استخدام القوة لفرض الشرعية الدولية

22
اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة واﻟﻣوﻗف ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗدﺧل اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ دراﺳﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ م. د ﻋﺎدل ﺣﻣزة ﻋﺛﻣﺎن(*) اﻟﻤـﻘـﺪﻣـ واﻗﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ اﻟﺪول أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﺣﱴ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ إﺣﺪى اﻟﺪول أو ﻋﺪد ﻣﻨﻬﺎ ﰲ اﻟﺸﺆون اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ أﺧﺮى إذا ﻛﺎن ﻫﺪﻓﻪ ﲪﺎﻳﺔ اﳉﻨﺲ اﻟ ﺒﺸﺮي وﲪﺎﻳﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، وﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ اﻧﻌﻜﺎس واﺿﺢ ﻟﺴﻴﺎدة ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘﻮة ﰲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻋﺪ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎﱐ ﺣﻘﺎ ﻳﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺪول اﳌﺘﺤﻀﺮة وﻗﻒ اﻻﻋﺘﺪاءات ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ رﻏﻢ اﺧﺘﻼﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻌﲎ) اﳊﻖ( ﻋﻠﻰ ﳓﻮ دﻗﻴﻖ. . ﻏﻢ أ ن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ اﳌﻌﺎﺻﺮ ﻻ ﻳﺴﺘﺴﻴﻎ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎﱐ ﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﰲ ، ﻷ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﳏﺎوﻟﺔ ﻟﺒﻌﺚ اﻻﲡﺎﻩ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎري اﻟﺬي ﻳﺒﻴﺢ اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻏﻄﺎﺋﻬﺎ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮت ﻋﻮاﻣﻞ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، وﻟﻜﻦ اﻟ ﻘﺼﺪ اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ ﻓﺮض اﳍﻴﻤﻨﺔ ، ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﰲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﲑة ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻮك اﳋﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻴﺎل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪول. وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﺆال اﳊﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪى اﺗﺼﺎف اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﱵ ﲢﺮم اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ﻷﻏﺮاضﺘﻤﻊ اﻟﺪوﱄ ﻣﺜﻼ ﰲ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪل واﻷﻧﺼﺎف، ﻓﻬﻨﺎﻟﻚ ﺣﺎﻻت ﺣﺼﻠﺖ ﰲ ﺗﺪﺧﻞ ا) رواﻧﺪا وﻛﻤﺒﻮدﻳﺎ( وﻛﺎﻧﺖ ﲢﺖ ﻫﺬا اﻻدﺮد إن ﻣﻴﺜﺎق اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻧﺼﺎ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﻋﺎء وﻫﺬا ﻳﺼﻌﺐ وﺻﻔﻪ ﺑﺎﶈﻈﻮر( ﲜﻮاز اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ﰲ ﺣﺎﻻت ﻛﻬ ﺬﻩ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ اﻷﺻﻞ ، وﻣﺎ ﳛﺼﻞ اﻵن ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﻲ اﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺘﺪ ﺧﻞ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻳﻘﻊ ﺿﻤﻦ ﻫﺬا اﻻﲡﺎﻩ. اﻟﺘﻴﺎر اﳌﺆﻳﺪ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎﱐ ﻳﺼﻞ إﱃ ﻧ ﺘﻴﺠﺔ ﻓﺤﻮاﻫﺎ إن اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﱄ اﻟﻌﺮﰲ ﻻ ﳝﻨﻊ ﰲ ﻇﻞ ﺷﺮوط وﻇﺮوف ﻣﻌﻴﻨﺔ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻮة ﻟﻐﺎﻳﺎت إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﺄن ﻛﺎن ﳎﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻏﲑ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﳑﺎرﺳﺔ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ اﳌﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻪﻠﺲ ، ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﰲ ﲟﻮﺟﺐ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﺑﺴﺒﺐ اﻋﱰاض إﺣﺪى اﻟﺪول اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﰲ ا ﺣﺎﻻت اﻻﻧﺘﻬﺎك اﳉﺴﻴﻢ اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق ﳊﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺟﺎﺋﺰا ، ﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﺸﺮوط اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻮﻓﺮﻫﺎ ﻟﻘﻴﺎم ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎﱐ. ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ، ﻓﺎن ﻣﺎ ﺳﻨﺘﻨﺎوﻟﻪ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻹﻧﺴﺎﱐ ﰲ ﻇﻞ اﳌﺘﻐﲑات اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة اﻟﱵ ﲢﺪ اﻟﻐﻄﺎء ﻟﺘﱪﻳﺮ اﻟﺘﺪﺧﻼت ﰲ ﺷﺆون اﻟﺪول اﻷﺧﺮى ، وﳏﺎوﻟﺔ إﺿﻔﺎء ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺄﺛﲑ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة و ﳎﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼﻮص. (*) ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ- ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد.

Transcript of استخدام القوة لفرض الشرعية الدولية

األمم المتحدة والموقف من عملیات التدخل اإلنساني دراسة سیاسیة قانونیة (*)د عادل حمزة عثمان. م

ةالمـقـدمـ¹واقع العالقات بني الدول أحيانا يسمح بالتدخل حىت العسكري من جانب إحدى الدول أو عدد

، وهذا الواقع بشري ومحاية القواعد اإلنسانيةالمنها يف الشؤون الداخلية لدولة أخرى إذا كان هدفه محاية اجلنس ، حيث عد بعض فقهاء القانون الدويل التدخل مفهوم القوة يف العالقات الدوليةانعكاس واضح لسيادة

حتديد معىن ¹اإلنساين حقا يفرض على الدول املتحضرة وقف االعتداءات على اإلنسانية رغم اختالفهم على، أل/ا تشكل يف فكرة التدخل اإلنساينيستسيغن القانون الدويل املعاصر الغم أ. . على حنو دقيق) احلق(

، ولكن وغطائها كما ذكرت عوامل إنسانيةبعض األحيان حماولة لبعث االجتاه االستعماري الذي يبيح التدخل، كما حصل يف السنوات األخرية من معطيات خمتلفة عن السلوك قصد احلقيقي منها هو فرض اهليمنةال

. األمريكية حيال العديد من الدولاخلارجي للواليات املتحدةويبقى السؤال احلقيقي هو معرفة مدى اتصاف القاعدة الدولية اليت حترم استخدام القوة ألغراض

وكانت ) رواندا وكمبوديا(¹إنسانية بالعدل واألنصاف، فهنالك حاالت حصلت يف تدخل ا�تمع الدويل مثال يف ) عاء وهذا يصعب وصفه باحملظور �رد إن ميثاق األمم املتحدة ال يتضمن نصا قانونيا يقضي حتت هذا االد

، وما حيصل اآلن من مساعي امريكية ذه على سبيل االستثناء من األصلجبواز استخدام القوة يف حاالت كه . خل يف ليبيا يقع ضمن هذا االجتاهللتد

تيجة فحواها إن القانون الدويل العريف ال مينع يف ظل شروط التيار املؤيد للتدخل اإلنساين يصل إىل نوظروف معينة استخدام القوة لغايات إنسانية ، فأن كان جملس األمن غري قادر على ممارسة سلطاته املمنوحة له مبوجب الفصل السابع بسبب اعرتاض إحدى الدول الدائمة العضوية يف ا�لس ، يكون التدخل العسكري يف

Îاالنتهاك اجلسيم الواسع النطاق حلقوق اإلنسان األساسية جائزا ، من بني الشروط الواجب توفرها لقيام حاالت . حالة التدخل اإلنساين

Îبناءا على ذلك ، فان ما سنتناوله يف هذا البحث هو موقف األمم املتحدة من عمليات التدخل الغطاء لتربير التدخالت يف شؤون الدول األخرى ، وحماولة اإلنساين يف ظل املتغريات الدولية اجلديدة اليت حتد

إضفاء نوع من الشرعية على هذا التدخل من خالل التأثري على منظمة األمم املتحدة و جملس األمن على وجه . اخلصوص

.جامعة بغداد- مركز الدراسات الدولية(*)

اين كما إن هذا البحث يهدف بصورة أساسية إىل بيان بعض أسس وجماالت وآليات التدخل اإلنس“، وليس باالستناد إىل ما يطرح وفقا لالعتبارات السياسية، لذلك ستوزع هيكلية د القانون الدويليف ضوء قواع

البحث على مبحثني يدرس األول مدى مشروعية التدخل اإلنساين يف القانون الدويل ويناقش املبحث الثاين . التدخل اإلنساين مث االستنتاجاتدور األمم املتحدة يف عمليات

مشروعية التدخل اإلنساني في القانون الدولي : المبحث األ¹التدخل اإلنساين قد يكون يستغل أحيانا باسم القانون الدويل الذي مر بتطور كبري ، وأطلق على

، هو مبعناه الواسع يقصد به ) القانون الدويل اإلنساين(القواعد اليت حتمي حقوق اإلنسان أثناء النزاعات نية الدولية اليت تكفل احرتام حقوق اإلنسان ، ومعناه اآلخر هو حتديد املشكالت جمموعة القواعد القانو

اإلنسانية الناشئة بصورة مباشرة عن املنازعات املسلحة الدولية وغري الدولية اليت تقيد حق أطراف النزاع يف . ١استخدام طرق وأساليب احلرب اليت تناسبها

الركيزة األساسية اليت حتكم العالقات الدولية ، فالدولة ال متلك لقد عد القانون الدويل مبدأ عدم التدخلحق التدخل يف شؤون دولة أخرى استناداً إىل ما لألخرية من حقوق يف البقاء وهذا يؤكد أن الدول ال تستطيع

يف الوجود (اللجوء إىل التدخل إال يف أحوال استثنائية عندما تكون سالمتها مهددة ، استنادا إىل حقوق األخرية:، وهذا التدخل ال يعد انتهاكا للسيادة و إمنا هو حق مكفول جلميع الدول مبقتضى امليثاق و القانون والسيا

:الدويل وقد حصلت عدة حاالت منح فيها القانون الدويل للدول املعنية حق التدخل منها ى أن تكون موثقة لدى األمم كون الدولة املتدخل يف شؤو/ا مرتبطة مبعاهدة تقيد من سيادlا عل .

. امليثاق) rrÍ(املتحدة ، على وفق نص املادة حالة إخالل دولة ما بقاعدة من قواعد القانون الدويل املعرتف ,ا فتجربها الدول األخرى على السري .

طبقا هلذه القاعدة و ذلك انطالقا من فكرة التبعات املرتتبة على هذه األفعال يف حتديد أساس . ؤولية الدوليةاملس

) ) (من املادة ) ((التدخل حلماية رعايا الدولة يف اخلارج على أن ال يتعارض ذلك مع نص الفقرة . تعمل األمم املتحدة على إشاعة احرتام حقوق اإلنسان و احلريات األساسية : من امليثاق و مفادها

. للجميع دون متييز بسبب اجلنس أو اللغة أو الدين èاعي طبقا ألحكام الفصل السابع من ميثاق األمم املتحدة حلفظ األمن و السلم الدوليني التدخل اجلم .

. .٢إن هذه احلاالت اليت ذكرت هي بعض األسس القانونية اليت تستند عليها فكرة التدخل اإلنساين

. r Íاسة مقارنة في الشرعية اإلسـالمية، دار النهـضة العربيـة، القـاهرة. عبد الغني محمود، القانون الدولي اإلنساني 1

. دراسـة فقهيـة وتطبيقيـة فـي ضـوء مبـادئ القـانون الـدولي : امـة لعـدم التـدخل فـي شـؤون الدولـة ، النظريـة العمحمد مـصطفى يـونس 2

.r Í . : عاصر ، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية الحقوق، القاهرةالم

الدول ، لقد أصبح التدخل اإلنساين عنصرا أساسيا من عناصر القانون الدويل العام الناظم لعالقاتأصبح املراقب ال حيتاج إىل كثري من العناء لكي يعرف حقيقة البواعث والدوافع اليت حدت بالدول الكربى إىل �التدخل حتت ذريعة محاية حقوق اإلنسان ، وقد كانت تعبريا عن العالقات غري املتكافئة بني الدول الكربى و

. ٣غريها من الدولمن ميثاق األمم املتحدة إذ ) ) () ) aô(ه باإلحالة إىل نص املادتني إن التدخل اإلنساين ميكن تربير

تشري إن للمجتمع الدويل مصلحة أكيدة يف تعزيز ومحاية حقوق اإلنسان ، وان التدخل يهدف إىل الدفاع عن من ) Î:(القانون الدويل واحرتامه ، وتعتمد الدول على اإلجراءات أو التدابري املعاكسة اليت وردت يف املادة

مشروع معاهدة املسؤولية الدولية واليت تعطي مربراً للدول اليت تعتمد على انتهاكات حقوق اإلنسان يف الدول األخرى الختاذ عدد من اإلجراءات املعينة ضدها ومضمون هذه اإلجراءات أو التدابري هو إضفاء املشروعية

رى لقاعدة من قواعد القانون الدويل ، لكن هذه على رد الفعل الذي تقوم به دولة نتيجة انتهاك دولة أخ . النظرية تقتصر على اإلجراءات السلمية وال تشمل أعمال القسر العسكرية

ت مبوجب هناك من يرى أن التدخل اإلنساين مربر قانونا عند فشل جملس األمن يف اختاذ إجراءا القوة يف حالة الدفاع الشرعي عن النفس اللجوء إىل) �Í(، حيث أباحت املادة الباب السابع من امليثاقوعند فشل إجراءات الباب السابع من امليثاق يستثين التحرمي الوارد من ) ((املادة ) ((¨استثناءا من نص الفقرة

املادة أعاله حبيث تعود الدول إىل احلالة السابقة ومتارس دورها يف الدفاع عن نفسها بشكل كامل ، ويف هذه . ٤لتدخل اإلنساين جانباً من جوانب الدفاع عن النفس عند فشل جملس األمن يف التدخلاحلالة اعترب ا

مـما تقـدم يف هـذا املبـحث ، ميكن الـقول أن الـقانون الـدولـي قد عـرف الـعـديـد مـن االتفاقيات الدولية ود هذه احلقوق ال يكفي إللزام املعنية حبقوق اإلنسان خالل فرتة ما بعد احلرب العاملية الثانية ، غري أن وج

الدول باحرتامها ، مما يقتضي مراقبة هذه احلقوق عن طريق هيئات دولية خمتصة ، مع رفض الكثري من هذه الدول ملبدأ الرقابة الدولية ، حبجة أن هذه الرقابة ال تتفق مع مبدأ السيادة الوطنية ومبدأ عدم التدخل يف

اإلنساين هو للدفاع عن القانون الدويل ومحاية املدنيني من االنتهاكات اليت الشؤون الداخلية، رغم أن التدخلتقع يف حالة احلروب األهلية والنزاعات الداخلية ورغم أن الفقه الدويل أباح التدخل ألسباب سياسية وقد

.٥وضعت شروطاً هلذا التدخل ويف حاالت حمدودة : ع مبدأ السيادة مدى تعارض عمليات التدخل اإلنساني م: .أوال

، عمـان : كـر ، المجلـد الفملي واإلقليمي المعاصر ، مجلة عال، تكامل حقوق اإلنسان في القانون الدومحمد خليل الموسى 3

.)à— ، لسنة «، العدد . محمد محمود ، حق الدفاع الشرعي في القانون الجنائي ، مكتبة النهضة المصرية ، القاهرة ، 4 خالد حسين ، حماية األقليات في القانون الدولي مع التطبيق على حمايـة األقليـات فـي كوسـوفو ، والعـراق ، رسـالة دكتـوراه غيـر 5

. منشورة ، كلية الحقوق جامعة القاهرة ،

يرى إ/ا ) أرسطو(5لقد اختلف فقهاء القانون الدويل العام يف حتديد مفهوم واضح للسيادة فمثال إ/ا السلطة العليا املعرتف ,ا واملسيطرة على ) جان بودان ( السلطة العليا يف الدولة بينما يرى املفكر الفرنسي

.٦ليت تفرضها الطبيعة والشرائع السماويةاملواطنني دون تقييد قانوين عدا القوانني ااملعروف إن مبدأ السيادة يرتبط باهلوية القانونية للدولة وهو مفهوم يوفر النظام واالستقرار يف العالقات الدولية لكون الدول ذات السيادة متساوية بغض النظر حجمها وعليه أنشئ مبدأ املساواة يف السيادة بني مجيع

.٧)((.ر الزاوية مليثاق األمم املتحدة وفقا للفقرة األوىل من املادة الدول باعتباره حجمع ذلك فأن فكرة السيادة ليست خالية من الغموض واالضطراب وان مفهوم السيادة اليوم مل يعد .كما كان يف ظل القانون الدويل التقليدي فما كان باألمس انتهاكا للسيادة مل يعد اليوم كذلك وإذا كانت

. الدول يف ظل ظروف طبيعية تثري جدال واسعا فأن مسألة أخرى يف غاية األمهية أثارت هي األخرى سيادة ..جدال أوسع بني فقهاء القانون الدويل إال وهي مسألة سيادة الدولة اليت ختضع لالحتالل عن طريق ما يسمى

مع املركز القوي والفعال للقانون بالتدخل اإلنساين مع وجود املشكلة األساسية اليت هي أن السيادة ال تتفقرغم وجود إشكالية أخرى تتعلق كذلك باإلطار القانوين اخلاص باستخدام املنظمات الدولية للقوة يف . الدويل

من امليثاق ) ((الفقرة ) . (حالة حتديد األساس القانوين لتفويضها القيام ,ذا من قبل جملس األمن فاملادة .٨الدولية القيام بأعمال القمع دون إذن من جملس األمنحتظر حىت على املنظمات

أن سلطة الدولة ال تعترب مطلقة بل هي مقيدة وفقاً لنظم الدستورية ، وجيسد ميثاق األمم املتحدة الدور الدويل ملفهوم السيادة إذ أن قبول أي دولة يف عضوية األمم املتحدة يعين قبوهلا االلتزامات الدولية اليت

إن ميثاق األمم املتحدة يرفض التدخل يف . ٩. الدول األعضاء مبحض إرادlا وال يعين ذلك انتقاصا منهاقبلتها.الشؤون الداخلية وفقا ملبدأ السيادة وان العالقة بني الدولة والشعب هي من االختصاص الداخلي للدولة وليس

.اليت هي من صميم السلطان الداخلي للدولة يف امليثاق ما يسوغ لألمم املتحدة التدخل يف الشؤون الداخلية يف ) / / “�¹( اجلمعية العامة لألمم املتحدة قد أكدت يف قرارها املرقم يف قرارها

)///(:ô§ بأن األولوية للسيادة الوطنية على املبادئ والقيم اإلنسانية من خالل تأكيد ديباجة القرار على الذي دعى §ô:)//يف ) / / ( ( ذلك قرار اجلمعية العامة املرقم سيادة الدولة وسالمتها اإلقليمية وك

إىل احرتام سيادة الدولة املتضررة ودورها األساسي يف القيام بتنظيم وتنسيق وتنفيذ خطط املساعدة اإلنسانية . ١٠على أراضيها

، الـدار القوميـة للطباعـة A، الجـزء ، ترجمة خيري حمـادم والصراع من اجل السلطان والسالممهانزجي موجتاو، السياسة بين اال 6

. §ô:)والنشر، بيروت، . ô§( ô:)ربية ، القاهرة ، حامد سلطان ، القانون الدولي العام وقت السلم ، دار النهضة الع7 . ô ( ô ) 8 محمد خليل الموسى ، استخدام القوة في القانون الدولي المعاصر ، دار وائل ، عمان ، ط8

9 The responsibility of protect K, report of the international comuission , paragraphs – 2 -7 – 2002 intervention of state sovereiguty .

، الـدار القوميـة للطباعـة ، ترجمة خيري حماد، الجزء م والصراع من اجل السلطان والسالممهانزجي موجتاو، السياسة بين اال 10 . ô )والنشر، بيروت،

العامة مشروعه للجمعية) (بعد أن طرح األمني العام األسبق لألمم املتحدة كويف عنان يف الدورة مل تعد خـاصة بالـدولة القومية اليت تعترب أساس العالقات الدولية املعاصرة ولكن تتعلق (الذي اعتـرب فيه السيادة

وهو يدعو ) باألفراد أنفسهم وهي تعىن باحلريات األساسية لكل فرد واحملفوظة من قبل ميثاق األمم املتحدة محاية الذين ينتهكو/ا ، و,ذا أزال كويف عنان العقبات اليت تعرتض نشاط حلماية الوجود اإلنساين لألفراد وليس

. املنظمة الدولية لوقف انتهاكات حقوق اإلنسان دون تفويض من األمم املتحدة احلفاظ على حقوق األفراد يف السيطرة على (_ويف ضوء ما تقدم أعطى كويف عنان مفهوما للسيادة هو

و,ذا املفهوم نزعت من الدولة القيم املرجعية واألخالقية ) حراسة حقوق األفراد(تها أما الدولة فمهم) مصريهم .١١وأعطيت للفرد وهو ما يعتربه البعض إضعاف للسيادة

عند احلديث عن مفهوم التدخل اإلنساين البد من القول أن هذا املفهوم ظهر كأحد القيود اليت حتد ملا حدده هلا القانون الدويل من حقوق وواجبات دولية أو يعترب حق من حقوق الدول يف ممارسة سيادlا وفقاً

الدولة يف احلرية من احلقوق األساسية يف أن تتصرف يف شؤو/ا مبحض إرادlا دون أن ختضع يف ذلك إىل إرادة .دولة أخرى

اهلدف إذن التدخل هو تعرض دولة ما إىل لسيادة دولة أخرى من دون سند قانوين ، لذا ، فسيكون.وقدميا شكل التدخل . منه فرض سياسة معينة أو إجبار دولة على إتباع أمر معني من صميم شؤو/ا اخلاصة

العسكري الذي تلجأ إليه بعض الدول حتت ذريعة محاية مواطنيها املقيمني يف اخلارج حجة قوية لتربير شرعية . ة يكون غري قانوين ويعترب عدوانا وليس دفاعا التدخل ، إال أن هذا التدخل يف منظور منظمة األمم املتحد

.شرعيا عن النفس ، ومـثال هذه التدخالت واليت مت إعطائها غطاء األهداف اإلنسانية حسب التفسري -:األمريكي

من اجل إجالء رعاياها الذين يواجهون خماطر احلرب §ôô:تدخل القوات األمريكية يف لبنان عام - - . األهلية

يف غرينادا حبجة محاية املواطنني األمريكيني املقيمني فيها من احلكم Íô_»األمريكية تدخل القوات - . الدكتاتوري

يف بنما حبجة محاية مواطنيها من الفوضى اليت جنمت عن Íô_»تدخل القوات األمريكية عام - . االنقالب العسكري

من ) ((الفقرة ) ((تعارض مع املادة ال زال هناك من يرى أن التدخل العسكري العتبارات إنسانية ال ي(علما بأن من حق الدول بشكل منفرد أو مجاعي استخدام القوة ) حظر استعمال القوة أو التهديد ,ا(امليثاق

) ضد دولة أخرى على أن ال متس استقالهلا السياسي وحتدث تغيريا يف حدودها فهو ال يشكل خطرا بقدر ما مع ذلك فأن هذا الرأي فيه اختالف كبري فهناك من يعتقد أن التدخل . نسان حيقق نتائج يف محاية حقوق اإل

. هذا ما ذهب إليه عبد الوهاب الكيالي ، سيادة الدولة أم سيادة حقوق اإلنسان ، انظر شبكة االنترنيت 11

http : // www. Darislam . com / home / esdarat / dakhi / data / 89 – htm .

العسكري حىت لو كان ال يؤثر على سيادة الدولة الوطنية بأي شكل من األشكال وهو حبد ذاته lديد لألمن مواطنيها والسلم الدوليني السيما إذا ترتب عليه إسقاط احلكومات اليت يعتقد أ/ا مسؤولة عن إهدار حقوق

. ١٢يف أوغندا وتدخل أمريكا يف أفغانستان والعراق) تنزانيا(كتدخل لذلك فأن التوازن بني السيادة وحقوق اإلنسان تنطلق من التطور الذي حصل يف ميدان القانون الدويل

:(ثال خصوصا املدى الذي يستطيع فرض التدخل على الدول األعضاء وفقا للميثاق ويف إطار قواعده اإلمرة م ، الذي �A¹«عام ) )�)(تدخل الواليات املتحدة األمريكية يف العراق من خالل فرضها القرار - :

يدعو العراق الحرتام حقوق اإلنسان واحلقوق السياسية جلميع املواطنني ، إذ كان هذا القرار بداية تباره قاعدة آمره ملرحلة جديدة من مراحل التطور يف الفقه الدويل بشأن قاعدة حقوق اإلنسان باع

وملزمه وعلى أساسها صيغت فكرة التدخل ألغراض إنسانية بغض النظر عن السيادة وازدواجية . املعايري والتوظيف السياسي

من امليثاق ، إذ تشري إىل أن ) (الركيزة القانونية حلق تدخل األمم املتحدة فهو يستنتج من املادة - (يتعني عليها احرتام مقتضياته حىت ترجحيها على القانون كل دولة وافقت وصادقت على امليثاق

(الداخلي عند التفاوض الن االنضمام ضمن اإلجراءات الدستورية يعترب تنازال ال إراديا عن السيادة ، )ويتبلور حق املنظمة الدولية يف التدخل اإلنساين من خالل مسو القانون الدويل حلقوق اإلنسان على

.١٣دولية والتشريعات الوطنيةسائر االتفاقيات اللذلك يعد استخدام القوة حلماية حقوق اإلنسان بشكل فردي ودون تفويض من جملس األمن انتهاكاً

. ١٤لقواعد امليثاق والشرعية خصوصاً إذا ما تسبب يف انتهاك للسيادة استغالل بعض المبادئ األساسية ألغراض التدخل : ثانيا

ك األمريكي من خالل االسرتاتيجيات املتعددة املعلنة يؤسس ملرحلة دولية أصبح واضحا أن السلو، حبيث أصبح بإمكان هذه االسرتاتيجيات يف صاحل تكريس اهليمنة األمريكيةجديدة مستها الفوضى اليت هي

تشجيع بعض الدول على االعتداء على دول أخرى حتت ادعاءات عديدة مثل امتالك أسلحة حمظورة أو المتالكها أو دعم اإلرهاب وبالتايل تكريس اللجوء إىل القوة لتسوية اخلالفات وهو ما سيؤدي حتما إىل السعي

lميش دور األمم املتحدة يف حل األزمات الدولية ووضع حد لسياسة التدخل يف شؤون الدول دون حدود أو . ضوابط

) ) هل يعطى حق التدخل شرعية جديـد لالسـتعمار(أعمال ندوة " حق التدخل أالتفاقي وحق التدخل العسكري" محمد ميكو ، 12

.) ¹ `) مجلة الدراسات القانونية، جامعة اسيوط ، العدد .ق استخدام القوة ودوره في العالقات الدولية شبكة االنترنيت ، مصدر سبق ذكره محمد وليد سكاف ، ح13

http : // www. Syriasteps . com index – php = 160 id = 243 دراسـة لـبعض تطبيقاتـه ، مجلـة دراسـات دوليـة ، جامعـة : عبد المعز عبد الغفـار ، مفهـوم التـدخل االنـساني فـي القـانون الـدولي 14

.: { `—{¹` : العدد أسيوط ،

ت ذرائع جديدة هي مواجهة خضعت مسألة نزع السالح وضبط التسلح إلعادة نظر واستغلت حتاإلرهاب ومنع هذه القدرات العسكرية اخلطرة عن اجلماعات غري التابعة للدول واليت قد تكون بصدد التخطيط

. لعمليات إرهابية ذات تأثري مجاعي لقد ارتبطت أهداف احلد من التسلح منذ /اية احلرب الباردة بأهداف ومصاحل الدول الكربى السيما

املتحدة األمريكية ، حبيث باتت هذه األهداف تعكس اجتاهات التفكري بشأن األمن يف الواليات الواليات أيلول باتت تشعر أن أراضيها ومواطنيها مهددون ، وقد اختارت إن . ذلك أ/ا وبعد أحداث . ١٥املتحدة

، وقد ختلفةديدات املترد على كل هذه اإلخطار بإسرتاتيجية تدخل نشيط lدف إىل ضرب مصادر التهالشاملة ) (السياسية والتكنولوجية يف آن معا(أظهرت الواليات املتحدة األمريكية يف هذا السياق ، مدى قدرlا

. ١٦يف التأثري يف تصرفات مجيع الدول بطرق متعددةلذلك فإن االجتاهات احلالية للسياسة األمريكية يف احلد من انتشار التسلح تتمثل يف اللجوء إىل

ل حمددة مثل التدخل العسكري حتت غطاء محاية حقوق اإلنسان أو التدخل اإلنساين أو ملالحقة أعماإرهابيني ، ويف صياغة عقائد جديدة مثل توجيه ضربات وقائية هلا تأثري للحد من نشاطات وخماطر العدو

. ١٧وإجهاض خمططاتهة األمريكية للمطالبة بنزع سالح على الرغم من دعاوى الدول الكربى ويف مقدمتها الواليات املتحد

(بعض الدول أو منعها من احلصول على أسلحة متقدمة وما سببه ذلك من تدخل مباشر أحيانا بذريعة إنصاف إن نزع . طائفة يف دولة من حكومتها أو وقف انتهاكات حقوق اإلنسان كما حصل يف العراق والسودان

(ا القومية وذلك حيتاج دائما لغطاء شرعي فتلجأ إىل األمم املتحدة السالح يعين للواليات املتحدة حتقيق مصاحله . ة الشرعية الدولية وحقوق اإلنسانوإن فشلت فهي تباشر العمل مبفردها بذرائع خمتلفة منها محاي

ية وبوجه عام متيز استغالل عمليات نزع السالح واحلد من التسلح ، وعدم نشر األسلحة منذ /احتت مربرات خمتلفة منها محاية حقوق ) نزع السالح بالقوة(/ا استغلت ومرت مبراحل أمهها ، بأاحلرب الباردة

اإلنسان أو وفق اإلبادة اجلماعية ، لذلك تتمثل بالتدابري اليت يقوم ,ا ا�تمع الدويل يف إطار عمليات ما لسالح من خالل العمليات يسمى حفظ السالم عقب التدخل يف الصراعات الداخلية ، أو إن تتم عملية نزع ا

العسكرية اليت تقودها الواليات املتحدة األمريكية لنزع سالح دولة ما بشكل قسري كما حصل مع العراق وما . يعتقد أنه سيحصل مع إيران من خالل تصرحيات كبار املسؤليني األمريكان

.ô¹- إيان انطوني ، مصدر سبق ذكره ، ص 15اسات الوحدة مركز در: بيروت(ô والتسلح واآلمن الدولي نزع السالح: في 6 اتجاهات وتحديات األمن الدولي 6 ليسون بايلز 16

.: -: �: ) { `: معهد ستوكهولم ألبحاث السالم : العربية، األهليـة للنـشر ، القـات الدوليـة بعـد الحـرب البـاردة، عمـانام الدولي الجديد ، دراسـة فـي مـستقبل العالنظ7 سعد حقي توفيق 17

` } 7- 7.

والسياسية للقوة املهيمنة على لقد ارتبطت قضية نزع السالح بعد احلرب الباردة باالعتبارات املصلحية النظام السياسي الدويل ، بوصفها ضوابط للسلوك مفروضة من لدن هذه القوة بغية احلفاظ على مركزها وقوlا

. بوصفها طرفا رئيسا ومتحكما بالتفاعالت الدولية يت متارس التدخل الدويل اإلنساين حلماية حقوق االنسان يف ظل األمم املتحدة يستهدف الدول ال

انتهاكات حلقوق مواطنيها او األجانب املتواجدين يف أقاليمها أو يف الدول اليت تشهد حروب أهلية وعمليات ، ومبوجب ذلك فقد أصبح حنو جسيم يستدعي التدخل اجلماعياإلبادة اجلماعية والتطهري العرقي والديين على

التدخل اإلنساين بالقوة لوقف عمليات اإلبادة والتطهري .لألمم املتحدة دورا يف محاية حقوق االنسان اليت تشملولكن املقاصد السياسة للقوى الكربى السيما الواليات املتحدة األمريكية اليت اختذت من املنظمات الدولية وسيلة للتدخل يف شؤون الداخلية للدول املعادية هلا وانتهاك سيادlا واستقالهلا حتت ذرائع خمتلفة منها نزع

مع ذلك أولت األمم املتحدة . أسلحة نووية وغريها من االدعاءات.سلحة احملرمة دوليا ووضع حد المتالك األ.ة نزع السالح اهتماما متزايدامشكل . انطالقا من مقاصدها الرامية اىل حفظ السلم واألمن الدوليني، وحظر ..

لسلمية، يف سياق مساعيها بعدم التشجيع على ، وتسوية املنازعات بالطرق اتخدام القوة يف العالقات الدوليةاس األجيال ، السيما وأ/ا أشارت يف ديباجة امليثاق عزمها على إنقاذسباق التسلح يف العالقات الدوليةاحلرب و

ي يهدد العامل ذلك ألن تأسيس املنظمة تزامن مع ولوج العامل اىل العصر النووي الذ. القادمة من ويالت احلربرغم ذلك تواصل بعض . ١٨.، هلذا عدت املنظمة قضية التسلح lديدا للسلم واألمن الدولينيبأسره بالدمار

. حقوق اإلنسان أو التدخل اإلنساينالدول الكربى استغالل هذا املوضوع إلغراض التدخل حتت غطاء محاية استخدام القوة بادعاء الدفاع عن النفس لغرض التدخل اإلنساني : .ثالثا

رسة حق الدفاع عن النفس مطلقة دون ضوابط أو شروط يف القانون الدويل املعاصر حييط مل ترتك ممامن امليثاق إال إن ) (ممارسة هذا احلق جبملة من الشروط ورغم إن هذه الشروط والضوابط مستندة للمادة

. ( جدال وخالفا واسعا ما زال قائما حول نطاق احلق املعرتف به يف هذه املادة فاع عن النفس هو حالة استثنائية وغري مألوفة ، فهو ينطوي على استخدام أساليب ووسائل فالد

، فهو ال يكون وسيلة معرتف بشرعيتها ومبشروعيتها إال(الدويل بغية دفع فعل حمظور أيضاحمظورة يف القانون دفع هلجوم أو عدوان لذلك فأن غاية الدفاع عن النفس يف الغالب هي . حبدود الغاية اليت قرر من أجلها

، لكن دها واستقالهلا ومنعا خلطر وشيك تتعرض له الدولة املدافعة من خالل استخدام القوة حفاظا على وجومنذ تسعينيات القرن املاضي ظهر مفهوم جديد للتدخل بذريعة الدفاع عن النفس وهو التدخل حلماية حقوق

الفقه على شريعة التدخل اإلنساين الذي تقوم به األمم اإلنسان أو ألغراض إنسانية وما اتفق عليه رجال ارها lدد األمن املتحدة واملنظمات الدولية يف حالة حصول االنتهاك الصارخ حلقوق االنسان االساسية باعتب

8 العـدد القـاهرة ،8 مجلة السياسة الدولية ، مؤسسة األهـرام 8 مصر ونزع السالح في مؤتمرات عدم االنحياز 8 عزمي خليفة18 8ƒôôß 8 8 . أطروحــة دكتــوراه . ، مبــادئ وقواعــد عامــة فــي حقــوق اإلنــسان وحرياتــه األساســية صــالح حــسن مطــرود: وانظــر . ƒôôßد ، كلية العلوم السياسية ، ، جامعة بغدا) غير منشورة(

، وهذا ميكن األمم املتحدة من استخدام القوة وتطبيق اإلجراءات املنصوص عليها يف الفصل والسلم الدوليني : الدويل عدد من الشروط لذلك منهان امليثاق ووضع القانونالسابع م

E-الستقالل السياسي للدولة املعنية احرتام السيادة وا . . النزاهة واحلياد وعدم التمييز --

لكن انطالقا من اغلب السوابق الدولية املتعلقة باستخدام القوة العسكرية يظهر إن هناك توافقا بني فاخلالف القائم بني الدول يقتصر يف . القانون املطبق على استخدام القوة يف احلياة الدوليةالدول حول مضمون

ففي حاالت احلروب . أو ينصب على الواقع دون القانونالواقع على تطبيق القانون بصدد حاالت بعينهادة املعارضة من اجل إسقاط تشري السلوكية الدولية إىل إن الدول تعد استخدام القوة ملساع) األهلية(والنزاعات

(، بينما تعد مساعدة احلكومة الشرعية أمرا جائز قانوناحلكومة الشرعية أمر اعترب قانوين( فالدول متفقة على . ١٩(، ضمن من هو قعحكم القانون يف هذه املسألة لكنها خمتلفة حول الواقع وحول تطبيق القانون على الوا

؟ وهل حيق احلروب األهلية والفوضى الداخليةمعايري التفرقة بني صاحب احلق يف طلب املساعدة؟ وما هي . إليها يف حاالت الفوضى الداخلية«لدولة ما أن تتدخل عسكرياً بناء على طلب مقدم

واليت تنص على ) ((إن القاعدة القانونية العامة اليت اقرها امليثاق هي اليت جاء يف الفقرة الرابعة من املادة Í اهليمنة مجيعا يف عالقاlم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سالمة ميتنع أعضاء(

لذلك فأن ) األراضي أو االستغالل السياسي ألية دولة على أي وجه ال يتفق ومقاصد األمم املتحدة ©االستخدام االنفرادي للقوة يعد مبوجب هذا النص أمرا حمضورا وحمرما إال إذا وقع ضمن االستثناءات املقررة يف )

.٢٠امليثاق.إن فكرة التدخل اإلنساين املنفرد متثل خرقا لسيادة الدول وان ميثاق األمم املتحدة سعى إىل عدم اإلقرار

ذلك مرتوك إال حبالة واحدة فقط هو استخدام القوة من جانب الدول يف حالة الدفاع عن النفس وكل ما عدا اإلسناد اخلاص بالدفاع عن النفس فأنه جاء ذا طبيعة مؤقتة يتوقف على اختاذ ، وحىتملطلق سلطة جملس األمن

.٢١جملس األمن التدابري اليت يراها مالئمة إلحالل السلم واألمن الدوليني وحفظهماإال أن بعض الدول ومنها على وجه اخلصوص ) ((لكن رغم ما هو واضح يف املادة الثانية الفقرة

(مريكية تستغل التفسري الضيق لنص املادة كأساس جلعل تدخلها العسكري قانونيا والشواهد الواليات املتحدة األ

19 Doswall – Beck , "the legal validity of military intervention by invitation of the govermment Bybil , vol , 56 , 1985 .pp. 189ss .

الطاهر بوساحية تدخل حلف شمال االمريكي في كوسوفا ، ابو ظبي ، مركز اإلمارات للدراسات والبحوث اإلستراتيجية سلسلة 20 .d o 20 – 20 20دراسات عالمية العدد

.“ ¹ô��¹ � r “r محمد خليل موسى ، استخدام القوة في القانون الدولي ، عمان ، دار وائل ، 21

eكثرية منها مثال تدخلها غرينادا حيث أوضحت الواليات املتحدة إثـنـاء املناقشات األولية هلذا املوضوع أ/ا . ٢٢اlم وسالمتهماستخدمت القوة حلماية مواطنيها املقيمني يف تلك الدولة من خطر كان يهدد حي

الستخدام (أن مفهوم التدخل االنساين باستخدام القوة اقرتن بعبارة املسلحة اليت نصت يف الديباجة اليت تتعلق بسلطات ) ((، وهناك فرق يف طبيعة املادة الثانية الفقرة ) القوة املسلحة من غري املصلحة املشرتكة

هو ما نصت عليه ) القوة(األمن والسلم الدوليني ، وأما ما يؤكد جملس األمن يف اختاذ التدابري الالزمة حلفظ من امليثاق بصدد حقوق الدول األعضاء اليت يطلب منها تقدمي الوحدات العسكرية املسلحة ) ) (املادة . من امليثاق) ) ( للمادة (تطبيقا

سلحة إذا كانت ال تتفق ومقاصد ال يشمل استعمال القوة امل) ((إن املنع الوارد يف املادة الثانية الفقرة . ٢٣األمم املتحدة وال يشمل هذا املنع الضغط االقتصادي والنفسي حىت لو كانت منافية ملقاصد األمم املتحدة

إن ميثاق املنظمة الدولية ذات طابع دستوري للمجموعة الدولية وقد أصبح خطر استعمال القوة أو هذا املفهوم الستخدام القوة ميكن املنظمة الدولية من . ٢٤انون الدويلالتهديد ,ا احد املبادئ األساسية يف الق

.الل به وأعمال العدوانالتدخل اإلنساين السيما يف حاالت lديد السلم واألمن أو اإلخ.ان التأثري األمريكي على جملس األمن أدى به إىل أن يعترب العديد من احلاالت تشكل lديدا لألمن

ا املصلحة األمريكية حتتاج إىل ذلك السيما بعد أن دخل موضوع اإلرهاب ودعم اإلرهاب والسلم الدويل طامل.ضمن املواضيع اليت تشكل lديدا لألمن والسلم حبيث أدى الضغط األمريكي من التأثري على التكيف اجلديد

ن ليشمل حيث مدد مفهوم lديد السلم واألم))ƒ« أيلول الذي اخذ به جملس األمن خبصوص أحداث يف 1368وبعد صدور قرار جملس األمن املرقم . اد عاديون على األراضي األمريكيةاالعتداءات اليت يرتكبها أفر

الذي منح الواليات املتحدة األمريكية املرجعية والشرعية للرد العسكري قامت مستغلة هذا 1368///. د القانون الدويل وقامت برتحيل جماميع من /الغطاء يف اهلجوم على أفغانستان رغم كون ذلك خرقا لقواع

وهذا انتهاك صارخ للقانون الدويل اإلنساين السيما دون أن تنسب إليهم ) غوانتانامو(األشخاص إىل قاعدة . ٢٥جرائم حمددة أو أن تقوم مبقاضاlم أمام حماكم دولية خاصة

لشرعية والتجاوز فيه قد إن السلوك األمريكي هذا طرح عدة عالمات استفهام حول أسس وحدود ا الذي أعطى الشرعية للرد العسكري األمريكي 1368///) يف 1368صدر عن جملس األمن مبوجب القرار

ƒويعرتف ضمنا أن هذا النوع من التدخل هو للدفاع الشرعي عن النفس طبقا للمادة §)ƒ§ ( من امليثاق واحلقيقة

د مقبــل بكـري ، مــشروعية الحـرب فــي الـشريعة االســالمية والقـانون الــدولي المعاصـر ، المجلــة المـصرية للقــانون الــدولي ، محمـ22 .22 6 13681 ، لسنة 22المجلد

اعمال المؤتمر حول الشرق االوسط ، عمان ، تقرير مقدم من اللجنة " القانون الدولي االنساني وحقوق االنسان: " محمد الفرا 23 ." 6 1 6 1ولية للصليب االحمر ، الد .Ð๠6 1مصدر سبق ذكره: ل في شؤون الدولة، النظرية العامة لعدم التدخمحمد مصطفى يونس 24مــن ميثــاق االمــم المتحــدة ، لــيس فــي هــذا الميثــاق مــا يــسوغ لالمــم المتحــدة ان تتــدخل فــي الــشؤون ) ((الفقــرة ) (( المــادة 25

طان الــداخلي لدولـة مــا ، علـى ان هــذا المبـدأ ال يخــل بتطبيــق تـدابير القمــع الـواردة فــي الفــصل الداخليـة التــي هـي مــن صـميم الــسل ) .السابع

من امليثاق حىت أن قرار اجلمعية العامة لتعريف العدوان ) ( (هي ال وجود لشروط العدوان املسلح مبفهوم املادة) مل يعطي تعريفا حمددا إىل أن انعقد مؤمتر كمباال الذي أصدر قرارا يف 6 1لسنة وضع فيه 6 1///) ¨

�أن انعدام األساس القانوين لوصف تلك اهلجمات بأ/ا حرب حقيقة أو اعتبارها عدوانا. �وصفا لتعريف العدوان، لذلك فمن اخلطأ النظر إىل احلرب األمريكية على أفغانستان على أ/ا جمرد حرب ز الدفاع الشرعي مسلحا جيي

انتقامية من اجل القضاء على اإلرهاب بل إن اهلدف األساسي منها هو تكريس الدور القيادي العاملي مهمة من العامل وهذا يشكل انتهاكا للواليات املتحدة األمريكية وفرض هيمنتها على مناطق جديدة يف مناطق

.٢٦حلقوق اإلنسانإن الواليات املتحدة األمريكية قامت بالعديد من أعمال العدوان والتدخالت العسكرية يف كثري من دول

حيث رفضت حمكمة العدل الدولية فكرة ) نيكاراغوا(العامل حتت ذريعة التدخل اإلنساين كالذي حصل يف ) جج األمريكية وأوضحت احملكمة أن استخدام القوة ليس أسلوبا مناسبا لضمان احرتام التدخل العسكري واحل

حقوق اإلنسان من قبل الدول ، فليس هناك تناسب بني استخدام القوة وبني العمل من اجل ضمان احرتام ىل أضرار احلقوق األساسية للدول األخرى ، وعادة ما يؤدي استخدام القوة حىت لو كان ألغراض إنسانية إ

. ٢٧واسعة حبقوق اإلنسان يف الدولة املتدخل فيهاإن هذا احلكم هو مثرة فشل الواليات املتحدة يف إثبات توافر الغايات اإلنسانية الدافعة هلا والقيام

واملثال اآلخر الغريب على عدم مصداقية الواليات املتحدة وهيمنتها على األمم املتحدة هو . بأعماهلا العسكرية الذي يدعو العراق لوضع حد ألعمال القمع ضد السكان املدنني 6 1 لعام . ور القرار املرقم صد

والسماح للمنظمات الدولية اإلنسانية بالدخول إىل العراق لتقدمي العون واإلغاثة، مل يتضمن القرار أي تفويض _ القرار مل يصدر استنادا للفصل لدولة باستخدام القوة سواء يف مشال أو جنوب العراق وإضافة إىل إن هذا

ألي سند خيول الواليات املتحدة وبريطانيا وفرنسا التدخل . رغم افتقاد القرار . ٢٨السابع من امليثاق_عسكريا يف العراق حتت ذريعة محاية حقوق اإلنسان ، ورغم أن أمريكا مل تستطيع أن تثبت أمام جملس األمن

اإلنساين وباملقابل لو يصدر عن جملس األمن أو اجلمعية العامة أي إدانة هلذا _فأ/ا تصرفت وفقا لنظرية التدخلاالنتهاك الصارخ للقانون الدويل ، وكذلك فعلت الواليات املتحدة يف كوسوفو ، حبيث أصبح هذا السلوك

أو تفسري _سابقة لوالدة قاعدة عرفية يف القانون الدويل مؤداها جواز استخدام القوة انفراديا حتت غطاء . ٢٩))األغراض اإلنسانية((

، العـدد 26 محمد خليل موسى ، تكامل حقوق االنسان في القانون الدولي واالقليمي المعاصر ، مجلة عالم الفكر ، المجلـد 26 .. 6 1 6 1 ، لسنة `يات التي تواجه االمم المتحدة في ظل النظام العالمي الجديد ، كليـة العلـوم القانونيـة ، جـامع المـولى نذير االسماعيلي ، التحد27

.�ƒ 6 1 6 1إسماعيل ، مكناس المغرب ، .28. القوة ودوره في العالقات الدولية، مصدر سبق ذكره، حق استخدام محمد خليل موسى 28 طـار سياسـات القـوة الحديثـة ، مجلـة دراسـات سياسـية ، بيـت الحكمـة ، العـدد هانز كوسكر ، مفهوم التدخل االنساني فـي ا29

.ô�`` � 29`لسنة

يستنتج مما تقدم أن التدخالت األمريكية الواسعة واملتكررة مل يكن أهدافها الدافع اإلنساين كما حتاول ) تفويض ضمين(أن تقنع ا�تمع الدويل وال يوجد أي سند قانوين يف تربير تدخالlا وما تدعيه من وجود

. األخر ال أساس له من الصحة وال سند قانوين له مستند إىل قرارات جملس األمن هو األمم المتحدة وعمليات التدخل اإلنساني: المبحث الثاني

األمم املتحدة تفرض بقيامها بعمليات التدخل اإلنساين أو مساحها لدول معينة بالقيام بذلك قواعد تكون يف يستطيع فرض قراراته وتنفيذها عندماقانونية على النظام الدويل فالطرف املسيطر على املنظمة الدولية

، ويستطيع جعل الدول األخرى األعضاء تؤيد هذه اإلجراءات مبا ميلك من قوة مصلحته أو مصلحة حلفائهعسكرية ومالية يستخدمها بالضغط على هذه الدول لتحقيق أهدافه حبجة فرض الشرعية الدولية وتنفيذ أحكام

، وبذلك تصبح القواعد القانونية الدولية وضعية كالقواعد القانونية الوطنية ق اإلنسانانون الدويل حلماية حقوالقحىت إن عمليات حفظ السالم التابعة لألمم املتحدة تغريت طبيعتها . ,األن هنالك من يستطيع إلزام اآلخرين

عرقي أو ديين وأدى ذلك ، لكون معظم الصراعات داخلية ذات طابع رب الباردة بتغري طبيعة الصراعاتبعد احلƒاىل أحداث مأساوية وانتهاكات ضخمة حلقوق اإلنسان األمر الذي أعاد تقيم شرعية التدخل اإلنساين نظرا

، حيث أصبحت فكرة استخدام القوة من قبل األمم ألمن والرأي العام العامليلالجتاهات السياسية �لس ا، ملا تشكله بشكل واسع من قبل النظام الدويلنساين مقبولةاملتحدة مبوجب الفصل السابع من امليثاق على إ

وبذلك أطلقت األمم املتحدة اجليل الثاين من عمليات . هذه الصراعات من خطر على السلم واألمن الدوليني فافقدها ذلك صفة :الفصل السادسحفظ السالم اليت تستند إىل الفصل السابع بعدما كانت تتم يف نطاق

، ويكمن ان تعد عمليات محاية املساعدة اإلنسانية ضمن درجات مرحلة إنقاذ السلم اليت رياإلجراء القس . (*))أجندة السالم(حتدث عنها األمني العام لألمم املتحدة األسبق بطرس غايل يف تقريره

دور المنظمات الدولية في تسوية المنازعات والتدخل اإلنساني : )أواللالنتباه يف مرحلة ما بعد احلرب الباردة تزايد جلوء جملس االمن اىل سلطاته من أكثر املسائل إثارة

لقد أثار هذا الدور الواسع أسئلة عديدة . االمم املتحدةوصالحياته املنوطة به مبقتضى الفصل السابع من ميثاقيد من ƒحول مدى انسجام نشاط وممارسات جملس االمن مع امليثاق خصوصا بعد أن اجاز ا�لس العد

عمليات حفظ السالم الدولية بغري وجود نص صريح يف امليثاق خيوله القيام ,ذا العمل ، و بعد أن فوض العراق ، هايييت ، يوغسالفيا (جملس األمن بعض الدول األعضاء استعمال القوة العسكرية ضد عدد من الدول

.٣٠)اخل.... ، رواندا ، تيمور الشرقية ، بان م القوة كأجراء قمعي مستند اىل احكام الفصل السابع من امليثاقلقد جاءت صيغة استخدا

استخدام القوة مبوجب البند السابع حتت امرة جملس األمن وسلطته ملواجهة حاالت اإلخالل بالسلم واألمن أو

المؤتمر االستعراضي األول لمحكمة الجنايات الدولية ، كمباال ، شبكة المعلومات الدولية ، (*)

www.sudanesonline.com .ͧ(ô § ô 0، لسنة 0 و العدالة الدولية محرضا للفوضى، مجلة الوفاق، السنة الثالثة، العدد حين تغد0 جورج سعد 30

الت هذه lديدا هلما أو ردا على عمل من أعمال العدوان أو ادعاء حباله من حاالت التدخل االنساين و ال ز . ãاحلاالت مجيعها غري مقبولة متاما وحمل الكثري من الشكوك

من امليثاق ومل تنشأ أية قوات ) (مل يلجأ جملس االمن منذ تأسيس األمم املتحدة اىل احكام املادة رب تعمل حتت امرة ا�لس و اشرافه من اجل تنفيذ قراراته الصادرة و املتضمنة استخدام القوة ، لكن بعد احل

(الباردة تغري سلوك جملس األمن وبات سلوكه وتفسريه و صالحياته مغايرا متاما الحكام امليثاق ونصوصه خاصة ) .٣١فيما يتصل بأحكام الفصل السابع و قواعده

إن األساس القانوين لعمليات حفظ السالم ذات الطابع التقليدي من النتائج االخرى املرتتبة على عن تطبيق الفصل السابع من امليثاق جلوء االمم املتحدة اىل انشاء قوات حفظ فشل جملس األمن وعجزه

السالم الدولية رغم عدم وجود اي سند قانوين صريح يف امليثاق جييز انشاء مثل هذه القوات اال ان املمارسة القانوين العملية لالمم املتحدة وسلوكها قد ادى اىل تكريس فكرة حفظ السالم اىل جانب مسألة األساس

قوة حلفظ السالم املنشأة خالل هذه ) (، فقد متتعت الـ _ààô ولغاية _ààô هذه القوات من النشاء(املدة وآثار احلرب الباردة بعدد من السمات واخلصائص املشرتكة اليت تشكل معا ما يعرف باملبادئ الناظمة

. ٣٢لقوات السالم الدوليةلكن بعض خرباء القانون الدويل يرى ان قوات حفظ السالم الدولية جتد سندها القانوين يف احكام الفصل السادس من امليثاق فقوات حفظ السالم تعد من قبيل الوسائل السلمية لفض النزاعات الدولية

األساس القانوين خيتلف بينما أشارت جمموعة أخرى من الكتاب و الفقهاء يف القانون الدويل اىل أن . ٣٣(سلميا(من امليثاق املتعلق بسلطة جملس االمن منعا لتفاقم املوقف ان ) . (يف انشاء هذه القوات ويتمثل يف املادة

(يدعو األطراف املتنازعة لالخذ مبا يراه ضروريا من التدابري املؤقتة وذلك قبل ان يصدر جملس االمن توصياته او )وهكذا تبدو قوات حفظ السالم وفقا لوجهة . ٣٤)) () ) ) ( املقررة يف املادتني (يتخذ تدبريا من تدابري القمع

رغم ما عرف . )النظر هذه ضمن التدابري املؤقتة اليت يتخذها جملس االمن منعا لتفاقم الوضع ولتجميد النزاع استغلت من من أن العديد من هذه احلاالت اليت تتم حتت ذريعة محاية حقوق اإلنسان والتدخل اإلنساين

. بعض الدول ألغراض االحتالل واهليمنة ميتنع ) (((لقد تناول ميثاق االمم املتحدة موضوع استعمال القوة املسلحة يف املادة الثانية الفقرة

(اعضاء اهليئة مجيعا يف عالقاlم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سالمة األراضي أو .٣٥)ياسي ألية دولة او على اية وجهة اخرى ال يتعارض ومقاصد األمم املتحدةاالستقالل الس

.)ààô_ à _rr( – rr غسان الجندي، القانون الدولي لحقوق االنسان، عمان، مطبعة عبير، 31 à _ r ة دار التضامن ، بغداد ، توم غولت ، كيف تعمل االمم المتحدة ، ترجمة حسين كمال وتقديم حسن الجلبي ، مطبع32

Ð r – r . .à _ 33 ، سنة 33 عبد العزيز محمد ، قوات الطوارئ الدولية ، المجلة المصرية للقانون الدولي المحلية 33 .. ميثاق االمم المتحدة ، المادة الثانية ، الفقرة 34 .�Ð�à� � �¹àلطبعة االولى ، دار الفكر العربي ، محمد عزيز شكري ، التنظيم الدولي بين النظرية و الواقع ، ا35

لذلك فأن تعبري احلرب مل يرد إال مرة واحدة يف الفقرة االوىل من الديباجة مث اشارت الفقرة السابعة ` à) ) وة العسكريةالق(والفقرة املقصودة يف املادة الثانية الفقرة الرابعة هي القوة املسلحة ) القوة املسلحة(اىل

االلتزام املنصوص عليه يف املادة املذكورة هو االمتناع عن استعمال القوة او التهديد بأستعماهلا اي التحرمي الشامل الستخدام القوة يف العالقات الدولية عكس ماكان يف عهد عصبة االمم حيث جعلت استخدام القوة

.٣٦من امليثاق) ((قرة احد خياراlا كما ورد يف املادة الثانية الفان ميثاق األمم املتحدة قد بني مقاصد املنظمة وحدد مبادئها وعني اجهزlا وحدد اختصاصات هذه األجهزة وقد جعل حفظ السلم واألمن الدوليني يف مقدمة تلك الغايات واملقاصد وأناط ذلك �لس األمن

.٣٧ من امليثاق//(الفقرة ) ( املادة .ليقوم بالتبعات الرئيسية حلفظ األمن والسلم استنادا اىلوعلى وفق امليثاق قد ال متتلك اجلهة العامة سلطة تطبيق التدابري العسكرية املنصوص عليها يف املادة

من امليثاق وقد ذهب بعض اخلرباء يف القانون الدويل اىل االعتقاد ان اجلمعية العامة قد جردت من ) (جيب على (اليت جاء فيها ) ((فق الفصل السابع املادة احلادية عشر الفقرة سلطة اختاذ تدابري عسكرية و

حيث هناك . ٣٨اجلمعية العامة ان حتيل اىل جملس االمن أية مسألة تقتضي القيام بعمل ما قبل او بعد مناقشتهامن والسلم àالعديد من احلاالت اليت تستوجب تدخل املنظمة الدولية حلل اي نزاع وخصوصا يف حالة lديد األ

:الدوليني واعمال العدوان وحاالت استخدام القوة لتنفيذ احكام قضائية :جملس األمن يف قراراته ال يتقيد يف وصف حالة معينة من حيث االصطالح فقد يعتربها lديدا او

:عدوانا فمثال اعترب جملس االمن هجوم كوريا الشمالية على كوريا اجلنوبية بأنه خرق للسلم وليس � عدوانا و يف : اعتبار دخول القوات العراقية الكويت ƒÍ¹ô يف �¹àقرار جملس االمن الذي سبق و ان اشرنا إليه واملرقم

.�٣٩غزوا خيرق االمن والسلم الدولينيأما حالة استخدام القوة لتنفيذ احكام قضائية فاملعروف ان احملاكم الدولية ال تستطيع تنفيذ االحكام

ولكون جملس االمن االداة التنفيذية . تنفيذها مسألة سياسية تنفصل عن الوظيفة القضائية الصادرة عنها الن .٤٠.للمنظمة الدولية فقد اناطت به تنفيذ االحكام استنادا اىل املادة الرابعة والتسعون من امليثاق

اللجوء اليه واملعروف ان جملس االمن ال يتدخل يف تنفيذ االحكام الدولية بل ال بد يف هذه احلالةوالطلب منه ذلك فأن رأى ا�لس ضرورة قد يتدخل يف هذه احلالة، حيث يطلب منه اجبار الدولة الرافضة

.على تنفيذ احكام احملاكم النهائية وليس من حق ا�لس الغاء االحكام او استئنافها

) .(( نص ما ورد في المادة الرابعة و العشرون ، الفقرة 36 .) . ¹ô� ¹-�سمو حي فوق العادة ، القانون الدولي العام ، القاهرة ، 37 38ية للقانون الدولي ، المجلد نجاة قصار ، الحدود القانونية الستخدام القوة خالل ممارسة االمم المتحدة، المجلة المصر38

. ¹ � ¹ �سنة . محمد وليد سكاف ، مصدر سبق ذكره 39 . ¹ � ¹ � مصطفى سالمة ، المنظمات الدولية ، الدار الجامعية ، بيروت 40

((ان الدول الرافضة لتنفيذ احلكم قد متارس احلق املنصوص عليه يف املادة من امليثاق بأن تشرتك ) ((يف مناقشة املسألة مثرية االعرتاض بأن احلكم باطل وهذا معناه ان جملس االمن سيفعل اوال وقبل تقرير اختاذ اي

(اجراء فيما اذا كان احلكم باطال من عدمه وهذا النقض يدخل اشكاال حبكم احملكمة وهذا خلل آخر يف . (من امليثاق بوضع األحكام الدولية ) _�(بالقيام بدوره وفق املادة عمل جملس األمن حيث فشل ا�لس

.٤١موضع التنفيذ و ذلك بسبب استخدام احد األعضاء الدائمني حـق النقض دور األمم المتحدة في حق استخدام التدخل اإلنساني ومسؤولية الحماية: .ثانيا

لقدمي ، واملقصود به التدخل االنساين او إن مفهوم مسؤولية احلماية ليس بعيدا كثريا عن املفهوم االتدخل الغراض انسانية ، وفكرة التدخل قدمية حيث تدخل االوربيون يف القرن التاسع عشر حبجة محاية املسيحيني الذين ادعوا أ/م يعانون اضطهاد احلكم العثماين يف ذلك الوقت ، و حسب ما ذكرنا يف الفصل

.األول )) واجب التدخل((. يف فرنسا حتديدا من خالل كتاب ¹ �هر عام لكن حق وواجب التدخل ظ

òللكاتب الفرنسي ماريو بيتاين وبرنار كوشنار الذي يقوم على اساس انقاذ الشعوب اليت تواجه خطرا وذلك .بتقدمي املعونة هلم عن طريق الدول او عن طريق املنظمات الدولية

حدوثه كما يف البوسنة وكوسوفو، أو عدم حدوثه كما لقد كان التدخل االنساين مثار جدل سواء يف فشلت الكثري من عمليات حفظ السالم يف اعادة Íq_Í – Íq_Íيف حالة رواندا ، ففي الفرتة مابني عام

األمن والنظام اىل نصا,ا نتيجة لسوء التخطيط واالستخدام املفرط للقوة العسكرية ، األمر الذي أدى يف .٤٢ االمم املتحدةالنهاية اىل انسحاب

اثر كبري يف مناقشة Íq_Íكان الخفاق األمم املتحدة يف احليلولة دون قتل املدنيني يف البوسنة عام .السياسة العامة احملددة للتدخل ألغراض احلماية

لقد ثار جدل عنيف حول شرعية التدخل العسكري حللف مشال االطلسي يف اقليم كوسوفو ، لقد سامهت هذه احلاالت يف ظهور مفهوم . لة ذات سيادة ودون موافقة جملس االمن السيما وانه حدث يف دو

وذلك ال/ا جاءت يف وقت كانت توجد فيه توقعات كبرية بأختاذ تدابري مجاعية فعالة )) مسؤولية احلماية(( .٤٣عقب انتهاء احلرب الباردة

عامل (( املعنون Íq_Í/ /�ه الصادريف ويرى االمني العام لالمم املتحدة السابق كويف عنان يف تقرير، ان الكوارث االنسانية املتعاقبة يف كثري من الدول أدت إىل تركيز االهتمام ليس على حسابات )) ¹اكثر امنا

.٤٤الدول ذات السيادة بل على مسؤلياlا سواء جتاه مواطنيها انفسهم او جتاه ا�تمع الدويل

.Íq_ÍÍ _ 41 ، شباط 41 سامي جوان ، العدالة االمريكية ، مجلة الوفاق العربي ، السنة الخامسة ، العدد 41 ) _ Í/// ، فــي 42 42 جـواد عبــد الــستار ، ســتراتيجية بـوش العــسكرية ، قــانون القــوة المتفـرد ، القــدس العربــي ، العــدد 42/42. .)) فقرة )) /عالم اكثر امنا(( تقرير االمين العام لالمم المتحدة 43 ر شبكة االنترنت وليد حسن فهمي ، االمم المتحدة من التدخل االنساني الى مسؤلية الحماية ، انظ44

من جانب أي دولة بل هي )) حق التدخل((ليست هي لذلك فقد ظهرت قناعات بأن املسألة اليت يقع على عاتق كل دولة عندما يتصل االمر مبعاناة السكان من كارثة ميكن تفاديها ، )) مسؤولية احلماية((، التطهري العرقي عن طريق الطرد باالكراه و الرتويع والتجويع لقتل اجلماعي و االغتصاب اجلماعيكا

قبول متزايد لفكرة ان ا�تمع الدويل جيب ان يتدخل عندما تكون احلكومات ذات السيادة هناك مثة .٤٥املتعمدغري قادرة او غري راغبة يف محاية مواطنيها من كوارث من هذا النوع ، رغم ا/ا هي اليت تتحمل املسؤولية

. عددا من الوسائل مثل .الرئيسية عن محايتهم يف هذه احلالة يتحمل ا�تمع الدويل تلك املسؤولية مستخدمامواجهة العنف عند اللزوم ، اعادة بناء ا�تمعات املمزقة ويقع على عاتق ا�مع الدويل من خالل األمم املتحدة .االلتزام بأستخدام الوسائل الدبلوماسية واالنسانية وفقا للفصلني السادس والثامن من ميثاق االمم املتحدة

وتلتزم االمم املتحدة حسب الضرورة . ماعية او جرائم احلرب والتطهري العرقي حلماية السكان من االبادة اجل .٤٦مبساعدة الدول يف بناء القدرة على محاية سكا/ا من االبادة واجلرائم املرتكبة ضد االنسانية

هذه .اجلرائم ضد االنسانية هي جرائم دولية بطبيعتها ، نظرا لطبيعة احلقوق اليت يتم االعتداء عليها يفاجلرائم اليت ترتكب ضد االنسان و االنسان اصبح من موضوعات القانون الدويل العام ولذلك فأن هذه اجلرائم .تعد دولية حىت لو مل تقع بناء على خطة مرسومة من جانب دولة ضد مجاعة من السكان ذات عقيدة معينة

.٤٧تتمتع بذات جنسية هذه الدولة لقانون الدويل اجلنائي إختالفا جذريا عن القانون اجلنائي الداخلي ، خيتلف مدلول مبدأ الشرعية يف او النص هو اي قانون مكتوب صادر ) ال جرمية وال عقوبة إال بنص(فأذا كان يتصرف يف القانون االخري بأنه

عية فيه عن مشرع ، فأن مبدأ الشرعية ,ذا املدلول ال يوجد يف القانون الدويل اجلنائي ، حيث ان مبدأ الشرعرضي حبسب االصل والدليل الذي على ذلك االساس التجرمي كل اجلرائم الدولية هو العرف الدويل فجرائم االبادة و اجلرائم ضد االنسانية اساسها الشرعي هو العرف الدويل و حىت يف حالة وجود معاهدات ومواثيق

.٤٨ هذه املواثيق منشئة لهدولية تنص على جترمي هذه االفعال وعلى عقاب مرتكبيها فال تعدولكن مشكلة التدخل يف سلوك الدول او الدولة املتدخلة ينتج عنه يف اغلب االحيان صورة من صور التبعية فالتدخل االنساين قد يظهر كأداة مغطاة بالقانون اال انه سرعان ماينزع استقالل الدول وسيادlا فتصبح

.الدول املتدخل فيها ناقصة السيادة

http://www.doroob.com/?p=12087 . _ Í المذكرة الختامية للقمة العالمية الصادرة في سبتمبر 45

احمد رفعت ، االرهـاب الـدولي فـي ضـوء احكـام القـانون الـدولي واالتفاقيـات الدوليـة و قـرارات االمـم المتحـدة ، دار النهـضة 46 .Í _ Í _ �¹¹العربية ، القاهرة ،

محمد صافي يوسف ، االطار العام للقانون الدولي الجنائي في ضوء احكام النظـام الـسياسي للمحكمـة الدوليـة ، القـاهرة ، دار 47 .Í _ �¹النهضة العربية ، ط ،

فوزي اوصديق ، التدخل اإلنساني في مواجهة السيادة ، شبكة االنترنت 48http://www.echoroukonline.com

يؤيد عدم وجود حق بالتدخل االنساين املنفرد هو ممارسة األمم املتحدة يف هذا اخلصوص ، مما .وخاصة التوصيات الصادرة عن اجلمعية العامة لالمم املتحدة واحكام حمكمة العدل الدولية

عدم جواز اللجوء إىل القوة _ Íمن إعالن مانيال لعام ) (لقد أكدت اجلمعية العامة يف الفقرة .يف حالة فشل إجراءات التسوية السلمية املتخذة

وكذلك ذهبت حمكمة العدل الدولية يف حكمها يف قضية األنشطة العسكرية وشبه العسكرية يف إىل وجود قاعدة تسمح بالتدخل يف دولة أخرى �رد اعتماد الدولة املتدخلة _ Íنيكاراغوا و الصادر عام

.٤٩سياسي معنيفيها اليدولوجيا معينة أو نظام جرى التأكيد ) اعالن مبادئ العالقات الودية ( _ Í/ / الصادرة يف _ Íففي التوصية رقم

على وجوب االمتناع عن التهديد أو اللجوء إىل القوة أو استخدامها وعلى عدم جواز التدخل يف الدول ƒاألخرى سواء اختذ التدخل شكال عسكريا او غري ذلك ƒ٥٠.

حييلنا إىل القول بأن مصادر االدعاءات بشرعية معظم التدخالت كانت تأيت من إن تتبع ما تقدم..... حرب اخلليج الثانية ، األزمة الصومالية ، هايييت ، رواندا ، تيمور الشرقية ، سرياليون ، (األمم املتحدة

.٥١)كوسوفو ، ليربيا(، او بناء على حتالفات مجاعية مثل ما حصل يف ) اخلاشكال التدخل و تباينت جماالته ودوافعه واجلهات اليت تقدم عليه، ورغم الصمت الدويل لقد تنامت

¾امام هذه التدخالت اليت غالبا ما اصبح ينظر اليها كإفراز طبيعي للتطورات الدولية اجلارية ، او تتحكم فيها واسعة بصدد شرعيتها او ¾اعتبارات مصلحية بفعل ضغوطات متارسها بعض القوى فأ/ا غالبا ما ختلف نقاشات

ضرورlا ويف هذا الصدد فأن التدخالت اليت تتم من خالل األمم املتحدة تدخل ضمن امليثاق أكثر من تلك .٥٢اليت تتم بشكل منفرد بأعتبار ان هذه املنظمة هي اطار دويل حلفظ السلم و االمن التقليدية املطلقة للمتغريات ان التطور الدويل احلاصل اثبت عدم مالئمة مبدأ عدم التدخل بصفته

.الدولية اجلارية ، ولذلك جاءت املمارسة الدولية حافلة بالعديد من السلوكيات اليت تعكس يف جمملها تراجعا .هلذا املبدأ ، واذا كانت مراجعة هذا االخري بصيغته الصارمة اصبح امرا ضروريا يف زمن العوملة ، فأن تكييف هذا .

.دويل املتغري اصبحت تتجاذبه مصاحل واولويات عاملية من جهة ومصاحل فردية من جهة اخرىاملبدأ يف الواقع ال.فعلى صعيد منظمة االمم املتحدة وانسجاما مع التطورات الدولية وبالنظر اىل السلطات املهمة املخولة

مليثاق واليت تسمح من ا) (�لس االمن يف تكييف احلاالت املوجبة للتدخل، بناء على مقتضيات املادة

.Í ، القاهرة ، ص _ Í ، الجريمة الدولية ، الطبعة االولى ، حسين عيد49 عبــد الغنــي محمــود ، القــانون الــدولي االنــساني ، دراســة مقارنــة بالــشريعة االســالمية ، دار النهــضة العربيــة ، القــاهرة ، ط ، عــام 50

Í _ Í _ 50. ل المتغيرات الدوليـة الراهنـة ، مركـز دراسـات الوحـدة حسن نافعة ، دور االمم المتحدة في تحقيق السلم و االمن الدولي في ظ51

. Í _ Í _ ¹ ¹ .العربية ، بيروت ، طــة : ، جامعــة القاضــي عيــاض : حــق التــدخل و التــسييس اإلنــساني ، سلــسلة النــدوات العــدد : ســعد الركراكــي 52 منــشورات كلي

.: . Í _ ¹: الحقوق ، مراكش الطبعة األولى

Úبالتدخل بناء على سلطات تقديرية واسعة ختضع يف اغلب األحيان ملصاحل الدول الكربىحيث اصدر هذا . ٥٣

اجلهاز الدويل جمموعة كبرية من القرارات تؤسس لنوع جديد من املقاربات اليت متهد لتجاوز املفاهيم التقليدية Úات إصدار جمموعة من القرارات جيسد يف جمملها تعامال جديدا ملبدأ عدم التدخل، حبيث حفلت بداية التسعين Ú

:Ú٥٤مع املشاكل واألزمات الدولية يف عالقته مببدأ عدم التدخل منها مثال . ضد العراق حول التعامل مع االكراد ¹ / اصدر جملس األمن قرارا برقم _ Í/// يف - : .ا حول قضية لوكريب خبصوص ليبي:Í:/ اصدر ا�لس قرارا برقم _ Í///- يف - حول التدخل قي الصومال بسب اعتبار النزاع :Í:/ اصدر جملس االمن قرارا برقم _ Í/// يف -

./يف الصومال lديدا لألمن والسلم الدوليني حول التدخل يف هايييت حبجة إجياد بيئة آمنة •“a/ اصدر ا�لس قرارا برقم _ Í///- يف -

.لعمليات اإلغاثة اإلنسانية حول النزاع يف مقدونيا وحماوالت الواليات املتحدة •“a/ اصدر ا�لس قرارا برقم _ Í/- /- يف -

.التدخل ألغراض إنسانية احلقيقة املؤملة إن األمم املتحدة مبؤسساlا والسيما جملس األمن أصبحت وسيلة وآلية يف كثري من

سط هيمنتها وتكريس سياستها واألخطر من ذلك مل األحيان لتربير التدخالت لصاحل بعض الدول الكربى لبيقم جملس األمن مبتابعة العمليات العسكرية وهو ما جعل التدخل يتحول اىل عمل انتقامي وجتاوز يف خطورته

.التدخل اإلنساين وحق الدفاع عن النفس األمم المتحدة وحاالت استخدام القوة ألهداف إنسانية : .ثالثا

هي إحدى الوسائل واألدوار اليت تستخدمها الدول لتحقيق أهدافها ، فمفهوم القوة املعروف إن القوة.. االقتصادية ، البشرية ، السياسية، العسكرية(شامل ويستند على جمموعة من العوامل تؤثر يف بعضها البعض

.وتعد عامال لتحقيق سيادة الدول يف العالقات الدولية ) اخلنظمة الستخدام سياسة القوة يف العالقات الدولية أمهها التدخل املباشر هناك مجلة من املظاهر امل

.٥٥كاحلروب وتدخالت غري مباشرة كالعقوبات االقتصادية والسياسية أو ما يسمى بأسلوب احلرب غري املعلنة

ان العديد من الدول تسعى للظهور مبظهر من حيرتم القانون وميتثل إلحكامه وتعمل على حترمي .القوة لتربير سلوكها و إضفاء نوع من الشرعية عليهاستخدام

األول هو حترمي االستخدام املنفرد للقوة : ان التساؤالت واإلشكاليات القانونية تثار على صعيدينمن امليثاق والذي مل يعرتف بأي استثناء سوى ما ورد يف . الفقرة .الذي اقره ميثاق األمم املتحدة يف املادة

.ι، مصدر سبق ذكره، ص استخدام القوة ودوره في العالقات الدولية محمد وليد سكاف ، حق 53 ..» ¹¹ô« ¹، عمان، . محمد خليل موسى، استخدام القوة في القانون الدولي، ط54

55 Dos wald – Beck, The Legel validity of military intervuation by invitation of the government, BYBIL, VOL56, 1985, PP189SS.

والثاين هو نظام االمن اجلماعي الذي جعله ميثاق االمم املتحدة . ان حالة الدفاع عن النفس بش55املادة .٥٦نظاما مؤسسيا رهنا بإدارة وإرادة وإشراف سلطة مركزية تتمثل مبجلس األمن الدويل

ب لقد سعى ميثاق األمم املتحدة اىل عدم االقرار اال بصورة واحدة الستخدام القوة انفرادا من جانالدول وهي حالة الدفاع عن النفس وما عداها فهو مرتوك ملطلق سلطة جملس األمن، وحىت االسناد اخلاص بالدفاع عن النفس فانه جاء ذا طبيعة مؤقتة يتوقف باختاذ جملس األمن للتدابري اليت يراها مالئمة إلحالل السلم

.٥٧واألمن الدوليني وحفظهما، اال ان بعض الدول ومنها الواليات املتحدة األمريكية . الفقرة .ما هو واضح يف املادة لكن رغم

تستغل يف كثري من احليان التفسري الضيق لنص املادة كاساس جلعل تدخلها العسكري قانونيا كما حصل خالل حيث سبق للواليات املتحدة ان أوضحت ) عينتييب(ك التدخل االسرائيلي يف اوغندا تدخلها يف غرينادا وكذل

اء املناقشات األولية هلذا املوضوع ا/ا استخدمت القوة حلماية مواطنيها املقيمني يف تلك الدولة من خطر اثنوهذا السلوك األمريكي اتضح خالل انعقاد املؤمتر . ٥٨كان يهدد حياlم وسالمتهم ألغراض إنسانية

ولكنها جو,ت �¹ÍC///. غاية و ل//(االستعراضي األول للمحكمة اجلنائية الدولية يف كمباال للفرتة من . أجربlا على الرتاجع عن مطالبهابردود فعل دولية عنيفة رافضة

لذلك فان استخدام القوة للتدخل اثارت جدال واسعا كلما تطرح بني رافض له باعتباره ميثل خرقا ط ان يربط بالدوافع للقانون الدويل وميثاق االمم املتحدة وانتهاك السيادة وبني من يرى بضرورة وجوده بشر

االنسانية حيث يعترب اصحاب هذا االجتاه ان الصورة املؤملة لالنتهاكات املتكررة حلقوق االنسان داخل هذه . ٥٩الدولة

، بالعديد من احملاوالت لتكييف سلطاlا .كو/ا مرجعا لتنسيق شؤون الدوللقد قامت األمم املتحدة ¾ اشتغاهلا ووسعت يف جماالت تدخلها إذ عملت على تفعيل آليات .ها مع املتغريات الدولية اجلديدةوسلوك

ووضعت جمموعة من األولويات اليت تركز عليها نشاطها الدويل ، قوامها الدميقراطية واحرتام حقوق اإلنسان ي ، وتقوية دور جملس األمن، وتبين إسرتاتيجية الدبلوماسية الوقائية، اليت ترم مظاهرهومكافحة اإلرهاب بكافة

. ٦٠إىل منع وقوع منازعات بني الدول واحتواء تفاقم املنازعات القائمة، ووقف الصراعات عند ونشو,ا

56 Security Council 249, th , meeating, para,53.

.57 محمد مقبل بكري ، مشروعية الحرب في الشريعة االسالمية والقانون الدولي المعاصر، مصدر سبق ذكره ، ص57 .-- المصدر السابق نفسه ، ص 58 ... ديث، ص ، الجزائر، دار الكتاب الحلماذا وكيف؟.. ، مبدأ التدخل والسيادة فوزي اوصديق59الدور الجديد لالمين العام لألمم المتحـدة فـي عـالم مـا بعـد الحـرب البـاردة ، مجلـة الـسياسة الدوليـة ، القـاهرة ، : بطرس غالي 60

.: � ßê�=ß ، لسنة .. العدد

إن الصالحيات املخولة �لس األمن يف تكييف احلاالت املوجبة للتدخل بناء على مقتضيات املادة يف اغلب األحيان ملصاحل (من امليثاق واليت تسمح له بالتدخل بناء على سلطات تقديرية واسعة ختضع) (

. ٦١الدول الكربى خصوصاً الواليات املتحدة األمريكيةأصدرت األمم املتحدة وبسبب هذه اهليمنة األمريكية جمموعة من القرارات اليت تؤسس لنوع جديد

وعة من من املقاربات متهد لتجاوز املفاهيم التقليدية ملبدأ عدم التدخل، حبيث صدرت يف بداية التسعينات جممالقرارات اليت جتسد يف جمملها تعامالً جديداً يف املشاكل واألزمات الدولية وبعالقته مبدى التدخل فمثالً يف

إن ا�لس منزعج مما يتعرض له املدنيون (ضد العراق جاء فيه ) .. ( اصدر جملس األمن قراره � ßعام اصدر ا�لس ...)ويف عام . ٦٢...) يسكنها األكرادالعراقيون من قمع يف أماكن متعددة ويف املناطق اليت

إمياناً من ا�لس بأن قمع أي عمل ( خبصوص ليبيا جاء فيه ) ):©(وحتت الضغط األمريكي أيضاً قراره (إرهايب دويل يعد أمرا ضروريا للحفا ، هذه قرارات من نوع جديد أضاف فيها ...)ظ على األمن والسلم الدوليني(

. ٦٣ هو lديد األمن والسلم الدويل حسب التفسري والرغبة األمريكية)ا�لس عامالإن حجم املأساة اإلنسانية الناجتة (( هو بنفس االجتاه معتربا ...)يف عام ) ̓L(وقرار جملس األمن

Ø ويف هذا القرار يعطي ا�لس ألول مر). ما يشكل lديداً للسلم واألمن الدوليني... عن النزاع يف الصومال Ø منذ إنشاء األمم املتحدة، تفويضا رمسيا لقوات من دول أعضاء يف املنظمة بقيادة الواليات املتحدة للتدخل

وكـذلك القرار ). الـصـومال مـن االنـتـحار اجلماعي( (عسكريا إلجياد بيئة آمنة لعمليات اإلغاثة اإلنسانية ومنعجة الطبيعية هلذا السلوك املتكرر إن أبدت الكثري من وكانت النتي. ٦٤)هاييت( بالتدخل يف ... عام ) ). (

الدول ختوفها وقلقها من أن تتحول املنظمة الدولية إىل جهاز لالعتداء على الشعوب بناء على مصاحل . وخلفيات أصبحت معروفة

¹ويالحظ من السلوك األمريكي بالتدخل حتت غطاء محاية حقوق اإلنسان بأنه ليس جديدا يف لدولية املعاصرة، لكن اجلديد هو كثافة هذه التدخالت وانتقاهلا من جمرد التدخل ألغراض إنسانية العالقات ا

كما هو معلن إىل التدخل املباشر مما خلف الكثري من التداعيات خصوصاً وان الدول اليت تقدم على هذا كالتوسع يف تفسري مبدأ عدم ôالتدخل تربر موقفها باالستناد إىل القانون الدويل انطالقا من تكييف بنوده

إن القانون (التدخل أو مع استخدام القوة أو التهديد باستخدامها يف العالقات الدولية حىت ساد االعتقاد .٦٥)© الدويل قد يكون أحيانا غطاءا حلصول نوعا من الفوضى الدولية اليت ترتدي قناع النظام والشرعية

، مركــز دراســات فــي ظــل المتغيــرات الدوليــة الراهنــة، ط دور األمــم المتحــدة فــي تحقيــق األمــن والــسلم الــدولي : حــسن نافعــة 61

.). ô¹G= ¹=الوحدة العربية ، بيروت ، . نعوم تشومسكي ، الحرب الوقائية أو الجريمة المطلقة ، مصدر سبق ذكره62 .63، نيويورك ص ¹ = بطرس غالي، في مواجهة التحديات الجديدة، التقرير السنوي إلعمال المنظمة 63 : ¹ = ¹ = . ). األطلسي ، مجلة السياسة الدولية، القـاهرة ، العـدد اثر النظام الدولي في تكوين شمال: عماد جاد 64.

¹ = . : القاهرة ، العدد حين تغدو العدالة الدولية مخرجاً للفوضى ، مجلة الوفاق العربي ، السنة الثالثة ، : جورج سعد 65 :.

يكية من خالل استغالل بعض املنظمات الدولية تؤسس ملرحلة لذا ميكن القول أن اإلسرتاتيجية األمردولية جديدة مستها الفوضى اليت هي يف صاحل تكريس اهليمنة حبيث ميكن هلذه اإلسرتاتيجية أن تعتدي على دولة أخرى بتهمة اإلرهاب أو امتالك أسلحة دمار حمظورة أو انتهاك حقوق اإلنسان أو محاية األقليات وبالتايل

Ãس اللجوء إىل القوة لتسوية اخلالفات وهو ما سيؤدي حتما إىل lميش دور األمم املتحدة يف تسوية تكري .٦٦األزمات الدولية ووقف سياسة التدخل يف شؤون الدول الضعيفة دون حدود أو ضوابط

- الخاتمة - الشؤون غماسا يفلقد تزايد دور منظمة األمم املتحدة وبعض املنظمات الدولية األخرى لتصبح أكثر ان

، فضال عن انعكاسها على مضمون السيادة من حيث تراجع خصائصها ومظاهرها الداخلية الداخلية للدولواخلارجية وهو ما ميكن إن نستشف منه إن مستقبل العالقات الدولية سيشهد تراجع يف ممارسة الدول لكثري

هو وطين وأصبح هناك تداخل بني ما هو عاملي وما .فعل اآلليات السياسية والقانونيةمن حقوقها السيادية ب.فالشأن الداخلي يف العديد من جوانبه أصبح عامليا وان حقوق الدول يف التدخل اإلنساين وحق الدفاع عن النفس مؤقتة حلني تدخل جملس األمن ليتمكن من اختاذ التدابري الالزمة حلفظ األمن والسلم الدوليني وان جلوء

حلرب أو التدخل بكل إشكاله عمل استثنائي يف األصل العام وان احلرب ال جيوز اللجوء إليها وحق الدول إىل الكم يقابل . نية اليت يقررها النظام القانوينالدفاع الشرعي عن النفس يفرتض وقوع عدوان خمالف للقواعد القانو

وثيق فالقرارات يف حقيقتها تصدر ذلك أصبح دور األمم املتحدة من الصنف إىل درجة فيه مكاتب دولية للتدمة السياسة من البيت األبيض وما عليها سوى إن تقوم بتوثيقها الحقاً حبيث أصبحت املنظمة الدولية أداة خل

والنظرة األمريكية ترى إن النظام الدويل الذي نشأت يف ظله األمم املتحدة بصورlا الراهنة . اخلارجية األمريكيةتقويض كافة املؤسسات الدولية واإلقليمية : ن؛ األولصبحت احلاجة األمريكية lدف إىل أمريقد تغري متاماً وأ

إفساح ا�ال إمام جتمعات جديدة متثل اهليمنة األمريكية : يف طريق الطموح األمريكي والثايناليت تشكل عقبة .�مثل جمموعة الدول الصناعية الثماين الكربى وحلف الناتو لتأخذ دورا أوسع

إن الكثري من الدول تسعى للظهور مبظهر من حيرتم القانون الدويل وميتثل إلحكامه، وهي تعمل يف جمال حترمي القوة ونزع سالح الدول لتربير سلوكها وإضفاء الشرعية عليه وميكن إن نستخلص يف السلوك

انتهاكات للقانون الدويل والقانون األمريكي لنزع السالح يف العراق إىل حقيقة علمية وقانونية بكل ما رافقها يفالدويل اإلنساين وكل املعايري الدولية املعاصرة بأ/ا جرائم دولية تتطلب مسائلة الدول واألشخاص املتورطني يف ارتكا,ا والغريب إن تقارير وزارة اخلارجية األمريكية الدورية حلقوق اإلنسان مل تتضمن أي إشارة للجرائم اليت

. ود األمريكان يف العراقكبها اجلنارتاملعروف ان الكثري من الدول عندما تقوم سلوك بعضها البعض وعندما حتكم بقانونية تدخل عسكري وبعدم قانونية تدخل آخر فأ/ا ال تنطلق إال من قواعد القانون الدويل ومبادئه وهو ما يؤكد حرصها وقناعتها

احدث الكثري من املتغريات نتيجة لتجاوزه على العديد من جبدوى هذه اإلحكام رغم السلوك األمريكي الذي

.ôMرد ، مصدر سبق ذكره ، ص جواد عبد الستار ، إستراتيجية بوش العسكرية ، قانون القوة المنف66

ã، وبناءا على ما اليت اقرها ميثاق األمم املتحدةالقواعد القانونية الناظمة الستخدام القوة يف العالقات الدوليةãا وال ãتقدم يف املبحث األول والثاين ميكن القول إن التدخل اإلنساين يف معظم احلاالت ميثل عمال غري مشروع

ãيشكل جتاوزا على حق الدولة يف االستقالل واحلرية ألنه يتم رغما عن إرادة الدولة ãيستند إىل مسوغ قانوين ããوجند أيضا إن دور األمم املتحدة يف مجيع احلاالت اليت تناوهلا . املتدخل يف شؤو/ا وتستغل ألغراض سياسية

ãصالح هذه املنظمة أمرا البد اهليمنة الذي جيعل املطالبة بإالبحث ال يزال دون املستوى املطلوب بسبب تأثريات .منه