حال الفناء فى التصوف اإلسالمى والثرفــانا...

54
جامعـة المنصــورة كلي ـــداب ة ا ـــمىسى التصوف اناء ف الف حال البوذيـــــةلثرفــانا واسة مقارنة" " درااد إعــــد الدكتور ة/ هيم ياسينيفين إبراهيم إبرا ن مدرسالتصوفمية وسفلسفة ا الفلسفة بقسم ال ك ل ي ــ ةداب ا جامع ـ ة المنصورة مج ــــ لة ك ـ ل ـــــداب ية ا جامع ــــ ة المنص ــــ ورة العددلثانى ا و الخمسون يناير1023

Transcript of حال الفناء فى التصوف اإلسالمى والثرفــانا...

جامعـة المنصــورة

ة اآلدابـــكلي ـــ

حال الفناء فى التصوف اإلسالمى

والثرفــانا البوذيـــــة " دراسة مقارنة"

إعــــداد

نيفين إبراهيم إبراهيم ياسين/ ةالدكتور

بقسم الفلسفة الفلسفة اإلسالمية والتصوفمدرس

المنصورةة ـجامع – اآلدابة ــيلك

ورةــــة المنصــــجامع –ية اآلداب ـــــلـلة كــــمج

1023 يناير –الخمسون و الثانىالعدد

8811

حال لفناء في التصوف اإلسالمي والثرفانا البوذية

" دراسة مقارنة"

نيفين إبراهيم إبراهيم ياسين/ ةالدكتور

تقديم :

الحمد هلل الذى خمؽ الخمؽ بغير حاجة إلييـ ، وجعميـ دليال عمى ألوىيتو شيودا عمى ربوبيتو عبيدا مأموروف بعبادتو ، وصمى اهلل عمى نبينا المصطفى ،

ات ربى وسالمو عميو .صمو مف ىنا كاف شوؽ المخموؽ إلى الخالؽ يوجب التوجو إليو عمى الدواـ ، وقطع

الطريؽ إليو سفرا وفرارا مف عالـ الكوف والفساد إلى حضف األلوىية والرشاد .فكانت أحواؿ السادة الصوفية دليال عمى شوقيـ إلى ربيـ ومكابدتيـ فى

ناء عمى قمة األحواؿ ليميتيـ عف دنياىـ ويعقبو البقاء لحيييـ الطريؽ إليو . ويأتى الفبموالىـ ، ويكوف الفناء محوا لصفات البشرية ، والبقاء حياه مع صفات األلوىية ، الفناء ذىاب عف النفس والعالـ والبقاء معية مع اهلل وباهلل . الفناء وصؼ العبد ،

نوار ومشاىدات ، الفناء غيبو عف والبقاء وصؼ الرب ، الفناء حجاب ، والبقاء أ الخمؽ بشيود الحؽ ، والبقاء ىو شيود الخمؽ بالحؽ .

البوذية فتمثؿ المرحمة التى يصؿ إلييا البوذى لكى Nirvanaوأما النيرڤانا يتخمص مف المعاناة بعد اجتيازه مراحؿ عديدة مف رياضة النفس والتأمؿ العميؽ الذى

رجية المحيطة بحيث يصبح منفصال عف النفس والعالـ يسقط الشعور بالمؤثرات الخابيدؼ تحقيؽ السعادة القصوى نتيجة لكبح جماح الجسد والسيطرة عمى شيوات النفس

واالبتعاد عف كؿ المشاعر السمبية لكى يتحقؽ السالـ والتوازف الروحى التاـ .

8811

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

نيرڤانا مف ىنا أعتقد بعض الباحثيف أف ىناؾ تشابو بيف الفناء الصوفى وال البوذية ، بؿ لقد ذىب آخروف إلى أف الفناء الصوفى قد تأثر تماما بالنيرڤانا وىو رأى مترتب عمى اعتقاد بعض المستشرقيف مف أف البوذية تمثؿ أحد المصادر التى

أسيمت فى نشأة التصوؼ اإلسالمى .الفوارؽ لكننا أردنا باختيارنا ليذه المقارنة بيف الفناء والنيرڤانا أف نوضح

والسمات المميزة لكؿ حاؿ باعتبار أف كؿ حاؿ مف ىذه األحواؿ يمثؿ ديانة ويعبر عف ثقافة خاصة ، فالثرڤانا تمثؿ نحمو أرضية بينما الفناء الصوفى يمثؿ ديانة سماوية

مقدسة ىى خاتـ الديانات وأعظميا .ى إلى حالتو وبينما يكوف الفناء حالة ذوقية وجدانية مؤقتة يعود منيا الصوف

الشعورية التى يدرؾ فييا أنو عبداهلل وأف اهلل مفارؽ مبايف متسامى عمى الكوف وعمى مخموقاتو . والعودة إلى ىذه الحالة ىى البقاء بعد الفناء وىى المعية مع اهلل وىى التى

تمثؿ شعور العبد بمنتيى عبوديتو هلل وحده جؿ شأنو .تابعة البحث عما يفترض أف يكوف مف وسوؼ أحاوؿ فى الصفحات التالية م

عالقات أو آثار قد تـ استمياميا مف النيرڤانا البوذية كما سأحاوؿ تتبع السمات المميزة لكال الحالتيف سواء كانت عرفانيو أو أخالقية أو ميتافيزيقية كمما كاف ذلؾ ممكنا .

ر فى وسيكوف المنيج التقدى المقارف ىو وسيمتنا الستظيار حقيقة األم االدعاء بوجود األثر اليندى البوذى فى التصوؼ اإلسالمى .

الباحثة د. نيڤيف إبراىيـ ياسيف

1111

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

انا إصطالحا فالفناء والثر

أوال : الفناء لغة وإصطالحا :

تعددت معانى الفناء وتباينت عند صوفية المسمميف بحيث كشؼ كؿ معنى قضايا التصوؼ سواء كانت أخالقية أو عرفانية أو روحية مف معانيو عف قضية مف

ووجودية .

فمف معانى الفناء فى جانبو السيكولوجى عدـ شعور الصوفى الفانى بنفسو وال بشىء مف لوازميا أو ىو يمثؿ فقداف لحالة الشعور باألنا مؤقتا . ويقترف ىذا بحالو

خمو فى ظاىرة عرفت عمميا وجدانية عميقة وشديدة الوطأة عمى الصوفى مما يدبظاىرة الشطح أو التجديؼ الذى يعنى خروج السالؾ عمى مألوؼ القوؿ وىذا يمثؿ

جانبا نفسيا يظؿ مالزما لحاؿ الفناء .

ومف معانى الفناء األخالقية فناء األوصاؼ المذمومة واتصاؼ العبد بمحمود والتحمى باألخالؽ المحموده األخالؽ ، أو ىو محاولة لمتخمى عف األخالؽ المذمومة

.

وفيو جانب عرفانى متعمؽ بالمكاشفات والمشاىدات النورانية عرفانية وىو فناء العارؼ فى معرفتو بمعروفو .

8811

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

وعمى ىذا فالفناء فى المعاجـ المغوية " يأتى بمعنى االنقطاع والذىاب ، فناؤه ، والفانى ى ، واإلفناء ، وىو أيضا بمعنى إعداـ الشىء وا و الشيخ الكبير اليـر

()فإذا فنى الشىء فقد باد وانتيى وجوده " .

والفناء إصطالحا كما يذكر الجنيد " قطع العالئؽ عف المنقطعيف إليو ووىب الحقائؽ لممتصميف بو المعتمديف عميو ، أوجدىـ ووىب ليـ حبو فأثبت العارفيف فى

اىا عنو ، ووىبيـ منو مف فضمو فمـ حزبو ، وجعميـ درجات فى مواىبو وأراىـ قوة أبدتعترض عمييـ الخطرات بممكيا ولـ تمتؽ بيـ الصفات المسببو لمنقائص فى نسبتيا النتسابيـ إلى حقائؽ التوحيد بنفاذ التجريد فيما كانت بو الدعوة ، ووجدت بو أسباب

()الخطرة مف بوادى الغيوب وقرب المحبوب " .

ياه معظـ القضايا التى يتضمنيا حاؿ الفناء وىذا التعرؼ قد حوى فى ثنا الصوفى سواء كاف ذلؾ متعمقا باألخالؽ أو بمعارؼ الوىب والكشؼ ، أو بأخالؽ

الترقى والطير أو بالتجريد والتوحيد والتنزيو .

والفناء مقابؿ لمبقاء الذى ىو حده ومستقرة فال فناء دوف بقاء باهلل وفى اهلل أو دكتور إبراىيـ ياسيف إذا كاف الفناء عف المعاصى كاف البقاء كما يذكر األستاذ ال

ذا ذا كاف الفناء عف الصفات المذمومة كاف البقاء بالصفات المحموده ، وا بالطاعة ، وا كاف الفناء عف الغفمة كاف البقاء بالذكر ، والفناء عف العبودية يعقبو بقاء بالمعبود

وز آبػػػػادى م المعجػػػػـ ، مؤسسػػػػة الرسػػػػالة ، تحقيػػػػؽ م إشػػػػراؼ محمػػػػد نعػػػػيـ العرقسوسػػػػى ، ( الفيػػػػر ) ـ ، مادة " فناء "

( أبوالقاسػػـ الجنيػػد م الرسػػائؿ ، تحقيػػؽ م د. جمػػاؿ رجػػب ، تصػػدير م د. عػػاطؼ العػػراؽ ، رسػػالة ) . ـ ، ص الفناء ، الييئة العامة لمكتاب ، القاىرة

1111

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

وىكذا تتعاقب األحواؿ فال تسكف صفو وال والفناء عف الحب يعقبو بقاء بالمحبوب . يستقر حاؿ بؿ يظؿ الصوفى مترقبا تاركا صفة مف صفاتو البشرية ليكتسب صفة مف

()الصفات اآلليية وصاعدا مف حاؿ إلى حاؿ أعمى وأسمى " .

وفناء الفانى ىو أف يفنى عنو الحظوظ فال يكوف لو فى شىء مف ذلؾ حظ ()ويسقط عنو التمييز .

والفناء ىو التجرد مف الحظوظ والبعد عف كؿ ما ليس لو عالقة بالقرب مف اهلل تعالى إجالال وتعظيما هلل ، ثـ ىو ذىاب حظ الفانى عف رؤية ذىاب حظو أو ىو الذىاب عف الذىاب فيبقى الواحد الصمد ويفنى كؿ ما سوى اهلل قاؿ أبوسعيد الخراز

ب حظو مف الدنيا واآلخرة إال مف اهلل تعالى ، ثـ فى ىذا المعنى " عالقة الفانى ذىايبدو باد مف قدرة اهلل تعالى فيريو ذىاب حظو مف اهلل إجالال هلل، ثـ يبدو لو باد مف اهلل تعالى فيريو ذىاب حظو مف رؤية ذىاب حظو ويبقى رؤية ما كاف مف اهلل هلل ،

()ع اهلل فناء وال بقاء " . وينفرد الواحد الصمد فى أحديتو ، فال يكوف لغير اهلل م

ولقد ذىب الدكتور إبراىيـ ياسيف إلى أف كممة " فناء " ال تشير إلى المعنى السمبى لمكممة ذلؾ ألف الفناء عند القوـ وثيؽ الصمة بالبقاء ، فالفناء نفى وسمب ، يجاب ، وال يقوـ النفى دوف إثبات ، وال يستقـ السمب دوف إيجاب " والبقاء إثبات وا

اىيـ ياسيف )الدكتور( م حاؿ الفنػاء فػى التصػوؼ اإلسػالمى ، دار المعػارؼ ، مصػر ( إبراىيـ إبر ) . ، ـ ، ص ،

( رفيػػؽ العجػػـ )الػػدكتور( م موسػػوعة مصػػطمحات التصػػوؼ اإلسػػالمى ، مكتبػػة لبنػػاف ، بيػػروت، ) مادة " فناء " .

لعمميػة ، بيػروت ، ص ( الكالباذى م التعرؼ لمذىب أىػؿ التصػوؼ ، طبعػة دار الكتػب ا) ، .

8813

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

ذا كاف الفناء عف الصفات فإذا كاف الفناء عف المعاصى كاف البقاء بالطاعة ، وا بقاء بالذكر ، –كما قدمنا –المذمومة كاف البقاء بالصفات المحمودة ، ففناء الغفمة

().ناء بالحب يعقبو بقاء بالمحبوب"والفناء عف العبودية يعقبو بقاء فى المعبود ، والف

وفية عف أف الفناء المحمود معيو مع اهلل وباهلل ، وىو ومف ىنا يفصح الص حب متبادؿ وقرب متبادؿ بيف العبد والرب ، والفناء اكتساب لصفات متعاليو بمراد اهلل رادتو عمى السالؾ المتجو إلى اهلل ، فإذا استولى عميو سمطاف الحؽ وجرياف قدرتو وا

كاف واجدا العبد يجرى عميو محى رسمو ، وذىب وجوده أو كما يقاؿ الجنيد " إذامراده مف حيث يشاء بصفتو المتعالية التى ال يشارؾ فييا ، كاف ذلؾ أتـ الوجود وأمضاه ال محالو ، وىو أولى وأغمب وأحؽ بالغمبة والقير وصحة االستيالء عمى ما يبدو عميو حتى يمحى رسمو عامة ويذىب وجوده إذ ال صفة بشرية ووجود ليس يقـو

()ذكرنا تعاليا مف الحؽ وقيره " . بو لما

فإذا كاف الفناء حضور وغيبو ، ووجد وقير ، وفقد ومحو لكؿ رسـ ووصؼ ، فما ىى الثرڤانا التى أراد ليا بعض الباحثيف أف تكوف ىى األصؿ فى الحاؿ المسمى

فناء ، وبيا تأثر الصوفية المسمميف كما يدعى البعض ؟؟

ؿ البد أف نشير إلى أف الثرڤانا فى النحمو البوذية ولإلجابة عمى ىذا السؤا تعنى الوصوؿ إلى االنفصاؿ التاـ بيف الروح والجسد وبؿ شيوات النفس بمراعاة المفاىيـ الدينية واالتصاؿ الشخصى بالقوى اإلليية التى تسير الوجود أو الوصوؿ إلى

جود الدينوى رغـ استمرار حالة اإلشراؽ النفسى . وىى أى الثرڤانا تمثؿ ىروبا مف الو

. ( إبراىيـ ياسيف )الدكتور ( م حاؿ الفناء فى التصوؼ اإلسالمى ، مرجع سابؽ ، ص ) . ( أبوالقاسـ الجنيد م رسائؿ الجنيد ، مصدر سابؽ ، رسالة الفناء ، ص )

1113

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

حياة الفرد ، والثرڤانا تعنى الخالص وتحرر النفس والصعود إلى معارج الكماؿ واالنخراط فى حياة جديدة مميئة بالفضيمة أى إتباع السموؾ المستقيـ والكالـ الحؽ والعيش بالوسائؿ الشريفة ، وىذه الحقائؽ السامية توصؿ اإلنساف إلى الكماؿ المطمؽ

يسمى الثرڤانا ، وىى نظرية ىندوسية تعتقد ببموغ حالة مف السعادة الناجمة عف أو مايقافيا إيقافا تاما " . ()كبت الرغبات والشيوات وا

ويقوؿ كرسماس ىمفرى " إف المجيود الصحيح لمعابد يجب أف يتطور ليصؿ اؾ نظاـ كامؿ باإلرادة القوية إلى مراحمو النيائية ، ففى المرحمتيف النيائيتيف ىن

، Nirvanaلمسيطرة عمى العقؿ والتطور العقمى حتى تقوده إلى حظيره الثرڤانا والمرحمة األولى ىى التركيز بشدة عمى موضوع مختار والثانية ىى طرد الرغبات " .

()

ويقوؿ ىمفرى أيضا " إف الثرڤانا " تتحقؽ فى الجسد الطبيعى فى األرض (). وتدخؿ فى الحياة البوذية "

والثرڤانا " ىى فناء العابد فى المعبود وفييا يدخؿ العابد إلى حالو مف سمب أو الالنفس ليعبر إلى " No Attman "تعرؼ أيضا Self And No Self " النفس

عندما يتصؼ Attman " "بحر الضياء المسمى بالنفس العميا أو الروح أو

(2) http:// el-nirvana. Maktoobblog.com & http:// ar wikipedi.org/wiki%

d9%86. & http:// body soul.m22 com1% 8% A7. (1) Christmas Humphreys, Exploring Buddhism; England Great Britain,

1974, pp. 80 – 81. (2) Ibid., p. Introduction. Pp. 44 – 45.

ة فػػى كتابػػو الفكػػر انظػػر م الترجمػػة التػػى قػػدميا م الػػدكتور إبػػراىيـ ياسػػيف بعنػػواف استكشػػاؼ البوذيػػ - .، ـ ، ص ص نية ، مصر ، الشرقى القديـ ، جامعة المنصورة ، الطبعة الثا

8811

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

الغير Unformattedالالمتشكؿ Unbornبصفات سمبية تماما ىى الالمولود ()" . Unoriginatedعضوى

إنيا حالة اإليجاب العظيـ ، أو السمب اإليجابى أو النفى المثبت ىو النور، الذى يتمقى أشكاؿ مف الفيض والتجمى النورانى بعد –بوذا –أو العقؿ أو المستنير

وؿ إلى النفس الكمية كما مكابدة الطريؽ الشاؽ والطويؿ مف أشكاؿ المعاناه لموص (). Upanishads "تعرفيا األوبانيشاد البوذية

وليس ىناؾ تطابقا بيف الفناء والثرڤانا ، ألف الثرڤانا ىى التحرر مف دورة الميالد المميئة باأللـ بينما ال يعرؼ التصوؼ اإلسالمى ما يعرؼ عند اليندوس بتجدد

أو الخالص مف عجمة الميالد . . " Karma "ميالد الروح أو الكارما

إال أف األستاذة األلمانية " أنا مارى شيمؿ " تتحدث عف الفناء بمعنى Entwerden بمعنى العدـ واالندثار واالختفاء بعكس كممةWerden التى تعنى

فكأنيا ترى تشابيا بيف الحالتيف "الثرڤانا " فى البوذيػة " ()الضرورة والوجود " . فى التصوؼ اإلسالمى . والفناء "

أو " Mokasa "وتذكر الثرڤانا بمصطمحات عديدة منيا الموكاسا

"Rigvida" لتشير ىذه المصطمحات إلى بموغ السعادة والسالـ والخالص مفالرغبات بفضؿ " الثرڤانا " والوصوؿ إلى قانوف " الكارما " أو قانوف العدؿ اإلليى أو

(3) Ibid., p.45 .

. راجع م إبراىيـ ياسيف )الدكتور( ، المرجع السابؽ ، ص -(4) Ibid., p. 45 .

إسػماعيؿ السػيد ورضػا حامػد ( أنا مارى شيمؿ م األبعاد الصوفية فى اإلسػالـ ، ترجمػة م محمػد) . ـ ، ص قطب ، منشورات الجمؿ ، ألمانيا وبغداد ، الطبعة األولى ،

1111

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

القانوف الطبيعى الذى يقرر أف الفعؿ ورد الفعؿ قانوف الفعؿ ورد الفعؿ ، وىى متساوياف ، إنيا قانوف حى مف القوانيف الطبيعية التى تشير إلى أف اإلنساف البد واف يحاسب عمى نتائج أفعالو سواء كانت خيرا أـ شرا وتعرؼ ىذه المعادلة بقانوف الكارما

(). "Good Karma Evilkarma" الخيره والكارما الشرير

ذا كانت الثرڤانا مف نتائج المعاناه فإف الفناء وما يترتب عميو مف فضؿ وا إليى ىو ىبو مف اهلل ومنو يقوؿ الكالباذى فى ذلؾ " إف الفناء فضؿ مف اهلل تعالى، نما كراـ منو لو ، واختصاص لو بو وليس ىو مف األفعاؿ المكتسبة ، وا وىبة لمعبد وا

ف اختصو لنفسو واصطنعو لو ، فمو رده إلى صفتو ىو شىء يفعمو اهلل عز وجؿ بم كاف فى ذلؾ سمب ما أعطى ، واسترجاع ما وىب وىذا غيػر

()الئؽ باهلل " واهلل ال يخادع المؤمنيف " .

ومف المعارؼ التى يستخدميا الباحثوف فى مجاؿ التصػوؼ تعبيرا عػف

خواصا يحدد( )سوف " . فنحف واجدوف " نيكم Ecastacyحاؿ الفناء مصطمح الجذب لمفناء الصوفى باعتباره حالو مف النشوة والجذب ويحدد لو ىذه الخواصم

تغيير معنوى لمروح بإفناء ميوليا ورغباتيا جميعا . -

تجريد عقمى أو فناء العقؿ عف المدركات واألفكار واألفعاؿ ، واألحاسيس - فى الصفات اإلليية . بانحصاره فى التفكير فى اهلل أو التأمؿ

.رجات الفناء ىى الفناء عف الفناءإبطاؿ جميع قوى الفكر الواعى ، وأعمى د -

(2) Christmas Humphery; Exploring Buddhism; p. 68 – 78.

. ، ( الكالباذى م التعرؼ لمذىب أىؿ التصوؼ ، مرجع سابؽ ، ص )(2) R.A. Nicolson; The Mystics of London, 1963, Islam; pp. 50-56.

8811

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

وأما الدرجة القصوى فى الفناء فيى الفناء فى اهلل تمييدا لمبقاء باهلل . -

إذ ىى ( )يقوؿ نيكمسوف " والطور األوؿ يشبو الثرڤانا البوذية تماـ الشبو " . فات النفس وأحواليا الخسيسة مع التحمى باألخالؽ الحميدة .فناء ص

يضعيا الفميسوؼ األمريكى Illuminationوىذه المحظة " ىى لحظة استنارة The Varieties of Religiovsوليـ جيمز فى كتابو الشيير تنوع الخبرة الدينية

Experience .( )بالسمات التالية م

، وىذا يعنى عدـ إمكانية استخداـ ألفاظ المغة العادية عدـ القابمية لموصؼ - لمتعبير عف محتوى ىذه الخبرة .

وىكذا تحوى Noetic Qualityىذه الخبرة الصوفية ليا خاصية إدراكية - حاالت عرفانية تغوص إلى أعماؽ الحقيقة .

ذ أف دواميا فيى ال تدوـ طويال إ Transiencyالحالة الصوفية سريعة الزواؿ - مخالؼ لطبيعتيا .

Passivityىذه الخبرة سالبة فيى مصاحبة لنوع مف السمبية واالستسالـ - وبالرغـ مف الطابع اإليجابى المتمثؿ فى االستعداد لتقبؿ الحاالت الصوفية المتمثمة فى االنتباه والتأمؿ والتركيز فيى ذو سمطة آمرة تحطـ الخبرات غير

الصوفية .

(3) Ibid., p. (4) William James; The Varieties of Religious Experience; U.S.A. 1901,

Mysticism, p. 366, 413.

راجػػػػع م إبػػػػراىيـ ياسػػػػيف )الػػػػدكتور( ، المػػػػدخؿ إلػػػػى التصػػػػوؼ اإلسػػػػالمى البػػػػدايات ، دار ومكتبػػػػة - . ـ ، ص اإلسراء ، طنطا، مصر ،

1111

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

كما يعرض أستاذنا ( ). " Buke "كر وولتر ستيس عمى لساف بوؾ ويذ نور باطنى ذاتى يصاحب تجربة الفناء إبراىيـ ياسيف " أف الحالة الصوفية الدكتور

وىى مقترنة بنوع مف التسامى األخالقى واإلشراؽ العقمى ، والشعور بالخمود " .

ىؿ بالحاالت والمراحؿ التالية وىذه المحظة الفنائية مقترنو فى نظر أيفميف أندر م

معرفة الذات أو التطير . -

اإلشراؽ والتنوير الروحى . -

الفناء أو ما يعرؼ لدييا بميمو الروح المظممة أو حالة سمب كؿ الممكات - الواعية .

أف الروح تستثمر طاقتيا Eukenشيود مباشر لمحياة السامية أو كما يقوؿ - المنتصرة والموصمة إلى الحب اإلليى مما يعطييا القدرة الحقيقية الروحية

()عمى السمو .

ذا كنا قد الحظنا بعض أوجو الشبو بيف الفناء والثرڤانا فإف أىـ النتائج وا المترتبة عمى رحمتى الفناء والثرڤانا ىى الخالص مف أسر الجسد والعالـ وعبور

، لكما اف اليدؼ االسمى لمثرڤانا ىو التخمص مف لحواجز المادة واتصاؿ بعالـ الروح

(1) Jhon White; What is Enlightment, London, 1984, pp. 44-75.

، راجع م إبراىيـ ياسػيف )الػدكتور( ، المػدخؿ إلػى التصػوؼ اإلسػالمى البػدايات ، ص ص -.

(1) E. Underhill: A Study in the Nature and The Development of Mans

Spiritual Consciousness, p. 200.

. راجع م إبراىيـ ياسيف )الدكتور( ، المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى البدايات ، ص -

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

اآلالـ والمعاناه عبر كسر دورة الحياة المتعاقبة أو ما يسمى بالكارما التى تمثؿ شكؿ العواقب األخالقية الناتجة عف أفعاؿ اإلنساف خيرا كاف أـ شرا فإف اليدؼ االسمى

بحياة المادة والشيوة فيقـو لمفناء كما الحظنا كسر دورة اآلالـ الناتجة عف التشبث الصوفى بالمجاىدة وكبح جماح النفس وسوقيا عمى غير ىواىا آمال أف يصؿ فى

النياية إلى حالو المعيو مع اهلل .

ولما كاف لفظ " الثرڤانا " مستخدما لوصؼ حالة التيقظ التى تخمد معيا نيراف ، والجيؿ ، فإف بموغ " الكارما العوامؿ التى تسبب اآلالـ الناتجة عف الشيوة ، والحقد

أى حالة التبدد (). " Parinirvana "" الخيرة يكوف رىنا ببموغ الثيرڤانا الكاممة الكامؿ لمكارما وانتياء دورة االنبعاث فعندما يموت شخص أو راىب مف الرىباف الذيف

وىذا يعنى أنو حققوا ىذه المرحمة ال يعود إلى الحياة مرة ثانية ألف الكارما قد تبددت وصؿ إلى الثرڤانا .

وكما يمر السالؾ إلى الفناء بالمجاىدات واألحواؿ ، والمقامات ، يمر الراىب البوذى بمراحؿ الدرب الثمانى النبيؿ ليصؿ إلى االستثارة كما يصؿ الصوفى إلى

المكاشفة النورانية وىذا الطريؽ إلى الثرڤانا يسير عمى النحو التالىم

عتقاد الصحيح .اال -

النوايا الصحيحة . -

الخطاب الصحيح . -

األفعاؿ الصحيحة . -

(2) http// el.nirvana.maktoobblog.com & http// ar wikipedia.org/wiki&

D9%86.

1021

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

المساعى الصحيحة . -

. Samasatiاالمتالء العقمى باألفكار الصحيحة -

. Samma Samadhiالتأمؿ الصحيح والتركيز الصحيح -

. Bahvanaمرحمة تحرير العقؿ -

ىذا الطريؽ يجب أف نعطى أىمية قصوى لممارسة التأمؿ ولكى نسمؾ بالنسبة لكؿ راىب بوذى ولكؿ مبتدئى كى يحقؽ أقصى درجات التركيز .

وفى المرحمة األولى يمكف التحكـ فى العقؿ البشرى وتدريبو عمى أف يرى األشياء مجردة ثـ ليمكنو التحكـ فى العواطؼ وشيوات النفس وأىوائيا وتسمى ىذه

وفى المرحمة الثانية يتجاوز العقؿ حدود األلة العقمية عف " Satipathana "مرحمة الطريؽ العقؿ نفسو مف خالؿ التحكـ فيو والوصوؿ إلى مرحمة الالعقؿ والعقؿ معاص

وىذا ما يعرؼ بعممية تحرير " Vispassana "ليصؿ إلى ما يعرؼ ببصيرة الروح ػى ىذه العممية ويطمؽ عم (). " Bahavanna "العقػؿ

. " Right Mindfulness "بمعنى المالء العقمى الصحيح " Samma "مصطمح

وسوؼ نعرض ألنواع مف الصوفية الميتافيزيقيوف والذيف ينظروف إلى المطمؽ باعتباره ال شخصيا ومتساميا والذى يكوف الوصوؿ النيائى إليو تالييا

"Deification" ى اهلل أو تحوؿ النفس إلى اهلل أو وصوال مف أو انتقاال مف النفس إل الفناء إلى البقاء .

(1) Christmas Humphery, Exploring Buddhism, p. 179.

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

الصوفية مف أصحاب االتصاؿ الشخصى والذيف يتخذوف ألنفسيـ أسموبا والزواج الروحى "Consumation"خاصا لموصوؿ إلى الحقيقة كالقوؿ باالستيالؾ

"Spiritual Marriage" .( )سيحى وىى مصطمحات شائعة فى التصوؼ المويقابميا فى مصطمحات " الفناء " أو )فقداف اإلحساس باألنا( أو االتصاؿ فى التصوؼ اإلسالمى ، وحالة االتحاد ىى بالضرورة حالة مف حاالت المشاركة فى

الحياة األبدية وتصاحبيا عالمات أساسية عمى النحو التالى م

حالة مف االستغراؽ الكامؿ فى المطمؽ. -أ

الوعى بالمشاركة فى القوة والفعؿ تعبر عف معنى متكامؿ مف معانى حالة مف -ب الحرية واليدوء المنيع المالـز لنوع مف الجيد البطولى أو النشاط الخالؽ .

وىى مالزمة )لحالة( مف إنشاء مركز لمطاقة الروحية الخالقة فى الذات والتى -جػ ف .يمكف أف تكوف مصدرا مف مصادر اإلشعاع عمى اآلخري

لذلؾ فإف المتحدث عف حاؿ الفناء فى جانبو النفسى والوجدانى ال يمكف أف ىػ( .يغفؿ المتصوؼ أبا يزيد السطامى المتوفى )

والشؾ أف كثيرا مف كتاب التصوؼ قد عدوا أبا يزيد البسطامى ىذا فنائو أوؿ سالمى مف ادخؿ فكرة وحدة الوجود التى ذاعت فى أنحاء فارس إلى التصوؼ اإل

(1) Evelyn Underhill, A Study in the Nature and Development of Man's

Spiritual Consciousness, London; 1945, p. 27, What is Englihtment; p.

27-44.

- John White; What is Enlightment; Unit. Kingdom, 1984, p. 44-75.

1021

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

ولعؿ ما قيؿ مف أف ىذه الفكرة قد جاءت مع أبى يزيد بالذات راجع إلى تأثره بأصمو ( )الفارسى ونزعتو " الثيوثوفية " .

إال أف ىناؾ مف يروف أيضا أف فكرة وحدة الوجود لـ تكف ىى الوحيدة المسيطرة عمى فناء أبى يزيد .

دى فقد نستطيع أف نقرر ىؿ ولعنا إذ قمنا بتوضيح خصائص الفناء البيازي كاف مف أصحاب وحدة الوجود ، أو وحدة الشيود ، أو مف القائميف باالتحاد أو التوحيد

وىؿ كاف حالو فى الصحو أو السكر ؟

الواقع أف ما يمكف أف نصؼ بو فناء أبى يزيد ىو كونو قائما عمى أساس فقد الصوفى وعيو ، دخوؿ الصوفى إلى حاؿ مف الغيبة أو السكر الشديد الذى ي

فيصير مغيبا تماما ، مما يؤثر عمى سموؾ الصوفى حاؿ فنائو ، بؿ ويدمغو بتصرفات وأقواؿ تبدو فى ظاىرىا بعيدة عف المنحى اإلسالمى القويـ ، وقد أدى ىذا الحاؿ مف السكر واالصطالـ بكثير مف الصوفية إلى الدخوؿ فى مواقؼ روحية ،

قاؿ بيا أبويزيد ، ومف ناحية أخرى أتخذ أبويزيد لنفسو ووجودية شبيية بتمؾ التىمعراجا روحيا صاعدا ، يبدأ مف أدنى الدرجات الحسية ، ويرتفع إلى أعمى المراتب

الروحية .

فيو إدراؾ حسى فى أدنى درجاتو ، ثـ يرتقى إلى مرحمة اإلدراؾ العقمى ثـ يتخمى عف إدراكو العقمى إلى شيوده القمبى .

بيػػػذا ( فػػػى التصػػػوؼ اإلسػػػالمى وتاريخػػػو م مجموعػػػة المحاضػػػرات التػػػى ترجميػػػا م د. عفيفػػػى ،) . العنواف ، ص

8113

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

مف الممكف أف نقوؿ أف أبا يزيد فى الطريؽ إلى اهلل كاف قد فنى عف كؿ أو ما فى ىذا العالـ ثـ فى مرحمة أعمى مف ذلؾ فنى عف كؿ شىء فمـ يبقى لو إال اهلل ،

ثـ ىاـ بو فما بقى لو سواه .

ىذا النوع مف الفناء يبدأ بالتجرد عف العالـ المادى ، واالرتقاء إلى مراحؿ ى التجرد المطمؽ أو التوحيد وىو موقؼ آخر يتعارض مع ما روحية ثـ إل

قيؿ عف صاحبو مف أنو مف الفائميف باالتحاد باهلل .

ومما الشؾ فيو أف مف نسبوا إلى أبا يزيد نظرية صارمة فى " وحدة الوجود " قد استندوا إلى عدد وفير مف األقواؿ التى نقمت عنو والتى ذكرىا العديد مف كتاب ( ) ()لتصوؼ مف امثاؿ السيمكى ، والقشيرى ، وفريد الديف العطار ، وأبونصر السراج ا

وغيرىـ .

وىى توضح بما ال يدع مجاال لمشؾ بأف صاحبيا كاف فى مرحمة مف مراحؿ حياتو عمى األقؿ صاحب نظرية متكاممة فى االتحاد .

ت عنواف " يقوؿ نيكمسوف فى محاضرتو التى ترجميا د. أبوالعال عفيفى تح نظرة تاريخية فى أصؿ التصوؼ وتطوره " لو افترضنا صحة األقواؿ التى ينسبيا إلى

. ( )أبى يزيد البسطامى فريد الديف العطار لعددناه مف غالة القائميف بوحدة الوجود

.، مترجمة بيذا العنواف ، ص ( فى التصوؼ اإلسالمى وتاريخو م مقاالت نيكمسوف ال)

. م ( راجع الممع م مف ص )

، ى م فػى التصػوؼ اإلسػالمى وتاريخػو( محاضرة ضمف مجموعػة أبحػاث نيكمسػوف عنونيػا عفيفػ)إلػى يد الديف العطػار ، الجػزء األوؿ ، ابتػداء مػف ص . ويراجع تذكرة األولياء لفر ص . وقد وردت بو ىذه األقواؿ . " خرجت مف الحػؽ إلػى الحػؽ حتػى صػاح منػى فػى يػا ص

1023

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

عمى أف ىناؾ خاصية ىامة جدا تميز فناء أبى يزيد وىى خاصية إسقاط الصوفى لما فال يعػود مشاىدا فػى الكػوف إال الواحد سوى اهلل شيودا ،

.Wالحؽ، وىو ما أطمؽ عميو فناء اليوية وغيبة اآلثار ويحدث عند وولتر ستيبس

Stace أى الفناء . ()فى حاالت تالتشى الذات

وىو التالشى المطمؽ الذى ال يبقى لألنا مجاال كى تحظى فيو بوجودىا أو الذات اإلليية وىى لحظة يغمب فييا –األنت بؿ كؿ ما يبقى ىناؾ ىو –المستقؿ

المشيود الحؽ عمى المشاىد المخموؽ فيغيب المشاىد فى شيوده ويبقى اهلل واحدا .

ذ دأب أبويزيد عمى محاولتو نخطى حدود ذاتو ، والخالص مف قيود المكاف وا ذ يصؿ إلى نياية معراجو الروحى –والزماف ، والفكاؾ مف أسر الجسد تسقط كؿ –وا

قيود األنا البشرية وتندمج ىى واألنت ، فتصبح األنت أنا أو العكس وىو إذ يقوؿ بيذا يرجع رؤاه إلى حالة مف الخياؿ العينى ، وتصوره لفناء البشرية ولقاء األلوىية يقوؿ م

أشػػػػػػػػػػػػػػػػػػػار سػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرى إليػػػػػػػػػػػػػػػػػػػؾ حتػػػػػػػػػػػػػػػػػػػى فأنػػػػػػػػػػػػػػػػػت تسػػػػػػػػػػػػػػػػػمو خيػػػػػػػػػػػػػػػػػاؿ عينػػػػػػػػػػػػػػػػػى

فنيػػػػػػػػػػػػػػػػت عنػػػػػػػػػػػػػػػػى ودمػػػػػػػػػػػػػػػػت أنػػػػػػػػػػػػػػػػت فقمػػػػػػػػػػػػػػػػت أنػػػػػػػػػػػػػػػػت سػػػػػػػػػػػػػػػػألت عنػػػػػػػػػػػػػػػػى

مف أنت أنا فقد تحققت بمقاـ الفناء منػذ ثالثػيف سػنة كػاف الحػؽ مرآتػى فصػرت اليػـو مػرآة نفسػى الحػؽ " إنكػار لتوحيػد الحػؽ ألننػى عػدـ محػض ألننى لست اآلف مف كنتو وفى قػولى " أنػا " و "

فالحؽ تعالى مػرآة نفسػو بػؿ انظػر إف الحػؽ مػرآة نفسػى ألنػو ىػو الػذى يػتكمـ بمسػانى أمػا أنػا فقػد فنيػػت " ويقػػوؿ أنػػى أنػػا اهلل ال إلػػو إال أنػػا فأعبػػدونى " سػػبحانى مػػا أعظػػـ شػػأنى " إلػػى آخػػر ىػػذه

ابو شطحات الصوفية وطبع طبعػة الكويػت ، األقواؿ التى جمع معظميا عبدالرحمف بدوى فى كت ـ .وكالة المطبوعات ، وتوزعو دار القمـ فى بيروت، لبناف ،

(2) Walte Stace: Myticism and Philosophy, p. 113.

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

فأنػػػػػػػػػػػػػػػػػت تسػػػػػػػػػػػػػػػػػمو خيػػػػػػػػػػػػػػػػػاؿ عينػػػػػػػػػػػػػػػػػى

()فحيثمػػػػػػػػػػػػػػػػا درت كنػػػػػػػػػػػػػػػػت أنػػػػػػػػػػػػػػػػت

وكأنما يرى أبويزيد فى وجوده الذاتى المتعيف قيودا حسية مفروضة عميو، وىى قيود دنيا لإلنساف أف يتحرر منيا ، عبر مراحؿ مف االنطالؽ الروحى إلى أف

اـ .يصؿ إلى حقيقة المعرفة باهلل والتى ال تتحقؽ إال فى مقاـ الفناء الت

وىذا التصور يتأكد لنا عندما يجعؿ أبويزيد مف نفسو طيرا طميقا تحػرر

مف كؿ القيود فنراه ينطمؽ طائرا فى فضاء التوحيد الالنيائى يرتقى أجواءه طبقة بعد أخرى ليصؿ إلى أصؿ التوحيد فيقوؿ م

فمـ أزؿ أطير إلى أف صرت فى ميداف

()األزلية فرأيت شجرة األحدية

وكأف ىدفو النيائى ال يتحقؽ إلى بالوصوؿ إلى حقيقة أحدية الذات وىذه يبرز إلى ()نفسيا ىى الحاؿ التى وصفيا ستيبس باعتبارىا شعورا حقيقا باالتحاد

وعى السالؾ بعد أف يسمب عف نفسو كؿ نواقصيا ثـ ينتقؿ مف سمب إلى سمب ، أو الضياع ، أو يفنى عف الفناء إلى أف تتخمص ذاتو مف ليس إلى ليس حتى يضيع فى

مف ذاتو ، كأنما يخمع جمده البشرى ، فال يعود مشاىدا إال حقيقة واحدة فى الوجود وىنا يمكف أف نقوؿ عف أبى يزيد أنو الواحد –وىو ، إحساسو بأنو صار والواحد وحدا

–وشعوره عمى ىذا النحو إذف -، ويصح أف نقوؿ عف الواحد أنو أبويزيد فال غرابة

. ـ ، ص ( عبدالرحمف بدوى م شطحات الصوفية ، طبعة الكويت ، ) . ( الممع م ص ) . والوفا الغنيمى التفتازانى م المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، ص ( راجع م د. أب)

1021

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

أف ينطؽ بالمتناقضات فيقوؿ " سبحانى ما أعظـ شأنى " أو " ال إلو إال أنا فأعبدوف –" ، وىو إف صح بعد تجديفا صارخا فقد أطمؽ عمى نفسو صفات ال تجوز لغير اهلل

وال يبررىا أف يذكر بعض الباحثيف أو المستشرقيف أنو كاف فى حاؿ غيبة –حاشا هلل فقداف مؤقت لمشعور بالذات .و

ىؿ كانت تجربتو اتخاذا حقيقيا ؟ وىؿ كاف –ولكف حاف الوقت لكى نتساءؿ فعال قد أغرؽ قفى فنائو لدرجو جعمتو مبشرا باالتحاد ووحدة الوجود . والواقع أف ىناؾ مف أصدر حكما عاما عمى التصوؼ فى القرنيف الثالث والرابع وفسر أقواؿ الصوفية مف أمثاؿ البسطامى ، والحالج ، والشبمى وحتى الجنيد البغدادى ، عمى أساس أنيـ مػف أصحاب وحدة الوجػود ، بؿ لقد نسب إليو نيكمسوف كما قدمنا القوؿ لنظرية

إلى أف أبى يزيد البسطامى .( )صارمة فى وحدة الوجود

قرنيف الثالث ولكف نظرية وحدة الوجود لـ تظير فى ذلؾ الوقت المبكر مف ال والرابع ، ويجمع كؿ الذيف كتبوا فى ىذا الموضوع عمى أف " ابف عرابى " ىو الواضع

الحقيقى ليذه النظرية .

فال يمكف القطع بظيورىا قبؿ حموؿ القرف السادس مما يؤكد خطأ ىذا الرأى كمػا أنو لمػف التجنػى أف يوصػؼ أمثاؿ ىؤالء بأنيػـ مف أصحػاب

. ويراجػػػػػع م د. أبوالوفػػػػػا الغنيمػػػػػى ( راجػػػػػع م نيكمسػػػػػوف م تػػػػػاريخ التصػػػػػوؼ اإلسػػػػػالمى ، ص )التفتػػػازانى ، المػػػدخؿ إلػػػى التصػػػوؼ اإلسػػػالمى ، وقػػػد نػػػاقش ىػػػذه الفكػػػرة فػػػى حينػػػو عػػػف أبويزيػػػد

عدىا .وما ب – البسطامى ، ص

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

. ()ر أستاذنا الدكتور إبراىيـ ياسيف الوجود كما يذك

وأنو لمف الضرورى أف نشير فى ىذا المجاؿ إلى أف القشيرى ، والسراج يفيماف الفناء عمى أنو غيبة مؤقتة عف الشعور ، وليس محوا تاما لصفات العبد ، وال

ا ، أو ىو امتزاج لمبشرية اإلليية ، وال ىو بأى معنى أخر يؤدى إلى صيرورة العبد إليالعكس وقد كاف أبويزيد واعيا والشؾ بعبوديتو ، حيث ظمت بارزة فى شعوره حاؿ فنائو وبقائو حاؿ جمعو وفرقو يقوؿ م " مف صدؽ فى عيف الجمع بالحرية كاف الزما بجوارحو عمى آداب العبودية فى سره فى مشاىد الحؽ فإف كاف فى عيف االفتراؽ فإنو

. ()بوديتو " يجمع جيد المجتيديف فى ع

وىنا يظير الجانب اآلخر أو الوجو الثانى لفناء أبى يزيد فمما الشؾ فيو أنو كاف مف أصحاب المجاىدة وأنو فى مرحمة ما مف مراحؿ حياتو كاف مف أصحاب ذا الفناء المعتدؿ وأنو ظؿ مدركا لعبوديتو وبأنو مخموؽ وأف الخالؽ مفارؽ وبائف ، وا

و قولو " رفعنى مرة فأقامنى بيف يديو وقاؿ يا أبا يزيد أف خمقى كاف البعض قد أخذ عمييحبوف أف يروؾ ، فقمت زينى بوحدانيتؾ وألبسنى أنانيتؾ إلى أف يقوؿ فتكوف أنت

. عمى أنيا دليؿ عمى تجربة اتحاده بخالقو حاؿ الفناء وىو ()ذاؾ وال أكوف أنا ىناؾ ه عمى ىذا الرأى يقوؿ أستاذنا الدكتور ، فعال فى تأكيد( ) Staceما أستند إليو

( راجع م إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، البدايات ، مكتبة ومطبعة ) . ـ ، ص اإلسراء ، طنطا ، مصر ،

. ( عبدالرحمف بدوى )الدكتور( م شطحات الصوفية ، ص ) ات الصػوفية ، ص ، وراجع أيضا م عبدالرحمف بدوى )الدكتور ( شػطح ( الممع م ص )

. (4) Walter Stace: Mysticism and Philosophy, London, 1969, p. 115.

1021

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

إبراىيـ ياسيف م " إال أننا نقوؿ أف ىذا النص بعيو فيو ما يتضمف وجود الثنائية القائمة بيف الخالؽ والمخموؽ ، ففى قوؿ أبواليزيد ألبسنى وزينى حديث بيف مخاطب

اليزيد يقصد ومخاطب ، والمخاطب ىو أبواليزيد والطمب موجو إلى اهلل ، ولو كاف أبو ألبست نفسى أنانيتى وزينت نفسى بوحدانيتى وفرؽ كبير بيف –أنو متحد باهلل لقاؿ

()العبارتيف "

يقوؿ بعد أف قاـ –ويؤكد وجية نظرنا توبة أبواليزيد عما يوقع فى الشرؾ بالو أنو نودى فى سره أف يا أبا يزيد –بحجتو الثالثة ورأى الكؿ رب البيت ولـ ير البيت

ذا لـ تر العالـ كمو ورأيت نفسؾ إذا لـ تر نفسؾ ورأيت العالـ كمو لما كنت مشركا ، وا . ()كنت مشركا وعندئذ تبت ، وتبت عف رؤية وجودى

وفى ىذا ما يقطع باف أبا يزيد كاف فى وقت مف األوقات قد وقع فى ظنو أف لذاتى فإنو لما أدرؾ وجوده ىو كؿ شىء وأف وجود كؿ شىء قائـ فى وجوده المتعيف ا

ويمكف القوؿ بأف أبا يزيد كاف بصفة عامة مف أصحاب وحدة –خطاه رجع عف قولو بعد أف وصؼ –ال وحدة الوجود ويؤكد ىذه الوجو مف النظر قوؿ أبى يزيد –الشيود

()شجرة األحدية ثـ وصؼ أرضيا وأصميا " فنظرت فعممت أف ذلؾ كمو خدعو "

بجميع مخموقاتو ليس أكثر مف وىـ فى مواجية حقائؽ وىذا يعنى أف الكوف التوحيد وكممة " فنظرت " عنى أف كؿ ما يتحدث عنو ىو مشاىدات يتعرض ليا

. ( راجع م إبراىيـ ياسيف )الدكتور( مدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، البدايات ، ص ) . ، ص ( اليجويرى م كشؼ المحجوب ، ج ) . ( الممع م ص )

8181

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

السالؾ لحظة الفناء ، ومف ىنا يمكف أف يكوف ما ذكره عف حاؿ اتحاد ، أو رفع أو .قولو " سبحانى " ، .. الخ ىى مناجاة أسرار ، ال تحدث إال حاؿ الشيود

ويؤكد الدكتور أبوالوفا التفتازانى " عمى أف نيكمسوف أخطأ فى نسبو القوؿ بوحدة الوجود إلى البسطامى فإف مذىب وحدة الوجود لـ يعرؼ فى التصوؼ

. ()ىػ( اإلسالمى قبؿ ابف عرابى المتوفى )

وفى دراسات بعض المستشرقيف مف أمثاؿ " نيكمسوف " و " ماسينيوف " تـ لحالج عمى أنو مف القائميف بنظرية متكاممة فى حموؿ اهلل فى اإلنساف ، وىو تقديـ ا

مف ىذا المنظور قد نجا بالتصوؼ المتفمسؼ ىذا المنحى ، ومف الممفت لالنتباه أف ذلؾ الحكـ القاطع الذى أصدره " ماسينيوف " عمى " الحالج " بوجود نغمة مسيحية فى

ز قيود البحث العممى المنضبط إلى إصدار عباراتو ومصطمحاتو الصوفية قد تجاو األحكاـ التى ال يوجد عمييا دليؿ عممى .

ويتناقض نيكمسوف مع ماسينيوف عندما ينقؿ األوؿ عف الثانى قولو م ومع ىذا يديف التصوؼ اإلسالمى لمحالج ديف ال يمكف تقديره فإف مذىبو ىذا الذى رفضو

–الفكرة التى أحدثت فيػو انقالبا عظيما المسمموف ىو الذى أدخؿ فى اإلسالـ تمؾ أو مبدأ التغاير فى الوحدة .( )أعنى فكرة الكثرة فى الوحدة المطمقة –يقوؿ

. لغنيمى التفتازانى م المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، ص ( راجع م أبوالوفا ا) ( فى التصوؼ اإلسالمى وتاريخو م نقالم عف كتاب الطواسيف الذى نشره ، ماسينيوف ، ص )

. والحسيف بف منصور الحالج ىو م أبوالمغيث الحسيف بف منصور محمػد البيضػاوى أحػد كبػار ئؿ القرف الرابع اليجرييف وسمى بالحالج أنػو عمػى مػا يػذكر الصوفية فى أواخر القرف الثالث وأوا

ىػػػ بالبيضػػاء فػػى فػػارس وقيػػؿ أنػػو مجوسػػى األصػػؿ ، كػػاف يكتسػػب بحمػػج الصػػوؼ ولػػد سػػنة وقيؿ أنو مف نسؿ الصحابى أبى أيوب ، ونشأ بالعراؽ ، وقد صاحب شيخ التصوؼ فى عصػره

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

وقد اختمفت اآلراء حوؿ الحالج وتباينت تباينا شديدا فبينما رفعو أصحابو رفع إلى عمى مراتب عالية واعتقدوا بعودتو أو رجعتو بعد مقتمو ، وأعتقد البعض أنو

السماء كالمسيح ، ووقؼ آخروف موقفا مغايرا فقد كفره الفقياء فى عصره ، وتوقؼ فى أمره آخروف ، وأنكر عميو بعض أقطاب الصوفية المعتدلوف مف أمثاؿ عمرو بف عثماف المكى ، والجنيد ، وأبويعقوب النيرجورى ، وعمى بف سيؿ األصفيانى ورده

.( )لرحمف السممى أكثر المشايخ كما يقوؿ عبدا

ويذكر الدكتور مصطفى كامؿ الشيبى فى كتابو " الفكر السشيعى والنزعات .( )الصوفية " أف الحالج كاف إسماعيميا أو قرمطيا

ويبدو أف االتيامات الموجية " لمحالج " جاءت مف القراءات المبكرة لكتابو ـ ، وكذلؾ بحثو ف سنة المعروؼ " بالطواسيف " ، والذى نشره لويس ماسينيو

عف الحالج بعنواف " عذاب الحالج الشييد المتصوؼ اإلسالمى " .

وبرغـ ىذه االنتقادات واألقواؿ والنظريات التى ألحقت بالحالج ومذىبو الصوفى فإنو كاف مف دعاة الصمت ، وعدـ البوح باألسرار اإلليية ، كما يذكرىا

. لذلؾ فنحف نشؾ فى نسبة كثير مف األقواؿ لو ، ( )األستاذ الدكتور إبراىيـ ياسيف ، بأف الحالج كاف D'herbelot، ودى ىربموت Mullerويبقى إدعاء مولر

، ووفيات األعيػاف ى الطبقات ، ص كسييؿ التسترى والجنيد . راجع م عبداهلل السممى م ف . ، ص م جػ

. ، ص ( عبداهلل السممى م وفيات األعياف ، جػ )ـ ، ( مصػػطفى كامػػؿ الشػػيبى )الػػدكتور( م الفكػػر الشػػيعى والنزعػػات الصػػوفية ، بغػػداد ، )

. ص ، ( إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م التصوؼ اإلسالمى ، البدايات )

8181

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

لو بادعاء األلوىية يفتقر إلى Reiskeمسيحيا عار مف الحقيقة ، كما أف اتياـ ريسؾ الوجود ، بأنو مف القائميف بوحدة Kermerاألدلة العميقة ، فإذا وصفو قوف كريمر

فإننا قد بينا فى أكثر مف موضع فى دراساتنا السابقة أف مذىب وحدة الوجود المتكامؿ . ()ىػ( لـ يظير إال مع الصوفى المتفمسؼ " محيى الديف بف عربى " المتوفى )

وبالرغـ مف دعوة الحالج إلى الصمت وعدـ البوح باألسرار إلى أنو كما جاء تكمـ بالمتناقضات ، وشاع بيف الناس ما نسب إليو مف فى أخباره أفشى سره ، و

. ()ما فى الجبة إال اهلل ()االعتقاد باأللوىية كما قدمنا لقولو أنا الحؽ

وقاؿ أيضا م

أنػػػػػػػػا مػػػػػػػػػف أىػػػػػػػػوى ومػػػػػػػػػف أىػػػػػػػػوى أنػػػػػػػػػا فػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػإذا أبصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرتنى أبصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرتو

نحػػػػػػػػػػػػػػػػف روحػػػػػػػػػػػػػػػػاف حممنػػػػػػػػػػػػػػػػا بػػػػػػػػػػػػػػػػدنا ذا أبصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرتو أبصػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػرتنا وا

وقولو م

ف القمػػػػػػػب والشػػػػػػػغاؼ تجػػػػػػػرىأنػػػػػػػت بػػػػػػػي وتحػػػػػػػػػػػػؿ الضػػػػػػػػػػػػمير جػػػػػػػػػػػػوؼ فػػػػػػػػػػػػؤادى

مثػػػػػػػؿ جػػػػػػػرى الػػػػػػػدموع فػػػػػػػى أجفػػػػػػػانى ()كحمػػػػػػػػػوؿ األرواح فػػػػػػػػػى األبػػػػػػػػػداف

. ( راجع م أبوالوفا الغنيمى التفتازانى م المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، ص )راجع م صدر الديف القونوى م كتاب النصوص فى تحقيؽ الطػور المخصػوص ، تحقيػؽ ودراسػة -

. – وتعميؽ م د. إبراىيـ ياسيف ، المقدمة ، ص . ص ، ( عبداهلل السممى م وفيات األعياف ، جػ ) . ( الطوسى م الممع ، ص )

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

وربما كاف اتياـ " ريسؾ " لمحالج بأنو مسيحى راجع إلى قولتو المشيورة التى مقاء بيف قاؿ فييا بحموؿ الالىوت فى الناسوت أو حموؿ األلوىية فى البشرية ، أو ال

النظاميف اإلليى والطبيعى .

الج :ــول الحــيق

سػػػػػػػػػػػػػبحاف مػػػػػػػػػػػػػف أظيرتػػػػػػػػػػػػػو ناسػػػػػػػػػػػػػوتو ثػػػػػػػػػػػػػػػـ بػػػػػػػػػػػػػػػدا فػػػػػػػػػػػػػػػى خمقػػػػػػػػػػػػػػػو ظػػػػػػػػػػػػػػػاىرا حتػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػى لقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػد عاينػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو خمقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو

سرسػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػنا الىوتػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػو الثاقػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػب فػػػػػػػػػػػػػػى صػػػػػػػػػػػػػػورة اآلكػػػػػػػػػػػػػػؿ الشػػػػػػػػػػػػػػارب

()بمحظػػػػػػػػػػػػػو الحاجػػػػػػػػػػػػػب بالحاجػػػػػػػػػػػػػب

ية عند الحالج بما إال أنو يمكف الرد عمى " ريسؾ " ونفى القوؿ بنزعة األلوى إذ ينفى نفيا قاطعا امتزاج األلوىية فى البشرية . –قاؿ ىو نفسو

ومف ظف أف األلوىية تمتزج بالبشرية أو أف البشرية تمتزج باأللوىية -يقوؿ م فإف اهلل تفرد بذاتو وصفاتو عف ذوات الخمؽ وال يشبييـ بوجو مف الوجوه –فقد كفر

. ()وال يشبيونو

. ( عبداهلل السممى م الطبقات ، ص ). انظػػػر أيضػػػا م عبػػػدالحفيظ بػػػف ( ابػػػف الجػػػوزى م تمبػػػيس إبمػػػيس ، القػػػاىرة ، د .ت ، ص )

. ىاشـ مدنى فى كتابو م أخبار الحالج م ص وفػػػا التفتػػػازانى م فػػػى كتابػػػو المػػػدخؿ إلػػػى كػػػذلؾ راجػػػع التحميػػػؿ الػػػذى قدمػػػو األسػػػتاذ الػػػدكتور أبوال -

، وكذلؾ راجع م المدخؿ إلى التصوؼ م البدايات فيما ، التصوؼ اإلسالمى ، ص أثبتو الدكتور إبراىيـ ياسيف .

. ، نفػػى القػػوؿ بػػاالمتزاج أو ( عبػػدالحفيظ بػػف ىاشػػـ مػػدنى فػػى كتابػػو م أخبػػار الحػػالج م ص ) . اف الحالج ، ص الحموؿ أو االتحاد عمى لس

8183

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

ت الدكتور " أبوالوفا التفتازانى " ىذا التناقض نقال عف " ثولؾ " فيو يراه ويثب " أغمب يقوؿم –مرة مف دعاة الحموؿ ومرة أخرى ينفى عنو القوؿ بالحموؿ واالمتزاج

الظف أف الحموؿ عند الحالج كاف مجازيا وليس حقيقيا ويؤيد ذلؾ عبارة نقميا قاؿ الحالج " ما انفصمت البشرية عنو وال عبدالرحمف السممى فى طبقاتو يقوؿ م

. لكننا نرى أف الحالج كاف قد نفى نفيا مطمقا امتزاج األلوىية ( )اتصمت بو " بالبشرية فيما ال تناقص بيف االتصاؿ واالنفصاؿ .

ويبدو لنا أف " الحالج " كاف مف الغارقيف فى الوجد وفى حاؿ وجده كاف يفنى فييا فناء معنويا ال حقيقيا ألنو نفى نفيا مطمقا القوؿ يطير بخيالو إلى األلوىية و

باالتصاؿ الحقيقى ، كما قدمنا بؿ وأصر عمى الفصؿ بيف األلوىية والبشرية فى مشكاة األنوار مشكاة األنوار عف الحالج " العارفوف بعد العروج إلى سماء الحقيقة

. ()الحؽ " اتفقوا عمى أنيـ لـ يروا فى الوجود إال الواحد

ونحف نفيـ مف ىذا أف الحالج الواجد مف أصحاب األذواؽ واألحواؿ النفسية ، فيو حاؿ الغيبة يرى الحقيقة الوجودية واحدة حاؿ الشعور النفسى بالحضور مع اهلل ، وفى حاؿ اليقظة يعود إلى الشعور ببشريتو واإلحساس بالكثرة المشاىدة فى الكوف ،

الذى يقع فيو السالؾ لحظة عروج وجدانو إلى سماء الحقيقة وىو يفسر ىذا السكروىو السكر الذى يقير سمطاف العقؿ فينطؽ الصوفى وىو فى حاؿ غيبة عف النفس فيأتى كالمو طائشا شاطحا فإذا خؼ عف الصوفية سكرىـ ردوا إلى سمطاف العقؿ

.( راجع م أبوالوفا الغنيمى التفتازانى )الدكتور( م المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، ص ) . – ـ ، ص ( أبوحامد الغزالى م مشكاة األنوار ، القاىرة ، )

1013

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

نو كاف واجدا وفى ىذه الحالة يدرؾ الصوفى أ( )الذى ىو ميزاف اهلل فى أرضو ومبيوتا وأف ما بداخمو مف شعور بالحموؿ أو االتحاد باأللوىية لـ يكف إال وىـ وشعور نفسى دافؽ مصاحب لنوع مف الذىوؿ النفسى ، مما يجعؿ الحالج مف أوائؿ المحمقيف

فى أجواء التصوؼ بشكمو النفسى والميتافيزيقى .

ر وقد تنبأ بما سيصير إليو ولد واجو الحالج مصيره بشجاعة منقطعة النظي حالو بعد أشيع عنو ما نسب إليو مف القوؿ بالحموؿ وادعاء األلوىية ، وانتمائو إلى الزنادقة ، وحينما صمب قاؿ مخاطبا ربو " ىؤالء عبادؾ قد اجتمعوا لقتمى تعصبا

()لدينؾ وتقربا إليؾ فأغفر ليـ فإنؾ لو كشفت ليـ ما كشفت لى لما فعموا ما فعموا

والواقع أف الذيف قتموا الحالج قد مثموا بجثتو عمى الطريقة البوذية ، فقد صمبوه ، ثـ قطعوا أطرافو مف خالؼ ، ثـ دقوا عنقو ، ثـ أحرقوه وألقوا رماده فى نير دجمة ، وىكذا فإف قاتميو قد تجاىموا ما أمر بو اهلل فى القرآف الكريـ فى معرض إقامة الحدود

د طبقوا كؿ أنواع الحدود عميو دفعة واحدة وأضافوا إلى ذلؾ ما يفعمو والقصاص ، فقالينود بمواتيـ عندما يتخمصوف مف جثثيـ حرقا ويمقوف بترابيا فى األنيار المقدسة

فأيف اإلسالـ مما فعموا .

مى التفتػازانى م . راجع أيضا م أبوالوفا الغني – ( أبوحامد الغزالى م مشكاة األنوار ، ص ) . المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، ص

( فػػػى التصػػػوؼ اإلسػػػالمى وتاريخػػػو م مجموعػػػة المحاضػػػرات التػػػى ترجميػػػا م د. عفيفػػػى ، بيػػػذا ) . العنواف ، ص

راجع فى ذلؾ م كتاب الدكتور إبػراىيـ ياسػيف م حػاؿ الفنػاء فػى التصػوؼ الػذى وصػؼ فيػو كيػؼ - ، جاعة فائقة فى الفصؿ الذى خصصو لمجانب النفسػى ، ص واجو الحالج مصيره بش

.

8181

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

ومف المعروؼ تاريخيا أف السمطات فى عصره اتيمتو بأنو كاف يتآمر عمى . ()الدولة

. ()ف يدعو سرا إلى مذىب القرامطة وكانوا خصوـ الخالفة وأنو كا

يقوؿ الدكتور التفتازانى ، وأغمب الظف أف السمطات خشيت منو ألنو كاف يتمتع بشعبية ضخمة إذ إلتؼ حولو الكثيروف ممف اعتقدوا واليتو وكرامتو ، وىو

. ()األرجح عندنا

الفناء قرين البقاء :

هلل البد وأف تكوف فى البقاء باهلل ، فإذا كاف الفناء ىو إف غاية الفناء فى ا تالشى الصوفى عف وجوده الحسى ، فإنو قػد يعبر عػف جانب مػف جػوانب " الثرڤانا "

التى تعنى زواؿ اإلحساس بالشخصية .

ذا كاف الفناء ذىاب فى ذىاب ، وتالشى فى محيط الكوف وغفمة عما يجرى وا قاء صحو بعد سكر ، وحضور بغد غيبة ، وتأمؿ وتركيز بعد مف أحواؿ الخمؽ فإف الب ذىوؿ وسحؽ لمذات .

الفناء رحمة يقطعيا السالؾ عمى اهلل والبقاء رحمة فى اهلل وباهلل ، يقوؿ عبدالرحمف الجامى م " وتحقيؽ ذلؾ أف كؿ مف يفتح ىذا الباب فى الحقيقة عف طريؽ

. ، ( إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م حاؿ الفناء فى التصوؼ اإلسالمى ، ص )( فػػػى التصػػػوؼ اإلسػػػالمى وتاريخػػػو م مجموعػػػة المحاضػػػرات التػػػى ترجميػػػا م د. عفيفػػػى ، بيػػػذا )

. العنواف ، ص . ، )الدكتور(م المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، ص ( أبوالوفا التفتازانى )

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

ا عف وجود نفسو متخميا عف ذاتو وصفاتو السموؾ أو الجذبة أف يجمس فى الخموة غائب . () ، يرى نفسو فى مرآة حبيبو وحبيبو فى مرآة نفسو "

نقطاع عف الطمب لفنائو فى والفناء عند النفرى " وقفو وواقؼ ، رؤية ورآئى وا المطموب " . والوقفو نورية تزيؿ الخواطر المظممة عف " الغيرية " كما يطمس النور

ـ الظواىر عف الموجودات جميعا إلى قيـ الحقائؽ عنيا . والواقؼ الظالـ ، وترد قييتجاوز حدود المكاف والزماف فإذا ما وصفنا الواقؼ قمنا أنو دخؿ كؿ بيت فما وسعو

. ()"اف مأواه عندى فأنا قراره وموقفووشرب مف كؿ بئر فما ارتوى ، ثـ ك

ذا ذىبت الوقفو مف عقمو أضحى نورا والواقؼ ال يدع وراءه وارثا غير اهلل ، وا فثناؤه عمى اهلل ثناء مف اهلل نفسو ، ومعرفتو ىى عيف معرفة اهلل الذى يرى ()" كمو "

. ()نفسو واحدا كما كاف مف قبؿ "

، Essentialistionوىذه الوقفة كما يصفيا نيكمسوف "ىى نوع مف التجوىر إف " Transmutation " أو التحوؿ " Substitution"أو بمعنى آخر التبدؿ

ـ ، جػػ ( قاسـ غنى م تػاريخ التصػوؼ فػى اإلسػالـ ، ترجمػة م صػادؽ نشػأت ، القػاىرة ، ) . ، ص

. راجع م إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م حاؿ الفناء فى التصوؼ اإلسالمى ، ص -(1) Nicholson: The Mystics of Islam, pp. 148 – 168.

. ( محمد عبداهلل النفرى م المواقؼ والمخاطبات ، ص ) . ( المصدر السابؽ ، ص )

- Nicholson: The Mystics of Islam, p. 156 – 157.

8181

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

الوقفو منيره تطرد ظالـ األفكار السوداء ، تماما كما يطرد النور الظالـ ، إنيا تغير . ()الظواىر القيمية لكؿ األشياء الموجوده إلى قيميا األزلية الخالدة "

فى الوقفات ال يبقى شىء إال اهلل ، وعندما تختفى الوقفات الظاىرية مف وعى تحوؿ إلى نور ، وىكذا يفنى العارؼ فى معروفو وتصبح معرفتو معرفة إليية الواقؼ ي

.

والبقاء أكمؿ مف الفناء كما يقوؿ ابف عطا اهلل السكندرى مف حيث أف السالؾ نما يحس فيو السالؾ بنفسو ال يغيب فيو عف إحساسو بنفسو وبالعالـ الخارجى ، وا

. ()قت " وبالعالـ الخارجى وبحضوره مف اهلل فى كؿ و

" الفناء عالمة اإلنساف الكامؿ فى رحمتو إلى اهلل مف الكثرة إلى الوحدة عمى أف يكوف كؿ ىذا فى اهلل وباهلل ثـ ىو بقاء وعوده مف الفناء إلى عالـ الظواىر حيث

. () تتجمى الوحدة فى الكثرة "

الحب اإللهى طريق الفناء واالستنارة :

بيف المحبة والفناء فالمحب إلى الحبيب مسافر وذاىب الحظنا العالقة الوثيقة فى حبو إلى مرحمة الجذب والتالشى . لقد أطمقت رابعة صيحة الحب فى قوليا " أحبؾ حبيف " فراحت تفرؽ بيف حب اليوى والحب الخالص لوجو اهلل فجمعت بيف

نما جعمت مف ىواىا ذكرا دائما نقيضيف ألنيا لـ تتحدث عف حب اليوى المذموـ وا

ـ ، ( أبوالوفا الغنيمى التفتازانى )الدكتور( م ابف عطاء اهلل السكندرى وتصوفو ، القػاىرة ، ) . ، ص

() Ibid., p. 168.

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

واستغرقا كامال فى اهلل ، أفناىا الحب عف العالـ ثـ عف الذات ثـ لـ يبؽ ليا إال اهلل خالصا ، وأفنت نفسيا فى العبادة . فيامت حبا وا

وقد سرت ىذه الحالة فى التصوؼ منذ تمؾ الصحية فجاء مف بعدىا رىط مف ء الوصوؿ إلػى " اهلل " الصوفية الذيف أشيدوا الفاعؿ عمى أف الحب طريؽ ال يخطى

لو أنو حب ينشد المحبوب بعد أف يعبر عمى " وقفو " كما أسماىا النفرى فييا يصبح . ()" ئر فال يرويوالواقؼ كونا واسعا يدخؿ كؿ مكاف فال يحويو ويشرب مف كؿ ب

كما جاء فى كتابات نيكمسوف وكما قدمنا .

اء متواترة المعانى كما عبر لذلؾ لـ يكف مستغربا أف تأتى مصطمحات الفن عنيا نيكمسوف ، ووليـ جيمس وأندرىؿ وغيرىـ مف الباحثيف فى ىذا المجاؿ .

كما قدمنا ، وىو ذىاب Nirvanaفيو عندىـ شكال مف أشكاؿ الثرڤانا فى المطمؽ ، وىو حالة مف الوعى الصوفى الحاد أو Passing Awayوتالشى . () " Exteremestate of Mystical Consciousness "العميؽ

وىو عبور مف بحر الفناء إلى ساحؿ البقاء ليحقؽ الصوفى وجوده الحقيقى فى اهلل ، ويصؿ األمر عند نيكمسوف مثال إلى وصؼ المحظة التى يفنى فييا الصوفى باعتبارىا موت مف أجؿ الحياة فى اهلل وباهلل ، وانيا لحظة يستيمؾ فييا السالؾ وجوده

اىرى ليبقى بوجوده الحقيقى ، وىى لحظة يتحقؽ فييا السالؾ باالتحاد مع الحياة الظالمقدسة . إنيا نوع مف التأليو ، أو التجوىر " بمعنى أف يكتسب الجوىر البشرى

يعنى تبدؿ الحاؿ "Substitution"أو التبدؿ "Essentialistion"الصفات اإلليية

(3) R.A. Nicholson: The Mystics of Islam, p. 148, 151.

(1) R.A. Nicholson. Op. Cit., p. 149.

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

ستغرؽ بالكامؿ فى اهلل بعد تبدؿ صفاتو ثـ الذى كاف عميو السالؾ حاؿ بشريتو لي ليتحوؿ مف عالـ الخمؽ إلى عالـ الخالؽ ويترؾ دنياه إلى آخرتو

"Transmutation" () .

إف السالؾ فى ىذه المحظة قد استيمكو الحؽ بنوره الكاشؼ لظالـ البشرية غيبة عف وجعؿ منو وجدانا عامرا بذكر اهلل يردد فى نفسو وفى حاؿ مف الدىش وال

الذات الحؽ حؽ والخمؽ خمؽ وال خمؽ إال بالحؽ ولمحؽ فيو خمؽ وحؽ فإذا صاح الحالج " أنا الحؽ " فالشؾ أنو يعنى أف الحؽ قد صنعو مف أجمو فأحسف صنعو

ـ وما تعمموف تصديقا لقولو جؿ شأنو م صنع المو الذي أتقف كؿ () والمو خمقك .( ) شيء

نما مف ىنا ربما كانت صرختو " أنا الحؽ " تعنى أف ليس ىو قائميا ، وا –القائؿ ىو الحؽ عمى لسانو ، أما دليمو عمى صحة دعواه فيو كالـ اهلل إلى موسى

فمما أتاىا نودي مف شاطئ بمساف الشجرة وذلؾ فى قولو تعالى م -عميو السالـ نا المو رب العالميف ي األيمف في البقعة المباركة مف الشجرة أف يا موسى إني أ الواد

( ).

بمساف ىذه الشجرة وبيذا رد الحالج –عميو السالـ -لقد تكمـ إلى موسى ؿ حقيقة المذىب قولو " أنا الحؽ " إلى مسممو بدييية أرتضى أكثر الصوفية أنيا تمث

(2) Ibid., p . See Too: James: The Varieties of Religious Experience, pp.

366, 413.

( .( سورة الصفات م اآلية ))

( .نمؿ م اآلية )( سورة ال)

( .( سورة القصص م اآلية ))

1001

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

الحالجى الصحيح وبمقتضاىا يكوف قد نطؽ بيذا الكالـ تحت تأثير شيوده أو نشوة الشيود كما يذكر " محمد بف الطيب " وىو يحسب أنو تماىى مع الذات اإلليية ، والحؽ أنو لـ يتصؿ بغير صفة مف صفاتيا . وىذا ىو ما عبر عنو الحالج فى

. وىو يعجب مف أف الناس سمعوا ()مؾ الشجرة " الطواسيف بقولو " ومثمى مثؿ تويقولوف قاؿ اهلل كذا وال ينسبونو إني أنا المو رب العالميف كالـ اهلل مف الشجرة

إلى الشجرة ، وأنيـ يسمعوف مف ابف منصور " الحالج " أنا الحؽ . ويقولوف قاؿ ابف لساف الحالج .منصور لو يقولوف إف اهلل قاؿ كذا عمى

أوال : العالقة بين الحب اإللهى والفناء :

أنو ال يمكف كما ذكرنا الوصوؿ إلى حاؿ الفناء إال بالحب فالحب ىو الركيزة األساسية أو البنية التحتية لموصوؿ إلى حاؿ الفناء ولكف كيؼ نصؿ إلى ىذا الحب

ع اف يصؿ إليو اإلنساف إال ف ىؿ ىو اختيارى لمبشر أـ ىو منحة ربانية ؟ وال يستطي مف خالؿ بركات ربانية ، فكيؼ نحصؿ عميو ؟

يقوؿ نيكمسوف فى كتاب صوفية اإلسالـ أف حب الصوفية فى اإلسالـ ىو ذىاب إلى اهلل وىو منحة ربانية ولو اف الخمؽ جميعا أرادوا أف يحصموف عميو لـ

. ()يستطيعوا

( محمػػد بػػف الطيػػب م فكػػرة الحػػؽ والفنػػاء عنػػد المتصػػوفة ، مقػػاؿ منشػػور بمجمػػة التفػػاىـ الصػػادرة ) إلػى ـ ، ص ، عف وزارة األوقاؼ والشئوف الدينية ؼ سمطنة عماف ، العػدد

. ـ راجع م أبوالعال عفيفى م التصوؼ الثورة الروحية فى اإلسالـ ، دار المعػارؼ ، القػاىرة، -

. ، ص

(1) R.A. Nicholson: The Mystics if Islam, p. 112.

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

أف محبة اهلل شىء ال يكتسب ويذكر نيكمسوف عمى لساف معروؼ الكرخى نما ىو منحة ربانية . ()بالتعميـ وا

ويقوؿ ابف الفارض فى أنو حاؿ قدمية روحو وىى فى عالـ األمر وقيؿ أف تيبط إلى ىذا العالـ السفمى ، فمـ يبؽ فى ىذه الحياة الدنيا عمى ما كاف عميو مف

حاؿ الفناء وبذلؾ تكوف صفاء ونقاء ، لذلؾ فالحب ىو بداية الطريؽ الصاعد إلى العالقة وثيقة بيف الحب والفناء .

والحب إذف ىو الطريؽ الصاعد مف اإلنساف إلى اهلل يقابمو طريؽ مف اهلل إلى اإلنساف ومحبة اهلل جيد مف العبد لكنو ال يكتسب بالمجيود ، وبواسطة الفناء يصؿ

عبير نيكمسوف وىو يقرر الصوفى إلى الحقيقة وىناؾ يتحقؽ إتحاده بالحؽ عمى حد تأف الصوفى فى حاؿ الجذب والفناء واصؿ إلى مقاـ الوالية بحيث لـ يعد فى حاجة ف لمداللة عمى واليتو بعد ذلؾ . لذلؾ ال يجب الحكـ عمى الصوفية بظاىر الحاؿ ، وا عمميـ بالغي قد يحمميـ عمى فعؿ ما يخالؼ ظاىر الشرع أو األدب كما ورد فى

مع الخضر . قصة سيدنا موسى

والحب ىو حالو مف الذكر الدائـ والحوار المستمر بيف المحب والمحبوب وىو قطع ووصؿ أى " فناء ومعرفة " وىى أيضا انقطاع لعبادة الخالؽ وقطيعة عف الخمؽ ، ونحف قد نبيف أف مف خواص ىذه القطيعة الزىد فيما سوى اهلل ، واليأس مف كؿ

طع الطريؽ إلى المحبوب وذلؾ ال يتأتى إال بالفكاؾ شىء عدا إصرار المحب عمى قمف قيود البشرية والتجرد مف العالئؽ الدنيوية وعمى ىذا فمف الطبيعى أف تكوف

. ( أبوالعال عفيفى م فى التصوؼ اإلسالمى وتاريخو م ص )

1001

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

المحبة أوؿ أودية الفناء باعتبارىا نوع مف االتصاؿ المباشر بيف المحب والمحبوب . ()المدينية ولحظة االتصاؿ مف المحظة التى يتـ لمسالؾ فييا تحصيؿ المعارؼ

ويقوؿ نيكمسوف " ومقاـ العشؽ أقصى مقامات الزىد والغيبة عف الحس واالتصاؿ بالعالـ الروحانى فإذا وصؿ اإلنساف إلى ىذا الحد مف الغيبة عف نفسو

. ()أطمع عمى أسرار الغيوب وأخبر بيا معاينة ال عمى سبيؿ الحدس

نو يتحرؾ فى أطوار عديدة فى وبذلؾ لكى يصؿ الصوفى إلى مرحمة الفناء فإ الحب لكى يصؿ إليو وبذلؾ تظير لنا العالقة بيف الحب اإلليى والفناء فيى عالقة تكاممية فالبد مف اكتماؿ الحالة الصوفية فيى كالصورة التى يرسميا فناف . فيى فكرة بداخمو ولكف لـ يفعميا فإذا أخرجيا مف ذىنو عمى الموحة أصبح ليا فعؿ ومعنى

عى وبذلؾ يكوف قد وصؿ إلى اليدؼ المرجو منيا .واق

ولما كاف مف طبيعة الحب اإلليى أف يكوف مصاحبا لمفناء فى المحبوب دوف أف تبقى لممحب رغبة أو عالقة مع النفس أو مع المخموقات فإنو يذىب فى حب اهلل

بالشوؽ الحار ذىابا ، وينجذب إليو جذبا ومف ثـ تموت فيو النفس موتا عذبا محترقة إلى االتحاد بو ، ولو أنو فى القمب فيظؿ فى شوؽ إليو كما لو كاف غائبا ، وىذا الشوؽ الحار المشبوب ىو فضؿ وىبة مف اهلل يوقع فى النفس العاشقة مفارقات مربكة

. ()تعبر عف شوقو إلى الموت ابتغاء أف يجد فى المحب حياتو التى ىى المحبوب

الحب اإللهى :ثانيا : مراتب

. ( إبراىيـ إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م حاؿ الفناء فى التصوؼ اإلسالمى ، ص )

. ( المرجع السابؽ ، ص )

. ( إبراىيـ إبراىيـ ياسيف)الدكتور( م حاؿ الفناء فى التصوؼ اإلسالمى ، ص )

8113

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

إف الحب اإلليى لو مراتب عديدة وأطوار لموصوؿ لمحقيقة فإف المتأمؿ فى الحياة الروحية ليؤالء القوـ أنيا كانت مطبوعة ويعتقد فالسفة الصوفية مف أمثاؿ ابف عربى وصدر الديف القونوى وسعيد الديف الفرغانى أف غاية مرمى ىذا النوع مف

ستجالء وما يتعمؽ بيذا وما يترتب عميو مف ظيور وتفصيؿ المحبة كماؿ الجالء واالواألسماء والصفات اإلليية والكونية الوجودية والعممية فى جميع المراتب والعوالـ الحقية والخمقية لـ يخؿ شىء مف أثر ىذه المحبة والعشؽ والطمب والشوؽ وىى تظير

م " وىى أعنى المحبة فى كؿ شىء بحسب الصفة الغالبة عميو كما يقوؿ الفرغانى عمى اختالؼ أسمائيا ونسبيا ونعوتيا وأحكاميا أى بأى اسـ مف أسمائيا ونسب مف

. ()نسبيا

وسئؿ ابف عطاء اهلل عف الشوؽ ىؿ ىو أعمى أـ المحبة ؟ فقاؿ م " المحبة ألف الشوؽ منيا يتولد ، وقاؿ بعضيـ الشوؽ لييب بيف ثناء الحشى يسنح عف الفرقة

ذا كاف الغالب عمى األسرار مشاىدة المحبوب لـ يطرقيا فإذا وق ع المقاء طفىء وا . ()الشوؽ وقاؿ لبعضيـ " ىؿ تشتاؽ " ؟ قاؿ ال إنما الشوؽ إلى غائب ال حاضر

يعنى الحضور ىنا هلل فيو الحاضر دائما والحاضر فى كؿ حاؿ والحضور لقاء دائـ فكيؼ يشتاؽ مف يمتقى بالمحبوب عمى الدواـ .

.لبدايات ، ص ( إبراىيـ إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م مدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، ا)

. ( القشيرى م الرسالة القشرية ، ص )

1003

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

وعجمت إليؾ ويقوؿ القشيرى سمعت األستاذ أبا عمى فى قولو عز وجؿ م . معناه شوقا إليؾ فستره بمفظ " الرضا " وقاؿ مف عالمات الشوؽ () رب لترضى

. ()تمنى الموت عمى بساط العوافى

ف ربعة العدوية فى حبيا كانت زاىدة عابدة خائفة حزينة باكية غ ير أنيا وا زادت عمى ىذا كمو عامال جديدا وىو الحب حب اهلل لما يخصيا بو مف نعمة وآالئو وحبو لذاتو وىذا ىو الحب الذى يتخذ فيو مف اهلل موضوعا يشتاؽ إليو اإلنساف ويقبؿ

جالء لطمعتو .()عميو ال خوفا مف ناره وال طمعا فى جنتو بؿ ابتغاء لوجيو وا

ب التصوؼ وطبقات الصوفية ألفيناىا حافمة بكثير مف ونحف إذا تصفحنا كت نفحات ىذا الحب اإلليى الذى فاضت بو نفس رابعة العدوية ، فممؾ عمييا عواطفيا وجعميا ال تتغنى إال بو وال ترد كؿ شىء إال إليو ، فمف ذلؾ أبياتيا التى تخاطب فييا

ربيا وتقوؿ م

أحبػػػػػػػػػػػػػػػػػؾ حبػػػػػػػػػػػػػػػػػيف حػػػػػػػػػػػػػػػػػب اليػػػػػػػػػػػػػػػػػوى فأمػػػػػػػػػػػػا الػػػػػػػػػػػػذي ىػػػػػػػػػػػػو حػػػػػػػػػػػػب اليػػػػػػػػػػػػوى

وحبػػػػػػػػػػػػػػػػػػا ألنػػػػػػػػػػػػػػػػػػؾ أىػػػػػػػػػػػػػػػػػػؿ لػػػػػػػػػػػػػػػػػػذاكا

()فشػػػػػػػػغمي بػػػػػػػػذكرؾ عمػػػػػػػػف سػػػػػػػػواكا

( .( سورة طو م اآلية ))

. ( القشيرى م الرسالة القسيرية ، ص )

( محمػػػد مصػػػطفى حممػػػى م الحيػػػاة الروحيػػػة فػػػى اإلسػػػالـ ، الييئػػػة المصػػػرية العامػػػة ، القػػػاىرة ، ) . ـ ، ص

. حياة الروحية فى اإلسالـ ، ص ( محمد مصطفى حممى م ال)

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

وليس مف شؾ أف أعمى الحبيف ىو حب اهلل لذاتو حبا مجردا عف اليوى ، منزىا عف الغرض إال أف يكوف ىذا الغرض ىو مشاىدة ومعاينة جمالو األزلى ،

و الذى كانت تؤثره رابعة العدوية وليس مف شؾ أيضا أف ىذا النوع الثانى مف الحب ى، وتأخذ نفسيا بو كما يدؿ عمى ذلؾ قوليا فى إحدى مناجاتيا " إليى إذا كنت أعبدؾ ذا كنت أعبدؾ خوفا فى جنتؾ فأحرقنى بيا ، أما رغبة فى الجنة فاحرمنى منيا ، وا

. ()إذا كنت أعبدؾ مف أجؿ محبتؾ فال تحرمنى يا إليى مف جمالؾ األزلى "

والواقع أف الصوفى المحب والمتجو إلى محبوبو ال يرى انقساـ الحقيقة فالداخؿ والخارج أو الباطف والظاىر يمثالف ناحيتيف مختمفتيف لمحقيقة الواحدة العظيمة

. ()، إف المحب ىو فى صعود دائـ ناحية األنا الكمية حيث العودة إلػى المنبع

بطريقة جديدة لإلحساس والفعؿ كما واألنا فى الحب ىى أنا جديدة تتمتع يتمخض نموىا عف تسامى الشخصية كما تؤدى ىذه العالقات الجديدة مع األنا المطمقة إلى تالشى الذات والواقع إف اإلنساف العادى ال يعرؼ عف ذاتو إال القميؿ أو عف الذات الخاصة ، ثـ ىو فى نفس الوقت ال يعرؼ شىء مطمقا عف اإللوىية، فإف

ى ما يمكف أف يحصؿ عميو مف عرفاف ليس إال التصدى الناتج عف الشوؽ أقص .( )الجامح لالتحاد باهلل

. ( المرجع السابؽ م ص ) . ( إبراىيـ إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م تسامى األنا والحب اإلليى ، ص )( إبػػراىيـ إبػػراىيـ ياسػػيف )الػػدكتور( م تسػػامى األنػػا والحػػب اإلليػػى ، لحػػث ضػػمف كتابػػو التصػػوؼ )

. البدايات ، ص

1001

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

وىناؾ درجات مختمفة لمحب عندما يصؿ المؤمف إلى أحداىا ينتقؿ إلى األخرى ، ىذه الدرجات وىى كاآلتى م

م تعمؽ القمب نحوه دوف السيطرة عمى زمامو . أولا

قمب إلى محبوبو والسعى وراء طمبو والتمتع بذكره أو مشاىدتو .م إقباؿ ال ثانياا

م اندفاع القمب نحوه مف دوف السيطرة عمى زمامو . ثالثاا

م مالزمة الحب لمقمب دوف مفارقتو )ويطمؽ عيو بالغراـ( . رابعاا

م الوداد وىو صفو المحبة .خامساا

قد شغفيا إمراة العزيز م م وصوؿ الحب إلى شغاؼ القمب كقوؿ اهلل عفسادساا وىى ثالث مراحؿ م حبا

يستولى الحب عمى القمب . -

يصؿ الحب إلى داخؿ القمب . -

يصؿ إلى غشاء القمب . -

م العشؽ وىو حب مفرط يخاؼ عمى صاحبو . سابعاا

م التتيـ وىو التقيد والتذلؿ . ثامناا

م العبودية لمحبوبو . تاسعاا

ة ىى المحبة التى تخممت روح المحب وقمبو ولـ يصؿ إلييا أحد إال الخم ويتعمؽ القمب بمحبوبو –صمى اهلل عميو وسمـ –ورسوؿ اهلل –عميو السالـ –إبراىيـ

8111

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

تعمقا ال حدود لو بحيث ينسى المحب صفاتو فى ذكر محاسف محبوبو حتى يتسولى .( )المحبوب عمى قمب المحبوب

ف الناس ويخمو هلل عز وجؿ وتراه دائـ التفكير صامتا ال والمحب يبتعد ع يسمع إذا دعاه أحد ال يكوف مع محدثو وليذا ال يفيـ مف يكممو وال يحزف إذا أصيب ببالء وال ينازع أحد فى متاع الدنيا مف منصب أو جاه أو غير ذلؾ مف زخرؼ الحياة

( ).

يصؿ التوجو إلى غايتو إال إذا كاف م " أنو ال ( )ويقوؿ الدكتور إبراىيـ ياسيف صادؽ التوجو مستقيـ الروح واألخالؽ وفى الطريؽ إلى اهلل أو الحؽ البد أف يمر بمجموعة مف المراتب والدرجات لكى يصؿ إلى مقاـ االتحاد وبذلؾ يكوف وصؿ إلى أعمى درجات الكماؿ وىو االتحاد مع الحؽ " . يقصد التحمى بصفات الحؽ بعد

ف صفات الخمؽ .التخمى ع

موقؼ سفر السالكيف " أوقفنى الحؽ عمى ( )ويذكر الدكتور عبدالرحمف بدوى نياية سفر السالكيف وقاؿ ىذا مقاـ الوالية وىو انتياء سفر السالكيف إلى وأوؿ السموؾ الخالص مف القيود وىو غزالة العيف الظاىر ، وقاؿ لى السموؾ عبارة عف التحوؿ فى

ـ بدالغنى قاسـ م المذاىب الصػوفية ومدارسػيا ، مكتبػة مػدبولى ، القػاىرة ، ( عبدالحكيـ ع) . ، ص

. ( المرجع السابؽ م ص )( إبػػػػراىيـ ياسػػػػيف )الػػػػدكتور( م النصػػػػوص فػػػػى تحقيػػػػؽ الطػػػػور المخصػػػػوص ، منشػػػػأة المعػػػػارؼ ، )

. ـ ، ص اإلسكندرية ، ف الكامؿ فى اإلنساف ، وكالة المطبوعات ، بيػروت ، لبنػاف ( عبدالرحمف بدوى )الدكتور( م اإلنسا)

. ، ، د . ت ، ص

1001

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

رجات الشيودية والمنازؿ الوجودية والحضور فى المراتب الغيبية المقامات والد ." والدرجات الكشفية ولو بصورة العمـ

ثـ كشؼ لى عف قياـ حقائؽ األعياف الثابتة فرأيتيا قائمة فى المواجيد كقياـ اروح فى البدف ، ثـ كشؼ لى عف سر البرزخ القائـ بيف الجوىر المطيؼ الروحانى

سمانى فرأيتو معنى ثالث وبرزخا جامعا ف ثـ كشؼ لى عف األشياء فى والكثيؼ الج .( )النور الوجودى منو ناشىء

ويذكر الدكتور عبدالرحمف بدوى عف سفر السالؾ " وىناؾ رأيتنى جامعا فأقمت وال زماف ثـ كشؼ لى عف صورة القمب فى حضرة اإلنساف فمما أحضرنى بو

وجو الواحد ، فشاىدتو ثـ رفعت الرؤية وتوحد المعنى بعد رفعت حجب األكواف وبرز الرفع األضداد الذاتية ثـ كشؼ لى عف أسرار تنزؿ الروح األميف عمى القمب المكيف

{{ ارجعي إلى ربؾ راضية مرضية}يا أيتيا النفس المطمئنة} .( )ومرقوـ ( ).

مراتب المحبة كاآلتى م( )القيـ الجوزيو ويذكر ابف

م " العالقة " وسميت عالقة لتعمؽ القمب بالمحبوب . أولها

م " اإلرادة " وىى ميؿ القمب إلى محبوبو وطمبو لو . الثانية

. ( عبدالرحمف بدوى )الدكتور( م اإلنساف الكامؿ فى اإلنساف ، ص ) . ، ( المرجع السابؽ م ص ) ( .، ( سورة الفجر م اآليتاف ))ىػػػ ، ص يػػذيب مػػدرج السػػالكيف ، دار التوزيػػع ، ( ىذبػػو عبػػدالمنعـ صػػالح م ابػػف القػػيـ ، ت)

، .

8121

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

م " الصبابة " وىى أنصاب القمب إليو يصبو صيا ، وصبابو ، فعاقبوا بيف الثالثة يا " صب " .المضاعؼ . قاسـ الصفة من

م " الغراـ " وىو الحب الالـز لمقمب الذى ال يفارقو ، بؿ يالزمو كمالزمة الرابعة الغريـ لغريمو ، ومنو سمى عذاب النار غراما لمزومو ألىمو .

م " الوداد " وىو صفة المحبة وخمصيا ولييا ، و " الودود " مف أسماء الرب الخامسة تعالى وفيو قوالف م

والواد لعباده . - مودود .أنو ال -

م " الشغؼ " يقاؿ شغؼ بكذا وىو مشغوؼ بو وقد شغفو المحبوب . السادسة

م " العشؽ " وىو الحب المفرط الذى يخاؼ عمى صاحبو منو . السابعة

م " التتيـ " الذى ىو اإلنفراد . الثامنة

د ممؾ .م " التعبد " وىو فوؽ التتيـ ، فإف العبد ىو الذى ق التاسعة

–عميو السالـ –م ىى مرتبة " الخمة " التى أنفرد بيا الخميالف إبراىيـ العاشرة صمى اهلل عميو وسمـ " . –ومحمد

. ()وىذه المراتب ذكرىا الدكتور زكى مبارؾ نقال عف روضة المحبيف

ويبيف ابف الفارض أيضا أطوار حبو اإلليى وىذه األطوار كاآلتى م

ؿ م يظير حب ابف الفارض هلل ناقصا مشوبا بشوائب الحس إذ الطور األو ترى بأف المحب ىنا لـ يكف قد تحقؽ بعد بتماـ سكره وكماؿ غيبتو عف نفسو وحواسو

. ( زكى مبارؾ م التصوؼ اإلسالمى ، الييئة العامة المصرية ، الطبعة الثانية ، ص )

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

وما يظير فى ىذا الطور إف المحب ليس متجيا بحبو إلى محبوبتو مف حيث ىو ظر إلى قولو مخاطبا ولكنو محب لنفسو متجو بحبو إلى إشباع رغبات ىذه النفس وان

محبوبو م ىػػػػى قبػػػػؿ أف يفنػػػػى الحػػػػب منػػػػى بقيػػػػة

()أراؾ بيػػػػػػػػػػا لػػػػػػػػػػى نظػػػػػػػػػػرة المتمفػػػػػػػػػػت

وفى الطور الثانى م تفنى نفس المحب عف أوصافيا فغناء تستغرؽ معو فى ذات المحبوبة وينتيى بيا ىذا االستغراؽ إلى أف ينكشؼ ليا مف األسرار ما لـ يكف

نفس المحب بتجريدىا عف أوصافيا وفنائيا عف حظوظيا ينكشؼ مف قبؿ وذلؾ ألف مف المحبوبة قد رجعت إلى حالتيا األولى مف الصفاء ويقوؿ ابف الفارض م

فػػػػػػػػػػأفنى مػػػػػػػػػػا لػػػػػػػػػػـ يكػػػػػػػػػػف ثػػػػػػػػػػـ باقيػػػػػػػػػػا فألقيػػػػػػػػػت مػػػػػػػػػا ألقيػػػػػػػػػت عػػػػػػػػػف صػػػػػػػػػادر وشػػػاىدت نفسػػػى بالصػػػفات التػػػى بيػػػا

إلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػى ومنػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػى واردا بمريػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدتى إلػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػى ومتػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػى واردا بمريػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػػدتى

()بت عنػى فػى شػيودى وحجبتنػىتحج

ومف خالؿ ىذه المراتب والدرجات المختمفة لموصوؿ إلى الحب اإلليى نتبيف أنيا واحدة اليدؼ ، فيدفيا ىو الوصوؿ إلى حاؿ الفناء فى المحبوب أو تحقيؽ

المعية مع اهلل والبقاء بو .

، ( محمػػد مصػػطفى حممػػى م ابػػف الفػػارض والحػػب اإلليػػى ، دار المعػػارؼ ، مصػػر ، ص ) .

. ( المرجع السابؽ ، ص )

8121

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

ج :ـــــــالنتائ

مف النتائج اليامة التى تمثؿ رؤية جديدة فى تخمص الدراسة إلى العديد العالقة بيف الفناء ، كما يظير فى األحواؿ عند صوفية المسمميف و " النيرڤانا " كما

تظير فى الطريؽ البوذى إلى تحقيؽ التوازف والسالـ الروحى .

د فالفناء كما تفصح عنو الدراسة معية مع اهلل ذلؾ أنو رىف بحب متبادؿ بيف العاب *والمعبود ، وىو مبادلة فى القرب والسعى بيف العبد والرب ، وىو حالو مف استيالء العظمة اإلليية عمى قمب العبد مصاحبة لقير الصفات البشرية ، ومحو كؿ ما ىو مف قبيؿ الصفات الدنيوية ، الستيالء صفات الحؽ عمى رسوـ الخمؽ

وبقاء العبد بما أودعو الرب فيو وأبقاه لو بو .

* بينما تظؿ " الثرڤانا " متمثمة فى بموغ حالة مف السالـ التاـ لمروح بعد الخالص مف المعاناة وبعد انفصاؿ العابد البوذى بذىنو وجسده عف العالـ الخارجى ، واالستغراؽ فى التأمؿ العميؽ بيدؼ تحقيؽ النشوة والسعادة القصوى وذلؾ بقتؿ

ة مف رغبات وغرائز ، وحزف وقمؽ ... الشيوات واالبتعاد عف المشاعر السمبي وغيرىا .

* و " الثرڤانا " ىى عبور إلى بحر الضياء المسمى بالنفس عندما يتـ سمبيا وتصبح أو ىى الروح فى " No Atman "غير موجودة أى كما يصفيا البوذية الالنفس Un "، الالمتشكؿ " Unborn "ىذه الحالة وىى التى تستحؽ وصؼ الالمولود

Formated " الالعضوى" Un Originated " .

* يرتبط الفناء بحياة العابد فى العبادة وعصمو السالؾ مف المخالفات والمعاصى وبموغو إلى مستوى مف الكماؿ السموكى والروحى يكوف لو ىبو مف اهلل ومنة منو

8123

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

نما تمكف تبمغ مبمغيا عندما تكوف سببا ليس فى مجرد عصمة السموؾ فقط وا مسالؾ مف كؼ الضمير عف مجرد التفكير فى المعاصى .ل

* يرتبط الفناء بسمب الفعؿ عف العبد واالعتقاد الجاـز بأنو فعؿ اهلل يستوى فى ىذا أصحاب الفناء المعتدؿ مف أمثاؿ الجنيد وأصحاب المواقؼ الوجودية مف أمثاؿ

() ـ وما تعمموف والمو خمقك ابف عربى ومدرستو لقوؿ الحؽ جؿ شأنػو م أفمف ىو قآئـ عمى كؿ نفس بما وقولو م () صنع المو الذي أتقف كؿ شيء

نما يرى الفعؿ هللفالسالؾ الفانى ال يرى لنفسو تدبيرا () كسبت ، وال فعال ، وا والؽ القياد لحكمة، وال تحكـ تدبيرا فغيرؾ " كف عبدا –وىذا معنى قوؿ الشاذلى

حاكـ " أى أف اهلل صاحب الحكـ والفعؿ ، فالعابد ال يرى إال اهلل فيرى الفعؿ والتدبير مف اهلل يقوؿ ابف عطاء السكندرى " فما خمؽ اإلرادة فيؾ لتكوف لؾ إرادة

. ()، ولكف لتدحض إرادتو إرادتؾ "

فعندما يصؿ العابد البوذى إلى الخالص يردد قوال وتردد الثرڤانا قوال شبييا . ففى كؿ أشكاؿ البوذية يكوف () " Only God I Saw "أثيرا )ما رأيت إال اهلل(

الوصوؿ إال الكارما قرينا بسقوط كؿ ما فى الكوف شيودا ووجودا فيما عدا اهلل فى

. ( سورة الصفات م اآلية ) . ( سورة النمؿ م اآلية ) ( . ( سورة الرعد م اآلية ))ـ ، ( راجػع م أبوالوفػا التفتػازانى )الػدكتور( م ابػف عطػاء اهلل السػكندرى وتصػوفو ، القػػاىرة ، )

. ، ص ص (5) Siriswami Sivananda; Practice of Karma; A Divine Life Society

Publication; 6th Edition; 2001, p. VI.. وىى أنشودة يتغنى بيا البوذيوف فى الطريؽ إلى الكارما . -

1013

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

فى الحجارة واألشجار ، الفرح والحزف ، فى المرض واألسى ، فى الطيور والكالب ، فى الزىور والفاكية ، ... الخ . كما تذكر األنشودة البوذية .

وكما أف الفناء قريف البقاء ووثيؽ الصمة بو بمعنى أف البقاء باهلل شرط الفناء *الصحيح فإف الثرڤانا تمثؿ اإليجاب العظيـ أو السمب اإليجابى وىى النور

لحامؿ ألشكاؿ مف التجميات والفيوضات النورانية الكاشؼ لمظالـ وىى نور العقؿ االتى تتالـز وتحرر النفس مف دورة األلـ ببموغ العابد البوذى حالة النيرڤانا الكاممة

Parinirvana . أى حالة انتياء دورة الكارما والخالص مف عجمة الميالد

الفناء قريف * يعد حاؿ الفناء مرتبة قصوى ساميو لمحب اإلليى فبموغ المحب درجة المعية مع اهلل ، وأوؿ مقاـ التوحيد لسقوط ذكر األشياء مف القمب وبقاء ذكر اهلل ، وزواؿ حب األشياء مف القمب وامتالء القمب بحب اهلل . وميما تعددت صور المحبوبيف فى الكوف فمف تكوف سوى تجميات لمجماؿ اإلليى فالحؽ ظاىر فى كؿ

عددت ىذه الصور وميما تعددت األسماء ألنو صورة مف الصور الكونية ميما تيتجمى عمى كؿ ما فى الكوف بشئونو ال بذاتو الـ يقؿ أبواليزيد البسطامى م " أشار سرى إليؾ حتى فنيت عنى ودمت أنت . إلى قولو ... فحيثما درت كنت أنت " .

بيف * الحظت الباحثة أف صوفية المسمميف حاولوا جاىديف الحفاظ عمى االثنينية الخالؽ والمخموؽ كما حرصوا عمى أف يبقى المعبود مباينا ساميا ويبقى العابد عبدا ويؤكد ىذا قوؿ أبواليزيد مخاطبا نفسو " إذا لـ تر العالـ كمو ورأيت نفسؾ كنت مشركا ، وعنئذ تبت ، وتبت عف رؤية وجودى " ، ألف األمر عند أىؿ

لتفات إلى أى شيىء سوى اهلل خدعة يجب النيايات كما يقوؿ الطوسى م " أف اال أال يقع فيو الصوفى " .

8121

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

* ومف النتائج اليامة التى توصمت إلييا الباحثة ظيور الحالج فى بعض أشعاره مف دعاة الصمت وعدـ البوح باألسرار حفاظا عمى أسرار السالؾ ، مع موالة، وحتى

اؿ فنائو، فإذا عاد إلى يكوف مؤتمنا عمى عموـ ال يحظى بيا السالؾ إال فى حالبقاء وجب عميو الصمت التاـ بؿ والخرس حتى يكوف مؤتمنا عمى األسرار ،

وحتى ال تنقطع عالقتو بربو ومواله .

ولعؿ ىذا األسموب نفسو ىو ما أشار إليو " بوذا " فى حديثو إلى تالميذه عندما كاف يجيب عمى أسئمتيـ بالصمت .

ممثال ألتباع ديانو سماوية سامية ويظؿ حاؿ الثرڤانا وأخيرا يظؿ حاؿ الفناء ممثال ألصحاب ديانة وضعية أرضية لـ تأخذ نصيبيا مف الوحى اإلليى ميما بدا أنيا تقترب مف الديانات السماوية فى بعض تعاليميا مع ذلؾ يبقى الحاليف ممثميف

لمجانب الروحى الفطرى فى اإلنساف .

تـ بحمد اهلل ؛؛

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

صادر والمراجعالم

ادر :ــــأوال : المص

ابف الجوزى م تمبيس إبميس ، إدارة الطباعة المينرية ، القاىرة ، د .ت. -

ـ.ابف القيـ م روضة المحبيف ، دار الفكر العربى ، القاىرة ، -

ابف عربى م ذخائر األغالؽ فى شرح ترجماف األشواؽ. -

جنيد م الرسائؿ ، تحقيؽ م د. جماؿ رجب ، تصدير م د. عاطؼ أبوالقاسـ ال - ـ .العراؽ ، رسالة الفناء ، الييئة العامة لمكتاب ، مصر ،

الفيروز آبادى م المعجـ ، مؤسسة الرسالة ، تحقيؽ م إشراؼ محمد نعيـ - ـ ، مادة " فناء " العرقسوسى ،

ع :ــــثانيا : المراج

اىيـ إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م حاؿ الفناء فى التصوؼ اإلسالمى ، دار إبر - ـ .المعارؼ ، مصر ،

إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م النصوص فى تحقيؽ الطور المخصوص ، مطبعة - ـ.منشاة المعارؼ ، اإلسكندرية ،

البدايات ، دار إبراىيـ ياسيف )الدكتور( ، المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى - ـ .ومكتبة اإلسراء ، طنطا ، مصر ،

8121

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

أبوالعال عفيفى م فى التصوؼ اإلسالمى وتاريخو ، مقاالت كتبيا رينولد - ـ .نيكمسوف ، القاىرة ،

أبوالوفا الغنيمى التفتازانى )الدكتور( م ابف عطاء اهلل السكندرى وتصوفو ، - القاىرة ،

والوفا الغنيمى التفتازانى )الدكتور( م المدخؿ إلى التصوؼ اإلسالمى ، دار أب - ـ .الثقافة ، القاىرة ،

ـ .أبوحامد الغزالى م مشكاة األنوار ، القاىرة ، -

أنا مارى شيمؿ م األبعاد الصوفية فى اإلسالـ ، ترجمة م محمد إسماعيؿ - ورات الجمؿ ، ألمانيا وبغداد ، الطبعة األولى، السيد ورضا حامد قطب ، منش

ـ

الحسيف بف منصور الحالج م مجموعة األشعار المنسوبة لو والتى جمعيا " - عبدالحفيظ بف ىاشـ مدنى فى كتابو " أخبار الحالج " والطواسيف ، مكتبة الجندى

ـ . ، طبعة القاىرة ،

وسوعة مصطمحات التصوؼ اإلسالمى ، لبناف ، رفيؽ العجـ )الدكتور( م م - بيروت ، د . ت .

زكى مبارؾ م التصوؼ اإلسالمى ، الييئة العامة المصرية ، الطبعة الثانية ، - د. ت .

سعيد مراد م التصوؼ اإلسالمى رياضة روحية خالصة ، دار عيف ، - ـ .الزقازيؽ، مصر ،

1011

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

ـ م المذاىب الصوفية ومدارسيا ، مكتبة مدبولى، عبدالحكيـ عبدالغنى قاس - ـ القاىرة ،

عبدالرحمف بدوى )الدكتور( م اإلنساف الكامؿ فى اإلسالـ ، وكالة المطبوعات - ـ .، الكويت ،

ـ .عبدالرحمف بدوى م شطحات الصوفية ، طبعة الكويت ، -

سالـ ، ترجمة م صادؽ نشأت ، القاىرة ، قاسـ غنى م تاريخ التصوؼ فى اإل - ـ .

ىػ .القشيرى م الرسالة القشرية ، القاىرة ، -

الكالباذى م التعرؼ لمذىب أىؿ التصوؼ ، طبعة دار الكتب العممية ، - بيروت . د . ت .

محمد بف الطيب م فكرة الحؽ والفناء عند المتصوفة ، مقاؿ منشور بمجمة - ، التفاىـ الصادرة عف وزارة األوقاؼ والشئوف الدينية ، سمطنة عماف ، العدد

ـ.

محمد عبداهلل النفرى م المواقؼ والمخاطبات ، ترجمة م يوحنا أربرى ، طبعة - ـ .كمبرج ، ومكتبة المتنبى ، القاىرة ،

لمعارؼ ، مصر محمد مصطفى حممى م ابف الفارض والحب اإلليى ، دار ا - ـ . ،

8131

3102يناير –الخمسون و يالثان العدد

مجلــــــة كليــــــــة اآلداب

محمد مصطفى حممى م الحياة الروحية فى اإلسالـ ، الييئة المصرية العامة - . ـ ، ص ، القاىرة ،

مصطفى كامؿ الشيبى )الدكتور( م الفكر الشيعى والنزعات الصوفية ، بغداد - ـ .،

داء لإلسالـ ، دار ومكتبة اإلسراء ، نيفيف إبراىيـ ياسيف )الدكتور( م تاريخ الع - ـ .طنطا ، مصر،

اليجويرى م كشؼ المحجوب ، ترجمة م د. إسعاد ماىر ، المجمس األعمى - ـ .لمشئوف اإلسالمية ، القاىرة ،

ىديو عبدالمنعـ صالح م ابف القيـ ، تيذيب مدرج السالكيف ، دار التوزيع، - . ، ىػ ، ص

ثالثا : المراجع األجنبية :

1- Christmas Humphery, Exploring Buddhism, "Great Britain", Willimer

Brothers, 1974.

2- Evelyn Underhill, A Study in the Nature and Development of Man's

Spiritual Consciousness, London; 1945.

3- http// el.nirvana.maktoobblog.com & http// ar wikipedia. org/ wiki &

D9%86.

1021

"دراسة مقارنة " حال الفناء فى التصرف اإلسالمي والثرفانا البوذية

إبراهيم إبراهيم ياسيننيفين د.

4- http:// el-nirvana. Maktoobblog.com & http:// ar wikipedi. org/ wiki%

d9%86. & http:// body soul.m22 com1% 8% A7.

5- John White; What is Enlightment; Unit. Kingdom, 1984.

6- R.A. Nicolson; The Mystics of Islam; London, 1963.

7- Siriswami Sivananda; Practice of Karma; A Divine Life Society

Publication; 6th Edition; 2001

8- Walter Stace: Mysticism and Philosophy, London, 1969.

9- William James; The Varieties of Religious Experience; U.S.A. 1901.