أﺳﻮاق اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﺗﺤﻠﯿﻞ ﻣﺆﺷﺮات...

39
٨ ﺗﺤﻠﯿﻞ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ اﻟﻨﻔﻂ أﺳﻮاق ﺿﻮء ﻓﻲ اﻟﻤﺮوﻧﺔ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﻜﻤﯿﺔ ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﺍﻟﻤﺭﺯﻭﻙ ﻋﻠﻲ ﺤﺴﻴﻥ ﺨﺎﻟﺩ ﺒﺎﺒل ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻻﻭﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﻓﻲ ﺸﺎﻨﻪ، ﺍﻟﺨﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﺴﻭﻕ ﻴﻜﺘﺴﺏ ﺍﻟﻨﺎﻤ ﺒﺎﻟﺩﻭل ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﺭﺘﺒﻁ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺃﻫﻤﻴـﺔ، ﺍﻟﻌـﺭﺍﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﻴﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻴﺔ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﺃﺴﺎﻟﻴﺏ ﻋﻥ ﻤﺎ ﻨﻭﻋﺎ ﺘﺨﺘﻠﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴل ﻓﻲ ﺍﺴﺘﺜﻨﺎﺌﻴﺔ ﻴﺼـﻔﻬﺎ ﻓﻴﻤـﺎ ﻟﻠﺘﺠﺩﺩ ﺍﻟﻘﺎﺒﻠﺔ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻨﺎﻀﺒﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﻤﻥ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺘﻭﺼﻑ ﻷﻨﻬﺎ ﻨﻠﻙ ﻻﻋﺘﺒـﺎﺭﺍﺕ ﻴﺨﻀـﻊ ﻭﺘﺴـﻭﻴﻘﻬﺎ ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﺎ ﺇﻥ ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺴﻠﻊ ﺒﺄﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺘﺠﺎﻩ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﺤﺭﻴﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻓﻔﻲ، ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻁ ﻤﻨﺘﺠﻲ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟﺩﻭل ﺘﻤﻜﻨﺕ ﻓﻘﺩ، ﻭﺍﻟﺘﺴﻭﻴﻕ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﻻﺴﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺃﻓﻀلﺭﺍﺕ ﻤﻘـﺩ ﻋﻠـﻰ ﺍﻟﺴـﻴﻁﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺸﺭﻜﺎﺘﻬﺎ ﻭﺒﻤﺴﺎﻨﺩﺓ ﻟﻠﻨﻔﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﺭﺩﺓ ﻤﺼـﺎﻟﺤﻬﺎ ﻴﺤﻘﻕ ﺒﻤﺎ ﻭﺍﻷﺴﻌﺎﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺘﻭﺠﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﻁﻴﺔ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻠـﻰ ﺍﻟـﻨﻔﻁ ﺩﻭﺭ ﺒـﺎﻥ ﺍﻟﻘﻭل ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻌﺽ ﺩﻓﻊ ﻤﻤﺎ ﺍﻟﺯﻤﺎﻥ ﻤﻥ ﻗﺭﻥ ﻋﻠﻰ ﻴﺯﻴﺩ ﻤﺩﻯ ﻨﻘﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺜﺭﻭﺓ ﻫﺫﻩ ﺘﻜﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺒل ﻴﻤﻠﻜﻪ ﻤﻥ ﻋﻠﻰ ﺴﻠﺒﻴﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺇﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﻻﻋﺘﺒـﺎﺭﺍﺕ ﻴﺨﻀـﻊ ﺍﻟﺴـﻠﻌﺔ ﻫﺫﻩ ﺇﻨﺘﺎﺝ ﺇﻥ ﺫﻟﻙ ﺇﻟﻰ ﻴﻀﺎﻑ، ﻤﺎﻟﻜﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻕ ﻭﺒﻤﻌﻨﻰ ﺍﻷﺴﻌﺎﺭ، ﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺨﻀﻭﻋﻪ ﻤﻥ ﺃﻜﺜﺭ ﺴﻌﺭﻴﻪ ﻫـﺫﻩ ﺇﻨﺘـﺎﺝ ﻓﺎﻥ ﺍﻟـﺩﻭل ﺴﻴﺎﺴـﺎﺕ ﻭﻋﻠﻰ، ﺍﻟﻨﻔﻁﻴﺔ ﻟﻶﺒﺎﺭ ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ﺍﻟﻁﺎﻗﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﺍﻟﺴﻠﻌﺔ ﺍﻟﻨﻔﻁﻴـﺔ ﻭﺍﻟﻜـﺎﺭﺘﻼﺕ ﺍﻟﻤﻨﻅﻤﺎﺕ ﻗﺒل ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺤﺩﺩﺓ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﺴﻘﻭﻑ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺠﺔ

Transcript of أﺳﻮاق اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﺗﺤﻠﯿﻞ ﻣﺆﺷﺮات...

٣٨

أسواق النفط العالمیة تحلیلمؤشرات المرونة في ضوء

الكمیة

خالد حسين علي المرزوك الدكتور جامعة بابل

كلية اإلدارة واالقتصاد المقدمة

يكتسب سوق النفط الخام ، شانه في ذلك مثل العديد من السلع االوليه و

ية و منها العـراق ، أهميـة الزراعية و التي ارتبط معظم إنتاجها بالدول النام

استثنائية في التحليل االقتصادي تختلف نوعا ما عن أساليب التحليل التقليدية و

نلك ألنها توصف بأنها من الموارد الناضبة غير القابلة للتجدد فيمـا يصـفها

البعض بأنها سلع سياسية بمعنى إن إنتاجها وتسـويقها يخضـع العتبـارات

منتجي النفط في العالم ، ففي غياب حرية الدولة في تحديد السياسة الدولية تجاه

أفضل السياسات الستغاللها في اإلنتاج والتسويق ، فقد تمكنت الدول الغربيـة

المستوردة للنفط وبمساندة شركاتها العمالقة من السـيطرة علـى مقـدرات

لـى الصناعة النفطية وتوجيه سياسة اإلنتاج واألسعار بما يحقق مصـالحها ع

مدى يزيد على قرن من الزمان مما دفع البعض إلى القول بـان دور الـنفط

يمكن إن يكون سلبيا على من يملكه بل يمكن أن تكون هذه الثروة المهمة نقمة

على مالكيها ، يضاف إلى ذلك إن إنتاج هذه السـلعة يخضـع العتبـارات ال

فان إنتـاج هـذه سعريه أكثر من خضوعه العتبارات األسعار، وبمعنى أدق

السلعة يعتمد على الطاقات اإلنتاجية لآلبار النفطية ، وعلى سياسـات الـدول

المنتجة والى سقوف اإلنتاج المحددة من قبل المنظمات والكـارتالت النفطيـة

٣٩

والى االحتياطي النفطي المؤكد والمرجح وما إلى ذلك ، ثم يأتي بعدئـذ دور

.األسعار العالمية للنفط

الطلب على النفط الخام فهو اآلخر يعتمد على اعتبـارات ال سـعريه أما

تأتي في مقدمتها حالة االقتصاد العالمي وموقعه من الدورة االقتصادية وحالـة

الطقس والمناخ والطاقات اإلنتاجية للمصـانع والطاقـات التخزينيـة للـدول

عات المعتمدة على المستوردة وتعدد وتجدد مصادر الطاقة البديلة وتنوع الصنا

النفط الخام كمصدر للطاقة وكمادة أولية وما إلى ذلك ، ثم يأتي بعد ذلـك دور

.األسعار العالمية للنفط

هذه الخصوصية قد دفعت الباحث للنظر إلى تحليـل مرونـات العـرض

والطلب على النفط الخام بمنظار جديد يتالئم مع هذه الخصوصية أطلق عليـه

وقد تبدو للوهلة األولى خارجة عن المألوف ) مية ألسعار النفط المرونات الك(

في التحليل االقتصادي الذي يرتكز على اعتبار السـعر هـو المحـدد األهـم

للكميات المعروضة والكميات المطلوبة من السلع المختلفة ، إذ تقوم هذه النظرة

معروضة والكمية على فكرة انعكاس الحالة ، أي إن السعر يكون نتاجا للكمية ال

المطلوبة لهذه السلعة وليس محددا لهما وهي محاولة أولية للبحث عن السـبل

الكفيلة بالتعامل االقتصادي واالجتماعي مع هذا النوع من السلع اإلسـتراتيجية

وذات األهمية القصوى سواء للمنتج أم للمستهلك ، كونها سلعا آيلة للنضـوب

ا قليلة وغير كاملة اإلحالل وتكاليفها االقتصـادية وغير قابلة للتجدد ، وبدائله

واالجتماعية عالية مما يجعل االهتمام بتقنين إنتاجها واستهالكها أمرا في غاية

.األهمية

٤٠

تتمثل مشكلة البحث في التمييز بين اثر الكميات المنتجـة : مشكلة البحث

ه ، على أسعاره العالمية ، سنويا من النفط الخام العالمي والكميات المطلوبة من

.المنتجة والكميات المطلوبة منه وبين اثر األسعار العالمية على تحديد الكميات

إن األسعار العالمية للنفط الخام هي دالة أو نتاج للتغيرات : فرضية البحث

.أو الكميات المعروضة أو المنتجة سنويا / الحاصلة في الكميات المطلوبة و

:تأتي أهمية البحث من خالل نقطتين أساسيتين هما : ة البحثأهمي

.طرح فكرة المرونة الكمية وتطبيقها في التحليل االقتصادي -١

محاولة الوقوف على العوامل المهمة التي تحدد األسعار العالمية للنفط -٢

من اجل معالجة الخلل ، والمتمثل في انخفاض األسعار العالميـة عـن

ة لهذه الثروة الناضبة مما قد يشجع الدول المنتجة له إلـى القيم الحقيقي

خفض اإلنتاج إلى المستوى الذي يحافظ عليها ألطـول مـدة زمنيـة

.وتسعيره بأسعار عادلة

من اجل اختبار صحة فرضية البحث فقد استخدم الباحـث : منهج البحث

، والتحليل أسلوب التحليل الوصفي لبيان أهمية النفط الخام في أسواق العالم

: الكمي لحساب المرونات الكمية وعلى وفق النقاط اآلتية

.مدخل نظري –الكمية ةالمرون: أوال

.نظرة على أسواق النفط العالمية : ثانيا

قياس وتحليل المرونات الكمية للعرض والطلب العالمي على الـنفط : ثالثا

.الخام

.االستنتاجات والتوصيات : رابعا

٤١

مدخل نظري –المرونة الكمية :أوال

:مفاهيم عامة ١-١

جرت عادة االقتصاديين ، منذ مارشال والى اآلن ، عند رسم منحنيات

كل من العرض والطلب ، إن يتم تخصيص المحـور العمـودي للمتغيـر

المستقل وهو السعر ، فيما يخصـص المحـور األفقـي للمتغيـر التـابع

بة أو الكمية المعروضـة ، وذلـك ألنهـم وهو الكمية المطلو) المستجيب(

ينظرون إلى السعر بأنه يتأثر بتكاليف عوامل اإلنتاج ، أو بدرجة االحتكار،

وفي بعض األحيان يخضع إلى سياسات تسعير مركزيـة ، بينمـا تكـون

الكميات المطلوبة تعبيرا عن قناعة المشترين بسعرها فتتحدد بذلك الكميـة

، فيما تعد الكميات المعروضة تعبيرا عن قناعـة التي يطلبونها من السلعة

المنتجين بهذا السعر فتتحدد الكمية التي يعرضونها للبيـع ، وفـي اغلـب

مثال ، في نظر المشتري ذات ) P(األحيان ، تكون السلعة التي تباع بسعر

في حين تكون هذه السلعة في نظر البـائع أو المنـتج ذات ) P(قيمة تفوق

، وبتقاطع الفوائد المحتملة من شـراء السـلعة لصـالح ) P(قيمة تقل عن

المشتري والفوائد المحتملة من بيع السلعة لصالح البائع يتحدد هذا السعر ،

، والذي بموجبه تتحدد الكمية التـي يوافـق ) السعر العادل(لذا يعرف بـ

المنتجون على عرضها والكمية التي يوافق المستهلكون على شراءها ، لذا

، ويكون منحنى العرض ذا ميل موجب عادة ، ) سعر التوازن(رف بـ يع

بينما يكون منحنى الطلب ذا ميل سالب ، وعلى وفق التغيرات النسبية التي

تحدث للكميات المعروضة أو الكميات المطلوبة نتيجة التغير النسبي للسعر

ـ ة تقاس المرونات السعرية لكل من العرض والطلب ، وتكون هذه المرون

عالية أو كبيرة كلما كان منحنى العرض أو منحنى الطلب أكثر انبسـاطا ،

محور (أي إن الزاوية التي يخلقها هذا المنحنى بتقاطعه مع المحور األفقي

٤٢

بالنسبة ١٣٥بالنسبة إلى منحنى العرض واكبر من ٤٥اقل من ) السينات

أو قليلة عندما تكون إلى منحنى الطلب ، بينما تكون هذه المرونة منخفضة

بالنسـبة ١٣٥بالنسبة إلى منحنى العرض واقل من ٤٥الزاوية اكبر من

.إلى منحنى الطلب

إال إن واقع الحال وكذلك المنطق االقتصادي يفيدان بان هنالك عالقـة

متبادلة التأثير بين السعر من جهة وبين الكميـات المعروضـة والكميـات

رى ، بمعنى إن السعر يمكن أن يكون مرة هو المتغير المطلوبة من جهة أخ

المستقل والكميات هي المتغير التابع ، كما هي العادة ، ويمكـن أن تكـون

الكميات هي المتغير المستقل والسعر هو المتغير التابع ، إذ تنخفض أسعار

السلع كلما ازداد عرضها أو انخفض الطلب عليهـا ، والعكـس صـحيح

وعند ذاك يمكننا وضع السعر على المحور األفقي والكميات على لكليهما ،

المحور العمودي ثم نراقب تغيرات األسعار الناجمة عن تغيرات الكميـات

.المعروضة أو المطلوبة

وهذه الحقيقة مستقاة من آراء االقتصاديين أنفسهم ، إذ نجـدهم تـارة

نلسام ويلس) االقتصاد(كتاب يقولون بهذا الرأي وتارة بالرأي اآلخر ، ففي

)Paul Samwelson ( مثال ، وهو من أكثر كتب مبادئ االقتصاد قـراءة

من قبل االقتصاديين وغير االقتصاديين لما يحويه من دقـة فـي التحليـل

وشمول في العرض وغزارة في المادة العلمية ، وقد طبع منه أكثر مـن

سنة ، والذي علق علـى ٤٥طبعة منقحة ومزيدة على مدى يزيد عن ١٥

بالقول ) جون كينيث كالبريث(طبعته األولى االقتصادي األمريكي المعروف

، يقول فـي ) ١(نإن األجيال القادمة ستتعلم االقتصاد من كتاب سام ويلس:

إذا رأيت انخفاضا في سـعر الـنفط (من هذا الكتاب ما نصه ٦٥الصفحة

على النفط ، أو الن المعـروض مثال فالسبب إما أن يكون انخفاض الطلب

٤٣

وفيه إشارة إلى أن الكمية المطلوبة أو المعروضة تـؤثر ، ) منه قد ارتفع

بشكل مباشر على السعر ، إال انه يعود إلى القول ، وفي نفـس الصـفحة

انك لو عرفت سعر سـلعة مـا ، فسـوف تعـرف كـم سـيطلب (أيضا

ثر في الكمية المطلوبة مما يعني أن السعر هو الذي يؤ )المستهلكون منها

من –فإذا زاد الطلب على احد الموديالت (يقول ٧٠، ولكنه في الصفحة

أو إذا ارتفع الطلب على الشاحنات وارتفع ....وارتفع سعره –السيارات

وفي هذا إشارة إلى أن الكمية المطلوبة من السلعة هي .... ) سعرها أيضا

أما في جانب . من اإلشارة السابقة التي تحدد سعرها ، و هي على العكس

إن فـائض ( يعرض جدوال يوضـح فيـه ٧٢العرض فنراه في الصفحة

العرض سوف يضغط على السعر نحو األسفل ، أما نقص العرض فسوف

، وفـي هـذا إشـارة إلـى إن الكميـة )يضغط على السعر نحو األعلى

.المعروضة من سلعة ما هي التي تحدد السعر

االقتصـاد ( فيقول في كتابه ) Michael R. Edgmand(مان أما ايدج

على -مثال –فإذا زاد الطلب ( ما هذا نصه ) النظرية و السياسة -الكلي

منتجات صناعة معينة ، فان االقتصاد الجزئي يحاول تتبع اثر الزيادة في

هذا إشـارة وفي) ٢()الطلب على سعر المنتج و مستوى إنتاج هذه الصناعة

حة إلى إن هذه العبارة تجمع بين تأثير الكمية المطلوبة على السـعر ، واض

.ومن ثم تأثير هذا السعر على الكمية المعروضة

قد أوضح بشكل ال يقبـل ) Holton J. Wilson(ويلسن .ج.إال إن هـ

، ما هو المتغير المستقل وما هو المتغيـر ) E(الشك عند تعريفه للمرونة

النسـبة –بشكل عام تعرف المرونة بأنها التغير النسبي و(التابع إذ يقول

في عامل تابع مقسوما على التغير النسبي فـي عامـل –للتغير ةالمؤوي

مستقل تسبب في هذا التغير ، على أن يبقى كل شئ آخر ثابتا على حالـه

٤٤

وفيه إشارة إلـى )٣()دائما ممثلة للعامل التابع ) Q(وسنعتبر هنا الكمية

عـامال ) اعتباره(السعر دائما عامال مستقال ، أي انه باإلمكان ) عتبري(انه

. تابعا

ونعتقد بان هذه الفكرة ليست جديدة ، بل تعود إلى النصف الثـاني مـن

القرن الثامن عشر ، وتحديدا إلى عهد االقتصادي الفرنسي جـان باتسـت

الذي يـنص ) ققانون األسوا(عندما أطلق قانونه الشهير ) J.P.Say(ساي

وتفسـير )العرض يخلق الطلب عليه دائما ويساويه في المقدار(على إن

القانون هو أن الكميات المعروضة من سلعة ما سوف تخلق لها طلبا مـن

) الجديد(قبل المستهلكين من خالل جهاز األسعار ، إذ عندما يكون العرض

الطلـب علـى أكبر من الطلب فان األسعار ستنخفض إلى الحد الذي يحفز

الزيادة حتى يتساوى مع المعروض السلعي ، أي إن العرض هنا هو الذي

.يؤثر في األسعار ، لكن الطلب سوف يتأثر بهذه األسعار

وبناء عليه فان هذا في حقيقته ليس خلطا في المفاهيم المتداولـة ، وال

جهة وبين الكميات انحرافا في تبيان اتجاه التأثير ، فالعالقة بين السعر من

، كما هو حال العالقـة بـين ) عالقة متبادلة التأثير(من جهة ثانية ، هي

، أو العالقة بين نشاط البحث والتطـوير ) S-T(الحديثة االعلم والتكنولوجي

، إذ ليس هنالك تناقضا بين القول بان ) R&D - G(وبين النمو االقتصادي

" ، وبـين القـول بـان " والمطلوبة السعر يؤثر في الكميات المعروضة "

، إال إن االختالف بين أنواع السلع إنما " الكميات هي التي تؤثر في األسعار

يكمن في أي االتجاهين يكون هذا التأثير اكبر ؟ فبعض السلع تؤثر كمياتها

على األسعار اكبر من تأثير األسعار على الكميات ، وبعضها اآلخر يكون

يح وهو ما يدخل ضمن نطاق المرونـات السـعرية العكس فيها هو الصح

.والمرونات الدخلية

٤٥

يتفاعل مـن ) آلية عمل(ويبقى مفهوم السوق ثابتا عبر العصور بأنه

خاللها البائعون والمشترون لتقرير سعر وكمية سلعة ما أو خدمة ما ، فليس

ج أو في اقتصاد السوق ثمة شخص فرد أو تنظيم ، يكون مسئوال عن اإلنتا

التي قال بها -االستهالك أو التوزيع أو التسعير ، إنما هنالك اآللية التلقائية

هي التي تعمل لتحقيق الكفـاءة –آدم سمث قبل أكثر من قرنين من الزمن

–االقتصادية ، التي ال تخرج عن إطار التوزيع المثالي للموارد ، إذ تتحقق

تصاد إنتاج كمية اكبـر مـن حين ال يستطيع االق( –في نظر سام ويلسن

" أو خدمـة "دون أن يقلل من إنتاجه مـن سـلعة " أو خدمة ما"سلعة ما

المعروفة ، وتعد األسعار بمثابة الروح ) أمثلية باريتو(وتلك هي ) ٤()أخرى

التي تبعث النشاط في جسد السوق للوصول إلى هذه االمثليـة فـي األداء

.االقتصادي

ن الكميات المعروضة والكميات المطلوبـة ، هـي وبناء على ذلك ، فا

:داالت ألسعارها ، أي إن

Qs = f (P) & Qd = f (P)

Behavior(وتعرف هـذه المعـادالت بأنهـا معـادالت سـلوكية

Equation()ألنها تصف سلوك العارضين والطالبين للسـلعة تجـاه )٥ ،

Qs(تقاطع هاتين المعادلتين يتحقق التوازن في سوق السلعة سعرها ، وعند

= Qd ( وعندها فان السعر التوازني يمثل حالة الثبات بين الكميـات ، إال ،

إذا حدث تغير في احد أو كال طرفي المعادلة ، أي إن ثبات األسعار محكوم

ر فيهـا بثبات الكميات ، ومعنى ذلك أن الحالة التي تسبق التوازن فان السع

هو الذي يحدد أيا من الكميات يطلبها المشترون ، وأيـا منهـا يعرضـها

.البائعون ، ولكن عند حالة التوازن ، فان السعر يكون تابعا لهذه الكميات

٤٦

عندما يكون السعر محـددا للكميـات :مفهوم المرونة الكمية ٢ – ١

حنى العرض يكـون ذا المطلوبة والمعروضة ، أي الحالة العادية ، فان من

ميل موجب ليوضح العالقة الطردية بين السعر والكمية المعروضة ، بينما

يكون منحنى الطلب ذا ميل سالب ليوضح العالقة السلبية بين السعر والكمية

:المطلوبة ، وكما في الرسم اآلتي

يبين منحنى العرض والطلب عندما يكون السعر هـو ) ١ - ١(شكل

لمستقلالمتغير ا

درجة استجابة (بأنها –لكل من العرض والطلب –وتعرف المرونة السعرية

، وهي ) الحاصل في سعرهاأو حساسية الكمية المعروضة أو المطلوبة للتغير

:عبارة عن نسبة التغير في الكمية مقسوما على نسبة التغير في السعر ، أي

)التغير النسبي في السعر( ÷ ) التغير النسبي في الكمية= ( المرونة السعرية

فكلما كانت نسبة التغير في الكمية أكبر من نسبة التغير في السعر ، تكون

أي إن العرض أو الطلب يكون مرنا ويعني هـذا إن تغيـرا المرونة عالية ،

طفيفا في السعر يؤدي إلى تغير اكبر في الكمية ، أما إذا كان التغير النسـبي

للكمية اقل من التغير النسبي للسعر ، تكون المرونة منخفضة ، أي إن العرض

O P O P

منحنى االطلب

منحنى العرض

٤٧

علـى أو الطلب يكون غير مرن ويعني هذا إن تغير السعر لن يـؤثر كثيـرا

الكمية ، وبشكل عام عندما يكون سعر السلعة أعلى من سعرها المعتـاد فـان

المرونة السعرية تكون عالية والعكس بالعكس ، أي إن لكل مجـال سـعري

. هنالك مرونة خاصة به وإن كانت العالقة بين الكمية والسعر عالقة خطية

دينارا للوحدة الواحدة ٢٠٠إلى دينارا ١٥٠فإذا ارتفع سعر السلعة مثال من

وحدة ١٢٥٠وحدة إلى ١٠٠٠وأدى ذلك إلى زيادة الكمية المعروضة منها من

وحـدة إلـى ١٠٠٠أسبوعيا ، أو أدى إلى انخفاض الكمية المطلوبة منها من

وحدة أسبوعيا ، فان كال من المرونة السعرية للعرض والمرونة السعرية ٨٥٠

:الي للطلب ستكونان على التو

EPs = { ( ١٠٠٠ – ١٢٥٠ ) / ١٠٠٠ }* {( ١٥٠- ٢٠٠) /١٥٠} =

٠.٧٥

.وهي مرونة منخفضة الن قيمتها اقل من الواحد الصحيح

EPd = { ( ١٠٠٠ – ٨٥٠ ) / ١٠٠٠ } * { ( ١٥٠ – ٢٠٠) / ١٥٠} = - ٠.٤٥

علـى وهي مرونة منخفضة هي األخرى ، أما إشارتها السالبة فللداللة

.العالقة العكسية بين السعر وأثره على الكمية المطلوبة

ولكن عندما تكون األسعار داالت لكمياتها فإن معادلتي العرض والطلـب

: ستصبحان على التوالي

P = f (Qs) & P = f (Qd) المعادالت السـلوكية ، وال يمكن أن نطلق على هاتين المعادلتين اصطالح

الن هذا يطلق على المعادالت التي يكون فيها سلوك اإلنسـان مـؤثرا علـى

في المعادلة وليس على المتغير المستقل ، وفي هـاتين ) التابع(المتغير المعتمد

ال يتحدد مباشرة بسلوك اإلنسان وإنما هـو ) السعر(المعادلتين فان هذا المتغير

ثل التكاليف وشـكل ونـوع السـوق والضـرائب ناتج عن متغيرات أخرى م

٤٨

الخ ، إال إنهما تعدان من المعادالت غير المحددة ، ....والسياسات االقتصادية

فيهـا ) Random Variable(بل من المعادالت التي يلعب المتغير العشوائي

. دورا هاما

ة مسـاوية وتبقى حالة التوازن فيهما قائمة طالما بقيت الكميات المعروض

للكميات المطلوبة من السلعة ، محددة من جانبها السعر التوازني الذي سـيبقى

) مثال(مستقرا طالما بقيت الكميات مستقرة ، ولكن إذا حدث وان تغير العرض

أو مـا ةالمناخية أو التكنولوجي –صعودا أو انخفاضا ألي سبب من األسباب

ة عندئذ تتحـرك األسـعار ، باالتجـاه ثابت ةو بقيت الكميات المطلوب –شابه

المعاكس لتغيرات العرض ، لتحدث تغييرا معاكسا أيضا للكميات المطلوبة كي

. تعود حالة التوازن مرة أخرى

كذلك يجب التنبه إلى إن منحنيات كل من العرض و الطلب سـتكون بشـكل

كـون معاكس للمألوف ، أي إن منحنى العرض سيكون ذا ميل سالب بينمـا ي

منحنى الطلب ذا ميل موجب وكما في الرسم البياني اآلتي الذي نتبين منه في

حالة منحنى العرض يكون السعر فيه دالة للكمية المعروضة فكلما ازدادت هذه

الكمية كلما انخفض سعرها و العكس صحيح أيضا لذلك سيبدو المنحنى ذو ميل

داللـة علـى إن الكميـة سالب ، أما منحنى الطلب فسيبدو ذو ميل موجب لل

:المطلوبة كلما ازدادت ، كلما ارتفع سعر السلعة و العكـس صـحيح أيضـا

٤٩

يبين منحنى العرض و الطلب عندما يكون السعر متغير معتمدا ) ٢-١(شكل

على الكميات

وهكذا تبدو جميع األمور المألوفة المتعلقة بالعرض والطلب االعتياديان ،

بشكل معكوس في المرونة الكمية ، لذلك فقد تردد الباحث فـي تسـمية هـذه

بـ المرونة بين المرونة المعكوسة ، والمرونة العكسية ، إال انه ارتأى تسميتها

لتمييزها عن المرونة السعرية باعتبارها معكوسا لها ، وبناء ) المرونة الكمية(

درجة استجابة أو حساسية األسـعار (عليه يمكن تعريف المرونة الكمية بأنها

، أو هـي مقـدار )أو المطلوبة/ للتغيرات الحاصلة في الكميات المعروضة و

لتغير النسبي في الكميات المعروضة التغير النسبي في أسعار السلع الناجم عن ا

:أو المطلوبة ، لذا يمكن حسابها على وفق الصيغة اآلتية

)التغير النسبي في الكميات(÷ ) التغير النسبي في السعر= (المرونة الكمية

وبالعودة إلى أرقام المثال السابق ، ولكن بإعادة صياغته بما يتالئم مـع

١٠٠٠إذا ارتفع العرض من سلعة ما مـن : طوق المرونة الكمية يصبح المن

٢٠٠انخفاض السـعر مـن ىوحدة أسبوعيا وأدى ذلك غال ١٢٥٠وحدة إلى

دينار للوحدة الواحدة ، أو إذا انخفض الطلب على سلعة ما من ١٥٠دينار إلى

O

P O P

منحنى الطلب

منحنى العرض

٥٠

وحدة أسبوعيا وأدى ذلك إلى انخفاض سـعرها مـن ٨٥٠وحدة إلى ١٠٠٠

دة الواحدة ، فان المرونة الكميـة للسـعر عنـد دينار للوح ١٥٠ ىغال ٢٠٠

:العرض ستكون كما يأتي

EQs = { ( ١٥٠ – ٢٠٠ ) \ ١٥٠ } * { ( ١٢٥٠ – ١٠٠٠) \ ١٢٥٠ } = -

وهي مرونة عالية ألنها اكبر من الواحد الصحيح ، وتعني إن ١.٦٦

بـر فـي التغير النسبي في الكميات المعروضة سوف يؤدي إلى تغير نسبي اك

األسعار ، واإلشارة السالبة تعبر عن العالقة العكسية بين الكمية المعروضـة

.والسعر

:أما المرونة الكمية للسعر عند الطلب فستكون كما يأتي

EQd = { ( ١٥٠ – ٢٠٠ ) \ ١٥٠ } * { ( ( ٨٥٠ – ١٠٠٠ ) \ ٨٥٠ } =

حد الصحيح ، ممـا وهي مرونة عالية أيضا ألنها اكبر من الوا ١,٨٤

يعني إن التغير النسبي لكميات المطلوبة يؤدي إلى تغير نسبي اكبر في األسعار

.

وكاستنتاج أولي ، فان كل سلعة تكون مرونتها السعرية ، سواء للعرض أم

للطلب ، عالية فان مرونتها الكمية تكون منخفضة ، وبالعكس ، إال إن الفرق

المعروضة آو الكمية المطلوبة تؤثر علـى السـعر بين االثنين هو أن الكمية

بشكل غير مطابق لمعكوس تأثير السعر عليهما ، إال في حالة كون العالقة بين

كل من العرض أو الطلب وبين السعر عالقة مسـتقيمة ، وهـو نـادر فـي

.العالقات غير المحددة ، كالعالقات بين المتغيرات االقتصادية عموما

لمرونة الكمية مغزى ا ٣ – ١

إن اغلب منتجات البلدان النامية سواء أكانت من السلع الزراعية أم من

منتجات الصناعة االستخراجية كالنفط الخام والغاز الطبيعي والمعادن وغيرها

، هي منتجات ال يخضع إنتاجها لألسعار السائدة ، آو بمعنى أدق إن اسـتجابة

٥١

السعر اقل بكثير من استجابتها لعوامل أخـرى ، حجم اإلنتاج أو العرض تجاه

فاإلنتاج الزراعي على سبيل المثال يخضع للعوامل الطبيعية والمناخيـة مـن

درجات الحرارة ومعدالت تساقط األمطار وأوقاتها وكـوارث الفيضـانات أو

موجات الجفاف ومدى حصول اآلفات الزراعية وشدتها وما شابه ذلك ، إذ إن

عرية التي تعزى إلى التغيرات في قوى العرض والطلب تعتبـر التغيرات الس

أما المنتجات االسـتخراجية فتعتمـد علـى . ) ٦(شائعة في األسواق الزراعية

الطاقات اإلنتاجية للمناجم أو لآلبار النفطية ومعدل إنتاجيـة الحقـل النفطـي

وف والمستوى التكنولوجي المستخدم في الحقول اإلنتاجية ، فضال عـن السـق

.اإلنتاجية المحددة من قبل المنظمات الدولية واإلقليمية

لسلسلة ) المرونة السعرية والمرونة الكمية(وعند مقارنة داالت المرونتين

زمنية تصور كال من الكميات واألسعار ، ومعرفة اثر األسـعار علـى هـذه

نية استنباط آلية الكميات مقابل اثر الكميات على األسعار ، سوف تتيح لنا إمكا

تمكننا من قياس اثر السياسات المرتبطة باإلنتاج والطلب من اجل التأثير على

األسعار وليس العكس ، فتكون الكميات عرضة للتغير المستمر بما يتالئم مـع

.األسعار بهذه الكميات وليس العكس طمتطلبات الحاجة ، وبالتالي رب

المية على وفق المرونة الكمية يبدو اقرب وعليه فأن تحليل أسواق النفط الع

للواقع ألنه يبين آثار تغيرات الكميات المطلوبة منه والمعروضة على األسعار

، ) As Given(، التي غالبا ما تكون البلدان المنتجة للنفط آخذة لهذه األسعار

وقد يمكنها من إدراك األثر السلبي لزيادة المعروض النفطي علـى تخفـيض

اره العالمية ، من تنشيط الدعوة مجددا إلى تحديث االتفاقيـات بـين هـذه أسع

البلدان من اجل التحكم باإلنتاج للتأثير في األسعار بشكل فاعل للمحافظة على

.ثرواتها الناضبة ألطول مدة ممكنة

٥٢

نظرة على أسواق النفط العالمية: ثانيا

Rnewable -Nonخصوصية النفط الخام كمورد ناضب ١ – ٢

، ) غير القابلة للتجدد(يعد النفط الخام من أهم الثروات الطبيعية الناضبة

والتي تتميز بتوافرها المحدود في القشرة األرضية ، على الرغم من عدم الدقة

في التمييز بين ما هو ناضب وبين ما هو متجـدد ، إذ إن عمليـات التحلـل

قة الحالية الزالت تعمل وسوف تستمر بنفس الطبيعية التي أنتجت مصادر الطا

السرعة ، إال إنها احتاجت إلى مدد طويلة جدا كي تنتج لنـا هـذه الكميـات

المحدودة من هذه المصادر ، غير إن االستهالك العالمي منها يجـري بسـعة

فائقة بالمقارنة مع تلك الحقب التي تكونت بها ، وعلى هذا األساس فـان مـا

بماليين السنين سوف يستهلكه اإلنسان خالل بضع مئات منها أأنتجته الطبيعة

.

أول مـن ) H. Hotleng هارود هوتلنـك (ويعد االقتصادي األميركي

اقتصـاديات المـوارد (أشار إلى هذا التعبير عند نشره مقالة تحـت عنـوان

احتوت عدد من الحجج القوية للرد علـى االقتصـاديين ١٩٣١عام ) الناضبة

إن بإمكان شركة ما أن تستمر باإلنتاج إلى ماال نهاية ، وإنها سوف –القائلين

تنتج من مصادر متجددة أو على أسس متجددة ، فقد اعتقد هوتلنك بـأن هـذا

التوقع في النظرية االقتصادية غير صحيح وإن المبادئ األساسـية المتعلقـة

يؤدي بـالموارد لتكـون إذ إن النضوب )٧(بسلوك هذه الشركة يجب أن تعدل

أكثر قيمة بمرور الوقت ، ألن الموارد الشحيحة تتطلب أسـعارا أعلـى مـن

. الموارد الوفيرة لذا فإن أسعارها تميل إلى االرتفاع عبر الزمن

٥٣

الحكومة مالكة (وبناء على ذلك ، على مالك المورد الناضب ، وهو هنا

أن تحاول استغالله على أكمل وجه ، ) ةالحقول النفطية في اغلب الدول المنتج

آخذة في الحسبان حاجاتها المستقبلية وهو ما اصطلح عليه في أدبيات التنميـة

، ويتحقق ذلك من ) Sustainable Developmentالتنمية المستدامة (بـ

خالل االستخدام الرشيد إلى جانب قيام الدولة بتـرك رصـيد مـن المـوارد

.)٨(كحق شرعي لألجيال القادمة الطبيعية والمالية()

الـنفط (وتقوم األسعار بمثابة صمام األمان إلطالة عمر المورد الناضب

أن كـل دوالر ) Robert m. Solowروبرت سولو(، ويرى األستاذ ) الخام

يخفض عن عمد من سعر المورد الناضب هو بمثابة معونـة تقـدمها الـدول

على حساب أجيالها المقبلة لتزداد فقرا إلى الـدول ) امالمالكة للنفط الخ(الفقيرة

لتزداد غنى وتنفق جزء منهـا علـى البحـث ) المستهلكة للنفط الخام(الغنية

. )٩(والتطوير إليجاد البدائل

تطور أسعار النفط العالمية ٢-٢

تتميز السوق النفطية على الدوام بعدم االستقرار، بين فتـرات يسـودها

ش في الطلب مسببا ارتفاع في األسعار وبالتالي ارتفاع العائدات الماليـة انتعا

للدول المصدرة للنفط ، وبين فترات يغلب عليها االنكماش في الطلب مصحوبا

بانخفاض لألسعار ومن ثم العائدات ، وفي بعض األحيان فان عدم االسـتقرار

سواء المواتية أو المعاكسة ، هذا يأخذ أشكاال أشد عنفا يشار إليها بالصدمات ،

مسببة آثارا على اقتصاديات البلدان المصدرة ، وتنحصر هذه اآلثار في ثالث

الهيكل اإلنتاجي للقطاعات االقتصادية المختلفة ، توزيع الدخل بين : قنوات هي

عوامل اإلنتاج ، والحساب الجاري وبخاصة في الميزان التجاري، وعادة مـا

آلثار من دولة إلى أخرى حسب طول المدة الزمنية للتغيـر ، تختلف حدة هذه ا

.والخصائص االقتصادية للدولة التي تمكنها من مواجهة الصدمة

٥٤

وقد مرت أسعار النفط العالمية بأطوار متعـددة صـعودا أو هبوطـا ،

وبدرجات متفاوتة ، ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية ، أدرك العالم أن موارد

أوربا واليابان ، اللتين رطاقة المتاحة آنذاك لم تعد تفي باحتياجات إعادة اعماال

من احتياجات الطاقـة ، % ٨٥دمرتهما الحرب ، إذ كان الفحم يغطي حوالي

ولم يكن اإلنتاج المحلي منه يفي بهذه االحتياجات ، لذلك فقد سعت الشركات

نابع النفط النتاجة وتسعيره كذلك، النفطية العالمية إلى السيطرة المطلقة على م

مما جعل أسعاره منخفضة بشكل ال يكاد يفي بمتطلبات ابسط احتياجات البلدان

المنتجة له ، لذلك فقد وجدت الدول الغربية أمامها مصدرا طاقويـا رخيصـا

مشروع (منبعه منطقة الشرق األوسط ، أضيف إلى االمتيازات التي قدمها لها

مكنها من إعادة بناء هياكلها االقتصادية من جديد لتصبح بعـد ، مما ) مارشال

مدة وجيزة أهم شريك للواليات المتحدة األميركية في السيطرة االقتصادية على

.العالم

حدثت أزمة كبيرة في سوق النفط األوربي ، عندما تم ١٩٥٦وفي عام

المواقـف المتشـنجة اإلعالن عن تأميم قناة السويس ، ومن ثم إغالقها بسبب

، وقـد ) ١٠( ١٩٥٧إزاء قرار التأميم ، وقد استمر اإلغالق حتى آذار من عام

إلى دول أوربا الغربية التي ) الشرق أوسطي(أدى ذلك إلى قطع إمدادات النفط

من احتياجاتها من الشرق األوسـط فقـط ، % ٧٥كانت تستورد ما يزيد عن

التي راحت تدور حول -ناقالت النفطية األمر الذي خفض بدوره من إمكانية ال

مـن طاقتهـا % ٦٠إلى اقل من –رأس الرجاء الصالح للوصول إلى أوربا

النقلية ، وهو ما حفز األمريكيين واألوربيين بشكل جدي ومثابر لوضع الخطط

والسبل الكفيلة بمواجهة مثل هذه الصدمات ، فأنشأت الواليات المتحدة لجنـة

شتركت فيها الشركات النفطية األميركية العاملة في الخارج بإشراف الحكومة وا

جنة مماثلة في أوربا بإشراف حكومـات بريطانيـا ، وفي مقابل ذلك أنشئت ل

٥٥

وفرنسا وهولندا ، وبمشاركة أهم الشركات النفطية األوربية ومنـدوبون مـن

الشركات األميركية ، ثم تفرعت منهما عدة لجان محلية في كل دولة ، كـان

الغرض منها تنسيق الجهود والخطط بين الحكومات والشركات على ضـفتي

، )١١(المشاكل الحالية فضال عن المشاكل المستقبلية المحتملةاألطلسي لمواجهة

:وكان من أهم القرارات اإلستراتيجية التي تبنتها هذه الدول ما يأتي

خلق اكبر قدر من المرونة لوسائل نقل النفط الخـام عبـر الطـرق .١

البديلة، إضافة إلى زيادة حجم وسعة الناقالت وتوطين صناعة تكرير

ل المستهلكة وحرمان الدول المصدرة من ثمـار هـذه النفط في الدو

.الصناعة

.تكوين أرصدة ضخمة للمخزون النفطي داخل األراضي األوربية .٢

تنويع مصادر اإلمداد النفطي ، واالهتمام بتنمية حقول شمال وغرب .٣

.إفريقيا ومنطقة أالسكا وبحر الشمال

والشركات، تبادل المشورة والتخطيط المناسب عن طريق الحكومات .٤

. لمواجهة أي انقطاع مؤقت إلمدادات النفط أو توقف إمكانات النقل

وفي ضوء هذه القرارات ، بدأ النفط العربي بالتدفق المضطرد إلى الدول

ي \مليون ب١٥حتى بلغ ١٩٥٠ي عام \مليون ب ١.١الغربية ، إذ ارتفع من

، وقد رافق )١٢(روة، وهو عام الذ ١٩٧٩ي عام \مليون ب٢٢ثم ١٩٧٠عام

هذا التطور في التدفقات النفطية ، قيام شركات النفط األميركيـة والبريطانيـة

١٩٥٠والتي أجبرت على مبدأ مناصفة األرباح منذ عام –والفرنسية الكبرى

–سنت للبرميل الواحد ٣٠و ١٠بعد أن كانت تدفع عائدا مقطوعا يتراوح بين

المسيطر المطلـق علـى اإلنتـاج والتصـدير على تخفيض األسعار بوصفها

، ففـي عـام ١٩٦٠و ١٩٥٩والتسعير ، فانخفضت أسعار النفط الخام عامي

ب $٣.٠٧قامت الشركات بتخفيض السعر المعلن للنفط الفنزويلي مـن ١٩٥٩

٥٦

ب ، ثم شمل هذا التخفيض النفط األميركي المصدر مـن خلـيج $٢.٩٢إلى

ب إلـى $٣.٢٥، ففي حين خفض األول من المكسيك والنفط العربي الخليجي

ب $١.٨٠ب ، ثم إلـى $١.٩٤ب الى$٢.١٢ب فقد خفض الثاني من $٣.١٤

، وعندما اعترضت الـدول المصـدرة علـى هـذه ١٩٦٠في آب من عام

التخفيضات لم تجد من يستمع إليها ، مما حدا بالحكومة العراقية آنـذاك إلـى

يت ، إيـران ، السـعودية وفنـزويال توجيه دعوة إلى حكومات كل من الكو

والـذي ) OPEC(لحضور المؤتمر التأسيسي لمنظمة البلدان المصدرة للنفط

، كتنظيم جماعي )١٣( ١٩٦٠أيلول من عام ١٤ – ١٠عقد في بغداد للمدة من

للدفاع عن مصالحها في مواجهة كارتل الشركات العالمية ، ومما جـاء فـي

عضاء تقوم بتنفيذ برامج تنمية بحاجة ماسة إليهـا ، إن الدول األ(البيان األول

وان تمويل تلك البرامج يعتمد بصورة رئيسة على الدخل المعتمد من صادراتها

النفطية ، وان الدول األعضاء تعتمد إلى حد كبير على دخلها مـن البتـرول

ـ نلموازنة ميزانيتها الحكومية السنوية وا ا البترول ثروة ناضبة وانه بقـدر م

) ....يستنزف يجب ان يستعاض عنه بمصادر ثروة أخرى

لم تستطع فعل شئ ذا قيمة طيلة عقد الستينات ، إذ بقـي ) أوبك(غير أن

ب، إلى أن استطاعت ليبيا عقـد اتفاقيـة \$١.٨٠السعر محافظا عند مستوى

، ثم أعقبتها اتفاقية طهـران التـي ١٩٧٠طرابلس مع الشركات العالمية عام

، ارتفع السعر ١٩٧١رمتها دول الخليج العربي مع تلك الشركات بداية عام أب

٥سنتا للبرميل على أن ترتفع األسعار سـنويا بمقـدار ٣٥بموجبهما بمقدار

سنتات للبرميل ولمدة خمس سنوات لمواجهة التضخم وانخفاض قيمة الـدوالر

.األمريكي الذي تسعر به الصادرات النفطية

ن الدخول في التفاصيل الكثيرة والمتعلقـة باألوضـاع االقتصـادية وبدو

والسياسية في المنطقة العربية والعالم مثل تدهور قيمة الدوالر بعد تعويمه في

٥٧

وما بينهما من العديد مـن ١٩٧٣والحرب العربية اإلسرائيلية عام ١٩٧١آب

، فقد عقد وزراء ) ١٤(االتفاقيات والمعاهدات بين دول األوبك والشكات النفطية

نفط كل من العراق والسعودية والكويت واإلمارات وقطر باإلضافة إلى إيران

تقرر فيه وألول مـرة فـي ١٩٧٣من عام ١ت ١٦اجتماعا في الكويت في

ومن جانب واحد ، وبذلك ارتفع سعر % ٧٠تاريخ النفط زيادة األسعار بنسبة

في اليوم التالي اجتماعـا لـوزراء ب ، ثم أعقبه \$٥.١٢إلى $ ٣البرميل من

، تقرر بموجبه خفـض اإلنتـاج فـورا ) االوابك(الدول العشر األعضاء في

شهريا للمحافظة على ارتفاع السعر ، وبعد إعالن أميركا مساندتها % ٥وبنسبة

مليار دوالر وما تاله مـن إعـالن المقاطعـة ٢.٢إلسرائيل بعقد صفقة بمبلغ

ن الواليات المتحدة وهولندا ومن ثم البرتغـال ، اجتمـع العربية النفطية لكل م

١من ك ٢٣ــ٢٢وزراء دول الخليج األعضاء في األوبك في طهران يومي

للبرميل وبنسـبة $ ١١,٦٥ليقرروا رفع األسعار للمرة الثانية إلى ١٩٧٣عام

. ١٩٧٣عام ٢على أن يسري اعتبارا من األول من ك% ١٣٠زيادة بلغت

يمكن تلخيص أسباب ارتفاع أسعار النفط العالمية ، خالل النصف األول و

: )١٥(باآلتي) ب في السوق الفورية/$٢٢إلى (من عقد السبعينات

، كان الطلب العـالمي يفـوق العـرض ١٩٦٩ابتداء من عام .١

.العالمي لذلك فقد بدأت األسعار باالرتفاع

ون التجاري لدى وانخفاض المخز يانعدام المخزون اإلستراتيج .٢

.الشركات النفطية المالكة للحقول اإلنتاجية

اعتماد الدول الصناعية على نفط الشرق األوسـط ، وبخاصـة .٣

النفط العربي ، وذلك قبل اكتشاف النفط وإنتاجه فـي منـاطق

.أخرى من العالم

٥٨

. ١٩٧٣الحرب العربية اإلسرائيلية في تشرين األول عام .٤

ران والعراق على تحديد السـعر مـن امتالك القدرة من قبل إي .٥

جانب واحد ، بعد إخفاق المفاوضات مـع الشـركات النفطيـة

الكبرى ، وكان تسعير األوبك ألول مرة في تـاريخ الصـناعة

.النفطية

حظر تصدير النفط العربي ألمريكا وهولندا بسـبب مواقفهمـا .٦

. ١٩٧٣الداعمة والمؤيدة إلسرائيل أثناء حرب تشرين

د هذه الحقبة بدأت األسعار تأخذ مسارا تموجيا بين صـعود وهبـوط وبع

لتعكس خارطة المشهد العالمي ذات األوجه المتعددة في األشكال واألسباب منها

ما يتعلق بالمشهد السياسي ومنها ما يتعلق بالمشهد االقتصـادي إلـى جانـب

، كما يوضـح ذلـك المواقف المتعددة ألوبك المتشددة حينا والمتساهلة أحيانا

) .١(الجدول

٥٩

)١(جدول

)٢٠٠٦ - ١٩٧٠(أسعار النفط الخام االسمية والحقيقية للمدة

البيان

والسنة

السعر

االسمي

السعر

الحقيقي

باسعار

١٩٩٥

البيان

والسنة

السعر

االسمي

السعر

الحقيقي

بأسعار

٩٩٥

البيان

والسنة

السعر

االسمي

السعر

الحقيقي

باسعار

١٩٩٥

١٩.٩ ٢٠.٣ ١٩٩٦ ٤٥.٣ ٣٠.١ ١٩٨٣ ٩.١ ٢.١ ١٩٧٠

١٨.٠ ١٨.٧ ١٩٩٧ ٤٠.٤ ٢٨.١ ١٩٨٤ ١٠.٥ ٢.٦ ١٩٧١

١١.٧ ١٢.٣ ١٩٩٨ ٣٧.٩ ٢٧.٥ ١٩٨٥ ١٠.٧ ٢.٨ ١٩٧٢

١٦.٥ ١٧.٥ ١٩٩٩ ١٧.٣ ١٣.١ ١٩٧٦ ١١.٠ ٣.١ ١٩٧٣

٢٥.٧ ٢٧.٦ ٢٠٠٠ ٢٢.٩ ١٧.٧ ١٩٨٧ ٣٢.٨ ١٠.٤ ١٩٧٤

٢١.١ ٢٣.١ ٢٠٠١ ١٧.٧ ١٤.٢ ١٩٨٨ ٢٩.٥ ١٠.٤ ١٩٧٥

٢١.٩ ٢٤.٣ ٢٠٠٢ ٢٠.٧ ١٧.٣ ١٩٨٩ ٣٠.٣ ١١.٦ ١٩٧٦

٢٥.٠ ٢٨.٢ ٢٠٠٣ ٢٥.٦ ٢٢.٣ ١٩٩٠ ٣٠.٤ ١٢.٦ ١٩٧٧

٣١.٥ ٣٦.٠ ٢٠٠٤ ٢٠.٤ ١٨.٦ ١٩٩١ ٢٨.٧ ١٢.٩ ١٩٧٨

٤٣.١ ٥٠.٦ ٢٠٠٥ ١٩.٦ ١٨.٤ ١٩٩٢ ٦٠.٠ ٢٩.٢ ١٩٧٩

٥٠.٩ ٦١.٠ ٢٠٠٦ ١٧.٠ ١٦.٣ ١٩٩٣ ٦٧.٢ ٣٦.٠ ١٩٨٠

١٥.٨ ١٥.٥ ١٩٩٤ ٥٨.٤ ٣٤.٢ ١٩٨١

١٦.٩ ١٦.٩ ١٩٨٥ ٥٠.٤ ٣١.٧ ١٩٨٢

٦٠

، ) ١٩- ١الجداول (تقرير األمين العام السنوي الثالث والثالثون : المصدر

.٢٠٠٧اإلدارة االقتصادية ، )اوابك(منظمة األقطار العربية المصدرة للنفط

االحتياطي النفطي العالمي ٢-٣

فطي من الموضوعات الجوهرية لتحديد إمكانيـة اسـتغالل يعد االحتياطي الن

وعادة يتم تقدير . اآلبار النفطية على وفق الشروط االقتصادية والفتية السائدة

االحتياطي النفطي وفقا العتبارات عديدة ، منها على أساس الملكية ، ومنهـا

درجة التأكد ، ومنها ، وهو األهم ، على أساس ) ١٦(على أساس الطاقة الدافعة

من وجوده واستخراجه وتكاليف االستخراج ،اذ تقسم درجة التأكد إلى ثالثـة

:)١٧(أنواع هي

.االحتياطي المؤكد .١

.االحتياطي المرجح .٢

.االحتياطي المحتمل .٣

، وعادة تقوم تقديرات الهيئـات ) ١٨(وهنالك تقسيمات أخرى اقل أهمية

لية على أساس تقدير االحتياطي المؤكد والمؤسسات الدولية واإلقليمية والمح

،

نجد إن االحتياطي النفطي العالمي قد تطـور ) ٢(ومن مالحظة الجدول

بمسار تصاعدي حثيث ، وبخاصة في العقدين األخيرين ، وال ينحصر سـبب

بل الزيادة هذه في اكتشافات مكامن جديدة في مناطق العالم المختلفة فحسب ،

٦١

بعض مؤشرات النفط الخام العالمية) ٢(جدول

البيان

السنة

أسعار

النفط الخام

االسمية

ب \$

الطلب

العالمي

على النفط

مليون ب (

)ي\

اإلنتاج

العالمي من

النفط

مليون ب (

)ي\

احتياطي

النفط الخام

العالمي

مليار (

)برميل

معدل النمو

االقتصادي

%العالمي

١.٨ ٦١١.٤ ٥٠.١ ٤٢.٢ ١..٢ ١٩٧٠

١.٥ ٦٥٨.٧ ٥٤.٣ ٤١.٨ ١٠.٤ ١٩٧٥

١.٧ ٦٤٨.٥ ٥٥.١ ٤٦.١ ٣٦.٠ ١٩٨٠

٣.٤ ٨٨٧.٧ ٥٥.٨ ٤٦.٧ ٢٧.٥ ١٩٨٥

٣.٠ ١٠٩٢.٤ ٥٥.٦ ٤٧.٠ ٢٢.٣ ١٩٩٠

٢.٧ ١٠٢٨.٠ ٥٩.٨ ٤٨.٧ ١٨.٤ ١٩٩٢

٢.٧ ١٠٢٨.٠ ٦٢.٢ ٥٥.٣ ١٦.٣ ١٩٩٣

٤.٠ ١٠٤٦.٠ ٦٥.٧ ٦٨.٦ ١٥.٥ ١٩٩٤

٣.٧ ١٠٤٦.٠ ٦٦.٥ ٧٠.٠ ١٦.٩ ١٩٩٥

٤.٢ ١٠٤٨.٣ ٦٨.٠ ٧١.٧ ٢٠.٣ ١٩٩٦

٤.٢ ١٠٥٠.٨ ٧٠.١ ٧٣.٢ ١٨.٧ ١٩٩٧

٢.٦ ١٠٥١.٧ ٧٢.٣ ٧٣.٥ ١٢.٣ ١٩٩٨

٣.٤ ١٠٦٢.٣ ٧٤.١ ٧٤.٧ ١٧.٥ ١٩٩٩

٦٢

٤.٧ ١٠٨١.٢ ٧٦.٧ ٧٥.١ ٢٧.٦ ٢٠٠٠

٣.٩ ١٠٩٥.٨ ٧٦.٨ ٧٥.٧ ٢٣.١ ٢٠٠١

٣.١ ١١٢١.٢ ٧٧.١ ٧٧.٧ ٢٤.٣ ٢٠٠٢

٤.١ ١١٣٨.٦ ٧٩.٦ ٧٣.٢ ٢٨.٢ ٢٠٠٣

٥.٣ ١١٤٥.١ ٨٣.٠ ٧٣.٥ ٣٦.٠ ٢٠٠٤

٤.٩ ١١٥٣.٩ ٨٤.٢ ٧٤.٧ ٥٠.٦ ٢٠٠٥

٥.١ ١١٦٠.٨ ٨٤.٨ ٧٥.٧ ٦١.٠ ٢٠٠٦

. م

النمو٠.١٣ %١٠.٤ %١.٣١ %١.٧٥ %٢.٤٦%

، تقرير األمـين ) اوابك(منظمة األقطار العربية المصدرة للنفط )١: المصادر

. )٣٢(و ) ٢٨(و ) ٢٣(العام للمنظمة

صندوق النقد العربي وآخرون ، التقرير االقتصادي العربي ) ٢

٢٠٠٦ – ٢٠٠٠ – ١٩٩٥ – ١٩٨٨الموحد ، للسنوات

استخدم الباحث معادلة االتجاه العام الستخراج معدل النمـو *)

. السنوي للمتغيرات أعاله

اطات مرجحة ، وبسبب تحول كميات كبيرة من االحتياطات المحتملة إلى احتي

أو تحولها من مرجحة إلى مؤكدة بفضل التطور العلمي الكبير للصناعة النفطية

واستخدام الوسائل المتجددة فـي عمليـات التنقيـب والحفـر واالسـتخالص

٦١١واالستخراج ، وقد ارتفع االحتياطي العالمي المؤكد من النفط الخام مـن

١١٤٥، ثم إلى ١٩٩٠ا عام مليار ١٠٩٢ليصل إلى ١٩٧٠مليار برميل عام

، وقـد كانـت % ٢.٣وبمعدل تغير سنوي بلغت نسـبته ٢٠٠٦مليارا عام

، إذ سـاهمت دول الشـرق األوسـط % ٧٧مساهمة دول األوبك فيه حوالي

٦٣

، وأوربا ٣.٢منه ، فيما ساهمت أمريكا الشمالية بنسبة % ٦٥.٤لوحدها بنسبة

.كمتوسط % ٢.٣الغربية بنسبة

:العالمي والطلب العالمي على النفط الخام ) اإلنتاج( العرض ٢-٤

النفط بعدد من المتغيرات ، تأتي في مقدمتها حجم ) إنتاج(يرتبط عرض

االحتياطي على المستوى العالمي أو على مستوى كل دولة على حدة ، فضـال

عن الطاقات اإلنتاجية للحقول النفطية والحصص المتفـق عليهـا مـن قبـل

ظمات وغيرها ، وقد ارتفع االحتياطي العالمي من النفط الخام بمعدل يقرب المن

ولغاية ١٩٧٠ي منذ العام \مليون ب ٢.٨٥مليار برميل سنويا أو ١٠.٤من

مليون ب ١.٣١النفط الخام العالمي بمعدل ) إنتاج(، فيما ازداد عرض ٢٠٠٦

د الناضبة فـي تزايـد ي للمدة عينها ، أي إن العمر االفتراضي لهذه الموار \

.على افتراض بقاء هذه المعدالت دون تغيير

فيـرتبط يشـكل مباشـر ) أو الطاقة(أما الطلب العالمي على النفط الخام

وشديد بمستوى النشاط االقتصادي ومعدالت نموه صعودا أو انخفاضا ، ويعبر

تسابها بقسمة معدل التي يتم اح) بمرونة الطلب الدخلية(عن هذا االرتباط عادة

التغير في الكميات المطلوبة علة معدل التغير في النـاتج المحلـي اإلجمـالي

)GDP ( ، يأتي بعد النمو االقتصادي في األهمية ثم ،)التـي ) درجة التصنيع

يتم احتسابها بقسمة قيمة الناتج الصناعي على الناتج المحلي اإلجمالي ، وتشير

المتوسط إن معـدالت ) االحتمال(ية وفقا للسيناريو دراسات التوقعات المستقبل

متذبذبة بين حد أدنى بنسبة % ٣النمو االقتصادي العالمي سوف تتراوح حول

فـي % ٥.٢في دول االتحاد السوفيتي السابق ، وبين حد أعلى بنسـبة % ٢

.)١٩(بعض دول آسيا

٦٤

كل من العـرض نجد إن مسار الزيادة في ) ٢(وعند مقارنة أرقام جدول

النفطي والطلب العالمي عليه ال يسيران بشـكل متـواز ، فخـالل ) اإلنتاج(

كان العرض النفطي يتفـوق علـى ١٩٩٣ولغاية ١٩٧٠السنوات الممتدة من

، ففـي % ١٢ -% ١٨الطلب عبيه ، وان كان بنسبة متناقصة تتراوح بـين

م ٥٥.٣إلى ١٩٧٠ي عام \م ب ٤٢.٢حين ازداد حجم الطلب العالمي من

ي \م ب ٦٣.٢إلـى ٥٠.١، فإن العرض قد ارتفـع مـن ١٩٩٣ي عام \ب

للعامين ذاتهما ، أما السنوات الالحقة فقد تفوق الطلب على العرض العـالميين

، إذ حدث تذبذب بسيط أسفر عن تفـوق ١٩٩٩واستمر الحال كذلك حتى عام

ثم عاد العـرض ٢٠٠٢ام العرض في السنتين الالحقتين أعقبه تفوق الطلب لع

، وعموما فقد كانت معدالت النمو السنوية ٢٠٠٦ليزداد عن الطلب حتى عام

-١٩٩٣للطلب العالمي أعلى من معدالت نمو العرض العالمي خالل السنوات

على التوالي ، وهو ما يفسر إلى حـد %) ١.٣١(و %) ١.٧٥(إذ بلغا ٢٠٠٦

.الخام باالرتفاع ما استمرار األسعار العالمية للنفط

٦٥

قياس المرونة الكمية وتحليل النتائج: ثالثا

:توصيف النموذج ١-٣

من اجل دراسة وتحليل المرونة الكمية ، ضمن إطار التحليـل الكمـي

القياسي ، فقد وجد الباحث إن عليه القيام بحساب المرونة السعرية إلى جانـب

نفط الخام العالمية بهدف عقد مقارنة بـين األسـلوبين المرونة الكمية السعا ال

وبيان اثر أي االتجاهين اكبر على العالقة بين المتغيرات االقتصادية موضوع

.البحث

:وقد تضمن النموذج خمسة متغيرات اقتصادية ذات العالقة هي

ويقصد به الطلب العالمي على النفط الخـام ، وعـادة ) : D(الطلب )١

ب دالة للسعر في حسابات المرونة السعرية ، فضـال عـن يكون الطل

كونه دالة لمعدل النمو االقتصادي العالمي ، وقد تجاهل الباحـث أثـر

الحالة المناخية واألوضاع السياسية على معدل الطلب العالمي وذلـك

.لبعدها عن المحور قيد البحث

الخـام ، ويقصد به معدل اإلنتاج العالمي من الـنفط ) :Su(العرض )٢

ويكون دالة للسعر في حسابات المرونة السعرية ، فضال عن كونه دالة

لالحتياطي العالمي من النفط الخام ، وقد تجاهل الباحث أثر المسـتوى

التكنولوجي للعمليات اإلنتاجية أو ضغط العامل السياسي على زيـادة

.اإلنتاج أو تخفيضه حسب مقتضيات المصلحة الوطنية

٦٦

وهو معدل سعر البرميل الواحد من الـنفط الخـام فـي :) P(السعر )٣

األسواق العالمية ، وهو دالة لكل من العرض والطلب العالميين علـى

.النفط الخام في حسابات المرونة الكمية

) .G(معدل النمو االقتصادي العالمي )٤

) .St(االحتياطي العالمي من النفط الخام )٥

:خطية من الدرجة األولى ، هي وقد تضمن النموذج سبعة معادالت

D = f (P)……………….…(١)

D = f (G)……………… …(٢)

Su = f (P)…………………(٣)

Su = f (St)……………… ..(٤)

P = f (D)…………… ……(٥)

P = f (Su)…………… …...(٦)

P = f (su ,St)………… …..(٧)

فيما تم استخدام أربعة صيغ لتقدير كل معادلة من النموذج أعاله ، ثـم

جرى اختيار الصيغة التي اجتـازت االختبـارات االقتصـادية واإلحصـائية

:والقياسية وأعطت أفضل النتائج ، وكما يأتي

B١X١ + Y = B٠الصيغة الخطية .١

Log X١ B١ + Log Y = B٠الصيغة اللوغاريتمية المزدوجة .٢

X١ B١ + Log Y = B٠ الصيغة نصف اللوغاريتمية .٣

Log X١ B١ + Y = B٠الصيغة نصف اللوغاريتمية المعكوسة .٤

:وتقاس المرونات عادة من الصيغ األربعة أعاله كما يأتي

٦٧

………………………… ˉXˉ \ Y * E = B١الدالة الخطية .١

..…………………… E = B١الدالة اللوغاريتمية المزدوجة .٢

………………… ˉY \ E = B١الدالة نصف اللوغاريتمية .٣

ˉX \ E = B١............. الدالة نصف اللوغاريتمية المعكوسة .٤

ومن الجدير بالذكر ، إن الباحث قد توقع أن للتخلف الزمني أثر في تقدير

الدوال أعاله ، باعتبار أن بعض المتغيـرات كاألسـعار مـثال إنمـا تتـأثر

مثـل ) Lagged Variables(نيا المتخلفة زم ىبالمتغيرات االقتصادية األخر

معدل الطلب العالمي وغيرها ، إال إن نتائج التقدير أظهرت ضعف هذا التوقع

إذ كانت النتائج غير متوافقة مع

منطق النظرية االقتصادية فضال عن عدم اجتيازها لالختبارات اإلحصـائية

ـ والقياسية ، ونعتقد أن ذلك عائد إلى أن السياسات السعرية واإل للـنفط ةنتاجي

الخام إنما تخضعان للعوامل غير االقتصادية بصورة اكبـر ، لـذا فقـد تـم

. االستغناء عن ذكر هذه التقديرات

تقدير النموذج وتحليل النتائج ٢ – ٣

تشير نتـائج التقـدير إلـى أن الصـيغة : الطلب دالة للسعر – ١

خرى ، إذ كانت المعادلة اللوغاريتمية المزدوجة كانت أفضل من الصيغ األ

:كما يأتي

Log D = ٠.١٠١ – ١.٧١ Log P

٢.٣٥- ١٦.٩١ R٠.١٢ = ٢ R-٠.٠٥ =٢ F=

١/٦١

ـ اإلشـارة (ادية على الرغم من اجتياز هذه المعادلة لالختبـارات االقتص

المحسوبة اكبر من قيمها الجد T ,Fقيم كل من (واإلحصائية ) السالبة للمعلمة

٦٨

إال إن المعادلة ال تشير إلى وجود عالقة قوية %) ٥عند مستوى معنوية ةولي

R٢تربط الكمية المطلوبة من النفط الخام بأسعاره العالمية ، إذ لم تبلـغ قيمـة

ادلة نجد أن المرونة السعرية للـنفط الخـام فقط ، ومن هذه المع% ١٢سوى

سوف % ١٠٠أي إن الزيادة في السعر بنسبة % ١٠منخفضة جدا وال تتعدى

فقط ، وهذا يشير إلى انخفاض حساسية الطلب % ١٠لن تخفض الطلب سوى

.العالمي على النفط الخام تجاه أسعاره

اللوغاريتميـة أظهرت النتـائج إن الصـيغة :الطلب دالة لمعدل النمو – ٢

:المزدوجة قد أعطت أفضل تقدير وكما يأتي

Log D = ٠.٣١ + ١.٦٧ Log Gr

٢.٤٧ ٢٢.٦٢ R٠.٣٢ = ٢ R-٠.٢٦ = ٢ F = ٦.١٢

إحصائيا وقياسيا ، إال إن تأثير معدل وتعد هذه المعادلة مقبولة اقتصاديا و

النمو االقتصادي العالمي على الطلب العالمي على النفط يبدو ضعيفا اسـتنادا

إال إن ذلك يمكن تفسيره بان معدل النمو االقتصـادي ) R٢(إلى معامل التحديد

وان كان يؤدي إلى زيادة الطلب علة النفط إال انه ليس العامـل الحاسـم فـي

الطلب العالمي عليه ، الن تغيـرات المنـاخ واألسـعار والعالقـات تغيرات

.االقتصادية بين الدول تلعب أدوارا مهمة في تشكيل حجم الطلب العالمي

أظهرت النتائج كذلك إن الصـيغة المزدوجـة :العرض دالة لالحتياطي – ٣

:كانت األفضل من بين األخريات ، وكانت المعادلة المقدرة بالشكل اآلتي

Log Su = -٢.٤١ + ٥.٤٦ Log St

-١٢.٣٢ ٩.١٨ R٠.٩٢ = ٢ R-٠.٩١ = ٢ F = ١٥١

٦٩

وتشير هذه المعادلة إلى أن المعروض النفطـي يتـأثر بشـكل كبيـر

قياس المرونة إلى أن العرض ذو مرونة عالية باالحتياطي العالمي ، إذ يشير م

لالحتياطي العالمي ، وان التغيرات في العرض النفطي إنمـا ) اكبر من واحد(

من أسبابها إلى التغير في االحتياطي العالمي من النفط الخام % ٩٢تعود بنسبة

.

إن الصيغة يشير تقدير هذه المعادلة إلى : العرض دالة للسعر – ٤

الخطية أعطت أفضل النتائج من الصيغ األخرى إذ كانت المعادلة على الوجه

:اآلتي

Su = ٠.٤٤٨ + ٦١.٨ P

٤.٤٩ ٢١.٣٦ R٠.٦٠ = ٢ R-٢ = o.٥٧ F = ٢٠.١٦

من % ٦٠وتعد هذه المعادلة مقبولة اقتصاديا وإحصائيا ، إذ تشير إلى أن

تغيرات الكمية المعروضة من النفط الخام تعود إلى تغيرات أسعار في السوق

الدولية ، وبمقاييس المرونة الواردة أعاله ، فان المرونة السعرية للمعـروض

عير السعر بمقدار وحدة واحدة سـوف وهذا يعني إن ت ١.٤٨النفطي قد بلغت

ـ ١.٤٨يؤدب إلى تغير المعروض بمقدار بوحدة وهي مرونـة عاليـة حس

.التعبير االقتصادي

تشير معادلة التقدير أن التخلف الزمني للطلب : السعر دالة للطلب – ٥

لسنة واحدة سوف يعطي نتائج أفضل من اثر الطلب الحالي على األسعار ، لذا

تم استبعاد هذه المعادلة واالستعاضة عنها بالمعادلة اللوغاريتمية المزدوجة فقد

٧٠

، وقد أظهرت نتائج التقدير أن الصيغة اللوغاريتمية قد أعطت أفضل النتـائج

لتقدير اثر الطلب الحالي على األسعار الحالية ، إذ كانت معادلة التقـدير كمـا

:يأتي

Log P = ٠.٥٣٣ + ٠.٨٨Log D

٣.٥١ ٢.٤٥ R٠.١٩ = ٢ R-٠.١٣ = ٢ F = ٣١

ويتضح من المعادلة أعاله ، والتي اجتـازت االختبـارات القتصـادية

الطلـب ىتأثر بمستوواإلحصائية والقياسية ، إن األسعار العالمية للنفط الخام ت

% ٥٣فان األسعار تزداد بنسبة % ١٠٠العالمي ، فعندما يزداد الطلب بنسبة

ومـن ) . B١باعتبار ان المرونة في الصيغة المزدوجة مساوية لقيمة المعلمة (

تحليل المرونات يظهر أن مرونة السعر تجاه الطلب متوسطة ألنها اقـل مـن

وذلك لالعتبارات األخرى التي ةمن األهميالواحد الصحيح ، إال إنها على قدر

. تؤثر يشكل أو بآخر على تشكيا وحركة األسعار العالمية التي ذكرت آنفا

يشير التقدير إلى إن الصيغة المزدوجة كانت : السعر دالة للعرض -٦

أفضل من الصيغ األخرى وقد اجتازت هذه المعادلة كافة االختبارات بنجـاح

:ى الوجه اآلتيوعل

Log P = ٣.١٧ – ٤.٥٥ Log Su

٤.٥٨ - ٣.٥٢ R٠.٦٢ = ٢ R-٠.٥٩ = ٢ F =

ىوتوضح هذه المعادلة األثر الكبير للعرض النفطـي علـى مسـتو . ٢١

سيفضي تغير % ١٠٠، إذ تشير المرونة إلى إن تغير العرض بنسبة األسعار

ومنها تبرز للعيان أهمية الـتحكم . وباالتجاه المعاكس % ٣١٧األسعار بنسبة

٧١

بالنتاج وبالعرض من قبل الدول المنتجة للنفط من اجل المحافظة على أسـعار

.هذه الثروة الناضبة

عندما يؤخذ تأثير كل مـن : طلب السعر دالة لكل من العرض وال -٧

العرض والطلب النفطيين في آن واحد على تشكيل أسـعاره العالميـة ، فـان

النتائج بال شك ستكون أوضح اقرب إلى الواقع من تقدير اثر كل من الطلب أو

العرض على األسعار كل على حدة ، الن األسعار وفق النظرية االقتصـادية

نحنيي العرض والطلب اللذين يحددان مسـتوى البحتة ، هي محصلة تقاطع م

التوازن عندما تتساوى الكميات المطلوبة من سلعة ما مع الكميات المعروضة

ومن خالل التقدير نجـد أن الصـيغة . معين هو سعر التوازن رمنها وبسع

:المزدوجة كانت أفضل من غيرها في تصوير العالقة التي أخذت الشكل اآلتي

Log P = -٢.٠١ + ٤.١٣Log D – ٤.٩٤ Log Su

-٥.٦٣- ٢.٦٦ ٣.٨٣

R٠.٧٦ = ٢ R-٠.٧٢ = ٢ F = ١٨.٦٩ D.W = ١.١٩

من هنا يتضح األثر الكبير الذي تتركه قوى العرض والطلب على النفط

من العوامل % ٧٦الخام على تحديد أسعاره العالمية ، اذ تشير المعادلة الى ان

التي تحدد سعر النفط الخام العالمي هي قوى العرض والطلب ، وان مرونـة

هي مرونة عالية ألنها اكبر من الواحد ) المرونة الكمية(إزاء كل منهما السعر

الصحيح أي ان التغيرات التي تطرأ على كل من الكميات المعروضة والكميات

.والمطلوبة سوف تكون لها آثار اكبر على تشكيل األسعار العالمية

٧٢

االستنتاجات والتوصيات: رابعا

:اتاالستنتاج ١ – ٤

انخفاض المرونة السعرية للطلب العالمي على النفط الخام اذ لم تتعـد .١

% .١٠الـ

انخفاض مرونة الطلب تجاه النمو االقتصادي العالمي ، اذ لم تتعد الـ .٢

٣٠. %

%) .٤٥(انخفاض مرونة العرض السعرية دون النصف .٣

%) .٢٤١(ارتفاع مرونة العرض تجاه االحتياطي العالمي اذ بلغت .٤

تجاه الكمية المطلوبـة ، أي إن %) ٥٣(عر ذو مرونة فوق الوسط الس .٥

اكبـر مـن ) المرونة الكمية للطلب(تأثير الكمية المطلوبة على السعر

) .المرونة السعرية للطلب(تأثير السعر على الكمية المطلوبة

٧٣

تجاه الكميـة المعروضـة ، أي ان %) ٣١٧(السعر ذو مرونة عالية .٦

اكبـر ) المرونة الكمية للعـرض (على السعر تأثير الكمية المعروضة

المرونـة السـعرية (بكثير من تأثير السعر على الكمية المعروضـة

) .للعرض

ان مرونة السعر إزاء كل من العرض والطلب في المعادلة الواحدة هي .٧

لكـل منهمـا %٢٠٢، % ٤٩٤(المنفصلتين ناكبر منهما في المعادلتي

قوى العرض والطلـب العـالميين وهو ما يدل على ان ) على التوالي

على النفط الخام يعمالن سوية وبشكل فاعل في تشكيل األسعار العالمية

.له

:التوصيات ٢-٤

طالما ان النتيجة التي توصل إليها البحث تفيد بان الكميـات المعروضـة

والمطلوبة من النفط الخام تؤثركثيرا في تشكيل األسعار العالمية ، وبخاصة

يات المعروضة ، فان التوصية األساسية للدول المنتجة للنفط الخام هي الكم

ضرورة تقنين اإلنتاج والمعروض النفطي في السوق العالمية بما يتالئم مع

متطلبات المحافظة على هذه الثروة الناضبة إلى أقصى درجات االسـتفادة

يـرة التـي من مواردها المالية وعدم إغراق السوق العالمية بالكميات الكب

تعمل على خفض األسعار وهدر حقوق األجيال القادمة وفقـدان فـرص

تحقيق التنمية المستدامة التي باتت اليوم الشغل الشاغل للعديد من المحافل

.االقتصادية في عصر العولمة

٧٤

الهوامش

، ترجمة هشام عبد االقتصادنور هاوس ، .سام ويلسن ، ووليام د. بول أ .١

للطبعة الخامسة عشر ، األهلية للنشر والتوزيع، عمـان ، األردن ، اهللا

. ٦٥، ص ٢ط

، ترجمة محمـد النظرية والسياسة –االقتصاد الكلي مايكل ايدجمان ، .٢

إبراهيم منصور ، دار المريخ للنشر والتوزيع ، السعودية ، الريـاض ،

. ٢٤ص

، ترجمـة تطبيقاتالمفاهيم وال –االقتصاد الجزئي جي هولتن ويلسن ، .٣

كامل سلمان العاني ، دار المريخ للنشـر والتوزيـع ، السـعودية ، . د

. ٥٢، ص ١، ط ١٩٨٧الرياض ، الطبعة العربية ،

. ٢١، ص مصدر سابقنور هاوس ، .سام ويلسن ، ووليام د .٤

٧٥

محمـد عبـد . ، ترجمة د نظرية االقتصاد القياسيكوتزو ياننيس ، . أ .٥

، ١٩٩١بغـداد ، الجامعـة المستنصـرية ، العال النعيمي وآخرون ،

. ٧٢ص

. ٥٢، ص المصدر السابقجي هولتن ويلسن ، .٦

، الموصـل ، جامعـة اقتصاديات الـنفط احمد حسين علي الهيتي ،. د .٧

. ٣٤٨-٣٤٧،ص ص ٢٠٠٠الموصل ، دار الكتب للطباعة والنشر،

٨- http:\\www.arig.org\index.htm,P٣

٩- httm:\\www.Alwatan.co.sa\daily\٢٠٠٤.conomy.htm.P٣

١٠-

http\\www.islamonline.net\Arabic\history\٤٢٢\SHTML

، مركـز دراسـات الحـدة مستقبل النفط العربيحسين عبد اهللا، .د. ١١

. ١٧، ص ٢٠٠٠، ١العربية ، بيروت ، ط

. ١٨نفس المصدر ، ص. ١٢

. ٢٢٥، ص المصدر السابقحسين علي الهيتي ، احمد . د. ١٣

حسين عبـد اهللا ، .لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر ، د. ١٤

. ٢٣-١٩، ص ص المصدر السابق

دور النفط في دعم التعاون العربي ، احد بحوث علي احمد عتيقة ، . ١٥

، مركز دراسات الوحدة االقتصـادية ، كتاب هموم اقتصادية عربيـة

. ١٣٠ - ١٢٩، ص ص ٢٠٠١لبنان ، بيروت ،

. ٤٣، ص المصدر السابقاحمد حسين علي الهيتي ، .د. ١٦

٧٦

البترول العراقي بـين السـيطرة األجنبيـة محمد أزهر السماك ، . ١٧

، وزارة الثقافة واإلعالم ، الموصل ، بدون تاريخ ، والسيادة الوطنية

. ١٢ص

. ٤٣، ص المصدر السابقاحمد حسين علي الهيتي ، . د. ١٨

تقرير األمين العام ، ) اوابك(منظمة األقطار العربية المصدرة للنفط . ١٩

) . ٣ - ١(، الكويت ، الصفاة ، الجدول الرابع والثالثون