خصائص التركيب اللغوي في ديوان لافتات للشاعر العراقي...

228
مقراطيـة الشعبيـة يـة الجزائريـة الدي الجمهورعلميلي والبحث اللعاتعليم ا وزارة الدي بن مهيمعة العربي جاعلومداب والت والغاية ال كل أم البواقينسانيةعية واجتما ابهاغة العربية وآدال قسم ال ، مسارلماستردة انيل شها مقدمة ل مذكرة: غة العربيةلوم ال عللطالبةاد ا إعد: ستاذة إشراف ا: خـة حفنـاوي شي نبيلـة نصـاحلجامعيـة السنة ا ديوان فيلغويئص التركيب ال خصا'' اتفت '' د مطرر العراقي أحملشاع ل- ظيفة التداولية دراسة في الو-

Transcript of خصائص التركيب اللغوي في ديوان لافتات للشاعر العراقي...

الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعة العربي بن مهيدي

أم البواقي كلية اللغات واآلداب والعلوم

االجتماعية واإلنسانية

قسم اللغة العربية وآدابها

علوم اللغة العربية: مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر ، مسار

:إشراف األستاذة :إعداد الطالبة

نبيلـة نصـاح شيخـة حفنـاوي

السنة الجامعيـة

''الفتات '' خصائص التركيب اللغوي في ديوان

للشاعر العراقي أحمد مطر

-دراسة في الوظيفة التداولية -

شكــــــز عزفـــــــان

انحمد هلل انقزب ف بعدي ، انبعد

ف قزب ، انمعه نعبدي ، متى سأن

تكم عه ، أحمدي أن فقى إنى

سبم انعهم أن أعاوى إلوجاس ذا

.انبحج

أشكز أساتذت األفاضم ف قسم انهغت

انعزبت آدابا عهى جدم عطائم

.اندائم انذي ال ىضب

دن أن أوسى عمال انمكتبت انجامعت

بانمزكش انجامع عباص نغزر خىشهت

عهى كم ما قدمي ن مه مساعدة ،

خاصت األخ نحبب ، فزدة ، صرا ،

.أخت انغانت خدجت

أضا األخ طارق تجشم عىاء كتابت ذا

.انبحج

دن أن أغفم شكزي امتىاو إنى

أساتذت األفاضم ، أعضاء نجىت

انمىاقشت انذه سمىحو شزف قزاءة

ذا انبحج تقم ، إسداء انىصح

.ن بتجاتم آرائم انقمت

إــــداء

إنى كم شداء انحزت انكزامت ف

طىىا انعزب

إنى

انفــــاسبــــك ))جــــــم

))

انذي أحدث انتغز بانكهمــــت

انقهــــم

إنــــــى كــــم أحزار انعانم

انعزب

المقدمــــــــــة

‌أ

لقد عرف الدرس اللساني منذ نشوءه وإلى غاية عصرنا ىذا تحوالت ىامة ، حيث أنتجت حركيتو الدائمة تطورا في إذ قامت ىذه المناىج على النقائض والسلبيات التي وسمت كل . المناىج النقدية ، التي عنيت بدراسة اللغة وتحليلها

.منهج سابق ، ليقوم مقامو منهجا جديدا ، ساعيا لتقديم رؤى وأفكار ، من شأنها إفادة الدراسة اللغوية والنص األدبي

األول ، اتجاه لساني صوري ، والثاني اتجاه لساني وظيفي ، والذي كان : وقد تجاذب دراسة اللغة إتجاىين أساسين .لو الفضل في ميالد اللسانيات التداولية

. وشكل البحث عن المعنى في النص األدبي غاية ىذه المناىج ، مع العناية بدراسة اللغة وأىم وظائفها التي تؤديهاوبعد أن ثبت أن المعنى ال يخضع لسلطة النظام اللغوي بل يتعداه ، بدأ التحول المنهجي ؛ من الدراسة اإلفرادية التي

تعنى بالعالقات الناشئة بين تراكيب البنية ، إلى الدراسة الداللية التي تهتم بالدالالت المحصلة من تراكيب النص ، إلى أحدث المناىج اللغوية ، المنهج التداولي ؛ الذي تجاوز حدود النص إلى االىتمام بالمتكلم وقصوده ، والمخاطب

.وأحوالو ، والسياق ومالبسات الحديث وظروفو

ويعد ما تعرضو اللسانيات التداولية من اقتراحات وأطروحات في دراسة النصوص األدبية ، إغراء لقيام ىذا البحث السيما وأن تطبيق المنهج التداولي على النصوص األدبية لقي رفضا ، بسبب اإلدعاء بعدم صالحيتو لدراستها تداوليا ومرد

.ذلك إلى الخلفية الفكرية التي انبثق عنها ، وبأنو أصلح للغة الحديث اليومي ، وكذا النصوص اإلشهارية

لذا ال يدعي ىذا المبحث ، أن لو السبق في تطبيق المنهج التداولي على النصوص الشعرية ، وإنما ىو خطوة تقتفي أثر خطوات سابقة ، إيمانا منها بأن النصوص األدبية عموما والشعرية خصوصا ، ال تعدم فيها الذات المتكلمة ، كما أنها

. نصوص لها غايات ومقاصد ، تهدف إلحداث التأثير في سلوكات وأفكار وعواطف المتلقي أو تعديلها

لذا فهي تصلح للدراسة التداولية ، بغية الوقوف على مقاصد المتكلم ، وما يرمي إليو عبر نصوص الديوان ، حتى .وإن كانت موسومة بالفنية

: وقد تظافرت دوافع عدة للقيام بهذا البحث ، تتخلص في ثالثة دوافع أساسية ىي

شغفي بالدراسات اللغوية ؛ مما جعلني أقبل على التخصص في اللغة ، أثناء سنوات دراستي الجامعية ليكون بحث : أوال .ألحمد مطر'' الفتات '' تخرجي لشهادة الليسانس ؛ دراسة داللية في ديوان

وبعد أن أتيحت لي فرصة إكمال الدراسة في الماستر ، قررت استكمال مشوار بد أنو ، إذ جعلت ىذا البحث تتمة . للدراسة السابقة ، السيما وأن التداولية امتداد للدراسة الداللية

‌ب

وللوقوف على أىم اإلختالفات بين الدراستين ، وكذا لما تقدمو التداولية من رؤية شاملة للظفر بالداللة الكاملة لنصوص .المدونة وذلك بسبب مالءمة الديوان للمنهج التداولي

اختيار المدونة ، يرجع لميول ذاتية ، وذلك بسبب ميلي للشعر السياسي ، السيما شعر أحمد مطر ، الذي يشكل : ثانيا مدرسة جديدة في الشعر السياسي العربي المعاصر ؛ حيث بدأت حكايتي مع المدونة بداية من شهادة الليسانس ، ورغبت

.في مواصلة المشوار مع شهادة الماستر

كما كان للواقع السياسي العربي الراىن ، وما يشهده من ثورات شعبية ، حافزا آخر للتمسك بالمدونة ، واإلقبال على دراستها بقناعة راسخة ، وذلك مواكبة لألحداث العربية الجارية ، والتغييرات الجذرية الحاصلة وكسر حاجز الخوف

فكل ىذا لم يكن ليتوقعو أحد ، ولكن الشاعر تنبأ بحصولو ، وقد صدقت تنبؤاتو ، بفعل إيمانو العميق بثورة الشعوب يوما . ما

تجربة بسيطة تدعم تجارب سابقة ، إلرساء تقاليد في الجامعة الجزائرية ، لمواكبة ما يستجد من نظريات ومناىج : ثالثا وتطبيقها على المدونة العربية ، بغية إثراء المكتبات الجامعية بدراسات تتسم بالجدة ، وتحفيز الطلبة لإلقبال على ما ىو

.جديد

للشاعر العراقي أحمد '' الفتات '' خصائص التركيب اللغوي في ديوان : وبناء على ما سبق ، كان عنوان البحث .مطر ، دراسة في الوظيفة التداولية

من يتكلم ؟ لمـن : والتداولية المقصودة بالبحث ىي التداولية اللسانية ؛ التي تعنى باإلجابة عن أسئلة عديدة نحو وغيرىا من األسئلة التي أثارىا ... يتكلم ؟ ىل يمكن أن نركن إلى المعنى الحرفي لقصد ما ؟ ما ىي استعماالت اللغة ؟

.لفرانسواز أرمينكو'' المقاربة التداولية '' كتاب

فهي تهتم بدراسة الوحدات اللغوية داخل التراكيب ، وما يطرأ عليها من زيادة أو نقصان ، لتحقيق أغراض مقصودة والتأثير .في المتلقي أو التعديل من مواقفو وآرائو

.إذ ىي تربط الخطاب بنوايا المتكلم ، وسياقو الوارد فيو ، وبالمخاطب وأحوالو أثناء تلقيو الخطاب

وألن التداولية تتجاوز الجملة ، وتعتد بالنص في كليتو ، بالنظر لما ينجزه من عملية اتصالية ؛ فإن لذلك انعكاسو على دراسة الوظيفة التداولية ؛ حيث لم يحفل البحث بدراسة الوظائف التداولية الجزئية في التراكيب ، على نحو ما فصلو

، وإنما ركز على الوظيفة التداولية النصية ؛ وذلك ما تؤديو '' الوظائف التداولية في اللغة العربية '' أحمد المتوكل في كتابو

‌ج

تراكيب النصوص الشعرية من قيم تداولية ؛ حيث إن نصوص المدونة تقوم على مبدإ تحقيق عملية اتصالية افتراضية بين .الشاعر ومخاطبيو

فصل نظري أول ، والثاني ىو الفصل التطبيقي ، تناول الفصل األول : وقد تمت معالجة ىذا الموضوع في فصلين نشأة الدرس التداولي ؛ مركزا على أىم مصادره الفكرية والمرجعية ؛ حيث بدأ بتمهيد ، عرض فيو ملخصا لهذه النشأة ثم

. في مبحث أول ، تم تفصيل أىم ىذه المصادر ؛ بدء بالدرس اللساني ، ثم الدرس الفلسفي ، انتهاء بالدرس السيميائي .وأثر كل منهم في بعث اللسانيات التداولية

أما المبحث الثاني ، فقد اىتم بعرض مفاىيم اللسانيات التداولية ، وذكر بعضها ، ثم التطرق إلى أىم اتجاىاتها .لفرانسواز أرمينكو'' المقاربة التداولية '' وأقسامها مع إرفاق ذلك بمخطط من كتاب

أفعال الكالم ، الحجاج : بعدىا عرض أىم القضايا األساسية في اللسانيات التداولية ؛ وحصرىا في خمسة قضايا .الملفوظية ، السياق ، والوظائف التداولية

أما الفصل الثاني ، فهو تطبيقي ؛ حيث تناول أىم السمات التداولية في تراكيب الديوان ، من خالل إبراز مقاصد .ونوايا المتكلم ، وأثر الخطاب على المتلقي ، وما تؤديو التراكيب من وظائف تداولية متعددة

في تصنيف (أحمد محمود نحلة)حيث كان المبحث األول ، مخصصا لدراسة أفعال الكالم ، معتمدا على مقترح ثم تطرق إلى تركيب األفعال الكالمية فيما بينها وما . إيقاعية ، تعبيرية ، طلبية ، إلتزامية ، إخبارية: األفعال الكالمية إلى

.وأخيرا خروجها عن بنيتها ألداء أغراض إبالغية مقصودة. يعتريها من تجانس واختالف

فقد اىتم بدراسة خصائص التراكيب الحجاجية في الديوان ، مبرزا أىم الظواىر الحجاجية : أما المبحث الثاني .للتراكيب ، وكذا مظاىر االستدالل فيها ، مع العناية باألبعاد الحجاجية للتراكيب في كل نظهر من مظاىرىا المختلفة

وفي المبحث الثالث ، كان االىتمام بأىم السمات التداولية للتراكيب النحوية ؛ من حيث العناية بالمستوى التداولي .للتراكيب ، وبناء التراكيب النحوية وفقا للعمليات الذىنية للمتكلم ، وأخيرا اإلشارة إلى أىم القوى اإلنجازية في الديوان

أما المبحث األخير ، فقد اعتنى بخصائص التركيب البالغي ؛ مبرزا أىم القيم التداولية في استعارات الديوان وكناياتو .وإن لم يتوسع كثيرا فيو. وتشبيهاتو

وقد اعتمد البحث في إنجازه لهذا العمل على المنهج التداولي ؛ وىو المنهج األساس في الدراسة ، إذ يـعد ركيزة كما تطلب البحث المزاوجة بين مناىج أخرى ، ومنها المنهج التاريخي ؛ في عرض نشأة الدرس التداولي . الموضوع وغايتو

.وكذا المنهج الوصفي التحليلي ؛ عند تحليل النصوص ووصف مظاىرىا التداولية. وخصائصو

‌د

نظرية : فرانسواز أرمينكو ، وكتاب : كتاب المقاربة التداولية لـ : وقد استند الموضوع إلى عدد من المراجع أىمها التداولية اليوم ، علم جديد في التواصل : جون أوستين ، وكتاب : األفعال الكالم العامة ، كيف ننجز األشياء بالكلمات لـ

.آن روبول وجاك موشالر: لـ

األفعال '' التداولية عند العلماء العرب ، دراسة تداولية لظاىرة : وبالنسبة للمراجع العربية ، اعتمدت على كتاب مسعود صحراوي ، مع العناية بالمصادر العربية ، السيما البالغية ، منها : في التراث اللساني العربي لـ '' الكالمية .اإليضاح للقزويني ، دالئل اإلعجاز للجرجاني ، مفتاح العلوم للسكاكي: خصوصا

للشاعر الجزائري عبد القادر بن '' بوابات النور '' خصائص التركيب اللغوي في : إلى جانب دراسة تطبيقية بعنوان خليفة بوجادي ، شهادة دكتوراه ، وىي من أىم المراجع التي : محمد بن القاضي ، دراسة في الوظيفة التداولية ، لـ

.اعتمدت عليها في إنجاز البحث

:وألن غاية أي بحث تحقيق أىداف ، فإن ىذا البحث يرمي كذلك إلى تحقيق أىداف منها

مواكبة سيرورة الدراسات اللسانية ، التي كان من آخر ثمارىا اللسانيات التداولية ؛ إذ يرمي إلى الوقوف على عناصر - .الجدة التي تطرحها في تحليل اللغة ودراسة النصوص األدبية

مالمسة نقاط التقاطع بين الدرس اللساني الغربي من جهة ، والدرس اللساني العربي ، من جهة ثانية ، السيما وأن - اللسانيات التداولية ، بما تطرحو من رؤى لها مقابالت في الدرس اللغوي العربي القديم ، ما يدعو إلعادة قراءتو قراءة

.جديدة متأنية ، وصياغة نظرية لسانية عربية قائمة بذاتها

.وقد ذيل البحث بفهرس ، ضم حياة الشاعر ، وأىم المحطات الفاصلة في حياتو

:أما عن أىم الصعوبات التي واجهها البحث فكانت

أن مصادر اللسانيات التداولية مكتوبة باللغة األجنبية ، ولعدم تمكني الجيد بها ، جعلني أقتصر على الكتب المترجمة - إلى اللغة العربية ، وىذا ما يخلق بعض الصعوبات في استيعاب األفكار بكل يسر ووضوح ، وكذا التعقيد الموجود في

.الكتب المترجمة ، ما يشكل عائقا للفهم الجيد

: فلسفـة اللغـة عند لودفيغ فيتغنشتاين لـ : عدم تمكني من االطالع على مصادر الدرس التداولي األخرى ، عدا كتاب - . جمال حمود ، سعيا لفهم أدق لهذا االتجاه الفلسفي وأثره البالغ في ميالد التداولية

‌ه

، من بيده زمام األمور ، المعين لعباده ، أن وفقني إلى سبيل العلم وبعد أن انتهت رحلة البحث ؛ أحمد اهلل .والجد في طلبو

حفناوي شيخة ، التي ساندتني طيلة مشوار البحث بنصائحها : األستاذ المشرفة : ن أشكر أستاذتي الفاضلة أووتوجيهاتها ورعايتها العلمية ، ولن أنس ما حييت صنيعها تجاىي ، حيث كانت لي نعم األستاذة والصديقة في اآلن ذاتو ،

ما يسر لي مهمة البحث ، وذلل أمامي الصعاب ؛ ورجائي من اهلل أن يوفقها في شهادة الدكتوراه ، وأن يديم عطاءىا ، . لتكون نورا يهدي إلى سبيل العلم ، وجازاىا اهلل عني كل خير

نشأة الدرس التداولي وخصائصه

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

7

: تمهيػػد

شكرل ا لتصور بتبنيها رحلة كل اتسمت ، فصلية بمراحل رر قد نجده فإننا اللغوي الدرس سيرورة تتبعنا إذا و اللغة دراسة في النقدية المناىج أىم ن ، عصرنا في التداولية اللسانيات عدرت لذلك. جديد لدرس انطالؽ نقطة

. التداولي عصر المنهج ىو العصر ىذا إف بل األدب ،

البنيوي الدرس وسمت التي والسلبيات النقائص تلك أىمها ن لعل ، عدة العتبارات التداولية تأسست لقد . واجهتو التي القضايا لعديد حلوؿ إيجاد عجز عن الذي

بينها وأصبح القائمة القطيعة المعارؼ ىده تجاوزت حيث الجديد التصور ىدا تبلور في العلـو تداخل أسهم كماعن البحث وفي اللغة دراسة في واحدة سافة على يقفوف اللغة وعلماء والفالسفة المفكروف إلى بها المنوطة األدوار

. باللغة المرتبطة القضايا ن ذلك غير

اللغة دراسة على ألح حيث سوسير بمجيء العشرين القرف ن بداية فصليا تحوال شهدت التي باللسانيات فبدء كنف في نشأ قد قبلو اللغوي الدرس وأف وخاصة ، ذاتها أجل و ن لذاتها تدرس وأف خارجي سياؽ كل عن بمعزؿ

وكذلك والعرب والرو اف واإلغريق الهنود عند القديمة الدراسات في جليا ظهر ا وىو الدينية، والدراسات الفلسفة حيث والمقارنة ، التاريخية اللسانيات بظهور عشر التاسع القرف بدايات ع قد تغير الحاؿ كاف وإف ، الوسطى القروف تصيب التي والتطور التغير ظاىر تدرس أف الطبيعي ن كاف ثم و ن ويتطور ينمو حيا كائنا بوصفها للغة ينظر أصبح أخرى غايات لتحقيق وسيلة اللغة تتخذ كانت إنها الدراسات ىذه في المشتركة السمة أف إال المختلفة األز ة عبر اللغة و النظاـ فهـو على وألح ، اللغة ىو للسانيات والحقيقي الوحيد الموضوع أف على أكد حين سوسير فضو ار وىذا. خارجو ال النسق ىذا داخل تتحد العنصر قيمة واف ، العال ات ن نظاـ اللغة أف باعتبار ،البنية

ألنها أز ة، في البنيوية أوقع قد ، اللغة بنية عن خارج ىو ا ولكل اللغوية غير للعناصر دور أي سوسير رفض إف تلق لم لو تفطن الذي األ ر وىو. إلخ ....النفسية وحالتهم المتكلمين دور وكذلك للغة االجتماعية للطبيعة باال

فكلهم .إلخ ..االجتماعية اللسانيات وأعالـ ، سابير، أندري اريثني بنفنست : كأ ثػاؿ الحقة راحل في اللسانيوف عزلها يمكن ال اللغة وأف اللغوية، وغير اللغوية العناصر تكا ل و دى االجتماعية الحياة صلب في اللغة دور إلى أشاروا

.األحواؿ ن حاؿ بأي الخارجي سياقها عن

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

8

الكالـ أفعاؿ نظرية نها التي انبثقت (1)'اإلنجليزية التحليلية الفلسفة' التداولي الدرس روافد أىم و نلالنشغاؿ الفالسفة دفعت العادي ، واإلنساف والمفكر والفيلسوؼ العالم يحتاجها وجودة ، حقيقة اللغة إف.ألوستين

كثيرا بمسألة عالقة اللغة بالواقع وعن الوظيفة الحقيقة للغة، خاصة وأف ستعملي اللغة العادية يجدوف صعوبة في التعبير عن أنفسهم و شاعرىم وأفكارىم ، ا يدؿ على قصور في اللغة ، فهي ال تستطيع أف تنقل الصورة الحقيقية للواقع

الذي تعربر عنو ، وألنها وسيلة الفالسفة للتعبير عن قضاياىم و عالجة اإلشكاالت الفلسفية ، فكروا في إنشاء لغة فنية : خاصة بهم تمكنهم ن تجاوز ىذا العجز والقصور الذي تعانيو اللغة العادية ، فظهرت فكرة إنشاء لغة ثالية ن قبل روسل وكرناب وفيتغنشتاين وقبلهم ليبنتز وألنهم فشلوا في إقا ة ىذه اللغة المثالية ، ظهر توجو جديد عرؼ باسم

فلسفة اللغة العادية عند كل ن جورج ور ، ولودفيغ فيتغنشتاين ، وإف كاف ىذا األخير قد اىتم باللغة العادية كما ىي ستعملة عند الناس العاديين في صلب الحياة االجتماعية بخالؼ وور الذي دعا إلى إعادة صياغتها وإصالح كا ن

.النقص فيها حتى تتالءـ ع روح العلم

إذف ع فيتغنشتاين أصبح للغة العادية دورىا في الفلسفة والعلم كما ىي في الحياة االجتماعية ، وتحدد في ضوء .ذلك أف وظيفة اللغة األساسية ىي التأثير ، والمعنى اللغوي يستقى ن السياؽ الذي ترد فيو العبارة اللغوية

كاف لهذا التصور أثره البالغ عند الفالسفة ، خاصة فالسفة درسة أوكسفورد و نهم تحديدا جوف النكشو أوستين .وتلميذه سورؿ

جاء أوستين بطرح ثير للغاية وىو أف كل قوؿ في الحقيقة ىو عمل ، ألف ستعمل اللغة إنما يهدؼ باألساس لتحقيق تأثير في خاطبو سواء في سلوكو أـ أفكاره أـ شاعره ، انطلق أوستين في طرحو ىذا ن الحظة العبارات

. اللغوية و ن ثم أعاد تصنيف الجمل ، خالفا بذلك ا كاف وجودا قبلو ، وىو ا سيتضح في بحث الحق

الفلسفة التحليلية تطلق على الفلسفة االصلليزية ادلعاصرة ، قامت بتبت موقفت فلسفيت مها الواقعية والتعددية ، فالواقعية تعت أف العامل اخلارجي الذي حييط بنا لو (1)

وجوده واستقاللو عن وجود اإلنساف وإدراؾ اإلنساف لو ومعرفتو إياه دبعت أف ىذا الوجود متحقق سواء وجد اإلنساف أـ ال ، أما التعددية فيقصد هبا أف ىذا العامل مؤلف من أشياء جزئية عديدة يستقل بعضها عن بعض وأف لكل شيء صفاتو وخصائصو ، وأف بت ىذه األشياء عالقات معينة وأف ىذه العالقات خارجية أي ليست جزءا من

أما التحليل ىو منهج موجود منذ عصر الفالسفة اإلغريق ويراد بو ، أنو لفهم األشياء والقضايا البد من ربليلها إىل عناصرىا اجلزئية حىت يسهل . طبيعة ىذا الشيء أو ذاؾينظر زلمود فهمي زيداف ، يف فلسفة اللغة ، دار النهضة العربية بتوت ، لبناف ، ص . معاجلة ىذه العناصر ، ما حيقق فهما دقيقا وإمكانية احلصوؿ على احللوؿ ادلناسبة

.45 ص 44

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

9

كما كاف ألعماؿ السيميائيين األ ريكيين دورىم في تبلور الدرس التداولي ، فالعال ة سواء أكانت عال ة لغوية أـ عال ة غير لغوية ، أثارت اىتما هم خاصة بيرس و وريس ، اللذاف اىتما بدور العال ة في الحياة االجتماعية والتفاعل

. الحاصل بينها وبين ستعمليها و ختلف األدوار التي تؤديها

التي أفاد نها الدرس التداولي ، إف الحديث عن Pragmatisme ع العلم أف بيرس كاف صاحب الفلسفة النفعية نشأة الدرس التداولي ال يقترف بهذه العلـو الثالثة فقط ، وإنما ىناؾ علـو كاف لها دورىا في يالد التداولية كعلم النفس المعرفي الذي انبثقت نو نظرية المالء ة ، وكذلك حكم المحادثة التي ولدت ن فكر بوؿ غرايس و ساىمة علم اللغة

االجتماعي ، باإلضافة إلى استناد العديد ن الفالسفة إلى فاىيم كانت وجودة قديما ثل أفكار كانط والى غير (1).ذلك

وإذا كاف ىذا البحث يهتم بالتداولية اللسانية ، فإف ا ينبغي اإلشارة إليو أف اللسانيات نذ القرف العشرين قد أحدثت قطيعة بينها وبين الفلسفة والمنطق ، حاولة تأسيس درس لغوي بحت يستمد رؤاه ن صلب وضوعو وىو

اللغة نجدىا قد تراجعت عن ىذا المبدأ ، وعادت جددا إلى كنف الفلسفة والبالغة أيضا ، حين تبنت نظرية أفعاؿ الكالـ والتي ىي ذات نشأ فلسفي بحت ، فأصبحت اللسانيات اليـو في توجهها الجديد في عالجة قضاياىا ال

تتوانى في االستعارة ن علـو أخرى ، وىو نفس األ ر الذي يصدؽ في تبنيها لمفهـو الحجاج الذي يعد فهـو نطقي . بالغي باألساس

ولعل انفتاح الدرس اللساني أسهم بفعالية في حل شكالت تعددة كانت طروحة على اللسانيين ، فجاءت بذلك . التداولية اللسانية كآخر المناىج المقترحة لمعالجة القضايا اللغوية واألدبية

وينظر كذلك يف ىذا الصدد فيليب . وما بعدىا74 ، ص 1980 ينظر فرانسواز أرمينكو ، ادلقاربة التداولية ، ترمجة سعيد علوش ، مركز اإلمناء القومي ، الرباط ، (1)

. وما بعدىا27 ، ص 2007 ، 1التداولية من أوستت إىل غوفماف ، ترمجة صابر احلباشة ، دار احلوار للنشر والتوزيع الالذقية ، سوريا ، ط: بالنشيو

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

10

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

11

I - الدرس اللساني ونشأة التداولية :

شكل تصور سوسير في دراسة اللغة نقطة انعطاؼ حاسمة في تاريخ الدراسات اللغوية ، فمحاضراتو ضمت في طياتها المفاىيم األساسية التي ترتكز عليها وجهة نظره والقائمة على النظرة المجددة لموضوع علم اللغة و نهجو و ادتو

. وبفعل التأثير القوي لهذه المفاىيم على أجياؿ ن اللغويين ظهر ا يعرؼ بالمدرسة البنيوية

جوعة ن الوحدات تقـو بينها ))تستند فاىيم البنيوية في كليتها إلى فهـو النظاـ أو البنية وتتحدد بكونها (1)((وتغير عنصر ينجر عنو تغيير في النظاـ كلو . جموعة ن العالقات تربط بعضها ببعض

الكشف عن القوانين الداخلية لهذا النظاـ سواء أكانت قوانين ثابتة أـ ))وتكوف المهمة األساسية المنوطة بالبنيوية ىي ، و ن ثم فالبنية تعمل وتتطور وفق ىذه القوانين الداخلية التي تحكمها ، وتستبعد كل ا ىو خارج عنها (2)(( تطورة

وطبعا يعود ىذا التصنيف لهدؼ . فكل العناصر غير اللغوية الخارجة عن البنية أخرجها سوسير ن دائرة علم اللغة .سوسير بأف تكوف اللغة وحدىا ىي وضوع اللسانيات

ليس فقط بعزلها عن ))و ع أنو يقر بأف اللغة ظاىرة اجتماعية ، إال أنو يلح على دراستها على نحو ستقل التاريخ أو العالم الخارج بل أيضا عن نسيجها االجتماعي الذي تعيش فيو والعمليات النفسية التي يقـو بهاـ تكلموىا

وىذا ا أوقع البنيوية فيما بعد في أز ة نهج ، ألنها صارت قاصرة عن إيجاد ايجابات (3)((عند فهمها أو اكتسابها .لتساؤالت عدة وقضايا لم تستطيع أف تحلها بفعل ىذه الرؤية الضيقة وحصر اللغة في زاوية واحدة

كما طالب سوسير بضرورة دراسة اللغة دراسة آنية وصفية ، تقـو على المالحظة المباشرة للظواىر اللغوية بعيدا عن الدراسة التطورية التي تكوف في رحلة الحقة ، وتبرير سوسير لذلك أف اللغة في حالة ثباتها ىي التي تسمح بمعرفة

. القوانين التي تحكمها

وتتجلػى كذلػك المبػادئ األساسيػة للفكػر السوسيػري ػن خػالؿ الثنائيػات التػي ترسػم حػدود علػم اللغػة ، ولئػن كانػت الكػالـ / أىميػة إال أف أىمهػا ىػي تفرقتػو بين ثنائية اللغة (4)لهػذه الثنائيػات

.53 ، ص 2005لسانيات التلفظ وتداولية اخلطاب ، دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع ، اجلزائر ، : ذىبية احلاج محو (1)

.13 ، ص 2002 ، 1علي حاكم وحسن ناظم ، ادلركز الثقايف العريب ، ادلغرب ، ط: االذباىات األساسية يف علم اللغة ، ترمجة : روماف ياكبسوف (2) .67 ، ص 2004 ، 1مدخل إىل اللسانيات ، دار الكتاب اجلديد ادلتحدة ، بتوت ، ط: زلمد زلمد يونس علي (3)

اللسانيات النشأة : زلاضرات يف األلسنية العامة ، أمحد مومن : فرديناند دي سوست : لالطالع على ىذه الثنائيات اليت تعد مبادئ أساسية قامت عليها البنيوية ينظر (4) .مبادئ اللسانيات البنيوية دراسة ربليلية ابستمولوجية وغتىا من الكتب اليت أسهمت شرحا وتفصيال ذلذه الثنائيات: الطيب دبة . والتطور

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

12

الجوىري عن الثانوي : إف في فصل اللغة عن الكالـ ، فإنما نفصل في وقت واحد ، االجتماعي عن الفردي )): يقوؿ ىي نتاج اجتماعي لملكة اللساف ، وتواضعات لحة )): ثم يشير إلى حقيقة ىذا الجوىر فيقػوؿ (1)((أو العرضي

(2)((والز ة يتبناىا الجسم االجتماعي لتسهيل مارسة ىذه الملكة لدى األفراد

إنها كنز يدخره األفراد الذين ينتموف إلى جموعة واحدة ، عبر )): ويواصل سوسير تحديد اىية ىذا الجوىر فيقوؿ يحيلنا ىذا القوؿ على أف اللغة ىي نظاـ جرد (3)(( مارسة الكالـ ، وىي نظو ة نحوية وجودة بالقوة في كل د اغ

يتحقق بفعل الممارسة التي يضطلع بها الفرد ، أي الكالـ بوصفو المظهر المادي للغة ، فهو يخرجها ن حيز الوجود بالقوة إلى حيز الوجود الفعلي عبر األداء الفردي للغة ، فالكالـ مارسة تحمل السمات الشخصية المميزة لكل فرد ، كما أنو يمتد على أصعدة ختلفة و ن ثم تتعدد الصور الفعلية لممارسة اللغة عبر الكالـ ، وتصبح دراسة الكالـ ن

طرؼ علم واحد غير جدية ، بل لدراستو يحتاج لعلـو عدة ، ألف الكالـ يتحدد بأشياء خارجة عن صلب نظاـ اللغة ، . وعليو أقصي الكالـ عن وضوع اللسانيات البنيوية

بشدة لصرا تها في إبعاد الجملة والنص عن كل ا ىو خارجي ، وأصبح النص يدرس كبنية (4)لقد انتقدت البنيويةو ن ثم جاء الدرس التداولي ليهتم بالقضايا التي . غلقة ، ما جعل التحليل البنيوي قاصرا على تحليل عدة قضايا

عجزت عنها البنيوية وستتضح ىذه النقطة الحقا في دراسة بحث التداولية ، كما أف في فصلها اللغة عن الكالـ تكوف البنيوية قد أىملت جانبا هما في دراسة اللغة والمتمثلة في الصور الفعلية للغة المنجزة أثناء الكالـ بوصفو مارسة

. يضطلع بها الفرد

.25 ، ص 1986زلاضرات يف األلسنية العامة ، ترمجة يوسف غازي ورليد النصر ، ادلؤسسة اجلزائرية للطباعة ، : فرديناند دي سوست (1) . 21 ادلرجع نفسو ، ص (2)

. 25 ادلرجع نفسو ، ص (3)

الغلوسيماتية ، براغ ، لندف وىي تعرؼ بادلدرسة البنيوية األوروبية ويف مقابلها ادلدرسة البنيوية األمريكية واليت تضم أعماؿ : ضمت البنيوية عدة مدارس واذباىات منها ( 4)فرانزبوعز ، إدوارد سابت ، وكذلك بلومفيلد باإلضافة لتوزيعية زيليغ ىاريس ، مع العلم أهنا مل ربتكم كلها إىل البنيوية السوستية ، بل ىناؾ اختالفات يف بعض : كل من

. القضايا رغم أهنا تصنف مجيعا على أهنا اذباىات بنيوية

(ليفي شتاوس)البنيوية األنثروبولوجية لػ : أيضا فالبنيوية تعددت وأخذت أشكاال عدة وذلك بسبب أهنا ذباوزت احلقل اللغوي واألديب إىل حقوؿ معرفية أخرى ضلو . اخل ...(بوؿ ريكور)والبنيوية الفلسفية لػ (لوسياف غودماف)والبنيوية التكوينية لػ

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

13

(1)((اكتفت بالنظر في العالقات الداخلية بين العال ات في النص ، ما حولها إلى تدريب لغوي ))كما أنها .وبذلك لم تتعد حدود الوصف ، ولم تهتم بتفسير طبيعة ىذه العالقات

:(2)باإلضافة إلى ذلك فهي لم تتمكن ن عرفة اىية النص األدبي ، وبحث قوالتو وذلك رده لسببين

.انشغالها بآليات الداللة ونظا ها عن اىيتها (1

.حصرت جالها في اللغة ، والنموذج اللغوي ليس بالضرورة وافقا لألنظمة غير اللغوية (2

الوظيفية ، وتتضح ع أعماؿ البراغيين فمنهجهم (3) ن عمق بنيوية سوسير تبرز ال ح بنيوية جديدة إنها البنيويةنظا ا وظيفيا يهدؼ إلى تحقيق التواصل والتعبير ، الذي يقتضي أف تحمل ))في دراسة اللغة ينطلق في اعتبارىا

البنى الصوتية والتركيبية والداللية حكو ة بالوظائف التي تؤديها في )) بحيث أف (4)((العناصر اللسانية شحنة إعال ية ، وفق ىذا المنظور الوظيفي يز تروبتسكوي بين علم األصوات العاـ والفونولوجيا (5)((المجتمعات التي تعمل فيها

لما ((النظرة الوظيفية للجملة )) ، كما يظهر في أعماؿ فيالـ اثيوس صطلح (6)وىو تمييز قائم على فهـو الفونيمتكوف لكل )) الموضوع والخبر وحدد أىمية ترتيب المفردات في تحديد الداللة المقصودة حيث (7) يز بين فهو ي

(8)((عنصر أساسي في الجملة ساىمة داللية حسب دوره الدينا يكي الذي يلعبو في عملية االتصاؿ

.207 ، ص 1998ادلرايا احملدبة ، من البنيوية إىل التفكيك ، عامل ادلعرفة ، سلسلة كتب ثقافية ، الكويت ، أفريل ، : عبد العزيز محودة : ينظر (1). 10 ص 9ادلرجع نفسو ، ص : ينظر (2)

مسيت كذلك ألهنا تبنت ادلبادئ األساسية اليت قامت عليها البنيوية ، واختلفت عنها حت أقحمت يف صلب دراستها للغة عناصر غت لغوية ، كما أهنا عنيت (3) .بالوظائف ادلتعددة للغة ، باإلضافة إىل أهنا كانت ذلا اىتمامات فلسفية ، اجتماعية ، أدبية ونقدية

.86 ، ص 2009 ، 1اللسانيات العامة اذباىاهتا وقضاياىا الراىنة ، عامل الكتب احلديث ، إربد ، األردف ، ط: نعماف بوقرة (4)

.70مدخل إىل اللسانيات ، ص : زلمد زلمد يونس علي (5)

وىي من يصنف تروبتسكوي الفونيم كمفهـو رلرد ضمن اللغة حسب ادلفهـو السوستي ، أما الصوت ادلنطوؽ فيصنف ضمن الكالـ وفق ادلفهـو السوستي(6) .ادلبادئ البنيوية السوستية

فيمثل ادلعلومة اجلديدة اليت جيهلها السامع ويف عملية (Rhème)ىي ادلعلومات ادلذكورة يف اجلملة وتكوف معروفة لدى السامع ، أما اخلرب (Thème) ادلوضوع (7) .ترتيب ادلفردات يف اجلملة تعطى األولوية للموضوع ، وتكمن أمهية ىذه الفكرة خاصة يف اللغات اليت تقـو على الرتبة

.140 ، ص 2002اللسانيات النشأة والتطور ، ديواف ادلطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، : أمحد مومن (8)

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

14

كما أنهم ألحوا على وظيفة اللغة وىي تحقيق التواصل في إطار الجماعة اللغوية ، ووضع رو اف ياكبسوف خططو الشهير والذي أشار فيو لوظائف اللغة الست ، حيث علق كل وظيفة بطرؼ ن أطراؼ عملية التواصل وتبرز في ىذا المنحى وظائفية أندري ارتيني فهو يرى أف اللغة يجب أف تدرس انطالقا ن حقيقة استعماالتها ، فهي تغيرة ، بسبب

إف )): كالـ ويقوؿ /أنها تشتغل ، ونحن دائما بحاجة إليها لتحقيق التواصل ، كما يرفض تمييز سوسير بين ثنائية لغة... قد يؤدي إلى االعتقاد أف نظاـ اللغة ونظاـ الكالـ ستقالف عن بعضهما بعض ... ىذا التمييز بين اللغة والكالـ

والحاؿ أنو ينبغي أف نقتنع ونسلم أف الكالـ ىو الذي يجسد نظاـ اللغة وال يمكن التوصل إلى عرفتها دوف عالجة فهو يؤكد على ضرورة دراسة الكالـ بوصفو الممارسة الفعلية للغة التي يضطلع بها الفرد وىو ا يتيح (1)((الكالـ

.دراسة اللغة في عالقتها بالواقع وكل ظروفو والذات المتكلمة وكل األحواؿ التي تصيبها

أيضا تظهر جهود فيرث رائد المدرسة السياقية البريطانية ، عند ا يشير إلى سياؽ الموقف ودوره في تحديد داللة بالكشف عن العالقات بين الوحدات اللغوية المكونة لو ، و حاولة تقعيدىا وفقا ))الحدث الكال ي فهو يتحدد

، والمعنى يتحدد وفقا لالستخدا ات الفعلية للغة في سياؽ عين ، إذف فالسياؽ ىو ن يحدد (2)((لخواصها التركيبية المعنى ولتأثره الشديد باألنثروبولوجيا وخاصة أعماؿ الينوفسكي يتبنى فهـو سياؽ الحاؿ ويقصد بو كل العناصر غير اللغوية والتي تساىم وتؤثر في توجيو داللة العبارة اللغوية ، ألف للغة أبعادىا المختلفة ، الثقافية واالجتماعية والنفسية ، وكلها لها تأثيرىا ودورىا في توجيو داللة اللغة ، كما أنو ال يمكن عزؿ اللغة عن البيئة التي تولد فيها ، ويشير أيضا إلى السياؽ اللغوي والمتمثل في جمل العناصر اللغوية والتي تشكل ستويات اللغة ، فتحليل العالقات الداخلية القائمة

. بين ىذه العناصر اللغوية يساىم أيضا في فهم داللة العبارة اللغوية

و ع ظهور النحو الوظيفي الذي يمثل رحلة النضج بالنسبة للسانيات الوظيفية ، بدأ االىتماـ بوظيفة اللغة يز بين وظيفة التواصل وقد عدىا أصال ، وبين باقي الوظائف التي ))األساسية وىي وظيفة التواصل ، فسيموف ديك

، أ ا ىاليداي فكاف يرى أف اللغة تعددة الوظائف (3)((يمكن تسخير اللغة لتأديتها واعتبرىا فروعا عن وظيفة التواصل : ىي (4)وأرجعها إلى ثالث وظائف

.الوظيفة النصية/ 3. الوظيفة العالقية/ 2. الوظيفة التمثيلية/ 1

.76لسانيات التلفظ وتداولية اخلطاب ، ص : ذىبية احلاج محو (1 )

.66 ادلرجع نفسو ، ص (2)

.25 ، ص 2005 ، 1التكيبات الوظيفية ، قضايا ومقاربات ، مكتبة دار األماف للنشر والتوزيع ، ادلغرب ، ط: أمحد ادلتوكل (3)

. 25 ادلرجع نفسو ، ص (4)

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

15

القدرة )بػ ( اللغوية(1)القدرة)أ ا ىايمز فقد اقترح نموذجا وظيفيا كرد فعل على النحو التوليدي ، حيث استبدؿ وىي جموع القواعد التي تمكن ستعمل اللغة الطبيعية ن إنتاج وفهم عبارات لغوية سليمة في واقف )) (التواصلية

إذف فعملية التواصل تتحقق بفعل التكا ل بين الملكة اللغوية وبين ( 2)((تواصلية عينة قصد تحقيق أغراض عينة .الخ... عناصر أخرى غير لغوية ، كالظروؼ االجتماعية ، والحالة الذىنية والنفسية وكذلك الز اف والمكاف

. التركيبي والداللي: كما أفرد النحو الوظيفي في دراستو للغة ، ستوى تداوليا إلى جانب المستويين

قد يكوف نصا كا ال أو جملة ))وأصبح الخطاب الوحدة األساسية في اللغة تجاوزين بذلك الجملة ، والخطاب فالخطاب كموضوع للدرس اللساني ال يقاس بالتقسيمات التركيبية التقليدية بل بكل ... أو ركبا اسميا أو فردة واحدة

.(3)(( ا يمكن أف يشكل وحدة تواصلية في وقف تواصلي عين

وبالتوازي ع ىذا التحوؿ الذي س صلب علم اللغة ، يتجاوز الجملة كوحدة أساسية في التحليل اللغوي النصوص ىي الموضوع ))جاءت لسانيات النص ورأت أف النص ىو الوحدة األساسية للتحليل اللغوي ، وبذلك تكوف

(4)((الحقيقي لالتصاؿ اللغوي

.(5)((الخطاب ىو كل كالـ تجاوز الجملة الواحدة سواء أكاف كتوبا أـ لفوظا ))وأقرت بأف

القدرة اللغوية متثل إحدى ادلفاىيم األساسية يف نظرية تشومسكي التوليدية التحويلية ، فهو نتيجة تأثره بادلنهج العقلي ، انعكس ذلك يف حبثو عن حقيقة اللغة (1)

االصلاز ، فالقدرة اللغوية حسب رأيو رلموعة من القواعد الصورية األولية اليت ميتلكها /والكيفية اليت يكتسب هبا الطفل اللغة ، ما أدى بو إىل التمييز بت القدرة اللغويةوادلالحظ يف نظرية تشومسكي أنو . اإلنساف بالفطرة فهي ادلعرفة الضمنية بقواعد اللغة ، أما األداء فهو االصلاز الفعلي ذلذه ادللكة ، ما يدؿ على جانب اإلبداع يف اللغة

عزؿ اللغة عن اجملتمع ، حت افتض متكلمت مثاليت ولغة مثالية وموافق مثالية وىذا ما ال يوجد يف الواقع ، وبذلك انتقدت بشدة ألهنا وصلت إىل درجة عالية من .التجريد

. 19 ، ص 2003 ، 1الوظيفية بت الكلية والنمطية ، دار األماف للنشر والتوزيع ، الرباط ، ط: أمحد ادلتوكل ( 2)

. 25التكيبات الوظيفية ، قضايا ومقاربات ، ص : أمحد ادلتوكل (3)

. 9 ص 2004 1مدخل إىل علم لغة النص ، ترمجة سعيػد حسن حبتي ، مكتبػة زىراء الشػرؽ ، مصر ، ط: قولفجانج ىػ ، ـ ، د فيهقجر : ينظر (4)

. 89 ص 2002 ، 2دليل الناقد األديب ، إضاءة ألكثر من مخست تيارا ومصطلحا نقديا معاصرا ، ادلركز الثقايف العريب ، ط: سعد البازعي وميجاف الرويلي (5)

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

16

بإ كانها أف توجو السلوؾ االجتماعي عند اآلخرين ))وىي تنظر للنصوص بكونها حقيقة اجتماعية في جوىرىا ، ويصبح النص وفقا (1)((صوب ىدؼ حدد كما يمكن أف تكسب أفراد جماعة باتصاؿ ا خبرات و واقف وقيم

لهذا الرأي قادرا على إحداث تغيير بفضل قدرتو على التأثير في تلقيو ، وىو ا يسمح بإثبات خاصية الفعل الكال ي للنصوص حسب رؤية أوستين وىذا التأثير يحدث بفضل التعاوف بين المشاركين في االتصاؿ ، فحين يلقى النص

. استجابة وتقبال لدى المتلقي يكوف النص قد حقق إنجازيتو والهدؼ الذي قصد ن جرائو

ويرافق ىذا التغيير في قوالت اللسانيات ، يالد لسانيات التلفظ ال يل بنفنست ، في الوقت الذي تبلورت فيو فاىيم التداولية أقر بنفنست كغيره ن اللسانيين المعاصرين بالحقيقة االجتماعية للغة وتجاوز الفصل السوسيري لثنائية

كالـ ، واعتنى باالستعماؿ اللغوي وعالقتو بسياؽ التلفظ ، وأصبحت لسانياتو ركنا ن أركاف المعالجة التداولية للغة /لغة .، وسيتضح األ ر أكثر عند الحديث عن لسانيات التلفظ بإسهاب في بحث الملفوظية

. وما بعدىا10مدخل إىل علم لغة النص ، ص : قولفجانج قولفجانج ىػ ، ـ ، د فيهقجر(1 )

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

17

خالصة القوؿ أف البنيوية وعلى الرغم ن كل االنتقادات التي وجهت إليها حتى ن قبل أبنائها ثل روالف بارت إال أف ىذا ال يعني أنها أصبحت عبئا على الدرس اللغوي ، بل ىي نهج ال زاؿ الباحثوف يعتمدوف عليو في عديد

القضايا ، دوف أف ننسى أف للبنيوية فضل في إخراج اللغة ن كنف الدراسات الفلسفية والدينية ، وتصبح ىي في ذاتها وضوعا لعلم حدد و ن ثم أتاحت إ كانية دراسة اللغة و عرفة تركيبها الداخلي ، واكتشاؼ كل العالقات التي تحكم

. عناصر ىذا التركيب

ولما أىملت البنيوية الجانب اإلستعمالي الفعلي للغة ، أصبحت الحاجة لحة لمنهج جديد في دراسة اللغة ، و ن ىنا كانت التداولية التي استفادت ن أخطاء البنيوية ، واىتمت بكل عناصر العملية التواصلية ن المخاطرب

والمخاطب والسياؽ ، وبذلك تم تجاوز النظرة الضيقة للغة كونها نظاـ ن العال ات المعزولة عن كل سياؽ خارجي ، . واالىتماـ بوظيفتها في صلب الحياة االجتماعية كونها أداة تواصل وتأثير

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

18

II – الفلسفة التحليلية وأثرىا في نشأة التداولية :

( 1925-1848 ا بين عاش فيلسوؼ ورياضي ألماني )تبرز في ىذا االتجاه الفلسفي جهود غوتلوب فريجة حين فضل الفلسفة التحليلية على النظريات الفلسفية التأليفية ، وذلك بسبب أنو كاف يسعى إلى إعادة تأويل الرياضيات

، وقاده عملو ىذا إلى الفصل بين اللغة العلمية واللغة العادية ، ألوؿ رة ، كما أف ( 1)باعتماد بادئ نطقية صرفة .أعمالو في علم الداللة أدت إلى التمييز بين المعنى والمرجع ، وفتحت دراساتو الداللية آفاقا للدراسة التداولية

كارناب وروسل وفيتغنشتاين يسعوف إلى إقا ة لغة ثالية ن : و ن جانب آخر كاف فالسفة درسة كا بردج وىم . أجل حل المشكالت الفلسفية باعتبارىا وسيلة فعالة للتفكير الفلسفي ، خاصة وأف إشكالية العالقة بين اللغة والواقع

و دى قدرة اللغة العادية على التعبير عن ىذا الواقع بكل تفاصليو ، قد شغلت باؿ الفالسفة ، ناىيك على دى قدرتها فهنالك كلمات ))على حل المشكالت الفلسفية ، خاصة وأنهم يدركوف ا في اللغة العادية ػن غمػوض ونقػص وقصور

ليس لها عنى حدد ، وكلمات أخرى عانيها تداخلة ، كما أف اللغة العادية بمفرداتها المألوفة قاصرة عما نريد التعبير (2)((عنو

بكونها لغة فنية خاصة لها صطلحاتها و فاىيمها ويتسق تركيب قضاياىا ع ))وتتميز ىذه اللغة المثالية حسب رأيهم .(3)((قواعد المنطق حتى تستطيع التعبير عن الواقع والعالم الذي نعيش فيو تعبيرا أدؽ وأوفى

ورغم الجهود المبذولة طيلة عشرين سنة إال أنهم فشلوا في إقا ة ىذه اللغة ، واقتنعوا باستحالة تحققها ع العلم وىذا الفشل كاف إيذانا بميالد (النظرية الذرية المنطقية)أنهم في ظل ىذه الجهود تظهر حاوالتهم ن خالؿ ا عرؼ بػ

. اتجاه فلسفة اللغة العادية

:لودفيغ فيتغنشتاين وفلسفة اللغة العادية /- 1

، كما سيق القوؿ ، فبعد ( األبحاث الفلسفية) ن أىم كتبو (1951-1889)فيلسوؼ نمساوي عاش ا بين أف فشل في إقا ة لغة ثالية خاصة بالفلسفة ، اتجو إلى اللغة العادية ورأى أنها تملك القدرة على عالجة المشكالت

.الفلسفية وأنهاكما ىي ستخد ة عند الرجل العادي الئمة للعمل الفلسفي

.31التداولية من أوستت إىل غوفماف ، ص : فيليب بالنشيو (1) .30يف فلسفة اللغة ، ص : زلمود فهمي زيداف ( 2)

.ادلقاربة التداولية: ، ينظر كذلك يف ىذا الصدد فرانسواز أرمينكو 6 ادلرجع نفسو ، ص (3)

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

19

ووظيفة اللغة عند فيتغنشتاين ليست التعبير إنما التأثير ، فاللغة تستخدـ للتواصل والغرض األساسي ن التواصل ا الذي : قائال ))ويقرف عنى الكلمة باالستخداـ ، لذلك ىو يتساءؿ . (المتلقي)ىو تحقيق التأثير في الطرؼ اآلخر

. ، و ا يقاؿ في الكلمة يصدؽ على الجملة(1)((يعطي الحياة إلى العال ة ؟ أنها تعيش ن خالؿ االستعماؿ

فمعنى الجملة يتحدد ن خالؿ استعمالها في واقف فعلية ، و ن ثم يكوف السياؽ لو دور حاسم في تحديد داللة ليست حسابا نطقيا دقيقا لكل كلمة عنى ))الكلمة والجملة على السواء ، وسبب ذلك أف اللغة رنة فضفاضة وىي

حدد ولكل جملة عنى حدد ، بحيث

، وقد أطلق قولتو (2)((يمكن االنتقاؿ ن جملة ا إلى ا يلـز عنها ن جمل حسب قواعد االستدالؿ المنطقي بالضبط ذلك أف اللعب أنواع ، فهناؾ لعبة لغرض التسلية وأخرى (لعبة)وإف لم يحدد عنى (اللغة لعبة)الشهيرة

الخ ، وكذلك الحاؿ ع اللغة فهي تعددة الوظائف وإف كانت وظيفتها األساسية ... للتنافس وثالثة للربح أو الخسارة .إحداث التأثير

. ألنها تعكس نمط التفكير السائد في جتمع ا ولفرد اForm Of Lifeكما أف اللغة تعطينا صورة حياة

كما يرى أنو ال وجود لفكر بمعزؿ عن اللغة أو العكس ، فالفكر واللغة شيء واحد ، ونفى أف يكوف لكل فرد لغة خاصة بو ، فاللغة ىي ذات طابع اجتماعي ، تتحقق بفعل التواصل وفق القواعد العا ة المتعارفة عند أي جتمع و ن ثم

.ال عنى للحديث الداخلي إف لم يصرح بو الفرد في تفاعلو ع أفراد الجماعة

: درسة أوكسفورد /- 2

إف المتتبع لسيرورة فلسفة اللغة العادية التي أرسى بادئها فيتغنشتاين سيالحظ كيف أف ىذا اإلرث قد انتقل ن درسة كا بردج إلى درسة أوكسفورد ، بفعل التأثير العميق الذي أحدثو فيتغنشتاين لدى فالسفة ىذه المدرسة ، حتى

جلبرت رايل ، بيتر ستراوسن : أضحى تسمية اتجاه فلسفة اللغة العادية قترنا بمدرسة أوكسفورد و ن ىؤالء الفالسفة .وجوف أوستين ، وتلميذه جوف سورؿ

. 14ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (1)

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

20

فلسفة اللغة عند لودفيغ فيتغنشتاين ، منشورات : مجاؿ محود : فيتغنشتاين ينظر ولفهم أعمق لفكر . 57يف فلسفة اللغة ، ص : زلمود فهمي زيداف (2) .2009 ، 1االختالؼ ، اجلزائر ، ط

التي ( أفعاؿ الكالـ)فيلسوؼ إنجليزي ، أثمرت جهوده ا يعرؼ بنظرية (1960-1911 ):(1) جوف أوستين–2-1شكلت نواة اللسانيات التداولية ، حيث تبلورت ىذه النظرية ن خالؿ جموعة المحاضرات التي قد ها في جا عة

بعنواف 1962 ، وتم جمعها ونشرىا بعد وفاتو عاـ 1955ىارفارد ضمن برنا ج حاضرات ويلياـ جيمس عاـ ((How to do things With Words))(2) في ىذا الكتاب طرح أوستين كل أفكاره ، أ ا الفكرة األساسية

أف )): ن جملة ا ذكره ن آراء قولو ' فعل الكالـ ' أي (( Speech act))التي دارت حولها المناقشات فكانت بنية اللغة وبنية الفكر شيء واحد و ن ثم فاللغة ليست أداة أو وسيلة للتخاطب والتفاىم والتواصل فحسب ، وإنما

(3)((اللغة وسيلتنا للتأثير في العالم وتغير السلوؾ اإلنساني ن خالؿ واقف كلية

وىي التأثير ، فهي إنما وىو يتفق في ىذا الطرح ع بيرس و وريس وفيتغنشتاين حوؿ الوظيفة األساسية للغة .والتي تهدؼ أساسا إلى إحداث تغيير في واقف وأفكار و شاعر المخاطبين: تستخدـ لتحقيق قاصد المتكلمين

إف الرؤية القديمة لوظيفة اللغة على أنها وصف الواقع وإثباتو ، جعلت الفلسفة المنطقية الوضعية تستند في ، فالجملة صادقة تى كانت تطابقة ع الواقع ، وكاذبة إذا خالفتو ( 4)حكمها على الجمل إلى قياس الصدؽ والكذب

.(5)(( ما حصر العبارات اللغوية في نواؿ واحد ، ىو العبارات الخبرية ))

تأثر كذلك بالدراسات القدمية عند البالغيت وادلناطقة ، الذين اىتموا بتأثتات اخلطاب على ادلتلقي ، وعالقة اللغة بادلنطق وكيفية إقناع ادلخاطب واستمالتو ومن (1 )

فيليب : الذين أشاروا إىل ىذه ادلباحث أرسطو يف اىتمامو بفن اخلطابة ، حيث قدـ تصنيفا ثالثيا للخطاب يف عالقتو بادلخاطب ، وكذلػك أفالطػوف فػي زلاوراتػو ينظر . وما بعدىا20التداولية من أوستت إىل غوفماف ، ص : بالنشيو

.((كيف نضع األشياء بالكلمات )) ترجم ىذا العنواف إىل (2)

. 7 ، ص 2008 ، 2، ترمجة عبد القادر قنيت ، إفريقيا الشػرؽ ، ط (كيف ننجز األشياء بالكلمات)نظرية أفعاؿ الكالـ العامة : جوف النكشو أوستت (3)

وىو يصدؽ مع اللغة العربية ، فالبالغيوف العرب قسموا اجلملة العربية إىل مجلة خربية وىي اليت نقوؿ عنها صادقة أو كاذبة وذلك طبعا يتحقق دبدى مطابقتها للواقع (4)وسلالفتها إياه ، ومجلة إنشائية وىي اليت ال ضلكم عليها هبذا ادلعيار بل ىي مجل يراد هبا ربقيق غايات ومقاصد معنية ، لذلك ميكن القوؿ أف ما جاء بو أوستت بطرح ىو

التداولية عند العلماء العرب دراسة تداولية : مسعود صحراوي : ينظر . موجود عند العرب يف درسهم اللغوي خاصة يف مبحث علم ادلعاين ودراستهم لإلنشاء واخلرب . 2005 ، 1يف التاث اللساين العريب ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، بتوت ، لبناف ، ط (األفعاؿ الكالمية)لظاىرة

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

21

.89 ، ص 2009 ، 1يف اللسانيات التداولية ، مع زلاولة تأصيلية يف الدرس العريب القدمي ، بيت احلكمة للنشر والتوزيع ، اجلزائر ، ط: خليفة بوجادي (5)

و ن ىنا كانت انطالقة أوستين ، حيث الحظ وجود الكثير ن الجمل التي ال تصف الواقع وال يمكن الحكم جمل قد انكشف ن أ رىا كونها لم يقصد بها ال في كلها وال في جزءىا أف ))عليها بمعيار الصدؽ والكذب ، فهي

فهي جمل حسب أوستين يراد بها شيء آخر غير اإلخبار ( 1)((تخبر عن أ ر أو أف تبلغ عرفة ا عن حدث واقعي :وتقرير ا ىو وجود ويمكن أف نمثل لهذه الجمل على النحو التالي

آ رؾ بالصمت .1

أعلن عن افتتاح الجلسة .2

.أعدؾ بأف آتي غدا .3

إذا تأ لنا ىذه الجمل ونحوىا ، سيتضح أنها ال تصف واقعا ، وال تثبت أ را ، كما ال يصح أف نحكم عليها كذلك أ ر أو (2)أ ر لفرض الصمت أي االنتقاؿ ن حالة الضجيج إلى الهدوء وفي (1)ففي . بالصدؽ والكذب

.المتكلم يقدـ التزا ا بفعل ا تجاه المخاطب وىو التزاـ أخالقي (3)دعوة بمباشرة أعماؿ الجلسة وفي

– في حاؿ تقديم التزاـ كالوعد –وعليو فأوستين يرى بأف النطق بالجملة ىو انجازىا ، واالنجاز قد يتحقق ن المتكلم . حين يمتثل لما يقولو خراطبو وتحصل لديو استجابة–و ن المخاطرب على السواء

فالنطق باأللفاظ يشكل في العادة أ را هما بل الحدث الرئيسي في )) فهي جمل تحقق فعال حاؿ النطق بها ولكن يحق لنا أف نتساءؿ ، ىل كل لفوظ يحقق فعال ؟ بمعنى ىل جرد التلفظ بكلمات ينجر عنو (2)((إنجاز الفعل .إنجاز لفعل

نعم ، أقبل أف تكوف ىذه المرأة زوجتي الشرعية ، ىل يكفي للزواج أف يتلفظ الشخص بهذه الجملة حتى : ففي جملة كي نعد أف الفعل في حاؿ إنجاز ن الضروري أف تكوف المناسبات التي )): يتحقق الزواج فعال يجيب أوستين بقولو

(3)((حصل فيها التلفظ بالعبارة ىي ظروؼ ناسبة خصوصة على وجو ا أو على وجوه كثيرة

فاأل ر حكـو بعوا ل عديدة لها دورىا في تحقيق االنجاز ، ففي الجملة السابقة ، لكي يتحقق الزواج وفق عادات المجتمع سواء أكاف سلما أـ سيحيا ، البد ن وجود المناسبة الخاصة بالحدث وكذلك القصد والنية وااللتزاـ

.بعادات المجتمع

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

22

.14، ص (كيف ننجز األشياء بالكلمات)نظرية األفعاؿ الكالمية العامة : جوف أوستت (1)

.19 ادلرجع نفسو ، ص (2)

. 19 ادلرجع نفسو ، ص (3)

:وىكذا تمكن أوستين ن إثبات الفروؽ بين نوعين ن األقواؿ وصنفهما على النحو التالي

وىي تصف الواقع وتثبتو وتخبر عن الحدث كما ىو واقع وبالتالي تحيلنا (Constatif : )(1)األقواؿ الخبرية (1 .عليو و عيار الحكم عليها الصدؽ والكذب

أو التي ... تحض على فعل أو تنهى عنو )) وىي التي (2)(Performatif)األقواؿ اإلنشائية أو اإلنجازية (2 (3)((ترد أوصافا ألحداث و يزتها ىو أف تلفظها إنما ينجز الحدث الذي تصفو

والحكم على ىذه الجمل يستند إلى عيار التوفيق واإلخفاؽ ، فالجملة الملفوظة تكوف وفقة إذا تحقق قصد المتكلم وأنجز ا يرغب فيو ، أ ا إذا لم يستطع المتكلم أف ينجز شيئا ا بقولو فنقوؿ أنو أخفق ، ألنو قد يحدث أف ال

كف عن الثرثرة ، فال يستجيب المخاطب ويواصل حديثو ولعل : يستجيب المخاطب للمتكلم ، في نحو قوؿ أحدىم .سبب اإلخفاؽ يعود إلى المتكلم ذاتو كونو ال يملك سلطة تسمح لو بإصدار ثل ىذا األ ر

فيلسوؼ أ ريكي ، وكاف أستاذا بجا عة بركلي بكاليفورنيا ، اىتم كثيرا بأعماؿ أوستين (1932 ):جوف سورؿ - 2-2 .لذلك اعتبر تلميذ أوستين النجيب ، أعاد راجعة نظرية األفعاؿ الكال ية بمزيد ن الشرح والتعديل

ا يتصل بالفعل اإلنجازي في حد ذاتو ، وىو ا يطلق عليو واسم ))أىم ا قاـ بو سورؿ ىو تمييزه داخل الجملة بين (4)((الفعل اإلنجازي ، و ا يتصل بمضموف العمل وىو ا يسميو واسم المحتوى القضوي

واسم الفعل اإلنجازي أي أف الفعل اإلنجازي للقوؿ ىو (أعدؾ)أعدؾ بأف أحضر غدا ، فػ : لننظر إلى الجملة التالية (5)ىو واسم المحتوى القضوي (أحضر غدا)الوعد ، بمعنى القوة اإلنجازية المرافقة للقوؿ ىي الوعد ، أ ا

بسبب أف مصطلح الوصف حيمل معت سلصوص كما أف مجيع (اجلمل اخلربية)واختار بدلو (الوصفية) رفض أوستت أف يطلق على ىذا النوع من اجلمل مصطلح (1)

. 14نظرية أفعاؿ الكالـ العامة ، ص : أوستت : ينظر . القضايا الصادقة منها والكاذبة ال تدؿ كلها على الوصف

(2) Performatif مصطلح اصلليزي مشتق من الفعل Perform To يتم وينفذ ويستخدـ يف اللغة االصلليزية عادة مع االسم احلدث : والذي يعتAction أنشأتو دبعت ابتكرتو من غت أف يكوف يف اخلارج إذف فاإلنشاء ما حيصل مدلولو يف : ويدؿ على أف إحداث التلفظ ىو إصلاز لفعل وإنشاء حلدث ، ويف اللغة العربية يقاؿ

.17 ، ص 9نظرية أفعاؿ الكالـ العامة ، ص: جوف أوستت : اخلارج بالكالـ ، ينظر

.91يف اللسانيات التداولية ، مع زلاولة تأصيلية يف الدرس العريب القدمي ، ص : خليفة بوجادي (3)

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

23

التداولية اليـو علم جديد يف التواصل ، ترمجة سيف الدين دغفوس وزلمد الشيباين ، مراجعة لطيف زيتوين ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، : آف روبوؿ وجاؾ موشالر (4) .33، ص " ت .د" لبناف ،

وىو من ادلبادئ اليت اقتحها سورؿ حت ميز بت احملتوى القضوي لقوؿ ما وبت الفعل اإلصلازي ، فاحملتوى القضوي عنصر من (ما يقاؿ) احملتوى القضوي يقصد بو (5)اخل من ... البنية الداللية للفعل اإلصلازي ويتكب من احلمل واإلحالة ، أما واسم الفعل اإلصلازي فيقصد بو القوة اإلصلازية ادلرافقة للجملة كاالستفهاـ والنداء والوعد

. األدوات أو الكلمات اليت تطبع اجلمل خباصة شليزة

:

بفضل قواعد لسانية تواضعية تحدد ))وىكذا فإف المتكلم بهذه الجملة يقصد أوال الوعد بالحضور ويحقق قصده (1)((داللة الجملة

:( 2)إضافة إلى ىذا يز بين ثالث ستويات في أي نشاط اجتماعي وىذه المستويات تتحدد على النحو اآلتي

.(اللساف حسب فهـو سوسير) ستوى اللساف بعده اتفاقات اجتماعية تحملها العبارة دوف التلفظ بها (1

.(الكالـ بمفهـو سوسير) فهـو الحوافز الفردية التي تمنح للعبارة داللة ا عند التلفظ بها (2

. ستوى االشتراطات االجتماعية الواسعة ، وىو ستوى عقد ، يشرح سبب اختيار ىذه الداللة دوف غيرىا (3

، األوؿ ىو الخطاب المباشر فالداللة المقصودة تتطابق ع شكل ( 3)فسورؿ ينبو إلى وجود نوعين ن الخطاباتالجملة أي ا يعرؼ بالمعنى الحرفي للجملة ، والثاني ىو الخطاب غير المباشر أي الخطاب غير نسقي ، ففي ىذه الخطابات يكوف المعنى ال يتوافق ع شكل الجملة أي الصيغة التي أخرجت فيها الجملة ، وىو ا يعرؼ عند سورؿ

ألنو عنى تضمن . بالمعنى السياقي وىذا المعنى يحصل عليو المتلقي ن خالؿ السياؽ وقدرتو على تأويل الخطاباتفي الجملة ، وعمو ا ىذا كثير الورود في اللغة ، كأف يخرج االستفهاـ أو الطلب أو األ ر إلى أغراض أخرى تستفاد ن

السياؽ ، كما قد نجد بعض أنواع الطلب في صيغة الخبر إلى غير ذلك ن الصيغ التي قد يحدث وأف ال تتوافق ع و ا ينبغي اإلشارة إليو أف ىذا النوع ن الخطابات رىوف بمدى قدرة المخاطب على . المعنى الذي تقصده تحديدا

.تأويل الخطاب ، فإنو تى عجز عن تحقيق الفهم الدقيق للخطاب ، فإف إنجازية الخطاب قد تكوف خفقة

الجو خانق ، فينهض أحد التال يذ ويفتح النافذة ، دوف أف يطلب نو ذلك أو : كأف يدخل األستاذ حجرة الدرس قائال أعتقد أف المكيف يشتغل ، فيقـو ذلك الشخص بإغالؽ : أف يقوؿ أحدىم لمن دخل عليو المكتب ولم يغلق الباب

. الباب والجملة ىنا قد تدؿ على األ ر كما قد تدؿ على انزعاج

: حكم المحادثة لبوؿ غرايس - 2-3

أسس غرايس لمفهـو بدإ التعاوف ، ن حيث إف عملية التواصل تقـو على بدإ التعاوف الحاصل بين المتخاطبين ليست صريحة بين أطراؼ التبادؿ ، والحاؿ أنها عبارة عن عناصر خفيػة ))وفهم قاصد بعضهم بعض وىذه المقاصد

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

24

.33التداولية اليـو علم جديد يف التواصل ، ص: آف روبوؿ وجاؾ موشالر(1)

.93يف اللسانيات التداولية ، ص: خليفة بوجادي (2). وما بعدىا56ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو : ينظر ( 3)

تعتمد في شكل اتفاؽ ضمني ن قبل المتخاطبين الذين يسهروف على جرى التواصل الحسن بموجب لعبة ن ، و ن ىذا االتفاؽ الضمني بػرنرى غرايس بدأ التعاوف على أربع حكم أطلق عليها حكم المحادثة (1)((االستنتاجات

: (2)وىي

وتنص على أف يكوف الخطاب غنيا باإلخبار بالقدر الكافي ، وأال تتجاوز األخبار الحد الذي :حكمة الكم .1 .يقتضيو الموقف

. أف يكوف الخطاب حقيقيا بعيدا عن الخطأ ، وتجنب قوؿ ا ال يمكن البرىنة عليو:حكمة الكيف .2

. أف يكوف الخطاب دقيقا ، وأف تكوف المساىمة دالة:حكمة العالقة .3

.وتقديم الحجج بشكل نظم: ضرورة الوضوح وتفادي اللبس والغموض :حكمة حكم الكالـ .4

بعضا ن الوقت ، تكوف بذلك ىذه : فلو سأؿ أحدىم عن المدة التي قد تستغرقها سيارة بين دينتين ، وكاف الجواب اإلجابة غير كافية وفقا لهذه الحكم ، فهو قد خالف الحكمة األولى ألنو أجاب بأقل ن المطلوب ، كما أف اإلجابة

. غير دقيقة وبذلك خالف القاعدة الثالثة وىو في إجابتو غير واضح وكال و بهم وىنا خالفة للقاعدة األخيرة

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

25

.33مدخل إىل اللسانيات التداولية ، ترمجة زلمد حيياتن ، ديواف ادلطبوعات اجلامعية ، ص : جيالين دالش (1)

.55 ص 54ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو : للتوسع ينظر ( 2)

III - الدرس السيميائي ونشأة التداولية:

شكلت العال ة بأنواعها عنصر جذب لالىتماـ بها ودراستها ، سواء تعلق األ ر بالفالسفة أـ اللسانيين أـ السيميائيين ، وذلك لمحاولة فهم اىيتها و دى ارتباطها بالفكر والدور الذي تقـو بو في صلب الحياة االجتماعية

لذلك نجد بيرس يرى في السيمياء أنها أفضل العلـو بسبب عنايتها الشديدة بالعال ات ، وقد كاف للدرس السيميائي . أثره في يالد التداولية خاصة أعماؿ بيرس و وريس

فيلسوؼ وسيميائي أ ريكي ، صاحب الفلسفة النفعية (1914-1839 : )شارؿ ساندرس بيرس (1Pragmatiste فال توجد )) تعد أعمالو خلفية رجعية في تأسيس التداولية ، يرى أف الفكر والعال ة غير نفصلين

(1)((عال ة في حد ذاتها ولكن كل شيء يمكن أف يتحوؿ إلى عال ة فالفكر في حد ذاتو عال ة يمكن أف يؤولها اآلخر إف فهم داللة العال ة الفهم الدقيق يتيح لمستعمليها فهم الفكر والواقع الذي تحيل عليو ، وتتحدد داللة العال ة

ألف . باالستخداـ الفعلي لها في ختلف السياقات التي ترد فيها ، وىذا االستخداـ ىو الذي يعطي الحياة للعال ة. السيمياء تعنى بالعالقات الناشئة بين العال ات و ستخد يها أو ؤوليها

:(2)وبيرس في دراستو للعال ة حددىا بكونها ثالثية األطراؼ عناصرىا ىي

(Inter Pretant)والمفسرة أو المؤوؿ (Ground)والركيزة (Objet)الموضوع

فالعال ة : أساس ىذه العالقة الثالثية ، فيو تتحدد قدرة المتلقي على فهم العال ة أوال (المفسرة)ويعد المؤوؿ وىذه ))باعتبارىا ذات بعد تواصلي ، فهي وجهة إلى خاطب ا ، و ن ثم فهي تثير في ذىنو عال ة رتبطة بها

ىي على درجة ن المطابقة تزيد وتنقص ع ا يسميو بيرس بالمؤوؿ (الناشئة بفعل عال ة قبلها)العال ة المرتبطة بها ، ألف في تأويل العال ة قد يحصل الفهم الدقيق لداللة العال ة وىذا يشير إلى التأويل الصحيح للعال ة ، وقد (3)((

. يحصل العكس فال يتمكن المتلقي ن تأويل العال ة تأويال دقيقا و ن ثم ال يحصل على الفهم الصحيح لداللة العال ةقاصدا بو التوالد الداللي للعال ة بفعل االستخداـ الفعلي لها ن (Semiosis)ويستعمل بيرس صطلح السيميوزيس

: (1)قبل ستعمليها ، ويرسم حدودا للعال ة بكونها ثنائية طرفاىا تمايزاف وىما

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

26

. 39التداولية من أوستت إىل غوفماف ، ص : فليب بالنشيو (1)

.10-9مدخل إىل اللسانيات التداولية ، ص : جياليل دالش : ينظر (2)

. 41التداولية من أوستت إىل غوفماف ، ص : فليب بالنشيو ( 3). 42ادلرجع نفسو ، ص ( 4)

.(اللساف حسب فهـو سوسير) ىو العال ة بما ىي كياف جرد ثالي وتقع في اللساف (Type)النمط (1

.ويمثل االستعماؿ الفعلي للنمط في السياؽ (Token)الورود (2

:(1)كما قاـ بتصنيف العال ات إلى ثالثة أنواع ىي

.تمتاز بعالقة االعتباطية التي تربطو بموضوعو : Symboleالعال ة الر ز (1

.وىي عالقة تقـو بين العلة والمعلوؿ : Indescالعال ة المؤشر (2

.تقـو على عالقة المشابهة الصورية بموضوعها : Iconeالعال ة األيقونة (3

1938 فيلسوؼ وسيميائي أ ريكي ، ينسب إليو أوؿ وأقدـ تعريف للتداولية وذلك في عاـ :تشارلز وريس (2 .(2)((التداولية جزء ن السيميائية ، وتعنى بالعالقة القائمة بين العال ات و ستعمليها )): بقوؿ

: ا يعني أف دراسة اللغة تكوف في ثالث ستويات ىي

.المحصلة بفعل العالقة بين العال ات و ا تحيل عليو (المعنى)ويعني بالداللة : المستوى الداللي . أ

.يهتم بالعالقات القائمة بين العال ات ذاتها داخل التركيب: المستوى التركيبي . ب

.يهتم بالعالقات القائمة بين العال ات و ستخد يها و ؤوليها: المستوى التداولي . ج

إف اعتبار التداولية فرع ن السيمياء ، يجعل العال ة اللغوية تتحرر ن حيطها اللغوي الضيق ، لتتكا ل ع العال ات غير لغوية و ن ثم تتاح إ كانية التأويل للعال ة تأويال دقيقا ، ألف العال ة اللغوية في ىذه الحاؿ تحيلنا إلى

.عال ات خارجة عن بنيتها ولها دورىا في رسم حدود ىذه البنية

تتحدد بحكم استعمالها في تنسيق ع عال ات أخرى ػن طػرؼ )): أر ينكو فالعال ة اللسانية كما تقوؿ فرانسواز. (3)((أعضػاء جماعػة اجتماعية

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

27

. 10مدخل إىل اللسانيات التداولية ، ص : جياليل دالش (1 ). 8ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (2)

.22ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو ( 3)

إف ا يمكن أف يقاؿ حوؿ الرؤية السيميائية للعال ة ، أنها أسهمت بحق في نشأة التداولية ألنها ركزت على البعد التواصلي للعال ة باعتبار أف الهدؼ الحقيقي ن استعمالها ىو إنجاز أفعاؿ ، و ا اىتما ها بالعالقات القائمة بين

.العال ات و ستخد يها ، إال ألنها أدركت أف لهذه العال ات تأثيرىا في ستخد يها

لذلك نجد أف بيرس و وريس يصرحاف أف الوظيفة األساسية للعال ة ىي التأثير ، كما أف العال ة اللغوية ال يجوز دراستها . بمعزؿ عن باقي العال ات غير لغوية أو السياؽ الخارجي الذي ترد فيو

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

28

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

29

يعد ىذا العرض الموجز الذي يشير إلى تعدد نابع الدرس التداولي ، نجد أف التداولية ىي تداوليات ، بسبب االختالفات القائمة بين الباحثين ، فلكل لو رؤية تحدد الموضوعات والنظريات التي تقـو عليها التداولية ، إال أنهم

بما ىو غير (البنية وعناصرىا)جميعا يتفقوف في نقطة أساسية ؛ وىي دراسة اللغة في االستعماؿ ؛ أي ربط ا ىو لغوي (الخ ...سواء أكاف اجتماعيا أـ نفسيا أـ الز اف والمكاف )لغوي

و ن جملة ىذه التداوليات ، تظهر اللسانيات التداولية ، وقد كاف يالدىا بفعل انفتاح اللغويين على جمل النظريات ذات المنشأ غير لغوي ، والتي وجدوا فيها حلوال لمجمل القضايا العالقة والتي لم تستطع اللسانيات البنيوية

.خاصة حلها ، لذلك تبنوا ىذه النظريات وأصبحت ن أركاف اللسانيات التداولية ، وسيأتي تفصيلها الحقا

، وينسب ىذا االستعماؿ Pragmatique(1) التداولية صطلح عرب عن المصطلح األجنبي : اىية التداولية - 1ىي الدراسة التي تهتم )): ، وقد عرفها بقولو 1938ألوؿ رة للفيلسوؼ األ ريكي تشارلز وريس وذلك في عاـ

، وقد أكد على وجود ستوى تداولي يعنى بدراسة الظواىر التابعة لو (2)((بالعالقة بين العال ات و ستعمليها و ؤوليها .التركيبي والداللي: ، إلى جانب المستويين

بأنها تميز أساليب فهم الخطاب ، وتوسع أكثر عملية التواصل على نحو يعارض طرائق )): كما عرفها نڤونو وذلك أف التداولية بإقحا ها لعناصر غير لسانية فتحت أفاؽ أوسع لدراسة الظاىرة اللغوية ، بخالؼ (3)((البنيوية

. الدراسة البنيوية التي تعد دراسة غلقة والتي تقف عند حدود النظاـ وال يتجاوزه

(1) Pragmatique : مشتق من اللفظ اليوناين الذي يعت الفعل أو احلدثAction ويف ىذا ادلقاـ البد من التمييز بت ، (Pragmatique ) فهذه األختة نظرية فلسفية عامة للعقالنية ، واليت تويل أمهية للمكاسب األساسية للشخص ، فهي فلسفة تنطلق من مبدإ ، أنو ال قيمة لألفكار (Pragmatism)و

من خالؿ أعماؿ بتس مث تطورت 20والنظريات ما مل تكن ذلا تطبيقات عملية ، وعليو فهي تقرف حقيقة األشياء بالفائدة احملصلة ، وقد ظهرت وتطورت يف و ـ أ يف ؽ بالنفعية أو Pragmatiqueعلى يد كل من ولياـ جيمس وجوف ديوي وىو مذىب طبع احلياة العامة يف و ـ أ وقد ترمجت إىل النفعية والذرائعية وعليو فإف مقابلة

.الذرائعية يؤدي إىل خلط منهجي ألف البوف شاسع بت ادلصطلحت من حيث ادلنطلقات وموضوع البحث

. 29-28التداولية من أوستت إىل غوفماف ، ص : فيليب بالنشيو : وكذلك . 28التداولية اليـو علم جديد يف التواصل ، ص : آف روبوؿ وجاؾ موشالر : ينظر

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

30

وقد القى قبوال لدى أغلب الدارست العرب خبالؼ ادلصطلحات األخرى اليت مل ربظ بالقبوؿ كعلم 1970ومصطلح التداولية ادلعرب استعملو طو عبد الرمحاف منذ عاـ . اخل... التخاطب مثال

.16ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو : ينظر (2)

.37يف اللسانيات التداولية مع زلاولة تأصيلية يف الدرس العريب القدمي ، ص : خليفة بوجادي (3)

تختص البراغماتية بوصفها علما ، بتحليل األفعاؿ الكال ية ، ووظائف نطوقات لغوية )): أيضا عرفها فاف دايك ، يرسم لنا فاف دايك حدود التداولية كونها قائمة على نظرية األفعاؿ (1)((وسماتها في عمليات االتصاؿ بوجو عاـ

الكال ية ، وىي نظرة ضيقة

فالصحيح أف ىذه النظرية تمثل أحد األسس التي تقـو عليها التداولية اللسانية ، ولكن أيضا ىناؾ نظريات أخرى تستند عليها التداولية

اللسانية خاصة وأف الباحثين يجمعوف على أف اللغة ظاىرة اجتماعية ، خطابية ، تواصلية ، حجاجية فهي تحتاج إذف ىي )): لمعالجة تعددة الجوانب ، ولعل ن أدؽ التعريفات التي تعرضت لمفهـو التداولية ىو ا قد و فيليب بالنشيو

الدراسة التي تعنى باستعماؿ اللغة وتهتم بقضية التالـؤ بين التعابير الر زية والسياقات المرجعية والمقا ية والحدثية .( 2)((والبشرية

فاللسانيات التداولية تخصص لغوي جديد ، تحاوؿ أف تجيب عن اإلشكاالت التي تواجو ستعملي اللغة و ن ىذه ن يتكلم و ع ن ؟ ا ىي استعماالت اللغة ؟ ىل يمكن أف نركن إلى المعنى الحرفي لقصد ا ؟ إلى غير : (3)األسئلة

.ذلك ن األسئلة التي نواجهها في استعمالنا للغة سواء أكانت اللغة العادية أـ اإلبداعية

: أقساـ التداولية - 2

اتسم الدرس التداولي نذ بداياتو بأنو درس تشعب ، حيث ا فتئت تستوي اللسانيات التداولية كوافد عرفي .جديد في حقل الدراسات اللغوية ، حتى تعددت إلى أقساـ وأشكاؿ لكل نها فاىيمها و صطلحاتها الخاصة

وقد كاف ىناؾ تصورات عدة للتداولية ، وذلك بالنظر إلى ا تداداتها سواء في حقل اللسانيات أو في حقوؿ . عرفية أخرى

وألف اإللماـ بكل ىذه التصورات أ ر صعب نسبيا ، فإف ىذا المبحث سيقتصر على ا ورد في كتاب فرانسواز .تصور فرانسواز أر ينكو وكذلك تصور ىانسوف: أر ينكو ، وفيو تصوريين

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

31

( 1) la pragmatique. 2eme éd. Presses universitaire de France 1985 P.P 78.79. Armengand (Françoise)

.18التداولية من أوستت إىل غوفماف ، ص : فليب بالنشيو (2) .ادلقاربة التداولية ادلقدمة: فرانسواز أرمينكو : ينظر (3)

: وفق ىذه الرؤية ىناؾ تداوليتاف وىما :(1)تصور فرانسواز أر ينكو- 1

: التداولية الشكلية وتداولية اللغات الطبيعية 1-1

نشأت بفعل التأثر بفلسفة كانط في اللغة وكذلك بحوث فالسفة اللغة العادية ، وتظهر في :التداولية الشكلية - أ خاصة وىانسوف ، توسعت ىذه التداولية بدراسة قاصد المتكلمين واالعتقادات المشتركة 1972أعماؿ ستالناكر

، تتميز ىذه التداولية في دراستها للغة أنها تعتمد علي بادئ المنطق (2)باإلضافة إلى االىتماـ بالمتكلم واالستماع إليو .والفلسفة

وىي جمل األبحاث التي اىتمت في دراستها للغة ، بوظيفتها األساسية وىي :تداولية اللغات الطبيعية - ب .كونها األداة الوحيدة للتعبير عن شكالت الفلسفة والمجتمع ، وىذا بفعل تأثير فيتغتشتاين خاصة

فهي وىػي تهتػم بآثػار الملفػوظ علػى المخاطػب و ػا يحصػل ن تغيرات جراء عملية التلفظ :(3) تداولية التلفظ1-2تداولية تدرس العالقة بين شكل العبارة والداللة وعالقة كل ىذا بالسياؽ ، وإف كاف ىناؾ ن يجعلها تداوليين ، وىي

.تظهر خصوصا في نظرية األفعاؿ الكال ية لدى أوستين وسورؿ

أقاـ ىانسوف تصوره للتداولية وفق رؤية جديدة حيث اعتبر التداولية درجات : (4)(1974)تصور ىانسوف - 2 ، وتتحدد درجة كل تداولية بمظهر ن ظاىر (5)((فهو أوؿ ن حاوؿ التوحيد النسقي ، والربط بين ختلف األجزاء ))

:السياؽ ، بمعنى أف اغتناء السياؽ ودرجة تعقده ىو الكفيل بتحديد درجة التداولية وىذه التداوليات ىي

اىتمت بدراسة الر وز اإلشارية ، صمن ظروؼ استعمالها ، وسياقها يستند إلى :تداولية الدرجة األولى . أ .المخاطبين و عطيات الز اف والمكاف: الموجودات والمتمثلة في

بيرس ، روسل ، بارىييل ، بوؿ كوشي ، رايشبناخ ، وفي بعض أعماؿ بنفنست فيما : تبرز ىذه التداولية في أعماؿ .الخ... حملتو ن إشارات للبعد الز ني

. وما بعدىا11ادلقاربة التداولية ادلقدمة ، ص : فرانسواز أرمينكو : ينظر (1 )

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

32

. وما بعدىا35 ادلرجع نفسو ، ص (2)

. 78يف اللسانيات التداولية ، ص : خليفة بوجادي : ينظر (3)

. وما بعدىا38ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو : ينظر (4) .38 ادلرجع نفسو ، ص (5)

تدرس العالقة بين الجملة المتلفظ بها والموضوع الذي تعبر عنو ، أي دى ارتباط :تداولية الدرجة الثانية . بالمعني الحرفي للجملة بالداللة المقصودة ، أو ا يطلق عليو التعبير المباشر والتعبير غير المباشر ، ودوره في تحديد : الداللة الحقيقية ن الملفوظ ، والسياؽ ىنا يصبح أوسع ليشمل عناصر إضافية لها دورىا في تأويل العبارات ويشمل

.الحدس واالعتقادات التي يتقاسمها المتخاطبوف

أعماؿ جاؾ فرانسيس وستالناكر في تمييزىما بين المعنى الحرفي والمعنى السياقي : و ما يدرج في ىذه التداولية .وكذلك األبحاث التي قاـ بها سورؿ في حديثو عن المعنى الحرفي والمعنى السياقي

باإلضافة إلى وجهة نظر أوزوالد ديكرو وتفريقو بين المعنى الحرفي والمعنى الموضوعي ، كما تدرج حكم المحادثة لبوؿ .غرايس في ىذه التداولية ، ألف اإلخالؿ بحكمة نها دعاة لخروج الكالـ عن غرضو المقصود

وتمثلها نظرية أفعاؿ الكالـ ألوستين وسورؿ ن بعده ، وىي تداولية تهتم بآثار الفعل :تداولية الدرجة الثالثة - ج .(المخاطبوف)الكال ي و ا ينجر عنو ن إنجاز ألفعاؿ ، أو تغيير في وافق وآراء اآلخرين

.الخ... وعدا ، طلبا ، سخرية : وىنا تتضح أىمية السياؽ في تحديد داللة الملفوظ الذي قد يكوف

فهو سياؽ غني جدا ، ألنو تعدد العناصر ، فهو نفتح على العناصر االجتماعية والنفسية والثقافية ، كما يوجد : (1)تصورات أخرى للسانيات التداولية نها ا يصنفها على النحو التالي

. وترى أف التداولية فرع ن علم الداللة: التداولية األصلية (1

وىي في أصلها نظرية داللية أد جت فاىيم الملفوظية ع فاىيم اللسانيات وتمثلها : التداولية المد جة (2 .دراسات ديكرو

وتهتم بالجانب التداولي في دراسة العبارات اللغوية ، و ن ثم فهي تتجاوز : (اإلدراكية)التداولية المعرفية (3 .الدراسة اللسانية للعناصر إلى توظيف عناصر غير لسانية ، وتظهر في أعماؿ ديكرو وأنسكو بر وغيرىما

: (2)وإذا انتقلنا إلى الفلسفة ، ونجد أف التقاطع الحاصل بينها وبين التداولية قد أنتج ىو بدوره تداوليات نها

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

33

ىير اف )، والتداولية اإلستراتيجية لػ (كارؿ أوتوأبيل)، والمتعالية لػ (ليوأبوستيل)التداولية المند جة في فلسفة العمل لػ (.فرانسيس جاؾ)، والتداولية الحوارية لػ ( يورغن ىابر از)التداولية العالمية لػ (باريو

. 83 ص 82يف اللسانيات التداولية ، ص : خليفة بوجادي : ينظر (1 ) . وما بعدىا74ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو : ينظر (2)

فالسؤاؿ ىل ىناؾ تداولية أـ تداوليات ؟ ىو سؤاؿ شروع و رد ذلك لتعدد شارب التداولية أوال ، باإلضافة ىناؾ ن عدىا نظريات تداولية ستقلة بذاتها . إلى أف جموع النظريات التي وجدت لغرض دراسة اللغة دراسة تداولية

نظرية الملفوظية لبنفنست حين عدت نظرية تداولية ستقلة ، واعتبروىا تيار تداولي أوروبي واز للتداولية التي : ثل إلى غير ذلك ن النظريات التي عدت . نشأت في حاضن الفكر األنجلوسكسوني والتي تعنى بتحليل األفعاؿ الكال ية

.نظريات تداولية ستقلة بذاتها

وقد ورد في كتاب المقاربة التداولية لفرانسواز أر ينكو ، خططا يشير إلى توالد التداولية وىو يوضح أىم .االتجاىات التداولية و نابعها الفكرية األساسية

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

34

توالدية التداولية

أرسطو

1916 سوسير 1958 اركس بيرلماف

البالغة الجديدة

1958 بنفنست 1967 أبو ستيل 1929 باختين

التداولية التلفظ الحوارية والتناص

Prasceologique وصنع الخطاب

1981 ىابير از

1972ديكرو التداولية العالمية

االقناعية ( درسة فرانكفورت)

انسكو بر

االقناعية

كيربرا

التضمين

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

35

يير

اإلشكالياتية

.88ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (1)

خط تحليل اللغة العادية

خط تجريبي للسيميائية1942 كارناب 1950 ستراوسن

1944 تارسكي 1962أوستين

درسة أوكسفورد

1956 نظرية أفعاؿ اللغة خط شكلي للتداولية باتيسوف 1977 كا بارنيل

1957 غوفماف 1954 بارىييل 1968 كرايس

حكم المحادثة 1980 كونبلي

1964 تداولية الدرجة األولى بأنماط سيبوؾ 1969 سيرؿ 1981 ديكاناتي

1966 بيرد وستيل 1968 وتاؾ 1976فاندرفيكن ڤاندليش

1968 الما قبل تواصلية سبيسا لويس كريسوبل ىاؿ

1968 كونشي وتزال وفيك 1973 ىانسوف 1976 إيبل

التواصل الجديد1983 داسكاؿ 1972 ستالناكر 1985 جاؾ

كانط ليينز

بيرس

1938 وريس

1925جورج وور

1926فيتغنشتاين

روسل- فريج

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

36

1976 كاشير 1978الحوارية والمحادثة كازدار

درسة تل أبيب طريق التداولية اإلد اجية والمند جة

1980اريو پ

وضع الخطاب

. 89ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (1)

:القضايا األساسية للسانيات التداولية

I - نظرية أفعاؿ الكالـ:

وعرؼ ىذا . شكلت حاضرات أوستين بما عرضو فيها ن أفكار ثورة جديدة ضد أطروحات الفلسفة الوضعيةاالتجاه الجديد باالتجاه األوستيني في دراسة اللغة ، حيث رفض النظرة األحادية للغة كونها تصف الواقع وتقرر ا فيو فوفق ىذه الرؤية تم حشر كل الجمل اللغوية في زاوية واحدة وىي اإلخبار ، وىذا ا يتنافى وحقيقة اللغة ، وقد أثبت أوستين بالفعل كا ن الخطأ في التصور الفلسفي القديم للجمل اللغوية ، وبذلك تأسست نظرية أفعاؿ الكالـ والتي

.تعد ثمرة جهود أوستين و ن بعده تلميذه سورؿ

:عند أوستين - 1

:لقد سبق الذكر أف أوستين قادتو الحظاتو إلى تقسيم العبارات اللغوية إلى قسمين

وىذا القسم الثاني ن العبارات ىو الذي Performatifs (1) ، والعبارات اإلنشائيةConstatifsالعبارات الخبرية تمحورت حولو نظرية أفعاؿ الكالـ ، وىي عبارات يتزا ن النطق بها ع تحقيق دلولها أي تتحقق إنجازيتها ، وقد حدد

: (2)أوستين شروطا تتحكم في إنجازية ىذه العبارات وىي

أف تكوف سندة إلى ضمير المتكلم المفرد.

(المضارع)أف يكوف الز ن داال على الحاؿ.

(الخ ... بمعنى ن األفعاؿ اإلنجازية كاأل ر ، الوعد ، التعهد )أف يكوف الفعل إنشائيا.

.أ ا اإلخالؿ بشرط واحد ن ىذه الشروط كفيل بأف يحوؿ العبارة اإلنشائية إلى عبارة وصفية

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

37

إف ىذا التمييز األولي الذي أقا و أوستين بين العبارات اللغوية ، جعلو يعيد النظر فيو كوف األ ر ليس بالبساطة التي كاف يعتقد ذلك أنو الحظ وجود جمل إنشائية و ع ذلك ال يتحقق فيها شرط ن الشروط التي وضعها ، كأف

. رفعت الجلسة: تكوف خالية ن الفعل اإلنشائي أو أف ز نها ليس ضارعا نحو قوؿ أحدىم

دلا أقاـ أوستت ىذا التمييز بت العبارات اللغوية ، استثت منذ البدء اجلمل االستفهامية والتعجبية واألمرية وىذا راجع إىل طبيعة ىذه اجلمل كوهنا طلبية باألساس ومل (1)اإلصلازية ، األدائية واإلنشائية وإف كاف أغلب : يقابلو يف العربية العديد من ادلصطلحات منها Performatifsوما ينبغي ذكره أف مصطلح . يقع االختالؼ حوذلا

.الدراست العرب يفضلوف مصطلح اإلنشائية ، كوف ىذا التقسيم األوستيت للعبارات اللغوية يكاد ينطبق على ثنائية خرب إنشاء يف علم ادلعاين . وما بعدىا16نظرية أفعاؿ الكالـ العامة ، ص : أوستت : ينظر (2)

فنحن عند ا نصدر عبارة ا أيا كاف نوعها أفلسنا نفعل )): وبناء عليو اعتمد أوستين تمييزا جديدا يظهر في قولو وبالتالي تكوف كل جملة تلفظ بها قابلو إلنجاز عمل ا ، إف ىذا المعيار الجديد في الحكم على (1)((شيئا ا

إنجازية العبارات اللغوية ، أتاح إ كانية تحويل الجمل الوصفية كذلك إلى جمل إنشائية وذلك بتقدير فعل إنشائي و ن ثم تصبح كل العبارات اللغوية إنجازية ، وعندىا تكوف العبارات اإلنجازية على ضربين ؛ عبارات إنجازية صريحة

أقوؿ : الجو جميل فهي جملة إخبارية فيقدر فعل إنشائي ثل : و ن النوع الثاني قوؿ أحدىم . وعبارات إنجازية ضمنية. الجو جميل:

:(2)و ن جهة ثانية فإف التمييز قائم كذلك بين اإلنشائيات الصريحة االنجاز واإلنشائيات األولية نحو

.أعدؾ بأنني سأكوف ىناؾ غدا .1

سأكوف ىناؾ .2

ىي صيغة إنشائية (2)صيغة إنشائية صريحة ، ال يستطيع المتكلم أف ينفي الوعد الذي التـز بو ، بينما في (1)ففي ، والمتكلم في ىذه الحاؿ بإ كانو أف ينفي حصوؿ االلتزاـ ن طرفو ، حتى (األصلية)أولية أو كما سماىا أوستين بػ

وعليو تصبح اإلنشائيات . وإف قيلت في سياؽ يقصي كل تأويل عدا الوعد ، و ن ثم فهي وسو ة باللبس والغموض .الصريحة ذات عنى قصود لذاتو بخالؼ اإلنشائيات األولية فهي فتوحة لتقبل التأويالت المتعددة

:(3)أيضا يز بين ثالثة أنواع ن األفعاؿ الكال ية ىي

ويعني التلفظ باألصوات ، فتتشكل الملفوظات ، التي تتركب فيما بينها فتنتج :Locutionaryفعل الكالـ .داللة

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

38

وىو الفعل المنجز بقوؿ لفوظ ا ، أي حين يعبر المتكلم عن قصده نحو :Illocutioaryقوة فعل الكالـ .الخ... إصدار أ ر طرح سؤاؿ ، وعد :

يحصل حين يغير قوؿ المتكلم حاؿ المتلقي ، حيث إف الفعل :Perl Octionary Actالـز أفعاؿ الكالـ الكال ي يكوف قد أحدث التأثير المرغوب فيو ، كأف يغير المتكلم اعتقادات خاطبو ، أو يثير غضبو أو يدفعو نحو ردة

الخ .. فعل ا يقصدىا المتكلم

. 121نظرية أفعاؿ الكالـ العامة ، ص : أوستت : ينظر (1 )

. وما بعدىا93 ادلرجع نفسو ، ص (2)

. وما بعدىا125 ادلرجع نفسو ، ص (3)

:(1)وباعتماده على فهـو القوة اإلنجازية ، أحصى أوستين خمسة أصناؼ ن األفعاؿ الكال ية تتحدد كالتالي

.الخ... نحو الحكم ، الوعد ، الوصف : Verdictifsاألفعاؿ الحكمية .1

أ ر ، قاد ، دافع عن ، : إصدار قرار لصالح ، أو ضد سلسلة أفعاؿ ثل : Exersitifsاألفعاؿ التمرسية .2 .الخ...ترجى

الوعد ، التمني ، القياـ بمعاىدة : ويلـز المتكلم نفسو بسلسلة أفعاؿ ثل : Commissifsأفعاؿ التكليف .3 .الخ...

تستعمل لعرض فاىيم وبسط وضوع وتوضيح استعماؿ كلمات : Expositifs (التعبيرية)األفعاؿ العرضية .4 .الخ... أكد ، أنكر ، أجاب ، اعترض : ثل

وىي ردود فعل تجاه سلوؾ اآلخرين وتجاه األحداث المرتبطة : Comportementauxأفعاؿ السلوكات . 5 .الخ... االعتذار ، الشكر ، التهنئة : بهم ثل

:عند سورؿ - 2

تعرض تصنيف أوستين لنقد سورؿ ، و ن ثم قاـ بإعادة صياغة ىذا التصنيف ، إنطالقا ن تحديده للشروط الالز ة لنجاح الفعل اإلنجازي ، وقدـ بذلك تصنيفا جديدا لألفعاؿ الكال ية يستند فيو إلى قاييسو اإلثني عشر أو ا يعرؼ عنده بشروط النجاح ، وتتحدد ىذه الشروط في ثالثة اتجاىات رئيسية ، يضم كل قسم نها عددا ن الشروط

:(2)وىي

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

39

كأف يمتلك الشخص السلطة أو الحق ، أو أف يتم إنتاج الملفوظ خالؿ ناسبة حددة : الشروط التمهيدية .1 ...و طابقة بشكل أو بآخر للعادات

...كحسن النية وتجنب غالطة اآلخرين : شروط النزاىة .2

...و نها أف التلفظ بفعل كال ي ربوط ببعض العقائد والمقاصد : الشروط الجوىرية .3

. 63-62ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (1 )

.85 ص 84 ، ص 2008 ، 1التداولية واحلجاج ، مداخل ونصوص ، صفحات للدراسات والنشر ، دمشق ، سوريا ، ط: صابر احلباشة : ينظر (2)

. وما بعدىا63ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو : وكذلك

وسع فهـو الفعل ))وسورؿ في صياغتو لهذه الشروط ، يظهر تأثره بحكم المحادثة لبوؿ غرايس ، كما أنو التقديػم : اإلنجازي ليتجاوز ارتباطو بالمتكلم إلى العرؼ االجتماعي اللغوي ، وجعل للقوة اإلنجازية أدلة عليها ثػل

.(1)((...والتأخيػر ، النبػر والتنغيػم ، عال ػات الترقيم

:(2)أ ا تصنيفو لألفعاؿ الكال ية فيظهر على النحو التالي

وتجعل وجهة التأكيدات ، المتكلم ينخرط في حقيقة القضايا المعبر عنها وتسمى : Assertifsالتأكيدات .1 .كذلك األفعاؿ الحكمية

.يحصل المتكلم ن المتلقي على فعل عين : Directifsاألوا ر .2

. وىي أفعاؿ التكليف عند أوستين :Commissifsاإللتزا ات .3

.ويقابلها األفعاؿ التمرسية عند أوستين : Expressifsالتصريحات .4

.أو اإلنجازيات وتحصل حين التلفظ ذاتو : Déclarationاإلدالءات .5

:(3)ويقدـ كتاب المقاربة التداولية خططا إجماليا لألنماط الكبرى لألفعاؿ اإلنجازية

أفعاؿ اإلنجاز

تمثيلية أساسا غير تمثيلية أساسا

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

40

إنجازية إدراكية

إدالئية وعدية إلزا ية

.100يف اللسانيات التداولية ، ص : خليفة بوجادي (1). 68 ص 66ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (2)

.71 ادلرجع نفسو ، ص (3)

: التصنيف العربي ألفعاؿ الكالـ - 3

إذا كانت نظرية األفعاؿ الكال ية نظرية غربية عاصرة ، تبلورت فاىيمها نذ الستينيات على يد أوستين فإنو بالمقابل نجد في الدرس اللغوي العربي القديم ا يطابق ىذه الرؤية الغربية ، وتبرز ال ح ىذه النظرية في باب المعاني ،

.إنشاء ن قبل البالغيين العرب/ وبالضبط تقسيم الكالـ إلى خبر

فالخبر عرؼ على أنو ا احتمل الصدؽ أو الكذب والحكم يستند إلى دى طابقتو للخارج أو خالفتو إياه ، .أ ا اإلنشاء فهو ا ال يجوز أف يقاؿ فيو صادؽ أو كاذب ، بل يتميز بأف دلولو يتحقق بمجرد النطق بو

.وىي نفس الفكرة التي قا ت عليها نظرية األفعاؿ الكال ية كما سبق عرضو

إنجاز عند /إنشاء عند العرب وبين ثنائية وصف/ ويؤكد الكثير ن الباحثين العرب على التشابو الكبير بين ثنائية خبر التي ' اإلنشاء /الخبر' ن المعلـو أف الفكر اللغوي العربي القديم يتضمن ثنائية )): أوستين ، وفي ىذا يقوؿ المتوكل

تشبو إلى حد بعيد الثنائية األوستينية

. (1)((كما يدؿ على ذلك تعريف القد اء للخبر واإلنشاء ' اإلنجاز / الوصف'

و ن جملة ا . (2)وعمو ا بإ كاف أي دارس أف يستنتج ىذا التشابو عند راجعتو لكتب البالغة العربية القديمة تدارسو البالغيوف

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

41

ىو طابقة الكالـ لمقتضى الحاؿ أو خروجو عنو ألنو قد يحصل وأف يخرج الخبر عن أغراضو إلى أغراض : كذلك جديدة تستقى ن سياؽ الكالـ ، وىو ا ينطبق أيضا على األساليب اإلنشائية التي بدورىا تخرج إلى أغراض بالغية

.جديدة

.وىذا ا تزخر بو المدونة العربية سواء أكانت شعرا أـ نثرا وأيضا القرآف الكريم والحديث الشريف

وعمو ا يجوز القوؿ أف البالغيين العرب كانوا لمين بأىمية السياؽ في تحديد الدالالت المقصودة ن وراء الملفوظات ا يثبت وعيهم بعملية االتصاؿ و ا تستلز و ن راعاة ألحواؿ المخاطبين ' أف لكل قاـ قاؿ ' ولعل قولتهم الشهيرة

. و قاصد المتكلمين وإخراج الكالـ إخراجا يتوافق ع واقف أدائو المتنوعة

.37 ، ص 2001اللسانيات الوظيفية مدخل نظري ، منشورات عكاظ ، الرباط ، ادلغرب ، : أمحد ادلتوكل (1 )

)التداولية عند العلماء العرب : مسعود صحراوي : ومنها مفتاح العلـو للسكاكي ، مقدمة ابن خلدوف ، اإليضاح للقزويت ، وغتىا من أمات الكتب ، ينظر كذلك (2)خليفة : إنشاء عند البالغيت واألصوليت والنحويت باإلضافػة إلػى / وفيو تطرؽ لثنائية خرب (يف التاث اللساين العريب ((األفعاؿ الكالمية ))دراسة تداولية لظاىرة

دراسة يف الوظيفة التداوليػة حبث لنيل شهادة : للشاعر اجلزائري عبد القادر بن زلمد بن القاضي " بوابات النور " دراسة خلصائص التكيب اللغوي يف : بوجادي . 14الدكتوراه ، ص

يقترح تصنيفا لألساليب العربية ، على نحو ا ( حمود نحلو)أ ا عن تصنيف األفعاؿ الكال ية العربية ، فإننا نجد أف :(1)قاـ بو أوستين وسورؿ في تصنيفهما ألفعاؿ الكالـ في اللغة اإلنجليزية وىذا التصنيف جاء على النحو التالي

ىي التي يكوف إيقاع الفعل لفيها قارنا للفظو في الوجود أي تنحدر داللتها بمجرد نطقها وتشمل : اإليقاعيات .1 ... أفعاؿ البيع والشراء، الهبة، الوقف ،التنازؿ عن الحق ، الزواج ، اإلقرار

...أ رتك ، أوجبت عليك : كل األفعاؿ الدالة علي الطلب بغض النظر عن صيغها نحو :الطلبيات .2

. وتشمل األفعاؿ التي تصف الوقائع واألحداث في العالم الخارجي ، وتنقل أحوالها نقال أ ينا: اإلخباريات .3

... الوعد الوعيد : وىي أفعاؿ بقصد بها المتكلم اإللزاـ طوعا بفعل شيء ا نحو : اإللتزا يات .4

تشمل األفعاؿ التي بعبر بها المتكلم عن وجدانو و شاعره ، إلي جانب أفعاؿ الشكر واالعتذار : التعبيريات .5 ... والمواساة

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

42

.119 ص 118، ص " بوابات النور " خصائص التكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي : ينظر (1)

II - السياؽ:

وبذلك يكوف لها شكل السياؽ عال ة فارقة في التحوؿ ن البنيوية إلى التداولية ، كونو يعطي الكلمة عنى جديدادورا تداوليا بحسب واقف ورودىا المختلفة ، لذلك أولت التداولية السياؽ أىمية كبيرة ، ألف كل القضايا التي تعنى بها التداولية تخضع في تحليلها للسياؽ ن ذلك تحليل أفعاؿ الكالـ والحجاج وأيضا سائل الملفوظية وغيرىا ن

.القضايا

(1)((يعد فهو ا ركزيا ، يمتلك طابعا تداوليا ، إال أنو يطرح إشكاال وىو أين يبدأ أو أين ينتهي ))فالسياؽ

وىذا راجع لسعة دلوؿ السياؽ فهو يشمل كافة العناصر سواء اللسانية نها أـ غير لسانية إال أف ىذا األ ر لم يمنع الوضعية الملموسة والتي توضع وتنطق ن خاللها المقاصد ، وتخص المكاف والز اف )) ن رسػم حػدود السيػاؽ فهػو

عال ات )) ، فالسياؽ يحيلنا إلى كونو (2)((الخ وكل ا نحتاجو ن أجل فهم وتقويم ا يقاؿ ... وىوية المتكلمين فكل العناصر المحيطة بالحدث اللغوي لها دورىا في تحديد وجهتو (3)((شكلية تكوف في المحيط اللساني الفعلي

. الخ...الداللية ن أحواؿ المتخاطبين وكذا اإلطار االجتماعي

:(4)وبتنوع ىذه العناصر تتعدد عها أنواع السياؽ و نها

.ويتضمن ىوية المتخاطبين ، وكذلك الز اف والمكاف: السياؽ الظرفي والفعلي . أ

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

43

.ويتضمن الغايات الممارسة خطابيا: السياؽ الموقفي أو التداولي . ب

.ويتكوف ن كل ا يحدس بو المتخاطبوف ، ن قاصد واعتقادات: السياؽ اإلقتضائي . ج

. ويقصد بو دور الكلمات في تحديد دلوالت بعضها البعض: السياؽ اللغوي . د

ولما تطورت الدراسات الخاصة بتحديد اىية السياؽ ، كاف ن أىم ا تعرض لو الدارسوف ىو التمييز بين . ، خاصة وأف الكثيرين يستعملوف ىذين المصطلحين ن باب الترادؼSituation والمقاـ Contexteالسياؽ

.48ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (1 )

.17 ادلرجع نفسو ، ص (2)

. 114يف اللسانيات التداولية ، ص : خليفة بوجادي (3)

.49 ص 48ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو : ينظر (4)

، ( 1)(( جموعة ن العوا ل التي يتعين على الفرد االحتفاؿ بها حتى يتوفق في إنجاز فعلو اللغوي ))فعرؼ المقاـ بأنو :( 2)وقد حدد فندرليش العناصر المكونة للمقاـ تحديدا دقيقا حصرىا على النحو اآلتي

المشاركوف في التبليغ ، كاف التفاعل ، القوؿ ، قاصد المتكلمين ، ترقبات المتكلم والمستمع ، ساىمة ))وعليو يتحدد فهـو المقاـ ( (المشاركين في الموضوع عارفهم اللغوية ، المعايير االجتماعية ، شخصياتهم وأدوارىم

.بالعالقة المباشرة التي تقـو بين الحدث الكال ي وكل العوا ل غير اللسانية التي لها دور في إنتاج الحدث الكال ي

ينبغػي تمييز السياؽ الذي ىو لساني ، عن المقاـ الذي ىو )): كما يز جورج وناف بين السياؽ والمقاـ قائال أعطيني إياه ، ويعبر : ، ألف في المقاـ يشير أحدىم إلى القلم الموجود فوؽ الطاولة ، قائال (3)((الخبرة غير اللسانية

، (الذي على الطاولة)أعطني القلم الذي على الطاولة و ن ثم بالسياؽ اللساني المتمثل في جملة : عن ذلك بجملة إذف يتحدد السياؽ بأنو جموع العناصر اللسانية أي اللغة كنظاـ يتركب ن عال ات تتآلف : يعبر عن المقاـ الغائب

.فيما بينها

أ ا إذا عدنا إلى المقاـ فهو يشير إلى التفاعل الحاصل بين المتكلمين ، حين يحاوؿ كل ن المتكلم والمستمع .التعبير عن قاصده بغية إنجاز أفعاؿ ن خالؿ أقوالهم

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

44

وىو ا يشير Contexte de situationو ن المصطلحات المتداولة في العرؼ اللساني سياؽ الموقف إلى الد ج الحاصل بين ا ىو لساني وغير لساني ، وىو ا يحدث نوعا ن التكا ل بين ىذه العناصر ، كوف المقاـ

. يمدنا بالحثيات التي تساعد على إزالة الغموض الذي قد يكتنف الجملة

.40مدخل إىل اللسانيات التداولية ، ص : جياليل دالش (1 )

.41-40 ادلرجع نفسو ، ص (2)

.116يف اللسانيات التداولية ، ص : خليفة بوجادي (3)

III - الحجاج:

يعد الحجاج أحد أىم باحث الدرس التداولي ، وذلك بفضل جهود أوزوالد ديكرو الذي أقحمو في صلب .التداولية ، حيث إنها في اىتما ها بالمتلقي وكيفية إقناعو واستمالتو وجدت ضالتها في البحوث الحجاجية

وقد درس الحجاج وفق رؤيتين ختلفتين ؛ رؤية فلسفية استثمرت الجهود البالغية ، وأعادت صياغتها وفق . نظور حداثي ولكنها بقيت وسو ة بالطابع الفلسفي و نها أعماؿ برلماف ثال

أ ا وجهة النظر الثانية فهي لسانية بحتة ، وتمثلها أعماؿ ديكرو وز يلو أنسكو بر ، حيث نظرا إلى اللغة كونها حجاجية .باألساس

وإذا كاف القدا ى ينظروف إلى الحجاج على أنو رادؼ للجدؿ والبرىاف ، ذلك أف الهدؼ األساسي الذي يجتمع فإف الدرس . عليو الكل ، ىو تقديم الحجج والمبررات إلحداث التأثير واإلقناع و ن ثم استمالة الطرؼ المخاطب

، و يز بينها بشكل علمي دقيق (1)اللغوي الحديث بخالؼ ذلك نجده قد حدد الفوارؽ الدقيقة بين ىذه المصطلحات .وحدد وظيفة و جاؿ كل بحث ن ىذه المباحث

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

45

فصفتو الصرفية تدؿ على )) ، L’Argumentationوالحجاج صطلح عربي يقابل المصطلح الفرنسي إذف (2)و ن ثم فهو ينطلق ن بدأ الحرية ويقـو على الحوار. عنى المشاركة في تقديم الحجج و قابلة الحجة بالحجة

. فالحوار يشير إلى أىمية احتراـ عتقدات وأفكار المخاطب ، حتى وإف كاف الغرض ىو استمالة

وكما (3)ويعرؼ الحجاج على أنو سلسلة ن األدلة تفضي إلى نتيجة واحدة ، أو ىي الطريقة التي تطرح بها األدلةينهض على كل ا يمكن أف يكوف وضوع إبداء رأي أو إصدار حكم قيمة أو حكم واقػع أو وافقػة ))يبدو فالحجاج

. ( 4)((نظريػة أو ناسبػة قػرار

. وما بعدىا8 ، ص 2007 ، 2احلجاج يف القرآف من خالؿ أىم خصائصو األسلوبية ، دار الفرايب ، بتوت ، لبناف ، ط: عبد اهلل صولة : ينظر (1)

.التداولية واحلجاج ، حيث ذكرا أىم الفروؽ بت اجلدؿ والربىاف واحلجاج: صابر احلباشة : وكذلك

. 8احلجاج يف القرآف من خالؿ أىم خصائصو األسلوبية ، ص : عبد اهلل صولة (2) .17 ادلرجع نفسو ، ص (3)

.69التداولية واحلجاج ، ص : صابر احلباشة (4)

.(1)((إال في سياؽ نفسي اجتماعي ))إذف فالحجاج القصد نو اإلقناع ، وال يتم حصوؿ اإلقناع

ويصبح : المراد نو اإلقناع واستمالة المخاطب ، يقترف بذلك فهو و بالفعل –كما سبق الذكر - وألف الحجاج Acte deبذلك الخطاب عمل حجاج ، ألف اإلقناع والتأثير يتم حصولو بفعل الخطاب وىو ا اصطلح عليو بػ

l’argumentation(2) .

:وقد تعددت النظريات التي اعتنت بموضوع الحجاج وسنذكر في ىذا المبحث أىمها وىي

، وفيو Les usage de l’argumentation أصدر تولمين كتابو 1958 في عاـ : فهـو تولمين للحجاج - 1عرض رؤيتو لمفهـو الحجاج ن خالؿ عدة رسو ات بيانية ، حددا العناصر األساسية الحجاجية في استخداـ اللغة

:(3)وىذه الرسو ات ىي على التوالػي

والضماف (ف)والنتيجة (ـ) (المقد ة)المعطى : يقـو فهـو الحجاج على ثالثة أركاف رئيسية : الرسم األوؿ 1-1: ويمثلو المخطط التالي (ض)

ف: إذف ـ

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

46

: اللهم إال إذا : نظرا إلى أف

(تشيع أثناء دراستو بإيراف)س (أغلبية الجزائريين ليسوا شيعة) ض

ج ، ف : ـ إذف

س: ض اللهم إال إذا : نظرا إلى أف

أ: بحكم أف

ض : نظرا إلى أف

الضماف بخالؼ بو صرح ويكوف ، نفيو أو ا أ ر إثبات إلى يهدؼ ألنو ، قاـ الحجة يقـو تولمين عند( ـ )فالمعطى :و ثالو ضمنيا يكوف الذي( ض)

(ىو ليس شيعيا)ف : إذف ( حمد جزائري) ـ

(أغلبية الجزائريين ليسوا شيعة)ض : نظرا إلى أف

وألف المخطط السابق بسيط ، ال يمكنو أف يستوعب كافة الحجج قاـ تولمين بإضافة عناصر : (4) الرسم الثاني1-2: الذي يمثل شروط رفض القضية (س)واالستثناء (ج)الموجو : جديدة

. 69التداولية واحلجاج ، ص : صابر احلباشة (1). 252احلجاج يف القرآف ، ص : عبد اهلل صولة : ينظر (2)

. وما بعدىا23احلجاج يف القرآف ، ص : عبد اهلل صولة : ترمجها (3)

. 24احلجاج يف القرآف ، ص : عبد اهلل صولة : ينظر (4)

ج ، ف : ـ إذف

س: ض اللهم إال إذا : نظرا إلى أف

: ثالػو

(إنو ليس شيعيا)ف ( ن شبو المؤكد)ج : إذف ( حمد جزائري )ـ

.(ض)الذي يبنى عليو الضماف (أ) وفيو زيد ن التدقيق بإدخاؿ عنصر األساس :( 3) الرسم الثالث1-3

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

47

: اللهم إال إذا : نظرا إلى أف

(تشيع أثناء دراستو بإيراف)س (أغلبية الجزائريين ليسوا شيعة) ض

:و ثالػو

(إنو ليس شيعيا)ف ( ن شبو المؤكد)ج : إذف ( حمد جزائري) ـ

: بحكم أف

(نسبة الشيعة ال تكاد تذكر في الجزائر) أ

.24احلجاج يف القرآف ، ص : عبد اهلل صولة : ينظر(1)

: فهـو بيرلماف وتيتيكا للحجاج - 2

تعػد نظريػة فلسفيػة حجاجيػة ، إستنػدا فيهػا إلى باحػث البالغػة القديمػة ، وتظهػر جمػل أفكارىما فػي كتابهما .1958 سنة La nouvelle Rhétorique و ن قبلو كتاب Traité de l’argumentationالمشترؾ

ال ىو : إنو يتحدد بكيفية تجعل نو شيئا ثالثا ))فمفهـو الحجاج عندىما يستند إلى صناعة الجدؿ وصناعة الخطابة .(1)((بالجدؿ وال ىو بالخطابة فهو بحسبهما خطابة جديدة

دراسة تقنيات الخطاب التي تؤدي بالذىن إلى التسليم بما يعرض عليو ن أطروحات ، أو أف ))و وضوع الحجاج ىو ، وذلك أف الخطاب بما يحويو ن خصائص أسلوبية يمثل قوة قادرة على إحداث التغيير (2)((يزيد في درجة التسليم

واستمالة المخاطب ، ولذلك نجد أف بيرلماف يعتبر أف االستعارة ثال تمثل حجة بوصفها استدالؿ عقلي غرضو إثبات . أو نفي قضية ا

والحجاج عند بيرلماف يقـو على الحوار ، لذلك يتوجب على المتكلم أف يبتعد عن التالعب والمناورة وأف يتقاسم الخطيب ع ))يستثمر ختلف التقنيات البيانية ، وكذلك أف يراعرى أحواؿ المخاطبين و داركهم ففي الحجاج

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

48

جمهوره أرضية تفاىم واحدة و قد ات و نطلقات واحدة ثل الواقع والحقائق والقيم وكيفية ترتيبها و ثل المواضع أو . (3)((األفكار العا ة المشتركة

: فهـو جوف كلود أنسكو بر وأوزوالد ديكرو للحجاج - 3

أسس لهذه النظرية اللغوي الفرنسي ديكرو ع ز يلو أنسكو بر ، وتظهر وجهة نظرىما في كتابهما المشترؾ L’argumentation dans la langue وىي نظرية لسانية ترى أف اللغة تملك ن 1983 في سنة ،

فالبنى الحجاجية ليست ذات طبيعة نطقية ، ولكنها ))اإل كانات والوسائل ا يجعلها قادرة على اإلقناع والتأثير ، (4)((لغويػة باألسػاس داخلػة فػي اللغػة التػي تحتػوي فػي بنيتهػا علػى علو ػات تتعلػق بالحجػاج

. 28احلجاج يف القرآف ، ص : عبد اهلل صولة : ينظر (1)

. 47التداولية واحلجاج ، ص : صابر احلباشة (2)

. 30احلجاج يف القرآف ، ص : عبد اهلل صولة (3)

. 18التداولية واحلجاج ، ص : صابر احلباشة (4)

أو جموعة ) 2فيفضي إلى التسليم بقوؿ آخر ؽ (أو جموعة أقواؿ) 1يقدـ المتكلم قوال ؽ ))فالحجاج يقع عند ا ىو إنجاز ))فالحجاج . قوال صريحا أو ضمنيا2 ويكوف ؽ2 يمثل حجة تفضي إلى ؽ1 ، حيث إف ؽ(1) (((أقواؿ

1لعملين ىما عمل التصريح بالحجة أوال وعمل االستنتاج ثانيا ، سواء أكانت النتيجة صرح بها أـ فهو ة ن ؽ))(2) .

وألف الحجػاج ىػو إنجػاز لعمليػن ، فهػو يتحػدد بكونػو عمػل لغػوي خصػوص ىو ا يسميػو ديكػرو عمػل الحجػاج Acte d’argumentation(3) .

(4)((أريد بادئ ذي بدء أف أحدد اإلختصاص الذي تنتمي إليو أبحاثي إنو التداولية اللسانية )): وقد صرح ديكرو قائال ، قررا بذلك عدـ الفصل بين الداللة والتداولية ، خاصة وأف أعمالو عرفت بالتداولية المد جة ، كونها تقرف بين عنى

القوؿ وقيمتو أي دى ا يحدثو ن تأثير في المخاطب ، وتحديد وجهة الخطاب ، وبذلك يكوف التلفظ أو إنتاج . الخطاب في جوىره ىو حجاج

وىي عند ديكرو وسيلة سجالية . وعليو كاف يرى أف وظيفة اللغة األساسية ىي الحجاج في جميع ستوياتهاPolemique(5) في جوىرىا .

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

49

. 33احلجاج يف القرآف الكرمي ، ص : عبد اهلل صولة (1 )

. 33 ادلرجع نفسو ، ص (2)

. 34ادلرجع نفسو ، ص : ينظر (3)

. 35 ادلرجع نفسو ، ص (4)

. 36ادلرجع نفسو ، ص ( 5)

IV - الوظائف التداولية :

أجمع جل التداوليين أف وظيفة اللغة األساسية ىي التأثير ، كوف المتكلم ير ي ن خطابو إلى إحداث تغيير في واقف وسلوكات وأفكار خاطبو ، وىذا ال يعني أف للغة وظيفة واحدة ، كما كاف سائدا ن قبل ، بل حصل إجماع

على تعدد وظائف اللغة ، وىو ا يظهر بوضوح بدءا ن خطط ياكبسوف الذي حدد فيو وظائف اللغة الست وىاليداي . الذي أشار إلى ثالث وظائف تقـو بها اللغة وغيرىما

، ويتحدد (1)((ينصب بصفة خاصة على كل ا ىو وظيفة لمقابل عال ة ا ))وعليو فإف اىتماـ التداولية تحديد كونات الجملة بالنظر إلى البنية اإلخبارية والمعلو اتية ع ربطها بالطبقات المقا ية المحتمل أف )) فهو ها في . ، ذلك أف الوظيفة ىي التي تحدد البنية بتوجيو ن المقاـ(2)((تنجز فيها

لقد تحددت الوظائف التداولية للغة كمستوى أساسي ضمن المستويات األخرى للغة ، أال وىي الوظائف الداللية . والوظائف التركيبية

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

50

كوف كل عنصر ن عناصر الجملة لو دوره في عملية التواصل ، كما أف للمقاـ والسياؽ أثرىما في تحديد دور كل . عنصر ن عناصر البنية

وتبرز ىذه النظرة للوظائف التداولية في نظرية النحو الوظيفي عند سيموف ديك وعنو أخذ أحمد المتوكل ، وطبق . ىذه المفاىيم على اللغة العربية وكاف بذلك رائد ىذه الدراسات في الوطن العربي

البنية التداولية التي تحكمها طبيعة : وأشار المتوكل أف التواصل بشكل عاـ يقـو على تظافر ثالث بنى ىي التواصل وشروط األداء ، ثم البنية المكونية وتحددىا العالقات القائمة بين الوحدات اللسانية للبنية ، وأخيرا البنية

، وكل بنية ن ىذه البنى لها وظائفها التي (3)((الداللية التي يحددىا ستوى تشكيل عنى الملفوظ سياقا و قا ا ببياف عالقة التخابر بين المتخاطبين في قاـ ا ، ويرتبط إسنادىا بكم ن ))تضطلع بها ، ذلك أف البنية التداولية تهتم

. (4)((المعلو ات ونوعيتها التي يعتقد المتكلم توفرىا عند المخاطب

. 19ادلقاربة التداولية ، ص : فرانسواز أرمينكو (1 )

. 25 ، ص 1988اجلملة ادلركبة يف اللغة العربية ، منشورات عكاض ، الرباط ، ادلغرب ، : أمحد ادلتوكل (2). 73الوظيفة بت الكلية والنمطية ، ص : أمحد ادلتوكل : ينظر (3)

ص 2001 ، 1قضايا اللغة العربية يف اللسانيات الوظيفية ، بنية اخلطاب من اجلملة إىل النص ، دار األماف للنشر والتوزيع ، الرباط ، ادلغػرب ، ط: أمحد ادلتوكل (4). 110 ص 109

إذف فمهمة الوظائف التداولية ، أف تحدد وضعية كونات الجملة ، بالنظر إلى النية اإلخبارية والمعلو اتية ؛ فػي وعليو فهي وظائف رتبطة ارتباطا شديدا بالسياؽ ( 1)((المقا ية المحتمل أف تنجز فيها عالقة الجملة بالطبقات

. و دى تحققها في واقع التواصل. والمقاـ

تسند الوظائف الداخلية . وظائف داخلية ووظائف خارجية: صنف أحمد المتوكل الوظائف التداولية على صنفين . المحور والبؤرة: إلى المكونات التي تنتمي إلى الجملة ذاتها وتشمل وظيفتي

أ ا الوظائف التداولية الخارجية فهي غير رتبطة بمكونات الجملة ، بل تسند إلى كونات خارجة عن الحرمرل . وتشمل وظائف المبتدأ والذيل

وإذا كاف المتوكل قد استند في تصنيف الوظائف التداولية إلى سيموف ديك ، فإننا نجده قد أضاؼ وظيفة خارجية ثالثة ونقترح شخصيا أف تضاؼ إلى الوظيفتين التداوليتين الخارجيتين وظيفة )): ىي وظيفة المنادى ويقوؿ في ىذا الشأف

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

51

المنادى التي نعتبرىا واردة بالنسبة لنحو وظائف كاؼ ال لوصف اللغة العربية فحسب ، بل كذلك لوصف اللغات . (2)((الطبيعية بصفة عا ة

: ( 3)وىذه الوظائف كما حددىا المتوكل ىي

: الوظائف الداخلية - أ

تسند إلى المكوف الداؿ على الذات التي تشكل حط الحديث داخل الحمل فالذات ىي التي : الوظيفة المحور 1-أ: يتوجو نحوىا خطاب ا نحو

يشكل حور الجملتين (خالد)شرب خالد شايا ، فػ : اذا شرب خالد ؟ الجواب

تسند إلى المكوف الحا ل للمعلو ة األكثر أىمية أو األكثر بروزا في الجملة ، وال تسند إلى : الوظيفة البؤرة 2-أ: الحمل وال إلى أحد حدوده نحو

. 25اجلملة ادلركبة يف اللغة العربية ، ص : أمحد ادلتوكل (1)

. 17 ، ص 1985 1الوظائف التداوليػة يف اللغػة العربيػة ، منشورات اجلمعيػة ادلغربيػة للتأليػف والتمجػة والنشػر ، الدار البيضاء ، ادلغرب ، ط: أمحد ادلتوكل (2)

. ادلرجع نفسو كامال: ينظر (3)

: ، ويقترح لها المتوكل قسمين ىما (غير وجود)، أو إنما زيد سافر (أـ بعد غد)أغدا ألقاؾ ؟

. تسند إلى الحد الحا ل للمعلو ة التي ال يتقاسم عرفتها المتكلم والمخاطب: بؤرة الجديد

. تسند إلى الحد الحا ل للمعلو ة التي يتردد المتكلم أو المخاطب في ورودىا: بؤرة المقابلة

: (1)الوظائف الخارجية- ب

يعرؼ على أساس أنو المكوف الذي يدؿ على جاؿ الخطػاب ، الػذي يعػد الحمل الموالي : وظيفة المبتدأ 1-ب أبوه ريض ، و ن خصائصو أف يكوف عرفة لدى كل ن المخاطب والمتكلم ، وأف تكوف زيد: نحو واردا بالنسبة إليو

. إحاليتو رتبطة بالمقاـ ، أي بالوضع التخابري بين المتخاطبين

عشقت الكتابة ، : ىو المكوف الذي يوضح أو يعدؿ أو يصحح علو ة واردة في الحمل نحو : الوظيفة الذيل 2-بىند

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

52

سرني خالد ، تأدبػو

زارتني ىند ، بل سعاد

تسند وظيفة المنادى إلى العنصر الذي يشكل حط النداء في الجملة ، وعليو ينبغي التمييز بين : المنادى 3-بالنداء بعده فعال لغويا شأنو شأف اإلخبار أو االستفهاـ أو األ ر وبين المنادى بعده وظيفة ؛ أي عالقة تسند إلى أحد

. كونات الجملة ، ألنو علـو أف الوظيفة التداولية رتبطة بالمقاـ

. الوظائف التداوليػة يف اللغػة العربيػة ، ينظر كامال: أمحد ادلتوكل (1)

V – الملفوظية :

الملفوظية أو لسانيات التلفظ نشأت على إثر جهود بنفنست خاصة وأتباعو ن اللسانيين الذين انتقدوا بشدة كالـ ، حين أبعد الكالـ عن صلب الدرس اللغوي ، باعتباره تعدد الصور ويظهر /الفصل السوسيري بين ثنائية لغة

بأنماط ختلفة ، و ن ثم يصعب دراستو ن جانب واحد ، بل إف دراستو تشمل اإلستعانة بعدة علـو ، وىذا ا تحقق . في ظل لسانيات التلفظ ، ألنها في عالجتها للحدث الكال ي انفتحت على العلـو اللغوية كما العلـو غير لغوية

إذف تم تجاوز ىذا الفصل المنهجي ، وأصبح الكالـ عنصرا أساسيا و بدأ لتحليل الخطاب ، بعد أف كاف بعدا . ( 1)((إجراء اللغة بمقتضى فعل فردي في االستعماؿ )): و همال ن الدرس اللساني ، وفي ىذا يقوؿ بنفنست

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

53

وعليو أصبحت اللغة عند بنفنست مارسة يقـو بها الفرد ، ولم تعد ذلك النظاـ التجريدي ، إنو بفرؽ بين التصورين ثمة فرؽ عميق بين اللغة بحسبانها نظا ا ن األدلة واللغة كممارسة يضطلع بها الفرد ، والفرد حين يمتلكها )): فيقوؿ

. (2)(( ن الخطاب تتحوؿ إلى إنية

الخ ، فإف لسانيات التلفظ تعنى باآلثار الناجمة عن ... فيزيائي ، الفيزيولوجي : وألف الكالـ يمتد على أصعدة ختلفة عند ا نتحدث عن لسانيات التلفظ فإننا نتناوؿ ىذا المصطلح بمعناه الضيق ، فال نأخذ )): التلفظ ، يقوؿ ديكرو

المظهر الفيزيائي لبث واستقباؿ الكالـ الذي يندرج ضمن علم النفس اللغوي أو أحد تفرعاتو ، وال التحوالت التي تطرأ على المعنى العاـ للكالـ بسبب الوضعية ، وإنما المقصود ىو العناصر التي تنتمي إلى اللغة وتتنوع داللتها ن كالـ

أنا ، أنت ، ىنا ، اآلف إف الشيء الذي تحتفظ بو الدراسة اللسانية ىو البصمة التي تتركها عملية الحديث : آلخر ثل أي االىتمػاـ بالعناصػر اللغويػة فػي ارتباطهػا بسيػاؽ التلفػظ وبعالقة المتكلم باللغة ألنو ىو نجز (3)((في الكالـ

. الخطاب

فالتلفظ ىو الفعل ذاتو Enoncé والملفوظ Enonciationالتلفظ : وثم اإلقرار في الملفوظية التمييز بين . الذي ينتج عنو الكالـ ، أ ا الملفوظ نتيجة لذلك الفعل

. 84لسانيات التلفظ وتداولية اخلطاب ، ص : ذىبية محو احلاج (1)

. 87 ادلرجع نفسو ، ص (2)

أنا ، أنت ، اآلف ، ىنا: ادلخاطب وادلخاطب ، الزماف وادلكاف أو كما يعرب عنها بػ : يقصد هبا عناصر التواصل وىي .

. 84لسانيات التلفظ وتداولية اخلطاب ، ص : ذىبية محو احلاج (3)

فالتلفظ يمثل النشاط الكال ي الذي يؤديو المتكلم في اللحظة التي يتحدث فيها ، أي تلك الممارسة التي الوحدات اللسانية الحا لة لمعلو ات ، ليس على ستوى رجع )) والملفوظ ىو ( 1)((ينسبها لذاتو تفاعال ع اآلخر

، فهي اآلثار التي تتركها عملية التلفظ ، ولذلك يرجع إليها اللساني لمعرفة (2)((الخطاب بل على ستوى الفظو دلولها ، ستعينا بالظروؼ التي أحاطت بعملية التلفظ ، ألف المرجعية ليست الخطاب ذاتو ، بل المرجعية تتمثل في

و ا يرافق ىذه . المتكلم أوال بعده نتجا للملفوظ ، وكذلك عا لي الز اف والمكاف باعتبارىما شروطا تحدد آلية التلفظ. الخ... العملية ن آليات تتحكم في إنتاج الخطاب كاالفتراضات المسبقة والتأويل والتفاعل

. إذف كل ا لو دور في تحديد العالقة التي تحكم المتكلم بالمخاطب

الفصل األول نشأة الدرس التداولي وخصائصه

54

ولئن عدت الملفوظية ن أركاف التداولية ، إال أف ىناؾ ن عدىا نظرية ستقلة توازي التداولية فمنڤونو يرى في بأف نظريات الملفوظية التي ىي أساسا عمل اللسانيين األوروبيين تهتم بشكل خاص بطرؽ ))لسانيات التلفظ

بينمػا التداوليػة تطػورت أساسػا فػي المجػاؿ األنكلػوسكسونػي حػوؿ إشكاليػة ... الخطابات المػؤداة وكيفيػات توصيلهػا . (3)((أفعػاؿ الكػالـ

و ع ىذا الرأي ، إال أف الملفوظية تعد جزء ن كل ، ذلك أف التداولية تتسم بالشمولية في دراسة اللغة ألنها تتجاوز نظرية أفعاؿ الكالـ إلى قضايا أخرى ، بخالؼ الملفوظية التي حصرت جالها في زاوية حددة باىتما ها بالمتكلم

. وعالقتو باللغة

. 77لسانيات التلفظ وتداولية اخلطاب ، ص : ذىبية محو احلاج (1). 104يف اللسانيات التداولية ، ص : خليفة بوجادي (2 )

. 103 ادلرجع نفسو ، ص (3)

"الفتات"خصائص تركيب أفعال الكالم في ديوان I. الفتات"أفعال الكالم في تراكيب في ديوان"

II. الفتات"صيغ تركيب األفعال الكالمية في ديوان"

III. الفتات"ديوان أفعال الكالم في تراكيب أغراض"

الفصل الثاني أفعال الكالم

56

من حيث خصائصها التركيبية ، ككظائفها '' الفتات '' في ديواف (أفعاؿ الكالـ)يعالج ىذا المبحث دراسة .من خالؿ دراسة شركط تحقق الفعل ، كالغرض المقصود منو ، كمدل مطابقتو للواقع أك مخالفتو لو. التداكلية

في الدرس التداكلي ، يقترف بالفعل ؛ حيث يؤدم التلفظ بالعبارة اللغوية إلى (أفعاؿ الكالـ)إف إطالؽ تسمية إحداث تأثير في سلوؾ المتلقي أك أفكاره ، كما قد يؤدم إلى التعديل في مواقفو ، كحين ذاؾ يجوز القوؿ بنجاح الملفوظ

.كالقضايا المرتبطة بها رىين االستعماؿ الفعلي للغة (أفعاؿ الكالـ)الخطاب أك إخفاقو ؛ كعليو تصبح دراسة /

كيتم الوقوؼ على شركط تحقق األفعاؿ الكالمية من خالؿ دراسة الوحدات اللغوية كتآلفها فيما بينها داخل التركيب ، ككذا طريقة تموضع الوحدات اللغوية من تركيب إلى آخر ، مع االىتماـ بالعالقات الداخلية للوحدات اللغوية كعالقتها

كىذا ما تهتم لسانيات التداكلية في . الخارجية في ارتباطها بالسياؽ العاـ للخطاب ، كتحليل المصاحبات اللغوية المتوفرة'' بحثها عن الدالالت ، كىي الغاية المتوخاة في ىذا المبحث ؛ حيث يعنى ببياف خصائص أفعاؿ الكالـ في ديواف

، كذلك من حيث أقسامها كتنوعها عبر حضورىا في نصوصو ، ثم دراسة صيغ تركيبها فيما بينها ، كتحليل مدل '' الفتات اختالفها أك تجانسها ، لينتهي إلى دراسة أغراضها ، بالتركيز على األساليب التعبيرية التي خالفت دالالتها بنيتها ، كخركج اإلنشاء إلى الخبر أك العكس ، أف تخرج عبارة الخبر إلى اإلنشاء مع بياف شركط ىذا الخركج ككيفية تحققو ، من خالؿ

القول )استغالؿ العناصر الفاعلة في التركيب كالتي لها دكر في تحديد غرض الفعل الكالمي كىي ما يعبر عنو التداكليوف بػ ... ، كاالستفهاـ ، األمر (اإلنجازية

I - أفعاؿ الكالـ في تراكيب الديواف :

تنوعت أفعاؿ الكالـ كتعددت أقسامها في الديواف ، كقد قامت على المبدإ التداكلي ؛ في إحداث التأثير في سلوؾ :كمن ىذه األفعاؿ الكالمية في الديواف ما يلي . المتلقي أك تعديلو من خالؿ عبارة المتكلم

: األفعاؿ التعبيرية - 1

كل األساليب كالعبارات التي يعبر بها المتكلم عن مشاعره ، فالمتكلم يبوح بما يختلج في ))تشمل ىذه األفعاؿ من جانب ثاف تتعدل ىذه األفعاؿ المتكلم إلى المخاطب ، ألف ... صدره من مشاعر الحزف كاليأس كالفرح كالغضب

.(1)((الخ ... كليهما مشارؾ في الفعل بما لو من كقع على المتخاطبين كأفعاؿ االعتذار كالشكر كالشكول

.كلحصوؿ ىذه األفعاؿ البد من توافر شرط اإلخالص في التبليغ

.228، ص " بوابات النور " خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي (1 )

الفصل الثاني أفعال الكالم

57

األفعاؿ التعبيرية المرتبطة بالمتكلم كحده*

: نحو قولو :أفعاؿ الخوؼ - أ

من خوفي على خوفي إلى خوفي أىرب- 1ت

كالموت على خفيي أركض

تحولت خريطة األرض إلى سيف (...)

(79ص ) بالدـ كالخوؼ ... ملطخ

من مدينتي أىرب- 2ت

في خيمة الليل كأختفي

الىث الخطىأركض

..يا .. يا الخوؼ .. الخوؼ (...)

(79ص ) من لي ؟

كىو تثبيت (أخاؼ)كليس بالفعل (خوفي) عن خوفو بالمفعوؿ المطلق – بعديه متكلما –يعبر الشاعر (1ت)في من ، )بحػركؼ الجػر (خوفي)للمعنى ألنو يشير للديمومة كاالستمرارية ، كتظهر القيمة التداكلية للصيغة في اقتراف االسػم

.(على ، إلى

من عند

على بمعنى مع

إلى االنتهاء إلى الغاية

فيعرض لنا الصورة كاملة ، إذ إنو الهارب عند خوفو فيصطحب معو خوفو ليجد نفسو أماـ الخوؼ لقد أضحى كل ما في الوطن يبعث على الشعور بالخوؼ الدائم ، فال يمكن الهركب منو

الفصل الثاني أفعال الكالم

58

كم ىم مرعبوف.. آه - 3ت

(390ص ) أـ مجرموف ؟.. شرطة

ذات الداللة على ( آه)، استعماؿ (3ت)أيضا التعبير عن مشاعر الخوؼ باستعماؿ بعض اللواحق اإلنجازية ، في مثل .األلم لتدؿ على الخوؼ كىو معنى يستقى من السياؽ ال من البنية كحدىا

: نحو قولو :أفعاؿ اليأس كاإلحباط - ب

فجن إذ رآني - 1ت

في ذاكرتي ذاكرة النسياف أطبع

الطالؽ بين لهجتي كلهجتيكأعلن

! الكتماف بالكتماف كأنصح

يا شيطاني كفاؾ: قلت لو

(38ص ) كفاني فإف ما لقيتو

عمرم أنفقتىكذا - 2ت

! النيراف في القطب الشمالي أزرع

أنا ما لي ؟ (...)

ىذا الشعبأأنا خلقت

(385ص ) ! كحدم بسوءات عيالي ؟ أبتلى حتى

دعهم- 3ت

اللقاءفليس لمثلهم يرجى

!لمثلهم يرجى الوداع ..

دعهم

الفصل الثاني أفعال الكالم

59

(458ص ) فهم ىمج رعاع

أم حقوؽ ؟- (4ت)

الموؽ كجف الحلق نشف

(512ص ) !من أجل قطيع بربوؽ (...)

أطيع ، أعلن ، أنصح ، كفاؾ ، كفاني ، أنفقت ، أزرع ، أأنا خلقت ، أبتلى ، دعهم ، فليس )تحيل األفعاؿ التعبيرية في ىذه التراكيب على مشاعر اليأس التي تمكنت من نفس الشاعر ، كمن الناحية التداكلية (لمثلهم يرجى نشف ، جف

.تعرض لنا جانبا ىاما من شخصية الشاعر المحبط ، المصاب بخيبة األمل ، اليائس من شعبو

إلى كثرة الكالـ ، كمع ىذا لم يحصل ما كاف يرجوه ، لذلك فهو ال يتوانى في ( نشف ، جف )يحيل الفعالف (4ت)ففي .الذم يسهل اقتياده (القطيع)كصف ىذا الشعب بػ

ذات قيمة تداكلية ( دعهم)نجد األمر في (3ت)كما تتعدد األساليب كالصيغ التي تحمل لنا ىذه المدلوالت ، ففي إذ ىي محملة بهذه المشاعر التي عمت نفس الشاعر ، فالخطاب بذلك يتحدد مدلولو من السياؽ العاـ ، كليس بالبنية

.كالديواف غني بمثل ىذه األفعاؿ بتعدد صيغها كأساليبها. كحدىا

: نحو قولو :أفعاؿ الحزف - ج

علينا الباكية بكت- 1ت

(73ص ) فوقنا العفن كناـ

محركؽأنا ما لي قلبي- 2ت

(512ص ) للكبش المخنوؽكأرثي للتيس المربوط ، أبكي

بالدميغشىأيها الحزف الذم - 3ت

(589ص ) ! الحزف يغشاني أنا من أجلك

:األفعاؿ التعبيرية المرتبطة بالمتكلم كما يتعلق بالمشاركين في الفعل كمنها *

الفصل الثاني أفعال الكالم

60

: نحو قولو :أفعاؿ الغضب / أ

باألقالـ كالدفاتر كفرت- 1ت

بالفصحى التي كفرت

كىي عاقرتحبل

بالشعر الذم كفرت

(93ص ) الظلم كال يحريؾ الضمائرال يوقف

.محملة بمشاعر الغضب الذم يعترم الشاعر (كفرت ، تحبل ، ال يوقف)األفعاؿ التعبيرية

، فالشعر في مفهـو الشاعر رسالة إنسانية ، يدافع بها عن حقوؽ المظلومين كالمستضعفين ، (كفرت)خاصة تكرار الفعل .أما أف يكوف الشعر بوقا للسلطة ، كيتغاضى الشعراء عن ىمـو أكطانهم فهذا أمر منكر في عرؼ شاعرنا

:نحو قولو : أفعاؿ الشكول / ب

بين كلي الناس أمشي- 1ت

دكف كفي كلساني

(13ص ) ىوانيأشكو صامتا

مآسينا ؟ نشكولمن- 2ت

كمن يصغي لشكوانا

كيجدينا ؟

أنشكو موتنا ذال لوالينا ؟

(69ص ) كىل موت سيحيينا

أشكو من الصمت بصمتت - 3ت

خوؼ أف يأكلني

الفصل الثاني أفعال الكالم

61

(111ص ) لو أنا بالصوت شكوت

: نحو قولو :أفعاؿ الحيرة / ج

؟سنسير دركب أمفي - 1ت

؟سنحير بحار أم في

؟ سنطيرسماء أم في

األرض كالب نابحة

كالبحر كالب سابحة

! كالجو جهاز تقارير

، كخفير أين سنأتي من

(271ص ) ما بين خفير كخفير؟

كبالد كحدتها لغز - 2ت

(272ص ) بو عقل التفسيرضاؽ

.ترسم التراكيب مشهدا متكامال لحيرة ألمت بالشاعر ، كيف ال يحتار كىو المتألم لجرح فلسطين (1ت)في

.فلسطين المسلوبة التي كانت يوما ىما عربيا إسالميا ، كأضحت اليـو ىما فلسطينيا

فلسطين المحاصرة ، كالشاعر كغيره من أحرار األمة يبحث عن منفذ يعبر من خاللو إليها لمديد العوف ، كيعبر عن ، كعرض الصور المختلفة لواقع الحصار المطبق حوؿ (أين)كانتهاءن بػ (أم)ىذه الحيرة بأدكات بدءا من االستفهاـ بػ

.(الكالب ، الخفير ، جهاز التقارير)بػ (األرض السماء ، الجو)فلسطين ، فهي محاصرة من

.إذف ىي صورة متكاملة بين الواقع كالتراكيب ، كىذا ما يظهر القيمة التداكلية للتراكيب

تبدك حيرة الشاعر أكبر ، فالبالد العربية لها من دعائم - ''طلب انتماء للعصر الحجرم '' نفس القصيدة –( 2ت)كفي ، كيقابل ىذا التفرؽ كالتشتت كىو األمر المثير للحيرة ككأنو لغز (...اللغة ، الدين ، التاريخ المشترؾ )الوحدة الكثير

.يحتاج لحل

الفصل الثاني أفعال الكالم

62

: نحو قولو :أفعاؿ السخرية / د

في أكؿ الليل- 1ت

يناضل شاعرا رأيت

بالعركض نعل الوالييرقع

رأيتو مختنقا

(48ص ) في عرؽ النضاؿ

كالة األمر - 2ت

يكفينا كيكفيكم ىذا النصر

(70ص ) تهانينا ..

! اآلف لكم بأنني كذاب أعترؼ- 3ت

طوؿ األشهر المنصرمةكقفت

بالجمل المنمنة أخدعكم

أنيي على صوابكأدعي

(74ص ) أ من ضاللتيأبر كىا أنا

كعلى ىذا فإف الصبر كاجب- 4ت

سياسيا مع األعداءكن

بضبط النفسراكغهم

(547ص ) ، ارفع ، كانبطح ، كتجرد ، كطأطئي

الفصل الثاني أفعال الكالم

63

اتسم الديواف بكثرة كركد أفعاؿ السخرية ، كىو من الناحية التداكلية يعرض لنا جانبا من شخصية الشاعر لتتكامل ىذه الصورة مع باقي الصور المعركضة في ثنايا الديواف مما يسهم في بناء صورة متكاملة عن شخصو ، فهو الساخر من

.السلطة كشاعر السلطة كمن الواقع العربي برمتو

تبرز مشاعر السخرية تجاه '' عزاء على بطاقة تهنئة '' عند كضع التركيب في السياؽ الوارد فيو كىي قصيدة (2ت)ففي تظهر قيمتو (تهانينا)الوالي الذم فرط في الحقوؽ كتمادل في قهر شعبو ، كحتى القدس تم التفريط بها ، فالفعل التعبيرم

ككأف الشاعر لم يجد ما يعبير بو عن مقتو كسخطو غير . التداكلية في حمولتو الداللية الجديدة الدالة على السخرية الصريحة :التهنئة ، كمن ذلك قولو من نفس القصيدة

فوالينا

– اهلل كالينا أداـ -

أمة كسطا رآنا

لنا دينافما أبقى

(69ص ) ! لنا دينا كال أبقى..

تحوؿ من غرض الدعاء إلى السخرية ، كىي تعبير صريح عن مشاعر ممزكجة بالحسرة (أداـ اهلل كالينا)فالتركيب . كاألسى

: نحو قولو :أفعاؿ الشكر / ىػ

أيها القهر شكرألف - 1ت

على ىذا الوفاء

كفاء مثلولم ألق أنا

(230ص ) ! عند جميع األصدقاء

فالتعبير باالسم يمنح الديمومة . كذلك لترسيخ المعنى (شكر)قدـ الشاعر شكره بصيغة المفعوؿ المطلق كاالستمرارية للحدث ، كقد أخر المنادل كأداتو الىتمامو بفعل الشكر كحرصو على إبالغ مشاعره ، ككأف المخاطب يدرؾ

القهر ، )أنو الوحيد المعني بالشكر ، كأفعاؿ الشكر قليلة الوركد جدا في الديواف ، كتذكر بداللتها الحقيقية في مقاـ شكر

الفصل الثاني أفعال الكالم

64

فهما الرفيقاف الوفياف للشاعر ، كىذا ما يعرض لنا جانبا آخر من شخص الشاعر الغاضب الثائر الذم يمقت (الحزف .الحاؿ التي عليها الوطن ، فال شيء جدير بالشكر فيو

: نحو فولو :أفعاؿ التمني / ك

األلسنة لو منحونا

ساعة كاحدة كل سنة لو سالمونا

فسحة الوقت بضيق األمكنة لو كىبونا

.. يوما لنا لو غفركا

! حسنة إذا ارتكبنا

معتقال لمصنعلو قلبوا

مشنقة بماكنة كاستبدلوا

السجن إلى مدرسة لو حولوا

ككل أكراؽ الوشايات إلى دفاتر ملونة

كطنا... سوؽ الجوارم لو جعلوا)...(

(552ص ) الريؽ إلى مواطنة كحولوا

: نحو قولو :أفعاؿ السخط / ز

ال- 1ت

كفى

جزيالشكرا

(297ص ) إال للركوب ال تصلح ىذه األشياء

الفصل الثاني أفعال الكالم

65

يا موالنا ؟أم حقوؽ- 2ت

: كل مطاعم دنيانا سل

! ىل فيها أسد مسلوؽ ؟

؟ أم حقوؽ

كل لمصير مخلوؽ

في الغابة يعربد النمر

(512ص ) في السوؽيعلق كالكبش

: نحو قولو :أفعاؿ التحسر / ح

؟ىل اكتفى- 1ت

..كا أسفا

(396ص ) لم يكتف النظاـ

! منو ، عليو ، دكنو ، فيو ، بو يا لألسى- 2ت

كم ىو أمر شاؽ

(446ص ) أف أحمل العراؽ

: نحو قولو :أفعاؿ اإلعتذار / ط

يعتذر كمثلي ليس معذرةيا قدس - 1ت

يد في ما جرل فاألمر ما أمركامالي

(36ص ) كأنا ضعيف ليس لي أثر

معذرة.. يا قدس يا سيدتي - 2ت

فليس لي يداف

الفصل الثاني أفعال الكالم

66

كليس لي أسلحة

كليس لي ميداف

(53ص ) لسافأملكو كل الذم

: نحو قولو :أفعاؿ الفشل / م

!ما الشعوب ؟ - 1ت

قلبي أسكنتو أىي الشيء الذم

بو رعبي كأرعبت

فإذا كل الماليين (...)

في ساعة الحربحبت

على جثة حبي

في الجيوب كاستقرت

جيب طاغت لعبة

(297ص ) ! أك جيب طاغوت لعوب

الوالي لو قطعة إعالف جهاد قذؼ- 2ت

: بتقليب السؤاؿ منشغال عنيي فارتمى

ىل نسميو صالح الدين

(385ص ) . أـ ندعوه قعقاعا

الفصل الثاني أفعال الكالم

67

: األفعاؿ اإلخبارية - 2

ىي أفعاؿ كعبارات تصف الوقائع كاألحداث في العالم الخارجي بكل أمانة ، كىذا بتوفر شرط القصد فػي اإلبالغ )) :كمن ىذه األفعاؿ في الديواف . (1)((

: نحو قولو :أفعاؿ اإلخبار عن كاقع مضى - أ

من حظيرة البقر فػر الثور - 1ت

ر الثور ؼ

العجوؿ في الحظيرة فثارت

فرار قائد المسيرة تبكي

على األثر شكيلت ك

كمؤتمر.. محكمة

قضاء كقدر : قاؿ فقائل

لقد كفر: كقائل

إلى سقر : كقائل

فرصة أخيرةامنحوه: كبعضهم قاؿ

للحظيرة يعود لعلو

كفي ختاـ المؤتمر

شعيره جمدكاك.. مربطو تقاسموا

حادثة مثيرةكقعت كبعد عاـ ،

.224، ص '' بوابات النور '' خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي : ينظر ( 1)

الفصل الثاني أفعال الكالم

68

الثوريرجع لم

( 24ص ) ! كراءه الحظيرة ذىبت كلكن

، كأثر 1978يعرض ىذا التركيب كاقعة تاريخية ، كىي عقد إتفاقية كامب ديفيد للسالـ بين مصر كإسرائيل عاـ ىذه المعاىدة على كحدة الصف العربي ، فالتركيب كامال لو قيمة تداكلية تبرز في ترتيب األحداث كعرضها بأمانة ، مع : االىتماـ بالجانب اإلبداعي الفنيي ، ألف النص أدبي كليس كثيقة تاريخية ، كمع ىذا فالشاعر يهتم بتفاصيل الحدث منها

فالمتلقي يجد نفسو أماـ ىذه التراكيب ككأنو يعايش . الحزف الذم عم الوطن العربي ، عقد قمة ، تباين مواقف الحكاـ .كمن ثم تكوف ىذه األفعاؿ قد كفيقت كحققت غرضها اإلنجازم. أحداثها بكامل تفاصيلها

:كمن ىذه األفعاؿ أيضا قولو

ما ىو رأيك في الماشين- 2ت

(رابين) من خلف جنازة

األجر على عادتهم طلبوا

ذىبوا كلقد

.. عادكا كلقد

(448ص ) ! مأجورين

: نحو قولو :أفعاؿ اإلخبار عن الواقع الحاضر - ب

الكلب عليناتطلقأمريكا - 1ت

! نستنجد كبها من كلبها

من الكلب لتنجينا النار تطلق أمريكا

! نستشهدلكننا .. كلبها فينجو

كلكن .. الكلب تبعد أمريكا

(298ص ) ! تقعد بدال منو علينا

الفصل الثاني أفعال الكالم

69

:األفعاؿ اإليقاعية - 3

ىي أفعاؿ تتحدد داللتها بمجرد النطق بها ، ألف إيقاع الفعل يوحي بالداللة المقصودة ، كمن شركط ىذه األفعاؿ ))الخ كمما كرد ... (1)((الدعاء ، القسم ، الشكر : نسبتها إلػى المتكلم ، كزمنها الحاضر أك المستقبل في نحو أفعاؿ

:منها في الديواف من الشواىد ما يلي

: نحو قولو :أفعاؿ اإلدراؾ كاليقين - أ

أدرمأجل .. أدرم- 1ت

كأحبس األشعار

(15ص ) أخشى من األنياب كاألظفار

أنا مجنوف ؟- 2ت

أدرم أجل

(123ص ) أف أشعارم جنوف أدرم ك

: نحو قولو :أفعاؿ الشك كاليقين - ب

لشدة القهر أكاد- 1ت

القهر في أكطاننا أظن

(28ص ) يشكو من القهر

كل عين حدقت بي - 2ت

ا تنوم اصطيادم خلتو

كل كف لوحت لي

(403ص ) تنوم اقتيادمخلتها

.219، ص '' بوابات النور '' خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي ( 1)

الفصل الثاني أفعال الكالم

70

: نحو قولو :أفعاؿ التحدم - ج

أمر الوالي بإعدامي- 1ت

لم أصفيق ألنيي

عندما مر

كلم أىتف

(13ص ) مكاني كلم أبرح

صهوة الشعر أسويمك- 2ت

لصفي الفقراء الشرفاءانحاز ك

(245ص ) في التحديم أغالي ك

يا تيار تقدـ : أصرخ- 3ت

(528ص ) لن أنهار كلن أىتز

تظهر ىذه األفعاؿ جانبا آخر من جوانب شخصية الشاعر ، فهو الجرمء ، الشجاع ، المتمرد على سلطة الحاكم يرفض أف يحمل دفا كطبال كيغني لحياة الحاكم (1ت)كىو ما تعكسو ىذه التراكيب ففي . الخارج عن سرب المهللين لو

على التحدم ، ككذا قناعة راسخة بأف الشعر ( أسويم ، أنحاز ، أغالي)تحيل األفعاؿ (2ت)فذلك ما ال يرضاه لنفسو كفي سالح المستضعفين في كجو الطغاة ، لذا لجأ المتكلم إليو ، كاعدا بأف يجعل شعره منبرا تطل منو أصوات المضطهدين

.عبر امتداد الوطن العربي

.لن يهتز كلن ينهار. حين تعلو نبرة الجرأة ، صارخا في كجو الطغياف ، معلنا بكل شجاعة أنو (3ت)كاألمر ذاتو في

كلهذه األفعاؿ قيم تداكلية ، منها إحداث اإلعجاب في نفس المخاطب بهذه الشجاعة كالجرأة ، ال سيما إف كاف خائفا من .بطش الحاكم كالنظاـ ، ما يبعث فيو قوة كرغبة للتحديم كذلك

كما أف ىذه األفعاؿ لها تأثيرىا السريع على نفس المخاطب ، كإحداث التغيير في مواقفو كأفكاره ، كىذا ما يهدؼ إليو . باستدراجو إلى موقفو. المتكلم

الفصل الثاني أفعال الكالم

71

: نحو قولو :أفعاؿ العتاب - د

يا كطني

على مالمحيضقت

في فلبي فصرت

لي عقوبة ككنت

(37ص ) سواؾ من ذنبلم أقترؼكإنني

مخالفة لشركط األفعاؿ اإليقاعية ، من نسبتها إلى المتكلم كزمنها الحاضر أك (ضقت ، صرت ، كنت)تظهر األفعاؿ المستقبل ، لكن المخاطب يستدؿ على محصولها الداللي كىو العتاب كاللـو ، كلجوء المتكلم إلى ىذا األسلوب

ا الثمالة ، كلكنو لم يػلق منو : التعبيرم لغرض تثبيت المعنى كتقويتو فهو يصف حاؿ نفسو العاشق لوطنو ، المحب لو حدغير اإلىانة لذا فهو يمثيل الوطن في صورة شخص ، كيعاتبو على أفعاؿ محققة صادرة عنو ، كفي ىذا حجة عليو ألف مقاـ

تكثيفا لداللة (لم أقترؼ)كيتدرج الشاعر في عرض حاؿ نفسو في قولو . اللـو يقتضي أف يكوف الفعل صادرا عن من يالـكتتحقق إنجازية الفعل في التأثير على مشاعر المخاطب ، فيتعاطف مع . ألنو لم يقترؼ من ذنب سول حب الوطن: اللـو

.المتكلم كيؤيده في موقفو

: نحو قولو :أفعاؿ القسم - ىػ

ال تسلني - 1ت

(212ص ) باهلل أنيي قسما

لست أدرم بمواعيدم

باهلل الصمد أقسم- 2ت

ككالد كما كلد

(284ص ) ككل ما في الدين كالدنيا كرد

ىذه األفعاؿ حين تلفظ تبرز إنجازيتها في تقوية داللة العبارة اللغوية ، ما يحدث تأثيرا في نفس المخاطب ، السيما .أنها أفعاؿ مرتبطة باالعتقادات المشتركة بين المتكلم كالمخاطب ، ذلك أف نطقها يؤشر على صدؽ المتكلم

الفصل الثاني أفعال الكالم

72

يتضافر القسم مع استحضار النص القرآني ، ما يكوف لو كقع قوم على المخاطب ، كإحداث التأثير السريع (2ت)ففي .فيو ، ليقتنع بموقف المتكلم كيستسلم لو ، ألف في ذلك حجة ال يستطيع المخاطب االعتراض عليها

: نحو قولو :أفعاؿ الرأم - ك

نار العارأبصرت - 1ت

(105ص ) ناشبة بأردية الغفاة

قبرم أرلك- 2ت

مثل قصائد شعرم

ملك الموت يجر جركحي أرل ك

أبد الدىر

(180ص ) ! ما بين نظاـت كنظاـ

على قناعة ترسخت لدل المتكلم ، ليعرضها على المخاطب الستمالتو : يحيل المحصوؿ الداللي لهذه األفعاؿ .لموقفو كإقناعو بو

إذ ىو رأل ما غفل عنو غيره ، رأل الظلم كالقمع كاإلستعباد ، كألنو شاعر حر صاحب . (1ت)كىو ما يظهر في .رسالة ، رأل من كاجبو أف ينبيو الشعوب التي غفلت عن مأساتها كظنت أنها تحيا حياة اإلنسانية

: نحو قولو :أفعاؿ اإلقرار - ز

رحمة اهلل على قلبك يا أنثى

اعتذارا أبدمكال

كلكن .. الحب أعرؼ

في األمر اختياراأملك أكنلم

بأشعارم على كجد الحيارل لتنزلت)...(

مثلما ينحل غيم في الصحارم

الفصل الثاني أفعال الكالم

73

يراع السيحر في النحرألغمدت ك

البحارا ألشعلت ك

الحجاراألنطقت ك

بجيبي ' امرأ القيس ' لخبأت ك

(333/334ص ) !' نزارا ' أللغيت ك

كما ىو خفي عن المخاطب الذم يحاكؿ أف . تشترؾ أفعاؿ ىذه التراكيب باإلقرار بما يختلج في صدر الشاعرمن داللة التوكيد ، التي (الالـ)فتتالى األفعاؿ بالعطف يحيل إلى تنوع األحداث كتجددىا ، مع ما يضيفو تكرار . يعرفو

.توحي للمخاطب صدؽ ما يلقى إليو

توالي : خاصة كأف المخاطب إمرأة تلـو الشاعر إلىمالو إياىا كمعاتبتها لو بسبب الجفاء فالسياؽ يتطلب ىذه العناصر األفعاؿ يشير إلى ما يمكن أف ينجز ، كالتوكيد إلقناع المخاطب كونو مشككا بصدؽ الشاعر ، كحينما يرسل الشاعر ىذه

.األفعاؿ أنما يقصد استمالة المخاطب إلى موقفو ، كونو ال خيار لو في األمر بل ىو مجبر بسبب معاناتو لمعاناة الوطن

: نحو قولو :أفعاؿ اللعن - ح

كل كلمة لعنت- 1ت

كل شاعرلعنت)...(

نياـ فوؽ الجمل الندية الوثيرة

(93ص ) كشعبو يناـ في المقابر

(..أيها الشعب المجيد)- 2ت

اهلل على مجدؾ ىذالعنة

كعلى المجد التليد

(425ص ) أم مجد يا بليد

الفصل الثاني أفعال الكالم

74

تتكرر ىذه األفعاؿ في الديواف بكثرة ، لتؤشر إلى حاالت نفسية تجتاح الشاعر ، فهو المتمرد على سلطة الحاكم الساخط على المثقفين الذين ال يكشفوف الحقائق لشعوبهم ، بل يتواطؤكف مع الحاكم على تزييفها ، الغاضب من ىذه

كىذا ما يظهر في التركيبين حيث . الشعوب التي تقاد كاألنعاـ ، لذا ىو ال يتردد في لعنهم جميعا كلما سنحت لو الفرصة : ىو

يلعن الشعر كالشعراء ؛ إذ في زمن الهزائم كالنكبات ، حولوا أقالمهم ككلماتهم صوب الغزؿ ، كراحوا (1ت)في .يتنافسوف في قوؿ شعر ال يمت بصلة للحاضر المؤلم ، ككأنهم يعيشوف في زماف غير زماف المآسي كالهزائم

يبلغ ذركة الغضب ؛ إذ ىو يستنكر على الشعوب العربية ىذا الغباء ، ككيف لها أف تصدؽ بأف لها (2ت)كفي .مجدا حيث ينكر عليها ىذا التصديق ، ألنو ال مجد لها ، بل ىي كذبة يراد منها تطويع ىذه الشعوب ال غير

كتداكليا ؛ ىذه األفعاؿ عند إطالقها تحدث تأثيرا قويا على نفس المخاطب ، لما لها من كقع فعاؿ على أذف السامع ما يجعلو يقف إزاء الخطاب متأميال قصود المتكلم ، باحثا عن دكاعي غضبو ، كفي ىذا استدراج لو إلقناعو بالحكم

.المعركض عليو كاإلقباؿ دكف تردد

: نحو قولو :أفعاؿ الوصية - ط

أيها الكاتب ذك الكف النظيفة-

بتبييض مجالت الخليفةال تسويدىا

أين أمضي -

كىو في حوزتو كل صفيحة ؟

للحائطإمض-

... بالطباشير كبالفحم اكتب ك

!كىل تشبعني ىذم الوظيفة ؟ -

... أنا مضطر ألف آكل خبزا

بجيفةكال تفطر.. الصـو كاصل-

أنا إنساف كأحتاج إلى كسب رغيفي

الفصل الثاني أفعال الكالم

75

بالقتل رغيفومن يكسبليس باإلنساف -

برغيفت من يتقول قاتل

! من جلد الجماىير الضعيفة قص

كل حرؼ في مجالت الخليفة

جرحايفتح ليس إال خنجرا

! الشعب نزيفو يدفع

ال تقيديني بأسالؾ الشعارات السخيفة-

أنا لم أمدح كلم أردح

قدك- لم تقدح كلم تػنػ

(539ص ) كلم تشرح كلم تكشف

تتميز أفعاؿ ىذا النص في اشتراكها في داللة النصح كالتوجيو ، ألف المقاـ يستدعي ذلك ، فالشاعر في حواره مع كما تتميز بو أفعاؿ النص . أقرانو من الشعراء كالكتاب يقـو بدكر الناصيح الموصي ، الحريص على شرؼ الشعر كالقلم

مخالفتها لشركط األفعاؿ اإليقاعية ؛ من نسبتها للمتكلم كزمنها الحاضر أك المستقبل ، إال أف مدلولها يتحقق في الوجود .بمجرد تلفظها

كلجأ إلى (الخ...أرل ، أنصح ، أكجيو ، أذكير ، أنبيو ، أحذير )فالشاعر تجاكز التلفظ بأفعاؿ النصح المباشرة نحو األمر كالنهي كالنفي كفي تظافر ىذه األساليب التعبيرية ، حمل للمخاطب على اإللتزاـ بما يدعوه إليو المتكلم ، كأنو ليس

لو أف يقبل أك يرفض ، بل ملـز بتنفيذ توجيهات كتوصيات الشاعر ، كفي ىذا تبرز غيرة الشاعر على مصداقية الشعر ، فهو .رسالة قبل أف يكوف تكسسبان

كقد جعل من الحوار الدائر بينهما حجة عليو ؛ إذ فيو داللة ضمنية تحيل إلى أف المتكلم ، يدرؾ جيدا ما يساكر ذىن مخاطبو من تساؤالت كمبررات كاعتراضات ، جاعال لكل منها جوابا ، ردا بذلك على كل ذريعة ، قد يحاججو بها

.مع توظيف القيم األخالقية إلدانة أفعالهم ، فهي حجج ال يمكن إزاءىا االعتراض أك الرفض. المخاطب

الفصل الثاني أفعال الكالم

76

كما كاف للطلب بصيغة األمر كالنهي قيمتو التداكلية ؛ فالمتكلم يرسل طلباتو من باب االستعالء كاإللزاـ ، كليس كيتكثف المعنى أكثر مع أسلوب النفي ، إذ فيو إلحاح على التقيد كاإللتزاـ . للمخاطب أف يرفض تنفيذ ىذه الطلبات

.بالنصائح

كتداكليا ؛ يمكن القوؿ رغم أف المقاـ للنصح ، إال أف تعصب الشاعر للقيم اإلنسانية ، كإيمانو المطلق أف الشعر حامل لواء الدفاع عنها ، جعل منو ال يتوانى في إطالؽ نصائحو بهذا اإللزاـ كاالستعالء ، كال يتودد إلى مخاطبيو بتوجيهاتو

كىذا ما يحدث التأثير في النفوس ، كحصوؿ . ، كذلك إدانو لهم على أفعالهم كإمعانا في الحطي من قيمتهم أماـ ضمائرىم .اإلقناع من قبل المخاطب

: نحو قولو :أفعاؿ الدعاء - م

يا ربنا - 1ت

(159ص ) علينا الموت كالسلولأنزؿ

يا اهلل إحفظو- 2ت

(404ص ) لم يبقى لي إال ق

متضمنة لداللة الدعاء ، كيستدؿ المخاطب على ىذه الداللة بسرعة من سياؽ العبارة (أنزؿ ، إحفظو)ىذه األفعاؿ .كمالبسات الحديث. اللغوية

كالدعاء يؤشر لحاالت نفسية تعم نفس المتكلم ، فيلجأ إلى اهلل طالبا العوف كالغوث كالثبات في موقفو ، كىو ما . يظهر جانبا من شخصية المتكلم ، المتدين ، المقبل على اهلل

الفصل الثاني أفعال الكالم

77

: األفعاؿ الطلبية- 4

األفعاؿ الدالة على الطلب من دكف اشتراط صيغة لها ، ذلك أف للطلب صيغ متعددة كغرضها اإلنجازم ))تضم كل ، كمن (1)((ىو حمل المخاطب على فعل شيء ما أك اإلخبار عن شيء ما ، فهي أفعاؿ تؤثر في سلوؾ كأفكار المخاطب

: صيغها في الديواف

: نحو قولو :أفعاؿ الطلب بصيغة الماضي - أ

فوقنا عشرين عاما جلستم ىا قد

انفتقتم نفطنا حتى بلعتم ك

سكرتمدمنا حتى شربتم ك

(239ص ) شبعتم ثأركم حتى أخذتم ك

إلى الطلب كيبرز البعد التداكلي في (جلستم ، بلعتم ، انفتقتم ، شربتم ، سكرتم ، أخذتم ، شبعتم)تشير األفعاؿ (جلستم)ىذا التركيب في التفصيل المقصود من الشاعر ، ليحدث تأثيرا في السامع كمن ثم يستجيب للطلب ، فالفعل

من (فوؽ)يثير في ذىن السامع مدة بقاء الحكاـ في السلطة ، باإلضافة ما توحي بو (فوقنا عشرين عاما)مع العبارة (بلعتم ، انفتقتم)أف لكم أف تغييركا ىذا الحاؿ الذم استداـ ، كذات األمر في األفعاؿ : االستعالء ككأف الشاعر يقوؿ

شربتم ، سكرتم )ثركاتكم استنزفت كنهبت ، فانهضوا السترجاع ما سلب منكم كأيضا مع األفعاؿ : ككأف لساف حالو يقوؿ .فهو يطلب من الشعوب العربية أف تترؾ خوفها جانبا (، أخذتم شبعتم

فالتركيب إذا ما كضع في سياؽ كركده ، ىو حوار بين الشاعر كالحكاـ ، استخدـ فيو الحوار لغرض إقناع السامع :ليستجيب لطلبو كيتأكد الطلب أكثر في قولو

! ؟ تنهضوا أفما آف لكم أف

كىي القيمة . بأف يغييركا كاقعهم– الشعوب العربية –فهنا طلب صريح للحكاـ بأف يرحلوا ، كطلب آخر ضمني للسامع .التداكلية للتركيب بكاملو

.222، ص '' بوابات النور '' خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي ( 1)

الفصل الثاني أفعال الكالم

78

: نحو قولو :أفعاؿ الطلب بصيغة األمر - ب

ال تطلق الصوت سدل - 1ت

الشيء ىذا ال ينادل بفم

اليداارفع جناح الفم كفاخفض

صفعا سيئااصفعو

دبغا جييداادبغو ك

طبالاجعلو ك

الشكول عصااجعل ك

عندئذ

(573ص ) يمكن أف تسمع للشكول صدل ؟

..إنهضوا- 2ت

آف لهذا الحاكم المنفوش مثل الديك

أف يشبع نفشا

الحاكم نهشاإنهشوا

من صولجاف الحكم رفشااصنعوا ك

القبر عميقااحفركا ك

(327ص ) ! الكراسي نعشا اجعلوا ك

ما يميز أفعاؿ الطلب بصيغة األمر ، كركدىا بكثرة في الديواف ، كىذا يعرض لنا جانبا آخر في شخصية الشاعر ، فهو الوصي كالقييم على مصالح الشعوب ، لذلك ال يتخلف في كل مرة عن استنهاضها كحثها لترعى حقوقها بنفسها ،

.خاصة كأنو يرل فيها شعوبا خاضعة لم تبلغ بعد الرشد ، كألجل ىذا سخر قلمو كشعره

الفصل الثاني أفعال الكالم

79

: نحو قولو :أفعاؿ الطلب بصيغة المضارع - ج

الحكاـ تحمللقد سواىما كي - 1ت

ألدنى قدميك.. من أعلى الكراسي

من أكتافهم تأكل كلكي

ما أكلوا من كتفيك

بالسوط على أجسادىم تكتب كلكي

(445ص ) ملحمة

الفصل الثاني أفعال الكالم

80

:األفعاؿ اإللتزامية - 5

أفعاؿ يلتـز بمقتضاىا المتكلم أماـ المخاطب بإنجاز فعل ما ، في الحاضر اك المستقبل ، بشرط إخالص ))ىي :الوعد كالتعهد كمن شواىدىا : كمنها أفعاؿ (1)((النية كالقصد كامتالؾ المقدرة على اإلنجاز

: نحو قولو :أفعاؿ الوعد - أ

يمكنكم أف تشتركا

كل قطرة.. بالماؿ

لكن يراعي الذم

يشرب منيي حبره

صرختيسوؼ يبث

في صمت كل قطرة

الصدلكسوؼ ينهض

بكل ذرة.. منها

كصوت كل ذرة

(524ص ) ثورةسوؼ يكوف

.يطلق الشاعر عبر ىذه التراكيب كعودا ، كيلتـز بها أماـ مخاطبو ؛ كىذا إيمانا منو بقدرة شعره على إحداث التغيير

فإذا كاف الحاكم العربي يشترم ذمم الشعراء بالعطاء ، فهو يلتـز بأف يكوف قلمو كحده حرا شريفا ، يبث صرخاتو ، حتى كالمتكلم في إطالقو لوعوده ، متأكد . تجد ىذه الصرخات صدل في نفوس الشعوب العربية ، فتنهض إلحداث التغيير

من تحققها ، لتوفر شركط ذلك ألف المظالم كثيرة كإذالؿ الشعوب بلغ قمة االستعباد ، كفي مقابل ذلك الشعوب بدأ . يديب في نفوسها الوعي السياسي بفعل التعليم ككذلك ما أحدثتو العولمة من تغييرات ثقافية كفكرية في حياة الشعوب كافة

.226، ص '' بوابات النور '' خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي ( 1)

الفصل الثاني أفعال الكالم

81

فكانت بداية الثورة بالكلمات كانتهت . كىو ما يظهر بوضوح في عصرنا ، من ثورات كانتفاضات في كل بلد عربي .باألفعاؿ

كتداكليا ؛ الشاعر انطلق من مرجعية تاريخية تؤكد على ما كعد بو ، حيث كل الديكتاتوريات كلدت عبر مراحل التاريخ .ثورات انتهت بإسقاطها كمحاسبة كل أركانها ، كبالطبع فالشعوب العربية لن تبق مستسلمة أبد الدىر لحالة الرؽي كالعبودية

:ككذلك في نحو قولو

كأللفى كل فصل دمومي

: دكما بفقرة ينتهي

الحاكم يسقط

(153ص ) ! يعيشكالشعوب ..

كفي ىذا إنذار للحكاـ الطغاة ؛ بأف الدماء التي تسيل ، كالشعوب المغلوبة على أمرىا البد أف تستفيق من غفوتها .السترداد الذات كالوطن من عبودية مهما طاؿ أمدىا

.كالمتكلم دكما يلجأ للحجة التاريخية ، التي ال يجد إزاءىا المخاطب إال االستسالـ كالرضوخ لموقف المتكلم

الفصل الثاني أفعال الكالم

82

II - الفتات '' صيغ تركيب األفعاؿ الكالمية في ديواف '':

من الوقوؼ على أىم خصائص األفعاؿ الكالمية فيو ، إذ إنها تنوعت في تراكيبها '' الفتات '' مكنت دراسة ديواف حيث تتجانس فيما بينها حينا ، كتختلف حينا آخر ، كما ترد بعض األفعاؿ مصحوبة ببعض اللواحق أك القول اإلنجازية

: دكف أخرل ، كمن أىم ىذه الخصائص ما يلي

يقع االختالؼ بينها ، عندما يتم التركيب بين أفعاؿ كالمية عدة مختلفة ، كىو أمر مرتبط : اختالؼ األفعاؿ الكالمية - 1تركيب اإلنشاء : كيظهر تركيب األفعاؿ الكالمية المختلفة في الديواف على النحو اآلتي . بالجانب التداكلي الستعماؿ اللغة

.على الخبر ، كتركيب الخبر على اإلنشاء ، أك تركيب كل منهما على مثالو

: من أشكالو :تركيب اإلنشاء على الخبر - أ

: نحو قولو :أف يبنى فعل طلبي على تعبيرم -

أنا لن أنافق: كمقالتي

حتى كلو كضعوا بكفيي

المغارب كالمشارؽ

يا دافنين رؤكسكم مثل النعاـ

تنعموا

كتنقلوا بين المبادئ كاللقالق

(107ص ) كدعوا البطولة لي أنا

في التركيب انتقاؿ الخبر إلى اإلنشاء ، إلقناع المخاطب كتغيير حالو بحاؿ مقصودة ، ثم انتقاؿ من أفعاؿ تعبيرية فاألفعاؿ التعبيرية كردت . كبالتالي إذعانو للمتكلم. إلى فعل طلبي بقصد من المتكلم إلقناع المخاطب بموقفو من الخطاب

إذ ىو انتقاؿ من التصريح المباشر (تنقلوا/ تنعموا )كبأسلوب اإلنشاء في (حتى كلو كضعوا/ لن أنافق )بأسلوب الخبر في كذلك تأكيدا (دعوا)بازدرائو للمخاطب إلى التلميح باحتقاره لو بما يعرضو من تشبيو بالنعاـ كاللقالق ، ليرسل الطلب في

على قوة مذىبو ، فهذا التنوع يضفي حركة على الخطاب متناغمة مع حركية مشاعر المتكلم ، كىو كفيل بجعل المخاطب .يذعن لما يػلقى عليو كيغير موقفو كأفكاره

الفصل الثاني أفعال الكالم

83

: نحو قولو :أف يبنى فعل طلبي على آخر إخبارم -

إنهم قد جنحوا للسلم

فاجنح للذخائر

ليعود الوطن المنفي منصورا

(87ص ) إلى أرض الوطن

معلال طلبو إلقناع مخاطبو كىو ملمح تداكلي (قد جنحوا)على الفعل اإلخبارم (فاجنح)يبني الشاعر الفعل الطلبي .بارز ، إذ يعلل كل طلب يرسلو لمخاطبو إلقناعو كاستمالتو

: نحو قولو :أف يبنى فعل طلبي على آخر إيقاعي -

أنا لن أعود

فأحرقي في غربتي سفني

كارمي القلوع

كسميرم فوؽ اللقاء عقارب الزمن

كخذم فؤادم

(170ص ) ! إف رضيت بقلة الثمن

فيو تأكيد (لن أعود)، كبنائها على الفعل اإليقاعي (أحرقي ، ارمي ، سميرم ، خذم)تتالي عطف األفعاؿ الطلبية حرؽ : لموقف الشاعر كإلحاح عليو ، كذلك تحقيقا إلحداث التأثير في المخاطب ؛ فالشاعر يعلن قراره بعدـ العودة طالبا

السفن ، كرمي القلوع ، كتثبيت زمن اللقاء األخير ، كأخذ فؤاده منو ، كفي ىذا نقل ألحاسيس تجيش في صدره ، السيما أنو كاف ثمال بنشوة العودة إلى الوطن ؛ لكن الوطن يأبى عودتو كيرفض احتضانو ، ما أحدث انتكاسة في نفس الشاعر

.ليعلن عن طوؿ أمد غربتو

: من أشكالو في الديواف :تركيب الخبر على اإلنشاء - ب

: نحو قولو :أف يبنى فعل إلتزامي على آخر تعبيرم -

الفصل الثاني أفعال الكالم

84

!حتفي : كسميها يا قارئي

منتحرا بخنجر الحرؼ.. كسميني

ألنني ، في زمن الزيف

... كالعيش بالمزمار كالدسؼ

كشفت صدرم دفترا

(5ص )!بالسيف ... كفوقو كتبت ىذا الشعر

تخرج من الطلب إلى األفعاؿ التعبيرية ، إذ ىي تحيل إلى أحاسيس الغضب كالنقمة (سميني/ سميها )أفعاؿ األمر في من مخاطب خائف مستسلم من قبل متكلم جرمء مندفع ، حيث إنو يلتـز بجعل شعره سالحا ، كألف الوعد كاإللتزاـ

التي تدؿ على الماضي ، لها بعدىا التداكلي ، ذلك أف (كتبت/ كشفت )فإف صيغة األفعاؿ . يكوف للحاؿ أك المستقبلالمتكلم يريد أف يثبت أف كعده قد تحقق كأنو غير متردد في تنفيذ ما يقولو ، ردا على شكوؾ قد تساكر ذىن المخاطب ؛

.ما يحدث تأثيرا في المخاطب كإقناعو بموقف المتكلم

فاالنتقاؿ من أسلوب اإلنشاء إلى الخبر كمن فعل تعبيرم إلى فعل التزامي فيو استدراج لنفس المخاطب كدفع ما .يتردد في ذىنو من حكم

: نحو قولو :أف يبنى فعل إخبارم على آخر طلبي -

ال تندىش

في أكطاننا '' القانوف '' من يملك

(10ص ) ! ىو الذم يملك حق عزفو

فالمخاطب يستدؿ بها إلى كجود (يملك حق عزفو)إشارة من المتكلم إلى غياب دكلة القانوف ، السيما في عبارة .من ىو فوؽ القانوف

: نحو قولو :أف يبنى فعل إلتزامي على آخر طلبي -

سلوا األرض

الفصل الثاني أفعال الكالم

85

! عن مبدإ الزلزلة

سلوا عن جنوني ضمير الشتاء

أنا الغيمة المثقلة

إذا أجهشت بالبكاء

فإف الصواعق

( 57ص ) في دمعها مرسلة

يتضمن التركيب إحالة خارجية لها بعدىا التداكلي ، إذ المتكلم يحيل المخاطب إلى مظاىر الطبيعة ، استدراجا لو يعطي للمتكلم قوة (أنا الغيمة المثقلة)كطلبا إلقناعو ، كما أف تظافر التشبيهات المرسلة فيما بينها ، مع الوصف في قولو

.، إلطالؽ كعوده كإذ ذاؾ يصبح المخاطب أماـ مشهد عناصره متكاملة ، ال يستطيع إزاءه مخالفة المتكلم

: نحو قولو :أف يبنى فعل إخبارم على إيقاعي -

كيا نصره.. يا كعد اهلل

.. كيف ستسلم ىذم الجرة

ما داـ اإلنساف لدينا

( 66ص ) يولد يحمل قبره

: نحو قولو :أف يبنى فعل تعبيرم على آخر طلبي -

إذا الضحايا سئلت

بأم ذنب قتلت ؟

: النتفضت أشالؤىا كجلجلت

بذنب شعب مخلص

( 103ص ) لقائد عميل

الفصل الثاني أفعال الكالم

86

طلب من المتكلم للمخاطب بأف يلتفت إلى ضحايا الوطن (بأم ذنب قتلت ؟)االستفهاـ اإلنكارم في قولو كيستمع إلى أناتهػم السيما أنو كاحد منهم ، إنها دعوة لاللتفات إلى النفوس المتألمة في صمت ، كاإلجابة باألفعاؿ

كما أف لجوء المتكلم إلى النص القرآني فيو حجة على . التعبيرية يشير إلى تطابق بناء التراكيب مع أحاسيس المتكلم .المخاطب ، كونو يتقاسم ذات االعتقاد الديني معو ، ما يكفل إقبالو على الخطاب كإجابة المتكلم دكف تردد

: نحو قولو :أف يبنى فعل إخبارم على آخر تعبيرم -

نافق

فإف الجهل أف تهوم

(107ص ) ليرقى فوؽ جثتك المنافق

في التركيب ، خركج األمر من صيغتو الدالة على الطلب إلى الداللة على التحقير ، كىو إذ ذاؾ يصبح فعال تعبيريا مسديا نصيحة ممزكجة بنبرة . ينقل أحاسيس المتكلم تجاه من يسارعوف إلى تحقيق مكاسب شخصية بالنفاؽ كالكذب

.السخرية

لهذا التركيب قيم تداكلية تظهر خصوصا في الخبر المؤكد ؛ حيث يعمد المتكلم إلى :تركيب الخبر على الخبر - جاستنهاص ىمم مخاطبيو ، كحثيهم على التغيير من كاقعهم ، كذلك تنبيها لهم على غفلتهم ، كدفعهم لكسر حاجز الخوؼ

.الذم يتملك نفوسهم ، كبياف الحقائق المغيبة عنهم

إذ تركيب الخبر على الخبر ؛ ىو حجة على المخاطب ، لما يرسمو من مشاىد تشخيصية لحياة المواطن في أكطاف :كمن أشكالو في الديواف . تنتهك قيم المواطنة كاإلنسانية لتستعيد زمن الرؽ كالعبودية

: نحو قولو :أف يبنى فعل إخبارم على آخر تعبيرم -

أنا شاعر حر أعاني

من حرقة اآلباء أقتبس المعاني

كمداد أشعارم تقاطر

(105ص ) من دموع األمهات

الفصل الثاني أفعال الكالم

87

في التركيب تبرز قيم تداكلية تظهر في االنتقاؿ من الجملة االسمية إلى الجملة الفعلية ؛ أشار بالجملة االسمية إلى كونو شاعرا حرا لما تحملو من داللة الثبات كاالستمرارية في موقفو الذم ال يتبدؿ ، ثم بالجملة الفعلية أخبر عن معاناتو ،

.لما تحيل عليو من حدكث الحدث كتجدده الدائم فمعاناتو متجددة لتجدد الظلم كتزايد شدتو من حين آلخر

كالداؿ على التخصيص ، ككذا العطف بين الجملتين الفعلتين تكثيف (من حرقة اآلباء)كما كاف لتقديم متعلقات الفعل .حيث إف معاناة المتكلم أكبر منو ألنها طالت األىل أيضا كمنها كما يخبر يستلهم شعره. لداللة المعاناة

: نحو قولو :أف يبنى فعل إلتزامي على آخر إيقاعي -

كإنني أدرم بأف الموت سابق

( 108ص ) لكنما سيظل رأسي عاليا أبدا

: نحو قولو :أف يبنى فعل تعبيرم على آخر إخبارم -

النار ال تنطق إال لهبا

إف خنقوىا بالحطب

كإنني مختنق

(492ص ) ! حد التهامي غضبي

: نحو قولو :أف يبنى فعل إلتزامي على آخر إخبارم -

فإذا أفاقوا للحياة - 1ت

( 105ص ) ستحتفي بهم الحياة

فإذا ما أصبح العيش- 2ت

قرينا للمنايا

فسيغدك الشعب لغما

( 163ص ) !كستغدكف شظايا ..

إنني من أجل ىذا اليـو- 3ت

الفصل الثاني أفعال الكالم

88

خبأت البدكر

كامن ثأرم بأعماؽ الثرل

(437ص ) كغدا سوؼ يرل كل الورل

كتأكيدا منو على تحقق . في ىذه التراكيب يرسل الشاعر كعودا لمخاطبيو ، بناءن على اعتقادات يتقاسمها معهم .كعوده

يعد المتكلم مخاطبيو أنهم متى استفاقوا من غفلتهم ، فالحياة ستقبل عليهم ، كيطلق كعده بناء على (1ت)ففي .سنن الحياة ، ألف كل من يطلب الحياة الكريمة كسعى في طلبها ال بد كأف يتحقق مسعاه

إذ ىو تحدير ككعيد للحاكم ، ألف العيش المقترف بالموت ككذا العيش في ظل اإلستعباد (2ت)كاألمر نفسو في .كإىدار الكرامة ، إنما ىو بذرة لميالد الثورة ، كفي ىذا يستند الشاعر إلى كقائع التاريخ التي تؤكد مذىبو

: نحو قولو :أف يبنى فعل تعبيرم على آخر إيقاعي -

أبصرت نار العار

ناشبة بأردية الغفاة

( 105ص )ىبسوا للنجاة : فصرخت

: نحو قولو :أف يبنى فعل إخبارم على آخر تعبيرم -

– رغم خطبي – كأباىي

أنني أحمل درعا كاقيا ضد الخطوب ؟

(296ص ) فإذا الدرع سيوؼ كنيوب

تظافر األساليب اإلنشائية ، يدفع بالمخاطب إلى اإلذعاف للمتكلم كالرضوخ :تركيب اإلنشاء على اإلنشاء - د :كمن أشكالو في الديواف . لطلبو ، ذلك ألنو أجلب النتباىو ، كحضيو لإلقباؿ على الطلب دكف تردد

: نحو قولو :أف يبنى فعل طلبي على آخر إخبارم / 1

فاعقل.. أيها المجنوف جاكزت مدل التعبير

الفصل الثاني أفعال الكالم

89

(193ص )فاعقل .. أيها المجنوف قد بالغت (...)

في ىذين التركيبين ، يبدأ المتكلم خطابو بالنداء لجلب التفات المخاطب إليو ، ليخبره بما بدر منو من فعل غير مقبػوؿ ؛ ذلك أف الشاعر تجاكز األعراؼ في األكطاف العربية ، كراح يتحدل السلطة كالحاكػم دكف مبػاالة كال خػوؼ ،

.كىذا مدعاة لتحذيره من عواقب فعلو

.فكاف الطلب بالتعقل ، ألف السالمة في أكطاننا تقتضى التزاـ الصمت كقبوؿ الحاؿ دكف اعتراض عليو

: نحو قولو :أف يبنى فعل طلبي على آخر تعبيرم / 2

يا دافنين رؤكسكم مثل النعاـ

تنعموا

كتنقلوا بين المبادئ كاللقالق

(107ص ) كدعوا البطولة لي أنا

كىذا ما يصدؽ في . تبقى السخرية كالتهكم أدكات الشاعر إلبداء امتعاضو كسخطو لما ىو حاصل في البالد العربيةىذه التراكيب ؛ حيث ىو يسخر من المثقفين الذين رموا المبادئ كالقيم ، تشبثوا بمصالحهم الشخصية ، مسارعين نحو

الحاكم لنيل عطاياه ؛ إذ يبدأ الخطاب بالنداء لجلب االنتباه ، ثم تشبيههم بالنعاـ كاللقالق ، لما في ذلػك مػن تحقيػر لهػم ، كىي أفعاؿ تعبيرية تعكس ما يجيش في صدره من ازدراء كاحتقار نحوىم ، ليرسل طلبو (تنعموا ، تنقلوا)، مطلقا األفعاؿ

؛ إذ ىو إمعاف في إذاللهم ، ألف البطولة كمواقف الشجاعة كالجرأة ىو الوحيد المؤىل لها ، أما ىم فال يستحقوف ىذا .الشرؼ

: نحو قولو :أف يبنى فعل تعبيرم على آخر طلبي / 3

نافق

كنافق

ثم نافق ، ثم نافق

فماذا في النفاؽ (...)

(106ص ) إذا كذبت كأنت صادؽ ؟

الفصل الثاني أفعال الكالم

90

يتم تجانس األفعاؿ عندما يقع التركيب بين فعلين كالميين أك أكثر ، كذلك بعطف بعضها :تجالس األفعاؿ الكالمية - 2على بعض أك تتابعها دكف عطف ، كيلجأ إليو المتكلم عندما يرغب أف يتمم فكرة أك يسترسل في التفصيل لغرض التبيين

:كمن أشكالو في الديواف تركيب الخبر على الخبر ، كتركيب اإلنشاء على اإلنشاء كمن شواىده . كاإليضاح

: من أشكالو :تركيب الخبر على الخبر - أ

: نحو قولو :أف يبنى فعل تعبيرم على آخر مثلو -

!يصارع بالرماد عواصف اليأس - 1ت

كما زالت حباؿ الشوؽ تشنقني

على بوابة الزمن

فألمح في األسى نفسي

خيوطا من دـ تنثاؿ في كأسي

بأيديكم... كألمحها بأيديكم

تجريعني

( 103ص ) فراؽ األـ مزدكجا

ما ساءني أف أقطع الفلوات - 2ت

محموال على كفني

مستوحشا في حومة اإلمالؽ كالشجن

ما ساءني لثم الردل

كيسؤكني

أف أشترم شهد الحياة

الفصل الثاني أفعال الكالم

91

(169ص ) بعلقم التسليم للوثن

يعد العيش في كنف الظلم كاالستبداد ، رؽ في عصر الحريات كالديمقراطية ، كىي حاؿ البالد العربية ، إذ شكل غياب األنظمة الشرعية المنتخبة مأساة لشعوب يمتد كجودىا من المحيط إلى الخليج ؛ فكل قيم المواطنة كاإلنسانية

ما خلق أحاسيس العداء . مفتقدة في الحياة العربية ، بسبب المظالم كسياسات الترىيب التي تمارس في حق ىذه الشعوبكالكره تجاه ىذه األنظمة ؛ كالشاعر أحد الذين جهركا بآرائهم بكل جرأة ، فهو يكابد كيعاني بسبب المآسي ، حيث

الثانية ، شاعر حر ، يأمل العيش . األكلى ، كاقع عربي محكـو بالديكتاتوريات ، كما لذلك من سلبيات: تتجاذبو صورتين .في كطن ديمقراطي تصاف فيو الحقوؽ كما الواجبات

حيث خلق الرفض كالتمرد صراعا نفسيا يعايشو الشاعر كيبرز مع األفعاؿ التعبيرية : كىو ما يظهر في ىذين التركيبين إلى أحاسيس األلم كالتوجع ، بسبب فراؽ الوطن ( يصارع ، تشنقني ، تنثاؿ ، تجريعني)تحيل األفعاؿ (1ت)، حيث في

.كاألـ ، السيما أف الفراؽ مفركض عليو

على أحاسيس الخوؼ ؛ فالشاعر ال يأبو بالصيعاب كال يبالي بما سيالقيو ( ما ساءني ، يسؤكني)تحيل األفعاؿ (2ت)كفي .من عذابات كإنما ينتابو الخوؼ كالفزع إذا ما استسلم يوما للحاكم ، كأضحى عونا من أعوانو

: نحو قولو :أف يبنى فعل إخبارم على آخر مثلو -

ألنها قد نزعت جلودىا المقلمة

كعافت المقاكمة

.. كأصبحت مطيعة

( 117ص ) ! تسير حسب األنظمة

: نحو قولو :أف يبنى فعل إيقاعي على آخر مثلو -

آمنت بالسيف الذم

ال يعرؼ المأكل

آمنت بالعـز الذم

يهزأ من مدامع النجول

الفصل الثاني أفعال الكالم

92

آمنت أف العيش لألقول

(159ص ) آمنت باألقول

كيتتابع دكف عطف ، كىذا لو بعده التداكلي ، فالمتكلم يحاكؿ الهيمنة (آمنت)في التركيب يتكرر الفعل اإليقاعي على المخاطب بتكرار ذات الفعل اإليقاعي كالتأثير فيو باستمالتو إليو ، كرضوخو لموقف المتكلم ، الذم يلح في كل مرة

.على تثبيت حكمو في ذىن المخاطب ، بأف القوة كحدىا سبيل للخالص

: من أشكالو الكثيرة في الديواف :تركيب اإلنشاء على اإلنشاء - ب

: نحو قولو :أف يبنى فعل طلبي على آخر مثلو -

شبعت موتا فانتفض - 1ت

آف النشور اآلف

بأغلظ األيماف كاجو أغلط المآسي

بقبضتيك حطيم الكراسي

أما إذا لم تستطع

فجريد اللساف

( 101ص )يسقط النظاـ : قل

أيها اللص الصغير - 2ت

إـر شكواؾ إلى بئس المصير

كاستعر بعض سعير الجوع

كاقذفو بآبار السعير

كاجعل التيجاف تهول

(154ص ) كاجعل العرش يطير

الفصل الثاني أفعال الكالم

93

تكرار األفعاؿ الكالمية من نوع كاحد ، لو بعده التداكلي ، فالمتكلم يسعى للهيمنة على المخاطب ، كدحض ما فيبرز دكر المتكلم على أنو الحريص على . يتردد في نفسو من شكوؾ ، السيما كأف إرساؿ ىذه األفعاؿ بغرض النصح

. مصلحة المخاطب ، كىو خطاب أجلب لإلقناع كاستمالة المخاطب لموقف المتكلم كاإلقباؿ على طلبو دكف تردد

الفصل الثاني أفعال الكالم

94

III - أغراض أفعاؿ الكالـ في الديواف:

يهتم ىذا المبحث بدراسة أغراض األساليب التعبيرية ؛ من خالؿ تقصي دالالت صيغ أفعاؿ الكالـ في ارتباطها بظركؼ التواصل العامة ، كمالبسات الحديث كشركطو ، متجاكزة بذلك بنية التراكيب ،التي ال تستطيع كحدىا أف تحدد

.ماىية ىذه الدالالت

فالدراسة التداكلية تهتم بالظركؼ التعبيرية المحيطة بالملفوظ ، كالتي تجعل من عبارة اإلنشاء خبرا ، أك العكس ، أف كفي ىذا خركج للداللة عن البنية ، مما يجعل البحث في أغراض أفعاؿ الكالـ ينطلق من . تصبح العبارة الخبرية إنشاء

.البنية ليتجاكزىا إلى السياؽ كما فيو من عناصر خارجية ، لها تأثيرىا في رسم حدكد الدالالت الجديدة

نصوص فنية إبداعية ، كفيها يكوف البحث عن : كلقد أمكنت دراسة الديواف من الوقوؼ على نوعين من النصوص كنصوص أخرل تقترب من لغة الحديث العادم في بناىا كتراكيبها ، كونها موجهة إلى . الجوانب التداكلية أمر غير يسير

.شخوص معينين ، كارتباطها بسياقات محددة

كعليو فإف ىذه النصوص بنوعيها تحفل بعدد من األفعاؿ الكالمية التي يتفطن القارئ إلى داللتها باللجوء إلى شركط كمن شواىد . الحديث العامة ، كسياؽ كركدىا ككل مالبسات القوؿ متجاكزا البنية التي ال تحدد بمفردىا دالالت التركيب

: األفعاؿ الكالمية الواردة في الديواف ما يلي

:'' الفتات '' أغراض الخبر في ديواف - 1

، حيث يبرز بصورة جلية خركج األساليب '' الفتات '' في ىذا المبحث ستتم دراسة األساليب الخبرية في ديواف الخبرية عن داللتها األصلية ، التي تتحدد كفق بنيتها إلى دالالت جديدة تحددىا ظركؼ المقاـ كالسياؽ كأطراؼ

.التواصل

إف خركج التراكيب عن دالالتها األصلية من أىم ما تعنى بو اللسانيات التداكلية ؛ فهي تعنى أكال بدراسة اللغة من جانب استعمالها الفعلي ، كتتجاكز بذلك البنية التي ال تسهم كحدىا في رسم حدكد الدالالت ، كىي نقطة تالقي مع

الدرس البالغي العربي القديم ، حيث أدرؾ البالغيوف خركج دالالت األساليب التعبيرية عن صيغها ، كىو ما عبركا عنو بػ .((خركج الكالـ عن مقتضى الظاىر ))

حيث إف مخالفة األساليب التعبيرية لبنيتها ، مدعاة لمشاركة السامع في إنتاج الداللة إذ المتكلم لو قصوده التي يرنو إليها ، كما أف للسامع دكر في تحصيل الداللة ، من خالؿ عمليات استداللية يقـو بها كاإلرتكاز إلى التأكيل لفهم قصود

.المتكلم ، كعليو يكوف نجاح الخطاب رىين التفاعل الحاصل بين المتخاطبين

الفصل الثاني أفعال الكالم

95

خركجها إلى دالالت إخبارية : أنها جاءت على نمطين ، أكلها '' الفتات '' كتتميز األساليب الخبرية في ديواف .خركجها إلى اإلنشاء: جديدة غير داللتها األصلية كىي إفادة المخاطب ، كثانيها

األمر ، الدعاء ، النهي ، التعجب : يخرج الخبر في الديواف إلى أغراض إنشائية ىي :خركج الخبر إلى اإلنشاء - أ .كالتمنيي

األمر بأسلوب الخبر أبلغ من األمر الصريح المباشر ، فالسامع ىو من يستنبط األمر من :خركج الخبر إلى األمر - 1-أالنظم ، كمن ثم يكوف كقع ىذا األمر على المخاطب أقول ، ما يدفع بو إلى االلتزاـ بو كتنفيذه ، بخالؼ األمر الصريح

: الذم قد ينفر المخاطب منو ، كمن شواىده في الديواف

غير أنا منذ أف نولد نأتي نركض- 1ت

كإلى المدفن نبقى نركض

! كخطى الشرطة من خلف خطانا تركض

يعدـ المنتفض

يعدـ المعترض

يعدـ الممتعض

يعدـ الكاتب كالقارئ

كالناطق كالسامع

(239ص ) ! كالواعظ كالمتعظ

..حاش اهلل - 2ت

لقد سواىما كي تحمل الحكاـ

ألدنى قدميك.. من أعلى الكراسي

كلكي تأكل من أكتافهم

ما أكلوا من كتفيك

الفصل الثاني أفعال الكالم

96

كلكي تكتب بالسوط على أجسادىم

(245ص ) ملحمة

لو كنت أحريؾ أعضائي- 3ت

لهويت على نفسي كسرا

كغدكت لمنقطع جسرا

أك صرت لضمآف بئرا

(562ص ) أك كنت لطاغية قبرا

البد لجثة مملوؾ- 4ت

أف تتلبس ركح مليك

حيت ترل أجساد ملوؾ

(597ص ) ! تحمل أركاح مماليك

في ىذه التراكيب أساليب خبرية صريحة ، منها يستدؿ السامع على األمر بعد إعماؿ للذىن كالقياـ بعمليات .استداللية تمكنو من إدراؾ األمر الكامن بين ثنايا الخبر

تعرض مجموع التراكيب الخبرية المتتالية ، مشهدا مأساكيا لحياة اإلنساف العربي ، السيما بتكرار لفظتي (1ت)ففي تتحدد تداكلية التركيب كامال علػى أنػو أمػر ضمنػي ، ...(. المنتفض ، الممتعض )كالتعبير بالمشتقات (يعدـ)ك (نركض)

فكأف السامع مخير بين العيش في الواقع المعركض عليو أك أف يثور كينتفض لتغييره ، خاصة كأف الشاعر كالسامع كليهما يعرفاف ىذا الواقع جيدا ، كمن ثم فالسامع يستنبط األمر كيقول في نفسو كيشعر بضركرة المسارعة كاالمتثاؿ للطلب

. كتحقيقو للتخلص من أنياب الموت الذم يترصده منذ ميالده

التي تدؿ بدكرىا ( يفعل)كىي على صيغة ( تحمل ، تأكل ، تكتب)يستدؿ السامع إلى األمر من األفعاؿ (2ت)كفي .احملوا ، كلوا ، اكتبوا: على األمر ، ككأنو أراد القوؿ

؛ فهي حوار يجرم بين إنساف '' الحائط يحتج '' ، إذا ما كضع التركيب في سياقو العاـ ىي قصيدة (3ت)أما في كما يوحي بو من داللة الثبات على الحاؿ ، ككذلك كونو حجارة ال (الجدار)عربي ما كجدار ما مع التركيز على توظيف رمز

الفصل الثاني أفعال الكالم

97

من –ككأنو لشدة المأساة ، أضحى للجماد (لو كنت)حس لها كال شعور ، ليجيب الجدار بخالؼ ما يتوقع منو حين قولو . الذم يدؿ على االمتناع (لو) شعور كرغبة للتغيير كالثورة على الواقع المؤلم ، مع توظيف الحرؼ –حوؿ اإلنساف

كونك إنسانا لك المقدرة على : كىنا يستدؿ السامع إلى األمر . كاالسترساؿ من قبل الجدار في حديثو عما سيقـو بوكرمز ليستنهض بو ىمم العواـ كالدفع بهم (الجدار)كبالفعل نجح الشاعر في توظيف . التغيير فتحرؾ ، كغيير من حالك

. لقبوؿ طلبو

. أقول لدل السامع كمدعاة لتنفيذه'' الحائط يحتج '' كىذا ما يجعل كقع األمر بأسلوب الخبر في قصيدة

كذلك إغراءن لو (4ت)كمن العناصر التي يوظفها الشاعر كذلك لتحقيق غرضو ، العبر كىو ما يلمحو السامع في إلجابة الطلب دكف تردد ، فهو يتعين عليو أف يعيد األمور لنصابها كيغدك الملك ملكا كالمملوؾ مملوكا ، ككأف لساف حالو

.أعد لجسدؾ ركحها ، كأعد اعتبارؾ لذاتك: يقوؿ

.كيعد خركج الخبر إلى األمر ، أكثر كركدا في الديواف من باقي األساليب اإلنشائية التي يخرج إليها الخبر

: كمن شواىده في الديواف :خركج الخبر إلى النهي - 2-أ

ليس باإلنساف من يكسب بالقتل رغيفو - 1ت

قاتل من يتقول برغيف

(539ص ) قص من جلد الجماىير الضعيفة

يخرسوف الذنب في أعماقهم - 2ت

لكن صوتي

! يمنح الصوت دكيا

لكن.. يدفنوف العار

حين يرنو إليا

! يجدكف العار حيا

يستركف القبح

الفصل الثاني أفعال الكالم

98

لكنيي أزيد القبح قبحا

(551ص ) ثم أبديو جليا

النهي مثالو مثل األمر ، فالتعبير عن النهي بأسلوب خبرم صريح أبلغ ، ككقعو في نفس السامع أقول من النهي نهي ضمني يستدؿ عليو السامع من عبارة الخبر ؛ فالمتكلم يحيل السامع إلى قيم أخالقية (1ت)الصريح ، إذ في

التكسب على حساب المبادئ )إنسانية كيخاطب فيو الضمير ، ليعرض صورة مقززة تنفر منها األركاح الخيرة ، عناصرىا تحيالف إلى شناعة ( قاتل ، قص )، لذلك لم يتوانى في كصف ىؤالء بالقتلة ، كتوظيف لفظتي (كالقيم كالرغيف ىو الذريعة

الفعل المرتكب ، السيما كأف المخاطب ىو من يحمل لواء الدفاع عن القيم كاألخالؽ ؛ إنو الشاعر كالكاتب ، لذلك ال يجوز بأم حاؿ أف يكوف لهم مصويغ يبرر شناعة ما قد يرتكبوه ، كعليو يستدؿ من عبارة الخبر على النهي الضمني الذم

.ال تضييع إنسانية اإلنساف فيك ، ال تقتل الضمير فيك باسم الرغيف: يريد المتكلم أف يبلغو لمخاطبو كىو

.ال تنسى أنك حامل لواء الدفاع عن الحقوؽ كالمبادئ: كأىمها

حيث يدرؾ السامع النهي الضمني في ىذا التركيب ؛ ال ترتكبوا ذنوبا ، ال تلوموني ، ال (2ت)كاألمر ذاتو في تتستركا علػى القبح ، ال تخونوا المبادئ ، كىذا ما يكوف لو كقعو على السامع كامتثالو للنهي ، ألنو أصبح شريكا في

.إنتاجو

: كمن شواىده :خركج الخبر إلى الدعاء - 3-أ

: نحو قولو :الدعاء بعبارة صريحة في الخبر على المخاطب -

لعنت كل كلمة - 1ت

لعنت كل شاعر (...)

يناـ فوؽ الجمل الندية الوثيرة

(93ص ) كشعبو يناـ في المقابر

لعن الشعب الذم - 2ت

ينفي كجود اهلل

(238ص ) إف لم تثبت اهلل بيانات اإلذاعة

الفصل الثاني أفعال الكالم

99

: نحو قولو :الدعاء بعبارة صريحة في الخبر للمخاطب -

كاهلل يوفقكم.. سيركا - 1ت

(269ص ) ىزسكا الدنيا

أسأؿ اهلل الرضا كالمغفرة - 2ت

إف تكن تلك ىي الدنيا

(146ص ) !فأين اآلخرة ؟ ..

:خركج الخبر من معناه الحقيقي إلى معافت إخبارية جديدة - ب

السخرية ، الوعيد ، الحسرة : تعددت المعاني الجديدة التي عبرت عنها األساليب الخبرية في الديواف كمن أىمها :الشكول ، النصح الذـ ، الفخر ، التشنيع ، كشواىدىا من الديواف

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى السخرية - 1-ب

كالة األمر - 1ت

ىذا النصر يكفيكم كيكفينا

(70ص ) !تهانينا ..

ىو فرد عاجز - 2ت

لكننا نحن كضعنا بيديو األسلحة

ككضعنا تحت رجليو النحور

(110ص ) كتواضعنا على تكليفو بالمذبحة

فهم اثناف كعشركف شريفا مخلصا حرا- 3ت

كإنا يا إلهي

الفصل الثاني أفعال الكالم

100

(222) ! مئتا مليوف خائن

تظهر في نصوص الديواف مسحة السخرية التي تمتد عبر جل النصوص ؛ كمردس ذلك إلى شخصية الشاعر الناقم على األكضاع في البالد العربية ، بما تعانيو من استبداد األنظمة ، كحكاـ استأثركا بالكراسي كعمركا طويال ، كاستباحوا الثركات كالعباد ، كشعوب تقاد كاألنعاـ خاضعة مستسلمة ، الىثػة كراء لقمة العيش ، ال تدرؾ حجم المأساة التي تعيشها ، كذلك

.بسبب إمعاف الحاكم كالنظاـ في تغييب الوعي السياسي لدل الشعوب

كإزاء ىذا الحاؿ فالشاعر لجأ إلى القلم كالورقة ، جاعال منهما منبرا لتوعية الشعوب ، كتحريضها على الثػورة .كالتغيير ؛ فكانت السخرية أحد أسلحتو لهزي عركشت طاؿ أمد حكمها كاستبدادىا

في ىذه التراكيب يستدؿ المخاطب على سخرية المتكلم من الحاكم ، السيما أف صراعو مع النظاـ يػعدس جهادا .السترداد الوطن كالمواطنة كالحقوؽ الضائعة من أيدم اللصوص

يخاطب الحكاـ ، مثنيا على إنجازاتهم ؛ حيث إنهم أدسكا كاجبهم نحو قضية فلسطين بإشهار سالح (1ت)في التنديد كالتهديد ، فكاف النصر حليفا لهم ، كىزمت أمريكا من كراءىا إسرائيل ، لذا استحقسوا التهنئػة ألنهػم صانػوا الحقػوؽ

، كاسترجعوا القدس المسلوبة ؛ كىنا تبرز القيمة التداكلية للتركيػب ، ألف قصػد المتكلػم يخالػف تمػاما بنية التركيب ، ألف ىناؾ داللة ضمنية يستدؿ عليها المخاطب باللجوء إلى سياؽ الحاؿ كمالبسات الحديث ؛ فيدرؾ أف المتكلم إنما يسخر من الحكاـ لتواطؤىم مع أمريكا في تضييع القدس ، ذلك أف الكلمات ال تحقق نصرا بل األفعاؿ الملموسة الجادة ، كىذا

؛ ألنو ال يريد الداللة المعجمية للفظة ، (تهانينا)ما ال يوجد في الواقع عند الحاكم العربي ، كتقول داللة السخرية في قولو .بل أف سياؽ كركدىا فيو إلحاح من المتكلم على موقفو من سخرية كاستخفاؼ كاستهزاء

كأماـ ىذا المشهد يتم استدراج المخاطب إلى موقف المتكلم ، السيما أف الداللة المقصودة ضمنية كفي ذلك حث للمخاطب على االستدالؿ عليها ، كعندىا يكوف المخاطب شريكا في إنتاج الخطاب ، كفي ىذا إقناع قوم لو كإحداث

.التأثير السريع في نفسو

كاألمر ذاتو في التركيبين الثاني كالثالث ؛ حيث يوضع المخاطب أماـ داللة حرفيػة تخالػف الواقػع المحػاؿ عليػو ، كباللجوء إلى عناصر السياؽ يستدؿ إلى قصد المتكلم ؛ بأف المأساة في ىذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج إنما سببها الحكاـ المستبدكف ، كما أف للشعوب دكرىا في إطالة أمد الظلم كترسيخ جذكر المأساة ، بنبرة ساخرة متهكيمة من

.كاقع مليء بصور االستغالؿ كاالستعباد في زمن الحرية كالديمقراطية

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى الوعيد - 2-ب

الفصل الثاني أفعال الكالم

101

أنا الغيمة المثقلة - 1ت

إذا أجهشت بالبكاء

فإف الصواعق

في دمعها مرسلة

كلكنها ساعة االنحناء (...)

توارم بذكر البقاء

فتخفي برحم الثرل

(57ص ) !مقبلة .. ثورة

في كل شبر من دـت - 2ت

سيذاب كرسيس

كيسقط بهلواف

باف فبأم آالء الشعوب (82ص ) !تكذي

فإذا ما أصبح العيش - 3ت

قرينا للمنايا

فسيغدك الشعب لغما

(163ص ) !كستغدكف شظايا ...

إلى (الحاكم خصوصا)تعرض مجموع ىذه التراكيب نهاية الظلم كاالستعباد ؛ حيث إف المتكلم يحيل المخاطب أحداث التاريخ ، كيدعوه لقراءة متأنية لمصير الطغاة ، كأف دكاـ الحاؿ من المحاؿ ، كىذه الشعوب المطيعة المنقادة

.سيأتي حتما يـو كتستفيق فيو من سباتها الطويل

كعيد للحاكم ؛ فالمتكلم يتوعده بثورة آتية ال مفر منها ، كيلجأ إلى تشبيو نفسو بالغيمة كاصفا إياىا بػ (1ت)إذ في لما تكابده نفسو من معاناة كآالـ جساـ ، فمتى حاف كقت البكاء كسالت المدامع ، فذلك سيكوف إيذانا (المثقلة)

الفصل الثاني أفعال الكالم

102

مع ما تحملو الجملة االسمية ذاتها من (إف )بعواصف كصواعق تهز عركش الطغاة ، مع إلحاحو على كعيده بتوكيد خبره بػ كفي ىذا تقوية كتثبيت الداللة في ذىن المخاطب كدفع ما يساكره من شكوؾ ، السيما أنو مخاطب يرل . توكيد أكلي

. كيعتقد خالؼ حكم المتكلم

كيواصل المتكلم العرض التدريجي لوعيده ، كيلجأ كذلك إلى عناصر الطبيعة ؛ حيث يشبو نفسو بالسنبلة التي تنحني فتخبيئ بذكر بقاءىا في التراب ، ككذلك ىو فإذا ما انحنى يوما ال يعني أنو استسلم أك ضعف ، بل أف أشعاره مثل بػذكر

.السنبلػة ؛ إذ ىي مزركعة في أذىاف الناس كمتى انحنى يكوف ميالد الثورة قريبا ألف أشعاره زرعت في تربة خصبة

كتبرز القيمة التداكلية لهذه التراكيب في قوة حجة المتكلم ؛ فرغم أنو في نصوص عديدة من الديواف ال يخفي انزعاجو كامتعاضو من سلبية المواطن العربي ، كتحميلو مسؤكلية حالة البؤس التي يعيشها ؛ إال أنو في اآلف ذاتو يؤمن إيمانا

كمردس ذلك . ، كأف يػـو الثػورة كاإلنتفاضة آتت ال محالة (ال)قاطعا ، أنو سيأتي يـو كتتحرؾ فيو الشعوب ، كتقوؿ لحكامها أف المتكلم قد حصلت لو ىػذه القناعة باستقػراءه لوقائػع التاريػخ التػي تؤكػد دكمػا علػى النهايػة المأساكيػة لألنظمػة

االستبداديػة ، كأف الشعػوب مهمػا استسلمت كأذعنت ، فهػي لػن تبقى ىكذا دكما ، ألف ىناؾ أجياال قادمة سترفض حتما . كاقع آباءىا كتثور كتغيره ذلك أف التغيير من سنن الحياة

كيصدؽ كعيد الشاعر العربي أحمد مطر ؛ فالثورة في البالد العربية من المحيط إلى الخليج لم يكن ينتظرىا أحد كلكن كاقعنا اليـو ، خير دليل على ىذا الوعيد ، إذ في كل قطر ثورة كانتفاضة ، ككل الشعوب العربية انتفضت بدءن مػن

، حيث تجاكز المواطن العربي خوفو كرعبو ، كلم يعد ىمو البحث عن ... تونس ، مصر ، اليمن ، سوريا ، البحرين ، ليبيا لقمة العيش ، بل أصبح يبحث عن الكرامة كالحرية ، كعن كياف اإلنساف العربي يريد أف يصنع قراره بيده ، كيسترد زماـ

.المبادرة ، رافضا الوصاية ، ألنها أجياؿ جديدة كاعية سياسيا ، مثقفة ، لها رؤاىا كتطلعاتها في بناء دكلة القانوف

؛ ففي أم بقعة من الوطن سالت دماء األبرياء فيو فحتما سيأتي يـو (2ت)كاإللحاح على توعد الحاكم يظهر في .كتثأر فيو الشعوب من حكاـ مهمتهم فقط القتل كالتركيع ألبناء شعبهم

باف فبأمي آالء ربيكما)): كيقول معنى الوعيد باستحضار النص القرآني في قولو تعالى من سورة الرحمن إيمانا ( ( تكذي .من المتكلم بمجيء يـو القصاص ال محالة

الشاعر لوعيده ، يعكس حالة من اإليماف المطلق ، بقدرة الشعوب علػى التغيير كالثػورة في كجػو الظلػم ، إف إطالؽكىذا اإليماف الراسخ في نفسو ، يشكيل حجة قوية أماـ المخاطب ، ال يجد إزاءىا إال الرضوخ كاإلذعاف لموقػف المتكلػم

. ، كونو يحيل المخاطب إلى حقائق تاريخية ، تمتد عبر حقب التاريخ الممتد من عصور ماضية كإلى غاية عصرنا الحالي .كلها تنطق بشواىد تثبت بو حكم المتكلم

الفصل الثاني أفعال الكالم

103

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى التحسر - 3-ب

كطن - 1ت

لم يبق من آثاره

غير جدار خرب

لم تزؿ الصقة فيو

بقايا

من نفايات الشعارات

(61ص ) كركث الخطب

في أكطاننا ((القانوف ))من يملك - 2ت

( 10ص ) ىو الذم يملك حق عزفو

موتى بنعش كاسع- 3ت

يدعى الوطن ..

(73ص ) ! أسمى سمائو كفن

يتحسر على كطنو ، كينظر إليو بنظرة (1ت) تشترؾ ىذه التراكيب في الداللة على التحسر ؛ فالمتكلم في متشائمػة ، ألف حالو الراىن ال يبعث على التفاؤؿ بمستقبل كاعد لو ؛ إذ ىو كطن أرىقتو الشعارات كالخطابات الجوفاء

.التي دمرت حاضره كجعلتو أطالال

.حسرة تملكت نفس المتكلم لغياب العدالة ، إذ ال كجود لدكلة القانوف ، بل ىناؾ من ىو فوؽ القانوف (2ت)كفي

فحسرة المتكلم تبدك أقول كأشد ؛ ألف الوطن أضحى نعشا لماليين الموتى ، بسبب غياب القيم (3ت)أما في ، كأضحى حاؿ اإلنساف العربي ال يختلف عن حاؿ ... حرية ، عدالة اجتماعية ، صوف الكرامة : اإلنسانية كالحضارية من

.األموات

الفصل الثاني أفعال الكالم

104

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى الشكول - 4-ب

أشكو من الصمت بصمت

خوؼ أف يأكلني

(111ص ) لو أنا بالصوت شكوت

يصف المتكلم حالو كيعرض معاناتو ، في سياؽ المشتكي من سطوة الظلم ، كمصادرة الرأم كحرية التعبير ، كقمع .التفكير ، ألنو ال صوت يعلو فوؽ صوت الحاكم

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى النصح - 5-ب

أنت الكل ، كىذا الوالي

جزء من صنع أياديك

من مالك تدفع أجرتو

كبفضلك ناؿ كظيفتو

ككظيفتو أف يحميك

(111ص ) أف يحرس صفو لياليك

كذلك إيمانا منو . يظهر في ىذا التركيب جانب من جوانب شخصية الشاعر ؛ فهو الناصح ، الموجيو ، المرشدبرسالتو أنو صاحب قضية كملتـز إزاءىا بالدفاع عنها ، كقضيتو تحرير الشعوب العربية من رؽي الحكاـ ، كإسداء النصح كاإلرشاد لها حتى تستفيق من غفوتها كتكسر حاجز الخوؼ من الحاكم ، كىذا ما يستدؿ عليو المخاطب من التركيب

.كامال

:إذ الشاعر يضعو أماـ مشهد يجمع بين حقيقتين مغيبتين

كيفترض أف يكوف المواطن ، ألنو ىو من يصنع حاكمو ، كيدفع أجرتو كلواله ما كاف حاكما كما ناؿ : حقيقة المخدـك /- 1 .ىذه الوظيفة

.كيفترض أف يكوف الحاكم ، ألنو ناؿ ىذه الوظيفة ، ألجل حماية المواطن كالوطن: حقيقة الخادـ /- 2

الفصل الثاني أفعال الكالم

105

(أنت الكل)كتبرز القيمة التداكلية للتركيب في العرض التدريجي ؛ إذ ابتدأ بصورة إجمالية حين خاطب المواطن بػ ، ثم انتقل إلى تفصيل العالقة بين الطرفين ، ككيف ينبغي أف تكوف (جزء من صنع أياديك)كعرج إلى تبياف مقاـ الوالي في

.، كفي ىذا استدراج للمخاطب إلقناعو كاستمالتو لإلذعاف لموقف المتكلم كإجابة الطلب الضمني

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى الذـ - 6-ب

نحن كجوه فقدت ماء الوجو- 1ت

كنحن كجود ضيع أكراؽ اإلثبات

(270ص ) نحن شعوب الزنزانات الكبرل

ما عدنا غير نفايات- 2ت

(272ص ) تكره رائحة التطهير

في ىذين التركيبين يظهر استياء الشاعر من الحكاـ كالشعوب على السواء ، بسبب الخذالف كالتقاعس عن نصرة :الشعب الفلسطيني ؛ حيث إنو لجأ إلى النعت إلظهار حاؿ الشعوب المخزية كاصفا إياىا بػ

فقدت ماء الوجو ؛ إذ أصبحت ال تستحي ، فالدماء الفلسطينية تسيل ، كاألرض مغتصبة كمع ىذا فهي كاقفة - 1 .تتفرج كأف األمر ال يعنيها

ضيعت أكراؽ اإلثبات ؛ إذ ىي أضحت بال ىويػة كال إنتمػاء ، فػال إحسػاس باإلنتماء إلػى ذات الديػن ، الهويػة ، - 2 ....القومية

.كالسبب أنها تعيش في زنزانات كبرل ؛ فكل قطر أضحى سجن لشعبو ، محاط بأسوار الظلم كاالضطهاد- 3

كيتأكد معنى الذـ في إلحاحو عليو في ذات القصيدة في التركيب الثاني ؛ حيث أصبح كجود العربي نفاية ، كىو تشبيو فيو حط من قيمة ىذا الوجود ، كألف حالها كذلك فهي بالضركرة تمقت رائحة التطهير ؛ ألف الجهاد كالدفاع عن

.العرض كاألرض لن يحصل كالحاؿ ىكذا

: كذلك في معرض االعتزاز كاإلشادة بانتفاضة الشعب الفلسطيني فيقوؿ :خركج معنى الخبر إلى الفخر - 7-ب

فإذا أنتم

! أمطار تشوم البركاف

الفصل الثاني أفعال الكالم

106

! كمالئكة تخرج من رجم الشيطاف

كرؤكس تحني ىامات الركس

! كأمر يصفع أمر األمريكاف

كإذا أنتم

حجر يكسر نافذة النسياف

ليذكرنا

فذكرنا صورتنا األكلى

(275ص ) كعرفنا شكل اإلنساف

، كلجأ '' طلب انتماء للعصر الحجرم '' الفخر في نصوص الديواف قليل جدا ، كقد كرد مرة كاحدة في قصيدة الشاعر إليو إحساسا منو برد جميل ىذا الشعب العظيم ؛ إذ في زمن الهزائم كاالنكسارات ، تطل بوادر الخير ، بانتفاضة

الشعب الفلسطيني ، كبها يستعيد اإلنساف العربي صورتو الحقيقية المتأصلة عبر حقب التاريخ ، كالتي يفتقدىا في زمن . الهزائم

كينتقل من مشهد إلى مشهد ، كاصفا شجاعة كبسالة الشعب الفلسطيني ، مثنيا عليهم لما أنجزكه ، شاكرا لهم .فضلهم في استعادة اإلنساف العربي لهيبتو على أيديهم

كتداكليا ؛ الشاعر بهذا العرض يحدث إعجابا في نفس المخاطب بعظمة الشعب الفلسطيني ، كيثبيت في نفسو .حكما أف الشعوب قادرة على االنتفاضة كصنع التغيير

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى التشنيع - 8-ب

أكطاننا قيامة

ال تحتوم غير سقر

كالمرء فيها مذنب

كذنبو ال يغتفر

الفصل الثاني أفعال الكالم

107

إذا أحس أك شعر

(68ص ) ..قضاء كقدر .. يشنقو الوالي

في ىذه التراكيب يعرض المتكلم أحواؿ الوطن ؛ إذ شبهو بيـو القيامة ، كفي ىذا استحضار لمشهد غيبي كجعلو حجة على المخاطب إلقناعو كإحداث التأثير فيو ، لينتقل إلى تفصيل ىوؿ ىذا اليـو ، السيما أنو ال يحتوم غير سقر ؛ إف

.لجوء المتكلم إلى ىذا التوصيف لحاؿ األكطاف العربية فيو من التشنيع كالتهويل الكثير

كتداكليا المتكلم يرمي إلى تحريض المخاطب كالدفع بو إلى اإلسراع للتغيير كالثورة على ىذه األنظمة كذلك بتركيزه كل إحساس كفيل بإيصاؿ المواطن إلى عدـ قبوؿ التوبة المرء دكما مداف : على جوانب مقصودة لذاتها

.المشنقة

.فتظافر عناصر المشهد ، كفيل بالتأثير على المخاطب كرضوخو لموقف المتكلم

: نحو قولو :خركج معنى الخبر إلى السخط كالغضب - 9-ب

كفرت باألقالـ كالدفاتر

كفرت بالفصحى التي

تحبل كىي عاقر

كفرت بالشعر الذم

(93ص ) ال يوقف الظلم كال يحريؾ الضمائر

من أىم سمات نصوص الديواف أنها مرآة عاكسة لحاالت الغضب التي تنتاب الشاعر ، كىذا ليس غريبا على شاعر .يخوض حركبا كيعيش صراعات ضد الحكاـ تارة ، كضد معاكنيو تارة أخرل

إلى حالة الغضب العاـر الذم ألم بالمتكلم ، (كفرت)كىذا ما يظهر في تسلسل ىذه التراكيب ؛ إذ تحيل لفظة كمع تكرار اللفظة مؤشر قوم على ثبات مشاعر الغضب كالسخط ، كيحق لو ذلك ؛ ألنو يرل أف القلم كالورقة لهما ىدؼ أسمى ، كىو الدفاع عن المستضعفين كالمضطهدين كدفع المظالم عنهم كلو بالكلمة ، ألنها تسبق الفعل كتحرض عليو ،

.أما أف يكوف الشعر للغزؿ كمدح الظالم ، فهذا ما يثير استنكار المتكلم ، كيدفع بو إلى النقمة كالغضب

الفصل الثاني أفعال الكالم

108

: أغراض اإلنشاء في الديواف - 2

: اإلستفهاـ - أ

طلب حصوؿ ))كقد عرفو السكاكي بأنو . أسلوب تعبيرم غني بالقيم التداكلية ، كذلك الرتباطو بواقع استعماؿ اللغة كما عرفو الشريف الجرجاني (1)((في الذىن كالمطلوب حصولو في الذىن ، إما أف يكوف بشيء على شيء أك ال يكوف

كمنو يتفق كال التعريفين في أف االستفهاـ يتعلق بما في ذىػن المتخاطبين ، (2)((استعالـ ما في ضمير المخاطب ))أنػو .فالمستفهم يطلب خبرا ال يمتلكو

األكؿ مجيء االستفهاـ بمعناه الحقيقي كىو : كقد مكنت دراسة الديواف ، من التمييز بين نمطين من االستفهاـ طلب حصوؿ الفهم كىو قليل الوركد ، باإلضافة إلى داللتو على معافت إنشائية أخرل كىذا الخركج لالستفهاـ موجود بنسبة

:كمن شواىده ما يلي . داللتو على معافت خبرية كىو كثير الوركد في الديواف: أكثر من داللتو على معناه الحقيقي ، الثاني

االستفهاـ أسلوب إنشائي لو أدكاتو الخاصة ، كىي ما يعبير عنها تداكليا باللواحق :خركج االستفهاـ إلى الخبر - 1-أاإلنجازية ، كخركجو إلى الخبر ال يعني االستغناء عن ىذه اللواحق اإلنجازية بل يحافظ االستفهاـ على بنيتو ، كحينئذ يتعين على المخاطب أف يدرؾ أف ىذا االستفهاـ ليس استعالما عما في ذىن المخاطب كإنما ىو تحقيق لخبر ما يجعلو خاضعا

.لمقياس الصدؽ كالكذب

فخركج دالالت األساليب التعبيرية عن صيغها األصلية ، يفرض على المخاطب أف يراعي السياؽ الذم يرد فيو القوؿ ، كأطراؼ العملية التواصلية ككل مالبسات الحديث ، كأيضا ما قد يفصح بو المتكلم على مستول البنية ، كذلك

.من أجل تحصل داللة القوؿ الجديدة

اإلنكار ، النفي ، السخرية ، التحسر ، : أما أىم المعاني الخبرية التي يخرج إليها االستفهاـ في الديواف فكانت :النصح كشواىدىا على النحو اآلتي

: في نحو قولو :االستفهاـ لإلنكار

أم كطن ؟- 1ت

. 303 ، ص 1987 ، 2مفتاح العلوم ، ضبطه وكتب هوامشه وعلق عليه نعيم زرزور ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ، ط: السكاكي ( 1)

الفصل الثاني أفعال الكالم

109

.237، ص '' بوابات النور '' خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي ( 2)

.. الوطن المنفيس

! أـ منفى الوطن ؟

أـ الرىين الممتهن ؟

! أـ سجننا المسجوف خارج الزمن ؟

(نموت كي يحيا الوطن )

كيف يموت ميت ؟

(249ص ) ! ككيف يحيا ما اندفن ؟

فلماذا تعلو ، يا ىذا ،- 2ت

بمراتبو كي يدينك ؟

كلماذا تنفخ جثتو

كيفسييك ؟ .. حتى ينزك

.. كلماذا تثبت ىيبتو

(597ص ) ! حتى يخزيك كينفيك ؟

في ىذه التراكيب سيدرؾ المخاطب أف الشاعر ال يطلب منو أف يػعلمو بشيء يجهلو ، كإنما يعرض عليو أخبارا .تحمل مواقفو تجاه الخطاب في كل تركيب ، كيرغب أف يشاركو المخاطب في موقفو

موقف الشاعر من الخطاب كاضح جلي ، إذ ىو ينكر تلك الشعارات التي تردد على مسامع الناس (1ت)ففي كتدعو في كل مرة للتضحية في سبيل الوطن ، ىذا الوطن الذم اضطهد أبناءه كنفاىم ، كصادر الحريات كداس على

الكرامة ، كغابت العدالة فيو ، فهو الوطن الذم قتل أبناءه فغدا األبناء أجسادا بال أركاح ، كمن ثم الحق لو في طلب .الفداء من أبنائو

إف ىذه الصورة التي عرضها الشاعر كفيلة إلقناع السامع ليتبنى موقفو ، كيدرؾ أف ما عرض عليو في ىذه التراكيب .ىي أخبار محققة في الواقع المعيش

الفصل الثاني أفعال الكالم

110

إذ يبدم الشاعر موقفو من الخطاب صراحة ، فهو ينكر على مخاطبيو ىذا التقديس (2ت)ككذلك الحاؿ في :كالتعظيم الذم يحيطونو بالحاكم ، ليقابلهم باإلذالؿ كالتحقير كاإلستعباد كيحاججهم بقولو

البد لجثة مملوؾ

أف تتلبس ركح مليك

حين ترل أجساد ملوؾ

(597ص ) ! تحمل أركاح مماليك

. كىي الحجة التي ال يستطيع أف يدحضها السامع ، بل منها يستدؿ إلى العلة التي أكقعتو في شرؾ العبودية :فالمخاطب أماـ ما عرض عليو يدرؾ أنو

.حين حط من قدر نفسو أضحى مملوكا-

.كالحاكم تلبس ركح الملك حين أحيط بهالة التقديس كالتعظيم-

.أضحى الشعب خادما عوضا أف يكوف مخدكما: فكانت النتيجة أف

ا: كيصل بذلك السامع إلى تحصيل الداللة من التركيب كىي .أنو ال يجوز أف يحط من قدره بل عليو أف يكوف سييدن

: نحو قولو :االستفهاـ للنفي

في أم دركب سنسير ؟- 1ت

في أم بحار سنحير ؟

(271ص ) في أم سماء سنطير ؟

(أيها الشعب المجيد)- 2ت

لعنة اهلل على مجدؾ ىذا

كعلى المجد التليد

( 425ص ) ! أمس مجدت يا بليد ؟

الفصل الثاني أفعال الكالم

111

يحيل المحصوؿ الداللي لهذه التراكيب على النفي ، كبذلك يتأكد السامع أف الشاعر ال يقصد طلب حصوؿ الفهم .بقدر ما ينفي حصوؿ ىذه األخبار في الواقع

ينفي إمكانية العبور إلى فلسطين ، كذلك للحصار المطبق حولها من السماء كاألرض كالجو ، (1ت)فهو في .يؤكد أنو ال منفذ للعبور ، فكل ممر يتساءؿ بشأنو الشاعر يجده مرصودا بأعين المخبرين كأعواف السلطة (أم)كتكرار

حين بدأ الشاعر خطابو بجملة النداء لجلب انتباه السامع كالتفاتو إلى الخطاب ، السيما (2ت)كاألمر نفسو في (المجد المزعـو)، ليعقب بعد ذلك بالدعاء على (الشعب المجيد)كأنو يخاطبو بالوصف الذم سينفيو في عبارة االستفهاـ

كذلك توطئة للنفي كتثبيتا لو في آف كاحد ، كالسامع في ىذه الحاؿ مجبر بأف يتجاكز بنية (الشعب)الذم طالما كصف بو التركيب كيستعين بمالبسات الخطاب كالظركؼ المحيطة بو لتحصيل الداللة المقصودة ؛ إذ يتعين عليو أف يعرؼ من

على (المجد)المقصود بالخطاب ، كىو بالتأكيد الشعب العربي ، ثم يتدرج في استدالالتو لمعرفة سبب إطالؽ كصف ىذا الشعب ؛ أألف ىناؾ مجدا قديما صنعو األجداد ؟

.كىذا بالطبع مجد مضى كانقضى كأصبح من الماضي ، أـ أنو مجد حاضر صنعو الخلف على أمجاد السلف

.كىذا ما ال كجود لو في الواقع ، كىي المحصوؿ الداللي الذم يتوصل إليو السامع

: نحو قولو :االستفهاـ للسخرية

فإذا لم أكتب الشعر أنا

كيف يعيش المخبركف ؟

كإذا لم أشتم الحكاـ

من يعتقلوف ؟

كإذا لم أعتقل حيا

فمن يستجوبوف ؟

كبماذا يطلق الصوت ككيل اإلدعاء ؟

كبماذا يا ترل

يعمل أرباب القضاء ؟

الفصل الثاني أفعال الكالم

112

كعلى من يحكموف ؟

كإذا لم يسجنوني

(123ص ) ! فلمن تفتح أبواب السجوف ؟

السخرية نقد الذع تقـو على التلميح ال التصريح المباشر ، لذا فالمخاطب يتوجب عليو أف يكوف فطنا ، ليستدؿ على الدالالت الضمنية للخطاب كيستوعب قصد المتكلم ، كيمتلك القدرة على التأكيل السيما أف السخرية تعرض

للمخاطب مشاىد تشخيصية ، كتعنى بالتفاصيل كالجزئيات ، كىذا ما يمكن المخاطب من االستدالؿ إلى الدالالت .الحقيقية للخطاب

كىي أيضا تعبير عن حالة نفسية تنتاب المتكلم ؛ حين تمتزج مشاعر االستخفاؼ كاالستهزاء مع الشعور بالمرارة .كالحسرة ، كىذا ما يظهر بوضوح في التركيب كامال

فالمتكلم يرسل تساؤالتو تباعا ، كلكنو ال يستفهم عن شيء مجهوؿ ، بل تساؤالتو حجة على المخاطب لمقارعتو .بحجة ال يجد إزاءىا إال االستسالـ لو

فالمتكلم في صراعو مع الحاكم كأذنابو ، أضحى كلي نعمتهم ، كيف ال كلواله لما كجدكا عمال يقتاتوف منو كما يظهر الوجو القائم . المخبر ، الشرطي ، القاضي ، السجاف كأكلهم الحاكم: كيشتغلوف عليو ، فبفضل شعره يعيش

.للواقع العربي ؛ إذ فيو تصادر الكلمة الشريفة ، كيحارب النزىاء كالشرفاء

إذ الوطن العربي أصبح سجنا ، يمنع فيو الكالـ ، كالحاكم أحاط نفسو بعمالء ال كظيفة لهم إال التركيع كالقتل كإلصاؽ .التهم كأضحى كل مواطن مداف

: نحو قولو :االستفهاـ للتحسر

كيف تفوز النار بصدرم

كأنا أشكو البرد ؟

.. كيف سيومض برؽ الثأر بركحي

ما دمتم تخشوف الرعدا ؟

.. كيف أغنيي

الفصل الثاني أفعال الكالم

113

كأنا مشنوؽ أتدلى

(23ص ) من تحت حبالي الصوتية ؟

يظهر في تتابع ىذه االستفهامات التحسر ؛ فالمتكلم يتأسف كيتحسر على حالو ، كىو منذ ميالده ما ألف غير : فكاف من نتائج ىذا القيد . القيد

ال عزيمة كال شجاعة كال قدرة على الحراؾ-

الخوؼ المستشرم في كطن-

.فقداف األمل-

.كىي عوامل كافية لجعل المتكلم يتحسر على نفسو كعلى كطنو ، ألف كليهما ضحيية االستبداد كالجور

كتظهر القيمة التداكلية للتراكيب المتالحقة في توافق بناءىا مع أحاسيس المتكلم ؛ إذ ينتقل من صورة إلى أخرل ، كفي كل انتقاؿ تتعمق مشاعر الحسرة تجاه حالو كما حل بها ، كفي ىذا استدراج للمخاطب ، إلقناعو بموقف المتكلم

.كاستمالتو إليو

: نحو قولو :االستفهاـ للنصح

لماذا خلق اهلل يديك ؟

ألكي تعمل ؟

ال شغل لديك

ألكي تأكل ؟

ال قوت لديك

ألكي تكتب ؟

ممنوع كصوؿ الحرؼ

(444ص ) ! حتى لو مشى منك إليك

الفصل الثاني أفعال الكالم

114

إطالؽ االستفهامات في ىذا التراكيب ال يقصد منها طلب معرفة شيء مجهوؿ ، كإنما ىي حجة على المخاطب إلقناعو بالخطاب السيما أف كل استفهاـ متبوع بإجابتو ، كىذا فيو إلحاح من المتكلم على مقارعة المخاطب بالحجج

.التي ال يستطيع االعتراض عليها ، كدفع ما قد يتردد في نفسو من شكوؾ

فهو في مقاـ الناصح كالموجيو ، اقتناعا منو أف المخاطب ال يعي سوء حالو ، لذا ابتدأ بنصحو استدراجا لو إلقناعو :بالطلب الذم يرسلو الحقا في قولو

لقد سواىما كي تحمل الحكاـ

ألدنى قدميك.. من أعلى الكراسي

كلكي تأكل من أكتافهم

(454ص )كلكي تكتب بالسوط على أجسادىم (...)

: خركج االستفهاـ من معناه الحقيقي إلى معافت إنشائية أخرل - 2-أ

التمنيي : يخرج االستفهاـ كذلك إلى معافت إنشائية أخرل ، يقصدىا المتكلم من عبارتو اللغوية نحو خركجو إلى :التعجب ، األمر كمن شواىدىا في الديواف ما يلي

: نحو قولو :االستفهاـ للداللة على التمني

متى الثورة تشعل - 1ت

(190ص ) لترل عيني ، كىذا الليل يرحل ؟

(239ص ) !آفما آف لكم أف تنهضوا ؟ - 2ت

فمتى يا شاعرم - 3ت

تطفيء صحرائي احتراقا ؟

(332ص ) كمتى تدمل غاباتي انفجارا ؟

الفصل الثاني أفعال الكالم

115

التمني بأسلوب االستفهاـ يجعل من المخاطب شريكا في تحقيق فعل التمني ، خاصة كأف التمني بصيغتو المعركفة كىي القيمة التداكلية للتمني بأسلوب . يتعلق بالمتكلم كحده ، كأنو كذلك ال يحتاج لبذؿ جهد ذىني إلدراكو (ليت)

.االستفهاـ حين يصبح المخاطب شريكا في إنجاز فعل التمني

: نحو قولو :االستفهاـ إلنشاء التعجب

!نحن من أية ملة ؟ - 1ت

ظلنا يقتلع الشمس

! كال يأمن ظلو

دمنا يخترؽ السيف

(293ص ) ! كلكنا أذلة

تطلب البيعة مني ؟- 2ت

! من ؟ أنا ؟

يا سيدم أخجلت كبتي

(531ص ) ما أنا إال فراغ

: نحو قولو :االستفهاـ للداللة على األمر

يا شرفاء- 1ت

ىذه األرض لنا

فما لنا (...)

في البرد ال نلبس إال عرينا ؟

كما لنا

! في الجوع ال نأكل إال جوعنا ؟

الفصل الثاني أفعال الكالم

116

كما لنا نغرؽ كسط القار

في ىذه اآلبار

لكي نصوغ فقرنا

دفئا ، كزادنا ، كغننى

(95ص ) ! من أجل أكالد الزينى ؟

..كاسألوىا ، أم شيء يغسل العار - 2ت

ندل الوردة أـ جمر الوريد ؟

: كاسألوىا مرة أخرل

أجاءت ثورة من ثركة يوما ؟

(428ص ) ! كىل جاء انتصار بالبريد ؟

يعد األمر المستنبط من االستفهاـ ، كقعو أقول في النفس ، كمدعاة إلقباؿ السامع عليو كاالمتثاؿ لو ، ألف السامع .يكوف قد استدؿ عليو بذاتو كأدركو من مضموف االستفهاـ

كرد االستفهاـ بعد النداء كبعد أف عرض المتكلم في تراكيب متالحقة حقائق ال يختلف بشأنهػا مػع المخاطػب (1ت)ففي ، كىذا فيو استدراج للمخاطب ، السيما أنو ابتدأ تركيبو بالنداء كىو كفيل الستدعاء انتباه السامع كالتفاتو إلى الخاطب

ما يجعل السامع يسعى لفهم قصد المتكلم كتحصيل داللة التركيب ، باللجوء إلى عناصره . ككذا إغرائو ليقبل عليواألرض كما فيها من زرع كنفط ، أف الماضي )خاصة تلك اإلشارات كالتي منها . كمطابقتها مع الواقع المحيل عليوانهض ، كاسترجع أرضك كما فيها ، أعد ماضيك كحاضرؾ : ليستدؿ إلى مضموف األمر (كالحاضر بما فيهما ملك للشعب

.إليك

يكتسب األمر العديد من القيم التداكلية الرتباطو باالستعماؿ الفعلي للغة ، ما يؤشر إلى تعدد األغراض التي :األمر - ب .يدؿ عليها بصيغتو الدالة على الطلب في الحاؿ أك االستقباؿ كىو ما تعنى بو اللسانيات التداكلية

الفصل الثاني أفعال الكالم

117

، كمن ثم فاألمر ىو طلب على (1)((صيغة يطلب بها الفعل من الفاعل المخاطب ))كقد عرفو األسترابادم بأنو .كجو االستعالء كاإللزاـ ، كيشترط في المتكلم اآلمر أف يكوف ذا منزلة أعلى من المخاطب ليوفيق في إنجازية الفعل

األكؿ خركج األمر للداللة على الخبر كىو : كقد مكنت دراسة ديواف أحمد مطر من التمييز بين نمطين من األمر كثير الوركد في الديواف ، كالثاني خركجو إلى معافت إنشائية أخرل ، كىو قليل في الديواف ، كمن شواىدىا في الديواف ما

:يلي

: خركج األمر إلى معاف خبرية - 1-ب

النصح كاإلرشاد ، السخرية ، الوعيد ، التحقير ، التوبيخ : من أىم ىذه المعاني التي يخرج إليها األمر في الديواف :كىذه شواىدىا

: نحو قولو :األمر للنصح كاإلرشاد

تريد أف تمارس النضاؿ ؟- 1ت

تعاؿ

إغسل يديك جييدا من ذلة السؤاؿ

(أبي رغاؿ) لدل

ككف عن قتل عياؿ الناس

في مقصلة قصيدة

.. أك خنجر مقاؿ

! معتذرا بعيشة العياؿ

كاكفر بربي كافر

كاخرج على ديانة الرياؿ

تبرأت أنا: كقل

الفصل الثاني أفعال الكالم

118

.267 ، ص 2 ، ج1979 ، 2شرح الكافية ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ، ط: الرضي األسرتابادي ( 1)

من قادة بغاؿ

(255ص ) كساسة بغاؿ

أيها اللص الصغير - 2ت

إرـ شكواؾ إلى بئس المصير

كاستعر بعض سعير الجوع

كاقذفو بآبار السعير

كاجعل التيجاف تهوم

كاجعل العرش يطير

(154ص ) ىكذا العدؿ يصير

.داللة األمر على النصح كاإلرشاد في الديواف سمة غالبة عن باقي الدالالت التي يخرج إليها األمر

إف الشاعر قد نذر قلمو للدفاع عن المستضعفين كالمضطهدين ، كالدفع بهم إلى عدـ : كتداكليا يمكن القوؿ التفريط في حقوقهػم إنطالقا من إيمانو العميق أنو صاحب رسالة كملتـز بقضايا أمنو كىذا كفيل أف يجعلو في مقاـ الناصح ، السيما أنو يعيش في بالد الغرب كيرل شعوبها تتمتع بكامل حقوقها ، كىي التي كانت فيما مضى مستعبدة مضطهدة ،

ما يقوم عنده اإليماف بأف الشعوب العربية بإمكانها الخركج من ىذا النفق المظلم ، لهذا ال يتوانى في كل مناسبة من .إسداء النصح كالتوعية

جاعال من توجيهاتو . يأمر الكتاب كالشعراء أال يتنازلوا عن مبادئهم ، كأال ينساقوا إلى صف الظلم (1ت)إذ ىو في مبرر قوم يقدمو الشاعر ، لما تحيل عليو من قيم أخالقية إنسانية كفيلة لجعلهم (النضاؿ)دربا موصال للنضاؿ ، كلفظة

.يذعنوف لنصحو

حين يأمر اإلنساف البسيط الالىث كراء لقمة العيش إلى الثورة ضد الطغاة ، كىزي (2ت)كىي الحاؿ ذاتها في .عركشهم ليناؿ نصيبو كحقوقو من ثركاتو المنهوبة

.كما يالحظ على األكامر التي يرسلها الشاعر ، أنها مصحوبة بحجج أك معللة بغية إقناع المخاطب بها كاستمالتو إليو

الفصل الثاني أفعال الكالم

119

: نحو قولو :األمر للسخرية

فػتب من جنحة العيش كإنساف- 1ت

كعيش مثل النعامة

أنت في الحالين مقتوؿ

فمت من شدة القهر

(203ص ) ! لتحظى بالسالمة

أدع للحاكم بالنصر علينا- 2ت

يا مواطن

كاشكر اهلل الذم ألهمهم موىبة القمع

(222ص ) كإبداع الكمائن

كيف أكاسي المرزكئين- 3ت

؟ (رابين) بوفاة أخيهم

إمزح معهم

إمسح بالنكتة أدمعهم

إرك لهم طرفة تشرين

(449ص ) دغدغهم بصالح الدين

.تبقى السخرية دكما كسيلة الشاعر لالستخفاؼ كاالستهزاء بالواقع العربي ، كىذا ما يظهر بوضوح في ىذه التراكيب

في التركيب األكؿ نبرة ساخرة تعلو ىذه الكلمات ؛ ألف المتكلم حينما أطلق أكامره يعي جيدا أسباب النجاة في الوطن العربي فالسالمة تقتضي أف يكوف المواطن نعامة ، إذ يتوجب عليو الطاعة ، االستسالـ ، كمسايرة الحاكم ، ال يبدم

الفصل الثاني أفعال الكالم

120

رأيا كال موقفا ، كال يجب أف تكوف لو شخصية كىوية مستقلة عن النظاـ ، لتظهر مأساة أكبر ، فالموت يترصد الكل ، لذا .فالمتكلم يطلق عناف السخرية ناصحا اختيار طاعة أكلي األمر لضماف السالمة

كاألمر ذاتو في التركيب الثاني ، حين تظهر نبرة السخرية بصوت عاؿت مدكت ؛ احتقار شديد للحكاـ ، كنظرة تعلوىا شرارات الغضب كالمقت ، لذا لجأ إلى ىذا التعبير إمعانا في تشويو صورة الحاكم ، كتأكيدا على المجازر التي يرتكبها في

.حق شعبو

كفي التركيب الثالث تظهر سخرية المتكلم بجالء ؛ إذ ىو يسخر من الحكاـ العرب الذين فجعوا بوفاة إسحػاؽ رابين ، كراحوا يتباكوف عليو كيرثونو ، بدعول أنو رجل سالـ ، متناسين جرائمو في حق الفلسطينيين ، السيما أنو صاحب

يمسح دموعهم ، كالمزاح معهم حتى ينسوا مصابهم : سياسة تكسير عظاـ الشباب الفلسطيني ، لذا فالشاعر يرسل أكامره في فقيدىم ، كىي قمة السخرية كاالستهزاء السيما أنو يحاججهم بالتاريخ كيذكرىم بحرب تشرين كبطػوالت صػالح الدين

.، كفي ىذا إىانة صريحة لهم ، كتقزيمهم أماـ أنفسهم كالحط من قيمتهم أماـ شعوبهم

كتداكليا عرض الخطاب بأسلوب ساخر فيو لفتة مقصودة من المتكلم ؛ إذ ىو يخاطب عقل السامع ، كيدعوه لتأمل .كفي ىذا استدراج لو ، لقبولو بموقف المتكلم كاقتناعو بما يعرض عليو من حكم. الوقائع من حولو ليدرؾ ىوؿ المأساة

: نحو قولو :األمر للوعيد

خذكا حذركم أيها السابلة

سلوا األرض (...)

! عن مبدأ الزلزلة

(56ص ) سلوا عن جنوني ضمير الشتاء

في ىذا التركيب أكامر مرسلة لغرض الوعيد ؛ حيث لجأ المتكلم إلى مظاىر الطبيعة مستشهدا بغضبها ، متوعدا .الحكاـ بغضب عاـر يهز عركشهم

: نحو قولو :األمر للتحقير

يا دافنين رؤكسكم مثل النعاـ

تنعموا

الفصل الثاني أفعال الكالم

121

كتنقلوا بين المبادئ كاللقالق

(107ص ) كدعوا البطولة لي أنا

يتنعموا ، كيتنقلوا بين المبادئ كاللقالق كىي تشبيو ثافت ، كفي : بعد أف يشبو المتكلم مخاطبيو بالنعاـ ، يأمرىم أف ىذا تحقيػر كإذالؿ ؛ إذ ىم ال يستندكف إلى مرجعية فكرية ، كال قيم عندىم ، كال مبادئ بل منافقوف ، يتسابقوف نحو الحاكم لتحصيل منفعة مادية ، ككسب كدىم ، ككاف يفترض فيهم خالؼ ذلك ، السيما أنهم صفوة المجتمع ، فهم

فما كاف أماـ المتكلم . المثقفوف الواعوف ، لكنهم باعوا المبادئ كالقيم ، كراحوا يسارعوف في طلب رضا الحاكم كعطائو .إال أف يرسل طلبا بأف يدعوا البطولة لو كحده ، كفي ىذا إمعاف في تحقيرىم كاستصغار شأنهم

: نحو قولو :األمر للتوبيخ

نافق

كنافق

ثم نافق ، ثم نافق

ال يسلم الجسم النحيل من األذل

إف لم تنافق

(106ص ) نافق

؛ حيث إف (نافق)في ىذه األكامر المتتالية يستدؿ المخاطب على داللة التوبيخ ، السيما مع تكرار لفظة األمر منظومة القيم األخالقية ال تجيز إطالؽ ىكذا قيمة منبوذة أخالقيا مما يؤشر لداللة ضمنية ، خاصة أنها صادرة عن شاعر

.التوبيخ: يحمل لواء الدفاع عن القيم كالمبادئ متجها بها نحو من باعوا ىذه القيم كالمبادئ ، لذا كانت الداللة

: نحو قولو :األمر إلبداء السخط

!سلمت للوطن .. كال

كأعطني بو .. خذه

صوتا أسميو الوطن

الفصل الثاني أفعال الكالم

122

يا سيدم خذه بال شيء (...)

.. فقط

(249ص ) ! خليصني من ىذا الوطن

تتضافر أفعاؿ األمر في ىذه التراكيب ، لتحيل المخاطب على مشاعر السخط التي تعترم نفس المتكلم ؛ إذ ىو غاضب كساخط يرفض االنتماء إلى كطن يحـر أبناءه من الحرية ، كالكرامة ، كالعدالة ، كمن كل القيم اإلنسانيػة ، معلنػا

.براءتػو مػن ىػذا الوطػن طالبا الخالص منو

تداكليا ، تظهر أحاسيس المتكلم متوافقة مع بناء التراكيب ، كىذا ما يحدث تأثيرا في المخاطب كاستمالتو لموقف .المتكلم كتبنيي حكمو

: خركج األمر من معناه الحقيقي إلى معافت إنشائية أخرل - ب

الدعاء ، حيث إنو بخالؼ األمر يحصل '' الفتات '' من أىم المعاني اإلنشائية التي يخرج إليها األمر في ديواف حين يكوف المتكلم في منزلة أدنى من المخاطب ، مما يجعل عبارة األمر تحيل على الدعاء كذلك من المعاني اإلنشائية

: األخرل التي يخرج إليها األمر التمني كلكن كركده قليل جدا في الديواف كمن الشواىد ما يلي

: نحو قولو :خركج األمر للدعاء

ربي اشفني من مرض الكتابة- 1ت

أك اعطني مناعة

(204ص ) ألتقيي مباضع الرقابة

يا كاىب مملكة العقل - 2ت

مملكتي منفام كسجني

(221ص )خليصني مني .. أنقذني

الفصل الثاني أفعال الكالم

123

: نحو قولو :خركج األمر للتمني

اسمعوني قبل أف تفتقدكني - 1ت

يا جماعة

(12ص ) .. لست كذابا

ردكا اإلنساف ألعماقي - 2ت

كخذكا من أعماقي القردا

أعطوني ذاتي

كي أفني ذاتي

(26ص ) ردسكا لي بعض الشخصية

كرد النداء في ديواف أحمد مطر بكثرة بداللتو الحقيقية كىي طلب التفات المخاطب كإقبالو ، كما أنو يخرج :النداء - جمن معناه الحقيقي إلى معاني إخبارية ، باإلضافة إلى خركجو إلى معنى الدعاء كىو المعنى اإلنشائي الوحيد الذم يخرج إليو

:النداء في الديواف ، كىذه شواىدىا

النصح ، العتاب كاللـو ، التنبيو : من المعاني الخبرية التي يخرج إليها في الديواف :خركج النداء إلى الخبر - 1-ج :للحاؿ المؤلم ، االعتذار المدح ، التحقير ، كشواىدىا

: نحو قولو :النداء للنصح

أيها الشاعر ال تعجل

فإف الموت أعجل

يكفي.. أيها الشاعر (...)

فاعقل.. أيها المجنوف جاكزت مدل التعبير (...)

(192/193ص ) فاعقل..أيها المجنوف قد بالغت (...)

الفصل الثاني أفعال الكالم

124

: نحو قولو :النداء للعتاب كاللـو

يا كطني- 1ت

ضقت على مالمحي

فصرت في قلبي

ككنت لي عقوبة

يا قاتلي (...)

سامحك اهلل على صلبي

يا قاتلي

كفاؾ أف تقتلني

(37/38ص ) من شدة الحب

يا مهبط األنبياء.. يا أرضنا - 2ت

قد كاف يكفي كاحد

! لو لم نكن أغبياء

يا أرضنا

ضاع رجاء الرجاء

(44ص ) فينا كمات اإلباء

: نحو قولو :النداء لالعتذار

(36ص ) يا قدس معذرة كمثلي ليس يعتذر- 1ت

(53ص ) معذرة.. يا قدس يا سيدتي - 2ت

الفصل الثاني أفعال الكالم

125

: نحو قولو :النداء للمدح

يا من تعتصموف بحبل اهلل جميعا

يا أبناء الضفة يا أحرار (...)

(269ص ) يا أىل الجنة

: نحو قولو :النداء للتحقير

يا بغايا صحف الزيت

كيا أذناب أصحاب القركف

(251ص ) يا ذبابا ساقطا فوؽ الصحوف

: نحو قولو :النداء للتنبيو للحاؿ المؤلم

يا أيها اإلنساف

يا أيها المجويع ، المخويؼ ، المهاف

يا أيها المدفوف في ثيابو

يا أيها المشنوؽ من أىدابو

يا أيها الراقص مذبوحا

على أعصابو

(101ص ) يا أيها المنفي من ذاكرة الزماف

تعرض ىذه التراكيب المتتالية أخبارا عن كاقع مؤلم يعيشو اإلنساف العربي ، كمن ثم فهي قابلة أف يحكم عليها .بالصدؽ أك الكذب كالمخاطب قد يكوف غفال ال يدرؾ ما يعانيو

إشارة إلى الجانب المفقود عند المواطن العربي ، كىو ما يتضح في التراكيب الالحقة ، التي (اإلنساف)ابتدأ الخبر بػ تفصيل المعاناة كتبيين الحاؿ المزرم التي أفقدتو إنسانيتو ، كمن الناحية التداكلية ، فالشاعر لجأ إلى النداء كي ينبيو

الفصل الثاني أفعال الكالم

126

المخاطب إلى حالو ، كيعرض عليو ما غييب عن ذىنو كبذلك يستدؿ المخاطب إلى قصد المتكلم بتحليل الوحدات .اللغوية للتركيب ككذا االستعانة بمالبسات الحديث كالسياؽ الذم تحيل عليو ، كمن ثم تحصيل الداللة كىي التنبيو

: الغرض اإلنشائي الذم يخرج لو النداء في الديواف كمن شواىده كىو:خركج النداء إلى الدعاء - 2-ج

يا ربنا- 1ت

(159ص ) ! أنزؿ علينا الموت كالسلول

كطنا هلل يا محسن- 2ت

(403ص ) .. حتى لو بحلم

النهي محذك )): النهي مثالو مثاؿ األمر ، يكوف على كجو االستعالء كاإللزاـ ، كىذا ما أكرده السكاكي بقولو :النهي - د ، لذلك يتحقق النهي عندما يكوف المتكلم (1)((يكوف على سبيل اإلستعالء (ال تفعل)بو حذك األمر في أف أصل استعماؿ

.في منزلة أعلى تسمح لو بإصداره

: كرد بمعناه الحقيقي أكثر شيء ، أما خركجو إلى الخبر فهو قليل في الديواف منها '' الفتات '' كالنهي في ديواف :للنصح كاإلرشاد التحذير ، الرجاء كمن شواىدىا

: نحو قولو :النهي للنصح

ال تنتظركا منا أحدا

ال تثقوا في أحد منا

لن نأتي

(270ص ) لن نأتي أبدا

: نحو قولو :النهي للتحذير

ال تهاجر

.320مفتاح العلوم ، ص : السكاكي ( 1)

الفصل الثاني أفعال الكالم

127

ال تدع نفسك تدرم بنواياؾ الدفينة (...)

(83ص ) كعلى نفسك من نفسك حاذر

: نحو قولو :النهي للرجاء

ال تظني أنو مات انتحارا

ال تظني أنو دالية جفت

فلم تطرح ثمارا

ال تظني أنو حب كسيح

لو بو جهد على المشي لسارا

(335ص ) ال تظنيي

الفصل الثاني أفعال الكالم

128

من أىم ما يمكن استخالصو من ىذا المبحث ، الذم عني باألفعاؿ الكالمية من جهة أقسامها ، كصيغ تراكيبها ، :ثم األغراض تؤدييها ، بما يلي

التعبيرية ، اإليقاعية ، اإللتزامية ، اإلخبارية ، الطلبية ، إلى جوانب : تحيل األفعاؿ الكالمية بأقسامها المتعددة - من شخصية الشاعر ، كىذا ما يمكين قارئ الديواف من رسم صورة تقريبية لهذه الشخصية ، كيصبح إنجاز النص كآدائو

مرآة عاكسة لشخصية قائلو ؛ كىذا ما يتضح مع الشاعر أحمد مطر على امتداد نصوصو ؛ فهو شخصية متمردة على الواقع العربي ، يعاني لمعاناة المضطهدين ؛ كما أنو الغاضب الناقم من استبداد الحاكم حينا ، كخضوع الشعوب حينا آخر

، ليبرز جانب آخر من شخصيتو ؛ إذ ىو الناصح ، الواعظ ، الخبير بخبايا الواقع العربي ، الذم يحسن قراءة كقائع .التاريخ ، ليتنبأ بثورات كانتفاضات ىذه الشعوب المغلوبة

من أىم ما يمييز أغراض أفعاؿ الكالـ في الديواف ، ىو خركج دالالتها عن بنيتها إلى دالالت جديدة ، كلهذا قيمة - تداكلية ىامة ؛ إذ المتكلم يعويؿ كثيرا على فطنة المخاطب للظفر بالدالالت الضمنية للخطاب ، كإغراءه لإلقباؿ على

.السيما كأف اإلقناع ىو الهدؼ األساس الذم يرمي إليو الشاعر. النص كمن ثم استدراجو لموقف المتكلم

كمن ثم كاف لصيغ األفعاؿ الكالمية دكرا تداكليا في تحقيق مبدأ اإلقناع لدل المخاطب ، بالتأثير فيو كتعديل مواقفو خاصة مع ما يبدك في تركيبها فيما بينها ، فتارة تتجانس في صيغ بناءىا ، كتارة تختلف ، كفي ىذا إثارة لذىن . كأفكاره

المخاطب ، كدفع ما يتردد في نفسو من شكوؾ ، بل إف االنتقاؿ من صيغة تعبيرية ألخرل ، كمن فعل كالمي إلى آخر ىو .استدراج ضمني للمخاطب ، كمحاكلة للهيمنة عليو

"الفتات"خصائص التركيب الحجاجي في ديوان I - الفتات"الوجوه الحجاجية في تركيب في ديوان"

II -مظاهر االستدالل في التركيب الحجاجي

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

130

وغايتو (1)((سلسلة من األدلة تفضي إلى نتيجة واحدة ، أو ىي الطريقة التي تطرح بها األدلة ))يقـو الحجاج على درس تقنيات الخطاب التي من شأنها أف تؤدي باألذىاف إلى التسليم بما يعرض عليها من أطروحات ، أو أف تزيد في ))

.(2)((درجة ذلك التسليم

األوؿ قائم على صناعة الجدؿ ، لذا يعتمد على مبادئ المنطق : وكما مر في الفصل األوؿ ، فالحجاج قسماف وىو ما . ، فهو حجاج لساني بحت(3)(ديكرو)والفلسفة والبالغة ، والثاني ىو الحجاج اللغوي ، والذي يبرز في أعماؿ

، من خالؿ معرفة أسرار بنائها يهتم بو ىذا المبحث بشكل خاص ، إذ يعنى بدراسة التراكيب وبياف وجوىها الحجاجية .وتباينها ، وما يلـز عنها من إذعاف المتلقي للخطاب

والشعر بوصفو نصا إبداعيا محمال برسائل ومشاعر ، يرمي منها الشاعر إحداث التأثير في المخاطب واستمالتو ، ال يعدـ المظاىر الحجاجية فيو ، بل يقـو أساسا على الحجاج ، فالشاعر يهتم بأحواؿ مخاطبيو ، ويعنى بالسياقات المختلفة

للحديث ومالبساتو ، ويسعى لبناء تراكيبو وفقا ترتيب أحاسيسو ، وىذا ما يجعل دراسة الحجاج في النصوص الشعرية .حاجة ال غنى عنها

، التي تتسم تراكيبها بالحجاجية في بنائها ؛ فالشاعر جعل من '' الفتات '' وىو ما يبدو بوضوح في نصوص ديواف تراكيب نصوصو مرآة عاكسة ، لما يختلج في صدره من أحاسيس ، وما يشغل ذىنو من قضايا ، واضعا في اعتباره استمالة المخاطب إليو وإقناعو بآرائو ومواقفو ؛ ذلك أف نظرة شاملة لنصوص الديواف تكشف شخصية الشاعر بكل جوانبها ؛ بعده

معارضا ألنظمة الحكم في البالد العربية ، متمردا عليها ، متخذا من قلمو سالحا يرد بو بطش الحكاـ ، وينصر بو المضطهدين في بالد العرب ، وينطلق من إحساس عاـ ينتابو ؛ بأنو مسؤوؿ عن توعية الشعوب ، وإنقاذىا من براثن الظلم والرؽ ، متخذا أدوات عدة لإلقناع ، منها السخرية والتهكم ، راسمػا صػورا كاريكاتوريػة عػن واقػع عربػي مخػز ، وتشخيص

ىذا الواقع بكل تفاصليو ، مستقصيا كل عناصره الجزئية ، وذلك رغبة في استدراج المخاطب ، حتى يستسلم ويرضخ . لموقفو

.17احلجاج يف القرآن ، ص : عبد اهلل صولة (1) .27املرجع نفسو ، ص ( 2)

. وما بعدىا33املرجع نفسو ، ص : ينظر ( 3)

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

131

I - الفتات '' الوجوه الحجاجية في ديواف '':

يهتم ىذا المبحث بتراكيب الديواف ، من حيث انتظاـ الوحدات اللغوية داخلها ، وتآلفها فيما بينها ، وكذا من حيث .العالقات الناشئة بين التراكيب

وبناء تراكيب الديواف ، ال يشذ عن خصائص التركيب اللغوي عموما ؛ إذ تتسم بالزيادة حينا ، أو الحذؼ حينا آخر وذلك بحسب المقامات المتعددة التي ترد فيها ىذه (1)، وىو ما يسميو عبد اهلل صولة بالعدوؿ الكمي بالزيادة أو النقصاف

. التراكيب ، وارتباطها بأحواؿ المخاطبين ، وقصود المتكلم ، وىذا العدوؿ يؤشر لتعدد الوظائف التداولية لهذه التراكيب . وتحصيل الداللة العامة ، رىين اإلحاطة بكل حيثيات القوؿ ، وقدرة المخاطب على التأويل إلدراؾ قصود المتكلم

:ومن ىذه الوجوه الحجاجية لهذا العدوؿ بالزيادة أو النقصاف ، وكذا وظائفها التداولية ، من الديواف ما يلي

: من أشكالها في الديواف :الزيادة داخل التركيب ألبعاد حجاجية - 1

لما كانت عملية التواصل الحاصلة بين المتكلم والمخاطب تتم في ظروؼ معينة ، ولمقاصد وأغراض يتوخاىا :التوكيد - أ .المتكلم ، كاف ىذا سببا لتنوع األقواؿ واألساليب ، ألجل التأثير في المخاطب واستمالتو

ومن ذلك استخداـ التوكيد ألبعاد حجاجية ، وىو ما يهتم بو ىذا المبحث ، إذ يحاوؿ أف يقف عند أىم استخدامات التوكيد ، حين يدخل على التركيب ويجعلو تركيبا حجاجيا ، السيما وأف إلقاء الخبر مؤكدا أو غير مؤكد لو

.غاياتو المرتبطة بمالبسات الحديث وقصود المتكلم

يلجأ إلى (الشاعر)وبعد دراسة الديواف أمكن الوقوؼ على أىم المظاىر الحجاجية للتوكيد ، السيما وأف المتكلم التوكيد لتثبيت أمر في ذىن السامع ، إذا كانا يتقاسماف الحكم ذاتو ، وقد يرمي بالتوكيد إلى نفي حكم يعتقده المخاطب

:ومن ىذه المظاىر الحجاجية في الديواف . وإزالة ىذا اإلعتقاد

: تحصل حين يؤكد الشاعر حكما مخالفا في ذىن السامع نحو قولو :المخالفة

فأنكر خالق الناس- 1ت

ليأمن من خانق الناس

. وما بعدىا237احلجاج يف القرآن ، ص : عبد اهلل صولة : ينظر (1)

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

132

وال يرتاب في أمري

ألف الكفر في أوطاننا

(28ص ) ال يورث اإلعداـ كالفكر

دعوا صالح الدين في ترابو- 2ت

واحترموا سكونو

ألنو لو قاـ حقا بينكم

(47ص ) ! فسوؼ تقتلونو

مطلقا . في ىذه األحكاـ التي أطلقها الشاعر ، مخالفة لما يعتقده السامع ، كما أنو ينفي عنو الحكم الذي يدعيو .حكما جديدا ال يتقاسمو مع مخاطبو

يفند مزاعم مخاطبيو ، ويؤكد لهم خيانتهم لو قدر لصالح الدين أف يقـو بينهم في حين ىم يدعوف (1ت)في إلى (احترموا/ دعوا )في (الطلب)والءىم لو ، ويظهر البعد الحجاجي في التركيب من خالؿ اإلنتقاؿ من أسلوب اإلنشاء

.من تكثيف لداللة التوكيد (سوؼ)مع ما تضفيو األداة (ألنو لو قاـ)أسلوب الخبر المؤكد

، إذ ىو يطلق حكما ينفي بو اعتقاد السامع ، فيصبح الجهر بالكفر في بالد اإلسالـ ال (2ت)واألمر ذاتو في يبرز البعد . يؤدي للموت رغم كونو من الكبائر ، ولكن أف يجاىر المرء بفكره وآرائو المخالفة للسلطة فهذا مدعاة للموت

فالمخاطب يرسم في ذىنو أف الجهر بالكفر . بالد اإلسالـ ، الكفر ، الفكر: الحجاجي للتركيب المؤكد من خالؿ ثالثية كما . في وطنو ىو داعي للموت ، ليأتي حكم مناقض لما يذىب إليو ، وىو تشنيع من قبل المتكلم للواقع والنقمة عليو

.فيو تنبيو للسامع

وفيو ال يلغي الشاعر الحكم الذي يعتقده المخاطب ، وإنما يلجأ إلى تذكيره بما يقتضيو ذلك االعتقاد ، نحو :التذكير :قولو

إنهم قد جنحوا للسلم- 1ت

فاجنح للذخائر

ليعود الوطن المنفي منصورا

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

133

(86ص ) ! إلى أرض الوطن

فلو شاؤوا التحرر الستطاعوا- 2ت

ىم ضائعوف ألنهم

لم يدرسوا علم المالحة

ىم غارقوف ألنهم

لم يتقنوا فن السباحة

(457ص )ركنوا للراحة .. ىم متعبوف ألنهم

...أكل عيش - 3ت

... كسب قوت

إنو العذر الذي تعلكو المومس

(540ص ) !كوني شريفة : لو قيل لها

فقط الشاعر ىنا يذكر . في ىذه األحكاـ المؤكدة ال يختلف المتكلم والسامع بشأنها ، بل ىما يعتقداف ذات الحكم .مخاطبو بما يقتضيو اعتقاده ، ليجعل ذلك حجة عليو

يحيلو إلى الواقع الذي يعيشانو ، ويذكره بما فيو من استسالـ وخوؼ ، ليجعل ذلك الواقع حجة لتبرير (1ت)في .طلبو بالثورة والتمرد في سبيل استعادة الوطن

يعود ليذكرىم . بعد أف يعرض صورة إجمالية لحاؿ الشعب الذي يتناىبو ظلم الحكاـ والغرب معا (2ت)وفي مع ما يضفيو استخداـ التشبيهات من قيم . باألسباب التي جعلت منهم ضحايا ، فهم لم يأخذوا البتة بأسباب القوة والنجاة

بما يرسمو من مشهد حي يعج بالحركة ، ال بقصد اإلخبار . تداولية ، توحي للمخاطب أنو المسؤوؿ الوحيد عن مأساتو .وتقرير حقيقة ما ىو موجود

.فيذكره بضرورة ترؾ األعذار الواىية ، واحتراـ قداسة الورقة والقلم (3ت)أما في

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

134

ىو الكالـ المؤكد المرسل من قبل المتكلم إلى السامع ، والذي يتضمن فكرة ضمنية ىي المقصودة بالتوكيد ، :التضمين .(1)، فيفهم السامع ، أف من حق الصاحب أف يبسط عليو جناح الود ((إنما ىو صاحبك القديم )): في نحو توكيد قولنا

إف فشل كثير من أعماؿ )): وللتضمين حسب عبد اهلل صولو أىمية قصوى في نجاح عملية التواصل ، حيث يقوؿ الكالـ الضمنية في المحادثات اليومية يرد ، في نظرنا ، إلى عدـ تقاسم المتخاطبين في الغالب مفهوما دالليا واحدا من

: ، ومن شواىده في الديواف (2)((الكالـ الدائر بينهما

ألني شاعر حر- 1ت

وفي أوطاننا

يمتد عمر الشاعر الحر

إلى أقصاه بين الرحم والقبر

(30ص ) ! على بيت من الشعر

وأعطي عظيم اعتباري ألدنى عبارة- 2ت

ألف لساني حصاني

كما علموني

وأف حصاني شديد اإلثارة

(31ص ) وأف الشطارة في ربط رأسي بصمتي

وإذا تالشت صرختي - 3ت

وسط الحرائق كالدخاف

فألف صرخة شاعر

.288احلجاج يف القرآن ، من خالل أىم خصائصو األسلوبية ، ص : عبد اهلل صولة 1)

.289 املرجع نفسو ، ص (2)

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

135

(105ص ) ! ال تبعث الروح الطليقة في الرفات

:يظهر التضمين في ىذه التراكيب

( في أوطاننا)في قولو ( إف )أكد الشاعر على أمر حرص أف يبلغو لمخاطبو ، كونو شاعر حر ، وحذؼ أداة التوكيد (1ت)، فيصبح العيش في بالد العرب مرادفا للصمت ، وقبوؿ الحاؿ كما ىي ، بل (وألننا في أوطاننا)إذ سياقها يفترض قولو

.واإلشادة بها لمن يرجو حياة الرغد

.ذات األمر ، التزاـ الصمت ، ومواالة السلطة والغرب للعيش بسالـ (2ت)وفي

ما يشترؾ فيو مع مخاطبو أف األموات ال يجدي معها الكالـ أو النصح ، واألموات بالطبع ىم الشعوب العربية (3ت)أما التي ىي أجساد بال أرواح ، مع ما يضفيو التشبيو من تكثيف للداللة ، ألف فيو نقل ما ىو معنوي إلى عالم المحسوسات ،

.ما يشد انتباه المخاطب واستمالتو للخطاب حيث إف الصورة محسوسة يدركها مباشرة

إف قصر الصفة على الموصوؼ وبالعكس ، ليس إال تأكيد )): القصر من أساليب التوكيد ، ويقوؿ السكاكي :القصر- ب ، وفي اصطالح علماء المعاني يعني التخصيص أي تخصيص شيء بشيء ، ومن ثم يكوف للقصر (1)((للحكم على تأكيد

أبعاده الحجاجية ، ألف المتكلم باستخدامو ألسلوب القصر ، يرمي إلى تثبيت حكم يتقاسمو مع المخاطب في ذىنو أو أف .يغير من اعتقاده إف كاف يخالفو الحكم

وبعد دراسة الديواف ، اتضح أف الشاعر قد استخدـ القصر بأدواتو المختلفة لألبعاد الحجاجية المذكورة سابقا ، ومن : شواىده في الديواف

(7ص )بدمي ترسم لوحات شقائي - 1ت

نحن أموات - 2ت

(110ص ) وليست ىذه األوطاف إال أضرحة

الشعوب ؟- 3ت

( 297ص )ىذه األشياء ال تصلح إال للركوب (...)

.291مفتاح العلوم ، ص : السكاكي (1)

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

136

أنت ال تعمل - 4ت

.. إال عاطال عنك

! وال تأكل إال شفتيك

أنت ال تكتب بل تكبت

(444ص ) ! من رأسك حتى أخمصيك

نزعم أنا بشر - 5ت

! لكننا خراؼ

إنما.. ليس تماما

(463ص ) في ظاىر األوصاؼ

عندما أرنو لشعبي - 6ت

(507ض ) ال أرى إال الحمير

يعرض المتكلم (1ت)لهذه التراكيب أبعادىا الحجاجية ، ومن أىمها أف الشاعر يريد أف يغير اعتقاد مخاطبو ، ففي مع (نحن أموات)على المخاطب حالو ، وىو الذي يظن خالؼ ذلك ، إذ يستدرجو لقبوؿ رأيو ، بتظافر الجملة االسمية

.القصر ، وفي ذلك زيادة توكيد المؤكد ، ما يقنع المخاطب بمذىب المتكلم وتغيير سلوكو واعتقاده

ولما كاف الديواف موسوما بالسخرية ، وكاف القصر أحد أىم األساليب الحجاجية التي استخدمها الشاعر ، أصبح لما أرسل حكما بلساف الحاكم ذاتو (6ت)من ذلك . القصر الممزوج بنبرة السخرية ، أكثر حجاجا وإقناعا للمخاطب

: وأقر بنظرتو تجاه شعبو ، فيو استدراج إلقناع المخاطب السيما وأف الحكم المرسل قد ال يقبلو المخاطب ، إال أف تظافر .، كلها مؤكدات لموقف المتكلم (الحاكم)أسلوب القصر مع سياؽ القصيدة ؛ السخرية وإقرار المتكلم

.وىو شأف التراكيب الحجاجية بأسلوب القصر في الديواف

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

137

، ويكوف العطف باستخداـ (1)((العطف إشراؾ المعطوؼ في حكم المعطوؼ عليو ، حيث ينزؿ منزلتو )): العطف - ج .حرؼ من حروؼ العطف

منها نفي اعتقاد يعتنقو : ولهذا كاف للعطف أبعاده الحجاجية التي تظهر في الديواف ، وقد اتخذت أشكاال عدة المخاطب ، أو تثبيت حكم في ذىنو ، أو دحض شكوؾ قد تمأل نفس المخاطب ، ومن أىم أنواع العطف في الديواف

:عطف التفصيل ، باإلضافة إلى أنواع أخرى ال يعدمها الديواف ومن شواىده

: نحو قولو :عطف التفصيل

فكلها أنظمة شرعية - 1ت

جاء بها انتخاب

وكلها مؤمنة تحكم بالكتاب

وكلها تستنكر اإلرىاب

وكلها تحتـر الرأي

وليست ظالمة

وكلها

(75ص ) ! مع الشعوب دائما منسجمة

فإذا نبضك إطالؽ رصاص - 2ت

وأغانيك عويل

وأحاسيسك قتلى

وأمانيك أسارى

، ص 2002دالئل اإلعجاز فـي علـم املعانـي ، شكلـو وشرحـو وخـرج شواىـده وقـدم لـو ووضـع فهارسـو يسيـن األيـوب ، املكتبـة العصريـة ، صيـدا ، بريوت ، : اجلرجاين (1)

190.

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

138

وإذا أنت بقايا

من رماد وشظايا

(332ص ) تعصف الريح عصفا وتذروىا نثارا

تبرز القيمة الحجاجية لعطف التفصيل في التركيبين ، في إصرار الشاعر على استقصاء كل التفاصيل التي من شأنها جاء )تظافر الوصف المطلق على األنظمة في قولو (1ت)ففي . أف تؤدي بالمخاطب إلى االقتناع ، ومن ثم إجابة المتكلم

، فالمتكلم حرص على إظهار صورة كاملة لنظاـ ( منتخب)مع العطف ، باستقصاء كل ما توحي بو الصفة (بها انتخابحكم منتخب ، ليصل بالمخاطب إلى نتيجة منطقية وىي االنسجاـ بين السلطة والشعب وىي الحجة التػي يقػارع بػها

المخاطب ، والتركيب بكاملو إذا ما وضع في سياقو ، فيو إحالة على الواقع بأنو ليس بهذه الصورة بتاتا ، ما ينبئ بسخرية .ونقد الذع من المتكلم ، إذ ىو يعرض صورة مفترضة

.ومحصوؿ الداللة يحيل على واقع مخالف ، وىذا استدراج لطيف للمخاطب حتى يقتنع ويتجاوب مع المتكلم

: نحو قولو :عطف العاـ على الخاص

لم يكن من قبلهم رعب

وال قػهر

وال جرح

( 422ص ) وال قػتل

، إذ ينقل المتكلم السامع من دليل قريب (وال جرح)المعطوفة على (وال قتل): يظهر البعد الحجاجي للعطف في وإلقناع المخاطب أكثر ، يعطف . إلى آخر أبعد ، وذلك بعرض مشهد بشع أماـ المخاطب ، حين يصل الحاؿ إلى القتل

.فتتكثف داللة المعاناة الجسدية والنفسية (قهر)على ما ىو معنوي (القتل ، الجرح)المحسوسات

: نحو قولو :عطف الخاص على العاـ

فألقينا بباب الصبر آالفا من القتلى- 1ت

وآالفا من الجرحى

(33ص ) وآالفا من األسرى

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

139

ليصير أكثر مجرما- 2ت

ويصير أكثر آثما

ويصير أكثر مرىقا

ومنافقا

(543ص ) ومكذبا

على (مكذبا)وكذلك عطف (مجرما)على (آثما)العطف في ىذا التركيب يخالف العطف السابق ، حيث عطف وثانية تصريحا في (منافقا)وفي ىذا العطف تخصيص للمعطوؼ ، إذ ىو عطف خاص على عاـ ، مرة تضمينا في (منافقا) .إلحاحا من الشاعر على تخصيص داللة الكذب ومن ثم ذكرىا مرتين (مكذبا)

ألف المجـر كذلك يرتكب من اآلثاـ الكثير إذ فيو إلحاح على (مجرما)تصريحا بما يرتكبو من آثاـ وفي (آثما)وكذلك في .تأكيد الداللة لتقويتها لدى المخاطب وتثبيتها في ذىنو إلحداث اإلقناع واالستمالة

النعت أحد األشكاؿ الحجاجية في التركيب اللغوي ، إذ المتكلم يلجأ إليو حين يرغب في تغيير الحكم الذي :النعت - ديعتقده المخاطب لغرض استمالتو وإقناعو بالخطاب كما يقصد بو تثبيت حكم في ذىن المخاطب حينما يتقاسماف ذات

.االعتقاد

ذلك أف استخداـ النعت كفيل بجعل الحكم يثبت في ذىن المخاطب ، ألنو يذكر مرتين ؛ مرة في المنعوت ومرة في النعت ذاتو ، ويصبح حجة على المخاطب ألف فيو من التوكيد والتكرار ما يدفع التردد عن ذىنو ، السيما وأف المتكلم

'' الفتات '' وفي ديواف . حينما يلجأ إلى النعت يكوف في مقاـ الحديث ما يحتاج إليو ، لذا يكتسب ىذا البعد الحجاجي :كاف للنعت حضوره الدائم في جل القصائد ، ومن أشكالو

: نحو قولو :النعت المطابق للمنعوت في المعنى

فكلها أنظمة شرعية- 1ت

(75ص ) جاء بها انتخاب

أصحاب الذقوف- 2ت

(254ص ) أمراء المؤمنين الركع السجد

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

140

– رغم خطبي –وأباىي - 3ت

(296ص ) ! أنني أحمل درعا واقيا ضد الخطوب

( 403ص )والجوع زادي .. غربة كاسرة تقتاتني - 4ت

في ىذه التراكيب يبرز البعد الحجاجي للنعت ، في رغبة المتكلم الستمالة المخاطب والتأثير فيو للحصوؿ على ، ( جاء بها انتخاب)بالنعت الجملة ( أنظمة شرعية)يطابق بين المنعوت ونعتو ، حيث وصف (1ت)اقتناعو ، إذ ىو في

فهو كرر بالنعت ما قصده بالمنعوت ، ألف النظاـ الشرعي ىو النظاـ المنتخب ، فذكر على سبيل التكرار الطريقة التي .يكوف بها النظاـ شرعيا وىذا فيو إغراء للمخاطب لإلقباؿ على موقف المتكلم دوف تردد

، حيث كرر النعت مرتين ، ذلك لتتالي ( الركع السجد)بالنعت ( أمراء المؤمنين)إذ نعت (2ت)واألمر ذاتو في كما أف المنعوت يحيل إلى داللة النعت ذاتو ، وفي ىذا التكرار للداللة ، قيمة . (السجد)، (الركع)النعت المفرد في

.تداولية وىي اإللحاح على الداللة وتقويتها

.وكذلك باقي التراكيب التي يتطابق منعوتها مع نعتها

أف مجالو الداللي أوسع ، لما يتضمنو من استدالالت )): النعت في ىذه الحاؿ يتميز في :النعت لبياف حاؿ المنعوت ، ما يجعل المخاطب يذعن بيسر ويػقبل على موقف المتكلم دوف جداؿ ، ومن شواىده (1)((وشروح يقتضيها المقاـ

: الكثيرة في الديواف

نحن نفوس- 1ت

يأنف منها العار

ويخجل منها العيب

وتباىي فيها األمراض (52ص ) ويمرض فيها الطب

نحن وجوه فقدت ماء الوجو - 2ت

.189، ص '' بوابات النور '' خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي (1)

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

141

ونحن وجود ضيع أوراؽ اإلثبات (270ص ) نحن شعوب الزنزانات الكبرى

وىذا الوجود العظيم الحقير - 3ت

البصير الضرير

السميع األصم (348ص ) وجود عدـ

النعت الوارد في ىذه التراكيب ، يجعل من معنى المنعوت ينفتح إلى دالالت إضافية ألف النعت في ىذه الحاؿ لجأ ما يجعل المخاطب يرضخ لموقف المتكلم ، ويقتنع بالحكم . إليو الشاعر لتفصيل حاؿ المنعوت وبيانو بصورة أدؽ

.الصادر عنو

(نفوس)إذ نعت الشعب العربي (الواو)مع العطف بحرؼ (جملة)على نحو ما يظهر في التركيب األوؿ حين تظافر النعت بأوصاؼ متتالية معطوؼ بعضها على بعض ، إلشراكها في الحكم ، لتقوية الداللة ، وإلحاح من المتكلم لتبليغ قصوده

.للمخاطب

.والمخاطب أماـ ىذه الصورة المعروضة ال يملك إال أف يقبل بحكم المتكلم

المتتابع دوف عطف ، يشير إلى أف المتكلم قصد بتوالي الصفات (المفرد)واألمر ذاتو في التركيب الثالث ، فالنعت إلى زيادة معاني جديدة تحقيقا لفائدة داللية جديدة ، السيما وأف النعت المتتابع قائم على التضاد ، وكأف المتكلم يرمي

إلى الدفع بالمخاطب إلى فهم واع بحقيقة الوجود ، ذلك أف األشياء تعرؼ بأضدادىا ، ويكوف المخاطب أماـ مشهد .يدعوه لتمعن حاؿ المنعوت ، وىو إذ ذاؾ سيقبل بحكم المتكلم ويذعن لموقفو

من أشكاؿ اإلضافة داخل التراكيب التتابع والتتالي ، ويتم دوف حروؼ الربط المعروفة ، ويختلف : التتابع والتوالي - ىػ (1)''إلحاؽ فائدة زائدة '' التتابع عن العطف ؛ إذ العطف ىو إشراؾ المعطوؼ في حكم المعطوؼ عليو ، أما التتابع فهو

لتكوف حجة على المخاطب ، لما فيو من إلحاح وتقوية ، لغرض التأثير في المخاطب واستمالتو إلقناعو بالخطاب ، ومن :أشكالو الكثيرة في الديواف

: نحو قولو :تتابع األفعاؿ -

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

142

.190، ص '' بوابات النور '' خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي (1)

أقبع في زنزانتي - 1ت

أغالب انهياري

أوىمني بأنني عدت إلى صغاري

أزعم أف جاري

يقرع باب داري

(594ص ) أفرض أنو أتى يسأؿ عن أخباري

: نحو قولو :تتابع المبتدأ -

بصماتو لها صور

أنفاسو لها صور

أحالمو لها صور

المرء في أوطاننا

ليس سوى إضبارة

(67ص ) غالفها جلد بشر

: نحو قولو :تتابع المتعلقات -

ونعرب عن تعازينا- 1ت

(69ص ) !فينا ... لنا

وكأنني إذ جئت أقطع عن يدي- 2ت

(169ص ) على يديك يد القيود

أمريكا تطلق الكلب علينا- 3ت

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

143

(298ص ) وبها من كلبها نستنجد

: من أشكالها في الديواف :الزيادة بين التراكيب ألبعاد حجاجية - 2

تتضح القيمة الحجاجية للتكرار ، حين استخدامو من قبل المتكلم لتثبيت الحكم في ذىن المخاطب : التكرار - أ :وتمكينو في نفسو ، وقد ورد في الديواف بأشكاؿ عدة منها

: نحو قولو :تكرار لتعدد المخاطب المذكور -

يعدـ المنتفض - 1ت

يعدـ المعترض

يعدـ الممتعض

يعدـ الكاتب والقارئ

والناطق والسامع

(239ص ) ! والواعظ والمتعظ

.فالتكرار في ىذا التركيب أوجبو السياؽ بسبب تعدد المخاطبين

: نحو قولو :تكرار اإلحالة واإلشهاد -

أين الرغيف واللبن ؟- 1ت

وأين تأمين السكن ؟

وأين توفير المهن ؟

وأين من

( 206ص ) يوفر الدواء للفقير دونما ثمن ؟

لست أىتم - 2ت

بمن كاف معي أو كاف ضدي

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

144

لست أىتم بمن أترؾ بعدي

لست أىتم بمن يبكي دموعا

(245ص ) أو بمن يبكي دماء

، ويتضح البعد الحجاجي للتركيب في أنو يفضح مراوغة '' مفقودات '' التركيب األوؿ ورد مرتين في قصيدة ...الرغيف ، العمل ، الدواء : الحاكم وخيانتو لألمانة ، إذ ىو سئل مرة أولى عن

فأبدى حزنا وأسفا ألف كل شيء مفقود لدى المواطن ، ووعد بإصالح الحاؿ ، لكن وبعد عاـ بقي ذات السؤاؿ فالشاعر الذي بدوره سيؤكد . بتكرار التركيب يثبت للمخاطب أف الحاكم إنما يراوغ ويكذب ، ويحيلو إحالة مباشرة على الواقع

.الحاؿ

: نحو قولو :التكرار إلبداء الحسرة -

وأعطني بو.. خذه

صوتا أسميو الوطن

ثقبا بال شمع أسميو الوطن

قطرة إحساس أسميها الوطن

(249ص ) كسرة تفكير بال خوؼ أسميها الوطن

: نحو قولو :التكرار للذـ -

من بعدنا يبقى التراب والعفن

! نحن الوطن

من بعدنا تبقى الدواب والدمن

! نحن الوطن

إف لم يكن بنا كريما آمنا

ولم يكن محترما

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

145

ولم يكن حرا

(251ص ) !وال عاش الوطن .. فالعشنا

يحصل لما يورد الشاعر تركيبين متعاقبين أو أكثر وىذا التعاقب يقـو على التعارض بين تركيب سابق وآخر :التعارض - ب :الحق ، والمراد بو إيضاح الحكم وتأكيد موقف المتكلم من أجل التأثير في السامع ومن شواىده في الديواف

أه يا عصر القصاص - 1ت

بلطة الجزار ال يذبحها قطر الندى

ال مناص

آف لي أف أترؾ الحبر (88ص ) وأف أكتب شعري بالرصاص

ال يستطيع واحد- 2ت

حكم الماليين إذا لم يقبلوا حكمو

ويستطيع عندما

يكوف في خدمتو جيش وجندرمة

ونحن بالخدمة

(479ص ) !وربنا اللقمة .. قبلتنا معدتنا

في التركيب األوؿ يظهر البعد الحجاجي في تعارض مشهدين ؛ األوؿ تلك القناعة الراسخة لدى المخاطب والثاني تفنيد المتكلم العتقادات . بأف ىذه األنظمة قدر محتـو ، وأنو ال يستطيع الحراؾ إزاءىا وتغييرىا (الشعوب العربية)

المخاطب وإرساؿ حكم ؛ بأف ىذه األنظمة ال تػزاؿ بالصبر واالنتظار ، وإنما االنتفاضة والثورة عليها وحدىما الكفيالف .وما تحيل عليو من دالالت الثأر واالنتقاـ (القصاص)السيما مع استخداـ لفظة . بزوالها

وما يظهر في ىذا . وفي ىذا إيضاح لحكم المتكلم وإلحاح على موقفو ؛ رغبة في إقناع المخاطب واستمالتو إليووكأنو يقنع ذاتو بأف الثورة (المونولوج)التركيب أف الداللة المقصودة ضمنية ؛ حيث إف المتكلم لجأ إلى الحوار الداخلي

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

146

وحدىا ىي سبيل الخالص ، في حين أف الخطاب موجو إلى الشعوب العربية ، وفي ىذا استدراج للمخاطب للمشاركة في .إنتاج الداللة المقصودة من قبل المتكلم ، ما يحدث التأثير السريع عليو

واألمر ذاتو في التركيب الثاني ؛ إذ المخاطب يعتقد أف الحاكم بسط سطوتو ، واشتد بأسو لقوتو وجبروتو ، لكن المتكلم يفند ىذا اإلعتقاد ؛ معلال أسباب سطوة الحاكم ، لضعف الشعوب وقبولها أف تقاد كاألنعاـ ، بل أنها سخرت

.للحاكم نفسها حتى يستعبدىا دوف مقاومة أو رفض منها

ىو زيادة في التركيب لغرض التفصيل ، ويرمي المتكلم من استخدامو إلى إقناع المخاطب واستمالتو ، إذ :التقابل - ج : يقابل بين معنى تركيب وآخر ، شرحا وتفصيال أو التقابل بالعكس ، ومن أشكالو في الديواف

: نحو قولو :التقابل بالشرح والتفصيل -

موتى بنعش واسع- 1ت

يدعى الوطن ..

! أسمى سمائو كفن

بكت علينا الباكية

(73ص ) وناـ فوقنا العفن

لو وقع الخالؼ فيما بيننا- 2ت

نحسمو في جدؿ قصير

أنا أقوؿ كلمة

وىو يقوؿ كلمة

.. وإنو من بعد أف يقولها

يسير

وإنني من بعد أف أقولها

(284ص ) ! أسير

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

147

: نحو قولو :التقابل بالعكس -

متطرفوف بكل حاؿ

إما الخلود أو الزواؿ

إما نحـو على العال

(294ص ) !أو ننحني تحت النعاؿ

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

148

:تنوع الظواىر اللغوية ألبعاد حجاجية - 3

تنوع الظواىر اللغوية ، حيث ينتقل الشاعر من أسلوب تعبيري '' الفتات '' من خصائص التركيب اللغوي في ديواف ولكل من ىذه الظواىر اللغوية أبعادىا الحجاجية . التقديم والتأخير ، وكذلك الحذؼ: إلى آخر مختلف عنو ، ومن ذلك

، التي يرمي من خاللها المتكلم إلى إقناع المخاطب واستمالتو باللجوء إلى التغيير في بناء التراكيب ، ما يجعل منها متنوعة البناء منسجمة مع السياقات الواردة فيها ، وإذ ذاؾ يصبح تنوع التراكيب حجة على المخاطب لإلذعاف للمتكلم

:وقبوؿ موقفو دوف تردد إزاء ما يطرح عليو من أحكاـ ، ومن شواىد ىذه الظواىر في الديواف ما يلي

تقديم وتأخير الوحدات اللغوية داخل التركيب ، مرتبط أساسا بمقاصد المتكلم ، وما يرمي إليو من :التقديم والتأخير - أإحداث التأثير على المخاطب وإقناعو بما يعرض عليو ، واستمالة مشاعره ومواقفو نحوه دوف أف يعارضو ، ومن أىم

:أشكالو في الديواف

وىو من أكثر ما يقصده المتكلم ، بتقديم وتأخير الوحدات اللغوية داخل التركيب ، السيما تقديم :بياف الحاؿ وإظهاره - :متعلقات الفعل أكثر شيوعا في الديواف لبياف الحاؿ وتفصيلو نحو قولو

وعلى أوتار جوعي - 1ت

! يعزؼ الشبعاف ألحاف الحماسة

( 7ص ) بدمي ترسم لوحات شقائي

إذ رآني - 2ت

(13ص )صامتا أشكو ىواني (...)

في أوؿ الليل - 3ت

رأيت شاعرا يناضل

في آخر الليل (...)

(48ص ) رأيت شاعرا يرسف بالسالسل

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

149

في يقظتي يقفز حولي الرعب- 4ت

( 115ص ) في غفوتي يصحو بقبلي الرعب

راكضا كنت- 5ت

(389ص ) وكانوا من ورائي يركضوف

إذ يعرض صورة تشخص موقفا يرغب . تشترؾ ىذه التراكيب في تقديم ما حقو التأخير ، وذلك لبياف الحاؿ وتفصيلو .في استمالة المخاطب إليو وإقناعو بو

بيانا لضعفو وخوفو من بطش الحاكم ، وكذلك الحاؿ في التراكيب التي ( صامتا)تقديم الحاؿ (2ت)في نحو / في أوؿ الليل )قدمت فيها متعلقات الفعل ، حيث يبدو اىتماـ المتكلم بعرض وبياف زمن الحدث أكثر من حدوثو في

، والسامع ( بدمي/ على أوتار جوعي )، وعنايتو بذكر موضع األلم فيو في قولو (في غفوتي/ في يقظتي / فػي آخر الليل .إزاء ىذه الصورة المفصلة يػقبل على موقف المتكلم ويتعاطف معو إزاء ما يالقيو

: نحو قولو :االىتماـ بالمتقدـ -

الثور فر من حظيرة البقر- 1ت

(24ص ) الثور فر

أمريكا يدىا عليا - 2ت

ألنا ما بأيدينا يد

(298ص ) زرع الجبن لها فينا عبيد

(318ص ).. آتني يا حلم بالمجمرة اآلف - 3ت

في ىذه التراكيب يهتم الشاعر بأمر المتقدـ ، سعيا منو لجلب انتباه المخاطب إليو وبيانا لو لقيمتو الحجاجية في مرتين في التركيب ، وذلك تثبيتا الىتمامو بو ، والمقطع حين وضعو في ( الثور)يقدـ الفاعل (1ت)التركيب ، إذ ىو في

سياقو التاريخي يحيل إلى توقيع اتفاقية السالـ بين مصر وإسرائيل وعندىا يدرؾ المخاطب حجة المتكلم في تقديم الفاعل . لما تمثلو مصر من قيمة معنوية لدى العرب

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

150

على متعلقات الفعل وفاعلو ، عناية منو بما آؿ إليو الحاؿ من ( الجبن )لما قدـ المفعوؿ بو (2ت)وذات األمر في كذلك الحاؿ لباقي التراكيب ، فالمتكلم حريص أوال بهذا . جبن وىواف ، و ىي النتيجة المحتومة لمن يولي أمره لغير أىلو

.التقديم على جلب اىتماـ المخاطب إليو ليبدأ في تفصيل وشرح أمر المتقدـ

للحذؼ أبعاده الحجاجية ، وكما أشار البالغيوف العرب أف الحذؼ يكوف أبلغ من الذكر متى اقتضى :الحذؼ - ب :المقاـ ذلك ، ولو في الديواف وجوه منها

: نحو قولو :حذؼ الفعل لداللة السياؽ عليو - أ

ممن ؟ لمن ؟- 1ت

من أجل من نجأر بالشكوى ؟

كيف ، ونحن المدعي ،

(158ص ) والمدعى عليو ، والدعوى ؟

نحن من أين ؟- 2ت

إلى أين ؟

وماذا ؟ ولماذا ؟

نظم محتلة حتى قفاىا

! وشعوب عن دماىا مستقلة

(293ص ) وجيوش باألعادي مستظلة

ممن نشتكي ؟ : وتقدير الكالـ (كيف) (لمن ؟) (ممن ؟): يقع الحذؼ في التركيب األوؿ بعد أسماء االستفهاـ .لمن نشتكي ؟ كيف نشتكي ؟

الشاعر في سياؽ المشتكي الذي تداعت عليو المآسي واآلالـ ، ولم يجد من يصغي لشكواه ، وتظهر حيرتو وىو يتساءؿ كيف يشتكي ، والشاكي والمشتكى عليو والشكوى واحد ؛ إذ يعكس تتابع االستفهامات حالة القلق والالفهم التي

ألمت بالشاعر ، لذا كاف الحذؼ ، ألف المحذوؼ ، وىو معلـو لدى المخاطب ، لداللة السياؽ وبناء التراكيب عليو . السيما أف بنية التركيب توافقت مع أحاسيس المتكلم ، وفي ىذا إقناع للمخاطب ويكوف التأثير أقوى في نفسو

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

151

:إذ يقع الحذؼ بعد : واألمر نفسو في التركيب الثاني

نحن من أين أتينا ؟: نحن من أين ؟ تقديره (1

وما شابو ذلك ؟ (ذاىبوف) (متجهوف)إلى أين : إلى أين ؟ تقديره (2

ماذا تفعلوف ؟: وماذا ؟ تقديره (3

وما شابو ذلك ؟ (خاضعوف) (مذعنوف) (ساكتوف)لماذا : ولماذا ؟ تقديره (4

وتبرز القيمة الحجاجية للحذؼ في ىذا التركيب ، في تمكين المخاطب من االستدالؿ على المحذوفات من خالؿ عدة خيارات متاحة لو ، وتبقى ىذه الخيارات مرتبطة بسياؽ الخطاب ، ما يكوف أجلب لإلقناع وأكثر تأثيرا على

.المخاطب

: نحو قولو :حذؼ المبتدأ لداللة السياؽ عليو - ب

..ظاميء - 1ت

والظمأ الكاسر مني ينهل

.. جائع

(321ص ) ! لكنني قوت المحن

في زمن األحرار - 2ت

أصابعي تخاؼ من أظفاري

في زمن القبض على الجمر (...)

وسطوة العبد على الحر

والقهر في الجو

( 77ص )قرأت شعري صامتا (...)

جائع خبر لمبتػدأ محذوؼ : أنا ، وكذلك الحاؿ مع : ظاميء وىي خبر لمبتدأ محذوؼ تقديره : يقع الحذؼ في .أنا جائع: تقديػره

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

152

وتظهر القيمة الحجاجية للحذؼ أف المخاطب يحاؿ إلى سياؽ الحاؿ الذي يشير إلى المحذوؼ ويكوف إزاء ذلك أماـ صورة لتوصيف حاؿ المتكلم ، فيستدؿ على المحذوؼ ، كما أف الحذؼ في ىذه الحاؿ أبلغ من الذكر ، ويصبح

.الخطاب وقعو أقوى في نفس المخاطب فيحصل التعاطف مع المتكلم

في زمن القبض على )وكذلك (في زمن األحرار)وذات الحاؿ مع التركيب الثاني ، إذ الحذؼ واقع قبل شبو الجملة أنا ، ويدؿ عليو سياؽ الحاؿ ، فالمتكلم يصف حالو ويفصح عما يختلج في نفسو من مشاعر : وتقدير المحذوؼ (الجمر

الخوؼ ، والفزع التي باتت تحاصره ، والقرينة التي تدؿ على المحذوؼ ىي سياؽ الحاؿ ، وكذا الصورة التي تنقل وذلك ما يحدث في نفسو االقتناع . للمخاطب حقيقة المحذوؼ ، فيستدؿ عليو بعد اإللماـ بتفاصيل الصورة الكلية

.والميل لموقف المتكلم

: نحو قولو :حذؼ للتحقير - ج

... يطمع في جنات تجري

(182ص ) حين يطيع ولي األمر

الحذؼ مقصود لغاية التحقير ، وتظهر القيمة الحجاجية باستحضار النص القرآني ؛ إذ فيو الكثير من اآليات التي تشير إلى نعيم الجنة ، وتكوف ثوابا لمن يطيع اهلل ورسولو ، لذا لجأ المتكلم إلى ىذه الحجة ، إلقناع المخاطب بالحكم

الذي يعتقده ؛ إذ العطاء والمنح يكوف من نصيب الذي يهتف بحياة الحاكم ، ويدافع عنو ولو على حساب الحق .والمبادئ ، وىذا استخفاؼ وتهكم ضمني للذين ال يخجلوف من مناصرة الحاكم المستبد في سبيل تحصيل مقابل مادي

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

153

II - مظاىر االستدالؿ في التراكيب الحجاجية:

إذ يقدـ رؤية تقـو على تبياف الكيفية التي ))مراتب الكالـ البليغ ؛ '' مفتاح العلـو '' شرح السكاكي في كتابو يتدرج بها المتكلم من بنية إلى أخرى ، وعدولو عنها إلى غيرىا ، حرصا منو على تبليغ داللة مقصودة بذاتها ، وإظهار

.(1)((الدليل في كالمو عليها

ويحصل ىذا االنتقاؿ باالستدالؿ ؛ الذي يعد أىم سمات الدرس الحجاجي ، ألف بناء التراكيب وتحصيل داللتها يقـو أساسا على مبدإ االستدالؿ ، ذلك أف المخاطب يحصل الداللة بناء على سلسلة العمليات االستداللية التي تمكنو

.من اإلحاطة بقصد المتكلم ، من خالؿ االستناد إلى الحجج التي يسوقها المتكلم في خطابو

:'' الفتات '' مراحل االستدالؿ في تراكيب ديواف - 1

النص الشعري أحد الوسائل التعبيرية التي يقصد منها المتعة الفنية ، وألنو رسالة إنسانية فهو يوجو أفكار وعواطف وسلوؾ المخاطب بما يحدثو من تأثير على النفس ، لذا ال يخلو أي نص إبداعي من مظاىػر االستدالؿ فػي بنػاء تراكيبػو ،

.وسوؽ الحجج ، في بناء متكامل متراص

، شواىد حية لمراحل االستدالؿ واالنتقاؿ بين البنى وكذا طريقة عرض الحجج '' الفتات '' وتمثل نصوص ديواف :وتقديمها للمخاطب ، بكيفية منتظمة متسقة ، تترابط أجزاؤىا فيما بينها ، ومن شواىده في الديواف

:قولو

فكلها أنظمة شرعية

جاء بها انتخاب

وكلها مؤمنة تحكم بالكتاب

وكلها تستنكر اإلرىاب

وكلها تحتـر الرأي

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

154

وليست ظالمة

. وما بعدىا222مفتاح العلوم ، ص : السكاكي : ينظر ( 1)

وكلها

(75ص ) ! مع الشعوب دائما منسجمة

في ىذه التراكيب المتعاقبة ، يظهر االستدالؿ في االنتقاؿ التدريجي من صورة إجمالية عامة ، إلى صور جزئية تفصيلية وألف السمة الغالبة على نصوص الديواف السخرية والتهكم ، اللذاف يرسماف صورا كاريكاتورية عن واقع عربي مزر

يتظافر األمراف في بناء داللة التراكيب ؛ يبدأ المتكلم خطابو معوال على فطنة المخاطب ، لتحصيل الداللة الضمنية ، والتي تظهر مخالفة لداللة بنية التراكيب ؛ فاألنظمة تكتسب شرعيتها بآلية االنتخابات ، وفي ىذا حجة على المخاطب ،

تكفيو إلدراؾ ال شرعية الحاكم العربي وسلطتو على شعبو ، السيما أف المتكلم يتشارؾ مع مخاطبيو في ىذه القناعة ، وبذلك تكفي ىذه اإلشارة لتحدث استجابة لدى المخاطب للطلب الضمني ، بالثورة والتغيير ، وأف تكوف ىناؾ سلطة

.بديلة شرعية نابعة من اختيار الشعب

وينتقل المتكلم في عرضو التدريجي لمزايا النظاـ المنتخب الديمقراطي ، إغراء للمخاطب ودفعو أكثر لالستجابة :للطلب ويكوف أكثر حجة وإقناعا ذلك أنو في ظل ىذا النظاـ

من أبعاد حجاجية ؛ إذ ىي سلطة (اإليماف)يكوف الحكم بالكتاب ، ألف السلطة مؤمنة ، لما تحيل عليو لفظة - ورعة تقية ، تخاؼ اهلل في محكوميها ، فترعى لهم حقوقهم ، وتحفظ لهمم ثرواتهم ، ألف مرجعيتها كتاب اهلل ، فيكوف

الكل سواء أماـ سلطة القانوف ، وىذه حجة دينية قوية ال يعترض عليها أحد ، حتى في المجتمعات العربية متعددة .الديانات ؛ اإلسالمية والمسيحية

.وألنها أنظمة مؤمنة ؛ فهي بالتأكيد ترفض اإلرىاب وتنبذه ، وال ترضاه لشعوبها-

وتصبح إذ ذاؾ ؛ حرية الرأي مكفولة لكل مواطن ، ولكل صوت معارض للسلطة ، فال قمع وال اضطهاد وال نفي - .، فالوطن يسع كل أبناءه

.وىذا ما يحقق االنسجاـ بين الحاكم والمحكـو ، ويؤدي إلى المصالحة-

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

155

في ىذا العرض التدريجي ، واالنتقاؿ من مشهد عاـ إلى مشاىد جزئية ؛ تكوف الحجة ىي سبيل المتكلم لإلقناع والتأثير ، كونها معروضة بكيفية منظمة ، ساقها المتكلم في بناء مشق مع تدرج التراكيب السيما أف الواقع الفعلي مغاير

. تماما لما ىو معروض أماـ المخاطب ، وتصبح إذ ذاؾ دعوة لنقل ما ىو افتراضي إلى الواقع المعيش

ومن جانب آخر تظهر القيمة الحجاجية للخطاب الساخر ؛ في إثارة مشاعر المخاطب ، ودفعو للتأمل واستقصاء .حقيقة الواقع المغضوب عليو من قبل المتكلم

:وأيضا من النصوص الكثيرة ، التي بني فيها االستدالؿ من العاـ إلى الخاص قولو

يا أيها اإلنساف

يا أيها المجوع ، المخوؼ ، المهاف

يا أيها المدفوف في ثيابو

يا أيها المشنوؽ من أىدابو

يا أيها الراقص مذبوحا

على أعصابو

يا أيها المنفي من ذاكرة الزماف

(101ص ) شبعت موتا فانتفض

ذات األمر في بناء ىذه التراكيب ، حيث تم االنتقاؿ من صورة عامة على صورة جزئية ؛ يبدأ الخطاب بتوجيو نداء ؛ والقصد بو اإلنسانية كقيمة معنوية تتجسد فيها روح اإلنساف ، الذي كفلت لو القوانين اإللهية والوضعية حقوؽ (لإلنساف)

السيما أف المتكلم يلتفت بعدىا : مادية ومعنوية ، وىي حجة أخالقية قوية على المخاطب ، ال يوجد إزاءىا إال اإلذعاف ليوجو نداؤه إلى من حرـ من عطاء اإلنسانية ، وفي ىذا انتقاؿ من صورة بعيدة مفترضة إلى صورة مشوىة عن الوجود

المجوع ، المخوؼ ، المهاف ؛ إذ ىو تتابع دوف عطف ، بقصد : اإلنساني العربي الذي أضحى مستعبدا ، فيخاطبو بػ االنتقاؿ من صورة إلى صورة وال تشترؾ أي منها مع األخرى ، لزيادة فائدة الكالـ ، وحتى يكوف وقعو في النفس ، بهذه الصور المتتابعة دوف عطف ، مع مقارعة المخاطب بحجة أخالقية ؛ عند اىتمامو بالبعد المعنوي النفسي ، أكثر من البعد

المخوؼ ، المهاف ، المشنػوؽ ، الراقص : أما البعد المعنوي فيظهػر في (المجوع)المادي ؛ إذ أشار إلى البعد المادي في مذبوحا ، المنفي من ذاكرة الزماف ، إلحاح على الصورة الحقيقية لإلنساف ؛ إذ ىو كياف نفسي ، يحيػا بقيػم روحية ال

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

156

جسدية ، وىذا الوجود اإلنساني الفعلي يفتقده المواطن العربي ، لمصادرة الحاكم الطاغي المستبد لقيم اإلنسانية من كينونة العربي ؛ وإذ ذاؾ يكوف وقع الخطاب على المخاطب أقوى في النفس ومدعاة إلحداث استجابتو ، لذا كاف الطلب

مؤجال بعد حين ، حيث يكوف المخاطب قد تهيأ ذىنو لتقبل الطلب الصريح ، باالنتفاضة على من كاف سببا في ضياع .إنسانية المواطن العربي

واالستدالؿ بين تراكيب النصوص ال يكوف في اتجاه واحد ، بل قد يكوف عكسيا ، إذ ينتقل المخاطب في :استدالالتو من الخاص إلى العاـ ، ومن صورة جزئية إلى صورة عامة نحو قولو

خلق المواطن مجرما حتى يداف

والحق ليس لو لساف

والعـز ليس لو يداف

والسيف يمسكو جباف

ويد معنا ودمائنا سقط الكياف

باف (82ص ) فبأي آالء الوالة تكذ

فالشاعر في ىذه التراكيب ، يبدو مهموما لحاؿ المواطن والوطن ؛ لذا يعرض شكواه ويظهر الحاؿ المهين التي عليها الوطن وأىلو ؛ فالمواطن دوما متهم مداف تحـو حولو الشكوؾ والحق مغيب ألف المظالم كثيرة والباطل لو سطوة

على حياة المواطن العربي ، ويتأزـ الحاؿ بغياب النية الصادقة واإلخالص في الدفاع عن الوطن وحمايتو من األعداء .والمعتدين الطامعين في ثرواتو وخيراتو

.بفعل تواطؤ الحاكم ضد أبناء شعبو ، وألف األمر كذلك فالسالح في يد غير أمينة ، خائنة

لينقلنا المتكلم إلى . لذلك كاف سقوط الوطن في يد اللصوص ، وعلى أنقاض المواطن تتمنع القلة وتشقى الباقية الغالبةالصورة العامة ؛ إذ المأساة كامنة في وجود ىذا الحاكم وأذنابو المسلطين على رقاب المواطنين ، ويقوي حجتو على

باف )): المخاطب باستحضار النص القرآني في قولو تعالى ، إلحاحا على قصده ، وتثبيتا (1) ((فبأي آالء ربكما تكذلموقفو في ذىن المخاطب ، ودفع ما يساوره من شكوؾ تجاه الخطاب المعروض عليو ؛ بأف العلة ىي في وجود الحاكم ،

:فمتى زاؿ ، زالت مآسي الشعب وتتعدد النصوص التي تسير وفق ىذه الوتيرة في عملية االستدالؿ نحو قولو

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

157

.531ص / سورة الرمحن ( 1)

في يقظتي يقفز حولي الرعب

في غفوتي يصحو بقلبي الرعب

يحيط بي في منزلي

يرصدني في عملي

! يتبعني في الدرب

ففي بالد العرب

كل خياؿ بدعة

وكل فكر جنحة

(115ص ) ! وكل صوت ذنب

يظهر االستدالؿ في ىذه التراكيب المتتابعة ، في العرض التدريجي الذي حرص عليو المتكلم ؛ إذ ىو يعرض حالو .يقظتو ، غفوتو ، منزلو ، عملو ، دربو: ويروي مأساتو مع الرعب الذي أضحى رفيقا دائما لو يرافقو في

د طريقا لالستدالؿ على الواقع العربي ؛ إذ الخياؿ بدعة ، والفكر جنحة ، والصوت ويكوف المتكلم بهذا التفصيل قد موصوت ذنب ، وفي ىذا استدراج للمخاطب ، باالنتقاؿ من مشاىد جزئية تبين حاؿ المتكلم ليوصلو إلى صورة أبعد

تتجاوزه ؛ فكل ممارسة فكرية مدانة ، ألف الفكر المعارض وحرية التعبير ، وإبداء الرأي ، جريمة ال تػغتفر لمن يرتكبها ، .فال صوت يعلو فوؽ صوت الحاكم

:مظاىر االستدالؿ وأشكالو في التراكيب - 2

استخداـ النصوص القرآنية في الديواف كثير ، وذلك إما اقتباسا أو تضمنيا ، ولهذا :استحضار النص القرآني - أ : االستخداـ وظيفتاف تداوليتاف

تشير إلى ثقافة الشاعر وانتمائو الديني العقائدي: األولى -

استخداـ النص القرآني حجة إلقناع المخاطب واستمالتو ، ذلك أنو مما يػقبل عليو المخاطب وال يجادؿ فيو : الثانية - : كوف المتكلم والمخاطب يتقسماف االعتقاد الديني ذاتو ومن شواىده

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

158

: ، في (1) ((سبحاف الذي أسرى بعبده ليال من المسجد الحراـ إلى المسجد األقصى)): قولو تعالى -

فسبحاف الذي أسرى

بعبد الذات

من صبرا إلى مصرا

(34ص ) ! وما أسرى بو للضفة األخرى

: ، في (2)((جنيا رطبا عليك تساقط النخلة بجذع إليك وىزي)): قولو تعالى -

ىزي إليك بجذع مؤتمر

: يساقط حولك الهذر

عاش اللهيب

(37ص ) !ويسقط المطر ..

: ، في (3)((أفسدوىا قػرية دخلوا إذا الملوؾ إف قالت )): قولو تعالى -

: ويكتب فوؽ الخرائب

.............. '

( 50ص )' إذا دخلوا قرية أفسدوىا

ـ البحر في المنشآت الجوار ولو )): قولو تعالى - ها من كل )): ، وقولو تعالى (4)((كاألعال قى، فاف عليػ ذو ربك وجو ويػبػـ الجالؿ : ، في (5)((واإلكرا

.1/ سورة اإلسراء ( 1)

.25/ سورة مرمي ( 2) .34/ سورة النمل ( 3)

.24/ سورة الرمحن ( 4)

.27 / 26/ سورة الرمحن ( 5)

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

159

الكل فاف

ذي الجاللة واللجاف' ربك ' لم يبق إال وجو

فبأي آالء الوالة تكذباف (...)

(80ص ) ولو الجواري الثائرات بكل حاف

: ، في (1)((قتلت ذنب بأي سئلت الموءودة وإذا)): قولو تعالى -

إذا الضحايا سئلت

(103ص ) بأي ذنب قتلت ؟

ر كنتم )): قولو تعالى - : ، في (2)((للناس أخرجت أمة خيػ

فنحن خير أمة

أخرجها الحكاـ

( 158ص ) مت بلوى إلى بلوى

ية أوى إذ ))قولو تعالي- هم قائل قاؿ )): ، قولػو تعالػى (3)((الكهف إلى الفتػ (4)((يػوـ بػعض أو يػوما لبثػنا قالوا لبثتم كم منػـ مائة لبثت بل قاؿ يػوـ بػعض أو يػوما لبثت قاؿ لبثت كم قاؿ )): وقولو تعالى : ، في (5)((عا

ولما أوى الفتية المؤمنوف

إلى كهفهم

.9.8/ سورة التكوير ( 1)

.110بعض اآلية / سورة آل عمران ( 2) .10بعض اآلية / سورة الكهف ( 3)

.19/ سورة الكهف ( 4)

.259بعض اآلية / سورة البقرة ( 5)

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

160

(350ص ) !كاف في الكهف من قبلهم مخبروف

كم لبثتم ؟: وقيل لهم (...)

مئات القروف: فقالوا

أنبعث ؟

: قاؿ الذي عنده العلم

(353ص ) بل لقد لبثنا سيننا

استخداـ التراكيب التي تحيل إلى نصوص نبوية ، تكاد تكوف منعدمة ، إذ وظفها الشاعر : استحضار النص النبوي - ب : مرتين فقط في قولو

بقبضتيك حطم الكراسي- 1ت

أما إذا لم تستطع

فجرد اللساف

يسقط السلطاف : قل

أما إذا لم تستطع

فال تدع قلبك في مكانو

ألنو مداف

(101ص ) فدقة القلب سالح بارد

كلهم راع ومسؤوؿ - 2ت

(125ص ) عن التفريط في حق الرعية

فػي التركيػب األوؿ تبػدو غيػرة الشاعر على مصلحة الوطن ، الحريص على إسداء النصح ألبناء وطنو لالنعتاؽ من من رأى : )) ()قيػود االستبعػاد ، جاعػال نصحػو مػن باب األمػر بالمعػروؼ والنهػي عن المنكر إذ يستحضر قػوؿ الرسوؿ

.(1)((فإف لم يستطع فقبلو وذلك أضعف اإليماف . فإف لم يستطع فبلسانو. منكم منكرا فليغيره بيده

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

161

وفي ذلك حجة على المخاطب ، لالقتناع بموقف المتكلم ، والرضوخ واإلذعاف لو ، السيما وأف المتكلم يقارع المخاطب بحجة ال يمكنو ردىا ، ألف ىذا الحديث النبوي مما ىو شائع متعارؼ عليو عند العامة ، ويشكل أساسا للتعامل

.فيما بين المسلمين

إذ المتكلم (( كلكم راع ومسؤوؿ عن رعيتو : )) ()وكذلك في التركيب الثاني ، استحضار لقوؿ الرسوؿ باستحضاره للحديث النبوي يؤكد على خيانة األمانة من قبل الحاكم ، وأنو لم يرع حقوؽ الرعية ، وخالف أمرا من أوامر

.الشريعة اإلسالمية ، وبذلك فهو مذنب ، وىي إدانة للحاكم بأنو ليس أىال لتولي المسؤولية

كذلك الحاؿ في التراكيب التي تحيل على النصوص الشعرية حيث تكاد تنعدـ في : استحضار النص الشعري - ج :الديواف وقد لجأ إليها الشاعر في ثالث مناسبات في قولو

:وضباحها يعلو - 1ت

أال يا أيها الليل الطويل )

.. أال انجل

يا أيها الليل الطويل

( أال انجل

والليل في النػزع األخير

(167/168ص ) ىوى بقوتو الوىن

إذا الشعب يوما أراد الحياة - 2ت

فال بد أف يبتلى بالمرينز

صحيح مسلم ، بشرح النووي ، حتقيق حممد فؤاد عبد الباقي ، منشورات حممد علي بيضون لنشر كتب السنة واجلماعة ، دار الكتب العلمية ، بريوت لبنان : اإلمام مسلم ( 1)

.19 ، باب النهي عن املنكر واألمر باملعروف ، ص 2003 ، 2 ، ط1، م

وال بد أف يهدموا ما بناه

(281ص ) وال بد أف يخلفوا اإلنجليز

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

162

ولم أقل ىا أنا ذا- 3ت

ولم أقل كاف أبي

فلست أدري من أنا

(586ص ) ! ولست أدري من أبي

:في التركيب األوؿ استحضر قوؿ امرؤ القيس من معلقتو

(1)أال أيها الليل الطويل أال انجلي بصبح وما اإلصباح منك بأمثل

(يا)فتكرار المقطع المقتبس ، غرضو إحداث التأثير المرغوب فيو لدى المخاطب ، السيما تظافر أداتي النداء وتكرارىما يحيل إلى رغبة المتكلم في جلب التفات السامع إليو وبقائو مصغيا منتبها لما سيقولو ، لعرض حاؿ نفسو (أيها)

. وبيانها أمامو ، وفي ذلك استدراج لو الستمالتو إليو ، إلدراؾ أمانيو وتطلعاتو

:(2)والتركيب الثاني ىو استحضار لقوؿ أبي القاسم الشابي

إذا الشعب يوما أراد الحياة فال بد أف يستجيب القدر

وال بد لليػل أف ينجلػي وال بد للقيد أف ينكسػر

يعد استحضار نص أبو القاسم الشابي ، حجة على المخاطب العربي ؛ حيث أضحى قدر الشعوب العربية أف تحيا فبعد أف غادر المحتل اإلنجليزي الديار العربية ، جاء دور أمريكا بالوصاية عليها ، وفي ىذا إشارة . ما بين احتالؿ واحتالؿ

، وما تحيل (ال بد)ضمنية إلى عدـ زواؿ االحتالؿ ، بل أف بالدنا ال زالت تقبع تحت سطوة األجنبي ، السيما مع تكرار عليو من إلحاح المتكلم على موقفو ، وتثبيتو في نفس المخاطب ، وىذا تنبيو لو ليستفيق من غفلتو ، ويعي حاؿ الوطن

. الذي الزاؿ مستعمرا ، وأال ينخدع بشعارات جوفاء تتغنى بالسيادة واالستقالؿ

. 46 ، ص 2006 ، 3شرح املعلقات السبع ، دار املعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ، بريوت ، لبنان ، ط : الزوزين ( 1)

.18 ، ص 1994 ، 2ديوان أبو القاسم الشايب ورسائلو ، دار الكتاب العريب ، بريوت ، لبنان ، ط : أبو القاسم الشايب (2)

للشاعر قضية محورية يحاوؿ عبر نصوص الديواف أف يقنع بها المخاطب ويستميلو إلى موقفو ، ودفع :تنوع الحجج - دما يتردد في نفسو من اعتراضات ، لذلك فهو يلجأ إلى تدعيم موقفو بالحجج واألدلة ، التي يعمد في كل تركيب حجاجي

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

163

النفي ، استخداـ الحوار ، اإلشاريات : إلى إظهارىا للمخاطب ، ومن أىم الحجج التي ساقها الشاعر في الديواف : وفيما يلي عرض لهذه الحجج مع شواىدىا . الشخصية وما تحيل عليو إلى الواقع الفعلي

'' الفتات '' النفي من األساليب اللغوية التي يلجأ إليها المتكلم لنقض ما يعتقده المخاطب وفي ديواف :النفي - 1-دإلى النفي بكثرة ، مستخدما أدواتو المختلفة ألبعاد حجاجية السيما أنو ال يتقاسم مع مخاطبيو ذات (الشاعر)لجأ المتكلم

اآلراء واالعتقادات والتوجهات السياسية ، إذ ىو بين الفينة واألخرى يبدو مستهجنا ، ساخرا ، ناقما ، غاضبا من واقع كل ما فيو مدعاة للنقمة والغضب لذا كاف النفي األسلوب الحجاجي المثل لشاعر متمرد يحمل عبء إحياء النفوس وتوعية

إذ ىو يرسل النفي بأبعاده الحجاجية إلزالة حكم يعتقده المخاطب ، أو لتأكيد . ألجل ميالد وطن كما يحلم بو. األذىاف :موقفو ، أو لتثبيت حكم ، فالنفي غرضو اإللحاح وتقوية الحكم في ذىن المخاطب ومن شواىده

وعبد الذات- 1ت

لم يرجع لنا من أرضنا شبرا

ولم يضمن لقتالنا بها قبرا

ولم يلق العدا في البحر

(33ص ) بل ألقى دمانا وامتطى البحر

إذا شكا- 2ت

يوضع في شرابو سم

قضاء وقدر ..

كال ال وزر .. ال درب

(68ص ) ليس من الموت مفر

أيهم حي .. ولكن - 3ت

وىم في دورىم قبروا ؟

فال كف لهم تبدو

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

164

وال قدـ لهم تعدو

وال صوت ، وال سمع ، وال بصر

خراؼ ربهم علف

(197ص ) ! يقاؿ بأنهم بشر

نعم ، أنا حطاـ - 4ت

جلد على عظاـ

ال ، لم أعذب أبدا

ال ، ليس بي سقاـ

ال ، لست في صياـ

ال ، إنني أناـ

ال ، لست أشكو مطلقا

من شدة الغراـ

(311ص ) ال ، حالة الجيب على أحسن ما يراـ

أنا في الواقع- 5ت

كال.. رجل

كال..امرأة

كال.. أنثى مسترجلة ؟

رجل مائع ؟

كال.. كال

كل األجناس لها رأي ،

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

165

ولها ىدؼ ، ولها دافع

وأنا طوؿ حياتي خانع

أنا في الواقع

(432ص ) !جنس رابع

يكوف دائما مصحوبا بإطالؽ المتكلم لحكمو ، وإبراز موقفو صراحة أماـ (1)أىم ما يميز ىذه التراكيب أف النفيإذ يستدرجو إليو بتسلسل التراكيب المنفية إلقناعو ، بما يحدثو من واقع على نفس المخاطب ، وتصبح حينها : المخاطب

.حجة عليو ، فيذعن لموقف المتكلم ويرضخ لحكمو

تأكيدا وإلحاحا على رأيو ، ودحضا ألي إدعاء بأف نصرا ما قد تحقق السيما (لم)ففي التركيب األوؿ توالي النفي بػ وىي من اللواحق اإلنجازية من تقوية معنى النفي (بل)، مع ما تضيفو (قد فعل)ىو نقض للجواب (لم)وأف النفي بػ

.وتأكيده في ذىن المخاطب

والتركيب الثاني يخالف باقي التراكيب ، إذ المتكلم يعرض صورة تشخص الواقع كما يراه من منظروه ، ويعقب بعد ذلك بالنفي ، وىذا ما يظهر القيمة الحجاجية للنفي إذ بو يثبت المتكلم حكمو لدى المخاطب ويدفع ما يتردد في ذىنو

حقا : إذا أراد (حقا)التي تحيل إلى معنى (كال)، و (ليس)المكررة ، و (ال): من شكوؾ ، السيما مع تظافر أدوات النفي وىنا يبدو إصرار المتكلم على موقفو ، باستخدامو النفي إلثبات موقفو أماـ المخاطب ، فالمموت يترصد كل . ال وزر

.معارض وال سبيل للنجاة وال عذر يػقبل لهم

أما التركيب الرابع بكاملو ، فتتضح فيو القيمة الحجاجية للتراكيب المنفية من خالؿ تكرار النفي في كل تركيب ، سيما وأف المتكلم يصف حالو وما حل بو ، فيلجأ إلى الجملة االسمية بداية لعرض صورة إجمالية لو ، لما تحيل عليو من

داللة ثبوت الحاؿ ، الستدراج المخاطب وإقناعو بسبب مأساتو ، فتظافر أدوات النفي مع تكرارىا من تركيب آلخر ، وكذا حرص المتكلم على استقصاء كل الدواعي التي من شأنها أف تكوف سببا في نحوؿ جسمو ، ونفيها ، كي تكوف حجة على

.المخاطب

. وما بعدىا275 ، ص 2003 ، 1قواعد النحو العريب يف ضوء نظرية النظم ، دار وائل للنشر والتوزيع ، عمان ، األردن ، ط: سناء محيد البيايت : ينظر ( 1)

. وما بعدىا160دالئل اإلعجاز ، ص : اجلرجاين : كذلك ينظر

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

166

و (لم)تنفي حدوث الحدث مطلقا وذلك في الجمل الفعلية ، ويتعمق معنى النفي مع كل من األداتين (ال)فاألداة تنفي حدوث الحدث في الماضي وفي ىذا تكثيف لداللة النفي ، (لم)للنفي المطلق كذلك و (ليس)، حيث إف (ليس)

مع (ال)وجعلو مطلقا فهو يمتد من الماضي إلى الحاؿ ثم المستقبل وكذلك في الجمل االسمية ، فالنفي مطلق الجتماع تفيد التوكيد كذلك ، فيكوف (ال)، والسياؽ يجعل (إف)ال ، إنني أناـ ىنا نفي متبوع بأداة التوكيد : ، وفي قولو (ليس)

:التوكيد مكررا وبعد االسترساؿ في عرض الحاؿ ، يأتي الجواب في قولو

إني إذا ما خطر الحاكم لي

(311ص ) ! ال أشتهي الطعاـ

ومدفوعا للبحث . ويصبح المخاطب أماـ صورة تشخيصية ، يجد نفسو إزاءىا محموال على التعاطف مع المتكلمعن مساوئ الحاكم الذي أوصل المتكلم إلى ىذا الحاؿ ، وإذ ذاؾ ينجح المتكلم في تنبيو المخاطب إلى حاؿ الغفلة

.التي يعيشها

تثبيتا لحكمو في . مع تكرارىا (كال)وفي التركيب الخامس يظهر إلحاح المتكلم على موقفو ، إذ لجأ إلى النفي بػ أقوى في النفس ، فهي تحيل إلى الردع والزجر ، كما تحمل دالالت نفسية تبرز (كال)ذىن المخاطب ، ذلك أف النفي بػ

في التهكم واالستخفاؼ ، فكاف التطابق بين بناء التراكيب وأحاسيس المتكلم ، وىو ما يحمل المخاطب على الرضوخ .واإلذعاف ، السيما مع رسم صور لإلنساف الحقيقي ، الذي يعيش لهدؼ ودافع ، أما ىو فاالستعباد سبيلو في الحياة

إذا كاف مبحث الحجاج تم فيو التركيز على الحجاج اللغوي ، فإف ذلك ال ينفي ضرورة االعتناء :الرمز والتلميح - 2-دبظواىر حجاجية أخرى ، ومنها لجوء الشاعر إلى الرمز والتلميح ، إذ ىناؾ نصوص كاملة تقـو على التلميح ، وما يهم في

وقد لجأ . ىذا المبحث ىو اإلحاطة بتلك الشخصيات التي وردت في نصوص الديواف تلميحا إلى الحاكم ومن يواليوالمتكلم إلى ىذا األسلوب لمحاججة المخاطب ومقارعتو بحجة ال يمكن أف يعترض عليها ، ذلك أنو يعرض عليو صورة

كاريكاتورية ساخرة محملة بدالالت التهكم والنقمة ، وما يالحظ في ىذه النصوص قدرة الشاعر على التصوير ، إذ يجعل سمعية ، فيتفاعل معها ، ومن شواىػد ذلػك فػي الديػواف –خياؿ المخاطب ينتقل بين تراكيب النص وكأنو أماـ صورة بصرية

:ما يلي

صراع الشاعر مع السلطة ، وتحديدا مع الحاكم صراع ال ينتهي ، إذ يراه سببا في نكسة الوطن ألنو :التلميح للحاكم - فرط في حقوقو ، كما يرى فيو عدوا لشعبو ، لغياب العدالة االجتماعية ، والحرية والدوس على كرامة المواطن ، وتتضح

شخصية عباس ، عيصو ، محقاف ، كلها تحيل إلى الحاكم ومساوئو ، تعرض لو بأسلوب الحكاية : ىذه الدالالت في :لتشويق المخاطب ودفعو لإلقباؿ على النص ، في نحو قولو

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

167

وراء المتراس ' عباس '

حساس... منتبو ... يقظ

وحل ببيتو.. عبر اللص إليو (...)

قدـ عباس لو القهوة (...)

! ومضى يصقل سيفو

عباس: صرخت زوجتو

عباس.. أبناؤؾ قتلى

ضيفك راودني عباس

عباس اليقظ الحساس (...)

قلب أوراؽ القرطاس

ضرب األخماس ألسداس

(17/18ص ) أرسل برقية تهديد

إشارة ضمنية إلى تخاذؿ وضعف الحاكم واستسالمو لألجنبي الذي ينهب الثروات ويعتدي على الحرمات والحاكم يكتفي :بإرساؿ البرقيات ويمضي الشاعر في تهكمو فيقوؿ

بعد انتهاء الجولة المنظفرة

شد المخصرة' عباس '

..اللص دؽ بابو (...)

لم يفتح لو' عباس '

.. اللص أبدى ضجره

لم يصغ لو' عباس '

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

168

اللص ىد بابو

وعابو

واقتحم البيت بغير رخصة

: وانتهره

أين البقرة ؟.. يا ثور

دس كفو في المخصرة' عباس '

واستل منها خنجره

: وصاح في شجاعة

! في الغرفة المجاورة

يدوي خلفو' عباس ' وصوت (...)

فلتسقط المؤامرة

(215/216ص ) !والخنجر ما حاجتو ؟ .. عباس (...)

اللص ولن يعجز عن / عباس : في ىذه التراكيب يقف السامع على القيمة الحجاجية التي تكتسبها من خالؿ الرمز فهم قصد المتكلم ، فالشاعر وإف استخدـ التلميح ، فإنو ال غموض فيو وال إبهاـ بل ىو كشف وشهادة على الواقع ، لذا

.فالنص لكل قارئ عربي. كانت السهولة والوضوح سمتاف بارزتاف

وألف المتكلم رافض للواقع السياسي العربي ، معترضا عليو ، فلجوؤه إلى ىذا األسلوب ىو من باب السخرية والتهكم وتحريض المخاطب ، السيما وأف الصورة المرسومة للحاكم تشير إلى تساىلو وخضوعو لكل أجنبي إال مع شعبو فهو

.شديد ال يتوانى في استخداـ القوة والقمع

:فيقوؿ ' محقاف ' وتستمر صورة التهكم والسخرية من الحاكم ، وىذه المرة مع

..محقاف

يغادر البالد في رعاية الرحمن

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

169

..محقاف

يعود للبالد في رعاية الرحمن

..محقاف

يجلس في الديواف

..محقاف

يمسك الفنجاف

محقاف في التلفاز (...)

في المذياع

في الجرائد

في ورؽ الجدراف

محقاف (...)

لصحة اللثة أو سالمة األسناف

وليس باإلمكاف (...)

أبدع من محقاف

سماؤنا رفعت

وأرضنا سطحت

وكوننا ما كاف

(330/331ص ) !لو لم يكن محقاف

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

170

ىو إذف خطاب توعية وتنبيو ، ألف المتكلم يعيش محنو اإلنساف العربي ، وكأنو خلق فقط ليمجد ، ويصفق ويعظم الحاكم ، وفي ىذا استدراج للمخاطب ، الستمالتو لموقف المتكلم ، خاصة أنو جعل من قلمو منبر للتحريض ودفع

.الشعوب للتغيير ورفض االستبداد والجور ، وذلك ما يلمسو المخاطب من نبرة المتكلم ؛ كالـ صادؽ مؤثر

فالمتكلم يؤمن إيمانا قاطعا أف الكلمة وحدىا ال تكفي ، بل ال بد من الفعل ، وإف كاف الفعل ال يستغني عنها ، ألف :الكلمة القوية لها صدى ، إذ تكسر حاجز الخوؼ ، وفي ىذا يقوؿ

أعلم أف القافية

ال تستطيع وحدىا إسقاط عرش الطاغية

لكنني أدبغ جلده بها

!دبغ جلود الماشية

حتى إذا ما حانت الساعة

وانقضت عليو القاضية

واستملتو من يدي الجموع الحافية

يكوف جلدا جاىزا

(307/308ص ) !تصنع منو األحذية

بهذا نلمس حجاجية الرمز والتلميح فهو شهادة على الواقع المخزي ، المليء بالمظالم في حق الشعوب ، التي وفي ىذه الشهادة استدراج . أنهكها حكامها باالستعباد ، واالستخفاؼ بها ، ونهب ثرواتها ، حتى لم تعد تجد ما تقتات بو

.للمخاطب ألنو قد يكوف خائفا أو غافال ، ودفعو السترداد ذاتو أوال ، ثم استرجاع الوطن من أيدي من سرقوه منو

ال يتوقف صراع الشاعر عند حدود الحاكم ، بل يطاؿ معاونيو وكل مػن وىب نفسو لخدمتو ، :التلميح ألعواف الحاكم - :من ذلك التلميح إلى تواطؤ اإلعالميين والمثقفين في الكذب وتزييف حقائق الواقع في نحو قولو

إعدامنا: إعالمنا

يركلنا

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

171

يشتمنا

يبصق في وجوىنا

وما بأيدينا سوى أف نشكر اإلحساف

أليس شيئا رائعا

(328ص ) !أف يصفع المرء على قفاه باأللواف ؟

ما بو عيب سوى عبادة األوثاف (...)

والذؿ واإلذعاف

والكذب والبهتاف

وحجب كل كلمة

أو صورة

أو ىمسة

(329ص ) !تحتـر اإلنساف

إلى ىذا '' واعظ السلطاف '' ولإلماـ كذلك دور في تفعيل طغياف الحاكم ، ألنو سلطة مكملة لو ، ويحيلنا نص :الدور

حدثنا اإلماـ

في خطبة الجمعة

عن فضائل النظاـ

والصبر والطاعة والصياـ

:وقاؿ ما معناه

إذا أرد ربنا

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

172

مصيبة بعبده ابتاله

بكثرة الكالـ

لكنو لم يذكر الجهاد في خطبتو

وحين ذكرناه

!عليكم السالـ : قاؿ لنا

وبعدىا قاـ مصليا بنا

وعندما أذف للصالة

:قاؿ

(118ص ) . !إلو إال اهلل .. نعم

تظهر حجاجية كل ىذه النصوص ، في قدرتها على استمالة المخاطب وإحداث التأثير في أفكاره وعواطفو ومواقفو وىي اإلقناع ، السيما وأف : فالمتكلم ينطلق من الواقع ويستقصي كل المالبسات واألطراؼ ، وذلك لغاية مقصودة

المخاطب والمتكلم يتقسماف واقعا واحدا ومعاناة واحدة وإف كاف المتكلم يرى في المخاطب غفلة عما يجري حولو ، لذلك يلجأ إلى التصريح حينا وإلى الرمز والتلميح حينا آخر ، خاصة وأف التلميح يكوف لو وقع أقوى في النفس ألنو محمل بشحنات عاطفية تمأل نفس المتكلم ، ويستدؿ عليها المخاطب من خالؿ تطابق بناء التراكيب وتوافقها مع

. أحاسيس المتكلم

الحجاجي التركيب خصائص الفصل الثاني

173

:من أىم ما يمكن الوقوؼ عليو من ىذا المبحث ما يلي

بنية اللغة بنية حجاجية ؛ وىو ما يظهر في تراكيب النصوص ، وما يطرأ عليها من عدوؿ بالزيادة أو النقصاف من - ذلك الزيادة داخل التركيب ، أو الزيادة بين التراكيب ، أو التنويع في التراكيب ، لكل ىذا أبعاده الحجاجية ، في مقارعة

إلى ضرورة أف " ديكرو " لذا كانت دعوة . المخاطب بحجج ، ال يجد إزاءىا إال الرضوخ واالستسالـ لموقف المتكلم .يكوف الحجاج لغويا ؛ ألف بناء الوحدات اللغوية ، يتسق مع المعاني المقصودة باإلبالغ

يقـو الحجاج أساسا على مبدإ االستدالؿ ؛ حيث تشكل النصوص بنى مغلقة ، تحتاج لفهمها واستيعاب - مضامينها إلى إجراء سلسلة من العمليات الذىنية ، وذلك باللجوء إلى االستدالؿ ، للظفر بالدالالت الصريحة والضمنية ،

االنتقاؿ من صورة عامة إلى صور جزئية ، أو العكس ، اإلنتقاؿ من : السيما وأف بنى النصوص ، تقـو على مبدأين أساسين صور جزئية إلى صورة عامة إجمالية ، وفي ىذا االنتقاؿ حجة قوية ، لما فيو من استقصاء وتحري لكل العناصر ، مما

.يستدرج المخاطب لموقف المتكلم

القرآنية ، النبوية والشعرية على قلتهما ؛ يؤشر لجوانب من شخصية الشاعر وثقافتو ، كما : استحضار النصوص - تعد ىذه النصوص ، قواسم مشتركة بين الشاعر والمخاطب ، لذا لجأ إليها الشاعر تقوية لموقفو ، ومقارعة مخاطبو ، الذي

.ال يمكنو االعتراض عليها ، السيما النص القرآني ، وىو ما يبرر استحضاره بنسبة كبيرة

عباس ، : القدرة على محاكاة الواقع ؛ خاصة تلػك الشخصيػات المحاكيػة لشخصيػة الحاكػم العربػي ، نحػو - عيصو ، محقاف إذ تؤشر لتدني قيمة الحاكم في نظر الشاعر ؛ لذا يستخدمها لتمرير ىػذا الموقػف إلػى مخاطبيػو ، السيما

وتقزيمو أماـ نفسو وشعبو ، وفي ىذا حجة على . مع ما يرسمو من مشاىد كاريكاتورية ساخرة من ىذا الحاكم الطاغي .المخاطب ، ولكن باستقراء أحداث الواقع ، وشخوص مقصودين بذواتهم

وىو خروج عن الحجاج اللغوي ، حيث يعد حجاجا منطقيا ؛ وذلك بنقل تناقضات الواقع العربي ، وعرضها تعويال على . وعي المخاطب إلدراؾ مكامن التناقض ، لتصحيح الحاؿ

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

175

يهتم ىذا المبحث بدراسة أىم خصائص التراكيب النحوية ؛ وذلك من جهة ارتباطها بواقع استعماؿ اللغة ، وىو ما تهتم بو الدراسة التداولية ؛ إذ تعنى بالبحث في الخصائص التركيبية التي تجعل من التراكيب النحوية ، موجهة إلبالغ قصد

.ويبتعد عن الوصف الظاىري للتراكيب النحوية ، ألف ذلك شأف الدرس النحوي الصوري. ما

: وفيما يلي أىم المظاىر التركيبية التداولية في الديواف

:العناية بالمستوى التداولي في التراكيب /- 1

بالمستوى التداولي ، ذلك أف المتكلم لو غايات من سمة الخطابات العادية أو اإلبداعية ، على السواء عنايتهاومقاصد يرمي من ورائها للتأثير في المخاطب وإقناعو بالخطاب ، لذا كاف من األىمية أف يعتد المتكلم بالمخاطب ،

.وينجز كالمو وفقا لتنوع المقاـ وتغيره

كانت عناية الشاعر بأحواؿ مخاطبيو ، واىتمامو باستمالتهم وإقناعهم ، ومن ثم إحداث '' الفتات '' وفي ديواف : التغيير ، سمة بارزة في نصوص الديواف ، وىو ما يظهر بوضوح في بناء التراكيب ، ومنو

: نحو قولو :أف تتوالى التراكيب اإلنشائية إلثارة المخاطب وقيامو بالمطلوب - أ

يا أيها اإلنساف

يا أيها المجوع ، المخوؼ ، المهاف

يا أيها المدفوف في ثيابو

يا أيها المشنوؽ من أىدابو

يا أيها الراقص مذبوحا

على أعصابو

يا أيها المنفي من ذاكرة الزماف

(101ص ) شبعت موتا فانتفض

آف النشور اآلف

بأغلظ األيماف واجو أغلظ المآسي

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

176

بقبضتيك حطم الكراسي

أما إذا لم تستطع

فجرد اللساف

( 101ص ) قل يسقط النظاـ

تتوالى التراكيب اإلنشائية بين النداء المتتالي واألمر المتالحق ، ومن الناحية التداولية فتكرار النداء كفيل اللتفات السامع وإقبالو على الخطاب ليضمن استجابتو ، السيما وأف النداء يفصل حاؿ المخاطب وينبهو لما غفل عنو ، وذلك

الستدراجو وإرساؿ الطلب ، لتغيير الحاؿ الراىن مع عرض أدوات التغيير ، فتكرار األساليب اإلنشائية لو قيمة تداولية تبرز .في التأثير على موقف المخاطب وتنبيو لموقف المتكلم من الخطاب ومن ثم إذعانو للطلب المعروض عليو

: نحو قولو :تقديم الضمير عن االسم الظاىر العائد عليو ، إلحداث انشغاؿ السامع وانتباىو - ب

تنطفئ األحداؽ.. حين أطالع اسمو

تحترؽ األوراؽ.. وحين أكتب اسمو

يلذعني المذاؽ.. وحين أذكر اسمو

!يا لألسى منو ، عليو ، دونو ، فيو ، بو (...)

كم ىو أمر شاؽ

( 446ص ) ! أف أحمل العراؽ

تقديم الضمير عن االسم الظاىر كفيل إلحداث انشغاؿ السامع من حيث إنو يسعى لمعرفة المقصود بالخطاب ، . كما أنو قد يحاوؿ أف يشارؾ في إنتاج الخطاب من خالؿ التنبؤ لما يشير إليو الضمير

نحو قولو مفتخرا بالشعب الفلسطيني وبانتفاضتو :أف يجمل الشاعر الداللة في تركيب ثم يفصلها في تراكيب الحقة - ج:

منذ زماف

ال طعم لنا ، ال لوف لنا: ال صوت لنا

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

177

حتى جئتم

لتعيدوا ترتيب الدنيا

وتعيدوا وضع الميزاف

ىذا ما وعد الرحمن

( 274ص ) كن ، فيكوف ، فكنتم

، يعرض الشاعر صورة مجملة لحاؿ العرب '' طلب انتماء للعصر الحجري '' في ىذا المقطع األخير من قصيدة المهزومين المستسلمين ، إلى أف يتبدؿ الحاؿ مع ميالد االنتفاضة ، فيتحقق بذلك وعد الرحمن ببداية عهد النضاؿ

:والمقاومة فبعد أف ترتسم ىذه الصورة العامة في ذىن المخاطب وتلقى قبولو ، يلتفت إلى التفصيل في قولو

فإذا أنتم

! أمطار تشوي البركاف

ومالئكة تخرج من رحم الشيطاف

ورؤوس تحني ىامات الروس

وأمر يصفع أمر األمريكاف

وإذا أنتم

حجر يكسر نافذة النسياف

ليذكرنا

فذكرنا صورتنا األولى

(275ص ) ! وعرفنا شكل اإلنساف

، اإلنساف عندما يرفض االستعباد ويتخلى عن خوفو (شكل اإلنساف)وىكذا تنتهي القصيدة ، إذ يدرؾ الفرد العربي .في سبيل أف يحيا بعزة وكرامة

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

178

إذف في ىذه التراكيب المفصلة يرسل الشاعر في نفس مخاطبو مشاعر االمتناف واالنبهار تجاه الفلسطينيين ، وىذا .فيو إغراء للسامع لالقتداء بما عرض عليو من خطاب واإلقباؿ على موقف الشاعر

ويعد االنتقاؿ من صورة مجملة إلى تفصيلها في صور متالحقة جزئية ، أسلوب يتبعو المتكلم للهيمنة على المخاطب .واستدراجو لقبوؿ ما يعرض عليو ، وىذا كثير الورود في الديواف ألف الشاعر ال يخفي قصده

:نحو قولو : أف يقترف تركيب بآخر توازيا أو معارضة ، إغراء للسامع وإثارتو - د

الذي يسطو لدى الجوع

!لص حقير .. علي لقمتو

والذي يسطو علي الحكم ،

.. وبيت الماؿ ، واألرض

! أمير

أيها اللص الصغير

يأكل الشرطي والقاضي

على مائدة اللص الكبير

فبماذا تستجير ؟

ولمن تشكو ؟

والقانوف معدـو الضمير ؟.. أ للقانوف

أ إلى خف بعير

(153ص ) تشتكي ظلم البعير ؟

إلى (اسم موصوؿ)، حيث يتعدى المستوى النحوي (الذي)تتحدد القيمة التداولية للتركيب من وظيفة المسند إليو حيث إنو يعرض أمامو مشهدا . ارتباطو بغرض مقصود من المتكلم ؛ وىو تنبيو المخاطب إلى الخطأ الذي ارتكبو وغفل عنو

:يضم صورتين

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

179

صورة من يمد يده لسد رمقو ، فيكوف في عرؼ المجتمع والقانوف لصا حقيرا وتداوليا يبرز االىتماـ بالصفة : األولى .كونو واضح في ذىنو (لص)أكثر من التفاتو إلى الموصوؼ (حقير)على الموصوؼ ، فالمخاطب سيلتفت إلى الصفة

صورة من يستولي على كل شيء ، فيصبح أميرا ، دوف إطالؽ أي وصف لو ، وكأف المتكلم يدعو المخاطب : الثانية .إلنتاج الوصف الذي يمليو عليو إحساسو

مع ما تحيل عليو الجملة االسمية من داللة اإلثبات ، فيكوف المشهد حقيقي حاصل في الواقع وىو ما يضمن استمالة المخاطب وإقبالو على الطلب دوف تردد ، باستدراجو بعبارة النداء إلى االستفهاـ اإلنكاري منكرا عليو ما قد يػقبل

:عليو من شكوى ، ليرسلو لو األمر في قولو

ارـ شكواؾ إلى بئس المصير

واستعر بعض سعير الجوع

واقذفو بآبار السعير

واجعل التيجاف تهوي

واجعل العرش يطير

(154ص ) ىكذا العدؿ يصير

تحقيق العدالة التي ينشدىا لذلك يتعين عليو أف يأخذ : فيصل بو إلى النتيجة التي يرغب فيها المخاطب ذاتو وىي . ويمثل ىذا األسلوب إغراء للسامع لالمتثاؿ لطلب المتكلم وتحقيق سرعة اإلجابة. بزماـ المبادرة ويغير واقعو المزري

: نحو قولو :وتأخير المنادى وأداتو ، لتعجيل الطلب (مقولة النداء)تقديم - ىػ

فلمن تصقل سيفك يا عباس - 1ت

لوقت الشدة

(19ص ) أصقل سيفك يا عباس ؟

رحمة اهلل على قلبك يا أنثى- 2ت

وال أبدي اعتذارا

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

180

ولكن.. أعرؼ الحب

(333ص ) لم أكن أملك في األمر اختبارا

ىي ظاىرة متكررة في الديواف ، ومن الناحية التداولية يعكس ىذا األسلوب نفسية المتكلم المتعجلة لتحقيق الطلب .أو إبداء مشاعر قبل االىتماـ بمناداه

الىتماـ الشاعر ( فلمن تصقل سيفك)وتقديم موضوع النداء ( يا عباس)تم تأخير أداة النداء مع المنادى (1ت)في بإبداء امتعاضو من سلوؾ المخاطب المتخاذؿ ، وبياف حقيقة الطلب الذي يريده وىو الكف عن اإلدعاء بحماية الوطن

.ألف الوطن قد انتهك وضاع

حين قدـ موضوع النداء ، اىتماما ببياف إشفاقو لحاؿ المنادى ، أمال في تعجيل طلبو ، (2ت)واألمر ذاتو في السيما وأنو يبدي مشاعر الشفقة لمن تلومو ، ويلمح لها بأنو مرغم في موقفو لذا فهو يطلب التفهم من قبلها ، ومتلقي

.الخطاب لن يفوتو تحصيل الداللة المقصودة

: نحو قولو :الزيادة في التركيب بالوصف - و

إيقاظ الهمم واستنهاضها نحو قولو :

! وخطى الشرطة من خلف خطانا تركض

يعدـ المنتفض

يعدـ المعترض

يعدـ الممتعض

يعدـ الكاتب والقارئ

والناطق والسامع

(239ص ) ! والواعظ والمتعظ

فالزيادة بالوصف تحدث استمالة للمخاطب ، لما تحدثو من تأثير في نفس السامع ، واستدراج لو لقبوؿ موقف .المتكلم واإلقباؿ عليو دوف تردد

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

181

نحو قولو :عرض حاؿ النفس :

أقوؿ دوف رىبة من غدر فرعوف

: ودوف رغبة في ما لدى قاروف

العاىلوف عندنا عن حقنا ساىوف

والعاىلوف عندنا لعهرىم راعوف

!أشرفهم مأيوف .. والعاىلوف عندنا

ماذا إذف تبغوف.. ىذا أنا

(325ص ) مني ، أنا المحزوف والمطعوف والمرىوف ؟

:وبعد أف عرض حاؿ نفسو ، تهيئة منو للمتلقي ، ليستجيب لطلبو ، ىاىو يبعث بطلب في قولو

أريدكم

(325ص ) ! أف تسحبوا السيفوف

نحو قولو : الرفض والتمرد :

وىذا الوجود العظيم الحقير

البصير الضرير

السميع األصم

! وجود عدـ

وىذا الوجود اللئيم الرؤوؼ (...)

العدو الحليف

الوضيع األشم

(348/349ص ) وجود عدـ

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

182

الزيادة في التركيب بالوصف مع استخداـ األضداد لو قيمة تداولية ، إذ إف المتكلم يعرض صورة للواقع مليئة .بالتناقضات

واقع يفترض فيو الخير والشر ، ولكن الشر ىو الغالب ذلك أف طبيعة البشر ىي التي غلبتو ، والسيما استخداـ .األضداد ، يجعل المخاطب يستدؿ إلى المتكلم ، ومن ثم يستدرج المخاطب لموقف المتكلم ويستجيب لطلبو الضمني

يرفض المظالم والمآسي التي لحقت بو ، والتمرد على من كانوا سببا في آالمو ، خاصة إذا عرفنا أف المخاطب ىو .اإلنساف العربي ، وعليو فالمتكلم لم يورد ما أورده بغرض اإلخبار بل ىي دعوة ضمنية للثورة وتغيير ما ىو قائم

: بناء التراكيب بحسب العمليات الذىنية للمتكلم /- 2

من اىتمامات الدرس التداولي ، عنايتو بدراسة التراكيب النحوية وتحليلها طبقا لما يحصل في ذىن المتكلم ، ألف .اختيار األلفاظ وتركيبها مع بعضها بعض يتم وفق العمليات الذىنية لدى المتكلم

والدرس العربي كاف سباقا إلى إدراؾ العالقة القائمة بين تأليف الكلم والمعاني الذىنية لدى المتكلم ، فالجرجاني في كتابو دالئل '' المعاني النحوية '' كاف لو الفضل األوؿ عند حديثو حوؿ نظرية النظم إلى اإلشارة واإلسهاب حوؿ

.اإلعجاز

وبعد دراسة الديواف ، أمكننا الوقوؼ على عدد من التراكيب النحوية ، التي تعكس ما يجري في ذىن المتكلم من :عمليات ذىنية ، ومنها

:'' ىذا ىو الوطن '' نحو قولو في قصيدة :أف يعرض تراكيبو بترتيب يوافق ترتيب أحاسيسو - أ

..(دافع عن الوطن الحبيب)

عن الحروؼ أـ المعاني ؟

ومتى ؟ وأين ؟

بساعة بعد الزماف

! وموقع خلف المكاف ؟

وطني ؟ حبيبي ؟

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

183

كلمتاف سمعت يوما عنهما

لكنني

! لم أدر ماذا تعنياف

وطني حبيبي

! لست أذكر من ىواه سوى ىواني

وطني حبيبي كاف لي منفى

وما استكفى

(374ص ) فألقاني إلى منفى

.ما يالحظ على ىذه التراكيب أنها مبدوءة بتراكيب إنشائية ، ثم تليها تراكيب خبرية لقصد ما يرمي إليو المتكلم

حمايتو والدفاع عنو ، والعمل في سبيل رقيو ، وفي التركيب : حيث يعرض في األمر نداء الواجب تجاه الوطن ندافع )يضعنا الشاعر أماـ مصورة إجمالية لمشاعره وىي اإلحساس بالمرارة ، السيما مع حذؼ الفعل (االستفهاـ)الموالي فهي صورة إجمالية لواقع يتقاسمو الشاعر مع مخاطبيو لتتوالى التراكيب االستفهامية محملة بأحاسيس جزئية (، نحمي

من واجبي عليك أف تدافع عني: نداء الوطن : تنتاب المتكلم وتظهر في االنتقاؿ من تركيب ألخر على نحو

عن ماذا أدافع ؟ ومن أحمي ؟: المتػكلػم

في أي زماف ، وفي أي مكاف ؟ ، أين الوطن ، أين حبيبي ؟: ويستمر التساؤؿ

ويأتي الجواب يتوالي األساليب الخبرية ، لتحمل تراكيبها قناعات تدور في ذىن المتكلم يجملها أوال في صورة الحائر الذي لم يقف بعد عن معنى واضح للوطن الحبيب ، وفي التراكيب الالحقة تنعكس أحاسيس االغتراب والشعور

.بالمذلة والهواف

فاالنتقاؿ من صورة إجمالية إلى صور جزئية ومن أسلوب إنشائي إلى آخر خبري يجعل السامع يعايش أحاسيس فالخطاب ينقل أحاسيس المتكلم بكل تفاصليها ، ومن الناحية التداولية . المتكلم ، ليشاركو فيها ومن ثم تحصل استمالتو

.فالمتكلم متى نجح في نقل ما يجوؿ بخاطره ، عبر التراكيب التي يرسلها يكوف الخطاب موقف في استمالة السامع

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

184

: نحو قولو وىو يصف حاؿ الوطن العربي :أف يرتب أفكاره بحسب ورود معانيها في الواقع - ب

أوطاني علبة كبريت

والعلبة محكمة الغلق

وأنا في داخلها

عود محكـو بالخنق

فإذا ما فتحتها األيدي

فلكي تحرؽ جلدي

فالعلبة ال تفتح دوما

إال للغرب أو للشرؽ

(112ص ) إما للحرؽ أو الحرؽ

بدأت القصيدة بعرض مشهد للوطن العربي ، وتشبيهو بعلبة الكبريت ، ثم بياف حاؿ المتكلم داخل الوطن ؛ أنو .مخنوؽ ، والوطن مستباح والمواطن يعذب ويداس عليو

وفي استخداـ المتكلم الرمز تكوف الداللة أقوى في التعبير ، السيما وأف المتلقي قد يرفض الخطاب ، لذلك .فتوظيف الرمز كفيل باستمالة المخاطب إلى موقف المتكلم وتبني رؤيتو لحاؿ الوطن المسجوف

: نحو قولو :أف يحذؼ الشاعر في تراكيبو ما يعتقد أف المخاطب يعلمو - ج

أجل أدري.. أدري - 1ت

( 15ص ) وأحبس األشعار

ولمن تشكو ؟- 2ت

(153ص )والقانوف معدـو الضمير ؟ .. أللقانوف

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

185

ما يالحظ في ىذه التراكيب أف الحذؼ ، يشير إلى أف المحذوؼ أمر معلـو ضمنيا لدى كل من المتكلم مثال تم حذؼ ما يشير إلى الظلم واالضطهاد الذي يلحق بكل قلم (1ت)والمخاطب وبذلك ال ضرورة لتكراره ، ففي

.شريف ، ألف الواقع معلـو لدى كل من المتكلم والمخاطب

.فالمحذوؼ يغني عن المذكور ، ألف الواقع بكل حيثياتو معلـو لدى األطراؼ المتخاطبة (2ت)وكذلك في

: نحو قولو :أف يخالف تراكيبو بحسب اختالؼ المعاني في ذىنو - د

(195ص ) لماذا الشعر يا مطر ؟

يسأؿ الشاعر لماذا تقوؿ شعرا ؟ ، وىو سؤاؿ عاـ يرمي بو الشاعر إلى '' حوار على باب المنفى '' في قصيدة إثبات قوة نهجو ، ما يجعل المعاني تتوالد في ذىنو مجيبا عن السؤاؿ بأسئلة فيها المحاججة ما يدعم موقفو ، ويثبتو لدى

:المخاطب فيقوؿ

لماذا يبزغ القمر ؟

لماذا يهطل المطر ؟

(195ص ) لماذا العطر ينتشر ؟

أف شعره بو من الضياء ما يكفي لينير كل العقوؿ: - فلساف حالو يجيب

أنو يحيي النفوس التي يعتقد أنها ماتت -

.أف لشعره عبير ، تتنسمو األذىاف ، ألنو حق وما عداه باطل -

:ويعاد السؤاؿ

(195ص ) !لماذا ينزؿ القدر ؟ .. أتسألوني

، ألنو سئل أيضا ، لماذا قوؿ الشعر يا مطر ؟ (أتسألوني)فالسؤاؿ محذوؼ ، ودلت عليو عبارة

:ويجيب أف شعره قدر ارتضاه اهلل لعباده ، ليبعدىم عن الضالؿ ، كما تمتد المعاني ليؤكد بقولو

أنا نبت الطبيعة

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

186

طائر حر

أنا الشجر (...)

أنا األزىار

(196ص )أنا األرض التي تعطي كما تعطي (...)

.وفي إرساؿ ىذه التشبيهات المتتالية إجابات مقنعة تبرر لماذا الشعر

:وألنو صاحب حق ويمتلك شرعية القوؿ ىاىو يطلب قائال

يعتبر ' الالت ' فليت

ويكسر قيد أنفاسي

ويطلب عفو إحساسي

(196ص ) ويعتذر

ويمكن القوؿ إف الشاعر عبر عن تداخل المعاني في ذىنو بتراكيب مختلفة ، تطابق ما في ذىنو ، حيث إنو انطلق .من سؤاؿ عاـ إلى أسئلة فرعية إلى أجوبة ، ثم ينهي بمطلب عادؿ يستحقو

:القوى اإلنجازية في التراكيب النحوية /- 3

بكل ما يواكب الجمل أو النصوص من مقاصد ))من مفاىيم الدرس التداولي ؛ حيث يهتم '' القوة اإلنجازية '' .الخ... أثناء الفعل التواصلي ، كاإلخبار ، االستفهاـ ، الوعد ، األمر

وىي أدوات إنجازية (1)((الخ ... بصراحة ، في الواقع ، أعتقد أف : كما يشمل العبارات الموجهة للخطاب نحو تتضح بها القوة اإلنجازية أو ضعفها ، وىي كثيرة الورود في الخطاب اليومي ، أما النصوص اإلبداعية ، فتكاد تنعدـ فيها

.ىذه الموجهات

، وظفها الشاعر تقوية للداللة إلحداث التأثير السريع في (حسنا)أما في الديواف فقد تم تسجيل عبارة واحدة .المخاطب

: ما يلي '' الفتات '' من أىمها في تراكيب ديواف :أنواع القوى اإلنجازية

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

187

تم استخدامو لتقوية إنجازية العبارة وأدائها ، واألكثر ورودا في الديواف ىو الدعاء على المخاطب ، خاصة :الدعاء - 1-أوىو يعكس نفسية الشاعر الغاضب ، الرافض للواقع العربي ، أما الدعاء للمخاطب فهو ' اللعن ' الدعاء باستعماؿ ألفاظ

: قليل في الديواف ، ومن الشواىد

.18 – 17الوظيفة بني الكلية والنمطية ، ص : أمحد املتوكل : ينظر (1)

نحو قولو : الدعاء على المخاطب :

لعنت كل شاعر - 1ت

يناـ فوؽ الجمل الندية الوثيرة

لعنت كل شاعر (...)

(93ص ) يستلهم الدمعة خمرا

أبوؾ ملعوف - 2ت

(250ص ) وملعوف أبو ىذا الوطن

تظهر القيمة التداولية للدعاء في تقوية إنجازية العبارة وتثبيت داللتها في ذىن المخاطب من حيث نقل أحاسيس .المتكلم من الخطاب

نحو قولو : الدعاء للمخاطب :

احفظو يا اهلل- 1ت

( 404ص ) لم يبق لي إاله

..رحمة اهلل علينا - 2ت

(427ص ) ولكم من بعدنا العمر المديد

النداء من القوى اإلنجازية الحرفية ، بها يحصل التفات المخاطب للخطاب ، ومن ثم يتحقق مقصد : النداء - 2-أ :نحو قولو . الخطاب باستمالة المخاطب ، وعموما النداء يحقق غرضو التداولي سواء كاف ظاىرا أـ مقدرا

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

188

ال تشيعوا أف للوالي يدا في حبس صوتي- 1ت

(32ص )أبكم .. بل أنا يا ناس

والنطق يا سيدتي أسعاره باىضة- 2ت

(54ص ) ! والموت بالمجاف

شعبك يا سيدنا- 3ت

(على الحديدة) صار

شعبك يا سيدنا

تهرأت من تحتو الحديدة

شعبك يا سيدنا

(114ص ) قد أكل الحديدة

يتميز النداء في ىذه التراكيب بوقوعو اعتراضا بين عناصر متالزمة ، حيث وقع بين المسند إليو والمسند ، ولجوء المتكلم إلى النداء الواقع اعتراضا ، بسبب حرصو على تأكيد الخطاب ، ألف في النداء زيادة انتباه المخاطب ، والتفاتو إلى الخطاب يكوف أقوى وأجلب إلقناعو ، السيما أنو يحصل في زمن ينتظر فيو المخاطب اكتماؿ التركيب كونو تلقى

مع تكرار النداء وبنفس الوتيرة ، فالمخاطب يلتفت إلى الخطاب بدءا من (3ت)وىو ما يبرز بوضوح في . بعضا منو قبالوىذا فيو . يحصل التأكيد من قبل المتكلم طالبا التفات المخاطب واىتمامو الزائد (يا سيدنا)وبمجيء النداء (شعبك)

إلحاح من المتكلم لالىتماـ بالخطاب ، وحرصو على بلوغو إلى المخاطب لما فيو من عرض حاؿ مزر ، يريد أف يبلغها .للمواطن العربي أكثر من حرصو ببلوغها إلى الحاكم

يستخدـ المتكلم النعت سواء كاف مفردا أو جملة ، إليضاح المنعوت وبيانو وذلك اىتماما منو بالخطاب : النعت - 3-أ :ومن شواىده . ليصل إلى السامع بينا واضحا معبرا عن قصود المتكلم وما يرمي إليو

أدري بأف النار - 1ت

(16ص )من حطب الفقر ... موقدة

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

189

زار الرئيس المؤتمن- 2ت

(206ص ) بعض واليات الوطن

(335ص )ال تظني أنو دالية جفت - 3ت

تبرز القوة اإلنجازية للنعت تداوليا في الديواف ، أنو كثيرا ما يحمل مضامين نفسية للمتكلم ، ليبين موقفو من الخطاب فيصبح النعت قوة إليصاؿ موقف ضمني ، والسامع يدرؾ محصوؿ الداللة باالعتماد على مالبسات الحديث ،

.ودالالت استخداـ النعت في تركيب بعينو

، وفيها يشير الشاعر إلى الحاكم الخائن لألمانة ، المستهتر بأرزاؽ ( مفقودات)من قصيدة (2ت)وىو ما يظهر في إذ يحيل إلى مشاعر التحقير واإلزدراء تجاه (خائن)تلميحا لمعنى مضاد (المؤتمن)أبناء شعبو ، وىنا تبرز إنجازية النعت

.الحاكم فوصفو بما يخالف حقيقتو ، والسامع سيتلقى الداللة المقصودة كونو متلق عربي عالم بالحاؿ

لما كاف الحاؿ يتجو إلى تحديد ىيئة صاحبو ، تبرز بذلك قيمتو التداولية ، إذ إنو مرتبط بأداء الفعل وعليو :الحاؿ - 4-أ :ومن شواىده . تبرز القوة اإلنجازية للحاؿ ، الرتباطو بواقع استعماؿ اللغة

بين كل الناس- 1ت

دوف كفي ولساني

(13ص ) صامتا أشكو ىواني

فما ىي األحزاب- 2ت

(76ص ) تبكي لدى أصنامها المحطمة

أحل لكم أف تعيشوا مطايا- 3ت

وأف تزحفوا للمنايا

(345ص ) جياعا عرايا

من الناحية التداولية ، الحاؿ في ىذه التراكيب تصف ىيئة صاحبها حاؿ أدائو للفعل ، ومن ثم فهي إحالة مباشرة على الواقع ، وعليو يعرض على السامع مشهدا بكل تفاصليو ، وذلك كفيل باستمالتو لموقف المتكلم من الخطاب ، ففي

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

190

فالمقطع إذا ما (2ت)وبتقديم الحاؿ اىتماما بإبراز ىيئة صاحبها ، يكفل تعاطف المتلقي مع المتكلم ، أما في (1ت)وضع في سياقو تبرز داللة السخرية والتهكم من االدعاء القائل بأف تعددية الرأي والحرية مكفوالف لكل مواطن عربي ، فال

ببياف ما يخالف الواقع تماما ، ألنو ال أحزاب وال (الجملة)استبداد وال مصادرة للحريات وتتقوى داللة السخرية مع الحاؿ :تعددية في الرأي ، وىو ما يتأكد في التراكيب الالحقة نحو قولو

وىاىو الكرار يدحو الباب

على يهود الدونمة

وىاىو الصديق يمشي زاىدا

مقصر الثياب

وىاىو الدين لفرط يسره

(76ص ) قد احتوى مسيلمة

. من أىم سمات الدرس التداولي أنو يولي عناية ألية ظاىرة لغوية من شأنها أف تحيل إلى مقاصد المتكلم:التكرار - 5-أ، إذ ورد كثيرا وبصورة ملفتة للنظر '' الفتات '' ومنها التكرار وىو ذو قيمة تداولية كبيرة ، وىو ما يظهر بوضوح في ديواف

حين يعلم أف خبرا ما قد يثير في ذىن مخاطبو احتماالت عدة ، فيكرر ))ومرد ذلك يعود إلى اىتماـ المتكلم بالسامع : ومن شواىده (1)((الخبر ذاتو إزالة لهذه االحتماالت وتثبيتا لما يقصده في ذىنو

أنتم خاتمة األحزاف- 1ت

وأنتم فاتحة القرآف

وأنتم إنجيل اإلنجيل

أنتم روح اهلل (...)

وأنتم موجز كل المخلوقات

(269/270ص ) أنتم أحياء أحياء

كفرت باألقالـ والدفاتر- 2ت

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

191

كفرت بالفصحى التي

تحبل وىي عاقر

.156، ص " بوابات النور " خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي (1)

كفرت بالشعر الذي

(93ص ) ال يوقف الظلم وال يحرؾ الضمائر

... بصراحة ، في الواقع ، أظن أف : وىي عبارات وألفاظ تواكب العبارات اللغوية ، من قبيل :قوى إنجازية أخرى - بوىي أكثر ما تكوف في الكالـ العادي اليومي ، وتكوف قليلة في النص الشعري وبها تتضح درجة القوة اإلنجازية أو ضعفها

:ومن شواىدىا . فقط (حسنا)وقد ورد في الديواف منها لفظ

!اضحك : ويقولوف لي - 1ت

حسنا

(126ص ) ! ىا إنني أضحك من شر البلية

حسنا يا أيها الحكاـ- 2ت

ال تمتعضوا

أنتم ضحايانا.. حسنا

! ونحن المجـر المفترض

(239ص ).. حسنا

تأكيد إنجازية الفعل وتقويتو ، ولو تم حذفو من التركيبين النعكس سلبا على الخطاب (حسنا)تداوليا أتاح لفظ .وقد يخفق الخطاب في استمالة المخاطب. وتضعف إنجازية التركيبين

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

192

: من أىم ما يمكن استخالصو من ىذا المبحث

إف اللسانيات التداولية في اىتمامها بالبحث عن الدالالت ، لم تتجاوز البنية ، بل ىي تنطلق منها ، مع تظافر - اىتمامها بمالبسات الحديث ، والمقاـ وظروفو ، لتقف على دالالت النصوص ، وقصود المتكلم ، وىو ما يبرز مع امتداد

نصوص الديواف ؛ حيث إف بناء التراكيب ، وتآلف الوحدات اللغوية ، وما يعتري بناىا لو قيمة تداولية ؛ ذلك أنها تحيل لفت االنتباه ، أو التمهيد إللقاء الطلب وذلك كتتالي التراكيب : إلى أغراض مقصودة من أداء ىذا التركيب أو ذاؾ ، نحو

.الخ... اإلنشائية ، أو الزيادة بالوصف

إف استعماؿ اللغة ، سواء كانت لغة فنية أـ لغة الكالـ العادي ، مرتبط بالجانب التداولي ؛ فالمتكلم حين إنجازه - الخطاب وأدائو ، يراعي دوما مقاـ الكالـ وأحوالو المتعددة ، مع االعتداد بالمخاطب ، ألف إنجازية الخطاب ، تتوقف

على مدى إقباؿ المخاطب عليو ، وىو ما يبرز مع نصوص الديواف ، من تالءـ ومناسبة النص ، لسياقو العاـ ، وكذا مراعاة .المخاطبين عند أداء النصوص

'' معاني النحو '' إلى '' دالئل اإلعجاز '' ارتباط بناء التراكيب بأحواؿ المتكلم ؛ وقد أشار الجرجاني في كتابو - وفيو حديث عن الصلة بين التراكيب وما يحصل لدى المتكلم من حاالت ذىنية ؛ فيكوف انتقاء األلفاظ وبناءىا فيما بينها

يتوافق مع المعاني الذىنية ، وفي ىذا نجاح للخطاب ، وذلك أف اللفظ وبناء التراكيب يعبر حقيقة عن المعاني بكل صدؽ وىو ما يعني التقاء مباحث البالغة العربية مع قضايا اللسانيات التداولية ؛ وتصبح مسألة مطابقة التركيب للمعنى إحدى

.القضايا الهامة في كال الدرسين

أىمية القوى اإلنجازية في تحديد وجهة الخطاب ؛ إذ ىي إشارات صريحة وضمنية ، عن دالالت ومعاني - كالطلب ، جلب انتباه السامع وطلب التفاتو ، تحيل على تأكيد موقف أو اإللحاح : التراكيب كما أنها تؤدي وظائف عدة

.، مع تقوية الدالالت وتثبيتها في نفس المخاطب

الفصل الثانلللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل النحولل

193

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

194

إشارة بها ، وىي يعج الديوان أن و خاصة ، البالغية للصور التداولية القيم بعض على الضوء المبحث يلقي ىذا ما البالغية ، الصور باستخدام المجازي ، التعبير إلى المباشر الحقيقي التعبير عن المتكلم عدول إلى تحيل ىامة ؛ تداول المتكلم إشراك على المتكلم حرص يظهر ،كما المتكلم قصود على ذاتو ، للوقوف في بالخطاب لالىتمام المتلقي يحفز

و المعاني إلى الوصول من يمكنو ، ما البالغية الصور شفرات بفك ذلك ، و المقصود الخطاب دالالت بناء في المتلقي .البالغية ثنايا الصور بين المبثوثة الضمنية الدالالت

خالل ، من مخاطبيو إقناع في إلحاحو و الشاعر رغبة إلى ، يؤشر البالغية بالصور'' الفتات '' ديوان غنى إن إيصال في ؛ رغبة الضمني التعبير إلى يعدل آخر صريحا ، وحينا مباشرا تعبيرا يكون التعبير، فحينا أساليب في التنويع .أفكارىم و مواقفهم تعديل فيهم أو بالتأثير ، الستمالتهم مخاطبيو إلى معتقداتو و مواقفو

الشعوب أو الحاكم يخاطب الشاعر ؛ إذ بعينها بقصائد يختص المباشر ، ال الصريح الحديث أو الضمني فالحديثالوطن مآسي عن حديثو معرض في ، أو وعيدا يرسل حين ، السيما الضمني الحديث إلى يعدل آخر ، وحينا صراحة حينا

.وغيرىا...النفسية أحوالو وصف أو

، حيث إن العربية البالغية مباحث مع ، يتقاطع قضايا من تعرضو بما التداولية اللسانيات أن إليو اإلشارة ينبغي وما نظرة استعماالتها مختلف و للغة نظرت ، إذا( (مقال مقام لكل )) مبدإ على وقامت ، التواصلية بالعملية عنيت البالغة بو تحفل م ، وىو تلقيو و ، الخطاب أداء و إنجاز عند النفسية أحوالهما و ، المخاطب و بالمتكلم ، واىتمت متكاملة

التعبير وبالغة ، المخاطب نفس في البالغية الصور تحدثو الذي النفسي األثر إلى أشارات ، من العربية البالغة كتب ... بالمعنى اللفظ ، وعالقة المعني معنى عن الحديث ، و المجازي

خالل من المتكلم مقاصد إنجاح في المتلقي دور بيان ، و الديوان في الواردة البالغية للصور الشواىد بعض ىذه و .المقصودة بالدالالت الظفر

'' : الفتات'' ديوان استعارات في التداولية القيم – 1

وضع حين بو اختص أنو على الشواىد تدل معروف اللغوي الوضع في أصل للفظ يكون أن )) الجملة في االستعارة فالمتكلم ؛ اللغوي اإلبداع إلى يحيل ما وىذا ،(1)(( الزم غير نقال إليو ينتقل ، و األصل ذلك غير في )...( يستعمل ثم

للغة المألوف االستعمال عن عدول ىـذا في و ، آخر إلى داللي حقل من ينقلها حيث ، اللغوية األلفاظ بين حركية يرسل

.31 ، ص 2001 ، 1أسرار البالغة يف علم البيان ، حتقيق عبد احلميد هنداوي ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، لبنان ، ط: اجلرجاين (1 )

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

195

المتكلم أن يشير إلـى ، ألخر مجال من األلفاظ نقل ؛ ألن تداولية قيم ىذا في ، و القول فن من جديدة عوامل خلق إلى فطنة على يعول المتكلم أن كما ، (1)((اللفظ معنى من يعرفو ولكنو اللفظ من السامع يعرفو ال معنى بها يثبت ))

إنجاح في فاعل دور لو المخاطب ألن ؛ أخري تداولية قيمة ىي و ، االستعارة في الكامنة بالدالالت للظفر المخاطب .نواياه و المتكلم مقاصد يدرك حينما الخطاب

المعني إثبات يدعي المتكلم ؛ ألن (2)((الشيء عن االسم نقل ، ال االسم معنى إدعاء )) على االستعارة تقوم كما ما وىو ؛ أسدا يشبو إنسانا ال أسد ، رؤية يدعي إذ ، أسدا رأيت : أحدىم قول نحو في ، إليو المنقول للفظ المقصود

التداولية القيمة لتظهر ، شجاعا رجال رأى أنو: ذلك إدراك من ، ليتمكن االدعاء ىذا إبعاد عن يبحث المخاطب يجعل . تقويتو و المخاطب نفس في المعني تثبيت في االدعاء لهذا

:(3)التالي العنصر خالل من تتم الشعرية النصوص في االستعارات معالجة و

االستعاري اللفظ تداولية – أ

المتكلم تداولية - ب

:يلي ما الديوان في شواىدىا ومن. المخاطب تداولية – ج

المعنى غير جديدا معنى يكسبو المتكلم إن حيث ؛ عديدة تداولية قيم االستعاري للفظ :االستعاري اللفظ تداولية – أ بالداللـة الظفـر و المتكلم بقصـود اإللمام ، و االستعارة أبعاد الكتشاف المخاطب ينطلق ثم ، ومن وضعو أصل في الشائع

:الديوان في شواىده ، ومن اللفظ خالل من

:قولو نحو للمعنى ، حي واقع على المحيل باللفظ التعبير

الشهيدة آبارنا-1ت

دوما نارا تنزف

( 113ص )البعيدة لألمم

فينا اليأس جمرات زرعتم قد- 2ت

( 163ص )الفناء نار فاحصدوا

للدموع مسيل غاز عهدنا في يكن لم- 3ت

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

196

القلب تجر أو ىراوات

الضلوع خلف من

الجائع يأكل رصاص أو

(174ص) !يجوع ال حتى

شاىدا( تنزف )اللفظ أصبح( 1ت )، ففي محسوسة دالالت إلى( يأكل ، ، فاحصدوا زرعتم ، تنزف )األلفاظ تحيل الذي باإلنسان لها تشبيو ىذا وفي ؛ ( الشهيدة )بـ البترول آبار وصفت ، حيث استنزافها و العربية الثروات إىدار على حيا

إذ والنور بالدفء وإمداده األجنبي لفداء شهيدة العربية البترول آبار ولكن ، الوطن فداء سبيل في ومالو بنفسو يضحي ووفرتها كثرتها و التدفق قوة إلى تحيل( تنزف )فلفظ ، إذن بالدىا غير بالد في نعيمها لتصب النيران وتلتهما تحترق ىي .التضحية إال النعيم ىذا من لها نصيب فال العربية الشعوب ، أما األجنبي ينعم أن سبيل في

مظالمو أصبحت الظالم فالحاكم والجني ، النماء داللة على إحالة فيهما( فاحصدوا ، زرعتم )اللفظان يظهر( 2ت )وفي ، أو عليو تخاف شيء لهذا يعد ، فلم فيها فاستوطن لليأس ديارا القلوب وأضحت ، الشعب نفوس في تلتهب جمرات

على حجة وىي.الزرع جنس من يكون الحصاد أن ذلك ، الظلم والرق عواقب الجني( فاحصدوا )في التحذير فكان .منو إال يمكن للمخاطب ال إزاءىا و ظالم كل مآل على شاىدا جاعال منو ، التاريخ إلى الشاعر لجأ إذا ؛ المخاطب .المتكلم لحكم االستسالم

، جوعها اشتد التي المفترسة كالوحوش البطش و القمع فرصاص ؛ الجوع معنى على( يأكل )اللفظ يحيل( 3ت )وفي ، وغياب المتعمد والقتل البطش شدة على داللة ذلك وفي ، جوعها و نهمها لسد عليها وتنفض فرائسها تصطاد ىي حيث

. األنظمة قبل من العربية الشعوب معاملة في اإلنسان الضمير

: ، نحو قولو التعبير باللفظ الذي يجسد المعنى ماديا ، أما الداللة المقصودة معنوية

رأسي يزل ولم-1ت

!اليأس عواصف بالرماد يصارع

(103ص) تشنقني الشوق حبال زالت وما

أنا الحب أعرف- 2ت

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

197

حبي لكن

شراييني حبل على مات مشنوقا

( 335ص) !قلبي بزنزانة

فـي الكنيـة تتظافر( 1ت )ففي. وتجسيدىا للفعل المادية الداللة إلى( ، مات يصارع ، تشنقني )من كل تحيل من بو ألم وما حالو الشاعر يعرض ؛ إذ االستعارة مع ويعتقدىا بها يؤمن التي والثوابت القناعات إلى ؛ تلميحا( رأسي)

، فاجتاحت واألىل الديار عن أبعده الذي ، الحاكم بطش مواجهة في والوىن الحيلة قلة من يعاني ىو ، إذ وتوجيو خطب إلى بالعودة يأمل يعد ولم ، نفسو في سطوتو بسط فاليأس ؛ والشدة القوة على داللة ذلك وفي ، اليأس عواصف نفسو

ضراوة اشتدت إن و حتى وقيمو مبادئو عن وتخليو استسالمو عدم ويعلن ، الحاكم ويتحدى يعاند ىذا كل وبرغم .الوطن ، واالنتماء قلبو حيا في باق الوطن فحب ؛ ( تشنقني )جملة مع للوطن االنتماء داللة ، وتتكثف نفسو على الفراق

عليها اشتدت ، مهما بها يكفر أن يمكنو ال ، عقيدة الوطن حب أن يؤمن ىو ، بل وطنو ينسى أن عليو يأبى الوجداني .والماسي المحن

الواقع ، ولكن ينكر وال الحب معنى يدرك أنو يعلن فالشاعر ؛ والفناء الزوال داللة إلى( مات )اللفظ يحيل( 2ت )في و بل إن الحب ، فيو الحب مشاعر قتل الحياة مجاالت كل في التخلف يعاني ، الذي بالمظالم المتخم المأساوي العربي

.بزمانو ليس الزمن ألن خطيئة العربية البالد في

: قولو ، نحو االستعارة إنتاج حال المتكلم على يهيمن الذي النفسي المعنى ينقل الذي باللفظ التعبير

المحن و الذل كأس وجرعت-1ت

( 168ص) الشجون قلبي وتناىبت

غربتي طالت رب- 2ت

عنادي اليأس واستنزف

( 403ص) وفؤادي

وما ذل من تجرعو لما ، واأللم باإلىانة شعور ينتابو الشاعر ؛ إذ االرتواء المعنى إلى( كأس )اللفظ يحيل( 1ت )في من االرتواء داللة عمق النظام ، ويظهر قبل من المضطهد المستضعف فهو ؛ منها ارتوى حتى ومآسي محن من عليو وقع

.قلبو في استيطانها و األحزان سطوة إلى تحيل ، التي( تناىبت )مع الذل

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

198

الجملة ، لتثبت الغربة أمد طول من بالشكوى اهلل نحو أوال، بالتوجو الدعاء في النفسية الداللة تظهر( 2ت )في و والمقدرة القوة كل استنفاذ تحيل( استنزف )وأن السيما ، الشاعر يكابدىا التي اإلحباط حالة( اليأس استنزف )االستعارية

، وأضحى والتحـدي العنـاد مشاعـر نفسـو فـي وافتقد صالبة وال قوة بال اليأس فأرداه ؛ واألىل الوطن فراق آالم مواجهة في .واىنا ضعيفا

المألوف استعمال عن فعدولو ، للمخاطب إيصالها خطابو من يرمى التي نواياه و قصوده للمتكلم :المتكلم تداولية- ب باإلقبال للمخاطب إغراء فيو جديدة بدالالت ، وتحميلها آخر إلى داللي حقل من األلفاظ نقل إلى القول من الشائع

مشهد أمام ذاك إذ ، ويصبح المخاطب نفس في ودىشة إعجاب من النقل ىذا يحدثو لما. بو وإقناعو الخطاب على .القول مالبسات بكل باإللمام إال ذلك لو يتأتى وال المتكلم قصود لفهم الدقيق التأويل على المقدرة منو يتطلب تعبيري

: الديوان في شواىده ومن

: قولو ، نحو إحضاره يمكن ال ما ، باستحضار فعل حصول المتكلم يدعي أن

من ؟ ، و الحزن ، أيها سترضي من

بالد سكنى من تأنف ومتى

( 589ص) ؟ ممتهن فيها أنت

التي والشجن الحزن لحالة ، إثباتا المحسوسات مجال إلى المعنوية الداللة ذي( الحزن )معنى الشاعر استحضر يعاني ، فالكل ذلك لو أنى ولكن الجميع ، يرضي أن يحاول الذي باإلنسان شبو ؛ فالحزن وشعوبو العربي بالوطن ألمت النفور داللة إلى( تأنف) االستعاري اللفظ ليحيل ، األوطان وعلى النفوس على الحزن خيم ؛ إذ المآسي أالم ويكابد ويتألم

؛ مستعبدة نفوسا يستوطن أن يأبى ، فالحزن الحزن شرف ينال حتى العربي الوطن في الحقيقي لإلنسان ال وجود ، حيث إحساس من نابعا حزنو يكون وحينها العربي اإلنسان لدى المفقودة وصورتو الحقيقي اإلنسان ىوية استعادة تلميح ىذا وفي . حيا

: قولو ، نحو االستعارية العبارة في كامال نفسو في الذي المعنى المتكلم ينقل أن

اختنق الحبر لجة في قلمي

الورق فوق ىامدة جثتو وطفت

( 88ص )المدى في ضاعت األحرف زبد في روحو

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

199

صوت لهم يعد فلم الظلم أنهكهم الذي ، يدفع اإلنسانية والقيم بالثوابت يؤمن قلم فهو ؛ قلمو معاناة الشاعر ينقل التغيير إحداث عن عجزت ، فالكلمات الطغاة وجبروت الظلم مجابهة على قادرا وحده يعد لم القلم ىذا ولكن. يسمع

عظم بعد تدرك ولم ، تستجب لم ، ألنها وعتابها العربية للشعوب تأنيب ىذا وفي ؛ واالنتفاضة للثورة الهمم باستنهاض : فيقول فعل من عليو عزم بما المباشر التصريح إلى ينتقل الضمني الخطاب ىذا وبعد ، مأساتها

الحبر اترك أن لي آن

( 88ص) !بالرصاص شعري أكتب وأن

.النفوس على وقعها في وأقسى أقوى المرة ىذه ستكون ، ولكن سالحو دائما فالكلمة

قصود فهم أن ، ذلك عليو نفسي تأثير من تحدثو بما المخاطب على أساسا االستعارة تقوم :المخاطب تداولية- ج لعبارة الحقيقية الدالالت وتمثل التأويل على المخاطب قدرة بمدى ، رىين من خطابو إليو يرمي وما ونواياه المتكلم

، وىذه الكاملة الداللة على للوقوف السامع بها يقوم التي الذىنية والعمليات الدالالت من بسلسلة ذلك ويتم ، االستعارة : (1)ىي الذىنية العمليات

.ال أم للعبارة استعاري تأويل عن البحث ضروريا كان إذا ما أوال التقرير يستطيع أن*

.االستعاري للقول الممكنة بالقيم اإلحاطة يستطيع أن*

.المقصودة الداللة اختيار في الحسم ألجل االستعاري القول مجاالت تصنيف من يتمكن أن*

:يلي ما الديوان في شواىدىا ومن

:قولو ، نحو االستعاري التركيب من ونهايتها األمور عواقب المخاطب يدرك أن-

القتلى من آالفا الصبر بباب فألقينا

الجرحى من وآالفا

األسرى من وآالفا

الصبر رحم الحمل وىدد

.169، ص " بوابات النور " خصائص الرتكيب اللغوي يف : خليفة بوجادي : ، نقال عن 28الصورة الشعرية يف اخلطاب البالغي والنقدي ، ص : الويل حممد (1 )

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

200

صبرا يطق لم حتى

( 33ص) !صبرا : صبرنا فأنجب

شعوب فهي ؛ الشعوب صبر أمام المأساة تتعاظم ، حيث الوطن ىذا مأساة عظم التركيب ىذه من المخاطب يتلقى الطغاة نجاة سبيل في ونفسها دمها تدفع أضحية فأصبحت ، ونظامو الحاكم فداء ، الفداء ساحات إلى بها يدفع مغلوبة تجد ، ولم الواقع ىذا في العيش تطيق تعد لم ، التي الشعوب أصاب الذي والوىن العجز معنى( ىدد )اللفظ ليحمل الحراك على قادرة غير وأنها ، العربية الشعوب تعانيها التي والوىن الضعف بداللة تكثيفا ، وىذا الصبر سوى أمامها

.والتغيير

: قولو نحو ، الفعل بتشنيع المخاطب في التأثير يبدأ أن-

دائرة بالدي في المنايا إن

ضامرة و جائعة

روح كسرة عن تبحث

، أدمع ، عن دم عن

(247ص ) شعور عن تبحث

، ضامرة جائعة البالد تجوب الضارية كالوحوش الموت أن ذالك ؛ العربي للواقع تشنيع يبدو التركيب ىذا في تزىق فاألرواح ، جانب كل من الموت يترصدىا التي العربية الشعوب لحال تشخيص مشهد ؛ وىو قوت عن لها تبحث فقدر ، لحين حين من يطالها الذي والترويع الخوف بسبب وتدفن الناس أحاسيس وتغتال ودموع ، دماء تسيل ومعها

.النظام بيد والحكم ، والتهمة القانون أمام ومجرما مدانا يكون أن العربي المواطن

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

201

: الديوان تشبيهات في التداولية القيم -2

قواىا ، يضاعف بو المعالي تعقيب ، وأن البالغة فن في أمره ، وفخامة التشبيو قدر شرف )) على البالغيون تحدث وضوح على التشبيو ويقوم ،(1)(( ذلك غير ، أو افتخار ، أو ، أو ذما كانت مدحا بها المقصود إلى النفوس تحريك في

التصوير طريق عن ، المحسوس إلى العقول من ، واالنتقال الجلي إلى الخفي المعني بإخراج السبك وجودة المعني . الحسي واإلقناع

الفنية صاغتو بين يفصل وال التشبيهية الصورة جماليات تلمس في الذوق )) إلى الجرجانى يذكر كما التشبيو و : الديوان في شواىده ومن ، الكاملة بالداللة الظفر في دور المخاطب لذوق كان لذا ، (2)(( تتلقاه التي النفس وطبيعة

: قولو ، نحو اإلجمال ال التفصيل على قائما التشبيهي التركيب يكون أن-

الذرى ألي )- 1 ت

الثرى كديدان وأنا

(أتحررا أن البد

إذن :لو قال اهلل

آخر خلقا ستكون

الصخور مثل قوة لك

النسور مثل وعزة

الزىور مثل ورقة

( 421ص ) الورى مثل وىيأة

بشر أنا نزعم-2ت

. 210 ص ، 2001 ، 1صيدا ، بريوت ، ط ، والنشر للطباعة العصرية ادلكتبة ، البالغة علوم يف اإليضاح : القزويين(1)

.69 ص ، البالغة أسرار : اجلرجاين: ينظر (2)

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

202

خراف لكننا

إنما ..تماما ليس

األوصاف ظاىر في

نعم مثلها ؟ نقاد

؟ نعم مثلها نذعن

( 463) مثلها ؟ نعم نذبح

من المخاطب تمكن التي العناصر كل ، باستقصاء الداللة حدود ببيان المتكلم عناية التراكيب ىذه من يظهر المخاطب إن ؛ حيث تداولية قيمة لو ، وىذا التشبيو أركان كل ذكر في قائم فالتفصيل.المتكلم قصود على االستدالل

خيارات برسم كفيلة التشبيو عناصر أن ذلك ، أخرى خيارات إلى الذىاب يستطيع وال ، ومحددة المعالم بارزة صورة إزاء ورودا األكثر وىو التشبيو صورة خالل من وتقويتو ، موقفو على المتكلم قبل من إلحاح ىذا وفي ، وتحديدىا المخاطب

.الديوان تشبيهات في

االضطهاد من يعاني حيث ، ظلمة في قائم الشبو ، ووجو بالديدان نفسو تشبيو : في أول تشبيو يظهر( 1ت )ففي السكون إلى إشارة ىذا وفي ، ظالما حياتو جعل ما .بحرية التفكير أو المعارض الرأي إبداء عن األفواه وتكميم ، والقمع يتمتع: اهلل بعثو جديدا خلقا فكان حرا ؛ العيش في رغبتو ، ليعلن عليها وباال العربية ، فأضحى الشعوب بحياة ألم الذي .الشاعر ميالد حضور، فكان وىيأة والرقة والعزة بالقوة

ضمني طلب فهو .حماتها وىم ، إليها الدعاة ، فهم بالشعراء الحرية اقتران إلى التشبيو ىذا في المتكلم يلمح . الغاصبين من المسلوبة الحرية استرداد األولى قضيتهم يجعلوا الحكام ، وأن لظلم بأقالمهم يتصدوا أن الشرفاء للشعراء

بذاتها أوصاف لتخصيص القصر أسلوب إلى ولجأ بالخراف ، العربية الشعوب شبو حيث(2ت )في ذاتو واألمر .ذبحها يسهل لذا مذعنة ، منقادة فهي بو ؛ والمشبو المشبو بين تجمع

: قولو نحو ،التفصيل ال اإلجمال على قائما التشبيهي التركيب يكون أن-

مرقع ثوب وطني-1ت

( 175ص )بمصنع مصنوع فيو جزء كل

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

203

نار الغربة عاصفة في أنا-2ت

( 175ص )وحيادي انحيازي فيها يستوي

! أكابر ؟ -3ت

!الكبرياء أنا... كال

( 467ص )الشمس توأم أنا

إغراء ، وفي ىذا بو المشبو و المشبو :طرفيو في التشبيو عناصر اختزال في اإلجمال يبدو التركيب في ىذه. المشبو بو نفسو المشبو يصبح حيث ، طرفيو تسوية في مزيتو تظهر البليغ والتشبيو .الداللة إنتاج في لالشتراك للمخاطب

لو يحصل و ، المقصودة بالداللة للظفر عناصرىا تفصيل على إزاءىا يقف إجمالية صورة أمام المخاطب يكون ذاك وإذ .المتكلم نوايا فهم ؛ غايتو لتحقيق ينجزىا التي واالستدالالت الذىنية العمليات من عدد بفضل ذلك

مذاىب الصورة ىذه إزاء المخاطب ؛ يذىب مصنع في مصنوعة رقعة ، وكل المرقع بالثوب الوطن شبو( 1ت )ففي وطن إلى ، فالنتماء وانتماؤىا والؤىا لها دولة ، وكل دويالت إلى مقسم العربي ، فالوطن المتكلم قصود ، ليدرك عدة

.األجنبي بتعدد الوالءات تعدد كان ، لذلك األجانب إلى االنتماء ، بل مفتقد والتاريخ واللغة الدين وحدة تجمعو واحد

، أو نفسها تلتهم نار نارا ؛ لعلها فكان ، منو تقتات ، فالغربة بالنار نفسو يشبو و ، حالو الشاعر يظهر( 2ت )وفي . منها يقترب من تحرق نارا

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

204

على تقوم فهي ؛ (1)(( غيره بو يريد و ، اإلنسان بو يتكلم ما )) تعني الكناية :الديوان كنايات في التداولية القيم - 3 إدراكو المخاطب ، وعلى المتكلم يقصده ضمني ، معنى على تحيل فهي ، يلزمو ما الشيء إلى ذكر بذكر التصريح ترك

.مخدومة ميسورة امرأة أنها عن كناية الضحى نؤوم ، فالنة : أحدىم قول ، نحو ومالبستو الخطاب بظروف باالستعانة يتمتع أن عليو يتوجب المخاطب و. المقصود للمعنى التلميح ، إلى المباشر الصريح المعنى عن المتكلم عدول يبرز حيث القيم وتظهر. المتكلم عليو يعول ما ىذا ، و المتكلم بقصود واإللمام الكاملة بالداللة للظفر والنباىة الفطنة من بقدر

:التالية العناصر في للكناية التداولية

: الديوان في شواىده ومن ، المقصود المعنى على المباشرة إحالتو في التداولية قيمتو تبرز :الكنائي اللفظ تداولية-أ

: قولو نحو ، المقصود المعني بغير يرتبط ال الداللة حيث من الكنائي اللفظ يكون أن-

اإلشعار أحبس و-1ت

(15ص )األظافر و األنياب من أخشى

( 103ص) الجذور قطع على عقد مضى-2ت

( 1ت )ففي. للذىن كبير إعمال ، دون كاملة الداللة تحصيل المخاطب على يسهل المتكلم أن التركيبين من يظهر الضمير وغياب االفتراس حمولة من األلفاظ لهذه ، لما الشعوب حق في الممارس البطش إلى (واألظافر األنياب )نحيل

قطع )تحيل ، حيث( 2ت )في ذاتو واألمر. شيء في اإلنسانية إلى تنتسب ، وال الضارية بالوحوش ألصق ألنها اإلنساني كفيالن الغربة في وعيشو فنفيو الشاعر حال ، وكذا والموت جذورىا قطع عند الغرس ؛ ألن الموت داللة على( الجذور

أحاسيس بقاء في ، أمال الموت ليصارع دفعو ما ، وىذا إليو االنتماء وفقدانو ، بو ، واعتزازه الوطن مشاعر حب بقتل .حية الوطن تجاه الحب

:قولو نحو ، الكاملة الداللة إلى السامع ، ليستدرج المتكلم ذىن في نفسي معنى إلى الكنائي اللفظ يحيل أن-

الدفاتر و باألقالم كفرت

التي بالفصحى كفرت

عاقر ىي و تحبل

.295 ، ص 2008جواهر البالغة يف ادلعاين والبيان والبديع ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بريوت ، لبنان ، : السيد أمحد اذلامشي (1)

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

205

الذي بالشعر كفرت

( 93ص )الضمائر يحرك ال و الظلم يوقف ال

الذين الشعراء على ونقمتو الشاعر غضب يبدو حيث ؛ المتكلم ذىن في نفسية معان إلى (كفرت )اللفظ يحيل أوطان في يعيشون ، وأنهم أىوائهم لخدمة اللغة كلمات وطوعوا بالعشق ، ، والتغني واألنس المتعة في الشعر حصروا التي للمعاناة باال يلقوا لم ، ألنهم وازدراءىا ألفعالهم تشنيع ىذا ، وفي اإلنسانية والقيم الحقوق فيها ، تحن حرة منعمة

.شعوبهم تحياىا

فطنة اختبار أجل من ، وذلك التلميح إلى المباشر الحرفي المعنى عن العدول إلى المتكلم يلجأ :المتكلم تداولية- ب المرسل : التواصلية العملية أطراف بين التفاعل يخلف ما وىو ، الكاملة الداللة تحصيل على قدرتو ومدى المخاطب :الديوان في ىا شواىد ، ومن التداولية القيم أىم ، وىي والرسالة إليو والمرسل

: قولو نحو ، شأنو من والحط المخاطب ذم إلى المتكلم يحيل أن-

(الوطن يحيا كي نموت) -1ت

؟ لمن يحيا

زنى البن

( 250ص) مؤمنا القيط عشرين و إلثنين (...)

التجديد لرؤى قيمة أي-2ت

(301ص )! ؟ ' القديمة أوالد' قبضة في واألوطان

فقدان إلى( لقيط )و( زنى ابن )من كل يحيل( 1ت )ففي. شأنو من الحط في إمعان و للحاكم ذم التركيبين في شأن وطن سبيل في يموت أن يأبى ىو لذا ، بالتزوير أتى ، بل بانتخاب الحكم إلى يأتي لم ؛ فهو الشرعية العربي الحاكم؛ العربي الحاكم جمود إلى (القديمة أوالد )عبارة فتحيل( 2ت )في أما. الشعوب استعباد و واالستيالء التزوير حاكمو العربي الحكم إلى للوصول وسيلتهم منتخبون ، والديمقراطية حكامها العالم دول جل تغير، وأصبحت حولو من فالعالم الحرية زمن في تصلح تعد لم قديمة نظرية ، وىي الشعب حكم في والبطش القوة بصالحية يؤمن الزال الذي

. اإلعالمي واالنفتاح والديمقراطية

الفصل الثانللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل فثائل التركيل البالنلل

206

:ما يمكن استنتاجو من المبحث ما يلي

إن عدول الشاعر عن الكالم الحقيقي المباشر إلى الحديث المجازي ، باللجوء إلى الصور البالغية ؛ يحيل إلى - إذ يبدي حرصا على دفع المخاطب إلى استغالل اللغة ، لفهم مضامين . رغبة المتكلم في اختيار طريقة أدائو للخطاب

.الخطاب

إن إطالق الشاعر للصور البالغية بين ثنايا النصوص ، يشير إلى تعويل المتكلم على فطنة المخاطب وذكاءه - للظفر بالدالالت الضمنية ، حيث يبدو الدور المحوري للمخاطب ، في إنجاح مقاصد المتكلم ، باالستدالل على ىذه

.الدالالت الضمنية

إن لجوء الشاعر إلى نمطين من التعبير ؛ التعبير الحقيقي المباشر ، والحديث الضمني ، لو قيمة تداولية ؛ إذ - يؤشر إلى سعي الشاعر لإلقناع ، كأساس وىدف ، لهذا كانت ىذه المزاوجة ، بين الصريح والضمني ، بغية محاصرة

. الخ... المخاطب بشتى األساليب اإلبالغية ، ومن ثمد إقناعو بما يعرضو عليو الشاعر من مواقف ، أفكار

208

:وفي ختام البحث أمكن الوقوف على النتائج التالية

I - النتائج النظرية :

يعد التحول المنهجي في مسار الدرس اللساني تحوال الزما ؛ السيما بعد أن عجزت البنيوية على معالجة قضايا ىامة - :مس صلب الدرس اللغوي ومنها خاصة ت

مشكالت الترجمة ، تعليم اللغات األجنبية ، اكتساب اللغة : ظهور مشكالت جدية تتعلق بالممارسة اللغوية نحو - أ ...عند الطفل

اللغة ظاىرة اجتماعية ، تؤدي أدوارا في صلب الحياة االجتماعية ، لذا توجب االىتمام بمدى تأثير اللغة في - بعملية االتصال اليومي ، ومنها النصوص األدبية ؛ وىو األمر الذي يتجاوز حدود النظام اللغوي ، ليهتم بعناصر خارجية

.فاعلة في عملية التواصل ، نحو المتكلم ، المتلقي ، السياق

تحتاج دراسة اللغة لرؤية شاملة ، وىذا ما تحقق مع التداولية ، بفعل التكامل بين عدة علوم ، كالفلسفة ، المنطق - فبعد أن استقلت اللسانيات على يد سوسير وانفردت بدراسة اللغة موضوعا وحيدا لها . الخ... اللسانيات ، علم النفس

عادت مجددا إلى كنف الدراسات الفلسفية ، وانفتحت على أىم المفاىيم والرؤى ، فظهرت اللسانيات التداولية ، منهجا .الخ... نقديا يعنى بدراسة النصوص األدبية ، مستثمرا أىم القضايا للظفر بدالالت النص ، كأفعال الكالم والحجاج

اللسانيات التداولية منهج نقدي ، يهتم بدراسة النصوص األدبية وتحليلها ، ذلك أن النص األدبي عموما والشعري - خصوصا غني بالقيم التداولية ؛ إذ يحقق عملية تواصلية افتراضية ، ألنـو يهـدف أساسا إلـى إحداث التأثيـر في المتلقي ،

باالىتمام بالشروط الكفيلة بإقناعو واستمالتو ، وحينها تهتم اللسانيات التداولية بدراسة ىذه الشروط ، وكذا العالقة القائمة .بين المعنى وبنيتو ، السيما أن المعنى ال يتحدد بالبنية وحدىا ، بل يتجاوز ذلك إلى السياق وكل عناصره

الدراسة التداولية للنص األدبي ، ال تلغي أىمية الدراسة اإلفرادية ؛ حيث تنطلق من الخصائص البنيوية للتراكيب وما - ، وبيان وظائفها التداولية ؛ اعتمادا على مفاىيم ... زيادة ، حذف ، تكرار : يطرأ عليها في بناء الوحدات اللغوية من

.اللسانيات التداولية ، النحو ، البالغة

إن ما تعرضو التداولية من قضايا ، في النظرية اللسانية الغربية الحديثة ، لو ما يقابلـو فـي الدرس اللغـوي العربي القديم ، - وىذا ما يدعو إلى تأصيل نظرية لسانية عربية . منها خاصة مباحث البالغة ، النحو ، وكذا ما يظهر في دراسات األصوليين

تنطلق من تراث لغوي حافل بالقضايا والمفاىيم التي بإمكانها أن تنشأ نظرية لسانية عربية خالصة ؛ دون االكتفاء بمحاججة

209

مقوالت اللسانيات الغربية ؛ حيث يعد ما تعرضو البالغة العربية نظرية اتصالية قائمة بذاتها ، إذ تنظر للغة نظرة شاملة وتعتد .بكافة العناصر اللغوية وغير اللغوية للوصول بالمعنى إلى نفس المخاطب وإقناعو بالخطاب

والحال ذاتو في النحو العربي ؛ إذ كثيرا ما يوصف بأنو نحو صوري ، ولكن نظرة متفحصة تظهر مدى اىتمام النحاة .بالبنية وعالقتها بالمتكلم ؛ إذ إن إخراج الكالم يكون مطابقا ألحوال قائلو

.كما كان المخاطب لو نصيب من اىتمامهم ، السيما ما يترتب على إلقاء الكالم إليو في بناء الوحدات

: النتائج التطبيقية - 2

إن الدراسة التداولية للنصوص الشعرية تتالءم مع مفهوم الشعر ؛ ذلك أن غايتو تحقيق التأثير واإلقناع لدى المتلقي - .حتى وإن كان نصا فنيا

:ما يلي '' الفتات '' من خصائص تركيب أفعال الكالم في ديوان

تنوع أقسام أفعال الكالم ؛ ويعكس ذلك تنوعا في استخدام اللغة ، وتعبيرىا عن أغراض ومقاصد المتكلم ، حيث - .اإليقاعية ، الطلبية ، التعبيرية ، اإلخبارية ، اإللتزامية: تراوحت بين

كما لجأ الشاعر إلى استخدام تراكيب عدة ؛ حيث قامت في بناءىا على اختالف األفعال الكالمية حينا ، وفي ىذا أثر - على المخاطب ؛ في استدراجو وإقناعو بالحكم ، كما قامت على تجانس األفعال الكالمية حينا آخر ، لتحقيق قيم تداولية

.منها ؛ إلحاح الشاعر على موقف ما ، أو تثبيتو في نفس المخاطب

كذلك من سمات األفعال الكالمية في الديوان ، مخالفة الداللة لبنيتها ؛ من ذلك خروج الخبر إلى اإلنشاء ، أو - العكس خروج العبارة اإلنشائية إلى الخبر ، ولهذا الخروج أثره على المخاطب ، الذي ينبغي عليو أن يدرك مالبسات

.الحديث والظروف العامة المحيطة بإنجاز الخطاب وأدائو للظفر بالدالالت وقصود المتكلم من العبارة اللغوية

: ومن أىم خصائص التراكيب الحجاجية في الديوان

لجوء الشاعر إلى عدة وجوه حجاجية في نصوصو منها ؛ الزيادة داخل التراكيب ، نحو التوكيد لتحقيق أغراض كالتذكير - وغيرىا ، من الصيغ واألساليب ، مراعاة ألحوال المخاطب ، بغية ... والتضمين ، أو استخدام العطف ، النعت ، القصر

التكرار ، التقابل التعارض ، وذلك : إقناعو وذلك باستدراجو عبر ىذه األساليب كما لجأ إلى الزيادة بين التراكيب نحو ...كالتقديم والتأخير ، أو الحذف : كذلك يعتمد الشاعر على تنويع تراكيبو . إلثارة المخاطب ، وإغرائو بالخطاب

210

االنتقال من صورة عامة إلى صور جزئية : ومن أىم مظاىر الحجاجية في الديوان ، أنها قامت على االستدالل ومنها - تفصيلية ، أو العكس ، االنتقال من الخاص إلى العام ، وذلك باستقصاء كل التفاصيل والحيثيات ، ولهذا بعد حجاجي ؛

إذ يرمي إلى استدراج المخاطب ، ومقارعتو بحجة تخاطب العقل والعواطف ، حيث يقف إزاءىا عاجزا عن ردىا أو وجعلو يقف على قصود المتكلم بإحالتو إلى مشاىد تشخيصية حية ، تنقل الواقع ، ويدرك منها نوايا . االعتراض عليها

. المتكلم كاإللحاح على موقف ، أو تثبيتو في نفس المخاطب

باإلضافة إلى استحضار النص القرآني ، وكذلك النص النبوي والنص الشعري ، وإن كان استحضارىما قليل جدا في - .وىو ما يشير إلى جانب من شخصية الشاعر ؛ فهو المتشبع بروح الثقافة اإلسالمية ، المؤمن بعقيدتو الدينية. الديوان

مع استخدام حجج أخرى ، كان لها أبعدىا الحجاجية ومنها النفي ؛ وىو أسلوب وظفو الشاعر لخدمة أغراض وقصود - بعينها ؛ ومنها اإللحاح على حكم وتقويتو في نفس المخاطب ، وعرض حال نفسو واإلغراق في توصيفها ، وكذلك لتثبيت

باإلضافة إلى استخدام الرمز والتلميح ؛ من خالل شخصيات يطلقها عبر نصوصو ، محاكاة . حكم ما في ذىن المخاطبعباس ، عيصو ، محقان ، وىي توصيفات للحاكم العربي ؛ ينقلها الشاعر في صور كاريكاتورية : لشخصيات حقيقية نحو

.ساخرة ، بغية نقل مواقفو إلى مخاطبيو بصورة ضمنية ، معوال على ذكاء المخاطب ووعيو بما يجري حولو

فقد اتسم بالعناية بالجانب التداولي للغة ؛ وىو ما يظهر على مستوى :أما عن خصائص التركيب النحوي في الديوان من خالل توالي التراكيب اإلنشائية ، وذلك الىتمامو بمخاطبيو ، والدفع بهم لتنفيذ طلباتو ، كما قد يزيد في : التراكيب

...التركيب بالوصف ، بغية حث المخاطب واستنهاض ىمتو ، أو دفعو للرفض والتمرد

ومن أىم ما يميز التراكيب النحوية في الديوان ، ىو بناؤىا بحسب العمليات الذىنية للشاعر ؛ وىو أمر لو بعده - التداولي حيث تكون الوحدات اللغوية متوافقة مع المعاني الذىنية ، ما يشير إلى قدرة الشاعر في التحكم في اللغة ،

.واستخدامها وفقا ألغراضو المقصودة ، ما يحقق إنجازية الخطاب ، من خالل التأثير في المخاطب وإقناعو بو

: أما التركيب البالغي في نصوص الديوان فقد تميز بخصائص منها -

لجوء الشاعر إلى استخدام الحديث الضمني ؛ وذلك سمة بارزة في الديوان ، فكانت االستعارات طاغية في النصوص ، - ثم التشبيهات حيث وردت بكثرة ، وبعدىما كانت الكنايات ، التي كان لها حضور مهم ؛ ويؤشر استخدام الصور البالغية

إلى حاالت نفسية تعتري الشاعر ؛ منها إشراك المخاطب في إنتاج الدالالت ، تعويال على ذكائو وفطنتو ، السيما وأن ىذه الدالالت تكون ضمنية ، مما يدفع بالمخاطب إلى إجراء سلسلة من العمليات الذىنية ، لالستدالل على المضامين الخفية

.المقصودة ، وىو ما يبعث على المشاركة الفعلية من قبل المخاطب

211

التلميح للمعنى ، لو قيمة تداولية بارزة ؛ لما فيو من إغراء للمخاطب لإلقبال أكثر على الخطاب ، وفك شفرة لغتو - للوقوف على مقاصد المتكلم ، وفي ىذا إثارة لذىن المخاطب ، واستدراج لو ، إلقناعو بموقف الشاعر ، السيما في

، ثم ... القصائد التي تتضمن ، نصائح وتوجيهات ، أو توعية الشعوب بأمور عدة ؛ كجهلهم بسوء الحال ، أو غفلتهم تليها طلبات صريحة ، مما يجعل إذعان المخاطب واستسالمو أمرا مقبوال لديو ، بل تجد ىذه الطلبات صداىا لدى

.المخاطب

، يحتاج إلى بحث مستقل ، السيما وأني في ىذا العمل لم أتوسع '' الفتات '' إن دراسة الصور البالغية في ديوان - .كثيرا في دراستها دراسة وافية ، لذا آمل أن يوجد في المستقبل من يواصل ىذه المسيرة وىي جديرة بالبحث والدراسة

:من الوقوف على أمور عدة ىي '' الفتات '' كما مكنت الدراسة التداولية لديوان -

شمولية الدراسة التداولية ؛ إذ ىي تنطلق من البنية لتمتد إلى العناصر الخارجة عنها ؛ كالمتكلم ونواياه ، . أ المخاطب

وأحوالو ، السياق والظروف العامة المحيطة بو ؛ فهي دراسة تكاملية بين العناصر اللغوية وغير اللغوية ؛ بحثا عن المعنى .وللظفر بالدالالت الضمنية ، السيما حين تكون األساليب التعبيرية مخالفة لبنيتها آلداء أغراض إبالغية جديدة

كشفت الدراسة التداولية جوانب ىامة من شخصية الشاعر ، كما رسمت مالمح الواقع العربي بكل دقائقو حيث . ب

، سبقت دراستو دالليا ؛ ولكن ىذه الدراسة لم تتعدد حدود السياق اللغوي ، وعليو لم تستطع '' الفتات '' إن ديوان اإلحاطة بالدالالت الكامنة والكاملة في نصوص الديوان ، كما أنها لم تالمس حقيقة شخصية الشاعر ، وال الواقع

.المتحدث عنو

اتسم الديوان بطابع السخرية والتهكم ، كما رسم الشاعر مشاىد تشخيصية للواقع العربي ، تشخيصا يضع المتلقي أمام - صور حية تنقلها تراكيب الديوان ؛ من مشاىد الظلم ، االستعباد ، نهب ثروات الشعوب ، غياب األنظمة الديمقراطية وفي

مقابلها شعوب ضعيفة ، مغلوبة ، غير واعية سياسيا وثقافيا ، ولهذا العرض قيم تداولية ؛ حيث يتم استدراج المخاطب .إلقناعو واستمالتو لموقف المتكلم ، وكذا بغية تعديل موقفو وأفكاره حينا آخر

شكل أحمد مطر صوت الضمير الحي ، النابض بالرفض ، الصوت المتمرد على حياة البؤس والرق ، القلم المنتفض - الناصح للشعوب ، حامل لواء التوعية ، وبث أفكار التحرر ، والدعوة لالنعتاق من قيود الحاكم ، وفي ذلك قيمة تداولية

جاعال قلمو منبرا للتغيير . ىامة ، إذ تبرز جوانب عديدة من شخصية الشاعر ؛ فهو المناضل ، الملتزم بقضايا أمتوالمؤمن بعدالة قضيتو ، . واإلصالح الغاضب من خضوع واستسالم الشعوب ، الناقم على الحكام الستبدادىم وظلمهم

212

الواثق من صدق وعده ، إذ ال يتردد في إطالق تنبؤاتو ، بزوال ىذه األنظمة وحكامها ، وىي إشارة شخصية ؛ تظهـر حالـة التدين ، حيث يؤمن بوعد اهلل وتحقق نصرتو للضعفاء متى أرادوا أن يغيروا من حالهم ، كما يبرز وجو آخـر من شخصيتـو ؛ فهو المثقف المحنك الذي يعرف خبايا التاريخ وأسراره ، فأدرك مآل كل الطغاة ؛ ويصـدق وعيـده وتنبـؤه ، فالعالم العربي

اليوم ، يختلف تماما عن ما كان عليو باألمس القريب ، إذ يشهد زلزاال قويا ، لـم يكـن لينتظره أحد ، فالثورة بدأت من فإيمانو القوي بتحقق . تنبأ بوقوعها الشاعر ، وحصل ما كان يدعو إليو ويتمناه. تونس ، وانتقلت شرارتها إلى كل قطر عربي

. التغيير ، ىز عروشا على أيد خبر الشاعر نفوسها ، وأدرك قيام ثورتها يوما ما

214

1950 عام ولد ، أخوة عشرة بين الرابع االبن وىو ، لجمالو نظرا عليو يطلق كان كما يوسف أو : مطر حسن أحمد وقد ، بالبصرة العرب شط قرب " التنومة " بلدة في ، الكاظم جعفر بن موسى اإلمام إلى نسبها ينتهي عائلة كنف في

األماكن أسماء على ذاكرتو في يحافظ وىو ، والنخيل والمروج التقليدية ومنازلها أنهارىا وسط ، فيها طفولتو مطر أمضى وأكمل األصمعي محلة إلى أسرتو انتقلت بعدىا ،( كردالن نخيل غابة )،( الشعيبي نهر )،( صفية حديقة )، فيها األساسية

وخالصا الراحة عن بحثا حياتو نمط تغيير قرر ، والحرمان الفقر سطوة ولشدة ، العدنانية مدرسة في االبتدائية دراستو مطر مرة ، والموىبة العبقرية مالمح األفق في الحت وىنا ، المتوسطة المدرسة دخل وفيها بغداد إلى فانتقل ، الحرمان من

أما ، العربي الخط وكتابة الكاريكاتوري الرسم يهوى كان كما المدرسة في يؤديها مسرحية أو ، مقالة أو قصيرة قصة بكتابة تلوي ال كالسهم مرقت : القصيدة مطلع وكان الثالث الصف في وىو كتبها قصيدة أول في سطعت فقد الشعرية موىبتو .دىاىا اليوم الذي ما شعري ليت * خطاىا

ليعوض والقراءة الكتاب إلى فلجأ دراستو في تعثر الحياة ولقسوة ، فيو كتب الذي األول الموضوع ىو الحب بذلك فكان الغزل أن حينها وأدرك ، وطنو بها يمر كان التي السياسية األحداث بسبب مرغما السياسة دائرة دخل وقد. افتقده ما

الناس ىمم واستنهاض النظام ضد التحريض إلى تدعو التي الموضوعات في يكتب فراح ، ىمتو ترضي ال النبوية والموالد لي تكشفت عندما ، النار دائرة في مبكرا بنفسي ألقيت : )) مطر يقول ذلك وفي ، المر واقعهم من الخالص أجل من

، ثانيا المأتم في العرس ثياب ارتداء وعلى أوال الصمت على نفسي تطاوعني ولم ، والشعب السلطة بين الصراع خفايا ((.الغضب ميدان ناحية جوادي عنان فجذبت

التقى أن إلى ، الفتاتو ينشر وبدأ ، وثقافيا أدبيا محررا الكويتية " القبس " بجريدة العمل وبدأ الكويت إلى لجأ بعدىا فكان ، بينهما الصداقة أواصر عمق مما بينهما اتفاق دونما ، كثيرة أشياء في يشتركان كانا حيث ، العلي ناجي بالفنان

لنـدن إلـى معـا غـادرا بعـدىا ، الكاريكاتورية رسوماتو من بلوحة ناجي يختمها حين في األولى الصفحة في الفتاتو ينشر مطر قصيدتو في جليا ذلك ويظهر ، مطر نفس في بليغا أثرا الموساد عمالء طرف من العلي ناجي الغتيال وكان ، 1986 فـي .دربو رفيق فيها رثى التي'' الكالم أصعب ما ''

وقد( 7 الفتات )،( 6 الفتات )،( 5 الفتات )،( 4 الفتات )،( 3 الفتات )،( 2 الفتات )،( 1 الفتات : )أعمالو أىم من صاحب مع األخير العشاء )،( الكالم أصعب ما )،( أعاله المشنوق إني )،( الكاملة األعمال الفتات )في كلها جمعت (.الساعة )،( األول إبليس الجاللة

رسالـة : مطـر أحمـد شعر في السرد شعرية ، السعدي الكريم وعبد مطر أحمد قصائد أروع ، كحوال محفوظ : ينظر. العراق ، الكوفة جامعة ، دكتوراه

216

I - فهرس المصادر والمراجع :

. المصحف الشريف برواية ورش

:المصدر / 1

: Wembley, HA 99QQ , England (UK) P.O.Box الفتات األعمال الكاملة ، : أحمد مطر -1

. 2000 ، أوت 1ط ، 213

: المراجع / 2

: الكتب باللغة العربية تحريرا وترجمة - أ-2

في اللسانيات التداولية ، مع محاولة تأصيلية في الدرس العربي القديم ، بيت الحكمة للنشر والتوزيع ، العلمة ، : بوجادي خليفة - 2

.2009 ، 1الجزائر ط

. 2009 ، 1اللسانيات العامة اتجاىاتها وقضاياىا الراىنة ، عالم الكتب الحديثة ، اربد ، األردن ، ط: بوڤرة نعمان - 3

،التداولية من أوستين إلى غوفمان ، ترجمة صابر الحباشة ، دار الحوار للنشر والتوزيع ، االدقية : بالنشيو فيليب - 4

.2007 ، 1سوريا ، ط

دالئل اإلعجاز في علم المعاني ، شكلو وشرحو وخرج شواىده وقدم لو : - الجرجاني عبد القاىر بن عبد الرحمان - 5

.2002ووضع فهارسو يسين األيوبي ، المكتبة العصرية ، صيدا ، بيروت ،

أسرار البالغة في علم البيان ، تحقيق عبد الحميد ىنداوي ، دار الكتب : - الجرجاني عبد القاىر بن عبد الرحمان - 6

.2001 ، 1العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط

السيميائية أصولها وقواعدىا ، ترجمة رشيد بن مالك ، مراجعة وتقديم عز الدين مناصرة : جيرو جون كلود وآخرون - 7

.2002منشورات االختالف ، الجزائر ،

نظرية أفعال الكالم العامة ، كيف ننجز األشياء بالكلمات ، ترجمة عبد القادر قنيني ، أفريقيا : جون النكشو أوستين - 8

.2008 ، 2الشرق ، المغرب ، ط

217

. 2008 ، 1التداولية والحجاج مداخل ونصوص ، صفحات للدراسات والنشر ، دمشق ، سوريا ، ط: الحباشة صابر - 9

.2009 ، 1فلسفة اللغة عند لودفيغ فيتغنشتاين ، الدار العربية للعلوم ، لبنان ، ط: حمود جمال - 10

المرايا المحدبة ، من البنيوية إلى التفكيك ، عالم المعرفة ، سلسلة كتب ثقافية ، يصدرىا : حمودة عبد العزيز - 11

.1998المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب ، الكويت ، أفريل ،

.2005لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب ، دار األمل للطباعة والنشر والتوزيع ، الجزائر ، : حمو الحاج ذىبية - 12

، 1قواعد النحو العربي في ضوء نظرية النظم ، دار وائل للنشر والتوزيع ، عمان ، األردن ، ط: حميد البيات سناء - 13

2003.

الدار البيضاء ، –لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب ، المركز الثقافي العربي ، بيروت : خطابي محمد - 14

.1991 ، 1ط

ترجمة محمد يحياتن ، ديوان " لطلبة معاىد اللغة العربية وآدابها " مدخل إلى اللسانيات التداولية : دالش الجياللي - 15

.1996المطبوعات الجامعية ، الجزائر ،

.1979 ، 2شرح الكافية ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، ط: الرضي األسترابادي - 16

التداولية اليوم علم جديد في التواصل ، ترجمة سيف الدين دغفوس ومحمد الشيباني ، : روبول آن وجاك موشالر - 17

. (ت.د)مراجعة لطيف زيتوني ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان ،

دليل الناقد األدبي ، إضاءة ألكثر من خمسين تيارا ومصطلحا نقديا معاصرا ، المركز : الرويلي ميجان وسعد البازعي - 18

.2002 ، 2الثقافي العربي ، ط

.2006 ، 3شرح المعلقات السبع ، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، لبنان ، ط: الزوزني - 19

. (ت.د)في فلسفة اللغة ، دار النهضة العربية ، بيروت ، لبنان ، : زيدان محمود فهمي - 20

مفتاح العلوم ، ضبطو وكتب ىوامشو وعلق عليو نعيم زرزور ، دار الكتب العلمية : السكاكي أبو يعقوب يوسف - 21

.1987 ، 2بيروت ، لبنان ، ط

218

محاضرات في األلسنية العامة ترجمة يوسف غازي ومجيد النصر ، المؤسسة الجزائرية للطباعة ، : سوسير فيرديناند - 22

.1986الجزائر ،

.1974 ، 2ديوان أبو القاسم الشابي ورسائلو ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، لبنان ، ط: الشابي أبو القاسم - 23

علم الداللة السمانتيكية والبراغماتية في اللغة العربية ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان : شاىر الحسن - 24

.2001 ، 1األردن ، ط

في التراث اللساني " األفعال الكالمية " التداولية عند العلماء العرب دراسة تداولية لظاىرة : صحراوي مسعود - 25

.2005 ، 1العربي ، دار الطليعة للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان ، ط

، 2الحجاج في القرآن من خالل أىم الخصائص األسلوبية ، دار الفرابي ، بيروت ، لبنان ، ط: صولة عبد اهلل - 26

2007 .

.1985علم المعاني ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت ، لبنان ، : عتيق عبد العزيز - 27

.1986المقاربة التداولية ، ترجمة سعيد علوش ، مركز اإلنماء القومي ، الرباط ، المغرب ، : فرانسواز أرمينكو - 28

المرجع والداللة في الفكر اللساني الحديث ، ترجمة عبد القادر قينيني ، افريقيا الشرق ، المغرب : فريجة وآخرون - 29

.2000 ، 2، ط

اإليضاح في علوم البالغة ، اعتنى بو وراجعو محمد عبد القادر الفاضلي ، المكتبة العصرية ، صيدا ، : القزويني - 30

.2001 ، 1بيروت ، ط

مدخل إلى علم لغة النص ، ترجمة سعيد حسن بحيري ، مكتبة زىراء الشرق ، القاىرة : فيهقجر . د.م.قولفجانج ىـ- 31

.2004 ، 1مصر ، ط

علم لغة النص نحو آفاق جديدة ، ترجمة سعيد حسن بحيري ، مكتبة زىراء : فيهقجر وآخرون . د.م.قولفجانج ىـ- 32

.2007 ، 1الشرق ، القاىرة ، مصر ، ط

219

صحيح مسلم ، بشرح النووي ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ، منشورات محمد علي بيضون لنشر : اإلمام مسلم - 33

، باب النهي عن المنكر واألمر 2003 ، 2 ، ط1كتب السنة والجماعة ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، م

. بالمعروف

، 1التركيبيات الوظيفية قضايا ومقاربات ، مكتبة دار األمان للنشر والتوزيع ، الرباط ، المغرب ، ط: المتوكل أحمد - 34

2005.

، 1الوظيفية بين الكلية والنمطية ، مكتبة دار األمان للنشر والتوزيع ، الرباط ، المغرب ، ط: المتوكل أحمد - 35

2003.

قضايا اللغة العربية في اللسانيات الوظيفية ، بنية الخطاب من الجملة إلى النص ، مكتبة دار األمان : المتوكل أحمد - 36

.2001 ، 1للنشر والتوزيع ، الرباط ، المغرب ، ط

.1988الجملة المركبة في اللغة العربية ، منشورات عكاظ ، الرباط ، المغرب ، : المتوكل أحمد - 37

الوظائف التداولية في اللغة العربية ، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر ، الدار : المتوكل أحمد - 38

.1985 ، 1البيضاء ، المغرب ، ط

.1989اللسانيات الوظيفية ، مدخل نظري ، منشورات عكاظ ، الرباط ، المغرب ، : المتوكل أحمد - 39

.2002اللسانيات نشأة وتطور ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، : مومن أحمد - 40

اإلتجاىات األساسية في علم اللغة ، ترجمة علي حاكم وحسن ناظم ، المركز الثقافي العربي ، : ياكبسون رومان - 41

.2002 ، 1بيروت ، ط

.2004 ، 1مدخل إلى اللسانيات ، دار الكتب الوطنية ، بنغازي ، ليبيا ، ط: يونس علي محمد محمد - 42

: المقاالت - ب-2

220

، مجلة البحوث والدراسات ، دورية " ليلى المقدسية مهري بندقية " التركيب اللغوي في قصيدة : دفة بلقاسم - 43

. 2010أكاديمية محكمة يصدرىا المركز الجامعي بالوادي ، الجزائر ، العدد التاسع ،

البراغماتية أو الفعل بواسطة اللغة ، جون أوستين ، المعنى ، مجلة أدبية محكمة ، المركز الجامعي : مذبوح لخضر - 44

. 2008، خنشلة ، الجزائر ، العدد األول ،

: الرسائل الجامعية - ج-2

للشاعر الجزائري عبد القادر بن محمد بن القاضي " بوابات النور " خصائص التركيب اللغوي في : بوجادي خليفة - 45

دراسة في الوظيفة التداولية ، بحث مقدم لنيل شهادة الدكتوراه في اللغويات ، جامعة األمير عبد القادر للعلوم اإلسالمية

.2006-2005قسنطينة ، الجزائر ،

دراسة سيميائية ، بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في علم ' ص ' البنية الحجاجية في سورة : حفياني سندرة - 46

. 2006-2005الداللة جامعة منتوري ، قسنطية ، الجزائر ،

شعبة العلوم " المناىج اللغوية الحديثة وأثرىا في تدريس النصوص بمرحلة التعليم الثانوي : الصبيحي محمد لخضر - 47

-2004، أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه دولة في اللسانيات ، جامعة منتوري ، قسنطية ، الجزائر ، " اإلنسانية

2005.

: الكتب باللغة الفرنسية - د-2

48- Austin (J.L) : Quand dire c’est faire , introduction , traduction et

commentaire par Gille Lane , édition du seuil , 1970.

221

II - فهرس الموضوعات

المقدمة

نشأة الدرس التداولي وخصائصو : الفصل األول 07........................................................................... تمهيد

مصادر الدرس التداولي : المبحث األول I - 10............................................... الدرس اللساني ونشأة التداولية

II - 18................................... الفلسفة التحليلية وأثرىا في نشأة التداولية III - 25.......................................... الدرس السيميائي ونشأة التداولية

اللسانيات التداولية وقضاياىا األساسية : المبحث الثاني 29............................................................... ماىية التداولية - 1 30.............................................................. أقسام التداولية - 2

: القضايا األساسية للسانيات التداولية I - 36.......................................................... نظرية أفعال الكالم

II - 42.................................................................... السياق III - 44................................................................... الحجاج IV - 49......................................................... الوظائف التداولية V - الملفوظية

...................................................................52

فصل تطبيقي : الفصل الثاني '' الفتات '' خصائص تركيب أفعال الكالم في ديوان : المبحث األول

I - 56.......................................... '' الفتات '' أفعال الكالم في ديوان II - 82........................ '' الفتات '' صيغ تركيب األفعال الكالمية في ديوان

III - 94............................... '' الفتات '' أغراض أفعال الكالم في ديوان '' الفتات '' خصائص التركيب الحجاجي في ديوان : المبحث الثاني

I - الفتات '' الوجوه الحجاجية في تركيب ديوان '' 131........................................ الزيادة داخل التركيب ألبعاد حجاجية - 1

222

143......................................... الزيادة بين التراكيب ألبعاد الحجاجية - 2 148......................................... تنوع الظواىر اللغوية ألبعاد حجاجية - 3II - مظاىر االستدالل في التراكيب الحجاجية 153............................ '' الفتات '' مراحل االستدالل في تراكيب ديوان - 1 157...................................... مظاىر االستدالل وأشكالو في التراكيب - 2

'' الفتات '' خصائص التركيب النحوي في ديوان : المبحث الثالث العناية بالمستوى التداولي في التراكيب - 1

.........................................175

بناء التراكيب بحسب العمليات الذىنية للمتكلم - 2 ...............................

182

القوى اإلنجازية في التراكيب النحوية - 3 ..........................................

186

'' الفتات '' خصائص التركيب البالغي في ديوان : المبحث الرابع 194............................. '' الفتات '' القيم التداولية في استعارات ديوان - 1'' الفتات '' القيم التداولية في تشبيهات ديوان - 2

...............................201

204................................. '' الفتات '' القيم التداولية في كنايات ديوان - 3الخاتمة

...........................................................................208

ملحق بحياة الشاعر ...............................................................

214

الفهارس I - فهرس المصادر والمراجع

......................................................216

II - فهرس الموضوعات ..........................................................

221