الحماية الدولية للبيئة أثناء النزاعات المسلحة في ضوء قواعد القانون الدولي اإلنساني

٢٠٠٦ لحرب اإلسرائيل�ة على لبنانمع التطبيق على ا

إعداد

أحمد دأماني عاطف سع عماررضوى سيد أحمد

هالة أحمد دمحم الرشيدي

٢٠٠٧

۲

ت المسلحة في ضوء قواعد الحما�ة الدول�ة للبيئة أثناء النزاعا القانون الدولي اإلنساني

٢٠٠٦ لحرب اإلسرائيل�ة على لبنانمع التطبيق على ا

:مقدمة

تهدف هذه الدراسة في م�احثها الثالثة إلى استعراض أبرز وأهم أحكـام القـانون الـدولي اإلنسـاني، لمســلحة، وتطبيــق ذلــك علــى خاصــة، مــا �عنــى منهــا �الحما�ــة الدول�ــة للبيئــة فــي أثنــاء النزاعــات ا

وذلـك، لب�ـان مـدى المخالفـات اإلسـرائيل�ة . ٢٠٠٦وقائع الحرب اإلسرائيل�ة على لبنـان فـي صـيف لقواعد القانون الدولي اإلنساني، و��ان مدى مسئوليتها القانون�ة عـن األضـرار التـي لحقـت البيئـة

كبــي هــذه االنتهاكــات، خاصــة، فــي ، و��ــان الجهــات المختصــة �مرتأثنــاء النــزاع الطب�ع�ــة اللبنان�ــة .ضوء أحكام النظام األساسي للمحكمة الجنائ�ة الدول�ة

:وترتي�ا على ذلك، تنقسم هذه الدراسة إلى ثالثة م�احث رئ�س�ة، وهي

:الم�حث األول

لحما�ة البيئة أثناء النزاعات المسلحة اإلطار القانوني هالة أحمد دمحم الرشيدي/ إعداد

:لثاني الم�حث ا

نتهاكاتالوقائع واال : الحرب اإلسرائيل�ة على لبنان أماني عاطف سعد أحمد/ إعداد

:الم�حث الثالث

دول�ة عن االنتهاكات اإلسرائيل�ة للبيئة الطب�ع�ة أثناء الحرب على لبنانالمسئول�ة ال د عمارأحمرضوى سيد / إعداد

۳

الم�حث األول ثناء النزاعات المسلحةلحما�ة البيئة أ اإلطار القانوني

: مقدمة

ــاء بدا�ــة، وقبــل اإلشــارة إلــى األحكــام والقواعــد المختلفــة التــي تــنظم الحما�ــة الدول�ــة للبيئــة أثنالنزاعات المسلحة، وقبل ب�ان األس�اب الداع�ة إلـى تزايـد االهتمـام الـدولي �البيئـة �صـفة عامـة، يتعـين

.وذلك، على النحو التالي. مهمة في هذا الصدداإلشارة، أوال، إلى عدد من المالحظات ال

إنــــه فــــي ظــــل التقــــدم التكنولــــوجي والتطــــور العلمــــي فــــي عصــــرنا الحــــالي، تعــــددت المخــــاطر .١واألضرار المحدقة �البيئة الطب�ع�ة نظرا لما �قوم �ه اإلنسان وقت السلم من أفعال ونشـاطات

هـــذه المخـــاطر واألضـــرار البيئ�ـــة إال أنـــه تجـــدر اإلشـــارة إلـــى أن. تجـــوب البـــر وال�حـــر والجـــوتتضــاعف فــي تأثيرهــا ودرجتهــا أثنــاء النزاعــات المســلحة فــي ضــوء التطــور التقنــي الهائــل فــي

. فنــون التســلح وأســاليب القتــال، حيــث ينــتج عــن ذلــك تلو�ــث شــامل وأضــرار جســ�مة �البيئــةص القانون�ــة التــي لــذلك، يهــتم القــانون الــدولي العــام �فروعــه المختلفــة بــإقرار القواعــد والنصــو

.يجب أن تحكم سلوك األطراف المتنازعة إزاء البيئة الطب�ع�ة على الرغم من ذلك، تجدر اإلشارة إلى أن إلحاق أضرار �البيئة فـي وقـت النـزاع المسـلح أمـر .٢

ال مفــر منــه، فلقــد تركــت الحــروب آثارهــا دائمــا علــى البيئــة الطب�ع�ــة، وخيــر مثــال علــى ذلــك، عــارك الحــرب العالم�ــة الثان�ــة ال تــزال غيــر صــالحة لالســتغالل أو تشــكل أن �عــض م�ــادين م

. والقـذائف التـي تملؤهـا) و�خاصـة األلغـام ( �النس�ة للسكان مخـاطر جسـ�مة �سـبب األسـلحة ومـــن ثـــم، فـــإن هـــدف قواعـــد القـــانون الـــدولي اإلنســـاني المتصـــلة �حما�ـــة البيئـــة لـــ�س اســـت�عاد

�ــاألحرى الحــد منهـــا �حيــث تكــون عنــد مســتوى �مكــن اعت�ـــاره األضــرار البيئ�ــة نهائ�ــا، وانمــا 0F١.محتمال

نظامـا بيئ�ـا " أن العمل الدولي في مجال حما�ة البيئة ينطلق من مفهوم واسع للبيئة بوصـفها .٣

، �ع�ـارة أخـرى، ينظـر إلـى البيئـة فـي هـذا "متوازنا في البر وال�حـر والجـو �عـ�ش ف�ـه اإلنسـان عنصـر طب�عـي : ون مـن عنصـر�ن رئ�سـيين يتفـاعالن معـا تـأثيرا وتـأثرا الس�اق �اعت�ارهـا تتكـ

دار : دراسات في القانون الدولي اإلنساني، القاهرة ،)مقدم(مفيد شهاب / د: أنطوان بوفييه، حماية البيئة في فترة النزاع المسلح، في ۱

.۱۹۳، ۲۰۰۰المستقبل العربي، الطبعة األولى،

٤

أو أصــيل، و�شــمل كــل مــا أوجــده هللا عــز وجــل فــي الطب�عــة مــن مــوارد وثــروات تشــكل فــي أمـــا العنصـــر اآلخـــر، فهـــو . مجملهـــا المقومـــات الالزمـــة الســـتقرار الح�ـــاة ال�شـــر�ة واســـتمرارها

مــن وســائل وأدوات تمكنــه مــن الســ�طرة علــى عنصــر صــناعي و�شــمل مــا �ســتحدثه اإلنســان ولقــد ترتــب علــى ذلــك، شــمول . البيئــة �معناهــا الطب�عــي مــن أجــل إشــ�اع حاجاتــه األساســ�ة

الجهــــود الدول�ــــة فــــي مجــــال حما�ــــة البيئــــة لــــ�س فقــــط البيئــــة الطب�ع�ــــة، بــــل أ�ضــــا، البيئــــة 1F١.االجتماع�ة، كما سنعرض لذلك في ما �عد

مجــال االهتمــام الــدولي �حقــوق اإلنســان، ظهــرت مــا تعــرف فــي ضــوء التطــور الحاصــل فــي .٤

حـق اإلنسـان فـي العـ�ش " �مجموعة الجيل الثالث لحقوق اإلنسان، والتـي تضـم فـي مـا تضـم والحــق فــي التنم�ــة المســتدامة �معنــى حما�ــة البيئــة ومواردهــا وثرواتهــا لــ�س " فــي بيئــة نظ�فــة

وفي مقابل ذلـك، . من أجل األج�ال القادمة فقط من أجل األج�ال ال�شر�ة الحال�ة، بل أ�ضا،نجــد العديــد مــن أحكــام القــانون الــدولي للبيئــة التــي تؤكــد علــى واجــب اإلنســان ـ فــردا كــان أو

ومن ذلك، ما نص عل�ه المبدأ الثالث من إعـالن . جماعة ـ في حما�ة البيئة وص�انة مواردهاواجــب مقــدس فــي حما�ــة وتحســين علــى اإلنســان: " ١٩٧٢اســتكهولم حــول البيئــة اإلنســان�ة

ول�ة فــــي ســــبيل تحق�قــــه لهــــذا البيئــــة لألج�ــــال الحاضــــرة والمقبلــــة، وأنــــه يتحمــــل كامــــل المســــئ ".الواجب

أن الواجـــب اإلنســـاني فـــي حما�ـــة وتحســـين البيئـــة ينطـــوي علـــى شـــقين رئ�ســـيين، أحـــدهما ذو .٥

، "بيئـــة و�مواردهـــا الحـــد مـــن أنمـــاط االســـتهالك واإلنتـــاج الضـــارة �ال" طب�عـــة ســـلب�ة مفادهـــا ".تحقيق اإلدارة السل�مة لتلك الموارد البيئ�ة " واآلخر ذو طب�عة إيجاب�ة و�قتضي

أن األحكام المتعلقة �حما�ة البيئة وغيرها من األحكام واج�ة التطبيق أثناء النزاعـات المسـلحة .٦

ا مــن قبــل تتصــف �الطب�عــة العامــة ممــا �عنــي أن ســر�ان هــذه األحكــام والنــزول علــى مقتضــاه، وذلــك "المعاملــة �المثــل أو المعاملــة الت�ادل�ــة " األطــراف المتحار�ــة ال يتوقفــان علــى تحقــق

وذلـك، شـأن مختلـف . �غض النظر عن السند القانوني الذي تستند إل�ه هـذه القواعـد واألحكـامهــة أحكــام وقواعــد القــانون الــدولي اإلنســاني التــي تتســم �الطب�عــة اآلمــرة، ومــن ثــم، فهــي موج

2F.للكافة وال يجوز معها إعمال مبدأ المعاملة �المثل

٢

– ۱۳٦، ص ص ۱۹۹۲، أكت�وبر ۱۱۰الجوان�ب القانوني�ة والتنظيمي�ة، السياس�ة الدولي�ة، الع�دد : أحمد الرش�يدي، الحماي�ة الدولي�ة للبيئ�ة/ د ۱

۱٤۲. لدولية للبيئة في أوقات النزاعات المسلحة، المجلة المصرية للقانون الدولي، المجلد الثاني والخمسون، احمد عبد الونيس شتا، الحماية ا/ د ۲

.٤۱، ص ۱۹۹٦

٥

:تطور االهتمام الدولي �البيئة أوال ـ

أدى التــدهور المســتمر فــي البيئــة الطب�ع�ــة منــذ بــدا�ات عقــد الســ�عين�ات مــن القــرن العشــر�ن تلــوث إلــى إدراك عــام لخطــورة االعتــداء الــذي �قترفــه اإلنســان علــى الطب�عــة ومــا ينــتج عــن ذلــك مــن

شـــامل لهـــذه البيئـــة �كافـــة مواردهـــا يهـــدد �قـــاء النـــوع اإلنســـاني إلـــى التفـــات المجتمـــع الـــدولي إلـــى هـــذه المشــكلة التــي �اتــت فــي اآلونــة األخيــرة تتجــاوز الحــدود الس�اســ�ة للــدول، فــي إشــارة إلــى عــدم كفا�ــة

.الس�اسات الوطن�ة للبيئةــ ي إصــدار العديــد مــن اإلعالنــات الدول�ــة ولقــد انعكــس هــذا االهتمــام الــدولي �حما�ــة البيئــة ف

وعقـد المـؤتمرات الدول�ـة المختلفـة ) العالم�ـة واإلقل�م�ـة والثنائ�ـة ( واقرار العديد من االتفاق�ـات الدول�ـة .و�تضح ذلك في اآلتي. المعن�ة بهذا الشأن

١. U ١٩٦٩إعــالن التقــدم واإلنمــاء فــي الميــدان االجتمــاعيU أن ١٣، حيــث جــاء فــي مادتــه "

�ـــة البيئـــة ال�شـــر�ة وتحســـينها يجـــب أن تكـــون أحـــد األهـــداف المنشـــودة مـــن وراء التحقيـــق حما3F".التدر�جي للتقدم واإلنماء االجتماعي

١ ٢. U ١٩٧٢إعــالن اســتكهولمU الصــادر عــن مــؤتمر اســتكهولم الــذي �مثــل، و�حــق، اللبنــة األولــى

للـدول " منـه علـى أن ٢١وقد أشار هـذا اإلعـالن فـي المبـدأ . في صرح القانون الدولي للبيئةحق س�ادي ط�قا لقواعد القانون الدولي وميثاق األمم المتحـدة فـي اسـتغالل مواردهـا الطب�ع�ـة عمال �س�اساتها البيئ�ة، وتتحمـل المسـئول�ة الوطن�ـة أو تحـت إشـرافها ال تسـبب أضـرارا للبيئـة

كـذلك، نـص ". الوطن�ـة المح�طة للدول األخرى أو في األقال�م التي تقع خارج حدود سـ�ادتها تتخــــذ الــــدول اإلجــــراءات التــــي تتضــــمنها " علــــى ضــــرورة أن ٧إعــــالن اســــتكهولم فــــي مبــــدأه

".االتفاق�ات والمعاهدات متعددة األطراف في مجال قانون ال�حار

٣. U ١٩٨٢الميثاق العـالمي للطب�عـة لعـامU: حيـث صـدر هـذا الميثـاق عـن الجمع�ـة العامـة ألمـمالهــدف منــه هــو وضــع ميثــاق عــالمي للطب�عــة لتوج�ــه وتقــو�م أي وكــان ١٩٨٢المتحــدة عــام

مســـلك �شـــري مـــن شـــأنه التـــأثير علـــى الطب�عـــة، و�تضـــمن قواعـــد الســـلوك فـــي إدارة الطب�عـــة ومن أبرز ما تضـمنه هـذا الميثـاق، الـنص علـى أن علـى الـدول أن تعمـل . واستغالل مواردها

تها من أنشطة في اإلضـرار �المنظومـات ال يتسبب ما �مارس تحت واليتها أو رقاب" على أن

كلية االقتصاد : هشام دمحم بشير دمحم الصادق بنداري، حماية البيئة في اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، رسالة ماجستير، جامعة القاهرة ۱

.۳۲ – ۲۹، ص ص ۲۰۰٥، والعلوم السياسية

٦

الطب�ع�ة الواقعة في الدول األخرى أو خارج حدود الوال�ات اإلقل�م�ة، وكذلك، حما�ة الطب�عـة 4F".والحفاظ عليها في المناطق التي ال تخضع أل�ة وال�ة وطن�ة

١

٤. U ١٩٩٢مــؤتمر ر�ــو دي جــانيرو واإلعــالن الصــادر عنــه عــامU والــذي حــوى ســ�عة وعشــر�ن ،حما�ة البيئـة يجـب أن تكـون جـزءا ال يتجـزأ مـن عمل�ـة " دأ، أكد المبدأ الرا�ع منها على أن مب

".التنم�ة وال �مكن التعامل معها �صورة منفصلة

٥. U ــو عــام ، والــذي اهــتم �األســاس �قضــ�ة تغيــر المنــاخ حيــث ألــزم هــذا ١٩٩٧Uبروتوكــول كيوتارتفـاع ( غازات المسب�ة للتغيرات المناخ�ـة البروتوكول دول العالم �معايير محددة الن�عاثات ال

).درجة حرارة األرض

:وتجدر اإلشارة في هذا الشأن إلى عدة مالحظات أساس�ة، وهى

أن هـذه اإلعالنــات والمــؤتمرات واالتفاق�ـات قــد وردت علــى ســبيل المثـال ولــ�س علــى ســبيل .١ .الحصر

ـــد شـــكلت الغال .٢ ـــات والمـــؤتمرات فـــي مجملهـــا ق ـــة العظمـــى مـــن المصـــادر أن هـــذه اإلعالن ب�

االتفاق�ة والعرف�ة للقـانون الـدولي للبيئـة كفـرع جديـد فـي القـانون الـدولي �عنـى بتنظـ�م نشـاط الــدول فــي مجــال منــع وتقليــل األضــرار المختلفــة التــي تنــتج مــن مصــادر مختلفــة للمحــ�ط

.اإلقل�م�ة لها) الوال�ة(البيئي أو خارج حدود الس�ادة نون الــدولي للبيئــة هــو مبــدأ الحفــاظ علــى البيئــة وحمايتهــا مــن التلــوث، المبــدأ األساســي للقــا .٣

وهــذا المبــدأ �اســتمرار فــي إطــار القــانون الــدولي العــام، حيــث تلتــزم الــدول �مقتضــاه �اتخــاذ التـي مـن شـأنها المحافظـة " التعاون الـدولي " ، أو في إطار "من جانب واحد " اإلجراءات

ج�ـــال الحاضـــرة والمســـتقبل�ة علـــى االســـتفادة المعقولـــة علـــى البيئـــة المح�طـــة ومســـاعدة األ .والمفيدة من ثرواتها الطب�ع�ة

أن االهتمـــام الـــدولي �البيئـــة لـــم ينتـــه عنـــد هـــذا الحـــد، أي مســـتوي إقـــرار الم�ـــادئ والقواعـــد .٤

القانون�ة التي تكون في مجموعها ما �عرف �القانون الدولي �البيئة، إنما امتـدت إلـى إنشـاء ة مســتقلة تنــاط بهــا مهمــة االضــطالع �مجمــل الوظــائف واالختصاصــات ذات أجهــزة دول�ــ

، ۱۱۰، السياسة الدولية، العدد "دور األمم المتحدة " عطية حسين أفندي، اإلدارة الدولية لقضايا البيئة / المرجع السابق، الصفحات ذاتها؛ د ۱

.۸٥، ص ۱۹۹۲أكتوبر

۷

كــذلك، اتســع نطــاق االهتمــام الــدولي �البيئــة . الصــلة �قضــا�ا البيئــة وموضــوعاتها المختلفــةل�شـــمل، �اإلضـــافة إلـــى مـــا ســـبق، العمـــل أو الجهـــود الدول�ـــة لوضـــع نظـــام أكثـــر مالءمـــة

أن تــنجم عــن إخــالل �عــض الــدول �التزاماتهــا للمســئول�ة الدول�ــة عــن األضــرار التــي �مكــن 5F١.الدول�ة في ما يتعلق �حما�ة البيئة والحفاظ على مواردها

أنــه علــى الــرغم مــن حق�قــة إن بدا�ــة عقــد الســ�عين�ات قــد مثــل اللحظــة الفارقــة فــي االهتمــام .٥

تار�خ�ـا الدولي �قضا�ا البيئة، إال أنه عمال، �مكن القـول إن تطـور االهتمـام الـدولي �البيئـة: " أقـــدم مـــن ذلـــك �التـــذكير أنـــه مـــن مقاصـــد األمـــم المتحـــدة وفقـــا لميثـــاق المنظمـــة الدول�ـــة

تحقيــق التعــاون الــدولي علــى حــل المســائل الدول�ــة ذات الصــ�غة االقتصــاد�ة واالجتماع�ــة ، وكـذلك تحقيـق مسـتوى مع�شـي "إلـخ ... والثقاف�ة واإلنسان�ة وعلى احترام حقـوق اإلنسـان

6F.ألفراد والعمل على تحقيق الرقي االجتماعيأفضل ل

٢

:ألمم المتحدة، والتي أقرت �اآلتيولقد نص على ذلك صراحة في المادة األولى من ميثاق ا

وحــل المســائل .... ومــن ذلــك يبــين أن ترق�ــة الشــؤون االقتصــاد�ة واالجتماع�ــة والثقاف�ــة واإلنســان�ة "

�ة نشأت األمم المتحدة �غ�ة الوصـول إليهـا، وال جـدال الشـؤون الدول�ة ذات العالقة بها �عد غا�ة رئ�س ".االقتصاد�ة واالجتماع�ة واإلنسان�ة

كما أن اهتمام المنظمة الدول�ة بتعز�ز واحترام حقوق اإلنسان منذ البدا�ات األولى لنشـأتها قـد

�الجيــل " عــرف انعكــس، أ�ضــا، علــى االهتمــام الــدولي �البيئــة، خاصــة �عــد مــا ظهــرت مجموعــة مــا �لحقوق اإلنسان، والتي من بينها حق اإلنسان في التنم�ة، والحق في التمتـع �مسـتوى مع�شـي " الثالث

١٢وهـو مـا أشـارت إل�ـه المـادة . مقبول، والحق في الع�ش في بيئة صح�ة سل�مة ونظ�فة مـن التلـوث : أنه على ١٩٦٦من العهد الدولي للحقوق االقتصاد�ة واالجتماع�ة والثقاف�ة

تقــر الــدول األطــراف فــي العهــد �حــق كــل فــرد فــي التمتــع �ــأعلى مســتوى ممكــن مــن .١

7F٣.الصحة البدن�ة والعقل�ة

تشـــمل الخطـــوات التـــي تتخـــذها الـــدول األطـــراف فـــي االتفاق�ـــة الحال�ـــة للوصـــول إلـــى .٢ :تحقيق كلي لهذا الحق ما هو ضروري من أجل

.۱٤۰، ص الجوانب القانونية والتنظيمية، مرجع سابق: أحمد الرشيدي، الحماية الدولية للبيئة/ د ۱ .۷۹، مرجع سابق، ص "دور المم المتحدة " عطية حسين أفندي، اإلدارة الدولية لقضايا البيئة / ؛ د۱۹٤٥ميثاق األمم المتحدة : راجع ۲ .۱۹٦٦العهد الدولي للحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية : راجع ۳

۸

وف�ــات األطفــال ومــن العمــل علــى خفــض نســ�ة الوف�ــات فــي المواليــد وفــي - أ .أجل التنم�ة الصح�ة للطفل

.تحسين شتى جوانب البيئة الصناع�ة - ب .الوقا�ة من األمراض المعد�ة والمتفش�ة والمهن�ة ومعالجتها وحصرها - تخلـــق ظـــروف مـــن شـــأنها أن تـــؤمن الخـــدمات الطب�ـــة والعنا�ـــة الطب�ـــة فـــي - ث

. حالة المرضى

الهتمـام الـدولي �قضـا�ا البيئـة حيـث أصـدر مثـل منعطفـا جديـدا فـي إطـار ا ١٩٩٢أن عام .٦

رئ�س مجلس األمن في االجتماع الذي تم في مقر األمم المتحدة فـي نيو�ـورك فـي الحـادي ب�انــا رئاســ�ا خــاص �مســئول�ة مجلــس األمــن عــن صــون الســلم ١٩٩٢والثالثـين مــن ينــاير

ام �ـاألمن الجمـاعي االلتـز " واألمن الدوليين �اسم الدول األعضاء في المجلس تحت عنوان 8F، وقد تضمن هذا الب�ان ما يلي"

١ : واذ �الحـــظ أعضـــاء المجلـــس أن مهـــام األمـــم المتحـــدة لحفـــظ الســـلم واألمـــن الـــدوليين قـــد زادت واتســـع "

نطاقهـــا �شـــكل كبيـــر فـــي الســـنوات األخيـــرة، فعمل�ـــات مراق�ـــة االنتخا�ـــات والتحقـــق مـــن احتـــرام حقـــوق هم جــزءا ال يتجــزأ مــن الجهــود التــي يبــذلها المجلــس لصــون الســلم اإلنســان واعــادة الالجئــين إلــى وطــن

واألمن الدوليين في تسـو�ة المنازعـات اإلقل�م�ـة، بنـاء علـى طلـب األطـراف المعن�ـة أو �موافقتهـا، وهـم .يرحبون بهذه التطورات

ن إن عــدم نشــوب الحــروب والمنازعــات العســكر�ة بــين الــدول لــ�س فــي حــد ذاتــه ضــمانا للســلم واألمــفقد أص�حت المصادر غير العسكر�ة لعدم االسـتقرار فـي الم�ـادين االقتصـاد�ة واالجتماع�ـة . الدوليين

ومــن الضــروري أن تــولى الــدول األعضــاء فــي . واإلنســان�ة واأل�كولوج�ــة تشــكل تهديــدا للســلم واألمــن ".هزة المناس�ةالعمل عن طر�ق األجاألمم المتحدة ككل أولو�ة للتعامل مع هذه المشكالت من خالل

و�تضح من هذا السرد لـ�عض فقـرات مـن الب�ـان المـذكور أن مجلـس األمـن قـد أصـ�ح �عطـي لنفسه صراحة سلطة التدخل في مجاالت وعمل�ات مثل مراق�ة االنتخا�ـات والتحقـق مـن احتـرام حقـوق

ت اإلنســـــان والتـــــدخل فـــــي المجـــــال اإلنســـــاني ومشـــــكالت الالجئـــــين، وكـــــذلك، التـــــدخل فـــــي المجـــــاال

حسن / د: ة ما بعد الحرب الباردة في ضوء أحكام ميثاق األمم المتحدة، فيجميل دمحم حسين، تطور ممارسات األمن الجماعي في فتر/ د ۱

جامعة القاهرة، مركز البحوث والدراسات السياسية، : ، األمم المتحدة في ظل التحوالت الراهنة في النظام الدولي، القاهرة)محرر(نافعة .۱٤۷ – ۱٤٦، ص ۱۹۹٤

۹

االقتصـــاد�ة واالجتماع�ـــة واأل�كولوج�ـــة، �اعت�ـــار أن عـــدم االســـتقرار فـــي هـــذه الم�ـــادين �شـــكل تهديـــدا 9F١.للسلم واألمن الدوليين

:أس�اب تطور االهتمام الدولي �البيئة ثان�ا ـ

إن قضـــا�ا البيئـــة ومشـــكالتها قـــد تضـــاعفت مخاطرهـــا وأضـــرارها بدرجـــة �صـــعب معهـــا أن .١المحــدودة، األمــر الــذي تطلــب �الضــرورة االــدول فــرادى و�إمكان�اتهــ تواجههــا وتتصــدى لهــا

.التعاون الدولي لمواجهة هذه المخاطر والعمل على التقليل من آثارها المجتمع�ة المدمرة

" الـدول " التطور الـذي طـرأ علـى المجتمـع الـدولي فـي العصـر الحـديث وتحولـه مـن مجتمـع .٢ولقـد . تعا بدرجة من الذات�ة واالستقالل�ة عن أعضائهحيث �ات متم" المجتمع الدولي " إلى

ترتب على ذلك، أن اهتم المجتمع الدولي �القضـا�ا التـي تهـدد ال�شـر�ة جمعـاء وفـي مقـدمتها 10F.قضا�ا البيئة، اإلرهاب، الجر�مة الدول�ة، وغيرها

٢

وقـــات االهتمـــام المتزايـــد وواســـع النطـــاق �حقـــوق اإلنســـان، ســـواء فـــي أوقـــات الســـلم أو فـــي أ .٣النزاعات المسلحة، حيث تجدر اإلشارة في هذا الصدد، وكمـا سـلفت اإلشـارة، إلـى أن نطـاق هــذه الحقــوق وتلــك الحر�ــات لــم �عــد مقصــورا علــى طائفــة الحقــوق الحر�ــات التقليد�ــة كحر�ــة الرأي والتعبير، والحق في حر�ة االعتقاد، إنما اتسع هذا النطاق ل�شمل حقوقـا أخـرى جديـدة

....في التنم�ة، والحق في الح�اة في إطار بيئة نظ�فة كالحق

�التنم�ـة " التداخل والترا�ط الوثيق ما بين مشكالت البيئـة وقضـا�ا التنم�ـة وظهـور مـا �عـرف .٤وداللة ذلك، أن العمـل مـن أجـل التنم�ـة لـن ". Sustainable Developmentالمستدامة

جـاء ذلـك علـى حسـاب إجهـاد البيئـة واإلسـراف �كون مقبوال، بل كذلك س�كون �طيئا، إذا مـافي استخدام مواردهـا، وفـي ذات الوقـت، فـإن جهـود حما�ـة البيئـة تهـدف فـي النها�ـة إلـى أن تصب في عمل�ة التنم�ة من خالل العمـل علـى تـوفير أكبـر قـدر ممكـن مـن المـوارد إلشـ�اع

�ـــة، بـــل أ�ضـــا، �النســـ�ة الحاجـــات األساســـ�ة لألفـــراد، ولـــ�س فقـــط �النســـ�ة لالحت�اجـــات الحال 11F٣.الحت�اجات الشعوب واألج�ال المقبلة

.المرجع السابق، الصفحات ذاتها ۱ .۱۳۷الجوانب القانونية والتنظيمية، مرجع سابق، ص : لرشيدي، الحماية الدولية للبيئةأحمد ا/ د ۲ .۳۲ – ۲۹هشام دمحم بشير دمحم الصادق بنداري، حماية البيئة في اتفاقيات منظمة التجارة العالمية، مرجع سابق، ص ص ۳

۱۰

:الم�ادئ الحاكمة للحما�ة الدول�ة للبيئة أثناء النزاعات المسلحة ثالثا ـ

قبل ب�ان مضمون الحما�ة القانون�ة الدول�ة للبيئة أثناء المنازعات المسلحة و��ان أهم المواثيـق تنظ�م هذه الحما�ـة، تجـدر اإلشـارة إلـى أن الحما�ـة الدول�ـة للبيئـة أثنـاء واالتفاق�ات الدول�ة التي تعنى ب

النزاعـــات المســـلحة، شـــأنها فـــي ذلـــك شـــأن مختلـــف األمـــور والقضـــا�ا التـــي ينظمهـــا القـــانون الـــدولي اإلنســاني، قــد اســتقرت �شــكل ضــمني فــي ضــمير الجماعــة الدول�ــة فــي إطــار مــا اســتقر عل�ــه العــرف

تحكــم ســير العمل�ــات القتال�ــة أثنــاء المنازعــات المســلحة، وذلــك، لضــمان الــدولي مــن قواعــد يجــب أنوفي ما يلي، تعـرض الدراسـة . جعل الخسائر الناتجة عن مثل هذه األعمال العدائ�ة في حدها األدنى

ألبـــرز األحكـــام والم�ـــادئ العامـــة التـــي يجـــب أن تحكـــم ســـير العمل�ـــات الحر��ـــة فـــي أوقـــات الحـــروب والتـي �كـون مـن شـأن احترامهـا تـوفير المنـاخ المالئـم لحما�ـة البيئـة فـي مثـل هـذه والنزاعات المسلحة، .وذلك، على النحو التالي. الظروف االستثنائ�ة

١. U 12:مبدأ تقييد حق األطراف المتحار�ة في اخت�ار أساليب ووسائل القتالF١

ألســلحة الحديثــة نظــرا للتطــور الحاصــل فــي فنــون التســلح وأســاليب القتــال ومــا جل�ــه اســتخدام اعلى ال�شر�ة من خسائر وأضرار، �ات من الضروري إخضاع الحق المطلـق لألطـراف المتحار�ـة فـي اخت�ــار وســائل وأســاليب القتــال لنــوع مــن القيــود والضــوا�ط �مــا �ضــمن ـ علــى األقــل ـ التخفيــف مــن

وقــد أعلــن هــذا . حةالمعانــاة ال�شــر�ة واألضــرار البيئ�ــة التــي تــتمخض عنهــا الحــروب والنزاعــات المســل، وتأكد عدة مرات في معاهدات القانون الـدولي ١٨٦٨المبدأ ألول مرة في إعالن سان �طرسبرغ عام

لــ�س : " مــن أن ١٩٠٧مــن اتفاق�ــة الهــاي لعــام ٢٢ومــن ذلــك، مــا نصــت عل�ــه المــادة . اإلنســاني ٥٣ت عل�ـه المـادة أ�ضـا، مـا نصـ". للمتحار�ين حق مطلق في اخت�ار وسـائل إلحـاق الضـرر �العـدو

إن . ١: " فـي فقرتهــا األولـى، مــن أن ١٩٧٧مـن البروتوكــول اإلضـافي األول التفاق�ــات جنيـف لعــام .حــــــق أطــــــراف أي نــــــزاع مســــــلح فــــــي اخت�ــــــار أســــــاليب ووســــــائل القتــــــال لــــــ�س حقــــــا ال تقيــــــده قيــــــود

صـا�ات أو آالم �حظر استخدام األسلحة والقذائف والمواد ووسائل القتـال التـي مـن شـأنها إحـداث إ. ٢ .ال مبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرر لهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا

�حظر استخدام وسائل أو أسـاليب للقتـال، �قصـد بهـا أو قـد يتوقـع منهـا أن تلحـق �البيئـة الطب�ع�ـة . ٣ 13F٢" .أضرارا �الغة واسعة االنتشار وطو�لة األمد

.۳۲۲ – ۳۱٥قانون الدولي اإلنساني، مرجع سابق، ص ص مفيد شهاب، دراسات في ال/ د: أحمد األنور، قواعد وسلوك القتال، في ۱ .۱۹۷۷البروتوكول اإلضافي األول التفاقيات جنيف لعام : راجع ۲

۱۱

كذلك، تؤكد دي�اجة االتفاق�ة الخاصة �حظـر أو تقييـد اسـتعمال أسـلحة تقليد�ـة معينـة علـى أن

".ل�س �الحق غير المحدود طراف في نزاع مسلح في اخت�ار أساليب ووسائل القتالحق األ" وهكـــذا، �مكـــن القـــول أن االهتمـــام األساســـي للقـــانون الـــدولي اإلنســـاني قـــد تحـــول مـــن مجـــرد العنا�ة �الجرحى واألسرى ل�شمل، على جانب ذلـك، ضـرورة التعامـل مـع وسـائل وأسـاليب القتـال التـي

فــي الميــدان لتحديــد ك�ف�ــة الوقــوف عنــد اســتخدام هــذه الوســائل واألســاليب عنــد حــد تتــوافر للمقــاتلين .إلحاق الهز�مة �الخصم، دون أن يتعدى األمر إلحاق الضرر �المدنيين في الدولة أو الدول المعاد�ة

٢. U مبدأ حظر اآلالم التي ال مبرر لها:

للمبــدأ العــام القاضــي بتقييــد حــق �عتبــر مبــدأ حظــر اآلالم التــي ال مبــرر لهــا المقصــد الرئ�ســي األطـــراف المتحار�ـــة فـــي اســـتخدام فـــي اخت�ـــار وســـائل القتـــال، حيـــث يهـــدف المبـــدآن معـــا إلـــى حظـــر استخدام األطراف المتحار�ة ل�عض األسلحة التي إذا ما استخدمت أثنـاء النـزاع المسـلح تفـرز آالمـا ال

ـــ�س فقـــط المقـــاتلين والمنخـــرطين فـــي األ عمـــال العســـكر�ة، بـــل قـــد تضـــر، أ�ضـــا، مبـــرر لهـــا تطـــول لالمقـــــذوفات أو الرصـــــاص المتفجـــــر، : وتتمثـــــل أهـــــم هـــــذه األســـــلحة فـــــي . �المـــــدنيين غيـــــر المقـــــاتلين

ـــة، واأللغـــام والصـــوار�خ ـــي القـــذائف المدفع� ـــة �الزجـــاج دون المتفجـــرات الموجـــودة ف ـــذوفات المليئ والمق�كـون مـن شـأنها مضـاعفة الجـراح والم�الغـة فـي والقنابل اليدو�ة، واألسلحة السامة، وأ�ة أسلحة أخرى

14F١.الضرر المترتب على استخدامهاوتجـــدر اإلشــــارة إلـــى أن هــــذا المبـــدأ يجــــد جــــذوره فـــي مــــا نصـــت عل�ــــه دي�اجـــة إعــــالن ســــان

بنــاء علــى اقتــراح مجلــس وزراء ق�صــر روســ�ا، واثــر عقــد اجتمــاع : " بترســبورغ، والتــي نصــت علــى ان بترسـبورغ للنظـر فـي مالءمـة حظـر اسـتعمال قـذائف معينـة فـي زمـن للجنة العسكر�ة الدول�ة في سـ

الحــرب بــين األمــم المتحضــرة، و�عــدما حــددت تلــك اللجنــة �اإلجمــاع الحــدود التقن�ــة لضــرورات الحــرب : إزاء متطل�ات اإلنسان�ة، فقد صـرح للمـوقعين أدنـاه �موجـب تعل�مـات مـن حكومـاتهم بـإعالن مـا �ـأتي

م تجــاوز هــذا الغــرض إذا اســتعملت أســلحة مــن شــأنها أن تتفــاقم دون أي داع وقــد يــت: ..... حيــث إنــهآالم الرجــال المعــزولين عــن القتــال أو تــؤدي حتمــا إلــى قــتلهم، و�كــون اســتعمال هــذه األســلحة �التــالي

15F".مخالفا لقوانين اإلنسان�ة

٢

.٦۲أحمد عبد الونيس شتا، الحماية الدولية للبيئة في أوقات النزاعات المسلحة، مرجع سابق، ص / د ۱، دراسات في القانون الدولي اإلنساني، مرجع سابق، ص ص )مقدم(مفيد شهاب / د: هنري ميروفيتز، مبدأ اآلالم التي ال مبرر لها، في/ د ۲

۳۲۳ – ۳٥۰.

۱۲

ســتخدام األســلحة ا) هـــ(: " الفقــرة هـــ مــن اتفاق�ــة الهــاي علــى اآلتــي ٢٣كــذلك، نصــت المــادة الفقـرة ٣٥كمـا تناولـت المـادة ". والقذائف والموارد التي من شأنها إحداث إصـا�ات وآالم ال مبـرر لهـا

�حظــر . ٢: " ذات المبــدأ بنصــها علــى ١٩٧٧مــن البروتوكــول اإلضــافي األول التفاق�ــات جنيــف ٢اث إصــا�ات أو آالم ال مبــرر اســتخدام األســلحة والقــذائف والمــواد ووســائل القتــال التــي مــن شــأنها إحــد

16F١" .لها

٣. U مبدأ التمييز بين األهداف المدن�ة واألهداف العسكر�ة:

اقتضـــى التطـــور الحاصـــل فـــي وســـائل الحـــرب وفنـــون التســـلح علـــى النحـــو الـــذي صـــار معـــه ـــو كـــان ذلـــك خـــارج نطـــاق العمل�ـــات �اإلمكـــان إنـــزال الضـــرر �الخصـــم فـــي كـــل مكـــان وأي مكـــان ول

هــذا التطــور وضــع القواعــد واألحكــام التــي تكفــل حما�ــة المــدنيين واألع�ــان المدن�ــة العســكر�ة، اقتضــى ضــد أخطــا الحــروب وأضــرارها مــن خــالل وضــع القيــود والضــوا�ط التــي �ســتعان بهــا فــي التمييــز بــين

والــى جانــب ذلــك، فقــد اقتضــى التطــور الحاصــل فــي القــانون . األهــداف المدن�ــة واألهــداف العســكر�ةإلنســان مــن حيــث وجــوب صــون حر�ــات اإلنســان وحما�ــة ممتلكاتــه فــي أوقــات الســلم الــدولي لحقــوق ا

والحـــرب علـــى حـــد ســـواء، ضـــرورة التمييـــز إ�ـــان النزاعـــات المســـلحة بـــين الســـكان المـــدنيين واألع�ـــان المدن�ـة مـن جانـب المقـاتلين واألهــداف العسـكر�ة مـن جانـب آخـر، �مــا �ضـمن ـ فـي النها�ـة ـ تــأمين

سكان المدنيين واألع�ـان المدن�ـة وتوج�ـه العمل�ـات العسـكر�ة ضـد األهـداف العسـكر�ة احترام وحما�ة ال 17F٢.دون غيرها

٤٨فــي مادتــه ١٩٧٧وعلــى ذلــك، نــص البروتوكــول اإلضــافي األول التفاق�ــات جنيــف لعــام تعمــل أطــراف النــزاع علــي التمييــز بــين الســكان المــدنيين والمقــاتلين و�ــين األع�ــان : " علــى مــا يلــي

دن�ة واألهـداف العسـكر�ة، ومـن ثـم توجـه عمل�اتهـا ضـد األهـداف العسـكر�ة دون غيرهـا، وذلـك مـن الم ". أجل تأمين احترام وحما�ة السكان المدنيين واألع�ان المدن�ة

مــن البروتوكــول نوعــا مــن الحما�ــة الخاصــة ٥٦، ٥٤، ٥٣وفضــال عــن ذلــك، تضــفي المــواد ة تتمثـل فـي األع�ـان الثقاف�ـة وأمـاكن الع�ـادة، واألع�ـان التـي لثالثة طوائف محددة مـن األع�ـان المدن�ـ

. ال غنى عنها ل�قاء السكان المدنيين، واألشغال الهندس�ة والمنشآت التي تحوي قوى خطرةمــن هــذا البروتوكــول األول المشــار إل�ــه، والتــي ٥٧هــذا �اإلضــافة إلــى مــا أشــارت إل�ــه المــادة

18F٣:تقضي �ما يلي

.۱۹۰۷اتفاقية الهاي لعام : راجع ۱ .٦٦أحمد عبد الونيس شتا، الحماية الدولية للبيئة في أوقات النزاعات المسلحة، ص / د ۲ .۱۹٤۹جنيف لعام من البروتوكول اإلضافي األول التفاقيات ٥۷نص المادة : راجع ۳

۱۳

�ـــــة متواصـــــلة فـــــي إدارة العمل�ـــــات العســـــكر�ة، مـــــن أجـــــل تفـــــادي الســـــكان المـــــدنيين تبـــــذل رعا. ١" .واألشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــخاص واألع�ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان المدن�ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

:التال�ــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ف�مــــــــــــــــــــــــــــــــــــا يتعلــــــــــــــــــــــــــــــــــــق �ــــــــــــــــــــــــــــــــــــالهجوم تاالحت�اط�ــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتتخــــــــــــــــــــــــــــــــــــذ . ٢ـــــــــــــــــــــــــرارا �شـــــــــــــــــــــــــأنه) أ( ـــــــــــــــــــــــــي مـــــــــــــــــــــــــن يخطـــــــــــــــــــــــــط لهجـــــــــــــــــــــــــوم أو يتخـــــــــــــــــــــــــذ ق :يجـــــــــــــــــــــــــب عل

هـا ل�سـت أشخاصـا مـدنيين أن يبذل ما في طاقته عمل�ا للتحقـق مـن أن األهـداف المقـرر مهاجمت: أوالأو أع�انا مدن�ة وأنهـا غيـر مشـمولة �حما�ـة خاصـة، ولكنهـا أهـداف عسـكر�ة فـي منطـوق الفقـرة الثان�ـة

".البروتوكــــول" قالملحــــ، ومــــن أنــــه غيــــر محظــــور مهاجمتهــــا �مقتضــــى أحكــــام هــــذا ٥٢مــــن المــــادة الهجــوم مــن أجــل تجنــب المســتطاعة عنــد تحيــر وســائل وأســاليب تاالحت�اط�ــاأن يتخــذ جم�ــع : ثان�ــا

إحـــداث خســـائر فـــي أرواح المـــدنيين، أو إلحـــاق اإلصـــا�ة بهـــم أو األضـــرار �األع�ـــان المدن�ـــة، وذلـــك .�صـــــــــــــــــفة عرضـــــــــــــــــ�ة، وعلـــــــــــــــــي أي األحـــــــــــــــــوال حصـــــــــــــــــر ذلـــــــــــــــــك فـــــــــــــــــي أضـــــــــــــــــيق نطـــــــــــــــــاق

أن �متنــع عــن اتخــاذ قــرار �شــن أي هجــوم يتوقــع منــه، �صــفة عرضــ�ة، أن �حــدث خســائر فــي : ثالثــالحــاق اإلصــا�ة بهــم، أو اإلضــرار �األع�ــان المدن�ــة، أو أن �حــدث خلطــا مــن هــذه أرواح المــدنيين أو إ

الخســائر واألضــرار، ممــا �فــرط فــي تجــاوز مــا ينتظــر أن �ســفر عنــه ذلــك الهجــوم مــن ميــزة عســكر�ة .ملموســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وم�اشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة

يلغي أو �علـق أي هجـوم إذا تبـين أن الهـدف لـ�س هـدفا عسـكر�ا أو أنـه مشـمول �حما�ـة خاصـة ) ب(أو . أن الهجــــوم قــــد يتوقــــع منــــه أن �حــــدث خســــائر فــــي أرواح المــــدنيين أو إلحــــاق اإلصــــا�ة بهــــمأو

األضــرار �األع�ــان المدن�ــة، أو أن �حــدث خلطــا مــن هــذه الخســائر واألضــرار، وذلــك �صــفة عرضــ�ة، ــــزة عســــكر�ة ملموســــة وم�اشــــرة ــــك الهجــــوم مــــن مي ــــه ذل ــــي تجــــاوز مــــا ينتظــــر أن �ســــفر عن .تفــــرط ف

مسبق بوسائل مجد�ة في حالة الهجمات التي قد تمس السكان المـدنيين، مـا لـم تحـل يوجه إنذار ) ج( .الظـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروف دون ذلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك

ين�غـــي أن �كـــون الهـــدف الواجـــب اخت�ـــاره حـــين �كـــون الخ�ـــار ممكنـــا بـــين عـــدة أهـــداف عســـكر�ة . ٣للحصول علي ميزة عسكر�ة مماثلة، هو ذلك الهـدف الـذي يتوقـع أن �سـفر الهجـوم عل�ـه عـن إحـداث

.ل قــــــــــــــــــــــدر مــــــــــــــــــــــن األخطــــــــــــــــــــــار علــــــــــــــــــــــي أرواح المــــــــــــــــــــــدنيين واألع�ــــــــــــــــــــــان المدن�ــــــــــــــــــــــةأقــــــــــــــــــــــالمعقولـة عنـد إدارة العمل�ـات العسـكر�ة فـي ال�حـر أو تاالحت�اط�ـايتخذ كل طرف في النزاع كافة . ٤

في الجو، وفقا لما له من حقوق وما عل�ه من واج�ات �مقتضى قواعد القانون الـدولي التـي تطبـق فـي .نب إحداث الخسائر في أرواح المدنيين والحاق الخسائر �الممتلكـات المدن�ـةالمنازعات المسلحة، لتج

ال يجــوز تفســير أي مــن أحكــام هــذه المــادة �أنــه يجيــز شــن أي هجــوم ضــد الســكان المــدنيين أو . ٥ " .األشخاص المدنيين أو األع�ان المدن�ة

۱٤

٤. U 19١:مبدأ التناسبF

ا�ــة الدول�ــة للبيئــة أثنــاء النزاعــات المســلحة �عتبــر مبــدأ التناســب مــن أهــم الم�ــادئ الحاكمــة للحم

و�قـوم هـذا المبـدأ فـي . �صفة خاصة، ومن الم�ادئ المنظمة للحروب والنزاعات المسلحة �صفة عامـةجــوهره علـــى ضــرورة مراعـــاة نـــوع مــن التـــوازن بـــين ضــرورات الحـــرب والنـــزاع المســلح و�ـــين متطل�ـــات

ضــاه، يتعــين أن �كــون العمــل العســكري فــي حجمــه و�مقت. الحفــاظ علــى اإلنســان�ة والحضــارة ال�شــر�ةوقوتـــه متناســـ�ا مـــع النتـــائج المتوقعـــة مـــن ورائـــه، �حيـــث ال تكـــون األضـــرار الناشـــئة عـــن إت�ـــان العمـــل

و�ع�ــارة أخــرى، التناســب هــو تحقيــق التــوازن بــين المزا�ــا . العســكري غيــر متناســ�ة مــع النتــائج المتحققــةة عــن نجــاح العمل�ــات العســكر�ة و�ــين اآلثــار الضــارة المحتمــل العســكر�ة الملموســة والم�اشــرة الناجمــ

.حصولها في صفوف المدنيين واألع�ان المدن�ة من جراء هذه العمل�ات و�جد هذا المبدأ سـندا قانون�ـا لـه فـي العديـد مـن المواثيـق الدول�ـة مـن أبرزهـا، مـا ورد فـي البنـد

اإلضــافي األول التفاق�ــات جنيــف، حيــث نــص مــن البروتوكــول ٥١مــن الفقــرة الخامســة المــادة ) ب(والهجوم الذي �مكن أن يتوقع منـه أن �سـبب خسـارة فـي أرواح المـدنيين ) ب(: " البند المذكور على

أو إصا�ة بهم أو أضرارا �األع�ان المدن�ة، أو أن �حدث خلطا من هذه الخسائر واألضرار، �فرط فـي هذا �اإلضـافة علـى ". ن ميزة عسكر�ة ملموسة وم�اشرةتجاوز ما ينتظر أن �سفر عنه ذلك الهجوم م

.من ذات البروتوكول ٥٧ما س�قت اإلشارة إل�ه �شأن أحكام المدة

:حما�ة البيئة في ضوء قواعد القانون الدولي اإلنسانيرا�عا ـ

تشــكل أحكــام القــانون الــدولي اإلنســاني فــي تطــوره المعاصــر المصــدر الرئ�ســي والفعــال فــي ير الحما�ــة القانون�ــة الالزمــة لبيئــة الطب�ع�ــة والمحافظــة علــى مواردهــا وثرواتهــا فــي أوقــات صــدد تــوف

و�تضح ذلك، في العديد من الوثائق واالتفاق�ـات المكونـة للقـانون الـدولي . الحروب والنزاعات المسلحةزاعــات اإلنســاني، ســواء مــا نصــت عل�ــه �عــض هــذه الوثــائق صــراحة �ضــرورة حما�ــة البيئــة أثنــاء الن

المســـلحة، أو تلـــك األحكـــام العامـــة التـــي تناولتهـــا الـــ�عض اآلخـــر مـــن هـــذه االتفاق�ـــات ونظمـــت فيهـــا الم�ادئ العامة لحما�ة البيئة أثناء النزاعات المسلحة ـ والتي س�قت اإلشارة إليها ـ كمبدأ تقييد اسـتخدام

األهـــداف المدن�ـــة واألخـــرى وســـائل وأســـاليب معينـــة أثنـــاء العمل�ـــات القتال�ـــة، وضـــرورة التمييـــز بـــين .العسكر�ة أثناء توج�ه الضر�ات العسكر�ة

؛ أنطوان بوفييه، حماية البيئة الطبيعية ۷۷أحمد عبد الونيس شتا، الحماية الدولية للبيئة في أوقات النزاعات المسلحة، مرجع سابق، ص / د ۱

. ۲۰٤ – ۱۹۱في فترة النزاع المسلح، مرجع سابق، ص ص

۱٥

وعل�ـــه، تعـــرض الدراســـة فـــي هـــذا الجـــزء إلـــى أحكـــام القـــانون الـــدولي اإلنســـاني التـــي تناولـــت ، وتلــك األحكــام المكملــة األخــرى التــي "حما�ــة البيئــة أثنــاء النزاعــات المســلحة " �صــورة م�اشــرة مبــدأ وذلـك، علـى النحـو . ادئ العامة التـي تحكـم تطبيـق هـذا المبـدأ علـى أرض الواقـعتناولت األحكام والم�

.التالي

U أوال ـ األحكام الم�اشرة:

الفقـرة الثالثـة مـن البروتوكـول ٣٥تتمثل أهم هذه األحكام الم�اشـرة فـي مـا نصـت عل�ـه المـادة مـــــن ذات ٥٥ة ، وكـــــذلك، مـــــا نصـــــت عل�ـــــه المـــــاد١٩٧٧اإلضـــــافي األول التفاق�ـــــات جنيـــــف لعـــــام

�حظـــر اســـتخدام وســـائل أو أســـاليب . ٣: " فـــي فقرتهـــا الثالثـــة علـــى ٣٥وتـــنص المـــادة . البروتوكـــولللقتال، �قصـد بهـا أو قـد يتوقـع منهـا أن تلحـق �البيئـة الطب�ع�ـة أضـرارا �الغـة واسـعة االنتشـار وطو�لـة

لبيئـة الطب�ع�ـة مـن األضـرار تراعـي أثنـاء القتـال حما�ـة ا. ١: " ، فتـنص علـى ٥٥أمـا المـادة ". األمدوتتضمن هذه الحما�ة حظر اسـتخدام أسـاليب أو وسـائل القتـال . ال�الغة واسعة االنتشار وطو�لة األمد

التي �قصد بها أو يتوقع منها أن تسبب مثل هذه األضرار �البيئـة الطب�ع�ـة ومـن ثـم تضـر �صـحة أو .�قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء الســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكان

20F١" .الطب�ع�ة تحظر هجمات الردع التي تشن ضد البيئة. ٢

كــــذلك، اســــتهدفت اتفاق�ــــة حظــــر اســــتخدام تقن�ــــات تغييــــر البيئــــة ألغــــراض عســــكر�ة أو ألي ، اســتهدفت هــذه ١٩٧٧أغــراض عدائ�ــة أخــرى، والتــي اعتمــدت فــي إطــار األمــم المتحــدة فــي د�ســمبر

ديل تقن�ــات تعــ" االتفاق�ــة فــي مادتهــا األولــى حظــر االســتخدام الحر�ــي أو ألي أغــراض عدائ�ــة أخــرى البيئــة التــي تكــون لهــا آثــار واســعة أو دائمــة أو خطيــرة، بوصــفها وســيلة تســبب تــدميرا أو أضــرارا أل�ــة

�ع�ــارة أخــرى، تســتهدف االتفاق�ــة المــذكورة حظــر اســتخدام أ�ــة تقن�ــات تســتهدف ". دولــة طــرف أخــرى 21F٢.إحداث أي تعديل متعمد في العمل�ات الطب�ع�ة

، ١٩٨٢لقـول أن اتفاق�ـة األمـم المتحـدة لقـانون ال�حـار لعـام و�اإلضافة إلـى مـا سـبق، يتعـين احما�ـة البيئـة ال�حر�ـة والحفـاظ عليهـا " قد أعطت في الجزء الثاني عشر منها اهتماما خاصا لموضـوع

، و�الحــظ فــي هــذا الشــأن، أن االتفاق�ــة المــذكورة عنيــت �حما�ــة البيئــة ال�حر�ــة �شــكل عــام ولــ�س فــي "ة وأن السـبب وراء اعتبـرا هـذه الوث�قـة أو االتفاق�ـة الدول�ـة مصـدرا ألحـد األحكـام وقت النزاعات المسلح

، ۱۹۷۷؛ وبروتوكول جنيف األول لعام ۱۹٤المسلح، مرجع سابق، ص أنطوان بوفييه، حماية البيئة الطبيعية في فترة النزاع: راجع ۱

.٥٥، ۳٥المادتين .۳۳أحمد عبد الونيس شتا، الحماية الدولية للبيئة في أوقات النزاعات المسلحة، مرجع سابق، ص / المرجع السابق، الصفحات ذاتها؛ د ۲

۱٦

العامــة الخاصــة �حما�ــة البيئــة الطب�ع�ــة أثنــاء النزاعــات المســلحة، هــو أن الحكــم فــي هــذه االتفاق�ــة قــد ضــه ورد عامــا، ممــا �عنــي إلزامــه للــدول فــي كافــة األوقــات والظــروف، كمــا أن هــذا االلتــزام الــذي تفر

االتفاق�ة المشار إليها هو التزام عام �صل إلى مرت�ة القاعدة اآلمرة التي ال يجـوز مخالفتهـا فـي ضـوء : " مــن االتفاق�ــة والتــي تــنص علــى ١٩٣تزايــد االهتمــام الــدولي �البيئــة، وهــو مــا نصــت عل�ــه المــادة

فقا اللتزامها �حما�ـة البيئـة للدول حق س�ادي في استغالل مواردها الطب�ع�ة عمال �س�اساتها البيئ�ة وو 22F".ال�حر�ة والحفاظ عليها

تلتـزم : " من ذات االتفاق�ة على أن ١٩٢هذا، �عد أن تم النص في المادة ١ ". الدول �حما�ة البيئة ال�حر�ة والمحافظة عليها

فــي فقرتهــا األولــى ٢٦٣كــذلك، ممــا يــذكر لهــذه االتفاق�ــة، أ�ضــا، أنهــا وضــعت فــي مادتهــا . لمسئول�ة الدول في مجال تلوث البيئة ال�حر�ةأساسا

U ثان�ا ـ المعاهدات التي تحمي البيئة �طر�قة غير م�اشرة:

تعددت المواثيق الدول�ة التي تناولت حما�ة البيئة أثنـاء النزاعـات المسـلحة، ونـذكر منهـا علـى :سبيل المثال ال الحصر، ما يلي

لغــــازات الخانقــــة أو الســــامة أو مــــا شــــابهها، البروتوكــــول المتعلــــق �حظــــر اســــتعمال ا .١

.١٩٢٥والوسائل ال�كترولوج�ة في الحرب، المعتمد في جنيف في يون�ه اتفاق�ة حظر استحداث أو إنتاج أو تخز�ن األسلحة ال�كترولوج�ة، المعتمدة فـي إبر�ـل .٢

١٩٧٢,23F

٢

الضـرر أو اتفاق�ة حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليد�ة معينة �مكن اعت�ارها مفرطة .٣ .١٩٨٠عشوائ�ة األثر، المعتمدة في أكتو�ر

�عض أحكام اتفاق�ة جنيف الرا�عة �شأن حما�ة المدنيين في أثناء النزاعـات المسـلحة، .٤وتــوفر هــذه . ، والتــي تحظــر تــدمير الممتلكــات الثابتــة أو المنقولــة٥٣وخاصــة المــادة

.المادة حدا أدنى من الحما�ة للبيئة في حالة االحتالل

دار : ، القاهرة۱۹۸۲ألهم أحكام اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لعام دراسة: صالح الدين عامر، القانون الدولي الجديد للبحار/ د ۱

، أكتوبر ۱۱۰األبعاد القانونية الدولية، السياسة الدولية، العدد : إبراهيم دمحم العناني، البيئة والتنمية/ ؛ د٤۹۰، ص ۱۹۸۳النهضة العربية، .۱۲۱- ۱۲۰، ص ۱۹۹۲

.المرجع السابق، الصفحات ذاتها ۲

۱۷

هــذا و�تعــين اإلشــارة، فــي هــذا الشــأن، أن أحكــام االتفاق�ــات والمواثيــق المختلفــة التــي تناولــت تنظ�م الم�ادئ العامة لحما�ة البيئة أثناء النزاعات المسـلحة، وعلـى الـرغم مـن تناولهـا ألحكـام قـد تبـدو

ا فـي واقـع األمـر، قــد ظاهر�ـا ال تعنـى �كفالـة حما�ـة البيئـة فـي مثـل هـذه الظـروف االسـتثنائ�ة، إال أنهـتناولت تنظ�م أحكاما ال غنى عنها إذا ما أردنـا تحقيـق الحما�ـة الفعل�ـة للبيئـة فـي ظـل هـذه الظـروف،

.كمبدأ تقييد حق المتحار�ين في اللجوء إلى أسلحة معينة أثناء العمل�ات القتال�ة

:اعات المسلحة المسئول�ة الدول�ة عن اإلضرار �البيئة الطب�ع�ة أثناء النز خامسا ـ

يتأســس النظــام الخــاص �المســئول�ة الدول�ــة فــي مجــال حما�ــة البيئــة علــى فكــرة رئ�ســ�ة مفادهــا أن البيئـــة ومشـــكالتها لـــم تعـــد كمـــا نقـــدم أمـــرا داخل�ـــا محضـــا، وانمـــا هـــي تجســـيد حـــي لمفهـــوم التـــراث

نشـطة التـي ت�اشـرها الـدول المشترك لإلنسان�ة، وهذا ما أشار إل�ه إعالن استكهولم علـى اعت�ـار أن األين�غــي أال تلحــق الضــرر ببيئــات الــدول األخــرى، وأن الحفــاظ علــى البيئــة الدول�ــة ومواردهــا، إنمــا هــي

.مسئول�ة عامة تقع على عاتق المجتمع الدولي �أسرهومــن هنــا، جــاء الــنص فــي الفقــرة األولــى مــن المــادة الخامســة مــن النظــام األساســي للمحكمــة

اختصــاص المحكمــة �قتصــر علــى أشــد الجــرائم خطــورة . ١: " ، علــى أن١٩٩٨ة لعــام الجنائ�ــة الدول�ــموضع اهتمام المجتمع الدولي �أسـره، وللمحكمـة �موجـب هـذا النظـام األساسـي اختصـاص النظـر فـي

) د(جـــرائم الحـــرب؛ ) ج(الجـــرائم ضـــد اإلنســـان�ة؛ ) ب(جـــرائم اإل�ـــادة الجماع�ـــة؛ ) أ: (الجـــرائم التال�ـــة ـــــــــــــه ". وان جـــــــــــــرائم العـــــــــــــد ـــــــــــــة مـــــــــــــن هـــــــــــــذا النظـــــــــــــام، أن ـــــــــــــت المـــــــــــــادة الثامن ـــــــــــــد بين :هـــــــــــــذا، وق

�كون للمحكمة اختصاص في ما يتعلق بجرائم الحـرب، وال سـ�ما عنـدما ترتكـب فـي إطـار خطـة . ١" .أو س�اسة عامة أو في إطار عمل�ة ارتكاب واسعة النطاق لهذه الجرائم

االنتهاكــات الجســ�مة التفاق�ــات جنيــف ) أ(": جـرائم الحــرب " لغـرض هــذا النظــام األساســي، تعنــي . ٢، أي فعل مـن األفعـال التال�ـة ضـد األشـخاص أو الممتلكـات الـذين تحمـيهم أحكـام اتفاق�ـة ١٩٤٩لعام

التعـذيب أو المعاملـة الالإنسـان�ة �مـا فـي ذلـك إجـراء تجـارب . ٢القتـل العمـد؛ . ١: جنيف ذات الصـلةإلحـاق تـدمير . ٤إلحـاق أذي خطيـر �الجسـم أو الصـحة؛ تعمد إحداث معاناة شديدة أو . ٣بيولوج�ة؛

واسع النطاق �الممتلكات واالست�الء عليها دون أن تكون هناك ضرورة عسكر�ة تبرر ذلك و�المخالفـة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة؛ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة عابث ...للقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانون و�طر�ق

االنتهاكـــات الخطيـــرة األخـــرى للقـــوانين والعـــراف الســـار�ة علـــى المنازعـــات الدول�ـــة المســـلحة، فـــي ) ب(تعمــد توج�ــه هجمــات ضــد الســكان . ١: طــاق الثابــت للقــانون الــدولي، أي فعــل مــن األفعــال التال�ــةالن

تعمـــد توج�ـــه . ٢المـــدنيين �صـــفتهم هـــذه أو ضـــد أفـــراد مـــدنيين ال �شـــاركون فـــي األعمـــال الحر��ـــة؛

۱۸

تعمد شـن هجـوم مـع . ٤؛ .... هجمات ضد مواقع مدن�ة، أي المواقع التي ال تشكل أهدافا عسكر�ة؛ العلــم �ــأن هــذا الهجــوم س�ســفر عــن خســائر ت�ع�ــة فــي األرواح أو عــن إصــا�ات بــين المــدنيين أو عــن إلحاق أضرار مدن�ة أو عن إحـداث ضـرر واسـع النطـاق وطو�ـل األجـل وشـديد للبيئـة الطب�ع�ـة �كـون

أو مهاجمــة . ٥إفراطــه واضــحا �الق�ــاس إلــى مجمــل المكاســب العســكر�ة المتوقعــة الملموســة الم�اشــرة؛ قصـــف المـــدن أو المســـاكن أو الم�ـــاني العـــزالء التـــي ال تكـــون أهـــدافا عســـكر�ة، �أ�ـــة وســـيلة كانـــت؛

تعمد هجمات ضد الم�اني المخصصة لألغـراض الدين�ـة أو التعل�م�ـة أو الفن�ـة العلم�ـة . ٩؛ ....... تكـون أهـدافا أو الخير�ة واآلثار التار�خ�ة، والمستشف�ات وأمـاكن تجمـع المرضـى والجرحـى شـر�طة أال

تــدمير ممتلكــات العــدو أو االســت�الء عليهــا مــا لــم �كــن هــذا التــدمير أو االســت�الء ممــا . ١٣عســكر�ة؛ اســــتخدام . ١٨اســــتخدام الســــموم أو األســــلحة المســــممة؛ . ١٧؛ ....... تحتمــــه ضــــرورات الحــــرب؛

وائل أو المـــواد أو الغـــازات الخانقـــة أو الســـامة أو غيرهـــا مـــن الغـــازات وجم�ـــع مـــا فـــي حكمهـــا مـــن الســـاســــتخدام الرصاصــــات التــــي تتمــــدد أو تتســــطح �ســــهولة فــــي الجســــم ال�شــــري، مثــــل . ١٩األجهــــزة؛

الرصاصـــات ذات األغلفـــة الصـــل�ة التـــي ال تغطـــي كامـــل جســـم الرصاصـــة أو الرصاصـــات المحـــززة ائـدة أو اسـتخدام أسـلحة أو قـذائف أو مـواد أو أسـاليب حر��ـة تسـبب �طب�عتهـا أضـرارا ز . ٢٠الغالف؛

آالما ال لزوم لها أو تكون عشوائ�ة �طب�عتها �المخالفة للقانون الدولي للمنازعـات المسـلحة، �شـرط أن تكون هذه األسلحة والقذائف والمواد واألساليب الحر��ة موضع حظـر شـامل وأن تـدرج فـي مرفـق لهـذا

؛ ١٢٣، ١٢١المــادتين النظــام األساســي، عــن طر�ــق تعــديل يتفــق واألحكــام ذات الصــلة الــواردة فــي"...24F

١ ومن العرض السابق، يتضح أن اإلضرار �البيئة أثناء النزاعات المسلحة �مثل انتهاكـا خطيـرا لقواعــد القــانون الــدولي اإلنســاني �ســتلزم مالحقـــة مرتكب�ــه ومســاءلتهم قانون�ــا أمــام المحــاكم الوطن�ـــة،

لمحـاكم الوطن�ـة فـي مالحقـة ومعاق�ـة مرتكبــي وكـذلك، أمـام المحكمـة الجنائ�ـة الدول�ـة فـي حالـة فشـل ا . هذه الجرائم

.، المادة الثامنة۱۹۹۸النظام األساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام : راجع ۱

۱۹

الم�حث الثاني الحرب اإلسرائيل�ة علي لبنان

الوقائع واالنتهاكات

: وقائع الحرب اإلسرائيل�ة علي لبنان:. أوال

يهتم هذا الجزء من ال�حث بتوض�ح وقائع الحـرب اإلسـرائيل�ة علـي لبنـان و��ـان تطـورات هـذه ألســ�اب التــي أدت إلــي تصــاعد حــده الخــالف بــين كــل مــن إســرائيل وحــزب هللا ، و�ــأتي فــي الحــرب وا

جــزء الحــق محاولــة الوقــوف علــي انتهاكــات إســرائيل ألحكــام القــانون الــدولي اإلنســاني �ــالتركيز علــي ـــة الســـتعراض ـــان ، فـــي محاول ـــي لبن ـــة التـــي حـــدثت مـــن جـــراء الحـــرب اإلســـرائيل�ة عل األضـــرار البيئ�

.والدوافع اإلسرائيل�ة من هذه االنتهاكات المبررات

U 25:خلف�ة حول عالقة إسرائيل �الدولة اللبنان�ةF١

تحــت ضــغط عمل�ــات ٢٠٠٠�ــالرغم مــن االنســحاب اإلســرائيلي مــن جنــوب لبنــان فــي مــايو المقاومــة إال أنهــا احتفظــت �مواقــع مــزارع شــ�عا المتاخمــة للحــدود الســور�ة ، ومنــذ ذلــك الحــين تركــزت

ب اللبنان�ـــــة �ضـــــرورة االنســـــحاب اإلســـــرائيلي مـــــن مـــــزارع شـــــ�عا ، وعـــــودة األســـــرى اللبنـــــانيين المطالـــــ .المحتجز�ن في السجون اإلسرائيل�ة

تمكنـت قـوات ٢٠٠٠ومن جانبهـا تركـزت عمل�ـات المقاومـة علـى مـزارع شـ�عا ، ففـي أكتـو�ر ا ، وطالبــت لقــاء اإلفــراج حـزب هللا مــن اســر ثالثــة مــن العســكر�ين اإلســرائيليين فــي منطقــة مــزارع شــ�ع

. ١٩٧٨أسيرا لبنان�ا في السجون اإلسرائيل�ة منذ ١٤عنهم اإلفراج عن نجحــت الوســاطة األلمان�ــة فــي إطــالق �عــض األســرى وجــرى ت�ــادل ٢٠٠٤ينــاير ٢٥وفــى

شـهيدا ٦٠أسـيرا فلسـطين�ا بجانـب رفـات ٤٢٠أسـيرا لبنان�ـا وعر��ـا بجانـب ٣٠المفـرج عـنهم وعـددهم ، ٢٠٠١�ــا قابــل رجــل أعمــال إســرائيلي وضــا�ط احت�ــاطي برت�ــة كولونيــل كــان قــد اختطــف عــام لبنان

.عسكر�ين إسرائيليين ٣ورفات

. ۱۰، ص ۲۰۰٦جرائم الحرب اإلسرائيلية خالل العدوان على لبنان ، المنظمة العربية لحقوق االنسان ، القاهرة ، ديسمبر : انظر ۱

۲۰

كما ظلت االختراقات الجو�ة اإلسرائيل�ة المستمرة واالستفزاز�ة على لبنان والتـى تتوغـل اح�انـا ادعائهــا �ــأن عمل�ــات التحليــق فــى عمــق المجــال الجــوى اللبنــانى ، وتصــر الحكومــة اإلســرائيل�ة علــى

. الجوى م�عثها دواع امن�ة

U تطورت الحرب اإلسرائيل�ة على لبنان:

وتوقفـت االعمـال العسـكر�ة ٢٠٠٦يوليو ١٢بدأت احداث الحرب اإلسرائيل�ة على لبنان فى . يوم كامال ٣٤، وهى الحرب التى دامت قرا�ه ٢٠٠٦اغسطس ١٤فى

نت إسرائيل حر�ا مفتوحة على لبنـان ف�مـا اطلـق عليهـا االجـر المناسـب ش ٢٠٠٦يوليو ١٢حيث فى حيــث هــاجم حــزب هللا اللبنــانى operation change of Directionاو عمل�ــة تغييــر االتجــاه

مرك�ــه إســرائيل�ة شــمال مســتعمرة شــتوال فــى النــافورة لقــى فيهــا ثــالث جنــود إســرائيلين مصــرعهم وســقط .ل�ة فى ايدى مقاتلى حزب هللا اثنان من الجنود اإلسرائي

وهو االمر الذى اعتبرته إسرائيل اهانة كبيرة لحقت بج�شها واتخذته ذر�عة لشن عدوان شـامل علـــى لبنـــان فـــى عمل�ـــة عســـكر�ة بر�ر�ـــة توالـــت التصـــر�حات اإلســـرائيل�ة ح�الهـــا حيـــث وصـــف رئـــ�س

امــــا رئــــ�س االركــــان : حــــرب الــــوزراء اإلســــرائيلى ايهــــود اولمــــرت مــــا قــــام �ــــه حــــزب هللا �انــــه اعــــالنسنة الى الوراء ، حيث كانـت تعـ�ش العاصـمة ٢٠اإلسرائيلى دان حلوتس فقال انه �مكن اعادة لبنان

. اللبنان�ة معزولة تماما عن العالم فى ذروه الحرب االهل�ة ة علـى انطلق الهجوم اإلسـرائيلى �حـرا وجـوا و�ـرا علـى لبنـان وشـنت الطـائرات اإلسـرائيل�ة غـارات عن�فـ

طول خط الحدود وتعرضت اطراف القوى الحدود�ة لقصف مدفعى عنيف فى حين شـهد خـط الحـدود 26F١.اشت�اكات بين القوات اإلسرائيل�ة وعناصر حزب هللا

وات�عت إسرائيل س�اسة تقط�ع االوصال عبـر قصـفها الجسـور والطـرق العامـة لعـزل المنـاطق الشــمال فــدمرت جســورا فــي منطقــة قعقع�ــة الجســر الحدود�ــة بــدعوى منــع الخــاطفين مــن الهــرب الــى

والقاســم�ة وحبــوش والزهرانــى ثــم قصــفت الطــائرات اطــراف قــرى عــده فــي عمــق الجنــوب �ــالتزامن مــع تحليق الطيران اإلسرائيلى ، وصـل الـى اجـواء بيـروت وضـاحيتها الجنو��ـة وتولـت ال�حر�ـة اإلسـرائيل�ة

ش اإلسـرائيلى اسـتدعاء قـوات احت�اط�ـة تحضـيرا لـدى قصف المناطق الساحل�ة الجنو��ـة ، وقـرر الجـ�27F.ناإلسرائيلييدا على اسر الجنديين عمل�ة عسكر�ة واسعة النطاق في لبنان ر

٢

. ٤۹، ص ۲۰۰٦اإلسرائيلية السادسة الطبعة االولى ، القاهرة ، الحرب العربية : ، فجر االنتصار ) محرر ( عبد القادر ياسين ۱ . ٥۰المرجع السابق ، ص : انظر ۲

۲۱

الحــرب شــنت القــوات اإلســرائيل�ة هجومــا عن�فــا ضــد لبنــان حيــث قــام ســالح الجــو أثنــاءوفــي مســتغال عــدم وجــود اى هــدف ٧٠٠٠غــارة جو�ــة مســتهدفا حــوالى ٧٠٠٠اإلســرائيلى �مــا يز�ــد عــن

عمل�ـة ٢٥٠٠دفاعات جو�ة لبنان�ة ، ممـا جعـل سـمائها مفتوحـة تمامـا كمـا شـنت ال�حر�ـة اإلسـرائيل�ة قصـف �االضـافة الـى االجت�ـاح البـرى ، كمـا فرضـت إســرائيل حصـارا علـى لبنـان بـرا و�حـرا وجـوا ممــا

28F١.ادى الى ز�ادة معاناه الشعب اللبنانى ئيل�ة فــي احــداث العديــد مــن االنتهاكــات للقــانون الــدولى االنســانى وقــد تســببت الحــرب اإلســرا

والتى تمثلت في العديد من المجـازر ، اهمهـا مجـزره قانـا ، وقـد اشـارت الهيئـة العل�ـا لالغاثـة الـى انـه مـن ضـمنها مطـار بيـروت : مـن المنشـات اللبنان�ـة الحيو�ـه او الحـاق االضـرار بهـا % ٣٠تم تـدمير

كـــم مـــن ٣٦٠م�ـــاه ضـــخمة ومحطـــات لتوليـــد الطاقـــة الكهر�ائ�ـــة �االضـــافة الـــى ومـــوانىء وخزانـــات ٣٠الــف مســكن منهــا حــوالى ٦٥جســرا ، ١٤٥محطــة بنــز�ن كمــا شــملت االضــرار ٢٣الطرقــات ،

الــف تــم تــدميرها �صــورة شــاملة ، وتســعة االف مصــنع ومحــل تجــارى ومزرعــة وســوق وا�ضــا امــاكن اتــب ومنــازل كــوادر الحــزب وقواعــد ومعــدات عســكر�ة ، كمــا ســيتم الع�ــادة ومقــار تا�عــة لحــزب هللا ومك29F.ا�ضا هذه الخسائر في الجزء القادم

٢ يـــوم ٣٤وممـــا ســـبق �مكـــن القـــول �ـــان الحـــرب اإلســـرائيل�ة علـــى لبنـــان اســـتمرت علـــى مـــدى

است�احت االله العسكر�ة اإلسرائيل�ة سماء لبنان وارضها و�حرها وشـعبها ، لـ�س فقـط فـي الجنـوب بـل ي الدولة ككل او كان الهدف المبـدئى المعلـن هـو اسـتعادة الجنـديين االسـير�ن لكنـه سـرعان مـا تمـدد ف

وتشــعب فـــي محاولــة لفـــرض شـــروط س�اســ�ة تعتبـــر الواقـــع القــائم وتشـــكله �ـــارداة منفــرده �اطشـــه وفـــق مصــالحها ، وذلــك مــن خــالل العقــاب الجمــاعى للبنــان كدولــة وحكومــة وشــعب واعت�ارهــا مســئولة عــن وجــود حــزب هللا وعمل�اتــه ، ودفعهــا قســر�ا لنــزع ســالحه �مــا قــد يهــدد بنــذر العــوده لحــرب اهل�ــة جديــدة

30F٣.تهدد وحده لبنان ووفاته الوطنى وتزعزع اسس مستقبلة توقفـــت االعمـــال العســـكر�ة اإلســـرائيل�ة علـــى لبنـــان والتـــى انتهـــت ٢٠٠٦اغســـطس ١٤وفـــي

هــداف أ يــر مــن االطمئنــان ان المقاومــة اســقطت معظــم�انتصــار حــزب هللا حيــث �مكــن القــول �قــدر كبقدرتها الصـاروخ�ة العدوان اإلسرائيلى عليها وعلى لبنان وفي ذلك نصرا كبيرا لها حيث حافظت على

التـــى تطلـــع العـــدوان الـــى هـــدف تـــدميرها تـــدميرا كل�ـــا ، وحافظـــت علـــى ســـالحها التـــى اتـــت الحـــرب ن�ا�ـة عـن مجلـس االمـن ، ١٥٥٩ة العسـكر�ة وتنفيـذ القـرار اإلسرائيل�ة لتعلن عن نيتها فـي نزعـه �ـالقو

ومنعـــت إســـرائيل �صـــمود عســـكرى مـــذهل مـــن احـــتالل جنـــوب الل�طـــانى بهـــدف اخـــراج المقاومـــة مـــن الجنوب ، ثم احتفظت �الجنـديين االسـير�ن لـديها مسـقطة هـدف إسـرائيل فـي اسـتعادتهما مـن دون قيـد

. ۱۱٥، ص ۲۰۰٦اكتوبر ۱٦٦زكريا حسين ، ادارة إسرائيل للعمليات العسكرية في لبنان ، مجلة السياسة الدولية ، ع ۱ . ۱۰۰، ص ۲۰۰٦اكتوبر ۱٦٦ع : ، مجلة السياسة الدولية وليد الشيخ ، لبنان الخسائر االقتصادية واعادة االعمار ۲ .۷مرجع سابق ، المنظمة العربية لحقوق االنسان ، ص : انظر ۳

۲۲

�ها علـى لبنـان ان االهـداف التـى وضـعتها لعـدوانها او شرط ، وحـين اكتشـفت إسـرائيل فـي سـ�اق ضـر فاضــطرت الــى –�عــد ان فجأتهــا المقاومــة �صــمودها االســطورى حق�قــه أعلــى �كثيــر ممــا اســتطاعت ت

خفـض ســقف طموحهــا للقبـول �صــ�غة تشــكيل قــوة دول�ـة لالنتشــار فــي الجنـوب وعلــى الحــدود اللبنان�ــة 31F١.الفلسطين�ة

:في الحرب اإلسرائيل�ة على لبنان يل�ة للبيئةكات اإلسرائاالنتهاثان�ا ـ

�ستط�ع من يتمعن فـي قـراءه تـار�خ الحـروب والصـراعات منـذ القـدم وحتـى عصـرنا الحـال ان يخلـص الــى حق�قــة هامـة وهــى انــه فــي معظـم الحــروب والصــراعات كانــت البيئـة هــى الضــح�ة االولــى

سـكوت المـدافع وتوقـف الـه الحـرب واعـالن التى ال يلتفت اليها اى طـرف مـن اطـراف الصـراع ، ف�عـد المنتصر او المنكسر واسدال الستار على فصـل مسلسـل الصـراعات االنسـان�ة التـى لـ�س لهـا نها�ـة ،

. يبدأ االنسان في النظر حوله ليرى ما سببته الصراعات واوهام النصر وأحالم القوة من دمار بيئى د القانون الدولى االنسانى المتوافـق عليهـا نصـ�ا لقد استهان ج�ش الدفاع اإلسرائيلى �كل قواع

و عرف�ا واستخف �كل م�ادىء حقـوق االنسـان كمـا وثقتهـا الشـرعة الدول�ـة لحقـوق االنسـان فـي تعمـده . �مدفعيته و�ر�ته وطيرانه احداث دمار شامل في لبنان

بنـــان ، مـــع وف�مـــا يلـــى رصـــد الهـــم االنتهاكـــات البيئ�ـــة مـــن جـــراء العـــدوان اإلســـرائيلى علـــى ل :توض�ح للمبررات والدوافع اإلسرائيل�ة من استهداف تدمير البيئة اللبنان�ة

١. U التسرب النفطى وازمة بيئ�ة لبنان�ة:

فــي االول مــن اغســطس عــن قلقــه الشـــديد ) UNEP( اعــرب برنــامج االمــم المتحــدة للبيئــة اإلسـرائيلى لخزانـات الوقـود فـي �شأن التلوث النفطى الذى شهدته السواحل اللبنان�ة من جـراء القصـف

تـاثيرا خطيـرا م�اشـرا يوليـو ممـا اثـر ١٥، ١٣في جنـوب بيـروت فـي ) الج�ه ( محطة توليد الكهر�اء علــى المجتمعــات المحل�ــة لصــائدى االســماك وقطــاع الصــناعة وانتشــرت ال�قعــة النفط�ــة علــى الســاحل

الــف ١٥االف الــى ١٠ة الــى ان اكثــر مــن كــم ، وتشــير التقــار�ر االول�ــ ٨٠اللبنــانى وقــد بلــغ طولهــا 32F٢.طن من النفط الثقيل قد تسر�ت من الخزانات

، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، الطبعة) ۲۰۰٦ـ ۱۹۸۲( عبد االله بلقزيز ، حزب هللا من التحرير الى الردع ۱۲ http : ill www . 4eco . com / 2006 . 8 / post – 28 . html .

۲۳

ا�ضــا اكــدت منظمــة غــر�نب�س الناشــطة لحما�ــة البيئــة ان التســرب النفطــى فــي معمــل الج�ــه حيـث ان القصـف اإلسـرائيلى تسـبب : الحرارى تسبب �اكبر كارثة بيئ�ـة شـهدتها لبنـان علـى االطـالق

الـــف طـــن مـــن الوقـــود الـــى ال�حـــر المتوســـط وادت الر�ـــاح والت�ـــارات ١٥االف الـــى ١٠بتســـرب نحـــو ال�حر�ـــة الـــى انتشـــار جـــزء مـــن الوقـــود فـــي ال�حـــر وشـــماال علـــى طـــول الســـاحل اللبنـــانى وصـــوال الـــى

33F١.السواحل السور�ه المفــوض االورو�ــى المكلــف بجهــود احتــواء الضــرر ، انشــ�م " اكــد كــل مــن ســتافروس د�مــاس

لمــدير التنفيــذى لبرنــامج البيئــة التــا�ع لالمــم المتحــدة انهــا حق�قــة محزنــه ان تكــون البيئــة التــى ســتاينز اـــرز فيهـــا �شـــكل صـــارخ ال�قعـــة النفط�ـــة والخـــط الســـاحلى المتضـــرر ضـــح�ة ا�ضـــا مـــع مالهـــا مـــن تبانعكاســـات علـــي مصـــادر الـــرزق والصـــحة والتنم�ـــة االقتصـــاد�ة واألنظمـــة البيئ�ـــة ومصـــادر األســـماك

34F.احة والح�اة البر�ة المعرضة لخطر الفناء والس�

٢ ووفقا للمنظمة غير حكوم�ة البيئ�ة البنا�ة غرن�الين فأن صهار�ع الوقـود اطلعـت سماسـة مـن الهيروكر�ونــات العطر�ــة المتعــددة والــديوكين ومــواد دقائق�ــة وكلهــا �مكــن أن تســبب الســرطان ومشــاكل

35F٣.في جهاز التنفس ومشاكل هرمون�ة

٢. U36:تسرب النفطي علي الثروة السمك�ة تأثير الF٤

قالــت منظمــة الخضــر المعينــة �البيئ�ــة ان �عــض الــنقط قــد اســتقل فــي قــاع ال�حــر ممــا يهــدد المناطق التي تتكاثر فيها اسماك التونة ، وذكرت ا�ضا ان النقط اللزج المجتمع علي الشاطي سـ�منع

البيـوض ، وتعتبـر السـالحف الخضـراء السالحف الخضراء من الوصول الي م�اه ال�حر عندما تفقس والتـي تفقـس بيوضـها ، وتعتبـر السـالحف الخضـراء والتـى تفقـس بيوضـها فـي شـهر يوليـو مـن االنـواع المهــددة �ــاالنقراض ، واثــار برنــامج االمــم المتحــدة للبيئــة ان هــذا التســرب النفطــى �شــكل خطــرا علــى

ســيهدد مصــدر مع�شــة العديــد مـــن �عــض اصــناف الح�ــاة البر�ــة فــي حــوض ال�حـــر المتوســط ، كمــا .السكان �عد انتهاء األزمة المال�ة

وفي هذا الصدد تقوم االمم المتحدة وغيرهـا مـن المنظمـات المعينـة �البيئـة �مسـاعدة الحكومـة اللبنان�ة في محاولتها تطو�ق وازالـة االف االطنـان مـن الم�ـاه السـاحل�ة اللبنان�ـة وقـال المـدير التنفيـذى

۱ http : // www . arabenvironment . net / Arabic / archive / 2006 . 10 / 103163 . htm . ۲ http : // ara . amnesty . org / library / index / ARAMDI 8007 . 2006 ۳ http : // ara . amnesty . org / library / index / ARAMDI 8007 . 2006 www . 4eco . comانظر مرجع سابق ، ٤

۲٤

مــم المتحــدة للبيئـة ان الحكومــة اللبنان�ــة قـد طلبــت المســاعدة مـن االمــم المتحــدة ، ان االمــم لبرنـامج اال . المتحدة على استعداد لتقد�م كل المساعدة الممكنة

كما قامت عدد من الدول المتوسط�ة بتقد�م المعدات والخبراء للبنان لكـن وزارة البيئـة اللبنان�ـة حـد االدنـى مـن معـدات تجم�ـع الـنقط المتسـرب واجهـزة تطو�ـق و قالت ان مـا هـو متـوفر فعـال �مثـل ال

. كسح وشفط ال�قعة النقط�ة

٣. Uاستخدام إسرائيل االسلحة المحظورة الضارة �البيئةU :37F١

ـــ لــم تكتــف القــوات اإلســرائيل�ة بجــرائم اســتهداف المــدنيين وتــدمير :القنابــل العقود�ــة - أالبيئة فلجأت في الساعات االخيرة مـن الحـرب السـتخدام القنابـل العنقود�ـة المحظـورة

% ٩٠التى وفرتها لها الحكومة االمر�ك�ة ، فط�قا لتقر�ر عن االمم المتحدة اطلقـت ـــ ســاعة االخيــرة مــن العمل�ــات العســكر�ة عنــدما اصــ�ح قــرار ٧٢مــن القنابــل اثنــاء ال

وقف اطالق النار منظورا فـي االفـق ، وقـد حـدد مركـز االمـم المتحـدة لتنسـيق العمـل موقــع ضــر�ت �قنابــل تحتــوى علــى قرا�ــه ٤٠٠�شــأن االلغــام حتــى االن مــا يز�ــد عــن

قــد�م الخــرائط الــف قنبلــة غيــر منفجــره وطالبــت االمــم المتحــدة إســرائيل رســم�ا بت ١٠٠الخاصــة �المنــاطق التــى اســتهدفت �القنابــل العنقود�ــة اال انهــا امتنعــت ممــا يز�ــد مــن

.المخاطر التى تهدد ح�اة المدنيين وخصوصا االطفال

اكتــو�ر فــي دراســة ٢٨كشــفت صــح�فة االندبنــدنت البر�طان�ــة فــي : قنابــل اليورانيــوم - بها قنابــل إســرائيل�ة خــالل الحــرب اجراهــا علمــاء بر�طــانيون علــى عينــات لحفــر احــدثت

اثبتــت وجــود نشــاط اشــعاعى بنســ�ة مرتفعــة الــى اســتخدام اســلحة تحتــوى علــى مــادة .اليورانيوم

ـــ ا�ضــا اســتخدمت إســرائيل القنابــل الفســفور�ة ذات االخطــار علــى :القنابــل الفســفور�ة - ت

حقيـق الدول�ـة ان الكائنات الح�ة والبيئة الن�ات�ة والحيوان�ة ، وقد سـجل تقر�ـر لجنـة التاالســـلحة التـــى اســـتخدمها جـــ�ش الـــدفاع اإلســـرائيلى والتـــى قـــد تعتبـــر فـــي حـــد ذاتهـــا محظورة او انها اسـتعملت �طر�قـة عشـوائ�ة محظـورة مثـل القـذائف العنقود�ـة واسـلحة

. ٦٧، ص ١٦انظر ، مرجع سابق ، جرائم الحرب اإلسرائيل�ة خالل العدوان على لبنان ، ص ۱

۲٥

تعتمد على اليورانيوم المنضب واسلحة الفسفور االب�ض والمتفجرات المعدن�ة الكث�فـة ة ، مع التأكيد على ما تسب�ه من اصا�ات �الغه وتداع�ات جس�مة والمتفجرات الحارق

.طو�لة االمد على البيئة واالقتصاد واالعمار

:المبررات اإلسرائيل�ة الستخدام االسلحة المحظورة الضارة �البيئة ثالثا ـ

ـــذائف خـــالل تصـــر�ح المتحـــدث �اســـم الســـفارة ـــة اســـتخدام هـــذه الق ـــي البدا� انكـــرت إســـرائيل فإلسرائيل�ة في الوال�ات المتحدة لنيو�ورك تا�مز الذى اعتبرته �كل �ساطة انكارا شكل�ا كاذ�ـا ، ثـم عـاد ا

:مسؤلوها ل�قروا بهذا االستخدام ، وكان التبر�ر الذى استندت ال�ه الحكومة في ذلك

.ان هذه القنابل من االسلحة التقليد�ة غير المحظورة .١هللا �ه في مواجهة منصات اطالق الصـوار�خ التا�عـة لحـزبانها كانت اكثر االسلحة فعال .٢

بـل ان مسـئولى الحكومـة قـد سـلموا �ـان مـن اهـداف ، مان تدميرها وتحييد القائمين بهـالضهذا االستخدام منع محار�ى حزب هللا من العودة الـى هـذه القـرى �عـد وقـف اطـالق النـار ،

.�ة حيث ان مواقعهم موجودة داخل مناطق مدن�ة او زراع

ردا علــى ذلــك �مكــن القــول �انــه مــن المســلم �ــه ان القنابــل العنقود�ــة مــا زالــت حتــى االن مــن االســلحة غيــر المحظــورة ، ومــع ذلــك فانــه مــن المحظــور اســتخدامها �كثافــة و�صــورة عشــوائ�ة �ــالقرب

دن�ــة مـــع مــن المـــدنيين واالهــداف المدن�ـــة ، وال يتفــق االســـتخدام العشــوائى والمكثـــف فــي المنـــاطق المالتبر�ـــر الـــذى قدمتـــه الحكومـــة اإلســـرائيل�ة ، فحتـــى مـــع شـــرع�ة هـــذا الهـــدف العســـكرى يتضـــح انتهـــاك إســـرائيل لمبـــدأ التمييـــز بـــين المـــدنيين واالهـــداف العســـكر�ة ولمبـــدأ التناســـب ، ومـــن ثـــم فاســـتخدام هـــذه

ة بهـدف عرقلـة عـودة القنابل هو اغراق وتلغ�م مناطق شاسعة مأهولة �المدنيين �الـذخائر غيـر المنفجـر 38F١.المدنيين وتاخير البدء في اعادة اعمار لبنان الطول فترة ممكنة

ـــل الفســـفور�ة ـــق �القناب ـــذائف :امـــا ف�مـــا يتعل ـــدفاع اإلســـرائيلى ان ق ـــاطق �اســـم وزارة ال ـــر ن ـــ اق ـفسفور�ة استعملت في مهاجمة اهداف عسكر�ة �مناطق مفتوحة ، وزعم ان القـانون واالتفاقـات الدول�ـة ال تنص على حظر القنابل العنقود�ة وال اسلحة تؤدى الى االشتعال انما يدعو الى ضـ�ط اسـتخدامها

وز�ـر " �عقـوب ادرى " اى انه امر �ضرورة االلتزام بهذا الض�ط كحـد ادنـى ، وتـم تاييـد ذلـك بتصـر�ح 39F٢. �استخدام هذه القنابل في الهجمات التى استهدفت مواقع حزب هللا" الدولة الفلسطين�ة

. ۱۰۳ – ۱۰۲انظر ، المرجع السابق ، جرائم الحرب اإلسرائيلية خالل العدوان على لبنان ، ص ۱ . ۱۰۳المرجع السابق ، ص ۲

۲٦

فــي مواجهــة ذلــك يــذكران البروتوكــول الثالــث الملحــق �المعاهــدة الدول�ــة �شــأن حظــر �عــض قـــع عســـكر�ة اذا كانـــت �منـــاطق االســـلحة التقليد�ـــة �حظـــرا اســـتعمال القنابـــل الفســـفور�ة حتـــى ضـــد موا

.مدن�ةزام وعلى الرغم من عـدم توق�ـع إسـرائيل علـى هـذا البرتوكـول اال ان هـذا ال ينفـي ضـرورة االلتـ

. �العرف الدولى الذى ال �قر استخدام هذه القنابل لمخاطرها الشديدة وممــا ســبق �مكــن القــول �ــان تبر�ــر اســتخدام إســرائيل للقنابــل العنقود�ــة واليورانيــوم والفســفور�ة �انها غير محرمه او محظورة و�دعوى انها اكثر االسلحة فاعل�ة في مواجهة مواقع منصات صـوار�خ

ــم �قــدموا اى معلومــات تؤكــد ان اســتعمالها كــان حــزب هللا ، ل ــدفاع اإلســرائيلى ل كــن مســئولى جــ�ش ال 40F١.�مقتضى الضرورة العسكر�ة والتناسب العسكرى

وفقـا لملـف الحقـائق الصـادر عـن مكتـب تنسـيق الشـئون االنسـان�ة :دمير المنازل والقرى ت .٣

نى خــالل الهجــوم الــف منــزل مــد ١٥اغســطس جــرى تــدمير ١٦التــا�ع لالمــم المتحــدة فــي . اإلسرائيلى على لبنان

وارتكبت إسرائيل العديد مـن المجـازر الجماع�ـة ضـد المـدنيين واثنـاء تواجـدهم فـي منـازلهم او اثنــاء الهــروب مــن القصــف وكــان مــن اهــم المجــازر مجــزرة قانــا ، مجــزرة صــور ، مجــزرة صــر�فا ،

�عـــة لحـــزب هللا علـــى الـــرغم مـــن ان التقـــار�ر جـــاء تبر�ـــر ذلـــك �انهـــا منـــازل تاو . الـــخ ............... . والوسائل االعالن�ة لم تشر الى اى تواجد لحزب هللا في تلك المواقع

هـى مقـر المركـز االقل�مـى للحـزب " قانـا " وفي محاولـة لتبر�ـر مذ�حـة قانـا اكـدت إسـرائيل ان ـــادة و�هـــا مخزونـــات ضـــخمة مـــن االســـلحة ، كمـــا انهـــا مـــالذ االرهـــابين الفـــار�ن ، كمـــ ا ان مركـــز الق�

االقل�مى للحزب بها كان موقعـا لتخطـ�ط هجمـات عديـدة علـى إسـرائيل ، و�التـالى الهـدف مـن الهجـوم مركـزا سـكان�ا خطـرا لـم ١٥٠عليها هو الدفاع عـن المـواطنين اإلسـرائيلين حيـث واجهـوا فـي اكثـر مـن

ان االعالنــات االذاع�ــة �ســبق لــه ميثــل مــن القــذائف والهجمــات مــن منــاطق مثــل قانــا ، واشــارت الــىومنشــورات الطيــران اإلســرائيلى قبــل الهجــوم لتحــذير الســكان مــع اعتــزام توج�ــه ضــر�ة الــى حــزب هللا وذلــك حرصــا علــى ســالمتهم ، وانتهــت الــى ان قــرار النشــاط العســكرى فــي هــذه المنطقــة ثــم بنــاء علــى

41F٢.افتراض اخذ السكان لهذه التحذيرات ورحيلهم عن المكان

. ۱۰٤جع السابق ، ص انظر المر ۱ . ٥۲، ٥۱المرجع السابق ، ص ۲

۲۷

بق �مكن القول �ان الحكومة اإلسرائيل�ة لـم تـول اى اهتمـام �صـعوب انتقـال سـكان قانـا مما س .الى اماكن اخرى �سبب تدمير الطرق والجسور التى تنقل خارج القر�ة

برغم ان الطرقات والجسور تستخدم اساسا من جانب المـدنيين اال ان 42F١:الطرق والجسور .٤

�ة ، حيـــث ان القصـــف اإلســـرائيلى قـــد دمـــر زهـــاء الجـــ�ش اإلســـرائيلى اعلنهـــا اهـــدافا عســـكر جسرا ط�قـا الحصـائ�ات الحكومـة اللبنان�ـة وان ٨٠الف متر مر�ع من الطرق وقرا�ة ٢٠٠

جسـرا ، وقـدرت الحكومـة اللبنان�ـة االضـرار الواسـعة ١٢٠قدرها مجلس االنماء واالعمـار بــ من القصف وحدها �اكثر مـن التى لحقت �ش�كة النقل البرى خالل االساب�ع الثالثة االولى

يوليــو ١٤مليــون دوالر امر�كــى وفــي ب�ــان صــادر عــن جــ�ش الــدفاع اإلســرائيلى فــي ٣٠٠حيــث جــرى تبر�ــر قصــف الطرقــات والجســور �انهــا تســتخدم لنقــل االرهــابين واالســلحة الــى

.المنظمات االرهاب�ة التى تعمل انطالقا من االراضى اللبنان�ة ضد المدنيين في إسرائيل

وشـــاهد منـــدو�و منظمـــة العفـــو الدول�ـــة فـــي لبنـــان طرقـــا عديـــدة مصـــا�ه بـــذخائر موجهـــة بدقـــة .احدثت رؤوسها الحر��ة حفرا يتراوح عمقها بين ار�عة وخمسة امتار وعرضها حوالى س�عة امتار

وجــرى عمومــا بتر�ــر هــذه الحفــر �انهــا ضــرور�ة العاقــة حركــة مقــاتلى حــزب هللا ، لكــن فــي لـم تغلـق الحفـر الطرقـات ، النهـا كانـت الـى جانـب الطر�ـق ولـ�س فـي وسـطها ، وظـل اغلب االح�ـان

النقــل �الســ�ارات ممكنــا عبــر الق�ــادة ب�ســاطة حــول الحفــر ، رغــم انهــا اعاقــت مــرور الشــاحنات التــى . كانت تحمل مؤن ومساعدات

حقـت �الجسـور وحذرت منظمة االغذ�ة والزراعة التا�عة المم المتحـدة مـن ان االضـرار التـى ل" ازمـة غـذاء كبـرى " والطرقات عطلت سلسلة تور�ـد االغذ�ـة فـي لبنـان ، حيـث فتحـت المجـال لنشـوء

اغســطس ٤عنــدما قطــع ســالح الجــو اإلســرائيلى الطر�ــق المهــم االخيــر الــذى يــر�ط لبنــان �ســور�ه فــي " الحبـل السـرى " طنا من مواد االغاثة وقطع مـا اسـمته االمـم المتحـدة ١٥٠اوقف قافلة كانت تحمل وقالــت إســرائيل انهــا دمــرت الجســور علــى طــول الطر�ــق الســاحلى الرئ�ســى . المــدادات المســاعدات

. الممتد من الشمال الى الجنوب لمنع سور�ا من اعادة تسل�ح حزب هللا

تعرضت جم�ع مطارات لبنان للهجوم ، �عضها �صورة متكررة �مـا فيهـا مطـار :المطارات .٥، وكان مطار بيروت احد األهداف األولى التى ضر�ت اذ حول اول هجوم بيروت الدولى

جـــوى خزانـــات الوقـــود فـــي المطـــار الـــى كتـــل نار�ـــة ، بينمـــا تركـــت موجـــه ثان�ـــة حفـــرا فـــي

۱ www . amensty . org 1 library

۲۸

المـــدرجات الثالثـــة الرئ�ســـ�ة ، و�ينمـــا لـــم تتعـــرض المرافـــق المركز�ـــة �مـــا فيهـــا بـــرج المراق�ـــة مــل و�عــد يــومين وفقــا لشــ�كة ســى ان ان ففــي للقصــف اال ان المطــار �ــات غيــر صــالح للع

صفقه غير معتادة ساعدت الوال�ات المتحدة على التوسط فيها اعيد اصـالح احـد مـدرجات مطــار بيــروت مــده كاف�ــه ســمحت لســت طــائرات ـ علــى مــتن احــداها رئــ�س وزراء لبنــان

رج �عـد ذلـك السابق نجيب م�قانى ـ �ـاالقالع ، وسـرعان مـا قصـفت القـوات اإلسـرائيل�ة المـدمليــون ٥٥يوليــو بـــ ٣١مــره اخــرى ، وقــدرت الحكومــة اللبنان�ــة تكلفــه االضــرار اعت�ــارا مــن

43F١.دوالر امر�كى

وقــد بــررت إســرائيل قصــف المطــارات و�صــفه خاصــة مطــار بيــروت �انــه �مثــل محطــة لنقــل

سـير�ن خـارج الـ�الد ، االسلحة والبن�ة التحت�ة التى �ستخدمها حزب هللا ، و�امكان�ة اسـتخدامه لنقـل االيوليــو الــى ان الهجمــات تشــكل جــزءا مــن ١٤ا�ضــا اشــار ب�ــان اصــدره جــ�ش الــدفاع اإلســرائيلى فــي

الس�اســة الرام�ــة الــى جعــل الحكومــة اللبنان�ــة �شــكل صــارخ قــرار مجلــس االمــن الــذى يــدعو مــن جملــة ى نتحمـل المسـئول�ة كاملـة عـن امور الى ا�عاد منظمة حزب هللا االرهاب�ـة عـن الحـدود اللبنان�ـة و�التـال

44F٢.الوضع الراهن

ومما سبق �مكن القول �ان المبررات التى قدمها اإلسرائيلين ال تتوافق مع الشروط المسـتلزمة للهجــوم النــه ال�ضــم اى دليــل علــى االســتخدام الحــالى او الوشــ�ك للمطــار فــي نقــل اســلحة او جنــود ،

يتعلـق �االسـير�ن مـع االضـرار الالحقـة للمـدنيين حيـث فضال عن عدم تناسب المنفعـة العسـكر�ة ف�مـا . �منع الكثير�ن منهم من امكان�ة الفرار من منطقة القتال و�حرم ال�اقيين من تلقى المؤن والمعونات

تعرضت مرافق الكهر�اء ، ومحطات الوقـود الضـرار واسـعة ، :الكهر�اء وامدادات الوقود .٦محطة وقـود ٢٥عا للوقود تدميرا كامال ، وتعرضت مستود ٢٠فقد تم تدمير ما ال�قل عن

واتضــح ذلــك فــي ب�ــان صــادر عــن جــ�ش الــدفاع " للتــدمير او الحقــت بهــا اضــرار فادحــه يوليـــو �ـــان القـــوات الجو�ـــة وال�حر�ـــة التا�عـــة لجـــ�ش الـــدفاع اإلســـرائيلى ١٤اإلســـرائيلى فـــي

ق اكبـر االضــرار هاجمـت محطـات بنــز�ن فـي جنــوب لبنـان فــي اطـار الجهــد الهـادف اللحــا 45F٣.�البن�ة التحت�ة اللبنان�ة التى تعمل على مساعدة االنشطة االرهاب�ة

.انظر المرجع السابق ، منظمة العفو الدولية ۱ ۹۱مرجع سابق ، المنظمة العربية لحقوق اإلنسان ، ص ۲ . ۲۷المرجع السابق ، ص ۳

۲۹

ومن ثم فهذا �شكل انتهاك جس�م ألحكام القانون الدولى االنسانى حيـث تقـدر تكلفـة االضـرار ماليبـــين دوالر امر�كـــى ، فضـــال عـــن االضـــرار الفادحـــه ٢٠٨التـــى ألحقـــت �قطـــاع الكهر�ـــاء �حـــوالى

محطــات امــدادات الوقــود والتــى ادى قصــفها الــى اضــرار بيئ�ــة واســعة خاصــة كارثــة التســرب لضــربالنفطى السابق االشارة اليها ، فضال عـن ان ان�عـاث ثنـائى الفينيـل المكلـور المتعـدد فـي الهـواء نتيجـة

ز قصف المحوالت ت�قـى تاثيراتـه ثابتـه فـي الجسـم لـدى استنشـاقه ممـا �سـبب السـرطان وامـراض الجهـا .التنفسى

دمرت اال�ار وانابيب الم�ـاه وصـهار�ج تخـز�ن الم�ـاه ومرافـق معالجـة الم�ـاه :مرافق الم�اه .٧

في شتى أنحاء جنوب لبنان ، كما تعطلت ش�كة الم�اه في ال�الد �أسرها ألن أنابيب الم�اه الممتــدة تحــت الطرقــات تعرضــت ألضــرار واســعة عنــدما قصــفت الطرقــات القائمــة فوقهــا ،

مليــون ٧٠درت الحكومــة اللبنان�ــة تكلفــة األضــرار التــى لحقــت �مرافــق الم�ــاه �ــأكثر مــن وقــ .أغسطس ٨دوالر اعت�ارا من

وقد أدى تدمير مرافق الم�اه الى أحداث خطر شديد من خالل انتشار االمراض حيث انعـدام

االمـر صـعو�ة القصـف الماء النظيف مما يهدد ح�اة الناس في جنوب لبنـان خـالل القتـال ، وممـا زاد 46F١.اإلسرائيلى للطرقات والجسور مما منع وصول امدادات الم�اه من خارج المنطقة

ـــ�الد الضـــرار �الغـــة نتيجـــة :المستشـــف�ات .٨ ـــدة مـــن ال تعرضـــت المستشـــف�ات فـــي اجـــزاء عدي

القصف وخاصة في الجنوب ولكن التهديد الرئ�سـى السـتمرار عملهـا كـان سـب�ه نقـص الوقـود طرقــــات والحصــــار المتواصــــل ، واشــــارت تقــــديرات وزارة الصــــحة اللبنان�ــــة الــــى ان وتــــدمير ال

أغسـطس �سـبب انعـدام ١٢من مستشف�ات ال�الد توقفت عن العمل اعت�ارا من % ٦٠حوالى الوقود وتعرضـت أحـد المستشـف�ات التـى زعمـت إسـرائيل أنـه مقـر لق�ـادة حـزب هللا الـى هجـوم

دوز اإلسرائيلى على متن مروح�ات و�مسـاندة الطـائرات أغسطس هاجم الكومان ٢م�اشر ففي المقاتلــة وطــائرات التجســس ، مستشــفي الحكمــة فــي �عل�ــك التــى تقــع فــي شــرق ســهل ال�قــاع ، وقال الج�س اإلسرائيلى انه اسر خمسة مـن أعضـاء حـزب هللا بيـد انـه وفقـا للسـكان المحليـين

دهم ، وقــال ب�ــان صــادر عــن جــ�ش فــان الرجــال لــم يؤســروا فــي المستشــفي بــل فــي منــزل أحــتــــم االســــت�الء علــــى اســــلحة واجهــــزة حاســــوب ووســــائل تخــــز�ن فــــي " الــــدفاع اإلســــرائيلى انــــه

۱ www.amnesty.org

۳۰

الحاســـوب تا�عـــة لحـــزب هللا ، وكم�ـــة كبيـــرة مـــن المـــواد االســـتخ�ارت�ه الحيو�ـــة ، وقتـــل عشـــرة 47F١.ارهابيين خالل العمل�ة واسر خمسة اخرون من جانب القوات اإلسرائيل�ة

اشـارت منظمـة العفـو الدول�ـة الـى :اجمة محطات األذاعة والتل�فز�ون وهوائ�ات االرسال مه .٩

اســــتهداف عــــدة هوائ�ــــات ارســــال تســــتخدمها محطــــات التل�فز�ــــون واالذاعــــة اللبنان�ــــة وتشــــمل رغــم عــدم صــلة أى منهــا LBC، والمؤسســة اللبنان�ــة لالرســال N.TVتل�فز�ــون المســتقبل ،

انــب تل�فز�ــون المنــار التــا�ع لحــزب هللا ، وفــي كــل هــذه الحــاالت كــان �حــزب هللا ، هــذا الــى جالتدمير شامال وكامال اخذ في طر�قة فـي �عـض الحـاالت هوائ�ـات الهـاتف الخلـوى فـي لبنـان

. وسبب خسائر في األرواح

وقــد بــرر جــ�ش الــدفاع اإلســرائيلى ذلــك �ــان تل�فز�ــون المنــار شــكل علــى مــدى ســنوات عديــدة

الرئ�ســـ�ة لبـــث الدعا�ـــة والتحـــر�ض مـــن جانـــب حـــزب هللا ، كـــذلك ســـاعد علـــى تجنيـــد الحـــزب االدارة الشخاص في صفوفه ، و�عمل حزب هللا دون ازعـاج مـن داخـل لبنـان ، و�شـكل تهديـدا ارهاب�ـا شـديدا لشـــعب إســـرائيل وجنـــود جـــ�ش الـــدفاع اإلســـرائيلى ، وقـــال مســـئول جـــ�ش الـــدفاع اإلســـرائيلى لمنـــدو�ى

عفــو الدول�ــة ان المنــار �ســتخدم مــن اجــل االتصــاالت العســكر�ة لكنــه لــم �قــدم اى دليــل لــدعم منظمــة ال .هذا الزعم عندما سئل

وحق�قة ان تل�فز�ون المنار يبـث دعا�ـة تسـاند هجمـات حـزب هللا ضـد إسـرائيل ال تجعلـه هـدفا اال اذا كـــان " العســـكرى اســـهاما فعـــاال فـــي العمـــل " عســـكر�ا مشـــروعا وال �مكـــن االعت�ـــار �أنـــه �قـــدم

�ستخدم بوضوح لنقل أوامـر الـى مقـاتلى حـزب هللا أو ألغـراض عسـكر�ة اخـرى واضـحة وحتـى عنـدها ين�غى على إسرائيل اتخاذ االحت�اطات الالزمة عند مهاجمته واخت�ار طر�قة تهدف الـى تجنـب الحـاق

رى التــى اســتهدفتها كانــت تــؤدى األذى �المــدنيين ، ا�ضــا لــم �قــدم إســرائيل مــزاعم �ــأن المحطــات االخــ 48F٢.مهاما عسكر�ة

أ�ضا استهدفت إسرائيل الموانئ ال�حر�ة اللبنان�ة ، كمـا لـم تسـلم المصـانع والشـركات الخاصـة في شتى انحاء ال�الد من الهجوم ، وامتدت الهجمات اإلسـرائيل�ة لتطـال الحقـول الزراع�ـة والمحاصـيل

. هكتارات من ال�ساتين والحقول الزراع�ة مما ادى الى تدمير االف ال

ايضا انظر تقرير منظمة العفو الدولية عن الحرب اإلسرائيلية ۹۳لحزب اإلسرائيلى خالل العدوان على لبنان ، ص مرجع سابق ، جرائم ا ۱

.على لبنان .www.amnesty.org، ۹۳انظر كل من ، المنظمة العربية لحقوق االنسان ، ص ۲

۳۱

ومما سبق �مكن القول �أن الحرب اإلسرائيل�ة على لبنـان قـد احـدثت دمـارا علـى كافـة االصـعده سـواء تدمير البن�ة التحت�ة للدولة اللبنان�ة من طـرق وجسـور ـ محطـات االذاعـة والتل�فز�ـون ـ امـدادات الوقـود

.مستشف�ات ـ هدم المنازل والم�انى وغيرها والكهر�اء ـ تدمير مرافق الم�اه ـ ضرب ال�اإلضــافة إلــى مــا أحدثــه ذلــك مــن آثــار تدمير�ــة علــى البيئــة متمثلــة فــي التلــوث ال�حــري إثــر التســرب النفطــي الــذي حــدث مــن جــراء القصــف اإلســرائيلي لخزانــات الوقــود فــي محطــة كهر�ــاء الج�ــه

سبب من ان�عاث ثنائى الفينيل المكلـور المتعـدد مما اثر على الثروة السمك�ة وعلى ح�اة االنسان لما �فـــي الهـــواء الـــذى يت�قـــى لـــدى استنشـــاقه ثابتـــا فـــي الجســـم و�ســـبب الســـرطان فضـــال عـــن تـــأثير قصـــف مصــانع الزجــاج وال�الســت�ك فــي ان�عــاث مــواد ك�ماو�ــة وكلــور�ن �حتمــل ان تكــون اثــرت علــى مليــونى

. شخص �ة من جـراء الحـرب اإلسـرائيل�ه علـى لبنـان اشـارت ا�ضا في اطار الحديث عن االضرار البيئ

ان الغ�ـار واالن�عاثـات الك�ماو�ـة الصـادرة .. منظمة غـر�نب�س لحما�ـة البيئـة ى تقار�رهـا حـول الحـرب من الم�انى المدمرة ادت الى تلوث الهواء والتر�ة ، كما ان المصانع التـى تعرضـت للقصـف اصـدرت

صـانع علــى مـواد مكلــوره و�السـت�ك�ة يــؤدى احتراقهـا الــى ان�عــاث ان�عاثـات ك�ماو�ــة ، حيـث تحتــوى الممرك�ـــات الديوكســـين والتيـــوترات المكلـــورة والهيـــدروكر�ونات وهـــى مـــواد محترقـــة تســـبب مشـــكالت فـــي

.التنفس وعديد من األمراض �الغة الخطورة جماتهـا ومما سبق �مكن القول �أنه على الـرغم مـن المبـررات التـى صـاغتها إسـرائيل لتبر�ـر ه

المدمرة على لبنان اال انها قامت �اعمـال تمثـل انتهاكـا لم�ـادئ القـانون الـدولى االنسـانى حيـث هـدفت . للق�ام �أعمال منهج�ة تهدف الى الحاق اضرار �الغة �البيئة والبن�ة التحت�ة

۳۲

الم�حث الثالث ى لبنانللبيئة أثناء الحرب علالمسئول�ة الدول�ة عن االنتهاكات اإلسرائيل�ة

علـــى ضـــوء مـــا ســـبق مـــن ب�ـــان للقواعـــد العامـــة ذات الصـــلة �حما�ـــة البيئـــة الطب�ع�ـــة أثنـــاء النزاعات المسلحة، و�استعراض الوقائع الخاصة �االنتهاكات اإلسرائيل�ة للقانون الدولي اإلنساني إ�ـان

لقانون�ـة التـي ، يهدف هذا الم�حث من الدراسـة إلـى ب�ـان الك�ف�ـة ا٢٠٠٦حر�ها على لبنان في صيف �مكـــن مـــن خاللهـــا تحر�ـــك دعـــوى المســـئول�ة الدول�ـــة إلســـرائيل �شـــأن انتهاكهـــا لقواعـــد القـــانون الـــدولي

وذلــك، عبــر تقســ�م هــذا الم�حــث إلــى محــور�ن . اإلنســاني �شــأن حما�ــة البيئــة أثنــاء النزاعــات المســلحةائيل�ة للبيئــة أثنــاء الحــرب علــى اثنــين، �عــرض أولهمــا، ألنــواع المســئول�ة الدول�ــة عــن االنتهاكــات اإلســر .، وذلك، على النحو التاليلبنان، أما المحور الثاني، ف�عرض آلل�ات إنفاذ هذه المسئول�ة الدول�ة

دفاعــا ولبنــان هــ ىإســرائيل �ــأن عمل�اتهــا األخيــرة فــ �ــهتدعأن مــا وتجــدر اإلشــارة، بدا�ــة، إلــى هذه المـادة تؤكـد علـى ف غير صح�ح ،مم المتحدة ،من ميثاق األ ٥١وتطب�قا للمادة عن النفس شرع�ا

عن النفس وهي وقـوع هجـوم ضـدها أو أن �عتبر ما تقوم �ه دولة ما دفاعا اممارسات مستقرة �موجبهأن الهجـوم المسـلح ٢٠٠٤كمـا أضـافت محكمـة العـدل الدول�ـة عـام هذا الهجوم على وشـك الحـدوث،

.عن النفس ال �عتبر دفاعا إسرائيلقوم �ه تما نإيجب أن تقوم �ه دولة ول�س جماعة و�ذلك فلـ�س تقيـ�م مشـروع�ة هـذه م�حـثال ااإلشارة إلى أن محور إهتمام هذ ، ين�غيوفى هذا الس�اق

اسـتعراض للمسـئول�ة الدول�ـة تجـاه إسـرائيل �شـأن انتهاكهـا لألحكـام العامـة الخاصـة الحرب، وانمـا هـو ، والتـى سـبق التوضـ�ح بهـا ٢٠٠٦خيـرة علـى لبنـان فـي صـيف �حما�ة البيئة الطب�ع�ة أثنـاء حر�هـا األ

.فى الجزء الثانى من الدراسةعلى لبنان قد مثـل إنتهاكـا صـارخا لاللتزامـات الخاصـة ىأن الهجوم اإلسرائيل ف�ه الشكفمما

ي حيـث أنـه قـد ثبـت فـ القانون الدولى اإلنسانى،قواعد �حما�ة البيئة أثناء النزاعات المسلحة في ضوءومـن هـذه ،أثنـاء هـذه الحـرب الجـرائم المعروفـة بجـرائم حـرب المتعلقـة �البيئـة حقها ارتكابها للعديد مـن

:االنتهاكات ما يليإلحــــاق تــــدمير واســــع النطــــاق �الممتلكــــات واالســــت�الء عليهــــا دون أن تكــــون هنــــاك ضــــرورة -١

.عسكر�ة تبرر ذلك و�المخالفة للقانون و�طر�قة عابثة .ضد مواقع مدن�ة، أى المواقع التى ال تشكل أهدافا عسكر�ة تعمد توج�ه هجمات -٢تعمــد شــن هجــوم مــع العلــم �ــأن هــذا الهجــوم س�ســفر عــن خســائر ت�ع�ــة فــى األرواح أو عــن -٣

إصــا�ات بــين المــدنيين أو عــن إلحــاق أضــرار مدن�ــة أو إحــداث ضــرر واســع النطــاق وطو�ــل

۳۳

لق�ــاس إلــى مجمــل المكاســب العســكر�ة األجــل وشــديد للبيئــة الطب�ع�ــة �كــون إفراطــه واضــحا �ا .المتوقعة الملموسة الم�اشرة

مهاجمـــة أو قصـــف المـــدن أو القـــرى أو المســـاكن أو الم�ـــانى العـــزل التـــى ال تكـــون أهـــدافا -٤

.عسكر�ة �أ�ة وسيلة كانت

الدين�ــة أو التعل�م�ــة أو الفن�ــة أو تعمــد توج�ــه هجمــات ضــد الم�ــاني المخصصــة لألغــراض -٥والمستشف�ات وأماكن تجمع المرضـى والجرحـى شـر�طة ير�ة، واآلثار التار�خ�ة،العلم�ة أو الخ .عسكر�ة أال تكون أهدافا

حكمهـا مـن السـوائل إستخدام الغازات الخانقة أو السامة أو غيرها مـن الغـازات وجم�ـع مـا فـى -٦ .أو المواد أو األجهزة

عتهـا أضـرارا زائـدة أو آالمـا ال أسـاليب حر��ـة تسـبب �طب� سـتخدام أسـلحة أو قـذائف أو مـوادأإ -٧�طب�عتهـا �المخالفـة للقــانون الـدولي للمنازعـات المسـلحة، �شــرط لـزوم لهـا، أو تكـون عشـوائ�ة

.والقذائف والمواد واألساليب الحر��ة موضع حظر شامل أن تكون هذه األسلحةفـــراد مـــن الم�ـــانى والمـــواد والوحـــدات الطب�ـــة ووســـائل النقـــل واأل تعمـــد توج�ـــه هجمـــات ضـــد -٨

.المميزة المبينة فى اتفاق�ات جنيف ط�قا للقانون الدولى مستعملى الشعارات

وكــــل ذلــــك ممــــا �قطــــع �انتهــــاك إســــرائيل الفــــج والصــــارخ والمنهجــــي ألحكــــام القــــانون الــــدولي

ـــاء النزاعـــات المســـلحة ـــة البيئـــة الطب�ع�ـــة أثن ـــى ذلـــك، نعكـــف فـــي هـــذا . اإلنســـاني الخاصـــة �حما� وعل .إلسرائيل عن ارتكاب هذه االنتهاكاتدراسة على تحليل المسئول�ة الدول�ة الم�حث من ال

هـذه االنتهاكـات يـتم فـى ضـوء نـوعين وفى هذا الصدد يتعين اإلشارة إلى أن محور مالحقـةالمسئول�ة المدن�ة، وهى كمـا سـيتم العـرض الحقـا مرت�طـة �مسـئول�ة من المسئول�ة الدول�ة، األول وهو

أمـا الثـانى، فهـو المسـئول�ة الجنائ�ـة وهـى هنـا . ن االنتهاكـات البيئ�ـة فـى صـدد العـدوانالدولة ذاتهـا عـالجرائم أى كان موقعهم أو منصبهم ، أو أولئك الذين أمروا �ارتكاب مثل هذه ترت�ط �األفراد المرتكبين

. العسكرى

:المسئول�ة المدن�ةأوال ـ دولــــة مــــا �ــــأداء تعــــو�ض مــــادى أو معنــــوى نتيجــــة وتعنــــى المســــئول�ة المدن�ــــة الدول�ــــة، إلــــزام

إلرتكابها �صفتها أو ارتكاب أحد أشخاصها بإسمها فعال غير مشروع فى القانون الدولى، ترتب عل�ـه والفعــل غيــر المشــروع �كــون نتيجــة إخــالل الدولــة . ضــرر مــادى أو معنــوى لدولــة أخــرى أو لرعا�اهــا

۳٤

والقــانون الــدولى �حــدد الفعــل الضــار �أنــه هــو الــذى يخــرق المشــكو منهــا بــإحترام واج�اتهــا القانون�ــة، 49F١ .قاعدة قانون�ة عرف�ة أو إتفاق�ة

وال تقوم المسئول�ة المدن�ة فقـط علـى أسـاس فكـرة الخطـأ بـل تقـوم أ�ضـا علـى أفكـار تسـاندها، وهــى فكــرة التســبب فــى الضــرر �فعــل �عــد إنحرافــا عــن الســلوك الــدولى المعتــاد وفكــرة الضــمان، وفكــرة

تحمل الت�عة، وفكرة الجزاء فى القانون الدولى، وفكرة اإلثراء �ـال سـبب، وم�ـادئ العدالـة والتـى تقضـى . كـان مصـدرها وظـروف إرتكابهـا ة عن األضرار التى لحقـت بهـا أ�ـا �ضرورة تعو�ض الدولة المتضرر

العــادل عــن وهــى مصــادر احت�اط�ــة للمســئول�ة المدن�ــة الدول�ــة يجــرى علــى أساســها تقــدير التعــو�ض 50F٢.الضرر الحادث عند عدم تحقق شروط الخطأ أو عند عدم ثبوته

و�ترتــب علــى ق�ــام المســئول�ة القانون�ــة قبــل الدولــة إلتزامهــا بإصــالح الضــرر الــذى أحدثتــه أو تسببت فى حدوثه، واصالح الضرر قد �كون بإعادة الحال إلى ما كانت عل�ه، فإن لم �كـن ذلـك دفـع

اذا لم تتوصـل الـدولتان المعنيتـان إلـى اإلتفـاق علـى وجـوب التعـو�ض أو علـى و . تعو�ض نقدى مالئم 51F٣.قدرة تعين عليهما عرض األمر على التحك�م أو القضاء الدولى ل�فصل ف�ه

: اآلل�ات المتاحة للمطال�ة �التعو�ضاتثان�ا ـ

لفعـــل غيـــر ا(�الحـــظ أن مســـئول�ة دولـــة إســـرائيل ثابتـــة مـــن خـــالل تـــوافر عناصـــر المســـئول�ة ؛ وفــى هــذا ...)المشــروع، الضــرر، والصــلة الســبب�ة مــا بــين الفعــل غيــر المشــروع، وعنصــر الضــرر

عل�ه محكمة العدل الدول�ة الدائمة الصدد فإن كل ضرر �قابله موجب للتعو�ض عنه، وهذا ما أكدت

(ICPJ )١٩٢٨سـبتمبر /لأيلـو ١٣فى قرارها الصادر بتـار�خ ، السا�قة لمحكمة العدل الدول�ة، والتى : " قـد أرسـت مبـدأ المسـئول�ة والتعـو�ض، حيـث جـاء ف�ـه ،Usine de Chorzow " "جراء قض�ة

ــا عامــا، أن كــل خــرق لتعاقــد مــا يتضــمن إنــه �شــكل مبــدأ مــن م�ــادئ القــانون الــدولى، مفهومــا قانون�التــي (ILC) " لجنــة القــانون الــدولى" مــن مشــروع مــواد ٣١وكــذلك المــادة ". موجــب التعــو�ض

الدولة المسئولة، �قتضـى بهـا أن تقـوم �ـالتعو�ض عـن كامـل الضـرر النـاتج عـن الفعـل " أوضحت أن ."غير المشروع الدولى

يا، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن، الطبعة األولى، ليب(، "قضايا معاصرة فى القانون الدولى العام"عمر دمحم المحمودى، - ۱

.۹٦، ۹۲: ، ص)۱۹۸۹ .۱۰۲: المرجع السابق، ص - ۲ .۱۰۱، ۱۰۰:المرجع السابق، ص - ۳

۳٥

لبنـان، إال أن األمـر يتطلـب �ناء عل�ه، تتحمل إسرائيل مسئول�ة أعمالها غيـر المشـروعة فـىو أفعالهــا غيــر المشــروعة المخالفــة للقــانون نك�ف�ــة إلــزام إســرائيل علــى الق�ــام �موج�اتهــا للتعــو�ض عــ

52F١.الدولىيتحمـل مسـؤول�ة "مـن البروتوكـول األول أن كـل طـرف مـن أطـراف النــزاع ٩١وتوضح المادة

�كـون "وت�عا لذلك ". عن جم�ع األفعال التي يرتكبها األشخاص الذي �شكلون جزءا من قواته المسلحةت أو هذا البروتوكول، إذا اقتضى الحال، مسـئوال عـن دفـع طرف النـزاع الذى ينتهك نصوص االتفاق�ا

".تعو�ضوتخلص دراسة القانون اإلنساني الـدولي العرفـى التـى أعـدتها اللجنـة الدول�ـة للصـليب األحمـر

الدولــة المســئولة عــن انتهاكــات القــانون اإلنســاني الــدولي ملزمــة بتقــد�م : "إلــى أن ١٥٠فــي القاعــدة ." ائر أو اإلصا�ات التى تسببت بهاتعو�ضات كاملة عن الخس

واضــافة إلــى ذلــك، تكــرس الم�ــادئ األساســ�ة واإلرشــادات الخاصــة �حــق ضــحا�ا االنتهاكــات ـــدولي التـــي اعتمـــدتها ـــانون اإلنســـاني ال الصـــارخة للقـــانون اإلنســـاني الـــدولي واالنتهاكـــات الخطيـــرة للق

كـــانون /د�ســـمبر ١٦الصـــادر فـــى ٦٠/١٤٧القـــرار ( ٢٠٠٥الجمع�ـــة العـــام لألمـــم المتحـــدة فـــى العـــام في سبيل انتصاف وتعو�ض تكـرس واجـب الـدول فـي تقـد�م سـبل انتصـاف فعالـة، �مـا ) ٢٠٠٥األول

و�حــدد هــذا الصــك األشــكال المناســ�ة للتعــو�ض �مــا فيهــا فــي . فــي ذلــك تقــد�م تعــو�ض إلــى الضــحا�ا 53F٢.ء وضمان عدم التكرار، رد الحقوق والتعو�ض المادى والتأهيل والرضا٢٣إلى ١٩الم�ادئ من

: المسئول�ة الجنائ�ة ثالثا ـ وتعنـــى المســـئول�ة الجنائ�ـــة الدول�ـــة �ـــالتزام المعتـــدى �الخضـــوع للعقـــاب الـــذى �قـــرره القـــانون

غير أنه فى حال التحقق من قصـد الن�ـة والتعمـد فإنـه فـى . الجنائى الدولى نتيجة للخطأ الذى ارتك�هوفــى هــذا الســ�اق �مكــن تصــنيف اآلل�ــات . ســئول�ة فــى تجــاه هــؤالء األفــرادهــذا الحــال تــزداد ت�ع�ــة الم

:محور�ن ، إلىالطب�ع�ة البيئة ة على االنتهاكات اإلسرائيل�ة ضد القانون�ة المترت�

١. Uاآلل�ات الوطن�ة: ونعنى بذلك، محاكمة مجرمى الحرب اإلسرائيليين أمام المحـاكم الوطن�ـة للـدول األطـراف فـى

.الرا�عة و�روتوكولها األولإتفاق�ة جنيف

.، مرجع سابقأنطونيوس فاروق أبوكسم - ۱ المدنيون يتكبدون ويالت الحرب،: هجمات غير متناسبة على اإلطالق - ۲ http://ara.amnesty.org/library/print/ARAMDE020332006 ،۲/٤/۲۰۰۷.

۳٦

من إتفاق�ة جنيف الرا�عة التزامات على الـدول األطـراف منهـا أن تتخـذ ١٤٦رتبت المادة فقد إجــراءات تشــر�ع�ة لفــرض عقو�ــات فعالــة علــى األشــخاص الــذين �قترفــون أو �ــأمرون بــإقتراف إحــدى

�مالحقــة المتهمــين بــإقتراف مثــل هــذه كمــا وتلتــزم الــدول المتعاقــدة . المخالفــات الجســ�مة لهــذه اإلتفاق�ــةوللــدول األطــراف . المخالفــات الجســ�مة، أو األمــر بإقترافهــا و�تقــد�مهم للمحاكمــة أ�ــا كانــت جنســيتهم

أ�ضــا وط�قــا ألحكــام تشــر�ع�ة أن تســلمهم إلــى طــرف متعاقــد أخــر لمحــاكمتهم، مــا دامــت تتــوفر لــدى .اصالطرف المذكور أدلة اتهام كاف�ة ضد هؤالء األشخ

و�مــــا أن إســــرائيل طــــرف فــــى إتفاق�ــــة جنيــــف الرا�عــــة، فإنــــه �مكــــن مالحقــــة مجرمــــى الحــــرب ــــدول اإلســــرائيليين ســــواء الجنــــود أو القــــادة اآلمــــر�ن بــــإقتراف جــــرائم حــــرب أمــــام المحــــاكم الوطن�ــــة للاألعضــاء فــى اتفاق�ــة جنيــف الرا�عــة، وفــى هــذا الصــدد تســتط�ع الــدول العر��ــة األطــراف فــى اتفاق�ــة

ف الرا�عــة أن تتخــذ إجــراءات تشــر�ع�ة لوضــع وال�ــة جنائ�ــة علــى جــرائم الحــرب اإلســرائيل�ة خــالل جنيــمن اتفاق�ة جنيف الرا�عة، كما �مكن فحص قوانين ) ٢٦(، وفقا لنص المادة ٢٠٠٦حر�ها على لبنان

را�عـة الدول األطراف خاصة تلك التـى تسـمح �محاكمـة مرتكبـى المخالفـات الجسـ�مة التفاق�ـة جنيـف ال .�غض النظر عن جنسيتهم

أمـــام المحـــاكم الوطن�ـــة للـــدول األعضـــاء فـــى نغيـــر أن مالحقـــة مجرمـــى الحـــرب اإلســـرائيلييـــف لعـــام ـــة جني ـــادة ١٩٤٩اتفاق� ـــة ضـــد الق ـــة الكاف� ـــى إعـــداد االتهـــام واألدل ـــة األول ـــب فـــى المرحل يتطل

والتــى تــم عرضــها –ة فــى لبنــان اإلســرائليين والجنــود المتــورطين �ارتكــاب اإلنتهاكــات الجســ�مة �البيئــ 54F١.حتى تتمكن هذه المحاكم من الشروع فى إجراءات المحاكمة -فى السابق

وهكــذا نشــير إلــى أنــه �النســ�ة للمحــاكم الوطن�ــة، فــ�مكن مقاضــاة المســئولين عــن هــذه الجــرائم لحــرب أمامهــا، خاصــة أن اتفاق�ــات جنيــف قــد نصــت علــى التــزام الــدول �ال�حــث عــن مرتكبــى جــرائم ا

وتقــد�مهم للمحاكمــة، و�جــوز أن تقــوم بــذلك المحــاكم صــاح�ة االختصــاص اإلقل�مــى التــى وقعــت فــى إقل�مها تلك الجرائم، إلى جانب المحاكم ذات اإلختصاص العالمى التى أجازت قـوانين دولهـا محاكمـة

د كانـت بلج�كـا مرتكبى �عـض الجـرائم الدول�ـة أمامهـا، أ�ـا كـان موقـع الجر�مـة أو جنسـ�ة مرتكبيهـا، وقـ55F. من الدول الرائدة فى هذا المجال

٢ و�اإلضــافة إلــى مــا ســبق، يجــوز إلســرائيل ذاتهــا بــل عليهــا التــزام فــى ذلــك ســواء كــان األمــر

�اعت�ارها دولة طرف فى اتفاق�ات جنيف، أو بإعت�ار أن جرائم البيئة هذه تمثـل انتهاكـا لعـرف دولـى ـ أمــام محاكمهــا الوطن�ــة، ووفقــا للقضــاء الــوطنى اإلســرائيلى فــى أن تحــاكم المســئولين عــن هــذه الجــرائم

.محاكمها

، "۲۰۰۲-۲۰۰۰سبتمبر (منذ انتفاضة األقصى ۱۹٤۹إنتهاكات إسرائيل إلتفاقية جنيف الرابعة لعام "فضل عصام ربحى المزينى، - ۱

.۳٦۸:، ص)۲۰۰٤القاهرة، كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية، (الماجستير فى العلوم السياسية، رسالة مقدمة لنيل درجة .۹۳، ۹۲: ، ص۲۰۰٦، أكتوبر )۱٦٦(، السياسة الدولية، العدد"مغالطات إسرائيلية..حق الدفاع الشرعى"رشا حمدى ، - ۲

۳۷

٢. Uاآلل�ات الدول�ة:

:وتنقسم هذه اآلل�ات بدورها إلى محور�ن فرعيين، وهما كالتالي :المحاكم الخاصةU .أ

و�قصد بذلك تشكيل محكمة مجرمى حرب خاصة �مجرمى الحرب اإلسرائيليين �موجـب قـرار فقــد أصــ�حت القواعــد التــى أرســتها األنظمــة األساســ�ة لمحاكمــة مجرمــى . دولىمــن مجلــس األمــن الــ

الحــرب فــى يوغســالف�ا الســا�قة ومحكمــة مجرمــى الحــرب فــى روانــدا قواعــد أساســ�ة وثابتــة فــى القــانون الدولى اإلنسانى، خاصة أنها جاءت عمال �الفصل السـا�ع مـن ميثـاق األمـم المتحـدة بإعت�ـار أن هـذه

56F١.األمن والسلم الدوليين الجرائم تهددوفى هذا الصد، يتعين القول، وكمـا سـ�قت اإلشـارة فـي الم�حـث األول مـن هـذه الدراسـة، إلـى

أن جرائم اإلضرار �البيئة �اعت�ارها تهدد االستقرار ١٩٩٢أن مجلس األمن قد أشار فى ب�ان له عام م الدوليين، ممـا �عنـي إمكان�ـة اسـتناد في الم�ادين األ�كولوج�ة تعد صورة من صور تهديد األمن والسل

المجلس الدولي لهذا الب�ـان لمالحقـة مرتكبـي جـرائم الحـرب اإلسـرائيل�ة ضـد البيئـة أثنـاء العـدوان علـى لبنــان علــى اعت�ــار أن هــذه الجــرائم تمثــل تهديــدا للســلم واألمــن الــدوليين، ومــن ثــم تتطلــب تــدخال مــن

يـــر إعمـــال أحكـــام الفصـــل الســـا�ع مـــن الميثـــاق فـــي هـــذا جانـــب مجلـــس األمـــن، بـــل وفـــي التحليـــل األخولكن، تجدر اإلشارة، أ�ضا، أنه من الصعب تحقق هذا التصـور عمل�ـا نظـرا للفيتـو األمر�كـي . الشأن

ووقوف الوال�ات المتحدة األمر�ك�ـة ضـد أ�ـة محـاوالت لفـرض عقو�ـات علـى إسـرائيل النتهاكهـا لقواعـد .وأحكام القانون الدولي اإلنساني في هذا الخصوص القانون الدولي عموما، وقواعد

وقبــل أن �قــرر مجلــس األمــن إنشــاء محكمــة دول�ــة، عــادة مــا يلجــأ أمــين عــام األمــم المتحــدة

تحقيــق دول�ــة إل�فــاد لجنــة لتقصــى الحقــائق، وفــى حــال جد�ــة المعط�ــات يــتم اللجــوء إلــى تكليــف لجنــةات�عـت مـؤخرا حيـث �ـة إت�عـت فـى السـلفادور، كمـا�موجب قـرار صـادر عـن مجلـس األمـن، وهـذه اآلل

فـى " لجنـة تقصـى حقـائق " عن مجلـس األمـن الـذى يرحـب بــ ٢٠٠٢بتار�خ ١٤٠٥صدر القرار رقم ـــين الفلســـطينيين فـــى الضـــفة "جنـــين" مجـــزرة مخـــ�م ـــة للالجئ وهـــذا مـــا �مكـــن أن �صـــدر 57F٢ .الغر��

.٢٠٠٦ة على لبنان جرائم انتهاك البيئة فى الحرب اإلسرائيل� �صدد

.۳٦۹: المرجع السابق، ص - ۱ .ابق، مرجع سأنطونيوس فاروق أبوكسم - ۲

۳۸

وجدير �الذكر أن ق�ام المحاكم الجنائ�ة الدول�ـة �قـوم علـى مقاضـاة ومعاق�ـة األفـراد ال الـدول، القـانون �قاضى و�عاقب اإلسـرائيليون مرتكبـو الجـرائم ول�سـت دولـة العـدو اإلسـرائيلى فـى مفهـوم و�ذلك

58F.لها معنو�ا عقا�االدولى، إال أن هذه المحاكمات الناشئة عن المقاضاة تشكل

١ غير أنه يثار التساؤل من الناح�ة العمل�ة هـل �مكـن تشـكيل محكمـة خاصـة لمجرمـى الحـرب اإلسرائيليين فى ظل تركي�ة مجلس األمن الدولى، وموقـف الوال�ـات المتحـدة المنحـاز إلسـرائيل، �مكـن

ت التى اسـتخدمتها الوال�ـات القول أن اإلجا�ة فى هذه المرحلة هى �النفى، و�تضح ذلك فى عدد المرا .المتحدة إل�طال قرارات مجلس األمن التى تدين االنتهاكات اإلسرائيل�ة

:المحكمة الجنائ�ة الدول�ةU .ب

فط�قـــا و�قصـــد بـــذلك محاكمـــة مجرمـــى الحـــرب اإلســـرائيليين أمـــام المحكمـــة الجنائ�ـــة الدول�ـــة، هجـوم مـع العلـم �ـأن هـذا الهجـوم تعمـد شـن " لنظام روما األساسى، والتـى تعتبـر ) ٤(ب) ٢(٨للمادة

س�سفر عن خسائر ت�ع�ة فـي األرواح أو عـن إصـا�ات بـين المـدنيين أو عـن إلحـاق أضـرار مدن�ـة أو عن إحداث ضـرر واسـع النطـاق وطو�ـل األجـل وشـديد للبيئـة الطب�ع�ـة �كـون إفراطـه واضـحا �الق�ـاس

.جر�مة حرب 59F٢،"�اشرةإلى مجمل المكاسب العسكر�ة المتوقعة الملموسة المكـانون األول مـن ٣١إسرائيل على النظام األساسى للمحكمـة الجنائ�ـة الدول�ـة فـى وقد وقعت

غيـــر أنـــه تجـــدر اإلشـــارة فـــى هـــذا الصـــدد إلـــى أن عـــدم . ، ولـــم تصـــادق عل�ـــه حتـــى اآلن٢٠٠٠عـــام ئوليتها الدول�ـة عـن تلـك إنضمام دولة إسرائيل إلى اتفاق�ة إنشاء المحكمة الجنائ�ة الدول�ة، ال ينفى مسـ

فجم�ـع األفعـال المتقدمـة أضـحت مجرمـة دول�ـا لـ�س فقـط لإلتفاق�ـات الدول�ـة السـار�ة وهـو مـا . الجرائم�ســـمى القـــانون التعاهـــدي، بـــل أ�ضـــا وفقـــا لقواعـــد القـــانون الـــدولى العرفـــى الملـــزم والـــذى تحـــرم قواعـــده

سئول�ة الدول�ة على الدول التى تقترفهـا والمسـئول�ة المستقرة ارتكاب مثل تلك الجرائم الدول�ة وترتب المالجنائ�ــة الفرد�ــة لألشــخاص المســئولين عــن ارتكابهــا ســواء كــانوا مــن ذوى الســلطة أم مــن األشــخاص

إضـــافة إلـــى ذلـــك، فـــإن تلـــك الجـــرائم ال تســـقط �التقـــادم، ومـــن ثـــم �ظـــل مقترفوهـــا معرضـــين . العـــاديين 60F٣.منهاللمحاكمة الجنائ�ة حتى تثبت براءتهم

.المرجع السابق - ۱، http://www1.umn.edu/humanrts/arab/icc.html، جامعة منيسوتا، نظام روما األساسي للمحكمة الجنائية الدولية - ۲

۱۰/٤/۲۰۰۷. .۷۹:، ص)۲۰۰۱القاهرة، مركز الدراسات السياسية واالستراتيجية، (، "نيةالمحكمة الجنائية الدولية والسيادة الوط"عادل ماجد، - ۳، اتفاقية عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتكبة ضد اإلنسانيةانظر : لمزيد من التفاصيل -

c.org/web/ara/siteara0.nsf/htmlall/62sgjl?opendocumenthttp://www.icr ،۲/٥/۲۰۰۷.

۳۹

و�الحظ أنه فـى مـا خـص المحكمـة الجنائ�ـة الدول�ـة فهـى مختصـة �مالحقـة مجرمـى الحـرب، ارتكبـوا اللبنان�ـة أن تتقـدم أمامهـا �شـكوى ضـد قـادة إسـرائيل المـدنيين والعسـكر�ين الـذين و�مكـن للدولـة

ه لوال�ـة تلـك فبإمكانه أن يخضع نفس ومع أن لبنان لم �صادق على هذا النظام. جرائم حرب فى لبنانعلـى أرضـه، عبـر ب�ـان موجـه إليهـا �علـن ف�ـه التـزام المحكمـة �النسـ�ة إلـى الجـرائم اإلسـرائيل�ة الواقعـة

وفــى هــذه الحالــة �عــود للمــدعى العــام أن �قــرر . مــن نظــام المحكمــة ٣الفقــرة ١٢التعــاون وفقــا للمــادة 61Fالمالحقة أو عدمها

١. من نظام روما، أن �حيل ١٣من المادة " ب"للفقرة األمن الدولى وفقا أ�ضا، �ستط�ع مجلس

أ�ة قض�ة تنطوى على جر�مـة أو جـرائم نـص عليهـا نظـام رومـا فـى مادتـه مدعى عام المحكمة إلى

األمــن وتجــدر اإلشــارة أن مجلــس. الخامســة، وذلــك وفقــا للفصــل الســا�ع مــن ميثــاق األمــم المتحــدةأ�ـة قضـ�ة إلـى المعطـاة لـه فـى نظـام رومـا، لـه أن �حيـلالـدولى و�موجـب هـذه الصـالح�ة االسـتثنائ�ة

.مدعى عام المحكمةونشير فى هذا الصدد إلى أن مجلس األمن قد استعمل صالحيته هذه مرة واحدة حتى اآلن،

إلــى ٢٠٠٥مــارس /آذار ٣١تــار�خ ١٥٩٣عنــدما أحــال مســألة دارفــور فــى الســودان �موجــب القــرار

مع اإلشارة إلى أن دولة السودان ل�ست منضـمة . أوكمبو-مور�نومدعى عام المحكمة القاضى لو�س قبـل مجلـس األمـن �عـد أن كـان األمـين العـام لألمـم المتحـدة لنظام روما؛ وقد جاءت هـذه الخطـوة مـن

، ٢٠٠٤أكتـو�ر مـن العـام /لجنة تحقيق دول�ة حول قض�ة دارفور فى تشر�ن األول كوفى أنان قد أنشأ �عـد أن أنهـت ٢٠٠٥ينـاير /هـا إلـى مجلـس األمـن الـدولى فـى كـانون الثـانىتقـدمت بتقر�ر وكانـت قـد

62F٢.مهمتهاعــن الجــرائم نوهكــذا ت�قــى تلــك المحكمــة أداة مســتقبل�ة لمحاكمــة مجرمــى الحــرب اإلســرائيليي

الالحقة لنفاذ النظام �الرغم من معوقات المحاكمة الكثيرة التى تضمنها النظام مثـل إرجـاء التحقيـق أو شــهرا بنــاء علــى طلــب مجلــس األمــن �قــرار �صــدر عــن المجلــس �موجــب الفصــل ١٢ة لمــدة المحاكمــ

مــن النظــام األساســى ١٦المــادة (و�مكــن للمجلــس تحديــد المــدة ألكثــر مــن مــرة . الســا�ع مــن الميثــاق ).١٩٩٨للمحكمة الجنائ�ة الدول�ة لعام

، عنوانها المقاومة القانونية للعدوان، مجلة الجيش إسرائيلورشة وطنية لتوثيق جرائم : تريز منصور، لبنان - ۱

my.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=12402http://www.lebar ،۱/٥/۲۰۰۷. .مرجع سابق، وس فاروق أبوكسمأنطوني - ۲

٤۰

قائمة المراجع

:أوال ـ الوثائق

.١٩٤٥ ميثاق األمم المتحدة .١ .١٩٦٦العهد الدولي للحقوق االقتصاد�ة واالجتماع�ة والثقاف�ة .٢ .١٩٠٧اتفاق�ة الهاي لعام .٣ .١٩٤٩اتفاق�ة جنيف الرا�عة �شأن حما�ة المدنيين لعام .٤ .١٩٧٧البروتوكول اإلضافي األول التفاق�ات جنيف لعام .٥ .١٩٩٨لنظام األساسي للمحكمة الجنائ�ة الدول�ة لعام ا .٦ .١٩٦٨ دم تقادم جرائم الحرب والجرائم المرتك�ة ضد اإلنسان�ةاتفاق�ة ع .٧

:ثانيا ـ الكتب

: ، األمــم المتحــدة فــي ظــل التحــوالت الراهنــة فــي النظــام الــدولي، القــاهرة)محــرر(حســن نافعــة .١

.١٩٩٤جامعة القاهرة، مركز ال�حوث والدراسات الس�اس�ة، دراسـة ألهـم أحكـام اتفاق�ـة األمـم المتحـدة : رصالح الدين عامر، القانون الدولي الجديـد لل�حـا .٢

.١٩٨٣دار النهضة العر��ة، : ، القاهرة١٩٨٢لقانون ال�حار لعام مركـز الدراسـات الس�اسـ�ة :، القـاهرة"المحكمة الجنائ�ة الدول�ـة والسـ�ادة الوطن�ـة"عادل ماجد، .٣

.٢٠٠١، �األهرام واالستراتيج�ةالحـرب العر��ـة اإلسـرائيل�ة السادسـة الط�عـة : تصـار ، فجر االن) محرر ( عبد القادر �اسين .٤

.٢٠٠٦االولى ، القاهرة ، ، مركـز دراسـات ) ٢٠٠٦ـ ١٩٨٢( بـد االلـه بلقز�ـز ، حـزب هللا مـن التحر�ـر الـى الـردع ع .٥

.ن.، دبيروت : لبنان الوحدة العر��ة ،الـــدار الجماهير�ـــة :، ليب�ـــا"قضـــا�ا معاصـــرة فـــى القـــانون الـــدولى العـــام"عمـــر دمحم المحمـــودى، .٦

.١٩٨٩للنشر والتوز�ع واإلعالن، الط�عة األولى، دار المســتقبل العر�ــي، : ، دراســات فــي القــانون الــدولي اإلنســاني، القــاهرة)مقــدم(مفيــد شــهاب .٧

.٢٠٠٠الط�عة األولى، العر��ـة لحقـوق المنظمـة: القـاهرةنـان ، بجرائم الحرب اإلسرائيل�ة خالل العدوان على لــــــــــــــــــــــ، .٨

.٢٠٠٦االنسان ،د�سمبر

٤۱

:ثالثا ـ الدوريات

الجوانـب القانون�ـة والتنظ�م�ـة، الس�اسـة الدول�ـة، العـدد : أحمد الرشيدي، الحما�ة الدول�ة للبيئـة .١ .١٩٩٢، أكتو�ر ١١٠

حمد عبد الون�س شتا، الحما�ة الدول�ة للبيئة في أوقات النزاعـات المسـلحة، المجلـة المصـر�ة أ .٢ .١٩٩٦انون الدولي، المجلد الثاني والخمسون، للق

، ١١٠األ�عــاد القانون�ــة الدول�ــة، الس�اســة الدول�ــة، العــدد : إبــراه�م دمحم العنــاني، البيئــة والتنم�ــة .٣ .١٩٩٢أكتو�ر

، ١٦٦، الس�اســـة الدول�ـــة، العـــدد"مغالطـــات إســـرائيل�ة..حـــق الـــدفاع الشـــرعى"رشـــا حمـــدى ، .٤ .٢٠٠٦أكتو�ر

١٦٦دارة إسرائيل للعمل�ات العسكر�ة في لبنان ، مجلة الس�اسـة الدول�ـة ، ع زكر�ا حسين ، ا .٥ .٢٠٠٦اكتو�ر

، الس�اســة الدول�ــة، "دور األمــم المتحــدة " عط�ــة حســين أفنــدي، اإلدارة الدول�ــة لقضــا�ا البيئــة .٦ .١٩٩٢، أكتو�ر ١١٠العدد

١٦٦ع : الس�اسـة الدول�ـة وليد الشيخ ، لبنـان الخسـائر االقتصـاد�ة واعـادة االعمـار ، مجلـة .٧ .٢٠٠٦اكتو�ر

: ـ الرسائل رابعا

منـــذ ١٩٤٩إنتهاكـــات إســـرائيل إلتفاق�ـــة جنيـــف الرا�عـــة لعـــام "فضـــل عصـــام ر�حـــى المز�نـــى، .١

، رســـالة مقدمـــة لنيـــل درجـــة الماجســـتير فـــى ") ٢٠٠٢ -٢٠٠٠ســـبتمبر (انتفاضـــة األقصـــى .٢٠٠٤م الس�اس�ة، كل�ة اإلقتصاد والعلو :العلوم الس�اس�ة، القاهرة

هشــام دمحم �شــير دمحم الصــادق بنــداري، حما�ــة البيئــة فــي اتفاق�ــات منظمــة التجــارة العالم�ــة، .٢ .٢٠٠٥كل�ة االقتصاد والعلوم الس�اس�ة، : رسالة ماجستير، جامعة القاهرة

:خامسا ـ مصادر أخرى

لخطـــاب أيهـــود توظيـــف الخطـــاب الس�اســـي فـــي الحـــرب النفســـ�ة دراســـة " حســـام حســـن دمحم، .١

، ورقـة مقدمـة إلـى المـؤتمر السـنوى لمركـز ال�حـوث "٢٠٠٦أولمرت في الحـرب علـي لبنـان -تـداع�ات الحـرب اإلسـرائيل�ة"والدراسات الس�اس�ة �كل�ـة اإلقتصـاد والعلـوم الس�اسـ�ة، �عنـوان

"".اللبنان�ة على مستقبل الشرق األوسط

٤۲

، فــى "عامــل مــر كــزى فــى المواجهــة مــع حــزب هللالجبهــة الداخل�ــة اإلســرائيل�ة ك"مئيــر إلــران، .٢، وحـــدة الدراســـات "٢٠٠٦يوليـــو /رؤى إســـرائيل�ة إســـتراتيج�ة حـــول حـــرب لبنـــان الثان�ـــة تمـــوز"

.٢٠٠٦بر اإلسرائيل�ة، مركز دراسات الشرق األوسط، د�سم

:سادسا ـ مواقع اإلنترنت

1. http://www.icrc.org/web/ara/siteara0.nsf/htmlall/62sgjl?opendocument

2. http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=12402 3. http://www.lebarmy.gov.lb/article.asp?ln=ar&id=12959 4. http://www1.umn.edu/humanrts/arab/icc.html 5. http://ara.amnesty.org/library/index/ARAMDI8007 6. http://www.4eco.com/2006.8/post–28.html 7. http://www.arabenvironment.net/Arabic/archive/2006.10/10316

3.htm 8. http://ara.amnesty.org/library/print/ARAMDE020332006