2019 حزيران 2، العدد 2- املجلد - Refaad

100
جلد ا2 - د العد2 ، حزيران2019 Vol.2 Issue.2, June 2019

Transcript of 2019 حزيران 2، العدد 2- املجلد - Refaad

2019 حزيران ،2العدد -2املجلد

Vol.2 Issue.2, June 2019

دولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة ال 2019 حزيران، نيثاالعدد ال –ثانياملجلد ال

التحرير رئيس

رائد سعيد بني عبد الرحمنالدكتور

األردن -جامعة اليرموك

سكرتاريا التحرير

م. سوزان الساليمه

يةالهيئة االستشار

األردن -جامعة اليرموك األستاذ الدكتور أسامة علي الفقير

ردناأل -جامعة آل البيت األستاذ الدكتور أحمد ياسين القرالة

مصر -جامعة القاهرة األستاذ الدكتور أحمد محمد جاد عبدالرازق

تركيا -جامعة صقاريا األستاذ الدكتور أحمد بستانجي

ماليزيا -جامعة املدينة العاملية طرشاني لدكتور ياسر محمدا

ماليزيا - الجامعة الوطنية املاليزية الدكتور عبد الرحمن محمود

املغرب -مركز تدبير االختالف للدراسات واألبحاث الدكتور محمد الصادق العماري

اإلمارات العربية املتحدة -جامعة الشارقة الدكتور سيكو توري هيئة التحرير

اماليزي -جامعة العلوم اإلسالمية املاليزية خلف األستاذ الدكتور نجم عبد الرحمن

ردناأل -جامعة اليرموك لدكتور محمد زهير املحمدااألستاذ

ألردنا -جامعة اليرموك الدكتور خالد نواف الشوحةاألستاذ

ردناأل -الجامعة األردنية الدكتور عطاهللا بخيت املعايطة

ردناأل -جامعة آل البيت الدكتور محمد خير العمري

دبي -كلية الدراسات اإلسالمية والعربية الدكتور أحمد بشير الزعبي

اململكة العربية السعودية -جامعة القصيم الدكتور محمد الحادر

قطر -جامعة قطر لدكتور عالء صالح عبد املنعم هيالتا

ألردنا -جامعة العلوم اإلسالمية العاملية الدكتور الليث صالح العتوم

ردناأل -جامعة مؤتة الدكتور علي عبدهللا الفواز

ردناأل -املعهد امللكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي

التعريف باملجلة

مجلة دورية مفهرسة ومحكمة تصدر عن مركز رفاد املتخصصةللدراسات اإلسالمية ةاملجلة الدولي

. للدراسات واألبحاث

أهداف املجلة:

إلى نشر املعرفة العلمية في مجال الدراسات املتخصصةمية للدراسات اإلسال الدوليةتهدف املجلة

اإلسالمية بفروعها املختلفة: العقيدة، التفسير، الحديث، الفقه وأصوله. وكذلك معالجة املشكالت املعاصرة

ختلف موالتحديات املستقبلية من وجهة نظر الشريعة اإلسالمية . كما وتهدف إلى تنشيط حركة البحث العلمي في

قضايا الشرعية من خالل إتاحة الفرصة للباحثين والعلماء لنشر نتاجهم العلمي والبحثي الذي تتوفر فيه شروط ال

.البحث العلمي في مجال الدراسات اإلسالمية

عنوان املراسلة:

املتخصصةللدراسات اإلسالمية ةجلة الدوليامل

International Journal of Specialized Islamic Studies (SIS)

االردن -رفاد للدراسات واالبحاث

for Studies and Research

Bulding Ali altal-Floor 1, Abdalqader al Tal Street –21166 Irbid – Jordan

Tel: +962-27279055

Email: [email protected] , [email protected]

Website: http://www.refaad.com/views/SIS/home.aspx

اآلراء التي تتضمنها هذه املجلة تعبر عن وجهة نظر كاتبها جميع

وال تعبر عن رأي املجلة وبالتالي فهي ليست مسؤولة عنها

قواعد النشر

وتتوافر فيه شروط البحث العلمي املعتمد على القواعد العلمية واملنهجية املتعارف عليها في كتابة .1أن يكون البحث أصيال

البحوث األكاديمية.

على الحاسوب على برنامج مايكروسوفت .2يرسل البحث باللغة العربية أو اإلنجليزية على بريد املجلة، بحيث يكون مكتوبا

(.docxأو ) (doc) ورد بصيغةو

سم من اليمين واليسار.2.9سم من أسفل و 1.5سم من أعلى و 2بهوامش افتراضية A4يكتب البحث على ملف .3

للمتن. 12للعناوين و 14( وبخط Sakkal Majallaوخط الكتابة باللغة العربية ) 1يكون تباعد األسطر .4

للمتن. 12للعناوين و 14( وبخط Times New Romanيكون خط الكتابة باللغة اإلنجليزية ) .5

صفحة بما فيها امللخص وصفحة العنوان وقائمة املراجع. 30ال تزيد عدد صفحات البحث عن .6

كلمة على صفحة مستقلة، على أن يتبع كل ملخص بالكلمات 150يحتوي البحث على ملخص باللغة اإلنجليزية وبواقع .7

من الوصول إلى البحث من خالل قواعد البيانات.املفتاحية التي تمكن اآلخرين

يراجع الباحث بحثه مراجعة لغوية ونحوية وإمالئية. .8

يلتزم الباحث بقواعد االقتباس والرجوع إلى املصادر األولية وأخالقيات النشر العلمي وتحتفظ املجلة بحقها في رفض .9

البحث دون إبداء األسباب.

البحث بحيث يحتوي على العناصر املتسلسلة اآلتية: اعتماد منهجية واضحة في كتابة .10

املقدمة: وتتضمن اإلطار النظري للبحث وتكون الدراسات السابقة، مشكلة الدراسة وأسئلتها أو فرضياتها جزءا

منها.

أهمية الدراسة

.محددات الدراسة)الزمانية، املكانية، واملوضوعية( إن وجدت

.التعريفات باملصطلحات

لدراسة.إجراءات ا

.النتائج ومناقشتها

.التوصيات

.املراجع

:التاليAPA) )يراعى في كتابة املراجع االلتزام بتوثيق .11

،2016يشار إلى املراجع في املتن باسم املؤلف وسنة النشر بين قوسين. مثـال: داود ،Petersen, 1991.

حسب اسمتوثق املصادر واملراجع في قائمة واحدة في نهاية البحث، وترتب هج املؤلف، باللغتين العربية أو ائيا

االنجليزية هكذا: )اسم العائلة، أول حرف من االسم األول للمؤلف )سنة النشر( عنوان الكتاب، رقم الطبعة مدينة

:الى(. مثال -النشر: دار النشر. ص: من

( .تاريخ العرب قبل اإلسالم، ط1999العمري، ن )180-160دار املعارف. ص مصر: 1.

Rivera, J., and Rice, M. (2002). A Comparison of Student Outcomes and Satisfaction

Between Traditional and Web-Based Course Offerings, Jordan.p100

إدراج أسماء الباحثين ومؤسسات عملهم وأرقام هواتفهم والبريد اإللكتروني على الصفحة األولى من البحث باللغتين .12

.العربية واإلنجليزية

:املالحق أو األدوات( بصيغة الورد إلى البريد اإللكتروني التالي –إرسال جميع محتويات بحثك )متن البحث .13

[email protected] أو من خالل التسليم اإللكتروني في املجلة، ولن يقبل أي ملف بصيغة PDF

عرض البحث على اثنين من املحكمين العلميين في ذات تخصص البحث وعند تعارض حكمهما على البحث يعرض على ي .14

.محكم ثالث ويكون قراره هو املرجح في قبول البحث أو رفضه

يقوم يلتزم الباحث/ الباحثون بإجراء التعديالت التي طلبها املحكمون وفي حالة عدم الرغبة في تعديل بعض املالحظات .15

بكتابة رد علمي مبرر ليعرض على هيئة التحرير، وفي حالة اقتناعها برد الباحث ال يتم تعديل املالحظة، وإن لم يكن هناك رد

.علمي مبرر يلتزم الباحث بملحوظات املحكمين كما هي

قام بها وأرقام يرسل الباحث/ الباحثون بحثهم بعد التعديل في ملف منفصل وملف آخر يحتوي على التعديالت التي .16

.الصفحات، وتبرير علمي للملحوظات التي لم تعدل

إرسال تعهد بنقل حقوق النشر إلى املجلة وعدم التصرف في البحث إلى حين الحصول على رد نهائي من املجلة. .17

.يحصل الباحث على خطاب بقبول نشر البحث أو رفضه مع صورة من قرار املحكمين في خالل شهر على األكثر .18

فظ املجلة بحقها في إخراج البحث، وإبراز عناوينه بما يتناسب وأسلوبها في التحرير والنشر.تحت .19

( من خالل الدخول على موقع املجلة اإللكتروني.pdfيستطيع الباحث الحصول على نسخة من بحثه )ملف .20

فهرس املحتويات

ملحتويات ات

# اسم البحث رقم الصفحة

افتتاحية العدد

1 النشأة والدور والتحديات -ركة الطالبية اإلسالمية في فلسطينالح 123

2 مقاربة لالستدالل الظني والقطعي في مناهج بعض العلوم عند املسلمين 139

3 تخريج ودراسة -األحاديث الواردة في تفسير القرآن العظيم البن كثير من سورة الفرقان 148

4 دراسة تحليلية مقارنة -السيرة النبوية منهج القرآن الكريم في تناول أحداث 169

-االجتهاد الفقهي املالكي ودوره في رعاية حقوق األسرة واستيعاب نوازلها 182 نموذجا

جهيز أ وجة للت 5 إمهال الز

افتتاحية العدد

بسم هللا الرحمن الرحيم

لى عظيم فضله، ونصلي ونسلم بسم هللا الرحمن الرحيم نحمد هللا الذي تتم به الصالحات، ونشكره ع

:على سيد الخلق ، محمد بن عبدهللا وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد

يسر هيئة تحرير املجلة الدولية للدراسات اإلسالميه املتخصصة أن تضع بين أيدي قرائها العدد الثاني

املوضوعات البحثية ه، وقد حفل هذا العدد بنشر جملة من1440م شوال2019من املجلد الثاني، يونيو

وقد غدت .املتخصصة واملتنوعة في الدراسات اإلسالمية: الحديث، التفسير، أصول الفقه، القيادة والحركة

املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة قبلة لعدد من الباحثين من كافة الدول ، وهذا بفضل هللا أوال

بحوث سواء من حيث املدة الزمانية حيث ال يزيد البحث عن شهر واحد، وباملنهج الذي سلكته املجلة في تحكيم ال

وباملوضوعية والسرية في التعامل، وكذلك استخدام التقنية الحديثة في مخاطبة الباحثين واملحكمين مما يسهل

شاركة وهيئة تحرير املجلة إذ تجدد الدعوة لجميع الباحثين في مجال الدراسات اإلسالمية للم .التواصل معهم

، ودعما للبحث العلمي. كما نأمل من قرائها أن يتفاعلوا ببحوثهم في األعداد القادمة، مساهمة في نشر النمو املعرفي

مع املجلة من خالل موقعها على اإلنترنت وبريدها اإللكتروني بإبداء مالحظاتهم ومقترحاتهم التي تسهم في تجويد

، من ، ألتقدم بخالص الشكر والعرفان لكل من ساهم في إخراج هذا العددصةكما انتهز الفر .املجلة واالرتقاء بها

، سائلين هللا تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم ، والسادة املحكمين، وهيئة التحرير، واملنسقينالباحثين

.جميعا

نسأل هللا تعالى التوفيق والسداد والهداية والرشاد

تحريرالهيئة رئيس

د. رائد بني عبد الرحمن

جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةملا e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

رفاد للدراسات واألبحاث 138ص -123، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.1

والتحديات النشأة والدور -الحركة الطالبية اإلسالمية في فلسطين

معاذ إبراهيم عتيلي ماليزيا -في قسم الدعوة والقيادة في الجامعة الوطنية املاليزية الدكتوراهطالب في مرحلة

[email protected]

د فيصل أشعري محم ماليزيا -محاضر في قسم الدعوة والقيادة في الجامعة الوطنية املاليزية

:امللخصإن الدور الكبير الذي تقوم به الحركة الطالبية الفلسطينية منذ نشأتها بوصفها رافعة متينة للعمل الوطني والطالبي في

مداه سائر املجتمع الفلسطيني في النواحي الثقافية، والدينية، الجامعات الفلسطينية، تعدى في تأثيره طلبة الجامعات ليتسع

ط هذه الورقة الضوء على نشأة للشعب الفلسطيني، وتسل

حصينا

والوطنية، وكذلك السياسية؛ إذ تشكل الحركة الطالبية درعا

م، وتعرض املبررات، التي 1978م القطاع الطالبي اإلسالمي في فلسطين، الذي تشكل بعد افتتاح الجامعات الفلسطينية في العا

نشأت من أجلها الكتلة اإلسالمية، مثل: الوظيفة الدينية والوطنية والسياسية، إضافإلى ذلك، فإن هذه الورقة تعرض خمس ةأ

الثانية، محطات مهمة في تاريخ الكتلة، وهي: مرحلة النشأة وإثبات الهوية، ومرحلة االنتفاضة األولى، واتفاق أوسلو، ثم االنتفاضة

ت العمل، التي تنتهجها الكتلة اإلسالمية لتحقيق أهدافها، ام، وترصد هذه الورقة، مسار 2007وآخرها االنقسام الفلسطيني في العام

مثل: املسارات الخدمية، والنقابية، والدينية، والوطنية وغيرها.

ق أوسلو، انتفاضة األقص ى، االنقسام الفلسطيني.م، اتفا1987الحركة الطالبية اإلسالمية، انتفاضة الكلمات املفتاحية:

:املقدمة الحمد هلل رب العاملين، والصالة والسالم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن املجتمعات تنظر إلى شريحة الشباب بعامة، وطلبة الجامعات بخاصة، بوصفها الفئة املثقفة في املجتمع، والقادرة على

ين هويته، وتحقيق أهدافه وتطلعاته، الفكرية والسلوكية. ويعد املجتمع الفلسطيني من املجتمعات الشابة؛ إذ تبلغ نسبة السكان تكو

"29-18للفئة العمرية بين "، من إجمالي نسبة السكان، ويبلغ عدد طلبة الجامعات واملعاهد الفلسطينية ما يزيد على 1%"24.3" عاما

يسند إليه تحقيق األحالم 2طالبة" طالب و 222,774" كبيرا

ووطنيا

فكريا

، مخزونا

. ويشكل طلبة الجامعات الفلسطينية تاريخيا

تغييرات، ومنعطفات مهمة في املجتمع الفلسطيني، ملا يتمتع به هؤالء الشباب من وعي ودافعية وإمكانيات، الوطنية، ويناط به إحداث

مصلحين ومفسدين، ومنظمات ومؤسسات، ودول، إلى استهداف هذه الطبقة الفاعلة في املجتمع بهدف لذا تتسابق فئات املجتمع من

، وتتصارع األيدولوجيات واملشاريع في ذلك، وتبذل ما تبذله من جهد ووقت ومال من أجل تحقيق أهدافها. وسلوكيا

التأثير فيهم فكريا

فلسطينية أو ما يعرف بـ "الكتلة اإلسالمية"، التي انطلقت مسيرتها مع نهاية وتعد الحركة الطالبية اإلسالمية في الجامعات ال

ثمانينيات القرن املاض ي ممن أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على الهوية الدينية، والقيمية، والوطنية لطلبة الجامعات، ومحاربة

لتحييد دورها املؤثر والفاعل، من خالل الدور الكبير الذي األفكار الهدامة واملشاريع التصفوية لجسم الحركة الطالبية الفلسطينية؛

تقوم به داخل أسوار الجامعات وخارجها، على الرغم من محاوالت اإلقصاء والتهميش الذي تعرضت له على مدار سني عملها، إال أنها

رفده بالكثير من القيادات، والكفاءات ساهمت وما زالت تساهم في تشكيل رافعة وطنية، وفكرية، وإسالمية في املجتمع الفلسطيني، و

املؤثرة.

1 .14. رام هللا. صالنتائج األولية للتعداد العام للسكان واملساكن واملنشآت(. 2018الجهاز املركزي لإلحصاء الفلسطيني. ) .vıııرام هللا. ص .الكتاب اإلحصائي السنوي ملؤسسات التعليم العالي الفلسطينية(. 2017/2018وزارة التربية والتعليم العالي. ) 2

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

124

كان لنشأة الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في سبعينيات القرن املاض ي محطة مهمة في تاريخ الحركة

هذه الحالة ما تمر الطالبية الفلسطينية، إذ بدأت الفصائل الفلسطينية تفعيل أذرعها الطالبية داخل تلك الجامعات، وأسهم في دفع

به الحالة الوطنية الفلسطينية في مواجهة االحتالل الصهيوني، إضافة إلى التنافس والصراع الفكري والسياس ي، الذي كان في أوجه في

تلك الفترة، ذلك كله، هيأ الظروف أمام تأسيس القطاع الطالبي للحركة اإلسالمية في جامعات فلسطين.

مشكلة الدراسة:ر الكبير واملؤثر، الذي تلعبه األطر الطالبية الفلسطينية على الصعيد الطالبي والوطني واملجتمعي، يجعل من هذه إن الدو

األطر محل اهتمام ورعاية من جهة، واستهداف من جهة أخرى؛ فعلى صعيد االهتمام تسعى مكونات املجتمع الفلسطيني الوطنية

بوصفها شريحة فاعلة في املجتمع، وصاحبة مبادرة، وتأثير في شتى املجاالت، كما تقع هذه واملدنية للتأثير في شريحة طلبة الجامعات

الفئة باملقابل لحالة استهداف ومحاوالت تحييد الحركة الطالبية الفلسطينية عن دورها الريادي املنوط بها، وعلى رأسها الفعل الوطني

اإلسالمية" منذ تأسيسها رافعة حقيقية ومتينة للحركة الطالبية الفلسطينية، والسياس ي. وشكلت الحركة الطالبية اإلسالمية "الكتلة

لم يقتصر تأثيره داخل أسوار الجامعات الفلسطينية، وتسعى الكتلة اإلسالمية من متميزا

ولعبت الكتلة اإلسالمية في الجامعات دورا

صعدة كافة؛ الوطنية والسياسية، والنقابية، والدينية، والخدمية، خالل أنشطتها املختلفة للنهوض بالواقع الطالبي الفلسطيني على األ

والثقافية، وغيرها. وتأتي هذه الدارسة لرصد أنشطة الكتلة اإلسالمية في جامعات فلسطين، واتجاهات عمل تلك األنشطة وأوزانها،

مة، كما تسعى الدراسة لبيان املحطات املهمة وتوضيح أهداف تلك األنشطة وأثرها في الواقع الطالبي خاصة، واملجتمع الفلسطيني عا

في تاريخ الكتلة اإلسالمية منذ تأسيسها.

أهداف الدراسة: تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق ثالثة أهداف رئيسية متمثلة في:

أبرز بيان تاريخ تأسيس الحركة الطالبية اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية والتأصيل الزماني واملكاني لها، وتوضيح .1

املنعطفات التاريخية، التي مرت بها الكتلة اإلسالمية منذ تأسيسها.

إلى جنب مع الحركات الطالبية األخرى. .2 توضيح الدور الريادي، الذي تقوم به الكتلة اإلسالمية في جامعات فلسطين جنبا

عها.رصد اتجاهات عمل الكتلة اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية وبيان مساراتها وأنوا .3

أهمية الدراسة:تكمن أهمية هذه الدراسة في معالجتها لدور إطار طالبي مؤثر في الجامعات الفلسطينية وهو الكتلة اإلسالمية، التي تعلب

في النهوض بالواقع الطالبي الفلسطيني بشكل خاص، واملجتمع الفلسطيني بشكل عام، إذ تعد الحركات الطالبية وبارزا

مهما

دورا

للحركات الوطنية الفلسطينية، وكذلك املجتمع املدني واملؤسسات املجتمعية، حيث تأتي هذه الدراسة الفلسط مهما

ينية مركزا

للبحث في دور الكتلة اإلسالمية املهم، واملتعدد في الواقع الفلسطيني، كما تؤسس هذه الدراسة لقياس مدى تأثير األنشطة الطالبية

على قناعات الطلبة وسلوكهم. -ستطلعها الباحثبأوزانها التي ا -املختلفة

منهجية الدراسة:بعت الدراسة املنهج االستقرائي االستطالعي؛ حيث اعتمدت الدراسة املنهج االستقرائي في جمع البيانات واملعلومات ات

اإلسالمية في جامعات فلسطين، بالرجوع إلى الدراسات السابقة ذات العالقة، كما قام الباحث بدراسة استطالعية ألنشطة الكتلة

ملضامين تلك األنشطة، وتبويبها بحسب نوعها، ومعرفة أوزانها، واتجاهات العمل الطالبي للكتلة اإلسالمية، وتم حيث أجرى تحليال

شطة تبويب األنشطة بحسب أهدافها ومضامينها إلى خمسة اتجاهات رئيسية، هي: األنشطة الخدمية، واألنشطة النقابية، واألن

الدينية ، واألنشطة الوطنية، ثم األنشطة الثقافية.

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

125

الدراسات السابقة: في جوانب تأثيرها املختلف

اهتمت العديد من الدراسات واألبحاث واملقاالت بالحركة الطالبية الفلسطينية، خصوصا

في تناول الحركة الطالبية اإلسالمية "الكتلة اإلسالمية" ودورها في الجامعات وباألخص الفعل الوطني لها، إال أن هناك شحا

الفلسطينية بطريقة شاملة تركز على جوانب طالبية نقابية، وأخرى وطنية وسياسية، وقد استفاد الباحث خالل إعداد هذه الدراسة

من بعض تلك األبحاث والكتب واملقاالت املتعلقة بالحركات الطالبية الفلسطينية وأنشطتها، ومنها:

(، 2012ثة دالل باجس )دراسة الباح،" التي تسلط الضوء "الحركة الطالبية اإلسالمية في فلسطين الكتلة اإلسالمية نموذجا

روها في التنمية الطالبية من خالل األنشطة املختلفة، كما و على نشأة الكتلة اإلسالمية وبعض املراحل، التي مرت بها، وكذلك د

ية باآلخر من حولها، ثم نقدت الباحثة بعض القضايا الجوهرية عند الكتلة تعرضت الباحثة إلى عالقة الكتلة اإلسالم

اإلسالمية؛ كالخطاب، والنظرة إلى املرأة، وغيرها.

" :اقع واإلمكانياتمقالة بعنوان (، حيث 2013" للباحث بالل سالمة )تحديات الحركة الطالبية الفلسطينية ما بين الو

املنوط بالحركات الطالبية الفلسطينية وأثره، كما يعرج الباحث على تطور أداء الحركة يتطرق الباحث في مقالته إلى الدور

اتفاقية أسلو، وتعرض الورقة البحثية محاولة الستقصاء واقع الطالبية الفلسطينية والعوامل التي أثرت فيها، خصوصا

معات منبع الطبقة الوسطى، واإلقصاء االجتماعي الحركة الطالبية الفلسطينية، وفهمه، من خالل أربعة محاور، هي: تعد الجا

والتسلط السياس ي، والتفرد السياس ي واالقتصادي التي تمارسه السلطة، ثم استعراض نموذج جامعة بيرزيت في العمل

الطالبي كنموذج متميز وناجح.

للباحث فظة غزة "دراسة ميدانية"دور األنشطة الالمنهجية في تعزيز الوالء لدى طلبة الجامعات في محاورقة بحثية بعنوان

(، حيث هدفت الدراسة إلى إبراز أهمية األنشطة الالمنهجية في تعزيز الوالء لدى الجامعات في غزة، 2013سامية عبد املنعم )

م على ثالث جامعات رئيسية في قطاع غزة، هي: اإلسالمية واألزهر واألقص ى، وخلصت الدراسة 2012وأجريت الدراسة في العام

إلى ضرورة االهتمام بالدورات التدريبية، والرحالت، والندوات الثقافية، ودعم العمل التطوعي، واالهتمام باملعارض لنشر الوعي

الثقافي والعلمي.

(، الذي يستعرض نشأة الكتلة اإلسالمية في 2014" للباحث محمد صبحة )"الكتلة اإلسالمية نظرة من الداخلكتاب

لنشأة والتكوين، كما يستعرض الباحث الدور املهم للكتلة اإلسالمية على مستوى الجامعات، وكذلك فلسطين، ومراحل هذه ا

على مستوى املجتمع الفلسطيني، كما يعرج الباحث على دور الكتلة اإلسالمية في العمل الوطني واملقاوم، إضافة إلى نظرة

فيها. داخلية للكتلة اإلسالمية، وهيكل عملها وآليات اتخاذ القرار

املبحث األول: النشأة والتعريفمع افتتاح الجامعات الفلسطينية بدأ التيار اإلسالمي )اإلخوان املسلمون( بالحراك الطالبي في تلك الجامعات، ولم تكن

وين هذا نشأة وانطالقة الحركة الطالبية اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية عفوية، بل إن هناك عدة عوامل مهمة ساعدت على تك

الجسم الطالبي اإلسالمي داخل الجامعات الفلسطينية، ومنحه رافعة كبيرة أسست لعمل إسالمي قوي وفاعل ومتسارع: منها تزامن

هذه االنطالقة مع حالة من الوعي الديني الذي قادته جماعة اإلخوان املسلمين، إذ بدأ التيار اإلسالمي في أوائل السبعينيات يستعيد

، فأخذ دعاة 3في الداخل الفلسطيني أو في الشتات، وبدأ يظهر بقوة في األوساط الشعبية وال سيما الطالبية والشبابية عافيته سواء

اإلخوان. وكذلك اهتمام 4الجماعة باالنتشار في كل ميدان، ويدعون الناس للعودة إلى الدين والتمسك به ليستعيدوا عزتهم وكرامتهم

في املجتمع واإليمان بقدرتهم على التغيير، فحجم األدبيات التي تدعو لالستفادة من طاقات الشباب املسلمين بفئة الشباب ودورهم

لرايتها لقوتها، وحملة

لنهضة األمة، وسرا

، أبرزها دعوة اإلمام حسن البنا في رسائله الشباب ليكونوا عمادا

5وتأطيرهم كثيرة جدا

. وأيضا

حرك قيادة اإلخوان املسلمين لتشكيل أجسام طالبية إسالمية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما ساعد في تأسيس هذه البنية، ت

كالدكتور إبراهيم املقادمة وعبد العزيز الرنتيس ي في الجامعة اإلسالمية في قطاع غزة، وفضل حمدان وحامد البيتاوي وإبراهيم أبو

م. 28/12/2016. مقالة منشورة على موقع الجزيرة نت بتاريخ املسار من اإلخوان املسلمين الفلسطينيين إلى حماس(. 2016صالح، محسن. ) 3

http://www.aljazeera.net. في جماعة األخوان املسلمين(. 2011الخالدي، إسماعيل عبد العزيز. ) 4

.125. ص2لتأريخ والتوثيق الفلسطيني. ط:. غزة: مركز استون عاما

.22(. مجموعة رسائل اإلمام الشهيد حسن البنا. مصر: دار التوزيع والنشر اإلسالمية. ص1992البنا، حسن. ) 5

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

126

، تأثر الطلبة الفل6سالم في الضفة الغربية في مصر واألردن بتجربة الحركة الطالبية . ومنها أيضا

سطينيين املقيمين في الخارج وخصوصا

اإلسالمية في تلك الدولتين، ونقلها للداخل الفلسطيني من خالل الشباب الفلسطينيين الذين درسوا في جامعات البلدين في سنوات

الضفة الغربية وقطاع غزة، ليقوموا بنقل التجربة التي السبعينيات، وقد عاد هؤالء الطلبة بعد أن أصبحوا أطباء ومهندسين إلى

. وال ننس ى الحاجة املاسة لوجود تيار إسالمي داخل الجامعات يدعو للفكر اإلسالمي والرؤية اإلسالمية تجاه القضايا 7عايشوها هناك

مع وجود تيارات وأفكار بمنطلقات ومعتقدات مختلفة .الوطنية واالجتماعية والثقافية، خصوصا

أول 8ومن أبرز الجامعات التي كان للنشاط الطالبي دور كبير؛ الجامعة اإلسالمية في غزة، التي أصبح فيها حجازي البربار

10. وفي جامعة النجاح الوطنية في نابلس، كان للشيخ الشهيد جمال منصور 9رئيس ملجلس طالبها في حينه عن طلبة األخوان املسلمين

وتأسيسها، وفيها تقدمت الكتلة اإلسالمية في االنتخابات الطالبية 11م1978اإلسالمية في الجامعة في العام دور مهم في نشأة الكتلة

وكان أول رئيس ملجلس تقوده الكتلة اإلسالمية، وفي 12بعيد تأسيسها لقيادة مجلس الطلبة برئاسة الدكتور ناصر الدين الشاعر

مع بدايات العام اإلسالمية بال جامعة بيرزيت بدأ اسم الكتلة إسالميا

طالبيا

م، 1987ظهور في الجامعة بوصفه تجمعا

، بيرزيتمؤسس الكتلة في جامعة 13على يد مجموعة من الطلبة اإلسالميين على رأسهم عبد الحليم األشقر

في النادي األ دبي في ومحسن أبو عيطة وغيرهما، حيث انخرطت الكتلة اإلسالمية في العمل الطالبي وحققت فوزا

.14العام نفسه الذي بدأت فيه نشاطها من انطالقتها -وتعرف الكتلة اإلسالمية نفسها اليوم

بحسب ما جاء على موقعها الرسمي بأنها: -بعد أكثر من أربعين عاما

والثقافية "إطار طالبي فلسطيني يتبنى التصور اإلسالمي الشامل في كافة مجاالت الحياة، التربوية والنقابية واالجتماعية

، إذ تحافظ الكتلة اإلسالمية على هويتها الوطنية الفلسطينية، وكذا مرجعيتها الفكرية واإلسالمية، مستفيدة من كل 15والرياضية"

الوسائل واألدوات لتحقيق أهدافها املختلفة.

املبحث الثاني: مبررات وجود الحركة الطالبية اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية األطر الطالبية التي تتبع الفصائل، لم تخل ا

لجامعات الفلسطينية منذ نشأتها من األطر الطالبية املختلفة، وخصوصا

والتنظيمات اليسارية، والعلمانية، التي كانت تعمل في مختلف القضايا واملجاالت، التي تهم الطالب الجامعي بشكل خاص، أو الحياة

اع الطالبي للحركة اإلسالمية أو ما يعرف بـ "الكتلة اإلسالمية" بشكل رسمي مع نهاية املجتمعية بشكل عام، إال أن نشأة القط

السبعينات شكل إضافة حقيقية في بعض القضايا، ونقلة نوعية في األداء واإلبداع.

م. 2013. مقالة الكترونية منشورة على موقع فلسطين في حزيران التيار اإلسالمي والحركة الطالبية(. 2013عرابي، ساري. ) 6

://palestine.assafir.comhttp. م. 2018يناير 16. بحث الكتروني منشور بتاريخ 1987-1967اإلخوان املسلمون في األراض ي الفلسطينية املحتلة (. 2018أبو عامر، عدنان. ) 7

http://adnanabuamer.com. 8 ملسلمين في فترة نهاية السبعينات، وأول رئيس مجلس لطلبة الجامعة اإلسالمية بغزة.حجازي البربار: أحد كوادر اإلخوان ا

9. 20. مجلة الجامعة اإلسالمية للبحوث اإلنسانية. املجلد:م1987-1967البناء الداخلي لحركة اإلخوان املسلمين في قطاع غزة (. 2012خليل، نهاد الشيخ. )

.328. ص354-113. 1العدد: م.31/6/2001ال منصور: أحد أبرز قيادات ورموز حركة حماس في الضفة الغربية، استشهد بقصف مكتب الصحافة الي يعمل به في الشيخ جم 1011 .https://hamas.psاملوقع الرسمي لحركة املقاومة اإلسالمية حماس، الحركة الطالبية اإلسالمية في فلسطين الكتلة اإلسالمية نموذ(. 2012باجس، دالل. ) 12

ــــن، املؤسســة الفلســطينية لدراســـة الديـمقراطية، جا . فلسطين: مواطـ

.22ص

ة، محاضر في كلية ناصر الدين الشاعر: أول رئيس مجلس طلبة عن الكتلة اإلسالمية في جامعة النجاح، وزير التربية والتعليم في الحكومة الفلسطينية العاشر

الشريعة في جامعة النجاح الوطنية.بد الحليم األشقر: أحد مؤسسي الكتلة اإلسالمية في جامعة بيرزيت، حاصل على شهادة الكتوراة في إدارة األعمال ويعمل بروفيسورا ع 13

في العديد من الجامعات األمريكية، اعتقلته السلطات األمريكية عدة مرات بتهمة االنتماء والمساعدة بتمويل حركة حماس. .19اإلسالمية في فلسطين الكتلة اإلسالمية نموذجا، صباجس، الحركة الطالبية 14 م.http://alkotla.ps ،2018الموقع الرسمي للكتلة اإلسالمية في فلسطين 15

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

127

ت لهذا وعند النظر في البيئة، التي رافقت نشأة الكتلة اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية، نجد أن هناك عدة مبررا

جاءت الكتلة اإلسالمية -متعلقة بالحياة الجامعية واالجتماعية -الوجود، يمكن حصرها وقراءتها، كما أن هناك احتياجات ومتطلبات

لها ومبررات في الجامعات من أجل تحقيقها وتلبيتها، وقد عبرت الكتلة اإلسالمية في أدبياتها ولوائحها الداخلية ما يمكن وصفه أهدافا

ودها، وهي تتركز في القضايا اآلتية:لوج

املطلب األول: الوظيفة الدينية والدعوية

تعد الدعوة إلى دين هللا تعالى وتذكير الناس به من أهم املبررات التي وجدت من أجلها الكتلة اإلسالمية، وتنسجم هذه

للحركة اإلسالمي، ولحركة حماس اإلسالمية اإلخوانة "املهمة مع تاريخ الكتلة اإلسالمية وجذورها بوصفها امتدادا

املسلمين" سابقا

؛ إذ تتبني الكتلة اإلسالمية التصور اإلسالمي الشامل لكل نواحي الحياة، وتستند في مواقفها وتصوراتها إلى اإلسالم بعد انطالقتها الحقا

ومنهاج حياة وشريعة

األطر الطالبية، التي ال تمارس هذا الدور، إن لم ، وتشكل هذه الوظيفة ميزة للكتلة اإلسالمية عن بقية16عقيدة

تمارس ما هو ضده ونقيضه.

وقد كان للكتلة اإلسالمية دور كبير في مواجهة األفكار اليسارية والعلمانية داخل الجامعات، وناضل نشطاء الكتلة نضاال

من أجل الحفاظ على الهوية اإلسالمية لطلبة الجامعات، من خالل دعوتهم إلى االلتزام بتعاليم الدين اإلسالمي الحنيف مستميتا

والدعوات الهدامة التي كانت منتشرة في ذلك الوقت. كما يسجل لهذا الجهد الطالبي اإلسالمي األفكارواألخالق الفاضلة، ومحاربة

اإليجابية داخل الجامعات، وأعاد املنظم عبر سنوات عمله الثالثين أنه استطاع الحفاظ على صوت الدين، واألخالق الحسنة، والقيم

إلى عقول الطلبة وقلوبهم الكثير من املفاهيم واملعتقدات، التي كانت تحارب ويروج ضدها، حيث شكلت الكتلة اإلسالمية مرجعية

. 17قيمية وأخالقية

املطلب الثاني: الدور الوطني املقاوم

و حتميا

لوجود الكيانات والتنظيمات الفلسطينية املقاومة على إن وجود االحتالل الصهيوني في فلسطين كان سببا

منطقيا

أرض فلسطين وخارجها، فالحالة الوطنية الفلسطينية تستدعي مجابهة االحتالل ومقاومته بالوسائل كافة، من أجل استرداد األرض

التي سلبها االحتالل وشرد أهلها منها.

البعد "اإلسالمي" للصراع مع االحتالل الصهيوني، -املسلمين في حينه اناإلخو ذراع -لقد أضافت مشاركة الكتلة اإلسالمية

وأعادت إلى األذهان أن النصر والتحرير مرتبطان بالعودة إلى هللا، واالعتصام بدينه وهديه، وساعد في انتشار هذه القناعات الهزائم

م، التي مثلت نتيجتها عالمة فارقة في السجال 1948لعام التي منيت بها الجيوش العربية في حروب ثالثة بعد احتالل فلسطين في ا

.18الفكري والنظري بشأن صالحية الشعار اإلسالمي في مقابل الشعارات القومية

مقاومة االحتالل الصهيوني في فلسطين وطرده منها، حيث بضرورةاملسلمين" منذ نشأتها اإلخوانتؤمن الحركة اإلسالمية "

أهم األولويات لدى الجماعة، ومما قاله مؤسس الجماعة حسن البنا: "وجوب الجهاد لتحرير فلسطين كانت القضية الفلسطينية

ونصرة أهلها"، وذكر في رسالة بعثها إلى السفير البريطاني في القاهرة: "إن اإلخوان سيبذلون أرواحهم وأموالهم في سبيل بقاء كل شبر

، حتى يرث هللا األر عربيا

ض ومن عليها"، وفي رسالة بعثها إلى رئيس وزراء مصر محمد محمود: "إن اإلنجليز واليهود من فلسطين إسالميا

، ومارست ذلك من خالل مجموعاتها التي شكلتها في مصر واألردن أو من 19لن يفهموا إال لغة واحدة، وهي لغة الثورة والقوة والدم"

هناك. اإلخوانخالل نشاطها داخل فلسطين عبر فرع

لهذا التاريخ، وقد جاء ان منها بهذه الثقافة والتربية، وامتدادا

خراط الكتل اإلسالمية في مقاومة االحتالل ومواجهته اعتقادا

من قياداتها بالضرورة امللحة ملشاركة اإلسالميين في العمل الوطني الفلسطيني، ورصيد الكتلة اإلسالمية بكوادرها ونشطاؤها واعتقادا

، "وإن هذا الرصيد الكبير واملؤثر كان من أهم دوافع استهداف االحتالل والسلطة لها على حد سواء، ولغاية تحجيم تأثير كبير جدا

الالئحة الداخلية للكتلة اإلسالمية.. (2004املادة الثالثة. املبادئ. ) 1617اقع واإلمكانياتتحدي(. 2013سالمة، بالل عوض. ) .16. ص24-23، مجلة فضاءات. العدد: ات الحركة الطالبية الفسطينية ما بين الو. رسالة ماجستير. الجامعة م)1987 – 1994(جهود حركة املقاومة اإلسالمية )حماس( في االنتفاضة الفلسطينية (. 2010البابا، رجب حسن العوض ي. ) 18

. 21غزة. ص -اإلسالمية. املنصورة: دار الوفاء أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ..الطريق إلى بيت املقدس..القضية الفلسطينية(. 2004ل عبد الهادي محمد. )مسعود، جما 19

.45. 2للطباعة والنشر والتوزيع. ج:

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

128

على صعيد صنع وخصوصا

الكتلة في البيئة الجامعية وعزلها عن قطاع الطلبة، أي قطاع الشباب، وهو القطاع األهم فلسطينيا

.20ل"التغيير وحمل أعباء االنتفاضات ومقاومة االحتال

املطلب الثالث: الدور السياس ي

ساهم حضور الكتلة اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية في تثبيت بعض املفاهيم املتعلقة برؤية اإلسالميين السياسية،

فيما يتعلق برأي الحركة اإلسالمية السياس ي من العديد من القضايا الفلسطينية والعربية وكذا اإلسالمية، فقد كان لصوت خصوصا

الكتلة املرتفع دور مهم في ذلك، إذ إنه من املهم الرد على الرؤى واملشاريع السياسية، التي يتبناها كل قطاع طالبي يتبع فصيل

فلسطيني، وطرح الرؤيا اإلسالمية السياسية للقضية الفلسطينية، وما يرتبط بها.

الحفاظ على الوعي السياس ي لطلبة الجامعات بما ينسجم مع املصالح الوطنية الفلسطينية، وأن وقد كان من املهم أيضا

يدرك الطلبة الخريطة السياسية بكل أطيافها وألوانها السياسية، وأال يخضع طلبة الجامعات ومن بعدهم املجتمع إلى عملية ترويض

في الصراع السياس ي الذي بدأ منذ توقيع اتفام، حيث 1993قية أوسلو في العام ألفكار ومشاريع سياسية للبعض، وبدا ذلك واضحا

في تعريف الطلبة ملا تتعرض مهما

تصدرت الكتلة اإلسالمية ومعها بعض الفصائل اليسارية املواقف املعارضة لالتفاق ومارست دورا

تجاهها. سياسيا

له القضية الفلسطينية مشكلة وعيا

نتخابات الطالبية ملجالس الطلبة، وعلى الرغم من أن ويرتبط باملواقف السياسية للكتلة اإلسالمية مشاركتها في اال

لكل الفصائل الفلسطينية لقياس حجم تمثيلها، وقدرة مهما

االنتخابات الطالبية تجرى داخل أسوار الجامعات، إال أنها تعد مقياسا

شاركت في أول انتخابات طالبية في نفس تأثيرها في املجتمع، وبدأت مشاركة الكتلة اإلسالمية في االنتخابات الطالبية مبكرة، حيث

م.1978العام الذي انطلقت فيه في جامعات بيرزيت والنجاح واإلسالمية

املطلب الرابع: الدور النقابي

على الرغم من تركيز الكتلة اإلسالمية في مرحلتها األولى على الجوانب الوطنية والسياسية، إال أن الدور النقابي والطالبي

من األيام األولى لنشأة الكتل اإلسالمية في الجامعات، ما بين أنشطة طالبية وتعاونية وثقافية أو نضاالت نقابية مختلفة، كان حاضرا

. 21وكانت تقدم برامجها النقابية على أساس الحفاظ على حقوق الطلبة

من األهداف التي تضمنها التعريف تطورت نظرة الكتلة اإلسالمية ملفهوم العمل النقابي والطالبي داخل الجامعات، وأصبح

إلى جنب مع األعمال الوطنية والسياسية والدينية، وتقدم في سبيل بها؛ حيث سعت الكتلة لترسيخ هذا املسار املهم من األعمال جنبا

ذلك، أفضل ما لديها لجمهور الطلبة على املستويات النقابية والتعاونية والثقافية والرياضية وغيرها.

محطات مهمة في تاريخ الكتلة اإلسالمية لثالث:املبحث ام بالعديد من املحطات، التي أثرت فيها وساهمت في تفعيل أدائها تارة، 1978مرت الكتلة اإلسالمية منذ نشأتها عام

الفلسطينية إال وتراجعها تارة أخرى، ورغم تلك الظروف القاسية، واملحطات الكبيرة، التي جاءت على الكتلة اإلسالمية في الجامعات

أنها استطاعت االستمرار في مسيرتها، واملض ي في مشروعها، ولعل أبرز املحطات، التي مرت بها الكتل اإلسالمية في فلسطين: مرحلة

السالم "أوسلو"، وانتفاضة األقص ى، واالنقسام الفلسطيني. واتفاقيةالنشأة، وانتفاضة الحجارة،

الصراعات الفكرية والسياسية م ومرحلة1978املطلب األول: النشأة

مع التيارات والحركات، التي كانت تهيمن على مستميتا

وسياسيا

فكريا

خاضت الكتلة اإلسالمية مع بدابة انطالقتها صراعا

، ومن أبزر هذه التيارات التي حاربت نشأة هذا القطاع الطالبي اإل وعلى املجتمع الفلسطيني عموما

سالمي الساحة الطالبية خصوصا

كان اليسار الفلسطيني وبعض القوى املنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، واستمرت حالة الصراع الفكري سنوات

امتدت حتى منتصف ثمانينيات القرن املاض ي، عندما استطاعت الكتلة اإلسالمية إثبات دورها حشد الجماهير الطالبية حولها من

ذه املرحلة بأنها إثبات للهوية اإلسالمية وفرض للدور الجديد لإلسالميين في الجامعات الفلسطينية. أعضاء ومؤيدين، حيث اتسمت ه

.https://paltimes.psم. 7/9/2016، . مقالة منشورة على موقع فلسطين اآلن اإلخباري الكتلة اإلسالمية إصرار يواجه اإلقصاء(. 2016خاطر، لمى. ) 20

م.1985البرنامج النقابي للكتلة اإلسالمية في جامعة بيزريت، 21

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

129

بمحاربة وجود كتلة طالبية تحمل الفكر الديني وتدعو لاللتزام بالتعاليم واألخالق متعلقا

فكريا

ل هذا الصراع بعدا

شك

تمثل بمحاربة فصا سياسيا

لها على اإلسالمية، وكذلك بعدا

سياسيا

ومنافسا

ئل منظمة التحرير لهذا القطاع الجديد؛ ألنه يشكل بديال

اليسار الساحة الطالبية، وقد امتد هذا الصراع والتنافس بين التيار اإلسالمي الوليد "الكتلة اإلسالمية" وبين معارضيه خصوصا

احات الجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة كان من أبرزها ليشمل معظم س -الذي كان يشهد مرحلة انتعاش وصعود -الفلسطيني

م، وأحداث الجامعة اإلسالمية في العام 1/9/1982م، وكذلك ما يعرف بأحداث 1983م و 1979أحداث جامعة بيرزيت في عامي

. 22م 1983

م وإثبات الذات1987املطلب الثاني: انطالقة انتفاضة الحجارة -م، واإلعالن عن انطالقة حركة املقاومة اإلسالمية حماس1987ألولى في العام كان النطالقة االنتفاضة ا

التي تعد ذراعا

لجماعة اإلخوان املسلمين في فلسطينمساهمة كبيرة في تثبيت دور الكتلة اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية، التي كانت -تنظيميا

نشطاء وكوادر الكتلة اإلسالمية وحماس في الفعاليات واملظاهرات املمتدة في جميع تعتبر في حينه حديثة التواجد والنشاط، فمشاركة

على قدرة هذا القطاع الطالبي اإلسالمي على حشد الطلبة وتوجيههم للمشاركة الفاعلة على األرض، عمليا

أنحاء فلسطين قدمت دليال

على ممارسات االحتالل، نظم طلبة جامعة م إلى إض16/10/1986املسلمين بتاريخ اإلخوانوعندما دعت قيادة راب شامل احتجاجا

.23م4/12/1986بيرزيت مظاهرة استشهد فيها أبناء الكتلة اإلسالمية صائب ذهب وجواد أبو سلمية في

في شرعنة حضور الكتلة كبيرا

ولعب الحضور الكبير لقيادة العمل الطالبي اإلسالمي في فعاليات االنتفاضة األولى، دورا

منظمة التحرير الفلسطينية، ومما ساعد في إلى جنب مع باقي فصائل العمل الوطني وخصوصا

اإلسالمية وتثبيت دورها الوطني جنبا

هذا الحضور انخراط نشطاء الكتلة اإلسالمية في فعاليات الحركة اإلسالمية )حماس( خارج أسوار الجامعة، كذلك في رفع سقف

ذ إن معظم نشطاء الكتلة في الجامعات كانوا نشطاء وفاعلين خارج تلك الجامعات تحت مظلة حركة حضور الكتلة في امليدان، إ

حماس.

م ومرحلة الصعود1993املطلب الثالث: اتفاقية أوسلو

م، 1993بعد تسلم السلطة الفلسطينية ملناطق )أ( في الضفة الغربية وقطاع غزة بموجب اتفاق أوسلو الذي وقع في العام

السلطة الفلسطينية بفرض حكمها على املناطق التي سيطرت عليها، األمر الذي انعكس على خصمها السياس ي )حركة حماس( بدأت

الذي بدأ املنافسة الحقيقية على الساحة الفلسطينية بعد الحضور الوطني والشعبي الذي حاز عليه هذا التنظيم الحديث، والذي لم

يمر على تأسيسه سوى بضعة سنوات.

على الرغم من حجم الضغط واملالحقة الذي مارسته أجهزة أمن السلطة طوال فترة سيطرتها الفعلية على مناطق )أ(، حتى و

اجتياح تلك املناطق مع اندالع انتفاضة األقص ى، إال أن هذه املرحلة الصهيونيةم، ذلك العام الذي بدأت فيه القوات 2001عام

بصعود الكتلة اإلسالمية في الجامعات، وتقدمها وزيادة شعبيتها على منافستها حركة فتح، ولعل من أهم عوامل هذا اتسمت أيضا

الصعود: دخول حركة فتح ملسار التسوية السياسية مع االحتالل الصهيوني، واالنعطاف السياس ي والوطني الذي قامت به حركة فتح

، وفي مقابل ذلك 24حماس بين الطلبة وضربت مصداقية حركة فتحآنذاك، إذ يرى مراقبون أن اتفاقية أوسلو عززت مكانة حركة

تصاعد العمل املقاوم لحركة حماس، وملع اسم املهندس يحيى عياش كأيقونة للعمل املقاوم، وساهمت الكتل اإلسالمية في الجامعات

من في رفد هذا العمل النوعي بالخبرات والكوادر واملقاومين، األمر الذي رفع من رصيد الكتلة اإلسالمية وجعلها أكثر مصداقية وانتشارا

منافستها حركة فتح.

22 باجس.

.25. صالحركة الطالبية اإلسالمية في فلسطين الكتلة اإلسالمية نموذجا

23 -1987ياسية في فلسطين )الضفة الغربية وقطاع غزة( أثر حركة املقاومة اإلسالمية "حماس" على التنمية الس(. 2004محمود، خالد سليمان فايز. )

69امعة النجاح الوطنية نابلس. صرسالة ماجستير. جم. 2004

للكاتب إيدو زيلكوفيتس. الطالب واملقاومة في فلسطين: الكتب، البنادق، والسياسة. رؤيا قراءة في كتاب (. بحث ملركز2016عبيد، حسن. ) 24

pd.org-http://www.vision.

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

130

م والعمل املقاوم2000املطلب الرابع: انتفاضة األقص ى

كان للحركة الطالبية الفلسطينية دور وأثر كبيران في انتفاضة األقص ى، حيث دفعت الحركات الطالبية بأبنائها وجمهور

ي املظاهرات واالشتباكات مع قوات االحتالل الصهيوني، وكان لها دور فعال ومتميز في تصعيد حالة طلبتها نحو املشاركة الفاعلة ف

املواجهة مع االحتالل، وتصدرت الحراكات الطالبية، وقدمت الشهداء والجرحى في تلك املواجهات.

، وانخراط الفصائل الفلسطينية في مقاومة عسكرية كبيرة مع االحتالل إال أن تصاعد انتفاضة األقص ى "وعسكرة" أدواتها الحقا

في تصاعد العمل املقاوم -الخزان البشري والنوعي لحركة حماس -الصهيوني، جعل للكتلة اإلسالمية في الجامعات ومهما

كبيرا

دورا

، مما جعل االحتالل الصهيوني يعتبر الجامعات الفلسطينية مصدر قلق ألمنه، فوصف قادة اال وكما

حتالل الصهيوني الجامعات نوعا

بأنها "دفيئة املخربين"، وساهمت مشاركة الكتلة اإلسالمية في انتفاضة األقص ى الثانية في جعلها تحت االستهداف الصهيوني املتكرر

وفلذات واملباشر، سواء باالعتقاالت واملالحقات للنشطاء، أو االغتياالت للمقاومين من أبنائها، حيث قدمت الكتلة خيرة أبنائها

م.2005أكبادها، وقياداتها شهداء وأسرى وجرحى على مدار انتفاضة األقص ى التي امتدت حتى عام

م مرحلة التضييق والحظر2007املطلب الخامس: االنقسام الفلسطيني

ي م، وما لحق ذلك من صراع سياس 2007بعد فوز حركة حماس في االنتخابات التشريعية وتشكيلها للحكومة في العام

، سواء على املستوى الدولي واإلقليمي، أو حتى على مستوى 25سببه عدم قبول نتائج االنتخابات الديمقراطية، التي شهد الجميع نزاهتها

الخصم السياس ي كحركة فتح، وما نتج عن ذلك من حالة انقسام سياس ي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يزال الشعب الفلسطيني

وآثاره حتى اآلن.يعاني من تداعياته

م، وما لحقها من انقسام سياس ي على كل ما يتصل بحركة حماس من مؤسسات وهيئات 2007لقد انعكست حالة الصراع منذ عام

من حالة االستهداف، التي تعرضت لها حماس رئيسا

وجمعيات وأفراد كذلك، وكانت الكتلة اإلسالمية في جامعات الضفة الغربية جزءا

ذراع الطالبي لها؛ حيث تعرض قيادات وكوادر الكتلة في سنوات ما بعد االنقسام للمالحقات واالعتقاالت الشديدة، باعتبارها ال

وسجلت الكثير من حاالت التعذيب والتنكيل بحق أبناء الكتلة اإلسالمية في سجون السلطة الفلسطينية على خلفية النشاط الطالبي.

سالمية في جامعات الضفة ضمن قائمة الحظر على العمل كما حصل مع الحركة وصنفت السلطة الفلسطينية الكتلة اإل

م، 1978األم "حماس"، وقد أدى هذا إلى غياب العمل الطالبي اإلسالمي في الجامعات بشكل يعد األقس ى منذ انطالقتها في العام

على الحركة الطالبية لة اإلسالمية مكون رئيس ي للحركة الطالبية على مدار برمتها؛ إذ إن الكت ةالفلسطينيوانعكس هذا الغياب سلبا

، وحالة من الركود للعمل الطالبي بغياب أبرز الفاعلين كبيرا

مضت، وصاحبة الحضور الكبير في الجامعات، مما ترك فراغا

ثالثين عاما

واملنافسين.

اتجاهات عمل الكتلة اإلسالمية في الجامعات املبحث الرابع: لها في عملها، وهو "خدمة الطالب عبادة نتقرب بها إلى هللا"، إذ تسوق ترفع الكتل

تعتبره منهجا

قديما

ة اإلسالمية شعارا

الكتلة نفسها على أساس تطوعها للعمل الطالبي بال مقابل مادي أو معنوي، بل متحملة وسط ذلك الكثير من املعيقات والتحديات

مالحقات واعتقاالت، وقد ركزت الكتلة اإلسالمية في بداية انطالقتها على األنشطة الدينية، التي التي توضع أمام نشطائها وكوادرها، من

تعدها مهمة رئيسة لها، وكذلك على الفعاليات الوطنية التي تخدم مواجهة االحتالل الصهيوني، ومع تطور أداء الكتلة وتطور أدواتها

سالمية في الجامعات، وظهرت األنشطة الثقافية، والرياضية، والخدمية، وتوسع آفاق عملها، تنوعت مسارات عمل الكتلة اإل

ع دائرة احتكاك الكتلة اإلسالمية بعدد أكبر من ز إلى جانب األنشطة الوطنية والدينية، األمر الذي وسوالنقابية، بشكل جلي ومرك

شرائح وطلبة الجامعات.

م، رصد فيها الباحث 2018سالمية في الجامعات الفلسطينية للعام وفي دراسة أجراها الباحث على أنشطة الكتلة اإل

لهدفها سمت األنشطة والفعاليات تبعا

األنشطة التي قامت بها الكتلة اإلسالمية في جامعات الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث ق

%، 26ين إجمالي األنشطة املنفذة بنسبة ومضمونها، وأظهرت الدارسة أن األنشطة الخدماتية والتعاونية حصلت على أعلى نسبة من ب

25اب.)

.4، عمان: مركز دراسات الشرق األوسط، صحماس تستلم السلطة من فتح(. 2006كت

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

131

%، ثم األنشطة الوطنية 18%، ثم جاءت األنشطة الدينية والقيمية بنسبة 19بينما تلتها األنشطة النقابية واألكاديمية بنسبة

%.12%، وجاءت األنشطة الثقافية بنسبة 17والسياسية بنسبة

املطلب األول: األنشطة الدينية والقيمية

تعريف األنشطة الدينية بأنها: الفعاليات املختلفة، التي تقوم به الكتلة اإلسالمية بهدف دعوة طلبة الجامعات إلى يمكن

الفضيلة واألخالق الحميدة، وتعد األنشطة الدينية والقيمية أكثر ما يميز فعاليات الكتلة اإلسالمية عن بقية األطر الطالبية في

مع تصوراتها ورسالتها تجاه طلبة الجامعة واملجتمع. وتعد الكتلة اإلسالمية مهمة دعوة الطلبة الجامعات، األمر الذي يبدو منسجما

أصل إلى دين هللا واألمر باملعروف والنهي عن املنكر من أنبل ما تقوم به بحسب املادة الرابعة في الئحتها الداخلية، إذ تشكل هذه املهمة

وألهمية مثل هذه األنشطة يتعدى ما تقوم به الكتلة اإلسالمية من أنشطة دعوية وقيمية الـ من أصولها ومبرر من مبررات وجودها،

% من إجمالي األنشطة والفعاليات التي تقدمها لجمهور الطلبة، التي تعتمد في تنفيذها على نشطائها وكوادرها إضافة للدعاة 18

واملصلحين من داخل وخارج لجامعات.

رت على وساهم الحراك الدعوي للكتلة اإلسالمية في الجامعات، في إيجاد منصة عمل دعوي أشبه بالحاضنة القيمية، أث

مدار سنوات في فكر الطلبة وسلوكهم، وحافظ على الرمزيات الدينية والهوية اإلسالمية في الجامعات، من خالل تشجيعها على االلتزام

ألخالق السيئة واملحرمات، كما ساهمت أنشطة الكتلة اإلسالمية الدعوية في بالضوابط الشرعية واألخالق الفاضلة، واالبتعاد عن ا

صناعة طلبة متمرسين في فن الدعوة إلى هللا تعالى، وقدرة عالية على مخاطبة عقول الناس والتأثير بهم، وتهدف األنشطة الدينية التي

امعات، كما تسعى للحفاظ على الهوية اإلسالمية، إضافة إلى محاربة تقوم بها الكتلة اإلسالمية إلى التوعية الدينية والقيمية لطلبة الج

ية لدى القائمين على تلك األنشطة.ظاألفكار واملشاريع الهدامة، وتنمية املهارات الدعوية والوع

املطلب الثاني: األنشطة التعاونية والخدماتيةة من خاللها للطلبة خدمات مجانية أو شبه مجانية يقصد باألنشطة الخدمية والتعاونية تلك التي تقدم األطر الطالبي

كما بقية األنشطة –تساعدهم في حياتهم الجامعية، كالخدمات التعليمية والترفيهية واملالية واملعيشية، وتعتمد األنشطة الخدمية

التي تقوم بها األطر الطالبية على مبدأ العمل التطوعي وخدمة اآلخرين بال مقابل مادي، وتتسع الفعاليات الخدماتية، -الطالبية

لتشمل الكثير من التفاصيل الحياتية لطلبة الجامعات، وتمس احتياجاتهم وتلبي رغباتهم.

وتحتل األنشطة الخدماتية أهمية كبيرة لدى الحركات الطالبية كونها تشكل مساحة واسعة للعمل، حيث تقدم األطر

أجل الوصول للطلبة وكسب ثقتهم، وكذلك يعد هذا النوع من األنشطة من الطالبية خدماتها املتنوعة لطلبة الجامعات من

معها مقارنة باألنشطة األخرى، كما تساعد األنشطة التعاونية في املكتسبات والخدمات التي تهم طلبة الجامعات، وتجعلهم أكثر تفاعال

ر بيئة شبابية تطوعية داخل الجامعات وخارجها.التنمية االجتماعية واالقتصادية في الجامعات خاصة، واملجتمع عامة، وتوف

26%

19%

18%

17%

12%

6%

إحصائية األنشطة حسب النوع في الجامعات الفلسطينية( 1شكل رقم )

خدمي تعاوني

نقابي اكاديمي

ديني قيمي

وطني سياس ي

ثقافي

أخرى

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

132

يعد مثل هذه األنشطة ثانوية وغير ضرورية، وقد تفسد العمل الطالبي وتحيده عن مساره 26وعلى الرغم من أن بعضهم

لألرقام واإلحصائيات فإن األنشطة التعاونية بالوصف السابق تعد أكثر األنشطة في النقابي والسياس ي، إال أنه واستنادا

حضورا

% من إجمالي األنشطة في الجامعات الفلسطينية على مدار عام 26الساحة الطالبية، حيث بلغت نسبة تلك األنشطة ما يزيد عن

كامل، وهذا يدلل على أهمية تلك األنشطة، ومدى تركيز األطر الطالبية عليها واالستفادة منها.

األنشطة الطالبية الخدمية التي تقدمها، حيث تأخذ تلك األنشطة وتعمد األطر الطالبية إلى إدخال البعد الوطني في

مسميات لرمز أو أيقونة وطنية، مثل تسمية املعارض والحمالت بأسماء شهداء وأسرى أو ثوابت وطنية كالقدس واألقص ى والعودة

تهدف لها مثل هذه األنشطة، كتقديم منفعة وخدمات لطلبة الجامعات، والتواصل معهم ومحاولة تأطيرهم، وغيرها، إال أن هناك آثارا

كما املساهمة في التنمية االجتماعية واالقتصادية.

املطلب الثالث: األنشطة األكاديمية والنقابية

وهي تلك األنشطة التي تهتم بالواقع النقابي واألكاديمي لطلبة الجامعات والحفاظ عليه، وتسعى لتوفير حياة أكاديمية

املؤسسات التعليمية، من خالل تحقيق أكبر مكاسب ممكنة لصالح الطلبة، والوقوف أمام أي إجراءات أو ونقابية أفضل لطلبة

قرارات تمس حقوق الطلبة ومصالحهم املادية واملعنوية والتعليمية.

الحركة وتكمن أهمية األنشطة النقابية في كونها تشكل صمام أمان، أمام أي تغول من املؤسسات التعليمية على إنجازات

الطالبية، وتشعر طلبة الجامعات بأن هناك من يدافع عن حقوقهم، ويقف باملرصاد ملحاوالت انتقاص حق الطالب، أو تقديم مصالح

أخرى على مصلحته. وتقوم الحركة الطالبية بمقاومة بعض القرارات، التي تصدر عن إدارات الجامعات أو الهيئات التي تعنى بالتعليم،

لق بخصخصة التعليم أو تقليص االمتيازات املمنوحة للطلبة خاصة ما يتعلق باألقساط، إضافة لألعباء األكاديمية خاصة فيما يتع

سر فقيرة األخرى، مثل: توفير املراجع، وتكاليف القيام بواجبات املساقات، مما يعني تضرر شرائح معينة من الطلبة القادمين من أ

.27بية على الدفاع عن قضاياهم ويسعون لتجنيد الطلبة اآلخرين للوقوف إلى جانبهموذات دخل محدود، وتعمل الحركة الطال

تشكل األنشطة النقابية واألكاديمية الوجه النقابي واملنهي للحركة الطالبية الفلسطينية، وهو الذي يمس حاجة الطلبة

ور النقابي في بعض املؤسسات التعليمية لحساب ويحقق لهم اإلنجازات على مستوى حياتهم الجامعية، وعلى الرغم من تراجع الد

، إال أنه، وبحسب الدراسة، التي قام بها الباحث، فإن نسبة األنشطة النقابية تحتل 28األنشطة السياسية التأطيرية كما يرى مراقبون

ورنت بنسب األنشطة األخرى، % من إجمالي األنشطة الكلي، وتعتبر هذه النسبة متقدمة إذا ما ق19املرتبة الثانية وقد تجاوزت ال

وتهدف هذه األنشطة إلى الدفاع عن حقوق الطلبة ومواجهة قرارات الجامعات املجحفة بحق الطلبة، كما تسعى لتحسين الواقع

التعليمي لطلبة الجامعات، وإعداد قيادات نقابية في املجتمع وتأهيلهم.

املطلب الرابع: األنشطة الوطنية والسياسيةطة الوطنية والسياسية؛ تلك األنشطة، التي تقوم بها األطر الطالبية داخل أسوار الجامعة وخارجها والتي يقصد باألنش

االنتماءتركز في مضامينها وأدواتها على القضايا الوطنية والسياسية الفلسطينية، بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز

ي في املسائل املتعلقة بالحالة الفلسطينية. والتضحية من أجل فلسطين، وتعميق الفهم السياس

وتكمن أهمية مثل هذه األنشطة، في أنها تعد بمنزلة حاضنة وطنية تسعى لبناء وعي وطني جمعي يحافظ على الحس الوطني

ذا الشباب أن يكون والثوري للشباب الفلسطيني الذي ما تزال بالده ترزح تحت نير االحتالل الصهيوني منذ قرابة املائة عام، وال بد له

من أجل التصدي للمؤامرات ومتحفزا

حب الوطن والتضحية بالغالي والنفيس ألجله، وأن يظل يقظا

بقضاياه الوطنية متشربا

مؤمنا

والتسويات التي تواجه القضية الفلسطينية، وأن يبقى طلبة الجامعات الدرع الحامي للقضية وصاحب الحضور الكبير في ميدان

ة مع االحتالل. املواجه

26

.www.itijah.psم، 2018آذار 6، مقالة منشور على موقع اتجاه، الحركية الطالبية والسؤال النقابي الغائبمفيد. أحمد، .12م، ص1995تحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية، من نشرة موقفنا، مجلس ا 27حث منشورة، يوسف. أيمن طالل، أطروحات الحركة الطالبية في الجامعات الفلسطينية بين السياس ي واملطلبي :قراءة نقدية في السلوك واملمارسة، ورقة ب 28

13م، ص2013جنين: الجامعة العربية األمريكية،

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

133

م، فقد احتلت األنشطة الطالبية املرتبة الرابعة في 2017وبحسب الدراسة التي أجريت على رصد األنشطة خالل العام

%، من إجمالي األنشطة 17عدد األنشطة التي نفذتها الكتلة اإلسالمية في جامعات الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث نفذت قرابة

لك الفعاليات على وسائل وأدوات مختلفة كاملسيرات واملهرجانات واالعتصامات واملعارض واملشاركة في املختلفة، وقد توزعت ت

املواجهات املختلفة إضافة للجهد اإلعالمي والتعبوي.

وتهدف األنشطة الوطنية والسياسية لتحقيق مجموعة من األهداف كالحفاظ على الهوية الوطنية لطلبة الجمعات،

السياسية والوطنية الالزمة، واملشاركة الفاعلة واملباشرة في الفعاليات واألعمال الوطنية واملقاومة، إضافة إلى ذلك، وتقديم التوعية

تأهيل قيادات وكوادر وطنية وسياسية.

املطلب الخامس: األنشطة الثقافية

علومات واملهارات والخبرات في مجاالت تهدف هذه األنشطة إلى االرتقاء باملستوى الثقافي لدى طلبة الجامعات، ومنحهم امل

متعددة إنسانية وعلمية، من خالل العديد من األنشطة الطالبية امليدانية واإللكترونية، ويتمثل النشاط الثقافي بعقد املحاضرات

ها، وإتاحة الفرصة والندوات والدورات الثقافية واملسابقات العلمية واألدبية بين األقسام املختلفة داخل إطار الجامعات وخارج

لجميع الطلبة في الجامعات ملمارسة هواياتهم وإبداعاتهم الثقافية من خالل النوادي العلمية الخاصة باألقسام، وتشجعهم على

. 29البحث العلمي من خالل املسابقات البحثية والثقافية واملشاركة في املؤتمرات العلمية

لجامعات مدخل مهم لرؤية املشهد الثقافي الفلسطيني العام، وتعد الطاقة يعد الفعل الثقافي الطالبي الفلسطيني في ا

عند الحديث عن الوضع الثقافي الفلسطيني، وليس ذلك ملضامين األنشطة الطالبية فحسب، بل ألن في التنظيم الطالبية مهمة جدا

للتجارب وعالقات تعد معرفة بحد ذاتها، وتعني خلقا

، وتركز الكتل 30الثقافة الجامعية وغير الجامعية واإلنتاج الثقافيين أيضا

من أهدافها، وتعتبر مخرجات العمل الثقافي كبيرا

الطالبية الفلسطينية على الجانب الثقافي التوعوي لطلبة الجامعات، وتعده هدفا

ألي تقصير في الجانب األكاديمي وإثراء ملعارف الطالب وإكسابه املهارات والقدرات، التي يحتاجها في حياته الجامعية الطالبي إكماال

في مجتمعه وشعبه. فاعال

واملستقبلية، مما يؤهله أن يكون عنصرا

% من إجمالي أنشطتها باملضامين واألشكال الثقافية، وتهدف األنشطة 12وتنفذ الكتلة اإلسالمية في الجامعات ما نسبته

، للنهوض باملستوى الثقافي لدى طلبة الجامعات، واالستفادة من املهارات والطاقات الطالبية، إضافة إلى رفد املجتمع الثقافية، إجماال

بكفاءات لديها ثقافة واطالع ووعي، وتسهم بشكل مباشر في تثقيف املجتمع املحيط.

توصيات الدراسة:اب والباحثين في الشأن الطالبي الفلسطيني، إلجراء مزيد من الدراسات وا .1 ت

ألبحاث في دور الحركة الطالبية توص ي الدراسة الك

اإلسالمية وأثر أنشطتها في طلبة الجامعات.

توص ي الدراسة القائمين على األنشطة الطالبية بضرورة عمل تقييم دوري ومستمر لألنشطة الطالبية املختلفة من حيث .2

واستهداف الشرائح وأثر األنشطة على طلبة الجامعات. األوزان

الفلسطينية لتوفير برامج تدريبية لقادة ونشطاء العمل الطالبي من أجل تدريبهم على التخطيط، توص ي الدراسة الجامعات .3

والتنفيذ، والتقييم لألنشطة الطالبية.

توص ي الدراسة بضرورة توفير أجواء آمنة للطلبة القائمين على األنشطة الطلبة، وعدم مالحقتهم من قبل الجهات األمنية داخل .4

عات الفلسطينية.وخارج أسوار الجام

الخاتمة: للحركة الطالبية اإلسالمية في فلسطين، ومراحل نشأتها في الجامعات الفلسطينية بعد نشأتها

قدمت هذه الورقة تعريفا

لحركة املقاومة اإلسالمية حماس، وأوضحت الورقة الدور الك طالبيا

بير نهاية سبعينيات القرن املاض ي، وتعتبر الكتلة اإلسالمية ذراعا

، غزة: املؤتمر الدولي األول دور األنشطة الالمنهجية في تعزيز الوالء لدى طلبة الجامعات في محافظة غزة "دراسة ميدانية"هللا، عبداملنعم. سامية عبد 29

.313م، ص2013طلبة الجامعات الواقع واآلمال، -لعمادة شئون الطلبة في الجامعة اإلسالمية بغزة

www.arab48.comم، 12/3/2017، 48، مقالة منشورة على موقع عرب م2016الفلسطيني في شاطئ صلب الفعل الثقافي الطالبي خميس. مثنى، 30

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

134

الذي تقوم به الكتلة اإلسالمية في املجتمع الفلسطيني على مستويات واتجاهات مختلفة أهمها السياس ي والوطني، إضافة لوظيفة

الكتلة األساسية وهي الوظيفة الدينية، وعرضت الورقة املراحل التي مرت بها الكتلة اإلسالمية منذ نشأتها حتى اليوم، التي كان أقساها

ورصدت هذه الدراسة اتجاهات م، الذي أضر بها كما بالحركة الطالبية الفلسطينية بشكل عام،2007فلسطيني في العام االنقسام ال

عمل الكتلة اإلسالمية في الجامعات الفلسطينية، ووأزان تلك األنشطة وأهدافها، كما أشارت الدراسة إلى التأثير الحاصل لتلك

جتمع الفلسطيني بشكل عام.األنشطة على طلبة الجامعات وعلى امل

:املراجع 16، بحث الكتروني منشور بتاريخ 1987-1967( اإلخوان املسلمون في األراض ي الفلسطينية املحتلة 2018أبو عامر، عدنان، ) .1

http://adnanabuamer.comم، 2018يناير

م(، غزة: الجامعة 2004 -1936( دور الشيخ أحمد ياسين الدعوي واالجتماعي )2010أبو عيطة، صالح الدين عبد الرحمن، ) .2

اإلسالمية، بحث مقدم لنيل درجة املاجستير في التاريخ.

م، )1987 – 1994(( جهود حركة املقاومة اإلسالمية )حماس( في االنتفاضة الفلسطينية 2010البابا، رجب حسن العوض ي، ) .3

غزة. -إلسالميةرسالة ماجستير، الجامعة ا

، فلسطين: مواطـــــن، املؤسســة 2012باجس، دالل، ) .4( الحركة الطالبية اإلسالمية في فلسطين الكتلة اإلسالمية نموذجا

الفلســطينية لدراســـة الديـمقراطية.

م.1985، بيرزيتالبرنامج النقابي للكتلة اإلسالمية في جامعة .5

مام الشهيد حسن البنا، مصر: دار التوزيع والنشر اإلسالمية.( مجموعة رسائل اإل 1992البنا، حسن، ) .6

( النتائج األولية للتعداد العام للسكان واملساكن واملنشآت، رام هللا.2018الجهاز املركزي لإلحصاء الفلسطيني، ) .7

م، 7/9/2016إلخباري، ( الكتلة اإلسالمية إصرار يواجه اإلقصاء، مقالة منشورة على موقع فلسطين اآلن ا2016خاطر، لمى، ) .8https://paltimes.ps

في جماعة 2011الخالدي، إسماعيل عبد العزيز، ) .9املسلمين، غزة: مركز التأريخ والتوثيق الفلسطيني، اإلخوان( ستون عاما

.2ط:

اإلسالمية م، مجلة الجامعة1987-1967( البناء الداخلي لحركة اإلخوان املسلمين في قطاع غزة 2012خليل، نهاد الشيخ، ) .10

.1، العدد:20للبحوث اإلنسانية، املجلد:

م، 12/3/2017، 48م، مقالة منشورة على موقع عرب 2016خميس، مثنى، شاطئ صلب الفعل الثقافي الطالبي الفلسطيني في .11www.arab48.com

.24-23لة فضاءات، العدد: ما بين الواقع واإلمكانيات، مج ةالفلسطيني( تحديات الحركة الطالبية 2013سالمة، بالل عوض، ) .12

( املسار من اإلخوان املسلمين الفلسطينيين إلى حماس، مقالة منشورة على موقع الجزيرة نت بتاريخ 2016صالح، محسن، ) .13

http://www.aljazeera.netم، 28/12/2016

معات في محافظة غزة "دراسة دور األنشطة الالمنهجية في تعزيز الوالء لدى طلبة الجا (2013)عبداملنعم، سامية عبد هللا، .14

.طلبة الجامعات الواقع واآلمال -ميدانية"، غزة: املؤتمر الدولي األول لعمادة شئون الطلبة في الجامعة اإلسالمية بغزة

( بحث ملركز رؤيا قراءة في كتاب الطالب واملقاومة في فلسطين: الكتب، البنادق، والسياسة، للكاتب إيدو 2016عبيد، حسن، ) .15

http://www.vision-pd.orgوفيتس، زيلك

م، 2013( التيار اإلسالمي والحركة الطالبية، مقالة الكترونية منشورة على موقع فلسطين في حزيران 2013عرابي، ساري، ) .16http://palestine.assafir.com

،4مركز دراسات الشرق األوسط، ص ( حماس تستلم السلطة من فتح، عمان:2006كتاب،) .17

(.2004الالئحة الداخلية للكتلة اإلسالمية، ) .18

( أثر حركة املقاومة اإلسالمية "حماس" على التنمية السياسية في فلسطين )الضفة الغربية 2004محمود، خالد سليمان فايز، ) .19

م، رسالة ماجستير، جامعة النجاح الوطنية نابلس.2004 -1987وقطاع غزة(

( أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ،،الطريق إلى بيت املقدس،،القضية الفلسطينية، 2004عود، جمال عبد الهادي محمد، )مس .20

.2املنصورة: دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، ج:

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

135

www.itijal.psم، 2018آذار 6مفيد، أحمد، الحركية الطالبية والسؤال النقابي الغائب، مقالة منشور على موقع اتجاه، .21

https://hamas.psاملوقع الرسمي لحركة املقاومة اإلسالمية حماس، .22

م.http://alkotla.ps ،2018 املوقع الرسمي للكتلة اإلسالمية في فلسطين .23

م.1995نشرة موقفنا، مجلس اتحاد الطلبة في جامعة النجاح الوطنية، .24

( الكتاب اإلحصائي السنوي ملؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، رام هللا.2017/2018يم العالي، )وزارة التربية والتعل .25

يوسف، أيمن طالل، أطروحات الحركة الطالبية في الجامعات الفلسطينية بين السياس ي واملطلبي :قراءة نقدية في السلوك .26

م.2013ية، واملمارسة، ورقة بحث منشورة، جنين: الجامعة العربية األمريك

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

136

ملجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةا e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

واألبحاث رفاد للدراسات 138ص -123، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.1

Islamic Student Movement In Palestinian– Origination And Role

Muath Ibrahim Ateeli

PhD student in Department of Dakwah and Leadership Studies- Faculty of Islamic Studies-

National University of Malaysia- Malaysia

[email protected]

Muhamad Faisal Asha’ari

Lecturer in Department of Dakwah and Leadership Studies- Faculty of Islamic Studies- National

University of Malaysia- Malaysia

[email protected]

Abstract: The Palestinian student movements, and since its establishment has played a

significant role and considered as a powerful lever for national initiatives and students especially

in the Palestinian universities. The influence of the Palestinian student movement has extended its scope from focusing purely on university students to reach to overall Palestinian community

including the cultural, religious, national as well as politics aspects. The student movement

represents a hippocampal shield for the Palestinian, the students. This paper sheds light on the emergence of the Islamic students sector in Palestine, which has shaped after the opening of

Palestinian universities in 1978. The paper as well shows the justifications which Al-kotla al-

islamiya was established for such as; the religious, the national and the political function. The paper also shows five important stations through the history of Al-kotla i.e. (the establishment

and identity affirmation phase, the first intifada phase, The Oslo agreements, the second intifada

and the Palestinian division in 2007. In addition, this paper presents the workflows which al-kotla

al-islamiya adopted to achieve their goals such as; the religious, the national, the services and the unions workflows and others.

Keywords: Islamic Student Movement, 1987 Intifada, Oslo Agreement, Al Aqsa Intifada,

Palestinian Division.

References:

[1] ʿbdạlmnʿm. Sạmyh ʿbd Ạllh, Dwr Ạlạnsẖṭh Ạllạmnhjyh Fy Tʿzyz Ạlwlạʾ Ldy Ṭlbẗ Ạljạmʿạt

Fy Mḥạfẓẗ Gẖzh "Drạsh Mydạnyh", Gẖzh: Ạlmwtmr Ạldwly Ạlạwl Lʿmạdẗ Sẖỷwn Ạlṭlbh Fy Ạljạmʿh Ạlạslạmyh Bgẖzh - Ṭlbẗ Ạljạmʿạt Ạlwạqʿ Wạlậmạl, (2013m).

[2] ʿbyd. Ḥsn, Bḥtẖ Lmrkz Rwyạ Qrạʾẗ Fy Ktạb Ạlṭlạb Wạlmqạwmh Fy Flsṭyn: Ạlktb, Ạlbnạdq,

Wạlsyạsh, Llkạtb Ạydw Zylkwfyts, (2016), http://www.vision-pd.org

[3] ʿrạby. Sạry, Ạltyạr ẠlạSlạmy Wạlḥrkh Ạlṭlạbyh, Mqạlh Ạlktrwnyh Mnsẖwrh ʿla Mwqʿ

Flsṭyn Fy Ḥzyrạn 2013m, http://palestine.assafir.com

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

137

[4] Ạbw ʿạmr. ʿdnạn, Ạlạkẖwạn Ạlmslmwn Fy Ạlạrạḍy Ạlflsṭynyh Ạlmḥtlh 1967-1987, Bḥtẖ

Ạlktrwny Mnsẖwr Btạrykẖ 16 Ynạyr 2018m, http://adnanabuamer.com

[5] Ạbw ʿyṭh. Ṣlạḥ Ạldyn ʿbd Ạlrḥmn, dwr Ạlsẖykẖ Ạḥmd Yạsyn Ạldʿwy Wạlạjtmạʿy (1936-

2004m), Gẖzh: Ạljạmʿh Ạlạslạmyh, Bḥtẖ Mqdm Lnyl Drjẗ Ạlmạjstyr Fy Ạltạrykẖ, (2010)

[6] Ạlbạbạ. Rjb Ḥsn Ạlʿwḍy, Jhwd Ḥrkẗ Ạlmqạwmh Ạlạslạmyh (Ḥmạs) Fy Ạlạntfạḍh

Ạlflsṭynyh (1994 – 1987M), Rsạlẗ Mạjstyr, Ạljạmʿh Ạlạslạmyh- Gẖzh, (2010)

[7] Ạlbnạ. Ḥsn, Mjmwʿẗ Rsạỷl Ạlạmạm Ạlsẖhyd Ḥsn Ạlbnạ, Mṣr: Dạr Ạltwzyʿ Wạlnsẖr

Ạlạslạmyh, (1992)

[8] Ạlbrnạmj Ạlnqạby Llktlh Ạlạslạmyh Fy Jạmʿẗ Byzryt, (1985m)

[9] Ạljhạz Ạlmrkzy Llạhṣạʾ Ạlflsṭyny, Ạlntạỷj Ạlạwlyh Lltʿdạd Ạlʿạm Llskạn Wạlmsạkn

Wạlmnsẖật, Rạm Ạllh, (2018)

[10] Ạlkẖạldy. ẠSmạʿyl ʿbd Ạlʿzyz, Stwn ʿạmạaⁿ Fy Jmạʿẗ Ạlạkẖwạn Ạlmslmyn, Gẖzh: Mrkz Ạltạrykẖ Wạltwtẖyq Ạlflsṭyny, Ṭ:2, (2011)

[11] Ạllạỷḥh Ạldạkẖlyh Llktlh Ạlạslạmyh, (2004).

[12] Ạlmwqʿ Ạlrsmy Lḥrkẗ Ạlmqạwmh Ạlạslạmyh Ḥmạs, https://hamas.ps

[13] Ạlmwqʿ Ạlrsmy Llktlẗ Ạlạslạmyh Fy Flsṭyn http://alkotla.ps, (2018m).

[14] Bạjs. Dlạl, Ạlḥrkh Ạlṭlạbyh Ạlạslạmyh Fy Flsṭyn Ạlktlh Ạlạslạmyh Nmwdẖjạaⁿ, Flsṭyn:

Mwạṭn, Ạlmwssh Ạlflsṭynyh Ldrạsẗ Ạldymqrạṭyh, (2012)

[15] Kẖạṭr. Lma, Ạlktlh Ạlạslạmyh Ạsrạr Ywạjh ẠlạQṣạʾ, Mqạlh Mnsẖwrh ʿla Mwqʿ Flsṭyn Ạlận ẠlạKẖbạry, 7/9/2016m, https://paltimes.ps

[16] Kẖlyl. Nhạd Ạlsẖykẖ, Ạlbnạʾ Ạldạkẖly Lḥrkẗ ẠlạKẖwạn Ạlmslmyn Fy Qṭạʿ Gẖzh 1967-

1987m, Mjlẗ Ạljạmʿh Ạlạslạmyh Llbḥwtẖ Ạlạnsạnyh, 20(1)(2012).

[17] Kẖmys. Mtẖna, Sẖạṭỷ Ṣlb Ạlfʿl Ạltẖqạfy Ạlṭlạby Ạlflsṭyny Fy 2016m, Mqạlh Mnsẖwrh ʿla Mwqʿ ʿrb 48, 12/3/2017m, www.arab48.com

[18] Ktạb, Ḥmạs Tstlm Ạlslṭh Mn Ftḥ, ʿmạn: Mrkz Drạsạt Ạlsẖrq Ạlạwsṭ, (2006),pp.4,

[19] Mfyd. Ạḥmd, Ạlḥrkyh Ạlṭlạbyh Wạlswạl Ạlnqạby Ạlgẖạỷb, Mqạlh Mnsẖwr ʿla Mwqʿ Ạtjạh, 6 Ậdẖạr 2018m, www.itijal.ps

[20] Mḥmwd, Kẖạld Slymạn Fạyz, Ạtẖr Ḥrkẗ Ạlmqạwmh Ạlạslạmyh "Ḥmạs" ʿla Ạltnmyh

Ạlsyạsyh Fy Flsṭyn (Ạlḍfh Ạlgẖrbyh Wqṭạʿ Gẖzh) 1987- 2004m, Rsạlẗ Mạjstyr, Jạmʿẗ Ạlnjạḥ Ạlwṭnyh Nạbls, (2004)

[21] Msʿwd. Jmạl ʿbd Ạlhạdy Mḥmd, Ạkẖṭạʾ Yjb Ạn Tṣḥḥ Fy Ạltạrykẖ,,Ạlṭryq Ạla Byt

Ạlmqds,,Ạlqḍyh Ạlflsṭynyh, Ạlmnṣwrh: Dạr Ạlwfạʾ Llṭbạʿh Wạlnsẖr Wạltwzyʿ, J:2, (2004)

[22] Nsẖrẗ Mwqfnạ, Mjls Ạtḥạd Ạlṭlbh Fy Jạmʿẗ Ạlnjạḥ Ạlwṭnyh, (1995m).

[23] Ṣạlḥ. Mḥsn, Ạlmsạr Mn Ạlạkẖwạn Ạlmslmyn Ạlflsṭynyyn Ạla Ḥmạs, Mqạlh Mnsẖwrh ʿla

Mwqʿ Ạljzyrh Nt Btạrykẖ 28/12/2016m, http://www.aljazeera.net

معاذ عتيلي، حممد أشعري والتحديات النشأة والدور -احلركة الطالبية اإلسالمية يف فلسطني

ـــ جلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةامل 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

138

[24] Slạmh. Blạl ʿwḍ, Tḥdyạt Ạlḥrkh Ạlṭlạbyh Ạlfsṭynyh Mạ Byn Ạlwạqʿ Wạlạ Mkạnyạt, Mjlẗ

Fḍạʾạt, Ạlʿdd: 23-24(2013).

[25] Wzạrẗ Ạltrbyh Wạltʿlym Ạlʿạly, Ạlktạb Ạlạhṣạỷy Ạlsnwy Lmwssạt Ạltʿlym Ạlʿạly

Ạlflsṭynyh, Rạm Ạllh, (2017/2018)

[26] Ywsf. Ạymn Ṭlạl, Ạṭrwḥạt Ạlḥrkh Ạlṭlạbyh Fy Ạljạmʿạt Ạlflsṭynyh Byn Ạlsyạsy Wạlmṭlby

:Qrạʾh Nqdyh Fy Ạlslwk Wạlmmạrsh, Wrqẗ Bḥtẖ Mnsẖwrh, Jnyn: Ạljạmʿh Ạlʿrbyh Ạlạmrykyh, (2013m).

ملجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةا e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

رفاد للدراسات واألبحاث 147ص -139، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.2

مقاربة لالستدالل الظني والقطعي في مناهج بعض العلوم عند املسلمين

محمد الفياللي املغرب -جامعة محمد الخامس -كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية -باحث بسلك الدكتوراه

[email protected]

:امللخصكريم أصل من أصول االستدالل الظني والقطعي في مناهج العلوم الشرعية والتجريبية لدى املسلمين: فمفهوم القرآن ال

اليقين في القرآن هو مفهوم القطع، ويقابله مفهوم الظن. وفي أصول الفقه، حصر الشاطبي أوصاف العلم القطعي في ثالث خاصيات:

تبر آحاد األدلة الشرعية ظنية ال تفيد القطع إال بتضافرها على معنى واحد، وال يعرف هي العموم واالطراد، والثبوت، والحاكمية. واع

ذلك إال بمنهج االستقراء. وفي العلوم التجريبية عند املسلمين تم التفريق بين الظنيات والقطعيات: فقد نفى جابر بن حيان العلم

ل بداللة املجانسة استدالال ظنيا. وفي نظر ابن سينا فآحاد األصول اليقيني عن الدليل املأخوذ من جري العادة، واعتبر االستدال

االستداللية غير مفيدة لليقين، مثل التجربة وحدها، فهي تحتاج إلى نظر وقياس، وأكد أن العلم اليقيني يكتسب عن طريق البرهان

وأن الظن ليس سبيال للبرهان، بينما اعتبر االستقراء واالستقراء الحس ي. أما ابن الهيثم فقد بين أن القياس ذو داللة ظنية احتمالية،

الكامل سبيال إلى اليقين. أما البيروني فالظن الراجح في نظره دليل مقبول لالستدالل في الدراسات التاريخية وغير مقبول في الدراسات

.التجريبية

، االحتمال ،البرهان، االستقراء ،اليقين ،املسلمين مناهج العلوم عند ،االستدالل القطعي ،االستدالل الظني الكلمات املفتاحية:

التاريخ. ،التجربة

مشكلة البحث :من أهم أغراض البحث عند علماء املسلمين: إدراك الحقيقة وبلوغ الحق لتطمئن نفس الباحث ويقتنع القارئ بالنتائج التي

ى شاكلة واحدة؟ أم تتفاوت درجاتهما بحسب قوة الدليل آلت إليها دراسات ذلك البحث. فهل االطمئنان واالقتناع العلميان عل

والبرهان؟ وهل قوة الدليل والبرهان ثابتة في مسار واحد؟ أم هي واقعة بين الشك واليقين؟ إن اإلجابة عن هذه األسئلة هي أهداف هذا

البحث.

أهداف البحث:لشك والظنون في بعض علوم املسلمين، مثل علوم يهدف هذا البحث إلى لفت االنتباه إلى مدى تحقق اليقين أو مراوحة ا

الحديث وعلم أصول الفقه والعلوم التجريبية كالطب والكيمياء والبصريات، والعلوم اإلنسانية كالتاريخ، وذلك من خالل مقاربة

سريعة لالستدالل الظني والقطعي في مناهج هذه العلوم.

أهمية البحث:أهداف تنكشف أهميته، إذ يبرز منزلة الظنيات والقطعيات في االستدالل، ويقود إلى بالوقوف عند ما يرمي إليه البحث من

التعرف على األدلة االحتمالية التي يعتريها الشك واألدلة اليقينية املزيلة للخرص والظن، كما يؤدي إلى تكوين تصور واضح عن املنحى

لوم عند املسلمين.الداللي املرتبط بطرائق وأصول االستدالل في مناهج بعض الع

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

140

الدراسات السابقة:لعل املتتبع للدراسات السابقة حول موضوع هذا البحث يلفيها بين منزلتين من حيث الكم: فال هي غزيرة وال هي نزيرة. وأحسب

أن أهمها يمكن رصده من خالل الزوايا األربع اآلتية)بالنظر إلى التسلسل الزمني(: –باعتبار جهدي املتواضع –

اوية الكتب املؤلفة:ز

مجاالته"، تأليف الدكتور أنور الدين بن مختار الخادمي، سلسلة كتاب األمة، -ضوابطه-كتاب "االجتهاد املقاصدي: حجيته

م: كتاب من جزءين، يحتوي الجزء الثاني منهما على محورين 1998-ه1419: 01وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية بقطر، ط

"القطعيات التي ال تقبل االجتهاد املقاصدي" و"الظنيات التي تقبل االجتهاد املقاصدي".معنونيين ب

كتاب "القطعي والظني في الثبوت والداللة عند األصوليين"، تأليف الدكتور محمد معاذ مصطفى الخن، إصدار ونشر دار

را حول القطع والظن من حيث املفهوم والثبوت م: يتضمن حوالي عشرين محو 2007-ه1428: 01الكلم الطيب بدمشق، ط

واملرتبة واالستدالل واألحكام. ويعتبر مفيدا جدا في التخصص األصولي.

كتاب "الخطاب النقدي األصولي: من تطبيقات الشاطبي إلى التجديد املعاصر"، تأليف الحسان شهيد، إصدار املعهد العالمي

م ببيروت، من محتوياته: مصطلح الدليل، ومصطلح القطع، واملعرفة القطعية، واملعرفة 2012-ه1433: 01للفكر اإلسالمي، ط

االستقرائية.

كتاب "مفهوم القطع والظن وأثره في الخالف األصولي"، تأليف حميد الوافي، إصدار دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع

حديد املفاهيم، والفقه املقارن، والخالف بين علماء األصول.م. وهو كتاب ذو أهمية في ت2013: 02والترجمة، ط

:زاوية الرسائل الجامعية

رسالة ماجستير بعنوان "طريان االحتمال على الدليل وأثره في الفروع الفقهية: دراسة نظرية تطبيقية"، أعدها الباحث مالك

بشيش، بكلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية، جامعة براح في تخصص الفقه واألصول، تحت إشراف الدكتور صالح بو

م. تشتمل على تسعة محاور ذات عالقة مباشرة 2005-م2004ه/1426-ه1425الحاج لخضر بالجزائر، السنة الجامعية:

بالظنيات والقطعيات من حيث املفهوم واإلثبات والدالالت واملسوغات والطرق وغيرها.

صول على درجة املاجستير في أصول الفقه، بعنوان "منهج القطع والظن في أصول الفقه"، أعده الباحث بحث استكمالي للح

عبد الهادي أبو زينة، تحت إشراف الدكتور زياد إبراهيم مقداد، كلية الشريعة والقانون بالجامعة اإلسالمية بغزة، خالل العام:

العالقة بينهما، وأنواع القطع والظن وأحكامهما، ومصادر التشريع بين م. وأهم ما تضمنه: حقيقة القطع والظن و 2010-ه1432

القطع والظن.

:زاوية املجالت املحكمة

من مجلة الشريعة 21بحث "فقه الواقع من منظور القطع والظن: دراسة أصولية" للدكتور سامي الصالحات، منشور بالعدد

. أهم ما اشتمل عليه: مبحث ضرورة فقه الواقع على أسس 225إلى ص 165ه، من ص2004ه/يونيو 1425والقانون: ربيع اآلخر

قطعية، ومبحث إمكانية توظيف العلوم الشرعية واإلنسانية معا في فهم الواقع، ومبحث دراسة مثال تطبيقي لفقه الواقع من

منظور القطع والظن: وهو مشاركة الجندي األمريكي املسلم في قتال املسلمين.

م، من 2005، سنة 117شكالية القطع عند األصوليين"، للدكتور أيمن صالح، منشور بمجلة املسلم املعاصر، العددبحث "إ

، أهم محتوياته: القطع في املعجم وفي االصطالح، تاريخ مصطلح القطع عند األصوليين، مرادفات القطع، 104إلى ص 39ص

أضداد القطع، القطع بين املراتب واملوانع.

"القطعي والظني في املنهج األصولي"، للدكتور حميد الوافي، منشور بمجلة اإلحياء، إصدار الرابطة املحمدية للعلماء بحث

. أهم ما تضمنه: انتقال القطع و 151إلى ص142م، من ص2009ه/نونبر 1430: ذو القعدة31-30بالرباط)املغرب(، بالعددين

ة القواطع بالخالف، وإرساء األصول على القواطع عند الشاطبي، ومدار النفي و الظن من إشكال معرفي إلى ضابط منهجي، وعالق

اإلثبات على أصلي العادة و االستقراء.

بحث "تخصيص عام النص قطعي الثبوت بخبر اآلحاد وأثره في الفروع الفقهية"، للدكتور أنس محمود توفيق العواطلي، منشور

. من محتوياته: 547إلى ص 509م، من ص2013: يناير 01، العدد21المية، في املجلدبمجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات اإلس

تعريف النص قطعي الثبوت، و تخصيص العام قطعي الثبوت بخبر اآلحاد عند األصوليين، و نماذج تطبيقية على ذلك.

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

141

:زاوية املؤتمرات الدولية

لم أعثر سوى على بحث واحد وهو:

سفة العلم والتقنية بين الحتمية والنسبية"، للدكتورة ناهد يوسف رزق يوسف، منشور ضمن مباحث و فصول بحث "فل

م، م بالقاهرة )بالتعاون بين كلية دار العلوهيكلة2007أبريل 26-25-24املؤتمر الدولي الثاني عشر للفلسفة اإلسالمية، املنعقد أيام:

إلى 157بالقاهرة(. أهم محتويات تلك الفصول: الحتمية وعالقتها بفلسفة العلم: )من ص جامعة القاهرة ومركز الدراسات املعرفية

(. ويالحظ أن املحور الذي أطلق عليه "الحتمية الدينية" لم 186إلى ص 177(، والنسبية وعالقتها بفلسفة العلوم: )من ص176ص

م الشرعية اإلسالمية.يوف حقه من البحث إليضاح مفهوم كل من القطع واليقين في إطار العلو

وعموما، يالحظ أن أغلب هذه الدراسات حول املوضوع الذي نحن بصدده لم تالمس جوانب العلوم التجريبية واإلنسانية عند

املسلمين، إذ هي متمحورة حول العلوم الشرعية، خصوصا علم أصول الفقه.

خطة البحث:ل الظني والقطعي في مناهج بعض العلوم عند املسلمين، عن طريق دراسة بما أن املوضوع متمحور حول مقاربة لالستدال

أولية للدالالت الظنية والقطعية في القرآن وبعض العلوم الشرعية والتجريبية، فإن طبيعته تتطلب التركيز على جوانب الشرح

تحليلي، وفق الهيكلة اآلتية: والتفسير والتعليل، فيما يخدم صلب املوضوع، فاملنهج الالزم توظيفه في البحث منهج

.مقدمة مجلية لجوهر املوضوع واملقصود بالجانب الداللي، واإلجابة عن اعتراض محتمل

.املحور األول: بعض دالالت الظن والقطع في القرآن

.املحور الثاني: بعض مفاهيم الظن والقطع في العلوم الشرعية

ث املسلمين التجريبية.املحور الثالث: بعض مفاهيم الظن والقطع في بحو

.املحور الرابع: جدوى دراسة الدالالت الظنية والقطعية في البحوث التجريبية عند املسلمين

.خاتمة تشير إلى النسبية بين إنشتاين وبعض علماء املسلمين التجريبيين

املقدمة:ج بعض العلوم عند املسلمين. وأهمها: جوهر هذا املوضوع هو الجانب الداللي املتعلق بطرائق وأصول االستدالل في مناه

التجربة و القياس و االستقراء و االستنباط ، وما يلحق بها من أمثلة و ضوابط. هذا الجانب الداللي يراد به دراسة الدالالت الظنية

لثانية هي الدالالت املنحسمة املفيدة والقطعية : فاألولى تعني الدالالت االحتمالية غير النهائية ، والنسبية في إفادة الدليل و البرهان. و ا

للحتمية في البرهنة و التعليل. ورب معترض يقول: وهل املوضوعات التجريبية و ما يرتبط بها من أصول وطرق االستدالل غير منحسمة

؟؟«البحتة»و« الحقة»النتائج ليتسنى لك فيها الحديث عن الجوانب الظنية مع أن املشاع عنها هو أنها قطعية بحيث توسم ب

إذا علمنا أن العلماء املسلمين التجريبيين تناولوا في بحوثهم االستدالالت الظنية والقطعية فال مسوغ لهذا االعتراض. ولعلهم

امتاحوا من القرآن الكريم و العلوم الشرعية ما جعلهم يسلكون هذا املنحى في مناهجهم:

أوال: بعض دالالت الظن و القطع في القرآن:

تتفاوت مراتب االستدالل حسب نوع الدليل: فإما أن يكون ظنيا ، أي احتماليا ، وإما أن يكون قطعيا ، أي يقينيا. ومصطلح

هو الذي يعبر به القرآن عن العلم القطعي، ذلك العلم الذي يتطلب رسوخا لبلوغ درجة اليقين و القوة في اإليمان كما قال « اليقين»

(31)العلم يقولون آمنا به، كل من عند ربنا، و ما يذكر إال أولو األلباب" تعالى : "والراسخون في

والظن من منظور القرآن ال يفيد علما حقيقيا، فهو مناقض لليقين و القطع، و لذلك ذم عز وجل الظن و الخرص و كل ما

"...قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ إن ، ( 32)يشكل معوقا أمام تحصيل االقتناع و اإلقناع: "إن الظن ال يغني من الحق شيئا"

.(33)تتبعون إال الظن، و إن أنتم إال تخرصون "

. 07آل عمران ، اآلية 31 . 36يونس ، اآلية 32.149األنعام ، اآلية 33

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

142

ويالحظ هنا أن املفهوم القرآني للظن يجعل الظنيات غير مقبولة لبناء القناعات، وال يقبل سوى طريق القطعيات. ولعل

يالتها في العلوم الشرعية.مفاهيم الظن و القطع في العلوم التجريبية عند املسلمين أقرب إلى مث

ثانيا: بعض مفاهيم الظن والقطع في العلوم الشرعية:

في استعمال العلماء التجريبيين املسلمين يفيدان تلك املعاني ذاتها عند املشتغلين بالعلوم « القطع»و «الظن»إن مفهومي

ث املتواتر القطع بينما يفيد حديث اآلحاد الظن ، هذا و علم أصول الفقه: ففي علم الحديث يفيد الحدي الشرعية، مثل علم الحديث

من حيث الثبوت. أما من حيث الداللة فكالهما ينظر فيه إلى القواعد اللغوية والشرعية للحكم بظنيته أو قطعيته، و هذا مبحث

مفيد في علم أصول الفقه.

. وبين (34)وم واالطراد، و الثبوت، و الحاكميةوقد حصر اإلمام الشاطبي أوصاف العلم القطعي في ثالث خاصيات، هي: العم

وقسم السمعية إلى ثالثة .أن املقدمات املستعملة في علم أصول الفقه قطعية، وجعلها ثالثة أنواع : عقلية، و عادية، و سمعية

معنى، واملستفادة من موارد أقسام، هي : املستفادة من األخبار املتواترة لفظا القطعية داللة ، و املستفادة من األخبار املتواترة

.(35)الشريعة باالستقراء

. (36)يعرف ذلك إال بمنهج االستقراء وذكر أن آحاد األدلة الشرعية ظنية ال تفيد القطع اال بتضافرها على معنى واحد ، وال

ن أن الظنون تتفاوت و أن النصوص وتبعا لذلك قرر أن األصل في الدين يجب أن يكون مقطوعا به غير مظنون عمال باالستقراء ، و بي

.(37)الجزئية قابلة لالحتماالت، ولذلك ال يصح أن تجعل الظنيات قوانين و ال أصوال لغيرها

هذا املنظور لدالالت الظن و القطع في العلوم الشرعية مماثل لذلك املنظور الذي نجده في مناهج البحث في العلوم التجريبية عند

املسلمين.

: بعض مفاهيم الظن و القطع في بحوث املسلمين التجريبية: ثالثا

حسبنا إيراد أمثلة من مناهج جابر بن حيان وابن سينا وابن الهيثم والبيروني:

العلم اليقيني عن الدليل املأخوذ من جري العادة حتى ولو كان مستنتجا بالقياس واستقراء النظائر. وانتقد قد نفى جابر بن حيان

وأما التعلق املأخوذ من جري العادة، فإنه ليس فيه علم يقين »الذي قرر يقينية وبرهانية ذلك الدليل: قال جابر: « جالينوس»جابر

واجب اضطراري برهاني أصال، بل علم إقناعي يبلغ إلى أن يكون أحرى وأولى وأجدر ال غير ... و هذا الباب يناصب البرهان ويقابله كثيرا

.(38)«ا يدل عليه، وقوته وضعفه بحسب كثرة النظائر واألمثال املتشابهة و قلتهاو يدل على خالف م

هذا النص يبرز أن جابرا بن حيان قد فرق بين العلم اليقيني و العلم اإلقناعي الذي قد يسمى علما احتماليا أرجح و أجدر. و بين أن

االحتمالي األولي الذي تتفاوت قوته وضعفه حسب كثرة و قلة النظائر الدليل املأخوذ من مجرى العادة هو من النوع الثاني: أي العلم

املتشابهة.

. وسمى هذا (39)«القياس واستقراء النظائر واستشهادها لألمر املطلوب»هو: -أي مجرى العادة -وأوضح أن املقصود بها

ي بالحس و املشاهدة.ألنه طريق اعتاده الناس بسبب ارتباطه القو « مجرى العادة » الطريق لالستدالل ب

أما االستدالل بداللة املجانسة فعنده يعتبر ذلك استدالل إمكان واحتمال، و هو أقل قوة من االستدالل بمجرى العادة، و

. (40)سماه باملشابهة في الطبع

إلى أن القياس قد يستقل عنها و فقد اعتبر آحاد األصول االستداللية غير مفيدة لليقين، مثل التجربة وحدها، مشيرا أما ابن سينا،

لو كانت التجربة مع القياس الذي يصحبها منع أن يكون املوجود بالنظر التجربي عن معنى أخص، »قد يكون جزءا منها، فقد قال:

به نظر إال أن يقترن لكانت التجربة وحدها توقع اليقيني بالكلية املطلقة ال بالقوة املقيدة فقط، فإن ذلك وحده ال يوجب ذلك،

. 45-44، ص 01، ج 01في كتابه : املوافقات في أصول األحكام ، تعليق محمد حسنين مخلوف ، دار الفكر ، )د.ط( ، )د.ت( ، مج 34

. 13-12، ص 01، ج 01ينظر : املصدر نفسه، مج 35

. 14-13ينظر : املصدر نفسه، ص 36

. 12-11ينظر : املصدر نفسه، ص 37

. 418، ص 02م ، ط 1994-ه1415مختار رسائل جابر بن حيان ، نشر بول كراوس ، مكتبة الخانجي ، 38

املصدر نفسه، الصفحة ذاتها. 39

لصفحة ذاتهما.ينظر املصدر وا 40

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

143

وقياس غير القياس الذي هو جزء من التجربة، فبالحري أن التجربة بما هي تجربة ال تفيد ذلك. فهذا هو الحق، و من قال غير هذا

فلم ينصف أو هو ضعيف التمييز ال يفرق بين ما يعسر الشك فيه لكثرة دالئله و جزئياته، و بين اليقين، فأن ههنا عقائد تشبه

.(41)«ليقيناليقين، و ليست با

فابن سينا قرر جملة أمور هنا، أهمها:

التجربة وحدها ال تفيد اليقين. .1

الظان بأن التجربة وحدها تفيد اليقين مخطئ بسبب عدم إنصافه أو ضعف تمييزه. .2

التجربة املصاحبة للنظر و القياس األصلي الكلي منشئة و مكسبة لليقين. .3

إن املبادئ التي يتوصل منها إلى العلم اليقيني برهان » ي البرهان واالستقراء الحس ي، قال:وأكد أن سبيل القطع واليقين يكمن ف

. (42)«و استقراء، أي االستقراء الذاتي، وال بد من استناد االستقراء إلى الحس، و مقدمات البرهان كلية، و مبادئها إنما تحصل بالحس...

طريق البرهان واالستقراء الحس ي، و ذلك بإعمال العقل في املقدمات التي تكون فقد جزم بان العلم اليقيني )القطعي( يكتسب على

كلية.

قال، وهو بصدد الحديث عن أضواء الكواكب، : قد عند ابن الهيثم،وليس الظن سبيال للبرهان في منهج البحث التجريبي

ا من ذواتها غير مضيئة... و جوزوا أن تكون مكتسبة من ضوء الشمس وأن أجرامه يظن قوم من املتفلسفين أن أضواء الكواكب

الكواكب أيضا على مثل ما عليه القمر من اكتساب الضوء، إال أنهم لم يأتوا على ذلك ببراهين وال مقاييس، و إنما اعتقدوه على طريق

.(43)«التظني قياسا على ضوء القمر...

دا للبرهان انطالقا من قياس غير صحيح. ويدل هذا على أن الشاهد في هذا القول هو أن ابن الهيثم نفى أن يكون الظن مفي

ذو داللة ظنية احتمالية في منهج بحثه. -باعتباره أصال أو طريقة من أصول أو طرائق االستدالل -القياس

.(44)ل رضاهوبين أن من مرتكزات منهجه: اإلعراض عن الظنون، و سلوك السبيل املوصل لليقين من أجل التقرب إلى هللا سبحانه و ني

و نبتدئ في البحث باستقراء املوجودات، و تصفح أحوال »...وذكر أن االستقراء املتكامل طريق إلى اليقين، إذ قال:

املبصرات، ونميز خواص الجزئيات، و نلتقط باالستقراء البصر في حال اإلبصار، و ما هو مطرد ال يتغير وظاهره ال يشتبه من كيفية

ى في البحث واملقاييس على التدريج و الترتيب، مع انتقاد املقدمات والتحفظ في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما اإلحساس، ثم نترق

نستقرئه ونتصفحه استعمال العدل ال امليل مع الهوى، ونتحرى في سائر ما نميزه وننتقده طلب الحق ال امليل مع اآلراء، فلعلنا ننتهي

. إذن فهذا االستقراء (45)«ي يثلج به الصدر، و نصل بالتدرج و التلطف إلى الغاية التي يقع عندها اليقين...الحق الذ بهذا الطريق إلى

الذي كان يرمي إليه ابن هيثم ذو عناصر و مراتب يكمل بعضها بعضا، كاالطراد و الظهور، و الغرض من ذلك و غيره هو الوصول إلى

اليقين والحقيقة.

منهجه التجريبي في دراسة التاريخ، وفيه اعتبر الظن الراجح دليال مقبوال في االستدالل، رونيوظف البيومن جهة أخرى،

وكل ما يتعلق معرفته ببدء الخلق وأحوال القرون السالفة فهو مختلط بتزويرات و أساطير لبعد العهد به وامتداد الزمان » حيث قال:

.( فاألولى أن ال نقبل من قولهم في مثله إال ما يشهد به كتاب معتمد على صحته أو بيننا وبينه و عجز املعتني به عن حفظه و ضبطه)..

.(46)«خبر مشفوع به بشرائط الثقة في الظن األغلب...

في هذا النص علل البيروني رفضه لألخبار التاريخية املتحدثة عن بدء الخليقة بكون عهدها بعيدا و بكون املؤرخين

يخ الغابر، واختلطت األخبار باألباطيل و الخرافات، و اشترط لقبول الخبر أن يؤخذ من كتاب معتمد عاجزين عن حفظ و ضبط التار

صحيح وأن يكون الراوي ثقة، فيقع الظن الراجح بأن الخبر صحيح، إذ ال يحصل بذلك القطع. و في هذا االستدالل يالحظ تشابه بين

البيروني و جابر بن حيان في التعامل مع اآلثار.

41 . 48م ، ص 1954ابن سينا ، البرهان من كتاب الشفاء ، تحقيق عبد الرحمان بدوي ، مكتبة النهضة املصرية ، القاهرة ، )د.ط( ،

. 158املصدر نفسه ، ص 42

. 02ه ، رسالة في أضواء الكواكب ، ص 1357، 01ط ابن الهيثم ، مجموع الرسائل ، مطبعة دائرة املعارف العثمانية ببلدة حيدر آباد ، الدكن ، الهند ، 43

. 151، ص 02، مج 1981-ه1401، 03ينظر : ابن أبي أصيبعة ، عيون االنباء في طبقات األطباء ، دار الثقافة ، بيروت ، ط 44 . 62م ، ص 1983-ه1404 ، الكويت ، )د. ط( ، 641ابن الهيثم ، كتاب املناظر ، تحقيق عبد الحميد صبرة ، السلسلة الرياضية 45

. 14البيروني ، اآلثار الباقية عن القرون الخالية ، )د. ط( ، )د. ت( ، ص 46

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

144

: جدوى دراسة الدالالت الظنية والقطعية في البحوث التجريبية عند املسلمين :رابعا

بحث العلمي تميز البحث التجريبي لدى املسلمين بالسعي الحثيث نحو الوصول إلى سالمة الدليل وقوة البرهان، لذلك فال

عندهم منفتح غير منغلق، و هذا ما جعله ذا قابلية لإلضافة واملراجعة والتصحيح مهما كانت النتائج واإلبداعات املتحصلة، و هذا ما

«.الظن»تشير إليه احتمالية االستدالل من خالل مصطلح

واألساليب العلمية لتمثلها في الحياة ولعل طرق هذا املوضوع و الغوص فيه يحققان للباحث املزيد من اكتساب املهارات

العملية و طرائق الخطاب.

كما أن البحث واملراس املتعلقين بدراسة تلك الدالالت يمكنان الباحث من إيضاح وكشف أثر كل من املصطلح و املنهج

ة األدلة و النتائج في العلوم التجريبية في بعضهما، أي أثر كل منهما في اآلخر. هذا فضال عن إزالة الغموض و اللبس حول نسبية أو حتمي

التي أبدعها املسلمون.

وملا كان نمو العلوم التجريبية في الحضارة اإلسالمية بموازاة مع ترعرع العلوم الشرعية، فإن من االستنتاجات األولية

وجود أثر للعلوم الشرعية في نشأة املصطلح التجريبي.

خاتمة:الهو الوحيد الذي كشف اللثام عنها، صحيح EINSTEINم التجريبية، لم يكن العالم الغربي إنشتاين إن نسبية نتائج العلو

أنه هو رائد النظرية النسبية في العصر الحالي، و لكن صحيح أيضا أن علماء املسلمين في امليدان التجريبي، قديما، قد تناولوا بعض

وال برؤية دفاعية تبريرية هدفها إسقاط املقوالت والنظريات الحديثة على التراث جوانبها في أبحاثهم، أقول هذا ليس بدافع عاطفي

العلمي اإلسالمي، كال، فذلك أسلوب فاشل ال يجدي في دراسة الحضارة اإلسالمية، وال يغني شيئا. إنما دفعتني للحديث عن النسبية في

ه إلى أهمية الجوانب الداللية في مناهج االستدالل في تراثنا اإلسالمي من العلوم التجريبية عند املسلمين الرغبة في إثارة و لفت االنتبا

خالل دراسة الظنيات والقطعيات.

املراجع:

.اية ورش عن نافع القرآن الكريم برو

بحث استكمالي للحصول على درجة املاجستير في أصول الفقه، بعنوان "منهج القطع والظن في (2010)عبد الهادي، ،أبو زينة .1

ل الفقه"، تحت إشراف زياد إبراهيم مقداد، كلية الشريعة والقانون بالجامعة اإلسالمية بغزة.أصو

03عيون االنباء في طبقات األطباء ، دار الثقافة ، بيروت ، ط (1981)ابن أبي أصيبعة، .2

.02مختار الرسائل، نشر بول كراوس ، مكتبة الخانجي، ط (1994)جابر، ،ابن حيان .3

البرهان من كتاب الشفاء ، تحقيق عبد الرحمان بدوي ، مكتبة النهضة املصرية ، القاهرة ، )د.ط( . (1954)ابن سينا ، .4

.، الكويت ، )د. ط( 641كتاب املناظر ، تحقيق عبد الحميد صبرة ، السلسلة الرياضية (1983)ابن الهيثم ، .5

رسالة في أضواء 01ية ببلدة حيدر آباد ، الدكن ، الهند ، طمجموع الرسائل ، مطبعة دائرة املعارف العثمان ه(1357)ابن الهيثم، .6

الكواكب.

.117إشكالية القطع عند األصوليين"، منشور بمجلة املسلم املعاصر، العدد (2005)صالح، ،أيمن .7

ية تطبيقية، رسالة ماجستير بعنوان طريان االحتمال على الدليل وأثره في الفروع الفقهية: دراسة نظر (2005-2004)مالك، ،براح .8

.تحت إشراف صالح بوبشيش، بكلية العلوم االجتماعية والعلوم اإلسالمية، جامعة الحاج لخضر بالجزائر، السنة الجامعية

اآلثار الباقية عن القرون الخالية ، )د. ط( ، )د. ت(. البيروني، .9

يد املعاصر، إصدار املعهد العالمي للفكر الخطاب النقدي األصولي: من تطبيقات الشاطبي إلى التجد( 2012) شهيد، ،الحسان .10

01اإلسالمي، ط

مجاالته، سلسلة كتاب األمة، وزارة األوقاف -ضوابطه-االجتهاد املقاصدي: حجيته (1998)أنور الدين بن مختار، ،الخادمي .11

01، طنجزئييوالشؤون اإلسالمية بقطر من

والداللة عند األصوليين ، إصدار ونشر دار الكلم الطيب القطعي والظني في الثبوت ( 2007) محمد معاذ مصطفى، ،الخن .12

01بدمشق، ط

.من مجلة الشريعة والقانون 21فقه الواقع من منظور القطع والظن: دراسة أصولية، منشور بالعدد (2004)سامي، ،الصالحات .13

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

145

لفروع الفقهية، منشور بمجلة تخصيص عام النص قطعي الثبوت بخبر اآلحاد وأثره في ا (2013)أنس محمود توفيق، ،العواطلي .14

01، العدد21الجامعة اإلسالمية للدراسات اإلسالمية، في املجلد

القطعي والظني في املنهج األصولي، منشور بمجلة اإلحياء، إصدار الرابطة املحمدية للعلماء (2009)حميد،، الوافي .15

.31-30بالرباط)املغرب(، بالعددين

الظن وأثره في الخالف األصولي، إصدار دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، مفهوم القطع و (2013)حميد، ،الوافي .16

02ط

بحث فلسفة العلم والتقنية بين الحتمية والنسبية، منشور ضمن مباحث و فصول املؤتمر (2007)رزق يوسف ناهد، ،يوسف .17

م بالقاهرة )بالتعاون بين كلية دار العلوم ، جامعة 2007أبريل 26-25-24الدولي الثاني عشر للفلسفة اإلسالمية، املنعقد أيام:

القاهرة، ومركز الدراسات املعرفية بالقاهرة(.

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

146

ملجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةا

e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238 رفاد للدراسات واألبحاث 147ص -139، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.2

An Approach to Deductive and Categorical Deductions in the

Curricula of Some Sciences Among Muslims

Mohamed El Filali PhD- Faculty of Arts and Humanities- Mohammed V University- Morocco

[email protected]

Abstract: The Qur'an is one of the fundamental origins of the hypothetical and categorical

reasoning in the Shari’a and experimental sciences in the Muslim world: the concept of certainty

in the Qur'an signifies decisiveness and its antonym is presumption. In the fundamentals of the Islamic jurisprudence, Al-Shatiby listed the descriptions of peremptory science in three

characteristics: to be general and unchanging (free from extremes), constant and dominant

(governorship). He considered the shari’a evidences to be suspicious and will never be decisive

unless they are all englobed in one meaning; this is known as the method of induction. In the empirical sciences, Muslims distinguished between skepticism and decisiveness: Jaber bin

Hayyan refuted the certain knowledge which is derived from the usual practices and considered

the inference by syllogism to be doubtful. In Avicenna's view, single fundamentals of deduction are not useful to get certainty, just like an experiment alone, because it needs to be viewed and

measured, and he confirmed that certainty is reached through evidence and sensory induction. Ibn

al-Haytham pointed out that syllogism has traits of presumption and probability, and that doubt is not a way to reach proof, whereas full induction is regarded as a path to certainty. As far as

Al-Biruni is concerned, the predominant assumption is an acceptable proof for reasoning in

historical studies and is not acceptable in experimental studies.

Keywords: Hypothetical deduction, Peremptory Inference, Islamic Science Curriculum, certainty, Induction, Proof, Probability, Experiment, History

References:

Ạlqrận Ạlkrym Brwạyẗ Wrsẖ ʿn Nạfʿ.

[1] Ạbn Ạby Ạṣybʿh, ʿywn Ạlạnbạʾ Fy Ṭbqạt Ạlạṭbạʾ , Dạr Ạltẖqạfẗ , Byrwt, Ṭ03, (1981)

[2] Ạbn Ạlhytẖm, Ktạb Ạlmnạẓr, Tḥqyq ʿbd Ạlḥmyd Ṣbrh, Ạlslslh Ạlryạḍyh 641, Ạlkwyt, (D.

Ṭ), (1983)

[3] Ạbn Ạlhytẖm, Mjmwʿ Ạlrsạỷl, Mṭbʿẗ Dạỷrẗ Ạlmʿạrf Ạlʿtẖmạnyh Bbldẗ Ḥydr Ậbạd, Ạldkn, Ạlhnd , Ṭ01 Rsạlẗ Fy Ạḍwạʾ Ạlkwạkb, (1357h)

[4] Ạbn Ḥyạn. Jạbr, Mkẖtạr Ạlrsạỷl, Nsẖr Bwl Krạws, Mktbẗ Ạlkẖạnjy, Ṭ02, (1994)

[5] Ạbn Synạ. Ạlbrhạn Mn Ktạb Ạlsẖfạʾ, Tḥqyq ʿbd Ạlrḥmạn Bdwy, Mktbẗ Ạlnhḍh Ạlmṣryh, Ạlqạhrh, (D.Ṭ), (1954)

حممد الفياليل مقاربة لالستدالل الظني والقطعي يف مناهج بعض العلوم عند املسلمني

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

147

[6] Ạbw Zynh. ʿbd Ạlhạdy, Bḥtẖ Ạstkmạly Llḥṣwl ʿla Drjẗ Ạlmạjstyr Fy Ạṣwl Ạlfqh, Bʿnwạn

"Mnhj Ạlqṭʿ Wạlẓn Fy Ạṣwl Ạlfqh", Tḥt ẠSẖrạf Zyạd ẠBrạhym Mqdạd, Klyẗ Ạlsẖryʿh Wạlqạnwn Bạljạmʿẗ Ạlạslạmyh Bgẖzh, (2010)

[7] Ạlʿwạṭly. Ạns Mḥmwd Twfyq, Tkẖṣyṣ ʿạm Ạlnṣ Qṭʿy Ạltẖbwt Bkẖbr Ạlậḥạd Wạtẖrh Fy

Ạlfrwʿ Ạlfqhyh, Mnsẖwr Bmjlẗ Ạljạmʿh Ạlạslạmyh Lldrạsạt Ạlạslạmyh, Fy 21(1)(2013)

[8] Ạlbyrwny. Ạlậtẖạr Ạlbạqyh ʿn Ạlqrwn Ạlkẖạlyh, (D. Ṭ), (D. T).

[9] Ạlḥsạn. Sẖhyd, Ạlkẖṭạb Ạlnqdy Ạlạṣwly: Mn Tṭbyqạt Ạlsẖạṭby Ạla Ạltjdyd Ạlmʿạṣr, Ạsdạr

Ạlmʿhd Ạlʿạlmy Llfkr Ạlạslạmy, Ṭ01, (2012)

[10] Ạlkẖạdmy. Ạnwr Ạldyn Bn Mkẖtạr, Ạlạjthạd Ạlmqạṣdy: Ḥjyth-Ḍwạbṭh-Mjạlạth, Slslẗ Ktạb Ạlạmh, Wzạrẗ Ạlạwqạf Wạlsẖwwn Ạlạslạmyh Bqṭr Mn Jzỷyyn, Ṭ01, (1998)

[11] Ạlkẖn. Mḥmd Mʿạdẖ Mṣṭfa, Ạlqṭʿy Wạlẓny Fy Ạltẖbwt Wạldlạlh ʿnd Ạlạṣwlyyn, Ạsdạr

Wnsẖr Dạr Ạlklm Ạlṭyb Bdmsẖq, Ṭ01, (2007)

[12] Ạlṣlạḥạt. Sạmy, Fqh Ạlwạqʿ Mn Mnẓwr Ạlqṭʿ Wạlẓn: Drạsh Ạṣwlyh, Mnsẖwr Bạlʿdd21 Mn

Mjlẗ Ạlsẖryʿh Wạlqạnwn, (2004)

[13] Ạlwạfy. Ḥmyd, Ạlqṭʿy Wạlẓny Fy Ạlmnhj Ạlạṣwly, Mnsẖwr Bmjlẗ Ạlạhyạʾ, Ạsdạr Ạlrạbṭh

Ạlmḥmdyh Llʿlmạʾ Bạlrbạṭ(Ạlmgẖrb), Bạlʿddyn30-31, (2009)

[14] Ạlwạfy. Ḥmyd, Mfhwm Ạlqṭʿ Wạlẓn Wạtẖrh Fy Ạlkẖlạf Ạlạṣwly, Ạsdạr Dạr Ạlslạm

Llṭbạʿh Wạlnsẖr Wạltwzyʿ Wạltrjmh, Ṭ02, (2013)

[15] Ạymn. Ṣạlḥ, ẠSẖkạlyẗ Ạlqṭʿ ʿnd Ạlạṣwlyyn", Mnsẖwr Bmjlẗ Ạlmslm Ạlmʿạṣr, Ạlʿdd117, (2005).

[16] Brạḥ. Mạlk, Rsạlẗ Mạjstyr Bʿnwạn Ṭryạn Ạlạḥtmạl ʿla Ạldlyl Wạtẖrh Fy Ạlfrwʿ Ạlfqhyh:

Drạsh Nẓryh Tṭbyqyh, Tḥt ẠSẖrạf Ṣạlḥ Bwbsẖysẖ, Bklyẗ Ạlʿlwm Ạlạjtmạʿyh Wạlʿlwm

Ạlạslạmyh, Jạmʿẗ Ạlḥạj Lkẖḍr Bạljzạỷr, Ạlsnh Ạljạmʿyh, (2004-2005)

[17] Ywsf. Rzq Ywsf Nạhd, Bḥtẖ Flsfẗ Ạlʿlm Wạltqnyh Byn Ạlḥtmyh Wạlnsbyh, Mnsẖwr Ḍmn

Mbạḥtẖ W Fṣwl Ạlmwtmr Ạldwly Ạltẖạny ʿsẖr Llflsfh Ạlạslạmyh, Ạlmnʿqd Ạyạm: 24-25-

26ạbryl 2007m Bạlqạhrh (Bạltʿạwn Byn Klyẗ Dạr Ạlʿlwm , Jạmʿẗ Ạlqạhrh, Wmrkz Ạldrạsạt Ạlmʿrfyh Bạlqạhrh), (2007)

املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

رفاد للدراسات واألبحاث 168ص -148، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.3

األحاديث الواردة في تفسير القرآن العظيم البن كثير من سورة الفرقان

) تخريج ودراسة(

تماضر عكاشة ململكة العربية السعوديةا -جامعة امللك خالد

[email protected]

لخص:امل

ل من ثر عنه من أفعال، وما سج هي ما صح عن النبي صلى هللا عليه وسلم من أقوال، وما أ

الشريفة

النبوية

إن السنة

أفعال وإقرار النبي صلى هللا عليه وسلم، لذلك إقرار، فهي أقوال وأفعال وإقرار ، ومن هنا جاءت السنة النبوية ألنها تتعلق بأقوال و

كانت سببا في اختياري لهذا املوضوع ومن أجل معرفة التخريج ودراسة االسانيد جاء البحث بعنوان ) األحاديث الواردة في تفسير

املعروفة واملعتمد عليه وهو القرآن العظيم البن كثير من سورة الفرقان )تخريج ودراسة(. وقد كتب وفق املنهج االستقرائي بخطواته

أمر في غاية األهمية؛ الن البحث يوضح تخريج أحاديث النبي صلى هللا عليه وسلم. اشتمل البحث على مقدمة ومبحثين وخاتمة

وتوصيات.

أما املقدمة فتناولت فيها أهمية املوضوع وأسباب اختياره والدراسات السابقة ومنهج البحث وخطته وأهدافه.

كتاب التفسير، ابن كثير، األحاديث النبوية .مات املفتاحية: الكل

املقدمة:إن الحمد هللا نحمده ونستعينه ونستهدي ونستغفره ونعوذ باهلل يهده هللا فال مضل له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال

عبده ورسوله هللا وحده ال شريك له وأن محمـدا

:أما بعد

رسل محمد صلى هللا عليه وسلم، بعثه هللا سـبحانه وتعـالى بلـسان عربي مبين، وقد تكفل فقد أعز هللا هذه األمة بخير نبي أ

ر له العلماء الذين بذلوا كل ما بوسعهم مـن جهد ليذودوا عن حياض هذا الدين، ولينقحوه مما هللا عز وجل بحفظ هذا الدين، وسخ

ين والكذابين، وقد كان لهؤالء العلماء الجهابذة الفضل الكبير والجهد الواضح في مؤلفاتهم التي أفنوا من أجلها شابه من كالم الوضاع

ومن هؤالء العلماء الذين تميزوا في هذا العلم في كافة مجاالته، لبيان مراد النبي صلى هللا عليه وسلم من حديثه، وذلك .أعمارهم

، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء القرش ي البصروي هوفـي هذا الفن، الختالف ألسنة العرب، وممن أبدع

. (47)ثم الدمشقي ، محدث ومفسر وفقيه

أهمية البحث: اشتمل على عدد من األحاديث النبوية الشريفة ، والتي هي "تفسير ابن كثير" املشهور بـ القرآن العظيم أن كتاب تفسير

.بحاجـة إلى دراسة وتمحيص

بعلم تفسير القرآن ، هو من أشهر الكتب اإلسالمية املختصة"تفسير ابن كثير" املشهور بـ يعد كتاب تفسير القرآن العظيم

ن في موضوعالكريم بالقرآن القرآن يعتمد على تفسير، فتفسير القرآن بالقرآن أو التفسير باملأثور ، ويعد من أشهر ما دو

(.1/67) شذرات الذهب في أخبار من ذهب 47

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

149

باللغة ، كما اهتموالتابعين الصحابة واآلثار املسندة إلى أصحابها، وأقوال األحاديث ، وكذلك يذكروالسنة النبوية ،الكريم

، لذلك قمت بتخريج األحاديث الواردة وأسباب نزول اآليات ملختلفةالقراءات ا ونقدها واهتم بذكر باألسانيد وعلومها واهتم العربية

كم على سند الحديث.فيه ثم بيان الصحيح من الضعيف من املوضوع وقمت بدراسة السند والح

أهداف البحث: يهدف البحث الي بيان تخريج أحاديث ابن كثير التي توجد في سورة الفرقان من كتب السنة ودراسة أسانيدها. .1

التعريف بمعالم شخصية الحافظ ابن كثير، اسمه ونسبه وكنيته ووالدته ، والتعريف بتفسير ابن كثير . .2

ن املردودة في كتابه .معرفة األحاديث املقبولة م .3

سورة الفرقان. بيان مدى استشهاد ابن كثير باألحاديث الواردة في كتابه تفسير القرآن العظيم .4

مشكلة البحث: إن موضوع التخريج من املوضوعات املهمة جدا ألحاديث النبي صلى هللا عليه وسلم ومعرفة االحاديث الصحيحة من الضعيفة .1

من املوضوعة .

ريج له أهمية وفوائد عظيمة في توثيق الحديث ومعرفة درجته في اصطالح املحدثين .ألن التخ .2

هنالك صفات يجب على املحدث وطالب الحديث أن يتحلى بها وهي تصحيح النية واإلخالص في تخريج أحاديث النبي صلى هللا .3

عليه وسلم .

منهج البحث: سورة الفرقان. ديث التي أوردها ابن كثير في كتابه تفسير القرآن العظيميعتمد البحث علي املنهج االستقرائي في جمع األحا .1

يعتمد على تخريج االحاديث الواردة في سورة الفرقان من كتاب التفسير البن كثير. .2

إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما أكتفي بتخريجه منهما . .3

وأعتمد على .كتفيت بذلك وإن كان في غيرهما قمت بدراسة اإلسنادقمت بدراسة األسانيد فإن كان في الصحيحين أو أحدهما ا .4

الحفاظ. خاتمة ، فهو"التهذيب تقريب"في كتابه : حجر ابن الحافظ عليه حكم بما و التعديل ؛ الجرح ناحية من الراوي حكم

أجد ؛ لم الحديث فإن شروحكتب بحثت في أجد ؛ لم الحديث فإن غريب بكتب األحاديث مستعينة في الغربية األلفاظ أشرح .5

.اللغة كتب ففي

الدراسات السابقة:تخريج أحاديث سورة الكهف من تفسير ابن كثير وهـي رسالة دكتوراه الجامعة االسالمية املدينة املنورة للطالب محمد

عبده عبد الرحمن الكحالني .

خطة البحث: .اشتمل هذا البحث على مقدمة ومبحثين وخاتمة وتوصيات

: ) معالم شخصية الحافظ ابن كثير ( املبحث األول

املطلب االول : اسمه، ونسبه ، وكنيته ،ووالدته .

املطلب الثاني : نشأته وعصره .

شيوخه وتالميذه وعقيدته ومذهبه الفقهي املطلب الثالث :

املطلب الرابع : مؤلفاته ووفاته .

ي إيراد األحاديث في تفسيره )سورة الفرقان ( : منهجية الحافظ ابن كثير فاملبحث الثاني

: التعريف بتفسير ابن كثير املطلب االول

: طريقته في تفسير اآليات داخل كتابه املطلب الثاني

: تفسير ابن كثير مصدر بديل في تخريج األحاديث . املطلب الثالث

ها .:تخريج األحاديث الواردة في سورة الفرقان ودراست املطلب الرابع

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

150

.البحث خالل من إليها التوصل تم التي النتائج أهم وفيها لخاتمة :ا

التوصيات.

املبحث األول : ) معالم شخصية الحافظ ابن كثير (

املطلب االول : اسمه، ونسبه ، وكنيته ،ووالدته .(48)إسماعيل بن عمر بن كثير القرش ي البصري الحافظ عماد الدين أبو الفداء

نسبته :

ه القرش ي وقد ورد نسبه في أكث وكتب التراجم وورد في كتابه البدايـة والنهايـة وقد صرح بنسبته إلى قريش حيث أخبر نسب

أن أباه كان من بني خصلة وهم ينتسبون إلى الشرف ، وبأيديهم نسب ، وقف على بعض ذلك شيخه جمـال الـدين املـزي فأعجبـه ذلك

فهو قرش ي النسب بصري األصل ، دمشقي النشأة والتربية والتعليم ، شافعي ) 49)ب ذلك القرش يوابتهج به فصار يكتب في نسبه بسب

املذهب.

مولــده:

وكان أبوه من أهل بصرى ( 52)وهـي بلـد بالـشام مـن أعمال دمشق (51)من أعمال مدينة بصرى (50)ولد في قرية "مجدل

وأمه من قرية مجدل.

في تاريخ ميالده فلم تتفق عـلى تـاريخ مولـده وأكثـر هذه األقوال تتراوح بين سنة ولقد اختلفت كتب التراجم

هـ (.701هـ( وسبعمائة وواحد )700سبعمائة)

. (53" (قال الذهبي : "ولد بعد السبعمائة أو فيها

هــ( 700ولد سـنة ))55)وقال ابن حجر ) (54) هـ701وقال الحسيني " ولد سنة )

بعد ما أشار إلى قول الحافظ ابن حجر (58)شاكر وقـال العالمـة أحمـد (57)هــ (700قـال الـسيوطي: "ولـد سـنة )و (56)أو بعدها بيسير

لى سنة املذكور آنفا: وهو تاريخ تقريبي أرجـحأنه مستنبط من كالمه في ترجمة أبيه، حيـث ذكـر حـين تـرجم لوالـده املتـوفي في جمـادى األو

كثير في كتابه البداية والنهاية حين ذكـر وفـاة أبيه أن عمره كـان ثـالث سـنوات فقـال: وكنـت آن ذاك صـغيرا ابـن هـ( حيث قال ابن 703)

.) 59)نحوها وال أدركه إال كالحلم ثـالث سـنين أو

( ، واملوسوعة امليسرة في تراجم 6/231( وشـذرات الذهب البن العماد ) 1/45( ، وأنبـاء الغمـر البـن حجـر)1/111ينظـر: طبقـات املفـسرين للـداودي ) - 48

.725( رقم 1/511ء والنحو واللغة)التفـسير واإلقرا

( .16، (ومنهج ابـن كثـير في التفـسير لالحـم ) 1/455(، والـدرر الكامنة ) 4/1508( ، وتـذكرة الحفـاظ للـذهبي )14/31ينظـر: البدايـة والنهايـة البـن كثـير ) - 49

( ، 14/31اسمها مجيدل القربة ينظر: البداية والنهاية) :(، وقيـل 478ملنجـد ص)وهي قرية في حماة بالشام ينظر : معجم ألعالم الشرق والغرب في آخر ا- 50

افر) (.48والرد الو

ربع مراحل وهي أول بضم الباء وسكون الصاء )بـصرى ( وهـي مدينـة قديمـة مبنيـة بالحجـارة الـسوداء مـن ديـار بنـي فزارة ، وبني مرة تبعد عن دمشق أ - 51

(.1/441ب بالشام ينظر :معجم البلدان )مدينة فتحها العر

، قيل أول من بناها بيور اسف. ين - 52 ظر : معجم دمشق: قصبة بالد الشام، وجنة األرض ملا فيها من النضارة ، افتتحت في خالفة عمر بـن الخطـاب صلحا

2/463البلدان ) (.8/264(، وشذرات الذهب )14/649( ، البدايـة والنهاية )5/22(. ) 4/1508تذكرة الحفاظ ) - 53

). 4/179هـ ينظر: الدرر الكامنة )765. وهو أبو املحاسن محمد بن علي بن الحسن الحـسيني الدمـشقي تـوفي سنة 57ذيل تذكرة الحفاظ ص - 54

(، ولحظ 2/36هـ ( ينظر: الضوء الالمع )852ـ 773: ) هـو : أحمـد بـن عـلي بـن محمـد العـسقالني ، أبـو الفـضل ، شـيخ اإلسـالم وإمـام الحفـاظ في زمانـه -55

( 5/11األلحاظ )

(.1/445الدر الكامنة ) - 56

(.529طبقات الحفاظ ) - 57 هـ بمنزل 1309هو : الشيخ أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر. ولد بعد فجر يوم الجمعـة في التاسـع والعشرين من شهر جمادى اآلخر سنة - 58

تحقيقـه ألمهـات الكتب املفيدة. والـده بالقـاهرة ، ثـم ارتحـل مـع والـده إلى السودان حيث كان قد عين قاضيا فيها. أثرى املكتبة اإلسالمية بأبحاثـه القيمـة و

). 174−1/173بع عشر )ه . نثـر الجواهر والدرر في علماء القرن الرا1377وكانت وفاته في السادس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة

(.14/32البداية والنهاية ،ابن كثير ) - 59

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

151

ين في تلك السن، فقد سـمع أذن ثـم عقـب العالمـة أحمـد شـاكر فقـال: "وابـن ثـالث سـنين أو نحوهـا ال يعـرف تواريخ السنين على اليق

) .60)تحديـد الـسنة التـي مـات فيهـا أبوه ممن حوله من إخوة وأهل وجيران

املطلب الثاني : نشأته وعصره

نشأ الحافظ ابن كثير في بيت علم فهو ينتسب إلى أسرة عرفت بـالعلم واألخـالق والديانة، فقد كان أبوه أبا حفص عمر

، عني بالعربية واللغـة والنحو وحفـظ أشـعار العـرب، وقـد تـرجم اإلمـام ابـن كثـير لوالـده في كتابـه البدايـة بن كثير خطيبا عاملا

فقيها

إنه ولد في حدود أربعين وستمائة واشـتغل بـالعلم عنـد أخوالـه بنـي عقبـة ببـصرى ، فقـرأ البدايـة في » ومما قال في والده (61) والنهاية

وحفـظ "جمل الزجاجي" وعنـي بـالنحو والعربيـة واللغـة وحفـظ أشـعار العـرب، حتـى كـان يقـول الـشعر الجيـد (62)ب أبي حنيفـة مـذه

ه الـشافعي،الفـائق الرائـق في املـدح واملراثـي، وقليـل مـن الهجـاء، وقـرأ بمـدارس بصرى ثم انتقل إلى خطابـة القريـة شرقـي بصرى ومذهب

م بهـا نحـوا مـن وأخـذ عـن النـواوي ، والـشيخ تقـي الـدين الفـزاري، وكـان يكرمـه ويحترمـه فـيما أخـبرني شـيخنا العالمـة ابـن الزملكـاني، فأقـا

وتـالوة كثـيرة، وكان مجدل( القرية التي منها الوالدة، فأقام بها مـدة طويلـة في خـير وكفايـة اثنتـي عـشرة سـنة، ثـم تحـول إلى خطابـة )

وكان يؤثر اإلقامة في القرية ملا يرى فيها من الرفـق، ،يخطب جيدا وله مقول عند الناس ولكالمـه وقـع لديانتـه وفـصاحته وحالوتـه

وإدريس، ثم من الوالدة ,م يـونسووجـود الحـالل لـه ولعيالـه، وقـد ولـد لـه عـدة أوالد مـن الوالـدة ، ومـن أخـرى قبلهـا أكـبرهم إسـماعيل، ثـ

وسميت باسم األخ إسـماعيل، ألنـه كـان قـد قـدم دمـشق فاشـتغل بهـا، بعـد ,: عبد الوهاب ، وعبد العزيز، وأخوات عدة ثـم أنـا أصـغرهم

شـيخنا ابـن الزملكـاني ثم إنه وشرحه على العالمـة، تاج الدين الفزاري، وحصل املنتخب في أصول الفقه، قالـه لي (63)أن حفـظ )التنبيه(

، ورثاه بأبيـات كثـيرة ، فلـما ولـدت لـه أن كثيرا

ـا بعـد ذلـك سقط من سطح الشامية البرانية فمكث أياما ومات ، فوجـد الوالـد عليـه وجـدا

خـير ملـن بقـي وتوفي والدي في سـماني باسـمه فـأكبر أوالده إسماعيل، وأصغرهم وآخرهم إسماعيل، فرحم هللا مـن سـلف، وخـتم ب

هـ في قرية )مجدل( ودفن بمقبرتها الشمالية عند الزيتون، وكنت إذ ذاك صغيرا ابن ثالث سـنين أو نحوهـا، 703جمادى األولى من سنة

ا شقيقا وبنا رفيقا كان لن إلى دمشق، صحبة كمال الـدين عبـد الوهاب وقد (64)ه707ال أدركـه إال كـالحلم ثم تحولنا من بعده في سنة

تزوجها وأما والدته فقد كانت من النساء الصالحات واسـمها مـريم بنـت فـرج بـن عـلي، شفوقا، وقد تأخرت وفاته إلى سـنة خمـسين

، ومفسرنا هذا والده حين انتقل إلى خطابة مجدل فأنجبت لـه ثالثـة أبنـاء وهـم : عبـدالوهاب وعبد العزيز ومفسرنا هذا ، وعدة أخوات

هـ 728توفيت في عشرين ذي القعدة سنة وقد انتقلت والدته إلى دمـشق مـع أبنائهـا بعـد وفـاة زوجهـا وعاشـت بهـا إلى أن .هو آخرهم

.(65)ودفنت بمقبرة الصوفية

مجال العلم فهذا موجز عن نشأة مفسرنا الحافظ ابن كثير كما حكاه هو عن نفسه في كتبه فهذه أسرته املتميزة في

إسـماعيل واألخالق والديانـة التـي عـاش بهـا وهـذه البيئـة املباركـة الطيبة التي نشأ بها فخرج لنا منها هذا اإلمام العظيم الحافظ املفـسر

بـن عمـر ابن كثير، فرحم هللا الجميع رحمة واسعة.

املطلب الثالث : شيوخه وتالميذه وعقيدته ومذهبه الفقهي :

د كانت دمشق في عصر اإلمام ابن كثير دوحـة العلـم ومـالذ العلـماء فقـد برز فيها أئمة في فنون مختلفة من العلوم ، لذا لق

ة وإخالص فإن اإلمام ابن كثير قـد وفـق في أن يتتلمـذ عـلى صـفوة مـن هـؤالء العلـماء واألئمـة الـذين اشـتهروا بـسعة العلـم وقـوة الحافظـ

.واشتهروا بهذا عن طريق حلقات الدروس التي يدرسون بها أو عن طريق الكتب التي يؤلفونهاالعمل ، وإذا تأملنا في شيوخ اإلمام ابن كثير وجدناهم من هذا الطراز ال سيما الذين ظهر منهم وبلغت شـهرتهم اآلفـاق كـابن تيميـة

مام ابن كثير على أمثال هؤالء كان العامل األسـاس ي في تكـوين شخصية هذا وأبي الحجـاج املـزي ، وشـمس الـدين الذهبي ، وإن دراسة اإل

لتـاريخ اإلمام الحافظ وجعله عاملا فذا وحافظا بارعا اشـتهر مـن خـالل مؤلفاتـه التي عمت جميع األمصار في علوم مختلفة كالتفسير وا

(.23-1/22التفسير ) عمدة - 60

(.33-31/ 14البداية والنهاية ،ابن كثير )- 61

هـ ينظر: 593سنة هـ وتوفي 530املراد بداية املبتدي للفقيه الحنفي برهان الدين علي بن أبي بكر عبد الجليل الفرغـاني املرغينـاني ولـد سنة - 62

). 5/73األعالم)

.يقصد به التنبيه للشيرازي في فروع الشافعية 63-

). 57وذيل تذكرة الحفاظ ص) ( ،6/231هـ ينظر : شذرات الذهب )706وقيل سنة - 64

(.143/ 142/ 14البداية والنهاية ) - 65

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

152

هذا اإلمام الفذ ال سيما مـن صرح بأنـه الزمـه ، أو أخذ عنه ، أو قرأ عليه أو والحـديث الـذي لـه قـدم السبق فيها. وإليك بعض من شيوخ

.أخبر عنه أنه من شيوخه

( 66)القاض ي أبـو زكريـا الـشيباني : هـو يحيـى بـن إسـحاق بـن خليـل بـن فـارس الشيباني الشافعي .1

. (67)عفيف الدين الصقلي : هو محمد بن عمر بن عثمان بن عمر الـصقلي .2

.(68)ابن الزملكاني: وهـو كـمال الـدين أبـو املعـالي محمـد بـن عـلي بـن عبد الواحـد األنصاري الشافعي .3

(.69)امللك الكامل ناصر الدين : هو أبو املعالي محمد بن امللك الـسعيد فـتح الـدين عبد امللك بن السلطان .4

.(70)ن إبـراهيم بـن سـباع الفزاري املصري برهـان الـدين الفـزاري : هـو إبـراهيم بـن عبـد الرحمن بـ .5

( 71)ابن تيمية : هو أحمد بـن عبـد الحليم بـن عبد الـسالم بـن تيميـة الحـراني الحنـبلى شيخ االسالم .6

تالميذه:

(72)املحاسن الدمشقي : هو محمد بن علي بن الحسن بن ناصر الحـسني الدمـشقي .1

.(73)بـن عـلي بـن أبي الهيجـاء الـشوبكي نور الدين الشوبكي : هـو نـور الـدين .2

.(74)بدر الدين الزركش ي: هو محمـد بـن عبـد هللا بـن بهـادر بـن عبـد هللا الزركـش .3

.(75)بن عنقه : هو محمد بـن محمـد بـن عمـر بـن عنقـه أبـو عبـد الرحمن البـسكري .4

(76)لنووي الخليلي الشافعيسعد الدين الخليلي : هو سعد الدين بن سعد بن يوسف بن إسماعيل ا .5

(77)أبو زيد الردماوي : عـلي بـن زيـد بـن علـوان بـن حريـز الردمـاوي الزبيـدي .6

عقيدته:

كان ابن كثير صحيح الدين سلفي العقيدة، ويدل علي هذا مالزمته لشيخ االسالم وناصر السنة ابن تيمية ، وفي ذلك

تيمية ومناضلة عنه وإتباع له في كثير من آرائه، وكان يفتي برائه في مسألة الطالق، وامتحن يقول ابن العماد: كانت له خصوصية بابن

(78)بسبب ذلك وأوذي

.كما أن تمسكه بعقيدة السلف ظاهر في مؤلفاته، (79)ويقول ابن حجر: وأخذ عن ابن تيمية، ففتن بحبه، وأمتحن بسببه

، كما ورد على املبتدعة واملخالفين من الشيعة، واملعتزلة، (80)آليات العقيدة فنجده يقرر عقيدة أهل السنة والجماعة في تفسير

وغيرهم، وهذا يدل على سالمة معتقده، وشدة تمسكه بعقيدة أهل السنة والجماعة .

مذهبه الفقهي:

زملكاني، وابن قاض ي كان ابن كثير شافعي املذهب، وقد تتلمذ علي يد شيوخ الشافعية، أمثال برهان الدين الفزاري و ابن ال

.(82) ،وغيرهم من كبار الشافعية الذين تأثر بهم ابن كثير، وهذا يظهر في تأليفه لكتاب طبقات الشافعين (81)شهبة

14/115( والبداية والنهاية 5/189الدر الكامنة ) - 66

. ) 6/67(، وشذرات الذهب ) 14/119والنهاية )البداية - 67

والكاف بينهما امليم الساكنة وفي آخرها النون ، هذه النسبة الي قريتين إحداهما دمشق ( الزملكاني ، بفتح الزاي والالم 131/ 14البداية والنهاية ) - 68

(.318/ 6والثانية ببلخ ، السمعاني ، االنساب )

(150/ 4(، والدرر الكامنة )14/13املرجع السابق ) 69

(.6/88( شذرات الذهب )1/35( ، الدرر الكامنة )14/146البداية والنهاية )- 70

(.14/136البداية والنهاية )- 71

(179/ 4الدر رالكامنة ) - 72

. 14/312البداية والنهاية) - 73

(6/335( ، شذرات الذهب )4/18الدررالكامنة ) - 74

(.9/172الضوء الالمع ) - 75

(.50/ 7شذرات الذهب ) - 76

(.5/221(، الضوء الالمع ) 7/102شذرات الذهب ) - 77

(.8/339شذرات الذهب ) - 78

(445/ 1ابن حجر : الدرر الكامنة في اعيان املائة الثامنة )- 79 (.2/474( ، )1/122ابن كثير ، التفسير ) - 80

(. 3/239(. الدرر الكامنة في أعيان املائة الثامنة )19/222الوافي بالوفيات ) (131/ 14البداية والنهاية ) - 81

طبقات الشافعيين، ابن كثير ، - 82

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

153

ووفاته : (83)املطلب الرابع : مؤلفاته

: في علوم القرآن

تفسير القرآن العظيم .1

فضائل القرآن .2

في السنة وعلومها :

أحاديث االصول .1

حيح البخاري شرح ص .2

التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات واملجاهيل .3

.اختصار علوم الحديث .4

. جامع املسانيد والسنن الهادي ألقوم سنن .5

: في الفقه أصوله

األحكام الكبري .1

كتاب الصيام .2

أحكام التنبيه .3

: في التاريخ واملناقب

البداية والنهاية .1

فصول في سيرة الرسول بدمشق السيرة النبوية : مطبوعة باسم ال .2

مناقب ابن تيمية .3

وهذه هي أشـهر مؤلفاتـه. .مقدمة في االنساب .4

وفاته:

توفي بدمشق في يوم الخميس السادس عشر من شعبان سنة أربع سبعين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة ،وكان وقد أضر

(84)في أواخر عمره

إيراد األحاديث في تفسيره )سورة الفرقان ( : منهجية الحافظ ابن كثير في املبحث الثاني

التعريف بتفسير ابن كثير املطلب األول :

. يعتبر تفسير القرآن العظيم البن كثير من أفضل التفاسير وأهمها

) 85)قال الزرقاني .86وتفسيره هذا من أصح التفاسير باملأثور إن لم يكن أصحها جميعا

عـد: فـإن تفـسير الحـافظ ابـن كثـير أحـسن التفاسير التـي رأينـا وأجودهـا وأدقهـا بعـد تفـسير وقـال الـشيخ أحمـد شـاكر : ) وب

ذا راجع إلى إمـام املفـسرين أبي جعفـر الطـبري ، ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بأيدينا، فما رأينا مثلهما ، وال ما يقاربهما( وه

ابـن كثـير في تفـسيره وهـو التفـسير باملأثور وهذا التفسير غني عن التعريف فهو يحتل املكانة الثانية ، إن سالمة املنهج الذي سار عليه

ـصحيحة لم تكـن األولى بـين ، كتب التفسير، حيـث فـسر الحـافظ ابـن كثـير القـرآن بـالقرآن أوال مـا وجـد إلى ذلـك سبيال ، ثم بالـسنة ال

ي صلى هللا عليه وسلم مـا وجـد إلى ذلـك سـبيال ، ثـم بأقوال الصحابة والتابعين وبمفاهيم لغة العرب ، ولقد اعتنى املرويـة عـن املـصطف

املـسلمون بهـذا التفـسير عناية عظيمة فمنهم من حققه وصححه وعلق عليه ومنهم من اختصره.

اية ودراية) 42−1/23موارد اإلمام ابن كثير للفنيـسان ) - 83 ). 108−93( . واإلمـام ابـن كثـير وأثـره في علـم الحـديث رو

(، السيوطي ، طبقات املفسرين 38(،ذيل تذكرة الحفاظ ) ص1/29الذهبي ، سير اعالم النبالء) (،64/ 1املزي ، وتهذيب الكمال في اسماء الرجال ) -84

(1/67(، شذرات الذهب في أخبار من ذهب)260)ص

ي بالقاهرة هو : محمد بن عبد العظيم الزرقاني ، من علماء األزهر الشريف ، تخرج بكلية أصول الدين وعمل بها مدرسا لعلوم القرآن والحديث توف - 85

) 210/ 6هـ( ينظر : األعالم )1367سنة )

(.1/498مناهل العرفان. للزرقاني )- 86

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

154

: (87)فمن أشهر طبعاته ما يلى

هـ.1402طبعة بوالق بمصر عام .1

.ة السيد محمد رشيد رضا مع تفسير البغوي في تسعة مجلداتطبع .2

.هــ في أربع مجلدات1372طبعة دار إحياء التراث العربي لعيس ى البابي الحلبي وشركـاه ، عـام .3

.هـ في أربعة مجلدات1344طبعة مطبعة الفجالة الجديدة بالقاهرة عام .4

.ة مجلداتهـ في سبع1385طبعة دار الفكر ودار األندلس عام .5

وأما أشهر املختصرات لهذا الكتاب العظيم فهي ما يلى:

.هـ وهذا املختصر ال يزال مخطوطا 792مختصر تفسير ابن كثير البن اليونانية محمد بن علي العـلي الحنـبلي املتـوفي سـنة .1

.هـ 1376عمدة التفسير ألحمد شاكر عام .2

.هـ في ثالثة مجلدات 1393سنة مختصر ابن كثير ملحمد علي الصابوني طبع .3

ه. 1392تيـسير العـلي القـدير الختـصار ابـن كثـير ، ملحمـد نـسيب الرفـاعى في أربعـة مجلدات عام .4

.هـ1412فـتح القـدير في تهـذيب تفـسير ابـن كثـير ملحمـد بـن أحمـد كنعـان طبـع عـام .5

لـد واحـد إعـداد جماعـة مـن العلــماء بــإشراف الــشيخ صــفي الــرحمن املبــاركفوري ، املصباح املنـير في تهـذيب تفـسير ابـن كثـير في مج .6

.هـ1420مطبعــة دار الــسالم بالريــاض

علما بأن أحسن هذه املختصرات وأصحها وأفصحها عمدة التفسير ألحمد شـاكر فهـو أقـرب هـذه املختـصرات إلى روح تفـسير ابـن كثـير

.(88)نـاه إضـافة إلى مـا اشتمل عليه من تحقيقات وتخريجات جيدة ومفيدة ولفظـه ومع

: طريقته في تفسير اآليات داخل كتابه املطلب الثاني

تبرز منهجية االمام ابن كثير العامة في تفسيره من خالل النقاط التالية :

تفسير القرآن بالقرآن .1

.كبيرا ، وعد هذه الطريقة هي أول مـا يفسر به القرآن الكريم لقد اعتمد ابن كثير على هذه الطريقة اعتمادا

م( .) مثــال ذلـــك عنـــد تفـــسيره لقولـــه تعـــالىيك

ى عل

ما يتل

عام إال

ن األ

م بهيمة

كت ل

حل

عقود أ

وا بال

وف

ذين آمنوا أ

ها ال ي

( 1املائدة آية رقم )يا أ

ال : والظاهر وهللا أعلم أن املراد بذلك قوله )حرمت عليكم امليتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير هللا به واملنخنقة واملوقوذة ق

.( 89)واملتردية والنطيحة وما أكل السبع (

الطريقة وهي االبتداء ومن تفسير القرآن بالقرآن، التفسير بمعونة السياق ، وكذا القراءات، وقد اعتبر ، رحمه هللا ـ هذه

بتفسير القرآن الكريم من القرآن نفسه هي أولى مـا يفسرـ بـه القرآن ، وأنها أحسن وأصح طرق التفسير، فـالقرآن الكـريم تبيا لكل ش يء

يء يقول هللا تعالى )

ل ش لك

كتاب تبيانا

يك ال

نا عل

ل زمس ون

رى لل

وبش

(. فإن كان تبيانا لكل 89لمين( سورة النحل اآلية )وهدى ورحمة

أصال، وإما أن هللا جعل بعضه موضحا ,ش يء مفصال

مفصال في نفسه، إما بكونه جـاء مـن عند هللا مبينا

فمن األولى أن يكون مبينا

. ( (90صدقوور وجـوده في القـرآن، فالكـل مـنهما حـق ومفصال لـبعض، وبـما أنـه ال تنـافي بـين هـاتين الحـالتين ، وكـل مـنهما يتصـ

تفسير القرآن بالسنة النبوية : .2

يل ترهبون به عدو للاخ

ة ومن رباط ال و

ن ق عتم م

ا استط هم م

وا ل عد

م مثال لذلك قولي تعالى: ) وأ

ك ( االنفال آية رقم وعدو

(91) ,"اال أن القوة الرمي ، اال أن القوة الرمي"صلى هللا عليه وسلم (، بقوله60)

تفسير القرآن الكريم بأقوال الصحابة: .3

بذلك يقول ـرحمه هللا :" وحينئذ إذا لم نجد التفسير في القرآن وال في السنة رجعنا في ذلـك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى

لتي اختصوا بها، وملا لهم من الفهم التام ، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، ال سيما علماؤهم ملا شاهدوا من القرائن واألحوال ا

ومـنهم الحبر البحر عبد هللا بن عباس، ابن عم كاألئمة األربعة الخلفاء الراشدين، واألئمة املهديين، وعبد هللا بن مسـعود وكـبراؤهم،

). 63−62، ومنهج ابن كثير في الدعوة إلى هللا ) 240−228، وابـن كثـير الدمـشقي الحـافظ املفـسر ص) 70−69مـنهج ابـن كثـير في التفـسير لالحـم ص) - 87

(.71سير لالحم ص)منهج ابن كثير في التف- 88 (.2/8ابن كثير ، التفسير )- 89

.184منهج ابن كثير في التفسير.د. سليمان الالحم ص:) 90

(.4/80ابن كثير ،التفسير )- 91

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

155

قرآن، ببركة دعاء رسـول هللا صلى هللا عليه وسلم حيث قال:)اللهم فقهه في الدين وعلمه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، وترجمان ال

(93)((92)التأويل

تفسير القرآن الكريم بأقوال التابعين وأتباعهم رحمهم هللا: .4

ر من األئمة في ذلك يقول رحمه هللا: " إذا لم تجـد التفسـير في القـرآن، وال في السـنة، وال وجدتـه عـن الصحابة، فقد رجع كثي

إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير، ... وكسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابـن عبـاس، وعطـاء بـن أبي ربـاح،

يرهم والحسن البصري، ومسروق ابن األجدع ،وسعيد بن املسيب، وأبي العاليـة، والربيـع بـن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغ

، من التابعين وتابعيهم ، ومن بعدهم، فتذكر أقوالهم في اآلية، فيقع في عبارتهم تباين في األلفاظ ،يحسـبها مـن ال علـم عنده اختالفـا

،فإن منهم من يعبر عن الش يء بالزمه، أو بنظـيره ومـنهم من ينص على الش يء بعينه، والكل بمعنى واحد في فيحكيها أقواال، وليس كذلك

.( 94)أكثر األماكن، فليتفطن اللبيب لذلك ، وهللا الهادي

ثم ذكر قول شعبة بن الحجاج وغيره بأن أقوال التابعين في الفروع ليست حجة "أقوال التابعين في الفروع ليست حجة ؟

معوا على الش يء فال يرتاب فكيف تكون حجة في التفسير ؟ يعني : أنها ال تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم، وهذا صحيح ، أما إذا أج

في كونه حجة ، فإن اختلفوا فال يكون بعضهم حجة على بعض، وال على من بعدهم ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن أو السنة أو عموم

95"لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك

ها ولـو تقاربت العبارات، أو تعددت الروايات عن فهو ـرحمه هللا ـ يحشد في تفسيره لآلية ما توافر لديه من روايـات عـنهم في تفسـير

.أحدهم

تفسيره للقرآن بلغة العرب: .5

حيث أشـار إلى ذلـك عنـد حديثـه عـن أقـوال التـابعين في التفـسير بقولـه : " فـإن اختلفوا فال يكون بعضهم حجة على بعض

وال على من بعدهم ويرجع في ذلك إلى

. (96)موم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك " لغة القرآن أو السنة أو ع

، ويوظـف ذلـك في الكـشف عـن املعنى، وهذا الذي ذكره ابن كثير في مقدمته سار ونثـرا

وهو يستـشهد بلغـة العـرب شـعرا

في تفسيره للقرآن الكريم ، وفـق هـذا الترتيـبلعـرب شـعرا مـا أورده في تفسيره لقوله ومـن األمثلـة عـلى استـشهاده بلغـة ا(97)عليه عمليا

اب( البقرة آية رقم )عذ

م سوء ال

ثم استشهد بقول عمرو بن (98)حيث بين أن معنـى يـسومونكم أي: يولونكم (49تعالى : )يسومونك

(99)كلثومن نقـر الخ

بينـا أ

** أ

سفـا

اس خ ك سام الن

لا ما امل

إذ

(100)فينـا سف

، عند تفسيره لقوله تعالى : ) موقفه املعتدل من االسرائيليات والتنبيه على عدم األخذ بها .6وا يا ، إال انه وقع فيها أحيانا

الى ق موس

ا هاهن إن

قاتالك ف نت ورب

هب أ

اذ

ا داموا فيها ف بدا م

ها أ

لدخ ن ن

ا ل اعدون( املائدة آية رقم )إن

(.وقد ذكر كثير من املفسرين هاهنا 24ا ق

من وضع بني اسرائيل في عظمة خلق هؤالء الجبارين ، وأنو كان فيهم عوج بن عنق ،بنت آدم ،عليه السالم وانه كان طوله ثالث أخبارا

ذا ش يء يستحى من ذكره ، ثم هو مخالف ملا ثبت في الصحيح، وه !آالف ذراع وثالثمائة وثالث وثالثون ذراعا وثلث ذراع ، تحرير الحساب

ى أن رسول هللا صل ال للا

م ق

يه وسل

ق آدم : (عل

ل خ

ه أن للا

ول

ون ذراعا ثم لم يزل الخلق ينقص حتى اآلن( ط (101)ست

لة الصـحيحة بـرقم ووافقه الذهبي ، وكذا األلباني في السلسـ 3/534( ، وصـححه الحـاكم في املسـتدرك ) 335، 328، 1/266رواه اإلمـام أحمـد في مسـنده ) - 92

وغيرهما.) 6451(، ومسـلم في صـحيحة بـرقم )143ى الشـطر األول مـن الحـديث )اللهـم فقهـه في الـدين( البخـاري في صـحيحة بـرقم ) ،)وقـد رو 2589)93 .1/807ابن كثير ، مقدمة تفسير القرآن العظيم) - (.1/10املصدر السابق )- 9495 (.1/10املصدر السابق ) -

(1/10املصدر السابق ) - 96

(.107,116، وابـن كثـير حياتـه وكتابـه للفـالح ص ) 363−334مـنهج ابـن كثـير في تفـسير الالحـم ص)- 97

(.1/397تفسير القرآن العظيم ) - 98

(.1/228مائة وخمسون سنة. ينظر: الشعر والشعراء) هو : عمرو بن كلثوم التغلبي ، أحد شعراء الجاهلية ، وهو قاتل عمرو بن هند ملـك الحـيرة ، مـات وله - 99

(.1/248شرح القصائد العشر، للتبريزي ) - 100 ( .3/76تفسير ابن كثير) -101

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

156

ث املطلب الثالث : تفسير ابن كثير مصدر بديل في تخريج األحادي

يعد تفسير ابن كثير من املصادر البديلة في تخريج األحاديث النبوية ،فهو يعتمد أسانيد من سبقه من أصحاب

املصنفات الحديثة السابقة، فيقول رواه أحمد في املسند من طريق فالن عن فالن، ورواه مسلم من حديث عبدهللا بن عمر وهكذا .

دة في سورة الفرقان ودراستها املطلب الرابع : تخريج األحاديث الوار

(قوله تعالى ين نذيرا

عامل

ون لل

فرقان على عبده ليك

ل ال ذي نز

(1)الفرقان : )تبارك ال

خذ م يت

رض ول

ماوات واأل ك الس

ه مل

ذي ل

الي قوله ) ال

ل ريك في امل

ه ش

ن ل

م يك

ول

دا

( الفرقان )ول

ره تقديرا قد

يء ف

ل ش

ق ك

ل (2ك وخ

( الفرقان : )

ذيرا

ين ن

عامل

ون لل

(1قال تعالى ) ليك

سود قال ابن كثير حمر واأل

ى األ

ت إل

م ) بعث

يه وسل

عل

ى للا

م 102: ) كما قال صل

عطيت خ

بلي(وقال أ

حد ق

هن أ

م يعط

.(103)سا ل

بهذا اللفظ . ( 105)بنحوه ، ومسلم (104) أخرجه البخاري تخريج الحديث :

( الفرقان : ) ثيرا

ك بورا

وادعوا ث

واحدا

بورا

يوم ث

دعوا ال

ت

(14قال تعالى : )ال

ان نا عفث حمد : حد

مام أ

روى اإل

يه وسل

عل

ى للا

صل

ن رسول للا

س بن مالك أ

ناد بن سلمة عن علي بن يزيد عن أ نا حم

ث ال : ، حد

م ق

« فه وذ

لى حاجبيه ويسحبها من خ

يضعها عل

ار إبليس ، ف من الن

ةى حل س

ل من يك و

بوراه ، وينادون يا أ

ته من بعده، وهو ينادي يا ث ي ر

تدع

هم اليقال ل

بورهم، ف

ون يا ث

بوراه ويقول

يقول يا ث

ار، ف ى الن

ى يقفوا عل بورهم حت

ث

بورا ك

بورا واحدا، وادعوا ث

يوم ث

.(106 (ثيرا(وا ال

أحد من أصحاب الكتب الستة، رواه ابن ابي حاتم ، عن أحمد بن سنان، عن عفان، به . : لم يخرجه قال ابن كثير

، بنحوه مختصرا . (108)بلفظه ، وابن أبي شيبة (107)أخرجه أحمدتخريج الحديث :

دراسة رجال اإلستاد :

رجاله ثقات عدا:

(1 مة

اد بن سل ثقة صدوق يغلط، (110)الذهبي، قال ثقه عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بآخره (109)قال : ابن حجر(حم

.(111)وثقه ابـن معـين. وليس في قوة مالك

(علي بن زيد قال : ابن حجر2) ضعيف . ( 112)

الحكم على إسناد الحديث:

.إسناده ضعيف ألن فيه علي بن زيد ضعيف

ى - 102

إل

ت

حمر بعث

سود األ

عرب ، النهاية في غريب الحديث واألثر ، ابن االثير ) واأل

عجم وال

ي ال

(.437/ 1أ

(.10/284ير ) تفسير ابن كث 103

(.438(برقم 1/95) (335)(برقم 74/ 1صحيح البخاري )- 104

(.521( برقم )63/ 2صحيح مسلم )- 105

(.10/84تفسير ابن كثير ) - 106

(12731) ( برقم2649/ 5مسند أحمد ، ) - 107

(35307) برقم (508/18مصنف ابن ابي شيبة ،)- 108

1/178ابن حجر ، تقريب التهذيب - 109

349/ 1ي ، الكاشف الذهب- 110

اية عثمان الدارمي : ص -تاريخ ابن معين - 111 49رو112 . 401/ 1ابن حجر ، تقريب التهذيب : )-

الحديث األول

الحديث الثاني

الحديث الثالث

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

157

سوا ون في األ

عام ويمش

ون الط

لكيأهم ل إن

رسلين إال

ك من امل

بلنا ق

رسل

صبرون قال تعالى : ) وما أ

ت أ ةنم لبعض فت

نا بعضك

ق وجعل

( الفرقان : ) ك بصيرا (20وكان رب

م وفي صحي قال ابن كثير : يه وسل

عل

ى للا

صل

ي مبتليك ومبتل » ح مسلم عن عياض بن حمار عن رسول للا

ى إن

عال

ت

يقول للا

.(113)بك(

بلفظه . (114): أخرجه مسلم تخريج الحديث

حمن حق للرك يومئذ ال

ل قال تعالى : )امل

كافرين عسيرا

ى ال

عل

(. 26(الفرقان : ) وكان يوما

( : افر ار( ]غ ه

قواحد ال

ال

يوم للك ال

ل ن امل

ى: ) مل

عال

ال ت

ما ق

( 16ك

رضين بي األ

ذخ

تعالى يطوي السموات بيمينه ، ويأ

حيح ) إن للا رض ؟ وفي الص

وك األ

ين مل

ان ، أ ي نا الد

لك أ

نا امل

م يقول : أ

رى ، ث

خ ده األ

رون؟ ( أين الجبارون ، بتك

ين امل

ان (. قال ابن كثير (115)أ ي نا الد

:أخرجه مسلم من حديث عبدهللا بن عمر وليس فيه ) أ

: تخريج الحديث

بلفظه . (117)بنحوه مختصرا ، ومسلم (116)أخرجه البخاري

م عن أ

هيث

بي ال

نا دراج عن أ

ث ، حد

هيعة

نا ابن ل

ث ى ، حد ال : قيل يا رسول قال : اإلمام أحمد : حدثنا حسين بن موس

دري ق

خ

بي سعيد ال

مسين يوم كان مقداره خ

ي بي للا ذي نفس

م ) وال

يه وسل

عل

ى للا

صل

قال رسول للا

يوم؟ ف

ا ال

ول هذ

ط سنة ما أ

ف

لى أ

عل

ف ف

ه ليخ ده، إن

ة مكتوبة يصليها في الدنيا (

يه من صال عل

ف

خ

ون أ

ى يك ؤمن حت

: إسناده ضعيف .والحديث أخرجه ابو يعلي يرقال ابن كث118) . )امل

)حدثنا زهير ،حدثنا الحسن بن موس ي به .

بمثله . (121)بمثله ، وأبو يعلى (120)بهذا اللفظ ، وابن حبان (119): أخرجه أحمد تخريج الحديث

دراسة رجال اإلستاد :

رجاله ثقات عدا:

صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، (123)قال : ابن حجر (122)وبان الحضرمي( عبد هللا بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ث1)

ورواية ابن املبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وقال أبو بكر ابن أبـي خيثمـة: سـمعت يحيى بن معين يقول: عبدهللا ابن لهيعة

.(124)ليس حديثه بذلك القـوى

ي حاتم: سمعت أبي يقول: لم يسمع بن لهيعة من عمرو بن شعيب شيئا ، لكنه وممن نص على ذلك العالئي قال : قال بن أب التدليس :

. (125)رد هذا القول بقوله : روى عنه الكثير

(.10/293تفسير ابن كثير )- 113

(2865برقم) (8/158) صحيح مسلم ،- 114

(.10/301تفسير ابن كثير ، )- 115

( 7412) ( برقم 123/ 9صحيح البخاري ، ) 116

(2788( برقم )126/ 8صحيح مسلم ، ) 117 (.10/302تفسير ابن كثير ، ) - 118 (11896( برقم )2461/ 5مسند أحمد ، )- 119

(.7334( برقم)329/ 16صحيح ابن حبان ، )- 120

(1390) برقم (2/527) مسند أبو يعلى،- 121 230/ 2: : هذه النسبة إلى حضرموت وهي من بالد اليمن من أقصاها ، األنساب للسمعاني الحضرمي :-122

538/ 1ابن حجر ، تقريب التهذيب - 123 203/ 1الضعفاء واملتروكين للنسائي: - 124125 (102/ 9ابن ابي حاتم ، الجرح والتعديل ) -

الحديث الرابع

الحديث الخامس

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

158

لذا قال ابـن حبان : إن سماع من سمع منه قبل (126)االختالط : قال يحيى بن بكير : احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومائة

(127)ة، فسماعهم صحيح ، ومن سمع منه بعـد احتراق كتبه فسماعه ليس بش يءاحتراق كتبه مثل : العبادل، وقال ابن حجر : في

.(128)طبقاته اختلط في آخر عمره ، وكثرت عنه املناكير في روايته

صدوق في (129)( دراج بن سمعان، قيل : اسمه عبد هللا ، وقيل : عبد الرحمن ، ابو السمح ،القرش ي ، السهمي موالهم، قال ابن حجر2)

حديثه عن أبي الهيثم ، ضعف.

الحكم على إسناد الحديث:

إسناده ضعيف ،فيه ابن لهيعة صدوق ، خلط بعد احتراق كتبه. وفيه دراج بن سمعان ابو السمح في حديث ضعف، عن أبي الهيثم ،

كما قال ابن حجر في التقريب.

رون على وجوهه

ذين يحش

( الفرقان: قال تعالى : )ال

ضل سبيال

وأ

ر مكانا

ولئك ش

م أ

.( 34)م إلى جهن

ق ى وجهه يوم ال

افر عل

كر ال

يحش

يف

، ك

ال: يا رسول للا

ق

ن رجال

س أ

نحيح عن أ ى رج وفي الص

اه عل

مش

ذي أ

قال )إن ال

ادر يامة ؟ ف

يه ق

ل

قيامة (ى وجهه يوم ال

ن يمشيه عل

(130)أ

: وهكذا قال مجاهد والحسن وقتادة وغير واحد من املفسرين .قال ابن كثير

: تخريج الحديث

بمثله مطوال (132)بمثله ومسلم (131)أخرجه البخاري

( ا

ثيرا

بين ذلك ك

رونا

(38لفرقان :)قال تعالى : ) وق

م » : كما ثبت في الصحيحين ، عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ، أنه قال : قال ابن كثير ونهم ، ث

ذين يل

م ال

رني ، ث

قرون ق

ير ال

خ

.(133)( الذين يلونهم

: تخريج الحديث

. بنحوه (135)بهذا اللفظ ، ومسلم (134)أخرجه البخاري

(الفرقان :قال تعا

هورا

ماء ماء ط نا من الس

زلنأ بين يدي رحمته و

را

رسل الرياح بش

ذي أ

. )48)لى : وهو ال

قى فيها ار يل

، وهي بئ

ر بضاعة

من بئ

أ نتوض

أ

ال : قيل : يا رسول للا

بي سعيد ق

وعن أ

هور ال

اء ط

قال ) إن امل

ب ؟ ف

كال

حوم ال

ن ول

ت لن

يء (

سه ش . (136)ينج

: رواه الشافعي ، وأحمد وصححه ، وأبو داود ، والترمذي وحسنه والنسائي .قال ابن كثير

. 182/ 5التاريخ الكبير للبخاري : - 126

2/11املجروحين ، ابن حبان :- 127

1/54 . ابن حجر ، املدلسين طبقات - 128

(1/235يب )ابن حجر ،تقريب التهذ- 129

(.305/ 10تفسير ابن كثير )- 130

(4760) برقم (109/ 6صحيح البخاري ، )- 131

2806)( برقم (153/8) صحيح مسلم ،- 132

(10/308تفسير ابن كثير )- 133

(.2651( برقم )7/171صحيح البخاري )- 134

(2535( برقم )7/185صحيح مسلم ، )- 135 (.10/311تفسير ابن كثير )- 136

السادسالحديث

الحديث السابع

الحديث الثامن

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

159

نا (137)تخريج الحديث :أخرجه ابوداودث ء ، : حد

عال

د بن ال ح محم

نباري ، سن بن علي ،وال

يمان األ

د بن سل وا ومحم

النا : ق

ث بو حد

أ

سامة

ثير ، أ

وليد بن ك

عب عن ، عن ال

د بن ك ديج عن ، محم

عن ، عبيد هللا بن عبد هللا بن رافع بن خ

خ

بي سعيد ال

دري ، بهذا اللفظ ، أ

. (143)بنحوه والبيهقي(142)بنحوه ، وأبو يعلى(141)بنحوه وأحمد(140)بنحوه ، والنسائي(139)والترمذي 138والشافعي بنحوه مختصرا

دراسة رجال اإلستاد :

رجاله ثقات عدا:

نباري قال ابن حجر1) يمان األ

د بن سل : صدوق. (144)(ومحم

س 2)بو أ

: هو حماد بن أسامة بن زيد القرش ي قال ابن حجر(أ

ثقة ثبت ، ربما دلس وكان بآخره يحدث من كتب غيره وعده : (145)امة

وقال ابن حجر:" حكى األزدي عن سفيان بن وكيع ، أنه قال: كان أبو أسامة يتتبع كتب (146)ابن حجر في املرتبة الثانية من املدلسين

ورد ابن حجر ذلك فقال : لم ينقله األزدي إال عن سفيان بن وكيع، وهو به أليق، وسفيان بن وكيع: الرواة، فيأخذها، وينسخها،

.ضعيف. قلت: هو ثقة ثبت، وما قاله سفيان بن وكيع ليس بجرح ، وهو مدلس من الثانية فال يضر تدليسه

: صدوق ، عارف باملغازي ، رمي برأي (147)ال ابن حجر(الوليد بن كثير ابو ومحمد املخزومي موالهم ، املدني ، الكوفي ، القرش ي ق3)

ازي 148))، قال الذهبي الخوارجغ بامل

، بصيرا

ثقة ، إال أنه إباض ي . : أبو داود قال .: ثقة

ديج ، قال ابن حجر4) .(151)ال ، ذكره ابن حبانمجهول الح( 150): مستور .وقال املزي (149)(عبيد هللا بن عبد هللا بن رافع بن خ

الحكم على إسناد الحديث:

وقد جود أبو أسامة هذا الحديث ،فلم يرو أحد حديث أبي سعيد في بئر بضاعة أحسن ( 152)حديث حسن ، قال االلباني

ن بن رافع وهو وهم مما روى أبو أسامة .قلت ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عبيد هللا بن عبدهللا بن رافع وقال بعضهم : عبد الرحم

كما قال البخاري ، وعبيد هللا هذا مجهول الحال ،لم يوثقه أحد غير ابن حبان وقد روى عنه جماعة ، وقال الحافظ : ) مستور (.

(الفرقان

ورا

ف كاس إال

ر الن

ثكبى أ

أروا ف

كناه بينهم ليذ

ف د صر

ق (.50) قال تعالى : ) ول

صابتهم من ع ر سماء أ

ثى أ

عل

صحابه يوما

ال أل

ه ق ن

م أ

يه وسل

عل

ى للا

صل

م ؟ ن رسول للا

ك ال رب

ا ق

تدرون ماذ

يل ) أ

« الل

وا : للا

الق

صبح من عبادي ال أ

ال : ق

م. ق

عل

ه أ

واورسول

كافر بال

اك مؤمن بي، ك

ذ ورحمته ف

ال : مطرنا بفضل للا

ا من ق م

أافر، ف

كب ، مؤمن بي وك

ا ، فذاك كافر بي ، مؤمن بالكواكب(ذا وك

ذال : مطرنا بنوء ك

ا من ق م

د بن بن خالد : صحيح مسلم من حديث زيقال ابن كثير (153)وأ

الجنهي .

: تخريج الحديث

(66) برقم (1/24) اود ،سنن ابي د- 137

(1/9االم ، للشافعي )- 138

(66) ( برقم 108/ 1سنن الترمذي ، ) 139-

(1/325)) ( برقم 87/ 1املجتبى" )"النسائي - 140

(11288)) ( برقم2312/ 5مسند أحمد ، )- 141

( 1304) ( برقم476/ 2مسند ابو يعلى ، )- 142

( 1236) برقم ( 1/257) سنن الكبري للبيهقي - 143

(1/482ابن حجر ،تقريب التهذيب) - 144

(.1/177ابن حجر ،تقريب التهذيب )- 145

. 30ابن حجر ، طبقات املدلسين : ص- 146

(.1/583ابن حجر ،تقريب التهذيب ) 147

(7/63سير اعالم النبالء،الذهبي )- 148

(.1/372ابن حجر تقريب التهذيب )- 149

(.19/83املزي تهذيب الكمال )- 150

(.5/71ات ،البن حبان )الثق - 151152 (.1/45األلباني ، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل )-

(10/313تفسير ابن كثير ) 153

الحديث التاسع

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

160

بمثله . (155)بلفظه ، ومسلم (154)أخرجه البخاري

محجو قال تعالى

وحجرا

جاج وجعل بينهما برزخا

ح أ

رات وهذا مل

ب ف

ا عذ

بحرين هذ

ذي مرج ال

( الفرقان : ): وهو ال

(53را

ال رسول ق

هور ماؤ

قال) هو الط

به؟ ف

أ نتوض

بحر: أ

م وقد سئل عن ماء ال

يه وسل

عل

ى للا

صل

ته للا

حل ميت

: كثير قال ابن .(156)( ه ال

رواه مالك .والشافعي ،وأحمد ،وأهل السنن ، وإسناده جيد .

يم ، عن ، ( (157مالك تخريج الحديث : أخرجه زرق عن صفوان بن سل

وهو من بني عن سعيد بن سلمه من آل بني األ

بي بردة

غيرة بن أ

امل

ار بره ، عبد الدخه أ ن

ه سمع أ ن

أ

با هريرة

( 161)بمثله وابن ماجه(160)، والنسائي بمثله (159)بمثله ،والترمذي(158)بلفظه ، وأبو داود ( أ

بنحوه مختصرا (162)بمثله، وأحمد

بمثله .( 163)والبيهقي

دراسة رجال اإلستاد :

رجاله ثقات .

" صحيح رواه مالك في " املوطأ ( 164)الحكم علي اسناد الحديث : قال االلباني

هار خل يل والن

ذي جعل الل

( الفرقان :)قال تعالى :) وهو ال

ورا

كراد ش

و أ

ر أ

كن يذ

راد أ

ن أ

مل ة( 62ف

يده بالنهار هار، ويبسط يء الن يل ليتوب مس

يده بالل

حيح ) إن هللا عز وجل يبسط حديث الص

قال ابن كثير: رواه ( 165) ليتوب مس يء الليل(في ال

ن حديث أبي موس ي األشعري رض ي هللا عنه .مسلم في صحيحة م

:تخريج الحديث

بمعناه مطوال .(166)أخرجه مسلم

رض هونا

ى األ

ون عل

ذين يمش

(.63( الفرقان ) قال تعالى : ) ال

م يه وسل

عل

ى للا

صل

ال رسول للا

»ق

تأ

ال

ف

ة

ال تيتم الص

ا أ

وا ، و إذ

صل

ما أدركتم منها ف

ف

كينة م الس

يك

توها وعل

سعون، وأ

نتم ت

توها وأ

وا ( تمأم ف

اتك

. قال ابن كثير : رواه البخاري في صحيحة ومسلم في صحيحة من حديث أبي قتادة رض ي هللا عنه .(167)ماف

: تخريج الحديث

بمثله(169)، ومسلمبلفظه(168)أخرجه البخاري

.846( برقم 1/169صحيح البخاري ، ) 154

(71( برقم )1/59صحيح مسلم ))- 155

(10/314تفسير ابن كثير )- 156

(60/21( برقم )2/29مالك في املوطا )- 157

(83) ( برقم31/ 1اد )سنن ابو دو - 158

69( برقم 111/ 1سنن الترمذي )-159

(58( برقم )93/ 1النسائي في "الكبرى" ) - 160

(386) برقم (250/1سنن ابن ماجة ) 161

( 7353( برقم)1527/ 3أحمد في "مسنده" ) - 162

(1)( برقم 3/ 1البيهقي في "سننه الكبير" ) - 163 (1/42إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل) األلباني ، - 164

(.10/319تفسير ابن كثير )- 165

(179( برقم )111/ 1صحيح مسلم ، - 166

(.10/320تفسير ابن كثير )- 167

. ( 635( برقم)129/ 1صحيح البخاري ، )- 168

الحديث العاشر

الحديث الحادي عشر

الحديث الثاني عشر

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

161

حق وال قال تعالى :

بال

إال م للا تي حر

س ال

فون الن

لتر وال يق

آخ

إلها

يدعون مع للا

ذين ال )وال

ثاما

ق أ

عل ذلك يل

ون ومن يف

يزن

(.68(الفرقان : )

حمد : حد مام أ

ال اإل

ق

ال: سئل رسول للا

هو ابن مسعود ق

قيق عن عبد للا

عمش عن ش

نا األ

ث ، حد

بو معاوية

نا أ

يه ث

عل

ى للا

صل

ال بر؟ ق

كنب أ

ي الذ

م أ

قك »وسل

لا وهو خ ند

ن تجعل لل

م « أ

ال: ث

ال ق

؟ ق ي

عم معك » أ

ن يط

أية

ش

دك خ

ن تقتل ول

ال: « أ

؟ ق ي

م أ

ال: ث

ق

جارك » ةن تزاني حليل

ر اآلية (« أ

آخ

إلها

يدعون مع للا

ذين ال

لك وال

تصديق ذ

نزل للا

: وأ

ال عبد للا

(170)ق

قال ابن كثير :وهكذا رواه النسائي عن هناد بن السري عن أبي معاوية ، به .

تهم عن ث

الاري وواصل ث

بخ

عمش ومنصور زاد ال

اري ومسلم من حديث األ

بخ

رجه ال

خ

وقد أ

بي ميسرة

عن أ

مة

قيق بن سل

بي وائل ش

أ

ت يا لال: ق

هما عن ابن مسعود ق

فظ

م، ول

عل

أ

الل

رحبيل عن ابن مسعود به، ف

م؟(.عمرو بن ش

عظ

نب أ

ي الذ

أ

رسول للا

تخريج الحديث :

( 173)النسائي بنحوه مطوال ،(172)بنحوه ، ومسلم(171)أخرجه البخاري

ث حد

ال: ق

عنه ق

ي للا ر رض

بي ذ

عرور بن سويد عن أ

عمش عن امل

نا األ

ث حد

بو معاوية

م نا أ

يه وسل

عل

ى للا

صل

»ال رسول للا

عرف

ي أل

إن

ه ار، وآخر أ روجا من الن

ار خ هل الن

اآخر أ

ارها ، ق

وه عن صغ

نوبه وسل

وا كبار ذ يقول نح

ى برجل ف

ة، يؤت جن

ى ال

إل

وال

ة دخ جن

ل: ل ال

ل ن ينكر من ذ

يستطيع أ

عم ال

يقول: ن

ت يوم كذا، كذا وكذا، وعملت يوم كذا، كذا وكذا، ف

ه: عمل

يقال ل

ل ك ف

ك بك

إن ل

يقال: ف

يئا، ف

ش

راها هاهنا أ

ياء ال

ش

ت أ

يقول: يا رب عمل

، ف

ئة حسنة م حتى بدت نواجذه(« سي

يه وسل

عل

ى للا

صل

ضحك رسول للا

ال: ف

قال ابن (174)ق

كثير انفرد به مسلم .

تخريج الحديث :

بنحوه مطوال، (175)أخرجه مسلم

( الفرقان : )

وا كراما و مر

غوا بالل ور وإذا مر هدون الز

يش

ذين ال

( 72قال تعالى : ) وال

يه وسلم عل

ى للا

صل

ال رسول للا

ال : ق

ق

رة

بي بك

م »وفي الصحيحين : عن أ

ئك نب

بائر؟ إال أ

كبر ال

كال « بأ

. ق

ى يا رسول للا

نا : بل

لا ، ق

ث

الث

والدين » وعقوق ال

رك بالل

قال « الش

س ف

جل

كئا، ف ان مت

ور »وك الز

هادة

وش

الور، أ ول الز

وق

ال « أ

لى ق رها حت ر

ما زال يك

يته ف

نا: ل

ت( (176)سك

تخريج الحديث :

بمثله . (178)بلفظه ، ومسلم(177)أخرجه البخاري

(603( برقم )100/ 2صحيح مسلم ، )- 169

(10/324تفسير ابن كثير ) - 170

(6811) برقم (164/8)خاري صحيح الب- 171

(.86( برقم )1/63صحيح مسلم ) -172173 (3462) ( برقم 425/ 3سنن النسائي ) -

(.10/397تفسير ابن كثير )- 174

(.186( برقم )1/118صحيح مسلم ، )-175 (10/331تفسير ابن كثير )- 176

(2654) ( برقم 172/ 3صحيح البخاري. ) - 177

(87) قم ( بر 64/ 1صحيح مسلم ، ) - 178

الحديث الثالث عشر

الحديث الرابع عشر

الحديث الخامس عشر

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

162

مت نا لل

عين واجعل

أة ر

اتنا ق ري

زواجنا وذ

نا من أ

نا هب ل ون رب

ول

ذين يق

( :الفرقان )قال تعالى : ) وال

(74قين إماما

ا ورد في صحيح م ) إذ

يه وسل

عل

ى للا

صل

ال رسول للا

ال : ق

عنه ق

ي للا رض

بي هريرة

ث مسلم عن أ

ال من ث

ه إال

ع عمل

مات ابن آدم انقط

تفع به من بعده ، أوم ين

و عل

ه، أ

د صالح يدعو ل

. (179)صدقة جارية ( : ول

. بلفظه (180)أخرجه مسلمتخريج الحديث :

خالصة البحث: الحمد هللا الذي بنعمته وقدرته وعظمته تتم الصالحات ، والصالة والسالم على خير البريات وبعد:

بعـد االطالع على األحاديث التي األحاديث الواردة في تفسير القرآن العظيم البن كثير من سورة الفرقان، و انتهى الباحث من دراسة

استدل بها ابن كثير في بيان معاني ألفاظ الحـديث النبـوي ، وتخريجهـا ودراستها والحكم عليها ، يمكن للباحث أن يسجل أبرز النتائج

ديث التي توجد في كتب التي توصل إليها من خالل هذه الدراسة ، وأبرز التوصيات التي يوص ي بها طلبة العلم الراغبين في تخريج األحا

التفسير ، وذلـك من خالل النقاط التالية

: النتائج التي توصل إليها الباحث من خالل الدراسة: أوال

عاش االمام ابن كثير في القرن الثامن الهجري في ظل دولة املماليك والتي شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية اال أن هذه .1

اط العلمي، فبرز العلماء االجالء أمثال ابن كثير .االضطرابات لم تؤثر علي النش

املكانة العميقة الرفيعة لتفسير ابن كثير فهو من أهم كتب التفسير، كما انه يزخر بالفوائد الحديثية التي تستحق الدراسة . .2

.يوردها بلفظ مقاربتنوع أسلوب ابن كثير في طريقة االستدالل باألحاديث النبوية، فتارة يوردها بنفس اللفـظ وتـارة .3

التوصيات: كالتالي: البحث وهي هذا ختام في الباحثة توص ي بها التي التوصيات بعض هناك

االعتناء بمؤلفات ابن كثير في شتى العلوم إلبراز شخصيته العلمية الحديثة املميزة والخروج بقواعد نظرية وتطبيقية لإلمام في .1

مختلف علوم الحديث .

اسات اإلسالمية إلى دراسة السنة النبوية وإلى دراسة األحاديث النبويـة لبيـان صحيحها من سقيمها ، إتمام توجيه طالب الدر .2

. الحكم على أسانيد الكتاب بدراسة علمية دقيقة حتى يعم االنتفاع به

نحن في زمن قد أوص ي طلبة العلم باالهتمام بسنة املصطفي من حيث تعلمها وتعليمها ونشرها بين أوساط الناس خاصة و .3

تداعت فيه الفتن ودعاوى الفرق في بث ما هو مغلوط ومكذوب على النبي صلى هللا عليه وسلم كما أوصيهم باالقتداء بهدية

ونشر محبته ومحبة أهل بيته وصحابته الكرام.

لبعض الجاهزة النبوية ل الجمة والحلو الفائدة من لذلك ملا لتخريج األحاديث الواردة في كتب التفسير ؛ مشابهة أبحاث عمل .4

املواقف .الحديث العصر في الحياتية خاصة

املراجع:

. القرآن الكريم

( النهاية في غريب 1979ابن األثير، مجد الدين أبو السعادات املبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري،) .1

بيروت . –د محمد الناحي املكتبة العلمية محمو -الحديث واألثر تحقيق : طاهر أحمد الزاوي

ه( مصنف ابن ابي شيبة ، في األحاديث واآلثار 1409ابن أبي شيبة، أبو بكر عبد هللا بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن حواتي العبس ي،) .2

األولى . الرياض الطبعة –تحقيق : كمال يوسف الحوت مكتبة الرشد

( مقدمة في أصول التفسير، تحقيـق : د. عـدنان زرزور، دار القرآن الكريم−بيروت ، الطبعة 1979ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، ) .3

الثالثة .

( الدرر الكامنة في أعيان املائة الثامنة ، مجلـس دائـرة 1972ابن حجر العسقالني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد،) .4

عة الثانية.املعارف العثمانية بحيدر أباد− الهند، الطب

( 10/334تفسير ابن كثير )-179

( 1613( برقم )73/ 5صحيح مسلم ، )-180

الحديث السادس عشر

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

163

( إنباء الغمر بأبناء العمر في التاريخ ، طبع دائـرة املعـارف 1967ابن حجر العسقالني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد،) .5

.العثمانيـة بحيدر آباد−الهند ، الطبعة األولى

يب، تحقيق محمد عوامة ، دار الرشيد سوريا تقريب التهذ (1986)ابن حجر العسقالني، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، .6

،الطبعة االول .

( صحيح ابن حبان بترتيب 1993ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي أبو حاتم الدارمي البستي،) .7

ابن بلبان، تحقيق : شعيب األرناؤوط الناشر مؤسسة الرسالة بيروت الطبعة : الثانية.

( دائرة املعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند ، الطبعة األولى.1973ن حبان، الثقات،)اب .8

ابن كثير، إسماعيل بن عمر القرش ي البصري أبو الفداء الدمشقي، عمدة التفسير، اختصار وتحقيق: أحمد محمد شاكر، سلسلة .9

.3منشورات تراث اإلسالم ، رقم

( تفسير القرآن العظيم، تحقيق: سامي بـن محمـد السـالمة، 2002ش ي البصري أبو الفداء الدمشقي،)ابن كثير، إسماعيل بن عمر القر .10

.دار طيبة الرياض، اإلصدار الثاني، الطبعة األولى

( البدايـة والنهايـة ، دار الفكر .1986ابن كثير، إسماعيل بن عمر القرش ي البصري أبو الفداء الدمشقي،) .11

( حياته وكتابه تفسير القرآن العظيم ، للـدكتور محمـد بـن 2004بن عمر القرش ي البصري أبو الفداء الدمشقي،) ابن كثير، إسماعيل .12

عبـد هللا الفـالح ، مكتبـة البيان− السعودية ، الطبعة األولى.

بيروت –اويش املكتب اإلسالمي زهير الش إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل ، إشراف (1985)محمد ناصر الدين، األلباني، .13

الثانية . ،الطبعة

الطبعة األولى. ,( منهج ابن كثير في التفسير ، دار املسـلم، الريـاض1999الالحـم، سليمان بن إبـراهيم،) .14

دار إحياء الكتب ابن ماجة، أبو عبد هللا محمد بن يزيد القزويني وماجة اسم أبيه يزيد، سنن ابن ماجه ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي .15

فيصل عيس ى البابي الحلبي. -العربية

( الرازي ابن أبي حاتم طبعة مجلس دائرة املعارف 1952أبو محمد، عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن املنذر التميمي، الحنظلي،) .16

بيروت ، الطبعة األولى . –الهند دار إحياء التراث العربي -بحيدر آباد الدكن -العثمانية

( الجامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول هللا صلى هللا عليه وسلم 1422بخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدهللا الجعفي،)ال .17

وسننه وأيامه تحقيق ، محمد زهير بن ناصر الناصر ، دار طوق النجاة )مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي(

الطبعة األولى.

( مسند البزار املنشور باسم البحر الزخار تحقيق : 1988أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خالد بن عبيد هللا العتي،)البزار، .18

وصبري عبد الخالق الشافعي )حقق (17إلى 10وعادل بن سعد )حقق األجزاء من (9إلى 1محفوظ الرحمن زين هللا )حقق األجزاء من

املدينة املنورة الطبعة : األولى. -لحكم مكتبة العلوم وا 18الجزء

سروجردي الخراساني،) .19( السنن الكبرى تحقيق ، محمد عبد القادر عطا 2003البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موس ى الخ

لبنات الطبعة الثالثة. –دار الكتب ألعلمية بيروت

( سنن الترمذي تحقيق ، بشار عواد معروف ، دار الغرب 1998ى بن الضحاك،)الترمذي، أبو عيس ى محمد بن عيس ى بن سورة بن موس .20

. بيروت –اإلسالمي

ه( شرح القصائد العشر، عنيت بتصحيحها وضبطها والتعليق عليها للمرة 1352التبريزي الشيباني، أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد،) .21

الثانية: إدارة الطباعة املنيرية .

عيم بن الحكم الضبي الطهماني املعروف بابن الحاكم النيسابوري .22، أبو عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن حمدويه بن ن

ه( املستدرك على الصحيحين ، دار الكتب العلمية بيروت الطبعة االولى.1411البيع،)

أخبار من ذهب تحقيـق : عبـد القـادر األرناؤوط ، ( شذرات الذهب في1986الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد ابن العماد العكري،) .23

ومحمود األرناؤوط ، دار ابن كثير−دمشق ، الطبعة األولى .

( معجم البلدان، دار صادر−بيروت .1977الحموي، ياقوت،) .24

لدار قطني تحقيق : ( سنن ا2004الدار قطني، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي،) .25

لبنان الطبعة : األولى . –شعيب األرناؤوط حسن عبد املنعم شلبي عبد اللطيف حرز هللا أحمد برهوم مؤسسة الرسالة بيروت

( طبقات املفسرين، مراجعة وضـبط : لجنـة من العلماء بـإشراف النـاشر، دار الكتـب 1983الداودي، محمد بن علي بن أحمد،) .26

ت ، الطبعـة األولى.العلميـة−بـيرو

دار الحديث، القاهرة . ه( الشعر والشعراء ،1423الدينوري، أبو محمد عبد هللا بن مسلم بن قتيبة،) .27

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

164

لبنان، –( تذكرة الحفاظ، دار الكتب العلمية بيروت1998الذهبي، شمس الدين أبو عبدهللا محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز،) .28

الطبعة االولى.

( مناهل العرفـان في علـوم القـرآن ، دار الفكـر−بـيروت. 1988د عبـد العظـيم،)الزرقاني، محمـ .29

( دار العلم للماليين ، الطبعة الخامسة عشر2002خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس،) الزركلي، الدمشقي .30

محمد أبو -األثر، تحقيق علي محمد البجاوي ( الفائق في غريب الحديث و 1993الزمخشري، ابو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد،) .31

لبنان الطبعة الثانية. –الفضل إبراهيم دار املعرفة

السجستاني، أبو داود سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي، سنن ابود داود تحقيق : محمد محي الدين .32

بيروت. –عبد الحميد املكتبة العصرية صيدا

بيروت. ي، محمد بن عبد الرحمن، الضوء الالمع ألهل القرن التاسع ، دار مكتبـة الحيـاة السخاو .33

( تحقيق : عبد هللا عمر البارودي ، دار الفكر−بيروت، الطبعة األولى 1998السمعاني، عبد الكريم بن محمد بن منصور األنساب،) .34

ه( طبقات املفسرين، مراجعـة وضــبط لجنــه مــن العلــماء بــإشراف 1403ر،)السـيوطي، الحـافظ جـالل الـدين عبـد الرحمن بـن أبي بكـ .35

النــاشر، دار الكتــب العربيــة، بــيروت، الطبعــة األولى.

( دار الكتب العلمية ، الطبعة األولى 1998شمس الدين أبو املحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحسيني الدمشقي،) الشافعي، .36

.

( الوافي بالوفيات، تحقيـق: أحمـد األرنـاؤوط، وتركي مصطفى، دار إحياء التراث 2000فدي، صالح الدين خليـل بـن أيبـك،)الصـ .37

العربي−بيروت .

ه( مصنف عبد الرزاق تحقيق حبيب الرحمن األعظمي 1403الصنعاني، أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني،) .38

الثانية . بيروت الطبعة –ندي طلب من : املكتب اإلسالمي املجلس العلمي اله

بير تحقيق ، حمدي بن عبد املجيد السلفي ، .39عجم الك

الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي أبو القاسم ، امل

القاهرة الطبعة الثانية. –مكتبة ابن تيمية

مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم املعجم األوسط تحقيق طارق بن عوض هللا بن محمد عبد الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب بن .40

املحسن بن إبراهيم الحسيني : دار الحرمين القاهرة.

بيروت الطبعة األولى. –( نثـر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر ، دار املعرفة 2006املرعشلي، يوسف،) .41

.هد ، لحظ األلحاظ بذيل طبقات الحفاظ ، دار الكتب العلمية−بيروتاملكي محمد ابن ف .42

مسلم بن الحجاج، أبو الحسن القشيري النيسابوري املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول هللا صلى هللا عليه .43

بيروت. –وسلم تحقيق ، محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء التراث العربي

مؤسسة قرطبة القاهرة وطبعة: دار املعارف ن حنبل أبو عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيبانيمسند أحمد ب .44

.القاهرة الطبعة االولى : أحمد شاكر

( سنن النسائي، تحقيق، حسن عبد املنعم شلبي شعيب 2001النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني،) .45

مؤسسة الرسالة، بيروت الطبعة األولى . األرناؤوط،

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

165

املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

بحاثرفاد للدراسات واأل 168ص -148، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.3

The Hadiths Mentioned in the Interpretation of the Great Quran

of Ibn Katheer of Al-Furqan- Graduation and Study

Tmader Okasha

King Khalid University- Kingdom of Saudi Arabia [email protected]

Abstract: The Noble Sunnah is what is true about the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) from the sayings, and what is the effect of his deeds, and what is recorded

from the confirmation, they are words, deeds and affirmations. Hence the Prophet's Sunnah

because it related to the words and deeds and the approval of the Prophet (peace and blessings of Allaah be upon him) A reason for my choice of this subject (The hadiths mentioned in the

interpretation of the great Quran of Ibn Katheer of Al-Furqan- graduation and study) It has been

written according to the inductive method by its known and reliable steps, which is very important because the research illustrates the graduation of the Prophet's Hadiths.

The introduction dealt with the importance of the subject, the reasons for its selection, the

previous studies, the research methodology, its plan and its objectives.

Keywords: The Book of Interpretation, Ibn Katheer, Hadiths.

References:

Ạlqrận Ạlkrym .

[1] Ạbn Ạby Sẖybh. Ạbw Bkr ʿbd Ạllh Bn Mḥmd Bn ẠBrạhym Bn ʿtẖmạn Bn Ḥwạty Ạlʿbsy, Mṣnf Ạbn Ạby Sẖybh , Fy Ạlạḥạdytẖ Wạlậtẖạr Tḥqyq : Kmạl Ywsf Ạlḥwt Mktbẗ Ạlrsẖd –

Ạlryạḍ Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1409h)

[2] Ạbn Ạlạtẖyr. Mjd Ạldyn Ạbw Ạlsʿạdạt Ạlmbạrk Bn Mḥmd Bn Mḥmd Bn Mḥmd Ạbn ʿbd

Ạlkrym Ạlsẖybạny Ạljzry, Ạlnhạyh Fy Gẖryb Ạlḥdytẖ Wạlạtẖr Tḥqyq : Ṭạhr Ạḥmd Ạlzạwy - Mḥmwd Mḥmd Ạlnạḥy Ạlmktbh Ạlʿlmyh – Byrwt, (1979)

[3] Ạbn Ḥbạn. Ạltẖqạt, Dạỷrẗ Ạlmʿạrf Ạlʿtẖmạnyh Bḥydr Ậbạd Ạldkn Ạlhnd, Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1973)

[4] Ạbn Ḥbạn. Mḥmd Bn Ḥbạn Bn Ạḥmd Bn Ḥbạn Bn Mʿạdẖ Bn MaʿBda Ạltmymy Ạbw Ḥạtm Ạldạrmy Ạlbusty, Ṣḥyḥ Ạbn Ḥbạn Btrtyb Ạbn Blbạn, Tḥqyq : Sẖʿyb Ạlạrnạwwṭ Ạlnạsẖr

Mwssẗ Ạlrsạlh Byrwt Ạlṭbʿh : Ạltẖạnyh, (1993)

[5] Ạbn Ḥjr Ạlʿsqlạny. Ạbw Ạlfḍl Ạḥmd Bn ʿly Bn Mḥmd Bn Ạḥmd, Ạldrr Ạlkạmnh Fy Ạʿyạn Ạlmạỷh Ạltẖạmnh, Mjls Dạỷrẗ Ạlmʿạrf Ạlʿtẖmạnyh Bḥydr Ạbạd− Ạlhnd, Ạlṭbʿh Ạltẖạnyh,

(1972)

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

166

[6] Ạbn Ḥjr Ạlʿsqlạny. Ạbw Ạlfḍl Ạḥmd Bn ʿly Bn Mḥmd Bn Ạḥmd, Ạnbạʾ Ạlgẖmr Bạbnạʾ Ạlʿmr Fy Ạltạrykẖ , Ṭbʿ Dạỷrẗ Ạlmʿạrf Ạlʿtẖmạnyh Bḥydr Ậbạd−Ạlhnd, Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1967)

[7] Ạbn Ḥjr Ạlʿsqlạny. Ạbw Ạlfḍl Ạḥmd Bn ʿly Bn Mḥmd Bn Ạḥmd, Tqryb Ạlthdẖyb, Tḥqyq Mḥmd ʿwạmh , Dạr Ạlrsẖyd Swryạ ,Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1986)

[8] Ạbn Tymyh. Ạḥmd Bn ʿbd Ạlḥlym, Mqdmh Fy Ạṣwl Ạltfsyr, Tḥqyq : D. ʿdnạn Zrzwr, Dạr Ạlqrận Ạlkrym−Byrwt, Ạlṭbʿh Ạltẖạltẖh, (1979)

[9] Ạbn Ktẖyr. Ạsmạʿyl Bn ʿmr Ạlqrsẖy Ạlbṣry Ạbw Ạlfdạʾ Ạldmsẖqy, ʿmdẗ Ạltfsyr, Ạkẖtṣạr Wtḥqyq: Ạḥmd Mḥmd Sẖạkr, Slslẗ Mnsẖwrạt Trạtẖ ẠlạSlạm, Rqm 3.

[10] Ạbn Ktẖyr. Ạsmạʿyl Bn ʿmr Ạlqrsẖy Ạlbṣry Ạbw Ạlfdạʾ Ạldmsẖqy, Ạlbdạyh Wạlnhạyh, Dạr Ạlfkr, (1986)

[11] Ạbn Ktẖyr. Ạsmạʿyl Bn ʿmr Ạlqrsẖy Ạlbṣry Ạbw Ạlfdạʾ Ạldmsẖqy, Tfsyr Ạlqrận Ạlʿẓym, Tḥqyq: Sạmy Bn Mḥmd Ạlslạmh, Dạr Ṭybẗ Ạlryạḍ, Ạlạsdạr Ạltẖạny, Ạlṭbʿh Ạlạwla, (2002)

[12] Ạbn Ktẖyr. Ạsmạʿyl Bn ʿmr Ạlqrsẖy Ạlbṣry Ạbw Ạlfdạʾ Ạldmsẖqy, Ḥyạth Wktạbh Tfsyr Ạlqrận Ạlʿẓym, Lldktwr Mḥmd Bn ʿbd Ạllh Ạlfạlḥ, Mktbẗ Ạlbyạn− Ạlsʿwdyh, Ạlṭbʿh

Ạlạwla, (2004)

[13] Ạbn Mạjh. Ạbw ʿbd Ạllh Mḥmd Bn Yzyd Ạlqzwyny Wmạjh Ạsm Ạbyh Yzyd, Snn Ạbn Mạjh , Tḥqyq Mḥmd Fwạd ʿbd Ạlbạqy Dạr Ạhyạʾ Ạlktb Ạlʿrbyh - Fyṣl ʿysy Ạlbạby Ạlḥlby.

[14] Ạbw Mḥmd. ʿbd Ạlrḥmn Bn Mḥmd Bn Ạdrys Bn Ạlmndẖr Ạltmymy, Ạlḥnẓly, Ạlrạzy Ạbn Ạby Ḥạtm Ṭbʿẗ Mjls Dạỷrẗ Ạlmʿạrf Ạlʿtẖmạnyh - Bḥydr Ậbạd Ạldkn - Ạlhnd Dạr ẠḤyạʾ

Ạltrạtẖ Ạlʿrby– Byrwt , Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1952)

[15] Ạlạlbạny. Mḥmd Nạṣr Ạldyn, ẠRwạʾ Ạlgẖlyl Fy Tkẖryj Ạḥạdytẖ Mnạr Ạlsbyl, ẠSẖrạf

Zhyr Ạlsẖạwysẖ Ạlmktb Ạlạslạmy – Byrwt ,Ạlṭbʿh Ạltẖạnyh, (1985)

[16] Ạlbkẖạry. Mḥmd Bn ẠSmạʿyl Ạbw ʿbdạllh Ạljʿfy, Ạljạmʿ Ạlmsnd Ạlṣḥyḥ Ạlmkẖtṣr Mn Ạmwr Rswl Ạllh Ṣly Ạllh ʿlyh Wslm Wsnnh Wạyạmh Tḥqyq , Mḥmd Zhyr Bn Nạṣr Ạlnạṣr

, Dạr Ṭwq Ạlnjạh (Mṣwrẗ ʿn Ạlslṭạnyh Bạdạfẗ Trqym Mḥmd Fwạd ʿbd Ạlbạqy) Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1422h)

[17] Ạlbyhqy. Ạbw Bkr Ạḥmd Bn Ạlḥsyn Bn ʿly Bn Mwsy ẠlkẖusRaẘjirdy Ạlkẖrạsạny, Ạlsnn Ạlkbry Tḥqyq , Mḥmd ʿbd Ạlqạdr ʿṭạ Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh Byrwt– Lbnạt Ạlṭbʿh Ạltẖạltẖh, (2003)

[18] Ạlbzạr. Ạbw Bkr Ạḥmd Bn ʿmrw Bn ʿbd Ạlkẖạlq Bn Kẖlạd Bn ʿbyd Ạllh Ạlʿty, Msnd Ạlbzạr Ạlmnsẖwr Bạsm Ạlbḥr Ạlzkẖạr Tḥqyq : Mḥfwẓ Ạlrḥmn Zyn Ạllh (Ḥqq Ạlạjzạʾ Mn

1 ẠLy 9) Wʿạdl Bn Sʿd (Ḥqq Ạlạjzạʾ Mn 10 ẠLy 17) Wṣbry ʿbd Ạlkẖạlq Ạlsẖạfʿy (Ḥqq Ạljzʾ 18 Mktbẗ Ạlʿlwm Wạlḥkm- Ạlmdynh Ạlmnwrh Ạlṭbʿh : Ạlạwly, (1988)

[19] Ạldạr Qṭny. Ạbw Ạlḥsn ʿly Bn ʿmr Bn Ạḥmd Bn Mhdy Bn Msʿwd Bn Ạlnʿmạn Bn Dynạr Ạlbgẖdạdy, Snn Ạldạr Qṭny Tḥqyq : Sẖʿyb Ạlạrnạwwṭ Ḥsn ʿbd Ạlmnʿm Sẖlby ʿbd Ạllṭyf Ḥrz Ạllh Ạḥmd Brhwm Mwssẗ Ạlrsạlh Byrwt – Lbnạn Ạlṭbʿh : Ạlạwla, (2004)

[20] Ạldạwdy. Mḥmd Bn ʿly Bn Ạḥmd, Ṭbqạt Ạlmfsryn, Mrạjʿẗ Wḍbṭ: Ljnh Mn Ạlʿlmạʾ Bạsẖrạf Ạlnạsẖr, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh−Byrwt, Ạlṭbʿh Ạlạwlaa, (1983)

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

167

[21] Ạldẖhby. Sẖms Ạldyn Ạbw ʿbdạllh Mḥmd Bn Ạḥmd Bn ʿtẖmạn Bn Qạymạz, Tdẖkrẗ Ạlḥfạẓ, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh Byrwt–Lbnạn, Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1998)

[22] Ạldynwry. Ạbw Mḥmd ʿbd Ạllh Bn Mslm Bn Qtybh, Ạlsẖʿr Wạlsẖʿrạʾ, Dạr Ạlḥdytẖ, Ạlqạhrh, (1423h)

[23] Ạlḥạkm Ạlnysạbwry. Ạbw ʿbd Ạllh Ạlḥạkm Mḥmd Bn ʿbd Ạllh Bn Mḥmd Bn Ḥmdwyh Bn Nuʿym Bn Ạlḥkm Ạlḍby Ạlṭhmạny Ạlmʿrwf Bạbn Ạlbyʿ, Ạlmstdrk ʿla Ạlṣḥyḥyn, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh Byrwt Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1411h)

[24] Ạlḥmwy. Yạqwt, Mʿjm Ạlbldạn, Dạr Ṣạdr−Byrwt, (1977)

[25] Ạlḥnbly. ʿbd Ạlḥy Bn Ạḥmd Bn Mḥmd Ạbn Ạlʿmạd Ạlʿakry, Sẖdẖrạt Ạldẖhb Fy Ạkẖbạr Mn Dẖhb Tḥqyq : ʿbd Ạlqạdr Ạlạrnạwwṭ , Wmḥmwd Ạlạrnạwwṭ , Dạr Ạbn Ktẖyr−Dmsẖq ,

Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1986)

[26] Ạllạḥm. Slymạn Bn ẠBrạhym, Mnhj Ạbn Ktẖyr Fy Ạltfsyr, Dạr Ạlmslm, Ạlryạḍ, Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1999)

[27] Ạlmrʿsẖly. Ywsf, Ntẖr Ạljwạhr Wạldrr Fy ʿlmạʾ Ạlqrn Ạlrạbʿ ʿsẖr , Dạr Ạlmʿrfh– Byrwt Ạlṭbʿh Ạlạwla, (2006)

[28] Ạlmky Mḥmd Ạbn Fhd, Lḥẓ Ạlạlḥạẓ Bdẖyl Ṭbqạt Ạlḥfạẓ, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh−Byrwt.

[29] Ạlnsạỷy. Ạbw ʿbd Ạlrḥmn Ạḥmd Bn Sẖʿyb Bn ʿly Ạlkẖrạsạny, Snn Ạlnsạỷy, Tḥqyq, Ḥsn ʿbd Ạlmnʿm Sẖlby Sẖʿyb Ạlạrnạwwṭ, Mwssẗ Ạlrsạlh, Byrwt Ạlṭbʿh Ạlạwla, (2001)

[30] Ạlṣfdy. Ṣlạḥ Ạldyn Kẖlyl Bn Ạybk, Ạlwạfy Bạlwfyạt, Tḥqyq: Ạḥmd Ạlạrnạwwṭ, Wtrky Mṣṭfa, Dạr Ạhyạʾ Ạltrạtẖ Ạlʿrby−Byrwt, (2000)

[31] Ạlsẖạfʿy. Sẖms Ạldyn Ạbw Ạlmḥạsn Mḥmd Bn ʿly Bn Ạlḥsn Bn Ḥmzh Ạlḥsyny Ạldmsẖqy, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh , Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1998)

[32] Ạlsjstạny. Ạbw Dạwd Slymạn Bn Ạlạsẖʿtẖ Bn ẠSḥạq Bn Bsẖyr Bn Sẖdạd Bn ʿmrw Ạlạzdy, Snn Ạbwd Dạwd Tḥqyq: Mḥmd Mḥy Ạldyn ʿbd Ạlḥmyd Ạlmktbh Ạlʿṣryh Ṣydạ – Byrwt.

[33] Ạlskẖạwy. Mḥmd Bn ʿbd Ạlrḥmn, Ạlḍwʾ Ạllạmʿ Lạhl Ạlqrn Ạltạsʿ, Dạr Mktbẗ Ạlḥyạh Byrwt.

[34] Ạlsmʿạny. ʿbd Ạlkrym Bn Mḥmd Bn Mnṣwr Ạlạnsạb, Tḥqyq : ʿbd Ạạllh ʿmr Ạlbạrwdy, Dạr Ạlfkr−Byrwt, Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1998)

[35] Ạlṣnʿạny. Ạbw Bkr ʿbd Ạlrzạq Bn Hmạm Bn Nạfʿ Ạlḥmyry Ạlymạny, Mṣnf ʿbd Ạlrzạq Tḥqyq Ḥbyb Ạlrḥmn Ạlạʿẓmy Ạlmjls Ạlʿlmy Ạlhndy Ṭlb Mn : Ạlmktb Ạlạslạmy– Byrwt

Ạlṭbʿh Ạltẖạnyh , (1403h)

[36] Ạlsywṭy. Ạlḥạfẓ Jlạl Ạldyn ʿbd Ạlrḥmn Bn Ạby Bkr, Ṭbqạt Ạlmfsryn, Mrạjʿh Wḍbṭ Ljnh Mn Ạlʿlmạʾ BạSẖrạf Ạlnạsẖr, Dạr Ạlktb Ạlʿrbyh, Byrwt, Ạlṭbʿh Ạlạwla, (1403h)

[37] Ạlṭbrạny. Slymạn Bn Ạḥmd Bn Ạywb Bn Mṭyr Ạllkẖmy Ạlsẖạmy Ạbw Ạlqạsm, ẠlmuʿJamu Ạlkabīr Tḥqyq, Ḥmdy Bn ʿbd Ạlmjyd Ạlslfy, Mktbẗ Ạbn Tymyh– Ạlqạhrh

Ạlṭbʿh Ạltẖạnyh.

متاضر عكاشة األحاديث الواردة يف تفسري القرآن العظيم البن كثري من سورة الفرقان

ـــ للدراسات اإلسالمية املتخصصةاملجلة الدولية 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

168

[38] Ạlṭbrạny. Slymạn Bn Ạḥmd Bn Ạywb Bn Mṭyr Ạllkẖmy Ạlsẖạmy, Ạbw Ạlqạsm Ạlmʿjm Ạlạwsṭ Tḥqyq Ṭạrq Bn ʿwḍ Ạllh Bn Mḥmd ʿbd Ạlmḥsn Bn ẠBrạhym Ạlḥsyny: Dạr Ạlḥrmyn Ạlqạhrh.

[39] Ạltbryzy Ạlsẖybạnỹ. Ạbw Zkryạ Yḥyy Bn ʿly Bn Mḥmd, Sẖrḥ Ạlqṣạỷd Ạlʿsẖr, ʿnyt Btṣḥyḥhạ Wḍbṭhạ Wạltʿlyq ʿlyhạ Llmrh Ạltẖạnyh: Ạdạrẗ Ạlṭbạʿh Ạlmnyryh, (1352h)

[40] Ạltrmdẖy. Ạbw ʿysy Mḥmd Bn ʿysy Bn Saẘrh Bn Mwsy Bn Ạlḍḥạk, Snn Ạltrmdẖy Tḥqyq , Bsẖạr ʿwạd Mʿrwf, Dạr Ạlgẖrb ẠlạSlạmy– Byrwt, (1998)

[41] Ạlzmkẖsẖry. Ạbw Ạlqạsm Mḥmwd Bn ʿmrw Bn Ạḥmd, Ạlfạỷq Fy Gẖryb Ạlḥdytẖ Wạlạtẖr, Tḥqyq ʿla Mḥmd Ạlbjạwy- Mḥmd Ạbw Ạlfḍl ẠBrạhym Dạr Ạlmʿrfh– Lbnạn Ạlṭbʿh Ạltẖạnyh, (1993)

[42] Ạlzrkly. Ạldmsẖqy Kẖyr Ạldyn Bn Mḥmwd Bn Mḥmd Bn ʿly Bn Fạrs, Dạr Ạlʿlm Llmlạyyn, Ạlṭbʿh Ạlkẖạmsh ʿsẖr, (2002)

[43] Ạlzrqạny.Mḥmd ʿbd Ạlʿẓym, Mnạhl Ạlʿrfạn Fy ʿlwm Ạlqrận, Dạr Ạlfkr− Byrwt, (1988)

[44] Mslm Bn Ạlḥjạj. Ạbw Ạlḥsn Ạlqsẖyry Ạlnysạbwry Ạlmsnd Ạlṣḥyḥ Ạlmkẖtṣr Bnql Ạlʿdl ʿn Ạlʿdl Ạly Rswl Ạllh Ṣly Ạllh ʿlyh Wslm Tḥqyq, Mḥmd Fwạd ʿbd Ạlbạqy Dạr Ạhyạʾ

Ạltrạtẖ Ạlʿrby – Byrwt.

[45] Msnd Ạḥmd Bn Ḥnbl Ạbw ʿbd Ạllh Ạḥmd Bn Mḥmd Bn Ḥnbl Bn Hlạl Bn Ạsd Ạlsẖybạny Mwssẗ Qrṭbh Ạlqạhrh Wṭbʿh: Dạr Ạlmʿạrf Ạlqạhrh Ạlṭbʿh Ạlạwla: Ạḥmd Sẖạkr.

ملجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةا e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

رفاد للدراسات واألبحاث 181ص -169، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.4

دراسة تحليلية مقارنة -منهج القرآن الكريم في تناول أحداث السيرة النبوية

املصطفى السماحي املغرب -باحث في الفقه وأصوله

[email protected]

لخص:امل

السيرة، ومنهجه في تناول أحداثها، ففضال عن األسلوب البالغي يبرز هذا البحث ميزة القرآن الكريم عن غيره من مصادر

الرائع في تناول األحداث، قد تناول القرآن الكريم من السيرة ما هو ثابت ال يتغير، ولم يغرق في ذكر األحداث الجزئية واملسائل

والفلسفة العامة للجماعة املسلمة.الفرعية، كما أنه لم يهتم بالتسلسل التاريخي لألحداث، وإنما وضع التصورات الكبرى

القرآن الكريم، السيرة النبوية، منهج القرآن. الكلمات املفتاحية:

أهمية املوضوع:إن مصادر السيرة النبوية كثيرة ومتعددة، ومع تعددها فهي مختلفة في تناول األحداث من حيث األسلوب واملنهج، إال أن

من حيث كونه أصح هذه املصادر بل وإليه تحتكم كلها، وال من حيث تناوله ظواهر األحداث القرآن الكريم كانت له ميزات فريدة

وبواطنها؛ فهو يتناول حركات النفوس، وسنة هللا في التاريخ التي ال تتغير في االنتصارات والهزائم وغيرها، كما وضع التصورات الكبرى

ية الوقوف على مميزات القرآن ومنهجه في توثيق أحداث السيرة النبوية.والفلسفة العامة للجماعة املسلمة. ومن هنا تظهر أهم

مشكلة البحث:إن االهتمام بالسيرة النبوية في هذا الواقع الذي تعيش فيه األمة اإلسالمية أزمات على كل املستويات، من شأنه أن يربط

واملؤهل لذلك هو القرآن الكريم؛ ألنه كالم رب العاملين الذي يعلم ما آخر هذه األمة بأولها، فال يصلح آخر هذه األمة إال بما صلح أولها،

يصلح لعباده، جاء مجردا عن جزئيات األحداث واألشخاص، ولم يكتف بالوقوف عند سرد ظواهرها، بل يقف على تقييمها والحكم

عليها، إال أنه لم يلق من االهتمام ما لقته باقي املصادر.

:أهداف الدراسةذه الدراسة إلى إبراز ميزات القرآن الكريم ومنهجه في تناول أحداث السيرة النبوية، مقارنة مع غيرها من مصادر تهدف ه

السيرة.

الدراسات السابقة:كما أشرت فإن الكتابة في هذا املوضوع لم تلق من االهتمام ما لقته مصادر السيرة النبوية األخرى، لكني ال أدعي السبق في

فهناك بعض الكتابات قد استفدت منها؛ وفي مقدمتها: السيرة النبوية في القرآن الكريم دراسة وتصنيف للدكتور عبد هذا املوضوع،

هبة، وحديث القرآن الكريم عن غزوات الصبور مرزوق، والسيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة ملحمد بن محمد بن سويلم أبي ش

بي بدر محمد بن بكر آل عابد، والعرض القرآني لسيرة الرسول صلى هللا عليه وسلم للدكتور الرسول صلى هللا عليه وسلم للدكتور أ

، 2016 / اآلداب- كلية ، البصرة جامعة ، الشمري علي عبد دنيا للباحثة النبوية السيرة عرض في القرآني واملنهج عمر يوسف حمزة،

مجلة جامعة طيبة: لآلداب شعبان، محمد أحمد للباحث الكبرى بدر عزوة أحداث توثيق في الكريم القرآن منهجلكني لم أطلع عليه. و

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

170

إال أن هذه الكتابات تناولت أحدث السيرة كما ذكرها القرآن الكريم، ولم ،ه1437 / 10والعلوم اإلنسانية، السنة الخامسة، العدد

لبحث األخير غير أنه اقتصر على غزوة بدر دون غيرها.يكن همها إبراز ميزات القرآن عن غيره من املصادر، كما يروم هذا البحث عدا ا

منهج البحث: يروم هذا البحث الوقوف على منهج القرآن الكريم في تناول أحداث السيرة النبوية، وميزاته عن املصادر األخرى، ومن ثم

ي املصادر. وما دامت املناهج مجرد وسائل تعين اعتمدت على املنهج الوصفي املقارن، في يقدم املادة العلمية وتحليلها، ثم مقارنتها بباق

الباحث على حل مشكلة البحث، فال مانع من تنوعها وتكاملها إن اقتض ى البحث ذلك.

خطة البحث: وخاتمة: مباحثارتأيت تقسيم هذا املوضوع بعد هذه املقدمة إلى أربعة

األول: تميز القرآن الكريم في أسلوب تناول األحداث بحثامل

الثاني: تميز القرآن الكريم في تناوله للثابت دون املتغير حثبامل

الثالث: تميز القرآن الكريم باملوضوعية في تناول األحداث بحثامل

الرابع: تميز القرآن الكريم بعدم الخضوع للتسلسل التاريخي لألحداث بحثامل

خاتمة: تتناول حوصلة البحث

ي أسلوب تناول األحداثاألول: تميز القرآن الكريم ف بحثاملفقد تميز القرآن الكريم في عرضه للوقائع واألحداث بأسلوب بالغي رائع، بالغ الدقة واإلبداع، يأخذ بلب القارئ واملستمع

ويجعله يتتبع األحداث وكـأنه يعيشها مجسدة أمامه، ويتفاعل معها، وهذا راجع إلى أن القرآن الكريم كالم معجز وقع به التحدي،

فا للتعبير البشري عن هذه األحداث، ولنقارن بين وصف القرآن الكريم ملشهد من مشاهد الهول الذي عاشه املسلمون يوم خال

من كل جانب، من أعالها ومن أسفلها، وبين وصف كتب -قريش وغطفان ويهود بني قريظة -األحزاب، بعد أن حاصرتهم األحزاب

يهم ريحا وج السيرة. لنتأمل قول هللا تعالى: }يا نا عل

رسل

أم جنود ف

جاءتك

م إذ

يك

عل

للا

روا نعمة

كذين آمنوا اذ

ها ال ي

ان أ

م تروها وك

نودا ل

م وإذ

سفل منك

م ومن أ

وقك

م من ف

جاءوك

ون بصيرا. إذ

عمل

بما ت

نونا. للا

الظ

ون بالل ن

حناجر وتظ

وب ال

قل

ت ال

غبصار وبل

ت األ

زاغ

وبه لذين في ق

نافقون وال

يقول امل

ديدا. وإذ

ش

زاال

وا زل

زلؤمنون وزل

ورسو هنالك ابتلي امل

ت م مرض ما وعدنا للا

ال ق

رورا. وإذ

غ

ه إال

ل

ون إ بي يقول ريق منهم الن

ذن ف

ارجعوا ويستأ

م ف

ك مقام ل

رب ال

هل يث

منهم يا أ

ائفة

و ط

فرارا. ول

وما هي بعورة إن يريدون إال

ن بيوتنا عورة

ت انوا دخل

قد ك

يسيرا. ول

وا بها إال

ث ب

توها وما تل

آل

فتنة

وا ال

م سئل

ارها ث

ط

قيهم من أ

عل

ان عهد للا

دبار وك

ون األ

يول

بل ال

من ق

عاهدوا للا

{]األحزاب:

[.15-9مسئوال

الكريم نفسية املؤمنين وما وصلوا إليه من البالء والشدة والخوف عند محاصرتهم من كل جانب فانظر كيف صور القرآن

بصار وب ت األ

زاغ

م وإذ

سفل منك

م ومن أ

وقك

م من ف

جاءوك

ون بأدق تصوير، وأبلغ تعبير، قال تعالى: }إذ ن

حناجر وتظ

وب ال

قل

ت ال

غل

ديدا{. ش

زاال

وا زل

زلؤمنون وزل

نونا. هنالك ابتلي امل

الظ

الدكتور عبد الصبور مرزوق: "فلست أعتقد أن بوسع وفي هذا يقول بالل

ي املدينة أكثر مما الكلمات مهما أوتيت أن تبلغ في تصوير هذه اإلحاطة املخيفة املفزعة لجيوش املشركين بقوات املؤمنين املحصورة ف

.181بلغته هذه اآليات.. أو حتى تقرب منه"

وبنفس الدقة صور هللا تعالى نفسية املنافقين وموقفهم في ذلك املشهد العظيم، وخذالنهم وإرجافهم وتشكيكهم فقال: }وإذ

ور

وبهم مرض ما وعدنا للالذين في ق

نافقون وال

ارجعوا يقول امل

م ف

ك مقام ل

رب ال

هل يث

منهم يا أ

ائفة

ت ط

ال ق

رورا. وإذ

غ

ه إال

سول

وما هي بعورة إن يريدون إالون إن بيوتنا عورة

بي يقول ريق منهم الن

ذن ف

و دخ ويستأ

فرارا. ول

فتنة

وا ال

م سئل

ارها ث

ط

قيهم من أ

ت عل

ل

دبار ون األ

يول

بل ال

من ق

انوا عاهدوا للا

قد ك

يسيرا. ول

وا بها إال

ث ب

توها وما تل

{.آل

مسئوال

ان عهد للا

وك

يق بأبلغ عبارة، وأجمل تصوير، وبين وصف الحدث وسرده في كتب السيرة النبوية، وقارن بين هذا الوصف القرآني الدق

إنه كان من حديث الخندق أن نفرا من اليهود، منهم: سالم بن »ولنأخذ على سبيل املثال ما رواه ابن اسحاق بسنده عن جماعة قالوا:

نضري، وهوذة بن قيس الوائلي، وأبو عمار الوائلي، في نفر أبي الحقيق النضري، وحيي بن أخطب النضري، وكنانة بن أبي الحقيق ال

من بني النضير، ونفر من بني وائل، وهم الذين حزبوا األحزاب على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، خرجوا حتى قدموا على قريش مكة،

.20هـ، مطبوعات رابطة العالم اإلسالمي، ص 6/1401السيرة النبوية في القرآن الكريم دراسة وتصنيف للدكتور عبد الصبور مرزوق، دعوة الحق، العدد - 181

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

171

أصله، فقالت لهم قريش: يا معشر يهود، فدعوهم إلى حرب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، وقالوا: إنا سنكون معكم عليه، حتى نست

إنكم أهل الكتاب األول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا خير أم دينه؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه، وأنتم أولى

الطاغوت، ويقولون للذين بالحق منه. فهم الذين أنزل هللا تعالى فيهم: }ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت و

كفروا هؤالء أهدى من الذين آمنوا سبيال. أولئك الذين لعنهم هللا، ومن يلعن هللا فلن تجد له نصيرا{... إلى قوله تعالى: }أم يحسدون

من آمن به، ومنهم الناس على ما آتاهم هللا من فضله{ أي النبوة، }فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما. فمنهم

من صد عنه، وكفى بجهنم سعيرا{.

: قال: فلما قالوا ذلك لقريش، سرهم ونشطوا ملا دعوهم إليه، من حرب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، تحريض اليهود لغطفان

ى حرب رسول هللا صلى فاجتمعوا لذلك واتعدوا له. ثم خرج أولئك النفر من يهود، حتى جاءوا غطفان، من قيس عيالن، فدعوهم إل

هللا عليه وسلم، وأخبروهم أنهم سيكونون معهم عليه، وأن قريشا قد تابعوهم على ذلك، فاجتمعوا معهم فيه.

: قال ابن إسحاق: فخرجت قريش، وقائدها أبو سفيان بن حرب، وخرجت غطفان، وقائدها عيينة بن خروج األحزاب من املشركين

زارة، والحارث ابن عوف بن أبي حارثة املري، في بني مرة، ومسعر بن رخيلة بن نويرة بن طريف بن حصن بن حذيفة بن بدر، في بني ف

. ثم استمر ابن اسحاق في 182«سحمة بن عبد هللا بن هالل بن خالوة بن أشجع بن ريث بن غطفان، فيمن تابعه من قومه من أشجع...

حة. سرد أحداث ووقائع غزوة األحزاب في ما يقارب العشرين صف

.183وهكذا يتضح الفارق الكبير بين التعبير اإللهي املعجز، والسرد البشري للوقائع واألحداث

الثاني: تميز القرآن الكريم في تناوله للثابت دون املتغير املبحث

ا في كتب لم يغص القرآن الكريم في ذكر تفاصيل وجزئيات األحداث، وذكر األشخاص أو تحديد األماكن أو األزمان، كم

، وإنما تناول األهداف العليا، والقواعد األساسية، والقضايا الكلية؛ كحركات 184السير واملغازي، إال إذا كان لذلك داللة خاصة في ذاته

النفوس، وسنة هللا في التاريخ التي ال تتغير في االنتصارات والهزائم وغيرها، لذلك كان خطابه خطابا عاما لم يرتبط بجنس أو جيل

عينه، وال ارتبط بأسباب نزوله، كما أنه لم يعر اهتماما للتسلسل التاريخي لألحداث، بقدر ما اهتم باملنهج الثابت واملبادئ العامة، ب

وفي هذا يقول سيد قطب رحمه هللا: "إن النص القرآني يغفل أسماء األشخاص، وأعيان الذوات، ليصور نماذج البشر وأنماط الطباع.

الحوادث وجزئيات الوقائع، ليصور القيم الثابتة والسنن الباقية. هذه التي ال تنتهي بانتهاء الحادث، وال تنقطع ويغفل تفصيالت

بذهاب األشخاص، وال تنقض ي بانقضاء املالبسات، ومن ثم تبقى قاعدة ومثال لكل جيل ولكل قبيل. ويحفل بربط املواقف والحوادث

اص، ويظهر فيها يد هللا القادرة وتدبيره اللطيف، ويقف عند كل مرحلة في املعركة للتوجيه بقدر هللا املسيطر على األحداث واألشخ

.185والتعقيب والربط باألصل الكبير"

ولنرجع مرة أخرى إلى اآليات السابقة من سورة األحزاب ونقارنها مع ما ذكره ابن اسحاق وغيره من أهل السير واملغازي، فهذه

خاص وأعيان الذوات بقدر ما اهتمت بتصوير طباع البشر ونفوس الناس، وسنن هللا الباقية، التي ال يحدها اآليات لم تهتم بذكر األش

ت زاغ

زمان وال مكان، بل تستمر عبر الزمان واملكان، فهي صورت طباع املؤمنين الذين رغم ما قيل عنهم لطبيعتهم البشرية: }وإذ

وب اقل

ت ال

غبصار وبل

نونا )األ

الظ

ون بالل ن

حناجر وتظ

ديدا )10ل

ش

زاال

وا زل

زلؤمنون وزل

({، إال أن ذلك لم يزعزع 11( هنالك ابتلي امل

حزاب ؤمنون األ

ى امل

ا رأ

ثقتهم باهلل وبنصر هللا، بل زادهم يقينا وإيمانا، قال هللا تعالى: } ومل

ه. وصدق للا

ورسول

وا هذا ما وعدنا للا

قال

{]األحزاب:سليما

وت

إيمانا

ه. وما زادهم إال

[، وفي هذا يقول سيد قطب: "ولكن كان إلى جانب الزلزلة، وزوغان األبصار، وكرب 22ورسول

هلل، واإلدراك الذي ال يضل عن سنن هللا، والثقة التي ال تتزعزع بثبات هذه األنفاس.. كان إلى جانب هذا كله الصلة التي ال تنقطع با

السنن وتحقق أواخرها متى تحققت أوائلها. ومن ثم اتخذ املؤمنون من شعورهم بالزلزلة سببا في انتظار النصر. ذلك أنهم صدقوا قول

ة جن

وا ال

لن تدخ

م حسبتم أ

ى يقو هللا سبحانه من قبل: }أ وا حت

زلاء وزل ر ساء والض

بأتهم ال م، مس

بلك

وا من ق

لذين خ

ل ال

م مث

تك

ا يأ

ل ومل

ريب{]البقرة: ق

ال إن نصر للا

أ

ذين آمنوا معه متى نصر للا

سول وال فنصر هللا إذن منهم قريب! ومن [، وها هم أوالء يزلزلون. 214الر

182. وعيون 6/196. وينظر أيضا الروض األنف في شرح السيرة النبوية البن هشام ألبي القاسم عبد الرحمن السهيلي 233-2/214السيرة النبوية البن هشام -

.2/83األثر في فنون املغازي والشمائل والسير البن سيد الناس وما بعدها. 5/2823ينظر في ظالل القرآن لسيد قطب - 183 .16/1515يونس الخطيب عبد الكريمل ينظر التفسير القرآني للقرآن -184 .2836-5/2835نفسه - 185

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

172

سليما

وت

إيمانا

ه{ .. }وما زادهم إال

ورسول

ه. وصدق للا

ورسول

. ولربط املاض ي بالحاضر، وألن سنة 186{ .."ثم قالوا: }هذا ما وعدنا للا

زلزلنا مرة، أو فزعنا مرة، أو ضقنا مرة بالهول والخطر والشدة هللا ثابتة ال تتغير، يضيف سيد قائال: "وحين نرانا ضعفنا مرة، أو

والضيق.. فعلينا أال نيأس من أنفسنا، وأال نهلع ونحسب أننا هلكنا أو أننا لم نعد نصلح لش يء عظيم أبدا! ولكن علينا في الوقت ذاته

خير منا! هنالك العروة الوثقى. عروة السماء. وعلينا أن أال نقف إلى جوار ضعفنا ألنه من فطرتنا البشرية! ونصر عليه ألنه يقع ملن هم

نستمسك بها لننهض من الكبوة، ونسترد الثقة والطمأنينة، ونتخذ من الزلزال بشيرا بالنصر. فنثبت ونستقر، ونقوى ونطمئن، ونسير

.187في الطريق.."

نصر هللا، صور أيضا نفسية املنافقين وهم في حالة وكما صور هللا تعالى نفسية املؤمنين في الشدة والبالء وثباتهم وثقتهم في

يك رون إل

يتهم ينظ

رأ

وف

خ

إذا جاء ال

عينهم من الجبن والخوف والفزع في ساعة الشدة، وسالطة اللسان عند الرخاء، فقال:} ف

تدور أ

هب ال

إذا ذ

وت. ف

يه من امل

ش ى عل

ذي يغ

الهم و ك

عمال

أ

للا

حبط

أم يؤمنوا ف

ولئك ل

ير. أ

خ

ى ال

عل

ة شح

سنة حداد. أ

لم بأ

قوك

سل

وف

كان خ

{]األحزاب: يسيرا

ى للا

بارز [، وهذا النموذج من الناس "ال ينقطع في جيل وال في قبيل. فهو موجود دائما. وهو شجاع فصيح19ذلك عل

حيثما كان هناك أمن ورخاء. وهو جبان صامت منزو حيثما كان هناك شدة وخوف. وهو شحيح بخيل على الخير وأهل الخير، ال ينالهم

.188منهم إال سالطة اللسان!"

وا م ينال

يظهم ل

فروا بغ

ذين ك

ال

قتال، لتختم اآليات بالحقيقة التي تصدق ظن املؤمنين: }ورد للا

ؤمنين ال

امل

فى للا

، وك

يرا

خ

{]األحزاب:ا عزيزا وي

ق

[، وهي حقيقة تقر بأن النصر بيد هللا ينزله على عباده املؤمنين متى توفرت شروطه، قال تعالى: }إن 25وكان للا

م{]محمد: ينصرك

ص 7تنصروا للا عزيز حكيم{]آل عمران:[، وقال أيضا: }وما الن

إن للا

من عند للا

[، حيث جاءت هذه اآلية 126ر إال

م هللا بب قد نصرك

بعد أن أمد هللا املؤمنين يوم بدر باملالئكة، ليبين لهم أنه هو الفاعل سبحانه ال املالئكة، فقال: }ول

ةذل

نتم أ

در وأ

قو اترون )ف

ك

ش

م ت

كعل

هللا ل

ة منزلين )123ا

آلئك

ن امل ف م

ة آال

ثالم بث

ك م رب

ك ن يمد

م أ

فيك

ن يك

لمؤمنين أ

تقول لل

124( إذ

ى إن تصبروا

( بل

ك م رب

ا يمددك

ورهم هذ

ن ف م م

توك

ويأ

قوا مين )وتت ة مسو

آلئك

ن امل مسة آالف م

م 125م بخ

وبك

لمئن ق

م ولتط

كرى ل

ه هللا إال بش

( وما جعل

حكيم )عزيز ال

صر إال من عند هللا ال ى يعتمد [، وهذه آيات تهدف إلى تصحح تصور املسلم حت126-123({]آل عمران:126به وما الن

ه على هللا ويرد األمر إليه، ال إلى األسباب والوسائل، وإن كان مأمورا بها، وإلى هذه القاعدة الذهبية أشار سيد قطب بقوله: "وبمثل هذ

التوجيهات املكررة في القرآن، املؤكدة بشتى أساليب التوكيد، استقرت هذه الحقيقة في أخالد املسلمين، على نحو بديع، هادئ، عميق،

وعرفوا كذلك أنهم مأمورون من قبل هللا باتخاذ الوسائل واألسباب، وبذل الجهد، والوفاء -وحده -مستنير. عرفوا أن هللا هو الفاعل

.189بالتكاليف.. فاستيقنوا الحقيقة، وأطاعوا األمر، في توازن شعوري وحركي عجيب!"

ب السيرة قد تناولته بالتفصيل وأطالت في الحديث وفي قصة أخرى وحدث آخر، إذا وقفنا مع "حدث اإلفك" نجد بأن كت

عن الوقائع واألحداث املرتبطة به، لكن القرآن الكريم لم يقف عند ذكر األحداث وفقط، بل امتاز باإلضافة إلى ذلك بتقييم الحدث

لصيانة األعراض وتوفير والحكم عليه، ووضع قواعد عامة تتجاوز الزمان واملكان واألشخاص يتعامل بها املسلمون عبر األجيال

: 190الحماية لها، وتجفيف منابع الزنا، وذلك بتشريع األحكام التالية

م بهما رأ

كذخ

تأ

دة وال

جل

ةل واحد منهما مائ

اجلدوا ك

اني ف والز

انية نتم تؤم تشريع حد الزنا: }الز

إن ك

في دين للا

ة ف

نون بالل

و م أ زانية

ينكح إال

اني ال ؤمنين. الز

من امل

ائفة

ابهما ط

هد عذ

يش

خر، ول

يوم اآل

رك، وحرم وال

و مش

زان أ

ينكحها إال

ال

انية ، والز

ةرك

ش

ؤمنين{]النور: ى امل

لك عل

[.3-2ذ

مانين جاجلدوهم ث

هداء ف

ربعة ش

توا بأ

م يأ

م ل

حصنات ث

ذين يرمون امل

بدا تشريع حد القذف: }وال

أهادة

هم ش

وا ل

تقبل

وال

دة

ل

لك ذين تابوا من بعد ذ

ال

فاسقون، إال

ئك هم ال

ولفور رحيم{]النور:وأ

غ

إن للا

حوا ف

صل

[. 5-4وأ

ؤم ؤمنون وامل

ن امل

سمعتموه ظ

إذ

وال

نفسهم النهي عن الخوض في أعراض الناس من غير دليل، واألمر بحسن الظن بهم: }ل

نات بأ

جا

والك مبين. ل

ا إف

وا هذ

اليرا وق

اذبون {]النو خ

ك هم ال

ئك عند للا

ولأهداء ف توا بالش

م يأ

لإذ

هداء ف

ربعة ش

يه بأ

[.13-12ر:ءوا عل

186

.5/2843نفسه - .5/2844نفسه - 187 .2841-5/2840نفسه - 188 .1/470نفسه - 189 وما بعدها. 10ينظر السيرة النبوية في القرآن الكريم للدكتور عبد الصبور مرزوق ص - 190

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

173

همذين آمنوا ل

في ال

ة

فاحش

شيع ال

ن ت

ون أ ذين يحب

خـرة تحريم إشاعة الفاحشة في املجتمع املسلم: }إن ال

نيا واآل ليم في الد

اب أ

عذ

مون{]النور:عل

ت

نتم ال

م وأ

يعل

[.19وللا

هـــم إن للاــــى ل

زك

لــــك أ

ــــروجهم ذ

ـــوا ف

بصــــارهم ويحفظ

ــــوا مــــن أ ض

مـــؤمنين يغ

ــــل لل

بيــــر بمــــا يصــــنعون األمـــر بغــــض البصــــر: }ق

ــــل خ

. وق

هــر من مــا ظ

يبــدين زينــتهن إال

، وال ـروجهن

ــن ف

، ويحفظ بصــارهن

ضضــن مــن أ

مؤمنـات يغ

لل

ــى جيــوبهن، وال

مــرهن عل

يضــربن بخ

هـا، ول

و آبائه تهن أ

لبعول

وان يبدين زينتهن إال

و بني إخ

، أ وانهن

و إخ

، أ تهن

بناء بعول

و أ

، أ بنائهن

و أ

، أ تهن

و آباء بعول

، أ ، ن ـواتهن

خ

و بني أ

، أ هن

ربــة

ولــي اإليــر أ

ــابعين غ و الت

، أ يمــانهن

ــت أ

كو مــا مل

، أ و نســائهن

أ

ســاء، وال

ــى عــورات الن

هــروا عل

ــم يظ

ــذين ل

فــل ال

و الط

مــن الرجــال، أ

ؤمنون ه امل ي

جميعا أ

ى للا

، وتوبوا إل فين من زينتهن

م ما يخ

رجلهن ليعل

م تفلحون{]النور:يضربن بأ

كعل

[.31-30 ل

يقول الدكتور عبد الصبور مرزوق، بعد الحديث عن األحكام املستفادة من قصة اإلفك، "فهذا التفصيل الدقيق املقرون

بالتقييم والتوجيه وتحديد التبعات والعالقات بين الناس في مجتمع اإلسالم.. يجاوز النص القرآني بالحدث ما وقفت عنده كتب

د مثال أو نموذج يحدد القرآن سماته ويضع له حدوده وأحكامه، بينما تفقد كتب السيرة هذه السيرة، ليصبح الحدث في ذاته مجر

.191امليزة"

الثالث: تميز القرآن الكريم باملوضوعية في تناول األحداث املبحثم، وفضلهم فكما تحدث القرآن الكريم عن األخالق الرفيعة للرسول صلى هللا عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان هللا عليه

وانتصاراتهم، تحدث أيضا عن أخطائهم وهزائمهم، ألن الدروس والعبر كما تؤخذ من نقط القوة تؤخذ كذلك من نقط الضعف، وكما

تاب السيرة غضوا الطرف عن ذكر األخطاء والعيوب، بل ومنهم من يعد -كثير منهم –تؤخذ من االنتصارات تؤخذ من الهزائم. لكن ك

نقيصا من قدر الصحابة ومكانتهم، وهو منهج خاطئ يضفي القدسية على أفعال الصحابة، وهم بشر يصيبون الحديث عنها ت

ويخطؤون. والعدل يقتض ي منا التمييز بين مكانة األشخاص وقدسية املبادئ، وإال ملا كان لالقتداء معنى، وهذا هو منهج القرآن الكريم

في حديثه عن األنبياء والرسل املعصومين تحدث عن أخطائهم البشرية التي لم يقرهم في تناول أحداث السيرة وقصص األولين، فحتى

وى{]طه:غه ف ة من 121عليها، فقال عن آدم عليه السالم: }وعص ى آدم رب

فل

ى حين غ

عل

دينة

ل امل

[، وقال عن موس ى عليه السالم: }ودخ

وجد فيها رجل

هلها ف

ذي من عد أ

ى ال

ذي من شيعته عل

ه ال

اثاستغ

ه، ف ا من عدو

ا من شيعته وهذ

ن هذ

ى ين يقتتال قض

ى ف زه موس

وك

ه ف و

ي ال رب إن

ه عدو مضل مبين، ق ان إن

يط ا من عمل الش

ال هذ

يه، ق

ال رب عل

حيم، ق فور الر

غه هو ال ه، إن

فر ل

غفر لي ف

اغ

ي ف مت نفس

لظ

مجرمين{]القصص:هيرا لل

ون ظ

كن أ

لي ف

عمت عل

نعمى{]عبس:17-15بما أ

ن جاءه األ

ى أ

[، 2-1[، وقال عن خير املرسلين: } عبس وتول

اذبين{]التوبة:وقال لهكم ال

عل

وا وت

ذين صدق

ك ال

ن ل بي

ى يت هم حت

ذنت ل

عنك لم أ

[.43: } عفا للا

ذين آوو وال

ذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل للا

نصروا، ا و والقرآن الذي تحدث عن فضل أهل بدر فقال عنهم: } وال

ريم{]األنفال: ورزق ك

فرة

هم مغ

ا، ل ؤمنون حق

ولئك هم امل

في 74أ

م آية

كان ل

د ك

[، وشهد بإخالص نياتهم في الجهاد في سبيل هللا فقال: }ق

ير افرة

رى ك

خ وأ

تقاتل في سبيل للا

تقتا فئة

ولي فئتين ال

أل

عبرة

لك ل

اء إن في ذ

د بنصره من يش يؤي

عين وللاي ال

يهم رأ

لونهم مث

بصار{]آل عمران: نت 13األ

ببدر وأ

م للا

قد نصرك

قوا [، وذكر أنهم استحقوا بذلك نصر هللا تعالى وتأييدهم باملالئكة فقال: }ول ات

ف

ةذل

م أ

ة آالف الث

م بث

ك م رب

ك ن يمد

م أ

فيك

ن يك

لمؤمنين أ

تقول لل

رون. إذ

ك

ش

م ت

كعل

ل

م من للا

توك

قوا ويأ زلين، بلى إن تصبروا وتت

ة من

الئك

من امل

ورهم هذا، يمد مين{]آل عمران:ف ة مسو

الئك

مسة آالف من امل

م بخ

ك م رب

[. هو نفسه الذي تحدث عن تنازعهم في الغنائم 125-123دك

م صلحوا ذات بينك

وأ قوا للا ات

سول، ف والر

نفال لل

ل األ

نفال، ق

ونك عن األ

نتم ، و فقال: }يسئل

ه، إن ك

ورسول طيعوا للا

أ

فينا معشر » ، فقد روى اإلمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي قال: سألت عبادة بن الصامت عن األنفال فقال: 192[1مؤمنين{]األنفال:

رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أصحاب بدر نزلت حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخالقنا، فنزعه هللا من أيدينا، فجعله إلى

.193«فقسمه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فينا عن بواء. يقول: على السواء

وكما تحدث القرآن عن نصر املسلمين يوم بدر تحدث عن هزيمتهم يوم أحد، وكشف عن أسبابها وخفاياها املتمثلة في

ائم، واالختالف والتنازع في ذلك، قال الندوي رحمه هللا: "وما أصاب عصيان أوامر رسول صلى هللا عليه وسلم، والطمع في جمع الغن

املسلمين من نكسة ومحنة، وما أصيبوا من خسارة في النفوس، وشهادة من كان قوة لإلسالم واملسلمين، وناصرا لرسول هللا صلى هللا

.13-12نفسه ص - 191 .241-240ينظر فقه السيرة ملحمد الغزالي ص - 192 .22753مسند اإلمام أحمد بن حنبل، في حديث عبادة بن الصامت رقم - 193

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

174

حظة األخيرة، عليه وسلم وللدين، إنما كان نتيجة زلة للرماة، وعدم تمسكهم بتعاليم الرسو ل صلى هللا عليه وسلم وأمره إلى الل

ى 194وإخالئهم للجبهة التي عينهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عليها" نه، حتونهم بإذ تحس

وعده إذ

م للا

كقد صدق

، قال هللا تعالى :} ول

مر، و تم وتنازعتم في األ

شل

م ص إذا ف

، ث

خرة

م من يريد اآل

نيا ومنك م من يريد الد

ون منك م ما تحب

راك

م عنهم عصيتم من بعد ما أ

كرف

ؤمنين{]آل عمران: ى امل

ضل عل

و ف

ذ

م، وللا

قد عفا عنك

م، ول

آليات هذا العتاب بهذا األسلوب الرقيق من [، وإنما ذكرت ا152ليبتليك

، يقول األستاذ أحمد غلوش: "ولعل ما ترتب على عصيان األوامر في هذه املوقعة، درس عميق تعلم منه 195أجل أخذ الدروس والعبر

ردية النافرة ال تنجح في املسلمون قيمة الطاعة، فالجماعة التي ال يحكمها أمر واحد، أو التي تغلب على أفرادها، وطوائفها النزعات الف

.196صدام، بل ال تشرف نفسها في حرب أو سالم"

وكذلك تحدث القرآن عن فرار بعض الصحابة من املعركة، بعد أن أشيع بأن الرسول صلى هللا عليه وسلم قد قتل، فأنزل

ما جمعان إنتقى ال

م يوم ال

وا منك

ذين تول

فور حليم{] هللا تعالى:} إن ال

غ

عنهم. إن للا

قد عفا للا

سبوا. ول

يطان ببعض ما ك هم الش

زلاست

، قال سيد قطب: "ولقد علم هللا دخيلة الذين هزموا وفروا يوم التقى الجمعان في الغزوة: إنهم ضعفوا وتولوا 197[155آل عمران:

ذين بسبب معصية ارتكبوها فظلت نفوسهم مزعزعة بسببها، فدخل عليهم الشيطان من ذلك املنفذ، واستزلهم فزلوا وسقطوا: }إن ال

قد عفا للاسبوا، ول

يطان ببعض ما ك هم الش

زلما است جمعان إن

تقى ال

م يوم ال

وا منك

فور تول

غ

حليم{" وهي حالة ال تختص عنهم، إن للا

بأهل أحد "ولكنها في عمومها تصوير لحالة النفس البشرية حين ترتكب الخطيئة، فتفقد ثقتها في قوتها، ويضعف باهلل ارتباطها، ويختل

يقه إلى توازنها وتماسكها، وتصبح عرضة للوساوس والهواجس، بسبب تخلخل صلتها باهلل وثقتها من رضاه! وعندئذ يجد الشيطان طر

هذه النفس، فيقودها إلى الزلة بعد الزلة، وهي بعيدة عن الحمى اآلمن، والركن الركين، ومن هنا كان االستغفار من الذنب هو أول ما

.198توجه به الربيون الذين قاتلوا مع النبيين في مواجهة األعداء"

ضعف بشري، يفش ي سرا من أسرار رسول هللا صلى وهذا حاطب بن أبي بلتعة، املؤمن، املهاجر، ممن شهد بدرا، وفي حالة

هللا عليه وسلم يوم الفتح، وذلك أنه عليه الصالة والسالم ملا عزم على فتح مكة لنقضها عهد الحديبية أمر املسلمين بالتجهيز

نهم حاطب بن أبي بلتعة، ، وأخبر صلى هللا عليه وسلم جماعة من أصحابه بوجهته، كان من بي«اللهم عم عليهم خبرنا»لغزوهم، وقال:

لكن حاطبا أفش ى هذا السر فكتب كتابا إلى قريش يعلمهم بعزم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على غزوهم، ليتخذ بذلك عندهم يدا،

بدرا إنه قد شهد »فأطلع هللا تعالى رسوله على ذلك استجابة لدعائه، فقال عمر: دعني يا رسول هللا أضرب عنق هذا املنافق، فقال:

وا 199«وما يدريك لعل هللا اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكمخذ تت

ذين آمنوا ال

ها ال ي

، فأنزل هللا عز وجل: } يا أ

م من ال

فروا بما جاءك

د ك

ة وق ود

يهم بامل

قون إل

ولياء تل

م أ

ك ن تؤمنوا عدوي وعدو

م أ

اك سول وإي رجون الر

نتم حق يخ

م إن ك

ك رب

بالل

في خ

م بما أ

عل

نا أ

ة وأ ود

يهم بامل

ون إل سر

اء مرضاتي ت

رجتم جهادا في سبيلي وابتغ

قد ضل سواء خ

م ف

ه منك

نتم ومن يفعل

عل

تم وما أ

بيل{] املمتحنة: . 200[1الس

ولئن كانت هذه اآليات قد نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، فإن القرآن الكريم كعادته دائما ال يقف عند ذكر أسماء

األشخاص، وجزئيات الوقائع، ومالبسات األحداث، وإنما يعالج أنماط الطباع البشرية املتكررة، ويقف مع القيم الثابتة والسنن

، وإنما 201ماعة املسلمة عبر األجيال، ولذلك لم تنف اآلية اإليمان عن صاحب هذا الفعلالباقية، ويضع التصورات العامة للج

أبعد مدى، وأدل على أنه كان يعالج -كما قلنا -عالجت املشكلة النفسية، يقول قطب في هذا الشأن: "ولكن مضمون النص القرآني

وقوع هذا الحادث، على طريقة القرآن. كان يعالج مشكلة حالة نفسية أوسع من حادث حاطب الذي تواترت به الروايات، بمناسبة

األواصر القريبة، والعصبيات الصغيرة، وحرص النفوس على مألوفاتها املوروثة ليخرج بها من هذا الضيق املحلي إلى األفق العالمي

.327السيرة النبوية ألبي الحسن الندوي ص - 194 وما بعدها. 269ينظر فقه السيرة ملحمد الغزالي ص - 195196 .377السيرة النبوية والدعوة في العهد املدني ألحمد أحمد غلوش ص - هبة ينظر السيرة الن - 197

.2/35. وعيون األثر 2/196بوية على ضوء القرآن والسنة ملحمد بن محمد بن سويلم أبي ش

.1/497في ظالل القرآن - 198199. ومسلم في: كتاب فضائل الصحابة رض ي هللا تعالى عنهم، باب من فضائل 4274ينظر الحديث كامال عند البخاري في: كتاب املغازي، باب غزوة الفتح رقم -

.2494ر رض ي هللا عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة رقم أهل بد. والصحيح املسند من أسباب النزول مقبل بن هادي الهمداني الوادعي ص 423 -422ينظر أسباب نزول القرآن ألبي الحسن علي بن أحمد الواحدي، ص -200

209. . 18/52ه من الفرح بخطاب اإليمان". الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي ذكر اإلمام القرطبي "أن حاطبا ملا سمع يا أيها الذين آمنوا غش ي علي - 201

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

175

عن الكون والحياة واإلنسان، اإلنساني. وكان ينش ئ في هذه النفوس صورة جديدة، وقيما جديدة، وموازين جديدة، وفكرة جديدة

.202ووظيفة املؤمنين في األرض، وغاية الوجود اإلنساني"

الرابع: تميز القرآن الكريم بعدم الخضوع للتسلسل التاريخي لألحداث املبحث، بقدر ما لم يهتم القرآن الكريم في تناوله للسيرة النبوية بالتسلسل التاريخي لألحداث، كما هو الشأن بالنسبة لكتب السير

يهتم باألهم فاألهم في حياة املسلمين، ومن ذلك:

ص وأ

قوا للا ات

سول ف والر

نفال لل

ل األ

نفال ق

ونك عن األ

ل مسألة األنفال في قوله تعالى: }يسأ

طيعوا للا

م وأ

ات بينك

لحوا ذ

نتم مؤ ه إن ك

[1منين ...{]األنفال:ورسول

واختالف املؤمنين في -الغنائم –نزلت سورة األنفال في أعقاب غزوة بدر وما وقع فيها من أحداث، وبدأت بموضوع األنفال

عن -رض ي هللا عنه -، مع أن الحديث عن األنفال إنما كان بعد انتهاء الغزوة، فقد سئل عبادة بن الصامت203قسمتها وسؤالهم عنها

نزلت حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخالقنا، فنزعه هللا من أيدينا، فجعله إلى رسول هللا صلى -أصحاب بدر -فينا»نفال فقال: األ

خرجنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم »، وروى األئمة أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم عنه أيضا أنه قال: 204«هللا عليه وسلم..

فالتقى الناس فهزم هللا العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يهزمون ويقتلون، وأكبت طائفة على العسكر يحوزونه فشهدت معه بدرا،

ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول هللا صلى هللا عليه وسلم ال يصيب العدو منه غرة، حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى

ا وجمعناها فليس ألحد فيها نصيب، وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم بأحق بها بعض، قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناه

منا نحن نفينا عنه العدو وهزمناهم، وقال الذين أحدقوا برسول هللا صلى هللا عليه وسلم: لستم بأحق بها منا نحن أحدقنا برسول هللا

به، فنزلت }يسئلونك عن األنفال قل األنفال هلل والرسول{، قسمها صلى هللا عليه وسلم وخفنا أن يصيب العدو منه غرة فاشتغلنا

رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بين املسلمين، وكان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا أغار في أرض العدو نفل الربع، وإذا أقبل راجعا

.205«عيفهموكل الناس نفل الثلث، وكان يكره األنفال ويقول: ليرد قوي املسلمين على ض

حتى يجعلوا جهادهم خالصا -وهم في أول معركة لهم مع أعدائهم -وإنما بدأت السورة بالحديث عن األنفال تربية للمؤمنين

لوجه هللا من أجل إعالء كلمة هللا، ال من أجل جمع الغنائم وحب املال، ألن االنشغال بذلك مما يؤدي إلى التنازع والفشل، ولذلك

، فنزع أمر األنفال كله منهم ورده إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم، 206الجة نفوس املؤمنين وتطهيرها من حب الدنيابدأت السورة بمع

فلم يعد األمر حقا لهم يتنازعون عليه، وإنما أصبح فضال من هللا عليهم، يقسمه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بينهم كما بينه هللا

-في أول السورة -لقد نزع هللا ملكية الغنيمة ممن يجمعونها في املعركة وردها إلى هللا والرسول ب: "تعالى بعد ذلك، قال سيد قط

هلل ربهم، -أوله وآخره -ليخلص األمر كله هلل والرسول وليتجرد املجاهدون من كل مالبسة من مالبسات األرض، وليسلموا أمرهم كله

سبيل هللا، وتحت راية هللا، طاعة هلل، يحكمونه في أرواحهم، ويحكمونه في أموالهم، وللرسول قائدهم، وليخوضوا املعركة هلل، وفي

207ويحكمونه في أمرهم كله بال تعقيب وال اعتراض.."

فواضح إذن أن السورة لم تراع ترتيب األحداث، وإنما اهتمت بما هو أهم وأخطر، وفي هذا نقل سيد طنطاوي عن بعض

املوضوع في حياة املؤمنين بدأت به السورة، وإن كان اختالفهم في قسمة األنفال متأخرا في الوجود عن العلماء قوله: "وألهمية هذا

وقد عرفنا من سنة القرآن في ذكر القصص والوقائع أنه ال يعرض لها مرتبة حسب .اختالفهم في الخروج إلى بدر، وقتال األعداء

ن لها الوقت واملكان، وإنما يذكرها ملا فيها من العبر واملواعظ، وملا تتطلبه من األحكام وقوعها، وذلك ألنه ال يذكرها على أنها تاريخ يعي

. 208والحكم... لهذا كله جاء األسلوب في سرد الوقائع غير مكترث بمخالفة ترتيبها في الوجود الخارجي"

.3/2635. وينظر أيضا التفسير الوسيط للزحيلي 6/3539في ظالل القرآن - 202203

.3/311الحنفي . وروح البيان ألبي الفداء إسماعيل الخلوتي 154/ 5ينظر روح املعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع املثاني لأللوس ي - سبق تخريجه. - 204. واملستدرك على الصحيحين للحاكم في: 4855كتاب السير، باب الغلول رقم . وصحيح ابن حبان في:22762مسند أحمد، حديث عبادة بن الصامت، رقم - 205

.2607كتاب قسم الفيء، رقم .24حمد شعبان ص ينظر منهج القرآن الكريم في توثيق أحداث غزوة بدر الكبرى ألحمد م - 206 .3/1520في ظالل القرآن - 207-135. وحديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول صلى هللا عليه وسلم للدكتور أبي بدر محمد بن بكر آل عابد ص 34-6/33التفسير الوسيط للطنطاوي - 208

136.

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

176

قد نصره تنصروه ف

وما قيل في آية األنفال يقال في قوله تعالى: }إال

غار إذ

هما في ال

نين إذ

فروا ثاني اث

ذين ك

رجه ال

خ أ إذ

للا

م ترو ده بجنود ل ي

يه وأ

ته عل

سكين

نزل للا

أ معنا ف

فروا اليقول لصاحبه ال تحزن إن للا

ذين ك

ال

لمة

هي ها وجعل ك

للا

لمة

فلى وك س

عزيز حكيم{]التوبة:

يا وللاعل

[، فهذه اآلية تتحدث باقتضاب عن حادث خروج النبي صلى هللا عليه وسلم مهاجرا من مكة إلى 40ال

التثاقل عن الجهاد في ، لكنها لم تذكره في سياق الحديث عن الهجرة، وإنما في سياق الحديث عن209املدينة ومعه أبو بكر الصديق

صلى هللا عليه وسلم بالنفير العام لقتال الروم فتثاقلوا، ، بعد أن أمرهم النبي210غزوة تبوك التي كانت في السنة التاسعة للهجرة

وه. وقد فجاءت هذه اآلية "على سبيل التنديد باملتثاقلين عن النفرة إلى الجهاد، وتنبههم إلى أن هللا كفيل بنصر رسوله إن لم ينصر

، فذكرهم بما يعرفونه، وما هم موقنون منه، قال ابن جرير: "وهذا إعالم من هللا 211نصره من قبل حين أخرجه الكفار من مكة"

ل بنصر رسوله على أعداء دينه وإظهاره عليهم دونهم، أعانوه أو لم يعينوه، وتذكير منه أصحاب رسوله صلى هللا عليه وسلم أنه املتوك

، وهذا واضح في قوله 212ذلك به، وهو من العدد في قلة والعدو في كثرة، فكيف به وهو من العدد في كثرة والعدو في قلة؟"لهم فعل

رض ى األ

تم إل

لاق

اث

م انفروا في سبيل للا

كم إذا قيل ل

كذين آمنوا ما ل

ها ال ي

ح تعالى: }يا أ

رضيتم بال

حياة . أ

ما متاع ال

خرة؟ ف

نيا من اآل ياة الد

م، يرك

غ

وما

بدل ق

ويست

ليما

أم عذابا

بك

تنفروا يعذ

ليل. إال

ق

خرة إال

نيا في اآل تنصر الد

دير. إال

يء ق

ل ش

على ك

، وللا

يئا

وه ش وه وال تضر

يقول لصاحبه: الغار، إذ

هما في ال

نين إذ

فروا ثاني اث

ذين ك

رجه ال

خ

أ إذ

قد نصره للا

يه ف

ته عل

سكين

نزل للا

أ معنا، ف

تحزن إن للا

لمة

م تروها وجعل ك

ده بجنود ل ي

، وجا وأ

وثقاال

عزيز حكيم. انفروا خفافا

يا، وللا

عل

هي ال

للا

لمة

فلى، وك فروا الس

ذين ك

هدوا ال

مون{]عل

نتم ت

م إن ك

كير ل

م خ

لك

ذ

م في سبيل للا

نفسك

م وأ

موالك

[.41-38بأ

آوى ) اآليات يقال عن اآليات من سورة الضحى: } وما قيل عن هذه ف

م يجدك يتيما

لهدى )6أ

ف

( ووجدك 7( ووجدك ضاال

نى )غأ فال تقهر )8عائال

يتيم ف

ا ال م

أال تنهر )9( ف

ائل ف ا الس م

)10( وأ

ث حد

ك ف ا بنعمة رب

م[، فهذه السورة نزلت 11-6{]الضحى:(11( وأ

في الرد على املشركين الذين قالوا إن هللا تعالى قد هجر رسوله صلى هللا عليه وسلم، وذلك بعد أن تأخر عنه الوحي ملدة من الزمن،

نبي صلى هللا عليه احتبس جبريل صلى هللا عليه وسلم على ال»فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن جندب بن عبد هللا رض ي هللا عنه، قال:

ى{]الضحى: ، فقالت امرأة من قريش: أبطأ عليه شيطانه، فنزلت: }« وسلملك وما ق عك رب ا سجى، ما ود

يل إذ

حى والل . فكان 213[3-1والض

م قبل إرساله، وكأنه قال: ما تركناك وما قليناك قبل أن هذا بعد البعثة، "ثم عدد هللا تعالى نعمه على رسوله صلى هللا عليه وسل

:اخترناك واصطفيناك، فتظن أنا بعد الرسالة نهجرك ونخذلك، فقال

هدى، ووجدك عائال ف

آوى، ووجدك ضاال

ف

م يجدك يتيما

ل}أ

نى{غأ منذ نشأته. حاضرة معه. فسيقت هذه اآليات لتذكيره صلى هللا عليه وسلم بعناية هللا تعالى التي كانت دائما 214ف

خاتمة: ال في ختام هذا البحث خلصت إلى أن القرآن الكريم قد تميز في عرضه لوقائع وأحداث السيرة النبوية بما يلي:

فوا في اإلعجازأسلوب بالغي رائع، بالغ الدقة واإلبداع في تصوير األحداث والوقائع، ألنه أسلوب معجز، وقد تحدث العلماء وأل

بياني كنوع من أنواع اإلعجاز في القرآن الكريم.ال

عدم الغوص في ذكر التفاصيل والجزئيات وذكر األشخاص كما فعلت كتب السير واملغازي، فقد تناول القرآن الكريم األحداث

هي بانتهاء الحادث، وال مجردة عن األشخاص واملالبسات الزمانية واملكانية، وإنما اهتم بالقيم الثابتة والسنن الباقية التي ال تنت

تنقطع بذهاب األشخاص، وال تنقض ي بانقضاء املالبسات، وساقها بعموم اللفظ املتسع لكل األجيال واألجناس إلى قيام الساعة.

ر زيد بن حارثة باسمه دون غيره من الصحابة إال استثناء من القاعدة، تعويضا له عن شرف االنتساب إلى محمد صلى وما ذك

عليه وسلم، بعدما حرم التبني، فقد نقل اإلمام القرطبي عن أبي القاسم عبد الرحمن السهيلي أنه قال: " كان يقال زيد بن هللا

[، فقال: أنا زيد بن حارثة. وحرم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد. فلما نزع عنه هذا 5محمد حتى نزل }ادعوهم آلبائهم{]األحزاب:

اآلية التي ذكرته بشكل عابر دون تفصيل. تحدثت كتب السيرة النبوية عن هذا الحدث وفصلته تفصيال طويال، على عكس هذه - 209 وما يعدها. 7/383وما بعدها. والروض األنف للسهيلي 249تنظر تفاصيل غزوة تبوك في: جوامع السيرة النبوية البن حزم الظاهري ص - 210211

.9/443التفسير الحديث ترتب السور حسب النزول لدروزة محمد عزت - .14/257ن ملحمد بن جرير الطبري جامع البيان في تأويل القرآ - 212باب ما لقي النبي صلى هللا عليه وسلم من أذى كتاب الجهاد والسير، . ومسلم في:1125باب ترك القيام للمريض رقم كتاب الجمعة، أخرجه البخاري في: - 213

. 1797املشركين واملنافقين رقم .30/285لزحيلي التفسير املنير في العقيدة والشريعة واملنهج لوهبة ا - 214

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

177

لم هللا وحشته من ذلك، شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحدا من أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم الشرف وهذا الفخر، وع

وهي أنه سماه في القرآن، فقال تعالى: }فلما قض ى زيد منها وطرا{ يعني من زينب. ومن ذكره هللا تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى

تنويه، فكان في هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى هللا عليه وسلم صار اسمه قرآنا يتلى في املحاريب، نوه به غاية ال

. 215له..."

،وإنما باقي املصادر، وقد يجمع بين األحداث املتباعدة في سياق واحد، تفعل كما لم يعر اهتماما للتسلسل التاريخي لألحداث

وتقويمه. يح السلوكتصح بهدف نفوس،ال في مما له تأثير األهم فاألهمدائما يقدم

املوضوعية في تناول األحداث، فكما تحدث القرآن الكريم عن األخالق الرفيعة للرسول صلى هللا عليه وسلم والصحابة الكرام

رضوان هللا عليهم، وفضلهم وانتصاراتهم، تحدث أيضا عن أخطائهم وهزائمهم، ألن الدروس والعبر تؤخذ من هذا وذاك.

لتي توصلت إليها في هذا البحث، وال أدعي أني قد أحطت باملوضوع، إذ ال شك أني قد أغفلت فيه جوانب فهذه أهم النتائج ا

و ل

ير للا

ان من عند غ

و ك

ا كثيرة، وعذري في ذلك أن هللا تعالى يأبى أال يكمل إال كتابه، كما قال الحق سبحانه: }ول

تالف

جدوا فيه اخ

ثيرا{]النس [.81اء:ك

املراجع:حديث القرآن الكريم عن غزوات الرسول صلى هللا عليه وسلم ، دار الغرب اإلسالمي (1994،)أبي بدر محمد بن بكر ،آل عابد .1

.1تونس، ط

جامع البيان في تأويل القرآن ، تحقيق أحمد محمد هـ(310) ،محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبي جعفر الطبري ،اآلملي .2

م.2000 -هـ1420/ 1اكر، مؤسسة الرسالة، ط ش

عيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري ،ابن البيع .3 ،أبي عبد هللا الحاكم محمد بن عبد هللا بن محمد بن حمدويه بن ن

.1بيروت، ط –هـ(، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية 405املستدرك على الصحيحين )ت: ( 1990)

هبةأبي .4دمشق، ط –هـ(، دار القلم1403السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة )ت: ه(1427،)محمد بن محمد بن سويلم ،ش

8.

روح املعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع املثاني ه(1415،)شهاب الدين محمود بن عبد هللا الحسيني ،األلوس ي .5

.1بيروت، ط -لكتب العلميةهـ(، تحقيق علي عبد الباري عطية، دار ا1270)ت:

الجامع ألحكام القرآن = (1964،)أبي عبد هللا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الخزرجي شمس الدين القرطبي، األنصاري .6

.2القاهرة، ط –هـ(، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب املصرية 671تفسير القرطبي )ت:

هـ( اإلحسان في تقريب صحيح 739)، ن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد، التميمي، أبي حاتم، الدارميمحمد بن حبان ب ،البستي .7

هـ(، ترتيب: األمير عالء الدين علي بن بلبان الفارس ي ، حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه: شعيب األرنؤوط، 354ابن حبان )ت:

م.1988 -هـ1408/ 1مؤسسة الرسالة، بيروت، ط

عيون األثر في فنون املغازي والشمائل والسير ، ابن سيد الناس، اليعمري الربعي، (1993،)محمد بن محمد بن محمد ،بن أحمد .8

.1بيروت، ط –هـ(، تعليق إبراهيم محمد رمضان، دار القلم 734أبي الفتح، فتح الدين )ت:

صحيح املختصر من أمور رسول هللا صلى هللا عليه الجامع املسند ال (1422)محمد بن إسماعيل أبي عبدهللا البخاري، ،الجعفي .9

وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة )مصورة عن السلطانية بإضافة

.1ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي(، ط

القاهرة. –بي التفسير القرآني للقرآن، دار الفكر العر ه(1390،)عبد الكريم يونس ،الخطيب .10

أسباب نزول القرآن ، تحقيق عصام بن عبد املحسن الحميدان، دار هـ(468أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي، ) ،النيسابوري .11

م.1992 -هـ1412/ 2الدمام، ط –اإلصالح

بيروت. –روح البيان ، دار الفكر ه(1127،)إسماعيل حقي بن مصطفى اإلستانبولي الحنفي، أبي الفداء ،الخلوتي .12

.1القاهرة، ط –التفسير الحديث ترتب السور حسب النزول ، دار إحياء الكتب العربية (1964،)محمد عزت ،دروزة .13

.14/194الجامع ألحكام القرآن - 215

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

178

.2دمشق، ط –التفسير املنير في العقيدة والشريعة واملنهج ، دار الفكر املعاصر ه(1418، )وهبة بن مصطفى ،الزحيلي .14

.1دمشق، ط –سيط للزحيلي، دار الفكر التفسير الو ( 1422،)وهبة بن مصطفى ،الزحيلي .15

.1دمشق، خرج أحاديثه محمد ناصر الدين األلباني، ط –هـ(، دار القلم 1416فقه السيرة )ت: ه(1427،)محمد الغزالي، السقا .16

هـ(، 581الروض األنف في شرح السيرة النبوية )ت: (2000،)ابن هشام ألبي القاسم عبد الرحمن بن عبد هللا بن أحمد ،السهيلي .17

.1تحقيق عمر عبد السالم السالمي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط

.17القاهرة، ط -بيروت -هـ(، دار الشروق 1385في ظالل القرآن )ت: ه( 1412،)سيد قطب إبراهيم حسين، الشاربي .18

ة جامعة طيبة: لآلداب والعلوم منهج القرآن الكريم في توثيق أحداث عزوة بدر الكبرى ، مجل ه(1437،)أحمد محمد ،شعبان .19

.10اإلنسانية، السنة الخامسة، العدد هـ(، تحقيق 241مسند اإلمام أحمد بن حنبل )ت: (2001،)أبي عبد هللا أحمد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد ،الشيباني .20

.1لرسالة، ط عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد هللا بن عبد املحسن التركي، مؤسسة ا -شعيب األرنؤوط

القاهرة، –التفسير الوسيط للقرآن الكريم، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة (1998،)محمد سيد ،طنطاوي .21

.1ط

جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى، تحقيق ه(45،)أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم األندلس ي القرطبي ،الظاهري .22

م.1900/ 1مصر، ط –إحسان عباس، دار املعارف

.1السيرة النبوية والدعوة في العهد املدني ، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، ط (2004،)أحمد أحمد ،غلوش .23

، مطبوعات رابطة 6السيرة النبوية في القرآن الكريم دراسة وتصنيف، دعوة الحق، العدد ه(1401، )عبد الصبور ،مرزوق .24

العالم اإلسالمي.

هـ(، 213السيرة النبوية، أبي محمد، جمال الدين )ت: (1955،)ابن هشام لعبد امللك بن هشام بن أيوب الحميري ،ري املعاف .25

تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم األبياري وعبد الحفيظ الشلبي، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده بمصر،

.2ط

.12دمشق، ط –هـ(، دار ابن كثير 1420السيرة النبوية )ت: ه(145،)خر الدينعلي أبي الحسن بن عبد الحي بن ف ،الندوي .26

املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول هللا ه(261،)مسلم بن الحجاج أبي الحسن القشيري ،النيسابوري .27

وت.بير –صلى هللا عليه وسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي

.4القاهرة، ط –هـ(، مكتبة ابن تيمية 1422الصحيح املسند من أسباب النزول )ت: (1987،)مقبل بن هادي الهمداني ،الوادعي .28

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

179

ملجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةا e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

رفاد للدراسات واألبحاث 181ص -169، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.4

The Holy Quran Approach to the Biography of the Prophet - A

Comparative Analytical Study

Al- Moustafa Al- Samahi

Researcher in jurisprudence and its origins- Morocco

[email protected]

Abstract: This research highlights the advantage of the Holy Quran from other sources of biography and its methodology in dealing with its events. In addition to the great rhetorical style

of dealing with events, the Holy Quran has dealt with the biography of what is unchanging and

does not drown in the mention of partial events and sub-issues. Is concerned with the historical sequence of events, but the development of great perceptions and general philosophy of the

Muslim community.

Keywords: Quran, The biography of the Prophet, The curriculum of the Quran.

References:

[1] Ạbn Ạlbyʿ. Ạby ʿbd Ạllh Ạlḥạkm Mḥmd Bn ʿbd Ạllh Bn Mḥmd Bn Ḥmdwyh Bn Nuʿym Bn

Ạlḥkm Ạlḍby Ạlṭhmạny Ạlnysạbwry, Ạlmstdrk ʿly Ạlṣḥyḥyn (T: 405h), Tḥqyq Mṣṭfy ʿbd

Ạlqạdr ʿṭạ, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh – Byrwt, Ṭ 1, (1990)

[2] Ạby Sẖuhbh. Mḥmd Bn Mḥmd Bn Swylm, Ạlsyrh Ạlnbwyh ʿla Ḍwʾ Ạlqrận Wạlsnh (T: 1403h), Dạr Ạlqlm–Dmsẖq, Ṭ 8, (1427h)

[3] Ậl ʿạbd. Ạby Bdr Mḥmd Bn Bkr, Ḥdytẖ Ạlqrận Ạlkrym ʿn Gẖzwạt Ạlrswl Ṣly Ạllh ʿlyh

Wslm , Dạr Ạlgẖrb Ạlạslạmy Twns, Ṭ 1, (1994)

[4] Ạlạlwsy. Sẖhạb Ạldyn Mḥmwd Bn ʿbd Ạllh Ạlḥsyny, Rwḥ Ạlmʿạny Fy Tfsyr Ạlqrận

Ạlʿẓym Wạlsbʿ Ạlmtẖạny (T:1270h), Tḥqyq ʿly ʿbd Ạlbạry ʿṭyh, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh- Byrwt,

Ṭ 1, (1415h)

[5] Ạlậmly. Mḥmd Bn Jryr Bn Yzyd Bn Ktẖyr Bn Gẖạlb Ạby Jʿfr Ạlṭbry, (310h) Jạmʿ Ạlbyạn Fy Tạwyl Ạlqrận , Tḥqyq Ạḥmd Mḥmd Sẖạkr, Mwssẗ Ạlrsạlh, Ṭ 1/ 1420h- 2000m.

[6] Ạlạnṣạry. Ạby ʿbd Ạllh Mḥmd Bn Ạḥmd Bn Ạby Bkr Bn Frḥ Ạlkẖzrjy Sẖms Ạldyn

Ạlqrṭby, Ạljạmʿ Lạḥkạm Ạlqrận = Tfsyr Ạlqrṭby (T: 671h), Tḥqyq Ạḥmd Ạlbrdwny WạBrạhym Ạṭfysẖ, Dạr Ạlktb Ạlmṣryh – Ạlqạhrẗ, Ṭ 2, (1964)

[7] Ạlbusty. Mḥmd Bn Ḥbạn Bn Ạḥmd Bn Ḥbạn Bn Mʿạdẖ Bn MaʿBda. Ạltmymy. Ạby Ḥạtm.

Ạldạrmy ,(739 h) Ạlạhsạn Fy Tqryb Ṣḥyḥ Ạbn Ḥbạn (T: 354h), Trtyb: Ạlạmyr ʿlạʾ Ạldyn ʿla Bn Blbạn Ạlfạrsy, Ḥqqh Wkẖrj Ạḥạdytẖh Wʿlq ʿlyh: Sẖʿyb Ạlạrnwwṭ, Mwssẗ Ạlrsạlh,

Byrwt, Ṭ 1/ 1408h- 1988m.

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

180

[8] Ạljʿfy. Mḥmd Bn Ạsmạʿyl Ạby ʿbdạllh Ạlbkẖạry, Ạljạmʿ Ạlmsnd Ạlṣḥyḥ Ạlmkẖtṣr Mn

Ạmwr Rswl Ạllh Ṣly Ạllh ʿlyh Wslm Wsnnh Wạyạmh = Ṣḥyḥ Ạlbkẖạry Tḥqyq Mḥmd Zhyr Bn Nạṣr Ạlnạṣr, Dạr Ṭwq Ạlnjạh (Mṣwrẗ ʿn Ạlslṭạnyh Bạdạfẗ Trqym Mḥmd Fwạd ʿbd

Ạlbạqy), Ṭ 1, (1422h)

[9] Ạlkẖlwty. Ạsmạʿyl Ḥqy Bn Mṣṭfy Ạlạstạnbwly Ạlḥnfy, Ạby Ạlfdạʾ, Rwḥ Ạlbyạn, Dạr Ạlfkr

– Byrwt, (1127h)

[10] Ạlkẖṭyb. ʿbd Ạlkrym Ywns, Ạltfsyr Ạlqrậny Llqrận, Dạr Ạlfkr Ạlʿrby – Ạlqạhrh, (1390h)

[11] Ạlmʿạfry. Ạbn Hsẖạm Lʿbd Ạlmlk Bn Hsẖạm Bn Ạywb Ạlḥmyry, Ạlsyrh Ạlnbwyh, Ạby

Mḥmd, Jmạl Ạldyn (T: 213h), Tḥqyq: Mṣṭfy Ạlsqạ WạBrạhym Ạlạbyạry Wʿbd Ạlḥfyẓ Ạlsẖlby, Sẖrkẗ Mktbẗ Wmṭbʿẗ Mṣṭfa Ạlbạby Ạlḥlby Wạwlạdh Bmṣr, Ṭ 2, (1955)

[12] Ạlndwy. ʿly Ạby Ạlḥsn Bn ʿbd Ạlḥy Bn Fkẖr Ạldyn, Ạlsyrh Ạlnbwyh (T: 1420h), Dạr Ạbn

Ktẖyr – Dmsẖq, Ṭ 12, (145h)

[13] Ạlnysạbwry. Ạby Ạlḥsn ʿly Bn Ạḥmd Ạlwạḥdy, (468h) Ạsbạb Nzwl Ạlqrận , Tḥqyq ʿṣạm

Bn ʿbd Ạlmḥsn Ạlḥmydạn, Dạr Ạlạslạḥ – Ạldmạm, Ṭ 2/ 1412h- 1992m.

[14] Ạlnysạbwry. Mslm Bn Ạlḥjạj Ạby Ạlḥsn Ạlqsẖyry, Ạlmsnd Ạlṣḥyḥ Ạlmkẖtṣr Bnql Ạlʿdl ʿn

Ạlʿdl Ạly Rswl Ạllh Ṣly Ạllh ʿlyh Wslm, Tḥqyq Mḥmd Fwạd ʿbd Ạlbạqy, Dạr Ạhyạʾ Ạltrạtẖ Ạlʿrby– Byrwt, (261h)

[15] Ạlsẖạrby. Syd Qṭb ẠBrạhym Ḥsyn, Fy Ẓlạl Ạlqrận (T: 1385h), Dạr Ạlsẖrwq- Byrwt-

Ạlqạhrh, Ṭ 17, (1412h)

[16] Ạlsẖybạny. Ạby ʿbd Ạllh Ạḥmd Bn Mḥmd Bn Ḥnbl Bn Hlạl Bn Ạsd, Msnd Ạlạmạm Ạḥmd

Bn Ḥnbl (T: 241h), Tḥqyq Sẖʿyb Ạlạrnwwṭ - ʿạdl Mrsẖd, Wậkẖrwn, ẠSẖrạf: D ʿbd Ạllh Bn

ʿbd Ạlmḥsn Ạltrky, Mwssẗ Ạlrsạlh, Ṭ 1, (2001)

[17] Ạlshyly. Ạbn Hsẖạm Lạby Ạlqạsm ʿbd Ạlrḥmn Bn ʿbd Ạllh Bn Ạḥmd, Ạlrwḍ Ạlạnf Fy Sẖrḥ Ạlsyrh Ạlnbwyh (T: 581h), Tḥqyq ʿmr ʿbd Ạlslạm Ạlslạmy, Dạr Ạhyạʾ Ạltrạtẖ Ạlʿrby,

Byrwt, Ṭ 1, (2000)

[18] Ạlsqạ. Mḥmd Ạlgẖzạly, Fqh Ạlsyrh (T: 1416h), Dạr Ạlqlm – Dmsẖq, Kẖrj Ạḥạdytẖh Mḥmd Nạṣr Ạldyn Ạlạlbạny, Ṭ 1, (1427h)

[19] Ạlwạdʿy. Muqbl Bn Hạdy Ạlhamdāny, Ạlṣḥyḥ Ạlmsnd Mn Ạsbạb Ạlnzwl (T: 1422h),

Mktbẗ Ạbn Tymyh – Ạlqạhrh, Ṭ 4, (1987)

[20] Ạlẓạhry. Ạby Mḥmd ʿly Bn Ạḥmd Bn Sʿyd Bn Ḥzm Ạlạndlsy Ạlqrṭby,(45h) Jwạmʿ Ạlsyrh

Wkẖms Rsạỷl Ạkẖry, Tḥqyq ẠḤsạn ʿbạs, Dạr Ạlmʿạrf– Mṣr, Ṭ 1/ 1900m.

[21] Ạlzḥyly. Whbh Bn Mṣṭfa, Ạltfsyr Ạlmnyr Fy Ạlʿqydh Wạlsẖryʿh Wạlmnhj , Dạr Ạlfkr

Ạlmʿạṣr– Dmsẖq, Ṭ 2, (1418h)

[22] Ạlzḥyly. Whbh Bn Mṣṭfa, Ạltfsyr Ạlwsyṭ Llzḥyly, Dạr Ạlfkr – Dmsẖq, Ṭ 1, (1422h)

[23] Bn Ạḥmd. Mḥmd Bn Mḥmd Bn Mḥmd, ʿywn Ạlạtẖr Fy Fnwn Ạlmgẖạzy Wạlsẖmạỷl

Wạlsyr , Ạbn Syd Ạlnạs, Ạlyʿmry Ạlrbʿy, Ạby Ạlftḥ, Ftḥ Ạldyn (T: 734h), Tʿlyq ẠBrạhym Mḥmd Rmḍạn, Dạr Ạlqlm – Byrwt, Ṭ 1, (1993)

املصطفى السماحي دراسة حتليلية مقارنة -ول أحداث السرية النبويةمنهج القرآن الكريم يف تنا

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

181

[24] Drwzh, Mḥmd ʿzt. Ạltfsyr Ạlḥdytẖ Trtb Ạlswr Ḥsb Ạlnzwl, Dạr ẠḤyạʾ Ạlktb Ạlʿrbyh –

ẠlqạhrH, Ṭ1, (1964)

[25] Gẖlwsẖ. Ạḥmd Ạḥmd, Ạlsyrh Ạlnbwyh Wạldʿwh Fy Ạlʿhd Ạlmdny, Mwssẗ Ạlrsạlh Llṭbạʿh

Wạlnsẖr Wạltwzyʿ, Ṭ1, (2004)

[26] Mrzwq. ʿbd Ạlṣbwr, Ạlsyrh Ạlnbwyh Fy Ạlqrận Ạlkrym Drạsh Wtṣnyf, Dʿwẗ Ạlḥq, Ạlʿdd

6, Mṭbwʿạt Rạbṭẗ Ạlʿạlm Ạlạslạmy, (1401h)

[27] Sẖʿbạn. Ạḥmd Mḥmd, Mnhj Ạlqrận Ạlkrym Fy Twtẖyq Ạḥdạtẖ ʿzwẗ Bdr Ạlkbry, Mjlẗ Jạmʿẗ

Ṭybh: Llậdạb Wạlʿlwm Ạlạnsạnyh, Ạlsnh Ạlkẖạmsh, Ạlʿdd 10, (1437h)

[28] Ṭnṭạwy. Mḥmd Syd, Ạltfsyr Ạlwsyṭ Llqrận Ạlkrym, Dạr Nhḍẗ Mṣr Llṭbạʿh Wạlnsẖr Wạltwzyʿ, Ạlfjạlh– Ạlqạhrh, Ṭ 1, (1998)

ملجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةا e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

رفاد للدراسات واألبحاث 215ص -182، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.5

املالكي ودوره في رعاية حقوق األسرة واستيعاب نوازلها الفقهي االجتهاد

لوجة لالز مهال إ - ت

جهيز أ

-نموذجا

عبد العزيز وصفي

ارة للبحوث -ق مركز البصائر للبحوث والدراساتمنس -املقارن دكتوراه في الدراسات اإلسالمية وباحث في القانون عضو بمركز مي

اململكة املغربية -والدراسات في املذهب املالكي

[email protected]

حميد مسرار

وجدة -اإلنسانية والعلوم اآلداب بكليةأستاذ مساعد

ةاململكة املغربي -وجدة -ملهن التربية والتكوين -أستاذ سابق باملركز الجهوي

[email protected]

امللخص:

ر البحث هذا يتناول بناء في األولى الخلية باعتبارها أهميتها حيث من األسرة ملوضوع ومعالجتها اإلسالمية الشريعة تصو

.اوديمومته وجودها وتحفظ استقرارها تضمن التي املتينة وركائزها السليمة وأسسها حقوقها، بيان إلى باإلضافة املجتمع،

وتجنبا لها السليم لالستعمال ضمانا واستقرارها، عليها للحفاظ األمان صمام هي والتي حقوقها منظومة الركائز، هذه ومن

ف ألي األسرية الحقوق منظومة على حرب إعالن من الفكرية وحمولتها الغربية الثقافة له تروج ما ظل في استعمالها في تعس

باعتبارها اإلسالمية، املعيش. لواقعنا تصلح تعد فلم باملرأة، لحق الذي الحيف في سببا كانت متجاوزة احقوق

وجة وقد اختار الباحثان قضية إمهال ا من نفسها لتجهيز الز للدراسة انطالق

قصد بداية حياة أسرية مستقرة أنموذجا

النصوص الشرعية والفقهية وفتاوى العلماء والنوازل األسرية في املوضوع.

الفقهي، األسرة ، الحقوق الزوجية، إمهال الزوجة، العالقات األسرية. االجتهاد كلمات املفتاحية:ال

املقدمة: أجمعين.الغر امليامين الة والسالم على أشرف املرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الحمد هلل رب العاملين والص

بعد:أما

هميتها التي ال تخفى على أحد؛ إذ هي ترتبط بحياة اإلنسان في سائر أحواله، وفي كل مرحلة فإن دراسة حقوق األسرة لها أ

ن عليه :من مراحل حياته، وذلك يعني أن كل إنسان في هذا الوجود البد أن تثبت له بعض هذه الحقوق التي تقابلها حتما واجبات يتعي

.[216]أو زوجا ،الداأو و ،أداؤها؛ فهو ال يخلو من أن يكون ولدا

ت بتنظيمها تنظيما دقيقا يساير كل مرحلة يمر ، كما اهتمال ة ببيان هذه الحقوق بيانا مفص وقد عنيت الشريعة اإلسالمي

ل البها اإلنسان في حياته؛ لكي يكون جديرا ب ة من وجوده في هذه ااأل خالفة في تحم لدنيا وبقائه فيها إلى أجل رض تحقيقا للحكمة اإللهي

.علومم

ا من هذه ال ،ية فإن األسرة هي املؤسسة التربوية األولى املسؤولة عن تنشئة األفراد على احترام القيم السائدة فيهارؤ وانطالق

موضوع األسرة من أن وال يخفى .والحفاظ على حقوق اآلخرين ونبذ السلوكات الخاطئة ،واحترام األنظمة االجتماعية ومعايير السلوك

غة جديدة يالقضايا العاملية التي زاد الحديث عنها مؤخرا على مستوى الدول والهيئات واملنظمات الدولية، وكل منها يحاول إيجاد ص

ر واألنثى، وهي بمعنى املولود، وأن كلمة "ولديالحظ أن كلمة " -[216]

طلق على الذك

طلق كذلك على الذكر واألنثى، ونعني بالوالد هنا الوالد والوالدة، زوج" ت

" ت

وذلك من قبيل التغليب.

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

183

عنان إلى تحريرها من القيود القانونية وإطالق ال وادع ونالتقليدية وتطوير بنائها، وآخر ةبعض دعا إلى نبذ األسر فال ،مبتكرة لألسرة

ا جديدا من األسر"لكل شراكة حتى وإن قامت على عالقة شاذة محرمة واعتبارها مجازا ، وباملقابل يظهر املنهج اإلسالمي املتوازن "نمط

النشء، وهي الحاضنة األولى لتعزيز كوينأهم مؤسسة تربوية لتوتماسكها باعتبارها لتكوين األسرة ورعايتها والحفاظ على أفرادها

األخالقية.القيم

سها على ركائز ثابتة ودعامات صلبة قد اعتنى اإلسالم باألسرة عناية خاصة وقد جعلها أساس بناء املجتمع وصالحه؛ فأس ل

رهاحقوقالنظومة املتحفظ وجودها وتضمن ديمومتها. ومن هذه الركائز ام أمانها وعنوان تماسكها بل صم بمثابة هي إذ ؛ ية التي تؤط

ساسية التي بصالحها تصلح وبفسادها تفسد.دعامتها األ

:بحثال موضوعأهمية عد

أصل هو الزواج فإن كذلك األسرة كانت فإذا املجتمع، دعائم أهم من هي بل املجتمع لبنات من األولى اللبنة األسرة ت

األديان من دینا نعرف وال وأشد، أقوى نتك لم إن األسرة تأخذها التي العناية نفس الزواج يأخذ أيضا هنا ومن األسرة، هذه وأساس

مما أيضا إنه بل فحسب األسرة أصل الزواج ألن ذلك وليس واالهتمام؛ العناية يستدعي مما األول املكان فيه الزواج وكان إال السماوية

.الطبيعة به وتقض ي الفطرة إليه تدعو

.كله للمجتمع صالح بها العناية ألن استقرارها؛ على واملحافظة األسرة بتقوية العناية كانت لذلك

ومن هنا تبرز أهمية البحث في النقاط التالية:

الحاضنة ، و أهم مؤسسة تربوية لتعليم النشء وتربوية؛ باعتبارها اجتماعية كمؤسسة بيان أهمية موضوع األسرة في حياتنا .1

.األولى لتعزيز القيم األخالقية والروحية

يها.األسرة ورعايتها والحفاظ علاملنهج اإلسالمي لتكوين إبراز .2

.وضوع املرأة واألسرة والحقوق األسرية من زاوية الفكر الحديثإبراز م .3

الطروحات الفكرية والثقافية، واملقوالت الكالمية األحادية واالختزالية التي تحاول في ظلالتأسيس النظري لحقوق األسـرة .4

ألسرة واستقرارها وتماسكها. نقيص من أهمية هذه الحقوق في الحفاظ على االت

أهداف البحث: من األهداف التي سعى البحث لتحقيقها، نذكر ما يلي:

بيان دور مؤسسة األسرة في ضوء الواقع والتحديات املعاصرة. .1

إبراز أهمية تكوين األسرة وكيفية تحقيق استقرارها. .2

شريع اإلسالمي والحقوقي في موضوع األسرة. .3 توضيح دور الت

ج البحث:منهحليلي، من خالل االستقراء الجزئي للنصوص الشرعية وكالم الفقهاء هذا البحث على املنهج في كتابة نااعتمد الوصفي الت

قة بالتشريع األسري، وربط املقدمات بنتائجها، والوصول بالكليات إلى الجزئيات باستخدام االستدالل املباشر وغير املباشر. املتعل

حدود البحث: صميمس من لي

ق بحقوق األسرة في الفقه اإلسالمي، وال التشريعات املعاصرة املتعلقة بها؛ ألن هذا البحث تناول كل ما يتعل

حدوده على بيان أهم الحقوق األسرية التي يكثر النقاش حولها في وقتنا تينوء به مثل هذا البحث، وإنما اقتصر تصور مثل هذا ال

إمهال الزوجة لتجهيز نفسها إلى بيت الزوجية طلبا للعيش الدائم واملستقر بغية تكوين أسرة ا منها وهو: قد اخترنا نموذج ، و املعاصر

صالحة وسعيدة.

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

184

:مشكلة البحثى إال من خالل مؤسسة األسرة التي استقامت أركانها واستوى بنيانها،

إن بناء الفرد في أي مجتمع من املجتمعات ال يتأت

اء األسري الصحيح؟فكيف يتم البن

وعلى أية أسس تقوم مؤسسة األسرة في اإلسالم؟

ا من هذين السؤالين املحوريين وما يتناسل منهما من أسئلة فرعية، تدور إشكالية البحث والتي تكمن في اإلجابة عن وانطالق

:التاليةاألسئلة

؟والتشريع املعاصرسالمي ما هي األسس واملرتكزات التي تستند إليها حقوق األسرة في الفقه اإل

؟والدفاع عنها تثبيتها سائل الشريعة اإلسالمية فيو وما هي

ها؟يتكيف تحافظ هذه األسس على تماسك األسرة واستقرارها واستمرار

الدراسات السابقة:ي وسائل يعد موضوع األسرة من املوضوعات املعاصرة واملتجددة، والحديث عنها وعن حقوقها أصبح حديث الساعة ف

اإلعالم والتواصل االجتماعي املختلفة وفي املؤسسات العلمية والبحثية، وقد كتب فيه الكثير من الكتب واألبحاث واملقاالت، وعقدت

له الكثير من الندوات وامللتقيات، وكثرت فيه الخطب واملواعظ واإلرشادات.

الزوجة لتجهيزها لزوجها وما يرتبط بذلك من حقوق لكننا لم نجد من أفرد الحديث عن حقوق األسرة في موضوع إمهال

تب في موضوع األسرة والحقوق بينهما، وهذه إحدى الصعوبات التي واجهتنا في كتابة هذا املوضوع، وسوف نحاول اإلفادة مما ك

ق أهدافه. املرتبطة بها بصورة عامة بما يخدم البحث ويحق

خطة البحث: حثين وخاتمة.يشتمل هذا البحث على مقدمة ومب

مت بما اشتملت عليه. املقدمة: وقد تقد

.املبحث األول: حقوق األسرة في الفقه اإلسالمي: األسس واملرتكزات

الفكري وأساسها أصالتها: اإلسالمية الشريعة في األسرة حقوق : األول املطلب

.قوقهاح وتثبيت لألسرة املصلحة تحقيق في اإلسالمية الشريعة وسائل: الثاني املطلب

.الدولة وسلطان الفرد سلطة بين األسرة حقوق : الثالث املطلب

.املبحث الثاني: أسس ومرتكزات حقوق األسرة وأثرها في توجيه إنظار الزوجة للتجهيز

املطلب األول: أبعاد إنظار الزوجة للتجهيز.

املطلب الثاني: إنظار الزوجة للتجهيز وسيلة لتحقيق مصلحة األسرة.

الدخول بين سلطة الزوج وسلطان الدولة. لثالث: حق املطلب ا

وفيها أهم النتائج املتوصل إليها والتوصياتخاتمـــة :.

وأخيرا نسأل هللا تعالى أن يكتب لنا أجر هذا العمل غير منقوص، وأن ال يحرمنا من ذلك؛ كما نسأله سبحانه أن يكون كله صوابا؛

توفيقه تعالى، وما كان عدا ذلك فهو من عند أنفسنا ومن الشيطان؛ وهللا ورسوله منه بريئان؛ فما كان فيه من خير وصواب فهو من

ار. عي الكفاية والتمام؛ فالكمال هلل الواحد القه ولسنا ند

والحمد هلل رب العاملين الذي تتم بنعمته الصالحات.

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

185

ملرتكزاتوا األسس: اإلسالمي الفقه في األسرة حقوق املبحث األول:ا على بيضتها

ـس الشرع اإلسالمي كيان األسرة وفق نظام متكامل ومحكم، يقوم على اعتبار الحق ركيزته األساسية حفاظ أس

واستقرارها ودوامها وقدسيتها. ومن هنا بناه على أسس متينة وثابتة تستمد نظريتها وقوامها الفكري والتشريعي من فلسفة الحق وعدم

على اعتبار الشرع مصدرا له، كما تقوم على اعتباره وسيلة لتحقيق مصلحة دائمة، وتجعل -في صميمها -فلسفة تقوم الضرر؛ وهي

الفرد فيها كالدولة كالهما يستمد حقوقه من الشرع ويرجع إليه ملعرفتها.

ضح للباحثين أن ا من هذا التصور اتليوم من ركائز فلسفة الحق في تعتبر اوهي في ثالثة، تتحددهذه األسس وانطالق

: كيف تحافظ لنا هذه األسس الثالثة يرد سؤال مفادهقد نجد صيرورتها في مجال األسرة بشكل واضح. ومن هنا و املدنيات املعاصرة،

على تماسك األسرة ودوامها واستقرارها؟

املطالب التالية:ارتأينا أن نتناولها في وللوقوف على بعض جوانب اإلشكالية،

الفكري. وأساسها أصالتها: اإلسالمية الشريعة في األسرة حقوق : األول املطلب

.املطلب الثاني: وسائل الشريعة اإلسالمية في تحقيق املصلحة لألسرة وتثبيت حقوقها

.املطلب الثالث: حقوق األسرة بين سلطة الفرد وسلطان الدولة

صالتها وأساسها الفكري حقوق األسرة في الشريعة اإلسالمية: أ املطلب األول:

: مفهوم األسرة في اللغة:

أوال

سر، يأسر أسرا، وإيسارا(، أي: شدةي ، فاألسر: هو الحبس، وهو [217]شتق أصل لفظة "أسـرة" من مادة )أسر، يأسر أ

سرهم {ددنا أ

، قال تعالى: }وش د

ى بهم كما قال ، وأسرة ال[218]اإلمساك، ومن ذلك األسير، واألسر هو الش رجل: رهطه؛ ألنه يتقو

.[219]الجوهري وغيره

ى بهم»فـ األدنون وعشيرته؛ ألنه يتقوهط .[220]«األسرة من الرجل: الر

رع الحصينة»وقال األزهري: .[221]«األسرة: الد

رع الحصينة وأهل الرجل وعشيرته والجماعة يربطها أمر مشترك »و .[222]«األسرة: الد

.[223]«األسرة: عشيرة الرجل وأهل بيته»قول ابن منظور: وي

:األسرة في االصطالح

ا تحديد معناه في االصطالح رغم شيوعه عب جد ة، وهو األمر الذي جعل من الص ن لم يرد مصطلح )األسرة( في القرآن والس

.اجتماعيا

ا، ومما عرفت ساته »به األسرة أنها: ومن هنا وجدت لهذا املصطلح تعريفات كثيرة جد الوحدة األولى للمجتمع وأولى مؤس

التي تكون العالقات فيها في الغالب مباشرة ويتم داخلها تنشئة الطفل اجتماعيا، ويكتسب منها الكثير من معارفه ومهاراته وميوله

ن من زوج وزوجة وأطفالهما وتشمل الجدود وعواطفه واتجاهاته في الحياة، ويجد فيها أمنه وسكنه، وهي رابطة اجتماعية تتكو

.[224]«واألحفاد وبعض األقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة

. [225]«تشمل كلمة "األسرة" الزوجين واألقارب جميعا سواء منهم األدنون وغير األدنين»وعرفها الشيخ أبو زهرة بقوله:

، 4/19 ،(أسر) مادة العرب، لسان -[217]

.1/17( أسر) مادة الوسيط، املعجم -[218]

مادة فارس، ابن اللغة، مقاییس ، ومعجم1/60، ولسان العرب، 23 - 6/22الزبيدي، مادة )أسر(، القاموس، مرتض ى جواهر ينظر: تاج العروس من -[219]

.61 ، ص(أسر)

.10/51العروس تاج -[220]

.13/43 اللغة، تهذيب -[221]

.17ص وآخرون، مصطفى إبراهيم ،(العربية اللغة عمجم) الوسيط املعجم -[222]

.4/20 العرب، لسان -[223]

. 18ص العزب، السيد هاني الصغير، القائد إعداد في األسرة دور -[224]

.62ص للمجتمع، اإلسالم تنظيم -[225]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

186

ف من رجل وامرأة، ارتبطا برابطة زوجية شرعية، ويعيشان في مكان إقامة مشترك، وهي عبارة عن جماعة اجتماعية تتأل

.[226]ويقومان بوظيفة تكاثرية، وبينها تعاون اقتصادي

وبمعنى آخر: فاألسرة هي مجموعة من األفراد أو األعضاء املتكافلين واملتكاتفين معا يقيمون في بيئة شكلية خاصة بهم تسمى

.[227]قانونية -تربطهم عالقات متنوعة: بيولوجية ونفسية وعاطفية واجتماعية واقتصادية وشرعية املنزل أو البيت في العادة، و

مين، وإنما كان املتعارف عليه هو لفظ "األهـل"، ومنه والذي يجمع عليه الباحثون أن مصطلح "األسـرة" لم يكن دارجا عند املتقد

ن ع مهلك بقط

سر بأ

أدبارهم{ قوله تعالى: }ف

بع أ يل وات

ابرين{[228]الل

غانت من ال

تك ك

امرأ

ك إال

هل

وك وأ ا منج ، [229]، وقوله تعالى : }إن

م حك

نت أ

حق وأ

هلي وإن وعدك ال

قال رب إن ابني من أ

ه ف ب حاكمين{ وقوله تعالى: }ونادى نوح ر

، وقد جاءت األحاديث النبوية [230]ال

لوكي... وجيه الس .[231]بإطالق لفظ "األهل" على الزوجة تحديدا، وفي هذا ما ال يخفى من اإليحاء النفس ي العاطفي، ومن الت

ن لنا أن املصطلحين )األسرة باألسرة: تلك األسرة ، أما في زمننا الحاضر: فيقصد[232]األهل( هما متطابقان -ومن هنا يتبي

ف من الزوج والزوجة واألبناء فقط. أما األهل فهم الذين يحيطون بهم من األعمام والعمات واألخوال والخاالت النووية التي تتأل

.[233]واألجداد والجدات واإلخوة واألخوات وأبنائهم. فاألسرة النووية هي األسرة الصغيرة، بينها العائلة هي األسرة املمتدة

خ 21 -د 2200وينص العهد الدولي الخاص بالحقوق املدنية والسياسية الصادر بقرار الجمعية العامة لألمم املتحدة رقم ) ( املؤر

على ما يلي: 49م وفقا ألحكام املادة 1976مارس )آذار( 23وتاريخ بدء النفاذ 1966ديسمبر )كانون األول( 16في

ع بحماية املجتمع والدولة.مت الت الطبيعية واألساسية في املجتمع، ولها حق األسرة هي الوحدة الجماعية .1

يكون للرجل واملرأة ابتداء من بلوغ سن الزواج حق .2 معترف

ج وتأسيس أسرة.زو به في الت

3.

ال إكراه فيه.ال ينعقد أي زواج إال

برضا الطرفين املزمع زواجهما رضاء كامال

خذ الدول األ .4 مطراف في هذا العهد التدابير املناسبة لكفالة تساوي حقوق الزوجين وواجباتهتتج، وخالل قيام زو ا لدى الت

.[234]الزواج، ولدى انحالله، وفي حالة االنحالل يجب اتخاذ تدابير لكفالة الحماية الضرورية لألوالد في حالة وجودهم

حكمة وتكليفا وتكوينا من ا وأساسها الفكري وامتداداتها االجتماعيةوتستمد حقوق األسرة في الشريعة اإلسالمية أصالته

نظرية الحق، بل تتأسس نظريا على ركائـزه الثالثة وهي: الحق منحة ربانية من هللا، الحق وسيلة لتحقيق مصلحة شرعية، واستعمال

الحق ال بد أن يقع بين سلطة الفرد وسلطان الدولة.

ا داخل األسرة وأمرهم باستعمالها وفق ما يحقق مصالحها، وجعل للدولة حق وقد منح الشرع الحكيملألفراد حقوق

ف في استعمالها؛ إذ إن حقوق األسرة تتميز عن غيرها بأنها حقوق وظيفية غايتها تحقيق مصلحة األسرة ل في حالة وقوع التعس ،التدخ

ـرع لذا دها بعض دون راداألف ببعض الحقوق أناط حينما الحكيم فالش :[235]بضابطين قي

:ل: تحقيق مصلحة األسـرة أديب على سبيل األو فمنح الحقوق لبعض األفراد دون بعض، غايته تحقيق مصلحة األسـرة، فحق الت

ي إلى اإليذاء واإليال ف فيهاملثال حق لألب على طفله، لذا فهو مأمور برعاية األصلح له، فإذا ما استعمله بشكل يؤد .م فقد تعس

.42، ص محمد الحامددور املؤسسات التربوية غير الرسمية في عملية الضبط االجتماعي، -[226]

.7ص،‎‎حمدان زياد األسري، محمد االستقرار تعزيز و وصيانة آمنة أسرة بناء و نظر: الزواجي -[227]

.65: الحجر، من اآلية -[228]

.33العنكبوت، اآلية: -[229]

.45هـود، اآلية: -[230]

.167ونبضات، أحمد الريسوني، ص ومضات ودل قل ينظر: ما -[231]

، الدولية واالتفاقيات اإلسالمية الشريعة أصول بين املسلمة األسرة فقه ، ونحوها من املرادفات ينظر:"سرة والعشيرةاألهل واأل " مفهوم ضبط في للتوسع -[232]

- إسماعيل موالي جامعة اإلنسانية، والعلوم اآلداب حنش ي، كلية الحق عبد محمد الدكتور/ إشراف لنيل الدكتوراة، تحت أطروحة لشقر، نايت مليكة

الخطاب في األسرة فقه: األول الفصل اإلسالمية، الشريعة أصول في األسرة فقه: األول الباب ،2016 أبريل هـ املوافق: فاتح1437 الثانية ىجماد 22مكناس،

".العامة ومنطلقاتها نشأتها: األسرة معاني على الدالة القرآنية األلفاظ: األول املبحث القرآني،

.بتصرف 20 - 19سالمية والنظام السعودي واملواثيق الدولية، عبد القادر الشيخلي، ص : حقوق الطفل: في الشريعة اإل ينظر-[233]

مكتبة حقوق اإلنسان على الرابط التالي: -والسياسية. ينظر: موقع جامعة منيسوتا املدنية بالحقوق الخاص الدولي من العهد 23املادة -[234]

http://hrlibrary.umn.edu/arab/b003.html

زالة، إسالمية املعرفة، ـبتصرف، األسرة املسلمة في ظل التغيرات املعاصرة، ماجد أبو غ 52مبادئ حقوق اإلنسان، نجم عبود مهدي السامرائي، ص -[235]

وما يليها. 180م، ص 2016 -هـ 1437(، صيف 85السنة الثانية والعشرون، العدد )

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

187

:ر منه، وبما أن مجال األسرة الثاني: عدم اإلضـرارف، لذا فقد نهى الشرع وحذ عس فاستعمال الحقوق بنية اإلضرار هو عين الت

ضرار، من أكثر املجاالت التي قد يظهر فيها ذلك نتيجة لالحتكاك اليومي فقد نهت كثير من اآليات عن استعمال الحقوق فيها بنية اإل

ا تراضوا بي }ومن أمثلة ذلك: قوله تعالى: زواجهن إذ

ن ينكحن أ

وهن أ

عضل

ت

ال

هن ف

جل

ن أ

غبلساء ف

قتم الن

لا ط

عروف وإذ

.[236]{نهم بامل

ل ولي األمر أمرا أما سلطة الدولة في تقييد حقوق األسرة: فتأتي في حالة تضار املصالح بين أفراد األسرة مما يجعل تدخ

قييد والحد من بعض الصالحيات وذلك لتحقيق استقرار األسرة واستمرارها،وفيق واملوازنة، وقد يؤول األمر إلى الت ملزما لغرض الت

ق فمن حق ولي األمر تقييد املباح من الحقوق بشرط أن تكون الحالة امللجئة حقيقية وليست مفتعلة، وأن ال يكون هناك مخرج يحق

.[237]املراد غير هذا التقييد، وأن تكون املصلحة عامة

ومثلما ذكرنا فإن تكوين األسرة في اإلسالم يتم من خالل الزواج وإنجاب األوالد، ويبدأ الزواج من الخطبة التي تسبق العقد،

ا، ثماشترط في عقد الزواج الرضا واالختيار من الزوجين مع حضور ولي املرأة وأمام وقد وضع الشارع لها أحكاما وآدابا وشروط

، [238]: )ال نكاح إال بولي وشاهدي عدل(-صلی هللا عليه وسلم -شاهدين لتوثيق العقد وضمان آثاره والحفاظ عليه، قال رسول هللا

زوج وتأمين الكسوة والسكن ثم أمر هللا سبحانه وتعالى املسلمين وشرط الشرع في عقد الزواج تقديم املهر للمرأة ثم النفقة عليها من ال

عروف }بحسن املعاشرة بين الزوجين وذلك في قوله تعالى: .[239]{وعاشروهن بامل

ر القرآن الكريم املساواة بين الزوجين في الحقوق والواجبات فقال تعالى: يهن }ولقد قرذي عل

هن مثل ال

عروف ول

.[240]{بامل

إن هذه املساواة بين الرجل واملرأة كانت سببا في بقاء النوع اإلنساني، وفي بركة تكاثر الذرية من أوالد وبنات، ولكن املساواة

ل كل منهما اآلخر في جانب، فجعل القوامة للرجل في اإلنفاق واإلشراف العام وإدارة ليست مطلقة في األفراد والجزئيات، بل يفض

}شؤون األسرة الخارجية، قال تعالى في اآلية السابقة: يهن درجة

حقوق الزوجين أثناء قيام الزوجية حقوق »، حيث إن [241]{وللرجال عل

فق مع ميوله، فكل منهما عليه واجبات وله حقوق فالزوج له درج ة القوامة متبادلة بحيث يكون لكل منهما وعليه ما يالئم طبيعته، ويت

ط وإنما درجة والرئاسة في املنزل مقابل أن يكون عليه واجب اإلنفاق على الزوجة واألبناء، ودرجة القوامة هذه ليست درجة قهر وتسل

رئاسة عادية في درجة طبيعية ال تنكرها فطرة املرأة من الرجل، بل إن فقدان املرأة لتلك القوامة من الرجل يشعرها بالحرمان والنقص

وقلة السعادة )...(، والبد أن تكون هذه القوامة ألي مجتمع من املجتمعات اإلنسانية قل ذلك املجتمع أو كثر.. فليس من الحكمة أن

إلى الفوض ى واالضطراب، واالضطراب في مجتمع األسرة -وإال صار ال محالة -يترك مجتمع دون أن يعرف له رئيس يرجع إليه في الرأي

نال يصيب الزوج .[242]«ين فقط ولكن آثاره تتعداهما إلى الفراغ الناشئة في املحص

لها في ولكي يقع التكامل والتوافق جعل رعاية البيت واإلشراف عليه في الداخل لربة األسرة، وجعله واجبا عليها، وفض

ن الرسول ته، ذلك أوضح بيان فق -صلى هللا عليه وسلم -األمومة ثالث مرات على الرجل، وبي م مسئول عن رعيكلم راع، وك

كل ك

الال: )أ

هل بيته، وهو ى أ

جل راع عل ته، والر اس راع، وهو مسئول عن رعي ى الن

ذي عل

مير ال

األ

ى بيت بعل ف

عل

راعية

ةرأ ها مسئول عنهم، وامل

.232سورة النساء، من اآلية: -[236]

، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، الكويت، ص 2012(، أغسطس 566في الفقه اإلسالمي، حميد مسرار، مجلة الوعي اإلسالمي، عدد )حقوق األسرة -[237]

52، مبادئ حقوق اإلنسان، نجم عبود مهدي السامرائي، ص 42 - 41

( 702( )701( وابن الجارود )1554( والطيالس ي )413-4/394د )( وأحم217( والدارمي )1881( وابن ماجة )1101( والترمذي )2085أخرجه أبو داود) -[238]

ى )3474موارد( والدارقطني ) -1243( وابن حبان)704( )703)( والشافعي في 8/110/310( والبزار )5/32( والبغوي في شرح السنة)9/452( وابن حزم في املحل

ا على ابن عباس 7/112، وعنه البيهقي 7/222األم ( وغيرهم من 1844( واإلرواء )1948( وخالصة البدر املنير )1512 عنهما ، وانظر: التلخيص )رض ي هللا -موقوف

.طريق أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موس ى عن أبيه مرفوعا

حصين وأنس. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وصححه ابن حبان، وهذه رواية وردت من حديث أبي موس ى وعائشة وابن عباس وأبي هريرة وعمران بن

.19سورة النساء، من اآلية: -[239]

.228سورة البقرة، من اآلية: -[240]

.228سورة البقرة، من اآلية: -[241]

" املعاصرة املعطيات ضوء في األسرة حقوق " ندوة أبحاث إدريس، الشيخ ياسين محمد للمستشار الدولية، املواثيق ضوء في الشخصية ينظر: األحوال -[242]

79 - 78 ص م،1994 ديسمبر 28-27: املوافق هـ، 1415 رجب 26-25 الفترة في العين -املتحدة العربية اإلمارات جامعة والقانون، الشريعة كلية دتهاعق التي

.بتصرف

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

188

م ر كلك ف

الده وهو مسئول عنه، أ ى مال سي

عبد راع عل

عنهم، وال

ةده، وهي مسئول

ته(وول م مسئول عن رعي

كلثم تأتي [243]اع، وك

ادقون مسؤولية رعاية األوالد وتربيتهم، وما أعظمها من مسؤولية، وما أجسمها من .[244]أمانة ال يرعاها حق رعايتها إال املخلصون الص

ضح أن الحق في الفقه اإلسالمي منحة ربانية من هللا وليس وليد العقل أو الطبيعة، فالحكم الشرعي سواء م يت وبناء على ما تقد

ا داللة عن طريق االجتهاد، هو أساس الحق ومصدره. ويمكن بيان آثار ذلك في مجال حقوق األسرة من أكان منصوصا عليه أم مستنبط

خالل العناصر اآلتية:

.أهمية البعد العقدي في التأكيد على حقوق األسرة :

أوال

.ثانيا: أهمية البعد القيمي واألخالقي في حقوق األسرة

.ا: أهمية البعد التشريعي )القانوني( في حقوق األسرة ثالث

حقوق األسرة. رابعا: أهمية البعد املصدري في

: أهمية الب

أوال أكيد على حقوق األسرة:دي في الت عد العق

ا على تماسكه بفضل تعاليم اإلسالم يعتبر نظام األسرة في اإلسالم من أهم األنظمة االجتماعية الذي ما زال محافظ

محة الصادرة عن العقيدة الصحيحة املنسجمة مع الفطرة السليمة، وما تعيشه ب ي األخالق الس عض األمم والشعوب اليوم من ترد

وفساد القيم ما هو إال بسبب ضبابية مفهوم األسرة لديها وعدم تماسكها وترابطها.

دي، فقد وصف هللا ـس في التشريع اإلسالمي على بعد عقدي وتعب العقد الذي تقوم عليه األسرة فحقوق األسـرة تتأس

ى بعض بامليثاق الغليظ تنبيها على م إل

ى بعضك ض

فد أ

ونه وق

ذخ

تأ

يف

خطورته، ودعوة لالستجابة ملستلزماته، فقال جل شأنه: }وك

ا{ليظ

ا غ

اق

يث م م

ن منك

ذخ

.[245]وأ

ئه ورجاء في ثوابه، ومن مستلزماته: الحقوق املتبادلة بين أفرادها والتي دعا الشرع إلى االلتزام والوفاء بها استجابة لندا

الإن خفتم أ

ت كثير من اآليات على هذا املعنى ومن ذلك قوله تعالى: }ف

ر من االعتداء عليها أو التعسف فيها. ولقد دل

يقيما حدود وحذ

عتد ت

ال

ف

ك حدود للا

تدت به تل

يهما فيما اف

جناح عل

ال

ف

ون{للا

املئك هم الظ

ولأ ف

.[246]وها ومن يتعد حدود للا

عتدوها {: ت

ال

ف

ك حدود للا

نا املراد بقوله تعالى: }تل وحدود هللا" استعارة لألوامر والنواهي ))"يقول الطاهر ابن عاشور مبي

هت بالحدود ا بل بين الحالل الشرعية بقرينة اإلشارة، ش ة تفص لتي هي الفواصـل املجعولة بين أمالك الناس؛ ألن األحكام الشرعي

ل بين ما كان عليه الناس قبل اإلسالم وما هم عليه بعده .[247((]والحرام والحق والباطل، وتفص

وعي لها اف إلى االستسالم الط

ستسالما مؤسسا على العلم نابعا من إن حضور الجانب العقدي في حقوق األسرة يحدو باملكل

الرضا والحب، راجيا التواب والجزاء األخروي من هللا تعالى.

هذا البعد العقدي فإنه ينعكس إيجابا على الذرية وكل من يعيش باألسرة، ففيها )أي: األسرة( يتم بناء

وإذا تحقق فعال

اس األبناء عقديا ومنذ اللحظة األولى لخروجهم إلى ا ودها النارا وق

م ن

هليك

م وأ

سك

فنوا أ

ذين آمنوا ق

ها ال ي

لحياة، قال تعالى: }يا أ

ون ما يؤمرون{مرهم ويفعل

ما أ

يعصون للا

شداد ال

ظ

غال

ةئك

يها مال

عل

حجارة

ق هذ[248]وال ه الوقاية إال بعقيدة ، وال يمكن أن تتحق

صحيحة قائمة على توحيد هللا في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.. ولهذا كان من توجيه اإلسالم عند خروج الطفل تحقيقا لهذه

ن في أذنه اليمنى ويقام في أذنه اليسرى، ليكون أول ش يء يطرق سمعه هو األذان بدالالتهالعقدية الغاية )بناء الطفل عقديا( أن يؤذ

ل هذا الدين اإلسالمي .[249]التي تمث

والحث الجائر، وعقوبة عادل،ال اإلمام فضيلة باب اإلمارة، كتاب ومسلم، ،(893) برقم واملدن، القرى في الجمعة باب الجمعة، كتاب البخاري، أخرجه -[243]

(.1829) برقم عليهم، املشقة إدخال عن والنهي بالرعية، الرفق على

سارة عارف سليمان جرادات، محمد ،اإلسالمية التربية أصول في املوجزبتصرف، 16 - 13 ص الزحيلي، وهبة ،املعاصر العالم في املسلمة األسرة-[244]

.22 - 14: ص ص الشيخ،

.21لنساء، اآلية: سورة ا -[245]

.229سورة البقرة، اآلية: -[246]

.2/413، التحرير والتنوير تفسير -[247]

.6 ، اآلية:التحريمسورة -[248]

ن وسلم عليه هللا صلى هللا رسول رأيت: قال رافع أبي عن الحاكم رواه ملا اليمنى، املولود أذن في التأذين يستحب -[249] ولدته حين علي بن الحسن أذن في أذ

.صحيح حديث وقال والترمذي داود أبو رواه. فاطمة

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

189

ومن توجيهات اإلسالم أيضا تحقيقا لهذه الغاية )بناء الطفل عقديا( يجب على األسرة أن تلقن الطفل مبادئ التوحيد

ل عليه، واإليمان بعقيدة القضاء بإطاعة هللا وأن يردد ال إله إال هللا ويستوعبها بعدم االستعانة واالستغاثة بغيره سبحانه، ولزوم التوك

والصحابة الكرام، وبيان حقيقة اإلنسان -صلى هللا عليه وسلم -والقدر، واإليمان باهلل ومالئكته وكتبه ورسله، ومحبة الرسول

. [250]ومكانته في األرض، ونحوها من األصول العقدية التي تثير في النفس العزة واإلقدام وعدم الخوف من أحد مهما كان

ا: أهمية البعد القيمي واألخالقي في حقوق األسرة: ثاني

قية الـروحية أحد الركائز الرئيسة في البناء اإلنساني؛ ذلك أنها تتناول جميع مظاهر السلوك الفردي لعد القيم الخ

ت

ي ف زه إلى الترق ي مراتب الكمال، والسعي الجاد إلى معالي واالجتماعي، فهي تضبط الفرد وتوجه سلوكه إلى ما يعود عليه بالخير، وتحف

.وانسجام وتعاون واستقرار األمور ومحاسن األعمال، وهي ضرورة اجتماعية تضمن للناس التعايش في أمن

تنبع أهميتها من كونها منظومة القيمفل من القيم اإليمانية والقيم األخالقية التي ت

بنات األساسية في حياة اتتشك

ألسر عد الل

ت ، وهيالقيم اإليمانية هي املبادئ واألحكام واألصول الثابتة املستمدة من العقيدةإذ إن واألفراد، ل الدستور الذي يحكم عالقة مث

ر بتغير الزمان واملكانباإلضافة إلى كونها الفرد بربه، ى تأن ي األمر الذي يستدعي، واألحوال والظروف من الثوابت التي ال تتغي عليها رب

حياته. في سائرالفرد وتظل معه

ستمد بأما القيم األخالقية: فهي السجية والعادات الفطرية واملكتسبة التي تصدر عنها أفعال اإلنسان في عالقته الناس وت

اإلنسان من القيم اإليمانية، أما عن السن املناسبة لغرس هذه القيم فقد أجمعت الدراسات التربوية التي أخضعت مراحل عمر

وهو جنين، إذ بها تكون لدى ، أي:قبل ذلك اعتبرها تتحددبعضها ، بل إن للدراسة قابليته للتربية في مرحلة الطفولة املبكرة واملتأخرة

م والتقليد، ومنها تتكون شخصيته املستقبليةعل .[251]الطفل قابلية الت

تسهم في بناء وتنمية معاني التضحية والعطاء كي لقيم األخالقية لاملوضوع أحاط اإلسالم األسـرة بسياج من ا هميةونظرا أل

ـر عن مكانة الفضيلة في املعامالت اإلنسانية د قيم اإلسالم، وتعب .[252]والحب واإلخالص والتفاني في العالقات األسرية؛ فهي تجس

بحيث ينصرف هدف أفرادها إلى املطالبة حقوق األسرة نظرة مغايرة ال تقوم على فكرة الصراعإلى ينظر ومن هنا فاإلسالم

بالحقوق فقط، بل تقوم على التسامح واإليثار وتجعل من السمو الخلقي والكمال النفس ي ركنا ركينا في بنائها؛ ألنه إذا صح حال

األسرة صح حال املجتمع بأسره.

ه إال في إطار الفضيلة ممارسة حق إن عنصر "الفضيلة" حاضر بجالء في حقوق األسرة حيث ال يجوز لصاحب الحق

دة في األخالقية، واستقراء أحكام األسرة دال أحكام الصداق والنفقة والحضانة وغيرها حيث عدة جوانب: في على ذلك؛ فهي متجس

ا على كيان األسرة واستقرارها. يجوز ألصحاب هذه الحقوق التنازل عنها حفاظ

في حقوق األسرة له أهمية كبرى تتجلى في الحد من النظرة الفردية للحقوق والتي تؤول إن مراعاة الجانب الخلقي )القيمي(

ف في استعمالها. لهذا فاستبعاده له مخاطر عديدة تظهر في تنمية الجانب الفردي وتكريس الروح املادية وإغفال حتما إلى التعس

للمنهج اا مزدوجا يروم الجانب االجتماعي في استعمال الحقوق، وهذا مخالف إلسالمي الذي ينطلق من اعتبار الحق الفردي حق

املصلحة الفردية والجماعية معا.

ز االهتماميجب أن األحوال الشخصية اليومقوانين النظر في إن ، وضرورة مراعاة املثلى القيم اإلسالميةتثبيت ب يرك

، وتوسيع أفق هذه القوانين عن واملعنوية مشاعر املرأة وحقوقها املاديةفي العالقات األسرية، واحترام والجانب اإلنساني الفضيلة

موضوع. األلباني: وقال مسنده في يعلي وأبو الشعب في البيهقي األول رواه .يثبتان ال لكنهما حديثان فيها جاء فقد اليسرى أذنه في اإلقامة وأما

ن وسلم عليه هللا صلى النبي أن: عباس ابن عن سعيد أبي عن: والثاني . البيهقي رواه. اليسرى أذنه في وأقام علي بن الحسن أذن في أذ

اإلسنادين هذين وفي الحديثين روى أن بعد البيهقي قال .ضعف

- 117الطرشة، ص ومحبوبا؟ عدنان ناجحا تكون بتصرف، كيف260اإلستانبولي، ص مهدي السعيد، محمود اإلسالمي الزواج أو العروس ينظر: تحفة -[250]

118.

تنظيم املنتدى دور األسرة في تعزيز منظومة القيم، دة. نـوال أسعـد شـرار، بحث مشارك به في ورشة عمل بعنوان: "تعزيز منظومة القيم في املجتمع"، من -[251]

بتصرف. م2014سبتمبر 06 ،األردن - العالمي للوسطية، الجبيهة )عمان(

م النبهان، فاروق الشخصية، الاألحو قوانين في اإلسالمية القيم مراعاة أهمية -[252] االجتماعي الواقع وتطور الشخصية األحوال "مدونة ندوة إلى بحث مقد

.7م، ص1988 (،3) امليادين، ع ، ومنشور أيضا ضمن مجلة1988 وجدة - األول محمد الحقوق، جامعة املغربي"، كلية

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

190

طريق استحداث أحكام اجتهادية تحمي املقاصد الشرعية... كما يجب التأكيد على أهمية ربط ممارسة الحق املشروع بالفضيلة

؛ إذ إن أن يمارس بطريقة فردية مطلقة وال يمكن ألي حق ..االجتماعية .[253]…ل في مراعاة املصلحة االجتماعيةالفضيلة تتمث

ا: أهمية الب ثالث

حقوق األسرة: لشريعي )القانوني( عد الت

يقصد بالتشريعات األسرية، أو اإلطار القانوني، أو البعد التشريعي: القواعد التي لها صفة اإللزام واملتصلة بالنشاط

ع املعايير التي تحكم أنشطتها وعالقاتها املختلفة. وتنقسم التشريعات األسرية االجتماعي األسري، والتي تتولى تنظيم املمارسات ووض

صل باملؤسسات األسرية من حيث تنظيمها وإدارتها وتحديد حقوقها وواجباتها.. صل باملضمون وأخرى تت بشكل عام إلى تشريعات تت

ائي )قانون العقوبات والقانون املدني والقانون الدولي إلخ. ولهذه التشريعات مصادر متعددة تتمثل في الدستور والقانون الجن

والعام...(، كما يدخل تحت ذلك أيضا املواثيق املتفق عليها.

م به أن فقهاء ا، ولهذا فاملسل ومن املعلوم أن املغرب األقص ى يتبع في فقهه وقضائه املذهب املالكي منذ مدة طويلة جد

ع ومالءمة مع صاغوا -وهم مغاربة -مدونة األسرة نوا محتوياتها بناء على هذا الفقه، وما عرف عنه من مرونة وتوس فصولها وقن

التطورات املجتمعية والتقاليد واألعراف اإلسالمية، رغم أنهم أحيانا تجاوزوا هذا املذهب واقتبسوا أحكاما واجتهادات من املذاهب

ة الفقهية األخرى من غير مذهب إمام دار الهجرة ما باع شرع هللا وسن باعا كذلك لرغبة املشرع املغربي وانفتاحه في ات لك بن أنس.. وات

ر األسرة في املجتمع العربي اإلسالمي... - -رسولـه .[254]من أي مذهب إسالمي بشرط أن يكون موافقا ملعطيات وقواعد تطـو

ع واملال ءمة مع التطورات والتحوالت املجتمعية والتقاليد واألعراف وعلى الرغم مما عرفه املغرب من املرونة والتوس

ق برفع 1996اإلسالمية فإن التغيير القانوني والسياس ي الذي حصل بعمق في البلد بعد دستور طابع القدسية عن مجال هو ما تعل

الشخصية هو التشريع املغربي الوحيد األسرة واشتداد الخالف بين القوى السياسية حوله حيث كان يعتبر في إطار مدونة األحوال

.[255]الذي يخضع برمته للشريعة اإلسالمية

وإلكمال مشروع رفع طابع القدسية عن مؤسسة األسرة ينادي الفكر املخالف بتثبيت فكرة مشروع "املساواة بين

ضح جليا أن مسألة ))لسياق: الجنسين" في األسرة الواحدة وإعطاء طابع قانوني له، يقول أحد أصحاب هذه النظرية في هذا ا لقد ات

الت املجتمع، ومن تم كان الحل هو:رة أيضا في تمث

انعدام املساواة بين الجنسين في املغرب ال تحكمها السياسة لوحدها، بل هي متجذ

ر نظام "الكوطا" الذي بمقتضاه إقرار نوع من التمييز اإليجابي الذي يمنح للمرأة الحق في التمثيل السياس ي في املؤسسة التشريعية، عب

تم تخصيص ثالثين مقعدا في البرملان املغربي لفائدة النساء، وهي مقاربة يتوخى من خاللها املغرب محاولة التأثير على املجتمع عبر

وني .[256((]ة...حضور املرأة في املؤسسات السياسية للبالد، قصد مساعدة املجتمع على استبطان أفكار املساواة واستبعاد الد

ماني( ما تعارف عليه املجتمع املغربي منذ قرون من ومن خالل هذا النص يظهر مدى تجاوز هذا الطرح الحداثي )العل

ز والتكامل التي تميز الرجل عن املرأة ضمن دائرة األبعاد التشريعية والقانونية من غير مراعاة ملا سيؤول مي خصوصيات وفوارق الت

ر منظومتها وقواعدها بشكل إليه الحال عن د إقرار مثل هذه األفكار الداعية للمساواة املطلقة من تخلخل واهتزاز في كيان األسرة وتغي

جذري.

ا: أهمية البعد املصدري لحقوق األسـرة: رابع

الشرعي سواء ينطلق الفقه اإلسالمي من اعتبار مصادر الحقوق هي نفسها مصادر األحكام الشرعية. وبناء عليه فالحكم

ا عن طريق االجتهاد هو أساس الحق ومصدره، وهذا األمر طرح إشكالية طاملا رددت في واقعنا أكان منصوصا عليه أم مستنبط

ى تتمثل في فتح باب االجتهاد في مجال حقوق األسرة والعالقات االجتماعية.هي املعاصر، و ؟عالقة االجتهاد بحقوق األسرةفأين تتجل

ره في طريقه للبحث عن الحكم الشرعي.ال شك أ وبما أن ن عملية االجتهاد تحتاج آلليات وضوابط تسعف املجتهد وتؤط

املقررة في هذا إال وفق الضوابط ذلك ال يمكن أن يكون ، و الجتهاد فيهالال جفال م ةم الشرعياحكشرعيتها من األ حقوق األسرة تستمد

-حقوق األسرة يقسم إلى قسمين:االجتهاد في السياق، ومن هنا ينقسم

.1998 الرباط، - اإلسالمية الصحوة جامعة ، فاروق النبهان، بحث مقدم إلى ندوة باألسرة املتعلقة القانونية النصوص تفسير في الفضيلة مراعاة أهمية -[253]

ـشريع: ينظر -[254]ـشريـع وارتباطه املغرب في والقضاء الت

.بتصرف 58 ،57 ص م،1988 ،(3) ع امليادين، مجلة شهبـون، الكـريـم عبد اإلسالمي، بالت

البلدان في الدستوري واإلصالح الديمقراطي االنتقال كتاب "في ضمن علمية مشاركة قـراقـي، العزيز عبد. ذ املشاركة، إلى املصالحة من باملغرب الديمقراطي االنتقال -[255]

.47ص سـوسـة، - السياسية والعلوم الحقوق كلية املغاربي، والجبائي الدستوري القانون في البحث وحدة املغاربية"،

.48املرجع السابق، ص -[256]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

191

اجتهاد فيما ال نص فيه: وهو اجتهاد ينطلق من املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية والقواعد الكلية لألسرة، ويعتمد آليات

االستنباط املعروفة في أصول الفقه اإلسالمي.

-اجتهاد فيما فيه نص: وهو بدوره ينقسم إلى قسمين:

ي فال مجال لالجتهاد فيه، وادعاء ذلك هو :يكون في النص ظني الداللة والثبوت أو ظني أحدهما، أما القطعاجتهاد في فهم النص: و .1

من قبيل هدم الثوابت التي تبنى عليها األسرة.

آالت اجتهاد في تنزيله على الواقع: ويالحظ أن نظرية التعسف قد رسمت طريقه واعتمدت آلياته، فقد بنت نظريتها على النظر في امل .2

نزيلي.ودفع األضرار واعتبار املقاصد، وكل ذلك من مسالك االجتهاد الت

املادة في اجتهاد كل ينطلق أن املفروض من ومن والضوابط، القواعد من لجملة البد أن يخضع األسرية القضايا في إن االجتهاد

:[257]يلي نذكر ما والضوابط القواعد تلك جملة ومن. منها األسرية

تسوده وتربويا أخالقيا كيانا باعتبارها األسرة مع الوحي معها تعامل التي العامة للفلسفة الكامل واالستيعاب صحيحال الفهم .1

.وانتهاء ابتداء والرحمة املودة معاني

تفض ي ماو باإلحسان، والتسريح باملعروف اإلمساك ثنائية حول تتمحور والتي األسرية، للعالقات الناظمة املبادئ وفق االجتهاد .2

.واملساواة العدل على قائمة سلوكية مقتضيات من الثنائية هذه إليه

التاريخ عبر وترسبات أفهام من تبلور قد وما االجتماعي املوروث بين الخلط وإزالة األسرة، قضايا قي واملتغير الثابت بين التمييز .3

تجد أن غرابة فال ثم ومن الصافي، النبوي النبع نم ينتح سليم فهم عبر الثابتة الشرعية األحكام وبين خاصة ظروف وفي

ص هو والدليل املنطلق أن العلم مع بالخصوص واملرأة عامة األسرة حق في" ظاملة"و شاذة أحكاما أو موروث بفهم لكن الن

طورات عن غربي مغلوط بعيد غيرات الت .[258]والت

" الدرجة"و" القوامة" قبيل من العامة واملبادئ لألحكام املنحبس والفقه الضيق التفسير من انطلقت الشاذة األحكام هذه

وبرنامج شعاره" املساواة" مفهوم من يجعل املنحبس الفقه لهذا مقابل أو مضاد آخر تفسير إلى دفعت والتي ،"الطاعة"و

.واحدة مرجعية داخل مرجعيا" صراعا" النتيجة فكانت نضاله،

والتوجيهات والقواعد األحكام ملجمل املستقرئ أن ذلك: الكلية وقواعدها الشريعة اصدمق االجتهادي الحكم يخالف ال أن .4

قة الشرعيةها محكومة أنها يجد باألسرة املتعل

هي محققة لتكون االجتماعية املؤسسة هذه في تحققها الشارع يبغي بمقاصد كل

ق فيما للشريعة، العليا للمقاصد بدورها استخالص ويمكن. الحياة في بعهدته املناط والدور وجوده من ةوالغاي باإلنسان يتعل

ية البيانات من األسرة شأن في املقاصد تلك ص ومن ضمنية، أو صريحة الشأن هذا في واآلخر الحين بين ترد التي املباشرة الن

راد التفصيلية لألحكام العام التصرفصرف ذلك أنساق عليه تجري الذي واالط إلى السياق هذا في التنبه ضرورة مع، [259]الت

ع أو املقاصد قضية أن ذلك االجتهاد؛ في املقاصد إعمال تصاحب قد التي املخاطر بعض وس باسم واالجتهاد بالرؤية الت

ل أن يمكن شرعية، وثوابت منهجية ضوابط دون املقاصد شك

ل إلى بصاحبه ينتهي خطيرا منزلقا ت

حل أو يعةالشر أحكام من الت

محاولة في الضرورات، بمفهوم املصالح مفهوم واختالط املصالح، باسم النصوص ومحاصرة املصالح، باسم أحكامها تعطيل

إلى النزوع عنوان تحت وتارة املصلحة، تحقيق باسم وتارة الضرورة، باسم تارة الشرعية األحكام فتوقف املحظورات، إلباحة

غير القيم، وتوهن الحرام، فيستباح حة،املصل لتحقيق الشريعة روح تطبيقل األحكام وت

. [260]وتعط

ل فاالجتهاد والداللة، الثبوت القطعية النصوص االجتهادي الحكم يخالف ال أن .5 ا يعارض ال أن يجب عليه املعو قطعيا؛ نص

.هاحق في محال وهذا الشرعية، القواطع بين تعارض تقرير إلى سيؤول التعارض هذا أن ذلك

)جريدة إلكترونية على املوقع التالي: 206الرقبي، جريدة القانونية، ع توفيق وضوابط، محمد قواعد: األسرية القضايا في ينظر: االجتهاد -[257]

http://www.alkanounia.com،) في االجتهاد عند اتهامراع املطلوب والضوابط "االجتهاد :بعنوان األول الفصل من الثاني وللتوسع راجع بحثه راجع: املبحث

مراكش( ، -عياض القاض ي جامعة) اإلنسانية والعلوم اآلداب وتأصيل"، كلية دراسة األسرة، مدونة األسرة" من بحثته للدكتوراة:" اجتهادات قضايا

19/2/2015.

كامل -[258] ؤية في األسـري الفكـري ينظر: الت ـرات ظل في املسلمة األسـرة" كتاب ضمن بحث الحمد، أبو القادر عبد منى اإلسالمية، الر غي : تحرير ،"املعاصرة الت

.311زيتون، ص عرفات ومنذر عكاشة جميل رائد

ــكام في الشريعة مقاصد -[259] ، 7، عوالبحوث لإلفتاء األوروبي املجلة العلمية للمجلس النجار، املجيد عبد الغرب، في املسلمة األسرة ألحكام توجيها األســــرة أحـ

.76م، ص 2005يونيو -هـ 1426ربيع الثاني

.32ص حسنة، عبيد عمر املقصدي، التفكير في مقاالت -[260]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

192

ك من األسرة سالمة على الحفاظ العملية هذه من الهدف يكون أن .6فك ل، الت .وثقافتها وأصولها هويتها وصيانة والتره

طورات الكامل االستيعاب .7 ات املتالحقة للت تهدم، وال تبني مقاصدية غائية سديدة بنظرة بالواقع والفقه والنوازل واملستجد

ف تفرق، وال تجمع د الو تؤل .العادلة وأحكامها الشريعة قواعد مع يتماش ى مادام اإلنساني املشترك من االستفادة مع تبد

ي يكون أن .8 صد االجتماعية أبعادها بين وترابط تداخل من األسرية املادة به تتميز ملا نظرا جماعي بشكل القضايا لهذه الت

إال الشرعي، املراد وتحقيق الهدف وإصابة املوضوع مقاربة يتم ولن... ةوالطبي واالقتصادية التنظيمية والقانونية والنفسية

.شرعا به املأمور الشورى ملبدأ وتأكيد الخبرات، كل من اإلفادة محاولة املتدخلين كل جهود وتضافر جماعي اجتهاد عبر

ا وضعت ما وغيرها والقواعد الضوابط هذه إن الذي امليزان بمثابة فهي املفاسد، ودرء املصالح لجلب وضعت وإنما عبث

واآلراء األهواء لتدخل مدعاة مصراعيه على املجال فتح أن ذلك الشأن؛ عظيم القدم راسخ األسرة كيان يبقى حتى االجتهادات به توزن

أعناق ولي به ما على الواقع هذا تبرير نحاول أن هنا: االجتهاد معنى فليس» الشرعية. األحكام في املختلفة املشارب ذات املتعددة

.زنيم دعي أنه مع بنسبه واالعتراف وجوده على الشرعية إلضفاء الفتاوى وافتعال لتأييده، تالبيبها من وجرها النصوص

ا أمة جعلنا هللا إن نكون أن لنا يرض ولم الناس على شهداء لنكون وسط

زنا نلغي أن لنا يسوغ فال األمم، من لغيرنا ذيال تمي

بع من الخروج نحاول أننا: أي شرعية، بأسانيد وتجويزه هذا تبرير نحاول أن ذلك من وأدهى بذراع، وذراعا بشبر شبرا قبلنا من سنن ونت

.[261]«مقبول غير وهذا الشرع، من بمستندات الشرع

:وصفوة القول

عاء بضرورة االجتهاد في غياب هذه ايلتزم بهل بقواعد وضوابط على املجتهد أن إن االجتهاد في حقوق األسرة مؤص ، وكل اد

وثوابتها. هاالضوابط هو من قبيل هدم أركان

.حقوقها وتثبيت لألسرة املصلحة تحقيق في اإلسالمية الشريعة وسائل: الثانياملطلب ر لحقوق األسرة في الفقه اإلسالمي: اعتباره وسيلة لتحقيق مصلحة شرعية، لذا فالنظ من األسس التي يقوم عليها الحق

بهذا املنظور، وأنها وسائل لتحقيق مصالح األسرة يطرح إشكاليتين:

األولى: اعتبار حقوق األسرة وسائل يطرح إشكالية: هل حقوق األسرة ثابتة أم متغيرة؟ -

؟ وإذا سلمنا بأن وإذا كانت حقوق األسرة هي وسائل لتحقيق مصالح األسرة، فهل كل حق متغير أم هناك من الحقوق ما هو ثابت

هناك من الحقوق ما هو ثابت، فما هي ضوابط التمييز بين الحقوق الثابتة واملتغيرة؟

: ما ضوابط هذه املصالح املرجوة من منح سؤالوأما الثانية: فاعتبار غاية حقوق األسرة املصلحة الشرعية، يطرح علينا -

الحقوق؟

لتحديد املصطلحات وجب التوقفع عنهما من أسئلة، وقبل اإلجابة عن هاتين اإلشكاليتين وما تفر

: الثابت واملتغير التالية أوال

.ربطها بحقوق األسرة ليتضح املراد ثم إبراز حدود الثبات والتغير فيهاثم والوسيلة

: الثوابت:

أوال

بت(: ثبت باملكان، أي: أقام، ورجل ثابت وثبيت ، يقال: [262((]الثاء والباء والتاء كلمة واحدة، وهي دوام الش يء))أصل مادة )ث

ى بالهمزة والتضعيف، فيقال: أثبته، [263]وثبت ، وثبت الش يء يثبت ثبوتا، دام واستقر، فهو ثابت، وبه سمي، وثبت األمر صح، ويتعد

ته، واالسم: الثابت .[264]وثب

اني الديمومة واالستمرار واملالزمة للش يء فاملتأمل في أصل لفظة "الثبات" وداللتها اللغوية يالحظ أنها تشمل على مع

واالستقرار عليه.

مسك بالحق واملنهج الصحيح الذي ثبت عن رسول هللا ))واصطالحا: عرف أحد الباحثين "الثبات" بأنه: -الدوام واالستمرار على الت

- [265((]وأصحابه حتى يلقى هللا عليه.

.251 ص القرضاوي، يوسف اإلسالمية، الشريعة لدراسة مدخل -[261]

[262]- ،)بت

.1/399معجم مقاييس اللغة، البن فارس، کتاب الثاء، باب الثاء والباء وما يثلثهما، مادة )ث

.، نفس املكاناملصدر السابق -[263]

.1/80، واملصباح املنير، للفيومي، 207القاموس املحيط، للفيروز آبادي، ص -[264]

.88م، ص 2006 -هـ 1426، العدد األول، 33مجلة علوم الشريعة والقانون، مج املناسية، محمد أمين وسائل الثبات في القرآن والحديث، -[265]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

193

نة في كتابه أو على لسان نبيه ويقصد بالثوابت في هذه البحث: القطعيات وم ة بي- -واضع اإلجماع التي أقام هللا بها الحج

.[266]، وال مجال فيها لتطوير، أو اجتهاد، أو زيادة، أو نقصان، وال يحل الخالف فيها ملن علمه

.[267]السنن الهادية"فاألحكام قطعية الثبوت قطعية الداللة والتي ال تحتمل التأويل تبقى ثابتة.. ويضم الثوابت "

ـرت األزمان والبيئات وبالتالي فال مجال للعقل أن يدرك منها إال ما نصت عليه من أحكام واضحة وثابتة ال تتغير مهما تغي

.[268]واألشخاص

وبناء على ما سبق فالثابت من حقوق األسرة: هو كل ما حققت فيه صفة الديمومة وشرع لكي يستمر به الحكم من غير

ا على املقصد الذي ورد من أجل تحقيقه مستقرا عليه ال يغادره إلى سواه من انقطاع، ويبقى مالزما للحالة التي شرع عليها ومحافظ

املقاصد األخرى.

ا قطعيا في وهذا األمر ال يخرج عن كونه إجماعا محققا، أو أمرا معلوما من الدين بالضرورة، أو الزم حالة واحدة أو نص

وثبوته.داللته

ا: املتغيـرات: ثاني

أحدهما على صالح وإصالح ومنفعة واآلخر على اختالف ر(: الغين والياء والراء أصالن صحيحان يدل ـ)غي ))قال ابن فارس:

شيئين.

..فاألول: الغيرة، وهي امليزة التي بها صالح العيال... يقال: غارهم هللا تعالى بالغيث...، أي: أصلح شأنهم ونفعهم.

.[269((]واألصل اآلخر قولنا: هذا الش يء غير ذاك، أي: هو سواه وخالفه

.[270]صريح أو إجماع صحيح ويقصد باملتغيرات في االصطالح: هي موارد االجتهاد، وكل ما لم يقع عليه دليل قاطع من نص

ـر منا ـر موجباتها وتغي ر األزمان حسب تغي ر بتغي على حسب -الحكمة تقتض ي اختالف األحكام إذ إن طاتها، فاألحكام االجتهادية تتغي

. [271]«السنن البانية»ويضم املتغيرات -اختالف األمم والعصور

ل، وعدم املالزمة للش يء ل، والتحو رات" تشتمل على معاني: التبد ير" أو "املتغيوصفوة القول: إن داللة لفظة "التغ

واالستقرار عليه.

ق فيه صفة الديمومة، ولم يشرع لكي يستمر به الحكم.ومن ثم فإن املت رات من حقوق األسرة: هي كل ما لم يتحق غي

ا: الوســائل: ثالث

يقربه

: عمل عمال

ال إليه الوسيلة في اللغة: من وسل وهي املنزلة عند امللك، والوسيلة: الدرجة والقـربة، ووسل إلى هللا تعالى توس

ل إ ب إليه بعمل، والجمع: الوسل أو الوسائلكتوسل، وتوس هم [272]ليه بوسيلة: إذا تقر ى ربون إل

ذين يدعون يبتغ

ئك ال

ول، قال تعالى: }أ

ورا{ان محذ

ك ك اب رب

ابه إن عذ

ون عذ

اف

رب ويرجون رحمته ويخ

قهم أ ي

أةوسيل

.[273]ال

فها اإلمام القرافي بقوله: . [274((]الوسائل: هي الطرق املفضية إلى املقاصد...))وفي االصطالح: عر

فها ابن عاشور فقال: الوسائل: هي األحكام التي شرعت؛ ألن بها تحصيل أحكام أخرى، فهي غير مقصودة لذاتها، بل لتحصيل )) وعر

.[275]ا قد ال يحصل املقصد أو قد يحصل معرضا لالختالل واالنحاللغيرها على الوجه املطلوب األكمل، إذ بدونه

في رسالة علمية لنيل "الثوابت واملتغيرات"صطلحي مأوسع بصورة، وراجع 38 - 37واملتغيرات في ميسرة العمل اإلسالمي املعاصر، صالح الصاوي، ص : الثوابتينظر -[266]

البيت آل مؤسسة ،علوم اإلسالمية العامليةاملاجستير بعنوان: "الثوابت واملتغيرات في التشريع اإلسالمي وأثرها على أحكام السياسة الشرعية"، للطالب رياض الديلمي، جامعة ال

.18 - 8م، ص ص: 2009 -هـ 1430 ،عمان -اإلسالمي للفكر امللكية

.17ص : الضوابط الشرعية للثوابت واملتغيرات في اإلسالم، راشد سعيد شهوان،ينظر -[267]

ـر -[268] .162الرميلي، ص الحكيم اإلسالمي، عبد الفقه في الفتوى تغي

.4/404والياء، الغين باب مقاييس اللغة، معجم -[269]

.33الثوابت واملتغيرات، لصالح الصاوي، ص -[270]

.18الضوابط الشرعية للثوابت واملتغيرات في اإلسالم، راشد سعيد شهوان، ص -[271]

.1379القاموس املحيط، الفيروز آبادي، ص ، 2/97لسان العرب، -[272]

.57سورة اإلسراء، اآلية: -[273]

.2/60الفروق مع هوامشه، -[274]

.148مقاصد الشريعة اإلسالمية، ص -[275]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

194

ي إلى ل به إلى املقاصد. وبالتالي فإن وسائل األسرة: هي كل ما يؤد ن من خالل ما سبق: أن الوسائل هي كل ما يتوص والذي يتبي

العاملين ووفق املقاصد والضوابط املرعية.تحقيق استقرارها ودوامها والحفاظ على كل حقوقها ومقوماتها في ظل شريعة رب

ر ا: تصنيف الوسائل من حيث الثبات والتغي رابع [276]:

ت ف :وهما ر إلى نوعينالوسائل من حيث الثبات والتغي صن

:وإنما وهي الوسائل التي ال تخضع للتغيير بسبب تغير الزمان واملكان واألشخاص واألحوال وال يدخلها االجتهاد وسائل ثابتة

تحقق املقاصد ال يكون إال بهذه الوسائل، ويتناول هذا النوع من الوسائل األحكام الوضعية من أسباب وشروط وانتفاء موانع

في مختلف العبادات وتفاصيلها وكيفياتها التي تعد وسائل إلقامتها على الوجه املشروع وفي أصول الفضائل واألخالق واالعتقاد

عد . [277]وسائل ثابتة لتحصيل مقاصدهاوغيرها، فكلها ت

:ـرة ن هذا القسم وسائل متغي وهي الوسائل التي تخضع لظروف الزمان واملكان وتختلف باختالف األشخاص واألحوال ويتضم

كل الوسائل االجتهادية التي لم يرد فيها نص فهي موطن رحب ألعمال العقل والنظر. وبحث أنجع املسالك وأقرب الطرائق

ن الكيفيات إلى تحصيل املنافع واملصالح، ودرء املفاسد واملضار وفق مقصود الشارع ومراده. فالوسائل قد شرعت؛ ألن وأحس

.[278]بها تحصيل أحكام أخرى، فينبغي حينئذ لزوم خدمتها للمقاصد وتدعيمها لها

ر يخت لف باختالف الزمان واملكان والظروف، فيجوز وخالصة القول: إن من الوسائل ما هو ثابت ال اجتهاد فيه، ومنها ما هو متغي

فيه االجتهاد.

ر: ا: حقوق األسرة بين الثبات والتغي خامس

ر. بالنظر لتقسيمات الوسائل، يتضح أن حقوق األسرة منها ما هو ثابت، ومنها ما هو متغي

، وهي التي وردت بنصوص قطعية داللة وثبوتا ومن فالثابت منها: هو الذي ال يخضع للتغيير بتغير الزمان واملكان والظروف واألحوال

أمثلتها: حق التوارث، والعدد، والنفقة وغيرها.

وأما املتغير منها: فهو الذي يخضع لظروف الزمان واملكان ويختلف باختالف األشخاص واألحوال والظروف، فهي حقوق

ن أجلها شرعت، ومن أمثلتها: مقدار النفقة واملهر.اجتهادية لم يرد فيه نص قطعي، الغاية منها بلوغ املقاصد التي م

ا: التشريع اإلسالمي:ضوء مقاصد مصلحة األسـرة في سادس

.[279]وانضبطت بضوابطه هي: ما كانت مندرجة تحت مقاصد الشرع اإلسالمي في التشريعاملصلحة املقصودة

وملا كانت ديمومتها واستجابتها لجميع الحوادث املستجدة.على ربط األحكام بمقاصدها فضمن بذلك الحنيفالتشريع هذا حرص ولقد

حقوق األسرة تستمد مشروعيتها من الحكم الشرعي فهي بذلك تسعى لبلوغ املقاصد واملصالح التي رسمها الشرع.

حسينية، إن املتتبع للمصلحة في الشريعة اإلسالمية يتضح له أنها ليست على وزان واحد، فمنها الضرورية والحاجة والت

ومنها املعتبرة وامللغاة، ومنها العامة والخاصة. لذا فمعالجة حقوق األسرة يجب أن تتأسس على هذه التقسيمات واملراتب، وذلك من

خالل إعمال فقه املوازنات فتقدم املصلحة الضرورية على غيرها، والعامة على الخاصة، واملعتبرة على ما سواها، كما أن املتأمل في

ألسرة يتبين له شموليتها لجميع مصالح الناس أفرادا وجماعات، فضمنت بذلك للفرد مصالحه داخل األسرة سكينة وتزكية مقاصد ا

للنشء، وتقوية للروابط االجتماعية، وامتدادا ألواصـر التكافل والتعاون.

ومودة ورحمة، وللجماعة مصالحها تأهيال

يوازن بين مصالح الفرد والجماعة، بل يجعل مصلحة الجماعة أولى من لذا فالخطاب في موضوع حقوق األسرة هو خطاب

ن أهلها إن مصلحة الفرد إذا تعارضا، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: } ن أهله وحكما م وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما م

بي كان عليما خبيرايريدا إصلحا يوف ق للاه . [280]{نهما إنه للاه

.73نظرية الوسائل في الشريعة اإلسالمية: دراسـة أصولية مقاصدية، أم نائل بركاني، ص -[276]

. 1/67 م،1998 - هـ1419 ،(65) قطر، ع األمة، كتاب الخادمي، مختار بن الدين مجاالته لنور ضوابطه، حجيته،: املقاصدي االجتهاد -[277]

.1/68 ،(65) املقاصدي، للخادمي، ع االجتهاد -[278]

املرسلة، واملصالح األصوليون ،157-156للبدخشاني، ص الفقه، أصول تيسير ،308 ،307للزاهدي، ص األصول، ينظر ضوابط املصلحة في: تيسير -[279]

وما يليها. 115للبوطي، ص بعدها، ضوابط املصلحة، وما 41 ص الدهشوري، إبراهيم محمد

.35سورة النساء، اآلية: -[280]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

195

قا على اآلية الكريمة:فهذا الخطاب القرآني املطرد في شؤون األسرة لجماعة )) يقول الدكتور/ عبد املجيد النجار معل

.[281((]املسلمين وليس ألفراد األسرة يدل على أن في أحكام األسرة مقصدا اجتماعيا

اليوم من ضرورة تجاوز النصوص لصالح املصلحة الواقعية، هو هدم لألسرة وهدم لثوابتها وأركانها.العلمانيون هعيإن ما يد

هي تلك املصالح املنضبطة بضوابط الشرع وليس من :- والتي هي غاية حقوق األسرة -املصلحة املقصودة فوبناء على ما سبق

تقدير العقل أو الواقع.

األسرة بين سلطة الفرد وسلطان الدولة حقوق املطلب الثالث:

كبرى تتجلى في حفظ نظام املجتمع، فهي الخلية األساسية في بنائه اجتماعية ما لألسرة من أبعاد ال يخفى على كل ذي لب

ا، وأمرهم باستعمالها وفق ما يق مصالحها، وجعل واملنبع األصيل في استقراره. ونظرا لهذه األهمية فقد منح الشرع ألفرادها حقوق حق

ل الدولة في تقييدها؟تدخ حدودللدولة حق التدخل في حالة التعسف في استعمالها. فما مدى حرية الفرد في استعمال حقوقه؟ وما

: سلطة الفرد في استعمال حقوق األسرة:

أوال

ز حقوق األسرة عن غيرها بأنها حقوق غيرية أو وظيفية غايتها تحقيق مصلحة ا ألسرة، لذا فالشرع حينما أناط الحقوق تتمي

:وهما ببعض األفراد دون بعض قيدها بضابطين

:تحقيق مصلحة األسـرة

ذلك بأن منح الحقوق لبعض األفراد دون بعض غايته تحقيق مصلحة األسرة، وكل استعمال ال يروم ذلك يعتبر الغيا،

إن األب في طفله، وإن الوص ي في ))مأمور برعاية األصلح له، قال الشاطبي: فحق التأديب على سبيل املثال حق لألب على طفله، لذا فهو

ي إلى اإليذاء واإليالم فقد تعسف فيه،[282((]يتيمه، أو الكافل فيمن يكفله، مأمور برعاية األصلح له... ، فإذا ما استعمله بشكل يؤد

لحته الشخصية وإال كان متعسفا ومنحرفا عن الغاية التي من أجلها ر ميزة لألب لتمكينه من استغالل أوالده في مصلم يتقر حق )) وهو

.[283((]ممنح هذه السلطة، وإنما تقرر من أجل مصلحة األوالد أنفسه

:عدم اإلضـرار

ر منه. وبما أن مجال األسرة من أكثر إن استعمال الحقوق بنية اإلضرار هو عين التعسف، لذا فقد نهى الشرع عنه وحذ

تي قد يظهر فيها ذلك نتيجة لالحتكاك اليومي ونقصد الوازع الديني. فقد نهت كثير من اآليات عن استعمال الحقوق فيها املجاالت ال

ن ينكحن وهن أ

عضل

ت

ال

هن ف

جل

ن أ

غبلساء ف

قتم الن

لا ط

ابنية اإلضرار، ومن أمثلته قوله تعالى: }وإذ

زواجهن إذ

تراضوا بينهم أ

عروف { .[284]بامل

ا شرعيا منحها هللا تعالى لفئة هم أقارب املرأة املؤهلون لذلك فإن منع موليته من الزواج بمن ترغب ؛فإذا كانت الوالية حق

.[285]فيه يعتبر إضرارا عظيما بها، لذا جاز لها أن ترفع أمرها للسلطان ليدرأ عنها ذلك

ا: سلط ة الدولة في تقييد حقوق األسريـة:ثاني

أوكل الشرع للدولة صالحية رعاية شؤون األمة، فأناط بها مهمة السياسة الشرعية، وأمر الرعية بطاعتها فيما ال يخالف

والنظر في ، فهي تراعي الواقع[286]يقاس به تطبيق األحكام الفقهية في واقع الناس امعيار تعد السياسة الشرعية إذ إن أمرا شرعيا،

أحكام املكلفين، وتتكفل بإصالح أحوالهم وفقا ألحكام الشريعة ومقاصدها. ونظرا ألهميتها فقد أخذ بها جمع من الصحابة والفقهاء

، واإلمام مالك وابن فرحون والشاطبي وابن تيمية وابن القيم، وغيرهم، وأسسوا عليها -رض ي هللا عنهم -من أمثال: عمر وعلي وعثمان

الحضارية فقد منح العمرانية و تقوم بوظيفتها ومستقرة وملا كان غرض الشرع هو بناء أسرة سعيدة .را من األحكام الشرعيةكثي

.163، ص مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة -[281]

، ضبطه وحققه: أحمد عبد الشافي.1/364، الباب الثامن )في الفرق بين البدع واملصالح املرسلة واالستحسان(، االعتصام -[282]

.173، ص تقييده في الدولة سلطان ومدى الحق -[283]

.232سورة البقرة، من اآلية: -[284]

، البن فرحون، ص الحكام تبصرةونفس األمر أيضا في الطالق، إذ يجوز لها في حالة الضرورة )مرض الزوج ونحوه( أن تفوض أمرها للسلطان... ينظر: -[285]

وما بعدها، تحقيق: جمال مرعشلي. 85

إلى أقرب الناس يكون أن مقصودها: فإن الشرعية السياسة وكذا معا، األمرين مجموع أو فسدة،م دفع أو مصلحة، جلب إما الحكم: شرع من املقصود -[286]

.157النعيمي، ص قاسم محمد الدين ، صالحالشرعية السياسة في املصلحة أثرالفساد. ينظر: عن وأبعد الصالح

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

196

د كيانها ويعرضها ل ق مصلحة األسرة إال أن تضارب املصالح وتعارضها قد يهد ق ما يحقا وألزمهم باستعمالها وف

النحالل، ألفرادها حقوق

ل ولي األمر واجبا وذلك بغرض التوفيق واملوازنة بين الحقوق، وقد يؤول األمر إلى تقييدها والحد من بعض فيصبح حينئ ذ تدخ

صالحياتها بهدف تحقيق استمرارية األسرة واستقرارها.

هل يجوز لولي األمر تقييد حقوق األسرة؟ يتبادر هنا سؤال مفاده: وتأسيسا على ذلك

من معرفة مجال سلطة ولي األمرولإلجابة عن هذه اإلشكا

.وحدوده لية، ال بد أوال

يمكن حصر سلطة ولي أمر املسلمين في أمرين بارزين وهما:

ة:األول: السلطة التنفيذي

ا وثيقا باألحكام الشرعية، وتتجلى في القيام على حقوق الناس وشؤونهم ومصالحهم، من خالل تطبيق شرع هللا، وهي ترتبط ارتباط

ونحوها. قامة فرائضه، والعدل بين الرعية، وإقامة الحدود...وإ

ى في تنفيذ أوامر هللا وبمعنى إجمالي يمكن القول والحكم بما شرع. - عز وجل -: إن سلطة ولي األمر تتجل

السلطة االجتهادية:الثاني:

في األحكام التي لم يرد بشأنها نص وهي سلطة تقديرية يعمل بها لتدبير شؤون األمة بما يحقق مصلحتها، وهي محصورة

فة قلوبهم -- خاص ورد فيها نص خاص معلل ومبني على مصلحة متغيرة كما فعل عمر .[287]في سهم املؤل

وبما أن األصل في ممارسة الحقوق هو اإلباحة إال ما استثناه الشرع؛ فإن من حق ولي األمر تقييد هذا املباح، إذا كان يفوت

يحدث ضررا عاما، وذلك بشروط منها: مصلحة عامة أو

أن تكون الحالة امللجئة حقيقية وليست مفتعلة أو متوهمة. - أ

قييد أو اإللزام؛ فإن كان ثم طريق آخر أو مخرج غيره لم يجز - ب ق املراد به غير هذا الت أن ال يكون هناك طريق أو مخرج آخر يحق

اللجوء إليه.

.[288]؛ ألن مصلحة الجماعة أولى، وهو من السياسة الشرعية..أن تكون املصلحة عامة وليست خاصة - ج

ومن املقرر أن املباح مجال رئيس من مجاالت العمل بالسياسة الشرعية لولي األمر، وله في ذلك سلطات واسعة تمنحه

كان في بعضها ما يتعارض مع املصلحة الحق في تقييد املباحات عموما باإللزام بها أو املنع منها، ومن ذلك سلطته في تقييد العقود، فإذا

لولي األمر أن يحمل املتعاقدين على ما تقتضيه املصلحة العامة التي تنطوي عليها أود، فإن ن أو مكان محد تتضمنها العامة في وقت معي

يجابه أو املنع منه، وذلك بإعمال سلطته ، ولذلك شواهد وتطبيقات كثيرة كلها تفيد جواز تقييد ولي األمر للمباح بإ[289] هذه العقود..

قديرية التي تراعي املصلحة العامة في هذا الباب .[290]االجتهادية الت

وصفوة القول:

-على غرار تقنين أحكام املرافعات واملعامالت املالية وغيرها -إن لولي األمـر الحق في تقييد أو تقنين حقوق األسرة وأحكامها

كر منها:بشروط وضوابط، نذ

يكون حكم هذا الحق قطعيا بل يجب أن يكون اجتهاديا )املصلحة، العرف، سد الذرائع.. إلخ( .1

.[291]أال

.[292]أن يدخل في حكم املباح، بشرط توافر الشروط املقررة في هذا الباب .2

السلف: فهم حجيةمذهب الحنفية هو العمل بهذا الفهم العمري... ينظر: ، وقد نص غير واحد من أهل العلم أن -رض ي هللا عنه -حيث أسقطه عمر -[287]

. 470العجمي، ص ثقل بن سعد ،النظرية والتطبيق

ف، صأصول الفقه، 66، إبراهيم دده أفندي، ص السياسة الشرعيةينظر: -[288]

.1/235للزحيلي وأدلته اإلسالمي ، الفقه210، عبد الوهاب خال

ياسينظر: -[289] كليفيالس ل الدولة فيه، 467 - 496، نسيبة البغا، ص ة الشرعية وأثرها في الحكم الت، عبدهللا بن عبد الواحد عقد اإلجارة وتدخ

.186الخميس، رسالة ماجستير )غير منشورة(، كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية، جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية، ص

ينظر: -[290]تقييد املباح دراسة أصولية ، 25، فتحي الدريني، صالحق ومدى سلطة الدولة في تقييده، 210 - 187، ص ل الدولة فيهاإلجارة وتدخ

.196 - 142و 71 - 62، الحسين املـوس، ص ص: فقهية وتطبيقات

- 213م، ص: 2001 -هـ 1422، 4شوار، مجلة اإلحياء، ع، جياللي تأحكام األسرة بين االجتهاد والتقنين، 193 - 153، للمـوس، ص: تقييد املباحراجع: -[291]

242.

وما يليها. 201، للمـوس، ص ص: تقييد املباحللتوسع راجع: -[292]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

197

ترجيح ال يكون مخالفا لشريعة هللا إذا وقعت آراء العلماء في قضية من قضايا األسرة وغيرها يمكن الترجيح فيما بينها، وهذا ال .3

.[293]تعالى

يجب عدم اإلخالل بما تقض ي به أحكام الشريعة اإلسالمية، وما انتهت إليه االتجاهات اإلسالمية املعاصرة من األخذ بمنهجية .4

من الطبيعي أن )املذهبية املقارنة(، وال التقيد املطلق بمذهب ما وصالحا للمسلمين وقوي الحجة من الكتاب والسنة؛ ألن

.[294]يتفاوت الفقهاء في مقدار استيعابهم ملعاني القرآن نظرا الختالف املدارك وتباين القدرات اللغوية والبيانية

أسس ومرتكزات حقوق األسرة وأثرها في توجيه إنظار الزوجة للتجهيز املبحث الثاني:

وفيه ثالثة مطالب:

أبعاد إنظار الزوجة للتجهيز طلب األول:امل

إذا بحثنا في الفقه اإلسالمي من خالل كتب النوازل في موضوع الزواج وتكوين األسرة، نجد العلماء املتقدمين تناولوا بعض

ال تدخل حتى مسألة تزوج امرأة فنقدها صداقها فيقول أهلها:: اإلشكاالت في املوضوع، ومما ذكره اإلمام ابن رشد في بعض مسائله

نها ونحسن إليها، ألزوجها ))نسمنها ونحسن إليها أنه: سئل عمن تزوج امرأة فنقدها صداقها وقال: أدخلوها علي فيقول أهلها: حتى نسم

وال لهم أن الساعة، ها علي و أن يدخل عليها من ساعتها وقد أعطاهم صداقها؟ فقال: الوسط من ذلك، ليس له أن يقول: أدخل

ئون أمرها، وقد قال تعالى: }روها عنه، ولكن الوسط من ذلك بقدر ما يجه يؤخ لكل شيء قدرازونها ويهي ، وقال [295]{قد جعل للاه

ه: } ، ولهم حق وحـرمة؛ فالوسط من ذلك املعروف.[296]{وإنهك لعلى خلق عظيم لنبي

ن على ما قاقال ألن تعجيل دخوله عليها من ساعته تضييق عليها وإضرار بها، وتأخيرها عنه املدة ؛البن رشد: هذا بي

ها(- -الطويلة حمل عليه وإضرار به؛ فالوسط من ذلك عدل بينهما، وقد قال وساط

مور أ

ير األ

ل الغريم [297]: )خ ، وإذا وجب أن يؤج

يباع عليه فيه عروضه بالغا ما بلغ في الحين، فاملرأة أولى بالصبر عليها في الغريم فيما حل عليه من الحق بقدر ما يهيئه وييسره، وال

ر إليه .[298(( ]الدخول بها إلى أن تيهئ من شأنها ما تحتاج إليه في القدر الذي ال يضر بالزوج أن يؤخ

س على وإذا تأملنا في أثر األسس النظرية لحقوق األسرة في توجيه النازلة، نجد أن حقوق األسرة ف ي الفقه اإلسالمي تتأس

ركائز ثالثة وهي: حقوق اآلسرة منحة ربانية، وحقوق األسرة وسيلة لتحقيق مصلحة شرعية، وحقوق األسرة بين سلطة الفرد )الزوجة(

وسلطان الدولة.

وف على آثارها وتجلياتها لذلك ومن أجل توجيه هذه النازلة وفهمها فهما حقوقيا نعرضها على تلك الركائز الثالثة من أجل الوق

د من ذلك.والتأك

، 371ون، صينظر: حركة التجديد في تقنين الفقه اإلسالمي )مجلة األحكام العدلية وقوانين مالقا كمثال تجريبي(، يونس وهبي ياووز اآلقطوغاني وآخر -[293]

ات قضايا األسرة إشكاالت راهنة، إدريس الطالب، بحث منشور ضمن كتاب " قنين أحكام الفقه املالكي وآثاره على االجتهاد القضائي: قضاء األسرة نموذج

.60 - 42ص: 2"، جمع وتنسيق: زكرياء العماري، جومقاربات متعددة

.227 - 226م، ص 2001 -هـ 1422، 4لة اإلحياء، ع، جياللي تشوار، مجأحكام األسرة بين االجتهاد والتقنين -[294]

.3سورة الطالق، اآلية: -[295]

.4سورة القلم، اآلية: -[296]

ا( 6176) اإليمان شعب عمرو، وفي عن( 484) اآلداب ،"الكبرى السنن" في البيهقي ، رواهأوسطهاوفي رواية: -[297] ضعيف؛ مطرف، وهو خبر كالم من موقوف

. قال ابن الغرس: معبد عن " املعرفة" في منده ، وابن"الصحابة" في نعيم أبو غيات، ورواهالبال من ألنه ي جنه في السمعاني ابن رواه: املقاصد في . وقالضعيفال

أداء على دوموا: )أوله حديث في (أوسطها األعمال خير) مرفوعا عباس ابن عن سند بال وللديلمي مرفوعا، علي عن مجهول فيه بسند لكن" بغداد تاریخ ذيل"

و أو التالفرائض(قصير، وألبي يعلي بسند ، وللعسكري عن األوزاعي أنه قال: ما من أمـر أمـر هللا به إال عارض الشيطان فيه بخصلتين ال يبالي أيهما أصاب: الغل

ا، فإذا أمسك بأحد الطرفين مال اآلخر، وإذا أمسك بالوسط اعتدل الطرفان، فعليكم باألوساط من جيد عن وهب بن منبه قال: إن لكل ش يء طرفين ووسط

ااألشياء. ويشهد لكل ما تقدم قوله تعالى: } وام لك ق

ذ

بين

ان

روا وك

تم يق

وا ول

م يسرف

وا ل

قنف

ا أ

ذين إذ

تك [، وقوله تعالى: }67{ ]الفرقان: وال

جهر بصال

ت

وال

وال

سبياللك

ذ

غ بين

ابت بها و

افت

خ [، وقوله: }110{ ]اإلسراء: ت

لك

ذ

بين

ر عوان

بك

ارض وال

ف

ال

رة

ها بق [.68{ ]البقرة: إن

كشف الخفاء ومزيل اإللباس عما اشتهر ينظر:وساطها(( ))داوموا على الفرائض؛ خير األعمال أ والحديث رواه الديلمي بال سند مرفوعا إلى ابن عباس بلفظ:

، ضبطه وصححه: الشيخ محمد عبد العزيز الخالدي.469و 1/346، للعجلوني، حرف الخاء املعجمة، من األحاديث على ألسنة الناس

.4/353، البيان والتحصيل -[298]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

198

: الب أوال

دي لحكم إمهال الزوجـةعد العق عب جهيز دي الت :للت

استمد فقهاء املالكية حكم إنظار الزوجة لتجهيز نفسها من أدلة شرعية معتبرة، وقبل الحديث عن بعضها البد أن نعرض

للبعد العقدي واألخالقي فيما يتعل

جهيز. أوال ق بإمهال الزوجـة للت

بعد قبضها لصداقها تحصينا لهما وتنظيما للعالقة بينهما، وهو حق ذو بعد [ 299]لقد منح الشرع الزوج حق الدخول باملرأة

دي نص عليه رسول هللا ...( - -تعبةم صدق

حدك

.[300]بقوله: )... وفي بضع أ

دية هذا الح ق نظر إليه الفقهاء نظرة شمولية تراعي الظروف كما تراعي الزمان واملكان تطييبا للخواطر ولتحقيق تعب

واستجالبا للمودة والرحمة املبتغاة، إذ ال معنى للدخول بالزوجة في غيابها بل إن غيابها سبب لحصول الخصام والتنافر والذي سيؤول

صادم. ومن جملة الظروف ا ملتعارف عليها تجهيز الزوجة واإلحسان إليها لتكون في أحسن حلة وأبهى هيئة يرتضيها حتما إلى النزاع والت

الزوج فيقع حينئذ في قلبه الحب والوئام والسكن واالنسجام.

ديا فالوسيلة املفضية إليه تعبدية أيضا؛ إذ الوسائل تأخذ حكم املقاصد أبدا كما يقر خول بالزوجة تعب ر وملا كان حق الد

هي األحكام التي شرعت؛ ))بل إن من تمام العناية باملقاصد العناية بالوسائل، يقول ابن عاشور في تعريفه للوسائل: [301]ذلك العلماء

ألن بها تحصيل أحكام أخرى؛ فهي غير مقصودة لذاتها، بل لتحصيل غيرها على الوجه املطلوب؛ إذ بدونها قد ال يحصل املقصد، أو

. وملا كان إمهال الزوجة للتجهيز هو لتحصيل مقصد الدخول التعبدي، فال شك أن وسيلته [302((]لالختالل واالنحالليحصل معرضا

املفضية إليه تعبدية كذلك، فيتحصل أن اإلمهال تعبدي كذلك.

ا: الزوجة للتجهيز: مهالالبعد األخالقي إل ثاني

سمين واإلحسان إليها مما ال شك فيه أن حضور الباعث األخالقي في إمهال الزو جة واضح جلي، تجلت مالمحه في اشتراط الت

الزوجة دون إكرامها وبذل كل ما في الوسع لتجهر لدى هذه األسر أن تزف إلى زوجها في أحسن هيئة يرتضيها؛ إذ ال يتصو

زف

يزها.لت

ص في الدافع ملثل هذا الفعل ليجده أخالقيا بامتياز؛ إذ ا لغرض ليس هو اإلضرار بقدر ما هو إرضاء للزوج وأهله إن املمح

ر عن قدسية العالقة ر عن أخالق الكرم والسخاء بل يعب ـز به نفسها وللعرف السائد الذي تعارف عليه الناس والذي يعب بما تجه

الزوجية.

ق ع لى خ

عل

ك ل د حضور الباعث األخالقي: قوله تعالى: }وإن

، تذكيرا به وتأكيدا على أن للباعث األخالقي [303]ظيم{ومما يؤك

جهيز. أهمية كبرى في إمهال الزوجة للت

جهيز بل دعامته األساسية. وبناء عليه يمكن القول: إن الباعث األخالقي هو صلب وأساس إمهال الزوجة للت

ا: تجهيز:لالزوجة ل مهالعد املصدري إل الب ثالث

املالكية استمد ة كثيرة نقتطف منها ما يلي:حكم إمهال الزوجة للتجهيز من أدل

:عدم اإلضرار

عجيل بالدخول هو إضرار بالزوجة ومخالفة ملا تعارف عليه الناس فيما بينهم، يقول ابن رشد: تعجيل دخوله عليها ))إن الت

دخول بها إلى أن تيهئ من شأنها ما تحتاج إليه في القدر الذي ال من ساعته تضييق عليها وإضرار بها )...(، فاملرأة أولى بالصبر عليها في ال

ر إليه .[304((]يضر بالزوج أن يؤخ

، 2006لسنة 22يها من غير وطء. ينظر: الوجيز في شرح قانون األسرة القطري رقم املقصود بالدخول بالزوجة: هو حصول الوطء، ال مجرد الدخول عل -[299]

.55الجزء األول )الزواج وفرق الزواج(، طارق جمعة السيد راشد ومحمد عبد الهادي عبد الستار، ص

.2/697رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من املعروف -[300]

، وقد أشار الشاطبي إلى هذا املنحى املقصدي بما يفيد مشروعية هذا النمط من االستدالل، وكونه على خالف األصل في 3/111ر: إعالم املوقعين، ينظ -[301]

وما يليها. 231، ومفهوم خالف األصل: دراسة تحليلية في ضوء مقاصد الشريعة اإلسالمية، محمد البشير الحاج سالم، ص 4/112التشريع. ينظر: املوافقات

.147مقاصد الشريعة، ص -[302]

.4سورة القلم، اآلية: -[303]

، تحقيق: أحمد الشرقاوي إقبـال.4/353والتحصيل، البيان -[304]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

199

ة صحيحة، وتقريبا للموضوع :وتأسيسا على ذلك فإمهال الزوجة ة وأحاديث نبوي هو رفع للضرر املأمور به شرعا بنصوص قرآني

نذكر منها ما يلي:

القرآن الكريم: .1

ده {لى: قوله تعاه بول

ود ل

مول

دها وال

بول

تضار والدة

. [305]}ال

.[306]...«ال تأبى األم أن ترضعه إضرارا بأبيه، وال يحل لألب أن يمنع األم من ذلك »قال ابن العربي في تفسير اآلية:

عسف في استعمال حق واليته، وفيه ف في استعمال حق رضاع ابنها ففي هذه اآلية نهي لألب عن الت عس أيضا نهي لألم عن الت

املعنى: ال تأبى األم أن »، يقول القرطبي في تفسير اآلية: [307]بأبيه، وذلك بأن تأبى أن ترضعه إضرارا بأبيه أو تطلب أكثر من أجر مثلها

األم من ذلك مع رغبتها في اإلرضاع؛ هذا قول جمهور ترضعه إضرارا بأبيه أو تطلب أكثر من أجر مثلها، وال يحل لألب أن يمنع

.[308] «املفسرين

[} يهنقوا عل وهن لتضي تضار

م وال

ن وجدك نتم م

سك

سكنوهن من حيث

[.309قوله تعالى: }أ

كنتم )...(، وإنما أمر الرجال أن اسكنوا مطلقات نسائكم من املوضع الذي س»االستدالل باآلية: أن املقصود: ووجه

.[310] «وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل»ثم قال الطبري: « يعطوهن مسكنا يسكنه مما يجدونه، حتى يقضين عددهن..

ي د ها، فعليه أن يسكنها وينفق عليها: »[311]وقال السقها بعل

ق عليه وهي ، فإذا كان الشارع قد جعل لها هذا الح[312]«واملرأة إذا طل

م لها جهد إمكانه وقدر سعته أفضل من طالق، فإذن حق الزوجة آكد برقبة زوجها وهو واجب عليه. فوجب أن يقدة معتد

.[313].العيش..

ة الرجل زوجته وخصوصا مطلقته كأن يضارها بالتضييق عليها في النفقة أو السكن أو امللبس ومن هنا ال يجب مضار

ة" هنا أن والعالج ونحو ها من أجل أن تفتدي منه بمالها أو تخرج من مسكنه، ويرى الشيخ مصطفى الزرقا أن األقرب في تفسير "املضار

كنى لقهرها وإيذائها نقمة منه عليها، حيث أراد فراق ق عليها في الس ة، ويضي فقة خالل العد قته في النر الرجل على مطل

ها وانقطعت يقت

راح الجميل الذي أمر هللا تعالى به الزوج إذا كان مريدا رغبته في ا ستمرار العالقة الزوجية؛ وذلك على خالف ما يقتضيه الس

.[314]للطالق

ة النساء في الطالق، فأبطل حق الرجل بإعادة »يقول حسن خالد: لقد أبطل اإلسالم ما كانت عليه عادة العرب من مضار

ته بعد الثالثة إال إذا مطلقته إلى عصمته من غير حصر قته إلى ذمتين، وحرم على املطلق إعادة مطل بعدد حيث حصر الطالق بمر

جت من غيره زواجا مقصودا لذاته وبعد طالقها منه .[315]«تزو

ة: .2 بوية الن

ن الس

ضرار( -وسلم صلى هللا عليه -: أن رسول هللا -رض ي هللا عنه -عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري - أ ضرر وال

.[316]قال: )ال

. 233سورة البقرة، من اآلية: -[305]

.1/212 البقرة، سـورة تفسير القرآن، أحكام -[306]

.116سرار، ص األسرة، حميد م أحكام في وتطبيقاتها الحق نظرية -[307]

، تحقيق: سالم مصطفى البدري.110، ص 3، ج2القرآن، مج ألحكام الجامع -[308]

.6سورة الطالق، من اآلية: -[309]

.12/137القرآن، تفسير سورة لطالق، تأويل في البيان جامع -[310]

ي الرحمن عبد بن إسماعيل هو -[311] د .1/236 حجر، البن امليزان لسان: رينظ. للهجرة 127 سنة توفي فقيه، ثقة الكبير، الس

28/94 القرآن، تفسير في البيان جامع: ينظر -[312]

.169مقارنة، محمد بلتاجي، ص دراسة: األسرة أحكام ، وفي69الزيدي، ص خماس عباس الكريم، مصطفى القرآن في الكسبي العمل آيات -[313]

بتصرف. 31إسالمي، ص الحق في قانون باستعمال التعسف لنظرية قانونية صياغة -[314]

.223وبعدها، ص الهجرة قبل املدينة مجتمع -[315]

ابن رواه حسن حديث -[316]يرهما قطني والدار ماجة

، وغ

ه مسندا

أ في مالك وروا

وط

امل

بيه عن يحيى بن عمرو عن مرسال

ملسو هيلع هللا ىلص النبي عن أ

ط

سق

أب ف

ه سعيد، اأ

ول

رق ي ط ، أخرجه بعضها يقو

ال باب الصلح، کتاب ، والبيهقي،2/57 ...املحاقلة عن النهي باب البيوع، کتاب والحاكم، ،4/228 األقضية، الدارقطني، کتاب بعضا

الذهبي. ووافقه مسلم شرط على اإلسناد صحيح: الحاكم ، قال70 - 6/69ضرار، وال ضرر

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

200

رر - -ففي الحديث الشريف إشارة إلى أن النبي رار، وعن إلحاق الضرر بالغير ابتداء أو مقابلة الض رر والض نهى عن الض

رر .بالض

، فأما إدخال الضرر على فاملعنى: أن الضرر نفسه منتف في الشرع، وإدخال الضرر بغير حق كذلك )...(»يقول ابن رجب:

.[317]«من يستحقه، فهذا غير مراد قطعا

رر ممنوع، وإدخاله على الغير ممنوع »ويقول محمد زكي عبد البر: واملعنى: أن ال تدخل على أحد ضررا بحال؛ فالض

.[318]«كذلك

:

ب»وأضاف قائال

.[319]«دليل فإن قوله عليه السالم )ال ضرر( يعم جميع أنواع الضرر إال

ريني: وعندي: أنه إذا انتفت مشروعية الضرر بصريح »كما أن الحديث يحرم كل أنواع الضرر إال ما استثني بدليل، يقول الد

ي إلى الضرر مقصودا أم غير مقصود؛ -صلى هللا عليه وسلم -قول النبي : )ال ضرر وال ضرار(، كان ذلك نهيا عن األفعال التي تؤد

ا .[320]«لواقعة الضرر في أي صورة من صورها تطبيقا لعموم هذا الحديث في أوسع مدى إال ما استثني منه بدليل اجتثاث

ف في استعمال الحق إضرار بالغير منع بنص الحديث الشريف. عس وبما أن الت

دب -ب بن جن

ل -س-حديث سمرة

خ

ه عضد من ن

ل

ت

انه ك

نصار أ

ن في حائط رجل من األ

ان سمرة

كال: ف

ه، ق

هل

جل أ ال: ومع الر

، ق

ن يه أ

ب إل

لط

بى، ف

أن يبيعه ف

يه أ

ب إل

لط

يه، ف

ق عل

ى به ويش

ذيتأ

له ف

ى نخ

ل إل

ى الن يدخ

تأبى. ف

أه ف

ب - -بي يناقل

لط

ه، ف

لك ل

ر ذ

كذف

بي يه النب - -إل

مرا رغ

ا أ

ذا وك

ذك ك

ه ول

هبه ل

ال: ف

بى. ق

أه ف

ن يناقل

يه أ

ب إل

لط

بى، ف

أن يبيعه ف

قال أ

. ف نت مضار

قال: أ

بى، ف

أه فيه ف

ه - - رسول للالع نخ

لاق

هب ف

: اذ نصاري

.[321]لأل

ق متى كانت منفعة صاحب الحق تافهة يسيرة ة أو صفتها تتحق في هذا الحديث الشريف داللة واضحة على أن عنصر املضار

فه وإضراره بالغير. بقلع نخالت سمرة - -بجانب الضرر الذي يصيب غيره في مصالح حيوية له. لذا أمر الرسول جزاء له على تعس

له، لدفع ضرر ب عنه ضرر يسير، وجب تحم وفي الحديث أيضا داللة على قيام الحاكم بالتوفيق بين املصلحتين، وإن ترت

عويض العادل وفيق قض ى بقطع أسباب الضرر مع الت .[322]أشد، فإن عجز عن الت

عمان بن بشير -جـبي -س-عن الن

ال -ف -عن الن

صاب ق

أى سفينة، ف

وم استهموا عل

ل ق

مث

والواقع فيها، ك

ى حدود للا

ل القائم عل

: )مث

اء ا استقوا من امل

سفلها إذ

ذين في أ

ان ال

كها، ف

سفل

ها وبعضهم أ

عال

ا بعضهم أ

رق

نا في نصيبنا خ

رق

ا خ ن

و أ

وا: ل

قال

هم، ف

وق

ى من ف

وا عل مر

يديهم نجو ى أ

وا عل

ذخ

وا جميعا، وإن أ

كرادوا هل

وهم وما أ

رك

إن يت

نا، ف

وق

م نؤذ من ف

.[323]ا، ونجوا جميعا(ول

مشروعا إال ووجه االستدالل

بهذا الحديث: إن من هم في أسفل السفينة مع أن لهم الحق في استعمال نصيبهم استعماال

ر سلبيا على املجموع. أنه يمنع عليهم اإلضرار بغيرهم، وهذا دليل على منع األفراد من التصرف بحق يؤث

رر باآلخرين، وأنه إذا أراد ويستفاد من الحديث أيضا: أنه يدل على أنه ليس لصاحب الحق ه بما يلحق الض التصرف بحق

ن ذلك من خالل أمر الرسول في الحديث - -إحداث الضرر، وجب على الجماعة منعه من ذلك؛ الرتباط املصالح فيما بينهم، ويتبي

رر بهم، وهو هالك فا وحراما الشريف بمنع من في أسفل السفينة من خرقها؛ ملا فيه من إلحاق الض .[324]الجميع، ففعلهم يكون تعس

عمل الصحابة: .3

دة بطرق الحديث تخريج: وينظر ،288 - 287 ص والحكم، العلوم جامع -[317] ملحمد األخبار" سيد أحاديث من األخبار منتقى شرح األوطار نيل" في كتاب: متعد

.260/ 5 م،1983 - هـ 1403 ،1ط العلمية، الكتب دار الشوكاني، علي بن

الحقوق، كلية املصرية، الوجهة من واالقتصادية القانونية الشؤون في للبحث واالقتصاد نون القا مجلة اإلسالمي، الفقه في الحق استعمال إساءة -[318]

.25 ص م،1986 والخمسون، العدد األول، السادسة السنة جامعة القاهرة،

.27 ص املرجع السابق، -[319]

.122اإلسالمي، ص الفقه في الحق استعمال في التعسف نظرية-[320]

، ضبطه وصححه: عبد هللا محمود محمد عمر. 9/128(، 31ن أبي داود، كتاب القضاء، باب )عون املعبود شرح سن -[321]

والعلوم واآلداب الفنون لرعاية األعلى املجلس تيمية، ابن اإلمام ومهرجان اإلسالمي الفقه أسبوع زهرة، أبو محمد الحق، استعمال في التعسف-[322]

.38م، ص1961 ابريل 6 -1 افقاملو هـ1380 ( شوال21-16) دمشق - االجتماعية

، وأخرجه في كتاب الشهادات، باب القرعة في املشكالت 5/157فتح الباري، ينظر: رواه البخاري، كتاب الشركة،باب هل يقرع في القسمة واالستهام فيه؟ -[323]

عن النعمان بن بشير.

في الطالق من للحد الشرعية ينظر: التدابير -[324] .56جانم، ص محمد فخري ون، جميلوالقان الفقه في التعس

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

201

أنه بعد أن انتصر املسلمون على الفرس في موقعة القادسية لم يجد رجالهم نساء مسلمات كافيات للزواج )): روى اإلمام الطبري -أ

ان الذي كان واليا على املدائن في بالد منهن في تلك البالد الفارسية فأرغمتهم الضرورة، فبعث عمر بن الخطاب إلى حذيفة بن اليم

العجم رسالة يقول فيها: بلغني أنك تزوجت امرأة من أهل املدائن من أهل الكتاب؛ وذلك ما ال أرضاه لك، فطلقها وال تبقها في

حتى تخبرني.عصمتك. فكتب إليه حذيفة: أحالل هذا الزواج أم حرام؟ وملاذا تأمرني بطالق هذه املرأة الكتابية؟ لن أطلقها

.[326((]وخداعا؛ وإني أخاف عليكم منه [325]فكتب إليه عمر ابن الخطاب: هذا الزواج حالل؛ ولكن في نساء األعاجم خالبة

ه املدائن وكثرت املسلمات -إلى حذيفة -وفي رواية: بعث أمير املؤمنين عمر بن الخطاب

إنه بلغني أنك تزوجت امرأة )): -بعد أن وال

.((هاائن من أهل الكتاب فطلقمن أهل املد

فكتب إليه حذيفة: ال أفعل حتى تخبرني، أحالل أم حرام؟ وما أردت بذلك؟

فكتب إليه عمر رض ي هللا عنه: ال، بل حالل ولكن في نساء األعاجم خالبة، فإذا أقبلتم عليهن غلبنكم على نسائكم.

.[327]نساء أهل الذمة لجمالهن، وكفى بذلك فتنة لنساء املسلمين وفي رواية أخرى: إني أخاف أن يقتدي بك املسلمون، فيختاروا

.[328]فطلقها -أي: اقتنعت -فقال حذيفة: اآلن

جها حذيفة كانت يهودية فكتب إليه عمر اص: أن التي تزو أن خل سبيلها. فكتب إليه حذيفة: أحرام : --وفي رواية الجص

.[330]منهن [329]أخاف أن تواقعوا الـمومسات : ال، ولكني-رض ي هللا عنه -هي؟ فكتب عمر

إال أنه مقيد بشروط ال بد من اعتبارها، وإن نهي خليفة املسلمين -وإن كان مباحا -وعليه؛ فإن زواج املسلم بالكتابية

، وإنما هو يعمل بموجب السلطة التي وال

ه هللا إياها؛ فهو وإمامهم عن مباح؛ لرؤيته املصلحة في ذلك، ال يعني: أنه قد حرم حالال

مؤتمن على املجتمع اإلسالمي.

على النهي من الخليفة عمر بن الخطاب لحذيفة بن اليمان عن الزواج من الكتابيات ةووجه الداللة: داللة هذا األثر دال

ب على هذا املباح، فمنعه حماية للصالح الع عن مع أن هذا الزواج في أصله مباح دفعا ملفسدة عظمى تترت

ام بإبعاد نواب الخليفة أوال

خداع األجنبيات لهم، أو إبعاد وقوع الفتنة بين املسلمات اللواتي يكثر عددهن، وينصرف رجال املسلمين عنهن لجمال الكتابيات أو

.[331]اتخشية مواقعة املومسات منهن... وكل ذلك ضار باملصلحة العامة ومناقض للحكمة التي من أجلها أبيح التزوج بالكتابي

:وهذا الرأي بمنع الزواج بالكتابيات استند فيه الخليفة إلى حجتين

ي إلى كساد الفتيات املسلمات وتعنيسهن .األولى: ألنه يؤد

الثانية: ألن الكتابية تفسد أخالق األوالد املسلمين ودينهم، وهما حجتان کافيتان في هذا املنع، إال أنه إذا نظرنا إلى عصرنا

ت تجعل هذا املنع أشد...فإننا سنجد .[332]مفاسد أخرى كثيرة استجد

ق الحكمة التي من أجلها أبيح التزوج بالكتابيات .[333]لذلك من األولى عدم زواج الكتابيات إذا لم يحق

بضبطه ، عنيت183الصحاح، ص مختار في )خلب( مادة: ينظر. باللسان، أو رقيق الحديث الحديث، أو هي: الخديعة وحسن الخديعة: الخالبة -[325]

.1/247املعجم الوسيط، املوالي، خلف سميرة: وتصحيحه

.377/ 2 القرآن، آي تأويل عن البيان جامع -[326]

.86، وينظر: تاريخ الفقه اإلسالمي، ملحمد يوسف موس ى، ص 75"اآلثار"، ص كتابه: في الحسن بن محمد خرجه األخيرة الزيادة مع األثر هذا -[327]

.3/294ينظر: تاريخ الطبري، -[328]

خذ البغي أو العاهر التي املرأة: الـمومس -[329] مهنة الزنا تتةرأ ن تلينالتي الفاجرة لها، أو هي: امل

ريعا سميت كما بالفجور. املجاهرة ، يريدها مل

رع من خ

وهو التخ

ومسات ، مومسات الخدمة إماء سميت وربما ، والضعف الليناللغة، في بتصرف، واملحيط 6/258العرب، مادة )ومس(، مجاهرة. ينظر: لسان الفواجر: وامل

، تحقيق: محمد عثمان.3/136: ومس، الطالقاني، حرف السين، مادة عباد البن

كمال: تحقيق 3/474 شيبة، أبي البن واآلثار، األحاديث في ، واملصنف1/224 منصور، بن سعيد ، وراجــع أيضا: سنن2/397ينظر: أحكام الجصاص، -[330]

.260ص بلتاجي، محمد مي،اإلسال التشريع في الخطاب بن عمر ، ومنهج1/583الحوت، وتفسير القرآن العظيم البن كثير، يوسف

.48 - 47جانم، ص محمد فخري والقانون، جميل الفقه في التعسفي الطالق من للحد الشرعية ينظر: التدابير -[331]

- 81عنهم، رشيد كهوس، ص تعالى هللا رض ي الراشدين الخلفاء سيرة في ، محاضرات214الخطاب، عمر التلمساني، ص بن عمر املحراب ينظر: شهيد -[332]

82.

السلك موظفي خاصة الشرعية، السياسة قبيل من عصرنا في بالكتابيات التزوج منع على والة املسلمين يجب أنه يبدو في هذا املوضوع الحساس: الذي -[333]

أنه كما الغير، إلى الدولة ارأسر تتسرب وال للخطر، املسلمين مصالح تتعرض ال حتى املسلحة والجيش، القوات ورجال الدبلوماس ي وموظفو الهيئات الرسمية،

بأخالقهن، وحب الهجرة إليهن في والتخلق منهن املومسات ومواقعة الكتابيات بجمال والفتنة الحديث، برقيق الخديعة من زماننا في املسلم الشباب على يخش ى

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

202

ويستفاد مما سبق: أن املباح يمنع خشية أن يترتب عليه ضرر عام سواء أكان ذلك في مواقعة املومسات منهن، وفي هذا

رر ال يخفى، أم في تتابع رجال املسلمين في الزواج من الكتابيات رغبة في جمالهن، فتترك املسلمات بال أزواج فيقعن فيما حرم هللا ض

وهذه مفسدة عظمى لم يشرع نكاح الكتابيات من أجلها.

ة الفرار من توريثها وحرمانها من حقها.ألن الطالق في هذه الحالة مظن فتوى عثمان بن عفان في توريث املبثوثة في مرض املوت؛ -ب

ها؟ قال: أما عثمان رض ي هللا -فقد روي عن ابن أبي مليكة قال: سألت عبد هللا بن الزبير عن رجل يطلق امرأته في مرضه فيبت

ثها ببينونته إياها -عنه ورثها، وأما أنا فال أرى أن أ . [334]فور

ق عبد الرحمن بهاوفي رواية عنه: طل ثها عثمان [335]ن عوف تماضر بنت األصبغ الكلبية فبت تها، فور رض ي -، ثم مات وهي في عد

.[336]وأما أنا فال أرى أن ترث ببينونته -هللا عنه

ثها مين وصار من فقهائهم، والرواية عن عثمان مختلفة، فروى عنه: أنه ور وعبد هللا بن الزبير قد عاصر الصحابة املتقد

ثها بعد انقضاء العدة، وهم ال يقولون به، رواه مالك عن الزهري عن طلحة بن عبد هللا بن عوف في العد ة، وروى عنه: أنه ور

.[337]قال: وكان أعلمهم بذلك. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن

تث أم حكيم بنت قارظ من عبد هللا بن مکمل بعدما حل .[338]وروى عن عثمان أيضا: أنه ور

قها، فقال لها: إذا حضت ثم وروى مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: بلغني أن امرأة عبد الرحمن بن عوف سألته أن يطل

قها البتة أو تطليقة لم يكن بقي له عليها من الطالق طهرت فآذنيني، فلم تحض حتى مرض عبد الرحمن، فلما طهرت آذنته فطل

ثها عث تها -رض ي هللا عنه -مان بن عفان غيرها، وعبد الرحمن يومئذ مريض، فور .[339]منه بعد انقضاء عد

ف هنا في إعمال الباعث غير املشروع -رض ي هللا عنه -فمن خالل هذا االجتهاد الصادر من سيدنا عثمان عس ى التيتجل

ملبدأ العم

ها، فعامله الشرع بنقيض قصده إعماال ق حرمان املرأة من حق ى املطل ل باملصلحة.بحيث توخ

ا: الوسطية: ثاني

ينطلق الشرع في تأسيس أحكامه على منهج الوسطية لتحقيق التوازن والعدل بين مصالح الفرد والجماعة، بل بين مصالح

ون الاس ويك ى الن

هداء عل

ونوا ش

تك

ا ل

وسط

ة م

م أ

ناك

لك جعل

ذ{األفراد أنفسهم، قال تعالى: }وك

هيدا

م ش

يك

سول عل .[340]ر

وتأسيسا على ما سبق: فقد اتسمت حقوق األسرة بالعدل واملساواة التكاملية، بل على التقابل الذي يجعل الحق في مقابل

الحكم الواجب وذلك ابتغاء للوسطية املنشودة وتحقيقا ملصلحة األسرة وعدم اإلضرار. لذلك انطلق الفقهاء من مبدأ الوسطية في

ا. بإمهال الزوجة للتجهيز معتبرين أن التعجيل بالدخول إضرار بها والتأخير عليه إضرار به، فكان الحكم وسط

ا: قياس األولى: ثالث

ا على األسرة أولى من الصبر على الغريم، وإذا وجب في الثاني فمن باب أولى في ال شك أن الصبر على الزوجة للتجهيز حفاظ

ل الغريم فيما حل عليه من الحق بقدر ما يهيئه وييسره، وال يباع عليه فيه عروضه (،...)))رشد: األول، يقول ابن وإذا وجب أن يؤج

ئ من شأنها ما تحتاج إليه في القدر الذي ال يضر بالزوج أن بالغا ما بلغ في الحين، فاملرأة أولى بالصبر عليها في الدخول بها إلى أن تيه

ر إليه .[341((]يؤخ

فيسهل بالتالي تعاليمه وقيمه، كل البعد عن بعيد زماننا في املسلم بالشبا من الكثير وأن خاصة اإلسالم، تماما عن دين وبالتالي االبتعاد ظل البطالة والفراغ،

.دينهم عن خديعتهم وفتنتهم

.7/362 الكبرى السنن في البيهقي أخرجه -[334]

.الرواية وقعت وبه الصواب على كذا -[335]

.7/362 الكبری السنن في هقيالبي طريقه ومن ،294ص الشافعي، مسند في وكذا ،236 - 5/207 األم في الشافعي أخرجه -[336]

في والبيهقي ،294ص الشافعي، مسند في وكذا ،5/236 األم في الشافعي طريقه ومن ،2/571 املريض طالق باب الطالق، کتاب املوطأ، في مالك أخرجه -[337]

.7/362 الكبرى السنن

.363 - 7/362 الکبری السنن في والبيهقي ،(12197)ح املصنف، في الرزاق عبد أخرجه -[338]

.7/363 الكبرى السنن في البيهقي طريقه ومن ،2/572 املريض طالق باب الطالق، کتاب املوطأ، في مالك أخرجه -[339]

.143سـورة البقرة، من اآلية: -[340]

.4/353والتحصيل، البيان -[341]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

203

ا: الع ـرف: ـرابع

بين املسلمين من املتعارف عليه ها إلى زوجها، وهو عرف

ال يخالف نصوص الشرع ومقاصده بل تجهيز الزوجة قبل زف

للمود يخدمها ويقو

ي مقاصد ة والرحمة والسكن. لذلك فعرف اإلمهال مما يقو ي من ذكرها تنظيما للعالقة بين الزوجين وحصوال

.عضدها ح ويشد النكا

ا من هذه الرؤية الهادفة نطرح السؤال التالي : ما هي مقاصد إمهال الزوجة للتجهيز؟وانطالق

الزوجة للتجهيز وسيلة لتحقيق مصلحة األسرة نظار إ املطلب الثاني:

ا وثيقا باملقاصد الشرعية املرجوة منها، ويعتبر مخالفتها والخروج عنها عين يرتبط منح الحقوق في املنظومة اإلسالمية ارتباط

ه اإلسالم وأمر باجتنابه. عسف الذي ذم الت

وتأسيسا على ذلك فقد أفتى املالكية باإلمهال ملقاصد مرجوة يمكن إجمالها في تنظيم العالقة بين الزوجين، وحصول املودة

.[342]والرحمة والسكن، ونحوها

: تنظيم العالقة بين الزوجين: أوال

ظيم العالقة بين الزوجين يستلزم رضا كل طرف باآلخر حتى يكون كل منهما مدعاة لسرور اآلخر وسبب هنائه في ذلك بأن تن

: - -معيشته، فقد قال عبة

غيرة بن ش

ما(آمرا امل

ن يؤدم بينك

حرى أ

ه أ إن

يها؛ ف

ر إل

[343])انظ

حرى أ

ن تدوم ، أي: يصلح ويوفق بينكما وأ

ما. بينك

ة ود

امل

ووجه الداللة: أن النظر إلى الزوجة في أحسن حلة مآله إلى التوفيق واإلصالح الذي يساهم ال محالة في تماسك األسرة

د عليه الصالة والسالم في الحديث الصحيح الذي رواه ابن عباس أنه قال - -وتعاضدها، وهو ما أك

حب أ

ي أل

ما : )إن

ة ك

مرأ

ن لل تزي

ن أ

ن للان لي؛ أل ي ن تز

حب أ

عروف{...( أ

يهن بامل

ذي عل

ل ال

هن مث

.[345]-[344]يقول: }ول

من هنا نقول: إن املقصد من تجهيز املرأة: هو حصول الرضا املطلوب لتنظيم العالقة بين الزوجين.

ا: ال سكن واملودة والرحمة:ثاني

نف ن أ م م

كق ل

لن خ

م يعد السكن قيمة معنوية جعلها هللا أساس قيام األسر واستقرارها، قال هللا تعالى: }ومن آياته أ

سك

ي

لك آل إن في ذ

ورحمة

ة ود م م

يها وجعل بينك

نوا إل

سك

ت زواجا ل

رون{أ

قوم يتفك

.[346]ات ل

ولحصول هذا السكن والطمأنينة داخل األسرة حرص الشرع على توفير ظروفه من تزين كل زوج لآلخر ليرض ى بصاحبه ويقنع

بصحبته. ومن هنا اشترط الفقهاء إمهال الزوجة للتجهيز تحقيقا للظروف املفضية لبلوغ السكن؛ إذ ال شك في تالزم الرضا عن

وحصول السكن الذي يبتغيه اإلسالم داخل األسرة.

الزوجة شكال

د أن رضا فور منها بدليل الحديث السابق الذي أك ر حصولهما في غياب الرضا عن الزوجة والن أما املودة والرحمة: فال يتصو

جهيز ه ظر إلى الزوجة مما يؤكد أن فتوى إمهال الزوجة للت و في أساسه يقصد منه تحقيق مقاصد عظمى الزوج وسروره يحصل بالن

تؤول إلى الحفاظ على األسرة واستقرارها ودوام استمرارها.

غيرات والجدير باإلشارة أن األسرة املسلمة في الواقع املعاصر شهدت تغيرات سلبية في ظل الغزو الثقافي الغربي والت

ر في مفهومها وأصل ب غي نائها ووظائفها ونظامها وغاياتها وعالقاتها، وظهرت دعوی بناء األسرة الالتقليدية املعاصرة؛ فقد تعرضت للت

وبناء العالقات األسرية على أساس املنفعة واملصالح املادية، وسيادة القيم والثقافة الغربية في كيان األسر املسلمة، وضعف مشاعر

، ضبطه: محمد عبد السالم أمين.4/12الزرقاني، فصل في الصداق، عنه ذهل فيما الرباني الفتح ومعه خليل سيدي مختصر على الزرقاني ينظر: شرح -[342]

وغيرهم. 2/8والطحاوي 2/134والدارمي، 1/202والترمذي 2/73 والنسائي (518 - 515" )سننه" في منصور بن سعيد أخرجه -[343]

.228 من اآلية: البقرة، سورة -[344]

قسم كتاب للبيهقي، الكبرى، السنن -[345]وز و ال

ش

ة حق باب ، الن

رأ ى امل

جل عل .10/210(، ومصنف ابن أبي شيبة، 13797) رقم حديث الر

.21 اآلية: الروم، سورة -[346]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

204

عد أس الكيان األسري -املودة والرحمة قدم ، وظهور -التي ت االنعزالية واملصالح الفردية، وفقدت األسرة املسلمة أثرها في الصالح والت

ر طو قدم والت .[347]االجتماعي بدعوى الت

الدخول بين سلطة الزوج وسلطان الدولة حق املطلب الثالث:

ا، من هنا كان ا خالص ا فردي س حق ا وليا يراعي مصلحة الفرد والجماعة مع يعتبر الحق في املنظومة اإلسالمية حقا مزدوج

.بين سلطة الفرد وسلطان الدولة د استعماله يترد

وتأسيسا على ذلك نتساءل: ما ضوابط استعمال الزوج لحق الدخول؟ وما مدى سلطان الدولة في تقييده؟

: سلطة الزوج في استعمال حق

الدخول بزوجته. أوال

ة والنفسية هي مقاصد تعود بالنفع على األسرة عموما إال أنه ومع اعترافنا بهذه ال ينكر أحد مقاصد الدخول الحسي

املقاصد العظمى فاستعمال هذا الحق مرتبط بمصلحة األسرة و عدم اإلضرار.

مصلحة األسرة: - أ

اإلخالل به حق الدخول: هو تنظيم للعالقة بين الزوجين وحصول للمودة والرحمة والسكن. لذلك نهى الشرع عن تضييعه و

حفاظا على األسرة واستقرارها.

وعليه، فإجبار الزوجة على الدخول بها من ساعته مع عدم رضاها فيه تغييب لهذه املصالح املرجوة، ومن هذا املنطلق أفتى

العقد بشرط أن املالكية باإلمهال بها عن الدخول وعدم تمكين الزوج ولو دفع الزوج ما حل من الصداق إن اشترطت على الزوج عند

ا على مصلحة األسرة ودوام العشرة واأللفة بين الزوجين، أو مراعاة لظروف خاصة، كاملرض، [348] ال تتجاوز املدة سنة..كل ذلك حفاظ

أو الصغر، ونحوه.

ز به على العادة من حضر أو بدو، حتى ل و كان وإذا قبضت الحال من صداقها قبل بناء الزوج بها فإنه يلزمها أن تتجه

ل وكان نقدا ل لها املؤج ز بأزيد منه، ومثل حال الصداق ما إذا عج .العرف شراء دار لزمها ذلك، وال يلزمها أن تتجه

جهيز للشرط أو أم حل إال لشرط أو عرف )أي: فإنه يلزمها الت

جهيز سواء أكان حاال وإن تأخر القبض عن البناء لم يلزمها الت

.[349]العرف(

وافق وال ة أن من املقاصد الشرعية للعقد: انتظام املصالح بين الزوجين ليحصل الت همجدير باإلشارة في هذه املسألة امل

رو رعي قبل الش ع واالنسجام والنسل، ويتربى تربية سليمة، وال يحصل هذا مع غاية املنافرة بينهما، فإذا عرف سبب انتفاء املقصود الش

.[350]نه حينئذ عقد ال تترتب عليه فائدته ظاهراوجب أن ال يجوز؛ أل

ف واإلضرار: - ب عدم التعس

املعيار األول للتعسف بحيث يدخل معيار سوء النية في النطاق الخاص للعقد، وال يتالقى إال -قصد اإلضرار -يعد معيار

ي يمكن أن نجدها في كافة العالقات اإلنسانية. ومن نادرا خارج العالقات العقدية؛ ومع ذلك فإن ثمة تصرفات لها دافع غير أخالق

صرفات بمقتض ى معيار يجمع بمقتضاه سوء النية، حتى ولو لم يرد بشأنه أي نص، عسف يعاقب على هذه الت البدهي أن يكون الت

والقضاء بصفتها من أبسط لذلك يس يء استعمال حقه من يتعمد بهذا االستعمال اإلضرار بغيره وهي القاعدة التي أجمع عليها الفقه

.[351]قواعد العدالة والتي تقض ي بمنع استعمال الحق بنية اإلضرار بالغير

ر منه. وبما أن مجال األسرة من أكثر ف، لذا فقد نهى عنه الشرع وحذ إن استعمال الحقوق بنية اإلضرار هو عين التعس

فقد نهت كثير من النصوص عن استعمال الحقوق فيها بنية اإلضرار.. ومن املجاالت التي قد يظهر فيها ذلك نتيجة لالحتكاك اليومي

زواجهن ن ينكحن أ

وهن أ

عضل

ت

ال

هن ف

جل

ن أ

غبلساء ف

قتم الن

لا ط

عروف {أمثلة ذلك قوله تعالى: }وإذ

ا تراضوا بينهم بامل

.[352] إذ

عكاشة، جميل املعاصرة"، تحرير: رائد التغيرات ظل في املسلمة ينظر: التكامل الفكري األسري في الرؤية اإلسالمية، منى عبد القادر أبو الحمد، بحث ضمن كتاب " األسرة -[347]

ھوس ، بحث ضمن نفس الكتاب، ص رشید املغربية، األسرة ومدونة اإلسالمية الرؤية في األسرية بتصرف، واملسؤوليات 311ص ضوء على وحقوقها األسرة ، وضوابط648ک

.40 - 20هدوي، ص ص: العزيز عبد القضائي، والعمل اإلسالمي والتشريع األسرة مدونة

، تحقيق: محمد عبد هللا شاهين.3/137الكبير، باب في النكاح، فصل: في بيان أحكام الصداق، الشرح على الدسوقي ينظر: حاشية -[348]

.3/175املرجع السابق -[349]

.988 - 987الجبرين، ص العزيز عبد بن هللا الفقهية، عبد الرسائل بتصرف، مجموع 3/293ينظر: فتح القدير -[350]

. 529الحق، فتحي الدريني، ص استعمال في التعسف الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده ونظرية -[351]

..232من اآلية: ،البقرة سورة -[352]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

205

ة في تقييد حقوق األسرة: فتأتي في حالة تضار املصالح بين أفراد األسرة؛ مما يجعل تدخل ولي األمر أما أما سلطة الدول

قييد والحد من بعض الصالحيات وذلك لتحقيق استقرار األسرة واستمرارها، ملزما لغرض التوفيق واملوازنة، وقد يؤول األمر إلى الت

الحقوق بشرط أن تكون الحالة امللجئة حقيقية وليست مفتعلة، وأن ال يكون هناك مخرج يحقق فمن حق ولي األمر تقييد املباح من

.[353]املراد غير هذا التقييد، وأن تكون املصلحة عامة

ا: سلطان الدولة في تقييد حق الدخول ثاني

ا منصوصا عليه بنصوص قطعية إال أن تدخ ل الدولة أو املفتي يكون في ال يمكن للدولة تقييد حق الدخول باعتباره حق

وملا كان أمر إجبار الزوجة على الدخول من ساعته .مقاصده الشرعية تنزيله على الواقع؛ إذ قد تعترضه من العوارض ما يمنع استيفاء

ا مطلق تولم الفتوى ه تددون تجهيز قد يضر بالزوجة بل قد يكون سببا في عدم استيفاء املقاصد الشرعية قي ا.جعله حق

ويحفظ يحفظها ما التشريعات من لها وشرع قدرها الزوجية للحياة جعل يتضح مما سبق أن التشريع اإلسالمي قد وهكذا

ها في نعمت ولقد. والفوض ى والظلم الطغيان أخطار من األسرة م ظل التشريعات تلك تفصيل جاء وقد واألمن، السكينة ظالل عليها وخي

عامل في وحدوده اآلخر، تجاه وواجباته الزوجين من كل حقوق أبانا حيث والسنة، الكتاب في وحقوق املوت وبعد الحياة في معه الت

.[354]املجتمع وبالتالي األسرة سعادة وتأمين بالقسطاس العدل ضمان فيه شافيا بيانا اآلباء، على واألبناء األبناء على اآلباء

الخاتمة:ها هذا املوضوع، محاور بعد هذا عرض :نذكر اآلتيتوصلنا إلى مجموعة من النتائج، من أهم

ترتكز حقوق األسرة في الفقه اإلسالمي على ركائز ثالثة أساسية وهي: .1

الحق منحة إلهية من هللا تعالى. - أ

الحق وسيلة لتحقيق مصلحة شرعية. - ب

ألسرة تكون في حالة انتهاك حقوق استعمال الحق بين سلطة الفرد وسلطان الدولة، وأن سلطة الدولة في تقييد حقوق ا - ج

وهي ركائز كما يظهر تعالج ثالثة أبعاد وهي: البعد املصدري، والبعد املقاصدي، وبعد أفرادها والتعدي على مصالحها.

استعمال الحقوق.

إن االنطالق من هذه الركائز الثالثة له أهمية كبرى تتجلى في: .2

في استعمال الحقوق؛ سرة: وهو أمر له مزايا عديدة، من أبرزها: مراقبة هللا حضور الجانب العقدي واألخالقي في حقوق األ -أ

مما يعني: تجنب التعسف في استعمالها.

فمصادر الحقوق هي نفسها مصادر التشريع، لذا .البعد املصدري: تستمد حقوق األسرة أحكامها من مصادر التشريع -ب

ابط االجتهاد في الفقه اإلسالمي، ومن ثم يقسم االجتهاد في حقوق األسرة إلى فالحديث عن االجتهاد فيها ال بد أن يخضع لضو

قسمين:

،األول: اجتهاد فيما ال نص فيه: وهو اجتهاد ينطلق من املقاصد العامة للشريعة اإلسالمية والقواعد الكلية لألسرة

ويعتمد آليات االستنباط املتفق عليها.

وهو بدوره ينقسم إلى قسمين:الثاني: اجتهاد فيما فيه نص حقوقي :

األول: اجتهاد في فهم النص: ويكون في النص ظني الداللة والثبوت أو ظني أحدهما أما القطعي فال مجال لالجتهاد

فيه.

الثاني: اجتهاد في تنزيله على الواقع: ويالحظ أن "نظرية التعسف" قد رسمت طريقه واعتمدت آلياته من النظر في

ضرار واعتماد املقاصد.املآالت ودفع األ

وكل ما ثبت بنص ،فكل ما ثبت بنص قطعي الداللة والثبوت فهو حق ثابت ،رحقوق األسرة منها ما هو ثابت ومنها ما هو متغي .3

.اتاملستجدو ا للمصلحة املعتبرة شرعا والواقع ظني الداللة والثبوت أو ظني أحدهما فيجوز تغييره تبع

ق األسرية هي مصالح شرعية مقيدة بضوابط شرعية وليست مصالح عقلية واقعية وهذا أمر ثبت املصالح املرجوة من الحقو .4

في التطبيق حيث تبين أن أغلب املصالح املرجوة هي مصالح تروم مصلحة األسرة واستقرارها.

.41، ص 2012 (،أغسطس566) الكويت، ع اإلسالمية، والشؤون األوقاف وزارة اإلسالمي، الوعي حميد مسـرار، مجلة اإلسالمي.. البناء النظري، الفقه في األسرة حقوق -[353]

.211وبعدها ، حسن خالد، ص الهجرة قبل املدينة مجتمع -[354]

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

206

ستعمال لها يخالف استعمال الفرد لحقوقه األسرية مقيد بضابطين وهما: تحقيق مصلحة األسرة وعدم اإلضرار. لذا فكل ا .5

مصلحة األسرة ويروم اإلضرار هو عين التعسف.

ويجوز لها تقييد املباح منها بشروط تضمن التنزيل ،إذا كانت ثابتة بنصوص قطعية ال يجوز للدولة تقييد الحقوق األسرية .6

األسلم لألحكام على الواقع وبلوغ مقاصدها الشرعية.

لنصوص والعلم بالواقع في اإلفتاء.غزارة علم فقهاء املالكية واستحضارهم ا .7

.في كل أبعادها وتجلياتها صلحة األسرةتحقيق م هدفهمفقهاء املالكية نظرة شمولية للنوازل األسرية، ل .8

، نسأل هللا تعالى السداد والرشاد في القول والعمل وفي األخير .ى هللا على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعينوصل

التوصيات: لبحث ال بد من اإلشارة إلى بعض التوصيات التي تخدم مساره الفكري النظري والتأطيري العملي، وهي كالتالي:في ختام هذا ا

األسرية التوعية مجال في تحسيسية بحمالت خاللها من والقيام العلمية املجالس مع وشراكات عالقات ضرورة إقامة.

أعضائها لكافة األسري األمن تحقيق في ةاألسر بدور الوعي لنشر األسرة لبحوث مراكز إنشاء تشجيع.

األسري التشريع في والواعظات للمعلمات املستمر التكوين من البد.

األسري، اإلرشاد شؤون على القائمين األسرة، وتأهيل بقضايا املعنيين وكل الشريعة كلية خريجي تكوين على العمل ضرورة

.األخالقية وليةباملسؤ وتحسيسهم املهنية، املهارات من وتمكينهم

أصيلة قانونية ثقافة إلرساء الحقوق كليات في الفقهية املواد تدريس دعم.

األسرية بالحقوق املرتبطة وخاصة اإلنسان حقوق ثقافة نشر.

األسرية التربية وقضايا بأصول مقرراتها ضمن واالهتمام العناية ضرورة إلى املختلفة التعليم مؤسسات توجيه.

الرعاية مجال في الوقف استثمار بأهمية الوعي نشر على األسرة، والعمل لحماية واالجتماعية قتصاديةاال الحقوق إعمال

..واملعدمة الفقيرة األسر تواجه التي االقتصادية التحديات ومواجهة األسرية

باألسبا ألتفه األسر وخراب لهدم مشرعا الباب يترك ال حتى للشقاق التطليق تنظيم في النظر إعادة.

املغربية األسرة تعرفها التي املتغيرات مع ملالءمته الفقهي التراث في القراءة تجديد.

األسرية. التربية األسرة ومجال قضايا في األكاديمية الجامعية األبحاث تشجيع

املغربية األسرة حماية في األسرية النزاعات حل وآليات وسائل بأهمية االهتمام ضرورة.

األسرية الثقافة مجال في تكوينية دورات من وتمكينهم الزواج، ىعل املقبلين تأهيل.

الحقوقي واملجال الفقهي املجال في العدالة بمنظومة املتدخلين وجميع القضاة تكوين.

غير أو الحكومية سواء املجتمع هيئات كل فيها يساهم مجتمعية وساطة تصبح لكي األسرية الوساطة دائرة توسيع ضرورة

.الحنيفة اإلسالمية وثقافتهم دينهم تعاليم من النابع الوساطة دور في الفعال االنخراط إلى املجتمع أفراد ومناشدة .الحكومية

الحات، تتم بنعمته الذي هلل والحمد الة الص الم والص ادق محمد نبينا واملرسلين األنبياء خاتم على والس ى األمين الص هللا صل

م وصحبه آله وعلى عليه .وسل

املراجــع:

عن عاصـم القرآن الكريم برواية حفص.

الكتب:: أوال

.اإلحكام في أصول األحكام، تحقيق: سيد الجميلي، دار الكتاب العربي، ط. األولى ه( 1404،)علي بن محمد ،اآلمدي .1

كامل (2015القادر،) عبد الحمد، منى أبو .2 ظل في املسلمة األسرة" كتاب ضمن بحث اإلسالمية، الرؤية في األسري الفكري الت

الفتح ودار األردن، مكتب - اإلسالمي للفكر العالمي املعهد زيتون، عرفات ومنذر عكاشة جميل رائد: تحرير ،"املعاصرة التغيرات

. األولى. ط األردن، - عمان -والنشر للدراسات

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

207

للنشر الثقافة دار الطارئة، الظروف ونظرية الحق استعمال في التعسف نظرية (2002سعيد،) محمود حجير، مجيد أبو .3

األولى.. ط ، األردن - عمان والتوزيع،

.العربية مصر جمهوريةالقاهرة، -أصول الفقه، دار الفكر العربي ( 1958،)محمد ،أبو زهرة .4

ف (1961،) ----------- .5 عس الفنون لرعاية األعلى املجلس ،تيمية ابن اإلمام ومهرجان اإلسالمي الفقه أسبوع الحق، استعمال في الت

.( 21-16) دمشق - االجتماعية والعلوم واآلداب

ا من جوامع ه795) ،عبد الرحمن بن أحمد بن، أبو الفرج الشهير بابن رجب ،أبي البركات.6( جامع العلوم والحكم شرح خمسين حديث

م.1950 -هـ 1363، ط. الثانية، عربيةال مصر جمهورية -القاهرة -الكلم، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأوالده

باكستان. – تيسير أصول الفقه، إدارة القرآن والعلوم اإلسالمية (1990)محمد أنور ، ،البدخشاني .7

.نظرية الوسائل في الشريعة اإلسالمية: دراسـة أصولية مقاصدية، دار ابن حزم، بيروت، ط. األولى (2009)أم نائل، ،بركاني .8

األولى.. ط القاهرة، - املنيرة الشباب، مكتبة مقارنة، دراسة: األسرة أحكام في (1987بلتاجي، محمد، ) .9

.القاهرة، ط. الثانية - منهج عمر بن الخطاب في التشريع اإلسالمي، دار السالم( 2006، )----------- .10

جامع املسند الصحيح املختصر من ( صحيح البخاري الشهير بـ: "اله256) ،محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، أبو عبد هللا ،البخاري .11

-هـ 1407بيروت ط. الثالثة، -"، تحقيق: مصطفى ديب البغا، دار ابن كثير اليمامة -صلى هللا عليه وسلم -أمور رسول هللا

م.1987

12. ا، نسيبة

فى،) البغ

األولى.. ط دمشق، - النوادر دار التكليفي، الحكم في وأثرها الشرعية السياسة ه(1433مصط

.بيروت، ط. األولى -البعد التنزيلي في التنظير األصولي عند اإلمام الشاطبي، دار ابن حزم ( 2009،)عثمان ،بلخير .13

-املصنف في األحاديث واآلثار، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد ،(ه235عبد هللا بن محمد، أبو بكر ) ،بن أبي شيبة .14

هـ.1409الرياض، ط. األولى

هـ( البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل 520)ت. "،الجد"مد بن أحمد، أبو الوليد ابن رشد مح ،بن رشد .15

ــي 255املستخرجة وضمنه املستخرجة من األسمعة املعروفة بالعتبية، ملحمد العتبي القرطبي )ت. هـ(، تحقيق: محمد حج

م.1988 -هـ 1408ط. الثانية بيروت، -وآخــرون، مطبوعات دار الغـرب اإلسالمي

م.1997تونس، طبعة - (م: التحرير والتنوير، دار سحنون للنشر والتوزيع1973 -هـ 1394)ت. ،محمد الطاهر ،بن عاشور .16

م.1984التحرير والتنوير، الدار التونسية للنشر، تـونس ( 1984، )----------- .17

-عمان -ق ودراسة: محمد الطاهر امليساوي، دار النفائس للنشر والتوزيع مقاصد الشريعة اإلسالمية، تحقي( 2001، )----------- .18

.األردن، ط. الثانية

هـ( الجامع الصحيح املعروف بسنن الترمذي، ضبطه: عبد 279محمد بن عيس ى بن سورة بن موس ى بن الضحاك، ) ،الترمذي .19

م.1964 - هـ1374سورية، ط. األولى، -دمشق -الرحمن محمد عثمان، دار الفكر

. األولى. ط الفوائد، عالم دار النكاح، في اإلجبار والية (2000عبدالعزيز،) الجبرين، عبد هللا .20

ـان الخليج، دار اإلسالمية، التربية أصول في املوجز (2017عارف،) الشيخ، سارة & سليمان جرادات، محمد .21 األولى. ط األردن، - عم

أبحاث مرکز الداخلية، وزارة االجتماعي، الضبط عملية في الرسمية غير التربوية املؤسسات دور ه(1415الحامد، محمد، ) .22

الرياض. الجريمة، مكافحة

دور املؤسسات التربوية غير الرسمية في عملية الضبط االجتماعي: دراسة ميدانية في (1995،)محمد بن معجب سعيد ،الحامد .23

.زارة الداخلية، الرياض، ط. األولىعلم اجتماع التربية. مركز أبحاث مكافحة الجريمة، و

األولى.. ط بيروت، - اإلسالمي املكتب املقصدي، التفكير في مقاالت (1999عبيد،) حسنة، عمر .24

االجتهاد املقاصدي: حجيته.. ضوابطه.. مجاالته، كتاب األمة، سلسلة دورية تصدر كل (1998)نور الدين بن مختار، ،الخادمي .25

.(، جمادى األولى 65) ددعالقطر، -لشؤون اإلسالمية شهرين عن وزارة األوقاف وا

األولى.. ط بيروت، - العربية النهضة دار وبعدها، الهجرة قبل املدينة مجتمع (1986خالد، حسن،) .26

الهند، ط. األولى -سنن سعيد بن منصور، تحقيق: حبيب الرحمن األعظمي، الدار السلفية (1982)سعيد بن منصور، ،الخراساني .27

ل اإلجارة عقد ه(1399الواحد،) عبد بن هللا يس، عبدالخم .28 الشريعة كلية منشورة، غير ماجستير رسالة فيه، الدولة وتدخ

السعودية. العربية اململكة الرياض، اإلسالمية، سعود بن محمد اإلمام جامعة اإلسالمية، والدراسات

.بيروت، ط. الثالثة -سة الرسالة الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده، مؤس (1984،)فتحي ،الدريني .29

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

208

.الحق ومدى سلطان الدولة في تقييده، دار البشير (1997،)---------- .30

. ط العلمية، الكتب دار شاهيـن، هللا عبد محمد: تحقيق الكبير، الشرح على الدسوقي حاشية (2011عرفة،) الدسوقي، محمد .31

الثالثة.

بيروت، ط. األولى -( املحصول في علم أصول الفقه، دار الكتب العلمية ه606) ،محمد بن عمر بن الحسين، فخر الدين ،الرازي .32

م.1988 -هـ 1408

،2006 لسنة 22 رقم القطري األسرة قانون شرح في الوجيز (2019الهادي،) عبد الستار، محمد عبد السيد & جمعة راشد، طارق .33

األول. اإلصدار والترجمة، الجيزة، والتوزيع للنشر ملار دار ،(الزواج وفرق الزواج) األول الجزء

ـر الفتوى في الفقه اإلسالمي، دار الكتب العلمية (2017)عبد الحكيم، ،الرميلي .34 .بيروت، ط. األولى -تغي

.تيسير األصول، دار ابن حزم، بيروت (1997)حافظ ثناء هللا، ،الزاهدي .35

.سورية –دمشق -بيروت، دار الفكر - أصول الفقه اإلسالمي، دار الفكر املعاصر (2004،)وهبة ،الزحيلي .36

. األولى. ط بيروت، املعاصر، الفكر دار املعاصر، العالم في املسلمة ( األسرة2000...................،) .37

ان -صياغة قانونية لنظرية التعسف باستعمال الحق في قانون إسالمي، دار البشيـر (1987، )مصطفى ،الزرقا .38 األردن، ط. -عم

.ةالثاني

.بيروت، ط. األولى -االجتهاد في مورد النص: دراسة أصولية مقارنة، دار الكتب العلمية (2006،)نجم الدين قادر كريم ،الزنكي .39

اس،) عباس الزيدي، مصطفى .40 ، بيروت - العلمية الكتب دار ،- وتحليل دراسة - الكريم القرآن في الكسبي العمل آيات (2006خم

. األولى. ط

.مبادئ حقوق اإلنسان، دار الكتب العلمية، بيروت، ط. األولى (2018)نجم عبود مهدي، ،السامرائي .41

.الرياض، ط. األولى -االجتهاد فيما ال نص فيه، مكتبة الحرمين (1983)، ي الطيب خضر ،السيد .42

لخمي إبراهيم بن موس ى بن محمد، أبو إسحاق شاطبي،ال .43 -راز، دار الكتب العلمية ( املوافقات، تحقيق: عبد هللا د790ه)ت. ، ال

م.1991 -هـ 1411 ىبيروت، ط. األول

.القاهرة، ]د.ط[ -االعتصـام، تحقيق: سيد إبراهيم، دار الحديث (2003، )----------- .44

بيروت، ط. الثالثة. -االعتصام، ضبطه وحققه: أحمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية (2017، )----------- .45

اجي العجلونيإسماعيل بن ،الشافعي .46 هـ( كشف الخفاء ومزيل اإللباس عما اشتهر من 1162ت. ) ،محمد بن عبد الهادي الجر

األحاديث على ألسنة الناس، ضبطه وصححه ووضع حواشيه: الشيخ محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت،

م.2018 -هـ 1439ط. الرابعة،

.]بدون بيانات[ تحقيق: أحمد شاكر، طبعة مؤسسة البابي الحلبي، القاهرة محمد بن إدريس، الرسالة، ،الشافعي .47

ان (2013)راشد سعيد، ،شهوان .48 األردن، ط. - الضوابط الشرعية للثوابت واملتغيرات في اإلسالم، دار املأمون للنشر والتوزيع، عم

.أولى

ظام السعودي واملواثيق الدولية، شركة مكتبة العبيكان حقوق الطفل في الشريعة اإلسالمية والن (2016)عبد القادر، ،الشيخلي .49

.السعودية، ط. األولى -للنشر، الرياض

.ولىاأل الثوابت واملتغيرات في ميسرة العمل اإلسالمي املعاصر، املنتدى اإلسالمي، مدينة نصر، ط. (1994)صالح ، ،الصاوي .50

م( أنوار البروق في أنواع الفروق الشهير بـ )الفروق( ومعه "إدرار 1285 -هـ 684) ،القرافيالشهير بأحمد بن إدريس ،الصنهاجي .51

هـ(، تحقيق: خليل املنصور، دار الكتب 723الشروق على أنوار الفروق"، للشيخ قاسم بن عبد هللا املعروف بابن الشاط )ت.

م.1998 -هـ 1418بيروت، ط. األولى -العلمية

هـ( املحيط في اللغة، تحقيق: محمد عثمان، دار 385)ت. ،املشهور بالصاحب بن عبادإسماعيل بن عباد، أبو القاسم ،الطالقاني .52

م.2010الكتب العلمية، بيروت، ط. األولى

( تاريخ األمم وامللوك أو تاريخ الرسل وامللوك املعروف بـ: )تاريخ الطبري(، مؤسسة ه310) ،محمد بن جرير، أبو جعفر ،الطبري .53

م.1998لبنان، طبعة -األعلمي للمطبوعات، بيروت

هـ( املستصفى في علم األصول، دار الكتب العلمية بيروت ط. 505حامد الغزالي ) يأبب الشهير محمد بن محمد الغزالي، ،الطوس ي .54

م.1993 -هـ 1413األولى،

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

209

العربية السعودية، اململكة -الرياض - حجية فهم السلف: النظرية والتطبيق، دار مدارك للنشر (2018) سعد بن ثقل، ،العجمي .55

.ط. األولى

عون (2007،)عبير ربحي شاكر ،القدومي .56 ان -التعسف في استعمال الحق في األحوال الشخصية، دار الفكر ناشرون وموز -عم

.اململكة األردنية الهاشمية، ط. األولى

يواس ي املعروف ب ،كمال الدين .57 ( التحرير في أصول ه861) ،ابن الهماممحمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد ابن مسعود الس

م.1983 -هـ 1403بيروت، -الفقه الجامع بين اصطالحات الحنفية والشافعية، دار الكتب العلمية

مصر جمهورية -القاهرة الحكمة، دار عنهم، تعالى هللا رض ي الراشدين الخلفاء سيرة في ( محاضرات2013كهوس، رشيد، ) .58

. األولى. ط العربية،

عون املعبود شرح سنن أبي داود )ومعه شرح (2013، )شرف بن أمير، أبو الطيب محمد شمس الحق العظيم آباديمحمد أ .59

ة(، ضبطه وصح .بيروت، ط. الثالثة -حه: عبد هللا محمود محمد عمر، دار الكتب العلمية الحافظ ابن قيم الجوزي

. األولى. ط بيروت، - العلمية الكتب دار سرة،األ أحكام في وتطبيقاتها الحق نظرية (2013مسـرار ،حميـد،) .60

الفكر دار القـرآن، أحكـام (2019املالكي،) اإلشبيلي العربي بن بكر أبو بالقاض ي املشهور محمد، بن هللا عبد بن املعافري، محمد .61

. األولى. ط لبنان، - بيروت والتوزيع، والنشر للطباعة

م.2014سبتمبر ، األردن، ورشة عمل بعنوان: "تعزيز منظومة القيم في املجتمع" -ان( الجبيهة )عم - املنتدى العالمي للوسطية .62

والقانون، الشريعة كلية عقدتها التي" املعاصرة املعطيات ضوء في األسرة حقوق " ندوة بأبحاث خاص ( عدد1995جماعي،) مؤلف .63

م، ط. األولى.1994 ديسمبر 28-27: املوافق هـ،1415 رجب 26-25 الفترة في العين -املتحدة العربية اإلمارات جامعة

ف .64دة، ومقاربات راهنة إشكاالت األسرة قضايا (2015جماعي،) مؤل القضاء مجلة منشورات العماري، زكرياء: وتنسيق جمع متعد

.م2015 األولى. ط الرباط، الجديدة، املعارف مطبعة وأبحاث، دراسات سلسلة املدني،

األولى.. ط بيروت، والدراسات، للبحوث نماء مركز ،- فقهية وتطبيقات أصولية دراسـة - املباح ييدتق (2014املوس، الحسين،) .65

على الواقع الراهن، دار النشر الدولي (1994،)عبد املجيد ،النجار .66

الرياض، ط. -في املنهج التطبيقي للشريعة اإلسالمية تنزيال

.األولى

.بيروت، ط. األولى -اد جديدة، دار الغرب اإلسالمي مقاصد الشريعة بأبع( 2006،)----------- .67

عيم املعروف بابن البيع ،النيسابوري .68( املستدرك على الصحيحين، تحقيق: مصطفى ه405) ،محمد بن عبد هللا بن حمدويه بن ن

م.2002 -هـ 1422ط. الثانية، ،بيروت –عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية

املطبعة القضائي، والعمل اإلسالمي والتشريع األسرة مدونة ضوء على وحقوقها األسرة وابطض (2017العزيز،) هدوي عبد .69

مراكش. الوطنية، والوراقة

وحدة البحث في القانون الدستوري والجبائي املغاربي، كلية الحقوق والعلوم السياسية بسـوسـة، مؤلف جماعي بعنوان: "في .70

في البلدان املغاربية"، إشراف: د. أحمد السوس ي وبدعم من مؤسسة "هـانـس سـايـدل"، االنتقال الديمقراطي واإلصالح الدستوري

م.2015منشورات مجمع األطرش للكتاب املختص، تونس، ط. األولى،

: كتب اللغـة واملعـاجـم واملوسـوعات:ثانيا

.]بدون بيانات[القاهرة، -فكر معجم مقاييس اللغة، تحقيق وضبط: عبد السالم محمد هارون، دار ال ،------------- .1

.ط. الثانيةبيروت، القاموس املحيط، مؤسسة الرسالة، (1987)الفيروز، ،آبادي .2

.بيروت، ط. األولى -لسان العرب، دار صادر (1882،)محمد بن مكرم بن منظور اإلفريقي املصري ،جمال الدين .3

مقاييس اللغة، وضع حواشيه: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب هـ(، معجم395) ،أحمد بن فارس بن زكريا، أبو الحسن ،الرازي .4

م.1999بيروت، ط. األولى، -العلمية

هـ( مختار الصحاح، عنيت بضبطه وتصحيحه: 666) ،محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي، زين الدين أبو عبد هللا ،الرازي .5

لبنان ]بدون بيانات[. -وت سميرة خلف املوالي، املركز العربي للثقافة والعلوم، بير

املعجم الوسيط، وزارة التربية والتعليم، جمهورية مصر العربية، الهيئة العامة لشؤون املطابع (1994)مجمع اللغة العربية، .6

.القاهــرة -األميرية

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

210

ت املتخصصة والدوريات: ثالثا

: املجال

التغيرات ظل في املسلمة )بحث: األسرة م2016 -هـ 1437(، صيف 85مجلة إسالمية املعرفة، السنة الثانية والعشرون، العدد ) -1

.غـزالة( أبو ماجد املعاصرة،

االجتهاد بين األسرة أحكام: بحث) م2001 - هـ1422 ،4ع الجزائر، – اإلسالمية العلوم كلية - 1 باتنة جامعة اإلحياء، مجلة -2

(.تشوار جياللي والتقنين،

مة تصدر في دبلن والبحوث: لإلفتاء األوروبي للمجلس العلمية املجلة -3جمهورية أيرلندا كل ستة أشهر، العدد -مجلة علمية محك

في املسلمة األسرة ألحكام توجيها األســــرة أحـــكام في الشريعة مقاصد م )بحث:2005 يونيو )حزيران( - هـ1426 الثاني ربيع السابع،

النجار(. املجيد عبد الغرب،

السادسة السنة القاهرة، الحقوق، كلية املصرية، الوجهة من واالقتصادية القانونية الشؤون في للبحث قتصادواال القانون مجلة -4

(.البر عبد زكي اإلسالمي ملحمد الفقه في الحق استعمال إساءة: بحث) م،1986 األول، العدد والخمسون،

السياسية والقانونية واالقتصادية بوجدة، العدد الثالث، مجلة امليادين: مجلة الدراسات العلمية في حقوق املعرفة الحقوقية و -5

.النبهان( فاروق الشخصية، األحوال قوانين في اإلسالمية القيم مراعاة أهمية )بحث: م1988

في األسرة )بحث: حقوق م2012(، غشت )أغسطس( 566وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، الكويت، ع) :مجلة الوعي اإلسالمي -6

.مسرار( حميد المي،اإلس الفقه

م.2006 -هـ 1426، العدد األول، 33مجلة علوم الشريعة والقانون، مج -7

اقع الشبكة العنكبوتية )اإلنترنت(: : املو رابعا

http://hrlibrary.umn.edu/arab/b003.html :اإلنسان حقوق مكتبة - منيسوتا جامعة موقع .1

http://www.alkanounia.com: القانونية موقع جريدة .2

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

211

ملجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصةا e-ISSN 2617-6246 , p-ISSN 2617-6238

اسات واألبحاثرفاد للدر 215ص -182، ص 2019 -2العدد2املجلد

www.refaad.com https://doi.org/DOI:10.31559/sis2019.2.2.5

Jurisprudence of the Maalikis and its Impact on the Absorption of

Family Calamities - Wife's Grace for Processing A Model

Abdelaziz Ouasfi Researcher in Islamic Studies and comparative law- Coordinator of the Al-BASSAER Center for

Research and Studies- Morocco

[email protected]

Hamid Mesrar Assistant professor, Université Mohammed Premier Oujda- Former professor at the Regional

Center for the professions of education and training in Oujda- Morocco

[email protected]

Abstract: This research examines the concept of Islamic law and its treatment of the subject of the family in terms of its importance as the first cell in the building of society, as well

as the statement of its rights, its sound foundations and its strong pillars that guarantee its

stability and preserve its existence and durability. One of these pillars is its system of rights, which is the safety valve for its preservation and

stability, to ensure its proper use and to avoid any abuse in the light of the fact that Western

culture and its intellectual payload promote a declaration of war on the Islamic family rights system as overriding rights Was a causé of the injustice inflicted on women, it is no longer valid

for our living reality.

The researchers chose the issue of letting the wife to prepare herself for the beginning of a stable family life as a model of study based on the legal texts, fiqh, fatwas of scholars and family

calamities in the subject.

Keywords: jurisprudence-family-marital rights-the eyes of the wife-family relations.

References:

[1] Ạbw Ạlḥmd. Mny ʿbd Ạlqạdr, Ạltãkạml Ạlfkry Ạlạsry Fy Ạlrwyh Ạlạslạmyh, Bḥtẖ Ḍmn

Ktạb "Ạlạsrh Ạlmslmh Fy Ẓl Ạltgẖyrạt Ạlmʿạṣrh", Tḥryr: Rạỷd Jmyl ʿkạsẖh Wmndẖr ʿrfạt Zytwn, Ạlmʿhd Ạlʿạlmy Llfkr Ạlạslạmy- Mktb Ạlạrdn, Wdạr Ạlftḥ Lldrạsạt Wạlnsẖr - ʿmạn

- Ạlạrdn, Ṭ. Ạlạwla, (2015)

[2] Ạbw Ḥjyr. Mjyd Mḥmwd Sʿyd, Nẓryẗ Ạltʿsf Fy Ạstʿmạl Ạlḥq Wnẓryẗ Ạlẓrwf Ạlṭạrỷh, Dạr

Ạltẖqạfh Llnsẖr Wạltwzyʿ, ʿmạn - Ạlạrdn , Ṭ. Ạlạwla, (2002)

[3] Ạbw Zhrh. Mḥmd , Ạṣwl Ạlfqh, Dạr Ạlfkr Ạlʿrby - Ạlqạhrh, Jmhwryẗ Mṣr Ạlʿrbyh, (1958)

[4] -----------, Ạltãʿsũf Fy Ạstʿmạl Ạlḥq, Ạsbwʿ Ạlfqh ẠlạSlạmy Wmhrjạn Ạlạmạm Ạbn

Tymyh, Ạlmjls Ạlạʿly Lrʿạyẗ Ạlfnwn Wạlậdạb Wạlʿlwm Ạlạjtmạʿyh- Dmsẖq (16-21), (1961)

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

212

[5] Ạby Ạlbrkạt. ʿbd Ạlrḥmn Bn Ạḥmd Bn, Ạbw Ạlfrj Ạlsẖhyr Bạbn Rjb, (795h) Jạmʿ Ạlʿlwm Wạlḥkm Sẖrḥ Kẖmsyn Ḥdytẖaⁿạ Mn Jwạmʿ Ạlklm, Mṭbʿẗ Mṣṭfa Ạlbạby Ạlḥlby Wạwlạdh -

Ạlqạhrh - Jmhwryẗ Mṣr Ạlʿrbyh, Ṭ. Ạltẖạnyh, (1363h- 1950m).

[6] Ạlʿjmy. Sʿd Bn Tẖql, Ḥjyẗ Fhm Ạlslf: Ạlnẓryh Wạltṭbyq, Dạr Mdạrk Llnsẖr- Ạlryạḍ-

Ạlmmlkh Ạlʿrbyh Ạlsʿwdyh, Ṭ. Ạlạwla, (2018)

[7] Ạlậmdy. ʿly Bn Mḥmd, Ạlạhkạm Fy Ạṣwl Ạlạḥkạm, Tḥqyq: Syd Ạljmyly, Dạr Ạlktạb

Ạlʿrby, Ṭ. Ạlạwla, (1404h)

[8] Ạlbdkẖsẖạny. Mḥmd Ạnwr, Tysyr Ạṣwl Ạlfqh, ẠDạrẗ Ạlqrận Wạlʿlwm Ạlạslạmyh – Bạkstạn, (1990)

[9] Ạlbkẖạry. Mḥmd Bn Ạsmạʿyl Bn Ạbrạhym, Ạbw ʿbd Ạllh, (256h) Ṣḥyḥ Ạlbkẖạry Ạlsẖhyr

B: "Ạljạmʿ Ạlmsnd Ạlṣḥyḥ Ạlmkẖtṣr Mn Ạmwr Rswl Ạllh - Ṣly Ạllh ʿlyh Wslm-", Tḥqyq: Mṣṭfa Dyb Ạlbgẖạ, Dạr Ạbn Ktẖyr Ạlymạmh- Byrwt Ṭ. Ạltẖạltẖh, (1407h- 1987m).

[10] Ạlbugẖā. Nsybẗu Muṣṭafaa, Ạlsyạsh Ạlsẖrʿyh Wạtẖrhạ Fy Ạlḥkm Ạltklyfy, Dạr Ạlnwạdr -

Dmsẖq, Ṭ. Ạlạwla, (1433h)

[11] Ạldryny. Ftḥy, Ạlḥq Wmda Slṭạn Ạldwlh Fy Tqyydh, Mwssẗ Ạlrsạlh - Byrwt, Ṭ. Ạltẖạltẖh, (1984)

[12] ----------,Ạlḥq Wmda Slṭạn Ạldwlh Fy Tqyydh, Dạr Ạlbsẖyr, (1997)

[13] Ạldswqy. Mḥmd ʿrfh, Ḥạsẖyẗ Ạldswqy ʿla Ạlsẖrḥ Ạlkbyr, Tḥqyq: Mḥmd ʿbd Ạllh Sẖạhyn, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh, Ṭ. Ạltẖạltẖh, (2011)

[14] Ạlḥạmd. Mḥmd Bn Mʿjb Sʿyd, Dwr Ạlmwssạt Ạltrbwyh Gẖyr Ạlrsmyh Fy ʿmlyẗ Ạlḍbṭ

Ạlạjtmạʿy: Drạsh Mydạnyh Fy ʿlm Ạjtmạʿ Ạltrbyh, Mrkz Ạbḥạtẖ Mkạfḥẗ Ạljrymh, Wzạrẗ

Ạldạkẖlyh, Ạlryạḍ, Ṭ. Ạlạwly, (1995)

[15] Ạlḥạmd. Mḥmd, Dwr Ạlmwssạt Ạltrbwyh Gẖyr Ạlrsmyh Fy ʿmlyh Ạlḍbṭ Ạlạjtmạʿy, Wzạrẗ

Ạldạkẖlyh, Mrḵz Ạbḥạtẖ Mkạfḥẗ Ạljrymh, Ạlryạḍ, (1415h)

[16] Ạljbryn. ʿbd Ạllh ʿbdạlʿzyz, Wlạyẗ ẠlạJbạr Fy Ạlnkạḥ, Dạr ʿạlm Ạlfwạỷd, Ṭ. Ạlạwla, (2000)

[17] Ạlkẖạdmy. Nwr Ạldyn Bn Mkẖtạr, Ạlạjthạd Ạlmqạṣdy: Ḥjyth, Ḍwạbṭh, Mjạlạth, Ktạb

Ạlạmh, Slslh Dwryh Tṣdr Kl Sẖhryn ʿn Wzạrẗ Ạlạwqạf Wạlsẖwwn Ạlạslạmyh - Qṭr, Ạlʿdd (65), Jmạdy Ạlạwla, (1998)

[18] Ạlkẖmys. ʿbd Ạllh Bn ʿbd Ạlwạḥd, ʿqd Ạlạjạrh Wtdkẖũl Ạldwlh Fyh, Rsạlẗ Mạjstyr Gẖyr

Mnsẖwrh, Klyẗ Ạlsẖryʿh Wạldrạsạt Ạlạslạmyh, Jạmʿẗ ẠlạMạm Mḥmd Bn Sʿwd Ạlạslạmyh,

Ạlryạḍ, Ạlmmlkh Ạlʿrbyh Ạlsʿwdyh, (1399h)

[19] Ạlkẖrạsạny. Sʿyd Bn Mnṣwr, Snn Sʿyd Bn Mnṣwr, Tḥqyq: Ḥbyb Ạlrḥmn Ạlạʿẓmy, Ạldạr

Ạlslfyh- Ạlhnd, Ṭ. Ạlạwla, (1982)

[20] Ạlmʿạfry. Mḥmd Bn ʿbd Ạllh Bn Mḥmd, Ạlmsẖhwr Bạlqạḍy Ạbw Bkr Bn Ạlʿrby Ạlạsẖbyly Ạlmạlky, Ạḥkạm Ạlqrận, Dạr Ạlfkr Llṭbạʿh Wạlnsẖr Wạltwzyʿ, Byrwt - Lbnạn, Ṭ. Ạlạwla,

(2019)

[21] Ạlmntda Ạlʿạlmy Llwsṭyh - Ạljbyhh (ʿmãạn) - Ạlạrdn, Wrsẖẗ ʿml Bʿnwạn: "Tʿzyz Mnẓwmẗ Ạlqym Fy Ạlmjtmʿ", (Sbtmbr 2014m).

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

213

[22] Ạlmws. Ạlḥsyn, Tqyyd Ạlmbạḥ- Drạsh Ạṣwlyh Wtṭbyqạt Fqhyh-, Mrkz Nmạʾ Llbḥwtẖ Wạldrạsạt, Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2014)

[23] Ạlnjạr. ʿbd Ạlmjyd, Fy Ạlmnhj Ạltṭbyqy Llsẖryʿh Ạlạslạmyh Tnzylaⁿạ ʿly Ạlwạqʿ Ạlrạhn,

Dạr Ạlnsẖr Ạldwly - Ạlryạḍ, Ṭ. Ạlạwla, (1994)

[24] -----------,Mqạṣd Ạlsẖryʿh Bạbʿạd Jdydh, Dạr Ạlgẖrb Ạlạslạmy- Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2006)

[25] Ạlnysạbwry. Mḥmd Bn ʿbd Ạllh Bn Ḥmdwyh Bn Nuʿym Ạlmʿrwf Bạbn Ạlbyʿ, (405h)

Ạlmstdrk ʿla Ạlṣḥyḥyn, Tḥqyq: Mṣṭfa ʿbd Ạlqạdr ʿṭạ, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh – Byrwt, Ṭ.

Ạltẖạnyh, (1422h - 2002m).

[26] Ạlqdwmy. ʿbyr Rbḥy Sẖạkr, Ạltʿsf Fy Ạstʿmạl Ạlḥq Fy Ạlạḥwạl Ạlsẖkẖṣyh, Dạr Ạlfkr

Nạsẖrwn Wmwzĩʿwn- ʿmãạn- Ạlmmlkh Ạlạrdnyh Ạlhạsẖmyh, Ṭ. Ạlạwla, (2007)

[27] Ạlrạzy. Mḥmd Bn ʿmr Bn Ạlḥsyn, Fkẖr Ạldyn, (606h) Ạlmḥṣwl Fy ʿlm Ạṣwl Ạlfqh, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh - Byrwt, Ṭ. Ạlạwla,(1408h- 1988m).

[28] Ạlrmyly. ʿbd Ạlḥkym, Tgẖyũr Ạlftwy Fy Ạlfqh Ạlạslạmy, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh- Byrwt, Ṭ.

Ạlạwla, (2017)

[29] Ạlsạmrạỷy. Njm ʿbwd Mhdy, Mbạdỷ Ḥqwq ẠlạNsạn, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh, Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2018)

[30] Ạlṣạwy. Ṣlạḥ, Ạltẖwạbt Wạlmtgẖyrạt Fy Mysrẗ Ạlʿml Ạlạslạmy Ạlmʿạṣr, Ạlmntda

Ạlạslạmy, Mdynẗ Nṣr, Ṭ. Ạlạwla, (1994)

[31] Ạlsẖạfʿy. Mḥmd Bn Ạdrys, Ạlrsạlh, Tḥqyq: Ạḥmd Sẖạkr, Ṭbʿẗ Mwssẗ Ạlbạby Ạlḥlby,

Ạlqạhrh [Bdwn Byạnạt].

[32] Ạlsẖạfʿy. Ạsmạʿyl Bn Mḥmd Bn ʿbd Ạlhạdy Ạljrãạjy Ạlʿjlwny, (T. 1162h) Ksẖf Ạlkẖfạʾ

Wmzyl Ạlạlbạs ʿmạ Ạsẖthr Mn Ạlạḥạdytẖ ʿla Ạlsnh Ạlnạs, Ḍbṭh Wṣḥḥh Wwḍʿ Ḥwạsẖyh: Ạlsẖykẖ Mḥmd ʿbd Ạlʿzyz Ạlkẖạldy, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh, Byrwt, Ṭ. Ạlrạbʿh,(1439h -

2018m).

[33] Ạlsẖykẖly. ʿbd Ạlqạdr, Ḥqwq Ạlṭfl Fy Ạlsẖryʿh Ạlạslạmyh Wạlnẓạm Ạlsʿwdy Wạlmwạtẖyq Ạldwlyh, Sẖrkẗ Mktbẗ Ạlʿbykạn Llnsẖr, Ạlryạḍ - Ạlsʿwdyh, Ṭ. Ạlạwla, (2016)

[34] Ạlṣnhạjy. Ạḥmd Bn Ạdrys Ạlsẖhyr Bạlqrạfy, (684h - 1285m) Ạnwạr Ạlbrwq Fy Ạnwạʿ

Ạlfrwq Ạlsẖhyr B (Ạlfrwq) Wmʿh "Ạdrạr Ạlsẖrwq ʿla Ạnwạr Ạlfrwq", Llsẖykẖ Qạsm Bn ʿbd Ạllh Ạlmʿrwf Bạbn Ạlsẖạṭ (T. 723h), Tḥqyq: Kẖlyl Ạlmnṣwr, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh -

Byrwt, Ṭ. Ạlạwly,(1418h - 1998m).

[35] Alsẖạṭby. Ạbrạhym Bn Mwsy Bn Mḥmd, Ạbw ẠSḥạq Ạllãkẖmy, (T. H790) Ạlmwạfqạt,

Tḥqyq: ʿbd Ạllh Drạz, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh - Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (1411h - 1991m).

[36] -----------, Ạlạʿtṣạm, Ḍbṭh Wḥqqh: Ạḥmd ʿbd Ạlsẖạfy, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh- Byrwt, Ṭ.

Ạltẖạltẖh, (2017)

[37] -----------, Ạlạʿtṣạm, Tḥqyq: Syd Ạbrạhym, Dạr Ạlḥdytẖ- Ạlqạhrh, [D.Ṭ], (2003)

[38] Ạlsyd. Ạlṭyb Kẖḍry, Ạlạjthạd Fymạ Lạ Nṣ Fyh, Mktbẗ Ạlḥrmyn- Ạlryạḍ, Ṭ. Ạlạwla, (1983)

[39] Ạlṭạlqạny. Ạsmạʿyl Bn ʿbạd, Ạbw Ạlqạsm Ạlmsẖhwr Bạlṣạḥb Bn ʿbạd, (T. 385h) Ạlmḥyṭ

Fy Ạllgẖh, Tḥqyq: Mḥmd ʿtẖmạn, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh, Byrwt, Ṭ. Ạlạwla,(2010m).

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

214

[40] Ạlṭbry. Mḥmd Bn Jryr, Ạbw Jʿfr, (310h) Tạrykẖ Ạlạmm Wạlmlwk Ạw Tạrykẖ Ạlrsl Wạlmlwk Ạlmʿrwf B: (Tạrykẖ Ạlṭbry), Mwssẗ Ạlạʿlmy Llmṭbwʿạt, Byrwt - Lbnạn, Ṭbʿh

,(1998m).

[41] Ạltrmdẖy. Mḥmd Bn ʿysy Bn Saẘrh Bn Mwsy Bn Ạlḍḥạk, (279h) Ạljạmʿ Ạlṣḥyḥ Ạlmʿrwf

Bsnn Ạltrmdẖy, Ḍbṭh: ʿbd Ạlrḥmn Mḥmd ʿtẖmạn, Dạr Ạlfkr - Dmsẖq - Swrya, Ṭ. Ạlạwla, (1374h - 1964m).

[42] Ạlṭwsy. Mḥmd Bn Mḥmd Ạlgẖzạly, Ạlsẖhyr Bạby Ḥạmd Ạlgẖzạly (505h) Ạlmstṣfa Fy ʿlm

Ạlạṣwl, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh Byrwt Ṭ. Ạlạwla, (1413h - 1993m).

[43] Ạlzạhdy. Ḥạfẓ Tẖnạʾ Ạllh, Tysyr Ạlạṣwl, Dạr Ạbn Ḥzm, Byrwt, (1997)

[44] Ạlzḥyly. Whbh, Ạṣwl Ạlfqh ẠlạSlạmy, Dạr Ạlfkr Ạlmʿạṣr- Byrwt, Dạr Ạlfkr- Dmsẖq –

Swrya, (2004)

[45] -----------,Ạlạsrh Ạlmslmh Fy Ạlʿạlm Ạlmʿạṣr, Dạr Ạlfkr Ạlmʿạṣr, Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2000)

[46] Ạlznky. Njm Ạldyn Qạdr Krym, Ạlạjthạd Fy Mwrd Ạlnṣ: Drạsh Ạṣwlyh Mqạrnh, Dạr Ạlktb

Ạlʿlmyh- Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2006)

[47] Ạlzrqạ. Mṣṭfa, Ṣyạgẖh Qạnwnyh Lnẓryẗ Ạltʿsf Bạstʿmạl Ạlḥq Fy Qạnwn Ạslạmy, Dạr Ạlbsẖyr- ʿmãạn- Ạlạrdn, Ṭ. Ạltẖạnyh, (1987)

[48] Ạlzydy. Mṣṭfa ʿbạs Kẖmãạs, Ậyạt Ạlʿml Ạlksby Fy Ạlqrận Ạlkrym- Drạsh Wtḥlyl-, Dạr

Ạlktb Ạlʿlmyh- Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2006)

[49] Bltạjy. Mḥmd, Fy Ạḥkạm Ạlạsrh: Drạsh Mqạrnh, Mktbẗ Ạlsẖbạb, Ạlmnyrh - Ạlqạhrh, Ṭ.

Ạlạwla, (1987)

[50] -----------, Mnhj ʿmr Bn Ạlkẖṭạb Fy Ạltsẖryʿ Ạlạslạmy, Dạr Ạlslạm- Ạlqạhrh, Ṭ. Ạltẖạnyh,

(2006)

[51] Blkẖyr. ʿtẖmạn, Ạlbʿd Ạltnzyly Fy Ạltnẓyr Ạlạṣwly ʿnd ẠlạMạm Ạlsẖạṭby, Dạr Ạbn Ḥzm -

Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2009)

[52] Bn ʿạsẖwr. Mḥmd Ạlṭạhr, (T. 1394h - 1973)M: Ạltḥryr Wạltnwyr, Dạr Sḥnwn Llnsẖr Wạltwzyʿ - Twns, Ṭbʿh,( 1997m).

[53] -----------, Ạltḥryr Wạltnwyr, Ạldạr Ạltwnsyh Llnsẖr, Twns, (1984)

[54] -----------, Mqạṣd Ạlsẖryʿh Ạlạslạmyh, Tḥqyq Wdrạsh: Mḥmd Ạlṭạhr Ạlmysạwy, Dạr Ạlnfạỷs Llnsẖr Wạltwzyʿ - ʿmạn- Ạlạrdn, Ṭ. Ạltẖạnyh, (2001)

[55] Bn Ạby Sẖybh. ʿbd Ạllh Bn Mḥmd, Ạbw Bkr (235h), Ạlmṣnf Fy Ạlạḥạdytẖ Wạlậtẖạr,

Tḥqyq: Kmạl Ywsf Ạlḥwt, Mktbẗ Ạlrsẖd - Ạlryạḍ, Ṭ. Ạlạwla, (1409h).

[56] Bn Rsẖd. Mḥmd Bn Ạḥmd, Ạbw Ạlwlyd Ạbn Rsẖd "Ạljd", (T. 520h) Ạlbyạn Wạltḥṣyl Wạlsẖrḥ Wạltwjyh Wạltʿlyl Fy Msạỷl Ạlmstkẖrjẗ Wḍmnh Ạlmstkẖrjẗ Mn Ạlạsmʿh

Ạlmʿrwfh Bạlʿtbyh, Lmḥmd Ạlʿtby Ạlqrṭby (T. 255h), Tḥqyq: Mḥmd Ḥjĩy Wậkẖrwn,

Mṭbwʿạt Dạr Ạlgẖrb Ạlạslạmy - Byrwt, Ṭ. Ạltẖạnyh, (1408h - 1988m).

[57] Brkạny. Ạm nạỷl, Nẓryẗ Ạlwsạỷl Fy Ạlsẖryʿh Ạlạslạmyh: Drạsh Ạṣwlyh Mqạṣdyh, Dạr Ạbn

Ḥzm, Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (2009)

عبد العزيز وصفي، محيد مسرار حقوق األسرة واستيعاب نوازهلااملالكي ودوره يف رعاية الفقهي االجتهاد

ـــ املجلة الدولية للدراسات اإلسالمية املتخصصة 2019 -2العدد، 2املجلد ـــــــ

215

[58] Hdwy ʿbd Ạlʿzyz, Ḍwạbṭ Ạlạsrh Wḥqwqhạ ʿly Ḍwʾ Mdwnẗ Ạlạsrh Wạltsẖryʿ Ạlạslạmy Wạlʿml Ạlqḍạỷy, Ạlmṭbʿh Wạlwrạqh Ạlwṭnyh, Mrạksẖ, (2017)

[59] Ḥsnh. ʿmr ʿbyd, Mqạlạt Fy Ạltfkyr Ạlmqṣdy, Ạlmktb Ạlạslạmy- Byrwt, Ṭ. Ạlạwla, (1999)

[60] Jrạdạt. Mḥmd Slymạn & Ạlsẖykẖ. Sạrh ʿạrf, Ạlmwjz Fy Ạṣwl Ạltrbyh Ạlạslạmyh, Dạr

Ạlkẖlyj, ʿmãạn - Ạlạrdn, Ṭ. Ạlạwla, (2017)

[61] Kẖạld. Ḥsn, Mjtmʿ Ạlmdynh Qbl Ạlhjrh Wbʿdhạ, Dạr Ạlnhḍh Ạlʿrbyh - Byrwt, Ṭ. Ạlạwla,

(1986)

[62] Khws. Rsẖyd, Mḥạḍrạt Fy Syrẗ Ạlkẖlfạʾ Ạlrạsẖdyn Rḍy Ạllh Tʿạly ʿnhm, Dạr Ạlḥkmh, Ạlqạhrh- Jmhwryh Mṣr Ạlʿrbyh, Ṭ. Ạlạwla, (2013)

[63] Kmạl Ạldyn. Mḥmd Bn ʿbd Ạlwạḥd Bn ʿbd Ạlḥmyd Ạbn Msʿwd Ạlsĩywạsy Ạlmʿrwf Bạbn

Ạlhmạm, (861h) Ạltḥryr Fy Ạṣwl Ạlfqh Ạljạmʿ Byn Ạṣṭlạḥạt Ạlḥnfyh Wạlsẖạfʿyh, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh- Byrwt, (1403h - 1983m).

[64] Mḥmd Ạsẖrf Bn Ạmyr. Ạbw Ạlṭyb Mḥmd Sẖms Ạlḥq Ạlʿẓym Ậbạdy, ʿwn Ạlmʿbwd Sẖrḥ

Snn Ạby Dạwd (Wmʿh Sẖrḥ Ạlḥạfẓ Ạbn Qym Ạljwzyãh), Ḍbṭh Wṣḥãḥh: ʿbd Ạllh Mḥmwd

Mḥmd ʿmr, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh - Byrwt, Ṭ. Ạltẖạltẖh, (2013)

[65] Msrạr. Ḥmyd, Nẓryẗ Ạlḥq Wtṭbyqạthạ Fy Ạḥkạm Ạlạsrh, Dạr Ạlktb Ạlʿlmyh- Byrwt, Ṭ.

Ạlạwla, (2013)

[66] Mwlãf Jmạʿy, Qḍạyạ Ạlạsrh Ạsẖkạlạt Rạhnh Wmqạrbạt Mtʿdĩdh, Jmʿ Wtnsyq: Zkryạʾ Ạlʿmạry, Mnsẖwrạt Mjlẗ Ạlqḍạʾ Ạlmdny, Slslẗ Drạsạt Wạbḥạtẖ, Mṭbʿẗ Ạlmʿạrf Ạljdydh,

Ạlrbạṭ, Ṭ. Ạlạwla,( 2015m).

[67] Mwlf Jmạʿy, ʿdd Kẖạṣ Bạbḥạtẖ Ndwẗ "Ḥqwq ẠlạsrhFy Ḍwʾ Ạlmʿṭyạt Ạlmʿạṣrh" Ạlty

ʿqdthạ Klyẗ Ạlsẖryʿh Wạlqạnwn, Jạmʿẗ Ạlạmạrạt Ạlʿrbyh Ạlmtḥdh - Ạlʿyn Fy Ạlftrh 25-26 Rjb 1415h, Ạlmwạfq: 27-28 Dysmbr 1994m, Ṭ. Ạlạwla, (1995)

[68] Rạsẖd. Ṭạrq Jmʿh Ạlsyd & ʿbd Ạlstạr. Mḥmd ʿbd Ạlhạdy, Ạlwjyz Fy Sẖrḥ Qạnwn Ạlạsrh

Ạlqṭry Rqm 22 Lsnẗ 2006, Ạljzʾ Ạlạwl (Ạlzwạj Wfrq Ạlzwạj), Dạr Lmạr Llnsẖr Wạltwzyʿ Wạltrjmh, Ạljyzh, Ạlạsdạr Ạlạwl, (2019)

[69] Sẖhwạn. Rạsẖd Sʿyd, Ạlḍwạbṭ Ạlsẖrʿyh Lltẖwạbt Wạlmtgẖyrạt Fy ẠlạSlạm, Dạr Ạlmạmwn

Llnsẖr Wạltwzyʿ, ʿmãạn - Ạlạrdn, Ṭ. Ạwla, (2013)

[70] Wḥdẗ Ạlbḥtẖ Fy Ạlqạnwn Ạldstwry Wạljbạỷy Ạlmgẖạrby, Klyẗ Ạlḥqwq Wạlʿlwm Ạlsyạsyh

Bswsh, Mwlf Jmạʿy Bʿnwạn: "Fy Ạlạntqạl Ạldymqrạṭy Wạlạslạḥ Ạldstwry Fy Ạlbldạn

Ạlmgẖạrbyh", Ạsẖrạf: D. Ạḥmd Ạlswsy Wbdʿm Mn Mwssẗ "Hạns Sạydl", Mnsẖwrạt Mjmʿ

Ạlạṭrsẖ Llktạb Ạlmkẖtṣ, Twns, Ṭ. Ạlạwla, (2015m).