الاستقراء في النحو الكوفي من منظور المنهج العلمي

15

Transcript of الاستقراء في النحو الكوفي من منظور المنهج العلمي

2

االستقراء يف النحو الكويف

من منظور منهج البحث العلمي

أمساء حممد موسى محاد

عامل الكتب احلديث

Modern Books' World

األردن -إربد

2014

أ

ية التـفكري العلمي هرمية، قاعدتـها تقنيـات نب

التـحليـــل، وذروتـها االستـقــراء، وواســطتها أســاليب

التــفسري .

.20حسن امللخ: التفكري العلمي يف النحو العربي، ص

ب

حملتوياتا

الصفحة الموضوع

1 المقدمة

5 التمهيد

9 الباب األول: المذاهب في النحو العربي وأسباب نشأة النحو الكوفي

11 الفصـــل األول:المذاهب في النحو العربي.

23 الفصل الثاني:أسباب نشأة النحو الكوفي.

29 حو الكوفيالباب الثاني: االستقراء في الن

الفصللل األول: مفهللوس ارسللتقرال فللي الطالللة وار لل و للرو

نجاحه31

33 المبحث األول: مفهوس ارستقرال في الطالة وار

33 مفهوم االستقراء في اللغة.

34 مفهوم االستقراء في االصطالح.

35 ارستقرال األرس ي. -

35 ارستقرال البيكوني. -

37 ارستقرال العطمي. -

المبحث الثاني: لرو نجلا ارسلتقرال العطملي وملدق احققهلا

في النحو الكوفي39

51 الفصل الثاني: احديد النحاة لمصادر الدراسة الطالوية

53 المبحث األول : معيار اختيار النحاة لمجتمع الدراسة

لعينلللة األوليلللةئ ونتلللا المبحلللث الثلللاني: نلللواة ارسلللتقرال ا

احطيطها.59

ج

الصفحة الموضوع

الباب الثالث منهج النحاة الكوفيين في استقراء الظواهر اللغوية في العينة الموسعة

63

65 الفصل األول: استقرال الظواهر الطالوية في القرالات القرآنية.

المبحثثثثثث األول: المعنثثثثث اللغثثثثثول واالصثثثثثطال ي لثثثثث لقر و

لقر نية.القراءات ا69

69 المعنى الطالوي لطقرآن والقرالات. -

70 المعنى ار حي لطقرآن والقرالات. -

70 القرآن ا حا.

70 القرالات ا حا.

70 المدلول األول لطفظ القرالاتئ.

75 المدلول الثاني لطفظ القرالاتئ.

76 نشأة عطم القرالات وأطواره

79 مبحث الثاني: الفرق بين القر الكريم والقراءات القر نية.ال

المبحث الثال ث ث: مثنهج الكثوفيين فثي اسثتقراء الظثواهر اللغويثة

في القراءات القر نية85

الم طللللب األول: اختيللللار النحللللاة الكللللوفيي القللللرالات

القرنية مصدرا أساسيا ل ستقرال.85

ني: نوع ارستقرال الذي مارسه النحاة فلي الم طب الثا

دراستهم لطقرالات القرآنية.86

الم طب الثالث: مراعلاة الشلرو العطميلة فلي اسلتقرال

الظواهر الطالوية في القرالات89

التأكد م احقق ر الصحة في كل -

القرالات الخاضعة ل ستقرال .89

91 ين.القراءات المتهمة.عند الكوفي

معيار الحكم عل القراءة من نا يثة

الصحة عند الكوفيين91

د

الصفحة الموضوع

اكللافو واوللاوي فللرر الدراسللة لكللل -

القرالات القرآنية التي ثبتت حتها98

مصطلح الشذوذ بثين علثم القثراءات

وعلم النحو العربي.99

تعامل النحاة الكوفيين مع ما شذ من

ي القراءات.ظواهر نحوية ف101

الم طلللب الرابلللع: األدللللة العمطيلللة عطلللى كفايلللة ارسلللتقرال

واحقيقه الالاية.103

103 التجويز.

105 التعميم.

107 لالات العربالفصل الثاني: استقرال الظواهر الطالوية في

المبحث األول: الوضع اللغثول فثي الكوفثة فثي القثر الثثاني

الهجرل111

المبحث الثاني : قضية خلط النحثويين بثين لهجثات الفصثح

ومستوياتها في التقعيد اللغول.115

121 المبحث الثالث: توسع الكوفيين في االستقراء

الفهارس

139 فهرس القراءات القر نية

145 فهرس األ اديث النبوية

147 فهرس األعالم

153 ثبت المصادر والمراجع

1

املقدمة

يأيت العلم ـ دائام ـ بعد أزمة ترب العلامء عىل طرح احللول املسعفة. ولكي يصل العالم إىل

تلك احللول، فإنه حيتاج منهجا علميا يتبعه كوسيلة لبلوغ هدفه. وكل منهج علمـي يتكـوم مـ

فرة التـي تسـاعدنا عـىل حـل امل ـكلة مراحل ثالث: فاألساس هو مجع املعلومات الكاملة املتو

بوساطة عملية )االستقراء(، ييل ذلك ترتيب هذه املعلومات املجموعة وإجـراء مقاننـات بينهـا

بوساطة عملية )التحليل(، واملرحلة األخرية هي التوصل للحلول عـ طريـ) )تفسـري( نتـائج

التحليل.

علمي الذي اتبعه العلـامء الكوفيـوم املنهج ال"وإذ كام هذا الكتاب يتناول بالدناسة

مادهتم اللغويةم، فقد كام لزاما أم يتعرض ـ البدء ـ لتانيخ النحو العريب، واألطـوان "استقراء

التي مر هبا القروم الثالثة األول، فتحدث ع : طون )الوضع والتكوي ( الـذي أنتجـف فيـه

ـعف البرصة النسخة األولية أو النموذج األويل للنحو العريب، وطون )النمو والنضج( الذي وضم

فيه تلك النسخة األولية للنحو العريب أمام علامء العربية م البرصيني والكوفيني، فقام كل فري)

بتطويرها حسب املعانف التي خيتزهنا وحسب تأثري هذه املعانف عـىل طريقـة ومـنهج تفكـريه،

ني ع النسخة األوىل للنحـو العـريب، و:ـا: النمـوذج ل لني أو مطو نجد أمامنا أنموذجني معد

النحوي البرصي، والنموذج النحوي الكو .

الدناسة أم قيام نموذج نحوي كو خمالف للنموذج البرصي قد سبب جدال ووجدتم

لكوفيني إىل خمالفة البرصيني، وهم أنباب هذا العلم ونواده، بني العلامء حول السبب الذي دعا ا

مم الكوفيوم بأهنم إنام دفعهم حب الظهون ومناقضة البرصـيني إىل إن ـاء نحـوهم اـا ، واهته

الدناسة بمناق ة الدوافع العلمية القرتاحم نموذج نحوي كو الوقف الـذي كانـف فابتدأتم

لف إىل أم الكوفيني فيه الساحة العلمية العربية تقدم نموذجا مميزا للنحو العريب البرصة؛ فتوص

2

عندما تتلمذوا عىل أيدي البرصيني وأخذوا النحو البرصي، وجدوا أم خمزوهنم اللغـوي أوسـع

الذي تكـوم م قواعد ذلك النحو البرصي. وألم الكوفيني كانوا معجبني بصونة هذا العلم

البرصة، وألهنم أدنكوا أنه احلل مل كالت فهم القرآم الكريم والقضاء عىل اللح فقـد حـاولوا

تعديل النموذج األول بحيث يتسع ملا لدهيم م خمزوم م القراءات القرآنية ولغات العرب.

ة البحـث وكانف أول خطوة للوصول إىل هـذا النمـوذج املطلـوب هـي زيـادة مسـاح

اللغوي، والسامح للغات عربية أقصاها البرصيوم بأم تكوم ضـم تتمـع الدناسـة النحـوي.

وهذا يعني تعديال منهج االستقراء. واالستقراء هو أول وأهـم خطـوة أي مـنهج علمـي؛

اعتامدا كليا عـىل لليـل مـادة ذلك أم النظريات والقوانني التي يتم التوصل إليها هي بناء يعتمد

االستقراء؛ فكلام كانف املادة املدنوسة صحيحة كام البناء حمكام.

كام التوسع االستقراء العقبة األصعب عمل النحاة الكوفيني؛ فمجتمع الدناسة

هر، لدنجـة الذي ستدنس ظواهره اللغوية هـو تتمـع لغـويا واسـع متبـاي السـامت والظـوا

تام تدنس فيه كل النصو العربيـة التـي تكونـه نصـا يستحيل فيها عىل العلامء إجراء استقراء

نصا، لذا كام ال بد م ممانسة نوع آخر م أنواع االستقراء، وهو االستقراء الناقص الذي يعني

سـة الظـواهر اللغويـة فيهـا ولليلهـا، أم تتان عينة كافية م تتمع الدناسـة الكبـري، تـتم دنا

للوصول فيام بعد إىل قوانني يمك أم تعمم عىل املجتمع املفتوح.

فكام هذا الكتاب دناسة للفكـر النحـوي الكـو ، لـاول استك ـاف القواعـد التـي

وذلـك حكمف منهج العلامء الكوفيني استقراء الظواهر اللغويـة مصـادن اللغـة املختلفـة،

باإلجابة ع األسئلة: ما أساس لديد العلامء الكوفيني العينة املناسبة؟ وكيف تأكدوا م مناسبة

العينة املختانة ملادة الدناسة؟ وما اإلجراءات التي اتذوها للتأكد م سـالمة مفـردات العينـة؟

وأخريا: ما هي أدلتنا عىل صحة استقرائهم وعلميته؟

3

دناسة مدينة بفكرهتا ومنهجها لكتاب أستاذي الـدكتون حسـ سـيمل امللـخ: وهذه ال

)التفكري العلمي النحو العريب االستقراء ـ التحليل ـ التفسري(، فقد أثان عقـيل التسـاتالت

التي حاولف هذه الدناسة اإلجابة عنها، كام نسم يل املنهج الذي أحتاجه للوصـول إىل اإلجابـة

فـه أسـتاذي الـدكتون عن ها، فالدناسة مدينة هلذا الكتاب بالفكرة واملنهج، والدانسـة مدينـة ملله

حس امللخ بام تعلمته م النحو، وما انزنع عقلها م شغف التعلم والبحـث بفضـل كلامتـه

ه الرسالة إذ نأى التي كام يبثها قاعة الدنس أو كتبه، ومدينة له لت جيعه إياها عىل نرش هذ

أم فيها جهد البحث العلمي اجلـاد يمكـ أم يفيـد منـه املهتمـوم. فالوفـاء واالمتنـام حـ)ا

ألستاذي عيل ما بقيف أنفايس.

جدير يب أم أذكر أم هذا الكتاب هو األصل نسالة قـدمتها جلامعـة القـرآم الكـريم

جة املاجستري النحو والرصف، وقد حظيف بـإااف د. والعلوم اإلسالمية بالسودام لنيل دن

يوسف دفع اهلل أمحد الذي منحني الوقـف والتوجيـه والـرأي السـديد إىل أم نأى هـذا البحـث

النون، كام حظيف بقراءة ومناق ة أستاذي الفاضل: األستاذ الـدكتون حممـد لالـب ونال الـذي

القديم عندما تتلمذت عىل يديـه السـنة التمهيديـة، أدي له بتمليكي مفاتيح فهم كتب النحو

وأستاذي املقدن: الدكتون حممد عبد اهلل عيل الذي افف بمناق ته هذه الرسالة، وكام لقـراءهتم

املتعمقة وملحوظاهتم الدقيقة املفيدة ما فـتح أبوابـا كانـف خافيـة عـيل، فلهـم تقـديري ووافـر

شكري.

اب تكم تناوله النحو الكو م زاوية املنهج، فهي ل تتوقف عند إم أ:ية هذا الكت

حد وصف النحو الكو ، بل تعدت ذلك إىل لليل املـونوث مـ النحـو الكـو مسـتعينة بـام

وضعه علم مناهج البحث م قواعد وأسمل تضم سالمة املادة املستقراة، وذلك ملعرفـة مـدى

لكوفيني استقراء الظواهر النحويـة املصـادن اللغويـة املكونـة ملجتمـع علمية منهج النحاة ا

4

الدناسة اللغوي، وهذا املنحى يسهم فهم النحو الكـو وتانخيـه مـ وجهـة نظـر املنهجيـة

العلمية.

وإم ي ألدنك أم هذا الكتاب ل يقل الكلمة الكاملـة مـنهج االسـتقراء عنـد النحـاة

الكوفيني، فنح بحاجة لعملم موسوعة تضمه مرويات الكوفيني النحو واللغة، ودناستها م

منظون املنهج العلمي، وهذا يستدعي خطة لإلفادة م كل البحوث التي يقدمها الباحثوم لنيـل

ل ما لو مجعناه لكوم لنا تلك املوسوعة، وهذه هي التوصية الدنجات العلمية، ففيها مما هو متفره

م هبا هذه الدناسة. التي تتقد

وختاما أزجي شكري العمي) لوالدي الرائعني الـذي هيئـام منـذ صـغري ألم ـ

علم وإم ألنجـو مـ دنب العلم والبحث فلم يدخرا وسعا وال جهدا لالنتقاء بنا دنجات ال

اهلل أم ينري طريقهام أبدا وجيعلهام م املرضيني الفائزي بمحبته ونضاه، وشكري الـوافر ـالتي

األستاذة حليمة آدم عمر الهتاممها بمراجعة ما كتبف معي كلمة كلمة، وفكرة فكرة، فصححف،

للسيد الـذي أقـدنه قلبـي وأنشدت، وشجعف فكام هلذه الدناسة أم ترج ب كلها احلايل، و

لاية التقدير وأشكر له كل مساعدة قدمها قبل البحث، وبعد البحـث، وكـل ت ـجيعه ودعمـه

األديب والعميل: تيسري الضمريي، ناجية أم ينري اهلل قلوهبم ويمألها حكمـة وجيعلنـا مجيعـا مـ

الصاحلني.

أمساء حممد موسى

9/12/2012األردن

5

متهيد

مفهوم املنهج العلمي

لكي نحدد املقصود باملنهج العلمي علينا ـ بدءا ـ أم نحدد املقصـود بكلمتـي: املـنهج،

والعلم.

، فقد عرفته بعض املعاجم القديمة بنقيضه؛ فجاء لسام العرب: العلـم: "العلم"أما

. (2)، وقيل معناه: إدناك الشء بحقيقته(1)نقيض اجلهل

، فقـد وند عـ "علـم"د استصعب بعض العلامء لديد املعنى االصطالحي لكلمة وق

تعريفك العلم، فيكوم م "معلوم"بعضهم أم العلم ال حيده لعرسه؛ ألنه ال بد أم تأيت بكلمة

آخر باب إدخال املعرف التعريف. ووند أم الغزايل عرف العلم تعريفا انتقده، ثم أوند تعريفا

. (3)ثم انتقده، ثم قال األخري: نظريا يعرس تعريفه

عف هلذه الكلمة كانف متعـددة، فـالعلم مـثال كام أم التعريفات االصطالحية التي وضم

، وبحسـب د. زكـي (5)«يقال إلدناك الكيل واملركب»فهو ( 4)«نس) املعانف العلمية املرتاكمة»هو:

ما هو إال منهج التفكري بغض النظر ع املوضوع الـذي تدنسـه »فقه: وم وا (6)نجيب حممود

م، دان صادن، بريوت، مادة )ع ل م(.1990هـ=1410(، 1اب منظون: لسام العرب، ط ) (1)

م(، د م، مرص، مادة )ع ل م(.1995هـ=1415املعجم الوجيز، ط ) تمع اللغة العربية: (2)

انظر: حاجي خليفة: ك ف الظنوم ع أسامي الكتب والفنـوم، صـححه وعنـي بطبعـه حممـد اف الـدي ، دط، دت، دان (3)

.3، 1إحياء الرتاث العريب، بريوت، لبنام، مج

.13م(، دان الكتاب احلديث، القاهرة، 2008هـ=1429تنظيمه، ط )فوقية حس نضوام: منهجية البحث العلمي و (4)

م، د م، مادة )ع ل م(.1972(، 2إبراهيم أنيمل وآخروم: املعجم الوسيط، ط ) (5)

د دميـاط، دنس م1993 –م 1905: )زكي نجيب حممود (6) (: أديب و فيلسـوف مفكـر، نائـد الـدعوة إىل الفكـر احلـر. ولـم

س جامع ة القاهرة، واجلامعات األمريكية، تقلد العديد م الوظـائف، مـ كتبـه: نحـو فلسـفة علميـة، واول مـ ودن

6

تموع وسائل وأصول كلية تدون حول موضوع واحـد، وتعـالج »، وهو أيضا: (7)«بذلك املنهج

، وتنتهي إىل بعض النظريات والقوانني هو تموعة املبادئ والقواعد التـي »، أو: (8)«بمنهج معني

«. لظواهر والعالقات القائمة بينهاترشح بعض ا

وسبب تعدد التعريفات ملصطلح )العلم( هو اختالف النظرة إليـه، فمـ نظـر لقيمتـه

وحمتواه عرفه بأنه املعرفة، وم نظر إىل الطريقة التي يتم هبا التوصل إىل تلك املعرفـة عرفـه بأنـه

هـو »مة واملحتوى معا عرفه تعريفا شـامال، فقـال: منهج التفكري، وم نظر إىل الطريقة والقي

، وتنتهي إىل بعـض تموع وسائل وأصول كلية تدون حول موضوع واحد، وتعالج بمنهج معني

وهذا التعريف شامل؛ ألنه مجع بني تعريف العلـم مـ حيـث هـو معيـان « النظريات والقوانني

كري م ناحية أخرى. وقيمة م ناحية، ووصف ألسلوب التف

. وتنسـي) (9)«هيـدف إىل تنسـي) الظـواهر حتـى يمكـ فهمهـا»فالعلم ـ األساس ـ

الظواهر املدي إىل الفهم ال يمك أم يتم ما ل يتبع الباحث منهجا جيدا البحث واالستقصاء

صفة العلمية عىل املـنهج والتفكري. وهذا املعنى ال امل هو املقصود هذا البحث ونح نخلع

قولنا: املنهج العلمي.

الغرب، واملنط) الوضعي. ومما ترمجه: حماونات أفالطوم، واأللنياء والفقراء، ولريها. تـو بإحـدى مست ـفيات القـاهرة.

[.102م، دار صادر، بريوت، ص 1999(، 1]نزار أباظة، وحممد رياض املالح: إمتام األعالم، ط )

مننج استنرقءايف : عبد الزهرة البندن: نقال عن. 148/ 2م، القاهرة، 1966(، 4، ط )املنطق الوضعي زكي نجيب حممود: (7)

ره / أصوله وتطو . وانظـر: فوقيـة حسـ 13م، دان احلكمة للنرش والتوزيع، 1992هـ=1413(، 1، ط )الفكء اإلتالمي

.17، منججي ة البحث العلمي وتنظيمهضوام: ن

تمع اللغة العربية: املعجم الوجيز، مادة )ع ل م(. (8)

.61م، مكتبة األنجلو املرصية، القاهرة، 1953هـ=1372(، 2حممود قاسم: املنط) احلديث ومناهج البحث، ط ) (9)

7

ج، "املنهج"أما كلمة ج، وهـو البـني الواضـح. نقـول: طريـ) هنـ فتعني اللهغة: النه

نهاجا ومن هجا (10)وسبيل من هج ن هجا (11). ويقال: مم ، وتذكر معاجم اللغة احلديثـة معنـى آخـر (12)ومم

. وال يبعد هذا املعنى ع املعنى األول؛ فاطـة املرسـومة تبـني (13)طة املرسومةللمنهج وهو: ا

الطري) وتوضحه.

ف كتـب "مـنهج"وم هذا املعنى اللغوي انبث) املعنى االصـطالحي لكلمـة ؛ إذ تعـره

حـث عـ طائفة م القواعـد واألصـول التـي هتـدف إىل تعبيـد طريـ) البا»املنط)م املنهج بأنه:

. (15)«الطريقة املنظمة التعامل مع احلقائ) واملفاهيم، أو التصونات، أو املعام». فهو (14)«احلقيقة

وإذا كــام العلــم إحــدى تعريفاتــه: طريقــة التفكــري هتــدف إىل تنســي) الظــواهر

ه، فـإم بإمكاننـا وتفسريها، وكام املنهج خانطة وطريقة منظمة تيرس للباحث الوصول إىل مبتغا

حيح للظ اهءة موضوع البحث»حد املنهج العلمي بأنه: «. اخلط ة املنظ مة املوصلة إىل الر فسري الص

، إال أم هـذا ال يعنـي أم (16)"بمي كـوم"وعىل الرلم م أم املنهج العلمي ل حيدد إال بعد

؛ فانتهاج طريقة علمية حلول امل ـكالت التـي ل ينتهجوا هنجا علميا "بمي كوم"املفكري قبل

واجهف البرشية منذ األزل عملية عقلية، سبقف تقعيد وتقنـني املنـاهج العلميـة، لـذا اختـان د.

اب منظون: لسام العرب، مادة )م هـ ج(. (10)

نفسه، مادة )م هـ ج(.املصدن (11)

م، مكتبة الرشول، مرص، )م هـ ج(.2004هـ=1425(، 4إبراهيم أنيمل وآخروم: املعجم الوسيط، ط ) (12)

، مادة )م هـ ج(.املعجم الوجيز، املادة نفسها. وتمع اللغة العربية: املءجع نفسه (13)

–م1996ي: منـاهج البحـث العلمـي الدناسـات اإلسـالمية، ط )عبد الفتاح حممد العيسوي، وعبد الرمح حممد العيسو (14)

.14(، دان الراتب اجلامعية، مرص، م1997

(.3حممد تقي املدنيس: املنط) اإلسالمي أصوله ومناهجه، دان البيام، لبنام، ط ) (15)

، معـروف بقيادتـه إنجليـزي وكاتب دولة لونج فيلسوف( م1626 –م 1561) ( Francis Bacon): فرانسيمل بمي كوم بيكون (16)

. م الـرواد الـذي انتبهـوا إىل ليـاب جـدوى "املالحظة والتجريب "للثونة العلمية ع طري) فلسفته اجلديدة القائمة عىل

املنط) األنسطي الذي يعتمد عىل القياس.

8

ـ أم يسم دناسته املنهج النحوي باسم: التفكـري العلمـي النحـو العـريب، ال (17)حس املل خ

التفكري العلمي هو وصف لالنتقال املنهجي »ف التفكري العلمي بقوله: )املنهج العلمي( وقد عر

ولعل هذا التعريف مقـانب (18)«املعلل املدنوس بني جزئيات القضية العلمية أو احلياتية الواحدة

لتعريف املنهج العلمي ب كل عام، وهذا هو املعنى الذي أقصده وأنا أدنس )االسـتقراء(، هـذا

املنطل) األسايس منهج بناء النحو العريب.

بنية املنهج العلمي

اختلفف املناهج العلمية باختالف القضايا التي يبحث فيها؛ فهناك م القضايا ما لتاج

بحثا التانيخ، ومنها ما لتاج إعامل القوانني الرياضية، أو اإلحصاء، أو املقاننة، أو لري ذلـك

واع املناهج. ولكل هذه املناهج أسمل ومنطلقات دأب علم املنطـ) عـىل دناسـة أشـكاهلا، م أن

والك ف ع القواعد املنطقية وال كلية التي جيب أم يلتزمها الباحث بحثه.

كـل مـنهج »لري أم البنية األساسية، والقانوم العـام الـذي حيكـم تلـك املنـاهج أم

فتحديد امل كلة أو الظاهرة، ومجع املالحظـات عنهـا ( 19)«يكوم فرضيا استنتاجيا البحثم ال بد أم

بوساطة احلواس هو اطوة األوىل، ييل ذلـك لليـل العقـل هلـذه املالحظـات املجموعـة عـ

الظاهرة حيث يقرن األسلوب أو الطريقة املناسبة لدناستها، ثم حياول العقل بعدها إجياد عالقـة

ات العرص احلديث، توزع اهتاممـه العلمـي عـىل ثالثـة : عال أندم، م أهم علامء النحو العريب واللسانيحسن مخيس امللخ (17)

تاالت بحثية: البحث نظرية النحو العريب ضم إطان املونوث م الـرتاث النحـوي، والبحـث نظريـة النحـو العـريب

، و)نظريـة التعليـل عنـد ضم اللسانيات احلديثة، والبحث تانيخ النحو العريب. م ملفاتـه: )نظريـة األصـل والفـرع(

القدماء واملحدثني(، و )نتى لسانية نظرية النحو العريب(.

م، دان الرشـول، عـامم، 2002(، 1، ط )التفسري – التحليل–حس سيمل املل خ: التفكري العلمي النحو العريب/االستقراء (18)

13.

.3، حممود قاسم: املنط) احلديث ومناهج البحث (19)

9

م اهلائل م املالحظات واملعلومات املجموعة عـ الظـاهرة وذلـك بوضـع فرضـيات، بني الك

حياول العقل تفسريها ووضع أدلة عىل صحتها لتكوي النظرية أو احلل أو القانوم. وهذا ما عرب

بنية التفكـري العلمـي هرميـة؛ قاعـدهتا تقنيـات »عنه أستاذي الفاضل حس سيمل املل خ بقوله:

(. 20)«الستقراء، وواسطتها أساليب التحليل، وذنوهتا التفسريا

وألم )االستقراء( مرحلة أساسـية املنـاهج العلميـة، يسـعى هـذا البحـث لدناسـة

االستقراء النحو الكو بوصفه خطوة أوىل منهج النحو الكو ، ومنهج البحث قائم عـىل

حويني الكوفيني استقرائهم الظـواهر اللغويـة مصـادن اللغـة النظرة التحليلية طوات الن

املختلفة، مع جعل قواعد االستقراء العلمي أساسا وضوءا يستدل به التحليل.

.20حس سيمل املل خ: التفكري العلمي النحو العريب، (20)