لتصور المضمون، وذلك ألهميته وخطورته في األدب فهو المادة التي يقوم عليها التعبير، ولكونه مجلى ا الذي ينطلق منه الشاعر، وال يراودنا أدنى شك في كونه التصور اإلسالمي بخصائصه وسماته.

وأوجز وأجمل في وقفته عند المستوى الثاني وفي تناول الشكل أو التعبير من خالل اإلشارة إلى لى معجمها اإلسالمي وقدرتها على اإليحاء والداللة على انفعال الشاعر وامتالئه بإيمانه. لغة الشاعر وا

ي هلل )األدب اإلسالمي( الذي يرتكز إلى التصور اإلسالم وهما دعامتان أساسيتان وشرطان ضروريان فيلى التعبير الفني من حيث شكله. ولإلنسان والكون والعالم من حيث مضمونه، وا

رضية صلبة من هذا التصور، ويدركه بكل أبعاده، ويمارسه والمالحظ أن اإلبراهيمي يقف على أن لم يسمه صراحة ألن المنظومة االصطالحية المعاصرة لألدب اإلسالمي ونقده كانت قيد بوعي، وا

10



DOI :

ن كانت تمارس بطريقة أو بأخرى، كما يبدو في التأسيس في تلك الفترة، ولم تتبلور بالشكل الكافي وا اهيمي النقدية موضوع قراءتنا.ارسات اإلبر مم

التوصيف النقدي للشاعر 1.2.22

فقد خص الشاعر بعناية الفتة لالنتباه، وأنزله منزلة ،بناء على تقدير اإلبراهيمي لشعر شوقي)شاعر اإلسالم( و)شاعر معتبرة، فقدمه على غيره من شعراء العربية، وأبدع في وصفه؛ فوصفه بـ

)شاعر اإلسالم والعربية )شاعر الشرق(، وفي سياق واحد نعته بالنعوت الثالثة وبكلمة واحدة العربية( وإثر وفاته، فنعته بشاعر اإلسالم الذي يعتز بمفاخره، ويشدو )مات شوقي( في خطاب تعزية والشرق(

جامعته، ويمشي في ركاب خالفته، وبشاعر بمآثره، وينطق بلسانه، ويجول في ميدانه، ويدعو إلى العربية الذي تشرب روحها وتملكت هي روحه، فحمى أسلوبها ونغمتها، وعرضها على أهل هذا القرن

في اآلفاق، كما توج على شعرائها في كما أعربت عما قبله بلغة فصيحة، فحمل لواءها خفاقا ،معربة عنهكان يهتز قلبه لهزاته، وتضطرب حياته الضطراباته، وترتفع األقطار باستحقاق. وبشاعر الشرق الذي

آهاته مع آهاته، فيدوي حتى لتتحرك له جبال، ويهلع منه رجال، وتسري كهرباؤه حتى لترتبط بها بعد (27)الشتات أوصال، وتحيا بها بعد الموت آمال.

"إني مغتبط ل فيها:في مناسبة إحياء ذكرى شوقي، يقو )شاعر العرب( ونعته في موضع آخر بـإلحيائكم لذكرى شوقي شاعر العرب في وقت هم فيه أحوج ما يكونون إلى صيحاته التي تحرك الخامل

لى نغماته التي تنعش العاملين وتنبه الخاملين". هذه العناية لقد أولى اإلبراهيمي (28)وتهز الجامد، وا ته وأمته وهويته ولغته.وأنزله هذه المنزلة لمواقفه المشرفة من عقيد شوقيل

القراءة التناصية للشعر 1.2.22

؛ أي مجرد قراءة ومن المعلوم أن قراءة اإلبراهيمي لشعر شوقي لم تكن قراءة عابرة أو قراءة عابر نما كان ت قراءة نقدية سطحية تتوخى االستمتاع بهذا الشعر، وتنتهي باالنتهاء منه والفراغ من قراءته، وا

عليمة واعية عميقة محيطة تحفر في األعماق مدركة لكل أبعاده ومتطلعة إلى اآلفاق، تتناول النص في نسقه وفي السياق الذي يتلون ويتشكل خالله جنسه وثقافته.

بقة الغائبة الحاضرة لقد درس اإلبراهيمي شعر شوقي، ووقف من خالله على كل النصوص الساالتي ترفده وتندمج في بنياته، وأجرى موازناته ومقارناته بينه وبين كبار شعراء العربية في القديم، ولمس

"وصل شوقي بشعره حينما اقتحم به جميع في ذلك: قائال مواطن التفوق واالمتياز عند شوقي على غيره، ولقد دأب شوقي بتقليد المتنبي في أول ة من مراتب الخلد ال يستطيع وصفها إال هو...الميادين إلى مرتب

أمره فجاراه، وما كبا وما قصر، ثم شآه في التشبيب الصادق والغزل الرقيق، ثم طاوله فطال عليه في وطنه، على وصف اآلثار الباقية عن الحضارات الدائرة، وفي التغني باألمجاد الغابرة لبني جنسه أو بني

حين كانت عبقرية المتنبي ال تتجاوز به مدح شخص بجود، أو شجاعة في وصف حروف وانتصارات قد

11



DOI :

يكون الغناء فيها لغير الممدوح، وال تبرز العبقرية إال في الحكم التي سجلها واألمثال التي سيرها، أما لمتنبي فيه كبير قيمة إذا استثنينا الوصف الذي تتبارى فيه قرائح الشعراء، وتتجارى سوابقهم فيه فليس ل

(29)قصيدته في شعب بوان وقصيدتيه في وصف الحمى وفي وصف األسد وفي قطع قليلة من شعره".وفي ،يرى اإلبراهيمي أن شوقي قد تفوق على المتنبي في التشبيب الصادق والغزل الرقيق ،وهكذا

مسوغات هذا الحكم. ويجدر لفت االنتباه، ههنا، إلى الوصف الذي تتبارى فيه قرائح الشعراء، وقد ساقويبدي رأيه في شوقي بصراحة وجرأة ودون مواربة في قوله: تفقه اإلبراهيمي في شعر المتنبي وأضرابه.

مذ كان - "ورأيي في شوقي معروف في المشرق والمغرب بين خلصائي وخلطائي من المتأدبين، فلم أزلأغالي بقيمة شوقي في الشعراء السابقين والالحقين، وربما شاب هذا الرأي مني شيء -لي رأي في األدب

من الغلو في مقامات الجدل والمفاضلة بين شعراء العربية، وما كنت أتهم نفسي بعصبية لشوقي، وال كان كله وأستظهره جله، حتى ليصدق على شعر شوقي أستحضره الناس يتهمونني بتحيز، ألنني كنت قواما

علي أنني راوية شوقي بالمعنى الذي يعرفه أسالفنا في الرواية، ولقد حفظت الشوقيات القديمة قبل هجرتي ميالدية. ثم أحفظ من شعر شوقي ما جد بعد طبع الشوقيات األولى، 1911 األولى إلى الشرق سنة

ول ظهوره في الصحف أو في أجزاء ديوانه بعدما أل واستوعبت شعره في منفاه باألندلس حفظا (30)طبعت".بل ،ولم ينته اإلبراهيمي إلى هذا الحد من اإلعجاب المؤسس والتقدير الموضوعي لشعر شوقي

دعا الناشئة، هنا في الجزائر، إلى االئتمام بشوقي واحتذاء أساليبه في أول فرصة سانحة، في بداية يقول: "وما كادت تلوح النهضة األدبية في الجزائر بعد الحرب العالمية األولى، حيث هضة األدبية؛الن

لى احتذاء ويكتب لي أن أكون أحد قادتها حتى كنت أول الداعين دعوة جهيرة إلى االئتمام بشوقي وا ،جد جد تلك النهضة طريقته والسير على نهجه في األدب العربي، وأول الدالين على روائع شعره. ولما

،ن أكون المشرف على توجيههاأوتعددت المدارس العربية على يد جمعية العلماء الجزائريين، وقدر لي مكنت لشعر شوقي في نفوس اآلالف من الناشئة الجزائرية، فانبنت تلك النهضة من أولها على أدب

تصويره ودقة وصفه، ولسهولة مدخله شوقي وشعره، وفهمته ناشئتنا على وجهه لحكمه وأمثاله ولحسن ن آالفا في سلم األدب ليحفظون من غرر شعر شوقي عديدة ممن ارتقوا ولو قليال على النفوس، وا

ن كثيرا من الشعراء الذين أنجبتهم وسوائر أمثاله ما يجملون به كتاباتهم وخطبهم ومجالسهم للمذاكرة، وا (31)ويسيرون على هداه، وتلوح عليهم مخايله وسماته".النهضة الجزائرية ليترسمون خطى شوقي

ولم يطالب اإلبراهيمي الناشئة، يومئذ، بتمثل شعر شوقي والسير على نهجه الفني وطريقه الشعري عن غير دراية وخبرة، فقد أشار إلى أسباب موضوعية تتصل بمضامين شعر شوقي اإلسالمية وترتبط

)حكم وأمثال وحسن تصوير ودقة وصف، وسهولة مدخل البليغة وطرقه العربية الفصيحة منبأساليبه (. .على النفوس..

12



DOI :

ومن عوامل تمكين شعر شوقي وأدبه في مقررات وبرامج المدارس ونفوس الناشئة شدة ارتباط هة المضامين وهذا قسم يضاف إلى ج شوقي باإلسالم وحضارته وآثاره وأخالقه ومثله ورجاله...

قية اإلسالمية الفكرية والشعورية الوجدانية التي حظي بها شعر شوقي والتي تتماشى والفطرة اإلسالمية الن -التي نشأت عليها الناشئة والشباب الجزائري؛ يقول اإلبراهيمي: "وأول ما حبب شوقي إلى نفوس ناشئتنا

هو ما يفيض به شعره من تمجيد لإلسالم وبيان آلثاره في النفوس وتغن بمآثره -همعلى طراوة عودوأمجاده وافتنان في مثله العليا التي قاد بها أتباعه إلى مواطن العزة والسيادة. وال عجب، فناشئتنا نشأت

ارع إلى سبل على الفطرة اإلسالمية النقية، وشعر شوقي أبلغ معبر على تلك المعاني العالية، ونهج ش (32)التأسي واالقتداء".

ولهذا كله، كان موت شوقي بالنسبة لإلبراهيمي ولألندية األدبية الناشئة بالجزائر خسارة فادحة وقد كان لشعر شوقي (33)وصدمة قوية، فقد كانت هذه األندية تأتم بشوقي وتسير على هديه وشعاعه.

والثورة الجزائرية كما يؤكد ذلك اإلبراهيمي بقوله: "إن الجزائر الفتية مدينة بجميع أثر عميق في النهضة فروع نهضتها بل في أصول ثورتها لشوقي، فكم حدونا الشباب بشعره المطرب القوي، ووجهنا ذلك الشعر

اجع إلى مكامن اإلحساس من نفوسهم، فكان ذلك أحد األسباب في ثورته الخالدة التي أقضت مض (34)الفرنسيين وأتت بخوارق العادات من الشعب الجزائري".

ما يلي: ال بد من التأكيد علىلشوقي وفي ختام عرضنا لقراءة اإلبراهيمي

من األديب )المرسل( إلى أدبه قراءة تلم بعناصر شتى بدءا هي إن قراءة اإلبراهيمي لشعر شوقي - واألثر الذي يتركه فيما يحيط به وفيما ،قاه بوصفه قارئا )المرسل إليه( واألثر الذي تل إلى متلقيه )الرسالة(

يأتي ويحتمل أن ينتج من نصوص.لى مفاهيمهاقراءة اإلبراهيمي تستند - ، مستلهمة وظيفة المتعددة إلى نظرية األدب اإلسالمي ونقده وا

في: "تقويم العمل األدبي من الناحية -كما حددهما سيد قطب-النقد األدبي وغايته واللتين تتلخصانالفنية، وبيان قيمته الموضوعية، وقيمه التعبيرية والشعورية، وتعيين مكانه في خط سير األدب، وتحديد ما أضافه إلى التراث األدبي في لغته، وفي العالم األدبي كله، وقياس مدى تأثره بالمحيط وتأثيره فيه،

الشعورية والتعبيرية، وكشف العوامل النفسية التي اشتركت في وتصوير سمات صاحبه وخصائصه (35)تكوينه والعوامل الخارجية كذلك."

في تعزيز الرصيد النظري لألدب والنقد اإلسالميين، وتعين في استنباط قراءة اإلبراهيمي تسهم - تقاليد أصيلة في إنتاج النصوص وفي اإلبداع ترسيخ تمكن من قراءات صحيحة لألدب و مفاهيم وأدوات بصفة عامة.

13



DOI :

ع ر 2.2 يمي ل ش براه ل خليفةالش اعر الجزائري محمد العيد آق رأاءأة اإل

تأتي قراءة اإلبراهيمي، في هذا المحور، لشعر الشاعر الجزائري محمد العيد آل خليفة مستجيبة )النص(، وهي إسالمية المضمون وجمالية المحتوى ثر شعر شوقي سابقا لذات المنطلقات التي جعلته يؤ

وسنتناول هذه القراءة مستنبطين سمات األدب اإلسالمي ومعايير نقده. معيار التفاؤل واإليجابية 1.1.2

مظاهر يتميز األدب اإلسالمي بأنه أدب الفطرة السوية التي تنفر من التشاؤم والسلبية وكل والرجاء كما يذكر اإلبراهيمي، ومن ثم فحاالت التشاؤم واليأس (36)اإلحباط، فهو أدب التفاؤل واإليجابية

واإلحباط القوية العنيفة هي مشاعر مؤذية ال تعتري األديب المسلم، وهو في مناعة ضدها، وال تعتري إنها وانفعاالت حادة مضرة ال تكون من صفة -لتي يؤثرها اإلبراهيميبهذه الصفة ا-الشاعر المسلم التقي

المسلم، وال تتخلل سلوكه وال تتمظهر في قوله.الشاعر المسلم إلى التفاؤل واجتناب كل ما من شأنه أن يثبطه ويهدر قوته اإلبراهيمي يدعو و

وط، وها هو يقول في كلمة وجهها إلى ويشل نشاطه ويستنفذ طاقته من شعور باإلحباط واليأس والقن: "طالما سمعت ورأى في قوله أسى مبرحا شاعر الشباب محمد العيد آل خليفة، وقد لمس في نفسه حزنا

ألنني أعدها غميزة في شاعريتك. ولوال شذوذ ،)اليأس(، وبودي أن ال أسمعها منك مرة أخرى من كلمةني كمالهم لما صدقنا باجتماع اليأس والشعر، وكيف ييأس الشاعر نعرفه في نفوس الشعراء كأنه من معا

إلى ما ال يحد له أمد. )رجاء اهلل( وهو ملك مملكة اآلمال وسلطان جو الخيال. فإن كان تقيا رجع من فكيف تيأس نفس الشاعر لوال ذلك الشذوذ؟ لقد قال أولكم:

مت فإنهن مراوح حرك مناك إذا اتمـ

فال تيأس يا بني وال تكذب إمامك الذي يقول: خلق الشاعر ا لغيره إال بعد أن جربها في نفسه...وما قاله (37)طربا". سمحا

هو العالقة الحميمة األبوية اإلنسانية العارمة التي تجمع الناقد و التنويه بوشيء آخر جدير الذي يسدي من خالله الناقد نصحه للشاعر. عالقة بالشاعر، وهذا األسلوب الفريد في التربية والتوجيه

له، يقول اإلبراهيمي في مستهل كلمته اآلنفة يكتنفها التواضع والحب والتعاطف، فكأن الناقد يحدث ولدا م الذكر:" ولدي طالما قرأت في وجهك الشاحب آيات الحزن، وتلمحت في قسماتك دالئل الهم واألسى، وك

من حقيقة هذا الهم الدفين الذي تنطوي عليه أحناؤك. حركتك بمعاريض من القول علني أستبين شيئا ن بين التعقيد وهذا األسى المبرح الذي أعلم أنك تقاسيه. كمن يستجلي المعنى الدقيق من اللفظ المعقد. وا

لشاعرة التقية وما تالقيه من عناء ممض يتقاضاها . ويا هلل للنفوس اوثيقا نسبا ونفوس الشعراء )األتقياء( (38) "!اهلل فماذا تفعل لها ...الشعر إطالقا، فيتقاضاها التقى تقييدا

14



DOI :

ويستمر اإلبراهيمي في ترسيخ سلوكه التربوي الفذ وتأسيس فن عال لتعامل الناقد والشاعر، ة األب الرحيم بولده المحزون، فيقول في آخر كلمته: ويعمل على توطيد عالقة مثلى ترقى إلى عالق

ونزلة شعبية، وسعاال مستعصيا "قرأت زفراتك هذه الساعة في الشهاب وأنا طريح الفراش، أعالج زكاما وتالميذ يطلبون الدرس سبع مرات في اليوم والليلة ،يطلبون القوت أربع مرات في اليوم وأوالدا مزمنا

خرى. إن ولدنا هذا لذو حق. وكتبت لك هذه الكلمات كما يكتب األب الشفيق إلى ولده فقلت: وهذه أ (39)الرفيق. وعسى أن يكون فيها ترويح لخاطرك".

للعالقة التي يجب أن تكون قائمة بين الناقد واألديب. فال عزيزا نادرا إن اإلبراهيمي يقدم نموذجا والرفق. يعامل هذا ذلك إال بالمودة والحب

وال يرى في انتقاد ،ويالقينا في المقابل الشاعر محمد العيد آل خليفة بنموذج رائع لألديب المنصت :(40) اإلبراهيمي له بهذه الطريقة أي إساءة، فيرد عليه بطريقة شعرية رائعة

أبــي )البشير( سـالم زاك وشــوق كبــــــير بضــــــــــوئه نـستنير ال زلـت فينا منارا

وافــى كتابك يهـدي إلي المنــــــــــى ويشير تذكو العبارة فيهما ليــس يذكــــــو العبير

ـــر ــــــــــــــــــإذا فـؤادي سال وطرفــــــــي قريـ البصير؟ فكيف يغوى قد ارتددت بصيرا

!قميص يوسف ألقى به علي )البشير( ي اليأس زدني كشفا فأنت خبيريا آس

ينصت الشاعر ويستهدي بإضاءات الناقد في أدب وجم. ،وبعيدا عن الغرور والكبرياء والعجب بقدم كل من الناقد والشاعر نموذجا رائعا راقيا للعالقة األدبية التي تصل الناقد بالشاعر وتصل

الشاعر بالناقد. عيار المعرفة األدبية وأدواتهام 1.1.1

ال تقوم الصناعة الشعرية على الموهبة أو الملكة بمفردها، فهي في مسيس الحاجة إلى المعرفة لى ثقافة هذا الفن؛ أي في حاجة إلى التعلم والدربة والمران والممارسة. وبالمكتسب بهذه الصناعة وا

الشاعر المفطور واألصيل والموهوب في شخصيته األدبية، وتستوي التجربة تصقل موهبةوالفني المعرفي من كل جوانبها. ويبني الشاعر صرحه الفني على أسس متينة من الموهبة والمعرفة.

مقدر ألهمية كل طرف، الو خبير بمقوماتها، و عارف بأسرار الصنعة الشعرية ال ،اإلبراهيمي ى ير و نما تفتقر إلى ما يدعمها من مواد الثقافة والمعرفة والفن وحدها أن الموهبة ال تسد حاجة الشاعر، وا

الضرورية. ويبين ما يحتاج إليه األديب من معارف أساسية تسعف الموهبة، وتصقل الذهن وتهذب

15



DOI :

اع من المعرفة المتنوعة تشتمل عليها كتب اللغة الفطرة، وتتمثل مواد المعارف األساسية المكتسبة في أنو وكتب األدب وكتب النقد وكتب األخبار والسير، ولكل نوع من هذه المعارف دوره ووظيفته في التكوين.

"إن األدب عندنا في :، قائال يعرض اإلبراهيمي لهذه المسألة في حديثه عن األدب في الجزائرو ولم يزل بينه وبين الكمال مراحل، والذي عندنا إنما هو استعداد لألدب ولكنه بدون الجزائر لم يكمل

وجعل حظوظهم منها متفاوتة، فمن آتاه اهلل ،أدوات، فهو يعتمد على المواهب التي وزعها اهلل على عبادهح بأشياء، ، فتبض له بشيء وتشمن الموهبة وقف عندها وأخذ يعصر المواهب عصرا من أبنائنا حظا

،والمقروء المهضوم ،ألنه لم يرفدها باألمداد التي تفتقر إليها، والمواد التي تتغذى منها من المحفوظوالمدروس المفهوم، فالملكات األدبية ال تكفي فيها القريحة والطبع حتى تمدها الصنعة بأمدادها، وأولها نما متن اللغة غير مأخوذ من القواميس اللغوية ألنها ال تنتهي بصاحبها إلى ملكات لغوية وال أدبية، وا

غة من منثور العرب ومنظومهم، فيستفيد يجب على من أراد أن يربي ملكته على أساس متين أن يأخذ الل بذلك فائدتين: األولى الكلمة ومعناها، والثانية وضعها في التركيب وموقعها منه وموقعه من النفوس، وحسن التركيب هو سر العربية، ويسميه علماء البالغة حسن التأليف، ومن كلماتهم التي سارت مسير

احبتها مقام. أما أخذ األلفاظ متناثرة من كتاب لغة كالقاموس المحيط ثم األمثال قولهم: ولكل كلمة مع صوضعها في تركيب كيما اتفق، فإنه عمل بعيد عن التوفيق مجانب للصواب ألن صاحب القاموس لم يرد

نما أن يخلق مدرسا أن يكون بكتابه أديبا (41)".، وا لزم بالنظر في متون اللغة بالشروط التي نبها ، واألديب م وناثرا تلك بعض عدة األديب شاعرا

النصية وغير النصية؛ في سياقها األدبي ،)اللغة( في سياقاتها المختلفة عليها اإلبراهيمي، وهي أن يتعلممتن اللغة حفظ التداولية باالصطالح البالغي، وال يغني في تعلم والنفسي واالجتماعي، أو في )مقاماتها(

المفردات بمعزل عن التركيب أو النظم أو التأليف، وما ينتج عنه من معان، فعلى األديب أن يراعي ما في تكوين األديب ،)حسن التأليف( وأن يتلقى اللغة في استعماالتها األدبية، ومعناه أنه ال يكتمل يسمى بـ

للغة في المعاجم واإلحاطة بمعانيها الوضعية الحقيقية حتى يضم إليها االطالع على ا ،المعرفي والثقافي اللغة في استعماالتها الحية وبدالالتها المجازية االنزياحية.

ذا ذكرنا و على هذا األساس فرق اإلبراهيمي بين نوعين من المتون اللغوية واألدبية، فيقول: "وا لقواميس مثله: فلسان العرب كتاب يعلم اللغة، وكتاب المقاييس البن ما كل او ،باديآقاموس الفيروز

، أما اللغة الحقيقية فهي فارس كتاب لغة يعلم األدب، وكتاب المخصص البن سيده كتاب لغة وأدب معا أشعار العرب وأحاديثهم وخطبهم ومحاوراتهم، وأما كتب األدب المحض فهي كتب الجاحظ والمبرد وابن

من مثل عيون األخبار ومحاضرات األدباء والعقد الفريد ولباب اآلداب لألمير ،وكتب المحاضرات قتيبةوالعمدة ،والصناعتين للعسكري ،وكتب النقد ككتابي قدامة بن جعفر على صغر حجمهما ،أسامة بن منقذ

(42)البن رشيق حتى تنتهي إلى المحيط الهادي: األغاني وما أدراك ما األغاني".

16



DOI :

غنى عنها، وبها وناثرا لوازم الثقافة والمعرفة األدبية التي لن يكون لألديب شاعرا بعض ، ه، إذا هذبمراجعة مواد تكوينه وقراءتها بتأن إذن، عليه و يعلو كعبه ويرتفع شأنه وتستوي تجربته وتنهض موهبته.

من ذلك النوع األول ينصرف إلى النوع الثاني من فوائدها الجمة، وبعد أن يفرغ مستزيدا ،ودرس وترو فيدرس كتب النقد، وهكذا، يقول اإلبراهيمي "ومحال أن تكتمل ملكة في األدب لمن لم يقرأ هذه الكتب كلها قراءة تأن ودرس، ويحفظ لكل شاعر مجل جاهلي أو إسالمي أشرف شعره وأجزله، ثم يأتي كمال

عراء وموازينهم وخصائصهم، وأن يعرف من السير واألخبار ما يحلي به األدب وهو أن يعرف طبقات الش (43)كالطعام بال ملح". ب، فإن األدب بدون هذه الكتأو نثرا أدبه نظما

إن قراءة ما أشار إليه اإلبراهيمي قراءة واعية منتخبة تخصب التجربة وتوسع اآلفاق وتحفر في لة على تثقيف األديب وتعزيز رصيده المعرفي والفكري الذي يتجلى في أدبه األعماق، وتعمل في المحص

وتستظهر تناص وتعالق ،ويتحلى به، والذي يعد في اآلن ذاته أحد مداخل الناقد الحاذق إلى هذه التجربةتثري نصوصه مع النصوص األدبية وغير األدبية القديمة التي تقبع في خلفية التجارب والنصوص، و

أبعادها اإليحائية الالمتناهية. راهيمي كناقد عالم وقارئ خبير، وهي ما يختزله بالقول:" بد تجربة اإلإن هذه الفكرة هي ما يحد

وما سمعت قطعة من الشعر ألديب وال قرأت له قطعة نثرية إال عرفت منها ما قرأ من الكتب، ولقد عة من الشعر، منها:وعكت مرة فأرسل إلي أديب يسليني بقط

إذ رماه الدهر بالضر ورامه اكي أبا شبرمهـــــــــــأيها الح ناذرا عتق غالم وغالمه ليتني جئت كيحي عايدا

والحكاية متكررة في كتب المحاضرات، فلقيته بعد زوال الوعكة وسألته عن غفلة: هل استوعبت األخبار؟ فأجاب نعم، والعقد الفريد؟ وكذا وكذا الكتب سماهن من كتب األغذية العقلية، وهو قراءة عيون

صادق، فإن آثار القراءة العميقة بادية على شعره كما تبدو آثار األغذية الصالحة على الجسم فراهة وقوة .وبعدا وعمقا وجماال إن تلك األغذية الصالحة لبادية في النصوص الجيدة حسنا (44)وحيوية".

ويفيد مقبوس اإلبراهيمي أن التراث األدبي والثقافي المقروء والمستلهم، على تنوع مصادره، تدخل ، وال شك أن لهذا التوظيف دسما عميقا مدهشا بديعا مواده في نسيج النص األدبي، وتنصهر ليستقيم نصا

ه التي قام عليها تيار من النقد األدبي المعاصر.التراثي في األدب نظريتمن األدب الجزائري في العصر الحديث، قد الحظ اإلبراهيمي بعض الفقر المشين في تجارب و

ويجعل سببه قلة القراءة من ناحية، ومن ناحية أخرى القراءة غير المتدبرة أو القراءة التي تقمش من هنا ويظهر أن أو قراءة تلفق في المحصلة النصوص المبتورة األوصال. -كما يقول اإلبراهيمي - ناكوه

اإلبراهيمي قد خبر التراث األدبي واللغوي العربي وتعمق في اإلحاطة باألدب العربي الحديث إلى درجة لشعراء والكتاب اليوم كلمات متداولة محدودة، ال تجاوز مذهلة تمكنه من الحكم بأن "كل ما يستعمله ا

17



DOI :

مجموعها خمسة عشر ألف كلمة، وهي بضاعة السوق، فإذا كانت كافية لالستهالك اليومي الضروري، على لغة االقتصاديين، فإنها ال تكفي للمطالب التكميلية والتحسينية في األدب، والمواضيع تتجدد،

شابه ثم تتمازج ثم تتمايز، فمن الواجب أن ننحت من هذا المعدن القديم كل يوم جوهرة والمعاني تتوارد وتت (45)ونصقلها".الشعر، ويدعو إلى اإلبداع و ال يكتفي اإلبراهيمي بالدعوة إلى االستفادة من الرصيد الهائل للغة و

وأثر الثقافة في األدب ي الشعر واألدب.في اللغة واإلضافة إليها واالشتقاق منها، والتجديد فيها، بما يغن ن خفي ذلك األثر وذاب في النصوص. فمنه يزدان النص ويتميز ال تتجاوزه عين الناقد أو القارئ، وا

األسلوب، ويغنى الفكر وينشط الخيال. قدمة ما يلي:وتضيف قراءة اإلبراهيمي لشعر محمد العيد آل خليفة إلى نتائج قراءته المت

ضرورة اتسام األدب بالتفاؤل واإليجابية، وهي صفات تتولد من شخصية األديب، وتنعكس في أدبه. - تعاطف الناقد والقارئ له قيمة خطيرة في توجيه األديب. - ضرورة التثقيف والتعلم في تكوين األديب والناقد على السواء. - روث إلى اإلبداع والخلق والتجديد.تجاوز الموجود والمو -

ق رأاءأة اإلبراهيمي لشعر الشاعر السوري ع مأر بأاأاء الدين األميري 2.2إن المنطلقات النقدية اإلسالمية ذاتها تتجدد في قراءة اإلبراهيمي لشعر عمر بهاء الدين األميري،

فشعره .وتعبيرا دب اإلسالمي(، ويلتزم به تصورا ومن المسلم به أن شعر األميري يندرج في تيار)األ يتحلى بما لألدب اإلسالمي من جماليات خاصة وفنيات متميزة، على مستويي الشكل والمحتوى، ولهذا

عجابه ودهشته منه. المضمون وبهذا التعبير أضفى عليه اإلبراهيمي استحسانه وا ن مهمتين تتعلق األولى بمعيار الموضوعية والثانية بوضوح أثر ونتناول في هذه القراءة قضيتي

في اإلبداع األدبي. )الفكرة( الدين في النقد )الموضوعية( معيار 1.2.2

عن مجرد ردة فعل لتلقي شعر األميري، ومن ثم يبدي اإلبراهيمي انطباعا نقديا موضوعيا بعيدا بفكرة النص المقروء أو المسموع، وال شيء بعد ذلك االنفعال عابرا وجدانيا ذاتيا انفعاال يبعد عن أن يكون

إن انطباع اإلبراهيمي النقدي يتمخض عن قراءة نافذة وعن مقاربة مباشرة لعوالم النصوص، الذاتي.ا يؤيد أحكامه تلك، ومن ذلك ما يراه وأحكامه النقدية مبررة في النصوص ذاتها، وله من القرائن النصية م

)مع اهلل(. )خماسياته الشعرية( وديوانه في شخص الشاعر السوري عمر بهاء الدين األميري وفي شعره"شاعر موهوب، رقيق الحس، وجداني النزعة، خصب الشاعرية، مستجيب فاألميري في نظر اإلبراهيمي

لمامه بمعارف عصره، و (46)صادق التأمل، واسع التخيل". الطبع، متدفق الطبع، "هو مع شبابه وا وهي أحكام سواء (47)ومالبساته لفتن عصره، متين اإليمان باهلل، صادق التعبد له، قوي الخوف منه...".

18



DOI :

جاب الذي مع ذلك اإلع في حق الشاعر أم في حق شعره يخرج بها من بعد قراءة ديوان الشاعر)مع اهلل(بذلك: "دهشت لهذه الشاعرية الجياشة التي وهبتها يظهره وتلك الدهشة منه، يقول اإلبراهيمي معترفا

وأقوى ما تبدع ...الفطرة الصافية لهذا الوزير الشاعر، وهذا الخيال الخصب الذي يفيض بالمعاني فيضا ، وبمجالي آياته في الكون، وبأسرار البشرية هذه الشاعرية، فيما الحظت حين تتصل نفس شاعرنا باهلل

(48)وغوامضها، وصالتها بما يجاورها من مخلوقات، ونسبتها إلى هذه العوالم المنظورة والمغيبة"."بوصف سرائر النفوس وانفعاالتها ونشدان الصداقة الصادقة ويرى اإلبراهيمي بأن شعره يختص

ستعلية باهلل، المترفعة عن اإلسفاف، المتعففة عن الشهوات إذا نافت والود الخالص، ويفيض بالذاتية المإلى الكمال، أو وقفت في الطريق إلى اهلل، ويسمو في كثير من أغراضه إلى سمة الروح بخالقها، وترقيها

د تبدو في مجالي التقوى واإليمان فيدلك حين تقرأه على قرب صاحبه من اهلل، واالعتزاز بعبوديته له، وق (49)في بعض شعره حيرة ولكنها حيرة المؤمن المسلم وجهه هلل، ال حيرة الشاك المضطرب."

، أنه في حاجة إلى لشعر األميري من حسنات عددها اإلبراهيمي، فهو يلحظ عليه، أيضا ومع ماوهي (50)نظم والصبر على مراجعته.الصقل واستفتاء أساليب البلغاء، ويأخذ عليه عدم أناته في ال

، في موضع آخر، فيشيد بمزايا شاعرية األميري، يقول: "الشاعرية حين المالحظة التي يعيدها اإلبراهيميفي شاعرنا األميري قوية، حية، موهوبة، مشبوبة، جياشة، وهي مستندة على حظ من البيان العربي غير

ة بالمعاني التي راض الشاعر قريحته على النظم فيها، وتبدو لسالستها قليل، وثروة من اللغة محيطوسهولتها فطرية سليقية، ال تكلف فيها وال عسر، مفصلة على المعاني، موزعة على األغراض، كأنها لم

غة، ولكم تمنيت لهذه الشاعرية القوية لو صحبها توسع لغوي، وقراءة متأنية لفحول البال !تخلق إال لهاذن، لجاء من هذا الشاعر، نادرة العصر، ولتكش ينبه اإلبراهيمي و (51)ف عن فحولة تخمل الفحول".وا

ن كان يعد الشاعر إلى ما ينبغي فعله وما يجب عمله ليستوي عوده، ويرتفع شعره في سماء اإلبداع، وا ال يزري بهذا األدب وأن يتحف شعره من األدب الرفيع ومقاطيعه الجميلة من كرائم الشعر وأن عليه أ

األدب العربي بتلك العرائس المخدرة.ويؤكد اإلبراهيمي على أن هذا الشعر يرتفع ويرتقي إلى مستوى من اإلبداع سامق، كلما اتصل

من غريبا موضوعه باهلل وبآياته في الكون، أو "حين تتصل أو تماس اآلالم أو اآلمال، فهنا ترى نوعا تنبعث تتبعها أنات... .تتبعها زفرات.. اإلبداع في الوصف، ونوعا آخر من التحليق، وتسمع خفقات...

يمزجها الشاعر في مقاطيع صغيرة، من البحور القصيرة، سهلة السبك، سهلة القافية، فتأتي منا آهات... (52)مؤدية لمعانيها، وكأنها بين اآلهات انقطاع واستراحة..."

ر وضوح أثر الدين أو الفكرة في اإلبداع األدبي معيا 1.2.1

إن الدين حافز قوي لإلبداع، واإلبراهيمي في حكمه لصالح شعر األميري وجودته حين يتصل بالمضامين الدينية يعلن حقيقة تنفي تلك المقولة القديمة التي طالما رددت، واحتج بها في غير حق، من

19



DOI :

"إليمان صاحبنا اإلبراهيمي أن ويرى (53)أن الشعر إذا دخل في الخير أو ارتبط باإلسالم ضعف والن...ضفاء كبيرا الوزير الشاعر، وتقواه، وتربيته الدينية، ومحافظته على الشعائر دخال في تلوين شاعريته، وا

ومنهم شاعر الجزائر -وقليل ما هم- اء األتقياءوهو في هذا شبيه بمثله من الشعر .جالل الدين عليها.. (54)محمد العيد".

ومما يزيد شعر األميري بهاء وألقا أنه "ال يتدلى إلى المعاني التافهة التي يسف إليها أصحاب وللشعراء في فهم الجمال وفي معانيه، وفي مجاليه، وفي تذوقه، مشارب مختلفة، النفوس الصغيرة...

(55)" !)الغرائز السفلى( )المإل األعلى( وتنتهي إلى تبتدئ من

في قراءة اإلبراهيمي لشعر األميري:على قضيتين مهمتين ويمكن التأكيد

بالموضوعية في النقد فال ينحاز الناقد وال يجامل ويحكم بما يلمسه في مقروئه الشعري، تتعلق األولى - ومنتهى الصراحة. وال يحابي ويقول رأيه بجرأة

فقد أثبت األميري عكس ما ،وال في لينه ،في ضعف الشعر تتعلق الثانية بأن الدين ال يكون سببا و -يضعف ويلين. فالدين حافز قوي لإلبداع وعامل على الشعر إذا دخل في الدينترسب في الذاكرة من أن

ضفاء الجالل عليها كما بي ن اإلبراهيمي رحمه اهلل.تلوين الشاعرية وا عن الذاتية، فإن اعتماد معيار الموضوعية والفنية في النقد بعيدا ،وفي خالصة هذا المحور

والتعويل على األعمال األدبية في استصدار األحكام النقدية، وتمكن األدباء من حرية التجريب واإلبداع د لينظر في هذا اإلبداع، وقد كان اإلبراهيمي يعي كل ذلك، أمور بالغة األهمية. وبعد ذلك يأتي النق

: "ومن حماية حرية األديب أن نتجه بالنقد وجهة موضوعية فنية، ونبعد به عن تلك المهاترات التي هقولب (56)للنقد." تتأذى بها العيون واألسماع والقلوب والعقول، فالنقد تابع لإلبداع، وليس اإلبداع عبدا

والحق أن اإلبداع على رقاب األدباء؟ مسلطا ؟ كيف يكون سيفا يف يكون النقد الذاتي متعسفا وكمقدم على النقد الذي يأتي في الرتبة الثانية، ومعايير النقد في كل اآلداب تستنبط وتستخرج من اإلبداع

لناشئين القادمين.ذاته لتوجه كل إبداع يأتي، ولترسم معالم متجددة لألدباء افي وجه األديب المجدد المجرب والمتجاوز في فنه، ومن غير المستساغ أن تقف معايير النقد أسوارا

، جديدا فمن "حق األديب أن تترك له الفرصة المالئمة ليجرب ويجرب، فالتجربة إن أثمرت كانت فتحا ال فهي دربة وخبرة تصقل الموهبة، وتك كلمات اإلبراهيمي كلمات ناقد عليم (57)شف حقائق الحياة".وا

باإلبداع األدبي وما ينبغي أن يكون عليه من حرية وتجريب، ومتمرس بالنقد، مدرك لما ينبغي أن يكون عليه النقد من تسامح وتجاوز.

م ي (2 فأات ه م ن مأن ظ ور إ س الأ الن ق د ، الن اق د ، وص :ما يليمنها نذكر بكثير من الصفات، قد األدبي النايتصف

20



DOI :

راحة 2.2.2 اإلنصاف والص

يترتب، على ما تقدم مما أشار إليه اإلبراهيمي، أن يتجنب الناقد صفة التعصب واالنحياز، وأن يعتدل ويتوسط في حكمه، وأن يراجع أحكامه النقدية وينتبه إلى أخطائه، وأن ينصف في التقييم، ويصارح

المالحظات وال يجامل األدباء.ب ، ونوه معجبا وشكال موضوعا وفنا أشاد اإلبراهيمي بجودة شعر شوقي فكرا ،وفي هذا اإلطار

ببراعته وجمال صناعته وصدق إيمانه وقوة عقيدته، وبين في أكثر من موطن أسباب إعجابه الموضوعية لم يغض ،من التقدير المنصف والثناء المعتدل. ومع ذلكبالشاعر وشعره، ولم يبخسه حقه الذي يجب له

بصره عن هنات ليست باليسيرة وهفوات ليست بالقليلة ومآخذ معدودة وقع فيها الشاعر، وألم بها فتخللت بهذا يقول اإلبراهيمي و ، شعره كما تخللت شعر بعض السابقين، وهي ناتجة عن اإلفراط والتفريط، معا

الشأن: "يؤخذ على شوقي أنه مع جاللته في اإليمان ومتانة العقيدة يطغى عليه الجبروت الشعري فيقع في هفوات تدخل في باب اإلغراق والغلو أو في باب التساهل واالستخفاف، وقد سبقه إلى الوقوع في

غير إكثار. ولعمري إن بعض ما أمثالها من فحول الشعراء ابن هانئ األندلسي والمتنبي والرضي من وقع لشوقي من ذلك يجاوز حدود التأول، ال ألن موقع هذه األشياء التي تساهل فيها شوقي في باب التوفيقيات، وللتوفيقيات في اإلسالم آداب مخصوصة وموارد منصوصة ال يستمح فيها، وال يشفع فيه

(58)العذر والتأويل".وات بالمبالغات وسببها االستسالم للجبروت الشعري، وعنفوانه يسمي اإلبراهيمي تلك الهفو

ورد في أبيات ذكر منها قوله: ،وهيمنته منها

وداـأن تجعلوه كوجهه معب وجه الكنانة ليس يغضب ربكم ذا فرغتم واعبدوه هجودا ولوا في الدروس وجوهكم وا

وقوله: آلفنا الصليب على الهاللو مصر ملة ذي الجالل جعلنا

وقوله: ومشى بيـن يديه جبريل مهرجان طوف الهادي به

وقوله: نتنــاوب والـروح األميـن وقفي الهــودج فينــا سـاعة

نها لهنات، نرجو أن تكون في مقابل إحسان شوقي وفي جانب عف و وغير هذا في شعره كثير، وا .(59)اهلل هينات

21



DOI :

الشعري والخضوع وقلما يسلم الشعراء على تفاوت بينهم من هفوات تحدث لحظات الشرودلك الهنات للشاعر، وال ينبغي إيجاد التأويالت والتفسيرات إن كانت توعلى الناقد تبيان لسلطان القول.

تتجاوز حدود التأويل. إلقرار بمنزلة الشاعراالعتراف وا 2.2.1

ومالحظة المآخذ التي ال يحبذ في قراءته لشعر شوقي جريئا و صريحا كان اإلبراهيمي ناقدا السكوت أمامه، فينص على الخطأ، ويعاتب بشدة دون أن ينسيه ذلك المأخذ الجسيم والعتاب العنيف

لشعر و األدب العربي، أو يحمله ذلك على نسف كل روائع شعره بجرة منزلة شوقي وشاعريته وقدره في ا"ومع تأثر الجزائر الشديد بشعر شوقي وعقيدتها التي ال تتخلخل في شاعريته، ومع اعترافها يقول:إذ قلم،

، بل ما زالوا بأنه أول من هز هذا الشرق العربي ببدائعه وآياته فإن أدباء الجزائر ما زالوا يعتبون عليهينقمون عليه مدحه لفرنسا وافتتانه بحضارتها المزيفة وتخطيه األصول التاريخية التي ال تعترف لفرنسا

ببعض ما ينوه به شوقي من فضائلها، فهو يقول: وتعلـم أنـه نـور وحق فرنسا تعـرفه الثـوار دم كمنهل السماء وفيه رزق جرى في أرضها، فيه حياة فكيف على قناها تسترق؟ وحررت الشعوب على قناها

سامحك اهلل يا شوقي، أي شعب تحرر على قنا فرنسا، فإن كان بعض ذلك فهو من باب الربا الفاحش؛ (60)لوجه الحرية والتحرير". تأخذ فيه فرنسا أكثر مما تعطي وليس خالصا

ج من هذا، وهو ما يذهب إليه اإلبراهيمي، من وجوب أن يعي األديب أو الشاعر وما يستنت في العمل، فما يلفظ من لفظ إال وهو رهين به، مسؤوليته، وأن يستشعر مراقبة اهلل له في القول كما

مثال الناقد اإلسالمي الذي المختلفة اداتهتقانويجسد اإلبراهيمي في ومسؤول عنه كسؤاله عن ماله ووقته.هكذا في النصح لألديب والتوجيه له والتنبيه على أخطائه، بكل صراحة وجرأة. ينبغي أن يكون جريئا

نظر اإلبراهيمي إلى شعر شوقي من منظار إسالمي، ووزنه بميزان عقدي، وغربله بغربال فكري، ومرره ا، في الشكل أو القالب الفني والجنس األدبي الذي ينتمي إليه، في مصفاة الدين، أوال، لينظر، ثاني

هي عملية و عملية جد ضرورية في الثقافة والفكر واألدب، )الغربلة( إن ويفحص األسلوب الذي يصوغه.ثبات ونفي، الح والنافع والمفيد واستبقاؤه،انتخاب الص ها من وأقول بعبارة أقتبس-وأخذ وترك، وا

"ستذوب األجزاء الغريبة الصالحة في هذا الكل الطبيعي فتصبح جزءا من ماهيته، وستنفى -اإلبراهيمي (61)األجزاء غير الصالحة كما ينفي الجسم الصحيح جراثيم المرض".

22



DOI :

يفأت ه (4 ظ ب رأاه يم ي لألأدأب ووأ يأة اإل ؤ ق رأاءأة ف ي الن ص وص الم ؤأطرأة ل ر ى في هذا المحور آثار التصور اإلسالمي في نظرات اإلبراهيمي وآرائه في األدب ووظيفته وفي تتبد

األديب وثقافته، وهو ما نتناوله بإجمال غير مخل.

يم ي 4.1 ب رأاه يفأة األأدأب ف ي نأظأر اإل ظ وأأجل األهداف التي يسعى إليها، إن العمل على وحدة األمة غاية من أشرف غايات اإلسالم، ومن

وقد شرع اإلبراهيمي في الحديث عن وظيفة من أبرز وظائف األدب قبل أن يومئ إلى ماهيته لخطورة األدوار التي يقوم بها أو ما يجب أن يقوم به، ليس وحده بل اللغة معه. فأسمى وظيفة لألدب تلك التي

صل ال فصل بين أبناء األمة وبين أجيالها، فهو على حد قول تجعل منه عامل وحدة ال تفرقة، وو فهذه هي األيام ر األزمان.باإلبراهيمي "الوشيجة القوية والوثيقة الباقية التي لم تنقطع طوال القرون وع

بط تطوي الدول، وتقرب البعيد، أو تبعد القريب، وتقطع هذا السبب أو ذاك من عالقات األفراد أو رواصادقين وروابط قوية بين أبناء الجماعات، ويبقى اللسان العربي والبيان العربي والشعر العربي رسال

يجمع العرب مهما اختلفوا أو تفرقوا في ميادين أخرى العروبة كلهم... نعم، يبقى األدب العربي رباطا (62) ."بطارئ من طوارئ الهم، أو لون من ألوان االختالف في الهمم..

ومن هذه الزاوية، تتحقق وحدة األمة بالنسبة إلى اإلبراهيمي من خالل وحدة األدب العربي، بصورة عملية، وتستمد العروبة شرعيتها من واقع اللغة والبيان واألدب، فليس ميدان هذه القضية السالح

نما ميدانها العقل والفكر. (63)والحرب، وا لغته وبيانه الرباط الذي لم يتأثر بفعل الزمن وال المكان وال األحداث الطارئة على حقا، إن األدب ب

حين: "يصور الخواطر، المهمامتداد هذه األزمنة واألمكنة، ويرى اإلبراهيمي أن األدب ينهض بهذا الدور كما كان أبيا ال ينال، قويا ويأسو الجراح، ويؤلف بين األلسنة والقلوب حتى تتصافح األيدي، ويعود البناء

وفجرت الينابيع ، وردت ذاهبا ، وبعثت دارسا ال يلين. ولرب خاطرة لكاتب أو همسة لشاعر، أحيت رمما عن كون األدب خالصة التجارب اإلنسانية والثقافة البشرية خالل وفضال . (64)في صم الصخور..."

(65)فك بين الناطقين بلغته والعارفين بلسانه.األجيال، فهو رباط ال ينآخر ال يقل أهمية عن الدور بارزا ويضيف اإلبراهيمي إلى تلك الوظيفة وظيفة جليلة أخرى ودورا

يقول: "لقد عرفتم في فالمتقدم، إنه دور يتداخل فيه السياسي باالجتماعي ويمتزج بهما العقدي واألخالقي، سالميه الوضاء المشرق على عهد الرسولتراثنا )صلى اهلل عليه وسلم( العربي من جاهليه التليد، وا

عرفتم في كل ذلك دور األدب بألوانه في توجيه الدولة وبناء المجتمع وتحديد والخلفاء ومن بعدهم...ويضطلع األدب، مع (66)..."الطابع المميز له، وتثبيت المثل التي يحتشد عليها أفراد المجتمع وفصائله

ذلك، بمهمة المحافظة على هوية األمة وخصوصية المجتمع، وهو خير مرآة النتماءاتها الثقافية والفكرية.

23



DOI :

إن األدب الذي يتحدث عنه اإلبراهيمي هو األدب اإلسالمي البناء الهادف الذي رسم طريقه وحدد ضافة إلى أن األدب يقوم بتصوير لم وخلفاؤه الراشدون ومن بعدهم.وس معالمه الرسول صلى اهلل عليه وا

فإنه أداة بنائية ال غنى عنها ووسيلة حيوية ضرورية في ،البيئة االجتماعية في الفترات التاريخية المختلفةفي كل هذه ف .منذ العصر الجاهلي إلى اإلسالمي إلى األموي إلى العباسي.. .كيان المجتمعات..

(67)العصور حمل األدب صورة المجتمع والطبيعة التي كان عليها من ضراوة وقومية ومدنية.االهتمام الذي لقيه األدباء في تلك ،في الدولة والمجتمع ،وكان نتيجة لهذه المنزلة العظيمة لألدب

: "ولقد أدرك هذه الحقيقة السابقون من قومنا قفي هذا السيا يقول اإلبراهيمي .المجتمعات والدول المتعاقبةعرفنا ذلك في فحاطوا األدب واألديب بالحماية والرعاية ومهدوا لألديب أن يخلص لفنه ويخلص فنه له...

أيام دمشق عاصمة األمويين، وبغداد عاصمة الرشيد والمأمون، والقاهرة عاصمة المعز وصالح الدين، ورثنا نحن كل هذه المآثر التي شهد لها العالمون، .وماته العربية الخالصة..وفي المغرب على عهد حك

(68)ودان لعظمتها األوائل واألواخر".

ن سأان ي ت ه 4.2 ي ت ه وق وت ه الذ ات ي ة وا ص األأدأب شأخ ة المفرقة في يؤكد اإلبراهيمي على "أن األدب العربي هو الرباط الذي لم تفلح السياسات اإلقليمي

حل عروته، والذي يبقى على الدهور يجمع العروبة ويوحد آمالها وآمالها... فإذا أفلح المستعمرون أو أذنابهم في تشكيكنا في أصالته وتحطيم خصائصه لم يعد ألدبنا هذه الذاتية القوية العارمة، وهذه

قها. فيجب أن يظل أدبنا عربيا في أصوله الخاصية الجامعة التي يرهبها أعداؤنا، ويعملون على سحيستمد شخصيته وأهدافه من حاجاتنا الواقعية ال يجب أن يظل أدبنا عربيا ...وال غربيا وقواعده، ال شرقيا

(69)المفتعلة وال المزيفة".إليها أما األديب فإنه ال يستحق وصفه وال ينطبق عليه إال إذا تجسدت في شخصيته شروط يلمح

بحق حين يكون أمين القلم صادق البيان ينقل إحساسه إلى اإلبراهيمي بالقول: "واألديب إنما يكون أديبا قارئه في عمق وصدق، فلغة األدب وحدها هي الترجمان األمين لعواطف هذه الشعوب، واللسان المبين

رف اإلقليمية وال الحدود، ما دام صادقا الذي يعرض خلجاتها، ويفصح عن آمالها وآالمها، واألديب ال يععن بيئتهم، تتمثل فيه خصائصها اإلنسانية، وال تنكسر أمواجه عند في التعبير عن حاجات قارئيه، نابعا

خطوط الوهم الجغرافي، أو رسوم الحد السياسي، إنه كالنسيم يحمل العبير أينما سار، يصعد في ذروة ، ويسعد الناس بشذاه، وال إنه ينطلق أبدا لغور، وينساب على صفحات الوادي...الجبل وينثال إلى عمق ا

يبالون من أي روض نشر وال أي سبيل عبر، ما داموا يعرفون في عطره أشذاء روضهم ويحسون في (70) تياره فوران إحساسهم ويرون فيه أنفسهم جادين أو هازلين، ضاحكين أو واجمين..."

هيمي فيما سبق سمات األدب أو األديب، والتي تدور في فلك العالمية واإلنسانية يجمل اإلبراوالبعد ،والشمولية واالنفتاح والحرية، فمن صفات األديب األمانة في النقل والصدق في التعبير عن ذلك

24



DOI :

ي شكل كان، والوعي وتمثل عن التزييف والتخريف والنفاق والمراوغة، والنأي عن التعصب والتحيز بأخصائص اإلنسانية ونبذ األوهام الجغرافية والسياسية... وااللتزام بآمال وآالم مجتمعه وتطلعات

وطموحات أمته.

ورأة الت كفل ب اأا 4.2 ر يب المأادي ة والمأع نأو ي ة وضأ ق وق األأد ح ، في هذا الموضوع، فقد طالب وسبق إلى الطلب بإيفاء ا فكر وأعمق ا بدو اإلبراهيمي أبعد نظر ي

األديب حقوقه وتهيئة الظروف المعنوية والمادية المناسبة له لإلبداع واإلنتاج، وعدم االعتماد على مجرد ل: المواهب دون توفير اإلمكانيات المادية الالزمة، واالعتناء به، وهذ ما يعلن عنه اإلبراهيمي بالقو

"وعندي أن المواهب واإلمكانيات عنصران الزمان للنجاح، متالزمان في سبيل النصر، ونحن العرب في نهضتنا الحاضرة ال بد لنا من أن نهيئ للمواهب ما ترتفع بأزره من إمكانيات مادية، وتحمي هذه القوى

لى تجاوز االعتقاد الشائع بأن الفقر ويدعو في اآلن ذاته إ (71)الدافقة في كياننا من الخمود والنضوب."أول خصيصة من خصائص األديب، والكف عن ترديد وترسيخ الجمل والمعاني التي تصب في هذا

( 72))الفقر الملهم والجوع العبقري والبؤس الموحي...( فليس منها فائدة ترجى وال معنى. البابهو تلك العواصف التي تطفئ ألديب واألدبويرى اإلبراهيمي أن "أول ما يجب أن نحمي من ا

جذوته وتمسخ نوره ورونقه، وتمسه بالعوز والكدية والصعلكة، فال بد أن نبذل لألديب من رحابة الحياة (73)ويسر العيش ما يجعله معتدل الحس رضي النفس، صادق التعبير، غير ضجر بضيقه وعسره."

راهيمي، ومطالبته بحقوق لألديب تنشئه على الحرية فهذا بعض ما يثير اإلعجاب بشخصية اإلبوالكرامة والسيادة، واستقالل الرأي غير مكترث ألي سلطان معنوي أو مادي يمكن أن يؤثر في قراراته

وتوجهاته، فيزيف الحقائق، ويذيع األكاذيب وينشر األباطيل ويشوه سمعة األدب واألدباء.قوق لألدباء وأقرها لهم، وأن ال يذكرون إال في موتهم، وقد عاشوا لقد اعترف اإلبراهيمي بح

(74)وأن علينا حيالهم واجبات ثقاال. وأمجادا منكورين مغيبين في حياتهم، فيجب أن نتذكر أن لهم أفضاال ويوضح اإلبراهيمي أن تكريم األديب ليس كما يتبادر إلى أذهان بعض الناس بتخصيص

قامة التكايا له، اإلقطاع أسلوب بائر، وتكريمه في "تقدير األثر األدبي في حياته وتقييم األدب افهذيات وا (75)مهما اتسع." فقط، فلن يقتات األديب عاطفة مهما سمت وال مدحا ، وال عاطفيا عمليا ال نظريا تقييما

يأة الر أ ي 4.4 ر ي ة أو ح ر يأة الف ك ر الح من خالل تقدير عمله وتثمين فنه، وأن ال يحجر على ،أن تمنح لألديب حريته الماديةينبغي

حريته الفكرية، فإذا كانت األولى توفر له الراحة والرخاء ورحابة العيش وتستهدف تفرغه لعمله ولفنه،ال بد من حماية األديب من و ثمر... "فإن الحرية الفكرية لألديب هي مداد قلمه الذي بدونه ال ينتج وال يومن مقتضيات الحرية الفكرية (76)كل ما يزيف فنه، ويدفعه إلى التخفي وراء الرمز والغموض..."

"من حماية حرية األديب أن نتجه بقوله لألديب، كما يرى اإلبراهيمي، ضمان النقد الموضوعي لعمله،

25



DOI :

بعد به عن تلك المهاترات التي تتأذى بها العيون واألسماع والقلوب بالنقد وجهة موضوعية فنية، ون (77)للنقد." والعقول، فالنقد تابع لإلبداع، وليس اإلبداع عبدا "أن تترك له الفرصة المالئمة ليجرب ويجرب، األديب ومن مقتضيات الحرية التي يتمتع بها

ال فهي دربة وخبرة تصقل الموهبة، وتكشف حقائق الحياة".جديدا فالتجربة إن أثمرت كانت فتحا ( 78)، وا

ومن مقتضياتها، كذلك، أن يبذل الجهد في حماية شخصية األديب ومن ثم حفظ خصوصية األمة التي "أن نحميه من تميع الشخصية وتحلل المقومات، ينتسب إليها، فمن حق األديب، كما يعلن اإلبراهيمي

ولكل أمة نهجها ومشكالتها الخاصة وطبيعتها المعينة التي تملي حلوال معينة، فال بد ،طابعه فلكل أدب (79)".من الرجوع إلى بيئتنا وماضينا وتراثنا ومقومات جنسيتنا وقوميتنا، قبل أن نحاول جديدا

من اآلراء والتوجيهات التي نؤكد على ضرورة إفادة األدباء والقائمين على شؤونهم ،وبهذا الصدد قدمها اإلبراهيمي واالستهداء بها في تعرف األدباء إلى الطريق السوي في اإلبداع، فتأتي محاوالت

وتستدعيها كذلك ظروف لها أصالة في مجتمعنا ،اإلبداع والتجريب بيئية واقعية تتطلبها ضرورات الحياة (80)ووشائج بعروبتنا وماضينا.

ي الت ج 4.4 ب رأاه يم ر يب ف ي األأدأب ف ي نأظأر اإل في إطار الخصوصية العقدية والثقافية )التجريب( وينبه اإلبراهيمي إلى ضرورة إدراك مفهوم

ألجل التقليد وأن يكون التجديد ألجل التجديد، وبهذا الشأن يقول: لألمة، ويحذر أن يكون التجريب تقليدا للبقاء، حتى نقلده أحذر هنا من التقليد للتقليد، ومن التجديد للتجديد، فليس كل واقع صالحا "أحب أن

(81)ونتمسك به، وليس كل جديد له هدف، أو يحقق فائدة حتى نسعى إليه ونتهافت عليه".منفعة المرجوة وفي ضوء هذه الرؤية تحدد قيمة االقتباس واالستعارة بمقدار الفائدة المنتظرة وال

ومدى مطابقتهما ،منهما، فالفائدة أو المنفعة هي المعيار الواجب اعتماده في التعامل مع التقليد والتجديدلخصوصية المجتمع واألهداف التي يسعى إليها، ومدى مطابقتهما للوقائع والحقائق الثابتة ال األوهام

والحقائق الزائفة.يجابية في التقييم التي إن األدب أحد المجاالت الخ طيرة والمهمة بما فيه من تجريب في اإلبداع وا

ن التحلي بـو تتجلى فيها المحافظة على الخصوصية االجتماعية. كما ينعتها - )اإليجابية المبصرة( ا وهام، هي وواجبات، تعتبر بالحقائق وتنثني عن األ التي تعرف ما لها وما عليها، حقوقا -اإلبراهيمي

صمام النجاة، مما يمكن أن يؤذي األمة من سموم االستعمار الذي يجد وسيلته في األدب، ويلفي فيه "يحلو لي أن ألمح إلى أحسن منفذ له للتسلل إلى مقاتل المجتمع، وقد نبه اإلبراهيمي إلى ذلك بالقول:

نا القومي األدبي، وهو محاولة تمييع الشخصية هدف استعماري خفي، ما زال حتى اآلن ينهش في كيانالتشكيك في مقومات العربية في األدب بحركات تتسمى بأسماء كثيرة ومدلولها كلها واحد، وهدفها جميعا

(82)األدب العربي ومحو خصائصه وهدم بنيانه من القواعد".

26



DOI :

لجيل واألجيال التي فتنها الغرب بقولها كان اإلبراهيمي يقول مخاطبا ،ولخطورة التقليد في األدبمسها من معادنها في أسالفه وال تلي:"أنه إن أراد أن يبني العلم والبيان والقوة على أسسها الصحيحة فل

(83)يأخذها بالتقليد للغرب واالستعارة من الغرب."

لأى آدأاب اآلخرين 4.4 ن ف تأاح عأ يل واال الت أ ص كالم اإلبراهيمي اآلنف الذكر أي دعوة إلى االنغالق على الذات واالكتفاء بالتراث وال يفهم من

نما يبين اإلبراهيمي أن أي انطالقة حقيقية أو أي نهضة فاعلة ينبغي أن تتخذ لها ،العربي واإلسالمي، وا ة في مسيرتها التاريخية الحضارية قاعدة من التراث العلمي والثقافي العربي واإلسالمي الذي أنتجته األم

لهذه االنطالقة ولهذه النهضة المتعددة الجوانب المتكاملة النواحي، راسخا أو مرجعا واضحا ثابتة أو إطارا وليس بعد ذلك مانع من االنفتاح على تجارب اآلخرين من األفراد والجماعات واألمم واإلفادة من خبراتها.

، وال تجافيه سنن الحياة، وفي التاريخ اإلسالمي شواهد كثيرة على ا ال يرفض ذلك مطلق فاإلسالم ذلك، يقول اإلبراهيمي وهو يتحدث عن أثر األزهر في النهضة المصرية: "لست أنكر تلقيح أدبنا باآلداب

ى لنا ذلك، وال الحياة الدائبة تستغني عن الراقية، وال تطعيم حكمتنا بالحكم الحية، فال اإلسالم السمح يأبفعلنا ذلك، وحديثا تفعل األمم ذلك، ولكن قبل الربح يجب المحافظة على رأس المال؛ ولست ذلك، وقديما

أنكر على األزهر أن يجاري األحياء في الحياة، وأن يزاحم عليها، بل أرى من الواجب عليه أن يزاوج بين دنيا، وأن يهيئ أبناءه ليكونوا عقبان جو، وسباع دو، وأن يكونوا أحالف حرب علوم الدين وبين علوم ال

وأحالس محاريب، وأن يكونوا دعاة أجرياء إلى دينهم الحق وأدبهم الحي، وفضائلهم الروحية وأن يعرفوا (84)أنفسهم، ثم يتعارفوا، ثم يتعرفوا".

يراد به األدب ذو ،اإلضافة الدالة على الجماعة)أدبنا(، في مفهوم اإلبراهيمي، ب ويبدو أن لفظاللسان أو الخصوصيات اإلسالمية والعربية، األدب الفسيح الواسع الذي ال تحده حدود، سواء أكان عربي

ويأتي انفتاح األدب العربي اإلسالمي على آداب األمم والشعوب األخرى عامل تلقيح وتطعيم أعجميه.ويمكن لهذا االنفتاح تح له جسورا للتواصل وآفاقا للتالقي واالنتفاع بتجارب األمم األخرى.له، ونافذة تف

األدبي والمعرفي أن يمر بمراحل؛ فتكون معرفة النفس أو األنفس المرحلة األولى، وهي مرحلة تتسع فيها ومعرفة ما ،راكم الموروث عن السلفالمعرفة إلى التراث المحلي والقومي والرصيد الثقافي المعرفي المت

أنتجته األمة في أقطارها المتنوعة في هذا الميدان أو ذاك، وفي أجيالها المتعاقبة.وتتبع هذه المرحلة مرحلة التعارف بين الشعوب وأمم األرض وبين الثقافات والحضارات والمدنيات.

قمة هذه المراحل حيث تحتل األمة اإلسالمية مركز الصدارة )التعرف( وهي وتأتي بعد ذلك مرحلةولكل مرحلة ما يلزمها من واالكتشاف واالختراع واإلبداع. اإلنسانية في السبق المعرفي والبحث العلمي

نن زمن ومن أدوات ومن رؤى، وال شك أن مفاهيم اإلبراهيمي مستوحاة من القرآن ومن سنة النبي ومن س الوجود.

27



DOI :

يب 4.4 مأايأة إ ن تأاج األأد ح لقد نادى اإلبراهيمي، منذ زمن مبكر، إلى حماية حقوق األديب وحماية إنتاجه من استغالل

(85)المستغلين وسرقات المنتهبين.لى ومن حماية حقوق األديب حمايته من الدخالء على فنه الذين يهبطون بالمستوى الرفيع إ

حضيض االبتذال، و"ربما كان هذا هو السبب في ضياع األديب الحق الذي يتمسك بفنه، بينما يتاجر من غيره باإلسفاف وينجح في ظل المعايير المختلفة والمقاييس المضطربة، وربما كان ذلك أيضا سببا

(86)أسباب ضياع المكانة االجتماعية لألدباء".واألديب هذا االهتمام والتنويه من اإلبراهيمي لما لهما من دور عظيم، وقد علل لقد استحق األدب

: "يجب أن نعلم أن خالصة الثقافة والفكر تتمثل في اإلنتاج في قولهذلك في هذه الكلمة الجامعة، له في األدبي، فلنحم األديب من نفسه بأن نطالبه بعمل فني يصور خالصة ثقافته وتجاربه، ولنفسح

من أماكن الصدارة أو التقدم فهو بهذا جدير، ولنعلم فوق هذا أن األدب واألدباء حياتنا العامة مكانا ، باقيا عنوان العصر ومرآة الجيل، وعلى لهواتهم يتردد تاريخ األمم والشعوب، ويظل وراءهم خالدا

النفسي والفني، ولنرتفع بهذا اللقب عن على ذروة الكمال عنوانا )األديب( فلنحرص على أن يكون لقب (87) ..." أن يتسمى به من ال يرتفع إلى مستواه

من أن يثير جملة من القضايا األساسية المرتبطة باألدب مستفيدا اإلبراهيمي استطاع وأخيرا، ما لألدب من وظيفة في توحيد صفوف مقررا ومن ثقافته اإلسالمية ،ممارسته لهو ،معرفته باألدب العربي

نسانيته، متناوال قضايا تتعلق األمة، وما يتميز به من وضوح أثر العقيدة فيه، ومن قوة األدب الذاتية وا من احتفال ا انطالقو االنفتاح وحماية إنتاج األدباء.بحرية األديب وبالتجريب في األدب والتأصيل و

عجابه بهذا إلبراهيميا تكشف مدى عمق ي، واألميري ومحمد العيد آل خليفةأحمد شوقي مثل ،الشعراءبوا نماجرد من القيم واألخالق، رؤيته لألدب الذي ال يمكن بأي حال أن ي عنى بها، بصورة من الصور، ي وا

"األدب إذا جرد من القيم أصبح عبارات جوفاء ال لقيم واألخالق فبها يتألق، فـوال خوف على اإلبداع من اقيم البعض تنزع من األدب قد التي تجاهاتالاب باءوال ينبغي أن ينخدع األد (88).تحمل مضمونا حقيقيا"

اإلباحيات بدعوى الفن للفن. ضلى مستنقع الشهوات وحضينزل به إوتاألخالق و

خاتمة (4بدءا ،)التواصل األدبي( عناصربشتى محيطةقراءة لهي إن قراءة الشيخ اإلبراهيمي لشعر شوقي

سالة( )المرسل( إلى أدبه من األديب واألثر ،ي تلقاه بوصفه قارئا )المرسل إليه( واألثر الذ إلى متلقيه )الر، وهو ،الذي يتركه فيما يحيط به بمفهومه األوسع، الـ )السياق( وفيما يأتي ويحتمل أن ينتج من نصوص

لى م تستند و )ما بعد(. )ما قبل( والـ فاهيمها قراءة الشيخ اإلبراهيمي إلى نظرية األدب اإلسالمي ونقده وا وأدواتها مستلهمة وظيفة النقد األدبي وغايته من حيث تقويم العمل األدبي من الناحية الفنية، وبيان قيمته

28



DOI :

قراءة الشيخ اإلبراهيمي في تعزيز الرصيد النظري وتسهم الموضوعية، وقيمه التعبيرية والشعورية.لنقد اإلسالميين، وتعين في استنباط المفاهيم واألدوات التي تمكن من اقتراح قراءات والتطبيقي لألدب وا

واإلبداع بصفة عامة.النقد و والنقدية، وترسيخ تقاليد أصيلة في إنتاج النصوص ةمناسبة للنصوص األدبي على ضرورة اتسام األدب تؤكد ري قراءة اإلبراهيمي لشعر شوقي ومحمد العيد آل خليفة واألمي كما أن

على أن تعاطف دلوت ،بالتفاؤل واإليجابية، وهي صفات تتولد من شخصية األديب، وتنعكس في أدبهضرورة التثقيف والتعلم في تكوين األديب والناقد تمفي توجيه األديب، وتح كبيرةالناقد والقارئ له قيمة

والتجديد، وغيرها من النتائج التي تلتمس لموجود الموروث إلى اإلبداعز اعلى السواء، وتنادي إلى تجاو .المتمعنة لكتابات اإلبراهيمي في مواضعها من القراءة

مصادر

84، ص: 2009، 1 ، بيت الحكمة، العلمة، الجزائر، ط:"النثر الفني عند البشير اإلبراهيمي"عبد الملك بومنجل: -1 34، ص: السابق المرجع -2 67 ، ص:1997، 1، دار الغرب اإلسالمي، بيروت، ط: 4، ج: "آثار محمد البشير اإلبراهيمي"محمد طالب اإلبراهيمي: -3 68 ، ص:السابق المرجع -4 170 ، ص:السابق المرجع -5واللغات، كلية اآلداب ، مجلة اآلداب"نظرات اإلبراهيمي في األدب والنقد؛ قراءته لشعر أحمد شوقي نموذجا" :رابح بن خوية -6

202-179 ص:، 2016 -4واللغات جامعة محمد البشير اإلبراهيمي، ع: ، و: رابح بن خوية: مقالة في األدب 60، ص: "جهود أبي الحسن الندوي النقدية في األدب اإلسالمي"عبد اهلل صالح الوشمي: -7

.، وما بعدها13، ص: 2012، عة والنشر، البدر الساطع للطبا1اإلسالمي، المصطلح والمفهوم، ج: 28، ص: "في التاريخ فكرة ومنهاج"سيد قطب: -8 27، ص: "خصائص القصة اإلسالمية"مأمون فريز جرار: -9

1955 ريلبأ/عددي مارس ،مجلة الشبان المسلمين، "الدين في شعر شوقي" -10 201، ص: 5 ج: أحمد طالب اإلبراهيمي: آثار محمد البشير اإلبراهيمي، -11 201 ، ص:5 :، جالمصدر السابق نفسه -12 202، ص: 5 المصدر نفسه، ج: -13 202 ، ص:5 المصدر نفسه، ج: -14 202 ص: ،5 :المصدر السابق نفسه، ج -15 203، ص: 5المصدر نفسه، ج: -16 204ص: ،5 المصدر نفسه، ج: -17 204 ، ص:5 المصدر السابق نفسه، ج: -18 205 ، ص:5 المصدر السابق نفسه، ج: -19 205 ، ص:5 المصدر السابق نفسه، ج: -20 206المصدر نفسه، ص: -21 .المصدر نفسه، الصفحة نفسها -22

29



DOI :

206 المصدر السابق نفسه، ص: -23 207المصدر السابق نفسه، ص: -24 .المصدر نفسه، الصفحة نفسها -25 209 ، ص:5 نفسه، ج:المصدر -26 106 ، ص:1 المصدر السابق نفسه، ج: -27 226 ، ص:5 المصدر نفسه، ج: -28 227: ، ص5: المصدر السابق نفسه، ج -29 228: ، ص5: المصدر نفسه، ج -30 228: ، ص5: المصدر نفسه، ج -31 228: ، ص5: المصدر السابق نفسه، ج -32 228: ، ص5: المصدر نفسه، ج -33 229: ، ص5: المصدر نفسه، ج -34 8م، ص: 2003-ه1424، 8: ، دار الشروق، القاهرة، ط"النقد األدبي أصوله ومناهجه" : سيد قطب -35 .وما بعدها 26: م، ص2008-ه1429، 1، دار الفكر، دمشق، ط: "من قضايا األدب اإلسالمي"وليد إبراهيم قصاب: -36 228: ، ص1: اآلثار، ج -37 228: ، ص1: اآلثار، ج -38 228: ، ص1: اآلثار، ج -39 229: ، ص1: اآلثار، ج -40 159، ص: 4: اآلثار، ج -41 159، ص: 4اآلثار، ج: -42 159، ص: 4اآلثار، ج: -43 160، ص: 4اآلثار، ج: -44 160: ، ص4اآلثار، ج: -45 83: ، ص4اآلثار، ج: -46 83: ، ص4اآلثار، ج: -47 85: ، ص4اآلثار، ج: -48 85: ، ص4اآلثار، ج: -49 83: ، ص4اآلثار، ج: -50 86: ، ص4ثار، ج: اآل -51 85: ، ص4اآلثار، ج: -52 104، ص: "الشعر والشعراء"ابن قتيبة: -53 85: ، ص4اآلثار، ج: -54 86: ، ص4اآلثار، ج: -55 213: ، ص5اآلثار، ج: -56 213: ، ص5اآلثار، ج: -57 207: المصدر السابق نفسه، ص -58 208المصدر السابق نفسه، ص: -59

30



DOI :

229 المصدر نفسه، ص: -60 502 ص:، 3 ج:در نفسه، المص -61 210 ، ص:5 اآلثار، ج: -62 211 ، ص:5 اآلثار، ج: -63 210 ، ص:5 اآلثار، ج: -64 211 ، ص:5 اآلثار، ج: -65 211 ، ص:5 اآلثار، ج: -66 212 ، ص:5 اآلثار، ج: -67 212 ، ص:5 اآلثار، ج: -68 213 ، ص:5 اآلثار، ج: -69 211، ص: 5 اآلثار، ج: -70 211: ، ص5 اآلثار، ج: -71 212، ص: 5 اآلثار، ج: -72 212، ص: 5 اآلثار، ج: -73 212، ص: 2 اآلثار، ج: -74 212 ، ص:2 اآلثار، ج: -75 212 ، ص:2 اآلثار، ج: -76 213 ، ص:5اآلثار، ج: -77 213 ، ص:5اآلثار، ج: -78 213 ، ص:5اآلثار، ج: -79 213 ، ص:5اآلثار، ج: -80 213 ، ص:5اآلثار، ج: -81 213، ص: 5ج: اآلثار، -82 227، ص: 5اآلثار، ج: -83 502، ص: 5اآلثار، ج: -84 213، ص: 5اآلثار، ج: -85 213، ص: 5اآلثار، ج: -86 214، ص: 5اآلثار، ج: -87 11 ، ص:"في التاريخ فكرة ومنهاج"سيد قطب: -88

-هـ1426، 1الرشد، الرياض، ط: ، مكتبة"جهود أبي الحسن الندوي النقدية في األدب اإلسالمي" :عبد اهلل صالح، الوشمي .م2005

.2012، 1، البدر الساطع للطباعة والنشر، ط: 1ج: "مقالة في األدب اإلسالمي، المصطلح والمفهوم" :رابح ،بن خوية .2009، 1النثر الفني عند البشير اإلبراهيمي، بيت الحكمة، العلمة، الجزائر، ط:" :عبد الملك، بومنجل .م1988-هـ1408، 1دار المنارة، للنشر والتوزيع، جدة، ط: "خصائص القصة اإلسالمية" :يزمأمون فر ، جرار .هـ1413، 10، دار الشروق، القاهرة، ط: "في التاريخ فكرة ومنهاج" :سيد ،قطب ، 02ط: ، دار الغرب اإلسالمي، بيروت،"1975-1925الشعر الجزائري الحديث اتجاهاته وخصائصه الفنية "محمد: ، ناصر

2006.

31


معالم النّقد األدبي ومبادئه عند محمد البشير...

Documents

Transcript of معالم النّقد األدبي ومبادئه عند محمد البشير...