احلواس ،فه و أكث ر وضوحا ً وإقناعاً ،ويشًت ك في و معظ م...

13
1 1.0 قدمة ال من اهختلفةهعا اء، حيث عرضناستقرا ا ية أرسطواقشة نظر من إيضاحها ع نشأة الستقراء، فقد أما الث استخدم فيها- ستقراء لفظ ا. ستقراءد قيل بأن اء تاما أو حدسيا، فقستقران اء كا سوا و مفهوما ىذا النحو على- ره اسقدعتبان اهمكن ا يكون م . اه مقدمة وكن ثليلها ط امجة الت فليس بنم نتيجة. لزئيات وجميناتميع من ا ىاثل سوى اعد الصحة اهنطقية، وضع لقو فات، و د إدراك ع فهو ىرستقراء يلعب ية أرسطو يثبت أن ا تقييم نظررفة، ومع ىذا، فإن اهعوصول إهدف ال الذىنا ة يقومبي تريعلميةب اهعرفة ال كتسا ا دورا. 2.0 اء عند أرسطوستقر امة الستقراءن استخدم كل أول م ىو ولباحثذ أن أرسطو يذكر كثد من ا. وإن كان بعضهم يرى أنستقراءد تقدم عليو بذكر اطون ق أف. ستخدامد أن يتعلمو بال هن أراستقراء سه سطو يرى أن ا وكان أر إقامة وفعاليةياس أكثر قوة أن القنما يعتلناس، بيعظم اشجك فيو م ، وي وإقناعا ضوحا أكثر و امواس، فهوكليم العل ال. 2.1 اء عند أرسطوستقرفهوم ا م

Transcript of احلواس ،فه و أكث ر وضوحا ً وإقناعاً ،ويشًت ك في و معظ م...

1

قدمة 1.0 م ال

أما نشأة الستقراء، فقد مت إيضاحها عرب مناقشة نظرية أرسطو يف االستقراء، حيث عرضنا ادلعان ادلختلفة

مفهوما – وسواء كان االستقراء تاما أو حدسيا، فقد قيل بأن االستقراء . لفظ االستقراء- فيها– اليت استخدم

فليس بنمط احلجة الىت ديكن حتليلها اذل مقدمة و . ال يكون من ادلمكن اعتباره اسقدالال- على ىذا النحو

فهو رلرد إدراك عالفات، وال خيضع لقواعد الصحة ادلنطقية، وال ديثل سوى رلاميع من اجلزئيات وختمينات . نتيجة

جتريبية يقوم هبا الذىن هبدف الوصول إذل ادلعرفة، ومع ىذا، فإن تقييم نظرية أرسطو يثبت أن االستقراء يلعب

. دورا يف اكتساب ادلعرفة العلمية

االستقراء عند أرسطو 2.0

وإن كان بعضهم يرى أن . يذكر كثَت من الباحثُت أن أرسطوو ىو أول من استخدم كلمة الستقراء

وكان أرسطو يرى أن االستقراء سهل دلن أراد أن يتعلمو باستخدام . أفالطون قد تقدم عليو بذكر االستقراء

احلواس، فهو أكثر وضوحاً وإقناعاً، ويشًتك فيو معظم الناس، بينما يعترب أن القياس أكثر قوة وفعالية يف إقامة

. العلم الكلي

مفهوم االستقراء عند أرسطو2.1

2

: كان أرسطو يطلق االستقراء، ويريد بو أحد أمرين

.االنتقال من اجلزئي إذل الكلي -

(برىان كلي)إيراد األمثلة الدالة على صدة نتيجة عامة -

أنواع االستقراء عند أرسطو 2.2

: لقد ذكر أرسطو ثالثة أنواع من االستقراء يف مواضع متفرقة من كتبو

.، أو اإلحصائي، أو الصورياالستقراء التام -1

.، أو احلدسي، أو التعميمياالستقراء الناقص -2

. وسيأأ بيان ادلراد هبذين النوعُت مفصالً

نشأة االستقراء الناقص 2.3

حيث وجهوا (ادلنطق الصوري)نشأ االستقراء التقليدي يف بداية عصر النهضة كردة فعل لالستدالل القياسي

. إذل القياس األرسطي نقدين أساسيُت

أن مقدمات القياس مقدمات كلية، دائماً ما نقًتض صدقها، وتكون يف الواقع ليست كذلك، فال يتأتى - أ

.صدق ادلقدمات إال إذا كانت جزئية مطابقة للواقع

.أن نتيجة القياس صادقة ضرورة، مع أنو ال صلة ذلا بالواقع - ب

نتيجة القياس ليس فيها علم جديد، ألهنا متضمنة يف ادلقدمة الكربى، ولكن معارفنا لن تتقدم إال إذا كنا - ت

.نصل إذل ما كان رلهواًل لدينا من قبل

3

. وىذا النقد يتوجو لالستقراء التام، ألنو من القياس

نريد استدالاًل مقدماتو جزئية، ومطابقة للواقع، ونريد نتيجة تتضمن علما جديداً، وىذا ىو : وباختصار

. ، وىو ادلنهج التجرييب(التقليدي)االستقراء الناقص

. مهمة االستقراء الناقص، ودعائمو العلمية

قوام العلم ))ال شك أن االستقراء ىو الذي يساعد على تطور العلوم، وىو الذي ديثل قوام العلم، فإن

إمنا يتمثل يف الربط بُت حقائق جزئية متناثرة، وصياغتها يف قوانُت عامة يستعان هبا على التنبؤ مبا عساه أن

(. (دعامة من دعائم ادلعرفة العلمية: وبعبارة أخرى فإن التعميم ىو. يقع يف حالة ظروف معينة

: دعائم ادلعرفة العلمية اليت يوفرىا االستقراء

.التعميم - أ

ثبات الصدق، فإنو ال يكفي للقضية العلمية أن تكون صادقة اآلن، أو يف ظروف معينة، قائمة، بل ال - ب

.بد أن يالزمها الصدق يف كل احلاالت ادلماثلة اليت حتدث مستقبالً

فجوىر التنبؤ ىو أن تتحقق نفس الظاىرة حُت تتوفر ذلا نفس الشروط يف أي مكان . ادلقدرة على التنبؤ - ت

.وزمان

االستقراء الجدلي3.0

ويقوم على أساس استقراء مجيع اآلراء اليت قيلت حول ادلسألة اليت ىي موضوع البحث، مث استنتاج كل

التنائج اليت يؤدي إليها كل رأي من ىذه اآلراء، مث مقارنة ىذه النتائج بعضها ببعض، ومقارنة ىذه النتائج حبقائق

. يقينية مسلم هبا

4

فاالستقراء اجلدرل ىو طريقة حبث يف اآلراء ادلتعارضة، واستخدام ما ىو مسلم بو لدى الناس مجيعاً، وما

. ىو مشهور بينهم، من أجل حتديد ماىيات األشياء اليت يستطيع الناظر أن يكمل ما حصل فيها من نقص

وىذه األنواع وإن كان أرسطو قد ذكرىا مفرقة يف كتبو، إال أن األمر الذي اىتم بو وأفاض فيو ىو القياس

الصوري، مبباحثو ادلعروفة، وأما االستقراء فلم يناقشو بتلك الدرجة اليت نراىا يف نظرية القياس عنده، وذلك راجع

إذل نظرتو ادلنطقية للكلي، فهو يرى أنو أشرف وأمسى من اجلزئي، وعلى ىذا جرى ادلناطقة الصوريُت بعد

. أرسطو

وأما مناطقة العصر احلديث فكان أكرب اىتمامهم باالستقراء ومشكالتو، ووجهوا نقدىم للقياس

األرسطي، ولالستقراء التام الذي رأوا أنو ىو القياس الذي حتدث عنو أرسطو، وقرروا أن االستقراء الذي حيتاجو

. (االستقراء التام)العلم لتطوره مغاير ذلذا الذي اىتم بو أرسطو

االستقراء الحدسي 4.0

. (فقط" استقراء: "جونسون، وىو ما يشَت إليو أرسطو باستخدام كلمة: ىذه التسمية وضعا)

كان يرى أن . العلمية اليت بواسطتها ندرك أن مثاًل جزئياً دليل على صدق تعميم ما: عرفو أرسطو بأنو: تعريفة

. ىذا االستقراء يوصلنا إذل حقائق ضرورية حبدس عقلي

، والقضية الضرورية ىي الواضحة (القياس الذي مقدماتو ضرورية)ذكره أرسطو حُت حديثو عن الربىان

(أوذل)كان يرى أن ىناك موضوعات . (جواىر أوذل)بذاهتا واليت ال حتتاج إلثبات، فكان يرى وجود حدود أول

. (كجنس األجناس)وزلموالت ال ديكن أن تكون موضوعات . (كاسم العلم)ال ديكن أن تكون زلموالت

. واألطراف الوسطى بينها متناىية

5

فهذه ادلوضوعات األوذل ىي مقدمة للتسليم مبقدمات أوذل صلزم بصدقها دون برىان، فالربىان عليها

. مستحيل، فال بد أن تبدأ ادلعرفة من مقدمات أوذل، وىذه ادلعرفة نصل إليها باالستقراء احلدسي

: ممثًال

، فهذا زلال، بل نفهم العالقة (اإلحصاء التام)كل ملوَّن شلتد، ال ديكن أن نصل إليها باستقراء ادللونات -

. الضرورية بُت اللون واالمتداد

ىذه القضية ليست مشتقة من خربة حسية، بل من تأمل الوردتُت، . الوردة احلمراء الفاقعة أدكن من القرمزية-

كل لون أمحر فاقع أدكن من كل لون قرمزي، فهذه القضية تسمى قضية : فإذا خرجنا من ىذا ادلثال لقضية عامة

. ضرورية تصدق على الورد وغَته، وإمنا وصلنا ذلذه القضية باإلدراك احلدسي

، ندرك وذلك بال برىان، بل بإدراك (اخل..، األبيض ليس بأسود٢+١=٣، ٢<٣)وذلذا االستقراء أمثلة كثَتة

. مباشر وحبدس، ويف ىذه القضايا يكفي مثال واحد، وكل قضايا احلساب واذلندسة من ىذا النوع

. (المبدأ الحدسي) تمييز بين الواقائع، والمبادئ 5.0

. القلم أمحر: مثال الواقائع

. ال بد أن يكون لو لون، وال يكون أمحر وأصفر يف وقت واحد (أي قلم)القلم : مثال ادلبادئ

. االستقراء احلدسي يدل على ادلبادئ ال الوقائع

6

االستقراء عند الشافعي 6.0

مث اليت . ىي اليت تعرف بالواضع القواعد اإلستقراء ( م ٨٢٠-٧٦٧/ى٢٠٤-١٥٠ )الفقهاء الشافعية

األول، القواعد اخلصوصية اليت تستعمل الشافعي ألمت : ىذه احلقيقة مبٍت على اعتباريتُت. تعرف بالقواعد البياين

والثاين، توجد جتديد الرأي الشافعي من القول القدمي إذل قول جديد الذي مبٍت : ادلسألة عن احليض واإلستحاضة

. على التجربة من الثقافة

تأسيس الشاطبي لثستقراء 7.0

فإن انتقاد الشاطيب الصريح لنظرية احلد، وعدم تقيده هبا، وارتقائو باالستقراء إذل إمكانية إفادة اليقُت،

فقد رفض الشاطيب منذ . حىت ولو كان ناقصا، خيالف ذلك االدعاء، إن دل نعتربه نقدا صرحيا دلا فعلو الغزارل

إدخال أي مسألة من ادلسائل العلمية اليت ليست ىي من صلب علم أصول الفقو ضمن (ادلقدمة اخلامسة)البداية

االلتزام باحلدود (ادلقدمة السادسة)مباحثو، ومنها بطبيهة احلال ادلباحث ادلنطقية، كما أنو رفض يف ادلقدمة التالية

خاصة فيما يتعلق -ادلنطقية ألهنا من جهة ال تليق بعامة الناس والشريعة إمنا جاءت لعامة الناس، والتأليف فيها

جيب أن يسَت على فهم اجلمهور، ومن جهة أخرى ألن ادلناطقة أنفسهم اعًتفوا بأن وضع التعريفات -بالتعريفات

على مقتضيات نظرية احلد يف ادلنطق أمر متعسر إن دل يكن متعذرا، ومن مث فهو يرى أن بذل اجلهد يف مثل ذلك

. األمر تكلف وطلب دلا ال ينبغي طلبو

وواضح من أسلوب الشاطيب أنو دل متقيدا تاما مبدلوالت ادلصطلحات ادلنطقية كما ىو احلال عند الغزارل،

ويف الوقت نفسو دل تكن لو حساسية مفرطة ضد ادلنطق حبيث يرفضو رفضا تاما، بل إنو يستخدم االستدالالت

7

وادلصطلحات ادلنطقية يف كثَت من ادلواقع من كتابو، وليس ذلك فشال منو يف تطبيق نظرتو إذل نظرية احلد، بل ألنو

أمر ال مفّك منو، حيث أن ادلنطق ليس شرا، بل فيو ما يعُت على التفكَت واالستدالل السليمُت، ولكن احملذور

ىو ادلبالغة يف استعمالو والتقيَّد برسومو وشكلياتو، وىو األمر الذي كان يرفضو الشاطيب، فهو كان يتّحرى يف

تعريفاتو الدقة وأن تكون جامعة مانعة قدر اإلمكان عند احلاجة إذل ذلك، ولكن دون التقيد بالشكليات اليت

وضعها ادلناطقة ويف مجيع التعريفات، وكان يستخدم ادلصطلحات ادلنطقية ولكن دون التقيَّد احلريف بدالالهتا

. وظالذلا ادلنطقية، بل كثَتا ما دييل هبا إذل مدلوالهتا اللغوية سواء منها الوضعية أو االستعمالية

الذي " االستقراء ادلعنوي" ورمبا كان ىذا ىو السر الذي جعلو ديزج بُت التواتر والستقراء ليخرج مبصطلح

فالغزارل كان . ىو مزيج بُت االستقراء مبفهومو الضيق يف ادلنطق اليوناين والتواتر ادلعنوي عند علماء ادلسلمُت

حريصا على التفريق بُت التواتر واالستقراء، ودل يشأ ربطهما ببعضهما البعض، أما الشاطيب فقد سار على خالف

ذلك، حيث ربط بُت االستقراء والتواتر، بل ذىب إذل حد جعل االستقراء نوعا من أنواع التواتر، حيث يقول يف

وإمنا األدلة :"معرض احلديث عن وجود األدلة القطعية يف الشريعة، وأن آحاد األدلة اليت تتصف بذلك نادرة

ادلعتربة ىنا ادلستقرأة من مجلة أدلة ظنية تضافرت على معٌت واحد حىت أفادت فيو القطع، فإن لالجتماع من القواة

فإذا حصل من استقراء أدلة ادلسألة رلموع يفيد العلم . ما ليس لالفًتاق، وألجلو أفاد التواتر القطع وىذا نوع منو

." فهو الدليل ادلطلوب، وىو شبيو بالتواتر ادلعنوي

الذي ال يثبت بدليل خاص، بل بأدلة منضاف بعضها إذل "عند الشاطيب ىو األمر " االستقراء ادلعنوي" و

بعض، سلتلفة األغراض، حبيث ينتظم من رلموعها أمر واحد جتتمع عليو تلك األدلة، على حد ما ثبت عند

والشاطيب بربطو بُت االستقراء والتواتر ادلعنوي، . "العامة جود حامت، وشجاعة علي رضي اهلل عنو وما أشبو ذلك

وإدراجو لالستقراء ضمن التواتر قد جتاوز تنظَت ادلنطق القدمي لالستقراء وأوجد لو أسسا جديدة ذات جنور أصيلة

اليت ىي كيفية " مشكلة االستقراء الناقص"ب أما عن عمل الشاطيب لتجاوز ما يصطلح عليو . يف العلوم الشرعية

8

تسويغ تعميم حكم اجلزئيات اليت مت تصفحها وفحصها إذل تلك اليت دل يتم تصفحها وال فحصها، فإن الشاطيب

بُت أن ادلقصود بأوصاف القطع والعموم والكلية عند احلديث عن نتيجة االستقراء وتعميماتو ىي األوصاف

العادية اليت تقضي العادة بكوهنا كذلك، وليس من الالزم أن تكون عقلية زلضة، كما وضع ضوابط كثَتة لبيان

. كيفية جتاوز مشكلة االستقراء الناقص

وقد وقع للدكتور إبراىيم زين التباس عندما ذىب إذل أن قضايا االستقراء والقطع والظن واليقُت واالطراد

والكلية عند الشاطيب تندرج حتت ما فعلو من إعادة النظر يف فهم الصلة بُت العلم والعمل، وأن زلور كتاب

. الشاطيب ىو جتاوز ثنائية العلم والعمل عند ادلتكلمُت، وىو بذلك يكون قد حّل اجلانب النفسي لالستقراء

والواقع أن العلم الذي يتحدث عنو علماء الكالم سواء يف علم الكالم أو عند كتابتهم يف علم األصول ىو مبعٌت

اليقُت والقطع، ويقابلو العمل وىو يف استعماذلم ذلك مبعٌت الظن الغالب الذي يعمل بو عادة، فهم عندما

أما ما يقصده الشاطيب عند حديثو عن . إن خرب الواحد يفيد العمل ال العلم، يعنون الظن واقطع-مثال-يقولون

بادلعٌت العام ذلذين ادلصطلحُت وليس " العلم، والعمل"العلم والعمل، فال عالقة لو هبذا، وإمنا استعمل مصطلحي

بادلعٌت ادلنطقي، فالعلم ىو ما يكتسبو اإلنسان من معارف يثق هبا ويعتقد صحتها، والعمل ىو ترمجة العلم إذل

أن الشاطيب استعمل مصطلحي العلم )وشلا ينفي نفيا مطلقا ما تومهو الدكتور إبراىيم زين . تطبيق يف احلياة العلمية

، فلو كان مقصوده العلم مبعٌت اليقُت والعمل "العلم ادللجئ إذل العمل"بتعبَت الشاطيب (والعمل مبعٌت القطع والظن

مبعٌت الظن فكيف تستقيم ىذه العبارة فيكون اليقُت ملجئا إذل الظن؟ والواقع أن الشاطيب عند حديثو عن العالقة

بُت العلم والعمل دل يكن يتحدث عن مسألة منطقية نظرية، وإمنا كان يتحدث عن مسألة سلوكية شرعية، وىي

وىو بذلك ينتقد طريقة من صار يتخذ العلم للتكسب، أو . أن العلم يف اإلسالم ال تتم فائدتو سوى بالعمل بو

وال يظهر من كالم . للتزين فقط، ويؤكد على العودة بالعالقة بُت العلم والعمل إذل ما كان عليو السلف الصاحل

. الشاطيب عن العالقة بُت العلم والعمل أي ربط ذلما باالستقراء وال مبسأليت القطع والظن

9

ومن الفروق بُت نظرأ الشاطيب والغزارل إذل االستقراء الفرق يف النظر إذل رلال استخدامو، فالغزارل عند

تنظَته لالستقراء أراد استخدامو يف العلوم الشرعية بوصفو منهجا من مناىج استنباط األحكام الفقهية اجلزئية كما

وما دام . ىو واضح من األمثلة اليت أوردىا، وىي الطريقة اليت سار عليها من جاء بعده من أصوليي ادلذىب

االستقراء يراد لو االستعمال هبذا الطريق قإنو من ادلعقول أن يكون صاحلا للظنيات فقط ال للقطعيات، وأن ال

. تكون لو مكانة كبَتة يف الفقو واألصول

أما الشاطيب فإنو دل حياول أصال استعمال االستقراء هبذا الطريق، وال سعى للتنظَت لو على أساس أنو

طريق من طرق استنباط األحكام اجلزئية، بل جعلو منهجا الستخالص مقاصد الشريعة العامة منها واخلاصة، وىي

اليت ال ديكن استخالصها سوى بتتبع جزئيات كثَتة من النصوص واألحكام الشرعية، أو االستدالل على مسائل

وبذلك يكون الشاطيب قد جتاوز إحدى النقائص اليت . أصولية يرى الشاطيب أن أفضل طريق إلثباهتا ىو االستقراء

وقع فيها من سبقو من ادلنظرين لالستقراء، وىي حبثو يف إطار األدلة الشرعية ادلستعملة يف حتصيل األحكام

وال شك أن ىذا التجاوز قد فتح لو آفاقا واسعة يف االحتفاء باالستقراء وزلاولة جعلو أساس . الفقهية اجلزئية

جيب أن نؤكد أن أإلمام : "أما ما ذىب إليو الدكتور إبراىيم زين بقولو. استدالالتو على العمومات والكليات

الشاطيب قد فهم من قراءتو للمستصفى أن السبيل األوحد يف االحتباج للمقاصد ىو االستقراء بالكيفية اليت بينها

، فهو زلاولة لقراءة ما كتبو الشاطيب يف ادلوافقات على أنو امتداد دلا "اإلمام الغزارل يف االحتجاج دلقاصد الشريعة

فحىت إذا سلمنا بأن الشاطيب أخذ من الغزارل منهج االستدالل على مقاصد الشريعة، . كتبو الغزارل يف ادلستصفى

فإن الشاطيب قد جعل االستقراء زلور استداللو على قضايا أخرى كثَتة يف علم أصول الفقة، وقد سبقت اإلشارة

. إذل ذلك

ال خترج عن ادلعاين - كما يرى الدكتور إبراىيم زين- وكون االستقراءات الكلية اليت استخرجها الشاطيب

. اليت أشار إليها العلماء من قبلو ال يقلل من أمهية عملو، ومن إبرازه منهج االستقراء يف االستدالل للقضايا الكلية

10

وال عيب إذا دل يأت الشاطيب مبعاين دل يسبقو إليها أحد من العلماء، فغالب ادلعاين األساسية موجودة يف القرآن

الكرمي والسنة النبوية، ودل يأت هبا أحد من العلماء، وفضل العادل يكون يف جهده يف إبراز تلك ادلعاين وربطها

واجلديد يف جهد الشاطيب يف موضوع االستقراء ليس ىو ابتكاره من العدم، . بواقع احلياة، وليس دائما يف ابتكارىا

بل حتريره من التهميش النظري الذي لقيو يف ادلنطق القدمي، وربطو مبوضوع التواتر الذي حيظى بكثَت من احلفاوة

من ادلضيق الذي حصرتو فيو كتب األصول باالكتفاء - من الناحية النظرية- لدى علماء ادلسلمُت، وإخراجو

بالبحث يف إمكانية حعلو طريقا الستنباط األحكام اجلزئية، مث إبراز اجملال احلقيقي الذي ينبغي ذلذا ادلنهج أن

. وكفى هبذه اجلهود إسهاما يف تطوير مباحثو. يعمل فيو

أهمية االستقراء8.0

لالستقراء أمهية كربى يف مناىج البحوث العلمية حيث يتوقف عليو تأليف القواعد العلمية العامة، -

.والتوصل إليها

فعادل الفيزياء ال يستطيع أن يتوصل إذل قواعد علم الفيزياء حول الظاىرة الطبيعية ما دل يدرس سلتلف -

.جزئيات كل ظاىرة من تلك الظواىر اليت حياول إعطاء قواعد عامة حوذلا

وكذلك عادل اللغة العربية ال يستطيع أن يعطي قواعد عامة يف اللغة العربية ما دل يستقرئ ويدرس سلتلف -

.ادلفردات واجلمل يف شىّت استعماالت العرب اللفظية

.وىكذا يف كل علم من العلوم األخرى -

فاالستقراء ىو الذي يزّودنا بالقواعد العامة الىت نستعملها يف التطبيقات العلمية عن طريق القياس دلعرفة -

.أحكام اجلزئيات

11

.نعرف أيضاً مدى عالقة االستقراء بالقياس: ويف ضوئو -

". ما يعرف باستقراء اللغة وتصفح وجوه االستعمال أقوى شلا يعرف بالنقل الصريح: "ةقال الغزارل -

[.٤٢٥\١ادلستصفى ]

:تفاوت ادلعرفة ادلستفادة من التجربة -

[.١٦٥\١نفائس األصول ]" وقد تكثر التجربة فتفيذ القطع وقد ال تصل إذل ذلك" قال اإلمام القرايف -

مدة التجربة ختتلف باختالف األشخاص ألن العقول متفاوتو فرب عاقل يهتدي يف زمان قليل ما ال " -

[.٩٠\٢فتح القدير ]" يهتدي إليو غَته يف زمان كثَت

يزيد بقلة التجربة وينقص بكثرهتا، وقلتها وكثرهتا [ أي يف ادلعامالت]الغُت : "(٨٦٢ت)قال ابن اذلمام -

[. ٨٥ \٨فتح القدي]" بقلة التصرف وكثرتو

خاتمة 9.0

خالصة ىذا البحث أن االستقراء منهج أصيل يف البحث العلمي عند علماء ادلسلمُت يف العلوم الشرعية و

وقد استخدمو ادلتقدمون من الفقهاء واألصوليُت، وكان لو السهم األكرب يف صياغة القواعد األصولية . الكونية

والفقهية، ولكنو من الناحية النظرية دل جيد طريقو مبكرا إذل كتب أصول الفقة، وحىت عندما دخل مباحث األصول

ومن جاء بعده من األصوليُت ضمن مباحث األدلة، دل يلق العناية ادلطلوبة يف (يف ادلقدمات)على يد الغزارل

ويبدو أن ذلك عائد إذل من جهة إذل ظاللو ادلنطقية، حيث كانت لو مكانة ثانوية يف ادلنطق . التنظَت لو

األرسطي، وإذل الوجهة اليت وجهو إليها ادلنظرون لو من األصوليُت، حيث نّظروا لو بوصفو منهجا من مناىج

وقد بقي االستقراء من الناحية النظرية حبيس ذلك . استنباط األحكام اجلزئية، وىو ما ال ينسجم كثَتا مع طبيعتو

12

فأعاد التأسيس لو بربطو - الذي حترر من قيود وظالل ادلنطق يف حبثو األصورل- القصور إذل أن جاء الشاطيب

مبفهوم التواتر ادلعنوي وإخراجو من ادلضيق الذي وضعو فيو ادلنطق األرسطي، كما وجَّو استعمالو إذل الطريق األسلم

الذي سنَّو ادلتقدمون من العلماء، وىو استخدامو يف استخراج ادلبادئ والقواعد العامة واألحكام الكلية، ومنها

. التعرف على مقاصد الشريعة العامة واخلاصة

13

المراجع 10.0

http://www.almaaref.org/books/contentsimages/books/almaaref_alislam

eya/durouss_fe_elem_almanteq/page/lesson17.htm

http://www.alfiqh.ma/Article.aspx?C=5865

: http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=13905&s=db2f33b07f

c11f05b5e3b65078e9eed5#ixzz3SeFqWKcU

http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=vrcxec7c

ماىر حامد احلورل، اإلستقراء ودوره يف معرفة مقاصد الشارع عند اإلمام الشاطيب، رللة جامعة األزىر بغزة،

. 560-559، ص 1، العدد 12، اجمللد 2010سلسلة العلوم اإلنسانية