أسباب تباين الرّأي النّحوي عند القدماء

14
بهاغة العربية وآدال ال وث : صف سنوية ن علميةامعة إصفهان جنبيةت الغاية الكلكمة ل د العد9 ( خريف وشتاء3414 ـ3411 هـ. ق/ 3192 هـ. ش) ص، 93 ــ314 أي الن ين الر تبااب أسبلقدماء حوي عند ا د. ض السواد ريا* مرضي ه قرباوان ي** لخص ا أهم مايز قواعد الغة ل العربيةتصافها ا بالسعةد، والتعد ةيث يصعب علىتفقه ا السيطرة عليهاحاطة واا فيها هنا ك هتلفة عواملعد، منها ما جاء القوا ديةذه التعد ه ا دور بسب بلغة ال العربية نفسها؛ نها لغةاقية اشتقا القدرة على التوسعنفتاح واخذ وا عنلغات الثو و ير ما تأخذ ل ي ناسب الطبيعة ال عليها لسانلناطق ا بها. به ومنها ما يتسبلنحاة ا أنفسهم منم ض ا يتعر سيان النالوهم و أو انالتطور طأ و الفكري. بسبضها عام قد جاء ب وبع انف لثقا ا أ و ال تصحيف و ال تحريف وقعا كث من آراءلنحاة ا أو من تنغيمموسيقى وم ك. وقد يكون منف اخت مذه فقهي نشب ب أبناءمة ابسب بفات اخت سياسية ومصاجتماعية ا كانت و تزال ثيط بأبناءمة ا الواحدة. وذه ه ال ورقة البحثية تسعىلي دراس ـ ثلي منهج وصفي ة ي عذه هابسب ا وتأث كية ومنية القواعد النحود تعد حد منها وا ل أهم اسة عليهات الدرا حصلئج ال لنتا كعدهاقوالغة و ال أنشارة إ ا ننارت ب العصور تأث على مر ظروفجتماعيةفية والثقاة اميا انية و والدي خضع ت ل ثقافةلنحاة اه ن ين؛ ر سيف ذو حد ن هذا التأثذهبية ونرى أتهم ا ونزعا كؤدي إتساعها، يلغة وا إثراء الي إ ما يؤد ل لمتفقهمها ل صعوبة تعلضها و غمو. فردات ا الرئيسية: النحو، الن حاة، لتباينب النحوي، أسباين التبا الرأي النحوي، ا. . قدمة اوجبة لذلكب اسباعل أهم افاهيم ولين اء وتبارا يتسم بكثرة اثا منه ترادة جعلتعوامل متعد النحو العربي ل خضعلتباين ا، رتباطه اسلمجة القرآنية وحات اسالدرالوثيق با ا ـبهم ومذاهف أجناسهم على اخت ـ إ علم يساعدهم على تفس تسلمريخ ال ــ تا: 82 / 1 / 128 هـ. قبولريخ ال ش؛ تا: 82 / / 121 هـ. ش. * أستاذالنحولغة و ال بامعة ذي قار ؛ العراق. ** طالب ة الدكتوراه قسمها بامعةغة العربية وآدابل ال إصفهان. [email protected] Email:

Transcript of أسباب تباين الرّأي النّحوي عند القدماء

حمكمة لكلية اللغات األجنبية جبامعة إصفهانعلمية نصف سنوية : حبوث يف اللغة العربية وآدابها 314ــ 93، ص (ش. هـ 3192/ق. هـ3411ـ 3414 وشتاء خريف) 9العدد

حوي عند القدماءأسباب تباين الرأي الن

*رياض السواد. د

**يقرباخنان همرضي

امللخص

عوامل خمتلفة كهنا فيها مبا واإلحاطة عليها السيطرة املتفقه على يصعب حبيث والتعدد، بالسعة اتصافها العربية للغةا قواعد مييز ما أهم

عن واألخذ واالنفتاح التوسع على القدرة هلا اشتقاقية لغة نهانفسها؛ أل العربية اللغة بسبب هلا دور يف هذه التعددية يف القواعد، منها ما جاء

أو والوهم النسيانمبا يتعرض هلم من أنفسهم النحاةومنها ما يتسببه .بها الناطقني لسان عليها اليت الطبيعة ناسبيل تأخذ ما يروحتو اللغات

تنغيم من أو النحاة آراء من كثري يفوقعا تحريفالو تصحيفال وأ الثقايف الفاخلوبعضها عام قد جاء بسبب .الفكري طأ والتطوراخل

حتيط تزال وال كانت اجتماعية ومصاحل سياسية اختالفات بسبب األمة أبناء بني نشب فقهي مذهيب اختالف من يكون وقد .كالم وموسيقى

. الواحدة األمة بأبناء

ل واحد منها يف تعددية القواعد النحوية ومن كوتأثري األسباب هذه عيمج ةيف منهج وصفي ـ حتليلي دراستسعى ورقة البحثيةالهذه و

احلياة الثقافية واالجتماعية ظروفعلى مر العصور تأثرت بننا اإلشارة إىل أن اللغة وقواعدها كميلنتائج اليت حصلت الدراسة عليها أهم ا

ىل لما يؤدي إىل إثراء اللغة واتساعها، يؤدي إكونزعاتهم املذهبية ونرى أن هذا التأثر سيف ذو حدين؛ ألنه النحاةثقافة ل تخضعوالدينية و

.غموضها وصعوبة تعلمها للمتفقهني

.الرأي النحوي، التباين النحوي، أسباب التباين ،حاةالنالنحو، :الرئيسية املفردات

املقدمة.

خضع النحو العربي لعوامل متعددة جعلت منه تراثا يتسم بكثرة اآلراء وتباين املفاهيم ولعل أهم األسباب املوجبة لذلك

علم يساعدهم على تفسري إىل ـعلى اختالف أجناسهم ومذاهبهم ـ الوثيق بالدراسات القرآنية وحاجة املسلمني ارتباطه ،التباين

.ش. هـ121 / /82: ش؛ تاريخ القبول. هـ128 /1 /82: ــ تاريخ التسلم

.العراق ؛ذي قار جبامعة اللغة والنحوأستاذ *

:[email protected] .إصفهاناللغة العربية وآدابها جبامعة قسم يفالدكتوراه ةطالب **

9العدد ـ ( ش. هـ3192/ ق .هـ 3411ـ 3414خريف وشتاء )جبامعة إصفهان كمة لكلية اللغات األجنبية نصف سنوية علمية حم: حبوث يف اللغة العربية وآدابها

29

ن أن جند بينهم كومين وفهم أحكامه، ومل يكن أصحاب العربية من الدارسني على قومية واحدة ففيهم العربي وفيهم الفارسي آالقر

األمم وألفاظها وطرق ربط كالمها اختلفت وجهات النظر وساد التعدد يف اآلراء، ختالف مفاهيم ال نتيجةو. ابن جينكالرومي

رافدا أساسيا من روافد ( البصرة والكوفة)فضال عن ذلك فقد شكل اختالف الثقافة بني البيئات العربية اليت منا فيها علم النحو

اجملتمع العربي، املستوردة يفواملنطق والتالقح بني الثقافات تباين اآلراء وتشعب الفكر، فقد امتازت البيئة البصرية بشيوع الفلسفة

هب الفقهية والعقائدية دور فعال اومل يكن األمر مقصورا على ذلك بل كان للمذ. وامتازت الكوفة بالقراءات والشعر وأيام العرب

يقع نراهتباين املذكور بني حناة متعددين فحسب بل ومل يكن ال. راء النحوية وتباينها تبعا ملا تقتضية عقيدة الفقيه ومذهبهيف تعدد اآل

. إذ يطرح فيها رأيني أو أكثر ال يعرف بها مذهبه النحوي أو اجتاهه ورأيه القاطع ،يف آراء النحوي الواحد ويف املسألة الواحدة

أال ترى أن »: إذ يقول ،جين ومل تكن هذه الظاهرة غائبة عن أذهان الدارسني قدميا بل تنبه عليها عمالقة النحو العربي كابن

من إجازة الوجه اآلخر، إذ كان من مذهبهم وعلى ىن كان بعضها أقوى من بعض، وال متنعه قوة القوإالعامل الواحد قد جييب يف الشيء بأجوبة، و

فتى يف شيء من ذلك بأحد األجوبة ن رأيت العامل قد أإف ،نفسه يف أحواهلم تفاوتت وإن به والحقمست كالمهم كرجل له عدة أوالد فكلهم ولد له

له مائة بيضا، أنه حال من : أال ترى لقول سيبويه يف قوهلم. اجلائزة فيه، فألنه وضع يده على أظهرها عنده فأفتى به، وإن كان جميزا لآلخر وقائال به

والبحث دراسة .(128ـ 12، ص8 جم،298 ، ابن جين)« ...ن كـان جائزا أن يكون بيضا حاال من الضمري املعرفة املرفوع يف له إالنكرة، و

.حظه يف الدرس النحويسباب هذا التباين الذي نالأيف

:ما يليكن أن نلخص أسئلة البحث كوعلى هذا األساس مي

ة مع بعض؟تب النحوية واختالف آراء النحاكتباين الرأي النحوي يف الـ ما هي أهم عوامل

اللغة العربية؟ يف تؤثر هذه العوامل على قواعدكـ

ـ ما هي العوامل اليت توجب اخلالف يف آراء حنوي واحد؟

تب النحوية؟كـ ما هي فائدة التعرف على هذه العوامل للمتعلم عندما يواجه التناقض يف ال

ثراء النحو العربي بسبب تعددية أسباب تباين الرأي النحوي اليت تؤدي إىل إ: بالنسبة إىل املنهج الذي نهجناه أثناء الدراسة نقول

. قسمنا هذه األسباب إىل قسمني اخلاص والعامواتساعها من جهة، وإىل تعقيد القواعد وصعوبة تعلمها للمتفقه من جهة أخرى،

ري كوهو النسيان، والوهم أو اخلطأ والتطور الف: يف ثالثة مباحث سباب اخلاصة اليت يعنى بها النحوي نفسهاأل ثم درسنا

وهو اخلالف الثقايف، واختالف اللهجات والقراءات، والتصحيف والتحريف، والغموض : ة يف مخسة مباحثواألسباب العام

وأتينا .وغري ذلك مما مل يكن بسبب من النحوي نفسهاللغوي ومظاهر االحتمال واالختالف، واالختالف يف املذاهب الفقهية

شرح الرضي ومغين اللبيب و تاب واخلصائصكالتفسري واللغة مثل تب النحو والكل هذه األسباب مستفادا من أمهات كبنماذج ل

من كوغري ذل لسان العربو تاج العروس من جواهر القاموسو تفسري البيضاوىواإلنصاف يف مسائل اخلالف و على الكافية

.األسباب يف النحو العربي وقواعده كل واحد من تلكتب وشرحنا مدى تأثري كال

هذه الدراسة تعطي القارئ تارخيا موجزا عن تطور النحو : ث وضرورة التطرق إليه فيجدر بنا القولأما حول أهمية هذا البح

ل واحد من هذه األسباب يف كتدرس مدى تأثري كالعربي وتأثري العوامل املختلفة يف تباين الرأي النحوي بني النحاة وفضال عن ذل

شف للمتعلم أسباب كويف بعض األحيان ت. ما نراها يف يومنا الراهنكلت إلينا قواعد النحوية وتطورها عرب الزمن حتى وصالوين كت

. تب النحويةكاخلالفات يف ال كتصونه عن الوقوع يف اخلطأ عند مواجهة تل كاخلالف بني آراء حنوي واحد وبذل

القدماء أسباب تباين الرأي النحوي عند

29

نها مل تشر كالنحوي بني النحاة ل تب شتى مؤلفة يف اخلالفك كويف النهاية نشري إىل الدراسات السابقة هلذا املوضوع ونقول هنا

، ثعلب حييى بن ألمحد النحويني اختالفالبن األنباري، اإلنصاف يف مسائل اخلالفإىل أسباب هذه اخلالف بالتفصيل ومنها

عيسى بن علي احلسن ألبي النحويني بني اخلالف، النحاس حممد بن أمحد جعفر ألبي والكوفيني البصريني اختالف يف املقنع

تب األخرى كثري من الكو محدان موسى حملمود البالغي النظر ضوء يف والكوفيني البصريني النحويني بني اخلالف مسائل، انيالرم

تباين الرأي يف املسألة الواحدة يف القرن الرابع اهلجري ـ مسائل »رسالة جامعية لدرجة املاجستري بعنوان كوهنا. للقدماء واملعاصرين

ما تشري إليها الباحثة ـ إشارة عابرة إىل هذه كوفة، وفيها ـ كللباحثة زمن حممود جواد اجلمالي من جامعة ال« مساءاخلالف يف األ

ون هذه كونرجو أن ت. ما يبدو من العنوان، هذه الرسالة تدرس املوضوع يف إطار خاص خيتلف عن موضوعنا هذاكن كاألسباب ل

.ملة ملا سبقهاكدراسة وافية يف املوضوع ومستالدراسة ـ بناء على الدراسات السابقة ـ

األسباب اخلاصة .8

ثري ملدرسة أو مذهب أو واقع لغوي يفرضه نص من أسباب اليت ميكن تسميتها مبتناقضات النحوي نفسه من دون تريد بها األنو

:ما يليك و جمموعة مؤلفات، وهيأوتكون عادة يف مؤلف واحد من مؤلفاته . النصوص

سيانالن. . 8

سلم حنوي من حناة العربية من قلما و. وحيصل عند النحوي الواحد ويراد به أن يأتي برأي ثم يأتي بعكسه وكأنه نسي رأيه األول

ا ه "أن"فـ ،(812 : البقرة) نقاتل في سبيل الله أالوما لنا :يفقول األخفش كثري من النحاة كه عند دأن جن حبيث ميكنذلك،

وهي زائدة كما "أن"فأعمل "لنا ال نقاتل وما": فهي تزاد يف هذا املعنى كثريا ومعناه "لو"و "ملا"و "فلما"هنا زائدة كما زيدت بعد

: قال الفرزدق. وهي زائدة "نم"، فأعمل "ن أحدما أتاني م: قال

ــنت ــمت ت ك ـــــ ــوت لـــــ ــو لـــــ ــان ال ذ ن ـــــ ــا غطفـــــ لهـــــ

ــتت ذ وو أ ــيو الم ـــــــــ ــر اإلـــــــــ ــاب ها ع م ـــــــــ حتســـــــــ

ولكنه عاد فيما بعد فجعلها زائدة ال . (122ـ 122 ، ص م، ج 229 األخفش، )« زائدة وأعملها" ال"و. لوت لمت ت ك نت غطفان لها ذ ن و : املعنى

وكذلك " و أي ش يتء لك مت يف أال ت أك ل وا" ـواهلل اعلم ـ يقول . ع ليته و م ا لك مت أال ت أك ل وا م موا ذ ك ر استم الله :وقال»: تعمل وهو يناقش املسألة عينها قال

لنا و أال و م ا"لكانت " وما لنا و كذا"، ولو كانت يف معنى زائدة الرتفع الفعل "أنت"ولو كانت ". أي ش يتء لنا يف ت رك الق تال: "يقول. "أال ن قات ل الن و م ا"

لة الواحدة أفمن آرائه املتعددة يف املس. وأكثر أبو حيان من آرائه املختلفة يف املسألة الواحدة .(911ـ 911 ، ص8، ج السابق)«"ل ن قات

أبو حيان، )« ولوسط أوالك ولبعيد أولئك»: منهج السالكجاء يف . اليت جعلها مرة للبعيد ومرة أخرى للمتوسط البعد "أولئك"مذهبه يف

أبو حيان، )« "كلأوال"عيد ولب "أولئك"و "أوالك"ط لوسو»:قال. للمتوسط البعـد" أولئك"يعود ليجعل رتشافاالويف .(81م، ص 221

(.229، ص م، ج 2 1

ال تزاد : فمرة قال ذلك، يفوقد اضطر رأي الفارسي »: احلجازية "ما"وقال ابن عقيل بعد أن ذكر رأي الفارسي يف زيادة الباء يف خرب

. وكأنه نسي رأيه األول يف املسألة املذكورة. (112 ، ص م، ج 222 ابن عقيل، )« تزاد يف اخلرب املنفي: اء إال بعد احلجازية، ومرة قالالب

:الفرزدق جاء البيت بلفظ يف ديوان

ــا ــو هلــــــــ ــان ال ذ ن ــــــــ ــنت غطفــــــــ ــوت ملت ت ك ــــــــ لــــــــ

إلـــــــــــــــــــي ال ذ و و أحتالم ه ـــــــــــــــــــمت ع م ـــــــــــــــــــر ا

(129، ص م، ج 221 الفرزدق، )

9العدد ـ ( ش. هـ3192/ ق .هـ 3411ـ 3414خريف وشتاء )جبامعة إصفهان كمة لكلية اللغات األجنبية نصف سنوية علمية حم: حبوث يف اللغة العربية وآدابها

29

الوهم أو اخلطأ .8.8

،وهما ي وه م و و ه م ... إليه و هم ه ذهب: أي يم ي ه الشويء إىل ووه م [. غل طت : أي] كذا يف و ه مت : وي قال... أوها : واجلمع القلب و هتم » منوهو

كذا يف و ه مت : وي قال. أغفلت ه إ ذا الشيء وأوهمت... و هم وللقلب أوها ، واجلمع القلب، خ طر ات من: الو هتم »و(.«وهم»مادة فراهيدي،)« غلط أي

اللغة خصائص خيالف تبديل[ الوهم هو]»: فه الدكتور مازن مبارك بقولهوعر. («وهم»ادة م ،ظورابن من)« ... غل ط إذا ووه م ... غل طت أي وكذا

(.22م، ص 221 ، كاملبار)« ... بنظامها وخيل فطرتها وقواعد حياتها وناموس منوها وسنن

نحوي آخر من دون أن يقول ل أن ينسب حنوي ما رأيان اعتباره من ملحقات الوهم هو ما يقال له التقول أو الوضع وهو كومما مي

فذهب أبو علي الفارسي يف البغداديات وابن برهان [يريد حبذا]واختلف يف إعرابها »: قال ابن عقيل. به النحوي املنسوب إليه ذلك الرأي

، 1م، ج 221 بن عقيل، ا)« فاعله "ذا"فعل ماض و "بوح "إىل أن ... نه مذهب سيبويه وأن من نقل عنه غريه فقد أخطأ عليه أوابن خروف وزعم

ظاهرة تستحق الوقوف عندها وهلا أسبابها ومربراتها إذ قد يكون ناقل الرأي مقال يف استقرائه أو أصبح هشيوعبسبب و (.21 ص

رأي أحد النحاة املشهورين ولذا يكثر الوضع على ب اإلتيانوضاعا أو حمرجا وقد سئل سؤاال مل يعرفه فيضطر لتحريف احلقيقة و

"آلوزعم الكوفيون أن ال االستغاثة بعض »: وقد ذكر رأي النحاة يف الم االستغاثة همع اهلوامعيني والكوفيني األوائل، جاء يف البصر

ونقل األول عن الكوفيني ذكره ابن مالك ونازع فيه أبو حيان بأن الفراء قال ومن الناس من زعم كذا، فظاهر ...ر والبصريون قالوا بل هي ال ج...

(.21، ص 1هـ، ج 1 1 سيوطي، )« نه مل يقل به وهو من رؤوسهمأنه ليس مذهب الكوفيني، ثم أهذه العبارة منه،

ابن احلاجب، )« وهو قليل مل يذكره سيبويه وال املربد، على أن يكونا حريف جر رجيوز فيه اجل "خال"و "عدا"» :ومنه ما ذكره ابن احلاجب

سيبويه، )« "احاش"مبنزلة "خال"فيجعل ،"ما أتاني القو خال عبد اهلل" :وبعض العر يقول»: ما نصه تابالكوقد جاء يف (.811م، ص 221

وهو دليل على أن سيبويه واملربد (. 12 ، ص1ج ت، .داملربد، )« وما كان حرفا سوى إال فحاشا وخال»: املقتضبويف (. 191 ،8ج ت،.د

.ماجب وقع يف الوهم إذ نقل الرأي املتقدولكن ابن احل "خال"قد أشارا إىل حرفية

دين بدر ال)« بإمجاع النحاة بصريهم وكوفيهم على أن الواو ال ت رتب»: ومنه قول املرادي الذي نسبه إىل السريايف والفارسي والسهيلي

، (822، ص م، ج 221 ابن عصفور،)« وزعم بعض الكوفيني أنها للرتتيب»: يف حني ذكر ابن عصفور ،(92 ص هـ،1 1 ، املالكي

« إنوها للرتتيب :ونقل بعضهم عن الفراء والكسائي وثعلب والربعي وابن درستويه وبه قال بعض الفقهاء»: باذي ما نصهآسرتوذكر الرضي األ

ا يدل على النحاة املذكورين مم كوفيني خمالف رأيالبصريني والفقول املرادي بإمجاع النحاة (.128، ص 1م، ج 222 األسرتآباذي، )

.وقد تكون قلة االستقصاء والتسرع يف النقل من األسباب املوجبة لوقوع النحوي يف الوهم أو اخلطأ .لةأوهمه يف هذه املس

التطور الفكري. 1. 8

نحاة به ال وهو أمر أقر .وقد يرتك النحوي رأيا قاله يف فرتة من حياته نتيجة للتطور الفكري وتراكم اخلربة يف الدرس النحوي

سيبويه يف املواضع اليت مساها مسائل الغلط، فقلما يلز كتا وأما ما تعقب به أبو العباس حممد بن يزيد »: أنفسهم إذ كان ابن جين يقول

إن هذا : باس أنه قالوحدثنا أبو علي عن أبي بكر عن أبي الع .مع ق لته ـ من كال غري أبي العباسـ وهو أيضا . منه إال الشيء الن زتر الكتا صاحب

ف املربد أن ما كتبه يف الشبيبة رتعاوكأمنا (.822، ص 1ت، ج .ابن جين، د)« كتا عملناه يف أوان الشبيبة واحلداثة، واعتذر أبو العباس منه

.بغري ما كتب كان تسرعا غري مسوغ ولذا عاد فيما بعد ليقر

القدماء أسباب تباين الرأي النحوي عند

29

: من قول الشاعر «الفضل»ل األصمعي ذات يوم عن أشي سومن أمثلة التطور فـي الرأي وإدراك اخلطأ، أن الريا

هـــــــــــائ كال قظـــــــــــان ي ال ةر غتـــــــــــالثو ك ال السوـــــــــــ

ل ض ــــــالف ل يع خ ـتا الــــــليه ــــــع وك ل ــــــه ال ي شتــــــم

ثو فوقه وال تحته، كما صله أن املرأة الفضل هي اليت تكون يف ثو واحد، فجعل اخليعل فضال، ألنه الأالفضل من نعت اخليعل وهو مرفوع و": فقال

البغدادي، )« خذ على األصمعي ثم رجع عن هذا القول وقال بعد هو من نعت اهللوك إال أنه رفع على اجلوارأقال الرياشي وهذا مما . يقال امرأة فضل

عن رأيه األول ليقول يف ، ثم يعود( 2، ص ج ت،.داملربد، : انظر)ء ومنه أن املربد مينع إدغام النون باليا (.22، ص 9م، ج 222

ومنه ما روي (.2 8، ص ج ت،.داملربد، )« من يريد؟ من يقول؟: وتدغم ـ أي النون ـ يف الياء، حنو»: ما نصه املقتضبموضع آخر من

طي، لسيوا)وهو الصواب قال بالدالفثم رجع ،[حداحذال] ـ بالذال الرجل القصريـ حداح دال: عن أبي عمرو الشيباني أنه كان يقول

احملكم ويف (.املصدر نفسه)« [ربقته]ثم رجع بالراء . زبقته يف السجن أي حبسته بالزاي: يروية مروكان أبو عبيدة » (829، ص 8، ج م222

غميذر، هلل در أبيك ر: وقد روى ابن اإلعرابي ما تقد من قول الشاعر. املتنعم، وقيل املمتلئ مسنا كالغميدر :والغميذر»: واحمليط األعظم

:9هوقال ثعلب يف قول .بالذال والدال معا وفسرهما تفسريا واحدا، فقال هو املمتلئ مسنا

ــبتال ي ــد ع نتد ع ـــــــــ ــ هـــــــــ ــأنتال با الشوـــــــــ ر ض ـــــــــ

ر ذ يتــــــــــــــم غ ال ه ســــــــــــــان يتيف غ ط خــــــــــــــبتلاو

(.21، ص 2م، ج 8111ابن سيدة، )« كان ابن اإلعرابي قال مرة الغميذر بالذال ثم رجع عنه

األسباب العامة .1

سباب اليت مل تكن خاصة بالنحوي نفسه بل هي خاضعة لتأثريات خارجية انسحبت بدورها على الفكر النحوي وهي تلك األ

: كما يلي وهي. راء متباينة خمتلفةالعام، فجاءت اآل

ثقايفاخلالف ال.1.

، وكان من املفرتض أن يتوحد 2واالستصحاب س واإلمجاعة هي السماع والقياأربعأصول ىعل عتمادالبين النحو العربي با

ولكن الواقع الذي بني أيدينا للنحو العربي جاء خالف ذلك، . حناة العربية فيما بينهم فيما يسمعون وما يقيسون وما جيمعون عليه

فيما بعد إىل عامة الذي جرفقد شكلت عوامل متعددة أسباب اخلالف النحوي بني املصرين البصرة والكوفة أو قل اخلالف بصورة

لعل أهمها ما اختص باجلانب السياسي الذي مثله الصراع بني أركان الدولة اإلسالمية كالذي حصل يف . حيث اخلالف النحوي

.(91 ، ص 1 ج ،ابن منظورو 81 ، ص ج ،الفراهيدي: نظرا) منسوب للمنتخل اهلذلياللسان والعني البيت من شواهد .

(ر غ ابن منظور، مادة ث)مسلوك طريق أو واد بطن أو جبل يف فرجة كل: الثغرةو الثغر. 8

(ل ع ابن دريد، مادة خ)هلوكا الفاجرة سميت وربما تمايل أي ؛مشيها يف تهالك اليت املرأة: اهللوك. 1

ابن منظور، )كالقميص املرأة تلبسه شقيه يخاط أحد درع هو: وقيل الثياب، ومن اجللود من يكون الفرجين مخيط غري ثوب: وقيل الفرو،: اخليعل. 1

(ل ع مادة خ

.غري منسوب ألحد ،829 ، ص2 ج: والتاج 2 ، ص1 ج و21، ص1 ج: من شواهد اللسان. 9

(.ط ب ابن دريد، مادة خ) أيضا اخلبيط وهو اإلبل، تعلفه ويلجن الشجر من يخبط ورق: اخلبط. 2

غيسان يف ذلك كان: ويقال. رجاله من لست أي ؛فالن وغيسانه غسان من ولست. ضربه من أي غيسانه وال غسانه من لست: يقال: الغيسان. 2

(.ن س ابن منظور، مادة غ)حينه يف أي واحد مبعنى هوغيسان شبابه غيسات يف ذلك كان: وقال مشر. وطراءته شبابه نعمة يف أي ؛شبابه

.(121هـ، ص 182 السيوطي، )« هو إبقاء حال اللفظ على ما يستحقه يف األصل عند عد دليل النقل عن األصل». 2

9العدد ـ ( ش. هـ3192/ ق .هـ 3411ـ 3414خريف وشتاء )جبامعة إصفهان كمة لكلية اللغات األجنبية نصف سنوية علمية حم: حبوث يف اللغة العربية وآدابها

29

الصف اآلخر، لت عائشة وطلحة والزبريصفا ومث ل علي بن أبي طالبمعركة اجلمل وانقسام املسلمني حينها إىل صفني مث

يتبع هذا من مع كل ما. الكوفة عاصمة له م أهل البصرة إىل صف عائشة ومن معها، وآثر علي بن أبي طالب فانضم معظ

بناء املصرين حبيث راح كل واحد منهم يسري باجتاه خلق ثقافة جديدة البد وأن ألت والثقافات العامة اليت مث ئخالف يف املباد

له ثقافة غري ئولذا راح البصري وكما األسالف يبتعد عن سلطان الدولة وينش .رمن كلفهم األإختتلف عن ثقافة املصر اآلخر، و

(.الدولة) اليت عرفت يف املصر الذي مثلته سلطة عمر وعلي

وعليه فإذا ما اختص البصري بالسماع عن حرشة الضباب وأكلة الريابيع وأهل البادية ممن مل يتأثر لسانهم راح الكويف يسمع

وإذا ما قاس البصري على املطرد من . وأصحاب الكواميخ وأهل احلاضرة من الذين اختلط لسانهم بلسان األعاجمعن أهل السواد

ولعل السبب الذي جعل الكويف يبيح لنفسه القياس على املثل الواحد . كالم العرب مسح الكويف لنفسه أن يقيس على املثل الواحد

وكذا أهل الكوفة، فإنهم يسمون »: يقول اجلاحظ. الكوفة بيئة متتاز بالتالقح الفكريانفتاحه على بقية األمم اليت جعلت من بيئة

ل الكوفة قد املسحاة بال، وبال بالفارسية، ولو علق ذلك لغة أهل البصرة ـ إذ نزلوا بأدنى بالد فارس وأقصى بالد العر ـ كان ذلك أشبه، إذ كان أه

وأهل البصرة إذا التقت . ويسمي أهل الكوفة احلوك باذروج، والباذروج بالفارسية واحلوك كلمة عربيةنزلوا بأدنى بالط النبط وأقصى بالد العر ،

زار، والوازار بالفارسية، إويسمون السوق أو السويقة و. أربعة طرق يسمونها مربعة، ويسميها أهل الكوفة اجلهار سو، واجلهار سو بالفارسية

(.82ص م،222 اجلاحظ،)« ويسمون القثاء خيارا واخليار فارسية

ونتيجة لذلك امتألت كتب النحو باخلالفات . وكان من املفرتض أن جيمعوا على ما قالوه من مادة حنوية ومل حيصل هذا كله

من هائل وقد أدى هذا كله إىل أنا جند أنفسنا أمام كم .النحوية بني حناة املدرسة الواحدة مرة وبني حناة مدرستني خمتلفتني مرة أخرى

ي باسم الفعل عند البصريني لفظ جيري جمرى الفعل مومنه أن ما س. ياملسائل املتباينة حصر قسم كبري منها يف كتب اخلالف النحو

وهم يقرون بداللة هذه األلفاظ على الزمن وهي عندهم . (82 ، ص 1م، ج 222 األمشوني، : انظر) ولكنه ليس بفعل وال مصدر

املصدر : انظر) اعتمادا على التعدي والزمن الذي تستطيع الصيغة احللول فيه ،، وهي عند الكوفيني أفعالتتعدى كما تتعدى األفعال

(.82 ، ص 1، ج نفسه

ال تعمل ـ أي كانـ تعمل يف االسم املنصوب بعدها النصب ليكون خربا هلا، ومذهب الكوفيني أنها "كان"ومذهب البصريني أن

وأن صيغة فاعل وفروعها ،(891، ص ج هـ،112 السيوطي، : انظر) منصوب على احلال أو شبهه شيئا يف املنصوب بعدها بل هو

ص هـ،181 الزجاجي، : انظر) وهي عند الكوفيني فعل يسمونه الفعل الدائم. اسم عند البصريني لدخول عالمات األمساء عليها

ويرى الكوفيون أنها من ،(212ص ،هـ121 األنباري، : انظر) االداخلة على املضارع أصل بنفسه "السني"ويرى البصريون أن (. 829

ومثل هذا كثري ساهم مساهمة فعالة يف إجياد (. املصدر نفسه: انظر) أصل سوف أسقط االستعمال واجلري على األلسن بعض حروفها

راء متعددة آحوية، وأن الدارس جيد نفسه أمام اهلائل من املباحث اللغوية غري املستقرة اليت أدت بدورها إىل تعقيد املادة الن هذا الكم

.ملسألة واحدة ال يكاد يعرف األصوب منها

اختالف اللهجات والقراءات .8. 1

وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة جمموعة من الصفات اللغوية تنتمي إىل بيئة خاصة، ويشرتك يف هذه الصفات مجيع أفراد هذه البيئة»اللهجة

ة هلجات، لكل منها خصائصها، ولكنها تشرتك مجيعا يف جمموعة من الظواهر اللغوية اليت تيسر اتصال أفراد هذه البيئات أوسع وأمشل تضم عد

يتوقف على قدر الرابطة اليت تربط بني هذه اللهجات، وتلك البيئة الشاملة اليت تتألف من بعضهم ببعض، وفهم ما قد يدور بينهم من حديث فهما

ومل تكن العربية هلجة واحدة وإن كان الغالب على الشعر (.2 م، ص 228 أنيس، )« اصطل على تسميتها باللغةعدة هلجات هي اليت

القدماء أسباب تباين الرأي النحوي عند

29

ولذا جتدهم يعيبون على الشخص الذي يتكلم بلهجة من هلجات القبائل . املنقول جميؤه باللغة العالية اليت مثلتها هلجة قريش

. املعروفة

قو تباعدوا عن عنعنة متيم وتلتلة بهراء : من أفص الناس؟ فقا رجل من السماط فقال: ات يو جللسائهأن معاوية قال ذ»: حكى األصمعي

احلريري، )« قومك يا أمري املؤمنني: من أولئك؟ فقال: فقال. وكشكشة ربيعة وكسكسة بكر، ليس فيهم غمغمة قضاعة وال طمطمانية محري

ن األقوال وقد جاءت بلهجات قبائلها وكان هلا دور مميز يف تعدد وتباين القاعدة ولكنا مع هذا جند الكثري م (.881م، ص 222

يا : قالفجاء عيسى بن عمر الثقفي وحنن عند أبي عمرو بن العالء : من ذلك مثال ما حدث به أبو حامت عن األصمعي قال. النحوية

ليس يف األرض حجازي إال وهو ينصب، وليس : أبو عمرو فقال. بالرفع "ليس الطيب إال املسك"بلغين عنك أنك جتيز !أبا عمرو

نه ال يرفع واذهبا إىل املنتجع ولقناه إفاذهبا إىل أبي املهدي ف 8وأنت يا خلف ىقم يا حيي: ثم قال. يف األرض متيمي إال وهو يرفع

أتأمراني بالكذب على كرب : فقال "ليس الطيب إال املسك" :كيف تقول: وقاال له فذهبا فأتيا أبا املهدي. نه ال ينصبإالنصب ف

ليس مالك األمر إال طاعة : قال اليزيدي فلما رأيت ذلك منه قلت لهفسين؟ فأين اجلادي؟ وأين كذا؟ وأين بنت اإلبل الصادرة؟

، فلقناه النصب ليس الطيب إال املسك: املنتجع فقال له خلفإىل ذهباثم ... ليس هذا حلين وال حلن قومي : فقال. اهلل والعمل بها

ومفاد ذلك أن كل قبيلة من القبائل املذكورة يف النص املتقدم تنطق خبالف (.11، ص 1ج ،م222 البغدادي، ) فيه فلم ينصب اوجهد

.صاحبتها واملعنى خمتلف يف حال الرفع عنه يف حال النصب

ولكن متيم تأتي به مرفوعا . هي هلجة حجازيةلفظ يرد مكسورا يف مواضع الرفع والنصب واخلفض، و "أمس"واملعتاد مثال أن

ذهب أمس مبا فيه وما رأيته :واعلم أن بين متيم يقولون يف موضع الرفع»: قال سيبويه. يف موضع الرفع ومكسورا يف موضعي النصب واجلر

أال ترى أن أهل احلجاز . يكون عليه يف القياس فال يصرفون يف الرفع ألنهم عدلوه عن األصل الذي هو عليه يف الكال ال عن ما ينبغي له أن. مذ أمس

أنها تنصب لعلواملعتاد يف (.821، ص 1ت، ج .سيبويه، د)« يكسرونه يف كل املواضع وبنو متيم يكسرونه يف أكثر املواضع يف النصب واجلر

:1ما بعدها ولكن قبيلة عقيل جتر بها، كقول كعب بن سعد الغنوي

ةر هتـ ج وت الصوـ ع فـ ارتى و أخر دع ا :ت ــــــــــــــلـــــــــق ف

ــل يــــــــــب قر نــــــــــك م وار غتــــــــــم ي الأب ــــــــــ لوع ــــــــ

ومتيم تبدل اهلمزة عينا يف هلجة (. 1، ص 8م، ج 221 ابن عقيل، : انظر)ر اجل "لعل"وقد جعل ابن عقيل ذلك شاهدا على إفادة

:1مسيت بالعنعنة، كقول ذي الرمة

.يريد اليزيدي.

.يريد خلف األمحر. 8

(.191 ، ص1 جخزانة األدب ) نسبه البغدادي لكعب بن سعد الغنوي. 1

:"أأن" :بلفظ ،(2 1، ص 1ج ، م222 ) البيت من قصيدة غزلية خبرقاء حمبوبة ذي الرمة مطلعها، أورده البغدادي. 1

ــه و ت أأنت ــ ت مـــــــــ ــاء خ نتم ـــــــــ ــنز م رقـــــــــ ةلـــــــــ

ــا أ كأنو ــاج هــــــــ ــســــــــ ــ ف رتي الطــــــــ هال ذ أختــــــــ

ــ هب ـــــــــ عيد ي الصوـــــــــرم ـــــــــى ي ح الضـــــــــه ب كأنوــــــ

ــاء ــ مــــــ ــ ة باب الصوــــــ ــين ع نتم ــــــ ــج م كيتــــــ و ســــــ

ــاء عتالو ر م ــــــــــخ عســــــــــتود م و رخ ــــــــــم ســــــــ

ــ بد و رط ـــــــــخ أس الـــــــــرو ظــــــــا ي ع ف ـــــــــ ةاب ــــــ

9العدد ـ ( ش. هـ3192/ ق .هـ 3411ـ 3414خريف وشتاء )جبامعة إصفهان كمة لكلية اللغات األجنبية نصف سنوية علمية حم: حبوث يف اللغة العربية وآدابها

29

ــ ةلـــــــــنز م رقـــــــــاء خ نتم ـــــــــ مت سوـــــــــر ت نتأع ـــــــ

ــاء ــ مــــــ ــ ة باب الصوــــــ ــين ع نتم ــــــ ــج م كيتــــــ و ســــــ

، ص ش، ج . هـ122 ابن هشام، : انظر) حرفا مصدريا "عن" البيت املتقدم لإلشارة به إىل كون مغين اللبيبواعتمد ابن هشام يف

.املصدرية "أن"معامال إياه معاملة ،(22

وعرفها الدكتور عبد (.2ص ، ، ج هـ181 ، اجلزريابن )« كلمات القرآن واختالفها بعزو الناقلةعلم بكيفية أداء »وأما القراءة فهي

وللقراءة القرآنية (.21ص ،م229 فضلي، )« ، أو كما ن ط قتت أمامه فأقرها النطق بألفاظ القرآن كما نطقها النيب» :ااهلادي الفضلي بأنه

أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم : ففي قوله تعاىل. يةدور فعال يف تباين آراء حناة العرب

. "يقول"بنصب ،(1 8 : البقرة) إن نصر الله قريبالبأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله أال

إن الله ومالئكته يصلون على : ومن ذلك قراءته(. 11 ، ص ج ت،.دالفراء، : انظر) قرأها الكسائي بالرفع ثم عاد إىل النصب

عطفا على اسم إن قبل متام اخلرب "مالئكته"برفع ،(92: 11 األحزاب) لموا تسليماالنبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وس

إذا اختلف اإلعرابان يف القراءات مل أفضل »: اإلتقانوكان ثعلب يقول فيما نقل عنه السيوطي يف (. 219، ص 8م، ج 221 النحاس، )

للقراءة كنومعنى هذا أن ثعلب كان ي (. 82، ص ، ج هـ121 السيوطي، )« قوىإعرابا على إعرا ، فإذا خرجت إىل كال الناس فضلت األ

.ن تباينتإالقرآنية احرتاما كبريا ويعربها حبسب اختالف جهة اإلعراب فيها و

التصحيف والتحريف .1.1

، ص 8م، ج 222 السيوطي، )« غيره عن الصوايقراءته يف صحيفة ومل يكن مسعه من الرجال ف منأن يأخذ الرجل اللفظ »: والتصحيف

وإن مل يكن لطيف الذوق وال حسن االختيار جاء ما لفقه من كال غريه رثا » :من معايب الفنون األدبية، يقول القلقشندى ويعد (.118

كثر أمر وقد. (2 1، ص 8م، ج 222 القلقشندي، )« فإن صحبه التصحيف والتحريف فتلك الطامة الكربى واملصيبة العظمى...ركيكا

ـ اجلوهري ومن هناته»: يقول أمحد عبد الغفور العطار .التصحيف والتحريف هذا يف كتب وأقوال اللغويني والنحويني على حد سواء

مقدمة : انظر)« وهو كثريا ما خيطئ يف رواية الشعر ويغير أشطره ويغلط يف نسبة الشعر إىل أصحابه...ـ التصحيف والتحريف لبعض الشعر

ىل وضع إمر قواهلم من تصحيف وحتريف فاضطرهم األومل يكن القوم على غفلة مما حيدث أل (.81، ص ج ،هـ112 ، صحاح

ومن أمثلة . محد العسكري وغريهماأبي ألكتاب التصحيف وشرحه للبلطي و كالتصحيف والتحريفمؤلفات يف هذا اجملال

:صحف قول احلطيئة»ماء أن األصمعي يف باب سقطات العل اخلصائصالتصحيف ما نقله ابن جين يف

ــت رتروغو ــع ز ي و ن ــــــــــــــــــ ــ ت متــــــــــــــــــ ـأن ــــــــــــــــــ

تــــــــــــــام رت يف ن يف الصوــــــــــــــالب ــــــــــــــ ـــــــــــــــك

:نشدهأف

رتيف تأم الضوي ب ن ال ت ...............

ويف (.821، ص 1م، ج 298 ابن جين، )« اجلبل: أصل اجلبل، يريد، اجل راصل: اجلر: وحكي أن الفراء صحف فقال... أي تأمر بإنزاله وإكرامه

وهذا تصحيف منكر والصوا درأت وضني : قال أبو منصور. يقال ذرأت الوضني إذا بسطته على األرض...قال الليث : قال األزهري»: اللسان

ودمع كثريا، أو كان قليال وسيالنه، الدمع قطران وهو: وسجمانا وسجوما سجما وتسجمه تسجمه املاء والسحابة الدمع العني سجمت: سجومامل .

(.م ج ظور، مادة سابن من)سجما العني متهسج :مسجوم

القدماء أسباب تباين الرأي النحوي عند

22

مام رأيني ملادة لغوية ال يعرف ومفاد هذا أننا أ (.«ذرأ»ابن منظور، مادة )« البعري إذا بسطته على األرض ثم أخنته عليه لتشد عليه الرحل

ومثل هذا كثري ساهم يف تباين وتعدد الرأي يف . فرواية الليث باملعجمة ورواية أبي منصور باملهملة. درأ"أم "ذرأ"الصواب منها

املوضوعات نهما من كونا موضوعني لغويني لكوعلى الرغم من أن التصحيف والتحريف يف بادئ األمر يبدو أن ي .املسائل اللغوية

.ن أن نرى هلا تأثريا يف اإلعراب والنحو مما يؤدي إىل اخلالف بني النحاةكاليت مي

الغموض اللغوي ومظاهر االحتمال .1.1

وقد ال يكون سبب التباين راجعا إىل اللغوي نفسه بقدر ما تكون اللغة محالة أوجه يضطر معها اللغوي إىل إعطاء وجوه متعددة

ن ن احتمالية اللفظة ألإو. مساهمة فعالة يف تعدد الرأي عند اللغويني تفاالحتمال ظاهرة ساهم. عنى بصورة عامةمن اإلعراب أو امل

حتل يف موضع حنوي ما، يعين فيما يعنيه سعة املعنى يف العربية وانفتاحه بشكل أوسع من قدرة اللفظ، ولذا يسمح للفظ يف أن

. ء كان يف حال إفراد أو بضمن السياقيتوسع ليعطي معاني غري اليت يرسم هلا سوا

قوله "باء"أن مذهب أبي احلسن يف سر صناعة اإلعرابما ذكره ابن جين يف : ومن مظاهر ذلك االحتمال يف الدرس النحوي

الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من : تعاىل

، وإمنا استدل على هذا "جزاء سيئة مثلها"أنها زائدة وتقديره عنده ،(82: 1 يونس) مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون

،(11: 18الشورى ) يئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه ال يحب الظالمنيوجزاء س: ربقوله تعاىل يف موضع آخ

مع ما "الباء"أن تكون : أحدهما. وهذا مذهب حسن واستدالل صحيح، إال أن اآلية قد حتتمل مع صحة هذا القول تأويلني آخرين

متعلقة بنفس اجلزاء، ويكون "مبثلها"يف "الباء"أن تكون : والوجه اآلخر ...جزاء سيئة كائن مبثلها: فكأنه قالبعدها هو اخلرب،

(.11 ـ 12 ، ص م، ج 221 ابن جين، ) اجلزاء مرتفعا باالبتداء

مل يغن، واالستفهامية فتكون : النافية، أي األوىل "ما"تحتمل »: ما أغنى عنه ماله وما كسب: عن قوله تعاىل مغين اللبيبويف

فمن أعربها نافية كان مصيبا ومن أعربها (.182، ص ، ج ش. هـ 122 ابن هشام، )« أي إغناء أغنى عنه ماله: مفعوال مطلقا، والتقدير

.احلسن البصري، تستكثر باجلز ن قلت فما تصنع بقراءة إف»: شرح قطر الندىويف . ن تباين الرأي واختلفإاستفهامية كان مصيبا أيضا و

والثاني أن يكون قدر الوقف عليه، لكونه . كأنه قيل ال تستكثر، أي ال تر ما تعطيه كثريا "متنن"حدها أن يكون بدال من أ :حيتمل ثالثة أوجه: قلت

،هـ121 ابن هشام، )« فطهر ،فكرب ،رفانذ: رأس آية فسكنه ألجل الوقف ثم وصله بنية الوقف، والثالث أن يكون سكنه لتناسب رؤوس اآلي وهي

(.21ص

التنغيم أو موسيقى الكالم .9. 1

. العربية لغة من اللغات احلية، يرتبط التعبري بها ارتباطا وثيقا مبناسبات القول وطبيعة إلقاء املتكلم وتلقي السامع بشكل أساس

ع األصوات، فاألصوات اليت يتكون منها املقطع الواحد قد ختتلف يف درجة واإلنسان حني ينطق بلغته ال يتبع درجة صوتية واحدة يف النطق جبمي»

ومن اللغات ما جيعل الختالف درجة الصوت أهمية كربى، إذ ختتلف فيها معاني الكلمات تبعا الختالف . الصوت وكذلك الكلمات قد ختتلف فيها

قرب أالدكتور متام حسان جانبان تعاملي وإفصاحي وأوهلما وللغة على حد قول (.11 ص ت،.دأنيس، )« درجة الصوت حني النطق بها

فصاحي يغلب عليه الطابع التأثري، ومن أمثلته وهذا اجلانب اإل. قرب إىل اجلانب الذاتيأإىل االستعمال املوضوعي للغة وثانيهما

(.112ـ 112م، ص 221 حسان، : انظر) خالةالتعجب واملدح والذم وخوالف اإل

9العدد ـ ( ش. هـ3192/ ق .هـ 3411ـ 3414خريف وشتاء )جبامعة إصفهان كمة لكلية اللغات األجنبية نصف سنوية علمية حم: حبوث يف اللغة العربية وآدابها

011

مل يكن اهتمام النحاة العرب واضحا يف هذا اجملال، فمن الغريب مثال نإهمية التنغيم يف الدراسات النحوية وومن هنا برزت أ

: الثانية يف بيت مجيل "ال"أن تعد

هــــــــــــاأنو ةثن ــــــــــــب بح ــــــــــــوح ب أب ــــــــــــ ال ،ال

وداه ــــــــــــع و قــــــــــــاواث م يولــــــــــــع تتذ أخ ــــــــــــ

األوىل ـ يف حال مراعاة التنغيم يف الكالم العربي واعتماده معيارا للقاعدة النحوية ـ "ال"األوىل يف البيت، مع أن "ال"توكيدا لفظيا لـ

ن مل تظهر فيها مقومات اجلملة العربية اليت وضعها النحاة كاعتمادها على ركين اإلسناد إتأتي مجلة تامة حيسن السكوت عليها و

وأن مثة أمثلة ألساليب ختلو من األدوات، ولكنها يف احلقيقة أساليب هلا ...رتتيب، والتنغيم، تعتمد على األداء، وال»فالعربية . املسند واملسند إليه

ملركبة معها يعبران دالالت واضحة مفهمة، والفيصل يف ذلك هو التنغيم، وقد مين التنغيم الرتكيب املصدر باألداة تلوينا خمتلفا جيعل األداة واجلملة ا

لك خيرج األسلو املعروف إىل أساليب شتى، ويف أحيان كثرية تكون قرينة التنغيم، أعظم أثرا من القرينة اللفظية، أي عن أكثر من حالة، وبذ

(.28م، ص 8112عوض ونعامة، )« األداة، حبيث جتردها واجلملة املركبة معها من املعنى الذي تحمل عليه

هل أتى على اإلنسان حني من الدهر لم :د الدارسني، ففي قوله تعاىلولقد ساعدت هذه الظاهرة على تباين الرأي النحوي عن

تفيد االستفهام ولكنها يف اآلية الكرمية جاءت مبعنى هليظهر للناظر من الوهلة األوىل أن ،( : 22نسان اإل) يكن شيئا مذكورا

هل أتى على اإلنسان : قال أبو عبيدة يف قوله تعاىل» يقول الزبيدي. ىإللقائها املوسيقغري الذي ذكر تبعا ىوقد حتمل معاني أخر قد

وتكون مبعنى اجلزاء ... ورواه األزهري عن الفراء أيضا قلت. معناه قد أتى :قال ،( : نسان اإل) حني من الدهر لم يكن شيئا مذكورا

ويف مثل بيت .(«ل ه»، مادة لزبيديا)« هل أنت ساكت؟ مبعنى أسكت: عرابيا يقولأمسعت : قال الفراء. ون مبعنى األمروتكون مبعنى اجلحد وتك

:8ابن أبي ربيعة

راهتــــــــــب لــــــــــت هــــــــــا، ق بح ت : واقــــــــــال موث ــــــــــ

ــالرو د د ع ــــــــــــ را التــــــــــــى و ص ــــــــــــاحلو ل متــــــــــ

ن حذف عربية وقد عاب أبو عمرو بن العالء محله على االستفهام، ألفالبيت مثار اختالف بني أئمة ال. تربز الظاهرة واضحة

وأنه (. املصدر نفسه) وتابعه املربد يف ذلك حامال الرواية على اإلجياب (. 2 ، ص 8هـ، ج 2 1 املربد، : انظر) االستفهام غري جائز عنده

. "أنت حتبها: ثم قالوا": إخبار ال استفهام، والتقدير

الفقهية هبااملذ يف الختالفا. 2. 1

وال يبتعد املعنى االصطالحي للمذهب كثريا عن معناه اللغوي (.«ب ه ذ»ابن منظور، مادة )« عتت قد الذي ي ذته ب إ ليهـ امل» هو ذهبـوامل

ويف االصطالح .والسلوكية العلمية القضايا من عدد ما، حولإنسانيعتقدها أو يراها اليت واألفكار اآلراء وعةمالذي ذكر فهو جم

راء اخلاصة اليت يتميز بها مذهب فقهي عن سواه حتى قيل هذا مالكي وهذا حنفي وهذا كلمة تطلق على جمموعة اآل: الفقهي

ولذا جند من يطلق . هو فقهي من املذاهب وما هو عقائدي وقد يتوسع لفظ املذهب ليشمل ما. ىل ذلكإشافعي وهذا حنبلي وما

.شاعرة أو املاتردية وغريهااملعتزلة أو األلفظ املذهب على معتقد

من تأثريها على الواقع امة مجعاء بقدر ما يهمنثارها على الواقع العملي لألآوض يف تفاصيل ظهور املذهبية وخنن أريد نوال

جتماعية باملذهبية شكاهلا السياسية واالقتصادية واالأمة العرب بكل فكما تأثرت احلياة العامة أل ،اللغوي والنحوي بصورة خاصة

.2 8 ، ص8 جم،221 ابن مالك ألفيةوابن عقيل يف شرحه على 122 ، ص8 ج ،م222 الكافيةمن شواهد الرضي يف شرحه على .

منسوبا البن أبي ربيعة( 112، ص هـ، ج 122 ) معجم مقاييس اللغةمن شواهد ابن فارس يف . 8

.(ر ه ظور، مادة بابن من)عجبا : وقيل مجا، البيت هذا يف بهرا معنى: وقيل وغلبة؛ تعسا أي له بهرا: البهر. 1

القدماء أسباب تباين الرأي النحوي عند

010

ليها بأمواج املذهبية الطارئة على أمة حممد إيقل عن تأثر روافد احلياة املشار خر بشيء الالفقهية والعقائدية تأثر الواقع اللغوي هو اآل

.راء النحوية اليت تباينت بسبب التأثر املذهيبذكر مجلة من اآلنن أحاول هنا نوس :

"يف"انتهاء الغاية واملعية والتبيني ومرادفة الالم وموافقة حرف اجلر : وهي" ىلإ"ن حلرف اجلر يذكر ابن هشام مثانية معا.

سالمية خمتلفة االجتاهات وملا كانت املذاهب اإل (.22ص ، ج ش،. هـ 122 ابن هشام، ) والتوكيد "عند"واالبتداء وموافقة الظرف

أيه ا يا: ية الكرميةن يوجه احلرف املذكور يف اآلأنفسهم، كان لكل مذهب أصحاب املذهب تبعا للتوجيهات الفقهية املختلفة أل

. توجيها يوافق مذهبه ،(2: 9املائدة ) الذ ين آم ن وا إ ذ ا ق متت مت إ لى الصولاة فاغس ل وا و ج وه ك مت و أيتد ي ك مت إ لى الم ر اف ق

ويزدكم قوة :كقوله تعاىل "مع"مبعنى " إىل": املرافق اجلمهور على دخول املرفقني يف املغسول ولذلك قيلو أيتد ي ك مت إ لى »: يقول البيضاوي

كذلك مل يبق ملعنى التحديد وال لذكره مزيد ، ولو كان"وأيديكم مضافة إىل املرافق": متعلقة مبحذوف تقديره أو ( 2: هود ) إىل قوتكم

تفيد الغاية مطلقا وأما دخوهلا يف احلكم أو خروجها منه فال داللة هلا عليه وإمنا يعلم من خارج ومل "إىل": وقيل. اليد يشتمل عليها فائدة، ألن مطلق

وله من حيث أنها تفيد الغاية تقتضي خروجها وإال مل تكن غاية لق "إىل"وقيل . يكن يف اآلية، وكانت األيدي متناولة هلا فحكم بدخوهلا احتياطا

لكن ملا مل تتميز الغاية ها هنا ، ( 8 : البقرة ) ليإلى الل اميثم أتموا الص :وقوله تعاىل ،( 2: البقرة ) فنظرة إىل ميسرة :تعاىل

.(822، ص 8ج ت،.دالبيضاوي، )« عن ذي الغاية وجب إدخاهلا

: عدم دخول املرفق يف املغسول من اليد، يقول ـ خالفا لرأي القدماء ـ ماميةعة اإليف حني يرى الطباطبائي وهو من مفسري الشي

، ثم القرينة أفادت أن املراد به القطعة من إىل املرافق ليتعني أن املراد غسل اليد اليت تنتهي "إىل املرافق: "بقوله" وأيديكم: "ولذلك قيد تعاىل قوله»

أنها النتهاء الفعل الذي ال خيلو من امتداد احلركة، وأما دخول " إىل"والذي يفيده االستعمال يف لفظة .السنةالعضو اليت فيها الكف، وكذا فسرتها

بل إىل ما بينه " إىل"يف حكم ما قبله أو عد دخوله فأمر خارج عن معنى احلرف، فشمول حكم الغسل للمرافق ال يستند إىل لفظة " إىل"مدخول

ولذا اختار معنى انتهاء الغاية متشددا يف أخذه املعنى املذكور ومدافعا عنه (. 82 ، ص 9م، ج 222 ئي، الطباطبا)« السنة من احلكم

وقد استند يف ذلك إىل ،(8: 1نساء ) وال تأكلوا أموالهم إلى أموالكم :كقوله تعاىل "مع"يف اآلية مبعنى " إىل"ورمبا ذكر بعضهم أن »: بقوله

(.8 ، ص 9، ج املصدر نفسه) «كان يغسلهما إذا توضأ، وهو من عجيب اجلرأة يف تفسري كال اهلل الروايات أن النيب ما ورد يف

ابن : انظر) معان متعددة منها اإللصاق والتعدي واالستعانة والسببية واملصاحبة والظرفية والزيادة ـ حرف اجلر املعروف ـ للباء. 8

وامسحوا مة توضيح طبيعة مسح الرأس يف آية الوضوء وملا أراد مفسروا وفقهاء األ(. 82 ـ 88 ، ص ش، ج . هـ122 هشام،

فادتها التبعيض إفقال قسم ب كرم حيان على ثقافتهم املذهبية وما نقل عن الرسول األعولوا يف أكثر األ ،(2: 9املائدة ) برءوسكم

وقيل للتبعيض، . الباء مزيدة ،( : 2املائدة ) وامسحوا برءوسكم»: يقول البيضاوي. دةبعضهم بالزيا لصاق وأقروقال آخر مبعنى اإل

، برؤوسكموألصقوا املس : فإنه الفارق بني قولك مسحت املنديل وباملنديل، ووجهه أن يقال إنها تدل على تضمني الفعل معنى اإللصاق فكأنه قيل

واختلف العلماء يف قدر ،( : 2املائدة ) فاغسلوا وجوهكم :وامسحوا رؤوسكم فإنه كقوله: و قيلوذلك ال يقتضي االستيعا خبالف ما ل

مس ربع الرأس، ألنه عليه الصالة والسال مس على : وأبو حنيفة . أقل ما يقع عليه االسم أخذا باليقني: فأوجب الشافعي . الواجب

(.111، ص 8ج ت،.البيضاوي، د)« مس كله أخذا باالحتياط :ومالك . ناصيته وهو قريب من الربع

النتيجة.1

ن أن جنعلها على كعوامل شتى هلا دور يف هذه التعددية مي كما قلنا إن قواعد اللغة العربية تتصف بالسعة والتعدد وهناك

ىل إليعود به النحوي نفسه فيرتك ما قاله ابتداء الذي مير ريكالعوامل اخلاصة وهو النسيان، والوهم أو اخلطأ والتطور الف: قسمني

والعوامل العامة وهو اخلالف الثقايف، واختالف اللهجات والقراءات، والتصحيف والتحريف، قول جديد غري الذي عرف عنه

9العدد ـ ( ش. هـ3192/ ق .هـ 3411ـ 3414خريف وشتاء )جبامعة إصفهان كمة لكلية اللغات األجنبية نصف سنوية علمية حم: حبوث يف اللغة العربية وآدابها

019

. لنحوي نفسهوغري ذلك مما مل يكن بسبب من اوالغموض اللغوي ومظاهر االحتمال واالختالف، واالختالف يف املذاهب الفقهية

وكذا . و حديثا ما مل تتعدد آراؤه تناقضا وتبايناأنكاد جند حنويا قدميا أننا الوهذه العوامل أثرت على النحو العربي والنحاة حبيث

بل كانت. مبعزل عن الواقع العام والظروف اليت حيياها الناطقون بها ـأعانها اهلل ـسار أمر العربية على مر عصورها، فلم تكن

لتحتمل كل هذه املتناقضات وكانت بها القدرة ألن ختضع لقوانني النحاة ،اتسعت كما الناطقون بها. معهم ختوض صراعات احلياة

.عجاز كتابها املقدسإبكل ما حتمل من ثقافات أممهم وقبائلهم اليت احندروا، وال زالت حتمل يف طياتها

ن أن ننظر إليه كما ميكواتساعه ثراء الدرس النحويكان مدعاة إل بأن نقول إنهن أن ننظر إىل هذا االختالف نظرة إجيابية كومي

انكن إو وتعلمه للدارس تعقيد النحوياليف اكبري إسهاما اتسهمأ اللغة اللتنينظرة سلبية؛ ألنه أدى إىل السعة والتعددية يف قواعد

.راكب حبر حبق

ول إن التعرف على هذه األسباب يصون املتعلمني من الوقوع يف األخطاء عند مواجهة ننا أيضا أن نقكبعد قراءة هذه الدراسة مي

ثري من األحيان ليس للخالف الذي نراه يف آراء النحاة السيما يف آراء كما أشرنا إليه سابقا، يف كتب النحوية؛ ألنه كالتناقضات يف ال

والتعرف من العوامل اليت أشرنا إليها كيان أو الوهم أو اخلطأ أو غري ذليرجع إىل النس التناقض كحنوي واحد سببا هاما بل ذل

.عليها يسهل الطريق لتعلم القواعد النحوية

واملراجع صادرامل

.القرآن الكريم .

دار :بريوت. (ج2). منجد املقرئني ومرشد الطالبني (.هـ181 . )ابن اجلزري، مشس الدين أبو اخلري حممد بن حممد بن يوسف .8

.الكتب العلمية

.املكتبة العلمية: مصر. (ج1). (حممد علي النجار حتقيق). اخلصائص(. م298 . )ابن جين، أبو الفتح عثمان .1

.دار القلم :دمشق. (ج8) .(8ط). (قيق حسن هنداويحت). سر صناعة اإلعراب(. م221 . )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .1

.بآدمطبعة اآل :النجف. (موسى بناي العليلي حتقيق) .شرح الوافية نظم الكافية(. م221 ) .بو عمرو عثمانأ .بن احلاجبا .9

.لعلم للمالينيدار ا: بريوت. (ج1). (حتقيق رمزي منري بعلبكي). مجهرة اللغة(. م222 . )احلسن بن حممد بكر أبوابن دريد، .2

.دار الكتب العلمية :بريوت (.عبد احلميد هنداوي حتقيق) .احملكم واحمليط األعظم (.م8111. )أبو احلسن ،بن سيدةا .2

. (ج8) .(حتقيق صاحب أبو جناح). شرح مجل الزجاجي (.م221 . )شبيلياإل ، أبو احلسن علي بن مؤمن احلضرميابن عصفور .2

.عة والنشرمؤسسة دار الكتب للطبا :املوصل

. (ج1). (81ط) .(حتقيق حمي الدين عبد احلميد) .شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك(. م221 ). ابن عقيل، بهاء الدين عبداهلل .2

.دار مصر للطباعة :القاهرة

دار :وتبري. (ج2). (عبد السالم حممد هارون ققحت). معجم مقاييس اللغة (.ـه122 ) .أبو احلسني أمحد بن زكريا ،بن فارسا .1

.الفكر

القدماء أسباب تباين الرأي النحوي عند

019

.(ج2 ). (1ط). (حتقيق أمني حممد عبد الوهاب وحممد صادق العبيدي) .لسان العرب .(م222 . )، حممد بن مكرمابن منظور .

.يدار إحياء الرتاث العرب :بريوت

ي الدين عبد حتقيق حممد حم). شرح قطر الندى وبل الصدى(. هـ121 . )ابن هشام، أبو حممد عبد اهلل مجال الدين بن يوسف .8

.مطبعة السعادة: ، القاهرة( ط). (احلميد

حممد حمي قحتقي). مغين اللبيب عن كتب األعاريب(. ش.هـ122 . )ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .1

.ناصرخسرو :طهران .(ج8). (الدين عبد احلميد

. (حتقيق رجب عثمان حممد). ارتشاف الضرب من لسان العرب(. هـ2 1 . )أبو حيان األندلسي، أثري الدين حممد بن يوسف .1

.مكتبة اخلاجني: القاهرة. (ج9). (مراجعة رمضان عبد التواب)

.م.د كمال ابن ألفية على الكالم يف كمنهج السال(. م221 . )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .9

.عامل الكتب :بريوت .(ج8). (عبد األمري حممد أمني الورد. حتقيق د) .معاني القرآن (.م229 . )سعيد بن مسعدة ،األخفش .2

. (ج1). (8ط). (حتقيق يوسف حسن عمر). شرح الرضي على الكافية(. م222 ) .مد بن احلسنحم رضي الدين ،األسرتآباذي .2

.منشورات جامعة قاريونس :بنغازي

، (ج1) .(حتقيق حسن محد) .شرح األمشوني على ألفية ابن مالك (.م222 . )علي نور الدين بن حممد أبو احلسن ،األمشوني .2

.دار الكتب العلمية :بريوت

البصريني : اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني(. هـ121 ).عبد الرمحن بن حممد أبو الربكاتال الدين ، كماألنباري .2

.مطبعة السعادة: مصر .(حتقيق حممد حمي الدين عبد احلميد) .والكوفيني

.مكتبة النهضة: مصر. األصوات اللغوية(. ت.د. )أنيس، إبراهيم .81

.مكتبة األجنلو: القاهرة. (2ط). يف اللهجات العربية(. م228 . )ـــــــــــــــــــــــــــــ . 8

. اجلنى الداني يف حروف املعاني (.هـ1 1 . )أبو حممد حسن بن قاسم بن عبد اهلل بن علي املرادي املصري ،بدر الدين املالكي .88

.الكتب العلمية دار :بريوت .(حممد نديم فاضلوق فخر الدين قباوة يقحت)

.دار الكتب العلمية :بريوت. (ج1). األمالي يف لغة العرب (.م222 ) .أبو علي إمساعيل بن القاسم القالي ،البغدادي .81

.(ج1 ) .(يعقوبحممد نبيل طريفي وأميل بديع حتقيق). خزانة األدب ولب لباب لسان العرب (.م222 . )عبد القادر ،البغدادي .81

.لميةدار الكتب الع :بريوت

.دار الفكر :بريوت. (ج9). تفسري البيضاوى(. ت.د) .، عبد اهلل بن عمرالبيضاوي .89

.دار صعب :بريوت .(فوزي عطوي حتقيق). البيان والتبيني (.م222 . )عثمان عمرو بن حبر وأب، اجلاحظ .82

. (ج2). (1ط ) .(الغفور عطارحتقيق أمحد عبد ). الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (. ه112 ) .إمساعيل بن محاد، اجلوهري .82

.دار العلم للماليني: بريوت

.مؤسسة الكتب الثقافية :بريوت. (حتقيق عرفات مطرجي). درة الغواص يف أوهام اخلواص(. م222 . )القاسم بن علي ،احلريري .82

.دار الثقافة: املغرب .اللغة العربية معناها ومبناها (.م221 .متام ،حسان .82

مطبعة : مصر. (ج1 ). تاج العروس من جواهر القاموس (.هـ112 . )مرتضى سيد حممدأبو الفيض الحمب الدين ،الزبيدي .11

.اخلريية

9العدد ـ ( ش. هـ3192/ ق .هـ 3411ـ 3414خريف وشتاء )جبامعة إصفهان كمة لكلية اللغات األجنبية نصف سنوية علمية حم: حبوث يف اللغة العربية وآدابها

019

: القاهرة. (1ط). (حتقيق عبد السالم حممد هارون). جمالس العلماء(. هـ181 . )الزجاجي، أبو القاسم عبد الرمحن بن إسحاق . 1

.مكتبة اخلاجني

.دار اجليل: بريوت. (ج1). (حتقيق عبد السالم حممد هارون). الكتاب(. ت.د. )سيبويه، أبو بشر عمرو بن عثمان .18

. (1ط). حممد أبو الفضل إبراهيم: حتقيق. اإلتقان يف علوم القرآن(. هـ121 . )بكر يالرمحن بن أب الدين عبد جالل ،السيوطي .11

.يئة املصرية العامة للكتاباهل: مصر. (ج1)

.(حتقيق عبد العال سامل مكرم) .األشباه والنظائر يف النحو(. هـ112 . )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .11

.مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر :بريوت (ج2)

حممود سليمان أه وعلق عليهقر) .أصول النحواالقرتاح يف علم (. هـ182 . )ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .19

.ة اجلامعيةدار املعرف :القاهرة .(ياقوت

. (ج8) .فؤاد علي منصور: قيقحت. املزهر يف علوم اللغة وأنواعها (.م222 ) .ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .12

. دار الكتب العلمية: بريوت

عبد العال سامل حتقيق). شرح مجع اجلوامعهمع اهلوامع يف (.هـ1 1 ). ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .12

.مؤسسة الرسالة: بريوت. (ج1). (مكرم

.علمي للمطبوعاتمؤسسة األ: بريوت .(ج81). امليزان يف تفسري القرآن (.م222 . )حممد حسني ،الطباطبائي .12

جملة جامعة تشرين للدراسات والبحوث .ديد معنى اجلملة العربيةدور التنغيم يف حت(. م8112. )عوض، سامي وعادل علي نعامة .12

.12 ـ 22، صص 82مج ، العدد ،العلمية

. (عبدالفتاح إمساعيل شلبىوحممدعلى جنار و أمحد يوسف جناتى حتقيق) .معاني القرآن (.ت.د. )زيادأبو زكريا حييى بن ،الفراء .11

.داراملصرية للتأليف والرتمجة :مصر. (ج1)

: م.د .(ج2). (حتقيق مهدي املخزومي وإبراهيم السامرائي). كتاب العني(. ت.د. )راهيدي، أبو عبد الرمحن خليل بن أمحدفال . 1

. ن.د

. دار الكتب اللبناني: بريوت. (ج8). (الشرح إيليا احلاوي) . شرح ديوان الفرزدق(. م221 . )الفرزدق، همام بن غالب .18

.دار القلم: بريوت. ات القرآنية تأريخ وتعريفالقراء(. م229 . )فضلي، عبد اهلادي .11

.دار الفكر :دمشق .(ج1 ). (حتقيق يوسف علي طويل) .يف صناعة اإلنشا ىصبح األعش(. م222 . )أمحد بن علي ،القلقشندي .11

.العالية معهد الدراسات العربية :القاهرة .خصائص العربية ومنهجها األصيل يف التجديد والتوليد (.م221 . )حممد، املبارك .19

ق حممد أبو الفضل يقحت). الكامل يف اللغة واألدب(. هـ2 1 . )بن عبد األكرب الثماىل األزدي أبو العباس حممد بن يزيد ،املربد .12

.دار الفكر العربي :القاهرة. (ج1). (1ط). (إبراهيم

.(ج1) .(حممد عبد اخلالق عظيمة حتقيق). املقتضب (.ت.د. )ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .12

.عامل الكتب :بريوت

.مطبعة العاني :بغداد .(زهري غازي زاهد. د حتقيق) .إعراب القرآن (.م221 . )بن حممد بن إمساعيل أمحد جعفر وأب ،النحاس .12