جملة كلية الرتبية - جامعة السالم - العدد األول - يونيو 2018...

م8102يونيو -العدد األول -جامعة السالم -جملة كلية الرتبية

111

اته عند احملدثنياملنهج االستقرائي أنواعه واستخدام

(دراسة تطبيقية)

*إبراهيم عثمان آمنة .د :الدراسة مستخلصباعتباره الركيزة األساسية ثين دالمح دمنهج االستقراء عن الدراسةتناولت

لصلته الوثيقة بإثبات الكشف عن أحكام األحاديثالحديث و لمعرفة أنواع هذا دومقاص ،اماتداستخ على في التعر فراسة دوتمحورت مشكلة ال

وتوضيح أهم ،قيق لسماتهدال في الوصفتمثلت فه فادأما أه،المنهج .ثيندالمح دية العلمية ومعالمها عنجمع إبراز مالمح المنه هدمقاص

:ج اآلتيةي التحليلي وتوصلت للنتائفالمنهج الوص ةت الدراسمداستخو المحدثين كانوا سباقين في استخدام مناهج البحث في دراساتهم إن-1

.وكانت أبحاثهم في الجرح والتعديل في ميدانه التطبيقي ملتزمة بذلكيعدون أول و ،ة في القبول للروايات واآلثاروهم من وضع قواعد التسوي-2

األمر الذي ينقض دعوى السبق الغربي في ابتكار ؛العلم من أسس لهذا .علم المناهج

أن المحدثين أول من استخدم المنهج االستقرائي في نقد الرواية سندا -3 .وأنه موجود في التراث اإلسالمي.ومتنا

.جامعة غرب كردفان -أستاذ مساعد *


111

والقوانين الثابتة ،لسننكشف ا سالم يعتمد المنهج االستقرائي فيأن اإل-4اكتشاف السنن والتوصل إلى الدليل الذي يبين الحق إنما وأن .والمطردة

.يتأتى من استقراء التاريخ والواقع وآيات األنفس واآلفاقوذلك ،فكرة العمل المنهجي عند المحدثينأوصت الدراسة بضرورة تأصيل

كما أوصت بضرورة .بإيضاح الخطة الفكرية والمنهج العلمي لكل محدث خاصة وعلماء المسلمين المحدثين دالبحث العلمي عن جعظمة مناه إظهار .عامة


111

Abstract: The study examined the induction method as the fundamental

basis for the knowledge of the types of the Hadith and its

connection to proving the disclosure of the Hadiths. The problem

of the study was to investigate the uses and purposes of this

approach. Its objectives were to describe its characteristics and

clarify its main purposes, while highlighting the features of the

scientific methodology and its characteristics among

almuhadithin(narrators of Hadith) .

The study used descriptive analytical method and reached the

following results:

1 - The muhadithin were pioneers in the use of research methods

in their studies, Their research into wound and modification in the

applied field was committed.

2- Almuhadithinset the rules of settlement in the acceptance of

narrating the Hadith, and they are the first to establish this

scienceand this is what undermines the case of Western

precedence in the creation of curriculum science.

3-Almuhadithin were the first to use the inductive method in

criticizing the texts as a document. The inductive approach exists

in the Islamic heritage.

4- Islam adopts the inductive method in the detection of Sunan

and the laws of fixed and steady. The discovery of the Sunan and

reaching the evidence that shows the truth comes from the

extrapolation of history and reality and the verses of souls and

horizons.

The study recommended that the idea of methodological work

should be rooted in the muhadithin by clarifying the intellectual

plan and the scientific approach of each muhadith . It also

recommended the need to show the greatness of the scientific

research methods of almuhadithin and Muslim scholars in

general.


111

:مقدمةالحمدهلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد المرسلين سيدنا

:محمد صلى اهلل عليه وسلم على آله وصحبه وسلم وبعدالعلماء قام على منهج علمي إن علم الحديث الذي ابتكره جهابذة

والنقدية التي من ،ذلك أن نقاد الحديث اتبعوا كل الوسائل العلمية ،دقيقشأنها أن تصل إلى الحكم الصادق على الراوي من تحليل واستقراء

.ومقارنةربة تقوم على التثبت والتحري جمالحظة مباشرة وت جاإلسالمي منه جوالمنهج العلمي وهو فيه من خصائص المنه ،والصدق في األداء ،النقل فيوالدقة

.وينتهي بالكليات ،فهو منهج استقرائي يبدأ بالجزئيات ،الشيء الكثيرس هو منهج في الرواية فحسب بل أنه المنهج المعبر عن روح ليو

.الحضارة اإلسالمية عامةلم يكونوا ،إال أن علماء الحديث رغم أصالة هذا المنهج ودقته عندهم

والخيوط العريضة التي يدور في ،يبدون اهتماما إلظهار مالمح هذا المنهجبل كانوا يتعاملون في غالب أحيانهم على أن سامع أقوالهم خبير ،فلكها

وكذلك كان الشأن في كل األوساط العلمية التي تناولت ميادين ، همدبمقاص .العلوم األخرى

إذ ال ندعي أن ؛المتقدمين والمتأخرين وهذا ما يجعلنا نميز بين منهجتها سمياالمتقدمين قد تعاملوا مع أنواع المناهج المعروفة اليوم بم


111

بل إنهم كانوا ينطلقون وفق عمليات فكرية تقودهم إلى ،وخصائصها الراهنةبل بشكل طبيعي دون تعقيد وترتيب ،ال بشكل منظم منسق مسبق ،النتيجةحاثهم تحمل روح المنهجية العلمية دون أسمائها وهذا ما جعل أب ،وتنظيم

كما ،وهذا ما يجعلنا نوقن بوجود المنهجية العلمية في أبحاثهم .وشكلياتها ،نوقن بضرورة أن نركز في أبحاثنا على إبراز مالمح المنهجية ومعالمها

إن :ولكي يزداد األمر وضوحا يمكن القول (.1وفق األطر المنهجية الحديثةكثيرا من موضوعات علم أصول الحديث التي تناولها المتقدمون قبل

تحتاج بحثا منهجيا للوصول إلى حكم صادق ،المتأخرين بالبحث والدرسفإنك إذا نظرت إلى علم ،المنهج االستقرائي :وخذ على سبيل المثال ،فيها

ية فقض ؛أصول الحديث وجدت كثيرا من مباحثه مبنية على االستقراء ،والقطع بثبوت الخبر وظنيته ،والتعليل ،وعدم الشذوذ ،والعدالة ،التواتر

والناسخ ،والمحكم من الحديث ،والمتابعة والشاهد ،وقضية الغرائب والتفردتقوم جميعها ،وغيرها من القضايا ،والمعنعن ،والمسلسل ،والمبهم ،والمنسوخ

أو بتوصيفها إال ،نفيا أو إثباتا ؛وال يمكن الحكم بوجودها ،على االستقراء .بعد أن يقوم الناقد باستقراء جزئيات بحثه ليعطي تعميمه في المسألة

.9سبق المحدثين في استخدام مناهج البحث العلمي، ص -1


111

وال بد من المالحظة أن غاية هؤالء العلماء في سعيهم إلى الدقة كانت دوما الوصول إلى مرضاة اهلل تعالى بنصرة دينه وذب ،والموضوعية

.ه أفضل الصالة وأتم التسليمالكذب والخطأ عن سنة نبيه علي :راسةدلا فادأهق في أبحاثهم و فثين دالمح دومعالمها عن ،ية العلميةجإبراز مالمح المنه-1

.يثةدية العلمية الحجالمنه األطرفي لكشف واإلبداع نتيجة النظر لأن المنهج االستقرائي جاء إيضاح -2

بمعنى القوانين المطردة مثال فقضية السنن ،سوابق قائمة تستقرأ أو تستنطقوتتحكم ،وتحكم حركة التاريخ ،التي تحكم حركة الحياة واألحياء ،والثابتة

الذي فرضه اهلل ،ال يتأتى إال من السير في األرض ،بالدورات الحضاريةقل سيروا في األرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين ) :على المسلم بقوله

.(1)(بل من ق اتبعت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على :منهج الدراسة

.جمع البيانات وتحليلها بغية الوصول إلى نتيجةتأتي أهمية الدراسة من تناولها منهج االستقراء عند :الدراسةأهمية

لصلته الوثيقة المحدثين باعتباره الركيزة األساسية لمعرفة أنواع الحديث و .بإثبات الكشف عن أحكام األحاديث

.(42)سورة الروم آية - 1


111

:الدراسات السابقةي تناول سبق المحدثين ف :عبد العزيز محمد خلف :الدراسة األولى

.ه1433-76العدد-إسالمية المعرفة.استخدامات مناهج البحثحاولت هذه الدراسة أن تثبت أن علماء المسلمين في عهود التدوين

كما حاولت أن تثبت أن ،المنهجيةكان لهم السبق في ابتكار القواعد تعامل العلماء اليوم في أبحاثهم بطريقة مختلفة كما عليه علماء الحديث .باألمس ال يلقي أسبقية علماء األمس في هذا الميدان فذلك شأن كل العلوم

مجلة -دور ابن الهيثم في البحث العلمي -مروان القدومي :الدراسة الثانية م2002-ث والعلوم اإلنسانيةجامعة النجاح لألبحا

تناولت هذه الدراسة دور ابن الهيثم في البحث العلمي حيث كان له أساليب البحث العلمي ووضع أصول المنهج العلمي الفضل في تطوير

.الحديث واإلحاطةحاولت هذه الدراسة استكشاف اتجاه ابن الهيثم العقلي كما

كما كشفت عن طريقته في البحث العلمي والتي ،بمرتكزات المنهج العلمي .والتمثيل وغيرها ،والقياس ،اعتمدت على االستقراء

:مشكلة الدراسةام مناهج البحث دي استخف بالرغم من أن المحدثين كانوا سباقين

ويظهر ذلك ،كانت أبحاثهم تخضع لمعايير المنهجية العلمية دالعلمي وقمل ذات األسماء أن هذه المناهج كانت ال تح إال ،ي الحقل التطبيقيف


111

فكانت عملية التحليل تتم دون أن يكون لها اسم مفرد ،المعروفة اليومأما االستقراء فإنهم عرفوه باسمه ،وكانت المقارنة تسمى المعارضة أو السبر

وألهمية هذا المنهج ،فالن من أهل االستقراء كما سنرى فكان يقال ،الصريحوذلك بالتركيز على ،الحديث رأيت ضرورة إفراده ببحث خاصعند علماء

لصلته الوثيقة بإثبات الكشف عن أحكام ،هذا المنهج وبيان عملهم فيهوما أنواع الحديث الشاذ ،وانه من أساسيات عمل المحدثين ،األحاديث

لصلته وكذلك ،رها إال نتيجة لتطبيق هذا المنهجوالمضطرب والمدرج وغي .واإلبداع الذي اتصف به عمل المحدثين بجانب السبق

:مصطلحات الدراسةوكذلك ،الطريق الواضح :النهج ،من الفعل الثالثي نهج :تعريف المنهج-1

:يقال بينا واضحا أي استبان وصار نهجا ،الطريق وأنهج .المنهج والمنهاجوفالن يستنهج ،إذا سلكته ،ونهجت الطريق أيضا ،عمل على ما نهجته لكأ

.إذا أخذ في البلى ،وأنهج الثوب ،أي يسلك مسلكه ،سبيل فالن :قال عبد بنى الحسحاس

(2)إلى الحول حتى أنهج الثوب باليا* فما زال بردى طيبا من ثيابها نهجا ونهجة تتابع نفسه من اإلعياء أو كثرة الحركة أو (نهج)و

.شدتها

.379ص/2الصحاح للجوهري ج - 2


111

لكل جعلنا منكم شرعة }:زالطريق الواضح وفي التنزيل العزي (المنهاج) ومنه منهاج الدراسة ومنهاج التعليم ونحوهما ،الخطة المرسومة (3){ومنهاجا

.والجمع مناهجوأمر نهج والطريق المستقيم ،البين الواضح يقال طريق نهج (النهج)

.(4)ونهج ونهوج ،نهجات جمعاضح يقال هذا نهجي ال أحيد عنه الو خطة منطقية لعدة :"عرف المنهج في المصطلح بأنه :المنهج اصطالحا

أو حسابية بغية الوصول إلى كشف حقيقة أو البرهنة ،عمليات ذهنيةهو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة بواسطة " :كما قيل .(5)"عليها

وتحدد عملياته حتى ،سير العقلطائفة من القواعد العامة التي تهيمن على .(6)"يصل إلى نتيجة معلومة

الجمع التفحص والتتبع من القرء وهوو القصد هو :في اللغة االستقراء-2 (7).تتبع الجزئيات للوصول إلى نتيجة كليةأي

يستدل فيها من استقراء حكم هو الحجة التي :صطالحاالفي االستقراءوهو الحكم على كلي بوجوده في أكثر جزئياته ،(8)الجزئيات على حكم كليها

.(44) المائدة آيةسورة -3 .956ص/ 2المعجم الوسيط ج -4 .5مناهج البحث العلمي ص -5 .195المعجم الفلسفي، معجم اللغة العربية ص - 6 .36محتار الصحاح ص -.622ص/2المعجم الوسيط ج-7 .62ص/1جامع العلوم في اصطالحات الفنون ج - 8


111

نما قال في أكثر جزئياته الحكم لو كان في جميع جزئياته لم يكن ألن ؛وا ويسمى هذا استقراء ألن مقدماته ال تحصل إال ،استقراء بل قياسا مقسما

(9) .بتتبع الجزئياتبدراسة السنة هذه مرتبة من مراتب العلماء المعنيين :المحدث :ينالمحدث-3

أمير المؤمنين في :وهذه المراتب على النحو التالي ،المتخصصين فيهاوقيل هذه المراتب أولها الطالب وهو .مسند ،محدث ،حافظ ،حجة ،الحديث

وكذا ،األستاذ الكامل وهو ،ثم المحدث ،الراغب في الحديث المبتدئ فيهعلمه بمائة ألف حديث وهو الذي أحاط ،ثم الحافظ ،الشيخ واإلمام بمعناه

سنادا وهو الذي ،ثم الحجة ،وأحوال الرواة جرحا وتعديال وتاريخا ،متنا وا وباستعراض ما استعملت فيه هذه الكلمة .ألف حديث أحاط علمه بثالثمائة

عند المتقدمين المحدث :(10)من حيث االصطالح وهي ياننجد أن لها معنمن اشتغل بالحديث رواية ودراية وجمع :عند المتأخرين - .مرادف للحافظ

وهو دون ،واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره ،بين رواياته 11)) .الحافظ

.36التعريفات للجرجاني ص - 9 فصر بت.140 -135الحطة، - 10 .71ص/1ج ،، و أبن الصالح في المقدمة1/22الكفاية في علم الرواية، - 11


111

المبحث األول مناهج البحث العلمي عند المحدثين

مع نقد قد قام المحدثون باستخدام مناهج البحث العلمي جميعها في تعاملهمة عوهناك نماذج تدلل على استخدام المحدثين ألرب ،ا تنالسنة النبوية سندا وم

ومنهج ،ومنهج استرداد التاريخ ،منهج البحث التحليلي :مناهج علمية هي .البحث المقارن ثم منهج البحث االستقرائي

:أوال المنهج الوصفي التحليليهو من المناهج الخاصة التي تميزت بها الحضارة اإلسالمية عن أصل له علماء الحديث وحددوا ضوابطه في الرواية والنقل والتوثيق ،غيرها

ويتمتع بقدر كبير من ،ومتنا ،ويهدف إلى تحقيق المرويات سندا ،واإلسنادن المنهج الوصفي إويمكن أن نقول .(12)والموضوعية ،واليقينية ،الصدق

حيث شكل منهجا متميزا ،التحليلي هو قاعدة بناء الحديث النبوي الشريفلدراسة متن الحديث المتمثل في العلل ،للتفكير العلمي السليم عند المحدثين

ومن ،وكذلك الشذوذ الذي يؤدي لعدم قبول المرويات ،القادحة في صحتهوصفاتهم وشروطهم وتقسيماتهم ،جهة أخرى دراسة السند من أحوال الرواة

م في ضبط األقوال المنسوبة إلى كما استخد .من حيث الضبط والعدالةورفض الموضوع ،النبي صلى اهلل عليه وسلم للتأكد من صحتها وقبولها

والمجامع لألحاديث النبوية ،وكان نتيجة ذلك وضع التصانيف ،منها

.223أصول البحث العلمي ومناهجه ص -12


111

وقد استخدم المحدثون .(13)وأشهرها الكتب الستة في الحديث النبوي الشريفالتي هذا المنهج إلثبات النص إلى قائله بواسطة قواعد مناهج المحدثين

فالمحدثون في ،كما تعتمد على المتن ،تعتمد على النظر في اإلسنادمناهجهم وبواسطة التحليل الوصفي كي يتعرفوا على ثبوت الرواية من

يثبتون به صحة السند نقدا ،عدمها البد لهم أن ينقدوا السند والمتن جميعا :ومن أنواعه وصحة المتن

:التحليل الوصفي -1كان منهج المحدثين فيما يتعلق بالتحليل الوصفي للنقاد من

وتعليلها قائما على تتبع ،وتحسينها ،المتقدمين في تصحيح األحاديث ،األحاديث سيما ما يتفرد به الثقة منال ،القرائن والمالبسات التي تحيط بها

فإن كثيرا من ،أو يزيده في األسانيد أو المتون على غيره من الثقات -وبينهم المعاصرين من تصدوا لمهمة التصحيح والتضعيف -المتأخرين

للوصول ،وهو النظر في أحوال الرواة العامة ،يسلكون فيها مسلكا سهال م في الجرح والحكم على الحديث حسب مراتبه ،إلى عدالتهم من عدمها

،(14)"يحوالحديث صح ،هذا إسناد رجاله ثقات" :يقولون ؛فمثال ،والتعديلوقد توبع فارتقى ،فالن صدوق فحديثه حسن"و ".فالن ثقة فحديثه صحيح"و

.154قضايا المنهجية ص -13، العلل الواردة في 4ص ،الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح األحاديث وتعليلها -14

.45، الكفاية في علم الرواية، ص94األحاديث النبوية، ص


111

لكنه توبع فارتقى إلى ،فالن ضعيف فحديثه ضعيفو ،"إلى الصحيح .وغيرها (15)"الحسن

:التحليل التجريبي-2وهذا النوع من التحليل يقوم على مالحظة الظاهرة بعد تغيير

عناصرها للوصول إلى الحقيقة العلمية التي تنطوي عليها هذه الظاهرة حيث وأهم ما يمكن مالحظته من هذا ،إن أهم متغير في الراوي ضبطه لمروياته

لب أو أو الغفلة وهو ما يعرف بالق ،التغير هو حال الراوي من الضبطومن األمثلة التي تدل على استعمال التحليل التجريبي كأداة ،التلقين

محمد بن إسماعيل البخاري عندما لإلمامما حدث للوصول إلى حال الرواةكان بسمرقند أربعمائة محدث فتجمعوا وأحبوا " :قال أبو األزهر .قدم بغداد

سناد أن يغالطوا محمد بن إسماعيل فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وا سناد الحرم في إسناد اليمن فما استطاعوا مع ذلك العراق في إسناد الشام وا

ولعل هذه القصة دليل واضح على استخدام ،(16)"أن يتعلقوا عليه بسقطةوقد استخدم ،المحدثين للتحليل التجريبي بغية الوصول إلى أحوال الرواة

وبوضوح أن التحليل التجريبي وهكذا يظهر .فيها التلقين وسيلة لذلكعنصر مهم من عناصر المنهج التحليلي المستخدم لدى األئمة النقاد

وقد برع المحدثون في ،للوصول إلى األحكام الصحيحة على الرواةوعلم ،علم التلقين ،علوما تساعدهم على إتقانه وأنشئوابل ،استخدامه

.القلب

.294ص/ 24، تهذيب الكمال ج159ص/2تهذيب التهذيب، ج -15 .446ص/1تح الباري البن حجر جفمة دمق -16


111

:تاريخال ستردادمنهج ا :نيا ثان يوكان المحدثون موضوعي ،الحديث عرف هذا المنهج مع علماء

لحد بعيد حين اعتبروا منهج استرداد التاريخ حيزهم الذي ال يباريهم فيه بل هم الذين أرخوا ،ألنهم هم الذين وضعوا مناهج البحث العلمي فيه ،أحد

وا بين الخبر ومهما حاول المستشرقون أن يفرق ،وجمعوا مادة التاريخ لغيرهمإال أنها تظل مصطلحات حديثية متداولة في مناهج ،واألثر والحديث

ومصطلح الخبر يؤكد على أن علم الحديث هو العلم الذي ،المحدثينوذلك كله أكد للعلماء أن منهج استرداد التاريخ هو ،ترعرع منه علم التاريخ

.ميدان من ميادين مناهج المحدثينمنهج استرداد التاريخ في رد العديد من وقد استخدم المحدثون

ومن هذه األحاديث ما ،الروايات التي تخالف التاريخ الثابت ثبوتا صحيحا أوحي إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه " :روى الحاكم عن بريدة قال :يأتي

هذا الحديث يخالف التاريخ .(17)"وصلى علي يوم الثالثاء ،وسلم يوم االثنينالثابت ألن فرضية الصالة كانت ليلة اإلسراء والمعراج في العام الثاني

وصلى علي ،فكيف أوحى إلى النبي يوم االثنين ،عشر من البعثة النبويةيوم الثالثاء؟ وربما يكون الحديث الصحيح ما رواه الحاكم عن أنس أنه

و أسلم علي يوم ،لم يوم االثنيننبئ النبي صلى اهلل عليه وس" :قالحدثنا أبو زميل حدثني :حديث عكرمة قال :ومن ذلك أيضا .(18)"الثالثاء

كان المسلمون ال ينظرون إلى أبي سفيان وال يقاعدونه " :ابن عباس قال

.وسكت عليه الحاكم والذهبي. 3/112، والحاكم، في المستدرك، (25)الترمذي، كتاب المناقب، برقم/ 17 .112ح/3الحاكم، المستدرك، ج /18


111

".نعم " :يا نبي اهلل ثالث أعطينهن قال -صلى اهلل عليه وسلم-فقال للنبي :جمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها؟ قالقال عندي أحسن العرب وأ

وتؤمرنى حتى :قال ".نعم" :قال .قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك".نعم "قال أبو زميل ولوال أنه .«نعم»قال .أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين

يكن ما أعطاه ذلك ألنه لم - صلى اهلل عليه وسلم -طلب ذلك من النبى رد العلماء هذا الحديث بسبب مخالفته (19)"نعم " :يسئل شيئا إال قال

وكان النبي صلى اهلل عليه ،هـ4ألن أبا سفيان أسلم بعد الفتح سنة ؛للتاريخوكانت ،هـ6أو سنة ،هـ7وسلم قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمن طويل سنة

موضوع ال شك في " :حزم ولذلك قال فيه ابن ،في الحبشة وأمهرها النجاشيواألدلة على استخدام المحدثين لمنهج استرداد التاريخ في قبول .(20)"وضعه .ونكتفي بهذا القدر من النماذج بسبب طبيعة البحث ،وردها كثيرة ،الرواية

ويتبين من األمثلة آنفة الذكر أن المحدثين في مناهجهم لم يألوا جهدا في بنحو منهج متكامل استخدموا من خالله ،سندا ومتنا معالجة السنة النبوية

وردا ،كل مناهج البحث الحديثة ليطبقوها على المرويات تثبيتا لصحيحهاوبيانا للشذوذ والعلة فيها وذلك كله زودا ودفاعا عن سنة ،ورفضا لسقيمها

.والدخيل فيها ،وصونا لها من الدس ،النبي صلى اهلل عليه وسلم

..7575ح/6مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي سفيان، ج/ 19 .130-192ص/1، توضيح األفكار، ج73ح/1النووي، شرح مسلم،ج / 20


111

حث الثانيالمب أنواع االستقراء

وهو دليل عقلي صحيح ال ،التتبع والدراسةالجمع و االستقراء هو وكثير من األمور التي نتعامل معها مبنية ،أصال ال بد منه ،إشكال فيه

.واستقراء ناقص ،وهو نوعان استقراء تام (21).على االستقراءستقراء بالجزئي على وهو اال ،هو االستقراء المفيد لليقين :االستقراء التام-1

فإنه لو استقريت جميع جزئيات الجسم من { كل جسم متحيز}الكلي نحو وهذا االستقراء دليل يقيني فيفيد اليقين ،جماد وحيوان ونبات لوجدتها متحيزة

واالستقراء التام بعضه أتم من بعض وأوفى ،لكن ال دائما فيما هو المشهورذا أطلق االستقراء فالمرا (22).أو الكافي منه ،د هو التاموا

ومن أدلته حديث أبي ذر في سؤاله النبي صلى اهلل عليه وسلم عن أي قال له وأن النبي صلى اهلل عليه وسلم ؟مسجدا وضع في األرض أول

بي سعيد وفي حديث أ ،(23)"ثما أدركت الصالة فصل فكلها مسجدوحي"األرض "قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم :الخدري رضي اهلل عنه قال

.(24)"كلها مسجد إال المقبرة والحمام االستقراء المفيد لليقين أنه صلى اهلل عليه وسلم -:ومن األدلة أيضا

ومن بعدهم إلى يومنا هذا ال زالوا يصلون حيث أدركتهم ،وصحابته الكرام

.57ص/1شرح اختصار الحديث ج -21 .36التعريفات ص.73ص/1لسان المحدثين ج -22 .1149ح/2تاب المساجد جك-مسلم -3377ح/4كتاب الجمعة ج-البخاري -23أحمد بن حنبل -492ح/1باب المواضيع التي ال تجوز فيها الصالة ج–كتاب الصالة –أبو داود -24 . الحديث صحيح. 11644ح/14ج


111

اهلل عليه وسلم أنه كان الصالة في أي بقعة كانت ولم ينقل عن النبي صلى كان يتحرز من بقعة ال يصلي فيها، بقعة ال يصلى إال فيها أو أنه يتحرى

والطين وعلى الحصير وغير ذلك ،والماء ،والرمل ،فقد صلى على الترابمما يدل على أن األصل صحة الصالة في سائر أجزاء األرض هذا هو ما

الضابط بما قيدناه به وهو أن ال تقرر باالستقراء إال أنه ينبغي تقييد هذاإنه ال :الصحيح الصريح وقال يكون هذا المكان مما استثناه الشارع بالدليل

تجوز الصالة فيه فما صح النهي عن الصالة فيه فإنه يكون خارجا عن فال يشذ عنه القيد يكون الضابط جامعا مانعا،وبهذا ،هذا األصل بالدليل

رض فمن زعم أن هذه البقعة ال تصح أو ال موضع من سائر أجزاء األ (25).تجوز أو تكره الصالة فيها فإننا نطالبه بالدليل

كقولنا كل نحو ،وهو دليل ظنيهو االستقراء بأكثر الجزئيات :الناقص-2 ،ألن اإلنسان والبهائم والسباع كذلك؛ حيوان يحرك فكه األسفل عند المضغ

يكون حكمه لجواز وجود جزئي لم يستقرأ و قين وهو استقراء ناقص ال يفيد اليكالتمساح فإنه يحرك فكه األعلى عند المضغ وهذا ،لما استقرئ مخالفا

به ويبنى يوالناقص قد يكتف (26).االستقراء دليل ظني فال يفيد إال الظن (27).أي عند عدم تيسر إتمام االستقراء ،عليه عند االضطرار إليه

وهو هو تمثيل يسميه الفقهاء قياسا :على جزئيجزئي االستقراء وهنالك - (28).مشاركة أمر ألمر في علة الحكم

.230ص/1إتحاف النبهاء بضوابط الفقهاء ج-25 .36التعريفات للجرجاني ص -26 .73ص/1لسان المحدثين ج -27 .146ص/1كتاب الكليات ألبي البقاء ج- 28


111

المبحث الثالث استخدام المنهج االستقرائيبالمحدثين سبق

ويمكن القول هنا بأن المحدثين في مناهجهم أول من استخدم هذا المنهج ،والتعليل ،وعدم الشذوذ ،والعدالة ،لمعرفة التواتر ،في نقد الرواية سندا ومتنا

والشاهد من ،والمتابعة ،والغرائب والتفرد ،والقطع بثبوت الخبر وظنيته ،وغير ذلك مما يقوم على االستقراء ،والمبهم ،نسوخالناسخ والم ،الحديث

ثباتا ،وتتبع الجزئيات وتوصيفها ثم يكون الحكم ،ثم يتم الحكم بوجودها نفيا وا اإلمام الشافعي أول من وضع قواعد منهج ويعد ،بالقبول أو الرفض

في كتابه ،االستدالل واالستقراء كمنهج متكامل يقوم على دراسة المتن والسندبل إن قواعد االستقراء واالستنباط ترجع إلى صدر اإلسالم األول ،الرسالة

.طبقها النبي صلى اهلل عليه وسلم وأصحابه رضوان اهلل عليهم أجمعينوهو سبق الفكر ،تعطي الحقيقة الثابتة التي ال مرية فيهاكل الدالئل ف

واستخدم رسول اهلل صلى ،اإلسالمي للغرب في وضع أسس المنهج العلمياهلل عليه وسلم طريقتي اإلحصاء الكمي واالستقراء اإلحصائي في صدر

.اإلسالم ؛ولم يستخدم الرسول صلى اهلل عليه وسلم طريقة اإلحصاء الكمي فقط .بل إنه استخدم أيضا ما يطلق عليه في العلوم الحديثة االستقراء اإلحصائي

عندما سأل رسول اهلل صلى اهلل عليه ،وقد كان ذلك في بدايات غزوة بدرولما كان األسير ال ،وسلم أحد األسرى من المشركين عن عدد جيش قريش


111

م عن عدد اإلبل يعرف يقينا عدد الجيش سأله رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلعلى وجه -التي ينحرونها كل يوم وعندما علم عدد اإلبل استطاع أن يحدد

وبذلك يكون الرسول صلى اهلل عليه وسلم .عدد الجيش المهاجم -التقريب الستشراف معلومة -وهي عدد اإلبل -قد استخدم المعلومة المتوسطة

.وهي عدد المهاجمين -غائبة موجود في التراث اإلسالمي منذ البدايات راءوهكذا نرى أن االستق

.للرسالة اإلسالمية المبكرة اإلسالم يعتمد المنهج ف ،والتشريعيأما فيما وراء الحكم الفقهي

التي تحكم ،والمطردة ،والقوانين الثابتة ،يعتمده في كشف السنن االستقرائياألمر الذي يتأتى منه البصارة واستقراء ،واآلفاق ،الحياة والكون واألنفس

بل لعل البرهان والدليل على ،النهوض والسقوط والتداول الحضاريحركة واكتشاف ،فالسير في األرض ،طرادها هنا يتحقق من االستقراءالسنن واثبات

قد خلت } :أو فقه الحياة نلمحه في قوله تعالى ،الحياة السنن الحاكمة لحركة .(29){من قبلكم سنن فسيروا في األرض فانظروا

سنريهم آياتنا في اآلفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه } :وقوله تعالىإنما يتأتى ،فاكتشاف السنن والتوصل إلى الدليل الذي يبين الحق ،(30){الحق

.وآيات األنفس واآلفاق ،والواقع،من استقراء التاريخ

(136)سورة آل عمران آية -29 (53)سورة فصلت آية -30


111

الذي ،وهي أن المنهج االستقرائي ،وحقيقة أخرى البد من إيضاحها هناطالقه للعقل من القيود ،يعزى إليه اإلنجاز واإلبداع الحضاري لم ينطلق ،وا

نما جاء الكشف واإلبداع نتيجة النظر في من فراغ كما يتوهم بعضهم وا بمعنى القوانين فقضية السنن ،تستقرأ أو تستنطق ،أيضا ،ائمةسوابق ق

،وتحكم حركة التاريخ ،التي تحكم حركة الحياة واألحياء ،المطردة والثابتة ،التداول الحضاري كن أن نسميه سننبما يم ،وتتحكم بالدورات الحضاريةوالتي تعتبر ،(31){ناس وتلك األيام نداولها بين ال}استيحاء من قوله تعالى

وتؤهل معرفتها إلى تسخيرها ،معرفتها شرطا أساسيا للتبصر بالعواقبال يتأتى إال من السير في األرض ،والتمكن من اإلنجاز واإلبداع الحضاري

قل سيروا في األرض فانظروا كيف كان ) :الذي فرضه اهلل على المسلم بقولهمنهج ،ء والمالحظة والتجربةهج االستقراإذن إن من (32).(عاقبة الذين من قبل

ال تعالى عندما قيقول بعض المفسرين إن اهلل و (33).المائة يمائة ف يقرآنأتجعل فيها من }? قالت المالئكة ،{إني جاعل في األرض خليفة } :للمالئكة

فعلمت ،(34){يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ويسفك الدماء استقراء مما سبق من ،المالئكة أن اإلنسان سيفسد في األرض

إذ إن الجن كانوا قد خلقوا قبل اإلنسان وكانوا قد ،فساد قبل خلق اإلنسان

(140)سورة آل عمران آية -31 (42)سورة الروم آية -32 .100كيف تتعامل مع القرآن ص -33 (30)سورة البقرة آية -34


111

:قالت المالئكة وبناء على هذا االستقراء ،وسفكوا الدماء ،أفسدوا في األرضواستدل المفسرون من هذا أن .{د فيها ويسفك الدماء أتجعل فيها من يفس }

(35).وأن المالئكة خلقوا قبل الجن ،الجن خلقوا قبل اإلنسلم ،الذي يحقق االعتبار ألولي األبصار ،هذا السير وهذا االستقراء

وعلى الرغم مما قيل ،يأخذ بعد البعد المطلوب في العقل المسلم المعاصرإال أن ،وضرورة التعامل معها ،وأهمية إدراكها ،حتى اآلن من تعريف للسنن

ولم ،ونظرات لم تتجاوز إلى الكنه ،رصيدنا لم يخرج في ذلك عن بداياتنما بقيت في إطار بعض ،تتسع لتشكل مجرى ثقافيا عاما في األمة وا

واالستشراف ،الذين يمكن اعتبارهم رواد االستطالع ،والمتأملين ،المفكرين (36).ذلك في أكثر من موضععلى الرغم من أن القرآن حض على

وقد اتضح هذا المنهج على ،فقد استخدم هذا المنهج علماء المسلمين "فرنسيس بيكون"م سابقا به 1039هـ الموافق 459 ىيد ابن الهيثم المتوف

وقدم ،فقد جمع ابن الهيثم بين االستقراء والقياس م1727عام ىالمتوفوهو ،وحدد الشروط األساسية في البحث العلمي ،االستقراء على القياس

مهما كانت ،أو عاطفة ،أو نزعة ،طلب الحقيقة دون أن يكون لرأي سابق :ويتمثل غاية المنهج العلمي في أمور ثالثة ،دخل في األمر

.الهوى إتباعاستعمال العدل ال -1

.2ص/17الموسوعة العربية العالمية -35 .247ص/1االصالة والحضارة ج-36


111

.التجرد عن الهوى واإلنصاف بين اآلراء-2 .في الوصول إلى الحقيقةوجود ما يثلج الصدر -3

فقد كشف الباحثون إن المسلمين هم الذين وضعوا أصول المنهج التجريبي الذي قامت عليه الحضارة المعاصرة وأنه لم يكن من ذلك شيء قبل

وكيف أن ،والتجريب ،نزول القرآن الكريم الذي هدى المسلمين إلى البحث .(37)التجربة أساسها االستقراء والقياس

لفرنسيس بيكون الذي يعد في (المنهج الجديد)ظهر جليا أن كتاب وقد هذا الكتاب مصدره إسالمي أصال بل إنه ،الغرب قاعدة العمل التجريبي كله

التي قامت على رفض المنطق بالنص من الرسالة لإلمام الشافعيمأخوذ اليوناني المبني على الفروض ال على المدركات الحسية واالستقراء التي

(38).أخذها بيكون من الفكر اإلسالميسها النظرية كما هو وهذا ال يعني أن هذه المناهج كانت تدرس في أس

،فالمسلمون كانوا يخضعون أبحاثهم لمعايير المنهجية العلمية ،الحال اليوموكان ذلك يظهر في الحقل ،وكانت أفكارهم مبنية على أسس منهجية

وكانوا ،إدراكا منهم أن أي عمل علمي جاد يجب أن يكون كذلك ،التطبيقي .روفادون حاجة للحديث عن أمر كان شائعا مع ،يدركون ذلك

.202المسلمون علماء وحكماء ص -37 .بتصرف122ص ،44مناهج البحث عند مفكري اإلسالم ص-38


111

ال ،كما ينبغي التنبيه إلى أن ادعاء السبق المنهجي عند المحدثينفهذا ادعاء ،يعني أن هذه المناهج كانت تحمل ذات األسماء المعروفة اليوم

،دون أن يكون لها اسم مفرد ،إذ كانت عملية التحليل تتم ؛غير صحيحأما االستقراء فإن .وكانت المقارنة تسمى المعارضة أو المقابلة أو السبر

قال ،فالن من أهل االستقراء :فكان يقال ،المتأخرين قد عرفوه باسمه الصريحاالستقراء التام في نقد الذهبي من أهل :الحافظ بن حجر في شرح النخبة

.بخالف المتقدمين الذين كانوا ربما عبروا عنه بالجمع أو التتبع ،(39)الرجالوهو سبق الفكر ،إذن كل الدالئل تعطي الحقيقة الثابتة التي ال مرية فيها

على نحو تطبيقي "التجريبي"أسس المنهج العلمي اإلسالمي للغرب في وضع هي عناصر البحث وهذه ،والتمثيل ،والقياس ،ال نظري قوامه االستقراء

(40).العلمي الحديث

.442ص/3تحفة األحوزي ج - 39 .195ص/2الحضارة اإلسالمية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل ج -40


111

رابعالمبحث ال عند المحدثين للمنهج االستقرائيتطبيقية نماذج

:استقراء تالمذة الراوي :األنموذج األولمن أن يقوم بمسح شامل , البد للناقد لكي يحكم حكما دقيقا على الراوي

فإذا هو الطريق الوحيد للحكم على ضبطهفذلك , واستقراء تام لتالمذة الراوياستطاع عنده بعد إحصاء دقيق لكل تالمذتهقام بهذا االستقراء وتحصل ما

.أن ينتقل بعد ذلك للخطوة التالية في العملية النقديةوقد كان النقاد يقومون بهذا االستقراء ويتحرون فيه االستيعاب عن

ومن أمثلة ذلك ما ذكره عبد اهلل بن أحمد , وضبط العدد, طريق الحصرهذه تسمية من روي عن عمر بن الخطاب من :أبي فقال أملى علي " :قال

ثم قال ومن أهل المدينة فعدهم , ثم عدهم فبلغوا خمسة تالمذة, أهل مكةثم قال ومن روي عن عمر من أهل البصرة , فبلغوا ستة وخمسين تلميذا

ثم ذكر تالمذة عثمان وعلي رضي اهلل , فعدهم فبلغوا خمسة وأربعين تلميذا (41)."عنهم جميعا

والستقراء تالمذة الراوي فوائد عدة وهي ذات صلة بالعملية النقدية منها :على سبيل المثال اآلتي

.بعض التالمذة على بعض الشيوخـ اكتشاف كذب -1 .ـزوال الجهالة عن الشيخ أو ثبوتها-2

.244ص/1ج–العلل ومعرفة الرجال -41


111

.ـ تصنيف تالمذة الشيخ على مراتب3ولكل هذه الفوائد أمثلة .واالنقطاع من أحاديث الرواة ،ـ معرفة االتصال4

.وأدلة من عمل المحدثين ال يتسع المقام لسردها :استقراء مرويات الراوي :األنموذج الثاني

والتي ينبغي أن يوليها ،من مهمات عمل الناقد :تقراء مرويات الراوياس ألن الناقد يتوصل إلى نتائج مهمة ذات صلة , مزيدا من العناية واالهتمام

واستقراء النقاد لمرويات , وثيقة بالحكم على الراوي من خالل عدد المرويات :الرواة يدور في إطارين اثنين

محل _ لناقد بمحاولة استيعاب مرويات الراوي يقوم ا :في اإلطار األول وكثيرا ما كانت أحكامهم تصدر بعد هذه العملية , جميعها_ البحث

ولم يرو , فيقولون فالن روى كذا حديثا , االستقرائية على شكل أرقام محددةوما ذلك إال , وغيرها من العبارات المتشابهة, فالن إال كذا من األحاديث

ه العملية االستقرائية لمرويات الراوي فأنتجت أبحاثهم هذه ألنهم قاموا بهذ .األعداد الدقيقة

:ومن األمثلة على ذلك وكان حسن الهيئة ،وكان دباغا , عن يزيد بن أبي صالح :قال وكيع

(42).عنده أربعة أحاديث

.145مسند الجامع ص -42


111

م عندك حيآدم بن علي وجبلة بن س, معينيحيى ابن لبن الجنيد اقال واحدا؟

, (43)روى عن كليهما عشرون حديثا وما أرى ي ،وجبلة ثقة ،ثقة قال آدم ثم , ففي هذين المثالين استقرأ النقاد جميع أحاديث الرواة محل البحث

دليل على أن الناقد قد قام بعملية وهذا ،صرحوا بعدد المرويات لكل منهم كلهذا بقام بمقارنة قدبد أنه أيضا وال, استقراء تامة لكل المرويات

ومن ثم فإن حكمه على الراوي نابع من إدراك , بمرويات الثقات المتقنينوهذا ما يعطي هذا اإلحصاء , كلي لجوانب موافقة الثقات أو مخالفتهم

.بمرويات الراوي أهمية بالغةوهو استقراء خاص لنوع معين من المرويات ففيه :أما اإلطار الثاني

فقد , مرويات الراوي محل البحثيتوجه عمل الناقد لنوع مخصص من أو مروياته عن شيخ معين , يتوجه عمل الناقد إلى مرويات عن شيخ معين

روايات الرواة لحديث بعينه بعيدا وقد يتوجه عمله إلى استقراء, بكيفية معينةالذي جمع طرفه وقد يبقى الكشف عن حكم الحديث, معن حكمه العا

وال , العمل النقدي عند المحدثين من ضروريات اإلطاروالبحث في هذا فرب راو أتقن حديث شيخ وغلط , يغني الحكم العام عن الحكم الخاص شيئا

ورب راو ضعف من شيخ مع ثقته وجاللته في باقي , في غيره من الشيوخ .الشيوخ

.344ص/1سؤاالت ابن الجنيد ليحيى بن معين ج -43


111

وقد اشتهر عن المحدثين استقراء حديث التالمذة عن شيخهم حتى إذا ميذ من كذبه سألوا عن عدد مروياته عند شيخ أرادوا معرفة صدق تل

فإن جاء بعدد موافق لما عندهم عدوا ذلك , يشتركون معه في األخذ عنهال كذبوه, قرينة صدق كم :سئلو , دخل البصرةكان ومن ذلك أن أبا داود , وا

كم حدث خالد عن عكرمة؟ ثم علق على ذلك ؟حدث أيوب عن عكرمةفجعل ذلك دليل صدق في سماعه عن ،ايعني أخرج كما أخرجن :قائال

السائل للمسؤول عن مرويات استقرأولو لم يكن قد , شيوخه المذكورين .الشيخ لما كان للسؤال عن عددها فائدة

وكثيرا ما كان النقاد يعبرون بشكل عددي عن مرويات فالن عن شيخه :الفالني ومن أمثلة ذلك

مثل ) :بن عبد اهلل أربعة أحاديثزيد يعن عن ابن عينية :قال العقيلي (أشفعوا إلي لتؤجروا)و (المؤمن للمؤمن كالبنيان)و (الجليس الصالح

(44).أي غير هذه األربعة, ليس عنده غيرها (الخازن األمين)ووسمع , سمع عبادة بن العوام من ابن أبي نجيح حديثا واحدا :حمدأقال

أخبرنا أبو عبيد ثنا عباد بن :قال ،ل مولى أبي عيينة حديثا واحدا من واصال رسول اهلل ق :قال ،مولى أبي عيينة عن خالد بن كثير ،عن واصل ،عوام

.449ص/1البن رجب جشرح علل الترمذي -44


111

قال أبو (45)«لم يحمل نجسا إذا بلغ الماء قلتين » :صلى اهلل عليه وسلم (46).ال يعلم عباد بن العوام سمع من واصل غير هذا :عبيد

استقراء مرويات الراوي عن شيخ ففي المثالين توجه عمل الناقد إلى كما يساعده في , األمر الذي يساعده في تصنيف الرواة وفق طبقات, بعينه

الرواة فيما إذا حدث أحدهم عن هذا الشيخ ما ليس من الكشف عن أخطاء أن ومن ذلك ،ا فوضع ة على الراوي قو على الحكم دكما يساع ،حديثه

:يعني ،رحمه اهلل معروف إنه من أهل االستقراء التام ابن عديالحافظ ولهذا لما تكلم العلماء في ؛يخرج بنتيجة ثم ،دائما يستقرئ مرويات العلماء

:ذكر قال -رحمه اهلل-وشيخ اإلمام مسلم ،حرملة بن يحيى تلميذ ابن وهبوهذا حرملة بن يحيى ذكر العلماء ،تبحرت حديثه فلم أجد له حديثا منكرا

،فابن عدي ،في ترجمته أنه يروي عن ابن وهب وحده خمسين ألف حديثثم خلص ،طلع على أكثر من خمسين ألف حديث لحرملة بن يحيىأ قطعا

بن اوهو توثيق حرملة ،فكان حكمه هو المعتمد في هذا ،إلى حكم فيه .(47).يحيى

بل وقيام أبحاثهم , المحدثين لالستقراء في أبحاثهموبهذا يظهر جليا استخدام .على هذا المنهج وراء قوتها

.52ح/1باب التوقيت في الماء ج–كتاب الطهارة –سنن النسائي -45 .161ص/1الطهور للقاسمي ج- 46 24ص/1شرح كتاب الموقظة ح -47


111

:استقراء منهج الراوي األنموذج الثالثومعناها أن يعرف من خالل االستقراء أن الراوي الفالني إذا قال

:مثاله إذا قال الشافعي ،حدثني الثقة مثال فإنما يعني به شخصا بعينهالليث بن سعد فالثقة يحيى بن حسان التنيسي حدثني الثقة عن "

.(48)"البكريذا قال قة مسلم بن خالد حدثني الثقة عن ابن جريج فمراده بالث" :وا

.(49)"المخزومي موالهمأنواع االستكشاف للرواة الن كل عالم له أصعبويعد هذا النوع من

.ريقته الخاصة في إيراد ذكر شيوخهمنهجه وط

549ابن حجرص -تقريب التهذيب - 48 . 529المصدر السابق ص -49


111

خامسالمبحث ال استخدام المنهج االستقرائيمن المحدثين مقاصد

وكان من أهدافهم في عدة مواضع هجالمنلقد استخدم المحدثون هذا :اآلتي هم منهج االستقراءاستخداممن ومقاصدهم

:الكشف عن الشذوذ في المتنأوال ،أو التصحيف ،أو االضطراب ،أو القلب ،المتمثل في الزيادة في المتن

وكان ،وانتهج المحدثون في ذلك استقراء جزئيات كل مسألة ،أو اإلدراج :الحكم عليها بعد ذلكثم فالكشمن ذاك دفالهفيزيد ،وهي أن يروي جماعة متنا واحدا بإسناد واحد" :الزيادة في المتن -1

هي أن يروي :أو (50)"زيادة لم يذكرها بعض الرواةبعض الرواة في المتن .ال يرويها غيره أحد الرواة زيادة لفظة أو جملة في متن الحديث

إال ،وبالرغم من اختالف العلماء على هذه الزيادة بين الرفض والقبول ويحقق الرأي ،أن ابن الصالح بحث فيها بنحو يحل كثيرا من اإلشكال

:الواضح وذلك بتقسيمه لها إلى ثالثة أقسام هيما رواه :ومثالها ،فحكمها الرد ،أن تخالف الرواية ما رواه الثقات :األول

أي العمل :سألت النبي صلى اهلل عليه وسلم :عبد اهلل قال عنالبخاري اتفق أصحاب " :قال ابن حجر .(51)"الصالة على وقتها" :أحب إلى اهلل؟ قال

:الفق :قال الدار قطني ،"الصالة على وقتها"شعبة على اللفظ المذكور

.9ص/2ابن حجر، فتح الباريج -50 (.504)الصالة لوقتها، برقمالبخاري، مواقيت الصالة، باب فضل -51


111

ما أحسبه حفظه ألنه كبر :"قال الدارقطني ،(52)"الصالة في أول وقتها"كذلك رواه الحسن بن علي المعمري عن أبي موسى .(53)"وتغير حفظه

في أول " :محمد بن المثنى عن غندر محمد بن جعفر عن شعبة كذلكفقد رواه أصحاب أبي موسى ،"تفرد به المعمري" :قال الدارقطني ،(54)"وقتها

وأيضا تفرد عثمان بن عمر عن مالك بن مغول ،"على وقتها:"عنه بلفظوالمعروف عن مالك بن مغول كرواية ،(في أول وقتها) عن الوليد به بلفظ

ورواياته كلها ثم حكم ،هكذا تم استقراء الحديث وتتبع جزئياته ،(55)الجماعة .(56)كما فعل ذلك النوويبالضعف "في أول وقتها:"على رواية

فهذه ،أن ال يكون فيه منافاة وال مخالفة أصال لما رواه غيره :الثاني ما رواه جماعة عن األعمش عن أبي رزين وأبي :ومثاله ،الرواية تقبل

إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع ):صالح عن أبي هريرة مرفوعا الرواة عن األعمش ،(58)(فليرقه) وتفرد علي بن مسهر بزيادة .(57)(مرات

.10ص/2ابن حجر، فتح الباري، ج -52 10ص. المصدر نفسه - 53 .247ح/1في السنن، باب النهي عن الصالة بعد صالة الصبح، ج ،الدر قطني -54 .10ص/2ابن حجر، فتح الباري، ج -55 .51ص/3المجموع شرح المهذب، ج -56، ومسلم، كتاب (162)ل به شعر اإلنسان، حالبخاري، كتاب الوضوء، باب الماء الذي يغس -57

(.269)الطهارة، باب حكم ولوغ الكلب، حراقة ما في اإلناء الذي (764)مسلم، باب حكم ولوغ الكلب، برقم -58 ، والنسائي، سؤر الكلب وا

(.75)ولغ فيه، برقم


111

فروى الحديث ،جاء علي بن مسفر ،يروون هذا الحديث بدون ذكر الزيادة وخرج الحديث من صحيحه ،هذه الزيادة قبلها اإلمام مسلم ،بهذه الزيادة

وهو المعقول أيضا ولذلك قبلها ،فهذه الزيادة ال تنافي أصال لما رواه غيره (59).جميع المحدثين

،فله شبه األول وشبه بالثاني أيضا ،ما يقع بين هذين النوعين :الثالث ما رواه أبو مالك :ومثاله ،مثل زيادة لفظة في حديث لم يذكرها سائر رواته

:قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم :األشجعي عن ربعي عن حذيفة قال ،(60)"الحديث ...وجعلت تربتها لنا طهورا ،وجعلت لنا األرض كلها مسجدا "

ووجه تردد هذا النوع بين .(61)مالك بزيادة تربتها عن سائر الرواة انفرد أبوإن ما رواه الجماعة عام لشموله جميع أجزاء ،النوعين أنه يشبه األول

وفي ذلك مغايرة في ،وما رواه المنفرد بالزيادة مخصوص بالتراب ،األرضويشبه النوع الثاني أنه ال منافاة ،ونوع مخالفة يختلف فيها الحكم ،الصفةولم يصرح ابن الصالح بحكم النوع األخير ،ألن التربة من األرض ؛بينهما

فقبله مالك والشافعي لعدم ،وقد اختلف فيه العلماء ،المتوسط بين النوعينألن الزيادة لما كانت ؛ولم يقبله أبو حنيفة ومن وافقه ،المنافاة بينهما

كم فقد أصبحت من قبيل الزيادة المعارضة فال تكون تقتضي تغييرا للح

.69ص/1شرح التذكرة البن الملقن -59 (522)مسلم، كتاب المساجد، ح -60 .246ص/1دريب الراوي،ج السيوطي، ت -61


111

لذلك جوز األحناف التيمم بكل ما كان من جنس األرض كالصخر ،مقبولةوخص الشافعية أن يكون التيمم بالتراب ،والحصى ولم يقيدوه بأن يكون ترابا

ضح من هذا النوع أن الزيادة التي تدخل توت ،(62)"وتربتها"فقط عمال برواية .ئرة الشذوذ هي الزيادة المنافية والمخالفة فقط ليست كل الزياداتفي دا

،والقلب يعرف في اللغة بصرف الشيء عن وجهه :القلب في المتن -2 (63)هو أن توضع لفظة محل لفظة من متن الحديث :وفي االصطالح

إذا ):قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم :حديث أبي هريرة قال :ومثال ذلكقال ،(64)(وليضع يديه قبل ركبتيه ،أحدكم فال يبرك كما يبرك البعيرسجد

:إن حديث أبي هريرة مما انقلب على بعض الرواة متنه وأصله" :ابن القيمبالضعف على المتن الذي يهويحكم عل ،(65)"وليضع ركبتيه قبل يديه"

اكتشف فيه هذا القلب ألنه ناشئ عن اختالل ضبط الراوي للحديث حتى .(66)أحاله عن وجهه

.426-424منهج النقد في علوم الحديث، ص - 62 ، والسيوطي46تصار علوم الحديث، ص، وابن كثير، اخ217ابن الصالح، المقدمة،ص -63

.1/292تدريب الراوي، .440ح/1 –باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه -داود أبو -64 .1/399داود،، وتهذيبه لسنن أبي 1/56زاد المعاد، -65المنهج العلمي عند المحدثين في التعامل مع متون السنة، مجلة إسالمية المعرفة، المعهد -66

.19-14م، ص1994هـ، 1419، (13)العالمي للفكر اإلسالمي، العدد


111

في اللغة االضطراب يعني ضرب بعضه :االضطراب في المتن -3رواية الحديث :وفي االصطالح ،واضطرب األمر بمعنى اختل األمر ،بعضا

.(67)ال مرجح بينها وال يمكن الجمع ،على أوجه مختلفة متساوية في القوةأن تكون الروايات المختلفة :أولهما :وهناك شرطان يتحقق بهما االضطراب

فإن ترجح شيء منها ،متساوية في القوة بحيث ال يمكن الترجيح بينهما .ويقابله الشاذ أو المنكر ،ويكون محفوظا أو معروفا ،فالحكم للراجح

فإن أمكن إزالة االختالف بوجه ،أن ال يمكن التوفيق بينهما :وثانيهماواالضطراب موجب لضعف الحديث إلشعاره بعدم ،صحيح زال االضطراب

جاء :قال ،ومثاله حديث ابن عباس رضي اهلل عنهما ،(68)ضبط الراويأفأ ،إن أمي ماتت وعليها صوم:"فقال ،رجل إلى النبي صلى اهلل عليه وسلم

،نعم :قال ،"أرأيت لو كان عليها دين أكنت تقضيه؟" :قالصوم عنها؟ ففهذا الحديث اختلف األعمش في ،(69)"فدين اهلل أحق أن تقضيه" :قال

ليك أوجه االختالف فيه ،إسناده ومتنه :وا جاءت امرأة :قال ،رواه جماعة عن األعمش بإسناده عن ابن عباس -1

أختي ماتت وعليها إن" :فقالت ،إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم .(70)"صوم

.204، وابن الصالح، المقدمة، ص1/272السيوطي، التدريب، -67 .205ابن الصالح، ص ،349-344هذي الساري -68 .27التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد، ص -69 ..195فتح الباري ص -70


111

ة جاءت إلى أمر ايقول بعضهم في هذا الحديث عن ابن عباس إن -2أفأ ،إنه كان على أمها صوم شهر:فقالت ،النبي صلى اهلل عليه وسلم

.(71)؟قضيه عنهاوروى مالك عن ابن شهاب عن عبيد اهلل بن عبد اهلل بن عتبة بن -3

مسعود عن عبد اهلل بن عباسان سعيد بن عبادة استفتى رسول اهلل صلى فقال رسول ،"ولم تقضه؟ ،إن أمي ماتت وعليها نذر:"اهلل عليه وسلم فقال

.(72)"أقضه عنها" :اهلل صلى اهلل عليه وسلميا رسول اهلل " :أن سعدا قال :وفي رواية أخرى لمالك عن ابن عباس -4

فما تأمرني؟ :قال ،"(نعم)": قال ،"أينفع أمي أن أتصدق عنها وقد ماتت؟مشاهد فكلها عن ابن و فهذه الروايات كما هو متتبع .(73)"أسق الماء":قال

قال جل هذه االختالفات ألو ،عباس وكل واحدة منها تختلف عن األخرىبن حجر لم يرتض إال أن ا .(74)"إن هذا الحديث مضطرب:"ابن عبد البر

.(75)أمر االضطراب فيه

..3312ح-3أبوداود، كتاب األيمان والنذور، باب في من مات وعليه صيام، ج -71 (. 11)، ومسلم، النذور،2710ح-3باب قضا النذور عن الميت ج -كتاب الوصايا-البخاري -72 .4/274، الشوكاني، نيل األوطار،3/57قاني،، الزر 9/24ابن عبدالبر، التمهيد، -73 .9/26ابن عبد البر، المصدر السابق، -74 ابن حجر، الفتح، كتاب جزاء الصيد، باب الحج والنذور عن الميت، في شرح الحديث، -754/75.


111

ما رواه الحجاج بن أرطأة عن الزهري عن عمرة بنت عبد :آخر مثالإذا رمى " :قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم :الرحمن عن عائشة قالت

(76)."أحدكم جمرة العقبة فقد حل له كل شيء إال النساءورواه الحجاج عن أبي بكر بن محمد بن عمرو عن عمرة قالت سألت

قال رسول :فقالت ؟محرمعائشة أم المؤمنين رضي اهلل عنها متى يحل الل لكم كل شيء إال إذا رميتم وذبحتم وحلقتم ح" :اهلل صلى اهلل عليه وسلم

.(77)"النساءعائشة قالت قال عن ورواه الحجاج عن أبي بكر بن محمد عن عمرة

إذا رميتم وحلقتم فقد حل لكم الطيب " :رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم .(78)"النساء والثياب وكل شيء إال

.في سنده ومتنه طرب الحجاج بن أرطأة الكوفي فهذا الحديث اض :في المتن

.اضطرب في السبب الذي يحل للمحرم كل شيء إال النساء .الرمي فقط :فقال مرة .الرمي والذبح والحلق :ومرة .الرمي والحلق :ومرة

.1940ح/2باب رمي الخمار ح -أبو داود كتاب المناسك -76 .146ح/2باب المواقيت ح -كتال الحح–الدار قطني -77 .995ح/2مسند إسحاق بن راهويه ح -78


111

واألمثلة على ذلك كثيرة في بقية أقسام هذا الجانب من المنهج د االستقرائي ولكن نكتفي بهذا القدر من تتبع األحاديث واستقراء المتن والسن

(79).للكشف عن قبول الرواية أو ردها

:الكشف عن العلة في متن الحديث ثانيا الكشف عن العلة في استخدامات المحدثين لهذا المنهج أهدافمن

وفي مصطلح المحدثين تطلق ،والتي تعني في اللغة المرض متن الحديثثم يحكم عليه ،على السبب الغامض الذي يقدح في صحة الحديث ورفضه

:ويتم ذلك بعدة وجوه منها ،بالضعف أو الصحةمن استخدامات هذا المنهج إذا خالف :مخالفة الحديث للقرآن الكريم-أ

ولقد رد بها ،فذلك علة كافية لرد الحديث وعدم قبوله ،الحديث القرآن الكريمة عائشة سمعت السيد :ومن ذلك ،الصحابة رضوان اهلل عليهم األحاديث

ليس أحد يحاسب إال ) :ى اهلل عليه وسلم يقولرضي اهلل عنها الرسول صلفأما }:أليس يقول اهلل عزوجل ؛جعلني اهلل فداك فقالت يا رسول اهلل ،هلك

إنما ذلك " :فقال ،80{يسيرا من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا ؛وردت عدد من األحاديث ،(81)"ولكن من نوقش الحساب يهلك ،العرض

حدثني عبدة ،حدثني عثمان" :أيضا "صحيحه"من ذلك حديث البخاري في

.الباحث -79 .4 – 6: االنشقاق 80-، ومسلم، كتاب الجنة، 103ح-1ج-باب من سمع شيئا ولم يفهمه -البخاري، كتاب العلم -81

.6404ح-4الحساب ج إثباتباب


111

وقف النبي :قال ،عن ابن عمر رضي الله عنهما ،عن هشام عن أبيه؟ "هل وجدتم ما وعد ربكم حقا " :فقال ،صلى اهلل عليه وسلم على قليب بدر

إنما قال النبي :فقالت ،فذكر لعائشة ،"إنهم اآلن يسمعون ما أقول" :ثم قالالذي كنت أقول لهم هو إنهم اآلن ليعلمون أن" :صلى اهلل عليه وسلم

انتهى من ،"حتى قرأت اآلية ،{إنك ال تسمع الموتى} :ثم قرأت ،"الحق ،ابن عمر :هما ،وقد رأيته أخرج عن صحابيين جليلين .صحيح البخاري

تصريح النبي صلى اهلل عليه وسلم بأن أولئك الموتى يسمعون ،وأبو طلحةية ابن عمر بما فهمت من القرءان ذلك ألنه ورد عائشة لروا ،ما يقول لهم

زوجها إنحديث فاطمة بنت قيس :ومن ذلك أيضا .ناقض اآلية المذكورة ،(82)"نفقة وال سكنى"طلقها آخر تطليقة ولم يجعل لها صلى اهلل عليه وسلم

ال ندع كتاب اهلل وسنة نبينا بقول امرأة ال :"فرده عمر بن الخطاب وقالال تخرجوهن من بيوتهن }:حيث أشار إلى اآلية .(83)"نسيتندري أحفظت أم

بينة وبناء على هذه القاعدة ،[1:الطالق]{وال يخرجن إال أن يأتين بفاحشة م .رد المحدثون العديد من األحاديث على الرغم من صحة أسانيدها

كذلك استخدم المحدثون منهج :مخالفة الحديث لحديث آخر معمول به-باالستقراء في رد األحاديث التي تتعارض مع الحديث الصحيح ومن أمثلة

حديث ، مسند أحمد، (2290)وأبوداود، في نفقة المبتوتة، برقم. 9/459ابن حجر، الفتح،/ 82 (.26145)فاطمة بنت قيس، برقم

1140ح-3باب المطلقة ثالثا ال سكنى لها وال نفقة ج–الترمذي،في السنن، كتاب الطالق / 83


111

ما رواه مسلم عن أبن عباس أن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم :ذلكورفضه األحناف ،وأخذ به مالك والشافعي وأحمد ،(84)"قضى بيمين وشاهد"

كنت بيني " :ن أبن قيس قالخاري عن األشعث عبالحديث الذي رواه الب ،وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم

وروى نحو هذه القصة وائل بن حجر رضي ،(85)"شاهداك أو يمينه" :فقالوغير ذلك من األحاديث ،(86)"ليس لك منه إال ذلك" :وزاد فيها ،اهلل عنه

.الذي ردها المحدثون لمخالفتها ألحاديث أخرى صحيحةومن طرق االستقراء في مناهج المحدثين :مخالفة الحديث للعقل السليم -ج

استخدمه المحدثون في رد العديد من ،مخالفة األحاديث للعقل السليمزاق بن:من ذلك ؛األحاديث يهمام أخبرنا ابن جريج أخبرن حدثنا عبد الر

ي بكر قال سمعت أبا هريرة عبد الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن عن أب قصصه من أدركه الفجر جنبا فال ييقص يقول ف -اهلل عنه يرض -

فانطلق .فأنكر ذلك –ألبيه -فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث .يصماهلل يرض -دخلنا على عائشة وأم سلمة طلقت معه حتىعبد الرحمن وان

فكلتاهما قالت كان النبي -قال -فسألهما عبد الرحمن عن ذلك -عنهما -قال -يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم -صلى اهلل عليه وسلم-

.4579ح-5باب القضاء باليمين والشاهد، ج -مسلم في الصحيح، كتاب األقضية -84 .5/243ابن حجر، فتح الباري، -85ابن حجر، (. 365)ع حق مسلم بيمين فاجرة، برقممسلم، كتاب األيمان، باب وعيد من اقتط -86

.5/243فتح الباري،


111

فقال مروان .فانطلقنا حتى دخلنا على مروان فذكر ذلك له عبد الرحمن -قال -ال ما ذهبت إلى أبى هريرة فرددت عليه ما يقول عزمت عليك إ

فذكر له عبد الرحمن -قال -فجئنا أبا هريرة وأبو بكر حاضر ذلك كله ثم رد أبو هريرة .قال هما أعلم .فقال أبو هريرة أهما قالتاه لك قال نعم

ذلك إلى الفضل بن العباس فقال أبو هريرة سمعت ذلك من يكان يقول فماقال فرجع أبو هريرة .-صلى اهلل عليه وسلم-الفضل ولم أسمعه من النبي

رمضان قال كذلك كان يقلت لعبد الملك أقالتا ف .لكعما كان يقول في ذ ،ومن ذلك أيضا ما رواه أبو داود .(87)يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم

حدثنا الفضل بن موسى عن يحسين بن حريث المروز ىكتب إل :قالابن عباس قال الحسين بن واقد عن عمارة بن أبى حفصة عن عكرمة عن

فقال إن امرأتي ال تمنع يد -صلى اهلل عليه وسلم - يجاء رجل إلى النب .(88)"فاستمتع بها" :قال .يقال أخاف أن تتبعها نفس ."غربها" :قال ،المس

ألنه من المستبعد عقال أن ،رد اإلمام أحمد هذا الحديث واعتبره ال أصل له يوذكره ابن الجوز ،زوجته الفاجرة يأمره النبي صلى اهلل عليه وسلم بإمساك

وهناك عدد من األحاديث التي ردها العلماء ألنها .(89)في الموضوعات .ونكتفي منها بهذا القدر ،تخالف العقل السليم

(.2745)مسلم في الصحيح، كتاب الصيام، باب صحة صيام من أصبح جنب، برقم -87، والنسائي، (2051)أبوداود، كتاب النكاح، باب النهي عن تزويج من لم تلد من النساء، برقم -88

(.5340)النكاح، باب تحريم الزانية، برقم .2/262ابن الجوزي، الموضوعات الكبرى، -89


111

كما رد المحدثون عدد من األحاديث عندما توبعت وتم :فته للحسمخال -دحديث :ومن ذلك ؛تطبيق منهج االستقراء عليها ووجدت أنها تخالف الحس

من حدث حديثا ) :ول اهلل ـ صلى اهلل عليه و سلمقال رس :أبي هريرة قال ن كان ا قال بعض العلماء هذا حديث باطل و ،(90)(فعطس عنده فهو حق

ن صحح بعض الناس سنده :"وقال ابن القيم .(91)كالشمسسنده وهذا وا ولو عطس ،ألنا نشاهد العطاس والكذب يعمل عمله ،فالحس يشهد بوضعه

مائة ألف رجل عند حديث يروى عن النبي صلى اهلل عليه وسلم لم يحكم .(92)"ولو عطسوا عند شهادة زور لم تصدق ،بصحته بالعطاس

كما استخدم :في الثواب أو العقاب على عمل صغير المجازفة -هـالمحدثون منهج االستقراء في رد العديد من الروايات التي اشتملت على

وفي العقاب على ذنب حقير ،المجازفة في الثواب على عمل صغيروباالستقراء والنظر إلى أسانيد هذه الروايات ال يحتاج الحكم عليها بالوضع

قال رسول اهلل صلى :ن مجاهد عن ابن عباس قالحديث ع :ومن أمثلتهيقرأ في كل ،من صلى الضحى يوم الجمعة أربع ركعات" :اهلل عليه وسلم

:إلى أن قال... وقل أعوذ برب الفلق عشر مرات ،ركعة بالحمد عشر مراتفمن صلى هذه الصالة وقال هذا القول دفع اهلل عنه شر الليل والنهار وشر

،(7352)أبو يعلى، عن أبي هريرة، برقم -/90 .1/247، والعجلوني، كشف الخفاء،1111السخاوي، المقاصد الحسنة،ص -91 .52ابن القيم، المنار المنيف، ص -92


111

هل األرض وشر اإلنس وشر كل سلطان جائر وشيطان أهل السماء وشر أوالذي بعثني بالحق لو كان عاقا لوالديه لزرقه برهما وغفر له ويقضى ،مارد

وذكر .وسبعين حاجة من حوائج الدنيا ،له سبعين حاجة من حوائج اآلخرةوالذي :إال أن قال .من هذا الجنس ثوابا طويال ال يضيع الزمان بذكره

وال ،إن له من الثواب كثواب إبراهيم وموسى ويحيى وعيسىبعثني بالحق وهذا حديث " :قال ابن الجوزي .(93)"يقطع له طريق وال يعرف له متاع

هذه من المجازفات ،موضوع على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم بال شكوليس من المعقول أن تعدل صالة رجل ،وال تصديقها ،يمكن قبولها التي ال

ولذلك رد ابن الجوزي هذه الرواية وحكم عليها ،عمل أولئك األنبياءمن صلى ركعتين فله :وكيف يحسن أن يقال" :وسأل مستغربا ،بالوضع

.(94)"ثواب موسى وعيسىومن منهج االستقراء أيضا مما استخدمه المحدثون في :ركاكة المعنى -و

وردوا به أحاديث ،ف العلة والشذوذ عن الحديث سندا ومتنا مناهجهم لكشقال :هريرة قال وعن أبي :ومن أمثال هذه األحاديث ،ركاكة المعنى ؛كثيرة

فابعثوه حسن الوجه ،إذا أبردتم إلي بريدا) :رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلموكل حديث فيه ذكر حسان " :ذكره ابن القيم تحت قاعدة .(95)(حسن االسم

.2/112ابن الجوزي، الموضوعات، /93 .المصدر نفسه/ 94 (.12430)ماجاء األسماء وما جاء في األسماء الحسنة،الهيثمي، مجمع الزوائد، باب / 95


111

أو التماس الحوائج عنهم أو ،أو األمر بالنظر إليهم ،أو الثناء عليهم ،الوجهثم مفترى ،فكذب مختلق ،ال تمسهم النارأن .(96)"وا

ويتبين من األمثلة آنفة الذكر أن المحدثين في مناهجهم لم يألوا جهدا في بنحو منهج متكامل استخدموا من خالله ،معالجة السنة النبوية سندا ومتنا

وردا ،كل مناهج البحث الحديثة ليطبقوها على المرويات تثبيتا لصحيحهاوبيانا للشذوذ والعلة فيها وذلك كله زودا ودفاعا عن سنة ،ورفضا لسقيمها

.وصونا لها من الدس والدخيل فيها ،النبي صلى اهلل عليه وسلم

.93ابن القيم، المنار المنيف، ص -96


111

:خاتمةوعلى اله دنا محمدهلل رب العالمين والصالة السالم على سي دالحم

:اآلتية جلنتائت لتوصلو ت هذه الدراسةتم دقف دوبع ..وصحبه وسلمالمحدثين كانوا سباقين في استخدام مناهج البحث في دراساتهم إن-1

بذلك ونلتعديل في ميدانه التطبيقي ملتزموكانت أبحاثهم في الجرح وا .عميقة لدرجة كبيرة

و يعدون أول ،وهم من وضع قواعد التسوية في القبول للروايات واآلثار-2األمر الذي ينقض دعوى السبق الغربي في ابتكار ؛من أسس لهذا العلم

.علم المناهجأن المحدثين أول من استخدم المنهج االستقرائي في نقد الرواية سندا -3

.اإلسالميوأنه موجود في التراث ، ومتنا يعتمد المنهج االستقرائي في كشف السنن والقوانين الثابتة اإلسالمأن -4

إنماالذي يبين الحق الدليل إلىوأن اكتشاف السنن والتوصل ، والمطردة .واآلفاقمن استقراء التاريخ والواقع وآيات األنفس يتأتى

:التوصيات ،الدراسة بضرورة تأصيل فكرة العمل المنهجي عند المحدثين توصي-1

.مي لكل محدثالخطة الفكرية والمنهج العل بإيضاحوذلك بحث خاص في مناهج المحدثين في قبول األحاديث أفرادالبد من -2

.فيه وبيان ميادين عملهم المنهجي ،وردهاة العلمية ضرورة أن نركز في أبحاثنا على إبراز مالمح المنهجي -3

.ومعالمها عند المحدثين وفق األطر المنهجية الحديثة


111

:المصادر والمراجع .القرآن الكريم-1دار ،علي بن حسن بن علي :تحقيق ،اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير-2

. ه 1415 ،الطبعة األولى ،الرياض - ،العاصمة :اعتنى به ،وليد بن راشد السعيدان :تأليف ،إتحاف النبهاء بضوابط الفقهاء-3

.سالم بن ناصر القرينيوكالة المطبوعات ،،أحمد بدر،أصول البحث العلمي ومناهجه-4

م4،1964ط،الكويتيةعبد الوهاب عبد :تحقيق ،للسيوطي :تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي -5

.ه1409الطبعة الثالثة ،لبنان ،بيروت ،دار الكتب العلمية ،اللطيفطبعة دار الرشيد بحلب _تحقيق محمد عوامة _البن حجر_تقريب التهذيب -7 هـ1407الطبعة األولى _ ،الطبعة األولى-بيروت –دار الكتاب العربي :الناشر ،التعريفات للجرجاني-6

.ه1405دار الكتب :الناشر-المباركفوري أبو العال -تحفة األحوزي بشرح جامع الترمذي-4

بيروت -العلمية البن حجر العسقالني ط دار الفكر ـ بيروت الطبعة األولى ،تهذيب التهذيب -9 (.هـ1404)

ألبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن :تهذيب الكمال في أسماء الرجال -10مؤسسة (.هـ1413هـ ـ 1403)الطبعة الثانية .بشار عواد معروف :تحقيق .المزي

وتبير -الرسالة


111

وزارة الناشر -البن عبد البر ،التمهيد لما في الموطأ من المعاني واألسانيد-11مصطفى بن تحقيق -ه1346 ،المغرب -عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية

.محمد البكري ,أحمد العلويالقاضي عبد المنعم بن عبد الرسول -جامع العلوم في اصطالح الفنون-12

دار الكتب :الناشر ،(حسن هانئ :الفارسيةعرب عباراته ) -األحمدي .م2000الطبعة األولى _بيروت_لبنان_العلمية

دار الكتب التعليمية -الطيب القنوجي أبو -ذكر الصحاح الستة فيالحطة -13 األولى :الطبعة -م1945/ هـ1405 -بيروت -

علي بن نايف -الحضارة اإلسالمية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل-14 .م2004المكتبة العربية -الشحود

أبو عبد اهلل محمد بن أبي بكر :في هدي خير العباد لإلمام -زاد المعاد -15ابن القيم الجوزية تتمة المكتبة اإلسالمية دار الباحث ـ ،651الزرعي الدمشقي ت

.األردن .عبد العزيز محمد الخلف ،سبق المحدثين في استخدام مناهج البحث العلمي-71

.إسالمية المعرفة –دار إحياء التراث العربي :الناشر :أبو عيسى الترمذي ،سنن الترمذي -16

ت.د.أحمد محمد شاكر وآخرون :تحقيق :بيروت -ألبي زكريا يحيى بن معين-سؤاالت ابن الجنيد ليحيى بن معين في الرجال -14

.ه1404األولى الطبعة_المدينة المنورة _مكتبة الدار -أحمد نور سيف.د:تحقيقدار الكتاب العربي ـ :الناشر -أبو داود سليمان بن األشعث ،سنن أبي داود -19

.بيروت


111

مكتب المطبوعات اإلسالمية :الناشر -المجتبى من السنن -سنن النسائي -20 حلب –

.عبدالفتاح أبو غدة :تحقيق -م1947 – 1407 ،الطبعة الثانية 1977 – 1347 ،بيروت -دار المعرفة :الناشر -سنن الدر قطني -21

.السيد عبد اهلل هاشم يماني المدني :تحقيقملتقى نور الدين عتر .د :المحقق -شرح علل الترمذي البن رجب الحنبلي -22

.أهل الحديثدار ابن :الناشر_ عدنان الفهمي:تحقيق :ذهبيرح كتاب الموقظة للش -23

.الجوزي -الرابعة :الطبعة.بيروت -دار العلم للماليين :الناشر-الصحاح للجوهري -24

.م1990يناير الطبعة ،دار طوق النحاة ،تحقيق محمد زهير بن ناصر-صحيح البخاري -25

.هـ1422األولى دار ,المكتب اإلسالمي :الناشر ،أحمد بن حنبل ،العلل ومعرفة الرجال -27

وصي اهلل تحقيق ،1944 – 1404 ،الطبعة األولى ،الرياض ,بيروت -الخاني .بن محمد عباس

،1الرياض ط ،دار طيبة ،الدارقطني ،العلل الواردة في األحاديث النبوية -26 .محفوظ الرحمن زين اهلل .د :تحقيق ،م1945 ،هـ1405

مشهور حسن بن :تحقيق-الطهور للقاسم بن سالم بن عبد اهلل الهروي-24 .ه1414الطبعة األولى–جدة -مكتبة الصحابة:الناشر–محمود


111

تحقيق محب .البن حجر العسقالني :فتح الباري بشرح صحيح البخاري -29دار ،مصورة الطبعة السلفية .وراجعه قصي محب الدين الخطيب ،الدين الخطيب

.المعرفة ـ بيروتنصر محمد عارف -واالجتماعيةالقضايا المنهجية في العلوم اإلسالمية -30

الطبعة األولى - القاهرة -المعهد العالمي للفكر اإلسالمي :الناشر -وآخرون .م1997

،محمد الحافظ :تحقيق _ للخطيب البغدادي ،الكفاية في علم الرواية -31 مطبعة السعادة مصر

،معجم في المصطلحات والفروق اللغوية ،الكفومى ،الكليات ألبي البقاء -32 -عدنان درويش :تحقيق،.م1994 -هـ 1419 -بيروت -مؤسسة الرسالة .محمد المصري

إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي :كشف الخفاء ومزيل اإللباس -33 .بيروت -دار إحياء التراث العربي "هـ1172ت"

شرح :معجم يعنى بـ ،محمد خلف سالمة :المؤلف ،لسان المحدثين -34شاراتهم وجملة من مشكل ،مصطلحات المحدثين القديمة والحديثة ورموزهم وا

.عباراتهم وغريب تراكيبهم ونادر أساليبهمحمزة .د ،الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح األحاديث وتعليلها -35

.م2001 ،هـ1422 ،2ط،مكتبة ملتقى أهل الحديث ،الميلباريمكتبة لبنان -محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي -مختار الصحاح -37

بيروت -ناشرون .محمود خاطر :تحقيق -م 1995 – 1415 ،الطبعة طبعة جديدة


111

(هـ1334)الطبعة األولى .للحاكم النيسابوري :المستدرك على الصحيحين -36 .تصوير دار المعرفة .دائرة المعارف العثمانية ـ الهند

.القاهرة –مؤسسة قرطبة :الناشر -حنبل مسند أحمد بن -34 –راث دار المأمون للت :الناشر ،تحقيق حسين سليم أسد ،مسند أبي يعلى -39

.ه1404،األولى :ط ،دمشق ،أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي ،شرح المهذبفي المجموع -40

.م1944 ،المكتبة السلفية ،( ه234ت)لإلمام إسحاق بن إبراهيم المروزي :راهويهابن إسحاقمسند -41

-المدينة المنورة ،مكتبة اإليمان ،الدكتور عبد الغفور عبد الحق البلوشي :تحقيق .م 1991 - ه1412 ،الطبعة األولى ،السعودية

الطبعة ،المتحدةدار الجيل والشركة ،لمجموعة من المؤلفين -الجامع مسند -42 هـ 1413 ،األولى -الموسوعة العربية للنشر والتوزيعمؤسسة أعمال -الموسوعة العربية العالمية -43 .م1997 ضالرياوالدكتور حليم منتصر وعطية ,أنيس إبراهيمالدكتور -المعجم الوسيط -44

-ن لبنا ,بيروت ,التوزيعأمواج للطباعة والنشر و مد خلف اهلل أحمدمحالصوالحي و .م1946الطبعة الثانية

ولى دار األ بعةطال :جميل صليب. د -المعجم الفلسفىالمعجم الفلسفي -45 .م1961بيروت يالكتاب اللبنان


111

لإلمام أبي عمرو عثمان بن عبد -في علوم الحديث مقدمة ابن الصالح -47الطبعة حلب -مطبعة األصيل -ابن الصالح الرحمن الشهرزوري المشهور ب

-.ه1347األولى سنة ومنبع الفوائد للحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ت مجمع الزوائد -46

.يس اإلصدار الثالثمكتبة الحديث الشريف دار العر 406واكتشاف المنهج العلمي في العالم اإلسالممناهج البحث عند مفكري -44

.ه1404طبعة–دار النهضة -د علي سامي النشار -اإلسالمي -دار الفكر دمشق :الناشر-نور الدين عتر -علوم الحديث منهج النقد في -49

.م1996-هـ 1414الطبعة الثالثة ، سوريةمجلة إسالمية ،المنهج العلمي عند المحدثين في التعامل مع متون السنة -50

.م1994هـ 1419 ،(13)العدد ،المعهد العالمي للفكر اإلسالمي ،المعرفةالمؤلف سنة من األحاديث المشتهرة على األلالمقاصد الحسنة في بيان كثير -51 .دار الكتاب العربي :الناشر ،السخاوي :

.مكتبة عاطف ،مصر ،ابن القيم ،المنار المنيف -52ضبط الرحمن بن على بن الجوزي القرشى أبى الفرج عبد ،الموضوعات -53

.م1977-ه1347 األولى :الطبعة ،الرحمن محمد عثمان وتقديم وتحقيق عبددار المعرفة :الناشر -حسن الشرقاوي.د -المسلمون علماء وحكماء-54

.اإلسكندرية -الجامعية .م2005طبعة -عمر عبيد حسنة :تحقيق -محمد الغزالي-كيف تتعامل مع القرآن-55مطبعة مصطفى البابي ،للعالمة الشوكاني :شرح منتقى األخيارنيل األوطار -57

.الحلبي وأوالده

جملة كلية الرتبية - جامعة السالم - العدد األول - يونيو 2018...

Documents

Transcript of جملة كلية الرتبية - جامعة السالم - العدد األول - يونيو 2018...