ندوة: مستقبل دراسة حركات الاسلام السياسي في العالم...

11
م2014 دﻴﺴﻤﺒر07 - اﻷﺤد ﻫـ ﻧﺩﻭﺓ: ﻣﺳﺗﻘﺑﻝ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺭﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺍﻟﺳﻳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﻌﺭﺑﻲ ﺒﻘﻠم : أﺤﻤد ﻤﺤﻤد أﺒو زﻴد ﻋﻘد ﻓﻲ ﻤﻘر اﻟﻤﻌﻬد ﻓﻲ إﻤﺎرة دﺒﻲ٬ اﺴﺎت ﻀﻤن ﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﻨدوات وورش اﻟﻌﻤﻝ اﻟﺘﻲ ﻴﻨظﻤﻬﺎ ﻤﻌﻬد اﻟﻌرﺒﻴﺔ ﻟﻠدر اﺴﺔ ﺤرﻛﺎت ﻴوم اﻻرﺒﻌﺎء اﻟﻤواﻓق اﻟﺜﺎﻨﻲ ﻋﺸر ﻤن ﺸﻬر ﻨوﻓﻤﺒر اﻟﺠﺎري ﻨدوة ﺒﻌﻨوان " ﻨﺤو أﺠﻨدة ﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟدر اﺴﺘﺎذ اﻟﻌﻠوم اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ٬ اﻹﺴﻼم اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺒﻲ". ﻗدم ﺨﻼﻟﻬﺎ اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدﻛﺘور / ﺤﺴﻨﻴن ﺘوﻓﻴق وﻋﻘب ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻝ ﻤن اﻷﺴﺘﺎذ اﻟدﻛﺘور /٬ ورﻗﺘﻬﺎ اﻟرﺌﻴﺴﻴﺔ٬ ات اﻟﻌرﺒﻴﺔ اﻟﻤﺘﺤدة اﻴد ﺒدوﻟﺔ اﻻﻤﺎر ﺒﺠﺎﻤﻌﺘﻲ اﻟﻘﺎﻫرة وز واﻷﺴﺘﺎذ اﻟدﻛﺘور ﺤﻤدي٬ واﺴﺘﺎذ اﻟﻌﻠوم اﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة٬ اﺘﻲ ﻤﺴﺘﺸﺎر وزﻴر اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻻﻤﺎر٬ ﻨﺼر ﻋﺎرف اء اﻴد واﻷﺴﺘﺎذة اﻟدﻛﺘورة ﻋﺒﻴر اﻟﻨﺠﺎر اﻷﺴﺘﺎذة ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة وﻋدد ﻤن اﻟﺨﺒر ﻋﺒد اﻟرﺤﻤن اﻷﺴﺘﺎذ ﺒﺠﺎﻤﻌﺔ ز اﺴﺎت. وأدار اﻟﻨدوة ﻫﺎﻨﻲ ﻨﺴﻴرة ﻤدﻴر ﻤﻌﻬد اﻟﻌرﺒﻴﺔ ﻟﻠدر٬ واﻟﺒﺎﺤﺜﻴن واﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻴن واﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻋﻨواﻨﻬﺎ " ﺒﻌد ﻤرﺤﻠﺔ داﻋش٬ ﻓﻲ ﺒداﻴﺔ اﻟﻨدوة ﻗﺎم اﻟدﻛﺘور ﺤﺴﻨﻴن ﺘوﻓﻴق ﺒﺘﻘدﻴم ﻋرض واف ﻟورﻗﺘﻪ اﺴﺔ ﺤرﻛﺎت اﻹﺴﻼم اﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺒﻲ ﻨﺤو أﺠﻨدة ﺒﺤﺜﻴﺔ ﻟدر وﺴﻘوط اﻹﺨوان:http://studies.alarabiya.net/files/%D8%A8%D8%B9%D8%AF- ) %D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9- اﻨﺘﺨ" ﻋﺎﺟﻝx

Transcript of ندوة: مستقبل دراسة حركات الاسلام السياسي في العالم...

األحد هـ - 07 ديسمبر 2014م

ندوة: مستقبل دراسة حركات االسالم السياسي في العالم العربيبقلم : أحمد محمد أبو زيد

ضمن سلسلة الندوات وورش العمل التي ينظمها معهد العربية للدراسات٬ عقد في مقر المعهد في إمارة دبييوم االربعاء الموافق الثاني عشر من شهر نوفمبر الجاري ندوة بعنوان " نحو أجندة بحثية لدراسة حركاتاإلسالم السياسي في الوطن العربي". قدم خاللها األستاذ الدكتور / حسنين توفيق٬ استاذ العلوم السياسية

بجامعتي القاهرة وزايد بدولة االمارات العربية المتحدة٬ ورقتها الرئيسية٬ وعقب عليها كل من األستاذ الدكتور /نصر عارف٬ مستشار وزير الثقافة االماراتي٬ واستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة٬ واألستاذ الدكتور حمدي

عبد الرحمن األستاذ بجامعة زايد واألستاذة الدكتورة عبير النجار األستاذة بجامعة القاهرة وعدد من الخبراءوالباحثين والصحافيين٬ وأدار الندوة هاني نسيرة مدير معهد العربية للدراسات.

في بداية الندوة قام الدكتور حسنين توفيق بتقديم عرض واف لورقته٬ والتي كان عنوانها " بعد مرحلة داعشوسقوط اإلخوان: نحو أجندة بحثية لدراسة حركات اإلسالم السياسي في الوطن العربيhttp://studies.alarabiya.net/files/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-)

%D9%85%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-

انتخاب خالد الخوجة رئيسا الئتالف المعارضة السورية بـ "

xعاجل

%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D9%88%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-

D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%)". سعي خاللها إلىبلورة وطرح مالمح ألجندة بحثية لدراسة الحركات واألحزاب اإلسالمية في الوطن العربي في الوقت الراهن وخاللالمستقبل المنظور٬ وذلك من خالل طرح بعض التساؤالت العاة حول تكوين ونشأة ورؤي وتحرك هذه الحركات

في الماضي والحاضر والمستقبل٬ اضافة إلى بلورة بعض القضايا واإلشكاليات التي تحتاج إلى مزيد من التحليلوالتفسير٬ مثل تأثير الربيع العربي علي هذه الحركات٬ دور القوي االقليمية والدولية٬ وتأثير التحوالت الجارية

في النظام الدولي علي مستقبل دراسة الحركات االسالمية.

قسمت الدراسة الي ستة محاور رئيسية. هي علي النحو التالي:

أوال: خرائط الحركات واألحزاب اإلسالمية ومعايير تصنيفها:

قام الباحث خالل هذا القسم بعرض التطور التاريخي لنشأة حركة االسالم السياسي في الوطن العربي. وجادلبأن هناك ثالثة مراحل تاريخية رئيسية مرت بها هذه الحركات. المرحلة األولى كانت خالل عقدي السبعينيات

والثمانينيات من القرن الماضي٬ حيث بدأت تظهر الحركات اإلسالمية الراديكالية تباعًا٬ وذلك في سياق ظاهرةأوسع ُاصطلح على تسميتها بـ"اإلحياء اإلسالمي Islamic Resurgence". وقد انصب اهتمام الباحثين خاللهذه المرحلة المبكرة على تحليل أسباب ظهور الحركات اإلسالمية٬ والبحث في معايير تصنيفها٬ فضًال عن رصد

وتحليل أهم مالمحها وخصائها من حيث خلفياتها االجتماعية٬ وهياكلها التنظيمية٬ ومرجعياتها الدينيةوالعقيدية٬ ومنطلقاتها الفكرية٬ واستراتيجياتها الحركية سواء تجاه النظم الحاكمة أو المجتمعات [1]. كما تزايد

االهتمام األكاديمي بإعادة قراءة وتحليل أفكار سيد قطب باعتباره شكل واليزال مرجعية فكرية رئيسية للحركاتاإلسالمية الراديكالية٬ حيث تبنت مقوالته عن الجاهلية والحاكمية والتكفير وغيرها٬ وراحت تمارس العنف

واإلرهاب ضد الدول والمجتمعات.

بدأت المرحلة الثانية وفقًا للباحث مع نهاية الحرب الباردة وبالتزامن مع حرب الخليج واحتالل صدام للكويت في٬1990 وامتدت حتي اندالع ثورات الربيع العربي. ومن وجهة الباحث فقد ركزت األجندات البحثية الخاصة

بدراسة الحركات اإلسالمية خالل هذه المرحلة على قضايا مثل (1) رصد وتحليل رؤى ومواقف الحركات المعنيةتجاه قضايا ومسائل عديدة مثل الديمقراطية٬ والتعددية السياسية والحزبية٬ وحقوق المرأة واألقليات٬ والصراعالعربي - اإلسرائيلي وغيرها٬ (2) رصد روئ ومواقف هذه الحركات تجاه الغرب٬ (3) تحليل سياسات الدول

الغربية تجاهها وبخاصة في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر٬ وما ترتب عليها من تداعيات معروفة٬كان من أبرزها انتشار ظاهرة "اإلسالموفوبيا" في المجتمعات الغربية. (4) اهتم بعض الباحثين بتقييم أداء بعض

الحركات اإلسالمية في عدد من الدول العربية على مستوى منظمات المجتمع المدني مثل: النقابات المهنيةوالجمعيات األهلية ونوادي أعضاء هيئات التدريس بالجامعات واالتحادات الطالبية٬ فضًال عن تقييم األداء

السياسي للحركات التي سمحت لها النظم الحاكمة بهامش من المشاركة السياسية في بعض الدول٬ وبخاصةفيما يتعلق بالمشاركة في االنتخابات٬ وممارسة العمل البرلماني.

Transnational وبسبب أن هذه المرحلة شهدت بزوغ ونشأة التنظيمات الجهادية العابرة لحدود الدول٬Movements مثل "تنظيم القاعدة" الذي انتشرت فروعه وخالياه المنتشرة داخل المنطقة العربية وخارجها٬

فقد حظى هذا التنظيم دون غيره باهتمام استثنائي على المستوى األكاديمي.

المرحلة الثالثة (الراهنة) بدأت مع الربيع العربي. ويقول الباحث أنه علي الرغم من االعتراف بأن االسالميينأو حركات االسالم السياسي لم يكن لها دور كبير في اشعال الثورات الشعبية٬ إال انها استأثرت باالهتمام

االكاديمي من جانب الدوائر الغربية والعربية٬ ربما النها كانت اكثر الفاعلين المؤثرين علي االوضاع ومراحل مابعد الثورات. وفى هذا السياق٬ يقول الباحث٬ فقد انصب االهتمام األكاديمي في الجانب األكبر منه على تفسير

فوز حركات وأحزاب إسالمية في االنتخابات ووصولها إلى السلطة في الدول المذكورة٬ وتحليل أهم التحدياتواالستحقاقات التي يتعين عليها مواجهتها وقد انتقلت من موقع المعارضة إلى موقع السلطة والمسؤولية.

ثانيا: المفاهيم واألفكار والخطابات السياسية.

في هذا الجزء من الدراسة تحدث الدكتور حسنين توفيق عن أن هناك الكثير والكثير من المفاهيم واالفكارالخاطئة التي ساهمت الي حد كبير في عدم فهمنا لحركات االسالم السياسي خالل العقود الخمسة الماضية.

خاصة وأن مثل هذه المفاهيم واألفكار والخطابات السياسية لها أبعادًا هامة في دراسة الحركات واألحزاباإلسالمية. ودعي الي اعادة تفسير وفهم وتأويل هذه المفاهيم واالفكار٬ وذلك بالتركيز علي ثالثة قضايا

اساسية في هذا النطاق٬ وهي (1) إعادة فحص المفاهيم الشائعة استنادًا إلى أسس ومقتربات علمية٬ وذلكباستخدام ادوات واقترابات ومناهج العلوم االجتماعية المتنوعة والحديثة عند تناول أو تحليل هذه الحركات٬ (2)

تحليل التطور في الفكر السياسي للحركات واألحزاب اإلسالمية٬ عبر مقارنة وتحليل كتاباتها وادبياتها الفكريةوااليديلوجية قبل الحديث عنها٬ (3) تحليل وتقييم الخطابات السياسية للحركات واألحزاب اإلسالمية٬ لمعرفة

سلوكها ونمط تحركها السياسي واالفكار والمعتقدات التي تؤمن بها في عملها بالمجال العام وفي العملالسياسي عمومًا.

ثالثا: تقييم األداء السياسي لإلسالميين سواء في الحكم أو المعارضة.

شدد الدكتور حسنين توفيق علي ضرورة القيام بدراسة تجارب اإلسالميين في السلطة بشكل علمي معمق يستندإلى منهاجية مقارنة٬ ومؤشرات واضحة٬ ومعلومات وٕاحصاءات دقيقة عن السياسات العامة التي طبقهااإلسالميون وهم في السلطة. والمبرر من هذه المقارنة هو الوقوف على مدى االستمرارية والتغيير في

السياسات التي انتهجتها األحزاب اإلسالمية التي وصلت إلى السلطة في كل مصر وتونس والمغرب٬ ومدىالتقدم أو التراجع الذى حققته في معالجة بعض المشكالت والتحديات القائمة٬ وذلك مقارنة بالنظم والحكوماتالسابقة. فعلي سبيل المثال فإن ذلك سيوضح للباحثين وللدراسين ماهو الجديد الذى قدمته األحزاب اإلسالمية

التي وصلت إلى سدة السلطة في الدول المعنية مقارنة بنظامي بن على في تونس ومبارك في مصر٬والحكومات السابقة في المغرب؟ علي سبيل المثال ال الحصر.

في هذا الجزء توصل الباحث لنتيجة غاية في االهمية والداللة. حيث يقول الدكتور حسنين توفيق " ثمةمؤشرات عديدة تشير إلى أن السياسات التي انتهجتها األحزاب اإلسالمية في السلطة سواء في مصر أو تونس

أو المغرب لم تختلف كثيرًا عن سياسات النظم والحكومات السابقة٬ مما يعنى أن المرجعية اإلسالمية لهذهاألحزاب لم تسمح لها بابتداع سياسات وبرامج اقتصادية واجتماعية وٕادارية مغايرة٬ وأن شعارها األثير "اإلسالمهو الحل" هو مجرد شعار انتخابي تعبوي ليس إال٬ حيث أن اإلسالم في أصوله الصحيحة لم يتضمن وصفات

وحلوًال جاهزة لقضايا ومشكالت دنيوية متغيرة بتغير الزمان والمكان٬ بل تضمن مبادئ وقيمًا عامة٬ وترك الحلولوالبرامج الجتهادات المسلمين باعتبارهم أدرى بشؤون دنياهم ". وهو األمر الذي يمثل في وجهة نظره نسفًا لكل

القيم واألسس الوهمية التي اقامت عليها هذه الحركات نفسها ويظهر في ذات الوقت عجزها عن تقديم بديلللذي قدمته النظم السلطوية العربية طوال العقود السبعة الماضية.

رابعا: القوى الخارجية وحركات اإلسالم السياسي في المنطقة العربية في ظل ما ُيعرف بـ"الربيعالعربي".

بسبب كونه يعتبر من أكثر مناطق العالم انكشافًا تجاه العالم الخارجي٬ فإن الباحث يدعو للتركيز بجدي عليدراسة وتحليل دور العوامل الخارجية (المتمثلة في القوي الدولية واالقليمية) في العامل العربي وعالقاتها مع

حركات االسالم السياسي. ويجادل عن حق بالقول بإنه " يصعب فهم وتحليل التحوالت التي شهدتها –وتشهدها- المنطقة بمعزل عن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة النابعة من البيئة الخارجية (اإلقليمية والدولية)

."

من أوائل االطراف التي يدعو الباحث لدراستها هي مواقف القوى الغربية وبخاصة الواليات المتحدة األمريكيةتجاه الحركات واألحزاب اإلسالمية وبخاصة تلك التي وصلت إلى سدة السلطة٬ وتحليل وتقييم حدود االستمراريةوالتغيير في هذا السلوك. ويطرح عدة أسئلة يمكنها أن تساعدنا في فهم هذا السلوك مثل: لماذا راهنت الواليات

المتحدة األمريكية على حكم اإلخوان المسلمين في مصر؟ وكيف أسهمت السياسة األمريكية تجاه سوريا فيتعزيز نفوذ تنظيم "داعش"؟...إلخ.

كما يدعو الباحث أيضا إلى مقارنة رؤى ومواقف الحركات واألحزاب اإلسالمية تجاه الغرب بعد وصولها للسلطةبرؤاها ومواقفها تجاهه قبل ذلك.

أما علي المستوي االقليمي فيدعو الباحث الي ضرورة التركيز علي دراسة كال من من تركيا وٕايران٬ وتحليلوتقييم سياستها ومواقفها تجاه حركات اإلسالم السياسي في المنطقة العربية٬ سواء تلك التي وصلت إلىالسلطة أو غيرها٬ ويشدد علي أن أية أجندة بحثية جادة لدراسة مستجدات حركات اإلسالم السياسي في

المستقبل البد وأن تأخذ هذا المتغير بعين االعتبار بحيث يتم الوقوف على الثوابت والمتغيرات في سياساتومواقف كل من تركيا وٕايران تجاه الحركات واألحزاب المعنية٬ وطبيعة المحددات الحاكمة لهذه السياسات

والمواقف.

خامسا: لغز تنظيم "داعش" وما يطرحه من تساؤالت وإشكاليات.

من وجهة نظر الباحث٬ يعتبر تنظيم الدولة االسالمية في العراق والشام (داعش) "عالمة فارقة" في تطورحركات وتنظيمات اإلسالم السياسي٬ ولذلك فإن هناك حاجة في رأيه لدراسته بشكل علمي معمق٬ خصوصًا في

ظل الغياب الكامل الي دراسات علمية أو موثقة عن هذه الحركة.

من وجهة نظر المؤلف هناك عدة قضايا وٕاشكاليات يمكن التركيز عليها عند دراسة تنظيم "داعش" مثل:

دراسة قدرة التنظيم على استقطاب وتجنيد أعداد كبيرة من شباب بعض الدول الغربية في صفوفه٬ والوسائل التي يستخدمها من . 1أجل تحقيق ذلك.

العوامل الجوهرية التي تقف خلف سرعة تمدد التنظيم في كل من سورية والعراق. وهنا البد من أخذ اإلطار السياسي واالجتماعي . 2بعين االعتبار٬ حيث تمدد التنظيم في دولتين تعانيان من عجز السلطة المركزية وعدم قدرتها على فرض سيطرتها على إقليمالدولة٬ فضًال عن ارتباط الصراع داخل كل منها بأبعاد طائفية ومذهبية٬ استغلها التنظيم في توسيع دائرة حاضنته االجتماعية

المحلية وبخاصة في العراق.

مصادر تمويل تنظيم "داعش" وتسليحه٬ والتي جعلته األكثر ثراًء٬ واألكثر قوة وتسليحًا مقارنة بالتنظيمات الجهادية األخرى٬ األمر . 3الذى مكنه من أن يخوض منذ أغسطس 2014 حربًا على جبهتن في سوريا والعراق٬ وهى حرب ينخرط فيها تحالف دولي تقوده

الواليات المتحدة األمريكية.

مستقبل التنظيم في ضوء الحرب التي يشنها ضده التحالف الدولي٬ وهى حرب ستكون طويلة وستشهد تقدمًا وانتكاسات حسب . 4تقديرات اإلدارة األمريكية وغيرها. كما أن هناك قناعة راسخة مفادها أن الضربات الجوية ال تكفى بمفردها للقضاء على التنظيم.

لكن التحدي األكبر هنا يتمثل في أن الحل العسكري قد يقضى في نهاية المطاف على القدرات العسكرية لتنظيم "داعش"٬ وقد يؤدىإلى القضاء على عدد كبير من قياداته وأعضائه٬ إال أنه ال يكفى للقضاء على األفكار التي يتبناها التنظيم٬ والبيئات االجتماعية

والسياسية التي سمحت له بالتمدد واالنتشار٬ ألن ذلك يحتاج إلى استراتيجيات أخرى سياسية واقتصادية واجتماعية ودينيةوٕاعالمية.

 سادسا: مستقبل حركات اإلسالم السياسي.

يعترف الباحث في نهاية ورقته القيمة بمشكلة صعوبة استشراف مستقبل حركات اإلسالم السياسي في الوطنالعربي٬ ويرج ع السبب في ذلك إلى تعدد وتنوع الحركات واألحزاب اإلسالمية من حيث مرجعياتها العقيدية

والفكرية٬ وخلفياتها االجتماعية٬ وأهدافها٬ واستراتيجياتها الحركية تجاه كل من الدولة والمجتمع٬ وتباين مساراتتطورها في مرحلة ما بعد "الربيع العربي". إلى جانب كثرة التنظيمات وتناسلها وانشقاقاتها فقد باتت مسألة

تحديد خرائطها التنظيمية صعبة ومعقدة.

إال أنه يرجع ويقول بأن مسألة البحث في مستقبل حركات االسالم السياسي يمكن الخوض فيها لو تم التركيزعلى بعدين هامين من وجهة نظره٬ وهما (1) البحث فيما أسماه "المحددات الحاكمة " لهذا المستقبل أو العواملالمؤثرة فيه سواء تعلقت بالحركات واألحزاب المعنية من حيث عناصر القوة التي تتمتع بها وجوانب الضعف التي

تعانى منها٬ ومدى قدرتها عل التجديد الفكري والسياسي والتكيف مع المعطيات الجديدة٬ فضًال عن حدود

نجاحها أو فشلها في ممارسة الحكم أو المعارضة٬ وأسباب هذا النجاح أو الفشل. (2) تحديد السيناريوهات أوالمسارات المحتملة لمستقبل حركات اإلسالم السياسي٬ ويمكن أن تكون سيناريوهات أو مسارات مشروطة٬

بمعنى أن تحققها معلق على توفر معطيات وشروط معينة.

وفي رأيه٬ فإن دراسة مستقبل جماعة اإلخوان المسلمين في مصر تعتبر قضية مركزية في هذا اإلطار باعتبارهاالجماعة األم لكثير من تنظيمات وجماعات وحركات االسالم السياسي خارج مصر٬ ناهيك عن كثرة العوامل

والتعقيدات ذات الصلة بمستقبلها وبخاصة فيما يتصل بجحم قاعدتها االجتماعية دخل مصر٬ ورفض قطاعاتشعبية واسعة لها٬ وموقفها من السلطة الحاكمة وموقف السلطة منها٬ والخالفات الجيلية في صفوفها٬ وغياب

غالبية قياداتها سواء وراء القضبان أو بالهروب خارج مصر٬ واتساع نطاق التضييق عليها على الصعيدينالعربي والدولي٬ وهو ما يوفر قاعدة علمية ومعرفية قوية يمكن البدء بها في دراسة مستقبل هذه الحركات في

المستقبل.

ينهي د. حسنين توفيق ورقته بمجموعة توصيات غاية في االهمية٬ منها (1) االنطالق من منهاجيات مركبةتقوم على الجمع والمزواجة بين مفاهيم وٕاسهامات نظرية مرتبطة بعلوم وحقول معرفية عديدة مثل السياسة

واالقتصاد واالجتماع السياسي وعلم النفس السياسي والدراسات األمنية وغيرها٬ فضًال عن الجمع والمزواجة بيناألساليب الكمية واألساليب الكيفية في التحليل٬ وكذلك الجمع بين دراسات الحالة والدراسات المقارنة. (2)

القيام بمراجعات نقدية جادة لترسانة المفاهيم السائدة في هذا المجال٬ وكذلك المقتربات النظرية والمنهاجية التيتم االعتماد عليها في السابق٬ فضًال عن التعميمات واألحكام القطعية التي انتهى إليها البعض بشأن دارسةواحدة من أكثر الظواهر تعقيدًا وتشابكًا وتنوعًا في العالم العربي. (3) النظر إلى مستقبل الحركات واألحزاب

المعنية في ضوء مستقبل التحوالت الكبرى التي تشهدها المنطقة وبخاصة في ظل التحديات الهائلة التي باتتتشكل تهديدًا جوهريًا لكيان العديد من الدول٬ وتعثر عملية التحول الديمقراطي٬ وكثرة التدخالت الخارجية

(اإلقليمية والدولية) في الشؤون الداخلية للدول العربية٬ وتفاقم األزمات االقتصادية واالجتماعية واألمنية فيغالبية هذه الدول.

التعقيبات والمداخالت

عقب االنتهاء من إلقاء الورقة٬ دعي الدكتور/ هاني نسيرة٬ مدير الجلسة٬ لفتح باب المناقشات والتعليقاتعلي الورقة العلمية التي القاها االستاذ الدكتور / حسنين توفيق. ومن أهم التعقيبات والمداخالت التي قيلت:

أ. د. حمدي عبد الرحمن (استاذ العلوم السياسية بجامعتي زايد والقاهرة) . 1

في مداخلته تحدث الدكتور حمدي عبد الرحمن عن ضرورة التفرقة بين مفاهيم مثل العنف السياسي الراديكالي٬والعنف الديني. بحيث ال يتم الخلط بينهما. مشيرًا الي النوع االخير من العنف الذي تلجأ اليها بعض حركاتاالسالم السياسي أكثر خطورة كونه مبني باالساس علي ادعاءات واسس دينية وعقائدية. داعيًا الي ضرورة

التفرقة بين االسالم كدين وبين المفاهيم االخري. رافضًا ما يسمي بـ "حركات االسالم السياسي " ودعي لتصحيحذلك المسمي بتسميته " تيارات ذات اسناد اسالمي " كما أكد على ضرورة االستفادة وتوسيع القراءة لظاهرة

اإلسالم السياسي في البلدان اإلفريقية واألسيوية٬ كحركة بوكو حرام التي سبقت داعش وتشبهها بشكل كبير٬فتوسيع مجاالت النظر يوسع من رؤى التحليل وقدرته.

كذلك تحدث الدكتور حمدي عن الحاجة اللقاء مزيدًا من االهتمام والرعاية لدور المؤسسات الدينية الرسمية فيالعالم العربي واالسالمي (مثل مؤسسة االزهر في مصر) ودورها في مجابهة قوي االرهاب والعنف التي اساءتالي صورة االسالم والمسلمين في العالم. مشيرًا الي أن هذه المؤسسات اصبحت في خطر شديد نتيجة اقتراب

وتخرج بعض كبار االرهابيين من داخل اروقتها وكلياتها. وأن الخطوة االولي في مواجهة أخطار مثل هذه

الجماعات ال يكون إال عن طريق معالجتها بصورة منهجية ومن نفس االرضية المعرفية التي تنبع منها. واقترحالتعامل مع هذه الجماعات وفقًا لما أسماه " االقتراب الناعم " وهو االقتراب الرافض للتعويل كليًا علي الحل

االمني لمشكلة التطرف والتعامل معها بطرق متباينة وغير عنفوية.

أ. د. نصر عارف (استاذ العلوم السياسية بجامعتي زايد والقاهرة) . 2

تركزت مداخلة االستاذ الدكتور نصر عارف علي ستة نقاط أساسية٬ في صيغة أسئلة كبري رأي انها ستساهمفي اي محاولة جدية للتعامل مع دراسة حركات االسالم السياسي في المستقبل.

النقطة األولي: تحدثت عما نحتاج ألن نعرفه عن حركات االسالم السياسي٬ مجادًال بأن االشكالية مع دراسةهذه الحركات أنها دائما ما نظر اليها " من عيون اعدائها " وهو االمر الذي أثر علي موضوعية وحياد هذه

الدراسات.

النقطة الثانية: السياق الفكري الذي ظهرت فيه حركات االسالم السياسي. قائًال بأن هذه الحركات هي بكل تأكيد" أبنة الحداثة االوروبية للقرن التاسع عشر " من ناحية البنية والوظيفة وحتي العقائد القائمة عليها (شبه

الدكتور نصر جماعة االخوان المسلمين من ناحية الهيكل التنظيمي بالحزب الشيوعي). ودعي عارف أيضا اليبدء النظر لحركات االسالم السياسي ودراستها من منطلق أنها " ظاهرة اجتماعية " باالساس٬ وليست فقط "

ظاهرة سياسية ".

النقطة الثالثة: السياق التاريخي لظهور هذه الحركات. فقد ظهرت هذه الحركات في ظل لحظة تاريخية معينة٬كان فيها الوطن العربي كله اسير االحتالل وتحت لواء الخالفة العثمانية (قبل 1925) وبالتالي كانت أغلبالجماعات والحركات السياسية وقتها قائمة باالساس علي خطابين اساسيين٬ محاربة االستعمار واالحتالل

الخارجي. وهو ما رأي عارف أنه مازال موجودًا حتي االن في حركات االسالم السياسي٬ الفتًا النظر الي ان هذاالخطاب اصبح خارج التاريخ االن.

النقطة الرابعة: السياق العمري (الجيلي) لهذه الجماعات والحركات٬ فأغلب قيادات هذه الحركات (تحديدًا االخوانالمسلمون) تعدوا العقد السادس من اعمارهم٬ وهم أبناء عصور االضطهاد واالعتقال والعمل السري والعنف

المسلح ضد الدولة٬ يطغي عليهم اسلوب حرب العصابات والتنظيمات السرية٬ وال يعرفون التعامل في العلن وفقاليات معينة تحكم العملية السياسية المدنية٬ وشبههم عارف بـ " عميان أفالطون "٬ الذين يحيون بعقلية

الكهوف والسجون في ظل عالم مفتوح علي اقصاه.

النقطة الخامسة: أننا بصدد دراسة ظاهرة جديدة علينا تمامًا (خصوصًا داعش) واالسئلة القديمة التي دائبالباحثين علي طرحها طوال العقود الماضية اصبحت ال تصلح االن٬ وال حتي هناك جدوي من طرحها كون الواقع

قد تجاوزها بمراحل٬ وبالتالي فنحن بحاجة للتفكير خارج الصندوق.

النقطة السادسة واالخيرة: هل مازالت نظرة الجماهير الي االسالميين كما هي قبل تجربة وصولهم للحكم وثورة

النقطة السادسة واالخيرة: هل مازالت نظرة الجماهير الي االسالميين كما هي قبل تجربة وصولهم للحكم وثورةالشعوب عليهم. هذه المسألة في رأي عارف تعتبر غاية في االهمية أن نحن اردنا معرفة مستقبل هذه الحركات

في منطقتنا٬ وجادل عارف بالقول بأن صورة االسالميين في مصر بعد 30 يونيو وبسبب سلوكيات األخوانالشاذة والمكروه من الشعب المصري جعلت شعبيتهم وقبول الشارع لهم مسألة صعبة خالل العقد القادم علياقل تقدير. وقال أيضا ان هذا النموذج ليس فقط حكرًا علي االخوان المسلمون في مصر٬ ولكن حتي تجربة

حزب العدالة والتنمية في تركيا٬ اصبحت تصرفات طيب اردوغان تلقي بظالل علي مدي ديمقراطية تياراتاالسالم السياسي في العالم االسالمي كله.

د. عبير النجار: . 3

من جانبها تحدثت الدكتورة عبير النجار أستاذ اإلعالم بالجامعة األمريكية عن ضروة بحث من يحدد تصنيفحركة اإلسالم السياسي كونها متطرفة أو معتدلة؟ فمن يمتلك التصنيف يمتلك التوجيه٬ كما دعت لدراسة دور

اللغة والثقافة المجتمعية السائدة إذا اردنا معرفة ورصد االسباب التي ادت الي ظهور جماعات االسالمالسياسي المتطرفة وصوًال الي داعش ومرحلة قطع الرؤوس. مشددة علي دور المناهج التعليمية والقيم التي يتم

تدريسها للطالب والتالميذ ويتم ترويجها في وسائل االعالم في خلق أو تشجيع مثل هذه الظواهر والمساعدةفي نشرها. وذكرت أيضا أن هناك بعض المقررات الدراسية في بعض البلدان العربية تشجع علي التطرف

والعنصرية تجاه االخر٬ وهو االمر الذي يجب التنبه اليه في المستقبل٬ فداعش وغيرها ظاهرة خاصة بنا٬ ولمتظهر من العدم كما تجادل.

أ. إبراهيم غالي (مركز المستقبل للدراسات المتقدمة) . 4

من جانبه قال االستاذ أبراهيم غالي (الباحث والخبير في مركز المستقبل للدراسات المتقدمة في أبو ظبي) أن الورقة التي قدمها االستاذ الدكتور حسنين توفيق ثرية جدًا من الناحية النظرية٬ وأنها تمثلبالفعل قاعدة يمكن البناء عليها لمشروع بحثي متمكامل في دراسة مستقبل حركات االسالم السياسي٬ وما

يتداخل ويرتبط بها من ظواهر سياسية واجتماعية أخري.

كذلك شدد غالي علي ما سبق وذكره الدكتور حمدي عبد الرحمن من ضرورة التفرقة بين المفاهيم والتعريفاتوالتصنيفات فيما يتعلق بحركات االسالم السياسي٬ وذلك تجنبًا للخلط واللغط حول الظواهر محل الدراسة.

وتسهيل االمور علي صناع القرار والمؤسسات التي تتعامل مع مثل هذه الظواهر. وأخيرًا دعي االستاذ ابراهيمغالي مركز العربية للدراسات الي تبني عمل مؤتمر دولي لمناقشة هذه الظاهرة بصورة موسعة٬ ودعوة عدد من

الخبراء والمتخصصين في كافة مجاالت العلوم االجتماعية لدراسة هذه الظالهرة٬ ثم طرحها في كتاب لتعميمالفائدة وسد فجوة معرفية تفتقدها المكتبة العربية في مجال دراسة حركة االسالم السياسي.

أ. أحمد أبو زيد (جامعة الجزيرة) . 5

تكلم االستاذ أحمد محمد أبو زيد (المحاضر في العلوم السياسية بجامعة الجزيرة في دبي) عن مسألة الربط بينالنظرية والتطبيق العملي فيما يتعلق بظاهرة حركات االسالم السياسي في العالم العربي. مجادًال بأنه يجب أن

يكون هناك جسرًا بين االكاديميين وصناع القرار والمؤسسات المعنية بالموضوع من جانب أخر٬ وٕاال فإن العلماءواالكاديميين سيكونون كمن يتحدثون النفسهم.

في محاولته لربط النظرية بالواقع دعي أبو زيد مؤلف الورقة االستاذ الدكتور حسنين توفيق الي ضرورة الربط

في محاولته لربط النظرية بالواقع دعي أبو زيد مؤلف الورقة االستاذ الدكتور حسنين توفيق الي ضرورة الربطأو االجابة عن بعض التسأوالت الخاصة بالموضوعات التالية (1) دور التحول الجاري في البيئات المحلية

واالقليمية والخارجية في التأثير علي مستقبل حركات االسالم السياسي٬ (2) دور ومدي تأثير التوظيفالسياسي من جانب القوي الدولية واالقليمية المعادية لهذه الحركات في التأثير علي مستقبل أمن واستقرار

المنطقة٬ (3) تحديد ما هي الثوابت والمتغيرات التي تحدد السياسات االقليمية تجاه هذه الحركان٬ (4) ضرروةضبط المفاهيم والمقصود بمفهوم " حركات اسالم سياسي " فهل يصح مثًال اطالق هذا المفهوم علي جماعاتارهابية واجرامية مثل داعش؟ (5) تحديد الفارق بين مفاهيم مختلطة وغائمة مثل االرهاب واالسالم السياسي٬

فاين يبدأ االرهاب٬ واين ينتهي االسالم السياسي؟ فالميديا العالمية االن نجحت في ربط االسالم السياسيباالرهاب والعكس بالعكس٬ وهذا تطور خطير وله دالالته الخطيرة علي المستقبل٬ (6) رصد تأثير التحول في

مجال تسليح جماعات االسالم السياسي٬ سواء علي سلوكها تجاه الدولة والمجتمع والمواطنين٬ وهل هذا التغيرسيدفعها اكثر نحو العنف أم ماذا؟ (6) دور المظلومية وخطاب االضطهاد في تحديد مستقبل حركات االسالم

السياسي (خصوصًا بعد 30 يونيو)٬ اخيرًا (7) دور وتأثير الثورة الجارية في مجال االتصاالت والمعلومات عليهذه الحركات (من ناحية التطور النوعي لها في مجال التعبئة والتجنيد٬ العمليات العسكرية٬ الخطاب االعالمي

... الخ).

أ. شادي عبد الوهاب (رئيس تحرير مجلة اتجاهات األحداث مركز المستقبل للدراسات المتقدمة- أبو ظبي) . 6

أشار االستاذ شادي عبد الوهاب (الباحث في مركز المستقبل للدراسات المتقدمة في أبو ظبي) إلى نقطة غايةفي االهمية فيما يتعلق بأسلوب عمل وممارسات حركات االسالم السياسي والجماعات المتطرفة في العالم العربيوخارجه٬ وهي أسلوب التقليد والتعلم من األخرين. حيث أشار إلى أن هذه الجماعات تتعلم من أخطائها وتحاولدائما عمل مراجعة الدائها ومعرفة أسباب النجاح والفشل٬ بل واستلهام تجارب االخرين٬ ضاربًا المثال علي ذلك

بقيام تنظيم الدولة االسالمية (داعش) بتبني أسلوب السبايا وخطف االجانب من أجل الفدية٬ مقلدة بذلك أسلوبجماعات متطرفة في غرب أفريقيا مثل جماعات بوكو حرام وغيرها. وهو األمر الذي سيساعدنا – من وجهة

نظره – كباحثين وخبراء في فهم مستقبل هذه الحركات في المستقبل.

علي صعيد أخر٬ دعي االستاذ شادي الي التركيز باألساس علي دراسة االدبيات والمؤلفات األصلية التي كتبهامفكري (إذا كان هناك) هذه الجماعات والحركات نفسها قبل االعتماد علي مصادر ومراجع حديثة وغربية عنالتصدي للحديث عن هذه الحركات. فاألولي أن نفهم ما يقولونه أو يفكر فيه انصار هذه الحركات والجماعات

نفسها٬ وما يقوله مؤسسيها والقادة في داخلها٬ فهذا سيساعدنا بالتأكيد في فهم عقليات ومناهج وطريقة تعاملهذه الحركات والجماعات٬ أفضل من لو قمنا بالقراءة عنهم من الخارج فقط٬ كما يعمل الباحثون في الغرب.

أ. علي بريشة (قناة العربية) . 7

في مداخلته تحدث االستاذ علي بريشة٬ المعد الرئيسي لبرنامج صناعة الموت الذي تذيعه قناة العربية٬ ويتناولملفات وقضايا االرهاب والتطرف في المنطقة منذ عدة سنوات٬ عن دور السلطة في انشاء وظهور مثل هذهالجماعات المتطرفة من جانب٬ وأيضا دور المجتمع الذي انتج مثل هذه الظواهر٬ حيث قال السيد علي أن

المجتمعات العربية جميعها مجتمعات ضعيفة ومتأخرة ورافضة للديمقراطية٬ وتمثل في رأيه بيئة حاضنة لمثلهذه الجماعات٬ وقال أيضا أن هناك بعض المؤسسات الرسمية التي ال تقل تطرفًا وراديكالية عن بعض جماعات

االسالم السياسي.

رأي بريشة أيضا أن جذور ازمة السالم السياسي والحركات االسالمية٬ كما هي ازمة المجتمعات العربية نفسهاترجع باالساس للدولة نفسها٬ فالدولة ال تحترم المواطنين وتتعامل دائما بصورة عنيفة مع معارضيها٬ وهذا هواالرث التي تركتها لنا النظم السياسية٬ بدليل أن االسالميين عندما وصلوا للحكم لم يتعاملوا مع معارضيهم أو

مع المواطنين اال بنفس الطريقة التي تعاملت بها معهم الدولة في السابق٬ بل أيضا وتتبني نفس خطابات النظمالسابقة٬ مع فقط أضافة بعد ديني أو اخالقي عليه. وهذا هو سبب المشكلة من وجهة نظره٬ غياب الديمقراطية

واحترام الرأي والرأي األخر.

أ. مازن العليوي (مدير قسم الرأي بجريدة الرؤية االماراتية) . 8

في مداخلته وتعليقه علي الورقة٬ قال االستاذ مازن العليوي الكاتب في جريدة الرؤية االماراتية أنه ال بد منالفصل بين اإلسالم السياسي الذي يعمل بأجندات فكرية ولديه مفكرون ومنظرون ومراجع وبين المجموعات

الحربية أو القتالية٬ داعيًا أيضا الي عدم التركيز علي االتجاه االحادي في التناول٬ مشيرًا الي ظاهرة ما يسمياالسالم السياسي. قائًال بأنه ال يوجد فقط " اسالم سياسي سني " كما تقول أغلب االدبيات المتخصصة٬ ولكنهناك أيضا " اسالم سياسي شيعي " ممثًال في حركات وجماعات مثل حزب اهللا في لبنان٬ الحوثيون في اليمن٬والجماعات المتطرفة والراديكالية في العراق وغيرها. وهو أمر يستحق االهتمام بصورة ال تقل عن دراسة حركات

االسالم السياسي السنية.

وقد أشار السيد مازن إلى تجربة مدينة الرقة السورية (العاصمة األولي لداعش كما وصفها) التي نجح االعالمالعربي والدولي (بجهل) في لصق مصطلح اإلسالم السياسي بمذهب واحد وتجاهل الحزبية لدى المذهب اآلخر

مثل حزب اللـه والحوثيين.

وقد عارض السيد مارن العليوي االقوال واالطروحات التي انتقدت التعويل علي النهج العسكري والمسلح فيالتعامل مع مثل هذه الحركات والجماعات٬ منتقدًا مثل هذه األراء قائًال بأن العقل والمنطق والتاريخ يعلمنا بأنه اليوجد حل مع الجماعات التي حملت السالح باسم الدين وقامت بقتل االبرياء والمدنين العزل إال باجتثاث جذورها

من األصل٬ رافضًا أي دعوة للحوار مع هذه الجماعات.

وفتحت الورشة العديد من اٍألسئلة وطرحت العديد من اإلجابات التي تستثير الذهن البحثي في قضية بالغةالتعقيد والتركيب كما أشار مدير الندوة ومعهد العربية للدراسات الذي وعد باستمرار هذا الجهد النقاشي والتفاكري

لتنظيم التفكير في مناخ السيولة العربية السائد وقضاياه اإلشكالية٬ وتوجه بالشكر إلدارة إم بي سي وٕادارةالعربية على ما تقدمه من دعم لهذه النشاطات المستمرة.

اآلراء المنشورة التعبر بالضرورة عن آراء المعهد أو قناة العربية وتلزم أصحابها