كتاب القضايا البلاغية والأدبية واللغوية عند ابن...

272

Transcript of كتاب القضايا البلاغية والأدبية واللغوية عند ابن...

٢

@ @

بطاقة فهرسةאאאא

אאאא Jאאא . )إندونيسي الجنسية(اللو ترمجان , أمحد − دبية واللغوية عند ابن قتيبيةالقضايا البالغية واأل. اللو ترمجان أمحد − .U٢٠١٩مكتبة اآلداب : القاهرة . ١ . سم٢٤ص , − :م اإليداع ـــرق

I.S.B.N: 978977930: الرتقيم الدويل : تدمك −١− ٢− ٣− العنوان . أ

الناشر

אא١٤٤٠אZ٢٠١٩

٣

تقدمي

الدكتور اللو ترمجان, اإلندونيسي الجنسية, ذو معرفـة جيـدة باللغـة العربيـة,

ق الرفيـع لـوباحث لغوي مجتهد, أشـهد لـه بعديـد مـن الصـفات الكريمـة والخ . ح, والMاقة الكبيرة عىل العملم الس

. وهو أيضا واسع االIالع واضح المنهج, له خبرة جيدة يف البحث العلمي )القضـايا األدبيـة والنقديـة عنـد ابـن قتيبـة(ه ابيف عرض كتالباحث بذل وقد

بين الدارسين والباحثين والمهتمـين يؤهله لينتشراللغوي جهدا سياقه يف ه ع ض وو . بالتراث اللغوي

وقد عرض يف كتابه هذا فكرة النظم يف اإلعجاز القرآين عند ابن قتيبة, وجهـود األدبية وآراءه يف القضايا البالغية والنقدية, وكذلك جهوده ابن قتيبة يف الدراسات

.يف الدراسات اللغوية وآراؤه يف التوجيه اإلمالئي وفقه اللغة والداللة, وبذل جهدا يف زادت عىل المائةا يف مجع مادته من مصادر ا عظيم وقد بذل جهد

. تبويبها, واستخالص النتائج منهاتصنيفها ويف إIار العناية بالتراث اللغوي العربي, وهـذا ديـدن معهـد ويأيت هذا الكتاب

.البحوث والدراسات العربية بالقاهرةKא

جامعة القاهرة −أستاذ علم اللغة بكلية دار العلوم وعضو جممع اللغة العربية بالقاهرة

٤

٥

الشكر والتقدير

شـتغل يالكريم ويدرسها ويدرسـها و يحب لغة القرآن منإنه لمن أمنيات كل

فمن . حدى البلدان العربية, أو عىل األقل أن يزورهاإهبا, أن يتمكن من الدراسة يف الدراسـة يف مصـر منحـت يل فرصـة لمواصـلةأسباب سروري كMالب العلم, أن

يـدة منـذ قـديم Iمنبع العلم ومنارته, والتي بينها وبين إندونيسيا عالقـة و ابصفتهيف رأيي ورأي بعض زمالئـي بالقاهرة معهد البحوث والدراسات العربيةو. الزمن

الـدول العربيـة لجامعةتابعة هيئة همجيع البلدان العربية باعتباريمثل الجامعات يف .التربية والثقافة والعلوم مجاليف

كـان فيف مرحلـة الـدكتوراه, تلك الفرصة الدراسية هـيومما يزيد شكري أن . هلـعىل االشتغال يف مجـال العلـم وانقMعـت جائي منذ أن أقبلت ر ريذلك من كب

أول المMاف للتعلم, وهي رحلة Iويلـة, «ومرحلة الدكتوراه, كما يقول أستاذي, . وأنا أشكر اهللا عز وجل عىل أن استجاب رجائي ودعائي.»هي أول خMوة فيها

معهـد لنيـل , أتممـت كتابتهـا وقـدمتها إىل الا الكتاب يف األصل رسالتيوهذلـوال توفيـق كتابتهـا أتمكن من إتمـام الدكتوراه يف اللغة العربية وآداهبا, ومل درجة, فجدير بي أن أذكر الذين قد منحت يل من هنا وهناكالمساعدات التي , ولوالاهللا :سهموا يف إتمامها, وأقدم لهم أجزل شكري وأسمى تقديريأ

, أستاذ علـم اللغـة بكليـة دار يزلة األستاذ الدكتور محمد حسن عبد العزيفضالمشرف عىل الرسالة, الذي بذل يل كـل الجهـود والعنايـة العلوم جامعة القاهرة,

لقد أخذت كثيرا من أوقاته ليال وهنـارا مـن خـالل . اإلشراف والتوجيه واإلرشادبكلما أود من فضيلته االستشراف واالستفسار هيل مواعيد للقاء مع حددشغله, بأن

٦

بعلومـه عيل ولكن كذلك يف بيته, كما أفاضدار العلوم قF يف المعهد وكلية ليس فيشرف عليها فإنه لشرف عظيم يل وللرسالة, أن الواسعة ودلني عىل أهم المراجع,

مها عامل جليل, وركن ركين, يف علم اللغةو يـت منـه مـا تلق مع االعتراف أنني ,يقوالجلوس إىل فضيلته لMلب ا عىل رص دائم إال القليل من بحر علمه مما يجعلني أح

منـذ : أبالغ أن أقول ولست. واسع العميقوالنهل من علمه ال المزيد من االستفادة , ا له عالقة بالرسـالةحضور أستاذي بين يدي كلما أقرأ كتاب بأكثر من سنتين أشعر

. دراستيا بحوار صامت حينما أجد شيئا جديدا من خالل ا مسرور ثم أحاوره فرح ا بعد فراغه من قراءة مسودة الرسـالة هذا, ولقد فوجئت بأن شجعني للمناقشة فور

كمـا ال يغيـب عـن ذهنـي . يف وقت ما كنت أثق بنفسي بما يف نفسـي مـن قصـورأسـأل اهللا العـيل استقبال عائلته الحار بوجه Iلق وبشاشة كلمـا أقبلـت إىل بيتـه, ف

ده, وأن يجزيـه والأعافية, وأن يبارك لـه يف أهلـه والعظيم أن يديم عليه الصحة وال .عني وعن Iالب العلم خير الجزاءوإياهم

العبـد, أسـتاذ العلـوم اللغويـة السـيد سـليمان يلة األستاذ الدكتور محمدفضالعربية بالمعهد, الـذي اللغة ورئيس قسم بحوث ودراسات بجامعة عين الشمس

ما إن ذكـر اسـم فضـيلته : أن أقول فوعا إىلوجدت نفسي مد. مناقشة الرسالةقبل ث وأزكاها عن فضـيلته; أIايب الحديمنهم ذي إال وسمعت ابين Iلبة العلم وأست

أسأل .ه والجلوس إليه, والنهل من علمه الغزيرئا للقاا وتوق متلئ شوق أمما جعلني .ديناهللا العيل المجيد, أن يبارك له يف أهله وولده إىل يوم ال

أستاذ علم اللغة بكليـة دار العلـوم فضيلة األستاذ الدكتور صفوت عيل صالحوقـد وجدتـه عالمـا متقنـا, متواضـعا, . مناقشة الرسالةقبل الذي جامعة القاهرة,

كر والثناء يف تقييم الرسالة, وإن ال رسـالةيحب Iلبة العلم ويحبونه, فله عظيم الشالدراسـة,وكانت التعليقـات والتعـديالت تثـرأ الته التيشرف بتعليقاته وتعديتل

والمالحظات واألسئلة التي ألقاهـا أثنـاء المناقشـة تعيننـي عـىل صـياغة الشـكل

٧

., أسأل اهللا العيل المجيد, أن يبارك له يف أهله وولده إىل يوم الدينالنهائي للرسالة

Project Management Unit(وحدة تنفيذ وتنظيم مشروع المنحة الدراسية

BeasiswaMoRA 5000 Doktor (وزارة الشؤون الدينية لجمهورية إندونيسـيا لهـذه يف أحتاج إليه Iوال دراستي كنت بما تالمنحة الدراسية وتكفل تنيالتي منح .المرحلة

اإلسالمية الحكومية بمحافظة بانتن »سلMان موالنا حسن الدين«مدير جامعة صـول الـدين واألدب بالجامعـة عـىل إذهنمـا يل بمواصـلة إندونيسيا وعميد كلية أ

. الدراسة, وكذلك زمالئي يف الجامعة الذين شجعوين عىل هذا االختيار

بـوب الشـغف يف Iلـب وزرعـا يف نفسـي حي اللذان ربياين تربية حسنة اوالدفإذا ما نجحت يف شيء فهما يف مقدمة من يسعد بنجاحي, السيما يف مجال . العلم .رااصغ ناوارمحهما كما ربيا ناولوالدي نال اللهم اغفر .العلم

تربـي معـي يف السراء والضراء, هي رفيقتـي زهرة التي تصاحبني يزوجتي لينوخاصـة األمور ا منكثير ض إليها أفو , فبكل اصMبار حيايت ءاعبأتتحمل و ,ناولدي .الرسالةإعداد ب ات كنت أشتغل فيهاوقأ يف

ين سـاعدوين أثنـاء دراسـتي يف القـاهرة, وأذكـر مـنهم زمالئي وأصدقائي الذ فيـه يل وسجل هذا المعهدأأنج سيف الملة الذي دلني عىل. دزمييل الكريم خاصة وزمييل العزيز تشيتشيف توفيق الرمحن الذي محل أوراقي إىل القاهرة, . ود, األوراق

ن األمـور أتنـاقش معـه يف الكثيـر مـكنـت ومل أزل ريزلدي سـتريا ويواهـا الـذي .ضرورية يف القاهرةالحوائج الا يف قضاء ساعدين كثير األكاديمية و

األستاذ الشهاوي الذي يسمح يل أن أسكن يف بيته مع عائلتي Iـوال أكثـر مـن .قضيت فيه األوقات ألقوم بعميل هذافسنتين,

.مدير مكتبة اآلداب عىل قبوله نشر هذا الكتاب األستاذ أمحد عيل حسن

٨

سهم بالمساعدة قليال أو أأذكر اسمه وقد كل من مللكري وتقديري وال يقل شا, أو , وزمالئي, وكل من أسدى إيل نصيحة, أو بذل يل توجيه هيلإلخويت, وأ:اكثير

م لهـم خـالص شـكري أقـد , ا, أو دلني عـىل هـدىا, أو أعارين كتاب سهل يل Iريق . لجزاءأن يجزيهم أحسن ا عز وجلاهللا ا وأسمى تقديري داعي

٢٠١٩ سبتمبر ١١القاهرة, اللو ترمجان أمحد

٩

املوضوعات فهرس

٣ ............................... حممد حسن عبد العزيز /ذ الدكتور تقديم لألستا

٥ ................................................................ الشكر والتقدير ٩ ..................................................................... الفهرست ١٥ ..................................................................... المقدمة ١٩ ................................... ابن قتيبة وتراثه وإشكالية البحث: التمهيد ٢١ ........................................... اسمه ونسبه ومولده ووفاته −

٢٢ ........................................... الظروف التي تحيF بحياته −

٢٣ .......................................... أساتذته وتالميذه ومعاصروه −

٢٥ ............................................................... مؤلفاته −

٣٣ .................................................... إشكاليات البحث −

٣٧ ......................................................... أسئلة البحث −

٣٨ ................................. من أهم الدراسات السابقة للموضوع −

٣٩ ................................... اإلعجاز القرآين عند ابن قتيبة :الباب األول ٤١ ............................. عناية ابن قتيبة بإعجاز القرآن : الفصل األول

٤٢ ......... لصرفة أولية الكالم بإعجاز القرآن والقول با: المبحث األول ٤٣ ....................... فكرة الصرفة عند بعض النقاد : المبحث الثاين

١٠

٤٧ ........... ابن قتيبة وفكرة النظم يف اإلعجاز القرآين : المبحث الثالث ٥١ .................... أسرار النظم القرآين عند ابن قتيبة : المبحث الرابع

٥٣ ............................... أثر ابن قتيبة فيمن جاء بعده : الفصل الثاين ٥٣ ................... الخMابي ومناقشة وجوه اإلعجاز : المبحث األول

٥٣ ............... الجرجاين وإنضاج نظرية النظم القرآين : الثاين المبحث ٥٧ ............................. جهود ابن قتيبة يف الدراسات األدبية : الباب الثاين

٥٩ ......................................... يف البالغة العربية : الفصل األول ٥٩ .................... دراسة البالغية المجاز كمركز لل: المبحث األول ٦٢ ....................... البحوث البالغية عند ابن قتيبة : المبحث الثاين

٦٢ .................................... دور ابن قتيبة يف المجاز : أوال ٦٩ ................................. أنواع المجاز عند ابن قتيبة : ثانيا ٦٩ ................................................... االستعارة −١

٦٩ ............................................... تعريف االستعارة ٧١ ....................................... رأي ابن قتيبة يف االستعارة

٨١ ....................................................... الخالصة ٨١ ........................................... الكناية والتعريض −٢

٨١ .................................................. تعريف الكناية ٨٣ ........................................... بين الكناية والتعريض

٨٣ .......................................... الكناية رأي ابن قتيبة يف

١١

٩٠ ....................................................... الخالصة ٩١ ...................................................... التشبيه −٣

٩١ .......................................... بين االستعارة والتشبيه ٩١ .......................................... بة يف التشبيه رأي ابن قتي

٩٩ ....................................................... الخالصة ١٠٠ ............. مخالفة ظاهر اللفظ معناه وبعض صور البالغة −٤

١٠٢ ........................................... اإلنشاء عند ابن قتيبة ...»مخالفة ظاهر اللفظ معناه«يف باب صور أخرى لألساليب البالغية

١٠٥ ............................. »مخالفة ظاهر اللفظ معناه«يف باب ١١٧ ...................................................... الخالصة

١٢٠ ............................ اإليجاز واإلIناب عند ابن قتيبة −٥

١٢٢ ........................... بالغة بجانب المجاز اإليجاز عماد ال ١٢٤ ..................................... صور اإليجاز عند ابن قتيبة

١٢٧ ................................... اإلIناب ومكانته من البالغة ١٣٠ ...................................................... الخالصة

١٣١ ........................................... يف النقد األدبي : الفصل الثاين ١٣١ ...............................قضية اللفظ والمعنى : المبحث األول ١٣٢ ......................... أضرب الشعر عند ابن قتيبة : المبحث الثاين ١٣٥ ................ أثر ابن قتيبة النقدي فيمن جاء بعده : المبحث الثالث

١٢

١٣٧ .................................... يف جهود ابن قتيبة اللغوية : لثالثالباب ا ١٣٩ ...................................... يف التوجيه اإلمالئي :الفصل األول

١٤٢ ....................................... كتابة الهمزة : المبحث األول ١٤٨ ..................................... يف األلف اللينة : المبحث الثاين ١٤٩ .............................. يف الحروف التي تزاد : المبحث الثالث ١٥٠ ......................... يف حذف الحروف وإثباهتا : المبحث الرابع

١٥٣ ................ خالصة الكالم فيما يستعمل وما يMرد من مقترحاته ١٥٥ .............................................. يف فقه اللغة : الفصل الثاين

١٥٥ .......................................... االشتقاق : المبحث األول ١٥٦ ................................. تعريف االشتقاق وأنواعه : أوال ١٥٧ ................................. رأي ابن قتيبة يف االشتقاق : ثانيا ١٦٦ ................................................. الخالصة : ثالثا

١٦٧ ............................................ التعريب : المبحث الثاين ١٦٧ .................... التعريب قضية قديمة ويعود من جديد : أوال ١٦٩ .......................................... تعريف التعريب : ثانيا ١٧٠ ................................. ريب آراء ابن قتيبة عن التع: ثالثا ١٧٠ ........................................... المعرب يف القرآن −أ

١٧١ ................................. معالجة ابن قتيبة للتعريب −ب

١٧٧ .................................................. الخالصة −ج

١٣

١٨٣ .......................................... يف علم الداللة : الفصل الثالث ١٨٣ .................................. المشترك اللفظي : المبحث األول

١٨٤ ........... تداخل الحد بين المشترك اللفظي وبين المجاز : أوال ١٨٥ ........................... أنواع المشترك اللفظي وعوامله : ثانيا ١٨٧ .......................... للفظي آراء ابن قتيبة يف المشترك ا: ثالثا ١٩٩ ..................................... التضاد عند ابن قتيبة : رابعا

٢٠٣ ............... مناقشة آراء ابن قتيبة يف المشترك اللفظي : خامسا ٢١١ .............................................. الخالصة : سادسا

٢١٢ ............................................ الترادف : المبحث الثاين ٢١٢ ................................ الترادف يف تراث ابن قتيبة : أوال ٢١٣ .......................... الترادف بين المثبتين والمنكرين : ثانيايف تحقـق .. .تقسيم علماء اللغة المحدثين للترادف ومعـاييرهم : ثالثا

٢١٥ ......................................................... وقوعه ٢١٨ ...................... موقف ابن قتيبة من الترادف وآراؤه : رابعا

٢١٨ ......................... ما يشير إىل قبوله للترادف من كالمه −أ

٢٢٢ ....................... ما يشير إىل رفضه للترادف من كالمه −ب

٢٢٧ ...... من وجوه المترادف يف معالجة ابن قتيبة للكلمات : خامسا ٢٢٨ ........................... عوامل الترادف عند ابن قتيبة : سادسا ٢٢٩ ............................................... الخالصة : سابعا

١٤

٢٣١ .......................................................... الخامتة ٢٣١ .................................................... الخالصة −

٢٣٤ ................................................ الدراسات المستقبلية −

٢٣٥ ........................................................ المصادر والمراجع ٢٤٥ ................................................................. :الملحقات

عنـد )POLYSEMY(قائمة الكلمات من قبيل المشـترك اللفظـي :١الملحق ٢٤٥ .......................... »تأويل مشكل القرآن«ابن قتيبة ومعانيها يف كتاب

أدب «كمـا وردت يف ...قائمة الكلمات المتضادة عنـد ابـن قتيبـة : ٢الملحق ٢٧٠ ................................................................... »الكاتب

١٥

قدمةامل

الحمد هللا الذي خلق األلسن واللغات, وفضل العربية عىل سائرها بأن ينزل هبا القرآن, والصالة والسالم عىل سيدنا محمد الذي أويت جوامع الكلم وهـو أفصـح

.العرب والعجم وبعد,

منذ أن كنت أدرس يف مرحلـة امايتمتهامن أكبر )هـ ٢٧٦تويف (كان ابن قتيبة فـت أن ل الماجستير يف إندونيسيا, ففي فصل واحد مـن تلـك الفتـرة الدراسـية, ك

بنـاء اهـتم بأكتب مقالة عن مقاييس ابن قتيبة يف نقد الشعر باعتبار أنه من أوائل من عـىل كتابـه ريفال تعاألسس المنهجية يف تاريخ النقد األدبي العربي, وكان ذلك أو

وهو كذلك من المصادر األساسـية لكتابـة رسـالة الماجسـتير »الشعر والشعراء«التي قمت هبا فيما بعد عن المقارنة بين روايـة الحـديث الشـريف وروايـة الشـعر

.الجاهيلعن المصMلحات البالغية يف كتاب ابن بسيFوبعد سنوات عدة, قمت ببحث

أثنـاء شـغيل بعمليـات التـدريس يف جامعـة بـانتن »تأويـل مشـكل القـرآن«قتيبة فكرة المجـاز تلقفمن أوائل من اللغويت أن العامل دوجفاإلسالمية الحكومية, وأيدها وتوسع يف تMبيقها يف معالجة ما أشـكل مـن اآليـات ,التي ألقاها أبو عبيدة

سيما علمـاء وكان المجاز عندئذ مل ينل حظه من اإلقبال من قبل العلماء,. القرآنيةويف . المذهب الكالمي الذي كان يتمسـك بـه ويـدافع عنـه: أهل السنة والجماعة

مـن الوجـوه −يف رأيه−المجاز يقع أكثر غلF المتأولين من علماء المعتزلة مع أنه .اإلعجازية للقرآن الكريم من الناحية اللغوية

علمنـا كيـف تعرفت عـىل سـعة علمـه, فهـو ي »المعارف«ومن كتاب ابن قتيبة

١٦

إليـه نسـب المقـول ونتوجه باإلقبال إىل العلوم والمعارف حيثما كـان مصـدرها, ومع ذلك فإنـه مل يـرض . »ا فليتوسع يف العلومومن أراد أن يكون أديب ...«: الشهير

كـل مـا هـو جديـد مـن العلـوم يقبلون ب ا من الناسبأحوال زمانه عندما رأى كثير لون ما كان عندهم من معارف أسالفهم وعلـومهمالدخيلة والمستحدثة بينما يغف

عرفنا ما ال بد لنا من آليات »أدب الكاتب«ففي كتابه . أسرارها مل يحسنوا فهم م ه والتكيف يف مواجهة التغير الزمني بما فيه من تعدد الميول والنزعات, وعـىل أقصـر

افع عـن اللغـة يـد −ه يف مقـدمات كتبـهكما يبدو من أقوالـ–األقوال كان ابن قتيبة ا يمكـن أن نالحـظ فيـه جهـوده يف الدراسـات اللغويـة ا شديد العربية وأدهبا دفاع

.واألدبية أول األمر المشرف الجليل فضيلة األستاذ الدكتور محمد حسـن ين ر يولقد خ: بـين الموضـوعين للتصـدى إىل البحـث −حفظه اهللا ونفعنا بعلومـه−عبد العزيز

ففكـرت . يف الدراسـات األدبيـة واللغويـة »راث ابن قتيبـةت«أو »جهود ابن قتيبة«ذلك, ومن حسن الحظ فقد سبق أن أرشدين إىل القيام بالبحث يف قضـية يف Iويال

المشترك اللفظي عند ابن قتيبة, فعثرت من خالل البحـث عـىل أن آراء ابـن قتيبـة تأويـل مشـكل ( ا مـن كتابـها واحـد مبثوثة منتشرة بين كتبه, وإن كان قد أفـرد بابـ

إال »اللفظ الواحد للمعـاين المختلفـة«يعالج فيه هذه القضية تحت عنوان ) القرآنه ئـأن ما أورده ابن قتيبة يف الكتاب من الكالم واألمثلة غير كـاف السـتخالص آرا

غريـب (و) أدب الكاتـب: (بوجه من الشمول, بل ال يغني ذلك عن كتبه األخـرىهـذه هـي نقMـة الخـالف بـين دراسـتنا وبـين ل لعو ).غريب الحديث(و) القرآن

. خـرآكتب ابن قتيبة مستقلة مـن كتـاب واحـد إىل التي تناولتالدراسات السابقة فإين أود أن أتناول األبحاث يف تراث ابن قتيبة عىل حسب القضايا المتعلقـة باللغـة

ابـن ثترا«: ا لهذه الدراسة فصار العنوانعنوان »التراث«فاخترت كلمة . واألدب .»قتيبة يف الدراسات األدبية واللغوية

:وجعلت ترتيب األبواب والفصول على ما يليتشـتمل عـىل مـا يف التـي وهو عبارة عن المقدمة التمهيدية: المقدمة والتمهيد

١٧

مؤلفاتـهووحياة ابن قتيبـة , اختيار الموضوع سبب ;البحث من األمور الضرورية . ية البحثوإشكال, والبيئة التي عاش فيها

اإلعجاز القرآين عند ابن قتيبة, والفكرة مهمة ألهنا النظم يف فكرة : الباب األول .لسائر كالمه يف األدب واللغة ومنها ابتدأ مشروع تفكيرهنMالق االنقMة

يف آرائـه ويشـتمل عـىل , ابـن قتيبـة يف الدراسـات األدبيـة جهود:الباب الثاينومناقشة يف ضوء الدراسات , ئه يف المجاز واإليجاز ية كآراة والنقديالبالغالقضايا

.البالغية الحديثة, ثم يتناول مقاييسه يف النقد األدبييف آرائـهويشـتمل عـىل , ابن قتيبة يف الدراسـات اللغويـة جهود :الباب الثالث .والداللة وفقه اللغة التوجيه اإلمالئي

١٨

١٩

التمهيدאאא

٢٠

٢١

مظـاهر ينبغي أن هنتم بما حـدث مـن االنقالب السياسي اد يحدث فيهويف عه حكـمكـل لغـة أرادت أن ت اتتنـافس فيهـ ودعهـ ي, وهوالتناقض ةالعرقيالعصبية

العلوم إىل علوم افيه د تنقسموأيضا عه يسيMرهتا باعتبار أهنا من دعائم الهوية, وهوأذاع أصحاهبا بأهنا يف أعىل مرتبة فوق غيرهـا, عـاش ابـن ,إسالمية وعلوم دخيلة

, وهـو ممـن يرفـع صـوته يف −لذا لقب بالمروزي − من أب تركي حياة Iيبةقتيبة كوهنا لغة الدين, ويظاهر لا ا شديد دفاع يدافع عن العربية ولكنه التسوية بين األمم,

يوهـان اتخـذه. ا إىل جنب مـع العلـوم الدخيلـة والمسـتحدثةدينية جنب بالعلوم الحوال الثقافة يف ذلك العصر, إذ سجل أحوال عصـره أل تصويروخير تمثيل IQHفك

.هاألفالتي هلكتب يف مقدماتهא

: بـةوقتي. محمد عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري النحوي اللغوي وأب اسمه بضم القاف وفتح التاء المثناة من فوقها وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها بـاء موحدة ثم هاء ساكنة, وهي تصـغير قتبـة بكسـر القـاف, وهـي واحـدة األقتـاب,

بكسر الدال : والدينوري. األمعاء, وهبا سمي الرجل, والنسبة إليه قتبي : واألقتابن تحتها وفـتح النـون والـواو وبعـدها راء, هـذه المهملة, وبسكون الياء المثناة م

IRHالنسبة إىل دينور, وهي بلدة من بالد الجبل عند قرميسين خرج منها خلق كثيـر, . توىل فيها ابن قتيبة القضاء مدة فنسب إليها

أن غيـرISHهـ عىل أرجـح األقـوال كمـا قـال الـزركيل, ٢١٣لد ابن قتيبة سنة و الدته, فذهب فريق منهم إىل أنه ولد يف الكوفة, كابن المؤرخين اختلفوا يف مكان و

مكتبـــة الخـــانجي, : القـــاهرة(رمضـــان عبـــد التـــواب, . , بترمجـــة دالعربيـــةيوهـــان فـــك, ) ١(

.١٣٨, ص ) م١٩٨٠/هـ١٤٠٠, )١٩٩٤دار صادر, : بيروت(, وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان, ) هـ٦٨١: المتوىف(ابن خلكان )٢(

.٤٢, ص ٣ج , ) ٢٠٠٢دار العلـم للماليـين, : بيـروت(, األعـالم, ) هــ١٣٩٦: المتـوىف(خير الـدين الـزركيل) ٣(

U١٣٧, ص ٤,ج ١٥.

٢٢

وذهـب فريـق آخـر, IRHوحذا حـذومها بعـض المعاصـرين,IQHاألثير وابن النديم,أنـه ولـد يف بغـداد, IUHوبعض المعاصرين, ITHوابن خلكان ISHكالخMيب البغدادي

هبـا, ومل يشير إىل أنـه سـكن »نزيل بغداد«إال أن ما ذكر يف الفهرس من أن ابن قتيبة . يولد فيها

رحل «ومل يرد إلينا خبر لماذا ترك ابن قتيبة قضاء الدينور, غير أن ما قيل من أنه هــ عـىل أرجـح األقـوال, ٢٧٦يف سـنة إىل حين وفاته − »إىل بغداد ليقرئ فيه كتبه

.لدليل عىل ميله الشديد إىل العلم وحرصه عليهאא

ايتجـه إليهـ ,شأن كبيـر اله كانئذ عاصمة الخالفة العباسية, وبغداد وقت تكانيشـهد االنتقـال −يف الفترات التي ترعرع فيها ابن قتيبة –وبغداد . كثير من الناس

السياسي من الدور األول إىل الدور الثاين عىل تقسيم المؤرخين, ففي الدور األول الخالفـة ذات هيبـة يـة حيـث تكـون وهـو دور القـوة المركز–) هـ ٢٣٣−١٣٢( ;بغداد بنهضة علمية واسعة والسيما يف عهـد الرشـيد والمـأمون حفلت −اعةنوم

يف بغداد وجعله خزانـة كتـب ودار نقـل وترمجـة »بيت الحكمة«فقد أنشأ المأمون فنشأت بذلك هنضة فكرية من أوسع النهضـات, وكـان الخلفـاء والـوزراء . وعلم

, ) م١٩٩٧/هــ١٤١٧دار المعرفـة, : تبيـرو(, بتحقيق إبـراهيم رمضـان, الفهرستابن النديم, ) ١(

U١٠٥, ص ٢. , )دار المعارف: القاهرة(عبد الحليم النجار, . , ترمجة دتاريخ األدب العربيانظر كارل بروكلمان, ) ٢(

Uابن قتيبة ومقاييسه البالغية واألدبيـة والنقديـةمحمد رمضان الجربي, . ; د٢٢٢, ص ٢, ج ٥ , .٣٠ص

دار الغـرب اإلسـالمي, : بيروت(بشار عواد معروف, . , بتحقيق دبغدادتاريخ خMيب البغدادي, ) ٣( .٤١١, ص ١١, ج ) م٢٠٠٢/هـ١٤٢٢

.٤١, ص ٣ابن خلكان, وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان, ج ) ٤(خالد عبد الكريم مجعة, يف مقدمة لـه لكتـاب ابـن العمـاد, . ; د١٣٧, ص ٤, ج األعالمالزركيل, ) ٥(

دار ابــن كثيــر, : بيــروت(, أخبــار مــن ذهــب, تحقيــق محمــود األرنــاؤوU شــذرات الــذهب يف .٢٥, ص ١, ج ) م١٩٨٦/هـ١٤٠٦

٢٣

رباب العلم واألدب, ويتنافسـون يف إنشـاء يمدوهنا بمالهم وجاههم, ويشجعون أ IQH.الدور لنشر الثقافة, ونقل اآلثار الفارسية والهندية واليونانية إىل اللغة العربية

من عهد خالفة بني عباس الذي أIلـق عليـه ) هـ ٣٣٤−٢٣٣(أما الدور الثاين ة بـأن فقد سيMر فيه الجند األتراك عىل مقدرات األمـ »دور الجندية« IRHالفاخوريهم يف جيشه, فكان لهم النفوذ والسـيMرة, وا منهم ونظما كبير عدد الخلفاء استقدم

ويف هـذا . ISH» ظلت بالد العراق محكومة بالخلفاء اسما وبسلMة األتراك فعـال «والدور استمر االزدهار العلمي الذي قد ابتدأ منذ عصر سابق, وكانت نتيجـة ذلـك

.كبار يف مختلف الفنونأن برز كثير من العلماء ال

والده مسلم بـن قتيبـة, : تلمذ ابن قتيبة, ونذكر أشهرهمتعىل كبار علماء زمانه صـاحب ) هــ٢٣١تـويف (وأمحد بن سعيد اللحياين, ومحمد بن سـالم الجمحـي

أسـتاذ البخـاري ومسـلم )هــ ٢٣٨(ورائد النقاد, وابن راهويه »Iبقات الشعراء«قاضـي قضـاة ) هــ ٢٤٢(لترمذي وغيرهم من كبار المحدثين, ويحيى بن أكثم وا

, وإبـراهيم )هــ ٢٥٥(, وأبو حاتم السجستاين )هـ ٢٤٦(أهل البصرة, والخزاعي البيـان «صـاحب ) هــ٢٥٤(, وأبو عثمان الجـاحظ )هـ٢٤٩(بن سفيان الزيادي ا

.الهمذاين, و)هـ ٢٥٧(الكبير, والرياشي »كتاب الحيوان«و »والتبيينمن العلماء البارزين يف مختلف العلوم والفنـون, وهـذا اقتيبة عدد وعاصر ابن

أكبر دليل عىل تلك النهضة العلمية الشـاملة السـائدة يف عصـره, وهـؤالء العلمـاء الذي مجع ما بـين أيـدينا ) هـ ٢٧٥(سعيد الحسن بن الحسين السكري يأب: أمثال

مـن رواة البصـرة ) هــ ٢٥٠(والمفضـل الضـبي من أشعار الجاهلية واإلسـالم, ي, وأبـ)هــ ٢٥٥(حـاتم السجسـتاين ي, وأب)هـ ٢٥٥(عمر الهروي يوأب , الثقات

, ) م ١٩٨٦دار الجيـل, : بيروت(, األدب القديم: الجامع يف تاريخ األدب العربيحنا الفاخوري, ) ١(

.٥١٩ص .٥٢٠حنا الفاخوري, الجامع يف تاريخ األدب العربي, ص ) ٢( .١٨١, ص ) ٢٠١٢مؤسسة هنداوي, : القاهرة(, هر اإلسالمظأمحد أمين, ) ٣(

٢٤

الحسـين : ومـن الشـعراء). هـ ٢٩١(العباس ثعلب ي, وأب)هـ ٢٤٩(عثمان المازين ومن علماء ). هـ ٢٨٤(, والبحتري )هـ ٢٨٣(, وابن الرومي )هـ ٢٥٠(بن الضحاك ا

, ثم مـن )هـ ٢٧٥(, وأبو داود )هـ ٢٧٣(, وابن ماجة )هـ ٢٥٦(البخاري : ث الحدي) هــ ٢٧٨(واليعقـوبي , مـوىل بنـي عبـاس) هـ ٢٤٥(محمد بن حبيب : المؤرخين

عـددهم , , وغيرهم من علماء الكالم والفالسـفة والمنMقيـين )هـ ٢٧٩(والبالذري كما أنه عصر النـزاع ,والفكرية نشاIات العلميةالفعصر ابن قتيبة هو عصر . غير قليل

وعصر نزاع ديني بين مذهبي المعتزلة وأهـل , النحوي بين مدرستي البصرة والكوفة . ا يف آثار ابن قتيبةوبرزت مظاهر هذا النزاع قليال وكثير . السنة والجماعة

فهو خMيـب −الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعةا يف صريح ابن قتيبة كانوولكنـه مثـل غيـره مـن IQH» ...وقد سخر قلمه للذود عن أهل السنة«ة, هذه العقيد

ة, يشـبتهم بالجهمية كما اهتـم بالمن التجريح, فقد ات خالياالعلماء والرواة, مل يكن اجتمعت األمـة عـىل أن : بأنه كان يرى رأي الكرامية, وقال الحاكم واهتمه البيهقي ة وكـالم مـن مل يخـف اهللا, ونقـل عـن هذه مجازفـة قبيحـ: قلت . القتيبي كذاب

: ثم دافع عنـه الـذهبي فقـال IRH.كان ابن قتيبة يميل إىل التشبيه: الدارقMني أنه قالين والذي قي« ل عنه من التشبيه مل يصح, وإن صـح فالنـار أولـى بـه, فمـا فـي الـد

الذي كتبـه ابـن قتيبـة , ITH»الرد عىل المشبهة والجهمية«يكفي كتاب وISH».محاباة .عىل إبMال التهمة دليال

ا من مؤلفات ابن قتيبة الكثيرة, فقد اشتهر السابق إال واحد ) الرد(مل يكن كتاب

, ) م١٩٩١/هــ١٤١٢مكتبة الصـديق, : الMائف(, عقيدة اإلمام ابن قتيبةعيل بن نقيع العلياين, . د) ١( .٢٦١ص

, لسان الميزان, ) هـ٨٥٢: المتوىف(أبو الفضل أمحد بن عيل بن محمد بن أمحد بن حجر العسقالين ) ٢( .٣٥٧, ص ٣, ج ٢, U ) ١٩٧١/هـ١٣٩٠األعلمي للمMبوعات, مؤسسة : بيروت(

. , تحقيـق دتاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم, ) هـ٧٤٨: المتوىف(شمس الدين الذهبي ) ٣( .٥٦٥, ص ٦, ج ) ٢٠٠٣دار الغرب اإلسالمي, : بيروت(بشار عواد معروف,

, وتعليـق ودراسـة هـذا الكتـاب الجهمية والمشبهة االختالف يف اللفظ والرد عىلينظر ابن قتيبة, ) ٤( ) .١٩٩٠الشركة العالمية للكتاب, (, مع ابن قتيبة يف العقيدة اإلسالميةكاظم حMيF, .لمحققه

٢٥

وذكـر ابـن النـديم . بين العلماء بأنه كثيـر التصـانيف يف مختلـف نـواحي الفنـونين ورفع بعض البـاحثIQHل مرغوب فيهابصاحب الفهرست أن كتب ابن قتيبة بالج

يف الفهرس من العناوين,غير أن هذا مما ا عىل ما وردعدد الكتب إىل الستين اعتماد ولعل سبب ذلك يرجع إىل اخـتالف حجـم . بعض الباحثين اآلخرين ال يتفق عليه

الكتب إىل حد بعيد حتى أدخلت بعض رسائله إىل حسبان الكتاب, كما أIلق اسم ).أدب الكاتب(جدت يف كتاب عىل بعض فصول الكتاب مثل ما و »الكتاب«

م إىل الMبقـة التـي عظمـت قـد أن ي «ومن أغراض ابن قتيبة من أكثـر مصـنفاته مكانتها, واتسع نفوذها يف ذلك العصر, وهي Iبقة الكتاب وأصـحاب الـدواوين, الذين كانوا Iليعة Iبقة المنشئين فيما بعد, ما يسد حاجتها من عدد الثقافة األدبيـة

ا عن القرآن والحديث تجاه مMاعن الفالسفة فنصب من نفسه مدافع ...والتاريخية .IRH»وأهل الشك من علماء الكالم

ا ا وحـديث وبناء عىل مؤلفات ابن قتيبة, فالذين ترمجـوا لهـذا المؤلـف الكبيـر قـديم مـن لغـة ونحـو وشـعر : ا, اتصل بنواح كثيرة من المعرفةا أديب متفقون عىل أنه كان عالم

د خلف كما يصفه محمد أمح–قه وتاريخ ومذاهب, ومن الممكن أن نصفه وحديث وف .ISH»الهجري ممن يمثلون امتزاج الثقافات المختلفة يف القرن الثالث«بأنه − اهللا

ITH:يليما −ونرتبها عىل حسب موضوعها−مؤلفاته ن أهمم

: يف مشكالت تتصل بالقرآن الكريم والحديث الشريف

.IUH»ل مشكل القرآنتأوي«كتاب -

.١٠٦−١٠٥, ص الفهرستابن النديم, ) ١( .٢٢٢, ص ٢, ج تاريخ األدب العربيبروكلمان, ) ٢(, »بحـوث ودراسـات يف العروبـة وآداهبـا«, يف بمقدمة كتـاب أدب الكاتـمحمد أمحد خلف اهللا, ) ٣(

.٤٨, ص .) ت., د.ن.د: القاهرة( .وما بعده ٢٢٣, ص تاريخ األدب العربيكارل بروكلمان, ) ٤( ., بتحقيق السيد أمحد صقرتأويل مشكل القرآنعبد اهللا بن مسلم بن قتيبة, ) ٥(

٢٦

.IQH»غريب القرآن«كتاب -

.IRH»تأويل مختلف الحديث«كتاب -

.ISH»غريب الحديث«كتاب -

: يف العقيدة اإلسالمية

.ITH»الرد عىل الجهمية والمشبهة«كتاب -

: يف التاريخ

IUH.»تاريخ الخلفاء«ويعرف بكتاب »اإلمامة والسياسة«كتاب -

.IVH»عيون األخبار«كتاب -

: افة العامةيف الثق

.»المعارف«كتاب -

التسوية بـين «ويعرف كذلك بكتاب »فضل العرب عىل العجم«كتاب -

.)١٩٧٨دار الكتب العلمية, (أمحد صقر, , بتحقيق السيدغريب القرآنعبد اهللا بن مسلم بن قتيبة, ) ١(, بتحقيـق أبـي أسـامة سـليم بـن عيـد الهـاليل تأويل مختلف الحديثعبد اهللا بن مسلم بن قتيبة, ) ٢(

١٤٣٠اشــترك يف نشــره دار ابــن القــيم بالريــاض ودار ابــن عفــان بالقــاهرة, (الســلفي األثــري, .٢, U ) م٢٠٠٩/هـ

مMبعـة العنـاين, : بغداد(عبد اهللا الجبوري, . , بتحقيق دغريب الحديث عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة,) ٣( ) .م١٩٧٧/هـ١٣٩٧

: بيـروت(كـاظم الحMـيF, . , بتحقيـق دالرد عىل الجهميـة والمشـبهةعبد اهللا بن مسلم بن قتيبة, ) ٤( ) .١٩٩٠الشركة العالمية للكتاب,

مؤسسـة : القـاهرة(Iـه محمـد الزينـي, . ق د, بتحقيـاإلمامة والسياسةعبد اهللا بن مسلم بن قتيبة, ) ٥(, والدكتور أمحد خلف اهللا يشك يف نسبة الكتاب إىل ابن قتيبة كما أننا مل نجد من ) الحلبي وشركاؤه

كالم المحقق دليال مقنعا يثبت نسبته إليه سوى أن بروكلمان ذكر مخMوIات الكتاب المنتشرة يف .»سوب إليهالمن«: المكتبات الكبيرة ويقول عن الكتاب

ا عىل Iبعة دار الكتب المصـرية سـنة دار الكتاب العربي معتمد : بيروت(, عيون األخبارابن قتيبة, ) ٦( ) .م١٩٢٥/هـ١٣٤٣

٢٧

.»العرب والعجم

: يف اللغة والنحو

.»أدب الكاتب«كتاب -

.»تلقين المتعلم من النحو«كتاب -

: يف األدب ونقده

.»معاين الشعر الكبير«كتاب -

.»الشعر والشعراء«كتاب -

امتاز ابن قتيبة عـن «: وري يصف ما يف آثار ابن قتيبة من االمتيازعبد اهللا الجب. قال دمنهج يقوم عىل االستقراء والتجربة : غيره من المؤلفين بالمنهج العلمي الذي يعرف بأنه

وهذه حلية قلما نجدها يف عـامل .. والبحث واستخالص النتائج, بعد المشاهدة والخبرةالوحــدة (واضــحة المعــامل, تشــيع فيهــا وكتبــه منســقة, حســنة التــأليف.. معاصــر لــهمجـع يف تضـاعيفها سـعة الثقافـة, وبراعـة .., كما يقال بلغة النقد الحديث)الموضوعية

.IQH »ولعله أقواها ها ,لالتنسيق, وربما كان هذا الصنيع أحد األسباب يف القبول بشـيء مـن التفصـيل لنـرى مـدى أمهيتهـا سنصف بعض مؤلفات ابن قتيبـةو

مصـادر رئيسـية يف سـيكون, ونقتصر عىل مـا ن الناحية اللغوية واألدبيةم وقيمتها .دراستنا : »تأويل مشكل القرآن«كتاب −١

وهو من أهم مؤلفات ابن قتيبة يعالج فيه ما أشكل من آيات القرآن الكريم عند هم يف وجوه القراءات ومـا ادعـي عـىل القـرآن مـن كثير من الناس, كما يرد مMاعن

إنما يعرف فضـل القـرآن مـن كثـر نظـره «: ال أبو محمد يف مقدمة الكتابلحن, قوما خص اهللا به لغتهـا , وفهم مذاهب العرب وافتناهنا يف األساليب , واتسع علمه

وزارة : بغـداد(, مقدمة المحقق لكتاب غريب الحـديث البـن قتيبـة الـدينوريعبد اهللا الجبوري, ) ١(

.١٧−١٦, ص ١ , ج) م ١٩٧٧/هـ ١٣٩٧األوقاف للجمهورية العراقية,

٢٨

دون مجيع اللغات; فإنه ليس يف مجيع األمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتسـاع مـا أرهصـه يف الرسـول, وأراده مـن المجال, ما أوتيته العرب خصيصى مـن اهللا لومـن أجـل ذلـك, IQH»]...معجزتـه[إقامة الدليل عىل نبوته بالكتاب فجعله علمه

ا من القضـايا البالغيـة واللغويـة كالمجـاز واإليجـاز والكنايـة تناول الكتاب كثير .والمشترك اللفظي وحروف المعاين

: كتاب غريب القرآن −٢, ذلك أن ابن قتيبة يف كثيـر )تأويل مشكل القرآن(وهو يف الواقع تكملة لكتاب

. IRH»تأويل المشكل«وقد ذكرت يف كتاب «: من األحيان يقول فيهوكان ابن قتيبة يفسر يف الكتاب الكلمات الغريبة مـن القـرآن الكـريم بترتيـب سور المصحف, وقد افتتحه بذكر أسـماء اهللا الحسـنى وصـفاهتا فـأخبر بتأويلهـا

م أتبع ذلك بتفسير األلفاظ التي يكثر تردادها يف القرآن, ثم بدأ بتفسير واشتقاقها, ث .الغريب عىل حسب ترتيب السور

النحـو المعهـود يف ا يف التفسير عىلومل يكن ابن قتيبة يريد بكتابه أن يكون كتاب خليF من منهجـي «ولذلك فإن كتاب غريب القرآن ISH.بتفسير السلف االستشهاد

ا, لفـاظ لغويـفبينمـا يفسـر األ. اب التفسير, فهو يضم ظواهرمها مع كتب اللغة وكتباألشعار واألحاديث وأقوال العرب, ويبـين وزهنـا أحيانـا, اويستشهد عليها كثير

ا, ويقتبس أقـوال مشـهوري يفسرها قرآنيا, فيبين يف السور المدين من المكي أحيان ITH».شكلالمفسرين, وكثيرا ما أحال عىل كتابه يف الم

.١٢, تحقيق السيد أمحد صقر, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .١٠, ص غريب القرآنينظر مثال ابن قتيبة, ) ٢(ـــز, . د) ٣( ـــد العزي ـــويمحمـــد حســـن عب ـــاهرة(, مصـــادر البحـــث اللغ ـــة اآلداب, : الق مكتب

.٢٤٥, ص ) م٢٠٠٩/هـ١٤٣٠ ٦, يف برنامج المكتبة الشاملة اإلصدار الثاين, ص مكتب غريب القرآن الكريحسين محمد نصار, ) ٤(

٢٩

: كتاب غريب الحديث −٣مـن ةبالمواد اللغوية وخاصـة مـا كانـت غريبـ سابق غزير الكتاب الوهو مثل

ابتدأ أبو محمد كالمه عن بعض األلفـاظ يف الفقـه واألحكـام . ةاألحاديث الشريفإلــخ, ثــم تنــاول مــا يف ... واشــتقاقها, كالوضــوء واالســتنجاء والقنــوت واآلذان

كـن أقـوال تآن وغيـره مـن الكتـب المقدسـة, ومل ذكر القـرالحديث الشريف من هي وحدها ما تناوله ابن قتيبة ولكن كذلك أقوال كبار الصحابة والتابعين ملسو هيلع هللا ىلصالنبي

. المشهورةاس تبيين ...«ومن أغراض ابن قتيبة يف تأليف الكتاب األلفاظ الدائرة بـين النـ

عرف مـن أيـن أخـذت تلـك الحـروف يل ; ض وأحكامهائفي الفقه وأبوابه والفراممـا ال يكمـل علـم المتفقـه والمفتـي إال ..فيستدل بأصولها في اللغة عىل معانيها

.IQH»بمعرفة أصولهالمـواد مـن ثروة انتضمني) غريب القرآن والحديث(ويف الجملة فإن الكتابين القضـايا يفالمؤلـف راءآبعض ستخالصاألمثلة وا مااللغوية, ونحن نستفيد منه

., وغير ذلكاللغوية كالمشترك اللفظي والتضاد والترادف واالشتقاق : كتاب تأويل خمتلف الحديث −٤

غريـب (بعـد كتابـه السـابق ) تأويل مختلـف الحـديث(كتب ابن قتيبة كتاب من الكتب الثمينة لما فيـه −مع سابقه –ولعله تتمة له, وهذا الكتاب IRH)الحديث

.١٥٢−١٥١, ص غريب الحديثابن قتيبة, ) ١(وتـذكر «: عدة مرات, من بينها قال يف المقدمة ) غريب الحديث(والدليل عىل ذلك أنه ذكر كتاب ) ٢(

نـدهم, ا مـن المتنـاقض عا ذكرت فيه شـيئ باب » غريب الحديث«أنك وجدت يف كتابي المؤلف يف وتأوله, فأملت بذلك أن تجد عندي يف مجيعه مثل الذي وجدته يف تلك مـن الحجـج, وسـألت أن

ا للثواب, فتكلفته بمبلغ علمي, وبمقدار Iاقتي, وأعدت ما ذكـرت يف كتـابي أتكلف ذلك محتسب يـل تأوابـن قتيبـة, « .ا للفن الذي قصدوا الMعـن بـها جامع من هذه األحاديث; ليكون الكتاب تام

دار ابـن : القـاهرة(أسامة سليم بن عيـد الهـالل السـلفي األثـري, ي, بتحقيق أبمختلف الحديث . ٧٥, ص ٢, U ) م ٢٠٠٩ −هـ ١٤٣٠عفان,

٣٠

مظاهر االختالف بين الفرق الدينية حيث تحتج كـل فرقـة باألحاديـث, من صور فـالن عـارف : رضوا بأن يقال«مع أن هؤالء IQH»وكل يبني عىل أصل من روايتهم«

عـامل بمـا كتـب, أو عامـل بمـا : بالMرق, وراوية للحـديث; وزهـدوا يف أن يقـالقتيبـة يف الكتـاب, فاألحاديث الشريفة المختلف فيها هي ما عني بـه ابـن .IRH»علم

.عىل اللغة −من بينها –وهو يعالجها بالعقلية المعتمدة : كتاب أدب الكاتب −٥

يمثل أدب الكاتب أهم كتب ابـن قتيبـة المؤلفـة يف فـن الكتابـة لمـا فيـه مـن عـن أفكـارهم بـالنMق نعبـروكيـف ي ; توجيهات لغوية يحتاج إليها كتاب زمانـه

: يقول عنه يوهـان فـك. اء اللغوية التي ينبغي اجتناهبااألخMإىل والكتابة, كما ينبه س يف العـامل ية اللغوية, وال يـزال يـدر قإنه أحد الكتب األساسية األوىل لمبدأ التن«

يف تقديمـه وقـال خلـف اهللا .ISH»العربي حتى اليوم بعناية واجتهـاد لغـزارة مادتـه تـاريخ موضـوع يفأول كتـاب مـنظم يف ال −عـىل مـا نعلـم –والكتاب «: للكتاب

ويعد كتاب ابن قتيبة مـن ... التأليف العربي, مل تسبقه إال أقوال أو رسائل توجيهيةيف عبارتـه »مقدمتـه«وإىل هذا يشير ابن خلـدون يف ITHأمهات كتب األدب العربي,وسمعنا من شيوخنا يف مجالس التعليم أن أصول هـذا «: المشهورة التي يقول فيها

,وكتاب الكامل للمبـرد, أدب الكاتب البن قتيبة : دواوين هي الفن وأركانه أربعةوكتاب البيان والتبيين للجاحظ , وكتاب النوادر ألبي عيل القـايل البغـدادي, ومـا

.IUH»سوى هذه األربعة فتبع لها وفروع عنهايف كتابه السابق ذكره, وهو كما ل زمانهويف مقدمة الكتاب يصور ابن قتيبة أحوا

فإني رأيت أكثر أهل زماننا هـذا عـن سـبيل «: المقدمة قال يف مMلع. اال يرضى هب

.٥٧, ص ١, جز تأويل مختلف الحديثابن قتيبة, ) ١( .٧٢, ص ١المرجع السابق, جز ) ٢( .١٤٠, ص العربيةيوهان فك, ) ٣( .١١−٩, ص » أدب الكاتب«يف تقديمه لكتاب محمد خلف اهللا أمحد,) ٤( .٦٤٢, ص ) ٢٠١٠مكتبة جزيرة الورد, : القاهرة(,مقدمة ابن خلدونعبد الرمحن بن خلدون, ) ٥(

٣١

أما الناشئ منهم فراغب عـن : األدب ناكبين, ومن اسمه متMيرين, وألهله كارهينــاس أو ــباب ن ــوان الش ــأدب يف عنف ــاد, والمت ــارك لالزدي ــادي ت ــيم, والش التعل

غاياته أن يكـون حسـن الخـF قـويم أبعد « كان ثم وجه نقده إىل الذي IQH,»متناس ثم يعترض عىل كتاب اهللا بالMعن وهو ال يعرف معنـاه, وعـىل حـديث ...الحروف

بالتكذيب وهو ال يدري من نقله, قـد رضـي عوضـا مـن اهللا وممـا ملسو هيلع هللا ىلصرسول اهللا .IRH»...فالن لMيف وفالن دقيق النظر: عنده بأن يقال

ه فعل أهل المناظرة من الفالسفة وهكذا صور ابن قتيبة يف خMبة الكتاب كراهتين , ومع ذلك ال ينتقدهم إال عىل قدر ما يحتـاج إليـه للـدفاع عـن علـم يوالمعتزل

فـال عجـب أن . الكتاب وأخبار الرسول وصحابته وعلوم العرب وآداهبـا ولغاهتـالعبـد البـاقي بـن محمـد »شرح خMبة أدب الكاتـب«يكون للمقدمة شرح بعنوان

ISH).هـ٣٩٠تويف (ترجع أمهية الكتاب إىل أنه, كما يقول أستاذنا الدكتور محمد حسـن عبـد العزيـز

أنه يحـارب اللحـن وينقـي العربيـة ممـا : مؤلف فريد يف بابه من ناحيتين«حفظه اهللا, منه, وأنه يعرض العربية الفصحى يف أهبـى أسـاليبها وأفصـح ألفاظهـا بMريقـة اشاهب

ا أن يعتمد عليـه المؤلفـون الـذين لن يكون غريب ومن ثم ف. ميسرة ويف أبواب محكمة .ITH»األلفاظ جاءوا بعده وكتبوا يف لحن العامة أو الخاصة أو يف الفصيح والمتخير من

:كتاب الشعر والشعراء −٦هو من أمهـات مصـادر األدب العربـي, ويف مقدمـة الكتـاب فصـل المؤلـف

وكـان «: د من أشـعارهم, قـالاجاسترتيب الشعراء ومقاييس اختيار ما منهجه يف تأكثر قصدي للمشهورين من الشعراء, الذين يعرفهم جل أهـل األدب, وأحـوالهم

هم, والذين يصح االحتجاج بأشعارهم يف الغريب, ئيف أشعارهم, وقبائلهم وأسما

.٥, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٦, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢( .٢٢٢, ص ٢, ج تاريخ األدب العربيينظر بروكلمان, ) ٣(ـــز, محمـــد حســـن . د) ٤( ـــد العزي ـــويعب ـــاهرة(, مصـــادر البحـــث اللغ ـــة اآلداب, : الق مكتب

.٣١٧, ص ) م٢٠٠٩/هـ١٤٣٠

٣٢

.IQH»ملسو هيلع هللا ىلصويف النحو ويف كتاب اهللا عز وجل, وحديث رسول اهللا مجع مجيع أشعار الشعراء, كما ف نفسه اس, مل يكن ابن قتيبة يكلوعىل هذا األس

رمحـك –ولعلك تظـن «: إذ ذلك من المحال, قال ; يحرص عىل ذلك أكثر الرواةا إال ذكره ديث ا وال حا قديم دع شاعر أنه يجب عىل من ألف مثل كتابنا هذا أال ي −اهللا

لـوك ر أن يكون الشعراء بمنزلـة رواة الحـديث واألخبـار, والمودلك عليه, وتقد ثم روى رواية فيها شيء IRH».واألشراف, الذين يبلغهم اإلحصاء ويجمعهم العدد

ا اسـمهم عمـرو, ا ذكر أنه يروي لمائة أو ثمـانين شـاعر من المبالغة, ذلك أن أحد ISH.افيبدو لألصمعي وخلف األمحر أنه مل يبلغ ثالثين شاعر

الجاهليين والمخضـرمين ومع اقتصار ابن قتيبة عىل ذكر المشهورين من الشعراء يستويف ما نحتـاج − كبير الحجم بالذي ليس − الكتاب كانومن جاء منهم إىل زمانه,

أسماء الشعراء وأزماهنم وأقدارهم وأحوالهم يف أشـعارهم وقبـائلهم «إىل معرفته من وأسماء آبائهم, ومن كان يعرف باللقب أو بالكنية منهم, وعما يستحسـن مـن أخبـار

, وما أخذه العلماء عليهم من الغلF والخMأ يف ألفاظهم م ستجاد من شعرهالرجال وي .ITH»المتأخرون أو معانيهم, وما سبق إليه المتقدمون فأخذه عنهم

وهو أول منهج يصـلنا يف «: الMاهر أمحد مكي. وليس من المبالغة أن قال عنه دوغايـة المؤلـف العربية عىل هذا القدر من الوضوح, ففيه حديث عن مادة الكتاب

.IUH»ووسيلته إىل هذا الهدف

دار المعـارف, : القـاهرة(, تحقيـق أمحـد محمـد شـاكر, الشـعر والشـعراءابن قتيبـة الـدينوري, ) ١( . ٥٩, ص ٢, U ) م١٩٦٨/هـ١٣٧٧

.٦٠المرجع السابق, ص ) ٢(جاء فتيـان إىل أبـي ضمضـم : نا كردين بن مسمع قالحدثنا سهل بن محمد حدثنا األصمعي حدث) ٣(

كذبتم , ولكـن قلـتم : جئناك نتحدث, قال: ما جاء بكم يا خبثاء? قالوا ) : لهم(بعد العشاء, فقال لثمـانين : فأنشدهم لمائة شاعر, وقال مرة أخـرى!! كبر الشيخ فنتلعبه, عسى أن نأخذ عليه سقMة

.فلم نقدر عىل ثالثين) األمحر(فعددت أنا وخلف : صمعيقال األ. كلهم اسمه عمرو] شاعرا[ .٥٩, ص الشعر والشعراءابن قتيبة, ) ٤(, ) م١٩٩٩/هـ١٤١٩دار الفكر العربي, : القاهرة(, دراسة يف مصادر األدبالMاهر أمحد مكي, . د) ٥(

U٢٤٢, ص ٨ .

٣٣

: تلقين المتعلم من النحوكتاب −٧هو من أهم مؤلفات ابن قتيبة يف النحو, ننظر فيـه خالصـة رأيـه يف هـذا العلـم . حيث ألقى فيه المباحث النحوية عىل Iريقـة السـؤال والجـواب بأوضـح سـبيل

بيد أن نسـبة الكتـاب . علمينذلك ألن الكتاب عبارة عن كتاب للمبتدئين من المت .إليه مشكوك فيها جدا

: كتاب عيون األخبار −٨ا, فيعقد لمسألة مل يعرج فيه ابن قتيبة عىل مسائل اللغة والتربية اللغوية إال عرض

يحتوي البـاب . من الكتاب »باب اإلعراب واللحن«التعبير الصحيح والخاIئ يف حيحة الفصـيحة, والحـث عـىل دراسـة حكم وأشعار يف اإلشادة باللغة الصـ«عىل

: القواعد والنحو, كما يشتمل عىل قصص وأمثلة للحـن المختلـف األنـواع, مثـلالخMــأ يف النMــق, والمخالفــة الفاحشــة للقاعــدة النحويــة, والتراكيــب العدديــة المغلوIة, ومخالفة الصواب يف قراءة القرآن, وبعض المفارقات الناشئة من سـوء

IQH .لنحوالفهم الصMالحات اא

أمهات من يف مجلة القول و, فه لقد أIلنا قليال يف وصف تراث ابن قتيبة وقيمتهدارسـو اال يستغني عنهالتي المصادر األدبية واللغوية, بما فيه من القضايا المهمة

مثـل –مـثال نـرى أنـه ) مشكل القرآن تأويل(ففي كتاب , العربية يف اللغة واألدبمل يتـرك −ن قدماء اللغـويين الـذين اسـتلهموا يف التـأليف بـالقرآن الكـريمغيره م

باختصـار يف زمانـه ولـو االكالم عن قضية إعجاز القرآن التي شاع الجدال حولهفكرة النظم القرآين الذي هو سـر إعجـاز القـرآن يف شديد, ويMرح من خالل ذلك

الـنظم القـرآين حتـى يسـتقبلها ومع أنه مل يوضح ما بـه يتبـين لنـا عجيـب IRH.رأيه

١٤٢, ص العربيةعنه يوهان فك, , وتكلم ) دار الكتاب العربي: بيروت(, عيون األخبارابن قتيبة, ) ١(وقMـع ...«: يذكر ابن قتيبة كلمة النظم التي نسبت إىل القرآن مخس مرات, ويف أول كـل منهـا قـال) ٢(

منه بمعجز التأليف أIماع الكائدين, وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلفين, وجعله متلوا ] اهللا[ال اا ال يخلق عـىل كثـرة الـرد, وعجيبـه اآلذان, وغض ا ال تمج ال يمل عىل Iول التالوة, ومسموع

.٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, . »تنقضي عجائبه, ومفيدا ال تنقMع فوائده

٣٤

شيخ علم البالغة, إال أنـه يؤكـد مـن IQH)هـ٤٧١(والجرجاين ) هـ٣٨٦(الخMابي ونعـرف مـن ذلـك أن , أمهية المجاز للوقوف عىل تلك الفكـرة عىل خالل الكالم

.المجاز هو عمود النظم القرآيننـه إبيقـه حتـى وتوسـع يف تM , فالمجاز من أكبر ما عني به ابن قتيبة يف الكتاب

أن ) هــ٢٠٩(لمن الممكن عده من أول من يؤيد المجاز الذي سبق ألبـي عبيـدة أما المجاز فمن جهته غلـF كثيـر مـن «: ا, قالعرف به قبل ذلك بنصف قرن تقريب

وقـال يف موضـع . IRH»...الناس يف التأويل, وتشعبت هبم الMرق واختلفت النحلآمنا به كل من (علم حظ يف المتشابه إال أن يقولوا ولو مل يكن للراسخين يف ال«: آخر

. ISH»...مل يكن للراسخين فضل عىل المتعلمين, بل عىل جهل المسلمين) عند ربناأو مـا تشـابه منـه مكانية تأويل مشكالت آيات القرآنإلكيد تأنرى أنه ومن كالمه

ا فهـم المتـأولون فإن الغلF والخMأ يف التأويل يمكن اجتنابه إذ ,عن Iريق المجاز I«.ITHرق القول ومآخذه«مجاز اآليات الذي هو

عند ابن قتيبة ال إال أن له مدلو فيما بعد لمجازعىل اال اللغويين إقبوبالرغم من ل يف ايـز كان مـالعله يخالف ما نفهمه اليوم باعتبار أن علم البالغة يف ذلك العصر

فصـال ٣٩ ما ال يقل من ز يحتوي عىلمرحلة التقعيد, ففي يد أبي عبيدة كان المجانعـرف ذلـك ا كمـا ا خاصـفصول البالغة ومل يستقل كل واحد منها ليصير بابـمن مـن رؤسـاء المعتزلـة, ال نجـده ووكذلك عند الجاحظ, أستاذ ابن قتيبة IUH.اليوم

فلم يتصـور منـه مفهـوم )الحيوان(ا فقF يف كتابه ا يسير يبحث عن المجاز إال شيئ

, وتعليـق المحققـين ثالث رسائل يف إعجاز القرآن للرماين والخMابي وعبد القاهر الجرجاينيقرأ ) ١(

. ٨, U ) ٢٠١٥دار المعارف, : القاهرة( محمد زغلول سالم,. محمد خلف اهللا أمحد ود .١٠٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .١٠٠المرجع السابق, ص ) ٣( .٢٠المرجع السابق, ص ) ٤( :ينظر يف ذلك دراسة قدمها) ٥(

John Wansbrough, Majāz al-Qur’ān: Periphrastic Exegesis, in JSTOR, Bulletin of the School of Oriental and African Studies, (London: University of London, 1970) , Vol. 33, No. 2, p. 248.

٣٥

من األبواب بعضـها بـبعض تحـت اومل يزل يتداول باب , از عىل وجه التحديد المج عـنبغض النظـر −وربما هكذا شأن المجاز والبالغة يف يد ابن قتيبة. اسم المجاز

.ما يبدي حاجة ماسة إىل القيام بالدراسة −اي قام هبتالتقعيد وبعض اإلضافات الد من الدراسات اللغوية واألدبيـة يف وهناك جانب آخر يهتم به اللغويون والنقا

تاريخ تراثنا, وهو قضية اللفظ والمعنى التي أثارها الجاحظ, أستاذ ابن قتيبة الذي ا يف صـناعة األثـر ففي هذه القضية, يختلف النقاد يف أيهما أقوى تـأثير . سبق ذكرهقMه أما الجاحظ فيرفع من شأن اللفظ ويغض من شأن المعنى, بل إنه ليس. األدبي Iا, فليس له فضل وال مزية, وال قيمة فنيةإسقا.IQH وضد هذا الموقـف مـا أظهـره

م ع ميمثله نأنصار المعنى الذي العرب ومـا ندابن األثير حيث يرى أن المعنى مقدذهب ابـن قتيبـة يف يومن خالل المناقشة IRH.اهتمامهم باللفظ إال من أجل المعنى

إىل أن البالغة غير مقصـورة عـىل اللفـظ فقـF دون »الشعر والشعراء«مقدمة كتابه ISH.غيره وال عىل عكسه دون آخر, بل تكون الصورة الفنية يف اللفظ والمعنـى معـا

ا تصورنا عن مقاييس الجودة والجمال يف كل مـن اللفـظ ومع ذلك مل يكن واضح .والمعنى

كتـاب وشيء آخر يستلفت النظر هو كالم ابن قتيبة عـن المشـترك اللفظـي يفمن الكتاب كـان »اللفظ الواحد للمعاين المختلفة«, ففي باب تأويل مشكل القرآن

معنى اللفظ المشترك إىل ما هو أصل وما هو فرع, مثال ذلك عندما يقسم ابن قتيبةبشـيء مـن التعليـل مـع أورد المعاين المختلفة للكلمة التي عدها مـن المشـترك

وهـذه «: , قـاليث الشـريف أو كـالم العـربالقرآن الكريم أو الحـدباالستشهاد يـدخل المجـاز يف حـد التقسـيمغيـر أن هـذا ITH»فروع ترجـع إلـى أصـل واحـد

وكـذلك . فكأن ابن قتيبة مل يفرق بين المشـترك اللفظـي وبـين المجـاز. المشتركمجاز ال من قبيل الإبراهيم أنيس . عندما يذكر لفظ األمة بمعنى الدين, فهذا عند د

. ٦٥, ص ) ١٩٩٩دار المعارف, : القاهرة(, يف األدب والنقدشوقي ضيف, ) ١( .٧٥, ص الداللة اللغوية عند العربعبد الكريم مجاهد, ) ٢( .٦٥, ص) هـ ١٤٢٣دار الحديث, : هرةالقا(, الشعر والشعراءانظر ابن قتيبة, ) ٣( .٤٤٢−٤٤١, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤(

٣٦

إذا اتضـح أن أحـد المعنيـين هـو األصـل وأن «: أنيس. وقال د. اللفظيالمشترك .IQH»اآلخر مجاز له, فال يصح أن يعد هذا من المشترك اللفظي يف حقيقة أمره

أسـماء «ترمجة ابن قتيبة يف أول باب ) الفهرست( وكذلك عندما وضع صاحببـا الMيـب وأن أ IRH»وأخبار مجاعة مـن العلمـاء النحـويين ممـن خلـF المـذهبين

إنه خلF بحكايـات عـن «: صاحب المراتب انتقد ابن قتيبة عىل هذا التخليF فقالالكوفيين مل يكن أخذها عن ثقات, وكان يتسرع يف أشياء ال يقوم هبا نحو تعرضـها

بينما يرى بروكلمان أن تخليF المذهبين ال يقوم به إال من عرف . ISH»لتأليف كتبهمل يتضح لنا كيف يكون منهج ابـن قتيبـة يف النحـو و.أصول المذهبين معرفة دقيقة

.غدادي الذي هو عىل رأسهبالوخاصـة يف قضـية التضـاد ) أدب الكاتـب(ثم إذا تتبعنا ما يف كتاب ابـن قتيبـة

كمـا وجـد األسـتاذ –حيث أورد فيه أكثر من ثالثين كلمة من هذا النـوع, وجـدنا مـن عـيل ىخفـيوال . بالشـواهد أتأنه يف كثير من األحيان مل ي −محمد خلف اهللا

خالل قراءيت للكتاب كثرة تخMئته للناس وتلحـين العامـة وهـو يجـري عـىل رأي ا مما كان القلة أو الرأي المرجوح يف اللغة والنحو, وعىل النقيض من ذلك أن كثير

ا أو من لحن العامة قد ثبت عىل الـزمن وعـاش إىل اليـوم يف يعده ابن قتيبة مرجوح بيئات العربية اللسان, بل ربما ثبتت له الغلبة عـىل مـا كـان يعـد أفصـح أو بعض ال

عـىل حـد تعبيـر –أصح يف الصدر األول, وعـىل هـذا األسـاس, فلهـذه الظـاهرة للقـارئ الحـديث إذا اعتمـد عـىل مـا فيـه مـن التصـحيح ITH»خMرهـا« −أستاذنا

لبMليوسـي مـن مثـل مـا للجـواليقي وا–والتخMئة دون الرجوع إىل االستدراكات وهـذا يتMلـب استكشـاف .وال إىل المعاجم المMولة والحديثة −الشرح والتعليق

.٢١٤, ص داللة األلفاظإبراهيم أنيس, . د) ١( .١٠٥, ص الفهرستابن النديم, ) ٢(, تحقيـق محمـد مراتب النحويين, ) هـ٣٥١تويف (أبو الMيب عبد الواحد بن عيل اللغوي الحلبي ) ٣(

.٨٥, ص ) م١٩٥٥/هـ١٣٧٥مكتبة هنضة مصر, : القاهرة(يم, أبو الفضل إبراه: القـاهرة(, مقدمة أدب الكاتب يف بحوث ودراسات يف العروبة وآداهبـامحمد خلف اهللا أمحد, . د) ٤(

.٧٥, ص .) ت.ن, د.د

٣٧

.معايير ابن قتيبة يف التخMئة والتصحيحيف ابـن قتيبـة جهـود ال يقلـل مـنوبغض النظر عن المشكالت, فإن كل ذلك

–والمشـكالت التـي عرضـناها قبـل قليـل . تMوير الدراسات اللغويـة واألدبيـةحتـى هي من األشياء الضروريةالتي تسـتحق الدراسـة −ة إىل ما مل نذكرهاباإلضاف

تستكشف لنا بنية أفكاره بوجه شامل, فإن ذلك سوف يكشـف لنـا كيـف اشـترك فـإن .العامل اللغوي الناقد يف بنـاء النظريـات األدبيـة واللغويـة يف مراحلهـا األوىل

ألدبية واللغويـة ممـا نشـاهده الحاضر ال يأيت إال من الماضي, وتقدم الدراسات االيوم ال يقوم إال عىل الخMوات األولية التي رسمها العلماء القدماء حيث كان ابـن

. قتيبة واحدا منهمאW

:بناء على إشكاليات البحث, يمكن صياغة أسئلة البحث ق ما مالمح أو منهج التفكير البالغي واللغوي لدى ابن قتيبة? ومـا أثـر السـيا

الفكري واالجتماعي السائد يف عصره يف تشكيل هذا المنهج ? وإىل أي مدى تـأثر بالسابقين عليه وأثر يف من جاء بعده? وما األسس العلمية التـي يقـوم عليهـا هـذا

المنهج? أسـئلة أخـرى هـا وتنـدرج حتتوهذه أسئلة رئيسية تسعى الدراسة إلى إجابتها,

:تلك األسئلة الجزئية ومن .جزئيةتعين على حل المشكالت

وكيف استدل بأسرار النظم عـىل ? ما موقف ابن قتيبة يف قضية إعجاز القرآن .١ ر يف البالغيين واللغويين يف هاتين القضيتين ?وإىل أي مدى أث ? اإلعجاز القرآين

ما رأي ابن قتيبة يف مفهوم المجاز ? وكيف استدل بـالموروث العربـي يف .٢ ا لتأويل المتكلمين يف عصره ? يف القرآن الكريم, خالف توجيه الداللة المجازية

ما موقف ابن قتيبة من قضية اللفظ والمعنى يف الصياغة األدبيـة ? وكيـف .٣ ? أثر رأيه يف تصنيفه ألضرب الشعر

ما المعايير التي اعتمد عليها ابن قتيبة يف الصـواب اللغـوي والتوجيهـات .٤

٣٨

اإلمالئية ?

اعه المختلفة ?ويا االشتقاق بأنما موقف ابن قتيبة من قضا .٥

لشعر العربي القديم يف كيف أسهمت معرفة ابن قتيبة باللغات األخرى وبا .٦ه عن قضية التعريب بوجه عام وتفصيل أو معالجة الكلمـات المعربـة ئتشكيل آرا

بوجه خاص ?

ه عـن ئـكيف يمكن تقييم مذهب ابن قتيبة يف معالجة المعنى من خالل آرا .٧ للفظي والمترادف يف ضوء علم اللغة الحديث ? قضية المشترك ا

אאאW لقد حاول بالفعل بعض الباحثين بيان آراء ابن قتيبـة اللغويـة واألدبيـة, وتقـع

ا, بين تلك الدراسات وبين ما نقوم بـه يف هـذا أو كثير قليال كان–نقاU االختالف .العمل

ز عـىل الجهـود اللغويـة التـي بـذلها ابـن قتيبـة دون أوال, ما يرتكـ: ومن بينهاابـن قتيبـة «: عمر مسلم العكش بعنوان. االلتفات إىل جهوده األدبية كالذي كتبه د

يف جامعة أIروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه , والكتاب أصال »وجهوده اللغويةن اللغويـة كالـذي ما يرتكز عىل آراء ابن قتيبة األدبية دو وثانيا;. ١٩٩٣دمشق سنة

ابـن قتيبـة ومقاييسـه البالغيـة واألدبيـة «: محمد رمضان الجربـي بعنـوان. كتبه دمـا يتجـه إىل كتـاب مـن كتـب ابـن قتيبـة كمركـز وثالثـا ;. ٢٠١٠سنة »والنقدية

الظواهر اللغويـة يف «: للدراسة, كالذي كتبه مجدي إبراهيم محمد إبراهيم بعنوانيف األصل رسالة لنيل الدكتوراه يف جامعة األزهـر , وهو٢٠٠٠سنة »أدب الكاتب

.رمضان عبد التواب. بالقاهرة تحت إشراف وتقديم د . هذا باإلضافة إىل الدراسات يف آراء ابن قتيبة التي تضم إىل بحوث أخرى

٣٩

الباب األول

אאא

٤٠

٤١

ولالفصل األ

אא

إن قضية إعجاز القرآن الكريم من القضـايا التـي تنـال نصـيبها مـن االهتمـام الكبير مـن قبـل البلغـاء واللغـويين, فلكـل فريـق مـنهم آراؤه التـي قـد تختلـف

ومل يزل تعارض اآلراء وتناقضها حول هـذه . مع آراء غيره −إىل حد ما−وتتعارض لقد أبعد القوم «: ا عندما يقولا, وهذا ما يصوره الشيخ الرافعي جيد القضية مستمر

يف المقايسة, وأمعنوا يف المـذاكرة, وأIـالوا يف الخصـومة, وفخمـوا مـا شـاؤوا, ومضغوا من الكالم ما مأل أفواههم, وجاؤوا بما هو لعمري فلسـفة ومنMـق; بيـد

فمن فلج , د بعضهم عىل بعض أهنم يف كل ذلك إنما توافوا عىل صنيع واحد من الربحجتــه فقMــع خصــمه عــن المعارضــة, وأفحمــه دون المناضــلة كــان الــرأي يف

... اإلعجاز ما رآه هو, وكان أكبر البرهان عىل صوابه عجز خصـمه عـىل تخMئتـها, فإنه ما ينـدفع إليهـا ا, وسالكها حائر وهذه سبيل من الكالم ال يزال أذاها حاضر

ا, ال بقوته ولكن بضعف اآلخـر, كان أقوامها معتبرا صوابا بحت رأيان متناقضان إال IQH. »وإحالة ا أو جهال ا صرف ا وفساد وإن كان هو يف نفسه خMأ صراح

ح الكاتب إىل قضية إعجاز القرآن, وليس ذلك مـن أجـل ويف هذا الباب سيلم ت لنرى كيف تنبنـي عليـه دراسـا وال ترجيح أصح األقوال, ولكن كشف حقيقته

إىل مراعـاة مـدى ا أن يفسح لنا ذلك سبيال القدماء للظواهر اللغوية واألدبية, راجي ه عـن الموضـوعات عناية ابن قتيبة باالشتراك يف المناقشة حتى تتولـد منـه أفكـار

أن القرآن الكريم هو الذي يستلهم منه العلمـاء إذ ليس من شك األدبية واللغوية ; .يف دراساهتم

هــ ١٣٩٣دار الكتاب العربي, : بيروت(, إعجاز القرآن والبالغة النبويةمصMفى صادق الرافعي, ) ١(

.١٤١, ص ٣, U ) م ١٩٧٣ −

٤٢

אאWאאא ;عندما تفرق المسلمون إىل فرق كالميـة قديماإن الكالم عن اإلعجاز قد ظهر

ذكر الرافعي أن الجعد بن درهم, مؤدب مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية, فقد عىل كان أول من صرح بخلق القرآن وأن فصاحته غير معجزة, وأن الناس يقدرون

وإذا كان الجعد بن درهم أول من صرح بـالقول بخلـق IQH.مثلها وعىل أحسن منهاالقرآن وبأنه غير معجز, فإن أول من جهر بالقول بالصرفة من المتكلمين المعتزلـة

. المتوىف سنة بضع وعشرين ومائتينIRHأبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هاين النظامزل القرآن ليكـون حجـة عـىل النبـوة, بـل هـو كسـائر أن اهللا ما أن«رأى النظام

ومل يعارضـه العـرب ألن اهللا , »الكتب المنزلة لبيان األحكام من الحالل والحـرام وعـىل حـد تعبيـر الشهرسـتاين, إن. تعاىل صرفهم عن ذلك, وسلب علـومهم فيـه

من جهة صرف الدواعي عن المعارضة, ومنع العرب «معجز يف رأي النظام القرآن ا, حتى لو خالهم لكانوا قادرين عىل أن يأتوا بسـورة ا وتعجيز االهتمام به جبر عن

ISH. »امن مثله بالغة وفصاحة ونظم , فقد رأى الرماين )هـ ٣٨٤المتوىف سنة (ورأي النظام يف الصرفة يؤيده الرماين

وشـدة الحاجـة, يترك المعارضة مع تـوفر الـدواع«: أن وجوه إعجاز القرآن هيللكافة, والصرفة, والبالغة, واألخبار الصادقة عـن األمـور المسـتقبلة, يدوالتح

ومن بين هذه الوجـوه, لـيس شـيء أكثـر ITH. »ونقض العادة, وقياسه بكل معجزةدار الكتـاب العربـي, : بيـروت(, إعجـاز القـرآن والبالغـة النبويـةينظر مصMفى صادق الرافعي, ) ١(

, تـاريخ آداب العـرب;وهذا الخبر وارد يف كتابه اآلخـر, ١٤٤, ص ٣, U ) م ١٩٧٣ −هـ ١٣٩٣ .١٤٣, ص ٢ج

, ) مؤسسة الحلبـي(, الملل والنحل, بكر أمحد الشهرستاين يأبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أب) ٢(, عناية المسلمين بإبراز وجوه اإلعجـاز يف القـرآن الكـريمحسن عبد الفتاح أمحد, ; ونقله٥٧ص

.٢٣, ص ) مجمع الملك فهد لMباعة المصحف الشريف(, لالملل والنحـ, ) هـ٥٤٨: المتوىف(بكر أمحد الشهرستاين يأبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أب) ٣(

.٥٧, ص ١, ج ) مؤسسة الحلبي(, يف ثـالث رسـائل يف النكت يف إعجاز القـرآن, ) هـ ٣٨٦تويف (أبو الحسن عيل بن عيسى الرماين ) ٤(

دار : القـاهرة(محمـد زغلـول سـالم, . إعجاز القرآن, تحقيق وتعليق محمد خلـف اهللا أمحـد ود .١٠٩, ص ٨, U ) ٢٠١٥المعارف,

٤٣

: والصرفة عند رأيـه. منه من القول بالصرفة حتى يستحق حظه من االهتمام جداال عـض أهـل العلـم يف أن هي صرف الهمم عن المعارضة, وعىل ذلك كان يعتمد ب«

القرآن معجز من جهة صرف الهمـم عـن المعارضـة, وذلـك خـارج عـن العـادة كخروج سائر المعجزات التي دلت عىل النبوة, وهذا عندنا أحـد وجـوه اإلعجـاز

IQH. »التي يظهر منها للعقول

ال يصح التحدي بشـيء مـع «إذ ; معقول عند الزركشي وقول النظام والرماين وال يتجـه قـول القائـل لمثلـه إن , Iب بالجهة التي وقع هبا التحـدي جهل المخا

عي ا عىل أن تصنع مثله إال بعد أن يمكنه من الجهة التي تد ا كنت قادر صنعت خاتم وكمـا أن اهللا خاIـب العـرب بلسـاهنم, فالمفسـرون IRH. »عجز المخاIب عنهـا

ا, ألـيس األسـلوب ا أو نثـر يفسرون القرآن بما وصل إليهم من كالم العرب شـعر , بـه عىل سنن كالم الفصحاء من العرب? فإذا اتضح ما يتم اإلعجـاز ياالقرآين جار

فما هو المانع عن المعارضة لمثل القرآن أو سورة مثله?الصـرفة مـن الرمـاين كيـف تكـون عالقـة ا شـامال ا كافي ولألسف, مل نجد بيان

أسلوب القرآن الكـريم مـع مـا لغيـره مـن كون تباينبالمعجزة يف ناحية, وكيف يبيد أنه يضع القرآن يف أعىل مرتبة من البالغة مـن دون بيـان كـاف . أصناف الكالم

وبغض النظر عن ذلك, لقد أخذ نصـيبه مـن االهتمـام . عما تتميز به بالغة القرآن .ممن جاء بعده, خاصة أهنم يخالفون رأيه

אאWאא مصـMفى . وتصدى لرد فكرة الصرفة يف إعجاز القرآن كثير من العلماء, قـال د

ولعل أول من توىل الرد عىل القول بالصرفة هو الجاحظ تلميذ النظام, فإىل «مسلم, جانب تناوله موضوع إعجاز القـرآن يف إشـارات مقتضـبة يف بعـض كتبـه األدبيـة

.١١٠, ص از القرآنالنكت يف إعجالرماين, ) ١(البرهـان يف علـوم , ) هـ٧٩٤: المتوىف(أبو عبد اهللا بدر الدين محمد بن عبد اهللا بن هبادر الزركشي ) ٢(

, ١, U ) م ١٩٥٧ −هــ ١٣٧٦دار المعرفة, : بيروت(, بتحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, القرآن .٩٣, ص ٢جزء

٤٤

) نظـم القـرآن(ا سـماه , فقد ألف كتابـ)تبيينالبيان وال(وكتاب ) الحيوان(ككتاب ليتعرف القارئ من خالل بيان المعاين الغزيرة يف اآليـات القرآنيـة ذات الكلمـات

IQH. »القليلة عىل نظم القرآن الكريم وتفرده بنمF معين ال يتوفر يف كالم غيرهرجـاين, وتبعه بعد ذلك علماء كثيرون, ومن أبرزهم الخMابي والبـاقالين والج

أن من وجوه اإلعجاز حسن نظم القرآن وحسـن تأليفـه ) ـه ٣٨٨(يرى الخMابي فقـال . ما ال يكون عىل مقـدور البشـر وال يمكـن لهـم اإلتيـان بمثلـه ولـو بسـورة

ا ألنـه جـاء إن القـرآن إنمـا صـار معجـز «: الخMابي يف وجه إعجاز القرآن الكريما أصح المعاين, من توحيد له عـزت بأفصح األلفاظ يف أحسن نظوم التأليف مضمن

قدرته, وتنزيه له يف صفته, ودعاء إىل Iاعتـه, وبيـان بمنهـاج عبادتـه, مـن تحليـل وتحريم وحظر وإباحة, ومن وعظ وتقويم وأمر بمعروف وهني عن منكر, وإرشاد

ا كل شيء منها موضعه الـذي ال إىل محاسن األخالق, وزجر عن مساوئها, واضع ا أخبـار القـرون ىل منه, وال يرى يف صورة العقل أمر أليق منه, مودعـيرى شيء أو

ا عـن الكـوائن الماضية وما نزل مـن مـثالت اهللا بمـن عصـى وعانـد مـنهم, منبئـا يف ذلك بين الحجة والمحـتج لـه, المستقبلة يف األعصار الباقية من الزمان, جامع عن وجوب ما م ما دعا إليه, وإنباء والدليل والمدلول عليه, ليكون ذلك أوكد للزو

IRH. »أمر به وهنى عنهفهم من كالم الخMابي أن النظم القرآين هو النقMة المهمـة لإلعجـاز, وهـي وي

ا مـن آراء النظـام التي تميز بينه وبـين أصـحاب الصـرفة, إذ أخـذ الخMـابي Iرفـمسـتقبل بالالقـرآين ألنبـاءكما أخذ فكرة ا, والرماين يف كون القرآن لبيان األحكام

. كوجه من وجوه اإلعجازمـا هو مما يميز بين معجـزة القـرآن وويفهم كذلك من كالمه أن النظم القرآين

, ٣, U ) م ٢٠٠٥ −هــ ١٤٢٦دار القلـم, : شـقدم(, مباحث يف إعجاز القرآند مصMفى مسلم, ) ١(

.٤٦ص, يف ثـالث رسـائل يف إعجـاز بيان إعجـاز القـرآن أبو سليمان محد بن محمد بن إبراهيم الخMابي,) ٢(

, ) ٢٠١٥القاهرة, دار المعارف, (محمد زغلول سالم, . القرآن, بتحقيق محمد خلف اهللا أمحد ود U٢٧, ص ٢.

٤٥

أي (لـيس شـيء مـن ذلـك «: )هـ ٤٠٣(وقال الباقالين. سواه من الكتب المقدسةا فيمـا يتضـمن مـن بمعجز يف النظم والتأليف, وإن كان معجـز ) التوراة واإلنجيل

ومما يبMـل مـا ذكـروه مـن «: ا لمذهب الصرفةوقال رد IQH. »ر عن الغيوباإلخبامل يكـن −وإنما منع منهـا الصـرفة−القول بالصرفة أنه لو كانت المعارضة ممكنة

ا, وإنما يكون المنع هو المعجز, فال يتضمن الكالم فضيلة عىل غيره الكالم معجز .اا ذاتي معجز ويريد هبذا أن يثبت كون القرآن IRH.»يف نفسه

إن كانت العرب منعـت منزلـة مـن «: فقال) هـ ٤٧١(أما عبدالقاهر الجرجاين ولـو عرفـوه −كمـا قـدمت−الفصاحة قد كانوا عليها, أن يعرفوا ذلك من أنفسهم

إنا كنا نستMيع قبل : ملسو هيلع هللا ىلصلكان يكون قد جاء عنهم ذكر ذلك, ولكانوا قد قالوا للنبي ت يف شـيء حـال بيننـا وبينـه, فقـد لـنك قد سحرتنا واحت هذا الذي جئتنا به, ولك

نسبوه إىل السحر يف كثير من األمور كما ال يخفى, وكان أقل ما يجـب يف ذلـك أن مـا لنـا قـد نقصـنا يف : يتذاكروه فيما بينهم, ويشكوه البعض إىل البعض, ويقولـوا

أنه كان منهم قـول يف فبقي أن مل يرو ومل يذكر . قرائحنا, وقد حدث كلول يف أذهانناهذا المعنى, ال ما قل وال ما كثر, دليل أنه قـول فاسـد, ورأي لـيس مـن آراء ذوي

لـو كـانوا قـد صـرفوا عـن «: ويجري عىل هذا المعنى قول الرافعيISH. »التحصيلمعارضته, مل يكن من قبلهم من العرب مصروفين عنه; ألهنم مل يتحـدوا بـه, فكـان

, وذلـك مـا مل نجـده ل العرب األقدمين عىل ما يشبه القرآنمن الجائز أن نعثر يف كلـوال أهنـم حـين سـمعوا «: ويف موضـع آخـر قـال الجرجـاينITH. »يف تاريخ أدهبم

سمعوا قF مثله, وأهنـم رازوا االقرآن, وحين تحدوا إىل معارضته, سمعوا كالما ممنـه لكـان انيه أو يقع قريبـوازيه أو يداأنفسهم فأحسسوا بالعجز عن أن يأتوا بما ي

, تحقيـق السـيد أمحـد إعجاز القرآن, ) هـ ٤٠٣المتوىف سنة (Mيب الباقالينبكر بن محمد بن ال وأب) ١(

.٣١, ص ٧, U ) ٢٠٠٩دار المعارف, : القاهرة(صقر, .٣٠المرجع السابق, ص ) ٢(, يف ثالث رسائل يف إعجـاز القـرآن, الرسالة الشافيةأبو بكر عبد القاهر بن عبد الرمحن الجرجاين, ) ٣(

, ٢, U ) ٢٠١٥القـاهرة, دار المعـارف, (محمد زغلول سالم, . د ودتحقيق محمد خلف اهللا أمح .١٤٩−١٤٨ص

.٤٥, ص من بالغة القرآنأمحد أمحد بدوي, . ; وانظر د٣٢, ص إعجاز القرآنالرافعي, ) ٤(

٤٦

وا معارضته وقد تحدوا إليه, وفرعوا فيه, وIولبوا به, وأن يتعرضـوا ع محاال أن يدوواضح من كالم الجرجاين عىل مـدى IQH. »لشبا األسنة, ويقتحموا موارد الموت

ز تMابق القرآن بكالم البشر لكنه يثبت وجود التفاوت والتبـاين بينهمـا حتـى عجـ .الناس من اإلتيان بمثله

عماذا عجـزوا? أعـن معـان مـن دقـة معانيـه وحسـنها : اوالسؤال مل يزل قائم , فمـاذا »عـن األلفـاظ«: وصحتها يف العقول? أم عن ألفاظ مثل ألفاظه? فإن قلتم

أعجزهم من اللفظ, أم ما هبرهم منه?مزايـا ظهـرت لهـم يف مهتأعجـز: قلنـا«: فأجاب الجرجاين هذا السؤال قـائال

صــادفوها يف ســياق لفظــه, وبــدائع راعــتهم مــن مبــادئ آيــه نظمــه, وخصــائص مثل, ومسـاق كـل خبـر, ألفاظها ومواقعها, ويف مضرب كل ومقاIعها, ومجاري

وصورة كل عظة وتنبيـه, وإعـالم وتـذكير, وترغيـب وترهيـب, ومـع كـل حجـة IRH. » وبرهان, وصفة وتبيان

إىل نسبة −كما يفهم من هؤالء العلماء−عتراض عىل القول بالصرفة يستند واالوإىل أن القـول بالصـرفة يبMلـه , اإلعجاز ال إىل القـرآن ذاتـه, ولكـن إىل الصـرفة

وكذلك لما كانـت المعجـزة هـي برهـان عـىل صـدق الرسـالة, فـالقول . التاريخا عـىل ورد . ملسو هيلع هللا ىلصلنبي محمـد ا عىل صدق ابالصرفة ال يفترض أن يكون القرآن برهان

ذلك, اIمأن هؤالء العلماء الثالثة إىل فكـرة الـنظم القـرآين لمـا أهنـا تنظـر إىل أن .ا ما ال يوجد مثله يف كالم البشراإلعجاز راجع إىل حسن تأليفه ذاتي

اق وهو الصـحيح يف نفسـه: وقال صاحب البرهان الذي عليه الجمهور والحذووجه إعجـازه , ع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه أن التحدي إنما وق

فإذا ترتبـت اللفظـة مـن , ا وأحاU بالكالم كله علم , أن الله أحاU بكل شيءعلما ثـم , علم بإحاIته أي لفظة تصلح أن تلي األوىل ويتبين المعنى بعد المعنى القرآن

هولوال, كذلك من أول القرآن إىل آخره ومعلوم ,بشر معهم الجهل والنسيان والذ

.٣٨, ص دالئل اإلعجازعبد القاهر الجرجاين, ) ١( .٣٩المرجع السابق, ص ) ٢(

٤٧

وهبـذا جـاء نظـم القـرآن يف الغايـة , ا من البشر ال يحيF بـذلك بالضرورة أن أحد إن العرب كـان يف قـدرهتا : وهبذا النMق يبMل قول من قال, القصوى من الفصاحة

IQH.صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه ملسو هيلع هللا ىلصاإلتيان بمثله فلما جاءهم النبي وهـو ممـن تـأثر إىل حـد بعيـد بعبـد القـاهر −ومما يؤكد هذا ما قاله الرافعي

ا بنفسه لكل ما عـرف مـن أسـاليب البلغـاء يف ا مباين إن للقرآن أسلوب « −الجرجاينوليس يف أسلوبه شـيء يغـض مـن موضـعه, أو , ترتيب خMاهبم, وتنزيل كالمهم

أو يـرده إىل Iبـع معـروف مـن يذهب بMريقته, أو يدخله يف شبه من كالم النـاس,فأهم خصائص ارتقاء األسلوب كـائن يف «: وقال يف موضع آخر I« .IRHباع البلغاء

التميز والتفرد, ولو جاء القرآن عىل مثل كالم العـرب يف الMريقـة والمـذهب, ويف ا لما أحدثه, ولذهب مع كالم العرب, ثم لما صلح أن يكون سبب −الصفة والمنزلة

لعصور والدول إن مل يذهب, ثم لبقي أمره كـبعض مـا تـرى مـن األمـور لتدافعته ا ISH. »اإلنسانية ال ينفرد وال يستعيل

אאWאאא هي حقا من أكبر مـا عنـي بـه ابـن قتيبـة, ومـن قضية إعجاز القرآن الكريمإن

عده مـن أوائـل مـن اهـتم هبـذه ويمكن أن ن, خالل ذلك Iرح فكرة النظم القرآين الفكرة بعد الجاحظ, وهو كذلك ممن سبق الخMابي والبـاقالين والجرجـاين, إنـه من هذه القضية ابتدأ مشروع تفكيره يف الدراسات األدبية واللغوية, لقد ذكر كلمـة

ما يشير بقوة إىل ) تأويل مشكل القرآن(حوايل أربع مرات يف كتابه الرئيسي »النظم« . الفائقة هبا عنايته

أن القـرآن معجـز ب وأول ما نذكره منها أن ابن قتيبة بدأ كالمه يف مقدمة الكتابقMع منه بمعجز التـأليف أIمـاع الكائـدين, وأبانـه بعجيـب ...«ن اهللا عز وجل أل

, بتحقيـق محمـد أبـو الفضـل إبـراهيم, برهـان يف علـوم القـرآنال, ) هـ٧٩٤: المتوىف(الزركشي ) ١(

.٩٧, ص ٢, جز ١, U ) م ١٩٥٧ −هـ ١٣٧٦دار المعرفة, : بيروت( .٢٦٦مصMفى صادق الرافعي, إعجاز القرآن الكريم والبالغة النبوية, ص ) ٢( .٣١٨المرجع السابق, ص ) ٣(

٤٨

ا ال عـىل Iـول الـتالوة ومسـموع مل ا ال ي النظم عن حيل المتكلفين, وجعله متلو ا ال نقضي عجائبه, ومفيد تا ال ا ال يخلق عىل كثرة الرد, وعجيب تمجه اآلذان, وغض

تنقMع فوائده, ونسخ به سالف الكتـب, ومجـع الكثيـر مـن معانيـه يف القليـل مـن .ويفهم من الكالم أن الرجل يرى إعجاز القرآن يقع يف نظمه IQH. »ألفاظه

القـرآن يتهمـون أن هناك من الملحدين مـن −قتيبةيف رأي ابن −ومن العجب قــد اعتــرض كتــاب اهللا بــالMعن «: بفســاد الــنظم, ثــم حكــى عــن أفعــالهم قــائال

ثـم قضـوا عليـه بالتنـاقض, واالسـتحالة يف اللحـن, وفسـاد الـنظم, ... ملحدونممن جهل بأسرار نظم القرآن, ما يأيت وهذا االعتراض ال شك IRH. »..واالختالف

وقد بينت مـا «: ضع آخر يردد الكلمة وقال يف مو. دفع ابن قتيبة إىل تأليف الكتابغمض من معناه اللتباسه بغيره, واستتار المعاين المختلفـة تحـت لفظـه, وتفسـير

ISH. »عي عىل القرآن فساد النظم فيهالذي اد ) المشكل(أخذ يعـرض وبعد أن ذكر ابن قتيبة كالمه عن عظمة القرآن بأنه عجيب النظم,

وإنما يعرف فضل القـرآن «: ف عىل فضل القرآن, قالي يمكن هبا التعرتحوال الاألمن كثر نظره, واتسع علمه, وفهم مذاهب العرب وافتناهنا يف األساليب, وما خص اهللا به لغته دون مجيع اللغات; فإنه ليس يف مجيـع األمـم أمـة أوتيـت مـن العارضـة

يف الرسـول ى من اهللا, لما أرهصـه ما أوتيته العرب خصيص زوالبيان واتساع المجاه كما جعل علم كل نبي من م ل وأراده من إقامة الدليل عىل نبوته بالكتاب, فجعله ع ITH. »المرسلين من أشبه األمور بما يف زمانه المبعوث فيه

ا ذلـك باألمثلـة, ومل يترك ابن قتيبة الكالم عن خصيصى العرب يف الكالم مبين كما الحظ ابن قتيبة –للعرب ف. اء بعدهوهي عىل ما أرى مبادئ أولية Iورها من ج

لـيس يف كـالم «ألفاظ مبنية عـىل ثمانيـة وعشـرين حرفـا −األولية المبادئ يف هذه

.٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .) من مكتبة الشاملة, يف باب الباء مكان الالم( ٤السابق, , ص المرجع ) ٢( .) من مكتبة الشاملة, يف باب ما ادعي عىل القرآن من لحن( ٦٨المرجع السابق, ص ) ٣( .١٢المرجع السابق, ص ) ٤(

٤٩

»اإلعـراب«; ولهـا IQH»اعن مخرجه شيئ العجم حرف ليس يف كالمها إال معدوال ; ولهـا أن تفـرق بـين المعنيـين IRHا لكالمهـا وحليـة لنظامهـاالذي جعله اهللا وشي

;ولها أن تفرق بين المعنيـين المتقـاربين بتغييـر ISHركة البناء يف الحرف الواحدبح; ITHحرف يف الكلمة حتى يكون تقارب ما بين اللفظين كتقارب مـا بـين المعنيـين

فيشتق من كل معنـى منهـا اسـم مـن اسـم معان ولها االشتقاق بأن يكتنف الشيء تعاىل لها مقام الكتـاب لغيرهـا وجعلـه ; ولها الشعر الذي أقامه اهللاIUHذلك الشيء

; وللعرب IVH..اا وألخبارها ديوان ا وألنساهبا مقيد ا وآلداهبا حافظ لعلومها مستودع هـذه هـي خصيصـى للعـرب IWH.مجازات يف القول, ومعناه Iرق القول ومآخـذه

زل بكل هـذه المـذاهب نـ«الذين نزل عليهم القرآن, ثم أكد ابن قتيبة بعد ذلك أنه .ومن الواضح أن هذه المباحثات تدور حول اإلعجاز القرآينIXH.»القرآن

وهـي –ومما سبق عرضه تبدو لنا نقاU مهمة, أولهـا أن فكـرة الـنظم القـرآين فكرة لجأ إليها الخMابي والباقالين والجرجاين عىل النقيض من فكرة الصرفة التـي

قتيبـة يف اقتراحهـا وإشـاعتها هي مما أسهم ابـن −اقترحها النظام ودعمها الرماينإذ يأيت كالمه عن الفكرة يف مMلع الكتاب لتكون محور الكالم, حيـث ; وتعزيزها

التأليف هو جانب مهم يكـاد أكد أن ما يف القرآن الكريم من حسن النظم وعجيب

.١٤, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .١٤المرجع السابق, ص ) ٢(إذا لعنـه النـاس, ) بكسر العين(رجل لعنة : نة, يقالع ل «ال ذلك كلمة , مث١٥المرجع السابق, ص ) ٣(

وسـنعود إىل هـذا يف الكـالم عـن المشـترك . إذا كان هو الـذي يلعـنهم) بفتح العين(نة ع ويقال ل .اللفظي

إذا سـكن اللهـب » خامـدة«للنار إذا Iفئت, و» هامدة«, مثال ذلك كلمة ١٦المرجع السابق, ص ) ٤( .تهضاج فكرندور ابن جني يف إ كانن مجرها شيء, وهذا إشارة إىل االشتقاق الكبير الذي وبقي م

» مـبMن«, وذلك كاشتقاق العـرب مـن الـبMن للخمـيص ١٧, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٥(» بMـن «, وللمنهـوم »مبMـان«وإذا كان من كثرة األكـل قيـل » بMين«وللعظيم البMن إذا كان خلقة

. »مبMون«وللعليل البMن .١٨−١٧المرجع السابق, ص ) ٦( .٢٠المرجع السابق, ص ) ٧( .٢١المرجع السابق, ص ) ٨(

٥٠

ورغم ذلك مل ينـاقش ابـن قتيبـة . أول ما يتضح من خالله إعجاز القرآن الكريميكون ماء حول قضية اإلعجاز, لكن يف كالمه الذي عرضناه إثارة للقضية من وجهة آراء العل

نظر أهل السنة الذين يقولون إن إعجاز القرآن راجع لجمال نظمه, وسمو تأليفه عـىل ويMالعنا برأيه يف القضية ليرد عىل المالحدة الذين اهتموا القـرآن ...سائر كالم العرب

ناحيـة, ومـن جهـة م واالختالف وغير ذلـك مـنبالتناقض واالستحالة وفساد النظالذين رأوا أن من وجوه إعجاز القرآن الصرفة, وذلـك IQHأخرى ليرد عىل المعتزلة

. بمثله بأن صرف اهللا العرب عن معارضته مع كوهنم قادرين عىل اإلتيانصحيح أن ابن قتيبة مل يكن أول من اقترح الفكرة, فقد سـبقه يف القـول بـالنظم

نظـم «: بتأليف كتاب يحمل عنوانـه هـذه الكلمـة) هـ ٢٥٥تويف (الجاحظ أستاذهومع ذلك يشك بعض الباحثين بموقف الجاحظ من ذلك إذ روي عنه أنه . »القرآن

ا موقف الجاحظ من الفكرتين وبعبارة أخرى, مل يكن واضح IRH.يذهب إىل الصرفةديد مل يصل إلينـا هـذا ولألسف الش. المتناقضتين تمام التناقض) الصرفة والنظم(

ا يف نظـم وقد صنف الجاحظ كتاب «: إال أن يقول عنه الباقالين الكتاب البالغ األمهيةالقرآن, مل يزد فيه عىل ما قاله المتكلمون قبله, ومل يكشف عما يلتبس يف أكثـر هـذا

: مـن قولـه ومما يشير إىل أن الجاحظ يذهب إىل النظم, مـا نقـل عنـهISH. »المعنىما بين نظم القرآن وتأليفه ونظم سائر الكالم وتأليفه, فليس يعـرف فـروق وفرق «

النظر واختالف البحث إال من عرف القصيد من الرجز, والمخمس من األسجاع, والمزاوج من المنثور, والخMب من الرسائل, وحتى يعرف العجز العارض الـذي

صـنوف التـأليف فـإذا عـرف . يجوز ارتفاعه من العجز الذي هو صـفة يف الـذاتعرف مباينة نظم القرآن لسائر الكالم, ثـم مل يكتنـف بـذلك حتـى يعـرف عجـزه, وعجز أمثاله عن مثله, وأن حكم البشر حكم واحد يف العجز الMبيعي, وإن تفاوتوا

ابـن قتيبـة ومقاييسـه محمد رمضان الجربـي, . ; ويقارن د٢٢,ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(

.٩٧, ص ) ٢٠١٠مكتبة اآلداب, : القاهرة(, البالغية واألدبية والنقديةسلسـلة الدراسـات (, مجلـة الجامعـة اإلسـالمية الصـرفةمحمـد سـميح الخالـدي, : ينظر مثال) ٢(

.٣١٤العدد الثاين, ص –المجلد الثاين عشر ) الشرعية .٧, U ) ٢٠٠٩دار المعارف, : القاهرة(, تحقيق السيد أمحد صقر, إعجاز القرآن:راجع الباقالين) ٣(

٥١

أال ترى أنا نزعم أن عجـز العـرب عـن مثـل نظـم «: وقالIQH. »يف العجز العارضأهنـم كـانوا عـن ذلـك م العـرب العجـم القرآن حجة عىل العجم مـن جهـة إعـال

ذكرنـا «: ويف حين آخر, قال الجاحظ ما يدل عىل أنه يذهب إىل الصـرفة. IRH»عجزةا وال من صرف أوهام العرب عن محاولة معارضـة القـرآن, ومل يـأتوا بـه مضـMرب

فمع اعتراف الجاحظ بتباين نظم القرآن مع سائر ألـوان ISH. » املفقا وال مستكره .الم, مل يكن ذلك من الجهة التي يرى منها ابن قتيبة وغيره نظم القرآنالك

وثاين النقاU أن ما تركه القرآن من أثر يف النفوس وهـو مـا توسـع الخMـابي يف . الكالم عنه, شيء ال يمكن فصله عن فكرة النظم التي سـبق البـن قتيبـة Iرحهـا

ا يف نظرية التلقـي عنـد النقـاد جلي ا لهذه الفكرة ففي تMور النقد األدبي نجد امتداد . الحديثيين

رح بعـض ا, عندما تكلم ابن قتيبة عن خصيصى العرب يف لغتهم كان يMـوثالث المشـترك اللفظـي : ر لهـا مصـMلحات خاصـة مـن أمثـالاصجوانب لغوية مما

والتضاد والترادف وما إىل ذلك, وهذه أشياء ال يمكن فصلها عن مشروع فكرة ابن يف وسنعود إىل كل هذه المباحثات بمـا هـو أكثـر تفصـيال . عن النظم القرآينقتيبة

.موضعها إن شاء اهللا

אאאWאאאאK قMع منه بمعجز التـأليف أIمـاع ...«أن اهللا عز وجل انعيد كالم ابن قتيبة سابق

هذا الكالم يوضح موقفه مـن وجـه فإن ITH»إلخ...الكائدين, وأبانه بعجيب النظموقـول .لمعتزلة الذي يتمسك بفكـرة الصـرفةإعجاز القرآن حيث خالف مذهب ا

ا يتضح من خالله رأيه عـن ا كاشف ه إشارة تلقي ضوء يمكن أن نعد ابن قتيبة السابقوأسـرار الـنظم . .اإلعجاز القرآين الذي يرجع إىل حسن النظم وعجيـب التـأليف

.١٣, ص ٢, U ) ١٩٥٨مكتبة األنجلو المصرية, : القاهرة(, ن العربيالبيابدوي Iبانة, . نقله د) ١( .١٩٨, ص ٣, جز ) هـ ١٤٢٣دار مكتبة الهالل, : بيروت(, البيان والتبيينأبو عثمان الجاحظ, ) ٢( .٤٥٥, ص ٦, ج ٢, U ) هـ ١٤٢٤دار الكتب العلمية, : بيروت(, الحيوانأبو عثمان الجاحظ, ) ٣( .٣, ص ل مشكل القرآنتأويابن قتيبة, ) ٤(

٥٢

IQH:تتجىل عند ابن قتيبة فيما يأيتنفسها القرآين ما فيه من الجمال التوقيعي الفريد والنسق الصويت البديع, الناشئ مـن تقسـيم

ا ال يمل وجعله متلو «: , وهذا ما يشير إليه بقولها عادال الحركة والسكون فيه تقسيم IRH. »ه اآلذانا ال تمج ا مسموع عىل Iول التالوة, وغض

وهذا هو . , وما حواه من علوم خارجة عن متناول البشر خالدة ما فيه من معان ال تنقضي ا ال تنقضي عجائبه, ومفيدا ال يخلق عن كثرة الرد, وعجيب «: معنى قوله

ISH. »فوائده

ما فيه من المعاين البالغية التي تعتمد عىل دقة التعبير وإجادة التصوير بأسلوب .هذا واضح من كالمه عن اإليجاز والمجازيثير الخيال, ويحفز عىل العمل, و

جائزة دبي الدولية للقـرآن : دبي(, مباحث يف البالغة وإعجاز القرآنمحمد رفعت أمحد زنجير, . د) ١(

.١٤٣, ص ) م ٢٠٠٧ −هـ ١٤٢٨الكريم, .٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٣المرجع السابق, ص ) ٣(

٥٣

الفصل الثاينא

אאWאא

ا آخـر لإلعجـاز من الMريف يف رسالة الخMابي أنه أثبت يف آخر رسـالته وجهـوهذه الفكرة IQHالنفوس, عنه الناس, وهو ما صنعه القرآن بالقلوب وما أثر يف لذه

ا ال يمـل متلـو ...«ا يف كالم ابن قتيبة حين يصف القرآن إذ جعله اهللا تمام اوجدناه, ويالحظ أن هـذه هـي الفكـرة IRH. »..ه اآلذانا ال تمج عىل Iول التالوة ومسموع

التي دار حولها بحث عبـد القـاهر الجرجـاين يف أسـرار البالغـة إذ اعتبـر مصـدر ونحن نـرى هـذا المـذهب يف نظريـة التلقـي . يف الكالم تأثيره يف النفوس البالغة

)reception (ونترك الكالم عنه كي ال تتوسع الدراسة يف علم التأويل. אאWאאא

مـن وجـوه االتي سبق البن قتيبـة اقتراحهـا وجهـ − أصبحت فكرة النظم القرآينا إمام البالغة عبد القاهر الجرجاين يف كتابيه دالئل نظرية Iبقها واسع − القرآن إعجاز

اإلعجاز وأسرار البالغة, وذلك بعـد أن نضـج العلـم والتـأليف واإلبـداع يف القـرن الخامس الهجري, بحيث تكاملت فيه شتى علوم العربية كالنحو والبالغة وفقه اللغة,

وقـد «: وكان الجرجاين قد اعترف بسابقيه, إذ قال .ومجعت األشعار وألفت المعاجمخـيم قـدره, والتنويـه بـذكره, فوت »الـنظم«علمت إIباق العلماء عـىل تعظـيم شـأن

ISH. »له وإمجاعهم أن ال فضل مع عدمه, وال قدر لكالم إذا هو مل يستقم

.١٤كلمات المحققين للرسائل, ص ) ١( .٣, ص تأويل مشكل القرآن, ابن قتيبة) ٢(هـ ١٤١٣دار المدين, : جدة(, بحقيق محمود محمد شاكر, دالئل اإلعجازعبد القاهر الجرجاين, ) ٣(

.٨٠, ص ) م١٩٩٢ −

٥٤

ومع أن القدماء قد أعظمـوا مـن شـأن الـنظم القـرآين, إال أهنـم مل يقـدموا ومل كشفوا المالمح الخاصة للبالغة القرآنية, فحروف القـرآن هـي نفـس الحـروف ي

التي استعملها العرب, وألفاظه هي ألفاظهم, وأساليبه يف التركيـب والبالغـة هـي IQH.ومن هذه النقMة انMلق عبدالقادر الجرجاين. أساليبهم

م مـن معاين النحو وأحكامه فيما بـين الكلـ يرأى الجرجاين أن النظم هو توخواعلم أن ليس النظم إال أن تضع كالمـك «: قال يف كتابه دالئل اإلعجاز. عالقات

الوضع الذي يقتضيه علم النحو, وتعمله عىل قوانينـه وأصـوله, وتعـرف مناهجـه IRH»التي نهجت, فال تزيغ عنها, وتحفظ الرسوم التي رسمت, فال تخل بشيء منها

ا يرجـع صـوابه إن فلست بواجد شـيئ «النحو, و ا الكالم يرينا الربF بين النظموهذ, ويدخل تحت هذا االسـم, إال وهـو »النظم«ا وخMؤه إن كان خMأ, إىل كان صواب

ا قـد وصـف بصـحة فال ترى كالمـ... معنى من معاين النحو قد أصيب به موضعهة نظم أو فساده, أو وصف بمزية وفضل فيه, إال وأنـت تجـد مرجـع تلـك الصـح

لك الفساد وتلك المزية وذلك الفضل, إىل معـاين النحـو وأحكامـه, ووجدتـه وذ ISH. »يدخل يف أصل من أصوله, ويتصل بباب من أبوابه

فـإذا قلنـا : , قال W V Uz } : ومن أمثلة ذلك تفصيله لقوله تعاىل إهنا يف أعىل المرتبة من الفصاحة مل نوجـب تلـك الفصـاحة لهـا »اشتعل«ن لفظ ع

ا إليهمـا الشـيب ا باأللف والالم, ومقرون وحدها, ولكن موصول هبا الرأس, معرف . وحدها »اشتعل«ا, فليست الفصاحة صفة للفظ ا منصوب منكر

وإذا كانـت وحـدات اللغـة هـي األلفـاظ, : يقول الدكتور محمد عبدالمMلبتMيع وإعمال النحو يخلق من هذه األلفاظ تراكيب متجـددة, فـإن عبـدالقاهر يسـ

بمقدرته النحوية والبالغية أن يقدم أIراف نظريته يف النظم; فهو يـرى أن األلفـاظ , ثـم ا للمعاين المقررة, واإلنسان يعرف مدلول اللفظ المفـرد أوال ليست إال رموز

, ) ١٩٩٨دار غريـب, : القـاهرة(, دراسة األسلوب بين المعاصرة والتراثأمحد درويش, . ينظر د) ١(

.وما بعدها ٩٦ص .٨١, ص دالئل اإلعجازين, عبد القاهر الجرجا) ٢( .٨٢−٨١المرجع السابق,ص ) ٣(

٥٥

ا, فاأللفاظ سـمات لمعانيهـا, وال يتصـور أن يعرف هذا اللفظ الذي يدل عليه ثاني IQH. لك ضرب من المحالتسبق األلفاظ معانيها, فذ

بحـث مهـم يف فكـرة الـنظم أكثر من ا لهذا الفصل, نكتفي باإلشارة إىل وختام , منها ما ألفه الدكتور محمد عبدالمMلب بعنـوان ا شامال ا كافي بحث , عند الجرجاين

دراسـة األسـلوب «وما كتبه الدكتورأمحد درويش بعنـوان , »البالغة واألسلوبية«الذي نريد أن نقول إن أية نظريـة ال تـأيت مـن فـراغ, و. IRH»والتراثبين المعاصرة

ا ا كافيـا وشرحها شـرح فكرة النظم التي أرساها ابن قتيبة سابق الجرجاين فقد Iبقمحمـد . كمـا يقـول د–وعىل أي حال, فإننـا . ا حتى صارت نظرية نسبت إليهمقنع

واإلعجاز إىل النظم هو الجديـد ال نذهب إىل أن رد البالغة « −عبد المنعم خفاجيالقادر, ولكن الجديد عنده هو شرحه لنظرية النظم هـذا الشـرح الجديـد عند عبد

ا, وتMبيقه عليها, هذه التMبيقات النقدية البيانية الواسعة, وفرق عـىل أيـة حـال حق وهـذا أمـر اعتـرف بـه ISH. »بين أية نظرية يف اسـتنباهتا, وبينهـا يف قمـة ازدهارهـا

.جرجاين نفسهال

لونجمان, −الشركة المصرية العالمية للنشر: القاهرة(, البالغة واألسلوبيةمحمد عبد المMلب, . د) ١(

.٥٠, ص ) ١٩٩٤ ) .١٩٩٨دار غريب, : القاهرة(, دراسة األسلوب بين المعاصرة والتراثأمحد درويش, . يقرأ د) ٢(الـدار المصـرية اللبنانيـة, : القاهرة(, مدارس النقد األدبي الحديثمد عبدالمنعم خفاجي, مح. د) ٣(

.١٠٣, ص ) م ١٩٩٥ −هـ ١٤١٦

٥٦

٥٧

الباب الثاين

אאאא

٥٨

٥٩

الفصل األول

אא

عـن البالغـة العربيـة يف الحـديثسـبق المتكلمـين لقد أشرنا قبـل قليـل إىل كيف أثار المتكلمون قضية اإلعجاز سريعة بلمحة , والحظنا ولو واستMالعهم هبا

القرآين كمحور كالمهم عـن البالغـة العربيـة, فوضـعوا التعريفـات الخاصـة هبـا وضربوا األمثلة الجيدة لألسلوب البليغ, وأكثروا من الموازنة بـين التعبيـر الجيـد

ألنـه ;هـاهم بـأبلغ األمثلـة وأرفعدا, وكان القـرآن يمـا وشعر والتعبير الرديء نثر الكتاب المعجز المبين, وهم ما اندفعوا إىل الحديث عـن البالغـة إال ليظهـروا يف الناس خصـائص إعجـازه, وليكشـفوا مـن نـوره مـا تعامـت عنـه بعـض العيـون

IQH.خصبا ياتركوا الحقل األدبي والبالغي ثرالمريضة, وقد אאWאאא أقـدم الـذين كتبـوا يف البيـان وسـاروا يف هـذا ) هــ ٢٠٩تويف (دة كان أبو عبي

كتـاب مجـاز (تب أبـو عبيـدة السبيل, فخدموا البيان عن Iريق خدمة الكتاب, فك الذي عالج فيه كيفية التوصل إىل فهم المعـاين القرآنيـة, باحتـذاء أسـاليب ) القرآن

حين أحس بحاجة النـاس العرب يف الكالم وسننهم يف وسائل اإلبانة عن المعاين, IRH..إىل وصل حاضر اللغة بسالفها

ومل يكن السلف من العـرب والمسـلمين يف حاجـة إىل « :بدوي Iبانة . وقال دا, ا, وكان لساهنم عربي ا بأهنم كانوا عرب جهد يبذل يف سبيل إدراك معاين القرآن, علم

, بالغة القرآن يف آثـار القاضـي عبـد الجبـار وأثـره يف الدراسـات البالغيـةعبد الفتاح الشين, . د) ١(

.٥, ص ) ١٩٧٣دار الفكر العربي, : القاهرة(مكتبـة : القـاهرة(, البيان العربي, دراسة تاريخية فنيـة يف أصـول البالغـة العربيـةنة, بدوي Iبا. د) ٢(

.١٧, ص ) م ١٩٥٨األنجلو المصرية,

٦٠

لـه يف مما وجـدوا مث فاستغنوا بعلمهم ومعرفتهم عن السؤال عن معانيه, وعما فيهألن ما يف القرآن هو مثل مـا يف الكـالم العربـي مـن كالم العرب من وجوه البيان ;

وجوه اإلعراب, ومن الغريب والمعاين, ولهـذا فـاض كتـاب أبـي عبيـدة بمـأثور القول من منثور كالم العرب ومنظومهم, للتوصل هبذا المـأثور إىل تفهـم المعـاين

عند أبي عبيدة أقرب إىل التفسير اللغوي لما غمض من آيات فالمجاز IQH.»القرآنية .القرآن

مل يكن معناها كما عرفها علماء البالغة ) مجاز القرآن(وكلمة المجاز يف كتاب بقرينة مانعة من إرادة المعنى افيما بعد, وهو الكلمة المستعملة يف غير ما وضع له

أو لعالقة غير المشـاهبة كمـا يف IRH,األصيل لعالقة المشاهبة كما يف المجاز اللغوي ITHأو إسناد الشيء إىل ما لـيس بحقـه كمـا يف المجـاز العقـيل,ISHالمجاز المرسل,

المعنـى : IUHأبو عبيـدة هـو المعبـر والممـر والMريـق عني بهوإنما المجاز عىل ما ن كلمـة إ«: محقـق الكتـاب فؤاد سزكين. قال د. الواسع عرفه من المعنى اللغوي

عبارة عن الMرق التي يسلكها القـرآن ىف تعبيراتـه, ] يعني أبي عبيدة[عنده المجاز, »تفسـيره كـذا«, و»مجـازه كـذا«: فإنه يستعمل ىف تفسيره لآليات هذه الكلمـات

, وليس معنى هذا إغفال ما نقله التـاريخ مـن ظـواهر عـدم ١٧, ص البيان العربيبدوي Iبانة, . د) ١(

ليسـألوه مـا غمـض علـيهم ملسو هيلع هللا ىلص معرفة الصحابة بعض المعاين القرآنية حتـى لجـؤوا إىل الرسـولولذلك انتقد أمحد أمين ما ذهب إليه ابن خلدون من أن الصـحابة كـانوا كلهـم يفهمـون . والتبس

ألن نـزول القـرآن « −عىل ما قال أمـين–وسبب ذلك . القرآن ويعلمون معانيه يف مفرداته وتركيبهفليس كـل كتـاب مؤلـف ... ; بلغة العرب ال يقتضي أن العرب كلهم يفهمونه يف مفرداته وتراكيبه

ألن فهـم الكتـاب ال يتMلـب اللغـة وحـدها, وإنمـا ...بلغة يستMيع أهل اللغة كلهم أن يفهمـوه, أمحـد . »يتMلب درجة عقلية خاصة تتفق ودرجة الكتاب يف رقيه; وهكذا شأن العرب أمـام القـرآن

, وهبـاذا أود ٢١٦, ص ) ٢٠١٢مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة, : القاهرة(, فجر اإلسالمأمين, أن أقول إن فهم القرآن أصعب ما يكون عند من جاء بعد عصر الصحابة إال من وعـى بـه ودرسـه

. واهللا أعلم. وفهم أساليب العرب يف كالمهم, ضـبF وتـدقيق وتوثيـق يوسـف جـواهر البالغـةالسيد أمحد الهاشـمي, : ينظر عىل سبيل المثال) ٢(

.٢٥٨, ص .) ت.العصرية, دالمكتبة : بيروت(الصمييل, .٢٥٢المرجع السابق, ص ) ٣( .٢٥٦المرجع السابق, ص ) ٤( .١٨, ص البيان العربيبدوي Iبانة, . د) ٥(

٦١

IQH.عىل أن معانيها واحدة أو تكـاد »تأويله«, و»تقديره«, و»غريبه«, و»معناه كذا«و

المعـاين القرآنيـة, يسـتوي عنـده أن Iريق الوصول إىل »مجاز القرآن«فكان معنى يكون Iريق ذلك تفسير الكلمات اللغوية التي تحتاج إىل تفسير بالجملة الشارحة, أو بالمرادف المفسر من المفردات, وما كان عن Iريق الحقيقة بمعناها, أو Iريق

IRH.المجاز بمعناه عند البالغيينعبيدة فيشـتمل عـىل كثيـر مـن ويدل عىل هذا أن المجاز اتسع مدلوله عند أبي

عىل حسـب الدراسـة –فأبواب البالغة التي تندرج تحت المجاز . أبواب البالغة, منهـا االختصـار, ال تقـل عـن تسـعة وثالثـين بـاب ISH−التي قام هبا وانسبروف

والحذف, وما كف عن خبره استغناء عنه, والواحد بمعنى الجمع, والجمع بمعنى .لتأخير وما إىل ذلكالواحد, والتقديم وا

ومهما يكن من أمر فقد كانت دراسة أبـي عبيـدة للمجـاز يف أسـلوب القـرآن مقدمة لبحوث المتأخرين يف المجاز كعنصر مهم من عناصر البيـان, وسـرعان مـا

ITH.مصMلح المجاز بمعناه المقابل للحقيقة) هـ ٢٥٥ت (أشاع الجاحظ ر عليـه لـدى ق لمفهوم الـذي اسـت كان الجاحظ يف مقدمة القائلين بالمجـاز بـا

ا يف بلورة المصMلح, يتضح ذلـك مـن السـياقات التـي يمضي قدم و IUH.البالغييناستخدم فيها لفظ المجاز, ومن السياقات األخرى التي وضع فيها المجاز مباشرة

أحـدمها حقيقـة, واآلخـر مجـاز, : السـم الموجـود موضـوعان«: مقابل الحقيقة IVH.»اهللا, والمجاز المشتق له من هذا االسمفالحقيقة ما كان من

مكتبـة الخـانجي, : القـاهرة(, مجـاز القـرآنفؤاد سزكين, مقدمة التحقيق لكتاب أبـي عبيـدة, . د) ١(

.١٩, ص ) هـ ١٣٨١ .١٨ , صالبيان العربيبدوي Iبانة, . د) ٢(

( )3 John Wansbrough, Periphrastic Exegesis, in JSTOR, Bulletin of the School of Oriental and African Studies, (London: University of London, 1970) , Vol. 33, No. 2, p. 248.

.٢١, المصMلح وتMور المفهوم, ص المجاز يف التراث العربيعشري محمد الغول, . د) ٤( .٣٠, ص ) م ١٩٨٩دار الثقافة العربية, : القاهرة(, مدخل إىل البالغة العربيةعبد الواحد عالم, ) ٥(دار الكتب العلميـة, : بيروت(, بتحقيق أمحد العوامري وعيل الجارم, البخالءأبو عثمان الجاحظ, ) ٦(

ث العربي, المجاز يف التراعشري محمد الغول, . , ونقله د١٢٢, ص ٢, جز ) ١٩٨٣−هـ ١٤٠٣ . ٧١, ص ) ٢٠١٦الهيئة المصرية العامة للكتاب, : القاهرة(, المصMلح وتMور المفهوم

٦٢

אאWאאא دور ابن قتيبة يف المجاز: أوال

البن قتيبة دور مهم يف التMوير المصMلحي للمجاز, ويمكن أن ننظر إىل ذلـك الغول عشري محمد. قال د. أنه من أوائل من قام بتعزيز المجاز: أوال : يف ناحيتين

أما دور ابن قتيبة يف تMور مفهوم المجاز فيتمثـل يف تعزيـز الداللـة االصـMالحية «للمجاز بمعناه المقابل للحقيقة, يف وقت كانت فيه الدراسات المجازيـة يف أمـس

ويف سبيل ذلك, فقد قام ابن قتيبة بتعزيـز IQH.»الحاجة إىل تأييد شيخ أهل السنة لهاللحقيقة, كما أنـه أخـذ عـن أبـي للمصMلح بصفته مقابال ما فعله أستاذه الجاحظ

ا وهذا مل يمنع أن يكون ابـن قتيبـة قـد أضـاف شـيئ . عبيدة أنواع المجاز المختلفة .ا منها بحدود معينةل شيئ ا ألنواع المجاز أو قد فص جديد

حاIته يف زمانه, فإنـه ودور ابن قتيبة يف المجاز ال يمكن فصله عن الظروف التي أالمجاز ويقويه حتى يMمئن إليه يف وقت ال يتجه إليـه أكثـر علمـاء أهـل ب يشدد القول

, المجـاز ونالـذين يرفضـالسنة والظاهرية باإلقبال, فقد ذكر الشنقيMي بعض أسماء وابـن القـاص مـن أتبـاع الفقـه , ابن خويز منداد مـن أعـالم الفقـه المـالكي : منهم

وشبهتهم أن المتكلم ال يعدل عن الحقيقة IRH..ةوغيرمها من علماء الظاهري ,الشافعي ISH.سبحانه وهو مستحيل عىل اهللا, إىل المجاز إال إذا ضاقت به الحقيقة فيستعير

وباإلضافة إىل أن ابن قتيبة يستظهر بأمهية المجاز يف فهم معاين اآليات القرآنية, البصـر السـليم واإلدراك يعمد يف كثير من األحيان إىل إعمال فكـره, فيهديـه «كان

فيرد عىل , ITH»الصحيح للمعنى الكريم الذي ال يؤثر فيه Iعن Iاعن أوشبهة مشتبه

.٢٢عشري محمد الغول, المجاز يف التراث العربي, المصMلح وتMور المفهوم, ص . د) ١(, ) دار عـامل الفوائـد, دون تـاريخ: جدة(, منع جواز المجاز يف المنزل للتعبد واإلعجازالشنقيMي, ) ٢(

., أما من أبرز المتأخرين الذين يرفضون المجاز فابن تيمية وتلميذه ابن القيم٦ص البرهـان يف , ) هــ ٧٩٤المتـوىف سـنة (الزركشي أبو عبد اهللا بدر الدين محمد بن عبد اهللا بن هبادر ) ٣(

, ) م ١٩٥٧ −هــ ١٣٧٦دار المعرفـة, : بيروت(, تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم, علوم القرآن .٢٥٥, ص ٢جز

.٢٢, ص البيان العربيبدوي Iبانة, ) ٤(

٦٣

ا, وكل فعل ينسب إىل غير ولو كان المجاز كذب «من قال بفساد المجاز, ويبرهن أنه , وIالـت الشـجرة, نبت البقل : ألنا نقول ;اكان أكثر كالمنا فاسد −الحيوان باIال

.IQH»عت الثمرة, وأقام الجبل, ورخص السعروأينويف سبيل المحاولة عىل تأييد المجاز استظهر ابن قتيبة بأمهيتـه يف فهـم معـاين

ا إىل األمثلـة التـي أوردهـا ويبدو من خالل ذلك جهـوده, ونظـر , اآليات القرآنيةمجـاز يتجىل أنه كان عىل دراية بحدود المجاز المقابل للحقيقـة, فإنـه اسـتخدم ال

لإلIالق عىل النصوص التي ال يراد معانيها من ظواهر ألفاظها, والتي صرفت عن : وتلك المحاولة تبدو فيما يأيت. داللتها الحقيقية إىل داللة أخرى مجازية

أن يبرهن أن المجاز هو مما يفرق بـين القـرآن وبـين غيـره مـن الكتـب :أوالكمـا أن ينقله إىل شيء مـن األلسـنة عىلال يقدر أحد من التراجم «السماوية, حتى

نقل اإلنجيل عن السـريانية وإىل الحبشـية والروميـة, وترمجـت التـوراة والزبـور, . IRH »ألن العجم مل تتسع يف المجـاز اتسـاع العـرب ; وسائر كتب اهللا تعاىل بالعربية

. .يعني أن الكتب األخرى مل تكن مثل اتساع القرآن يف المجازالمجاز هـو أنال ينفي وقوع المجاز يف الكتب المقدسة المتقدمة وهذا : وثانيا

: قال تيبة يف هذا الصدد ,ونقتMف هنا كالم ابن ق. مما وقع فيه غلF األمم السابقينوقع غلF كثيـر مـن النـاس يف التأويـل, وتشـعبت هبـم ; وأما المجاز فمن جهته «

عليـه السـالم يف فالنصـارى تـذهب يف قـول المسـيح : الMرق, واختلفت النحـل .وأشباه هذا, إىل أبوة الوالدة ,أدعو أبي, وأذهب إىل أبي: اإلنجيل

ولو كان المسيح قال هذا يف نفسه خاصة دون غيره, ما جاز لهم أن يتأولوه هذا مـع سـعة المجـاز, فكيـف −اا كبير تبارك وتعاىل عما يقولون علو –التأويل يف اهللا

إذا تصـدقت : (ع لغيره? كقوله حين فتح فاه بالوحيوهو يقوله يف كثير من المواضفال تعلم شمالك بما فعلت يمينك, فـإن أبـاك الـذي يـرى الخفيـات يجزيـك بـه

اسـمك, وإذا صـمت يا أبانا الذي يف السماء ليتقـدس: عالنية, وإذا صليتم فقولوا

.٨٥, ص ) المكتبة الشاملة, اإلصدار الثالث(, تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٢١, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢(

٦٤

ن قتيبـة فقـد رد ابـ IQH.»)فاغسل وجهك وادهن رأسك لئال يعلم بذلك غير أبيـكا يف تخMئـتهم بأسـ أبوة األب أبوة الوالدة, ومل يجد اعتقاد النصارى الذين يعدون

. المجاز عىل أهنم أخذوا بظاهر اللفظ من الكالم وألغوا حقه منوقد قرأوا يف الزبـور أن اهللا تبـارك وتعـاىل قـال لـداود عليـه «: ثم قال ابن قتيبة

ويف التـوراة أنـه قـال ). اا وأسـمى لـه أبـنـسيولد لك غالم يسـمى لـي اب: (السالموتأويل هـذا أنـه «: فقال ابن قتيبة يف تعليقه IRH).أنت بكري: (ليعقوب عليه السالم

وقال عقـب ISH.»يف رمحته وبره وعMفه عىل عباده الصالحين, كاألب الرحيم لولدهن قـوام ; أل)هـذا أمـي(وللخبـز ) هـذا أبـي: (وكذلك قال المسيح للمـاء«: ذلك

األبــدان هبمــا, وبقــاء الــروح عليهمــا, فهمــا كــاألبوين اللــذين منهمــا النشــأة, يف العبـارات »األب«يظهر من كـالم ابـن قتيبـة أن كلمـة ITH.»وبحضانتهما النماء

السابقة إنما هي مجاز من نوع االستعارة لوجود عالقة المشاهبة بـين األب بمعنـاه وهـذا . زي يف الرمحة والبر والعMف وما إىل ذلكالحقيقي وبين األب بمعناه المجا

تسمي األرض أما; ألهنا مبتدأ الخلـق وإليهـا ... «يجري مجرى كالم العرب التي IUH.»مرجعهم, ومنها أقواهتم, وفيها كفايتهم

. يبرهن ابن قتيبة أن المجاز هو مما يقع فيه غلF كثير من علمـاء الكـالم: ثالثابأن المجاز قادر عىل تنقية اآليات القرآنية مما يشوهبا من ئال وقد كان ابن قتيبة متفا

التأويالت الخارجة عن مذهب السلف كتلـك التـي فهمتهـا الجهميـة والمشـبهة أما الجهمية والمشبهة فهم الذين يحملون اآليات القرآنيـة عـىل ظـاهر . والمعتزلةا حتى يكـاد ا بالغ ع وعىل النقيض من ذلك مذهب من اتسع يف المجاز اتسا. معناهاوعن هذا الفريق األخيـر قـال ابـن . من الحقيقة يف المعنى اال يكون له نصيب اللفظ ا عـىل الحقيقـة, وال كالمـ ذهب قوم يف قول اهللا وكالمه إىل أنـه لـيس قـوال «: قتيبة

.١٠٣المرجع السابق, ص ) ١( .١٠٣المرجع السابق, ص ) ٢( .١٠٣المرجع السابق, ص ) ٣( .١٠٤, ص تأويل مشكل القرآنقتيبة, ابن ) ٤( .١٠٤المرجع السابق, ص ) ٥(

٦٥

وهـذا ممـا IQH.»وإنما هو إيجاد للمعاين, وصرفوه يف كثير مـن القـرآن إىل المجـازنفـى −وهو التوحيد –ا وجهة نظر المعتزلة, ففي أحد أصول المعتزلة يعكس جلي

وألحقوا بالمجاز كالم اهللا تعـاىل إذ نفـوا عنـه الكـالم «المعتزلة صفات اهللا تعاىل, وكـذلك كـالم آن محدث مخلوق, وليس كالم اهللا ,سبحانه; لذلك قالوا بأن القر IRH.»اهللا تعاىل لموسى ومخلوقاته

إشـارة إىل [ وقـال بعضـهم«: بة تأويـل المعتزلـة يف ذلـك ليناقشـه نقل ابن قتيهـو إلهـام منـه : z yz } للمالئكـة ]سـبحانه وتعـاىل[يف قوله ]المعتزلة

Î Í Ì Ë } : وكقولـه. ألهمهـا: أي z y x wz } : للمالئكة, كقوله Ü Û Ú Ù Ø × Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÝ z ــوا يف , وذهب

.إىل اإللهام: الوحي ههنامل يقـل : Â Á À ¿ ¾ ½ ¼z } : وقالوا يف قوله للسـماء واألرضقـال . ا? وإنما هـذا عبـارة لكوناهمـا فكانتـااهللا ومل يقوال, وكيف يخاIب معدوم

: الشاعر حكاية عن ناقتهــــي? :تقــــول إذا درأت لهــــا وضــــيني ــــدا ودين ــــه أب ــــذا دين أه

ـــ هر ح ـــد ـــل ال ـــال?أك ـــي ل وارتح ـــي عل ـــا يبق ـــي?أم وال يقينا من هذا, ولكنه رآها يف حـال مـن الجهـد والكـالل, فقضـى وهي مل تقل شيئ

ISH.»عليها بأهنا لو كانت ممن تقول لقالت مثل الذي ذكرأينا ابن قتيبة يورد األمثلة من النصوص القرآنية التي سـاقها المعتزلـة وهكذا ر

ا أن يستظهر وجهة نظرهم بـأن يـأيت بالشـواهد بأس ليبرهنوا عىل موقفهم, ومل يجد. من الشعر ومنثور كالم العرب يف بضع صفحات كتابـه حتـى جـاء بوجهـة نظـره

ـد بـالتكرارإن أفعال المجاز ال تخرج منها المصادر وال ت«: فقال أراد : فتقـول. وك

.١٠٦المرجع السابق, ص ) ١(دار عـين للدراسـات : القـاهرة(, الدليل اللغـوي بـين المعتزلـة واألشـاعرةمجال حسين أمين, . د) ٢(

.٤١٣, ص ) م٢٠١٢والبحوث اإلنسانية واالجتماعية, .١٠٧−١٠٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣(

٦٦

أراد الحائF أن يسقF إرادة شديدة, وقالت الشـجرة : الحائF أن يسقF, وال تقولj i } : واهللا تعاىل يقول. اشديد قالت الشجرة فمالت قوال : فمالت, وال تقول

l kz وقـال. فوكد بالمصدر معنى الكالم, ونفى عنه المجـاز : { ¶¼ » º ¹ ¸ À ¿ ¾ ½z فوكـد القـول بــالتكرار, ووكـد المعنــى

.بإنماÌ Ë } إلهـام, z yz } : إن قوله للمالئكـة: وأما قول من قال منهم

Ö Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ï Î Íz ــ : أي ا, فــال ننكــر أن القــول قــد إلهاما, ا, واإللهـام وحيـالحاجبين وحي ا, والرمز بالشفتين وا, واإليماء وحي يسمى وحي

وكل شيء دللت به فقد أوحيت به, غير أن إلهام النحل تسخيرها التخاذ البيـوت, ما أراه اهللا تعاىل األنبياء : فالوحي األول... وسلوك السبل واألكل من كل الثمرات إرسـاله: تكليمه موسى; والكالم بالرسالة: يف منامهم; والكالم من وراء الحجاب

: الروح األمين بالروح من أمره إىل من يشاء مـن عبـاده, وال يقـال لمـن ألهمـه اهللاوأما تـأولهم يف قولـه جـل ... كلمه اهللا, لما أعلمتك من الفرق بين الكالم والقول

إنــه عبــارة عــن : Â Á À ¿ ¾ ½ ¼z } : وعــز يف للســماء واألرض IQH.»..تكوينه لهما

ا سـواء بينـه وبـين أنصـار موقفـ −إىل حـد مـا –يقف ابن قتيبةوبالرغم من أن المعتزلة يف قبولهما للمجاز, إال أنه مل يتوسع يف المجـاز اتسـاع المعتزلـة فينـاقش

ا يف درجـة إن بـين المعتزلـة واألشـاعرة فرقـ«: مجال حسين أمين. د وقال. آراءهم ,ر اللغة مجـازا ال حقيقـةإذ توسع المعتزلة فيه حتى عدوا أكث IRH;استعمال المجاز

بينمـا كـان . وعدوا القرآن ليس بكالم اهللا وإنما إيجاد للمعنى عىل سـبيل المجـازأثبتـوا هـذه −وابـن قتيبـة مـن هـذا الفريـق –فريق من األشاعرة وأهل الحـديث

الصفات الخبرية كما هي, واإليمان هبا كما وردت يف القرآن والحـديث مـن غيـر .اIين لديهم من غير نفي ما أثبته اهللا تعاىل لنفسهتشبيه وال تعMيل, محت

.١١٢−١١١, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٤١٢مجال حسين أمين, الدليل اللغوي بين المعتزلة واألشاعرة, ص . د) ٢(

٦٧

وعىل ندرة ما وصل إلينا من كتـب المعتزلـة يف ذلـك الـزمن, فالبيانـات التـي إن المجـاز عنـدهم مل يقتصـر . الهتميوعىل تأ اا كاشف عرضها ابن قتيبة تفيدنا ضوء

عماال عىل حده المقابل للحقيقة كما خMMه الجاحظ, بـل كـان قـد اسـتعمل اسـت .ا لدعم آرائهم االعتقاديةواسع

ل يف توسـعه يف الحمـل عـىل المجـاز, اخير مث )هـ ٣٩٢تويف (ابن جني وهذابالرغم أنه جاء بعد ابن قتيبة بأكثر من قرن, وأنه من الممكـن أن نـرى مـن خـالل أقواله كيف صرف المعتزلة اآليات القرآنية عن ظاهرها حتى تستقر عىل مـا يالئـم

أفـاض فيـه الكـالم عـن المجـاز ا مستقال ففي كتابه الخصائص عقد باب . أصولهماعلم أن أكثـر اللغـة مـع «: قال.»باب يف أن المجاز إذا كثر لحق بالحقيقة«: بعنوان

قام زيـد وقعـد عمـرو, وانMلـق : وذلك عامة األفعال; نحو . تأمله مجاز ال حقيقةلفعـل يفـاد منـه معنـى الجنسـية, أال ترى أن ا. بشر, وجاء الصيف, واهنزم الشتاء

كان منه القيام أي هذا الجنس مـن الفعـل, ومعلـوم أنـه مل : قام زيد, معناه: فقولكيكن منه مجيع القيام; وكيف يكون ذلك وهو جـنس يMبـق مجيـع الماضـي ومجيـع

ومعلـوم أنـه ال . الكائنات من كـل مـن وجـد منـه القيـاممن الحاضر ومجيع اآليت وال يف مائة ألف سـنة مضـاعفة القيـام كلـه ) يف وقت واحد(ن واحد يجتمع إلنسا

قـام (فإذا كان كذلك علمت أن . الداخل تحت الوهم; هذا محال عند كل ذي لبموضع البعض لالتساع والمبالغـة مجاز ال حقيقة, وإنما هو عىل وضع الكل) زيد

IQH.»وتشبيه القليل بالكثيروإذا كـان كـذلك «: اعتقـاد المعتزلـة قـائالثم يحمل ابن جني هذه العقلية إىل

وكـذلك أفعـال . قعد جعفر, وانMلق محمد, وجاء الليل, وانصـرم النهـار: فمثله عـز −وما كان مثله; أال تـرى أنـه , القديم سبحانه; نحو خلق اهللا السماء واألرض

لكفـر ا لا لكان خالق مل يكن منه بذلك خلق أفعالنا, ولو كان حقيقة ال مجاز −اسمهلم اهللا قيام زيد مجاز أيضا; ألنـه وكذلك ع . والعدوان وغيرمها من أفعالنا عز وعال

ليست الحال التي علم عليها قيام زيد هي الحال التـي علـم عليهـا قعـود عمـرو,

الهيئة العامـة لقصـور : القاهرة(, بتحقيق محمد عيل النجار, الخصائصأبو الفتح عثمان بن جني, ) ١( .٤٤٨−٤٤٧, ص ٢, جزء ) ٢٠٠٦الثقافة,

٦٨

IQH.»..ا; ألنه عامل بنفسهولسنا نثبت له سبحانه علم قـد أزال التنـاقض وهكذا, لقد أدى المجاز للمعتزلة خدمة جليلـة, ذلـك أنـه

. الظاهري بين العقل والنقل, ولقـد رد المعتزلـة ذلـك الصـنيع للمجـاز, وقـال دفكانت محاولتهم لبحث المجاز يف البالغة العربية محاولة «: محمد عشري الغولإيجابية وسلبية, تتمثل األوىل فيما أدت إليه تلك المحاولة مـن : ذات أبعاد خMيرة

توضيح حـدوده وقوانينـه, وتتمثـل الثانيـة يف أن النظـرة إثراء للبحث المجازي والمنMقية للمجاز قد حولته إىل عالقة بين أصل مفترض وفـرع ظـاهري, وجعلـت النقلة بينهما أشبه ما تكون بحركة منMقية, وكأن المجاز قد تحـول إىل عمليـة مـن

هـذا ولعـل IRH.»عمليات القياس المنMقي أو نـوع مـن أنـواع االسـتدالل العقـيلاألخير جانب من الجوانب الذي يفرق بين المعتزلة وبين أهل السـنة, فـإذا كانـت

−عـىل مـا قـال الـبعض –المعتزلة تتميز بقوة االستدالل العقيل, فإن أهـل السـنة .بالتوازن بين العقل والنقل ونيتميز

ين أنه أفادنا بالحد الذي يتبـين لنـا الفـرق بـ; وأمر آخر مهم من بيان ابن قتيبة وذلـك أن القـول قـد يقـع فيـه المجـاز وأن : الحقيقة والمجاز يف كتاب اهللا تعـاىل

. المجاز ال تخرج منه المصادر وال توكد بالتكرارا أنه أول مـن قـدم للمصـMلح تعريفـ يه; دور ابن قتيبة اوناحية ثانية ننظر فيه

رق القـول للعـرب المجـازات يف الكـالم, ومعناهـا Iـ« : قـال ; إىل أنواع قسمهوففيها االستعارة, والتمثيـل, والقلـب, والتقـديم, والتـأخير, والحـذف, . ومآخذه

والتكرار, واإلخفاء, واإلظهار, والتعـريض, واإلفصـاح, والكنايـة, واإليضـاح, ومخاIبة الواحد مخاIبة الجميع, والجميع خMاب الواحد, والواحـد والجميـع

, وبلفــظ العمــوم لمعنــى خMــاب االثنــين, والقصــد بلفــظ الخصــوص للعمــوموعـن ISH.»الخصوص, مع أشياء كثيرة ستراها يف أبواب المجاز, إن شاء اهللا تعـاىل

إنه يفتح باب البحث البالغي عـىل مصـراعيه, ويصـل «: بدوي Iبانة. دهذا يقول

.٤٤٩, ص ٢جع السابق, جزء المر) ١( .١٦١, ص المجاز يف التراث العربيعشري محمد الغول, . د) ٢( .٢١−٢٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣(

٦٩

بمعرفة صاحبه وفMنته وعمق ذوقه البياين إىل كثيـر مـن األصـول التـي يبـدأ منهـا , والتـي أصـبحت فيمـا بعـد مـن أصـول لتي ابتدأ منها فعـال البحث البالغي, أو ا

المتـأخرون يف حصـرها ويف تصـنيفها ووضـعها يف المباحث البالغية, التـي جـد ا Iويلـة, وامتـد سـلMانه إىل القالب العلمي, التي تسلF عىل الدراسة البيانية أحقاب

IQH.»أيامنا أنواع المجاز عند ابن قتيبة: ثانيا

. للعرب المجازات يف الكالم, ومعناها Iـرق القـول ومآخـذه«: ةابن قتيبقال ففيها االستعارة, والتمثيل, والقلب, والتقـديم, والتـأخير, والحـذف, والتكـرار, واإلخفاء, واإلظهار, والتعـريض, واإلفصـاح, والكنايـة, واإليضـاح, ومخاIبـة

خMـاب الواحد مخاIبة الجميع, والجميع خMـاب الواحـد, والواحـد والجميـع االثنين, والقصد بلفظ الخصوص للعموم, وبلفظ العموم لمعنى الخصوص, مـع

IRH.»أشياء كثيرة ستراها يف أبواب المجاز, إن شاء اهللا تعاىل منهـا مـا اسـتقرا إىل أنـواع المجـاز التـي قـدمها ابـن قتيبـة, وجـدنا أن نظر و

. ا آخـرصـMلح ما تغيـر وأIلـق عليـه البالغيـون م, ومنها اصMالحها حتى اليوم :وسنبحث كل واحد من هذه األنواع عىل الوجه التايل

االستعارة −١ تعريف االستعارة

ة فـرد إىل زنقل الشيء مـن حيـا: االستعارة مأخوذة من االستعارة الحقيقية, وهيفرد آخر, وقد نقل علماء البيان هذا االسم من حقيقته إىل المجـاز باالسـتعارة, وهـي

عبـد الفتـاح . ويقـول د. عـرفعرف به يف اللغة إىل معنى آخر مل ي نقل اللفظ من معنى أن أول مـن أIلـق − فيمـا نعلـم –ومن استقراء ما أثر عن علماء البيان نرى «: الشين

غيـر أن اصـMالح )... هــ ١٥٤تـويف (ليها اسم االستعارة هو أبو عمرو بن العـالء عتحت علم من علـوم البالغـة االستعارة ورد أول ما ورد عند الجاحظ وهو مل يضعها

.٢٣, ص البيان العربيبدوي Iبانة, . د) ١( .٢١−٢٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢(

٧٠

سـاذج ] تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامـه[التي عرفت فيما بعد, وهذا التعريف IQH.»الشيء باسم غيره إذ هو تسمية − مثال –غير محدد, فهو ال يمنع المجاز المرسل

وظل معنى االستعارة يتردد عىل ألسنة العلماء والنقاد بعد الجاحظ, كابن قتيبة ٣٧٧(, وقدامة بن جعفـر )هـ ٢٩١(, وثعلب )هـ ٢٨٥(, والمبرد )هـ ٢٧٦ تويف(حتى جاء عبد , وغيرهم )هـ ٣٨٤(, والرماين )هـ ٣٦٦(اين , والقاضي الجرج)هـ

االستعارة أن تريـد تشـبيه «: فقال IRHفكان من أدقهم يف تعريفها,) هـ ٤٧١(القاهر اسم المشبه به فتعيـره المشـبه الشيء فتدع أن تفصح بالتشبيه وتظهره, وتجيء إىل

ISH.»وتجريه عليهوعند المتأخرين, االستعارة هي استعمال اللفظ يف غيـر مـا وضـع لـه لعالقـة المشاهبة بين المعنى المنقول عنه والمعنى المستعمل فيه, مـع قرينـة صـارفة عـن

هـي أن تـذكر أحـد Iـريف «أو عىل حـد تعبيـر السـكاكي ITH,إرادة المعنى األصيلعـىل ا دخول المشبه يف جنس المشـبه بـه داال تشبيه وتريد به الMرف اآلخر مدعي ال

وعـىل هـذا, فليسـت االسـتعارة إال IUH.»ذلك بإثباتك للمشبه ما يخص المشبه بها يف المدرسـة, فحـذفت رأيـت أسـد : كقولـك ; ا; ولكنها أبلغ منها مختصر تشبيه

ــة ) الشــجاعة(ه ووجــه الشــب) الكــاف(واألداة ) رجــال (المشــبه ــه بقرين وألحقت .التدل عىل أنك تريد باألسد شجاع ) المدرسة(

: ينتـتنقسم االستعارة إىل اثن) المشبه أو المشبه به(وباعتبار ما يذكر من Iرفيه مـا هيفاألوىل. حة واالستعارة المكنية أو بالكنايةاالستعارة التصريحية أو المصر

−هــ ١٤١٨دار الفكـر العربـي, : القـاهرة(, رآنالبيان يف ضوء أساليب القعبد الفتاح الشين, . د) ١(

.١٦٠−١٥٨, ص ) م ١٩٩٨ .١٦٠, ص البيان يف ضوء أساليب القرآنعبد الفتاح الشين, . د) ٢( .٥٣, ص دالئل اإلعجازعبد القاهر الجرجاين, ) ٣(يوسـف . د, بضبF وتدقيق وتوثيق جواهر البالغة يف المعاين والبيان والبديعالسيد أمحد الهاشمي, ) ٤(

.٢٥٨, ص .) ت.المكتبة العصرية, د: بيروت(الصمييل, : المتـوىف(يوسف بن أبي بكر بـن محمـد بـن عـيل السـكاكي الخـوارزمي الحنفـي أبـو يعقـوب ) ٥(

−هــ ١٤٠٧دار الكتب العلميـة, : بيروت(, بضبF وتعليق نعيم زرزور, مفتاح العلوم, )هـ٦٢٦ .٣٦٩, ص ٢, U ) م ١٩٨٧

٧١

بلفظ المستعار وأشير إليـه اما مل يصرح فيه ة هيبلفظ المستعار; والثانيفيها صرح IQH.بشيء من لوازمه

אא ا للحقيقة, وفصل له أنواعه; ثم عقـد تكلم ابن قتيبة عن المجاز بوصفه مخالف

ومعنـى هـذا أن IRH.»ألن أكثـر المجـاز يقـع فيـه«بباب االسـتعارة أا, فبدلها أبواب ثابة الجنس الذي تندرج تحتـه أنـواع عديـدة, وأن االسـتعارة المجاز قد أصبح بم

ISH.صارت مقدمة هذه األنواع, وقد اقتفى البالغيون أثر ابن قتيبة يف ذلك

:استأنف ابن قتيبة كالمه عن االستعارة بقوله فالعرب تستعير الكلمة فتضعها مكان الكلمة, إذا كان المسمى هبا بسبب مـن «

نه يكون عـن النـوء أل ; نوء: فيقولون للنبات. ها, أو مشاكال ا لاألخرى, أو مجاور :ة بن العجاجبقال رؤ. عندهم

ق ز ت ر م ال اب ح الس اء و ن أ ف ج و . أي جف البقلما زلنا نMأ السماء حتـى : ألنه من السماء ينزل, فيقال ; سماء: ويقولون للمMر

.أتيناكم :قال الشاعر

ـــذ إ ـــFق ا س ـــءامالس ـــضرأ ب ــــي ع ر موق ــــنإ واهن ــــا غ وان ك ااب ضألهنا تبدي عن حسن النبات, وتنفتـق ; إذا أنبتت: ضحكت األرض: ويقولون

عن الزهر, كما يفتر الضاحك عن الثغر, ولذلك قيل لMلـع النخـل إذا انفتـق عنـه لعـة, حكت الM ضـ: ويقـال. الضحك, ألنه يبدو منه للناظر كبياض الثغـر:كافوره

.١٦٣, ص البيان يف ضوء أساليب القرآنفتاح الشين, عبد ال. د) ١( .١٣٤, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢(الهيئـة : القـاهرة(, المجاز يف التراث العربي المصMلح وتMـور المفهـومعشري محمد الغول, . د) ٣(

. ٤٧, ص ) ٢٠١٦المصرية العامة للكتاب,

٧٢

IQH.»ألنه يدور معها ;النور يضاحك الشمس: ويقالا أنه أشار إىل وجود التMور اللغـوي يفهم من مقتMف كالم ابن قتيبة سابق ومما

عىل سبيل استعارة لفظ لمعنى جديد, رغم أنه مل يذكر الغرض من ذلـك إال يف قلـة ننـا نعـرف مـن كالمـه أن نادرة كما سنرى عند الكالم عن المشترك اللفظـي, إال أ

العرب فعلوا ذلك واعتادوا أن يفعلوه, وهـذا ممـا يـدل عـىل نظرتـه المرهفـة إىل . الظواهر اللغويةكيف تتم االستعارة حتى يصلح أن نقول لـه اسـتعارة ونفـرق بينهـا : والسؤال

وبين غيرها من أنواع المجاز? نحن نالحظ أن ابن قتيبة يـرى االسـتعارة بمعناهـا ففي المثـال األول اسـتعير النـوء لمعنـى النبـات ألن األول سـبب للثـاين, .العام

وكذلك يف المثال الثاين حيـث اسـتعير السـماء لمعنـى المMـر ألن السـماء محـل حقـه لإلنسـان, نالثالث استعيرت كلمة الضحك لألرض وكللمMر, ويف المثال ا

. فكأن األرض ضحكت كما ضحك اإلنسانة مل يفرق بين هذه المناسبات أو العالقة بين المنقـول عنـه يتضح لنا أن ابن قتيب

كانـت أو مجـاورة أو مشـاكلة بـين سـببية فكل مـا لـه عالقـة ,وبين المنقول إليه . المنقول عنه وبين المنقول إليه هو استعارة يف رأي ابن قتيبة

عليه اآلمدي عندما بـين الـنهج العربـي يف أسـلوب جرىوهذه الفكرة هي ما ستعارة وأن العرب إنما تستعير لمعنى ما لـيس لـه إذا كـان يقاربـه أو يدانيـه أو اال

يشبهه يف بعض أحوالـه, فتكـون اللفظـة المسـتعارة حينئـذ الئقـة بالشـيء الـذي وأهم شيء ذكره اآلمدي عن االستعارة هو IRH.استعيرت له ومالئمة لمعناه موازنة

راعـي قـرب الشـبه وظهـور المشـاكلة ا يف أسـلوهبا, وأهنـا تا خاص أن للعرب هنج والمناسبة بين المستعار له ومنه, وأن عىل البليـغ أن يحـافظ عـىل هـذا الـنهج وال

.ISH يتعداه حتى تكون استعاراته مجيلة غير قبيحة ومفهومة غير غامضة

.١٤٥, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(دار : بيـروت(, تحقيق محمد عبـد المـنعم خفـاجي, اإليضاح يف علوم البالغةخMيب القزويني, ) ٢(

.٢٣١, ص ٣, جزء ٣, U ) الجيل .٢٣١, ص ٣المرجع السابق, جزء ) ٣(

٧٣

االستعارة التي حـددها المتـأخرون يف هذا فيما نعلم, يختلف إىل حد ما عن وستعار له وبين المستعار منه, وما سـوى الشـبه مـن العالقـات وجود الشبه بين الم . فهو مجاز مرسلاالستعارة هي اللفظ المستعمل يف غير ما وضع له لعالقة مانعـة : ويف تعريفهم

من إرادة المعنى األصيل لوجود عالقة المشاهبة بين المعنى األصيل وبـين المعنـى الستعارة يف األصل تشـبيه حـذف ونحن نعرف من بيان المتأخرين أن ا. المجازي ون يف المثال الثالث فقF ممـا ذكـروعىل هذا األساس, فاالستعارة تك. أحد Iرفيه

ا, وهو من نوع االستعارة المكنية, أما المثـال األول فمجـاز مرسـل ابن قتيبة سابق ومع ذلك, كان ابـن قتيبـة . عالقته السببية, والثاين فمجاز مرسل بالعالقة المكانية

. من األمثلة الثالثة من باب االستعارةيعد كال عندما يMبقها ابن قتيبـة عنـد ذا المفهوم العام يتضح أكثروإIالق االستعارة هب

ا بكالم العرب من الشعر كـان أم بالرأي ومستشهد تحليل اآليات القرآنية, مستدال :ومن ذلك قال. النثر

ــل« ــز وج ــه ع ــه قول h g p o n m l k j i } أ: ومنqz ]سبل إىل ا يهتدي به ا فهديناه وجعلنا له إيمان أي كان كافر . ]١٢٢: األنعام

يف : أي ]١٢٢: األنعــام[ x w v u t s r z} الخيــر والنجــاة, مكـان »النـور«مكان الهدايـة, و »الحياة«مكان الكفر, و »الموت«فاستعار . الكفر

IQH.اإليمان :وقال ابن قتيبة

: القلـم[ ò ñ ð ïz } : فمن االستعارة يف كتـاب اهللا قولـه عـز وجـل«ــادة : أي] ٤٢ عــن أمــر : بــراهيمإوقــال . عــن شــدة مــن األمــر, كــذلك قــال قت

−وأصل هذا أن الرجل إذا وقع يف أمر عظيم يحتاج إىل معاناتـه والجـد فيـه.عظيم .الشدة شمر عن ساقه, فاستعيرت الساق يف موضع

.١٥٩, ص ١, جزء غريب القرآن; ١٤٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(

٧٤

:وقال دريد بن الصمة

زار خــارج نصــف ســاقه ع صب كمــيش اإل ء Iـال أنجـد ور علـى الجـال :وقال الهذيل

ــوفة ــا لمض ــاري دع ــت إذا ج ـــاق وكن ـــف الس ـــى ينص ر حت ـــم أشIH : رةا يمثل االستعاوقال أيض

قـال اهللا . اللسان يوضع موضع القول; ألن القول يكـون هبـا: ومن االستعارة« F E D C B Az } : عـز وجـل, حكايـة عـن إبـراهيم عليـه السـالم

: ا, وقال الشاعرا حسن ذكر : أي ]٨٤: الشعراء[ من علو ال عجب منهـا وال سـخر إين أتتنــــي لســــان ال أســــر هبــــا

IRH.» خبر ال أسر هباأتاين :أيوهكذا يمضي ابن قتيبة يوضـح المجـاز المرسـل يف األدب العربـي والقـرآن الكريم, فقد عد كل ذلك من باب االستعارة; ألن تعريفه لالستعارة المتقدم ذكـره شامل لها وللمجاز المرسل, بل تجاوز ذلك حتى أدخل أمثلة كثيرة للكناية تحـت

. ا للكنايةا منفرد بالرغم أنه عقد باب هذا الباب, وعدها منه مل يفMـن « −الجربـي. كمـا يقـول د–والسبب يف ذلك, إما أن يكون ابن قتيبـة

للفرق بين الكناية واالستعارة, وأن القرينة يف االسـتعارة مانعـة مـن إرادة المعنـى لمح إىل ي , وإما ISH»األصيل, وأن القرينة يف الكناية غير مانعة كما يقول المتأخرون

:اسمعه يقول. التقسيم يف االستعارة بين ما هي تصريحية وما هي مكنية

أي Iهـر نفسـك مـن ] ٤: المـدثر[ z¦ § } ]: عـز وجـل[ومنـه قولـه «قالت ليىل األخيلية وذكرت .عليه تشتملألنها ;عن الجسم بالثياب فكنىالذنوب,

:إبال

.١٣٧المرجع السابق , ص ) ١( .١٤٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .١٥٦, ص ابن قتيبةمحمد رمضان الجربي, . د) ٣(

٧٥

ــو م ر ــه ــخ ابوث أ ا ب ــافف ــالف ــل ىر ت ــه ــ الن الا إ ه ب ا ش ــن م ال امع IQH»راف :نحن نالحظ من المثال السابق أمرين

يشير إىل أن ابن قتيبة قد اتجه إىل تقسيم االستعارة إىل »كنى«استخدام كلمة أن فالتصريحية عند ابن قتيبة يندرج تحتها مـا نعرفـه . ما هي تصريحية وما هي مكنية

ةأو االستعارة بالكناية فاسـتعارأما المكنية . المرسل كما ذكرنا اليوم باسم المجازأن تMهـر لفظ كني به عن معنى, فهي يف المثال السابق بأن يشبه الثياب بـالنفس, بـ

كأن النفس شـبه باإلنسـان ولـيس .ب مما يشوبهوالنفس من الذنوب كما ينقى الثنايـة ألدخلـه تحـت بـاب الك من قبيل الكناية, إذ لو كان المثال السابق مـن قبيـل

.اا خاص أفرد لها ابن قتيبة باب الكناية التي

نـا «: أن العرب تقول«ويجري عىل هذا المثال يف نفس الصدد أخي وأخـوك أيألن ; أنا وأنت نصMرع فننظر أينا أشد? فيكني عـن نفسـه بأخيـه: أبMش? يريدون

. أخاه كنفسه

ا فضال عم–ومما يؤيد هذا الرأي من الكناية, ا أن يكون ولكن من الممكن جد مـن : قال z¦ § } : ابن عباس يقول«لMبري أن ما ورد يف تفسير ا −اذكر سالف

أبـي رزيـن يف وكذلك ما روي عن IRH.»نقي الثياب يف كالم العرب: اإلثم, ثم قالخبيـث عملك فأصلحه, وكـان الرجـل إذا كـان: قال z¦ § } ]: تعاىل[قوله

فـالن Iـاهر : فالن خبيـث الثيـاب, وإذا كـان حسـن العمـل قـالوا: العمل, قالواهذا ال يمنع أن يكون المعنى هو المعنى األصيل بأن تMهر الثـوب مـن وISH.الثياب

أمر بـأن z¦ § } «: قال الزمخشري. النجاسات, كما ورد يف تفسير الكشافن Iهـارة الثيـاب شـرU يف الصـالة ال أل ; Iاهرة من النجاسات] ملسو هيلع هللا ىلص[تكون ثيابه

تصح إال هبا, وهي األوىل واألحـب يف غيـر الصـالة, وقبـيح بـالمؤمن الMيـب أن

.١٤٢, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(مؤسسـة : القـاهرة(, تحقيـق أمحـد محمـد شـاكر, جامع البيان يف تأويل القرآنأبو جعفر الMبري, ) ٢(

.١٠, ص ٢٣, جز ١, U ) م ٢٠٠٠ −هـ ١٤٢٠الرسالة, .١٢, ص ٢٣, جز جامع البيان, الMبري) ٣(

٧٦

ىشـمل معنـتأي ألن الثيـاب »يـهعلألهنا تشتمل «قول ابن قتيبة IQH.»ايحمل خبث داللـة إىل يـة اآل يفأن ابن قتيبـة ينظـر فك ,عن معناها األصيل الحسي النفس فضال

وهذا يدل عىل احتياU ابن قتيبة يف التفسـير حيـث . ال كما يجري يف الكنايةاالحتمومعلـوم أنـه «: الجربي يقـول. دلكن .يرى أن الكناية قابلة للمعنى األصيل للكلمة

. ثـم ينقـل قـول د IRH.»مجاز مرسل عالقته المجاورة أو الحاليـة] المثال السابق[فقـد أورد اآليـة , راب ابن قتيبـةومن ذلك ندرك بجالء مدى اضM«: كامل الخويل

: وإنمـا هـي , وواضح أهنا ال هذه وال تلك , عىل أهنا استعارة, ثم صرح بأهنا كناية ISH.»المجاورة] عالقته[ته ممجاز مرسل عال

يـة أو هـل المثـال مـن قبيـل االسـتعارة المكن–وبغض النظر عن حقيقة األمر موضـع مـنع رأي ابـن قتيبـة يف ضفمن الجدير أن و −الكناية أو المجاز المرسل

, إليه أحد مـن البالغيـين ها لالستعارة ومل يسبقا خاص التاريخ, فإنه أول من أفرد باب عالقة المشـاهبة إال بعـد أن جـاء الشـيخ عبـد القـاهر ب ومل يرد يف التاريخ تحديدها

مصـMلح المجـاز وكـذلك فـإن. أي بعد قـرنين اثنـين) هـ ٤٧١تويف (الجرجاين ن يتـداخل المصـMلح يف فمن البديهي أ. ا يف عهد ابن قتيبةمل يكن موجود المرسل

هإفراد باب االستعارة التي تندرج تحت المجاز يمكـن أن نعـد حده مع آخر, نعده .من إسهاماته يف تMوير هذا العلم

| { } : يف قوله عز وجل »ذنوب«ومن أمثلة االستعارة عند ابن قتيبة كلمة b a ` _ ~ z ]ا أي حظـ«: , فقـال ابـن قتيبـة]٥٩: سورة الـذاريات

:الدلو, فاستعير يف موضع النصيب, وقال الشاعر: نوبوأصل الذ . اونصيب ــــــريب ــــــا ش ــــــا إذا نازعن ــــوب إن ــــه ذن ــــوب ول ــــا ذن ITHلن

دار : بيـروت(, الكشاف عـن حقـائق غـوامض التنزيـل, ) هـ٥٣٨: المتوىف(جار اهللا الزمخشري ) ١( .٦٤٥, ص ٤, جز ٣, U ) هـ ١٤٠٧الكتاب العربي,

مكتبة اآلداب, : القاهرة(, ابن قتيبة ومقاييسه البالغية واألدبية والنقديةمحمد رمضان الجربي, . د) ٢( .١٧٠, ص ) ٢٠١٠

نقال عن كتـاب ١٧٠, ص ابن قتيبة ومقاييسه البالغية واألدبية والنقديةمحمد رمضان الجربي, . د) ٣( .أثر القرآن يف تMور البالغة العربية

.٤٢٣, ص ١, جزء غريب القرآن; ١٥٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤(

٧٧

ة وهذا المثال يف منظور البالغة المتأخرة يمكـن أن نعـده مـن بـاب االسـتعارالمكنية, وإجراء االستعارة يكون بتشبيه النصيب أو الحظ بالماء, ولكن الماء غير

. فالقرينة محلية. مذكور ورمز إليه بالذنوب أو الدلو الذي هو مكانه ويؤخذ بهاآليـة −وهـو مل يصـرح بـذلك–ومن أمثلة االستعارة المكنية عنـد ابـن قتيبـة

تي نرى من خاللها موقـف ابـن قتيبـة المتـين القرآنية التي ساقها المعتزلة, وهي الµ ´ ³ ² ¶ ¸ } : المقابل لموقف المعتزلة, أال وهي اآليـة التـي تقـول

 Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹z ]مل : فقالت المعتزلة. ]١١: فصلتإنمـا هـو «: قـائال ا? فأجاب ابن قتيبة يقل اهللا ومل يقوال, وكيف يخاIب اهللا معدوم

: ا بقول الشاعر حكاية عن ناقتهمستشهد »عبارة لتكوينهما فكانتاــــول ــــينيإذا درأت تق ــــه وض ــــد ل ــــه أب ــــذا دين ــــيأه ا ودين

ــــد أكــــل ــــال وال يقينـــيأمـــا يبقـــى علـــي وارحتــــاللهر حا من هذا, ولكنه رآها يف حال مـن الجهـد والكـالل, فقضـى ل شيئ وهي ال تق«

:ا لو كانت ممن يقول لقالت مثل الذي ذكروا, كقول اآلخرعليها بأهنرىشكى إ لي جملي Iول الس

والجمل مل يشك ولكنه خبر عن كثرة أسفاره وإتعابه مجله, وقضـى عـىل ذلـك IQH.»ا الشتكى ما بهالجمل بأنه لو كان متكلم

ال تنMـق وال تبـين, فالسماء واألرض من مخلوقات اهللا الصامتة الجامدة التي االنقيــاد والخضــوع كــالحي يف لكنهــا لــو كانــت ممــن ينMــق, لنMقــت, وكانــت

لون من ألوان التصوير, يمكن أن نسـميه «وهذا, كما يقول سيد قMب IRH.المتكلميتمثل يف خلع الحياة عىل المواد الجامـدة والظـواهر الMبيعيـة, هـذه »التشخيص«

سانية, ويهب لهذه األشياء كلها عواIـف آدميـة, الحياة التي ترتقي فتصبح حياة إن

.١٠٧, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٢١٢, ص البيان يف ضوء أساليب القرآنعبد الفتاح الشين, . د) ٢(

٧٨

ومن خـالل هـذا IQH.»وخلجات إنسانية تشارك هبا اآلدميين, وتأخذ منهم وتعMىا يف النفس نتيجة لعمق العاIفة وسـعة ا مضمر التشخيص نحن نرى أن هناك تشبيه

الخيال, حيث شـبهت السـماء واألرض يف انقيادمهـا وخضـوعهما وIاعتهمـا هللا ن يتميـز بصـفة القـول واإلتيـان, ومل يـذكر اإلنسـان الـذي شـبه بـه السـماء بإنسا

البالغيـين −فهو عنـد . القول واإلتيان: واألرض, وإنما رمز إليه بشيء من لوازمه .من باب االستعارة المكنية أو االستعارة بالكناية −والنقاد القدماء

ــا أن إIــالق اســم االســتعارة يف هــذا الم ــه هن ــؤدي إىل وجــدير بالتنبي ــال ي ثلمعنى اإلنسـان كمـا ى هو استعارة كلمتي السماء واألرضاالضMراب, إذ المؤد

فالسـماء واألرض ليسـتا مسـتعارتين, وإنمـا . نفهم من االستعارة, وليس كـذلكفالتشـخيص إذن . ليهماإ لذي هو من صفة اإلنسان ثم نسب المستعار فعل القول ا

.ا يف هذا المثالأدق تMبيق تبعنا آراء النقاد والبالغيين وجدنا منهم من يقتMف ثمرة رأي ابن قتيبة يف وإذا ت

وإنما «: الذي قال) هـ ٣٧٠تويف (اآلمدي مثال ااالستعارة هبذا التعريف العام, خذاستعارت العرب المعنى لما هو له, إذا كان يقاربه, أو يناسبه, أو يشـبهه يف بعـض

فتكون اللفظة المستعارة حينئذ الئقة بالشيء الذي ا من أسبابه, أحواله, أو كان سبب يفهـم مـن هـذا الكـالم شـاملة فاالستعارة كما IRH.»استعيرت له, ومالئمة لمعناه

للمجاز اللغوي وللمجاز المرسل وللمجاز العقيل والكناية, حتى جاء عبد القـاهر تشبيه الشـيء أن تريد : فاالستعارة«: قال. يوضحها ويفرق بينها بتعريف مانع أدق

تجـيء إىل اسـم المشـبه بـه فتعيـره بالشيء, فتدع أن تفصـح بالتشـبيه وتظهـره, ورأيت رجـال هـو كاألسـد يف شـجاعته وقـوة : تريد أن تقول. وتجريه عليه ه المشب

.»ارأيت أسد «: , فتدع ذلك وتقول »بMشه سواء

, ١٧, U ) م ٢٠٠٤ −هــ ١٤٢٥دار الشـروق, : القـاهرة(, التصوير الفنـي يف القـرآنسيد قMب, ) ١( .٧٣ص

, بتحقيـق السـيد أمحـد الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتـريأبو القاسم الحسن بن بشر اآلمدي, ) ٢( .٢٦٦, ص ١, جز ٤, U) معارفدار ال: القاهرة(صقر,

٧٩

:, وهو ما كان نحو قوله»تعارةاالس«وضرب آخر من امل زمامها إذ أصبحت بيد الش

ل حيـث يـذكرون االسـتعارة, ونه إىل األو هذا الضرب, وإن كان الناس يضـموذاك أنك يف األول تجعل الشيء الشيء ليس به, ويف الثـاين للشـيء . فليس سواء

.الشيء ليس له, فقـد ادعيـت يف إنسـان أنـه أسـد, »اأسـد رأيـت «: ا قلـت أنك إذ: تفسير هذا

ـمال «: وإذا قلـت. اوجعلته إيـاه, وال يكـون اإلنسـان أسـد إذا أصـبحت بيـد الشثـم IQH.»ا, ومعلـوم أنـه ال يكـون للـريح يـد, فقد ادعيت أن للشـمال يـد »زمامها. السم عن الشيءإن االستعارة إنما هي ادعاء معنى االسم للشيء ال نقل ا..«:قال

وإذا علمت أهنا ادعاء معنى االسم للشيء علمت أن الـذي قـالوه مـن أهنـا تعليـق له كالم قد تسامحوا للعبارة عىل غير ما وضعت له يف اللغة ونقل لها عما وضعت

عما وضع لـه ألنه إذا كانت االستعارة ادعاء معنى االسم مل يكن االسم مزاال ; فيه IRH.»ا عليهبل مقر

المستعار (ونستنتج من كالم الجرجاين أن االستعارة هي ادعاء معنى المشبه به بـين نـوعي بـالتفريق, كمـا نسـتنتج أنـه قـد أوحـى )المسـتعار لـه(للمشبه ) منه

. التصريحية والمكنية مثلما سبق البن قتيبة أن أشار إليه: االستعارةم, ويبـدو هـذا عنـد ابـن واالستعارة المكنية هي من مذاهب العرب يف الكـال

i h g f e d c } : قتيبة يف معـرض كالمـه عـن قـول اهللا تعـاىل jz ]تقول العرب إذا أراد تعظـيم مهلـك رجـل عظـيم «: , قال]٢٩: الدخان

أظلمت الشمس له, وكسف القمر «: الشأن, رفيع المكان, عام النفع, كثير الصنائعوبعـد أن استشـهد ابـن قتيبـة .. ISH»سـماء واألرضلفقده وبكته الريح والبرق وال

مMبعـة المـدين, : القـاهرة(, بتحقيق محمود محمد شـاكر, دالئل اإلعجازعبد القاهر الجرجاين, ) ١(

.٦٧, ص ٣, U ) م١٩٩٢ −هـ ١٤١٣ .٣١٤, ص دالئل اإلعجازعبد القاهر الجرجاين, ) ٢( .١٦٧, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣(

٨٠

وهم يريدون المبالغة البمنظوم كالم العرب, أكد أن هذا مذهب من مذاهب العربوهكذا يفعلون يف كل مـا أرادوا «, يف وصف المصيبة به, وأهنا قد شملت وعمت

IQH.»أن يعظموه ويستقصوا صفتها آخر يف معالجة اآلية السابقة Iريق يعرض لنا والذي يلفت أنظارنا أن ابن قتيبة

f e d c } يف قول اهللا تعـاىل »ما بكت السماء«فمقولة وهو االختصار, gz ]ما بكـت أهـل السـماء: ا لقوليمكن أن يكون اختصار ]٢٩: الدخان .

. فما بكـى علـيهم أهـل السـماء وال أهـل األرض]: عز وجل[أراد : قال ابن قتيبة: يوسـف[ k jz } : رض مقام أهلهما, كما قـال تعـاىلفأمام السماء واأل

وهي يف منظـور البالغـة المتـأخرة مـن قبيـل المجـاز IRH.»أهل القرية: , أراد]٨٢ .المرسل بالعالقة المحلية

ونحن نستفيد من كالم ابن قتيبـة, أن االسـتعارة المكنيـة أو التشـخيص عنـد قـد اعتـاد العـرب أن هـي مـن مـذاهب العـرب يف القـول, و −بعض المتـأخرين

رغم أن ابـن قتيبـة مل , يستخدموها يف كالمهم, وهي مما أجاد فيه التصوير القرآينإال أن أدخلها تحت االستعارة بوجه عام, لكنه قـد نـوه عليها تسمية محددة يMلق

وكـان بعـض أهـل اللغـة «:ىل ذلك بقولهبل أضاف إ. ساع العرب يف استخدامهباتء من هذا الفن, وينسبها فيه إىل اإلفراU, وتجاوز المقـدار, يأخذ عىل الشعراء أشياوشيء آخر نالحظه من ISH.»ا عىل ما بيناه من مذاهبهما حسن وما أرى ذلك إال جائز

:معالجة ابن قتيبة لآليات أنه أفاض باختيار كيفية التحليل إياها, ففي حـين يقـول .االختصار: ويف حين آخر يقول , االستعارة قــد يــذكر الغــرض مــن يف االســتعارة أنــه الحــظ مــن رأي ابــن قتيبــة وممــا ن

فالسـياق لـه , ااالستعارة, ويكـون ذلـك عـىل حسـب سـياق اآليـة التـي يفسـرهz } | } : ففــي معــرض تفســيره لآليــة. المهــم يف تحديــد المعنــى دوره

.١٦٨المرجع السابق,ص ) ١( .١٦٩, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .١٧٣المرجع السابق, ص ) ٣(

٨١

}z ]رIمير «: , قال]١٣: الفاMلتفسـيرويف ا. الفوفة التي تكون يف النواة : الق :Iبــة وبــين النــواة وهــو مــن االســتعارة يف قلــة الشــيء . أنــه الــذي بــين قمــع الر

فالتحقير هو الغرض من االستعارة عىل ما وقع بينهما من وجه الشبه IQH.»وتحقيره. واستخدام االستعارة يف مثل هذه اآلية أبلغ وأوقع يف القلب مـن التشـبيه. يف القلة

ألننا مهما بالغنا يف التشبيه فال بد من «: يقول الشيخ المراغيوالسبب يف ذلك, كما ذكر الMـرفين, وهـذا اعتـراف بتباينهمـا, وأن العالقـة بينهمـا ليسـت إال التشـابه

ا يمتاز به دليل عىل عـدم والتداين فال تصل حد االتحاد, إذ جعلك لكل منهما اسم ى االتحاد واالمتـزاج, وأن امتزاجهما واتحادمها, بخالف االستعارة فإن فيها دعو

رأيـت : ا يصدق عليهما لفظ واحد, فإن قلـتا واحد شيئ اشبه والمشبه به صارمالا واحـدا حتـى بحرا يعMي البائس والمحتاج, كنت قد جعلت الجواد والبحر شـيئ

عـىل مـا »القرينـة«صح أن تسمي أحدمها باسم اآلخر, ولوال ما أقمت من الـدليل IRH.»المخاIب غير البحر الذي تعرف هبذا االسم تريد, لما خMر ببال

:الخالصةوخالصة القول أن ابن قتيبة قـد أدرك أن االسـتعارة مـن أهـم أنـواع المجـاز

للتMــور اللغــوي, ا يف كــالم العــرب, وأهنــا ممــا يفســح مجــاال وأكثرهــا وقوعــا هبـواالستعارة عند ابن قتيبة هي استعارة كلمـة لمعنـى جديـد إذا كـان المسـمى

وهذا التعريـف شـامل لالسـتعارة .ا لها, أو مشاكالبسبب من األخرى, أو مجاور وقد لمح ابن قتيبة إىل تقسـيم االسـتعارة إىل مـا عـرف . والمجاز المرسل والكناية

.فيما بعد باالستعارة المصرحة واالستعارة بالكناية الكناية والتعريض −٢

تعريف الكناية: بقولـه وعرفهـا السـكاكي , لمهمـة يف فـن البيـانالكناية باب مـن األبـواب ا

الكناية هي ترك التصريح بذكر الشيء عىل ما ذكر ما يلزمـه لينتقـل مـن المـذكور «

.٣٦٠, ص ١, جزء غريب القرآنابن قتيبة, ) ١( .٢٦٠, ص البيان والمعاين والبديع: علوم البالغةالشيخ أمحد بن مصMفى المراغي, ) ٢(

٨٢

مع أريد به الزم معناه ] أو عبارة[لفظ «: أو بتعريف آخر الكناية IQH.»..عىل المتروكلهـا عـىل المعنـى يعني بذلك أن الكناية مـن الممكـن مح IRH.»جواز إرادة معناه حينئذ

الكنايـة يف «: عىل حد تعبير السيد أمحـد الهاشـمي–وبعبارة أوضح من ذلك . األصيلاللغة ما يتكلم به إنسان ويريد به غيره, وهي مصدر كنيت, أو كنوت بكذا عن كذا, إذا

لفظ أريد به الزم معناه مـع قرينـة ال تمنـع مـن إرادة : اواصMالح . تركت التصريح بهوم الضـحى, ؤIويل النجاد, أي Iويل القامة, وفالنة نـ: كقولكISH.»معنى األصيلال

أي مرهفة مخدومة غير محتاجة إىل السعي بنفسها يف إصـالح المهمـات, وذلـك أن وقت الضحى وقت سعي النساء العرب يف أمر المعاش, وكفاية أسبابه, فال تنـام فيـه

.يف السعي لذلك اكون لها خدم ينوبون عنهيمن نسائهم إال من فام هو الفرق بين الكناية والمجاز إذن?

يشترك الكناية والمجاز يف ضرورة وجود قرينة تدل عىل المعنى المقصود مـن كل منهما, أي عىل المعنى الكنائي يف الكناية, وعىل المعنى المجـازي يف المجـاز,

ي بين القرينتين يمكن ا بين القرينتين, ويف هذا الفرق الجوهرا جوهري لكن ثمة فرق ITH.بين الكناية والمجاز ةفرقتال

أن : أحـدمها: الفرق بين الكناية والمجاز مـن وجهـين IUHوقد لخص السكاكيأن تريـد »Iويـل النجـاد«الكناية ال تنايف إرادة الحقيقة بلفظها, فال يمنع يف قولك قرينـة «ذلك أن ويفهم من .Iول نجاده, من غير ارتكاب تأول مع إرادة Iول قامته

الكناية سهلة ومتسامحة ومرنة, وهي لـذلك توافـق عـىل ازدواجيـة األداء وثنائيـة

دار الكتـب : بيـروت(, تحقيـق نعـيم زرزور, مفتاح العلـومأبو يعقوب محمد بن عيل السكاكي, ) ١( .٤٠٢, ص ) م ١٩٨٧ −هـ ١٤٠٧العلمية,

مكتبة اآلداب, : القاهرة(, بغية اإليضاح لتلخيص المفتاح يف علوم البالغةعبد المتعال الصعيدي, ) ٢(ـــ ١٤٢٦ ــز ١٧, U ) م ٢٠٠٥ −ه ــة, . ; د ٥٣٨, ص ٣, ج ــز قلقيل ــد العزي ــده عب ــة عب البالغ

.١٠٠, ص ٢, U ) م ١٩٩٢−هـ ١٤١٢عربي, دار الفكر ال: القاهرة(, االصMالحيةيوسـف . , بضبF وتوثيق وتدقيق دجواهر البالغة يف المعاين والبيان والبديعالسيد أمحد الهاشمي, ) ٣(

.٢٨٧−٢٨٦, ص .) ت.المكتبة العصرية, د: بيروت(الصمييل, .١٠٠, ص البالغة االصMالحيةعبده عبد العزيز قلقيلة, . د) ٤( .٣٤٠, ص البيان العربيبدوي Iبانة, . ; ونقله د٤٠٣, ص اح العلوممفتالسكاكي, ) ٥(

٨٣

أن تريـد معنـى »رعينا الغيـث«والمجاز ينايف ذلك, فال يصح يف نحو IQH.»المعنىأن تريد معنـى األسـد مـن غيـر تأويـل, »يف الحمام أسد«: الغيث, ويف نحو قولك

انعة من إرادة المعنى الحقيقي, بعكـس الكنايـة فـال ولذلك كان يف المجاز قرينة مأن مبنى الكنايـة عـىل االنتقـال : والفرق الثاين IRH.قرينة فيها تمنع من إرادة الحقيقة

. من الالزم إىل الملزوم, ومبنى المجاز عىل االنتقال من الملزوم إىل الالزم بين الكناية والتعريض

. الكناية والتعريض لكثرة وقوعهما يف التعبيرمل يترك علماء البالغة التفرقة بين : فالدكتور بدوي Iبانة مثال, يظهر الفرق بينهما يف أوجه ثالثة

أن الكناية واقعة يف المجاز, معدودة منه, بخالف التعريض فال يعـد منـه, ) ١(وذلك ألن التعريض مفهوم من جهة القرينة, فـال تعلـق لـه بـاللفظ, ال مـن جهـة

. من جهة مجازهحقيقته, والأن الكناية كما تقـع يف المفـرد, فقـد تكـون واقعـة يف المركـب, بخـالف ) ٢(

k j i h g } «: التعريض, فإنه ال موقع له يف باب اللفظ المفرد, كقولـه تعـاىل p o n m lz فقد كني بالنعجة عن المرأة .

قرينة واإلشارة, وال شك أن كـل أن داللة الكناية مدلول عليها من جهة ال) ٣( ISH.اللة أخرىدما كان اللفظ يدل عليه فهو أوضح مما يدل عليه اللفظ, إن علم ب

الكناية يفرأي ابن قتيبة

تكلم ابن قتيبة عن الكنايـة و. لقد ورد مصMلح الكناية يف بعض تراث ابن قتيبة, ولكنـه مل يـأت يفةيات القرآنية واألحاديث الشرآليعالج هبا بعض ما أشكل من ال

.بتعريفهافيـه شـريف حـديث من ) تأويل مختلف الحديث(ومن ذلك ما ورد يف كتاب

.١٠٠, ص البالغة االصMالحيةعبده عبد العزيز قلقيلة, . د) ١( .٣٤٠بدوي Iبانة, البيان العربي دراسة تاريخية فنية يف أصول البالغة العربية, ص . د) ٢( .٣٥٥ أصول البالغة العربية, ص بدوي Iبانة, البيان العربي دراسة تاريخية فنية يف. د) ٣(

٨٤

ن ا مـهـن إ ; ف ح ي وا الـر ب سـ ت ال : أنه قـال ملسو هيلع هللا ىلصعن النبي «: ونص الحديث. النفسلفظ والحديث له عالقة وثيقة بالعقيدة, فليس من العجب أن يسأل عنه »نم ح الر س ف ن

وينبغي أن تكون الـريح عنـدكم غيـر مخلوقـة; : تيبة رأيه يف الحديث, قيل لهابن قمل : ونحـن نقـول«: فقال ابن قتيبة. ألنه ال يكون من الرمحن جل وعز شيء مخلوق

. رد بالنفس ما ذهبوا إليه, وإنما أراد أن الريح من فرج الرمحن عـز وجـل وروحـهي IQH.»س عني األذىاللهم نف : يقال

أراد األنصـار ] ملسو هيلع هللا ىلص[ألنـه ;ةمن باب الكناي«قتيبة أن مثل هذا الحديث يرى ابن كـان ملسو هيلع هللا ىلصواستدل يف ذلك بما حق يف التاريخ من أن النبـي IRH.»فأكنى عنهم باليمن

يف شدة وكرب, وأنه بعد ذلك يجد الفـرج مـن قبـل األنصـار, وهـم مـن الـيمن, وهـذا . فـرج اهللا تعـاىله, كما كان األنصار من فالريح من فرج الرمحن تعاىل وروح

كم من قبل الـيمن إني ألجد نف : ملسو هيلع هللا ىلصيتناسب مع حديث آخر إذ قال النبي ISH.س ربh } : بـالريح يـوم األحـزاب, وقـال تعـاىل ملسو هيلع هللا ىلصومثل هذا, أن اهللا فرج عن نبيه

m l k j i z ]٩: األحزاب [. د النفس يف الحـديث مـن الكنايـة, ومـع ا أنه يعويفهم من كالم ابن قتيبة سابق

فلـيس تحنبـا للتجسـيم,معناه األصيل الحسي, إنه يرفض أن يكون النفس بذلك ف. للكناية هنا أي فرق بينها وبين المجاز مـن ناحيـة جـواز إرادة المعنـى الوضـعي

لعلـه يـرى : لماذا عد ابن قتيبة الحديث مـن قبيـل الكنايـة? والجـواب: والسؤالا قـد يـؤدي إىل سـب جهة التعبير, إذ المنع يكون من سب الـريح سـب الحديث من

أما المجاز ففي كلمة النفس وحدها, . التفريج, فيقع المنع منهما عىل سبيل الكناية .وابن قتيبة ال يصرح بذكر المصMلح البالغي

بـاب «موضـوع تحـت ابن قتيبة هذا ال عقد, )تأويل مشكل القرآن(يف كتاب و

.٣٩٩, ص تأويل مختلف الحديثابن قتيبة, ) ١( .٤٠٠المرجع السابق, ص ) ٢(, ثنا عصام بن خالد ثنا حريـز عـن شـبيب أبـي ) ٥٤١: ٢(حديث صحيح أخرجه أمحد يف المسند ) ٣(

: الحـديث فقـال ديثاح; فذكرملسو هيلع هللا ىلصيا أبا هريرة حديثنا عن النبي : ا أتى أبا هريرة فقالروح أن أعرابي .»وأجد نفس ربكم من قبل اليمن: أال إن اإليمان يمان, والحكمة يمانية«: ملسو هيلع هللا ىلصقال النبي

٨٥

وأول نوع منهـا . امهق بين أنواعفر ومل يأت بتعريفهما, بيد أنه , »ريضالكناية والتععـن اسـم الرجـل يفمنهـا أن تكنـ: الكناية أنواع ولهـا مواضـع«: قال. نيةهو الك

باألبوة; لتزيد يف الداللة عليه إذا أنت راسلته أو كتبت إليه; إذ كانـت األسـماء قـد ; ألهنــا تــدل عــىل الحنكــة وتخبــر عــن تتفــق, أو لتعظمــه يف المخاIبــة بالكنيــة

اسـم مشـترك يتكون للتمييز بـين أشـخاص وأفـراد ذو ن الكنية إذ IQH.»االكتمال .للتعظيمفضال عن كوهنا فيها, كنى أبا لهب وهو عدوه, ] عز وجل[إن كانت الكنية للتعظيم, فما باله «لكن,و

أيت مـن أهـل وال شـك أن هـذا السـؤال يـ », وهو وليه ونبيه?ملسو هيلع هللا ىلصوسمى محمدا, الظاهر الذين ذهبوا إىل أن الكنية كذب ما مل يكن الولد مسمى باالسـم الـذي كنـي

ن العـرب إ«: بقولـه فأجاب ابن قتيبة عن هذا. به عن األب, وتقع للرجل بعد الوالدةبـن ومثـل أبـي عمـر »كانت ربما جعلت اسم الرجل كنيته, فكانت الكنية هي االسم

, )المعـارف( هيف كتابـ اا خاصـوعقد لهذا الصدد بابـ. لعالءسفيان بن ا يالعالء, وأبوربما كان للرجل االسم والكنية, فغلبت الكنية عىل االسم; فلم يعرف ...«: وقال فيه

عيل بن أبـو : ولذلك يكتبون. إال هبا, كأبي سفيان, وأبي Iالب, وأبي ذر, وأبي هريرةفبأي شـيء عـرف ...الها صارت اسم Iالب, ومعاوية بن أبو سفيان; ألن الكنية بكما

IRH.»ذلك غير أن تكذب يفمن الرجل جاز أن تذكره به ا أنـه رأى الكنايـة كمMلـق الخفـاء يف ومما نالحظ من كـالم ابـن قتيبـة سـابق

ومعلوم أن بين الكناية . اإلشارة إىل المعنى المراد, ورأى أن الكنية نوع من أنواعهاد به الزم معناه وهي من أبواب علم البيان, أما الثانية والكنية فرق, فاألوىل لفظ أري

جعل ابن قتيبة الكنية وال أدري لماذا. ي من أبواب النحووه فهي ما يبدأ بأب أو أم أنه ينظـر إىل الكنيـة إىل من اإلشارة ع الكناية? ولكن كالمه أفادنا شيئاا من أنوانوع

ففـي الكنيـة إخفـاء السـم رجـل من حيث الغرض الذي من أجله يـأيت الكـالم,كمـا أهنـا تـأيت , لغرض التمييز بين أصحاب اسم مشـترك أو زيـادة الداللـة عليـه

.٢٥٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٢٦٠−٢٥٧المرجع السابق, ص ) ٢(

٨٦

. لغرض التعظيم, ومن هذا المنظور فهي أبلغ من التصريح

ومـن هـذا البـاب « , قـاللكناية عند ابـن قتيبـة هـو التعـريضونوع آخر من اغ إرادهتـا بوجـه هـو ألMـف لـا, فتبر والعرب تسـتعمله يف كالمهـا كثيـالتعريض,

وأحسن من الكشف والتصريح, ويعيبون الرجل إذا كـان يكاشـف يف كـل شـيء, ]:يف رجز غير منسوب[ويقولون

IQH»*ال حيسن التعريض إال ثلبا*ومن هذا الباب «: قالاآليات القرآنية, المرويات وكثير من بمثل للتعريض ثم

. ]٢٤: ســبأ[ g f n m l k j i hz } : قــول اهللا عــز وجــلإنا لضالون أو مهتدون, وهو جل وعـز يعلـم أن رسـوله المهتـدي وأن : والمعنى

إن أحـدنا لكـاذب, : مخالفه الضال, وهذا كما تقول للرجل يكـذبك أو يخالفـك IRH.»وأنت تعنيه, فكذبته من وجه هو أحسن من التصريح

{ ~ � ¡ ¢ £ ¤ } : قوله عـز وجـل آخر, وهو ثم أخذ ابن قتيبة مثاال ª © ¨ § ¦ ¥ z ]ــونس ــال]٩٤: ي ــأويالن, «: , فق ــه ت في

كاك; ألن القرآن ملسو هيلع هللا ىلصأن تكون المخاIبة لرسول اهللا : أحدمها , والمراد غيره من الشنزل عليه بمذاهب العرب كلهم, وهو قد يخاIبون الرجل بالشيء ويريدون غيره,

: ومثلـه قولـه عـز وجـل. »إياك أعني واسمعي يـا جـارة«: يقول متمثلهم ولذلك{N M L K J IH G F E D C B Az

ISH.», والمراد بالوصية والعظة المؤمنونملسو هيلع هللا ىلصالخMاب للنبي . ]١: األحزاب[ويفهم من كالم ابن قتيبة أن التعريض عنده هو إلقاء الكالم إىل رجل وهو يريد

ومعنى هـذا أن . صف ما عند الغير وهو يريد وقوع ذلك يف المخاIباآلخر, أو وفالسياق لـه دور هـام , ابن قتيبة يلمح يف التعريض إىل أمهية السياق يف فهم الكالم

وهذا كمـا ظهـر . ن التعريض من نوع الكناية اللMيفةإإذ يف تحديد المعنى المراد;

.٢٦٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٢٦٩المرجع السابق, ص ) ٢( .٢٧٠ص المرجع السابق, ) ٣(

٨٧

, وهي قـول اهللا )غريب القرآن(تابه ية التي مثلها للتعريض يف كمن تعليقه عقب اآلفقـال ابـن قتيبـة ,]٧٥: المائـدة[ º ¹ ¸ ¶ µz } : عز وجل

فالخMـاب يف هـذه اآليـة IQH, »وهذا من ألMف ما يكون مـن الكنايـة«: عقب ذلك .لكفرة من اليهود والنصارى, بيد أن المراد املسو هيلع هللا ىلصللنبي

ة, ويظهر ذلك مـن خـالل ويف حين آخر, خلF ابن قتيبة بين التعريض والتوري: قال ابن قتيبـة. كالمه عن التعريض, فبعد أن مثل للتعريض عد المثال من التورية

m } : وقد جاء يف القرآن التعريض, فمن ذلك ما خبر اهللا سبحانه من نبـأ الخصـم« a ` _ ~ } | { z y x wv u t sr q p o nz

h g t s r q p o n m l k j i } : , ثم قـال]٢٢: ص[ uz ]إنما هو مثل ضربه اهللا سـبحانه لـه, ونبهـه : , ثم قال ابن قتيبة]٢٣: ص

ى عن النساء بذكر النعاج, كما كنى الشاعر عن جاريـة بشـاة, عىل خMيئته به, وور IRH.»وكنى اآلخر عن النساء بالقلص

ا جاء عن ابن عبـاس ويستدل بم. بة بالمعاريضومن التعريض ما سماه ابن قتيمل : ]٧٣: الكهـف[ Ñ Ð Ï Îz } : ملسو هيلع هللا ىلصحكاية عن موسـى يف قوله تعاىل

إين نسـيت, فيكـون : أراد ابن عباس أنـه مل يقـل. ينس ولكنها من معاريض الكالمثـم . ال تؤاخذين بما نسيت, فأومهه النسيان, ومل ينس ومل يكذب: ا, ولكنه قالكاذب

ISH.»إن يف المعاريض من الكذب لمندوحة : لهذا قيل«: قال ابن قتيبة, أي سأسـقم; ]٨٩: الصـافات[ d cz } : ملسو هيلع هللا ىلصومنه قول إبراهيم «: ويقول

Ö Õ Ô Óz } : ومنه قوله تعاىل. ألن من كتب عليه الموت البد أن يسقم

هــ ١٣٩٨دار الكتب العلمية, : بيروت(, بتحقيق السيد أمحد صقر, تفسير غريب القرآنابن قتيبة, ) ١(

مـا عـده ابـن قتيبـة مـن عـىل ا وقال السيد أمحد صقر محقق الكتاب معلق . ١٤٥ص ) م ١٩٧٨ −مـن اليهـود , انظر يا محمـد كيـف نبـين لهـؤالء الكفـرة: ليس يف هذا كناية, وإنما يريد«: الكناية

والنصارى, الدالئل والحجج عىل بMالن ما يقولون يف أنبياء اهللا, ويف افترائهم عىل اهللا وادعائهم أن .»ا, وشهادهتم لبعض خلقه بأنه لهم رب وإله, ثم ال يرتدعون مع قMع الحجج ألعذارهمله ولد

.٢٦٧−٢٦٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٢٦٧ص المرجع السابق, ) ٣(

٨٨

IQH.»ستموتون ويموتون: , أي]٣٠: الزمر[ى بـين يبة بتقسيم الكناية إىل الكنية والتعريض والتورية وسـو وهكذا مر ابن قت

غريـب (ا عنـده, ففـي كتـاب الثاين والثالث, ولكـن حـد الكنايـة مل يكـن واضـح أي Iهـر «: بـأن قـال ]٤: المـدثر[ z¦ § } : عز وجـل, فسر قوله )الحديث

د هذه اآلية ع IRH.»عن الجسم بالثياب; ألهنا تشتمل عليه ىنفسك من الذنوب فكنومن الجدير بالـذكر أن ISH.من قبيل الكناية بعد أن وضعها يف كالمه عن االستعارة

ا عمـا كـان ا بحد فاصل ومل يختلف بعيد مفهوم الكناية عند ابن قتيبة مل يكن مستقر . قبله) هـ ٢٠٧(عند أبي عبيدة

معناهـا ونحن نالحظ مما سبق أن ما أIلق عليه ابـن قتيبـة مصـMلح الكنايـة باللغوي هي المفهوم الذي التقMه من سـيبويه, بينمـا العـدول عـن المخاIـب إىل

هو الفكرة التـي ) ١: من خالل تفسيره لسورة األحزاب (الغائب يف المثال السابق أخذها عن أبي عبيدة; ولكن ابن قتيبة خMا خMوة أبعـد مـا تكـون منهمـا فنـوه إىل

ولكـن مل يكـن لـديها تعريـف واضـح ولـيس , )الكنية والتعريض(قسمي الكناية . بينهما فرق حاسم

ا من البيـان كيـف يـتم التعـريض, فـالتعريض عنـده بيد أن ابن قتيبة أفادنا شيئ وهذا كما استخدم كلمـة . يكون بإتيان أIراف القول أو البعض منه وال يفصح كله

يث حـد «) غريـب الحـديث(الرس والرمهسة للتعـريض بالشـتم, جـاء يف كتـاب اس عـىل الكفـر فقـال لـه د اج إن النعمان بن زرعة الحج خل عليه حين عرض النـ

اج أمن أهل الرس والرمهسة أو من أهـل النجـوى والشـكوى أو مـن أهـل : الحجأصلح اهللا األمير بل شر من ذلك كله أمجـع : المحاشد والمخاIب والمراتب فقال

يبلغنـي عـن أبـ .كرش لشربت البMحاء منـك واهللا لو وجدت إلى دمك فا: ال فق .اليقظان

.٢٦٧, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٤٩٥, ص تفسير غريب القرآنابن قتيبة, ) ٢( ..راجع المثال يف باب االستعارة سابقا) ٣(

٨٩

مـا قيـل لـذلك , التعريض بالشـتم: الرس هاهنا«: قال ابن قتيبة رس ألن : وإن: يقـال, يأتى منه باألIراف والـبعض وال يفصـح بـه كلـه : الشاتم يرس القول أي

IQH.»ذا بلغك Iرف منه إلغني رس من خبر وذرو من خبر ب بن سـالمة أنـه لمـا قتـل وجاء عن سيار«: ثم نقل ابن قتيبة حديثا آخر بأن قال

ا ال يبقى أهل من وبر وال مدر إال دخل ا إن كان حق كم لترسون خبر إن «: الوليد قال يقـال حـديث مـرمهس ومرهسـم ومـا . والرمهسة نحـو ذلـك. »كروهعليهم منه م

ـاج.رمهسوا حديثهم لخبر ورهسموا ـن يشـتمني وراء رسـ: وأراد الحج ا أنـت ممن يشـكو مـا هـو فيـه ويقـدح فـي : ورمهسة أو من أهل النجوى والشكوى أي مم

لMان : وهذا نحو قـول حذيفـة. بالتدبير عليه وIلب الفتنة يسار :ويناجي أي, الس IRH.»إن الفتنة تنتج بالنجوى وتلقح بالشكوى

لقد انقضى حوايل أربعة قرون حتى يكون للكناية تعريف يMمئن إليه البالغيون الـدين بـن األثيـر وجـدنا ضـياء ISHالمتأخرون, ففي تاريخ تMور البالغة العربيـة,

الذي أعMى للمصMلح حده حتى يستقر عىل مثل ما نفهمه اليـوم, فقـد ) هـ ٦٣٧(, وقـد صـدر »الكنايـة والتعـريض«تناول ابن األثير األسلوب الكنائي تحت اسم

كالمه بعتابه الشديد عىل العلمـاء إذ خلMـوا بـين الكنايـة والتعـريض, ومل يفرقـوا فالكناية عند ابـن األثيـر هـي لفظـة . ا حدودا فاصلةبينهما, ومل يحددوا لكل منهم

دلت عىل معنى يجوز محلـه عـىل جـانبي الحقيقـة والمجـاز, بوصـف جـامع بـين أن تراد اإلشارة إىل معنى, فيوضع لفظ ... «ويكون ذلك بـــ ITHالحقيقة والمجاز,

ا أمـIUH»لمعنى آخر, ويكون ذلك اللفظ مثاال للمعنى الـذي أريـدت اإلشـارة إليـهاللفظ الـدال عـىل الشـيء مـن Iريـق المفهـوم بالوضـع «: التعريض فهو كما قال

.٧٠٧, ص ٣, جزء غريب الحديثابن قتيبة, ) ١( .٧٠٨, ص ٣المرجع السابق, جزء ) ٢(, ص البيان يف ضوء أسـاليب القـرآناح الشين, عبد الفت. لتتبع التMور المصMلحي للكناية, ينظر د) ٣(

.وما بعدها ٢٤٧محـد الحـويف وبـدوي , بتحقيقالمثل السائر يف أدب الكاتب والشاعرينظر ضياء الدين ابن األثير, ) ٤(

.٧٠, ص ٣, جزء .) ت.دار هنضة مصر للMباعة والنشر, د: القاهرة(Iبانة, .٥٩, ص ٣جزء المثل السائر,ابن األثير, ) ٥(

٩٠

واهللا إين : الحقيقي والمجازي, فإنك إذا قلت لمن يتوقع صلته ومعروفه بغير Iلبلمحتاج, وليس يف يدي شيء, وأنا عريـان, والبـرد قـد آذاين, فـإن هـذا وأشـباهه

ا, مقابلة الMلب ال حقيقة وال مجاز ا يف تعريض بالMلب, وليس هذا اللفظ موضوع IQH.»وإنما دل عليه من Iريق المفهوم

وبغض النظر عن هذا وذاك فقد كـان البالغيـون ومل يزالـوا يـرددون آراء ابـن قتيبة ويضيفون عليها شيئا من البيان والتفصيل, ففي كتبهم وجدناهم يضعون هذا

ومـن . ذلـك ه ,البن قتيبة فعلـمثل ما سبق »الكناية والتعريض«الباب تحت اسم ت (وأبـو هـالل العسـكري IRH,»البـديع«يف كتابه ) هـ ٢٩٦ت (ابن المعتز هؤالء مفتـاح «يف كتابـه ) هــ ٦٢٦ت (والسـكاكي ISH,»الصـناعتين«يف كتابـه ) هـ ٣٩٥مـن هـذه الناحيـة . »المثل السـائر«يف كتابه ) هـ ٦٣٧ت (وابن األثير ITH,»العلوم

ته يف إشاعة المصMلح وتMويره بأن وضع له أنواعه حتى تبعه مـن نحن نرى مسامه .فهو أول من وضع التعريض يف إIار الكناية. جاءوا فيما بعد :الخالصة

:ومما سبق, يمكننا أن نأيت بخالصة الكالم عىل ما يأيتالكناية يف رأي ابن قتيبة مل تـزل تMلـق عـىل معناهـا اللغـوي وهـو مMلـق .١

.رض من األغراض عىل حسب السياقاإلخفاء والستر لغ

.ه ابن قتيبة إىل أمهية السياق يف فهم الكنايةنو .٢

.منها الكنية والتعريض والتورية: لكناية عند ابن قتيبة عىل أنواعا .٣

.٥٦, ص ٣المرجع السابق, جزء ) ١( −هــ ١٤١٠دار الجيـل, : القـاهرة(, البديع يف البديعينظر أبو العباس, عبد اهللا بن محمد المعتز, ) ٢(

.وما بعدها ١٦٠, ص ١, U ) م١٩٩٠, بتحقيق عيل محمد البجاوي ومحمد أبو الفضـل إبـراهيم, كتاب الصناعتينأبو هالل العسكري, ) ٣(

: قال يف تعريف الكناية والتعـريض. وما بعدها ٣٦٨, ص ) هـ ١٤١٩كتبة العنصرية, الم: بيروت .»ءيأن يكنى عن الشىء ويعرض به وال يصرح, عىل حسب ما عملوا باللحن والتورية عن الش«

.وما بعدها ٤٠٢, ص مفتاح العلومينظر السكاكي, ) ٤(

٩١

بــاب الكنايــة «ابــن قتيبــة أول مــن وضــع هــذا الموضــوع تحــت اســم .٤ .»والتعريض

, كمـا مل يكـن لمجـازالفرق بين الكناية واعنده ا ومع ذلك, مل يكن واضح .٥قـد صـرح بـأن أنـهمـن هناك فرق حاسم بين أنواع الكناية الثالثة, هذا عىل الرغم

. كله به التعريض يكون بإتيان أIراف القول أو البعض منه وال يفصح

التشبيه−٣ بين االستعارة والتشبيه

هل بـك شـفهـو أسـلوب ت , التشبيه محور من المحاور الرئيسية يف علم البيـان ا عىل غيره, إذ به الصور البيانية, والبالغيون المتأخرون يضعون هذا المبحث مقدم

. يعرف المجاز, فاالستعارة ترك اإلفصاح بالتشبيه عن Iريق حذف أحد Iرفيهابن قتيبة التشبيه والتمثيـل يف ضـمن كالمـه وربما هذا هو السبب لعدم إقحام

ا مسـتقال وال يجعلـه مبحثـ, »لقـرآنتأويل مشـكل ا«عن المجاز من خالل كتابه مـا قل أضف إىل ذلك أنه ... مثلما فعل باألخرى كاالستعارة والكناية وما إىل ذلك

. عن التمثيل فقF أربع مـرات يف كتبـه ةن يذكر الكلمة منفردأ, كالتشبيه يذكر كلمةبه يف ولعل سبب ذلك أن التشبيه, عىل الرغم من مكانته يف علم البيـان, إال أن نصـي

اه بالمجاز, ومهما كانت له صفة تتسم ببالغـة القـول,كشف المعنى قليل إذا قارن :هاذكر فيـه Iرفـيوذلك بأن التشبيه البد أن , لكن المعنى ظاهر من خالل الكالم

أما االستعارة فتشبيه حذف Iرفيه ما يحتاج إىل إعمـال الفكـر . المشبه والمشبه بها لما غمـض ر التفسير, وابن قتيبة ينصب نفسه مفس هو مهامةاألخير وهذا . لكشفه

. من النصوص الدينية رأي ابن قتيبة عن التشبيه

ابن قتيبة من قدر التشبيه يف صناعة الكـالم, إذ جعـل يحF ليس معنى ذلك أن اإلصابة يف التشبيه ميزان الجمال يف الشعر, وليس فقF يف الشعر ولكـن يف صـناعة

ولـيس كـل الشـعر «: ككل, فكان يبدي رأيه يف الموضوع بأن يقـول الكالم البياين

٩٢

: يختار ويحفظ عىل جودة اللفظ والمعنى, ولكنه قد يختار عىل جهـات وأسـلوب :قول شاعر يف القمريثم يمثل للمصيب يف التشبيه . »منها اإلصابة يف التشبيه

ـــه ـــالى كأن ـــن اللي ـــا واب ـــدأن بن حسام جلـت عنـه القيـون صـقيل بــبابه ــوم ش ــل ي ــى ك ــت أفن ــام زل IQHإلى أن أتتك العيس وهو ضـئيل ف

, أورد ابن قتيبة بيـت شـعر المـرئ )الشعر والشعراء(ويف مكان آخر من كتابه :القيس

ــ ــر رIب ــوب الMي ــأن قل ــك يالبـال ف ش ناب والح لدى وكرها الع اا ويابسشـيئين بشـيئين ىف بيـت شـبه «: فأخرج وجوه الجيد من الشعر فقال يف الشـعر

IRH.»وأحسن التشبيه واحد :ومما استقبحه ابن قتيبة من التشبيه بيتان للنابغة الذبياين

ــإ ف ــال ك ك ن ــللي ــيذال ــوه ع اسـو ك ن ى ع أ ت ن م ال نخلت أ ن إ و يك ردمـــ ةنــي ت م البــح ىفــنحجــفي اM Iــخ ـــب دمت ـــأ اه ـــل إ دي ـــ ك ي ع از و نالمعنـى وال غير جيد يف يوهو عند. ا يستجيدونهرأيت قوم «: قال أبو محمدف

ISH.»التشبيهال يختلف عما ذكـره البالغيـون عـن معنـى كما لحظنا ةالتشبيه عند ابن قتيبو

أو بتعريـف آخـر , ITH»أمر ألمر يف معنى بأدوات معلومة مشاركة«المصMلح وهو ــأداة مــن أدوات التشــبيه ملفوظــة أو «هــو ــأمر يف صــفة أو أكثــر ب إلحــاق أمــر ب

IUH.»ملحوظةمـن خـالل −عىل سبيل المثال –واضح إدراك ابن قتيبة التشبيه هبذا المفهومو

.٨٥, ص ١, جزء ) المكتبة الشاملة(, الشعر والشعراءابن قتيبة, ) ١( .١٣٤, ص ١المرجع السابق, جزء ) ٢( .١٦٩, ص ١المرجع السابق, جزء ) ٣( .٢١٩, ص جواهر البالغةالسيد أمحد الهاشمي, ) ٤( .٣٩, ص البالغة االصMالحيةعبده عبد العزيز قلقيلة, ) ٥(

٩٣

h g f e d c b a } : تفسيره لآلية الكريمة يف وصـف النـار iz ]فمـن قـرأه بتسـكين الصـاد, أراد «: ن قتيبـةقال ابـ ]٣٣−٣٢: المرسالت

: ومن قرأه القصـر شـبهه بأعنـاق النخـل, ويقـال. القصر من قصور مياه األعرابووقــع تشــبيه الشــرر بالقصــر يف مقــاديره, ثــم شــبهه يف لونــه . بأصــوله إذا قMــع

IQH.»بالجماالت الصفر وهي السود, والعرب تسمى السود من اإلبل صفرا) وهو المشـبه(, وذلك بأن يشبه الشرر التشبيه يرينا إجراء مه أنهويفهم من كال

ا, وابن قتيبـة يشـرح ن أركاأكثر وأكمل ثم يأيت تشبيه ثان ). وهو المشبه به(بالقصر وIبقا لمقياس الجمال يف الكالم وأمهيته يف تفسير النصـوص كـان . لنا وجه الشبه

اإلصابة يف التشبيه, ويعنى ذلـك أن وجـه اهتمام ابن قتيبة بالتشبيه أكثر ما يكون يف . الشبه هو أول ما ينبغي أن ينال نصيبه من االهتمام

أي كأمهـاهتم « ]٦: األحزاب[ z ¯ °} :يف قوله تعاىل −مثال–فيقول وقد بين ابن قتيبـة وجـه , فهذا عند المتأخرين من التشبيه البليغ , IRH»يف الحرمات

: البقرة[ N M L K J I z} : قوله تعاىل ويقول يف. الشبه وهو الحرماتألن المرأة والرجل يتجردان ويجتمعان يف ثوب واحد يتضامان فيكون كل « ]١٨٧

وهذا تشبيه بليغ كذلك باعتبار أن األداة ووجه . »واحد منهما لآلخر بمنزلة اللباسمرسل ومؤكد, الشبه غير مذكورين, والبالغيون يقسمون التشبيه باعتبار األداة إىل وابن قتيبة مل ISH.والمرسل هو الذي ذكرت فيه األداة, والمؤكد ما حذفت منه األداةوأداة التشـبيه . يسمه هبذا االسم وال ذاك, ومع ذلك فقد قـدر األداة ووجـه الشـبه

.هو الكاف −من كالمه السابق كما أوحى –عند ابن قتيبة , وذلـك مـن ة التشبيه يف موضع مسـتقلويف مناسبة أخرى, أفادنا ابن قتيبة بأدا

ومـا شـاكلها مـن األفعـال التـي ال حـروف المعـاين«تحت باب هاخالل بيانه عن ): كأن(قال يف مادة ف.»تنصرف

.١٩٧ص ) مكتبة شاملة(, ١, جزءتأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٧٠, ص ) المكتبة الشاملة(سابق, المرجع ال) ٢( .٢٣٣, ص البيان العربيبدوي Iبانة, . د) ٣(

٩٤

أدخلت عليها كاف التشبيه الخافضة, أال تـرى أنـك ) أن : (تشبيه, وهي: كأن «وقـد !اء?ا كأنـه عسـل, فيكونـان سـوا كعسل, وشـربت شـراب شربت شراب : تقول

:ايخفف كأن ويحذف االسم فيكون كالكاف, قال الشاعر يصف فرس ناب ــــد شــــائلة الــــذ ــــوم الش وهاديهـــا كـــأن جـــذع ســـحوق يمج

IQH.»عجذ ك : أرادهـذا «: بالتمثيـل بـأن يقـول مـثال تناول ابن قتيبة أن يردف التشبيهواألكثر يف موذلك عندما تكلم عنهما من خالل رتيب الكلمتين, أو عىل عكس ت »تشبيه وتمثيل

: بعض األحاديث, مثال ذلك حديث روي عن ابن عبـاس أنـه قـال معاين بيانه عنه تعالى في األرض, يصافح بها من شاء من خلقه « فقـال . »الحجر األسود يمين الل

, قبـل أن الملك كـان إذا صـافح رجـال : وأصله. إن هذا تمثيل وتشبيه «: ابن قتيبة IRH.»الرجل يده, فكأن الحجر لله تعاىل بمنزلة اليمين للملك تستلم وتلثم

يـث فهـم مـن كالمـه أنـه يشـبه ح ا يف لمحة سريعة, إن قول ابن قتيبة يفتح باب هنـا وقـع غلـF . ه لرعيتـهالخالق سبحانه وتعاىل بالملك من خلقه الذي مـد يمينـ

يف كالمـه ورد كمصـMلح بالغـي أو قـل »التشـبيه«متهميه حيث مل يروا أن كلمـة . ا من األساليب البالغيةأسلوب

وليس هذا من المدهش إذا تتبعنا مـا مـر بنـا مـن مـدلول كلمـة التشـبيه عنـد

ن قتيبة هذا با أن قول اكد جد ؤ, ومن الم٢٨١, ص ) مكتبة شاملة(, تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(هـي : وقال قـوم يف كـأن«: ويضم كالمه إليه حين يقول) هـ ٣٩٥ت (هو ما يرجع إليه ابن فارس

أبو الحسين أمحد بن فارس بن زكرياء ينظر . »دخلت عليها كاف التشبيه ففتحت وقد تخفف )إن (محمـد عـيل .: م.د(, الصاحبي يف فقه اللغـة العربيـة وسـنن العـرب يف كالمهـاالقزويني الرازي,

وقـد اختلـف «محمد حسن عبد العزيز, . , وقال د١١٧, ص ١, U ) م١٩٩٧−هـ١٤١٨بيضون, ثم صار مع أن ) أن+ كاف التشبيه (فقد عدها الخليل بن أمحد مركبة من ) كأن( النحاة القدامى يف

والذي ذكره ابن جني هو ما نحن عليـه, فكـأن ... كلمة واحدة, ويعد سيبويه الكاف زائدة للتشبيه, الربF بين الجمل يف اللغـة العربيـة المعاصـرةمحمد حسن عبد العزيز, . د. »أداة لمجرد التشبيه

.٢٢٨−٢٢٧, ص ) ٢٠٠٣دار الفكر العربي, : اهرةالق(; وهذا البيـان وجـدناه يف ٣١٣, ص ١, جز ) المكتبة الشاملة(, تأويل مختلف الحديثابن قتيبة, ) ٢(

. ٣٣٧, ص ٢الجزء ) المكتبة الشاملة(له, غريب الحديثكتاب

٩٥

معنــى ة التشــبيه ال يف الفكــان ســابقه أبــو عبيــدة مــثال, يســتعمل كلمــ. القــدماءتارة يستعمل الكلمة لمعناها اللغـوي, وذلـك عنـدما يفسـر قولـه ف المصMلحي ,

ــاىل ــة[ z z } | { ~ �} : تع ــدة ]٣١: التوب ــال أبوعبي : فقوتارة أخرى يستعمل كلمـة التشـبيه للداللـة IQH.»مجاز التشبيه ةومجاز المضاها«

T X W V Uz } : عىل االستعارة المكنية, وهذا عنـدما فسـر قولـه تعـاىل

فهذا من التشبيه ألن المشي ال يكون عىل البMن إنما يكون لمن «: قال ]٤٥: النور[ IRH.»له قوائم بما ال قوائم له جاز ذلك له قوائم فإذا خلMوا ما

أو نـوع أن يشـبه الكـافر بالحيـة: وإجراء االستعارة المكنية يف اآليـة الكريمـةولـيس . ة إال لوازمها وهي كوهنا تمشي عىل البMنتذكر الحي , والبواآخرمن الد

فالذي . ن االستعارة أساسها التشبيهإإذ ئأبا عبيدة مخMبأن لنا بعد ذلك أن نحكم ا كمـا نعرفـه ن مدلول التشبيه يف زمن أبي عبيدة مل يكن مسـتقر أيمكن أن نقول هو

.إال مرتين كما ذكرت »مجاز القرآن«يف كتابه ) التشبيه(اليوم, وهو ال يذكر الكلمة وهذا باإلضافة إىل القصة التي تتعلق بالتشبيه ومـن شـأهنا ألـف كتابـه, إذ سـئل يف

r q p oz } : مجلس الفضل بن الربيع عن التشبيه يف قوله تعاىل

. , وإنما يقع الوعد واإليعاد بما قـد عـرف مثلـه, وهـذا مل يعـرف]٦٥: الصافات[إنما كلم اهللا العرب عـىل قـدر كالمهـم, أمـا سـمعت قـول امـرئ : دةفقال أبو عبي

: القيس ومســـنونة زرق كأنيـــاب أغـــوال أيقتلنـــي والمشـــريف مضـــاجعي

ISH.»وهم مل يروا الغول قF, ولكنهم لما كان أمـر الغـول يهـولهم أوعـدوا بـه .فالتشبيه كمصMلح بياين مل يجد حده عند أبي عبيدة

ا عىل مجلة من ظ أستاذ ابن قتيبة أفاد إىل حد كبير, وألقى ضوء أيت الجاحوعندما

: القـاهرة(مد فؤاد سـزغين, , بتحقيق محمجاز القرآنأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري, ) ١( .٢٥١, ص ) هـ ١٣٨١مكتبة الخانجي,

.٦٨ص المرجع السابق, ) ٢( .٢٥عبد الفتاح الشين, البيان يف ضوء أساليب القرآن الكريم, ص . د) ٣(

٩٦

ومع ذلك, مل يضـع . قضايا التشبيه مما أعان المتأخرين عىل إتمام الصورة من بعده IQH.ا للتشبيها واضح حدود

وحينما جاء المبرد ا يف فن البيان,ا خاص وبفضل ابن قتيبة كان التشبيه مصMلح يتناول الموضوع يف كتابه ا مستقال ايل عشرين سنة, عقد باب بعده بحو) هـ ٢٨٥ت (فأحسن ما جاء بإمجاع الـرواة قـول امـرئ القـيس يف «: وبدأ الباب بقوله »الكامل«

وهـو . من تشبيه شيء يف حالتين بشـيئين مختلفـين , كالم مختصر, أي بيت واحد :قوله

ــا ــا ويابس ــر رIب ــوب الMي ــأن قل IRHاب والحشف البـالي وكرها العن دىل كقد اتضح مفهوم التشبيه عند المبرد مـن خـالل قولـه والمثـال الـذي عرضـه,

.فالتشبيه عنده هو هذا المعنى الذي نعرفه يف فن البيانوعىل الجملة, يتصور لنا السبب الذي من شأنه تأيت التهمة إىل ابن قتيبـة بكونـه

حينئـذ, بينمـا يختـار إذ التشبيه كمصMلح بالغي مل يفـش , العقيدةمن المشبهة يفعـىل هـذه الظـاهرة البيانيـة يف اآليـات ليMلقـها آخـر بعض من جاء بعده مصMلح

,يشـير إليهـا بالتخييـل »الMـراز«القرآنية المتعلقة بالتوحيد, وهذا صاحب كتاب والجوارح يجب محله عىل ما هذه األخبار وما شاكلها مما يدل عىل األعضاء « :قال

ISH.»ذكرناه من التخييل, ونـص هذا النوع من الظاهرة البيانيـةا آخرا اتخذه ابن قتيبة مثاال لنا نص دووجه قال ملسو هيلع هللا ىلصعن أبي ذروأبي هريرة عن النبي : الحديث ه عز وجـل : أن مـن «: يقول الل

ب إيل شب بت منـه باعـا, ومـن تقر ب مني ذراعا, تقر بت منه ذراعا, ومن تقر را, تقر

.٢٦ينظر المرجع السابق, ص ) ١(دار الفكـر العربـي, : القـاهرة(, ٣, جز الكامل يف اللغة واألدبأبو العباس محمد بن يزيد المبرد, ) ٢(

البيـان يف ضـوء أسـاليب عبـد الفتـاح الشـين, . , ونقله د٢٥, ص ٣, U ) م ١٩٩٧ −هـ ١٤١٧ .٢٦, ص القرآن

الMراز ألسرار البالغة وعلوم حقائق يحيى بن محزة بن عيل بن إبراهيم, الحسيني العلوي الMالبي, ) ٣( . ٦ص ,٣, جز ) هـ١٤٢٣المكتبة العنصرية, : بيروت(, اإلعجاز

٩٧

إن هـذا تمثيـل وتشـبيه, «: بن قتيبـةفقال أبو محمد IQH.»أتاني يمشي, أتيته هرولة ن إتيانه, فكنى عن ذلك ا بالMاعة, أتيته بالثواب أسرع ممن أتاين مسرع : وإنما أراد

الحـديث مـن البيـان, حظـه ثم أتى بنظير ذلـك ليسـتويف IRH.»بالمشي وبالهرولةال يـراد بـه −سير سريع : واإليضاع−كما يقال فالن موضع يف الضالل «: القدسي

. اإلسراعأنه يسير ذلك السير, وإنما يراد أنه يسرع إىل الضالل, فكنى بالوضع عن ـعي ]٥١: الحج[ s r q p oz } : وكذلك قوله اإلسـراع : , والس

أهنـم أسـرعوا بنيـاتهم : في المشي, ولـيس يـراد أنهـم مشـوا دائمـا, وإنمـا يـراد ISH.»وأعمالهم, واهللا أعلم

وكمـا . سـتعارةكما نص عليها ابن قتيبة سابقا تـذكرنا باال. »..كنى بــ«وكلمة ا ما يذكر العالم تلك الكلمة ليشير هبا إىل ما نعرفه يف المبحث السابق, كثير الحظنا

وعىل هذا األساس وذاك, يمكن أن نستنبF أن ما يسـميه . اليوم باالستعارة المكنية معـا هـو لـيس إال مـا يMلـق عليـه البالغيـون »التمثيـل والتشـبيه«ابن قتيبة بــــ

ITHواالسـتعارة التمثيليـة هـي أن تكـون مركبـة, »االستعارة التمثيلية «المتأخرون بـأن تسـتعار هيئـة مركبـة « −عىل حد قول الدكتور بسيوين عبدالفتاح فيود–وذلك

IUH.»لهيئة Iويت لهيئة أخرى, فيكون التركيب كله تمثيال ا من أنواعه باعتبار وجه والبالغيون يقحمون المثل داخل التشبيه, وعدوه نوع

هو ما يكون وجـه « −عبد الفتاح الشين. عىل ما قال د–لتشبيه التمثييل الشبه فيه, فاهـو : والتركيب المـراد عنـد البالغيـين... ا من متعددا منتزع ا مركب الشبه فيه وصف

الصــورة المتكاملــة مــن مجمــوع األلفــاظ المســتخدمة للكشــف عــن الغــرض

.حديث رواه البخاري ومسلم, والترمذي, وابن ماجه وأمحد) ١( .٣٢٧, ص ١, جز ) المكتبة الشاملة(, تأويل مختلف الحديثابن قتيبة, ) ٢( .٣٢٧, ص ١, جز ) المكتبة الشاملة(, تأويل مختلف الحديثابن قتيبة, ) ٣( .١٨٦, ص الكريمالبيان يف ضوء القرآن عبد الفتاح الشين, . د: ينظر مثال) ٤(من بالغة النظم القرآين, دراسة بالغية تحليلية لمسائل المعاين والبيـان بسيوين عبد الفتاح فيود, . د) ٥(

−هـــ ١٤٣٤مؤسســة المختــار للنشــر والتوزيــع, : القــاهرة(, والبــديع يف آيــات الــذكر الحكــيم .٢٨٦, ص )م٢٠١٣

٩٨

IQH.»المقصودأنه مل يسمه هبذا االسم من ىل الرغموابن قتيبة قد تكلم عن التشبيه التمثييل, وع

كتابه لكثرة وقوعه يف القـرآن فيه كما فعل المتأخرون, إال أن األسلوب مما أفاضالمثـل وهـو ألنظار مدى اضMرابه, ففي حين يMلقولكن ال يختفي عىل ا. الكريم

. المثل ويريد به التشبيه التمثييل نجده يMلقيريد به االستعارة التمثيلية, ^ } : فسر قوله عز وجل. لنشير إىل ذلك نقتMف قول ابن قتيبة التايلو

m l k j i h g f e d c b a ` _y x w v u t s r q p o n z

]٢٦٦: البقرة[

هـذا مثـل ضـربه اهللا, تبـارك وتعـاىل, للمنـافقين والمـرائين «: فقال ابن قتيبـة .عمالهم ال يريدونه بشيء منهابأ

يردون يوم القيامة عىل أعمال قد محقها اهللا وأبMلها, ووكلهـم يف ثواهبـا : يقولإىل من عملوا له, أحوج ما كانوا إىل أعمالهم, فمثلهم كمثل رجـل كانـت لـه جنـة فيها من كل الثمرات, وأصابه الكبر فضعف عن الكسب, ولـه أIفـال ال يجـدون

ونه, فأصاهبا إعصار فيه نار فاحترقت, ففقدها أحوج مـا كـان إليهـا, عليه وال ينفعوهو معنى قول ابـن . عند كبر السن, وضعف الحيلة, وكثرة العيال, وIفولة الولد

.عباس وغيره« ¼ } : فيه هذا المعنى بعينه, فقال وقد ضرب اهللا لهم قبل هذا مثال

Ç Æ ÅÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ Ë Ê É ÈÕ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í Ì z ]٢٦٤: البقرة. [

أنه محق كسبهم, فلم يقدروا عليه حين حاجتهم إليه, كما أذهب : يريد سبحانه .االمMر التراب عن الصفا, ومل يوافق يف الصفا منبت

ــثال ــرب م ــم ض ــال ث ــين, فق E D C B A } : للمخلص

.٥٤, ص قرآنالبيان يف ضوء أساليب العبد الفتاح الشين, . د) ١(

٩٩

J I H G Fz ]ا من أنفسـهم, فقـالتحقيق : أي] ٢٦٥ :البقرة :عـىل الربـا, أصـابها وابـل : وأحسن ما تكون الجنان والريـاض, كمثل جنة بربوة

W V U T S z} : أشـد المMـر, فأضـعفت يف الحمـل, ثـم قـال: وهوفتلـك حالهـا يف النـزل . أضـعف المMـر: أصـاهبا Iـل, وهـو:أي] ٢٦٥: البقرة[

.»ف الثمر, ال ينقص بالMل عن مقدارها بالوابلوتضاعابن قتيبة مل يزل يستعمل كلمة المثل بدال من االستعارة كما يف اآلية ننالحظ أ

من سورة البقرة, كما أنه يستعمل كلمة المثل بدال من التشبيه التمثييل كما يف ٢٦٦² ³ } تمامها بمن سورة البقرة, وإذا تتبعنا ترتيب اآليات ٢٦٥و ٢٦٤اآلية

ÅÄ Ã Â Á À ¿ ¾ ½ ¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ´ Ô Ó Ò Ñ Ð ÏÎ Í Ì Ë Ê É È Ç Æ

Ü Û Ú Ù Ø × ÖÕ G F E D C B A U T S R Q P O N M L K J I H

a ` _ ^ ] \ [ Z Y XW V f e d c b u t s r q p o n m l k j i h g

b a ` _ ~ } | { zy x w vz ,ا بأسلوب أبلغ وأكثر وجدنا أن اهللا سبحانه وتعاىل يأيت بالتشبيهات ثم يأيت أخير

^ } :قول تعاىل لمة جنة يفا يف القلوب وهو االستعارة, وذلك باستعارة كتأثير c b a ` _z ... ألحوال المنافقين «فهذا استعارة تمثيلية .إلخ

ومن ثم نفهم السبب وراء تسمية ابن . »والمرائين بأعمالهم ال يريدونه بشيء منهاوهو يف ذلك قد أعمل فكره . قتيبة االستعارة بالمثل, وذلك باعتبار اآليات بكمالها

ا يف مالحظة وجوه الشبه بين المشبه والمشبه به حتى يكون المعنى واضح كناقد .بين أيدي القراء الخالصة

يمكن أن نقول , ا لهذا المبحث, وبعد إعادة بناء فكرة ابن قتيبة يف التشبيه ختام ن مـدلول إا لمـن جـاء بعـده فيمـا يتعلـق بالتشـبيه, إذ إن ابن قتيبة قد وضع أساس

الـذي فشـل أن يفهمـه وهو الواقع , وجد حده يف اإلIار البالغي التشبيه عنده قد

١٠٠

تناول الموضوع, ب اخاص وإن كان مل يخص يف كتبه فصال . ة عقيدة يشبمن يتهمه بالت) الكاف وكأن ومثـل(إال أنه قد اهتم به اهتماما بالغا, حيث استخرج بعض أدواته

كمـا جعـل اإلصـابة يف التشـبيه , وقدر وجوه الشبه يف كل التشبيهات التي أوردها وبمرور الزمن وتMور الدراسة البالغية, تتغير بعض المصMلحات . ا لجودتهمعيار

يتMـابق مـع االسـتعارة »التمثيـل والتشـبيه«البالغية, فالذي سماه ابن قتيبـة بــــ . واهللا أعلم. التمثيلية, وهكذا المثل هو عند البالغة المتأخرة تشبيه تمثييل

»خمالفة ظاهر اللفظ معناه« −٤ وما يف الباب من الصور البالغية

اللفظ يدل عىل عين من األعيان أو معنى من المعاين ويسمى اإلفراد, وقد ينقل عن ذلك للداللة عىل المثنى أو الجمع من بـاب المغـايرة ومخالفـة االصـMالح,

ا عن المألوف أو ا إىل معنى بعيد أو خروج وهذا يكون لمعنى يحسن فيها أو تلميح ا يف الخMـاب إلثـارة المتلقـي فيعمـل فكـره يف سـبب مبالغة يف التكثير أو تجديـد

فيها للتعدد يف اللفـظ ا يف اللغة بل مجاال العدول فيه عن األصل, وال يعد هذا مMعن ا من أسـرار التعبيـر فيهـا, ووراء ذلـك علـة يف الواحد وتنوع األساليب, ويعد سر

الخروج عن االصMالح العام, ويحسن هذا فيما ليس فيـه لـبس أو المعنى يMلبها IQH.إهبام مما يدركه المتلقي بوعيه اللغوي

لخص الشيخ أمحد مصMفى المراغـي مظـاهر الخـروج عـن مقتضـى الظـاهر وقد يخرج البليغ عن مقتضى ظاهر الحال, فعىل المخاIب أن يبحث عـن «: قائال

, IRH»الخروج عن مقتضى الظـاهر: ويسمى ذلكا بالقرائن, سبب العدول, مستعين منهـا أسـلوب : ثم استخرج منها المراغي بعض األساليب مما يعرفـه البالغيـون

الحكيم, وااللتفات, واإلضمار يف مقام اإلظهار وعكسه, والتعبير عـن المسـتقبل بلفظ الماضـي, والقلـب, والتغليـب, ووضـع الخبـر موضـع اإلنشـاء وعكسـه,

.وما بعدها ١٣٧محمود عكاشة, الحمل عىل اللفظ والمعنى يف القرآن الكريم, ص . د) ١(دار الكتـب العلميـة, : بيـروت(, علوم البالغـة البيـان والمعـاين والبـديعأمحد مصMفى المراغي,) ٢(

.١٤٠, ص ٣, U ) م١٩٩٣ −هـ ١٤١٤

١٠١

IQH.لماضي إىل المضارعواالنتقال من اوضـع اإلنشـاء , وعكسـهومن أهم هذه المظاهر وضع الخبر موضع اإلنشاء

. لكثرة وقوعهما يف الكالم ولوضوح خروجهما عن مقتضى الظاهر ;موضع الخبرأسـاليب اإلنشـاء يضـعون −نين المتأخريالبالغيمثل غيره من −والشيخ المراغي

وصـفه من قبل ب )هـ٦٢٦: المتوىف(لسكاكي اكما فعل به ليندرج تحت فن المعاين وهم فضال عىل ذلك . الصدق أو الكذب ابما يتسم بعدم احتماله IRHمقابال للخبر,

يقسمون اإلنشاء إىل ما هو الMلبي وما هو غير الMلبـي, واهتمـوا بدراسـة اإلنشـاء له مـن جعي ما ووجههم يف ذلك أنه كثير االعتبارات وتتوارد عليه المعاين«الMلبي

ISH.»األساليب الفنية ذات العMاء والتأثيراألمر والنهي واالسـتفهام والنـداء : وأقسام اإلنشاء الMلبي عند أكثر البالغيين

وأصل األمر Iلب الفعل عىل وجه االستعالء, كما أن أصل النهي Iلـب . والتمنيمـا الترك عىل وجه االستعالء, وكذلك االسـتفهام هـو يف األصـل Iلـب الفهـم, أ

وأما التمني فهو Iلب حصول الشيء عىل سبيل المحبـة , النداء فهو Iلب اإلقبالوقـد تخـرج هـذه األسـاليب عـن . ا حصولهمع أن الشيء يف التمني ال يتوقع دائم

والـذي يحـدد المعنـى هـو سـياق . ار المعنى مجازيـيصيمعناها األصيل وعندئذ . الجملة

ي مـدى اهـتم ابـن قتيبـة بجوانـب هـذه ويف هذا المبحث آثرنـا أن نـرى إىل أالظواهر اللغوية لعلنا نستخلص آراءه وفضله يف بناء النظريات مع العلـم بأنـه مـن أوائل من لعب الدور يف بناء فكرة المجاز وتأييدها, وهذه المظـاهر اللغويـة كلهـا

.عنده من قبيل المجاز

.١٤٨−١٤٠, ص علوم البالغةينظر المراغي, ) ١( ١٩٨٧ −هــ ١٤٠٧دار الكتب العلميـة, : بيروت(, بتعليق نعيم زرزور, مفتاح العلومالسكاكي, ) ٢(

.٣٠٧, ص ٢, U ) م−هــ ١٤٣١مكتبـة اآلداب, : القـاهرة(, علم المعاين دراسة نظرية تMبيقيـةعبد الحفيظ حسن, . د) ٣(

.١٥٧, ص ) ح م٢٠١

١٠٢

אא , وهـذا البـاب واسـع »مخالفة ظاهر اللفظ معناه«ا سماه باب عقد ابن قتيبة باب

منها صيغة الدعاء , ومنهـا األمـر واالسـتفهام, : المنال حيث تندرج تحته مباحثوغير ذلك ومنها اللفظ العام بمعنى الخاص والعكس, ومنها التعميم والتخصيص

ال يف من اسم الباب الذي أIلق عليه ابن قتيبة أنه ال يـز أوال ونستشف . كما سنرىا أن لهـذا وثانيـ. إIار المجاز لما يحتمل عليه من المعاين المخالفة لظـاهر اللفـظ

لمـا حـين الباب أمهيته يف مالحظات ابن قتيبة للظواهر اللغوية يف القـرآن الكـريم .يتعرض لتهمة الملحدين بفساد نظم القرآن واحتياجها إىل التأويل عىل السواء

الدعاء عىل جهة الـذم ال يـراد اإلنشاء غير الMلبي من قبيلومما ذكره ابن قتيبة ` b a } , و]١٠: الـذاريات[ P Oz } : كقول اهللا عز وجـل: به الوقوع

cz ]١٧: عبس[و , { ¦ ¥ ¤£ ¢z ]وأشباه ] ٣٠: التوبة IQH.ذلك

وإن مل يكن معنى األفعال الماضية يف هذه اآليات حدوثها يف الوقـت الماضـيا أIلـق عليهـا النحـاة , وإنما هي عبارة عن الذم, وهي مان ال يمنع ذلك تحققهاك

وقـال عنـه جـار اهللا IRH.»ههنـا لعـن) قتـل(معنـى «: وقال الزجـاج . »أفعال الذموأصله الدعاء بالقتـل c b a `z } دعاء عليهم, كقوله تعاىل «: الزمخشري

.ISH »لعن وقبح: والهالك, ثم جرى مجرى

ال : ارس هذ الكالم, ثم علق عىل ذلـك بقولـه; نقل ابن ف٢٧٥, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(يجوز ألحد أن يMلق فيما ذكره اهللا, أنه دعاء ال يراد به الوقوع, بل هو دعاء عليهم أراد اهللا وقوعـه هبم فكان كما أراد; ألهنم قتلوا وأهلكوا وقوتلوا ولعنوا, وما كان اهللا ليدعو عىل أحد فتحيد الدعوة

وابـن قتيبـة . وتب, أي وقد تب وحاق به التبـاب: بي لهب, فدعا عليه ثم قالتبت يدا أ : قال. عنه .١٦٩, ص الصاحبيابن فارس, . » يMلق إIالقات منكرة

, تحقيق عبـد الجليـل عبـده معاين القرآن وإعرابهأبو إسحاق الزجاج إبراهيم بن السري بن سهل, ) ٢( .٢٤٦, ص ٥, جزء ) م ١٩٨٨ −هـ ١٤٠٨عامل الكتب, : بيروت(شلبي,

, الكشاف عن حقـائق غـوامض التنزيـل أبو القاسم محمود بن عمر بن أمحد جار اهللا الزمخشري,) ٣( .٣٩٧, ص ٤, جزء ٣, U ) هـ ١٤٠٧دار الكتاب العربي, : بيروت(

١٠٣

هبا بوجع أي عقرها اهللا, وأصا »عقرى حلقى «:للمرأة ملسو هيلع هللا ىلصومنه قول رسول اهللا وقد يراد هبذا أيضا التعجب من إصابة الرجـل يف منMقـه, أو شـعره, أو . يف حلقها

قاتله اهللا ما أحسن ما قال, وأخزاه اهللا ما أشعره, وهللا دره ما أحسن مـا : رميه, فيقال .IQH احتج به

ستفهام واألمر مل يذكر ابن قتيبة صيغهما كمـا تكلـم عنهمـا البالغيـون ويف االهنم يذكرون صيغهما ويستقصـون معانيهمـا ويميـزون بـين إالمتأخرون من حيث

المعــاين البالغيــة وبــين المعــاين المجازيــة, فمــن المعــاين المجازيــة لالســتفهام , واالستبMاء, والنهي, التعجب, والتنبيه, والوعيد أو التخويف, واألمر IRH:عندهم

معـاين البالغيـة الكما ذكـروا . والتقرير, والنفي, والتحقير والتعظيم, وما إىل ذلكالـدعاء, وااللتمـاس, واإلرشـاد, والتهديـد, والتعجيـز, واإلباحـة, : لألمر, منها

غ االستفهام يومع عدم ذكر ابن قتيبة لص . واإلكرام, والتأديب, واإلذن, وغير ذلكقد ذكر بعض معانيهما أو أغراضهما, ومن معاين االستفهام عنده التقرير, واألمر, ف

, ]١١٦: المائدة[ z y x w v u t s r z} : كقوله سبحانه { l k j iz ]ــه I :١٧[و , { w v uz ]القصــص :٦٥[ , {u t s r q p o z ]٤٢: األنبياء.[ISH

C B A } : ابن قتيبة التعجب, كقولـه تعـاىل ومن أغراض االستفهام عند G F E Dz ]عـن : عم يتساءلون يا محمد? ثم قـال: , كأنه قال]٢, ١: النبأ

g f e dz } : ومنهـا التـوبيخ, كقولـه تعـاىل. النبأ العظيم يتساءلون ITH].١٦٥: الشعراء[

تفهام وما لها من المعاين, ويف باب حروف المعاين من كتابه أفادنا بأدوات االس

.٢٧٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(جـواهر ; السـيد أمحـد الهاشـمي, ٧٩−٧٨, ص علوم البالغـةأمحد مصMفى المراغي, : ينظر مثال) ٢(

.٧٩−٦٤, ص البالغة .٢٧٩, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣( .٢٨٠المرجع السابق, ص ) ٤(

١٠٤

تكون لالستفهام, ويـدخلها مـن معنـى التقريـر والتـوبيخ مـا ) هل(«: فمثال يقول: ثـم يقـول. وقد مضـى ذكـر أمثلـة هـذا المعنـى. »يدخل األلف التي يستفهم هبا

¬ ® ¯ } : , كقولـه تعـاىل»قد«والمفسرون يجعلوهنا يف بعض المواضع بمعنى « ³ ² ± °z ]ويجعلوهنا أيضا بمعنـى ... قد أتى: , أي]١: اإلنسان سورة

ــا« ــة[ »م ــه ]النافي ــام[ F E D C B Az } : يف قول ــورة األنع : س .IQH »وهو عند أهل اللغة تقرير... ]١٥٨

. عىل أي حال: كيف بمعنى«: , يقول»كيف«وكذلك حينما يتكلم ابن قتيبة عن : معنى التعجب يف مثـل قولـه تعـاىلكيف أنت? تريد بأي حال أنت? وتقع ب: تقول

{³ ² ± ° ¯ ® z...]٢٨: سورة البقرة[ IRH. : التهديـد, كقولـه تعـاىل: عند ابن قتيبـة) ل أغراضهأو ق (أما األمر فمن معانيه

{q p o z ]التأديب, كقوله تعاىل: , ومنها]٤٠: فصلت : { z y x {z ]القM٢: ال [ , {_ ^ ] \ z ]٣٤: اءالنس [ISH.

X } , ] ٣٣: النور[ j i h g f z} : ومنها لإلباحة كقوله تعاىل ] \ [ Z Yz ]ومن األمر ما هو فرض, كقولـه ]. ١٠: الجمعة

b } , ] ٧٢: األنعـام[ a `z } , ] ٢٨٢: البقـرة[ Y Xz } : تعاىل cz ]٤٣: البقرة[ ITH.

الMلبي وغيـر الMلبـي : ينءأنه قد فرق بين اإلنشاابن قتيبة والمالحظ من كالم ويف اإلنشــاء الMلبــي, وإن كــان ال يــذكر أنواعــه إال . وإن كــان مل يصــرح بــذلك

كمعنى الفرض (المعنى الحقيقي : االستفهام واألمر, فقد صنف المعنى إىل نوعين. يـونوالمعنى غير الحقيقي, أو المعنى المجازي عىل ما قـال البالغ) لصيغة األمر

ومن المعانى المجازية التي ذكرها ابن قتيبة لالستفهام يف كتابه التقريـر والتعجـب

.٥٣٩−٥٣٨المرجع السابق, ص ) ١( .٥٢٠المرجع السابق, ص ) ٢( .٢٨٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣( .٢٨١المرجع السابق, ص ) ٤(

١٠٥

وIبعا, . فمنها التهديد والتأديب واإلباحةعنده والتوبيخ, أما معاين األمر المجازية ثم نستشف من كالمه أن السبب إلقحامه اإلنشاء . هذا عىل سبيل المثال ال الحصر

–للفظ انه يرى المجاز Iرق القول المقابلـة للحقيقـة, فـأز المجا إIارالMلبي يف . مجاز عنده معناهيخرج عن ظاهر الذي −وكذا التركيب

»خمالفة ظاهر اللفظ معناه«صور أخرى لألساليب البالغية يف باب تأويـل مشـكل (مـن كتـاب )مخالفة ظاهر اللفـظ معنـاه(زلنا بصدد باب وما البيـان والبـديع, وعـد ى للمعاين, كما نجد مظاهر أخرجد فيه مظاهر ن, و)القرآن

لفظ عام يراد به خاص, ومجع يراد بـه واحـد أو : ابن قتيبة من المجاز هذه الظواهر اثنان, وواحد يراد به مجيع, وأن تصف الجميع صفة الواحد, وأن يوصف الواحـد

. ز المرسـلوإذا تتبعناها, وجدنا أن هذه مما يعدها البالغيون من المجـا. بالجمعالسـببية, والمسـببية, والكليـة, : المجاز المرسل عند العلماء أشهر العالقات يفو

والجزئية, والالزمية, والملزومية, واعتبار ما كان, واعتبـار مـا يكـون, والحاليـة, وليس فقF المجاز IQH,والمحلية, والعموم, والخصوص, وإقامة صيغ مقام أخرى

ن ين المتـأخرياليب أخـرى قـد تـم لـدى البالغيـالمرسل, لكننا وجدنا كذلك أس . تسمية بعضها

عىل حسب ترتيبه يف الكتـاب –لمخالفة ظاهر اللفظ معناه ابن قتيبةمما يمثله و : −بعد ما سبق

º }: , نحو قـول اهللا تعـاىلالجزاء عن الفعل بمثل لفظه والمعنيان خمتلفان−١ À ¿ ¾ ½ ¼ »z ]يجـــازيهم جـــزاء :, أي] ١٥, ١٤: البقـــرة

M L K z} , ]٧٩: التوبـة[ Ê É Èz } : وكـذلك.االسـتهزاء, هـي مـن المبتـدئ ] ٤٠: الشورى[ z | { ~ �} , ]٥٤: آل عمران[

~ _ ` e d c b a } : وقوله .سيئة, ومن اهللا, جل وعز, جزاءf z ]اء ال يكـون جزاء, والجـز: ظلم, والثاين: فالعدوان األول]:١٩٤: البقرة

.٢٥٤−٢٥٠, ص علوم البالغةراغي, أمحد مصMفى الم) ١(

١٠٦

.IQH ا, وإن كان لفظه كلفظ األولظلم

وهذا عند البالغيين من قبيل المشاكلة, وهي باب من المحسنات المعنويـة يف أن يــذكر الشــيء بلفــظ غيــره لوقوعــه يف «: فــن البــديع, وجــاء تعريفهــا عنــدهم

وأمثلته كثيرة متوفرة يف القرآن وكالم العرب, فمن الحديث الشـريف IRH.»صحبتهإن اهللا ال يقMع عنكم نعمه وفضله حتى : , أي»إن اهللا ال يمل حتى تملوا«:ملسو هيلع هللا ىلصوله ق

ISH.ال يقMع عنكم ثوابه: ال يمل, موضع: فقد وضع. تملوا عن مساءلته

: األنعـام[ µ ´z ¶ } : , كقولـه تعـاىلأن يأيت لفظ عام يراد به خاص−٢د كـل ر ومل يـ] ١٤٣: األعراف[ Í Ì Ëz } : , وحكاية عن موسى]١٦٣

ألن األنبيـاء قبلهمـا كـانوا مـؤمنين ومسـلمين, وإنمـا أراد ;المسلمين والمؤمنينــلميه ــه ومس ــؤمني زمان ــاىل. م ــه تع ــذلك قول ª © ¨z } : وك

ITH.ومل يرد كل الشعراء] ٢٢٤: الشعراء[

كلمات يف اآليات الكريمة ويف بعض كتب التفسير ما يؤيد كالم ابن قتيبة بأن الأول : عـام, ولكـن معنـاه خـاص »أول المسلمين«كلمة فتأيت إلرادة الخصوص,

عـام يشـمل كـل الشـعراء مـؤمنين »الشعراء«كما أن IUHالمسلمين من هذه األمة,كانوا أو كافرين, ولكن المراد يف هذه اآلية الكافرون من الشـعراء دون المـؤمنين,

وهذا هو ما يتكلم عنـه IVH.ـ إلخ...إال الذين آمنوا: ك استثناءبدليل أنه جاء بعد ذل

.٢٧٧, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(; والسـكاكي, ٣٢٤, ص علوم البالغة; وينظر المراغي, ٢٩٩, ص جواهر البالغةأمحد الهاشمي, ) ٢(

.٤٢٤, ص مفتاح العلوم .٣٢٤, ص علوم البالغةالمراغي, ) ٣( .٢٨١, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤(مؤسسة : القاهرة(, تحقيق أمحد محمد شاكر, جامع البيان يف تأويل القرآنينظر ابن جرير الMبري, ) ٥(

.٢٨٣, ص ١٢, ج ١, U) م ٢٠٠٠ −هـ ١٤٢٠الرسالة, عراء يتـبعهم : (لما نزلت: عن أبي الحسن سامل البراد موىل تميم الداري, قال..«روى الMبري ) ٦( والش

ان بن ثابت وعبد اهللا بن رواحة, وكعب بن مالـك إىل النبـي )الغاوون وهـم يبكـون, ملسو هيلع هللا ىلصجاء حسـذين آمنـوا وعملـوا : (ملسو هيلع هللا ىلصقد علم اهللا حين أنزل هـذه اآليـة أنـا شـعراء, فـتال النبـي : فقالوا إال ال

ه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلمو الحات وذكروا الل =جامع البيـان يفابن جرير الMبري, . ») االص

١٠٧

الظاهر يـراد ما نزل من الكتاب عام «تحت باب ) الرسالة(اإلمام الشافعي يف كتابه .IQH »به كله الخاص

وبعد معرفة المعنى المراد من إIالق األلفاظ العامة يف اآليات الكريمة, فمـن عمـوم, وهـي ال :نوع العالقةيل المجاز المرسل, والممكن اعتبار األسلوب من قب

األنبيـاء مـؤمنين حاليـة, وهـي كـون : والقرينـة IRH.لكثيـرين كون الشيء شـامال ين, وكون حسان بـن ثابـت وعبـد يف اآليتين األولي ملسو هيلع هللا ىلصقبل النبي محمد ومسلمين

. اهللا بن رواحة وغيرمها من شعراء النبي ال يتبعهم الغاوونc bd e } : , وذلـك كقولـه تعـاىلواحـد واثنـانمجع يـراد بـه −٣

fz ] وقولـه... واحد واثنان فمـا فـوق] : ٢:النور : { e d c b a `f z ]٤: التحريم [وقوله. , ومها قلبان : {º ¹ ¸ ¶ z ]النـور :: النمـل[ Ø × Öz } : وقـال. , يعني عائشة وصـفوان بـن المعMـل] ٢٦ .ISH ]٣٧: النمل[ارجع إليهم :و واحد, يدلك عىل ذلك قولهوه ,]٣٥

, ] ٦٨: الحجـر[ ÄÅ Ç Æz } : , كقولـهواحـد يـراد بـه مجيـع −٤ــه ــعراء[ Âà ŠÄz } : وقول ــه]. ١٦: الش z ¢¡ } : وقول

الـدراهم : فـالن كثيـر الـدرهم والـدينار, يريـدون : والعرب تقـول]..٥: الحج[ ):عامر الحصفي(وقال الشاعر .والدنانير

ـــ ـــال م ه ـــن ج نإ ى ول وم ـــي ل ا ع وف ــــإ و ان ITHر و ز لــــمه ائ قــــل نا مــــن

ـعراء يتـبعهم الغـاوون, : قوله تعاىل«: ; ويف تفسير ابن كثير٤٢٠, ص ١٩, ج تأويل القرآن= والشل اإلنس والجن, وكذا قال مجاهد : قال عيل بن أبي Iلحة عن ابن عباس ار يتبعهم ضال يعني الكف

, تحقيـق محمـد تفسير القرآن العظيمابن كثير, . »بد الرمحن بن زيد بن أسلم وغيرمهارمحه الله وع .١٥٦, ص ٦, ج ) هـ١٤١٩دار الكتب العلمية, : بيروت(حسين شمس الدين,

مكتبـة الحلبـي, : القـاهرة(, تحقيـق أمحـد شـاكر, كتاب الرسالةينظر محمد بن إدريس الشافعي, ) ١( .٦١−٥٨, ص ١, U ) م١٩٤٠/هـ١٣٥٨

.٢٥٣, ص علوم البالغةأمحد مصMفى المراغي, ) ٢( .٢٨٢, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣( .٢٨٤المرجع السابق, ص ) ٤(

١٠٨

مجاز ما جاء لفظه «وقد سبق أبو عبيدة إىل تناول هذا المبحث, ويعده من قبيلمل ولكنـه ,IQH »لفظ الواحد الذي له مجاع منه ووقع معنى هذا الواحد عـىل الجميـع

يأت إال بمثال واحد دون أن يستشهد بكالم العرب مثل ما فعـل ابـن قتيبـة, فيـأيت .ا ذلك بالشواهدا له مؤيد دور ابن قتيبة شارح

−عـىل مـا قـال جـار اهللا –ووضع الواحد موضع الجمع يف العبارات السـابقة .IRH »ألنه يفيد الجنس«

t s uv z} : , نحـو قولـهأن تصف الجميع صفة الواحـد −٥

: هـمكالمذلـك بسـنن العـرب يف عـىل ا ويقول ابن قتيبة مستشـهد ] . ٤: التحريم[ :قال زهير بن أبي سلمى. قوم عدل : وتقول«

ــرواتهم ــل س ــوم يق ــتجر ق ــن يش ISH»دلرضا وهـم عـهم بيننا فهم م .ITH جميع عىل لفظ الواحدما جاء من لفظ خبر المجاز : وهذا عند أبي عبيدة

برمــة أعشــار وثــوب أهــدام : , نحــو قــولهمأن يوصــف الواحــد بــالجمع −٦ :قال الشاعر. غير مMبقة :وأسمال, ونعل أسماU, أي *جاء الشتاء وقميصي أخالق *

ا لقـول عند بعض البالغيين مـن قبيـل التغليـب, أخـذ ) ٦−٣رقم (وهذه وأكثر البالغيين وذو شعب كثيرة, IUH,»يجري يف كل فن واسع«السكاكي بأنه باب

والتغليب هو إعMاء أحـد المتصـاحبين أو المتشـاهبين . يضعونه تحت فن المعاينمن خـروج فهو , ا له, إجراء للمختلفين مجرى المتفقينحكم اآلخر بجعله موافق

ا لـه يف ى حكم غيـره, ويجعـل موافقـعM ألن الشيء ي الكالم عن مقتضى الظاهر;

.٩, ص مجاز القرآنأبو عبيدة, ) ١( .٢٣٢, ص ٣, جز الكشافالزمخشري, ) ٢( .٢٨٥, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣( .٩, ص مجاز القرآنأبو عبيدة, ) ٤( .٢٤٢, ص مفتاح العلومينظر السكاكي, ) ٥(

١٠٩

.IQH الهيئة أو يف المادة أن جيتمع شيئان وألحدمها فعل فيجعل الفعل هلام −٧

: األنعــام[ ª ©z » ¬ ® ¯ ° ± } : كقولــه ســبحانهواختلف يف أن الجن «: يقول الزمخشري IRH.والرسل من اإلنس دون الجن] ١٣٠

فـرق بـين مكلفـين هل بعث إليهم رسل منهم, فتعلـق بعضـهم بظـاهر اآليـة ومل يوقـال . ومكلفين أن يبعث إليهم رسـول مـن جنسـهم, ألهنـم بـه آنـس ولـه آلـف

الرسل من اإلنس خاصة, وإنما قيل رسل منكم ألنه لمـا مجـع الـثقالن يف : آخرون .ISH »الخMاب صح ذلك وإن كان من أحدمها

هو من المحسنات المعنوية يف »الجمع«يصMلح عليه السكاكي بـــ الذيهذا : ثم يمثله بقوله تعـاىل ITH.»ا يف نوع واحدخل شيئين فصاعد دأن ت«فن البديع, وهو

, مجـع سـبحانه ]٤٦: سورة الكهـف[ E D C B A z} :عز وعال , كما مجع بين الجن واإلنس يف كـون بين المال والبنون يف كوهنما زينة الحياة الدنيا

. الرسل يأتون إليهما : عل الفعل ألحدمها, أو تنسبه إلى أحدمها وهو هلامأن جيتمع شيئان فيج −٨

ــه ــة[ n m l k j i hz } : كقول ــه].١١: الجمع E } : وقول I H G Fz ]وقولـــه]. ٦٢: التوبـــة : { ¥ ¤£ ¢ ¡

© ¨ § ¦z ]٤٥: البقــرة .[قــالو : { X W V U Tz ]١٧: ق [ثم استشهد ابن قتيبة ببيت من الشـعر, IUH.د وعن الشمال قعيدعن اليمين قعي: أراد

, ) م٢٠١٣مؤسسـة المختـار, : اهرةالقـ(, مـن بالغـة الـنظم القـرآينبسيوين عبد الفتاح فيود, . د) ١(

.١٤٧, ص علوم البالغة; المراغي, ١٤١ص .٢٨٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( , ) هــ ١٤٠٧دار الكتـاب العربـي, : وتبيـر(, الكشاف عن حقائق غوامض التنزيلالزمخشري, ) ٣(

U٦٦, ص ٢, جز ٣. .٤٢٤, ص مفتاح العلومالسكاكي, ) ٤( .٢٨٨, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٥(

١١٠

: )عمرو بن امرئ القيس( قال الشاعرـــع امبـــتنـــأ ا ون دنـــ ع امبـــ ن حـــن ـــرواضركدن ـــت خم يأ ال ف ل

كـذلك مـن المحسـنات وهـو وهذا عنـد السـكاكي يسـميه بـاللف والنشـر, أن تلف بين شيئين يف الـذكر «ا يعرف السكاكي هو المعنوية, واللف والنشر عىل م

عىل متعلق بواحد وبآخر من غير تعيين ثقـة بـأن السـامع ا مشتمال ثم تتبعهما كالم .IQH »د كال منهما عىل ما هو لهيير

:أن ختاIب الشاهد بشيء ثم جتعل الخMاب له على لفظ الغائب −٩ f e d c b a k j i h gz} : كقوله عز وجل

u t s r q p o nz } : , وقوله]٢٢: يونس[

].٧: الحجرات[ z| { ~ } :ثم قال] ٧: الحجرات[ ):النابغة الذبياين(قال الشاعر

IRHأقوت وIال عليها سالف األبـد يــــا دار ميــــة بالعليــــاء فالســــندكمـا عرفـه –وهـو . وهذا عنـد البالغيـين مـن بـاب االلتفـات أو االسـتMراد

]التكلم والخMاب والغيبـة[التعبير عن معنى بMريق من الMرق الثالثة «: القزوينيولعلـه هـو –أو كما عرفه ابن المعتز من قبـل , ISH»بعد التعبير عنه بMريق آخر منها

هـو «: −أول من يسميه هذا االسم من البالغيين لقرب زمانه مـن زمـن ابـن قتيبـةومـا , وعـن اإلخبـار إىل المخاIبـة ,لمخاIبة إىل اإلخبـارانصراف المتكلم عن ا

ITH.»يشبه ذلك, ومن االلتفات االنصـراف عـن معنـى يكـون فيـه إىل معنـى آخـر

e d c b a } والمثال يف اآلية الكريمة من نوع االلتفات من الخMـاب يف i h g fz إىل الغيبة يف { k jz.

.٤٢٤, ص مفتاح العلومالسكاكي, ) ١( .٢٨٩, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٨٦, ص ٢, جزء اإليضاح يف علوم البالغةالقزويني, ) ٣( .١٥٢, ص) م١٩٩٠ − هـ ١٤١٠دار الجيل, (, البديع يف البديع, ) هـ ٢٩٦المتوىف سنة (ابن المعتز ) ٤(

١١١

IQHالغائب للشاهد أن جتعل خMاب −١٠

:كقول الهذيلــ ــا و ي ــف ن ح ي ــيس ــانك ــخ ةدج IRHر فـع األ ابرلت ل كه ج اض وي ب و دال

إىل ) د الـخ ة د جـ ان كـ(هـو مـن الغائـب يف ووهذا كذلك من باب االلتفـات, ).ك ه ج و (الخMاب يف

:ISH غيرهأن خياIب الرجل بشيء ثم جيعل الخMاب ل −١١

, ثـم قـال ملسو هيلع هللا ىلص, الخMـاب للنبـي, ] ١٤: هـود[ W V Uz } : كقولـهيــدلك عــىل ذلــك ] ١٤: هــودa ` _ ^ ] \ [ Z Y X z ]} : للكفــار .ITH] ١٤: هود[ e d cz } : قوله

O N } : وهو مثـل قولـه تعـاىل يف سـورة الفاتحـة ,وهذا أيضا من االلتفات

S R Q P V U Tz ]فيكون االلتفات من الغيبـة ]٥−٤: الفاتحة , .U T S Rz } إىل الخMاب يف P O Nz } يف

: ا مل عدل عن لفظ الغيبة إىل لفظ الخMاب? قال الزمخشـري مجيبـ: ولما سئلقـد يكـون مـن الغيبـة إىل الخMـاب, ومـن , هذا يسمى االلتفات يف علـم البيـان«

وذلك عـىل عـادة افتنـاهنم «: ثم قال IUH.»ة, ومن الغيبة إىل التكلمالخMاب إىل الغيبيف الكــالم وتصــرفهم فيــه, وألن الكــالم إذا نقــل مــن أســلوب إىل ]أي العــرب[

ا لإلصغاء إليه مـن إجرائـه أسلوب, كان ذلك أحسن تMرية لنشاU السامع, وإيقاظ .IVH »عىل أسلوب واحد

.نقله ابن فارس يف الصاحبي) ١( .٢٩٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .نقله ابن فارس يف الصاحبي) ٣( .٢٨٩, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤( .١٣, ص ١ء , جزالكشافالزمخشري, ) ٥( .١٤, ص ١المرجع السابق, جزء ) ٦(

١١٢

غيين يف تصنيف االلتفات حيـث أقحمـه ومما يجدر االهتمام به اختالف البالوالقزوينـي, وأقحمـه الـبعض IQHبعضهم يف إIار علم المعاين كما فعل السـكاكي

اآلخر يف علم البيان كما فعل الزمخشري, بينما يعـده البالغيـون المتـأخرون مـن .المحسنات المعنوية يف علم البديعوأدخلـه يف مجموعـة يسمه ابن قتيبـة بـأي اسـم, وكان هذا األسلوب ومما مل

ظواهر العدول عن مقتضى الظاهر عىل نحو ما فعل باالستفهام واألمر والمشـاكلة وهـذا مـا يمكـن أن يعـد مـن جهـوده يف تفريـع . والتغليب وغيرها من األساليب

ونقول هذا عىل الرغم مما ال يخفي عىل األنظـار مـن . المجاز إىل أبواب أو فصولمجـاز مـا جـاءت : بي عبيدة الذي يعبـر عنـه بقولـهأنه أخذ مبحث االلتفات عن أ

IRH.مخاIبته مخاIبة الشاهد, ثم تركت وحولت مخاIبته هذه إىل مخاIبة الغائب

.افعال :فتقول: ك االثنينأن تأمر الواحد واالثنين والثالثة فام فوق أمر −١٢ــاىل ــال اهللا تع ــة , والخ] ٢٤: ق[ v u t s r qz } : ق Mــاب لخزن .جهنم, أو زبانيتها

:ها, وأنشد لبعضهمازجراها وارحالويلك : والعرب تقول: قال الفراءــــاحبي ال ــــت لص ــــافقل ــيحا ناحتبس ــز ش ــوله واجت ــزع أص ISHبن

,السائق والشهيد: من اهللا تعاىل للملكين السابقين ألقيا خMاب «: وقال جار اهللاأن تثنيـة الفاعـل : أحدمها قول المبرد: ا للواحد عىل وجهينن خMاب ويجوز أن يكو

أن العـرب : والثاين. للتأكيد: ألق ألق: نزلت منزلة تثنية الفعل التحادمها, كأنه قيلخلـيىل وصـاحبي, : أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان, فكثر عىل ألسنتهم أن يقولـوا

.ITH »الثنينوقفا وأسعدا, حتى خاIبوا الواحد خMاب ا :ويف بيت امرئ القيس وجدنا ما يشهد عىل ذلك, قال الشاعر

. ٢٠٢, ص مفتاح العلومالسكاكي, ) ١( .١١, ص مجاز القرآنأبو عبيدة, ) ٢( .٢٩١, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣( .٣٨٧, ص ٤, ج الكشافالزمخشري, ) ٤(

١١٣

خول قفا نبك مـن ذكـرى حبيـب ومنـزل IQHفحومـل بسقF اللوى بين الـد : أن خياIب الواحد بلفظ الجميع −١٣

وأكثر من : , يقول ابن قتيبة]٩٩: المؤمنون[ z �{ ~ } : كقوله سبحانهقوله الواحد منهم ي ,نحن فعلنا: من مذاهبهم أن يقولواألن ; يخاIب هبذا الملوك

¢ £ ¤ ¡} :يقول اهللا عـز وجـل. يعني نفسه, فخوIبوا بمثل ألفاظهم ¥z ]٣:يوسف [, و {Þ à ßá âz ]ومن هذا قولـه ,]٤٩: القمر .IRH ]٨٣: يونس[ x w v yz | { z} : عز وجل

, وسبق ألبي عبيدة أن يقوله وعبـر )مجاز القرآن(ومثل هذه الفكرة موجود يف مجاز ما جاء لفظه لفظ الجميع الذي له واحد منـه, ووقـع معنـى هـذا «عنه بـــــ

للزركشـي) البرهـان يف علـوم القـرآن(كما ورد يف كتاب ISH.»الجميع عىل الواحد: قولـه تعـاىلا من وجوه المخاIبات والخMـاب يف القـرآن, فقـال يف وجعله وجه

{ � ~ }z ,»ـب الواحـد المعظـم بـذلك ألنـه ,ارجعني: أيIوإنمـا خا . ITH»فعىل هذا االبتداء خوIبوا بما يف الجواب, نحن فعلنا :يقول

. هو قوالنأن يتصل الكالم بام قبله حتى يكون كأنه قول واحد, و −١٤

: , وانقMع الكالم, ثم قالـت المالئكـة z « ¼ ½ ¾ ¿} : كقوله تعاىل { Ç Æ Å Ä Ã Âz حكايـة عـن وكقوله تعـاىل ].٥٢: يس

_ } : , هذا قول المأل, ثم قـال فرعـون z y z } | {} : مأل فرعون `z ]١١٠: األعراف.[IUH

حمـد البجـادي, عـيل م, تحقيـق مجهـرة أشـعار العـربالخMاب القرشي, يأبو زيد محمد بن أب) ١(

.١١٣, ص ) هنضة مصر: القاهرة( .٢٩٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٩, ص مجاز القرآنأبو عبيدة, ) ٣(دار المعرفـة, : بيـروت(, تحقيق محمـد أبـو الفضـل إبـراهيم, البرهان يف علوم القرآنالزركشي, ) ٤(

. ٢٣٥, ص ٢, ج ) م ١٩٥٧ −هـ ١٣٧٦ .٢٩٤, ص ل مشكل القرآنتأويابن قتيبة, ) ٥(

١١٤

:و دائم, أو مستقبلأن يأيت الفعل على بنية الامضي وه −١٥ــه ــران[ N R Q P Oz} :كقول ــر :, أي]١١٠: آل عم ــتم خي أن

lm y x w v u t s r q p o n } : وقولــه.أمــةz z ]يــدلك عــىل ذلــك قولــه . وإذ يقــول اهللا يــوم القيامــة :, أي]١١٦: المائــدة

ــدة[ Ô Ó Ò Ñ Ð z} : ســبحانه ــه].١١٩: المائ x { z y } :وقول| z ]وقولـه.ا فال تستعجلوهسيأيت قريب :أي. , يريد يوم القيامة] ١: النحل :

{ s r q pt w v uz ]من هو صبي يف المهد :, أي]٢٩: مريم. ــه ــذلك قول ــاء[ Ô × Ö Õz} :وك ــه]١٣٤: النس ــذلك قول :, وك

{t y x w v uz ]اهللا سـميع بصـير, واهللا : إنما هـو].٢٧: األحزاب z¡ ¤ £ ¢z } | { ~ � } : وقولــه, عــىل كــل شــيء قــدير

.يف أشباه لهذا كثيرة يف القرآن, فنسوقه :, أي]٩: فاIر[القرآين عن النزاع بين المستضـعفين والمسـتكبرين صالقص وقريب من هذا,

لكـن وهي من حيث الزمان مل تقع بعـد, IQHوبين الشيMان ومتبعيه يف الحياة اآلخرةوبـرزوا, وقـال الشـيMان, فقـال (تلـك الصـورة بصـيغة الماضـي عن القرآن عبر خلـف اهللا, فـالقرآن ال . والوقوف عىل سر ذلك ليس بعسير كما قـال د). الضعفاء

ا ما سيحدث ا تتعلق به عقيدة ما, أو شيئ يقصد من هذه الصورة أن يعلم الناس شيئ وإنما يريد أن يصـلح نفوسـهم هبـدايتها إىل مـا ينتظرهـا يف العـامل ...« , ءبين هؤال

وهـو يصـل إىل هـذا مـن ,اآلخر من مؤاخذة ومسؤولية ومحاكمـة ومـا إىل ذلـك إن ... الMريق األدبي البليغ وما يتبعـه مـن اهتـزازات عاIفيـة وانفعـاالت نفسـية

ا ا أو بالغي الكالم ويدل عاIفي ا عىل الوقوع قبل زمنالتعبير بالماضي هنا يدل عقلي

f e d c b a ` _ ^ ] \ [ Z Y X W } : وذلك يف قوله تعاىل) ١( } | { z y x w v u t s r qp o n m l kj i h g r q p o n m l k j i hg f e d c b a ` _ ~

yx w v u ts © ¨§ ¦ ¥ ¤ £ ¢ ¡� ~ } | { z ® ¬ « ªz )٢٢−٢١: سورة إبراهيم[) ٢٢.[

١١٥

IQH.»ا عىل حقيقة الحدث, وأنه ال بد كائن وال مفرا أو فني أدبي الفعل المضارع وهو مـاض, ومثلـه : وزاد عىل هذا ابن فارس وهو عكسه

J I HG F E D C B AK z } : بقولــــه تعــــاىلب آبا: المعنى«: ثم قال ]١٨: المائدة[ ملسو هيلع هللا ىلصءكم بالمسخ والقتل? ألن النبي فلم عذ

ب: ألن الجاحد يقول مر بأن يحتج عليهم بشيء مل يكنمل يؤ لكن احتج ,إين ال أعذ IRH.»عليهم بما قد كان

واستعمال صيغة الماضي لمعنى الحال أو المستقبل يكون إلثـارة اليقـين ىل تحقيـق للداللـة عـ : أو كمـا قـال الشـيخ المراغـي, عىل السامع عن الحدوث

وكذلك استخدام المضارع عىل الماضي يكون إلثارة حضـور السـامع ISHعه,ووقويف ضـوء علـم . فكأنما يشعر ويدخل فيهـا) استحضار األحداث(عند األحداث

السرد, من الممكن مقارنة كل من هذين النوعين بما يسميه علمـاء السـرد تحـول generic( »الحاضـر المـأثور«ومـا ذكـره ابـن قتيبـة يMـابق ITHالصيغة الزمنيـة,

present.( والحاضر المأثور يعرض ما يبدو أنه حقـائق عامـة مشـتركة أو تقـاريرا حقيقة واقعية ال ترتبF بالزمان, ا بصير فكونه تعاىل سميع . تدعي الصالحية العامة

ومـا . كما أن سقاية المMر للنبات حقيقة عامة يف الماضـي والحاضـر والمسـتقبل, حيـث تكـون )historical present(رس يقابل الحاضـر التـاريخي ذكره ابن فا

.الصيغة الزمانية الحالية المحلية يف الخMاب الزمني الماضي :أن جييء المفعول به على لفظ الفاعل −١٦

ــه ســبحانه ــود[ ª ² ± ° ¯ ® ¬ « z© } :كقول ال : , أي ]٤٣: ه: وقوله.مدفوق :, أي]٦: الMارق[ Z Y Xz ] \ } : وقوله.معصوم من أمره

{ { z yz ]وقولـه.مرضي هبـا :, أي]٢١: الحاقة : { p o n m l

.١٦٥, ص الفن القصصي يف القرآن الكريمأمحد, محمد خلف اهللا. د) ١( .١٦٧, ص الصاحبيابن فارس, ) ٢( .١٤٤, ص علوم البالغةالمراغي, ) ٣( .١١٤, ص ) م٢٠١١دار نينوى, : دمشق(ة أماين أبو رمحة, , ترمجعلم السردينظر يان مانفريد, ) ٤(

١١٦

qz ]ــوت ــ :, أي]٦٧: العنكب ــهمأمون ــه.ا في z| { ~ _ } : وقول

ليـل نـائم, وسـر كـاتم, قـال وعلـة: والعرب تقـول.ا هبامبصر :, أي]١٢: اإلسراء[ :الجرمي

ــ ــت الخي ــام رأي ــاول ــرى أثاجي ــاجر ل تت ــوم أمحــس ف ــأن الي علمــت ب .يوم صعب مفجور فيه :أي :فعلأن يأيت فعيل بمعنى م −١٧

: وكـذلك.مبدعها :, أي] ١١٧: البقرة[ z § ¨ ¦} :نحو قوله {{ | z ]مؤمل :, أي] ١٠: البقرة.

:وفعيل, يراد به فاعل −١٨الخلـق, أي ءد, وبـديحفيظ, وقدير, وسميع, وبصير, وعلـيم, ومجيـ: نحو

وبصير يف هذا المعنى من بصر, وإن مل يستعمل منه .بدأ اهللا الخلق: بادئه, من قولكا ا شـديد نظـر :أي ,اا باصـر أريتـه لمحـ: فاعل إال يف موضع واحـد, وهـو قـولهم

.باستقصاء وتحديق :أن يأيت الفاعل على لفظ المفعول به, وهو قليل −١٩

.اآتي :, أي] ٦١: مريم[ z ¿¾ ¼ ½ } : كقولهعنـد بعـض المجاز المرسل من قبيل )١٩−١٦من رقم (هذه الصور البالغية

وتسـمى هـذه العالقـة بـالتعلق «, وتكون بإقامـة الصـيغ مقـام أخـرى, البالغيينإن أغلب ضروب المجـاز المرسـل « : وقال السيد أمحد الهاشميIQH.».االشتقاقي

ا, فـإن ا خالبـن مبالغة بديعـة, ذات أثـر يف جعـل المجـاز رائعـوالعقيل ال تخلو م :Iالق الكل عىل الجزء مبالغة, ومثله إIالق الجزء وإرادة الكـل, كمـا إذا قلـتإعندما تريد أن تصفه بعظم »فالن أنف«م كل شيء, أو هتريد أنه شره يلت »فالن فم«

IRH.»ااألنف, فتبالغ فتجعله كله أنف

.٢٥٤, ص علوم البالغةأمحد مصMفى المراغي, ) ١( .٣٣٩, ص جواهر البالغةالسيد أمحد الهاشمي, ) ٢(

١١٧

ولقـد نقـل هذه من مظاهر خروج اللفظ عن معنـاه األصـيل, , كل يف الجملةوابـن (دون أن ينسـبه إىل قائلـه ) الصـاحبي(بعض هذه اآلراء ابـن فـارس يف كتابـه

إرادة الواحد واالثنين, و إرادة الجمع, والجمعو ومن ذلك إIالق الواحد ). قتيبة, ومخاIبة الواحد صفة الواحد, ومخاIبة الواحد بلفظ الجميعبوإيصاف الجميع

ومخاIبة المخاIب ثم خMاب الجمع, وتحويل الخMاب من الغائب إىل الشاهد, ن االخبر المتصل به لغيره, والشيئ جعل الخMاب لغيره أو يخبر عن شيء ثم يجعل

ينسب الفعل إليهما وهو ألحدمها, ونسبة الفعل إىل أحد اثنـين وهـو لهمـا, وأمـر ,, والفعل الذي يأيت بلفظ الماضي وهو راهن أو مسـتقبلالواحد بلفظ أمر االثنين

وبلفظ المستقبل وهو ماض, كل هذا عنـده مـن سـنن العـرب يف كالمهـا, وكلهـا IQH.يف كالمه عن المجازوردت

الخالصةهذه المخالفة إنما هي لظاهر الحال, فالكالم وإن خـالف مـا يقتضـيه الظـاهر

ولمـا كانـت البالغـة مMابقـة الكـالم . Mلبـهفإنه قد وافق مـا يقتضـيه المعنـى ويت, ولكل حال كالم يناسبها ويالئمها, ومجيء لمقتضى الحال, وأن لكل مقام مقاال

ا لمقتضى الحال هو األصل, وقد يخالف هذا األصـل فيـأيت الكـالم الكالم مMابق تلك المخالفة ال تكـون إال ألسـرارفإن ا لما يقتضيه ظاهر الحال, ا ومخالف خارج

IRH.ومقاصد يقصد إليها البالغي :وصور مخالفة ظاهر اللفظ معناه عند ابن قتيبة كما يبـدو مـن دراسـتنا لهـا هـي

يف (واإلنشـاء الMلبـي ) يف الـذم(المجاز المرسل, وااللتفات, واإلنشاء غير الMلبـي , والتغليب, والتعبير عن المستقبل بلفظ الماضي, وعـن الماضـي )االستفهام واألمر

مصMلحاهتا مـن تستقرا وكما يبدو, بعضها . كلة وغير ذلكالمضارع, والمشا بلفظوالواضح, إن هـذه الصـور البالغيـة . تتغير تزال زمن ابن قتيبة حتى اآلن, وبعضها ما

, ومنها )كالمجاز المرسل(منها ما ينضم إىل فن البيان فتتوزع إىل فنون البالغة الثالثة,

.١٦٧ −١٦١, صالصاحبيينظر ابن فارس, ) ١(, ) م٢٠١٣مختـار, مؤسسـة ال: القـاهرة(, مـن بالغـة الـنظم القـرآينبسيوين عبد الفتاح فيود, . د) ٢(

.١٢٧ص

١١٨

, ومنها ما ينضم إىل )نشاء الMلبي وغير الMلبي وااللتفاتكاإل(ما ينضم إىل فن المعاين ). كالتغليب, والمشاكلة, والجمع, واللف والنشر(فن البديع

وإن كـان قـد أخـذ −وكذلك ال يخفى علينا جهود ابن قتيبة يف هذا الفن, فإنـه اسـتMاع أن يصـنف هـذه األسـاليب −)أبي عبيـدة(بعض هذه األفكار من سابقه

ما يMلق عليه اسم مخالفة ظـاهر اللفـظ ,العدول عن مقتضى الظاهرمسمى تحت ا رأيه بكالم من النظري مستشهد معناه, ثم قام بدراستها عىل الشكل التMبيقي بدال

مـن −كما قال يف مستهل كالمه عن المجاز−ا العرب من منثوره وشعره, فهي مجيع .»مذاهب العرب يف الكالم«

ساليب, رأيت أن يكون من المستحسن وضع التلخـيص ولكثرة أنواع هذه األ :عىل شكل الجدول كالتايل

ما هو عند البالغيين الفن الذي يندرج حتته رقمال تسمية ابن قتيبةنــوع مــن : علــم المعــاين

اإلنشاء غير الMلبي ١ بمعنى الذمالدعاء أفعال الذم

نــوع مــن : علــم المعــاين ٢ ماالستفها االستفهام اإلنشاء الMلبي

نــوع مــن : علــم المعــاين ٣ األمر األمر اإلنشاء الMلبي

ــوع ــديع, مــن ن ــم الب علالجزاء عن الفعل بمثل لفظـه المشاكلة المحسنات المعنوية

والمعنيان مختلفان ٤

ــه المجاز المرسل علم البيان ــراد ب ــأيت لفــظ عــام ي أن يخاص ٥

علم المعاين مجع يراد به واحد واثنان التغليب ٦ لمعاينعلم ا واحد يراد به مجيع التغليب ٧

أن تصـــف الجميـــع صـــفة التغليب علم المعاينالواحد ٨

١١٩

ما هو عند البالغيين الفن الذي يندرج حتته رقمال تسمية ابن قتيبةعلم المعاين أن يوصف الواحد بالجمع التغليب ٩

ــم ــديع عل ــوع الب ــن ن مأن يجتمع شـيئان وألحـدمها الجمع المحسنات المعنوية

فعل فيجعل الفعل لهما ١٠

ــم ــديع عل ــوع الب ــن ن م اللف والنشر المحسنات المعنوية

ــل ــيئان فيجع ــع ش أن يجتمالفعل ألحدمها, أو تنسـبه إىل

أحدمها وهو لهما١١

علم المعاين :االلتفات

مـــن الخMـــاب إىل الغائب

أن تخاIب الشاهد بشيء ثم تجعل الخMاب له عـىل لفـظ

الغائب١٢

علم المعاين :االلتفات

مــــن الغيبــــة إىل الخMاب

ــب ــل خMــاب الغائ أن تجع ١٣ للشاهد

علم المعاين :االلتفات

مــــن الغيبــــة إىل الخMاب

أن يخاIب الرجل بشيء ثـم ١٤ يجعل الخMاب لغيره

التغليب علم المعاينــين ــد واالثن ــأمر الواح أن تــرك ــوق أم ــا ف ــة فم والثالث

افعال:فتقول:االثنين١٥

ــظ التغليب علم المعاين ــد بلف ــب الواح Iأن يخاالجميع ١٦

− لــه أن يتصــل الكــالم بمــا قب

حتى يكون كأنه قول واحـد, وهو قوالن

١٧

١٢٠

ما هو عند البالغيين الفن الذي يندرج حتته رقمال تسمية ابن قتيبة

مجيء فعـل مـاض للحال أو المستقبل

أن يــأيت الفعــل عــىل بنيــة ـــم, أو ـــو دائ الماضـــي وه

مستقبل١٨

:مجاز مرسل علم البيانالتعلق االشتقاقي

أن يجــيء المفعــول بــه عــىل ١٩ لفظ الفاعل

:مجاز مرسل علم البيانالتعلق االشتقاقي ٢٠ بمعنى مفعلأن يأيت فعيل

:مجاز مرسل علم البيانالتعلق االشتقاقي ٢١ فعيل, يراد به فاعل

:مجاز مرسل علم البيانالتعلق االشتقاقي

ــظ ــىل لف ــل ع ــأيت الفاع أن ي ٢٢ المفعول به, وهو قليل

اإلجياز واإلIناب عند ابن قتيبة −٥

وسـنقتMف . آينا من بنيان فكرته عن النظم القرا مهم يمثل هذا الموضوع جزء :ما ورد يف كتبه ما ييلم

ما بلغك الجنة, وعدل بك عـن النـار; : ما البالغة? فقال: و بن عبيدرقيل لعم«فكأنك إنما تريد تخير اللفظ يف حسن : فقال عمرو... ليس هذا أريد; : قال السائل

كلفـين, إنك إن أردت تقرير حجـة اهللا يف عقـول الم: نعم; قال: إفهام, قال السائلوتخفيف المؤونة عـىل المسـتمعين, وتـزيين تلـك المعـاين يف قلـوب المريـدين, باأللفاظ المستحسنة يف اآلذان, المقبولة عند األذهان, رغبة يف سرعة استجابتهم, ونفي الشواغل عن قلوهبم, بالموعظة الحسنة من الكتاب والسنة, كنت قد أوتيت

١٢١

IQH.»ل الثوابفصل الخMاب, واستوجبت عىل اهللا جزي

من أخذ معاين كثيـرة فأداهـا بألفـاظ : سئل بعض الحكماء عن البالغة, فقال«بلغني عن أبي إسـحاق الفـزاري . ا كثيرةقليلة, أو أخذ معاين قليلة فولد فيها ألفاظ

لـو : كان إبراهيم يMيـل السـكوت, فـإذا تكلـم انبسـF, فقلـت لـه ذات يـوم: قالأربعة وجوه, فمنه كالم ترجو منفعته وتخشـى عاقبتـه, الكالم عىل : فقال! تكلمت

لك يف فالفضل منه السالمة; ومنه كالم ال ترجو منفعته وال تخشى عاقبته, فأقل ماتركه خفة المؤونة عىل بدنك ولسانك; ومنه كالم ال ترجو منفعته وتخشى عاقبتـه,

اقبته, فهـذا الـذي وهذا هو الداء العضال; ومن الكالم كالم ترجو منفعته وتأمن ع IRH.»فإذا هو قد أسقF ثالثة أرباع الكالم: يجب عليك نشره; قال

]بسيF: [قال أعرابي . رب Iرف أفصح من لسان: يقالــا الق ــإن كامتون ISHف تظهر ما يف القلب أو تص والعين عيــوهنمتلــى نم

ITH.أبلغ الكالم ما سابق معناه لفظه: ويقال

IUH.لبليغ من Iبق المفصل وأغناك عن المفسرا: قال األصمعي

]متقارب: [ونحوه قول الشاعر. الصمت أبلغ من عي ببالغة: ويقالـأدنى لبعضمتأرى الص ـــت وابالص ـــض ال ـــي مكل وبع ـــى لع أدن

ا, وإذا كـان إذا كان اإلكثـار أبلـغ كـان اإليجـاز تقصـير : وقال جعفر البرمكي العي الناIق أعيا من : العرب تقول: قال ابن السماك.ن اإلكثار عياا كايجاز كافي إلا

IVH.العي الصامت

.) المكتبة الشاملة( ١٨٧−١٨٦, ص ٢, جزء عيون األخبارابن قتيبة, ) ١( .١٩٦, ص ٢لمرجع السابق, جزء ا

.١٩٦, ص ٢المرجع السابق, جزء ) ٣( .١٨٩, ص ٢, جزء عيون األخبارابن قتيبة, ) ٤( .١٨٩, ص ٢المرجع السابق, جزء ) ٥( .١٩٠, ص ٢المرجع السابق, جزء ) ٦(

١٢٢

سـئل بعـض الحكمـاء عـن «: حكى ابن قتيبة يف معرض كالمه عـن البالغـةومن أخذ معاين كثيرة فأداها بألفاظ قليلة, أو أخذ معاين قليلـة فولـد : البالغة, فقال

IQH.»ا كثيرةفيها ألفاظ ورد كـالم ابـن قتيبـة عـن اإليجـاز ) تأويـل مشـكل القـرآن(كتاب أوائلويف

إن القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيهـا, ومـذاهبها يف اإليجـاز «: واإلIناب, يقولواالختصار, واإلIالة والتوكيد, واإلشارة إىل الشـيء, وإغمـاض بعـض المعـاين

ويف IRH.»لمـا خفـيحتى ال يظهر عليه إال اللقن, وإظهار بعضها, وضرب األمثال ا فالخMيب من العرب, إذا ارتجـل كالمـ«: موضع آخر, قال يف اإليجاز واإلIناب

مل يـأت بـه مـن بـاب –يف نكاح, أو محالة أو تحضيض, أو صلح, أو ما أشبه ذلك فيختصر تارة إرادة التخفيف, ويMيل إرادة اإلفهـام, ويكـرر تـارة : واحد, بل يفتن

معانيه حتى يغمض عـىل أكثـر السـامعين, ويكشـف إرادة التوكيد, ويخفي بعض ISH.»عن شيء يء ويكنبعضها حتى يفهمه بعض األعجميين, ويشير إىل الشي

אאא ITH.»اإليجاز: ما تعدون البالغة فيكم? قال: قال معاوية لصحار العبدي «

IUHتيبـة عـن الجـاحظ,نقلـه ابـن قوذاك هذا الكـالم عـن اإليجـاز أن ال شك – ا مفصـال ا وخص لـه كتابـا بالغ وللجاحظ فضل يف هذا الباب, إذ اهتم به اهتمام

ا من القرآن; لتعرف هبا فصل ويل كتاب مجعت فيه آي «: مل يصل إلينا, قال −ولألسف IVH.»اإليجاز والحذف, وبين الزوائد والفضولما بين

حظ ويتـداول بـين البالغيـين والنقـاد ويستقر تعريف اإليجاز الذي ساقه الجا

.١٩٦, ص ٢المرجع السابق, جزء ) ١( .) المكتبة الشاملة( ٥٨, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .١٣المرجع السابق, ص ) ٣( .١٨٨, ص ٢, جزء عيون األخبارابن قتيبة, ) ٤( .٩٨, ص ١, جزء ) هـ ١٤٢٣دار ومكتبة الهالل, : بيروت(, البيان والتبيينأبو عثمان الجاحظ, ) ٥( .٤١, ص ٣, جزء ) هـ ١٤٢٤دار الكتب العلمية, : بيروت(, الحيوانأبو عثمان الجاحظ, )٦(

١٢٣

ورأى أن اإليجــاز مــا هــو IQH»الجمــع للمعــاين الكثيــرة باأللفــاظ القليلــة,«وهـو ا, وإنمــا اإليجــاز تــرك الفضــول يف ولكــن لــيس كــل حــذف إيجــاز IRHبالحــذف ISH.الكالم

لعلـه ال باهتمـام هوجدنا أنه أفاض الكالم عنآثار الجاحظ, وابن قتيبة وتلقف ىل إوبـين المجـاز وجعلـه عمـاد البالغـة ه, وفرق بينقدر اهتمام أستاذه به يقل عن

من أهم الموضـوعات وصدر كالمه عن الموضوع يف مMلع كتابه ما يدل أنهجنبه, لما تتميز به لغة العرب, وهو كذلك مـن وجـوه إعجـاز القـرآن مـن عنده البالغية

ل مـن لفظـه, وذلـك معنـى قـول مجع الكثير من معانيه يف القلي...«جهة نظمه بأنه ITH.»أوتيت جوامع الكلم «: ملسو هيلع هللا ىلصرسول اهللا

ثم أفاض يف مقدمة الكتاب بأمثلة اإليجاز مـن آيـات القـرآن الكـريم, مكمـال وبـذلك اسـتخرج ابـن قتيبـة بالغـة . ذلك باألشعار يف نفس المعنى أو قريبة منها

فـإن شـئت أن «: يقول ابـن قتيبـة: ذلكومن أمثلة , اإليجاز القرآنية وروعة تعبيرهــدب ــك فت ــه ســبحانه ر تعــرف ذل k j i h g f ez } : قول

:, كيف مجع له هبذا الكالم كل خلق عظـيم; ألن يف أخـذ العفـو]١٩٩: األعراف[ :ويف األمـر بـالمعروف ,فح عن الظالمين, وإعMاء المانعينصلة القاIعين, والص

وصـون اللسـان عـن الكـذب, وغـض الMـرف عـن تقوى اهللا, وصلة األرحـام,ا ألن كل نفـس تعرفـه, وكـل ا أو معروف وإنما سمي هذا وما أشبهه عرف . الحرمات

الصبر, والحلم, وتنزيه النفس عن : ويف اإلعراض عن الجاهلين. قلب يMمئن إليه IUH.»مماراة السفيه, ومنازعة اللجوج

يجـاز, إال أن هـذا المثـال الـذي رغم أن ابن قتيبة مل يكن أول من تكلم عن اإل ا كـامال ا بالغيـعرضـ أول مـن يعرضـه عـىل مـا أعـرف وكان هو ابن قتيبة به جاء

.٤٢, ص ٣المرجع السابق, جزء ) ١( .٣٥, ص ٣المرجع السابق, جزء ) ٢( .٤٢, ص ٣المرجع السابق, جزء ) ٣( .٤−٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤( .٥−٤, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٥(

١٢٤

المثـال اآلخـر الـذي بجانـبتناقله العلماء والباحثون ويرددونه, وهذا −بالشرح, ]١٧٩: البقـرة[ z¤ ¥ ¦ § ¨ © } : أورده, وهو قوله تعـاىليريد أن سافك الدم إذا أقيد منـه ارتـدع مـن كـان يهـم «: آليةفقال ابن قتيبة يفسر ا

: وأخذه الشاعر فقال. فكان يف القصاص له حياة وهو قتل. بالقتل

ـــب أ ـــأ غ ل ـــا م ب ـــك ع ال ـــغ ل غ م ين ــو ةل ــع ي ال ف ــح ابت ــاة ي ــاال ن ي ب ام و قعـن القتـل, فكـان يف ذلـك يريد أهنم إذا تعاتبوا أصلح ما بينهم العتاب فكفوا

القتـل أقـل : وقـالوا. بعض القتل إحيـاء للجميـع: وأخذه المتمثلون فقالوا. حياة IQH.»للقتل

يدل عىل فائق ل اإليجاز تناوال لتناو اوال يكتفي ابن قتيبة هبذا القدر, بل عقد باب ىل ا إنظـر و ,»الحذف واالختصـار«عقد لإليجاز باب , كماالموضوعا اهتمامه هبذ

ه للكالم عن اإليجاز من نـوع الحـذف صعنوان الباب , يتبادر إىل الذهن أنه يخصا بنصـيب ا تMبيقيـإذ النوع الثاين قد عرضه يف مستهل الكتـاب عرضـ, دون القصر لماذا ال يدخله ابن قتيبـة تحـت بـاب بعد قليل, وال أدريبعضه نقلنمتوافر كما

!?صناعة الكتاب ف من حسن تنظيمه يفواحد مع ما عر אא : ع صور إجياز الحذف على النحو التاليوبغض النظر عن ذلك فقد فر

. أن تحذف المضاف وتقيم المضاف إليه مقامه وتجعل الفعل له−١ا من األمثلة التي يصلح بيد أن ابن قتيبة أدخل يف باب الحذف واالختصار كثير

_ }: قوله تعاىل عند البالغة المتأخرة, ومن ذلكز العقيلكون من قبيل المجاتأن b a `z ]اهـل ه أ ك جـر خ أ ي أ «: , قال ابن قتيبـة]١٣: سورة محمد«.IRH

, فقال ابن قتيبـة ]٣٣: سورة السبأ[ Z Y X Wz } : ومن ذلك قوله تعاىل

.٧−٦المرجع السابق, ص ) ١( .٢١٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢(

١٢٥

IQH.»والنهار أي مكركم يف الليل«: ا معناهمفسر وابـن قتيبـة (ر لآلخر فعلـه الفعل عىل شيئين وهو ألحدمها وتضم وقعأن ت −٢

). أعاد ذكره يف باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه, وهو عند السكاكي اللف والنشر

ا لعلـم ا, فيحـذف الجـواب اختصـار ا عىل أن له جوابـأن يأيت بالكالم مبني −٣لمظهر مـن إيجـاز الحـذف, وقد ذكر البالغيون المتأخرون هذا ا IRH.المخاIب به

Uإما أن يحذف لمجـرد االختصـار, −عىل ما قال المراغي –وحذف جواب الشرأو لتذهب نفس السامع , وإما أن يحذف للداللة عىل أنه شيء ال يحيF به الوصف

. ا إال واألمر أعظم منهكل مذهب ممكن فال يتصور شيئ ا إىل قـول ابـن قال مشـير ويMالعنا محقق الكتاب بقول يوضح فضل ابن قتيبة,

ومل يشر إىل ابـن ١٣٦نقل هذا أبو هالل العسكري يف الصناعتين ص «: اقتيبة سابق قـرأ كتـاب ابـن قتيبـة أم مل نعرف هـلونحن ال ISH»!قتيبة وال إىل كتابه بأي إشارة

. لهذا األسلوبالمرهفة يشير إىل مالحظة ابن قتيبة أن هذا يقرأه, ولكن الواضح ITH.رى ابن قتيبة أن اإليجاز قد يكون بحذف الكلمة أو الكلمتينوي −٤

عـن موضـوع عند كالمه اعرضهله أن سبق بيد أنه قد يردد بعض األمثلة التي تحـت بـاب X W V U Tz } : أدخل قولـه تعـاىل عىل سبيل المثالفآخر,

وهـذا مثلمـا . معنـاهعىل حين عده من باب مخالفة ظاهر اللفـظ IUHإيجاز الحذفثم يـذكر امنه اعدهال أو أمثلة تحت باب االستعارة ولمجاز, فقد أدخل مثابافعل

التورية تارة أخرى, ولنا مع ذلك أن نتوقـع أن , من الكناية تارة ايف موضع آخر أهن . ابن قتيبة يريد أن يرينا تنوع الMرق يف النظر إىل الظاهرة اللغوية

:يبين صور االختصار من أسلوب اإليجاز قائال ثم يمضي ابن قتيبة

.٢١٠المرجع السابق, ص ) ١( .٢١٤المرجع السابق, ص ) ٢( . ٢١٤السيد أمحد صقر, كلماته يف هامش كتاب تأويل مشكل القرآن الذي حققه, ص ) ٣( .٢١٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤( .٢١٨, ص المرجع السابق) ٥(

١٢٦

ومن االختصـار IQH...وقد يشكل الكالم ويغمض باالختصار واإلضمار« −٥ذلك لـومثـل IRH»القسم بال جواب إذا كان يف الكالم بعده مـا يـدل عـىل الجـواب

O N M L K J I H G F E D C BA } : بقوله تعاىل S R Q Pz ,ثم قالوا نبعث : { Y X Wz ال يكون :أي«.ISH

¾ } : كقوله سـبحانه. من الكالم والمعنى إثباهتا) ال(أن تحذف : ومنه« −٦ Á À ¿z ]وهي تحذف مع . ال تزال تذكر يوسف :أي] ٨٥: يوسف

:قال الشاعر. االيمين كثير

ـــدا ـــرح قاع ـــين اهللا أب ـــت يم رأسي لديك وأوصالي ولو ضربوا فقل .اوهي تحذف مع اليمين كثير

. لــئال تضــلوا: , أي] ١٧٦: النســاء[ s r q p o z} : ومنـه قولــهــاIر[ g f e d c b a z}و ــزوال: , أي]٤١: ف ــئال ت ــه.ل : وقول

{ £ ¢ ¡ � ~ }z ]أي] ٢: الحجــــرات , : Fال تحــــب .أعمالكمf e } : كقولـه جـل وعـز ,ومن االختصار أن تضـمر لغيـر مـذكور −٧

gz ]وقوله. الشمس, ومل يذكرها قبل ذلك: يعني] ٣٢: ص : { B A L K J I H G F E D Cz ]رIعـىل : , يريد] ٤٥: فا

ITH.األرض

± ² ³ ´ } : كقــول اهللا ســبحانه ,ومــن ذلــك حــذف الصــفات −٨ µz ]Mوقولـه. كالوا لهم أو وزنوا لهـم: أي] ٣: ففينالم: { ® ¬ «

.٢١٨المرجع السابق, ص ) ١( .٢٢٣المرجع السابق, ص ) ٢( .٢٢٤المرجع السابق, ص ) ٣( .٢٢٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤(

١٢٧

° ¯z ]اختـار مـنهم :أي] . ١٥٥: األعـراف.IQH والـذي يعنـي ابـن قتيبـةبالصفات هنا هو تلك الحروف التي تتعدى هبـا األفعـال أو التـي تـأيت بعـد تمـام

.الجملة فجعل االسم المجرور مفعوال

ذف واالختصار عند ابـن قتيبـة, واسـتMاع هذه هي صور اإليجاز من نوع الحا بما جاء عن العرب ابن قتيبة أن يستخرجها بعد مالحظته اآليات القرآنية مستشهد

. من األشعار الجاهليةا يف ثنايا كالمه عن تفسير سورة القـاف, وظاهرة الحذف يف الكالم يفصلها أيض

:ومن ذلك .ال أفعل: واهللا أفعل ذاك, يريدون: قولهم−١

, مل أبـل )مل يكـن : مـن(لـم يـك : حذف الحرف والشMر من الكلمة, مثـل −٢, ويا حـار )يا صاحب: من(, ويا صاح )ولكن : من(, والك أفعل كذا )مل أبال : من( )بينما: من(وبينا , )يا حارث: يريدون(

سـوف تـرى, فحـذفوا الـواو : إنمـا أرادوا: سـترى: وقال الفراء يف قولهم −٣سـوف : أويلها عندهسيكون كذا, وسيفعل كذا, ت: كقولك ,وكذلك أمثالها, والفاء

IRH.إنما هو أصله األوان: يف اآلن) الفراء(وقال .عليكون, وسوف يفאא

أدرك ابن قتيبة أنه ليس كـل كـالم ومع موقع اإليجاز الفائق يف البالغة العربية, وقـال «: م مع مقتضى الحـال, قـالءالكالم البليغ هو الذي يتال, وإنما اقصير بليغ

يريـد » الكثير مما تريد يف القليـل ممـا تقـول وامجع «: أيضا) أي كاتبه(له ] أبرويز[وهذا ليس بمحمود يف كل موضع, وال بمختـار يف كـل كتـاب, بـل لكـل .اإليجاز

اهللا تعـاىل يف القـرآن, ا يف كل األحوال لجـرده مقام مقال, ولو كان اإليجاز محمود ومل يفعل اهللا ذلك ولكنه أIال تارة للتوكيـد, وحـذف تـارة لإليجـاز, وكـرر تـارة

.٢٢٨المرجع السابق, ص ) ١( .ينظر يف تفسيره لسورة ق) ٢(

١٢٨

IQH.»ف يف تأويل مشكل القرآنلإلفهام, وعلل هذا مستقصاة يف كتابنا المؤل ) تأويـل(يف كتابه »باب تكرار الكالم والزيادة فيه«ا سماه وقد أفرد ابن قتيبة باب

. »اإليجـاز واالختصـار«ا بعـد بـاب لكالم عـن اإلIنـاب يـرد مباشـر يتناول فيه ا . وسنرى فيه صور اإلIناب يف رأيه

وأما تكـرار الكـالم مـن جـنس واحـد «: يقول. التكرار أو التكرير: ومن ذلكويف سورة الرمحن C B Az } : وبعضه يجزئ عن بعض, كتكراره يف

القـرآن نـزل بلسـان القـوم, , فقد أعلمتـك أن z® ¯ ° ± } : بقولهومن مذاهبهم التكرار إرادة التوكيد واإلفهام, كما أن من مذاهبهم . وعىل مذاهبهم

إرادة التخفيف واإليجـاز; ألن افتنـان المـتكلم والخMيـب يف الفنـون : االختصار IRH.»أحسن من اقتصاره يف المقام عىل فن واحد −وخروجه عن شيء إىل شيء

, جنـب التوكيـد واإلفهـام إىلفائدة أخرى للتكرار بن قتيبة أبو محمد ثم أفادناشــباع المعنــى واالتســاع يف وأمــا تكــرار المعنــى بلفظــين مختلفــين, فإل«: قــال

واألمـر . »آمرك بالوفاء, وأهناك عن الغدر«: قول القائلبومثل لذلك , ISH»األلفاظواألمـر , »ن التقـاIعآمركم بالتواصل, وأهناكم ع«و . بالوفاء هو النهي عن الغدر

هذا عند بعض اللغويين من التعبير المماثل أو ITH.بالتواصل هو النهي عن التقاIع .التي سيأيت كالمنا عنها إن شاء اهللا )paraphrase(الجملة المترادفة

بقولـه «إلفادة فضل موقعه, ويمثله ابن قتيبـة ومن ذلك ذكر الخاص بعد العاموالنخل والرمان مـن الفاكهـة, ,] ٦٨: الرمحن[ C B A Dz } : سبحانه

وقولـه . فأفردمها عن الجملـة التـي أدخلهمـا فيهـا, لفضـلهما وحسـن موقعهمـاوهــي منهــا, ] ٢٣٨: البقــرة[ E D C B Az } : ســبحانه

إيتنـي كـل يـوم, ويـوم : ا ألمرها, كمـا تقـولفأفردها بالذكر ترغيبا فيها, وتشديد

.١٩, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( . ٢٣٥, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .١٥١المرجع السابق, ص ) ٣( .١٥١, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤(

١٢٩

. فادة موقعههنا يكون اإلIناب بذكر الخاص بعد العام, وذلك إل.»معة خاصةالج . Iناب من نوع التكرار يف العبارةإوهو عند البالغيين

: لزيادة يف التوكيد, كقوله سـبحانه وتعـاىلما جاء لومن اإلIناب عند ابن قتيبة {k j i h g f z ]ــران ــول ] ١٦٧: آل عم ــد يق ــل ق ألن الرجا أو إشارة عىل لسان غيره, فأعلمنا أهنم ا, وإنما كان ذلك كتاب كلمت فالن : لمجازبا

ألن ] ٧٩: البقـرة[ Z Yz ] } : ومثله قوله تعـاىل. يقولون بألسنتهمرأيتـه بعينـي, : وهـذا كقولنـا IQH.الرجل قد يكتب بالمجاز, وغيـره الكاتـب عنـه

.إلخ..IRHوقبضته بيدي, ووIئته بقدمي, وذقته بلساينيف الكـالم, والمعنـى Iرحهـا »ال«ومن صور اإلIناب عند ابن قتيبة أن تـزاد

ــل ــز وج ــول اهللا ع ــد, كق ــالم أو جح ــاء يف الك G F E D C B z} : إلب. ألنـه مل يسـجد) ال(فـزاد يف الكـالم . ما منعك أن تسـجد :أي] . ١٢: األعراف[

ومـا : يريـد] ١٠٩: األنعام[ Ð Ï Î Í Ì Ë Êz } : وقوله سبحانه ISH.ألهنم ال يؤمنون إذا جاءت) ال(يشعركم أهنا إذا جاءت يؤمنون, فزاد

»ال« ـثم استخرج ابن قتيبة صور زيادة الحـروف يف الكـالم مبينـا فائـدهتا, كـوإذ ومـا وواو ) الثقيلـة والخفيفـة(والباء ومن والالم والكـاف وعلـى وعـن وإن

كقولـه : هـا, كقولـه تعـاىلؤإلقا: ب تـزاد يف الكـالم, ومعناهـاوالبـا«: نسق, قالال] ١: العلـق[ m l kz } : وقولـه]. ٢٠: المؤمنـون[ d cz } : سبحانه

.اسم ربك :أي] ٥٧: الـذاريات[ n m l k jz } : ومن قد تزاد يف الكالم أيضا, كقولـه« . أحد :تاين من أحد, أيما أ: وتقول. ما أريد منهم رزقا :أي

]. ١٥٤: األعراف[ z¦ § ¨ © } : قد تزاد, كقوله سبحانه) الالم(و

.٢٤١المرجع السابق, ص ) ١( .١٩٨, ص علوم البالغةالمراغي, ) ٢( .٢٤٤, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٣(

١٣٠

IQH.»]١١: الشورى[ S R Q z} : قد تزاد, كقوله) الكاف(و: قـال. كما استخرج بعض الكلمات التي قد تزاد يف الكـالم كالوجـه واالسـم

j i h g f z} و: ل اهللا عز وجـل, يقو) الوجه: (ومما يزاد يف الكالم«ه إنمـا هـو : أبوعبيدة: يزاد, قال) االسم(و ... إال هو: أي] ٨٨: القصص[ بسم الل

IRH.تبارك ربك: , أي] ٧٨: الرمحن[ x w vz } باهللا, الخالصة

وهكذا يمضي ابن قتيبة يفسر اآليات القرآنيـة ويMـرح مـن خاللهـا آراءه عـن وكالمها جزء مهم من بنيان البالغة العربية, إذ إن البالغة عنده . اإلIناباإليجاز و

فقد يأيت الكالم البليغ تارة موجزا إرادة التخفيـف , مMابقة الكالم لمقتضى الحال .ا إلرادة التوكيد واإلشباعكما يأيت تارة أخرى مMنب

.٢٥٠, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٢٥٥المرجع السابق, ص ) ٢(

١٣١

الفصل الثاين

אא

אאWאא حظها من االهتمام البـالغ لـدى النقـاد يف القـرن الثالـث تهذه القضية قد نال

وخاصـة (الهجري, وهي التي تتولد عنها قضايا فرعية أخـرى يف النقـد والبالغـة : , وباعتبارمها من قضايا النقـد األدبـي, يمكـن تصـنيف النقـاد إىل اثنـين)البديعية

أن حركـة الشـعر الحـديث, والبـديع, ومـا «وذلك . ىأنصار اللفظ وأنصار المعندفعت النقاد إىل دراسة , استحدثه الكتاب العباسيون من أساليب جديدة يف الكتابة

ا, واعتبروا البـديع ا أم نثر ا من القول سواء كانت شعر هذه األساليب باعتبارها فنون ذي فرضـه علـيهم ا من التفنن يعمد إليه المحدثون ليخرجوا عن الحصـار الـضرب

IQH.»القدماء, أو ليتحرروا من نير القديم يف الشعر والنثرأن المعـاين مبذولـة يف الMريـق, −وعىل رأسهم الجـاحظ –رأى أنصار اللفظ

والتفـنن يف التعبيـر , وأن المعول عىل األلفاظ أي األسلوب, والقدرة عـىل تلوينـه . إليهق حتى يأيت الشاعر أو الكاتب بالبديع الذي ال يسب

–يف الصناعة البديعية, فالمعنى أهم من ذلك, وما اللفظ اوإذا كان اللفظ مهم . إال خدم له, والمخدوم أوىل من الخادم −عند أنصار المعنى

يـرى ابـن قتيبـة أن اللفـظ والمعنـى مهـا . ويف هذا الظل نرى توسF ابن قتيبـةابن قتيبة إال النظم والتأليف, ن يف الصناعة األدبية, وما اللفظ عندان أساسياعنصر

إنمـا قصـد بـذلك صـحة الـوزن وحسـن الـروي »حسن اللفظ«وعندما أشار إىل وصـفات الحسـن يف اللفـظ . ا أشار بـذلك إىل األسـلوبواللفظ المتخير, وأحيان

.٦٦, ص تاريخ النقد األدبي محمد زغلول سالم,) ١(

١٣٢

تمثل يف كثرة الماء والرونق, والسهولة وحسن المخـارج, وبعـدها عـن التعقيـد تأما المعنـى فمفهومـه عنـده الفكـرة التـي IQH.إفهام العوامواالستكراه, وقرهبا من وعىل هذا فاللفظ والمعنى كما يراه ابـن قتيبـة تشـبه مـا . يحويها البيت أو األبيات

. يسميه بعض النقاد بقضية الشكل والمضمون, فاللفظ كالجسم, والمعنى روحهאאWאא

التي يمكن أن يقـاس عليهـا وتتبـادر إىل الـذهن مباشـرة العقلية يه هلعل هذ. عندما نسمع ابن قتيبة يقسم الشعر عىل أسـاس اللفـظ والمعنـى إىل أربعـة أقسـام

. IRH»تدبرت الشعر فوجدته أربعة أضرب«: يقول :أمية يبعض بن لفظه وجاد معناه, كقول القائل يف ضرب منه حسن−١

ــن ىف كفــــه خيــــزران رحيــــه عبــــق ــه شــممم ــف أروع ىف عرنين ك فـــام يكلـــم إال حـــين يبتســـم حيــاء ويغضــى مــن مهابتــه ييغضــ

ISH.»مل يقل ىف الهيبة شيء أحسن منه«: يقول ابن قتيبة :وكقول أوس بن حجر

ـــا أيتهــــا الــــنفس أمجلــــي جزعــــا ـــد وقع ـــذرين ق ـــذي حت إن ال ITH.»أحد مرثية بأحسن من هذا ئمل يبتد«

:ذؤيب يوكقول أب وإذا تــــرد إلــــى قليــــل تقنــــع والـــــنفس راغبـــــة إذا رغبتهـــــا

ا عىل الذوق الفMري الخاص, يعكس مقياس النقـد الـذي هنا يكون النقد مبني . اتأثري اة ذاتي تيتسم بصف

.٥٠, ص الشعر والشعراءابن قتيبة, ) ١( .٦٥, ص الشعر والشعراءابن قتيبة, ) ٢( .٦٦المرجع السابق, ص ) ٣( .٦٦المرجع السابق, ص ) ٤(

١٣٣

وضرب منه حسن لفظه وحـال, فـإذا أنـت فتشـته مل تجـد هنـاك فائـدة ىف −٢ :سلمى ية بن كعب بن زهير بن أبه ابن قتيبة بأبيات لعقبل المعنى, ومثل

ــام قضــينا مــن منــى كــل ح باألركـان مـن هـو ماسـح ومس حاجــةول هـو رائـحيالـذيالغادوال ينظر وشدت على حدب المهارى رحالنا

ــأIراف ــذنا ب ــاأخ ــث بينن األبـاIح يالمMـوسالت بأعنـاق األحاديء مخارج ومMالع ومقاIع, يأحسن ش هذه األلفاظ كما ترى,«: يقول ابن قتيبة

ولمـا قMعنـا أيـام منـى, واسـتلمنا : ما تحتها من المعنى وجدتـه] إىل[وإن نظرت الـرائح, ابتـدأنا ىف ياألركان, وعالينا إبلنا األنضاء, ومضى الناس ال ينتظـر الغـاد

Mح يف ي الحديث, وسارت المMاألب«.IQH وفحوى هذه األبيات أن الشاعر ورفاقـه, ومضـوا ىمناسك الحج, وIافوا Iواف الوداع, وشدوا رحالهم عىل المهار أدوا

ا يتبـادلون أIـراف األحاديـث ويف Iريقهم دون أن ينتظر أحد منهم اآلخر, وأخذفسر اإلبداع والجمـال يف هـذه األبيـات هـي IRH.واإلبل جادة يف السير يف األباIح

ا معناهـا عنـد ابـن قتيبـة مجال ألفاظها, وحسن صياغتها, وعذوبـة موسـيقاها, أمـ .فتافهة, ال Iائل تحتها

يف األبيات السالفة الكثير من استخدام األساليب البديعية, وفيها مـن اإليجـاز التصريحية والمكنية, وفيها المجاز العقيل ومجـال الـنظم : والمبالغة واالستعارتين

ISH.وبراعة التصوير, بين كل ذلك اإلمام الجرجايندامة بن جعفر ووصف ألفاظها بالسماحة والسـهولة والفصـاحة وأثنى عليها ق

والخلو من الغرابة والوحشية, رغـم خلوهـا مـن سـائر نعـوت الشـعر, وأسـباب .الجودة, سوى الصياغة اللفظيةليس تحت هذه األبيات كبيـر معنـى, وهـي رائعـة «: وقال أبوهالل العسكري

.»معجبة

.٦٨, ص الشعر والشعراءابن قتيبة, ) ١( .١٩٢دية, ص محمد رمضان الجربي, ابن قتيبة ومقاييسه البالغية واألدبية والنق. د) ٢( .٢٩−٢٦, ص أسرار البالغةعبد القاهر الجرجاين, ) ٣(

١٣٤

كـان يـرى أن األلفـاظ أهـم مـن وأبو هالل العسكري متأثر بالجـاحظ الـذي والمعاين مMروحة يف الMريق, يعرفها العجمـي والبـدوي «: يقول يف ذلك. المعنى

ها وســهولة توالقــروي, وإنمــا الشــأن يف إقامــة الــوزن, وتخيــر األلفــاظ وســهولفإنمـا الشـعر صـياغة, وضـرب مـن . المخرج, ويف صحة الMبع, وجودة السـبك

IQH.»الصبغ, وجنس من التصويرا, وكـان صـحيح ا, واللفـظ بليغـإذا كان المعنى شريف «: يقول يف موضع آخرو

صـنع يف , ا عن التكلفا عن االختالل, مصون ا عن االستكراه, ومنزه الMبع, بعيد وهـذا يعنـى أن الجـاحظ يف الواقـع ال IRH.»القلب صنيع الغيث يف التربة الكريمـة

للمعاين وذكر منها الغريب والعجيب, ا, فقد عرض تام يهمل جانب المعنى إمهاال والشريف الكريم, والبديع المخترع, وكيف يتنازعها الشعراء, وليس هذا التنـازع

ثـم قـال ISH.إال ألن المعنى له قيمته عند الشعراء, وله وزنه يف تقدير النص األدبي وال ال فاضـال ا ويكـون االسـم لـهحق المعنى أن يكون االسم له Iبق «: بعد ذلك

ITH.»اا, وال مضمن ا, وال مشترك مفضوال, وال مقصر : وهذه الفكرة بارزة يف كالم ابن قتيبة حين يعرض الضرب الثالث من الشعر

وضرب منه جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه, ويمثله ابن قتيبة بقول النابغـة −٣ :الذبياين للنعمان

ــالخMــاIيف ــن ىف حب ــةحج ـــد متين ـــا أمت ـــهب ـــدي ـــوازع إلي ك نا رأيت علماءنا يستجيدون معناه, ولست أرى ألفاظه جياد «: ثم يقول ابن قتيبة

كخMاIيف عقـف يمـد هبـا, وأنـا أنت ىف قدرتك عيل: ألنه أراد ; وال مبينة لمعناهويفهـم IUH.»اا لست أرى المعنـى جيـد أيض أين وعىل. كدلو تمد بتلك الخMاIيفلترابF الوثيق بين اللفظ والمعنى وهو ما يعـرف بنظريـة من كالمه أن يكون هناك ا

. ٤١−٤٠, ص ٣, جزء كتاب الحيوانأبو عثمان الجاحظ, ) ١( .٧٣, ص ١, جزء البيان والتبيينالجاحظ, ) ٢( .١٩٥, ص ابن قتيبة ومقاييسهمحمد رمضان الجربي, . د) ٣( .٧٩, ص ١, جز البيان والتبيينالجاحظ, ) ٤( .٦٩, ص الشعر والشعراءن قتيبة, اب) ٥(

١٣٥

النظم أو العالقات عند الجرجاين, والبد أن تكون جودة المعنى مبنية عـىل جـودة .اللفظ

الجربي سبق ابـن قتيبـة عـىل الجرجـاين يف نظريـة الـنظم, وأن . وهبذا, يؤكد داإلبـداع والخلـود يف ق وفق ترتيب المعاين يف الذهن هو سر Mترتيب األلفاظ يف الن

وهو هبذا العمل الجليل يكون مصـدر إلهـام, ونقMـة انMـالق , األساليب العربية لنظرية النظم عند عبدالقاهر الجرجاين, فالفكرة وجدت عنده والجرجـاين فصـلها

IQH.ووضحها وأتم بناءها وأضاف إليها

:كقول األعشى ىف امرأة. وضرب منه تأخر معناه وتأخر لفظه −٤ـــــــم اهلMـــــــل يفوهــــــــــــا كأقــــــــــــاحو ـــــــذاه دائ غ

ــــــن عســــــل النحــــــل كــــــام شــــــيب بــــــراح بــــــا رد موكـذلك أشـعار . ء الصـنعةيبين التكلـف رد«ومثل هذا الشعر عند ابن قتيبة

IRH.»العلماء, ليس فيها شيء جاء عن إسماح وسهولةאאWאא

ة يف تقسيم الشعر بناء عىل التفصيل بين اللفـظ والمعنـى لقد نقد منهج ابن قتيبألنـه حولهـا ;نظرة جزئية سMحية جافة, مجردة«حيث عده ; محمد زغلول سالم

إىل قضية منMقية بعد أن أثارها الجاحظ يف البيان والتبيين باعتبارهـا قضـية ذوقيـة, كمـا فعـل ابـن اا معين وناقشها من خالل النصوص التي عرضها, ومل يقصد تقسيم

ISH.»قتيبةمناقشة مستفيضـة فيمـا ةولكن األستاذ بعد ذلك مل ينس فضل ابن قتيبة يف إثار

والبالغيين جهـودهم كله, ال ينبغي أن نغمF الباحثين ومع هذا«: بين النقاد, يقوليف هذا الميدان, وإن كانت تدون يف ميدان ضـيق, لكـنهم عـىل أيـة حـال خرجـوا

.١٩٦, ص ابن قتيبةمحمد رمضان الجربي, . د) ١( .٧١, ص الشعر والشعراءابن قتيبة, ) ٢( .٦٨, ص تاريخ النقد األدبيمحمد زغلول سالم, ) ٣(

١٣٦

ا مكونة مـن مجموعـة لفاظ المفردة والمركبة, باعتبارها أصوات ببحوث قيمة يف األحروف, فبحثوا خصائصها الصوتية, وما يـدخل عليهـا مـن العلـل والمحسـنات

ثم يشير إىل بحوث قدامة بن جعفر الـذي تسـتهويه IQH.»..وتقصوا ذلك أيما تقص كل منهما بالنسـبة كما يفرد ل , ا لعيوب اللفظ ومحاسنهIريقة ابن قتيبة فيفرد أبواب

سـر (يف )هــ ٤٦٦( وكذلك أشار األستاذ إىل ما فعل ابن سنان الخفاجي. للمعنىوضـياء ) أسرار البالغـة(و) دالئل اإلعجاز(يف ) هـ ٤٧١(, والجرجاين )الفصاحة

). المثل السائر(يف )هـ ٦٣٧( الدين ابن األثير

بنـى تقسـيمه لعلـم إذ ;واضـح) هــ ٣٣٧(وأثر ابن قتيبة عىل قدامة بن جعفر للشعر عنده ف. ا مع الزيادة والتكملةالشعر عىل التقسيم الذي اقترحه ابن قتيبة سابق

اللفظ والمعنى والوزن والقافية, ثم يتركب منها أربـع أخـرى مؤتلفـة : أربع دعائممع الوزن, وائتالف المعنى مع ظائتالف اللفظ مع المعنى, وائتالف اللف: منها هي, بناء عـىل ه هبا يمضي يتكلم عن صفات يمدح هبا الشعر, وصفات يذم ثم. القافية

. هذا التقسيم

.٦٩المرجع السابق, ص ) ١(

١٣٧

الباب الثالث

אא

١٣٨

١٣٩

الفصل األول

אא

هات اإلمالئية مشيرا الكالم عن التوجي )أدب الكاتب(أفاض ابن قتيبة يف كتابه ويسمي به هذا الجزء من الكتاب, وترجـع أمهيتـه إىل أنـه »تقويم اليد «إىل ذلك بــ

عملية اإلبداع العلمي يف ذلك العصـر تو كان ,ف يف قواعد اإلمالءل من أوائل ما أ واإلمـالء ممـا ال يسـتغني عنـه كاتـب, . يف تMور بارز بتشجيع الخلفاء العباسيين

ا من العلـوم Iـول حياتـه وال يـنقص ذلـك مـن قـدره, بخـالف علم فربما جهل صول الكلمات ويؤدي بأيب لصاحبه وعدم معرفته اإلمالء, فالخMأ فيه يدل عىل ع

اب زمانه الـذين كانـت لهـم مكانـة وتقويم اليد يعرضه ابن قتيبة لكت . إىل نقص فيه .مرموقة يف جوار الحكومةا من جاء بعـده مـن القـدماء بتـأليف كتـاب ابن قتيبة هذ وسرعان ما تلقف أثر

ثم ألف بعده الزجـاجي »لكتابأدب ا«ا بعنوان كتاب ) هـ ٣٣٦(ألف الصويل ;مثله) هــ ٣٤٧(تناول فيه القواعد اإلمالئية, وابن درستويه »الجمل«كتاب ) هـ ٣٤٠(عمـرو الـداين و, وأبـ»عقود الهمز«كتاب ) هـ ٣٩٢(, وابن جني »كتاب الكتاب«المقنـع يف رسـم مصـاحف «و »المحكم يف نقـF المصـاحف« هبكتابي) هـ ٤٤٤(

اآلن حتـى ويبـذولوهناىل جنب الجهود التي بذلها العلماء العرب إهذا . »األمصار . فيها يMول الكالم ممعقد البحوث والمؤتمرات بتأليف الكتب والمنشورات و

بنـي توجيهاتـه ومما يمكن مالحظته من عرض ابن قتيبة عن الموضـوع, أنـه ياالستخفاف واالستثقال, وقد نص هبذا : اإلمالئية يف الزيادة واإلسقاU عىل مبدأين

اب يزيدون يف كتابة الحرف ما ليس يف وزنه; ليفصلوا الكت «: يف مستهل كالمه قائالا ه له, ويسـقMون مـن الحـرف مـا هـو يف وزنـه, اسـتخفاف ب بالزيادة بينه وبين المش

قـي عمـا ألقـي, إذا كـان يف الكـالم دليـل عـىل مـا يحـذفون مـن تغناء بمـا أبسوا

١٤٠

وأما ما ينقصـون لالسـتخفاف فحـروف المـد «: ويف موضع آخر قال IQH.»الكلمة IRH.» واللين وغيرها

إبـرهيم, : تحذف األلف من األسماء األعجميـة نحـو«كما اقترح ابن قتيبة أن ISH.»اله وإسمعيل, وإسرئيل وإسحق, استثقاال

إبــراهيم, : مــا هــو معــروف, أن مثــل هــذه األســماء تكتــب فيهــا األلــف وكاأللـف يصر ابن قتيبة عىل القول بإسقاU اماذلف. وإسماعيل, وإسرائيل, وإسحاق

: يقول ابن قتيبة? مع أنه يمنعه يف غيرها من أسماء األعالم مثل حامد وجابر وسالميعنـي صـالح وخالـد [وملـك مثـل صـلح وخالـد –فاعـل ]وزن[وما كان عىل «

فإن حذف األلف منه حسن وإثباهتا حسن, وإذا جاء منهـا أسـماء لـيس −]ومالكفال يجوز حـذف األلـف يف −نحو جابر, وحاتم, وحامد, وسامل –يكثر استعمالها

ITH.»شيء منهامـا كتبـت بـه يف كثيـر مـن المواضـع أنـه يعتمـد عـىل ابن قتيبة يبدو من كالم

أال ترى أهنم قـد أمجعـوا عـىل ذلـك يف كتـاب «: كريم, مثال قالحف القرآن الامصثبـت فتالمتصـل باالسـم )ابـن(وقال عن رسم كلمـة . »المصحف, وأمجعوا عليه

: ويف المصـحف)...ا ابـن عبـد اهللاأظـن محمـد (ا كقولـك إذا كان خبـر «: األلف{t s r q p o n m l k z ]ــة ] ٣٠: التوب IUH.»خبربا باأللف ألنه كت

) الصـلوة(فكلمة بيد أن اعتماد ابن قتيبة عىل المصحف ال يمنعه من مخالفته, تكتب بـالواو اتباعـا للمصـحف, ولكنـه يفضـل أن تكتـب ) الحيوة(و) الزكوة(و

قال بعض أصحاب اإلعراب إهنم كتبـوا هـذا بـالواو عـىل لغـات «: يقول. باأللف

.٢١٣, تحقيق الدايل, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٢١٥المرجع السابق, ص ) ٢( .٢٢٩−٢٢٨المرجع السابق, ص ) ٣( .٢٣٤المرجع السابق, ص ) ٤( .٢١٦المرجع السابق, ص ) ٥(

١٤١

بل كتبت عىل األصل, :لواو شيئا; ويقالاألعراب, وكانوا يميلون يف اللفظ هبا إىل اولوال اعتياد الناس لذلك يف هذه األحرف الثالثـة ومـا يف . وأصل األلف فيها واو

وكذلك IQH.»..مخالفة مجاعتهم لكان أعجب األشياء إيل أن يكتب هذا كله باأللفوهـي . والمالئكة إثبات األلف فيها حسـن; وحـذفها حسـن«: قال يف موضع آخر

IRH.»يف المصحف بغير ألف مكتوبةابن قتيبة اقتراحه مايبني عليهواالستخفاف اللذين االستثقال ا, نرى أن وأحيان ومثال ذلك اقتراحه حذف األلـف يف بعـض األسـماء إذا ,من االلتباس انال يسعفيف وISH).عبـد السـلم(و) السـلم علـيكم(ا, يف مثـل التعريف استخفاف ) ال(سبقها

] ٢٨٠: البقـرة[ z~ � ¡ ¢ £ ¤ {} : المصحف آيـة, ]٨٧: النحــل[ Ã Â Á À ¿ ¾½ ¼ » º ¹z } : كمــا فيــه . وخاصة عند المبتدئين االلتباس قد يؤدي إىل) السالم(إسقاU األلف من يبدو أن

عىل أن الكالم عن قواعد اإلمالء يتمحور حـول مـا يتعلـق بـالهمزة, واأللـف وبعـض آراء ابـن قتيبـة ومقترحاتـه عـن ., وزيادة حرف أو نقصه من الكلمةةاللين

أدب (ذلك حقا قـد تناولهـا األسـتاذ محمـد أمحـد خلـف اهللا يف تقديمـه لكتـاب رمضان . ا إىل أن بعضها مستخدم يف عصرنا, كما لخص دالبن قتيبة مشير ) الكاتب

ولنـا ITH.ا يتعلق بـالهمزةعبد التواب بعض توجيهات ابن قتيبة اإلمالئية وخاصة ملتي أن نوزع تلك المقترحات عىل حسب ما توافق وما ال توافق القواعد اإلمالئية ا

حيص مـن قبـل المجـامع اللغويـة أو األفـراد مـن تم إصدارها بعد الدراسة والتمالباحثين الذين يعنون هبا, وهذا مع االعتراف بصعوبته الختالف اآلراء فيما بينهم

يق ما يؤيده ويتبع سبيله, وسيجد القارئ ما يفـرق بـين هـذه الدراسـة وأن لكل فر

.٢٣٠,ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٢٣٣المرجع السابق, ص ) ٢( .٢٣٠المرجع السابق, ص ) ٣(, )م ١٩٩٦ −هـ ١٤١٧مكتبة الخانجي, : القاهرة(, مشكلة الهمزة العربيةرمضان عبد التواب, . د) ٤(

٥٧−٥٤.

١٤٢

. وبين ما قبله من كيفية التناول والعرض والنتيجة .وهذه أهم آراء ابن قتيبة يف اإلمالء

אאWא :ما ييل مستخلص آراء ابن قتيبة عن الهمزةفينورد

يف أول الكـالم, وإذا ) بسـم اهللا( يرى ابن قتيبة أن تحذف مهـزة الوصـل يف−١فـإذا «: , يقـول»ابن«ثم يفصل القول يف أحكام ألف . ا فتثبت الهمزةتوسMت كالم

ا أو هذا بخـالف مـا إذا كـان خبـر . »باالسم وهو صفة كتبته بغير ألف كان متصال وكان زيد ابن عمرو, وهذا محمـد ابـن : (النسبة إىل غير أبيه فألحقت األلف, مثل

IQH).أخي عبد اهللا

ا, سواء أكانت مهزة وصـل أم ترسم الهمزة يف أول الكلمة ألف «: والقاعدة تقولالتـي تقـع فيهـا مهـزة ISHواالسم واالبن كالمها من األسماء العشرة IRH.»مهزة قMعتحذف فيها األلف وتبقى يف اآلخـر, مثـل ) بسم اهللا(يف البسملة »اسم«و. الوصل

إذا وقـع مفـردا نعتـا بـين علمـين مباشـرين ) ابن(نقص ألف وت). باسمك اللهم(أولهما غيـر منـون, وثانيهمـا مشـهور بـاألبوة ولـو ادعـاء بشـرU أال يكـون أول

ألنه مثنى, وال ) رحم اهللا الحسن والحسين ابني عيل: (وال تحذف من نحو...سMر . , لعدم المباشرة)قال محمد هو ابن مالك : (من نحو

مصـدر الفعـل : مثـل(إثبات األلف فيما تقع فيه مهزة الوصـل ويرى ابن قتيبةفـإن جـاءت ألـف والم مـن نفـس «: المسبوق بالم التعريـف, يقـول) الخماسي

) التقاء, والتفات, والتباس(الحرف وليستا للتعريف, نحو األلف والالم اللتين يف واللتفاتنـا, بالتقائنـا, : (ثم أدخلت عليهما الم الصفة; أثبت األلـف, نحـو قولـك

.٢١٧−٢١٥, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١(, ) ٢٠٠٥دار الMالئـع, : القـاهرة(, قواعد اإلمالء وعالمـات التـرقيمعبد السالم محمد هارون, ) ٢(

.٧صوكـذا مثنـى هـذه األسـماء −اسم, واست, وابن, وابنة, وابنم, وامـرؤ, وامـرأة, : األسماء العشرة) ٣(

. واثنان, واثنتان, وايمن اهللا −السبعة

١٤٣

; ألهنما من نفس الحرف, وليسـتا بزائـدتين, فـإن )واللتباس األمر عيل, وبالتباسهأدخلت األلف والالم الزائـدتين للمعرفـة عـىل األلـف والـالم اللتـين مـن نفـس

ا, فكتبـت الحرف, مل تصف الحـرف بيـاء الصـفة وال الم الصـفة, مل تحـذف شـيئ , فإن وصلتهما بياء الصفة, مل تحذف, فكتبـت )وااللتباس) االلتفات(و) االلتقاء(, فإن وصلت بالم الصفة حذفت, فكتبـت )بااللتباس(و) بااللتفات(و) بااللتقاء( .»)لاللتباس(و) لاللتفات(و) لاللتقاء(و) لاللتقاء(

ويرى ابن قتيبة أن الهمزة إن كانت يف الوسF ساكنة, وقبلها فتحـة, كتبـت −٢, وإن »شـئت«: إن كان قبلها كسرة, كتبت عىل ياء, مثـل, و»رأس«: عىل ألف, مثل

IQH.»لؤم«: كان قبلها ضمة كتبت عىل واو, مثل

أن تكتـب عـىل حـرف وهو , الهمزة نجري عليه يف قاعدة رسم هذا يوافق ماو: ا مثلفتكتب عىل ألف إذا كان ما قبلها مفتوح : مناسب لحركة الحرف الذي قبلها

: ا مثـلتلف; وتكتب عىل واو إذا كان ما قبلهـا مضـموم يأمر, يأخذون, يأكالن, يأ IRH.بئر, ذئبان: ا مثلمؤمن, رؤية, يؤذي; وتكتب عىل ياء إذا كان ما قبلها مكسور

وإن كانت الهمزة يف الوسF مضـمومة أو مكسـورة وبعـدها واو, يكتفـى −٣) نيملـؤ(و) يقـرؤن(وهـم ) قـرؤا(و ) اقرؤا: (بواو واحدة, وتحذف الهمزة; مثل

عليـه «: وقال ابن قتيبة عن هـذا الحـذف ISH).نؤمخM(و) مقرؤن(و) مستهزؤن(و ITH.»المصحف ومقدمو الكتاب

خالف ما نجري عليه, ذلك ألن الهمزة إن كان بعـدها واو المـد كتبـت يوهذا −قـرءوا−بدءوا: الهمزة مفردة إذا كان الحرف الذي قبلها ال يوصل بما بعده, مثل

مشـكلة الهمـزة رمضـان عبـد التـواب, . , وهذه العبـارة مـن د٢٦٢, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١(

.١يف تلخيصه رقم ٥٤, ص العربية. ; و د٤٦, ص ) مكتبـة غريـب: القـاهرة(, اإلمالء والترقيم يف الكتابة العربيةعبد العليم إبراهيم, ) ٢(

ا لقـرارات مجمـع اللغـة العربيـة الكـايف يف قواعـد اإلمـالء والكتابـة وفقـمن أمين عبد الغني, أي .٨٢, ص ) ٢٠١٢دار التوفيقية للتراث, : القاهرة(, بالقاهرة

.٢٦٣, صأدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٢٦٤المرجع السابق, ص ) ٤(

١٤٤

وكتبـت . رءوم−رءوف−دءوب −لـن يبـرءوا−يقـرءون−اابـدءو−يبدءون−تبوءواصئول, سـئول, : الهمزة عىل نبرة إذا كان الحرف الذي قبلها يوصل بما بعده, مثل

قئول, كئود, سئوم, نئوم, يئـول, نئـوب, يئـوده, يئـوس, مئونـة, لجئـوا, أنشـئوا, IQH.أخMئوا, ال يعبئون, يMئون, ينشئون, يلجئون, الجئوا, اربئوا

وبعـض «: ا آخـر يستحسـنه قـائالقتيبة يعقب عىل ذلك ويعرض رأي ولكن ابن وهذا هـو IRH.»وذلك حسن) مقرئون(و) مستهزئون: (الكتاب بياء قبل الواو; مثل

) مسـتهزئون(الذي يكثر استعماله اآلن, ولعل السر يف ذلك للتفرقـة بـين المـد يف عليهـا وضـع عالمـة إذ الكتابة العادية اليومية يصعب ) مستهزؤن(وبين عدمها يف

.كما يف المصحف) نؤ(المد

: وإن كانت الهمزة يف اآلخر قبلها فتحة, كتبت عـىل ألـف يف الرفـع; نحـو −٤, ويف )عرفت الخMـأ(و )رأيت المأل(: , ويف النصب; مثل)هو يقرأ(و )هذا المأل(

ISH.)أقررت بالخMأ(و )مررت بالمأل(: الخفض; مثل

مل (: ا; مثـلبلها ضمة, كتبـت عـىل واو مMلقـوإن كانت الهمزة يف اآلخر ق −٥ ).مررت بأكمؤك(و )لن يوضؤ الرجل(و )يوضؤ الرجل

هذا (, و)هو يقرئك السالم(: وإن كانت قبلها كسرة, كتبت عىل ياء مMلق; مثل . )يريد أن يستقرئك(و )قارئنا

أن الهمـزة إذا كـان مـا قبلهـا «: يجريان مجـرى القاعـدة) ٥و ٤رقم (وهذان فتكتـب عـىل األلـف إذا كـان »ا رسمت عىل حرف يناسب حركة مـا قبلهـاحرك مت

ا; ا; وتكتب عىل الواو إذا كان الحرف الذي قبلها مضموم الحرف الذي قبله مفتوح ITH.اوتكتب عىل ياء إذا كان الحرف الذي قبلها مكسور

.٥٠بية, ص عبد العليم إبراهيم, اإلمالء والترقيم يف الكتابة العر) ١( .٢٦٤, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢( .٢٦٢المرجع السابق,ص ) ٣(أيمن أمين عبد الغني, الكايف . ; ود٥٧عبد العليم إبراهيم, اإلمالء والترقيم يف الكتابة العربية, ص ) ٤(

.٩٤يف قواعد اإلمالء والكتابة وفقا لقرارات مجمع اللغة العربية بالقاهرة, ص

١٤٥

ينظـر يوم : (وإن كانت الهمزة يف اآلخر قبلها ساكن, تحذف يف الرفع, مثل −٦وإن من شي إال : (, ويف الخفض; مثل)مل األرض ذهبا(و) لكم فيها دف(و) المر

ن; نحو)يسبح بحمده وتلحقهـا ألـف يف ). يخرج الخب: (, ويف النصب غير المنو IQH).قرأت جزا(و) برأت برا: (النصب المنون; نحو

كـان هذا عىل خالف ما نعرفه اآلن, فإن الهمزة تكتب منفـردة عـىل السـMر إذا) كـفء(و) نـشء(و) بـFء(, و)جـزء(و) عـبء: (الحرف الذي قبلها ساكنا, مثل

لكن ابن قتيبة ليس منفردا يف هذا الرأي, فإنه يستشهد IRH).قرء(و) بدء(و) المرء(وه أن المحصف مل يكـن عـىل الصـورة التـي يوالبد من التنب−بما جاء يف المصحف

ولعــل الســبب يف إســقاU الهمــزة مــن الكتابــة يف . يف كتابــة تلــك اآليــات انراهــ −بصرف النظر عن أصالتها يف اللغات السـامية كلهـا–المصحف ألن يف تحقيقها

رمضـان عبـدالتواب عـن سـيبويه, وهـذا . ثقال, وإخراجها كالتهوع عىل ما قـال دا تؤيده ظاهرة اإلبدال يف العربية, فليس من المستحيل أن مل ينMق هبـا عـىل صـورهت

األصلية إال القبائل النجدية وبخاصة تميم وقيس, أمـا القبائـل الحجازيـة, وعـىل رأسها قبيلة قريش, فإهنا كانت تسـقF الهمـزة مـن نMقهـا يف غيـر أول الكلمـة يف

−عىل سبيل االفتـراض –ا وعىل هذا األساس, من الممكن جد ISH.غالب األحيانكمـا يف اآليـات القرآنيـة, عـىل لغـة )المرء, والدفء, والملء, والشيء(أن تكون

.واهللا أعلم. قريش حتى استثقلوها وأسقMوها من الكتابةقـول «: وهناك رواية تجري عىل هذا التفسير وهو ما نقل عن ابن عبدالبر, قـال

ألن لغـة غيـر قـريش يف األغلـب;: لغة قريش, معنـاه عنـدينزل القرآن ب: من قال ITH.»الهمزة وغيرها, وقريش ال هتمز موجودة يف مجيع القرآن, من تحقيق

ومن هذا نفهم السبب وراء اقتراح ابن قتيبة أن تحذف الهمزة إذا كان قبـل −٧

.٢٦٦, ص أدب الكاتب, ابن قتيبة) ١(أيمن أمين عبد الغني, الكايف يف قواعد اإلمالء والكتابـة وفقـا لقـرارات مجمـع اللغـة العربيـة . د) ٢(

.٩٤بالقاهرة, ص .٢٨−٢٤, ص مشكلة الهمزة العربيةرمضان عبد التواب, . يقرأ د) ٣( .٤٧المرجع السابق, ص ) ٤(

١٤٦

: أو ألـف, مثـل, ) السـوة: (, أو واو; مثـل)الفيـة(و) الهية: (هاء التأنيث ياء; مثلــى) الجــرأة( ــذ ي. الجــراءة: بمعن ــا يســمى وعندئ ــاع الحــركتين م حــدث اجتم ,seeing(, وهو أن تتواىل حركتان من غير توسF صامت بينهما, مثل )Hiatus(بــ

neo, way out .(

) الكمـأة(و) المـرأة: (أما دون ذلك, فتكتب الهمزة ألفا قبل هاء التأنيث; مثل IQH).النشأة(و) الجرأة(و

٨− Mرفة التي تصير وسMا مع هاء الضمير, ويف اختالف القدماء يف الهمزة المتوقـال , IRH»وكان بعض كتاب زماننا يدع الحرف عىل حاله باأللف«: بةقال ابن قتي

ا باأللف, وكان المختار يف الرفع أن تترك الحرف عىل حاله مكتوب «: يف موضع آخروعىل هذا فإن بعض الكتاب كان يكتـب الهمـزة ISH.»ويختار يف الخفض مثل ذلك

, »هــذا مألهــم«و »يكــألهاهللا «و »هــو يشــنأه«: ا يف الرفــع; مثــلعــىل ألــف مMلقــمـررت «: , والخفـض; نحـو»عرفـت خMـأهم«و »رأيت مألهم«: والنصب; نحو

.»سمعت بنبأهم«و »بمألهم

هذا يعكس رأي ابن قتيبة وإن كان حكاية عن بعض كتاب زمانـه, إذ قـال بعـد .أعاله ٤ينظر الرقم , »هذا المذهب المتقدم«: ذلك

, وعىل »لن أقرأه«: يف النصب; نحو والبعض اآلخر كان يكتب الهمزة عىل ألف . »مررت بملئهم«: , وعىل ياء يف الجر; نحو»هل أتاك نبؤهم«: واو يف الرفع; نحو

أما مهموز العين من األفعال يف الماضي, فإن كانت مهزته مفتوحـة كتبـت −٩ »لـؤم«: , وإن كانـت مضـمومة كتبـت بـالواو; مثـل»زأر«و »سأل«: باأللف; مثل

وهذا ما نجـري . »يئس«و »سئم«: إن كانت مكسورة كتبت بالياء, مثل, و»بؤس«و .عليه

بيــد أن ابــن قتيبــة يــرى يف المضــارع أن حــذف الهمــزة منــه أجــود, كمــا يف

.٢٦٧, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٢٦٢مرجع السابق, ص ال) ٢( .٢٦٣, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣(

١٤٧

وال أدري . »يـبس«و »يلـم«و »يـيس«و »يسـم«و »يزر«و »يسل«: المصحف; نحوجـع إىل ألي سبب يفرق ابن قتيبة بين الماضي وبين المضارع? فـإذا كـان ذلـك ير

تمسكه بالمصحف, فقد صدر منه ما يخالفه, بل وصف موقف غيره مـن الكتـاب »ييـأس«و »يسـأم«و »يـزأر«و »يسـأل«: نحـو IQH.»وقد أبدل منها بعضـهم«: قائال . »يبئس«و »يلؤم«و

أما مهموز الالم المضارع وقبل الهمزة ياء أو واو, كتبت الكلمة بـواوين −١٠كمـا تكتـب بيـاء ). أنـتم مسـوون(و) تنوون(و) تسوون(: تفعلون; مثل: يف صيغة

: قـال). تسـيئون: (, يعنـي)تسـيون: (واحدة وواو واحدة يف صيغة تفعلون; نحـوبواوين; ألهنا ثالث واوات فحذفت ) تنوؤن(و) تسوؤن(تكتبه إذا أردت تفعلون «

سـيؤن بيـاء ت: فإذا أردت تفعلون مـن أسـاء قلـت) أنتم مسوؤن(واحدة, وكذلك IRH.»واحدة وبواو واحدة; ألهنما واوان فحذفت واحدة

وهذا أيضا مما ال نجري عليه إذ ال يوافق المنMوق, فإن األغلب يف الكتابـة أن مـن دون ) تنـوؤون(و) تسـيئون(و) تسـوئون: (للمنMـوق, فتكتـب ةتكون موافق

.حذف أي واحد من الواوات الثالث : يام اختلف الكتاب فيه من الكلامت التاليةوقد أبدى ابن قتيبة رأيه ف −١١

بعضـهم «: مؤونة وشؤون ورؤوس وسؤول ويؤوس, قال عنها ابـن قتيبـة) أ(, ثم عقـب »مونة وشون وروس وسول ويوس: كتبه بواوين, وبعضهم بواو واحدة

. »وكلها حسن«: بقوله

بـواو إهنـا يف المصـحف«: قال عنها ابن قتيبة ]الموءودة[ »المودة«كلمة ) ب(واحدة, وال أستحب للكاتب أن يكتبهـا إال بـواوين; ألهنـا ثـالث إحـداهن مهـزة

ISH.»فإن حذفت اثنتين أجحفت بالحرف. امضمومة تبدل منها واو

إن بعضهم كتبها بيـاء واحـدة : ليم وريس وبيس وزير, قال عنها ابن قتيبة) ج(

.٢٦٦المرجع السابق, ص ) ١( .٢٦٩, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢( . ٢٦٥المرجع السابق, ص ) ٣(

١٤٨

: , قال عنها ابن قتيبةلئيم ورئيس وبئيس وزئير: اتباعا للمصحف, وبعضهم بياءين .»هو أحب إيل«

ومقترح ابن قتيبة هذا, وما قبله, يبدو من خاللهما مخالفة ابن قتيبة للمصحف .ا عىل التمسك بهوإن كان حريص

أفـؤس وأرؤس : المهمـوز العـين; مثـل »أفعـل«يف صيغة الجمـع عـىل ) ث(إيل, والحـذف جـائز, إن كتابة الهمزة بواو واحـدة أحـب«: وأسؤق, قال ابن قتيبة

.»أفس وأرس وأسق: مثل

אאWאא كتاب, وعصا, وعـاد, : األلف اللينة هي ألف ساكنة مفتوح ما قبلها, مثل ألف

نة, وإنما تقع يف وسF كوهي ال تأيت يف أول الكلمة; ألهنا سا .ويخشى, وإىل, وعىل .الكلمة, أو يف آخرها

ا والالم ياء أو واوا, تكتب فعل من إذا كانت الهمزة تكون عين يرى ابن قتيبة أنه وإنمـا ). أوى(و) بأى(و) شأى(و) نأى(و) رأى(ذلك كله بألف وياء بعدها, نحو

كتبت بنات الواو منه بالياء ألنك كرهت الجمع بين ألفين, وتكتب يفعل منـه مثـل : ن قتيبة عن كتاب زمانه قـائالويحكي اب IQHبياء بعد ألف) يبأى(و) ويشأى) ينأى(بـال ) يسـئم(و) يسـئل(كما كتـب ) يشئى(و) ينئى(وكان بعضهم يكتبه بغير ألف «

ألف, وال أحب ذلك ألن هذا معتل موضع الالم من الفعل; فـال يجمـع عليـه مـع IRH.»االعتالل الحذف

ن كليتـين ورأي ابن قتيبة هذا ال يختلف عما نحن عليه اآلن, فإن هناك قاعدتي :تقوالنا كتـب باليـاء, نحـو وعـى, ووقـى, والجـوى, ما كانت فاؤه أو عينـه واو −١

.والهوى

.٢٦٨, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٢٦٨المرجع السابق, ص ) ٢(

١٤٩

, )من البـأو, وهـو الفخـر(بأى : ا بالياء, نحوما كانت عينه مهزة كتب أيض −٢وذلـك ألهنـم ). من الفأو بمعنى الضرب(, وفأى )من الشأو بمعنى السبق(وشأى

IQH.نكرهوا يف هذا اجتماع األلفيאאWאאאIRH

١− Mمفردة ومركبة ) مائة(ا يف تزاد األلف وس.

, أال تـرى )منـه(زادوا فيها ألفا, ليفصلوا بينها وبين ) مائة(و«: ويقول ابن قتيبة, فلـو مل تكــن األلـف اللتــبس عــىل )أخـذت منــه(و) أخـذت مائــة: (أنـك تقــول

ISH.»القارئوزادوا ألف الفصـل بعـد الـواو «: ا بعد واو الجمع, قالIرف وتزاد األلف −٢

هذا هو الرأي الذي يذهب إليه ابن قتيبة ITH.»ليفرق هبا بين واو الجميع وواو النسق . وقد بينه يف موضع آخر من الكتاب

ومما يزاد يف الكتابة من الحروف عند ابن قتيبة الواو, وذلك بأن تـدخل يف −٣فإذا صرت إىل حال النصب «, )عمر(رفعه وجره; فرقا بينه وبين يف حال–) عمرو(

.ال ينصرف) عمر(ينصرف, و) عمرا(ا; ألن مل تلحق به واو زيـد ) أولئـك(«: , قال ابن قتيبة)أوخي(و) أوىل(و) أولئك(وتزاد الواو يف −٤

وتكتـب «: ويقـول.»ا بـواوأيضـ) أوىل(, و)إليـك(فيها واو; ليفرق هبا بينها وبـين .»غير مصغر) يا أخي (ا بواو مزيدة; ليفرق هبا بينها وبين مصغر ) يأوخي (

وكما يبدو, كل هذه المقترحات من الزيادة يف الكتابة يستمر اسـتعمالها حتـى . اآلن

.٢٣, ص قواعد اإلمالء وعالمة الترقيمعبد السالم محمد هارون, ) ١( .٢٣, ص قواعد اإلمالء وعالمة الترقيمعبد السالم محمد هارون, ) ٢( .٢٤٦المرجع السابق, ص ) ٣( .٢٤٦المرجع السابق, ص ) ٤(

١٥٠

אאאWא ة, أما فيمـا يرى ابن قتيبة أن األلف يف أول الكلمة تحذف يف البسملة خاص −١

. سوى ذلك فتثبت األلف

. إذا كان صفة لالسم الذي قبله) ابن(تحذف الهمزة يف −٢

ى هبـا األلف يف الوسF تحذف من األسماء األعجميـة المسـتعملة ويسـم −٣ ). إبرهيم, وإسمعيل, وإسرئيل, وإسحق, وسليمن, وهرون: (ا, نحوكثير

األسـماء األعجميـة يف أحكـام وقد سبق الكالم عـن البسـملة واالبـن وهـذه ): صـلح, وخلـد, وملـك(ويقول يف كن كالم ابن قتيبة مثير لالهتمام ,ول. الهمزة

فاعل فإن حذف األلف منه حسن وإثباهتـا حسـن, وإذا جـاء ]وزن[وما كان عىل «فـال يجـوز حـذف −نحو جابر, وحاتم, وسـامل–منها أسماء ليس يكثر استعمالها

هذا يعكس ميل الناس يف كتابة الهمزة عنـد القـدماء, ثـم IQH.»األلف يف شيء منها, وقوع هـذه األسـماء أوال : يأيت ابن قتيبة يفصل القول يف ذلك عىل ثالثة اعتبارات

ــ ــة; وثاني ــدم المخالف ــرح ع ــة يف المصــحف فيقت ــتثقال األعجمي ــرة االس ا, فكماء العربية ا, ندرة استعمال األسواالستخفاف فيقترح الحذف لالستخفاف; وثالث

. األصل فيقترح إثبات األلف مخافة اللبسوبناء عىل هذا, يـرى أن األلـف يف الوسـF مـن األسـماء عـىل وزن فاعـل −٤

, وإذا انتفـى )الحـارث: (; يعنـي)الحـرث(تحذف إذا أدخلها األلف والالم, مثل .األلف والالم أثبتت األلف

لف عند حـذف األلـف إهنم كتبوه باأل: وقال بعض أصحاب اإلعراب«: يقولفيلتبس به, ثم أدخلوا األلف والالم فحذفوا األلـف حـين ) احرث (والالم لئال يشبه

IRH.»أمنوا اللبس; ألهنم ال يقولون الحرث, وهو اسم رجلوإذا حـذفت األلـف «مع إثبات األلف والالم, ) الرمحن(تحذف األلف يف −٥

.٢١٣, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٢٣٠المرجع السابق, ص ) ٢(

١٥١

IQH.»رمحن الدنيا واآلخرة :اوالالم فأحب إيل أن يعيدوا األلف فيكتبو

; يعنـي السـالم علـيكم )عبـد السـلم(و) السلم عليكم(تحذف األلف يف −٦ . وعبد السالم

كل مجاعة ليس بينهـا وبـين واحـدها «يقترح ابن قتيبة أال تحذف األلف يف −٧ال «). مسـاكين, ومسـاجد, ودراهـم(إال األلف; لئال يشبه الجميع الواحد, نحـو

.»ف األلف فيظن أنه مسكينيجوز أن تحذ

وهذا رأي حسن يمكن أن يعكس تقنيات الكتابة يف عصر ابـن قتيبـة حيـث ال :ا بين المفرد والجمع, ولكن بعد ذلك يقوليفرق أحيان

إذا كانت يف موضع ال يقع فيه الواحد كتبت بغير ألف, فإن كانـت يف موضـع « .»يجوز أن يتوهم فيه الواحد أثبت األلف

يثيـر االضـMراب عنـد −ولو كان تحت اسم االستخفاف–لكالم األخير هذا اولكن مع ذلك, ليس من . قراءة النص حيث ال يكون هناك دليل عىل المد أو عدمه

الMريف أن نقول إن هذا هو أول محاولة يقوم هبا ابن قتيبـة يف التوجيـه اإلمالئيـة, عتمـد عـىل مـا يـراه الكتـاب ل يز رسم يف ذلك العصر مل يوجدير بالذكر أن دليل ال

خفيفا, ال عىل حسب الصوت, أما مخافة االلتباس فذلك باعتبار قراءة الـنص مـن . وجهة نظر القراء

والمالئكـة «: يقـول. بين إثبات األلـف وحـذفها) المالئكة(تستوي كتابة −٨وهـي مكتوبـة يف المصـحف بغيـر , إثبات األلـف فيهـا حسـن; وحـذفها حسـن

.ن اآلن نكتب الكلمة باأللفونح IRH.»ألف

ا فتثبـت األلـف, ا; أما إذا كـان مفـرد تحذف األلف يف العدد إذا كان مضاف −٩ . ثالثة وثالثون وثمانية: يعني ISH,)ثلثة وثلثون وثمنية(نحو

.٢٣٠, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٢٣٣المرجع السابق, ص ) ٢( .٢٣٣, ص أدب الكاتب, ابن قتيبة) ٣(

١٥٢

. االستفهامية »ما«تحذف األلف من −١٠

مت, وبم, عم تسأل, وفيم ترغب, وفيم جئت, ومل تكل: تقول«: يقول ابن قتيبةا أثبـت األلـف وحتام, وعالم, نحذف األلف يف االستفهام; فإذا كان الكـالم خبـر

IQH.»سل عما أردت, وتكلم فيما أحببت: فقلت : تحذف األلف من ما االستفهامية إذا سبقت بحرف جر, مثل: والقاعدة تقول

لـت? حتـام فيم تفكر? مل سافرت? عم تسأل? مـم تعبـت? بـم تكتـب? عـالم عوبمقتضـام تصـرفت هـذا : تنتظر? إالم الخلف بيـنكم? أو سـبقت بمضـاف, مثـل

IRHالتصرف?) هـأنتم(وتكتـب «اإلشارية إذا اتصلت بضـمير, »ها«تحذف األلف من −١١

ISH.»بألف واحدة وتحذف واحدة) هأنا(و) هأنت(و

) Iـاوس(وتكتـب «تحذف واحدة مـن الـواوين والثالثـة إذا اجـتمعن, −١٢ ITH.»عـىل مـا ذهـب ا; إذ كان ما بقي دليال بواو واحدة استخفاف ) داود(و) سناو(وفإذا اجتمعت ثالث واوات حذفت واحدة واقتصرت عـىل اثنـين, نحـو قـول اهللا «

أنـتم (ا, نحـو , وكذلك إن كان ما قبل الـواو األوىل مضـموم J Iz } : تعاىلون(و) ونأنتم مغزو (و) تنوؤن باأليدي(و) اتسوؤن زيد تكتـب هـذا كلـه ) مـدعو

IUH.»بواوين وتسقF واحدة

.وهذا مما يجري عليه األستاذ عبدالسالم هارون وعبدالعليم إبراهيم

ويمضي ابن قتيبة يفصـل القـول يف مـا نقـص منـه اليـاء الجتمـاع السـاكنين, به هـذا يف وكل ما أش) قاض, وغاز, ورام, ومهتد, ومفتر, ومشتر (تكتب «: ويقول

.٢٤١المرجع السابق, ص ) ١( .٧٧عبد العليم إبراهيم, اإلمالء والترقيم يف الكتابة العربية, ص ) ٢( .٢٢٨, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٢٤٢المرجع السابق, ص ) ٤( .٢٤٢المرجع السابق, ص ) ٥(

١٥٣

حال الرفع والخفض بال ياء, استثقاال لمجيء الضمةبعد الكسرة واليـاء, ومجـيء كسرة بعد كسرة وياء, ألن أكثر العرب إذا وقفوا وقفوا بغيـر يـاء; فـإذا صـرت إىل

IQH.»)اا, ومشتري ا, ومهتدي ا, ورامي رأيت قاضي : (النصب أتممته فقلت : د اليوم من مقترحات ابن قتيبةخالصة الكالم يف ما يستعمل وما يMر

الحظنا مما سبق أن الكثير من توجيهات ابن قتيبة اإلمالئية يعتمـد عـىل فكـرة االستخفاف واالستثقال يف الرسم, وقد يتعارض ذلك مع الخـوف مـن االلتبـاس

ومجلة مقترحات ابن قتيبـة يف كتابـة الهمـزة وحـذف بعـض . من وجهة نظر القراء : ا منها, وذلك مثلا يسير عليها اآلن, إال شيئ الحروف هي مما نجري

, أو واو, )الهيئـة(الهيـة : حذف الهمزة إذا كان قبل هاء التأنيث يـاء, مثـل −١ ).الجراءة(الجرأة : , أو ألف, مثل)السوءة(السوة : مثل

ا مـع هـاء الضـمير يف ا للهمزة المتMرفة التي تصير وسM كتابة األلف مMلق −٢مـررت : (, والخفض, مثـل)همرأيت مأل(والنصب, مثل ) هو يشنأه(الرفع, مثل

. )بمألهم

: حذف الهمزة يف مهموز العين من الفعل المضـارع, دون الماضـي, مثـل −٣ )...يف يسأم(, ويسم )يف يسأل(يسل

يف مهموز الالم المضارع وقبل الهمـزة يـاء أو واو, اتالواو ىحدإحذف −٤ . )يف تسيئون(يون , وتس)يف تسوؤون(تسوون : مثل

ى هبـا سـم األسـماء األعجميـة المسـتعملة وي حذف األلف يف الوسF من −٥ ).إبرهيم, وإسمعيل, وإسرئيل, وإسحق, وسليمن, وهرون: (كثيرا, نحو

هـا األلـف تدخلسF من األسـماء عـىل وزن فاعـل إذا حذف األلف يف الو −٦ .ف إذا انتفى األلف والالم, وإثبات األل)الحارث: (; يعني)الحرث(والالم, مثل

.٢٤٥, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١(

١٥٤

; يعني السالم عليكم وعبد )عبد السلم(و) السلم عليكم(حذف األلف يف −٧ . السالم

ا فتثبـت األلـف, ا; أمـا إذا كـان مفـرد حذف األلف يف العدد إذا كان مضاف −٨ .ثالثة وثالثون وثمانية: , يعني)ثلثة وثلثون وثمنية( :نحو

١٥٥

ثاينالفصل ال

א

אאWא من وسائل تنمية اللغة العربية االشتقاق, وهو يف العربيـة يعـد أمههـا يف توليـد األلفاظ, ولهذا عني به لغويو العرب قـديما وحـديثا, وأفـردوه بالتـأليف يف كتـب

األصمعي وقMـرب, وأبـو: مستقلة, أو يف فصول Iوال من مؤلفاهتم, منهم قديمانصر الباهيل, والمفضـل بـن سـلمة, والمبـرد وابـن دريـد الحسن األخفش, وأبو

ومـنهم . والزجاج, وابن السراج, والرماين, والنحاس, وابن خالويـه, وابـن جنـياألستاذ محمـد المبـارك, واألسـتاذ سـعيد األفغـاين, والشـيخ عبـدالقادر : حديثا

IQH.المغربيمراجع وأحدثها فيما يتعلق باالشتقاق وشعرت أنه تجب اإلشارة هنا إىل أهم ال

العربيـة «: محمد حسن عبـد العزيـز بعنـوان. إىل ما ذكرنا, منها ما كتبه د باإلضافةوترجع أمهية الكتـاب إىل أنـه يعـالج االشـتقاق معالجـة IRH.»الفصحى المعاصرة

والضوابF فيه عند مواكبة شاملة لجوانبه وما للغة العربية المعاصرة من المميزاتتMلبات العصر الحديث يف شتى ميادين العلم ومختلف أنواع إنتـاج الحضـارة , م

كما يعالج أيضا قضايا لغويـة أخـرى كالتعريـب والنحـت وتيسـير النحـو ممـا ال .عن معرفته دارسو اللغة العربية وباحثوها ييستغن

مبـدأ توليـدي ال هـو مـن حيـث « يقول األستاذ عن االشـتقاق القياسـي, إنـها يف إنشـاء نظـام مـن المصـMلحات يف العصـر ا عظيم أدى دور –فحسب معياري

.٤٢٠, ص اللغة فقهمحمد األنMوكي, ) ١(مكتبـة : القـاهرة(, العربية الفصحى المعاصرة قضايا ومشكالتمحمد حسن عبد العزيز, . يقرأ د) ٢(

) . م ٢٠١١ −هـ ١٤٣٣اآلداب,

١٥٦

العباسي الزاهي لعلوم هذا العصر, ويف عصر النهضة العربيـة عـاد هـذا المبـدأ إىل سابق عهده; ليسهم بأعظم دور يف توفير جهاز مصMلحي متكامل للعلوم الحديثة,

ولـيس دوره يف ألفـاظ . كـامال ا ا بدور أكبر يف تعريب العلـوم تعريبـوما يزال واعد إن االشتقاق إذا رمز لحيوية اللغـة, . الحضارة والشؤون العامة بأقل من هذا الدور

IQH.»وسبيل لتMورها, تستمد منه جوهر حياهتا وتسترفد عناصر النمو والخلود تعريف االشتقاق وأنواعه: أوال

ا وتغييـر يف واالشتقاق يف التعريف هو أخذ لفظ مـن آخـر مـع تناسـب بينهمـهـو «: أو بعبـارة أخـرى IRH).كتـب(من ) مكتب(و) علم(من ) عامل(اللفظ, كأخذ

نزع لفظ من آخر بشرU مناسبتهما معنى وتركيبا وتغاييرمها يف الصيغة, أو يقال هو ISH.»تحويل األصل الواحد إىل صيغ مختلفة لتفيد ما مل يستفد بذلك األصل

ا ا محـل الخـالف بـين العلمـاء قـديم وما هو األصل يف هـذا التعريـف? هـذأخذ كلمة من جذر مع تناسـب بينهمـا «ا آخر, وهو ا, فيقترح بعضهم تعريف وحديث

.والجذر أدق يف التعريف حيث يشمل المصدر والفعلITH.»يف المعنى واللفظاالشتقاق الصغير أو األصغر, : ثالثة أنواعاللغويين عىل معظم عند االشتقاقو

ويزيد بعضهم عىل هـذه األنـواع نـوع آخـر .بير, واالشتقاق األكبرواالشتقاق الك .اراالشتقاق الكب وهو

Iالقـه, إواالشتقاق الصغير أو األصغر هو ما ينصرف إليه لفظ االشتقاق عند مـن ) مكتوب(و) كاتب(, واشتقاق )ضرب(من ) مضروب(و) ضارب(كاشتقاق

تقاق أن يتفق المشتق والمشـتق ويشترU يف هذا النوع من االش. اوهلم جر ) كتب(الفعـل : منه يف األحرف األصلية ويف ترتيبها, وفصائل الكلمات الناتجة منـه عشـر

.١٢٥, ص العربية الفصحى المعاصرةمحمد حسن عبد العزيز, . د) ١( .٤٢١, ص فقه اللغةمحمد األنMوكي, ) ٢(; ٩, ص ) ١٩٠٨مMبعة الهـالل, : القاهرة(, االشتقاق والتعريبغربي, عبد القادر بن مصMفى الم) ٣(

.٢٧٥, ص المزهر يف اللغة وأنواعهاويقارن السيوIي, .١٢٥, ص العربية الفصحى المعاصرةمحمد حسن عبد العزيز, ) ٤(

١٥٧

الماضي, والفعل المضارع, وفعل األمر, واسم الفاعل, واسم المفعول, والصـفة . المشبهة باسم الفاعل, واسم التفضيل, واسم الزمان, واسم المكان, واسم اآللة

وهـو أن يكـون بـين اللفظـين IQHا,ق الكبير فيسـمى بالقلـب أيضـأما االشتقا) جــذب(تناســب يف المعنــى, واتفــاق يف األحــرف األصــلية دون ترتيبهــا, مثــل

, فـإن الحـروف يف المشـتق هـي عينهـا يف المشـتق منـه, والمعنـى فيهـا )جبذ(ووهـذا ,األول بعد الذال, عىل عكس الثـاينمتناسب, وإنما الفرق بينهما أن الباء يف

هـو األول أو وعنـدهم أن اللفـظ األكثـر تـداوال . ما عنوه بالقلب يف هـذا المقـام .المشتق منه, وغيره هو المشتق

أما االشتقاق األكبر ويسمى اإلبدال أيضا, فهو أن يكون بين اللفظـين تناسـب فالمعنى متقارب إذ هـو ) نعق وهنق: (يف المعنى ومخارج الحروف المختلفة, مثل

منهما الصوت المستكره, وليس بينهمـا تناسـب يف اللفـظ ألن يف كـل مـن يف كلا ال يوجد نظيـره يف األخـرى, غيـر أن الحـرفين المختلفـين فيهمـا الكلمتين حرف

ا متناسـبان يف المخـرج, فـإن مخرجهمـا مجيعـ) العين يف األوىل والهاء يف الثانيـة( .الحلق

ه بالنحت, فهو أن تعمد إىل كلمتين أما االشتقاق الكبار ومجهور العلماء يسمونكلمة فذة تدل عىل مـا كانـت تـدل عليـه اف كلماهتأو مجلة فتنزع من مجموع حرو

IRH.»ال حول وال قوة إال باهللا«من »حوقل«: الجملة نفسها, مثل رأي ابن قتيبة عن االشتقاق: ثانيا

كالمه يقرر ابن قتيبة أن االشتقاق من خصيصى العرب, ويذكر ذلك من خاللوقد يكتنف الشيء معان فيشـتق لكـل «: قال. عن مزايا العربية التي نزل هبا القرآن

, »مـبMن«: معنى منها اسم من اسم ذلك الشيء, كاشتقاقهم من الـبMن للخمـيص, »مبMـان«: , فإذا كان من كثـرة األكـل قيـل»بMين«: وللعظيم البMن إذا كان خلقة

.١٤, ص االشتقاق والتعريبالمغربي, ) ١( . ٢١المرجع السابق, ص ) ٢(

١٥٨

وهبذا الكالم يخالف Iائفة ادعـت IQH.»مبMون: بMنوللعليل ال »بMن«: وللمنهوم . أن الكلم كله أصل

أن ابـن قتيبـة −وبصرف النظر عن النMاق األوسع –ا بلمحة سريعة ويبدو أيض اشـتقت مـن اسـم ) مبMن, وبMين, ومبMان, وبMن, ومبMـون(يرى أن المشتقات

.اء البصريينا من آروهبذا أخذ Iرف IRH,)البMن( العينيف ذلك أن المصدر رأى البصريون أن أصل الكلمة هو المصدر, ومن حجتهم

Fبسي Fبخالف الفعل فإنه يـدل عـىل )أو اسم للحدث(, أي يدل عىل الحدث فق ,ويؤيد األستاذ عبد اهللا أمين هذا المذهب بأن العرب اشتقت مـن . الحدث والزمن

ISH.مصادرأسماء األعيان, إىل جانب اشتقاقها من الا من للمشتقات, بدليل أنه سمى باب ولكن ابن قتيبة يرفض كون المصدر أصال

ا مـن أمثلـة حيث ذكر فيه كثيـر »باب المصادر المختلفة من الصدر الواحد«كتابه »موجـدة, « وجـدت يف الغضـب«: االشتقاق الصغير, وعىل سبيل المثال قال فيـه

, وافتقر فالن بعد »اا ووجود وجدان «ت الشيء , ووجد»اوجد «ووجدت يف الحزم نحال, «ه ل , ونحلته من العMية أنح »نحل جسمه ينحل نحوال «: ومن ذلك .»وجد «

أن عـىل وبذكر المصادر كأنـه يريـد أن يـدلل .»ونحلته القول أنحله نحال »ونحلة

.١٧, ص ل القرآنتأويل مشكابن قتيبة, ) ١(ومن الMبيعي أن األسماء : حسين عيل الزراعي الذي يقول. ومما يؤيد هذه الفكرة دراسة قام هبا د) ٢(

بناء الكلمـة وتحليلهـا, حسين عيل الزراعي, . ينظر د. هي األصل واألفعال والمصادر مشتقة منها .وما بعده ٧٤, ص ) ٢٠١٣دار التنوير, : الجزائر(, مقاربات يف اللسانيات الحاسوبية

وال شك أن كل اسم من أسماء األعيان, هو أصـل المشـتقات مـن «: ويقول مدلال عىل هذا الرأي) ٣(: إبل نفسه, وال فعل: أي اتخذ إبال, قد وضع قبل أن يوضع لفظ: تأبل: مادته; إذ ال يعقل أن الفعل

أي اتخـذ ابنـا, وضـع قبـل :تبنى: تأرض, أي لصق باألرض, وضع قبل لفظ األرض, وال الفعلوأوضح من هذا دليال وأقوى حجة عىل أن العرب اشـتقوا مـن أسـماء األعيـان, كمـا ... لفظ ابن

ومشـتقات; إذ ال اشتقوا من المصادر, أهنم عربوا أسماء أعجمية, ثم اشتقوا منها مصادر وأفعـاال عربـوا ...قبل أن يعربوها يعقل أن يكون العرب, قد اشتقوا كل ذلك من مواد األسماء األعجمية,

, فصـول يف فقـه العربيـةرمضـان عبـد التـواب, . نقلـه د. »ألجـم الفـرس: اللجام, ثم اشتقوا منه . ٢٩٢ص

١٥٩

. للواحد الجمع ال يمكن أن يكون أصال ن أن وهـم يـرو IQHوكلمة الصدر يف عنوان الباب هي تسمية الكوفيين لألفعال,

ألن المصـدر يجـيء بعـده يف التصـريف; فيقـال األصل يف المشتقات هو الفعل; IRH.ضرب يضرب ضربا: مثال

بناء عىل هذا فليس من العجب أن ينقد ابن السيد البMليوسي عدم استقرار ابـن عـن الباب إذ أدخل فيه بضع أفعـال ماضـية مختلفـة األوزان بعضـها قتيبة يف هذا

رحمتـه, وأويـت إىل بنـي : أي »مأوية, وإية «أويت له «: قال ابن قتيبةفمثال . عضبقد قال يف باب فعلـت «: قال المفسرثم ISH.»إيواء « ا, وآويت فالن »أويا«فالن آوي

.»مقصور ال غير: بمعنى, وأويت إىل فالن: يته وآويتهأو: وأفعلت باتفاق معنىعبر الرؤيا يعبرها عبارة, وعبر النهر يعبـره عبـورا, «: ومثال آخر, قال ابن قتيبة

ه العبـر : ر سخنة العين, يقالب ع بر عبرا, إذا استعبر, والوعبر الرجل يع هنـا ITH.»ألم). العـين والبـاء والـراء(وإن كانت الكلمة من مادة ) عبر وعبر (ن بين يختلف الوز

هل أغفل ابن قتيبة هذا االختالف أو أورده بقصد?سكنت بعد الهبوب, وسـكرت البثـق : ا, أيسكرت الريح سكور «: ومن ذلك: فقال البMليوسيIUH.»اا وسكر وسكر الرجل يسكر سكر . إذا سددته: أسكره سكرا

ألنه تـرجم البـاب بالمصـادر المختلفـة عـن الصـدر هذا مخالف لترمجة الباب;«فعـل مفتـوح العـين, والثـاين فعـل : الواحد, وهذان صـدران مختلفـان, أحـدمها

فإن احتج له محتج بأنه أراد أهنما فعـالن متفقـان يف أهنمـا ثالثيـان . مكسور العين: لعين وفتحها, انتقض عليه ذلك, فإنه قد ذكـر يف هـذا البـابوإن اختلفا يف كسر ا

ـه) ١( : الصـدر أي«: قال محقق الكتاب هبامش عنوان الباب بأن األصل يعني به ابن قتيبة الفعل, ونص

.٣٣٣, ص أدب الكاتب, ) ٢( الدايل يف الهامش رقم. »الفعل وهو من تسمية الكوفيين, ) م١٩٩٩−هــ١٤٢٠مكتبـة األنجلـو, : القـاهرة(, فصول يف فقه العربيةرمضان عبد التواب, . د) ٢(

.٢٩١ص .٣٣٤, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٣٣٤المرجع السابق, ص ) ٤( .٣٣٤المرجع السابق, ص ) ٥(

١٦٠

وهـذه كلهـا . بىل وأبىل, ومحي وأمحى, وسفر وأسفر, ونزع ونازع, وعجـز وعجـز IQH.»صدور مختلفة, بعضها ثالثي وبعضها رباعي, وبعضها أكثر من ذلك

»فـرس«ا يف هذا الباب وقد ذكر أيض «: واستمر ابن السيد نقده البن قتيبة قائالوالذي ينبغي أن يعتذر له به, . بين الجودة والجودة, وهذا مصدر ال صدر له: جواد

إهنا وإن اختلفت أوزاهنا فهي مشتقة من أصـل واحـد, وبعضـها متشـبث : أن يقال IRH.»ببعض, فلم يكن أن يذكر واحد منها دون صاحبهمنظور المذهب ما يفهمه هو من وكما هو ملحوظ فإن نقد ابن السيد ينبني عىل

هو الفعـل, يف تعبير ابن قتيبة −بافتراض أنه أصل المشتقات−»الصدر«الكويف بأن . وهذا يحتاج إىل نظر

قبـل قليـل المصدر كما مضى بنا وأنا أرى أن الصدر يف تعبير ابن قتيبة ال يعني; وال يعنـي الفعـل كمـا ادعـاه البMليوسـي, بـدليل للواحـد المتناع الجمع أصال

يف الفـاء (ف أوزان الفعل واختالف أبنيتها, وإنما يعنـي الحـروف األصـلية اختالها الكلمة, أو بعبارة التي تتركب من) مع الحروف الزائدة والعين والالم, وقد تكون

ومما يبرر ما . أخرى هو المادة اللغوية التي يأيت من مجلة تراكيبها المعنى المشترك : نقول .لفعل وأبنيتهاذلك االختالف يف أوزان ا −١

اختالف األبنيـة لصـيغة واحـدة كمـا يف شـتى العنـاوين مـن كتـاب أدب −٢وإنمـا تجـيء هـذه المصـادر مخالفـة «: الكاتب, وقال ابن قتيبة يف آخر المMـاف

ومن هنـا يمكـن أن . ISH»واحدة يف المعنى ]فهي[ −وإن اختلفت أبنيتها–لألفعال المعجميـين التـي تتأسـس عـىل المعنـى نقول إن نظرة ابن قتيبة للكلمة هي نظـرة

.للمادة اللغوية

حامـد . , تحقيق األستاذ مصMفى السقا ودباالقتضاب يف شرح أدب الكتاابن السيد البMليوسي, ) ١(

.١٤٥, ص ٢, جزء ) ١٩٩٦دار الكتب المصرية, : القاهرة(عبد المجيد, .١٤٦, ص ٢المرجع السابق, جزء ) ٢( .٦٣٠, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣(

١٦١

وإذا صح ما انتهينا إليه فذلك يتناسب مـع فكـرة الجـذر, ويف كـالم اللغـويين تتـداول األلفـاظ «: محمد حسـن عبـدالعزيز. المعاصرين ما يؤيده, فمثال يقول د

أو صـيغ ا حيث تصب الجذور الثالثية والرباعية يف قوالببالعربية باالشتقاق غالب معنـى معجمـي وهـو ) ١: أو أوزان, وينتج عن تلك العملية ألفاظ, لكل لفظ منها

IQH.»معنى صريف وهو معنى القالب أو الصيغة) ٢معنى الجذر, وفمعنى . وبناء عىل هذا, يمكن أن نقول إن ابن قتيبة قد فرق بين هذين المعنيين

وإنمـا تجـيء هـذه «: عنهـا الجذر يتمثل يف هذه األمثلة التـي سـاقها والتـي قـالأمـا ; »واحدة يف المعنـى ]فهي[ −وإن اختلفت أبنيتها–المصادر مخالفة لألفعال

. من جذر واحد فذلك الذي يتولد من اختالف الصيغ معنى الصيغة

ا يجـري فيـه االشـتقاق مـن اسـم األعيـان ا أن ينقـل كالمـبأسـ ثم أنه ال يرىهو اسم أعجمي ولذلك : قال أبوعبيدة: ه قوالنفي«: إبليس عنقال المعربة, فمثال

: قال اهللا جـل ثنـاؤه. من أبلس الرجل إذا يئس »إفعيل«هو : وقال غيره. ال يصرف { Ý Ü Û Ú Ùz ]كذلك قـال ابـن . [يائسون: أي ]٤٤: سورة األنعام

ن رمحتـه ولما لعنه اهللا وغضب عليه أبلس م: ; قال] عباس يف رواية أبي صالح عنه IRH.»إبليس] اهللا عز وجل[فسماه ] منها[يئس : أي

محمد حسـن عبـد العزيـز, أن هـذا الضـرب ال . والراجح, كما قال األستاذ دا يف حروفـه فلـيس ا عربي يحكم عىل أمثلته بأهنا مشتقة, فإذا وافق لفظ أعجمي لفظ

إذا : جـلا من اآلخـر, فـإبليس لـيس بعربـي, وإن وافـق أبلـس الرأحدمها مأخوذ ISH.»..انقMعت حجته, أو من أبلس يبلس أي يئس

ويعني هبذا أنه مع االعتراف بأعجمية كلمة إبليس, لكنه يتوسـع يف اشـتقاقيتها .للمشتقات ويأخذ بالمادة اللغوية أصال

وال ينتهي ابن قتيبة بالكالم عن المادة اللغوية التـي ترجـع إىل معنـى مشـترك,

.١٢٩, ص العربية الفصحى المعاصرةمحمد حسن عبد العزيز, . د) ١( .) المكتبة الشاملة( ٢٣ص , غريب القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٧٤, ص التعريب يف القديم والحديثمحمد حسن عبد العزيز, . د) ٣(

١٦٢

نـا, ونحـن ءتركيب تلك المادة اللغوية, مما يؤيد ادعا فقد تكلم أيضا عن اختالفبـذلك القلـب الـذي ينستنبF ذلك من أقواله عن تقديم حرف وتأخير آخر ويعنـ

−هـتم باالشـتقاق األكبـر اكمـا − واهتم به ابن قتيبة ,اا كبير يعده اللغويون اشتقاق كالمـه عـن تحليل معنى الكلمات, وذلـك مـن خـالل خالله ا استMاع من اهتمام

:, ونقتMف كالمه ما ييلIQHاالستعارة

فكما يستعيرون الكلمة فيضعوهنا مكـان الكلمـة لتقـارب مـا بينهمـا, أو ألن «ويقولـون , ألنه من السماء ينـزل ;سماء: سبب لألخرى, فيقولون للمMرإحدامها ما بـه Iـرق, أي مـا بـه قـوة, وأصـل : ألنه بالندى ينبت, ويقولون ;ندى: للنبات

.ألن القوة تكون عنه ;الشحم, فيستعيرونه مكان القوة: لMرقاــه«: كــذلك يســتعيرون الحــرف يف الكلمــة مكــان الحــرف فيقولــون » مدهت

.ا من مخرج واحديخرجان مجيع ) الهاء(و ) الحاء(ألن ;)مدحته:(بمعنىثوم وفوم ومغـاثير ومغـافير لقـرب : جدث وجدف, ويقولون: ويقولون للقبر

) .التاء(من ) اءالف(مخرج هرقت الماء وأرقته, ولصق ولسق, وسـحقت الزعفـران وسـهكته, : ويقولون

.وغمار الناس ومخارهم .يف أشباه لهذا كثيرة يبدلون فيها الحرف من الحرف, لتقارب ما بينهما

وكذلك يقدمون الحرف يف الكلمـة وسـبيله التـأخير, ويـؤخرون الحـرف ...وجبذ, وبئر عميقة ومعيقة, وأحجمت عن األمر جذب: وسبيله التقديم, فيقولون

ورجـل أغـرل . ه ومـا أيMبـهوأجحمت, وبتلت الشيء, أي قMعته وبلته, وما أIيب IRH.»عتقاه األمر واعتقاء, واعتام واعتمى, يف أشباه لهذا كثيرةاوأرغل, و

ومما نقلنا يفهم أن ابن قتيبة ممـن يقـر باالشـتقاق الكبيـر واألكبـر عـىل هذا, ومها كلمتان من نفـس الحـروف ) جبذ(و) جذب: (فاألول كما يف المثال , واءالس

ويجب أن نشير هنا إىل أن االستعارة يف رأي ابن قتيبة تشمل كل أنواع المجاز كمـا تحـدثنا عنـه يف ) ١(

.الكالم عن االستعارة سابقا .) الشاملةالمكتبة ( ١٨٤, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢(

١٦٣

ال والبـاء : يقول ابن فارس عن التركيب األول). الجيم والذال والباء( الجيم والـذوجـذبت المهـر . يقال جذبت الشيء أجذبه جذبا. أصل واحد يدل عىل بتر الشيء

ه إذا ف وهو قياس . ناقة جاذب, إذا قل لبنها, والجمع جواذب : Mمته, ويقال عن أموقد شذ عن هذا األصل الجذب, . الباب; ألنه إذا قل لبنها فكأهنا جذبته إىل نفسها

ار الخشن, الواحد جذبة ال «: :ثم يقول عن الثاين IQH.»وهو الجم الجيم والباء والذيء بمعنى جذبته ه كلمة واحدة مقلوبة, يقال جبذت الش وهذه IRH.»ليس أصال; ألن

الظاهرة من القلب أو االشتقاق الكبير هو عند ابن قتيبـة التقـديم والتـأخير, وهـو . تقديم حرف وتأخير آخر

ا باإلبـدال ثـم هذه الظاهرة أيض وعىل جانب التقديم والتأخير, يسمي ابن قتيبةأبوابـا متتابعـة فمـثال عقـد . ينص بأنه المقلوب, مما يثير االضMراب لدى القارئ

عنواهنا, حشد فيها أمثلة القلب, منها بـاب المبـدل, وبـاب تحمل اسم اإلبدال يف ب إبدال الياء من أحد الحرفين المثلين إذا اجتمعا, وباب اإلبدال من المشدد, وبا

, »جذب وجبـذ «ومن المقلوب «:هذه األبواب ويقول يف أحد. ما أبدل من القوايفIمـس «, »أجحمـت«و »أحجمـت عـن األمـر«, »اضمحل الشـيء وامضـحل «

مثـل »أنـى الشـيء يـأنى«إذا أنتن, »ثنت اللحم ونثت «إذا درس, »الMريق وIسم .وهكذا ISH»إلخ...»بئر عميقة ومعيقة«ذا حان, إ »آن يئين«أتى يأيت, و

ـم, »تكمكم الرجل«:ومن ذلك قوله ة, وهي القلنسوة, واألصل تكم من الكممـاد الحـار, قـال »تملـل «واألصـل»تململ عىل فراشه «و , مـن الملـة, وهـي الر

:الشاعر ره الجنوب ك باتت تكر

ره«وأصله :من التكرير, وقول الفرزدق »تكر وخيلفن ما ظن الغيور المشفشف

.٤٤٠, ص مقاييس اللغةابن فارس, ) ١( .٥٠١المرجع السابق, ص ) ٢( .٤٩٣−٤٩٢, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣(

١٦٤

ته الغيـرة«المهزول هـو مـن : أي ة الحـزن«و »شـف , »وأصـله المشـفف »شـفجل عىل وجهه) »فكببوا«هي ( »بوا فيها فكبك«و IQH.»من كببت الر

حين يصدق ابن قتيبة من منظور اللغـة ويMالعنا قول البMليوسي يف هذا الصدد ذهب ابن قتيبـة يف هـذا «: قال. يف ناحية, ويخMئه من منظور النحو يف ناحية أخرى

وذلك . مذهب أهل اللغة, فجميع ما ذكر فيه من المبدل ]باب المبدل: أي[الباب ألن البدل عندهم ال يصح إال يف الحروف التي ييس النحويين;غير صحيح عىل مقا

أشـرت العـود «ا تجاور يف المخارج, أو تناسب يف بعض األحوال, وأما مثـل بينه, , فال يرونه بدال », ولبج به ولبF به»جاحفت عنه وجاحشت«, و»ونشرته ووشرته . أغراضها ومعانيها ظ تتقارب صيغها ومبانيها, وتتدانىوإنما هي ألفا

ا اثنا عشر حرف وقد مجع النحويون حروف البدل, وحصروها, وعددها عندهم Iال يـوم : إن Iال وجدي مهت, ومجعها أبو عيل البغدادي يف قولك: يجمعها قولنا

أنجدته, كما مجعوا الحروف التي يحكم عليها بالزيادة, فجعلوها عشرة, يجمعهـا وجعلـوا للزيـادة واإلبـدال مواضـع ). أسلمني وتاه(هويت السمان, وقوله : قولنا

ون عىل حرف أنـه بـدل مـن غيـره, وال زائـد إال مخصوصة ال تعدوها, وال يحكم IRH.»بدليل وقياس, يعرف ذلك من أحكم صناعة التصريف

ه باالستعارة كمـا نستشـف مـن بدايـة عن وابن قتيبة يعبر−أما االشتقاق األكبر فيكون عن سبيل استعارة حرف يبدل بـه حـرف آخـر مـن الكلمـة, −كالمه سابقا

) الحاء(ألن «: ثم يأيت بتعليله قائال). مدح(ا الحاء وأصله) مده(كاستعارة الهاء يف ) مـده («: وهذا كما يقول ابـن فـارس. »ا من مخرج واحديخرجان مجيع ) الهاء(و

ISH.»الميم والدال والهاء ليس بأصل, ألن هاءه عن حاء نعم, يف موضع آخر يقدم ابن قتيبة نظريته أن التقارب الصـويت ينـتج التقـارب

ونأيت هنا ببعض أمثلة توضح ما رآه عن . كما سنعرضه يف موضوع الترادفالداليل

.٤٩٢, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٢٥٣, ص ٢, جزء االقتضابابن السيد البMليوسي, ) ٢( .٣٠٨, ص ٥, جزء مقاييس اللغةابن فارس, ) ٣(

١٦٥

:, منهااألكبر االشتقاقوكـأن األصـل, «: وهو صفة من صـفات اهللا عـز وجـل »مهيمن«قال يف كلمة

, »أرقـت المـاء«لقرب مخرجهما; كما تقلـب يف : الهمزة هاء بتقل ; ثم »مؤيمن «إبريـة «: وقـالوا. مـاء مـراق: مـاء مهـراق; واألصـل: وقالوا. هرقت الماء: فيقال

اك و IQH.»فأبدلوا من الهمزة هاء. هياك وهبرية, وأيهات وهيهات, وإيرث إ: واا كمـا قـال الهمـزة واو بـتقل ثـم . صـرإ: واألصـل «: وقال يف الوصر

: وقـالوا للسـتر. سادةإو ,ووسادة. كاف ووكافإوقالوا . ورث: وهو من ,وورث IRH.»جاج ووجاجأ

بـاب «: ا بعنـوانونلتفت إىل كتابه اآلخر وهو أدب الكاتب, حيث عقد فيه بابـ, وهو فيه يظهر التقارب الداليل بين األسماء »األسماء المتقاربة يف اللفظ والمعنى

والقـبص, وصـرح وصـرخ, القـبض: مثـال ذلـك. داء كيفية النMـقربة يف أالمتقاوقد حشد يف هـذا البـاب مـا يقـرب . إلخ... والرجز والرجس, والنضح والنضخ

وهو مع ذلك, يلـتمس الفـروق الدالليـة . كلمة من هذه األمثلة) ١٦(ست عشرة مـثال قـال يف القـبض ف. أكثر من االرتباU الداليل أو تناسب المعنى بين المشتقات

وقـال يف الخضـم . », والقبص بأIراف األصـابعالقبض بجميع الكف«: والقبص: ذر رمحـه اهللا الخضم بالفم كله, والقضم بـأIراف األسـنان, قـال أبـو«: والقضم

وجدير بالذكر هنا أن من ذلك المبلغ ما يخرج ISH.»تخضمون ونقضم والموعد اهللابة ما يصلح أن يكون من باب عن باب االشتقاق األكبر أو اإلبدال, إذ أدخل ابن قتي

مثـال األول الشـروب يصلح أن يكون من االشتقاق الكبير;االشتقاق الصغير وما الملح الـذي ال يشـرب إال عنـد الضـرورة, ) الماء الشروب(«: والشريب يف قوله

أما مثال الثاين فهي . »الذي فيه شيء من عذوبة وهو يشرب عىل ما فيه) الشريب(و) الخـرص (الذي يجد البرد; و) الخصر («: خرص كما يف قولهككلمتي الخصر وال

.) المكتبة الشاملة( ١٢, ص ١, جزء لقرآنغريب اابن قتيبة, ) ١( .) المكتبة الشاملة( ٥٠٩, ص ٢, جزء غريب الحديثابن قتيبة, ) ٢( .٢٠٠, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣(

١٦٦

IQH.»الذي يجد البرد والجوععند بعض اللغويين, ولكـن ويمضي ابن قتيبة يقر باالشتقاق الكبار أو النحت

بسF صوره, وربما مل يكن يدخل يف حد النحت الذي يعرفه من بعده من ذلك عىل أأو مجلة فتنزع من مجموع حروف كلماهتا كلمـة أن تعمد إىل كلمتين«اللغويين بأنه

ال : قـال: أي) حوقـل(مثـل , IRH»فذة تدل عىل ما كانت تدل عليه الجملـة نفسـها, منها معرفة المخاIـب ومع ذلك فقد وضع بعض ضوابMه. حول وال قوة إال باهللا

:اسمعه يقول ما يعنى به,فصلوا بينه وبـين المشـبه والكتاب يزيدون يف كتابة الحرف ما ليس يف وزنه لي«

ما أبقي عما ألقـي إذا ا هو يف وزنه استخفافا واستغناء بله, ويسقMون من الحرف مكان فيه دليل عىل ما يحذفون من الكلمة, والعرب كذلك يفعلون, ويحـذفون مـن

مل يك, وهو يريدون مل يكن, ومل أبـل, وهـم يريـدون مل : الكلمة واللفظ نحو قولهما إذا ا وإيجاز من الكالم ما ال يتم الكالم يف الحقيقة إال به استخفاف أبال, ويختزلون

ISH.»عرف المخاIب ما يعنون بهوباستخدام البرامج عند الحاسوب, نتمكن من البحث عن األمثال التي يعدها

التي ) العقابيل(ا منها, وهو كلمة اللغويون من النحت, ولكني ما وجدت إال واحد Mوكي إهنا من نوع النحت النسبي, وهي البثور التي تظهر عىل الشفة يقول عنها األن

وابن قتيبة ال . وهي مجع العقبول ITHعقبى الحمى, من عقبى الحمى أو عقبى العلة, IUH.»العقابيل بقايا المرض«ا عنها إال أن يقول شيئ الخالصة: ثالثا

شــتقاق الصــغير اال: ة يقــر ابــن قتيبــة بوقــوع االشــتقاق عــىل أنواعــه األربعــكمــا يعــد ). النحــت(واالشــتقاق الكبيــر واالشــتقاق األكبــر واالشــتقاق الكبــار

.٢٠١, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٣١, ص االشتقاق والتعريبالمغربي, ) ٢( .٢١٣, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٤٣٠, ص فقه اللغةي, محمد األنMوك) ٤( . ١٤٣, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٥(

١٦٧

.االشتقاق من مزايا اللغة العربية, )بMـن: مثـل(يرى يف االشتقاق الصغير أنه يمكن االشتقاق من اسم األعيان

نى ويرى أن أصل المشتقات هو الجذر أو المادة اللغوية األصلية التي ترجع إىل مع .معنى الجذر ومعنى الصيغة: وعىل هذا, فقد فرق بين المعنيين. أو أكثر

, )يف الحـروف(يسمي االشتقاق الكبير بأسماء مختلفة, منها التقديم والتأخير . واإلبدال, والمقلوب

مـرة باالسـتعارة ) أو اإلبـدال عنـد أكثـر اللغـويين(يسمي االشـتقاق األكبـر أن ويـرى . ومرة أخرى بالتقليـب) ادة اللغويةاستعارة حرف موضع حرف يف الم(

التقارب المخرجي بين الحرفين يف أصـل المـادة من سبب وقوع االشتقاق األكبر .اللغوية فقد يؤدي ذلك إىل التقارب الداليل

أنه ال يتMرق إىل النحت أو االشتقاق الكبار إال أن يتعرض لذكر أبسF صـوره, لمـا يعـده وإن كـان يـذكر مثـاال ). مل يـك: لمث(وذلك إىل حد قصر كلمة أو مجلة

.ا فإن ذلك خارج كالمه عن هذا الموضوعالبعض نحت

אאWא الكالم عن التعريب قضية قديمة ويعود من جديد: أوال

مى يف العـامل لمـا فيهـا مـن امن المعلوم أن اللغة العربية من أثرى اللغات القدمن صـياغة كلمـة جديـدة تمكن بهنما , لم وكثرة الصيغ جذور الكيف متمثلة ثروة

تتفق مع اإلنتاجات الثقافية والحضارية والمعرفية, بيد أن ذلك ال يمنع من دخـول قول كلمة أو كلمات جديدة من أصل أعجمي إىل العربية عبر العصور, وهذا يؤكد

. ع انحMـاIهمتMور مع تMور الناIقين هبا وتنحF مـتاللغويين بأن اللغة كائن حي .حقيقة لغوية لعلها ال يرفضها أحد من اللغويين وهذه

ظهر من قديم الزمن وخاصة فيما قضية التعريب يف تراثنا العربي والكالم عن عجمتهـا يف القـرآن الكـريم, والكـالم الـذي ب تيتعلق ببعض الكلمات التي اهتم

بـين العلمـاء القـدامى نسب إىل ابن عباس الصحابي رمحه اهللا قد أثار مناقشة حارة

١٦٨

فريق يـرى الكلمـات عربيـة, وفريـق يراهـا مـن أصـل : فوقفوا موقفين متناقضين . أعجمي ثم تم تعريبها وصارت عربية

وقد بذل العلماء كل جهودهم لدراسة حقيقة الكلمات التي ادعي عجمتهـا يف د بما جاء عن القرآن, والقدماء من اللغويين كانوا عىل األكثر يبحثوهنا مع االستشها

الجاهليين من أشعار فيهـا ألفـاظ توافقهـا باعتبـار أن الشـعر أصـعب يف تغييـر أو ا من النثر, فتدوين األشعار الجاهلية وصدر اإلسالم ال يخلـو تزييف مفرداته نسبي

صـاحب ) هـ ١٧٠ت (مثل ما فعل القرشي −وإن مل يقتصر عليه–من هذا الغرض وغيـره مـن الـرواة كـالجمحي ) أشـعار العـرب مجهرة(مجموع األشعار القديمة

وهـذا مـا صـرح بـه ,)الشـعر والشـعراء(وابن قتيبة صاحب )الMبقات(صاحب هذا كتاب مجهـرة أشـعار «: قال. القرشي يف مستهل كتابه ثم أبدى رأيه عن القضية

العرب يف الجاهلية واإلسالم, الذين نزل القرآن بألسنتهم, واشـتقت العربيـة مـن واتخذت الشواهد يف معـاين القـرآن وغريـب الحـديث مـن أشـعارهم, ألفاظهم,

ونحن ذاكـرون يف كتابنـا هـذا مـا جـاءت بـه ... وأسندت الحكمة واآلداب إليهماألخبار المنقولة, واألشعار المحفوظة عنهم, وما وافق القرآن من ألفـاظهم, ومـا

IQH.», يف الشعر والشعراءملسو هيلع هللا ىلصروي عن رسول اهللا, ديث, تعود مناقشـة المعربـات يف القـرآن الكـريم مـن جديـد, ويف العصر الح

, حيث اهتم اهتماما بالغا Arthur Jefferyوخاصة عند المستشرقين, ويف مقدمتهمإن اللغويين قد أصدروا أفضل األحكام حين عالجوا «: بنقد المصادر العربية, قال

أصــولهم األلفــاظ الفارســية, وربمــا تكشــف معــرفتهم باأللفــاظ الفارســية عــن ومع هذا فإنه يعتقد أن نجاحهم يف معالجة األلفاظ القرآنية المعربة كان . »الفارسية

IRH...ضئيال ال سيما إذا قورنت أحكامهم بالمباحث الفيلولوجية الحديثةثم قام األستاذ محمد حسن عبد العزيز بدراسة شاملة لما يتعلـق بالتعريـب يف

, بتحقيـق عـيل مجهرة أشـعار العـرب, ) هـ١٧٠: المتوىف(أبو زيد محمد بن أبي الخMاب القرشي ) ١(

.١١, ص ) هنضة مصر للMباعة والنشر والتوزيع, دت: القاهرة(محمد البجادي, , ) ١٩٩٠دار الفكر العربـي, : القاهرة(, يم والحديثالتعريب يف القدمحمد حسن عبد العزيز, . د) ٢(

.٤٨ص

١٦٩

ا عىل المعربات يف القرآن , وليس ذلك مقتصر )التعريب يف القديم والحديث(كتابه ولكن كذلك ظـواهر −ويعالج فيه ما وصل إليه جيفري من نتائج–الكريم فحسب

كمـا فحـص , التعريب عبـر العصـور مـن العصـر الجـاهيل إىل عصـرنا الحاضـر .المعربات يف شتى ميادين العلم وضوابF العلماء والمجامع اللغوية يف التعريب

أن يجعل ١٩٣٢من أهم أغراض إنشاء مجمع اللغة العربية سنة وكان ومل يزلاللغة العربية وافية بمMالب العلوم والفنون, ومن ثم كان من أهم أعماله مـا حـدد من أصول تتصل بوضع المصMلحات وما أخرجه من معاجم وقـوائم يف مختلـف

. العلوم والفنون) يف الفصـحى المعاصـرة الوضع اللغوي(ويف كتاب آخر من مؤلفات األستاذ

صور ما حدث يف مMلع القرن الحديث من صـراع بـين أنصـار التعريـب وأنصـار ضري, ويمثل الثاين الشيخ أمحـد , يمثل األول الشيخ محمد الخ)التوسيع(التوليد

مـن الصـراع بـين مـوقفين فكـريين وكانت المناظرة بينهمـا شـكال . سكندرياإليقـول . افدة بعامة ومـن آثارهـا اللغويـة بخاصـةمختلفين من الحضارة الغربية الو

ا بـين مـوقفين ولكـن اإلنصـاف يقتضـينا أن نقـول إهنـا مل تكـن صـراع «: األستاذبـل ,متناقضين أحدمها يمثل الغاية يف التحديث واآلخر يمثل الغايـة يف المحافظـة

.IQH »كانت بين Iرفين يمثل كل منهما االعتدال يف التحديث والمحافظة تعريف التعريب :ثانيا

, وتسـمي بتغييـر أو بـدون تغييـر التعريب هو نقل اللفظ األعجمي إىل العربيةبتـه عر : بـا, ويقـال فيـهعر ا وم األعجمي الذي أدخلته يف لغتها معربـ العرب اللفظ

كمـا –ا يف المعرب أن تتفوه به العرب عـىل منهاجهـا وليس الزم . العرب وأعربتهن محله عىل نظيره محلوه عليه, وربما مل يحملوه عىل نظيـره فما أمك −قال الجوهري

.IRH بل تكلموا به كما تلقوه

دار الفكـر العربـي, : القاهرة(, الوضع اللغوي يف الفصحى المعاصرةمحمد حسن عبد العزيز, . د) ١(

.٧٤, ص ) ١٩٩٢−هـ ١٤١٣ .٤٧, ص التعريب يف القديم والحديثمحمد حسن عبد العزيز, . د) ٢(

١٧٠

والباحثون المحدثون يختلفون يف حدود التعريب, ومع ذلك فهم متفقون عىل هـي −شـكل عـامب –ا دون قيد, وحدود هذا القيـد ا عام أنه ال ينبغي إIالقه إIالق

مصـMلحي القـديم, واستعصـاء ترمجتـه ترمجـة عدم وجود ما يرادفه من التراث ال .IQH مالئمة آراء ابن قتيبة عن التعريب: ثالثا يف القرآن المعرب −أ

تعلق بالتعريب عند قـدامى يأحرى ما منالمعربة يف القرآن األلفاظ لعل قضية كمـا أشـرنا تحمل هذا العنـوانالتي اللغويين, ويدل عىل هذا كثرة الكتب المؤلفة

.نهاإىل بعض مكالمـا Iـويال عـن »أدب الكاتـب«يف كتابـه البـن قتيبـة وعىل هذا فـال نجـد

الكلمات التي ادعي أعجميتها يف القرآن الكـريم, إال أن يضـم كالمـه إىل مـا قالـه ومل يكن أبو عبيـدة يـذهب إىل أن يف القـرآن شـيئا مـن غيـر لغـة «: األسالف, قال

البـارد »الغسـاق«بلغة الـروم, و نالميزا »القسMاس«العرب, وكان غيره يزعم أن بالفارسـية, »السـجيل«بلسان الحبشـة, و الكوة »المشكاة«بلسان الترك, و المنتن

البحـر »الـيم«الجبل بالسريانية, و »رالMو«حجارة وIين, و: أي »كل«و »سنك«و IRH.»بكل لسان عربي وعجمي »التنور«: وروي عن ابن عباس أنه قال. بالسريانية

ف أن ابن قتيبة ممـن ادعـى عربيـة الكلمـات القرآنيـة رغـم أهنـا ومن هنا نعر .أعجمية األصل

وابن عباس الصحابي ) هـ ٢١٠(ويف الكالم الذي نقله ابن قتيبة من أبي عبيدة رأيان متناقضان, فيرى أبو عبيدة نفي الكلمات األعجمية األصل −رضي اهللا عنه−

ا مـن ألفـاظ العجـم فقـد قـرآن شـيئ مـن زعـم أن يف ال«: يف القرآن الكريم, إذ قالبالنبMيـة ) Iـه(ومن زعم أن : قال, u t sz } : ألنه عز وجل يقول;أكبر

.٢٩٢المرجع السابق, ص ) ١( .٤٩٦, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢(

١٧١

وقـد يوافـق اللفـظ : فقد أكبر, وإن مل يعلم ما فيه, وهو اسم للسورة وشعار له, قالن فمـ اللفظ ويقاربه ومعنامها واحد, أحدمها بالعربية واآلخر بالفارسية أو غيرهـا,

) الفرنـد(و, ) استبره(بالعربية هو الغليظ من الديباج وبالفارسية ) ستبرقاإل(ذلك وأما ما نسـب إىل ابـن IQH.»فهو بالفارسية والعربية واحد, وأشباه هذا كثير) كوز(و

فمؤداه اشتمال القرآن عىل كلمات أعجميـة اعباس وتبعه عكرمة ومجاهد وغيرمه .IRH األصل للتعريب معالجة ابن قتيبة −ب

مانه, ويبلغ عدد بة التي شاعت يف زيحرص ابن قتيبة عىل حشد الكلمات المعر تـوزع إىل لغـات ية, معظمها من الفارسية, وغيرهـا وستين كلم الكلمات إىل مخس

وجـدنا الكلمـات الفارسـية حصـاءوبعد اإل. الرومية والنبMية والحبشية والتركيةكلمـات ٥, ثـم النبMيـة %) ١٠.٧(كلمـات ٧, ثم الرومية %) ٧٨(كلمة ٥١تبلغ

%). ١.٥(, والتركية كلمة واحدة %) ١.٥(, والحبشية كلمة واحدة %) ٧.٦(

اللغويـون نتيجـة به اعترفما عىل أن أكثر المعربات تتأصل من الفارسية, هذا يؤكد «: محمد حسن عبد العزيز. ويقول د .ا Iويال زمن احتكاك العرب مع الفرس

أن تأثر العربية باللغة الفارسية كان أقوى من تأثير اللغـات غيـر السـامية الباحثون ا حتى لنجد كثيـر , »األخرى عليها لقوة االتصال بين العرب والفرس قبل اإلسالم

ومل يكـن اسـتعمال الفارسـية « .لفـاظ يف أشـعار الشـعراء الجـاهليينمن تلـك األبل , ا كعرب الحيرة مباشر صاال ا عىل تلك المناIق التي اتصلت بالفرس اتمقصور

كان ثمة جالية فارسية نزلت المدينة من قديم العهد, ونشرت بعـض ألفاظهـا بـين ISH.»أهلها

يف أدب فال شـك أن وفـرة الكلمـات المعربـة مـن اللغـة الفارسـية وجـدناهااللغـة الفارسـية أكثـر مـن بمعرفتـه الدقيقـة بيف ذلـك ابن قتيبة ويستعين الكاتب,

.١٧, ص مجاز القرآنأبو عبيدة, ) ١( . ٢١١, ص ١, جزء المزهرالسيوIي, ) ٢( .٢٣−٢٢, ص التعريب يف القديم والحديثمحمد حسن عبد العزيز, . د) ٣(

١٧٢

وممـا يشـير إىل ذلـك أنـه يف أغلـب األحيـان يعقـب . غيرها مـن اللغـاتب معرفتهمـا ال يفعلـه بالكلمـات وهـو الكلمات المعربة بكلمات األصل يف اللغة الفارسـية,

والبـرق الحمـل, «: ومن أمثلة ذلك, قـال. المعربة من اللغات األخرى غير الفارسيةجيـد, واليلمـق : له بالفارسـية سـره أيوأصله بالفارسية بره, والسرق الحرير, وأصـ

.IQH»الخ...مهره ء, وأصله بالفارسية يلمه, والمهرق الصحيفة, وهي بالفارسيةالقباا تعMينـا صـورة عـن مـذهب العـرب يف واألمثلة التي عرضها ابن قتيبـة سـابق

اء السـكت ومن ضوابMه قلـب هـ«التعريب ما يؤكد ما قاله اللغويون عن اإلبدال, ا, كما قاف ) ويسميها سيبويه الحرف الذي ال يثبت يف كالمهم إذا وصلوا(المتMرفة

) الصـقر: باشـق(و) الحـانوت: كربق(و) الرغيف: جردقة(و) القصر: جوسق(يف وعـىل هـذا الـنمF تكـون IRH.»جوسه وكرده وكربه وباشـه: فأصولها عىل الترتيب

. األمثلة التي ذكرها ابن قتيبة سابقا

, ومـن )الفارسـية(وقد يجاوز ذلك إىل أن يذكر معنى الكلمات يف لغة األصل وكـذلك . »والسبيج بقيرة, وأصله بالفارسية شبي, وهو قمـيص «:أمثلة ذلك, قال

ه, أي«: عندما يشرح كلمة السمرج, قال استخراج الخراج : أصله بالفارسية سه مرمعظم الجـيش, والكـاروان ]هو[«: ن القيروانوكذلك قوله ع ISH.»يف ثالث مرات

ويبـدو أن ابـن قتيبـة يسـير هـذا المسـلك يف ITH.»بالفارسية مجاعة الناس والقافلةالمعربـة الكلمات التي مل تكن مشهورة متداولة عند عامـة النـاس, أمـا الكلمـات لصـرد وا«: العادية فقد ال يذكر الكلمات األصلية يف اللغة األصل وال معناها, قال

البــرد والحــر, والمــرج, والعســكر والديــدبان, والخنــدق, والمــوزج, : والجــرم IUH.»والموق, هذه فارسية, كلها عربت

من النبMيـة, يـذكر الكلمـة األصـلية يف اللغـة بر وهكذا يفعل ابن قتيبة بما ع

.٤٩٦, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٦٨, ص التعريب يف القديم والحديثمحمد حسن عبد العزيز, . د) ٢( .٤٩٨, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٤٩٩, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٤( .٥٠١المرجع السابق, ص ) ٥(

١٧٣

ـ«: األصل, قال ي, والص يق الـريح, وأصـله بالنبMيـة ومرعزي وهو بالنبMية مرنـز :نقل قول األعشى للنعمان: خرآومثال IQH.»زيقا

ــــرزق ............................... ــــى مــــات وهــــو حم حت IRH.»محبوس, أو نحو ذلك :هو بالنبMية هرزوقا, أي: قالوا«: ثم قال ابن قتيبة

لـم يـذكر ابـن ف للغـاتصل الرومية أو غير ذلك مـن ابخالف المعربات من أ. ت منهـابل ال يـذكر الكلمـات األصـلية التـي عربـ, قتيبة معناها يف اللغة األصل

اإلسفنF واألسفند الخمر, وأحسبها «: من الرومية, قال ذكر المعربفمثال عندما ويقـول يف موضـع . أصل الكلمة إىل حد اليقـينمن تأكد ييتضح أنه ال ف ,»بالرومية

وكذلك المعربة من الحبشية والتركيـة, . »Mست والتور والقمقم بالروميةال«: آخر . ال يذكر ابن قتيبة الكلمات األصلية

احتكاك العرب بالفرس أكثر من احتكاكهم بغيرهم مـن مرة ثانية يقرركل هذا .معرفة لغتهم زمان ابن قتيبةيتMلب من كل دارس يف ما األمم

نه يعرف اللغـة الفارسـيةأثقافة ابن قتيبة, من هانادل المعلومات التي عرضوتوربمـا معرفة واسعة حتى استMاع أن يذكر جذر الكلمات الفارسـية مـع معانيهـا,

الروميـة والحبشـية والنبMيـة األخـرى كاللغـة معرفته أكثر من كانت معرفته إياها ن كلمـة عنـد كالمـه عـ) قالوا(فالحكاية التي عرفت من استخدام كلمة . والتركية

المحرزق النبMية األصل تشير إىل أن ابن قتيبة غير متأكد بذلك, كما أنـه اسـتخدم . عند كالمه عن الكلمات المعربة عن الرومية) وأحسبها(تعبير

ومما تجدر اإلشارة إليه مع سعة معرفة ابن قتيبة بالفارسية, أنه أغفل األصـالة عجمـي األصـل وتـم عليهـا ات, وسرعان مـا عـدها مـن األالعربية لبعض الكلم

مما يدفعنا إىل القول بأنه بالغ يف هـذا الجانـب, ويف الواقـع لـيس عليـه , التعريب شيء أن يعدها من أصل أعجمي, ولكن ذلك يؤدي إىل إغفال بعد لغـوي آخـر يف

. تحليل اللغة وهو المشترك اللفظي

.٥٠١المرجع السابق, ص ) ١( .٥٠٢المرجع السابق, ص ) ٢(

١٧٤

من أصل فارسي, كي نبرهن عىل هذه الدعوى, نأخذ مثالين قرر ابن قتيبة أهنما ). العسكر(و) المرج(ومها كلمتا

القلــق واالضــMراب, ويلــزم مــن قلــق الشــيء : أصــلها يف العربيــة) المــرج(ال شيء مـن «: يقول أستاذنا الجليل. واضMرابه فساده وعدم صالحيته لالنتفاع به

أقوال اللغويين يدل عىل أن المرج هبـذا المعنـى فارسـي األصـل, فهـو إذا عربـي يـون العربية بمعناه يستدل بـه اللغوا يفأن للكلمة جذر : أو بتعبير آخر IQH.»ضمح

. عىل عربيتهاوقد عربت يف زمن الجاهليـة واسـتعملت ) مرغ(الفارسية فهي من ) مرج(أما

والمـرج األرض المغيضـة : يقول ابـن سـيده البMليوسـي. كسائر ألفاظهم العربيةقـال . وقد جـرى يف كالمهـم وصـرف. رسيالواسعة المتربة المعشاب, وأصله فا

:اا وأتن العجاج ووصف عير وقد رعى مرج ربيع ممرجا

)المرعى: والممرج(وال شيء من أقوال اللغويين يدل عىل أن المرج هبذا المعنى «: ثم يقول األستاذ

IRH.»عربي األصل, وهـي فالمرج إذا كلمة تتفق يف لفظها مع كلمة عربية تختلف معها يف المعنـى

هومــونيمي ( ـصــورة مــن المشــترك اللفظــي تعــرف يف علــم اللغــة الحــديث بــHomonymy .(

وقـد . التي تأيت يف العربية بمعنى الشدة والجـدب) العسكر(وهكذا شأن كلمة واستعملوها يف معان خاصة, ثم عادوا فعرفوها ) عسكر(عرف العرب هذه المادة

أي الجـيش ) لشـكر(رس يقولـون من Iريق اللغـة الفارسـية عنـدما سـمعوا الفـفهــي هبــذه الصــورة مــن المعنيــين مــن ). عســكر(المحــارب فعربوهــا وقــالوا

.٨١, ص التعريب يف القديم والحديثمحمد حسن عبد العزيز, . د) ١( .٨٢المرجع السابق, ص ) ٢(

١٧٥

. الهومونيميومؤدى ذلك, ال أجد من كالم ابن قتيبة ما نستشف منه أنه يرى التعريب عامال

المشـترك اللفظـي (من عوامل المشترك اللفظي كما سيأيت الكالم عنه يف مبحـث ).عند ابن قتيبة

لكن ابن قتيبة ال يكتفي هبذا القدر يف دراسة اللغة العربية, فقد استعان بمعرفته ا يف الكلمات نه يستشهد كثير إشعر العرب يف مالحظة العربية يف زمانه, إذ ةبالواسع

ف من الشعر القديم ليدل عـىل أن الكلمـات قـد تـم تعريبهـا عنـد المعربة بما عر لشـعراء ا قتيبة عىل االستشهاد بأشعار فحولن وقد حرص اب. اهنالعرب ويستعملو

واألعشــى, الجــاهليين كــامرئ القــيس, واألعشــى, ولبيــد, وأوس بــن حجــر, اد اإليادي, بيد أن ذلك ال يمنعه من االستشهاد بأشعار ؤوالمثقب العبدي, وأبي د

. , والكميـتالشعراء اإلسالميين, كالحجاج الراجز, ورؤبة, والعجاج, والفرزدقورد اسمهم وحكى عنهم ابن قتيبة يف كتابه الشعر والشعراء ويعدهم مـن أ وهؤالء

ومـن أمثلـة ذلـك, اسشـهد يف عربيـة . يف اللغـة الذين صح االحتجـاج بكالمهـم : الدست الفارسية األصل بشعر األعشى

ــزال قــــد علمــــت فــــارس وحميــــر ــم ن ك ســت أي ــراب بالد واألعبقول امرئ القيس يف كلمة قيروان التي تأيت لمعنى معظم الجيش ما واستشهد

:ييلــــــــــروان ــــــــــارة ذات قي ـــــال وغ ع ـــــرابها الر ـــــأن أس IQHك

ومن أمثلة استشهاد ابن قتيبة بشعر الشعراء اإلسالميين ما يأيت فيه كلمة القوش :بمعنى صغير من أصل فارسية يف شعر رؤبة

IRHفي جسم شخت المنكبين قـوش ..............................ويف بعض األحيان, ينقل ابن قتيبـة عـن بعـض اللغـويين كالمهـم عـن بضـع

.٤٩٩, ص كاتبأدب الابن قتيبة, ) ١( .٥٠٢المرجع السابق, ص ) ٢(

١٧٦

وأبي عبيدة والفراء, ومن −وقد نقلنا رأيه قبل هذا–الكلمات المعربة كابن عباس :قال لبيد«: أمثلة ذلك قال

ركا كالبصلا وت ماني قرد هـي دروع, وأصـله : وعن أبي عبيدة هو قباء محشو, وروي عن غيره أنه قـال

IQH.»بالفارسية كردماند, ومعناه عمل وبقيويف اللغة العربية , ومما الحظنا من كالم ابن قتيبة أنه أورد لنا بعض المعربات

عريـب عـن مجـرد الحاجـة, وهـذا ما يقابلها يف المعنى, ويف أكثر األحيان كان التيصMنعون التعريب يف أحيان أخرى وال حاجـة تـدعوهم إىل «Iبيعي, لكن العرب

ا ذلك, لوجود مقابالت عربية تغني عما يعربون, وإنما كانوا يعربون مع ذلك إيثار ومل «: وهذا يؤكده أستاذنا قائال IRH.»ا يف التظرف والتأنقلأللMف من األلفاظ أو حب

ا اقتراض العرب من لغات جيراهنم عىل ما يحتاجون إليه بل اقترضوا ألفاظـ يقتصر: لديهم ما يشير إليها كالورد والنرجس والياسمين واللوبيا والخـوخ, ففـي لغـتهم

ISH.»الحوجم والعبهر والسجالU والدجر والفرسك

والغالب أن األلفاظ المقترضة تدل عىل أشياء أو مفاهيم غيـر معروفـة يف بيئـةغب عن أذهان علماء العربية قـديما, وممـا سـاقه تقضية مل اللغة المقترضة, وهى

بي وهـو يتحـدث عـن فوائـد ذكـر األستاذ محمد حسن عن هـذا مـا ذكـره الخـو : المعرب يف القرآن

فإن أراد الفصيح أن يترك هـذا اللفـظ, ويـأيت بلفـظ آخـر مل ) ستبرقإ(وذلك «ا فظ واحد أو ألفاظ متعددة, وال يجد العربـي لفظـألن ما يكون مقامه إما ل ;يمكنهألن الثياب من الحرير عرفها العرب من الفرس, ومل يكن لهم هبا ا يدل عليه;واحد

.٢٩٧, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٤٥١, ص فقه اللغةمحمد األنMوكي, ) ٢(; ونـص األسـتاذ أن السـيوIي ٢٤, ص التعريب يف القديم والحديثمحمد حسن عبد العزيز, . د) ٣(

فصل يف المعرب «: بعنوان) عهاالمزهر يف علوم اللغة وأنوا(أفرد لهذا النوع فصال خاصا يف كتابه دار : بيـروت(, بتحقيـق فـؤاد عـيل منصـور, المزهرينظر السيوIي, . »الذي له اسم يف لغة العرب

.٢٢٩−٢٢٦, ص ٢, جزء ) م١٩٩٨هـ ١٤١٨الكتب العلمية,

١٧٧

عهد, وال وضع يف اللغة العربية للديباج الثخين اسم, وإنما عربوا مـا سـمعوا مـن IQH.»بهالعجم, واستغنوا به عن الوضع لقلة وجوده عندهم وندرة تلفظهم

الخالصة −جا لهذا المبحث, سنعرض قائمـة المعربـات كمـا وردت يف أدب الكاتـب ختام

:ما ييلك

الكلمة األصلية الشاهد/المعنى الكلمة رقم أصل الكلمةوالمعنى

لون : زركون الخمر الزرجون ١ الفارسيةالذهب

الروميةالخمرالخندريس ٢

٣ Fاإلسفن / الرومية الخمراألسفند

الروميةالمرآةالسجنجل ٤

ما أدري أي «: الخلق البرنساء ٥ابن : النبMية »البرنساء هو

اإلنسان الفارسيةكفلجيزالمغرفةالقفشليل ٦

الكرد ٧ :العنق, قال الفرزدق

وكنا إذا القيسي نب عتوده, ضربن دون األنثيين عىل الكرد

الفارسية دنكر

القوةالزور ٨ الفارسيةدشت قال األعشى:الصحراءالدست ٩

.١٢٨, ص ٢, جزء اإلتقان يف علوم القرآن, نقال عن السيوIي, ٥١المرجع السابق, ص ) ١(

١٧٨

قد علمت فارس ومحير وال, أعراب بالدست

أيكم نزال الرومية−الميزانالقسMاس ١٠ التركية−البارد المنتنالغساق ١١ الحبشية−الكوةالمشكاة ١٢يل ١٣ الفارسية−−السج −−حجارة وIينسنك وكل ١٤ السريانية−الجبلالMور ١٥ السريانية−البحراليم ١٦

بلسان عربي − وجه األرض التنور ١٧ وعجمي

الفارسيةبرهIQHالحملالبرق ١٨ الفارسية)جيد:أي(سرهالحريرالسرق ١٩ الفارسيةيلمهالبقاءاليلمق ٢٠ الفارسيةمهرهالصحيفةالمهرق ٢١

البالس ٢٢ :المسح, قال لبيد

فخمة ذفراء ترتى بالعرا, قردمانيا وتركا كالبصل

الفارسية بالس

الفارسيةكردماندقباء محشوقردمان ٢٣

ا, ومـن قـرأ بـرق الرجـل يبـرق برقـ: الدهش, يقال: وأصل البرق«: تيبة يف موضع آخريقول ابن ق) ١(وإذا صـح مـا قـال, . ٤٩٩, ص ١, جـزء غريب القرآنابن قتيبة, . »بريقه إذا شخص: أراد) برق (

. homonymyيف إيجاد المشترك اللفظي من نوع افهذا لدليل عىل أن للتعريب دور

١٧٩

:قال العجاج باري; بوري ٢٤ الفارسية ورياءالب كالخص إذ جلله الباري

الفارسيةالقميص:شبيبقيرةالسبيج ٢٥ الفارسيةبردهالسبيالبردج ٢٦

إخراج الخراج ثالث السمرجا ٢٧ةمرات الفارسية سه مر

هوج ٢٨ الفارسيةرهوارالمشي السهلالر

البهرج ٢٩

الباIل

لMان دم : يقال هبرج السبMله أ: فالن أي IQH.وأهدره

الفارسية نبهره

الفارسيةبايهااألكارعالبالغاء ٣٠ة ٣١ هالعوداأللو الفارسيةلو الفارسية−السمسارالسفسير ٣٢

المقمجر ٣٣ الفارسية كمانكر القواسوالقمنجر

النبMية أو − الكساء الجودياء ٣٤ الفارسية

مجاعة : كاروان الجيش أو معظمه وانالقير ٣٥ الفارسيةالناس والقافلة

.٧٠٦, ص ٣, جزء الحديثغريب ابن قتيبة, ) ١(

١٨٠

الفارسيةبالهالجرابالبالة ٣٦دةالجداد ٣٧ النبMيةكدادالخيوU المعق الفارسيةدوابوذثوب ينثج عىل النيرينالديابوذ ٣٨ الفارسيةرندهجلد أسوداليرندج ٣٩هالبازيالكرز ٤٠ الفارسيةكري ٤١ النبMيةمرنزي−مرعز النبMيةزيقاالريحالصيق ٤٢ الرومية−−الMست ٤٣ الرومية−−التور ٤٤ الرومية−−القمقم ٤٥

الفارسية − البستان البستان ٤٦ المعربة

الفارسية−−الMابق ٤٧ ةالفارسي−−الMاجن ٤٨ الفارسية−−الهاون ٤٩

الصرد ٥٠ الفارسية − البرد والحروالجرم

الفارسية − − المرج ٥١ المعربة

الفارسية − − العسكر ٥٢ المعربة

الفارسية −−الديدبان ٥٣

١٨١

المعربة

الفارسية − − الخندق ٥٤ المعربة

الفارسية − − الموق ٥٥ المعربة

الفارسيةانهبرو−الفرانق ٥٦

دير ٥٧ سه: السالفارسية سادلي قبة يف ثالث قباب متداخلةدلي

المعربة −−جربزقربز ٥٩

ي ٦٠ رجل (قس)قسي

رديئة ) فضة(القسوة; الفارسية قاشصلبة ليست بلية

المعربة الفارسيةهرزوقمحبوسمحرزق ٦١

فارسية ال كوجك صغير قوش ٦٢ المعربة

رابنة ٦٣ الفارسية)مف(دربانالبوابون)ج(الد

: تخت دار, أي الثوب الدخران ٦٤ الفارسيةيمسكه التخت

الخورنق ٦٥

موضع الشرب :قال األسود بن يعفر

ماذا أؤمل بعد آل محرق تركوا منازلهم وبعد ...

إيادأهل الخورنق والسدير

والقصر ذي ... وبارق الشرفات من سنداد

الفارسية الخورنكاه المعربة

١٨٢

التفصيلعدد الكلمات من

% ٧٨: النسبة المئوية ٥١الفارسية

عدد الكلمات من % ١٠,٧: النسبة المئوية ٧الرومية

عدد الكلمات من % ٧,٧ :النسبة المئوية ٥النبMية

عدد الكلمات من % ٣,٠٧: يةالنسبة المئو ٢السريانية

عدد الكلمات من % ١,٥٣: النسبة المئوية ١الحبشية

عدد الكلمات من % ١,٥٣ :النسبة المئوية ١التركية

١٨٣

الفصل الثالث

א

אאWאא , ذلـك ألن النـاس يف حاجـة إىل ويـة ظواهر اللغالالمشترك اللفظي ظاهرة من

تي يعرفوهنا قد تكـون وأن الكلمات الا, مسبق لفظا له وامل يجد معنى لعلهتعبير مالمدلول كلمة من الكلمات ويتجدد عىل حسب داء المعاين حتى يتMور غير كافية األ

; يستعيرون كلمة للتعبيـر عـن مـا يف ذهـنهم مـن معـان وأفكـارقد , وها استعمالهى فمن الMبيعي أن يوجد المشـترك, إذا كانت المعاين كثيرة ال تتنا«وبتعبير آخر, البحـر, وسـميت العـراق ئفالعراق أصله يف كالم العـرب شـاI: وأن يكثر النقل

لـوال تنـوع االسـتعمال لمـا : صبحي الصـالح. دوقال IQH.»..بذلك لهذا الملحظتنوع معناه, ولكن الصورة وحدها تماثلـت يف المشـترك , بينمـا تغـايرت Iرائـق

ير البيئات اللغوية وإما لتفاوت المسـتعملين يف مـدى ولـوعهم استعمالها إما لتغا IRH.بالمجاز أو إيثارهم الحقيقة

هذه الظاهرة كان يقـر بهـا اللغويـون العـرب منـذ قـديم الـزمن, وألفـوا فيهـا ) هــ ١٥٠تـويف (ويف مقدمتهم مقاتل بـن سـليمان البلخـي ISH,م , خصصوا كتبهو

) هــ ١٧٠تـويف (, وموسى بن هـارون »آن الكريماألشباه والنظائر يف القر«بكتابه

١, U ) ١٩٨٠مكتبـة وهبـة, : القـاهرة(, المشترك اللغوي نظريـة وتMبيقـاتوفيق محمد شاهين, ) ١(

., وهذا الكالم نقل عن ابن دريد يف شرح مقصورة ابن دريد٤٣ص .٣٠٢, ص ) ٢٠٠٩دار العلم للماليين, : بيروت(, دراسات يف فقه اللغةصبحي الصالح, . د) ٢(عـامل : القـاهرة. (المشترك اللفظي يف ضـوء غريـب القـرآن الكـريمعبد العال سامل مكرم, . ر دينظ) ٣(

) .٢٠٠٩الكتب,

١٨٤

,» التصاريف«بكتابه ) هـ ٢٠٠تويف (بن سالم ىويحي IQH,»الوجوه والنظائر«بكتابه ما اتفق لفظـه «بكتابه ) هـ ٢٧٥تويف حوايل (أمثال المبرد تبع سبيلهمكما أن هناك من تحصـيل نظـائر «به بكتا) هـ ٣٢٠تويف يف حدود (, والحاكم الترمذي »واختلف معناهتويف (, والدامغاين »األشباه والنظائر«بكتابه ) هـ ٤٢٩تويف (بي , والثعال»القرآن الكريم

نزهـة األعـين «, وابن الجـوزي بكتابـه »الوجوه والنظائر يف القرآن«بكتابه ) هـ ٤٧٨وهـذا باإلضـافة إىل . »كشـف السـرائر«بكتابـه ) هـ ٨٨٧تويف (وابن العماد »النواظر . اب والفصول التي أفردها بعض اللغويين من كتبهماألبو

تداخل الحد بين المشترك اللفظي وبين المجاز: أوالهـذه الظـاهرة اللغويـة, فقـد نالـت ت أنظـارهم لفتـليس فقF القدماء الذين

نصيبها من االهتمام من قبل اللغويين المعاصرين, وهؤالء ال يتفقـون عـىل فكـرة ن أسباب ذلك ما يعود إىل اخـتالف آرائهـم عـن الصـلة وم .هاإليواحدة يMمئنون

يرى بعضهم أنه ال بد من وجـود صـلة بـين المعنـى فالواردة بين معاين الكلمات, الوضعي وبين أنواع المعاين األخرى, بينما يرى البعض اآلخـر أن وجـود الصـلة

صـلح للكلمـة أن فـإذا وجـدت الصـلة IRHبينهما يخرج كون اللفظ من المشترك, .من المشترك اللفظي كون من المجاز بدال ت

ن عمود المشترك اللفظي هو الداللـة التـي إ«ويزداد األمر غموضا عندما يقالــين ــرتبF بعالقت ــه م ــور نفس Mــور, والت Mــاورة تتت ــة المج ــا عالق ــه ومه حكمان

أمحد مختار عمر عن تسمية األشباه والنظائر عند العلمـاء للداللـة عـىل المشـترك, . فيه كالم من د) ١(

تعني مـا يعنيـه اللغويـون يف مفهوم المقاتل وهارون والدامغاين وغيرهم » الوجوه«إن كلمة «: قاليبدو يل أن كل مشـترك لفظـي ... بالمشترك اللفظي, أما النظائر فتعني األلفاظ المتواIئة المترادفة

اللغـة والـدعاء : ا, فإذا قلنا إن اللسـان يف القـرآن الكـريم عـىل أربعـة أوجـهيحمل يف داخله ترادف . جوه أو أربعة معان فهـو مشـترك لفظـيوالعضو والثناء الحسن, فمعنى هذا أن اللسان له أربعة و

ا وهو مع الـدعاء فاللسان مع اللغة يكون ترادف . وهو يف نفس الوقت يملك عدة نظائر أو مترادفات, ) ١٩٩٨عـامل الكتـب, : القـاهرة(, علم الداللةأمحد مختار عمر, . د. »..ا ثانيا وهكذايكون ترادف

U١٤٩, ص ٥. , ص ٤, U ) ١٩٨٤مكتبـة األنجلـو المصـرية, : القـاهرة(, األلفـاظ داللةإبراهيم أنيس, . ينظر د) ٢(

. وما بعده ٢١٤

١٨٥

أليسـت عالقـة .ا إىل تالؤم المشترك مـع المجـازهذا يشير قوي IQH»,...والمشاهبةا هي التي تحـد المجـاز المرسـل كمـا أن عالقـة المشـاهبة تكـون حـد المجاورة

مـا «هـو : بينما قـال القزوينـي يف تعريـف المجـاز للمجاز اللغوي أو االستعارة? IRH.»دخل المشترك يف الحد... استعمل فيما وضع له ال يف اصMالح به التخاIب

المشترك اللفظي, وهـو تناول هذه قضية لا مختلفة خص ابن قتيبة يف كتبه أبواب من أوائل من تحدث عن فكرة المجاز يف مرحلة نشأهتا اقتداء بأبي عبيدة, ك مع ذل

ه وكان يؤيدها ويتوسع يف تMبيقها من خالل تفسـيره لآليـات القرآنيـة, ولعـل هـذن اللغويين يف عصره أو من جاء قبله وبعـده, بيـد النقMة هي التي تميزه من غيره ع

مشترك مل يكن واضحة بعد, واكتفى بأن يـورد أمثلـة مـن الكلمـات أن آراءه عن الالتي عدها من المشترك اللفظي وذكر معانيها بشيء من التعليل مع االستشهاد مـن ــا مجــاال القــرآن الكــريم أو الحــديث الشــريف أو كــالم العــرب, مــا يفســح لن

.لالستكشافستخلص أنه يقسـم المعنـى بالقراءة السريعة لألمثلة التي أوردها ابن قتيبة, نو

هـل يسـتوي المجـاز يف رأي ابـن قتيبـة : , والسـؤالإىل ما هو أصل وما هـو فـرع ?هما يف رأيه? وما هو الفرق الحاد بينعامل من عواملهأو هو ,والمشترك اللفظي

اللغويـون هذا أمر, وهناك أمور أخرى تتعلق بالمشترك اللفظي يختلـف فيهـاويف . زيميضاد والتفرقـة بـين الهومـونيمي والبـوليبحسب وجهة نظرهم, منها الت

استخالص آراء ابن قتيبة عن قضية المشترك اللفظـي ومـا هذا المبحث, سنحاوليتفرع منها من أمور, ويتم ذلك عن Iريـق استكشـافها واستخالصـها مـن خـالل

.األمثلة التي أوردها, ثم بحثها عىل ضوء الدراسات الحديثة اللفظي وعوامله أنواع المشترك: ثانيا

االشـتراك أن تكـون اللفظـة «: »الصـاحبي«يف )هـ ٣٩٥تويف ( ابن فارسقال

, ) ٢٠٠٩عامل الكتب, : القاهرة(, المشترك اللفظي يف ضوء غريب القرآنعبد العال سامل مكرم, . د) ١( .١٠−٩ص

.٢٠٣ , ص) ٢٠٠٣دار الكتب العلمية, : بيروت(, اإليضاح يف علوم البالغةخMيب القزويني, ال) ٢(

١٨٦

عـىل مـا نعرفـه يف علـم بيد أن هـذا الكـالم يشـتمل IQH.»محتملة لمعنيين أو أكثرالمعاين من أن الفعل الماضي قد يحتمل معنى الخبر واإلنشـاء, كمـا أن أسـاليب

ا قد تحتمل معنى أصـلي ) الستفهام والنداء والتمنيصيغة األمر والنهي وا(اإلنشاء هـو «: عن أهل األصـول ثم قال السيوIي يف تعريف المشترك نقال . اومعنى بالغي

IRH.»اللفظ الواحد الدال عىل معنيين مختلفين داللة عىل السواء عند أهل تلك اللغة: ا, ومهـاممنهوهناك مصMلحان يف علم اللغة الحديث ال بد أن نكون عىل بينة

فاألول هو من نوع التغير يف المعنى للفظ . االشتراك اللفظي) ٢تعدد المعنى و) ١, )Polysemy(واحد, ولذا يMلق عليه يف الدراسة الحديثـة تسـمية تعـدد المعنـى

وابـن قتيبـة مـن –وهو الذي جاء يف تعريف السيوIي وغيره من اللغويين العـرب عنـدما يقولـون بالمشـترك »ال عىل معنيـين فـأكثراللفظ الواحد الد«بأنه −هؤالءأما الثاين فهو من نوع التغير يف اللفظ, كأن يكون هناك لفظـان مـن أصـل . اللفظي

ــتراك اللفظــي ــم االش ــه اس ــق علي ــدة, ويMل ــف فيتحــدان يف صــيغة واح مختل)Homonymy .(االشـتراك اللفظـي «: فهمي حجازي. قال د)Homonymy ( ال

لة يف إIار الكلمة الواحدة, وذلك أن وجـود معنيـين اثنـين أو يعني اختالف الدالويعنـي هنـا أن ... أكثر للصيغة اللغوية الواحدة يدل عـىل وجـود كلمتـين أو أكثـر

ا, مثـل ا واحـد كلمتين مختلفتين تغير نMقهما عبر الزمن, وأصـبحتا تنMقـان نMقـ)see (يرى و)sea (;ق واحد والمعنى مختلف بحرMالن«.ISH

تعـدد المعنـى (أن الكاتب يفضل أن يجمع بـين كـل مـن هـذين النـوعين بيد المشترك اللفظـي, كمـا يفضـل أن يـدخل : تحت عنوان كبير) واالشتراك اللفظي

, بتحقيق أمحـد الصاحبي يف فقه اللغة, ) سوف يذكر فيما بعد بابن فارس(أمحد بن فارس بن زكريا ) ١(

, ونقلـه جـالل الـدين السـيوIي ٤٥٦, ص .) ت.مMبعة عيسى البابي الحلبي, د: القاهرة(صقر, , )هـ١٣٢٥ية, المكتبة األزهر.: م.د(, المزهر يف علوم اللغةيف ) سوف يذكر فيما بعد بالسيوIي(

. ٣٦٢ص .٢١٧, ص المزهر يف علوم اللغةالسيوIي, ) ٢(, Iبعة جديدة منقحة, .) ت.دار قباء, د: القاهرة(, مدخل إىل علم اللغةمحمود فهمي حجازي, . د) ٣(

.١٨٨−١٨٧ص

١٨٧

اللفـظ الواحـد لمعنيـين «وهـو IQHالتضاد فيهـا باعتبـار أنـه مـن نـوع المشـترك, IRH.»باسم واحد أن يسموا المتضادين..«ومن سنن العرب يف األسماء . »متضادين

.وسنشير إىل التفرقة بين هذه األنواع يف كالم خاص لكل منها

المجـاز, وفيـه يتحـول ) ١: وأسباب المشترك اللفظـي كثيـرة متعـددة, منهـااالقتـراض مـن ) ٢استعمال الكلمة من معناها الحقيقي إىل معنى مجازي, ومنهـا ه يف صـورهتا ونMقهـا لغات أخرى, إذ يحدث أن يدخل اللغة ألفاظ أعجميـة تشـب

اخـتالف اللهجـات, حيـث ) ٣ا أخرى يف اللغة األصلية المقترضـة, ومنهـا ألفاظ لـه عنـد قبيلـة أخـرى, يكون للفظ الواحد معنى بعينه عند قبيلة ومعنى آخر مغاير

التMور الصويت, إذ يحدث أن تتغير بعض أصوات الكلمـة فتتMـابق مـع ) ٤ومنها وللدكتور أمحد مختار عمر تلخيص ISH.مثل هذا التغيركلمة أخرى أصيلة مل يصبها

وسنرى ذلك من ITHألسباب المشترك اللفظي عند اللغويين القدامى, أكثر تفصيال .خالل بحثنا يف آراء ابن قتيبة

آراء ابن قتيبة يف المشترك اللفظي: ثالثاهـذا −لفظي لقد أفرد ابن قتيبة أبوابا يف بعض كتبه تناول فيها قضية المشترك ال

−باإلضافة إىل األمثلة المتناثرة فيها خارج األبواب وسـنتعرض لـذكر شـيء منهـابـاب اللفـظ الواحـد «: بعنـوان) تأويل مشـكل القـرآن(ومن بينها ما يأيت يف كتابه

, مـا )polysemy(ا إىل تعـدد المعنـىفإن اسم الباب يشير قوي . »للمعاين المختلفة −مثل لغـويي عصـره−ذين يثبتون وقوعه عىل الرغم أنه يدل عىل أن ابن قتيبة من ال

.ال يأيت بمصMلح المشترك اللفظي وال تعدد المعنىا عىل خدمة القرآن الكريم, كان ابن قتيبة يستخرج من آياتـه الكلمـات وحرص تردد ذكرها يف القرآن الكـريم, ككلمـة نوع ويقوم ببيان معانيها, وهي ما يمن هذا ال

٢٢٨, ص ) هـ ١٣٢٥المكتبة األزهرية, .: م.د(, المزهر يف علوم اللغةجالل الدين السيوIي, ) ١( .٢٢٨, ص المزهرالسيوIي, )٢( .٥٠− ٤٩, ص٢, U ) ٢٠١٤دار اآلفاق العربية, : القاهرة(, دراسات يف علم اللغةفتح اهللا سليمان, . د) ٣( .١٦٢−١٥٩, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . ينظر د) ٤(

١٨٨

واألمة, والعهد, واإلل, والقنوت, والدين, والموىل, والضالل, القضاء, والهدى,واإلمــام, والصــالة, والكتــاب, والســبب والحبــل, والظلــم, والــبالء, والرجــز والرجس, والفتنة, والفرض, والخيانة, واإلسالم, واإليمـان, والضـر, والحـرج,

ؤيــة, والــروح, والــوحي, والفــرح, والفــتح, والكــريم, والمثــل, والــزوج, والروالنسيان, والصاعقة والصعق, واألخذ, والسلMان, والبأس والبأسـاء, والخلـق,

وهذه الكلمات IQH.والرجم, والسعي, والمحصنات, والمتاع, والحساب, واألمر .كلها من نوع تعدد المعنى

يف كتب ابن قتيبة لنستخلص ع سوف نكثر من ذكر األمثلة مما ويف هذا الموضا, وندع اآلن ابن قتيبة يشرح كلمة القضـاء نموذجـ. ل االستقراءمنها آراءه عىل سبي

:يقول. )تأويل مشكل القرآن(وهذا اللفظ هو أول مثال يعالجه يف الباب من كتابه e d c b } : حـتم, كقـول اهللا عـز وجـل: أصل قضى : القضاء«

fz ]ثم يصـير الحـتم بمعـان, كقولـه. حتمه عليها :أي ]٤٢: الزمر : { g l k j i hz ]وكقولـه. أمر; ألنه لما أمر حتم باألمر :أي]٢٣: اإلسراء :

{ u t s r q pz ]ــراء ــا :, أي]٤: اإلس ــه لم ــاهم; ألن أعلمنB A } : وقولـه. خبرهم أهنم سيفسـدون يف األرض , حـتم بوقـوع الخبـر

Cz ]١٢: فصلت[صنعهن; وقولـه :, أي : {± ° ¯ ® z ]ـI٧٢: ه[ ,Z Y X W V U ] } : فاصنع ما أنـت صـانع; ومثـل قولـه :أي

b a ` _ ^ ] \z ]اعملوا ما أنتم عـاملون :, أي]٧١: يونس :قال أبو ذئيب. وال تنظرون

ــــع و ــــ م امه ي ل ــــق انت دورس ــــوأ داو د اماه ض ــــع غ اب وصــــنع الس تب »عب ت «و »داود«صنعهما :أي

:وقال اآلخر يف عمر بن الخMاب, رضي اهللا عنه

.٥١٥ −٤٣٩, تحقيق أمحد صقر, ص تأويل مشكل القرآنينظر ابن قتيبة الدينوري, ) ١(

١٨٩

تفتــق م ا لــهــم امك أ يج فــائ و بــ اه دعــب ترادغــما ثــرومــت أ ي ضــق .تمه وقMعهحوفرغ منه فقد ; ألن كل من عمل عمال عملت أعماال :أي

ي ضـق : وقيـل. ناس األمور ويحـتم; ألنه يقMع عىل الاض ق : ومنه قيل للحاكموهذه فروع ترجـع .فرغ :ى أيقد قض: وقالوا للميت. رغ من أمركف :أي. كقضاؤ

IQH.»إلى أصل واحد−إىل أصل معناها أنه يعيدها أوال من منهج ابن قتيبة يف معالجة الكلمات يبدو

ة يف اآليـة للكلمـ ضـعيورد المعنـى الويـأن وبعـد. وإن كان مل يلتزم هبذا المنهج .إىل ذكر المعاين الجديدة مع تعليل انتقال المدلول وخMيالقرآنية

المعنى األصيل هو الـذي يتفـرع منـه فاألصل والفروع, : عنده نوعانفالمعنى . ه المعـاين الفرعيـةفيـالمعاين المختلفة وتدور حوله, وهو المعنى الـذي تشـترك

يقع يف كل من معاين األمـر ) لقضاءا(فمعنى الحتم الذي هو المعنى األصيل لكلمة .واإلعالم والصنع والعمل والفراغ

: قال. التي تأيت لمعان »الهدى«ومن أمثلة المشترك اللفظي عند ابن قتيبة كلمة K J I H G Fz } : أرشـد, كقولـه: أصـل هـدى : الهدى«

] .٢٢: القصص[ .أرشدنا :, أي] ٢٢: ص[ e d c bz } : وقوله

:, أي] ١٧: فصـلت[ z® ¯ ° } : ثم يصير اإلرشاد بمعـان, كقولـه .بينا لهم

.أو مل يبين لهم :, أي] ٢٦: السجدة[ f e d c bz } : وقوله .أمل يبين لهم :, أي] ١٠٠: األعراف[ x w v u tz } : وقوله

.فاإلرشاد يف مجيع هذه بالبيان

.٤٤٢−٤٤١, ص تأويل مشكل القرآنقتيبة, ابن) ١(

١٩٠

ــاد ــا إرش ــهومنه ــدعاء, كقول ــد[ h g fz } : بال ــي :, أي] ٧: الرع نب .يدعوهمY } يـدعون, :, أي] ٧٣: األنبياء[ D C B Az } : وقوله

] \ [ Zz ]تدعو :, أي] ٥٢: الشورى. , ] ٥٠: Iـه[ è ç æ å ä ã âz } : ومنها إرشاد باإللهام, كقولـه

Iلـب المرعـى : يقـالألهمه إتيان األنثى, و :يصورته من اإلناث, ثم هدى أ :أيهـدى :, أي] ٣: األعـىل[ z y xz } : وقولـه عـز وجـل ,وتوقى المهالـك

.الذكر باإللهام إلتيان األنثى, ] ٥٢: يوسـف[ à ß Þ Ý Ü Ûz } : ومنها إرشاد باإلمضاء, كقوله

IQH.»هذا قريب من بعض وبعض.ال يصلحه: ال يمضيه وال ينفذه, ويقال :أي, ثم تـأيت ا ويف المثال السابق, تأيت كلمة هدى لمعنى اإلرشاد وهو أصل معناه

وكل هذه المعاين الفرعية . معانيها الفرعية وهي البيان والدعوة واإللهام واإلمضاء :فاإلرشاد يتحصل بــ . ا لحصول المعنى األصيلتكون Iرق

) البيان( ) الدعوة( ) اإلهلام( )اإلمضاء(

:, قال»األمة«ومن أمثلة ذلك كلمة p o n } : الصنف من الناس والجماعة, كقولـه عـز وجـل: أصل األمة«

qz ا يف ا واحـد صـنف :, أي { t s rz ]وكقولـه عـز ] .٢١٣: البقـرةأصناف, وكل صـنف مـن الـدواب : , أي] ٣٨: األنعام[ n m l z} : وجل

.٤٤٤−٤٤٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(

١٩١

وتـوقي المهالـك, والتمـاس ,وIلب الغـذاء يف المعرفة باهللا,والMير مثل بني آدم P O } : الحين, كقولـه عـز وجـل: ثم تصير األمة.الذرء, مع أشباه لهذا كثيرة

Qz ]٤٥: يوسـف [ ,وكقولـه : { { z y x w v uz ]هـود :م كأن األمـة مـن النـاس القـرن ينقرضـون يف حـين, فتقـا.سنين معدودة: أي ,] ٨V U } : اإلمام والربـاين, كقولـه تعـاىل: ثم تصير األمة )الحين(مقام ) األمة(

[ Z Y X Wz ]ألنـه ومـن ;ا يقتدي به النـاسإمام : أي] . ١٢٠: النحل .اتبعه أمة, فسمي أمة ألنه سبب االجتماع

ا يكـون مثلـه وقد يجوز أن يكون سمي أمة ألنه اجتمع عنده من خالل الخير م: وقـد تكـون األمـة.هو يقوم مقام أمة: فالن أمة وحده, أي: ومن هذا يقال. يف أمة

: أي ,] ١٠٤: آل عمران[ k j i h g fz } : مجاعة العلماء, كقوله] ٢٢: الزخـرف[ Ò Ñ Ð Ï Îz } : الـدين, قـال تعـاىل: واألمة.يعلمون

...عىل دين:أيأمة, فتقام األمة مقام الدين, : م يجتمعون عىل دين واحدواألصل أنه يقال للقو

~ } : , ألهنم عىل أمـر واحـد, قـال تعـاىلملسو هيلع هللا ىلصأمة محمد, : ولهذا قيل للمسلمين £ ¢ ¡ �z ]قـال اهللا عـز , مجتمعة عىل دين وشريعة] . ٥٢: ونالمؤمن

مجتمعـة عــىل :, أي] ٩٣: النحـل[ º ¹z « ¼ ½ ¾ } : وجـل IQH.»اإلسالم

الصـنف مـن النـاس اهـامعن من كالم ابن قتيبـة يظهـر أن كلمـة األمـة أصـلالحين واإلمـام ومجاعـة مـن : والجماعة, ثم تتفرع من ذلك المعاين الفرعية وهي

.العلماء والدين, وكل هذه المعاين الفرعية تحتمل معنى االجتماعصيل وما هو فرعـي يمثل رأي ابن قتيبة يف تفريع المعنى إىل ما هو أ ماوأوضح

:يقول إذ»الكتاب«هو قوله يف لفظة تتفرع منه معان ترجـع إلـى أصل الكتاب ما كتبه اهللا يف اللوح مما هو كائن, ثم

.٤٤٦−٤٤٥, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(

١٩٢

قضـى : أي ]٢١: المجادلـة[ é è ç æ å z} : كقولـه ,هذا األصل: أي ]٥١: التوبـة[ z y x wz } | { } : قولهو اهللا ذلك وفرغ منه,

ــى ــا, قض ــه اهللا لن ــران[ d c b a ` _ ~ z} : وقول : آل عم .قضي; ألن هذا قد فرغ منه حين كتب: , أي]١٥٤

...فرض: كتب عليكم القصاص, أي: ويكون كتب بمعنى فرض, كقوله: المجادلـة[ Z Y Xz ] } : ويكون كتب بمعنى جعـل, كقولـه

ــه, ]٢٢ ــران[ H G Iz } : وقول ــدة ٥٣: آل عم ]٨٣: والمائ .]١٥٦: األعراف[ Zz ] \ } :وقال

z| { ~ � ¡ ¢ £ } وتكون كتـب بمعنـى أمـر, كقولـه

:يريـد جعـل,: اكتـب ههنـا أيضـ: ويقال. أمركم أن تدخلوها: أي ]٢١: المائدة[ IQH.جعلها لكم: أي أدخلوا األرض التي كتبها اهللا لولد إبراهيم عليه السالم,

عانيهـا المختلفـة بـدون غير أن ابن قتيبة يف بعض األحيان يدع الكلمات مـع ماألصل من بينها, أو بعبارة أخرى أنه ال يرجع مجيع الكلمات إىل أصـل التلميح إىل

تختلف عىل حسب استعمالها يف مختلف معناها, كأنه يشير إىل أن للكلمات معاين .المواقف والسياقات

m }: األمان عهد, قال اهللا تعاىل «: يقول ابن قتيبة ; كلمة العهد: ومثال ذلكq p o n z ]عهد, قال اهللا تعاىل: واليمين , ]٣: التوبة : { ~ }

a ` _z ]عهد, قـال اهللا تعـاىل: والوصية ,]٩١: النحل : { f e d h gz ]سـن العهـد مـن اإليمـان إن ح : ملسو هيلع هللا ىلصعهد, قال : , والحفاظ]٦٠: يس

الميثـاق: كان ذلك بعهد فـالن, والعهـد: عهد, يقال: نوالزما). أخرجه الحاكم(| { ~ � ¡¢ £ ¤ ¥¦ § ¨ } : ومنه قوله تعاىل إلبراهيم عليه السـالم

« ª ©z ]ال ينال ما وعدتك من اإلمامة الظـالمين : أي. ]١٢٤: البقرة

.٤٦٣−٤٦٢المرجع السابق, ص ) ١(

١٩٣

IQH.»الميثاق: والوعد من اهللا. من ذريتكابن قتيبة يدرك التMور يف المعنى نتيجة الستعامل نعم, ويف أمثلة أخرى يظهر أن

, وذلك يف قوله عن لفظة التيمم التي تأيت يف األصل لمعنى الكلمة يف مواقف خمتلفةتيممتـك وتأممتـك, قـال اهللا عـز : التيمم بالصعيد أصله التعمـد, يقـال«: التعمد

ا, ثـم كثـر اسـتعمالهم هـذه ا Iيبـتعمدوا تراب : أي: z¼ ½ ¾ } : جلووهذا المثـال مـن نـوع IRH.»الكلمة حتى صار التيمم مسح الوجه واليدين بالتراب

.التMور الداليل حيث يتم عليه تضييق المعنىوهكذا كلمة الوضوء, وأصل معناها النظافة والحسن, وكانت الكلمة يف أوائل

فتشمل الوضوء مما مسـت , بعض األحاديث الشريفة مة كما تشهد بهاإلسالم عاالنار وهو غسل اليد والفم بعد الفراغ من الMعام لينظفا ويMيب ريحهما, والوضوء قبل الMعام وهو غسل اليد قبل األكل, والوضوء من مـس الـذكر والفـرج والـدبر

ة مشـروعة وبعـد أن أصـبحت الصـال. بعـد مـس إحـداهاواإلبF وهو غسل اليد ISH.صارت الكلمة لمعنى خاص كما حدده اهللا تعاىل يف كتابه العزيز

, فبعـد أن »النفـاق«وهي كلمـة ITH)غريب القرآن(ومن ذلك ما ذكره يف كتاب والنفاق لفظ إسالمي مل تكن العرب قبل اإلسـالم «:كان يشرح مدلول الكلمة, قال

مي مل تعرفـه العـرب بـالمعنى اسـم إسـال«ومعنى هذا أن كلمة النفـاق IUH.»تعرفهالمخصوص به, وهو الذي يسـتر كفـره ويظهـر إيمانـه; وإن كـان أصـله يف اللغـة

وهكذا تكون المصMلحات الدينية األخـرى شـأهنا شـأن الكلمـات IVH.»معروف .التي قد تم لديها تضييق المعنى أو توسيعه

.٤٤٨−٤٤٧, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .١٦١, ص غريب الحديثابن قتيبة, ) ٢(−هــ١٣٧٩مMبعة العـاين, : بغداد(عبد اهللا الجبوري, . , بتحقيق دغريب الحديث, ينظر ابن قتيبة) ٣(

.وما بعدها يف مادة الوضوء ١٥٣, ص ١, جزء ) م١٩٧٧, مصادر البحث اللغـويمحمد حسن عبد العزيز, . ينظر عن قيمة الكتاب يف الدراسات اللغوية, د) ٤(

.وما بعدها ٢٤٥, ص ) ٢٠٠٨مكتبة اآلداب, : القاهرة( .٢٩, ص غريب القرآنابن قتيبة, ) ٥( ., كلمة المحقق٢٩المرجع السابق, ص ) ٦(

١٩٤

ل بني آدم أخاه التي هي يف األصل كانت تستعمل لقت »الرجم« ومثال آخر لفظة فالرمي هو المعنى األصيل للفظة, ثم توسـع معناهـا عـىل . بMريق الرمي بالحجارة

حسب استعمالها يف مواقف أخـرى, فتصـير لمعنـى الشـتم, والقـذف, والظـن, :قال ابن قتيبة . واللعن والMرد

أي ] ٥: الملـك[ z { ~ _} : أصله الرمي, كقولـه تعـاىل: الرجموروي أن ابن . ألهنم كانوا يقتلون بالرجم ;فيوضع موضع القتل ثم يستعار,مرامي

ا بالحجارة, فلمـا كـان أول القتـل كـذلك, ا بالحجارة, وقتل رمجآدم قتل أخاه رمج :, أي] ١٨: يـس[ z} } : ا وإن مل يكن بالحجارة, ومنه قوله تعاىلسمي رمج. تقتلـون :, أي] ٢٠: الـدخان[ Q P O N M Lz } : وقـال, لنقتلـنكم

.قتلناك :أي] ٩١: هود[ r q p z} : وقالإذا : اقـذف فـالن فالنـ: ألن الشتم رمي, ولذلك يقال ; الشتم موضع ويوضع

: مـريم[ z ¡} : بـراهيم لـهإالرمي, ومنـه قـول أبـي : وأصل القذف, شتمه .ألشتمنك :, أي]٤٦

. اظنـ :أي ,] ٢٢: الكهـف[ n m z} : ويوضع موضع الظن, ومنه قوله .رجم بالظن, كأنه رمى به :ويقال

وإنمـا قيـل , Iريـد :أي: ذئب لعين: لعن, ومنه قيل: والMرد ,اللعن: والرجم IQH.ألنه يMرد برجم الكواكب ;Iريد :رجيم, أي: للشيMان

, »ثم يستعار فيوضع موضع القتل«يف المثال السابق قوله والذي يلفت أنظارنا مـن عوامـل المشـترك آخـر يـدرك االسـتعارة كعامـل ا إىل أنه يشير قوي فهوبذلك : قولـههـذا ممـا يؤيـد , وعالوة عىل استعمال الكلمة يف مواقف مختلفـة, اللفظي

ا له أو كان منـه بسـبب, عـىل مـا والعرب تسمي الشيء باسم غيره إذا كان مجاور «والعرب تسـمي «: وقال يف موضع آخر IRH.»بينت يف باب تسمية الشيء باسم غيره

.٢٧٤, مكتبة شاملة, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١(أدب الكاتـب, وال يف «والواقع, هذا الباب غير موجود يف كتابـه . ٢١, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢(

بثوثة يف ثنايا المباحثة يف نفس الصدد, وذلك عند كالمه عن ولعله يعني به أقواله الم. كتبه األخرى .راجع الفصل عن االستعارة) . التأويل(االستعارة يف كتابه

١٩٥

تصال النفس به عىل مذهبهم يف تسمية الشيء بما اتصل به أو جاوره أو ا الالدم نفس ولعلـه [قـال علماؤنـا «: وهذا الرأي يؤيده ابن فارس حـين يقـولIQH.»ا لهكان سبب

العـرب : ]يرجع إىل كالم ابن قتيبة كما يبدو يف هامش الكتاب من تعليـق المحقـق: وذلـك قـولهم ,ا له أو كان منـه بسـببإذا كان مجاور تسمي الشيء باسم الشيء

تيممتـك : يقـال ,التيمم لمسح الوجه من الصعيد, وإنما التـيمم الMلـب والقصـدومثل ذلك عندما ينقل ابـن فـارس كـالم األصـمعي, IRH.»وتأممتك, أي تعمدتك

لـب والقـرب I. اإتيان الماء, ثم صـار إتيـان كـل شـيء ورد : أصل الورد«: يقولوال «يMلبـه, : , أي»هـو يقـرب كـذا«فيقـال . الماء, ثم صار يقال ذلك لكل Iلب

ISH.»كذا:تقربلكلمة واحدة هي أداة أو ) الفروع(أن المعاين المختلفة هكذا نرى من األمثلة و

هناك عالقة سببية −عبارة البالغيين, أوعىل يف رأي ابن قتيبة سبب للمعنى األصيلبالمجـاز قـد يتوسـع و. ن المعـاين البالغيـة أو المجازيـةوبـي بين المعنى األصيل

.ضيقالمعنى أو ي, وذلـك مثـل كلمـة الكنايـة يبة أن من أسباب اخـتالف المعنـى وأدرك ابن قت

أصل الشـغر للكلـب وهـو أن «فكان ITHعنه يف اإلسالم, ي الشغار يف النكاح المنهىل هذا الوجه وجعل له يرفع إحدى رجليه ويبول فكني بذلك عن النكاح إذا كان ع

انيين يتسافحان يسفح هذا «وهكذا كلمة الزنا, إذ IUH.»اعلم نا سفاح ألن الز قيل للزفكنـي بـذلك , ما الماء الذي يغتسالن بـه إما النMفة و إالماء أي يصبه ويسفح هذا

نا وجعل له علم IVH.»اعن الز ى يف علـم اللغـةسـميمـا اللفظي لتشمل موضوع المشترك وتوسع ابن قتيبة يف

.٢٥, ص ) ١٩٧٨دار الكتب العلمية, : القاهرة(, بتحقيق أمحد صقر, غريب القرآنابن قتيبة, ) ١( .١١٠, ص الصاحبي يف فقه اللغةابن فارس, ) ٢( .١١٢سابق, ص المرجع ال) ٣(عىل أن يزوجه اآلخر ويعقد بينهما النكـاح النكاح الشغار هو أن يزوج الرجل امرأة هو وليها رجال ) ٤(

.من غير مهر .٢٠٧, ص ١, جزء غريب الحديثابن قتيبة, ) ٥( .٢٠٧المرجع السابق, ص ) ٦(

١٩٦

يشـير إىل ذلـك ما )أدب الكاتب(ففي كتابه ,)homonymy(بمصMلح الحديث :منها من العناوين و

. »ذين يتقاربان يف اللفظ ويف المعنىلباب الحرفين ال«

. »باب الحروف التي تتقارب ألفاظها وتختلف معانيها«

. )homophony(»ا وتختلف معانيهاباب أسماء يتفق لفظه«

. »باب المصادر المختلفة عن الصدر الواحد« Iتوافرهـا حتـى يصـلح مـن ا ثالثـة البـد وعلماء اللغة الحديث وضعوا شرو

Uالق الكلمتين عىل المشترك اللفظي من هذه الصورة, وإذا فـات أحـد الشـروIإ :فهو من المشترك غير تام

.القةأن ال تكون بين المعاين ع. ٢ .اتحاد صيغ الكلمتين. ٢

IQH.الصيغ يف المستوى النحوي تساوي. ٣

المتحـدتين يف الصـيغة, فـإذا اختلفـا وبعض اللغويين يفرقون بـين الكلمتـين وذلـك مثـل Homograph(IRH(ذلـك بــــ الصوت مهما اتحدت الصيغة, سموا

) cow(ثل وتنMق م) bow(وكلمة , بمعنى القوس) go(وتنMق مثل ) bow(كلمة عىل النقيض هذا lead (dog’s lead).ISHو lead (metal)بمعنى السجود, ومثل

riteيف النMـق مثـل أو يكـاد وهو ما يختلف يف الكتابة ويستوي homophonyمن . sightمع site; و rightمع

وفيه −ذين يتقاربان يف اللفظ ويف المعنىلالحرفين الباب (ومن أمثلة ذلك من بضـم عـين الكلمـة »عظـم الشـيء«كلمـة ) −كلمة من هـذ النـوع وسبعون اثنان

( )1 John Lyons, LinguisticSemantics: An Introduction, (New York:

Cambridge University Press, 1995) , p. 55 ( )2 Charles W. Kreidler, Introducing English Semantics, (London:

Routledge, 1998) , p. 52 ( )3 Richard F. Palmer, Semantics, A New Outline, p. 68

١٩٧

بمعنـى »كبـر الشـيء«وفتحها, فاألول بمعنى أكثره, والثاين بمعنى نفسـه, ومنهـا بضــم الجــيم بمعنــى الMاقــة وبفتحهــا »الجهــد«ومنهــا . أكبــره: معظمــه, وكبــره

B A } : وله تعاىلضد النفع, كق بفتح الضاد وضمها, فاألول »الضر«و IQH.المشقة G F E D Cz ]ما أ , ال أملك جر نفع وال دفع ضر: أي ]١٨٨: األعراف

Ä Ã Â Áz} : وهـذا كقولـه تعـايل بالضـمة فبمعنـى الشـدة والـبالء,

IRH.]١٧: األنعام[بـاب الحـروف التـي تتقـارب ألفاظهـا وتختلـف (أما االشتراك اللفظـي مـن

ثالثين كلمة, أمثال اإلربة بمعنى الحاجة واألربة بمعنى فال يقل عدده عن) معانيهاالعقدة, والرمة بمعنى القMعة من الحبل والرمة بمعنى العظام البالية, والشـعار مـا

ومنه الوقر بمعنى الثقل يف األذن, والوقر . ولي الجلد من الثياب, والشعار الشجرةغرب الماء الذي بين البئر والحوض; والـروع الحمل; والغرب الدلو العظيمة, وال

وع النفس; واللوح العMش, واللوح الهواء ISH.الفزع, والرميـل الكلمـة الـروح والـريح, و: )تأويل مشكل القـرآن(ومثال آخر من كتاب

.كثر نوردها يف الملحق والميل, وحمل الشجرة ومحل المرأة, وأشباه ذلكا يمكــن عــدها مــن االشــتراك التــام ا ابــن قتيبــة ســابق واألمثلــة التــي ســاقه

)complete homonymy( الثالثة, وهي Uباستثناء الـروح –, حيث توافر الشروحيث يستوي فيها يف الكتابة مـع اخـتالف ) Homograph(أقرب إىل نوع -والريح Fداء الصوتأيف ) أو تقارب(بسي .

الكلمات تحت ظاهرة أخـرى للغـة وال يكتفي ابن قتيبة هبذا القدر, وقد حشد ا يMلـق عليـه علمـاء وهي مـ »باب أسماء يتفق لفظها وتختلف معانيها«العربية يف

: ومن أمثلة ذلك). homophony(مصMلح اللغة الحديث . الجو ممدود: هوى النفس, مقصور بالياء, والهواء«

.٣٢٨, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٤٨٣, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٣٢٥−٣٢٢, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣(

١٩٨

.ورجا البئر مقصور باأللف, والرجاء من الMمع ممدود .ر مقصور باأللف, والصفاء من المودة والشيء الصايف ممدودوالصفا الصخ

. الثرى التراب الندي مقصور بالياء, والثراء الغنى ممدود .والغنى من السعة مقصور بالياء, والغناء من الصوت ممدود

. »غني مليء ممـدود : والمال من األرض مقصور باأللف, والمالء من قولك IQH.إلخ

حشـد فيـه »باب المصـادر المختلفـة عـن الصـدر الواحـد«د ابن قتيبة ثم عقكلمات لعلها مـن المميـزات الخاصـة باللغـة العربيـة دون غيرهـا مـن اللغـات,

ــه تحــت ــل وبعضــها اآل homographفبعضــها يمكــن أن ندخل خــرى مــن قبيhomophony .ومن أمثلة ذلك:

وجـدت الشـيء ا, ووجدت يف الغضب موجدة, ووجـدت يف الحـزن وجـد « .»فتقر فالن بعد وجداا ووجودا, ووجدان

. ا, ووجب البيع جبةا, ووجبت الشمس وجوب ووجب القلب وجيب ـوغلت القدر غليـا, وغليانـا, وغلـوت يف القـول غلـو عر غـالء, ا, وغـال الس

.وغلوت بالسهم غلواوال, وكذلك اللسان, وكل السيف كلـة إذا مل يقMـع, وكـل وكل بصره كلة وكل

.من اإلعياء يكل كالال IRH.إلخ. وبرأت من المرض برءا, وبرأ اهللا الخلق يبرؤهم برءاك ونقتMف كالمه يف ذلـ .ومن أسباب االشتراك يف اللفظ عند ابن قتيبة اإلبدال

وفي حديث آخر ذكـر فيـه أنـه شـق عـن قلبـه وجـئ «) غريب الحديث(من كتابه قال أبو حاتم سألت األصمعي عن ذلك فلم يعرفه ولسـت أعرفـه . بMست رهرهة

.٢٩٩, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٣٣٣المرجع السابق, ص ) ٢(

١٩٩

ا فلم أجده إال من مخـرج واحـد وهـو أن وقد التمست لهذا الحرف مخرج ا أنا أيض , تقول مدحته ومدهته , من حاء وهي تبدل منها لقرب مخرجها تكون الهاء فيه مبدلة

وهـي , جـيء بMسـت رحرحـة : راد أواحد فكأنه , وهذا األمر مهم يل ومحم بمعنى . IQH»كان واسعا إناء رحراح إذا : يقال. الواسعة فأبدل من الحاء هاء

قتيبة التضاد عند ابن: ارابع

ففـي كتـاب . وقوع األضـدادا أثبت أيض كما أثبت ابن قتيبة المشترك اللفظي,, »ما يضـعه النـاس غيـر موضـعه«, تكلم ابن قتيبة عن )أدب الكاتب(المعرفة من

حيث يرى الناس أنه انفعـال يصـيب الرجـل يف »الMرب«وأخذ مثاال لذلك كلمة Mرب خفة تصيب الرجل لشدة السـرور إنما ال«: الفرح دون الجزع, فقال ابن قتيبة

) خفة لشدة السـرور(فالمعنى األول ; , واستدل ببيتين من الشعر »أو لشدة الجزع :كما ورد يف قول النابغة الجعدي

ـــــــــ ــــه أو كالمختبــــلIــــرب ا يف إثـــــــــرهموأراين Iرب الوال :أما الثاين بمعنى الجزع فكما قال أبو جنة حكيم بن عبيد

وهــل يبكــي مــن الMــرب الجليــد كــال:لقــد بكيــت , فقلــت: ن فقلــا يف كتابه يعالج فيه بعض الكلمات المتضادة ويسمي البـاب وأفرد ابن قتيبة باب

ا إىل ونظـر IRH.وبه اختتم كتاب المعرفة من كتابه ,»تسمية المتضادين باسم واحد«ضاد إذ إنه ما ألقى يف الباب إال مضمون الباب, فليس لنا أن نستخلص آراءه عن الت

الكلمات المتضادة مع معانيها دون تلميح إىل عواملها, ومع ذلك, لعـل يف وسـعنا .أن ننظر إىل بعض الكلمات وتحليلها عىل حسب ما استقصاه العلماء

أهم ما قيـل مـن أسـباب حـول نشـوء هـذه ISHأمحد مختار عمر. لقد لخص د

.٣٨٠, ص غريب الحديثابن قتيبة, ) ١( .٢٠٨, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢( .٢١٤−٢٠٤, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . ينظر د) ٣(

٢٠٠

, فأحد المعنيين لحي من العـرب, واآلخـر لحـي منها اختالف اللهجةفالظاهرة, التي تأيت يف لغة حي من العـرب »الجون«كلمة ) أدب الكاتب(مثال ذلك يف . غيره

رغم أن ابن قتيبة مل ينص بـاختالف . بمعنى األبيض, ويف لغة أخرى بمعنى األسود . صرهلت بين اللغويين يف عوواللهجة يف تضاد الكلمة, إال أن هذه الظاهرة قد تد

وعنه تكلـم IQH.ومنها ما يعود إىل عامل اجتماعي, كالتفاعل والتشاؤم والتهكمومـن «: قـال). تأويـل مشـكل القـرآن(مـن كتابـه »بـاب المقلـوب«ابن قتيبة يف

: ر والتفـاؤل, كقـولهم للـديغيالمقلوب أن يوصـف الشـيء بضـد صـفته للتصـي... سـينهل: أي »ناهـل«:Mشـانوللع بالسـالمة, ا من السقم وتفاؤال , تMير »سليم«; لشـدة »جونـة«: للمبالغة يف الوصـف, كقـولهم للشـمس ]كون المقلوبكما ي[

.IRH»أبو الجون«: , ولألبيض»أبو البيضاء«: ولالستهزاء كقولهم للحبشي ضوئها ,ومن أسباب التضاد عند اللغويين إرادة الزيادة يف تقوية التعبيريـة وهـي تنبـت

ونحن كثيرا ما « :كلم, ويف هذا يقول محمد األنMوكيالمت عن العامل النفسي عندنعبر عن الشيء باسم ضده زيادة يف تقوية التعبيريـة, وإثـارة الهتمـام السـامع, أال

شـمF أقـرد –شـيMان ملعـون –ابـن كلـب «: ترى إذا أعجبنا بشخص قلنـا عنـهريخ أن أحد خلفاء ? وقد حدثنا التا»فظيع«نه ا قلنا عنه إلخ? وإذا استحسنا شيئ إ...

ولعل مـن . لشدة حسنها ومجالها) قبيحة(العرب يف األندلس سمى إحدى جواريه ISH.»هذا القبيل ما ذكره علماء البالغة مما سموه بالمدح يف معرض الذم

يء بـه يف آراء وجدنا فيه ما نستضـ) باب المقلوب(ونحن إذا تتبعنا هذا الباب أن يسـمى المتضـادان «أن مـن المقلـوب فقد نص بعد ذلك المؤلف عن التضاد,

يشــير إىل أن بعــض »واألصــل واحــد«قولــه ITH.»باســم واحــد, واألصــل واحــدلمعنى واحد, وهو هبذا يرفض رأي من قـال إن الكلمات المتضادة وضعت أصال

. ٢٠٤, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . د) ١( .١٨٥, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٣٩٦, ص ٣, U ) م١٩٦٩/هـ ١٣٨٧دن, : حلب(, الوجيز يف فقه اللغةمحمد األنMاكي, ) ٣( .١٨٦, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٤(

٢٠١

أصل األضداد كأصل األلفاظ األخرى وضعها العرب بالوضع األول للداللة عىل فمن المحتمل أن تكون فكرة ابن قتيبة يف أصل الوضع هـذه المعنيين المتضادين,

أمـا اتفـاق اللفظـين «: حـين يقـول) هــ ٤٥٨تـويف ( ههي ما يستند إليه ابـن سـيد IQH.»ا يف الوضع وال أصال واختالف المعنيين فينبغي أال يكون قصد

التي تـأيت بمعنـى الصـبح »صريم«ومن األمثلة التي ساقها فيه ابن قتيبة, كلمة أي «, ]٢٠: سورة القلـم[ z] \ } : والليل, وردت الكلمة يف قوله تعاىل

وكـذلك IRH.»سوداء كالليل; ألن الليل ينصرم عن النهار, والنهار ينصرم عن الليلوأصل السدفة السترة, فكأن الظالم إذا أقبل ستر «: للظلمة والضوء, قال »السدفة«

للمغيـث »صـارخ«ومـن ذلـك كلمـة ISH.»للظـالم للضوء, والضوء إذا أقبل ستر ــتغيث, ــرخ يف ...«وللمس ــث يص ــتعانته, والمغي ــرخ يف اس ــتغيث يص ألن المس

ITH.»إجابتهألن كـل واحـد منهمـا ... «للمشتري وللبائع عـىل السـواء, »شار «ومنه كلمة

, ا مما دفـع; ألنه باع وأخذ عوض »بائع«: اشترى, وكذلك قولهم لكل واحد منهما z y x wz } : واستدل يف هذا بقوله عز وجـل IUH.»فهو شار وبائع

n m l k jz} : باعوه, وبقوله تعاىل: , أي]٢٠: سورة يوسف[غ]١٠٢: سورة البقرة[ :, وبقول ابن مفر

ـــــــردا ليتنـــــــي ـــه وشـــــــريت ب ـــت هام ـــرد كن ـــد ب ـــن بع م IVH.باعه وندم عىل بيعهغالم كان له ف: »برد«و

ألن الصـغير قـد يكـون ;»جلـل«وللصغير »جلل «قالوا للكبير .. «ومن ذلك

.٢٠٤, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . نقال عن د) ١( .١٨٧ص , تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .١٨٧المرجع السابق, ص ) ٣( .١٨٧المرجع السابق, ص ) ٤( .١٨٨المرجع السابق, ص ) ٥( .١٨٩المرجع السابق, ص ) ٦(

٢٠٢

ما هو أكبر منه, فكـل واحـد ا عندا عند ما هو أصغر منه, والكبير يكون صغير كبير ا ألن الشيء يكون كله بعض »كل«بمعنى »بعض«ولهذا جعلت . منهما صغير كبير

IQH.»وكل للشيء, فهو بعض ومما سبق يتضح أن ابن قتيبة يف تعليلـه للكلمـات المتضـادة يردهـا إىل أصـل

مثــل مــا صــنع يف بعــض الكلمــات المشــتركة مــن نــوع تعــدد المعنــى امعناهــ)polysemy( وهذا يعنى أنه أدرك أن إرادة االتساع يف الكـالم هـي مـن أسـباب ,

إذا وقعت الكلمة عىل معنيـين «أمحد مختار عمر . التضاد, ويكون ذلك كما يقول د »الصارخ«و »الMرب«وهذا مثل كلمتي IRH,, »متضادين مع أن األصل لمعنى واحد

.كما ذكرناىل بعـض مؤلفـات يراجع كل الكلمات ع) أمحد صقر( وقد كان محقق الكتاب

وهـو عبـارة ) هــ ٣٢٨تويف (البن األنباري ) األضداد(كتاب تراث اللغة وخاصةفت يف هذا الموضوع, ونستفيد من مراجعة المحقق إياه يف معرفـة عن أكبر كتب أل

وإذا صـح هـذا . ن كـالم ابـن قتيبـةما نقل مكيف كان ابن األنباري يبني آراءه عىل . التعبير, فمن الممكن عد ابن قتيبة من الذين يبالغون يف التوسيع, بناء عىل ما قال د

. أمحد مختار عمر يف وصف ابن األنباريأن يكـون «وة عىل ذلك, لما كان شرU األضداد عند المضيقين لألضداد وعال

فابن قتيبة أثبت الكلمـات ISH»واحدة ]لهجة[استعمال اللفظين يف المعنيين يف لغة وإن كان ذلـك بـدون نـص , المتضادة المعنى بين لهجتين مختلفتين من االتضاد

.كما ذكرنا ITH»الجون«صريح منه عن ذلك االختالف, وذلك مثل كلمة وسبب آخر لوقوع التضاد هـو المجـاز, إمـا المجـاز المرسـل وإمـا المجـاز

ومـا ) باب المقلوب(نعم, كأن ابن قتيبة أقر هبذا العامل, ودليل ذلك أن IUH.العقيل

.١٨٩, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٢٠٦, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . د) ٢( .٣٩٦, ص المزهر, نقال عن قول السيوIي, ١٩٦المرجع السابق, ص ) ٣( .١٣٦, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٤( .٢٠٨, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . د) ٥(

٢٠٣

تأويل (يقع يف ضمن كالمه عن المجاز من كتاب ,فيه من أمثلة الكلمات المتضادة ). أدب الكاتب(رها يف كتابه اآلخر رغم أنه يكرر ذك) مشكل القرآن

اخـتالف األصـل االشـتقاقي لكـل مـن ومن أسـباب التضـاد عنـد اللغـويين يالتـي تعنـ »الـبالء«ومثال ذلك من كتاب ابن قتيبة كلمة IQHالمعنيين المتضادين,

. IRH»بلوت وبليت بالء«االختبار يف الخير ويف الشر, وهي من داللـة الصـيغة عـىل −ع ابن قتيبة يف القضيةوفيه ننظر توس –ومن أسباب ذلك

وهذا ما نعرفـه ISHالفاعلية والمفعولية فيتعلق ببعض الصيغ التي جاءت بالمعنيين,ا يف نفـس البـاب يف مصMلح علم البالغة بالمجاز العقيل, وأمثال هذا نجـده كثيـر

بـاب : (عـن مـا خـص تحـت عنـوان فضـال ) تأويل(, من كتاب )باب المقلوب( ).أدب الكاتب(من كتابه ) وأفعلت بمعنيين متضادين أفعلت

مناقشة آراء ابن قتيبة يف المشترك اللفظي: خامساهم التMور المـدلويل ويف ضوء الدراسات الحديثة, وجدنا باحثين تتناول بحوث

كان ابن قتيبة يوزع المعنى إىل ما هو أصيل وما هو فرعي, فهـذا لـيس فإن. للكلمةزي والمعـاين المعنى المركـ: نوعان) Nida(فالمعنى عند ,)Nida(عما قاله ابعيد

ثم ذكر أن المعاين الفرعية تتصل بالمعنى المركزي وبعضـها الفرعية أو الهامشية,. ببعض عن Iريق وجود عناصر مشتركة معينة وروابF من المكونات التشخيصية

نفـردة مجـردة إذا وردت موالمعنى المركزي عنده هو الذي يتصل بمعنى الكلمـة وعىل هذا التقسيم, ITH.وهو الذي يربF عادة المعاين األخرى الهامشية عن السياق,

القضاء تأيت أصال فلفظة. بعض األمثلة التي أوردها ابن قتيبة يمكننا إعادة النظر يفلمعنى الحتم, وهو المعنى المركزي للكلمة, وهـو كـذلك الـذي يـربF كـال مـن

وكذلك كلمـة الهـدى . ر واإلعالم والصنع والعمل والفراغاألم: الهامشية المعاين

.٢١٠, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . د) ١( .٤٦٩, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢( .٢١٣, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . د) ٣( ١٦٢نقال عن المرجع السابق, ص ) ٤(

٢٠٤

:التي هبذا التحليل تكون عىل الصورة التالية هدى

)اسم( ]إرشاد[

)Iريقة اإلرشاد(

)بما سوى اللسان( )باللسان(

]اإلمضاء[ ]اإللهام[ مباشرة غير المباشرة

]الدعوة[ ]البيان[

أولمان يف وقـوع المشـترك كنتيجـة ا ذهب إليه ستيفنبم ويلتقي رأي ابن قتيبةوهـذا النـوع مـن العامـل يمثلـه أولمـان بكلمـة لالستعمال يف مواقـف مختلفـة,

)Operation ( بMالتي هي يف األصل تأيت يف مجال ال)ثم توسـع ) عملية جراحية استعمالها لتشمل عملية اسـتراتيجية أو تجاريـة يف سـوق األوراق الماليـة, فتغيـر

بـدأ بمجـرد حـدوث التغييـر يف تMبيـق الكلمـة ي« −كمـا يقـول أولمـان−المعنى قد يكـون للكلمـة معنيـان أو أنه من IRHرأى بالمروقريب من هذا IQH.»واستعمالها

, ) ١٩٧٥مكتبـة الشـباب, : لقـاهرةا(كمـال بشـر, . , ترمجة ددور الكلمة يف اللغةستيفن أولمان, ) ١(

.١١٥ص( )2 F. R. Palmer, Semantics A New Outline, (Cambridge:

Cambridge University Press, 1976) , p. 65-66

٢٠٥

المعـاين التـي تـدل عـىل معنـى عـام ويتضـمن أكثر, وهي يف األغلب الكلمـات المـأكوالت الجافـة كمـا فالكلمة تسـتعمل ألكـل ,to eatمثل كلمة IQHالخاصة,

eating steak; eating(كمـا يف غير الجافة كالحساءتستعمل ألكل المأكوالت

soup .( عمليـة المضـغ يف يعنـيخر, تستعمل الكلمة فيما آويف موقف)eating

toffee ( وعملية المص يف)eating sweets(, فكلمة ) معاين مختلفـة اله )األكل .ت وكيفية أكلهاتختلف عىل حسب نوع المأكوال

ونحن نلمس فيـه مـا يؤيـد رأي –والMريق الثاين إىل تعدد المعنى عند أولمانيكـون هو الMريق القصير, وذلك يتحقق يف االستعمال المجازي حيث −ابن قتيبة

التـي هـي الMيـر, ) crane(ويمثله أولمـان بكلمـة بين المدلولين عالقة مباشرة,م بالرغم من أن اللفظ نفسه قد أIلق عىل تلـك وسوف يظل يدعى الMير هبذا االس

اآللة المعهودة التي تستعمل يف رفع األمحال الثقيلـة, والمعتـاد أن يعـيش المعنـى IRH.ا إىل جنب مع المعنى الجديدالقديم جنب

: بقولـه أن المجاز مـن عوامـل المشـترك اللفظـي ألمح إىلوكان ابن قتيبة قد ا له أو كان منـه بسـبب, عـىل مـا إذا كان مجاور والعرب تسمي الشيء باسم غيره «

والعرب تسـمي «: ويف موضع آخر قال ISH.»بينت يف باب تسمية الشيء باسم غيرهتصال النفس به عىل مذهبهم يف تسمية الشيء بما اتصل به أو جاوره أو ا الالدم نفس ITH.»ا لهكان سبب

يف المشترك كما أشرنا إليه غير أن المجاز هو نقMة االنMالق الختالف العلماءيف مقدمة هذا البحث, بالرغم من دوره يف اكتساب معنى جديد, فإن نقـل المعنـى

ا إلIـالق مل يكـن كافيـ −يف رأي من يـرفض المشـترك –عىل سبيل المجاز وحده هـو «: إبـراهيم أنـيس. إن المشترك اللفظـي يف تعريـف د االشتراك عىل اللفظ; إذ

عـىل بينمـا يMلـق ) superordinate(الكلمات التي تحتمل المعنى العـام يMلـق عليـه اسـم ) ١(

.٧٦, ص نفس المرجعينظر بالمر يف ) . Hyponymy(الكلمات الخاصة تحتها اسم .١١٦, ص دور الكلمة يف اللغةستيفن أولمان, ) ٢( .٢١, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٢٥, ص غريب القرآنابن قتيبة, ) ٤(

٢٠٦

إذا اتضـح أن أحـد «: قـال. »ين المختلفة ال عىل سبيل المجـازاللفظ الواحد للمعاالمعنيين هو األصل وأن اآلخر مجاز لـه, فـال يصـح أن يعـد هـذا مـن المشـترك

إبراهيم أنـيس مـذهب ابـن . د وعىل هذا األساس يتبنىIQH.»اللفظي يف حقيقة أمره ,يسـت منـهلتي يعـدها اللغويـون مـن المشـترك أكثر األلفاظ اليف أن IRHدرستويه

وقد لعب المجاز دوره يف كل هذه «فالمعاين المختلفة للكلمة إنما هي معنى واحد بناء عىل هذا, فاأللفاظ المشتركة يف رأيـه قليلـة العـدد ال تكـاد ISH.»االستعماالت

.تجاوز العشراتوهي إحدى الكلمات التي عدها − »األمة«أنيس إىل كلمة . ا لرأيه, نوه دوتأييد أنـيس إىل أهنـا ليسـت . يذهب د ,الدين: ومن بين معانيها −ة من المشتركابن قتيب

التي استعملت يف القـرآن بمعنـى مجاعـة »أمة«يندر أن تصادفنا كلمة «: منه, بدليل, وبمعنى الـدين يف قولـه Q P Oz } من الناس وبمعنى الحين يف قوله تعاىل

ال الحـين يف رأيـه إال معنيـين فليس الدين و Ò Ñ Ð Ï Îz «.ITH } تعاىل .مجازيين

بين المعنى األصيل –والمالحظ مما سبق أن الروابF أو العالقة بين المعنيين . اإبـراهيم أنـيس وأولمـان سـابق . هي نقMة الخالف بين د −وبين المعاين الفرعية

ا فاألول يرى أن وجود العالقة بين المعنيين يمنع حسبان اللفظ من المشترك, بينمفاالرتبـاU بـين المعنـى ال بد أن يكون بين المعنيين رابF يربMهما, أنهيرى الثاين

ظاهرة عامة واحدة تسود النماذج المتباينة التي ال −يف رأيه–القديم والحديث هو وإن كـان –ا من االرتبـاU ا نوع سوف نجد هناك دائم «: قال. حصر لها من األمثلة

Iالقـديم والجديـد بين المعنـى −اا بعيد ارتبا«.IUH اهـذ Uأو العالقـة يف −االرتبـا

.٢١٤, ص داللة األلفاظإبراهيم أنيس, . د) ١(, المزهـريف السـيوIي, » العـين«شترك اللفظـي وتحليلـه لكلمـة ممن الينظر موقف ابن درستويه ) ٢(

.٢٢٦ص .١٥٧, ص علم الداللةوقارن أمحد مختار عمر, ٢١٤, ص داللة األلفاظينظر إبراهيم أنيس, ) ٣( .٢١٥, ص داللة األلفاظإبراهيم أنيس, . د) ٤( .١٦٤, ص دور الكلمة يف اللغةستيفان أولمان, ) ٥(

٢٠٧

يف رأيه األساس الذي ينبني عليه وحكم عملية التغير هي ذيال −مصMلح البالغيينحـدى إ ا, إنما المجـاز هـوا لفظي ومع ذلك ليس كل مجاز مشترك .التقسيم النسبي

. االوسيلتين الكتساب اللفظ معنى جديد كرار هذا االسـتخدام المجـازي يتحـول بـدوره إىل إن تفولكن بمرور الزمن,

ظاهرة لغوية مألوفة, وهنا يMلق البالغيون عـىل مثـل هـذا االسـتخدام المجـازي وهـذا IQH.»المجازات الميتة«ـ ودخل يف عداد ما يسمى بـ »الحقيقة العرفية«كلمة

الغ الـذي بـ −لمجازيف كالمنا عن ا كما سبق−ول القدامى مثل ابن جني نجده يف قالمجاز حتى أكد أن أكثر اللغة يف األصل مجـازات كثـرت وشـاعت يف التوسع يف IRH.المجازي اأصله حتى نسي

يمـثلهم أولمـان –وبعد هذا يمكننا القول بأن اختالف الموقف بين اللغـويين بينما كان أولمـان ينظـر إىل المشـترك فناتج عن اختالف وجهة النظر, −أنيس. ود

أنـيس إليـه مـن المـدخل . صفي يف دراسة الظـواهر اللغويـة, ينظـر دبالمنهج الو ISH.التاريخيهـل : ئه, فالسـؤال الـذي يMـرح نفسـهإىل ابن قتيبة الذي نحن بصدد آرا اعود

ا أم أن المعـاين الهامشـية مجازيـ األلفاظ التي أوردها ابن قتيبة مستعملة استعماال إبـراهيم أنـيس يليـق أن . إن كـالم د لتلك األلفاظ قد شاعت لدى العرب عندئذ?

نأخذه بعين االعتبار, فإن وجود اآلية القرآنية التي ترد ألفاظها للمعاين الهامشية ال

.٦٩, ص البالغة واألسلوبيةمحمد عبد المMلب, . دينظر مثال ) ١( .٤٤٩, ص ٢, جزء الخصائصابن جني, ) ٢(; ولمحمـد علـم الداللـةأمحـد مختـار عمـر, . نزعة كل المنهجين يف الدراسـة الدالليـة يف د: يقرأ) ٣(

يس ا إىل رأي فنـدراألنMاكي تعليق نقد به المنهج التاريخي يف تنـاول األلفـاظ المشـتركة مسـتند إن المجاز وإن كان هو السبب يف خلق جزء كبير من المشترك اللفظي يف اللغة, إال أنه ...«: ويقول

ا ما ينسى ويصبح المعنى الجديد الذي دخل اللفظ عن Iريق المجاز ال يقل يف حقيقته عـن سريع نـا أن ننظـر إىل ونحن إذا أردنا أن نحدد معنى الكلمـة أو معانيهـا فعلي. المعنى األول الذي كان له

ن, .د.: م.د(, الـوجيز يف فقـه اللغـةمحمد األنMاكي, . »استعماالهتا كما هي اليوم, ال إىل تاريخها١٩٦٩ ( U ,ومع ذلك, فإننا بصدد الكالم عن الكلمـات التـي تعـد مـن المشـترك . ٣٩١, ص ٣

.اللفظي يف عصر ابن قتيبة, وقد مضت عليها عدة قرون

٢٠٨

من المشترك اللفظي, ومع ذلـك فـإن تفتـيش اسـتعمال بأهنا ها ل نحكم ألنيكفي نـع ذلـك ال يف المعاجم اللغوية كما م –األلفاظ للمعاين الهامشية يف اآلثار اللغوية

كـل باحـث, وابـن قتيبـة مل يـأت بالبيـان وال عـىل أمر يصـعب −إبراهيم أنيس. داالستشهاد باآلثار اللغوية القديمة إال آية أو آيتين من القرآن الكـريم ليشـير هبـا إىل

.معنى من معاين الكلماتيرى الكاتب أن ابن قتيبـة أقـرب إىل المؤيـدين للمشـترك منـه إىل المنكـرين,

تأويل مشكل (لك أنه يفرق بين المجاز و بين المشترك اللفظي, ففي كتابه ودليل ذفلو كانت األمثلة التي ساقها . لكل من هذين الموضوعين ا مستقال أفرد باب ) القرآنقد أشار إىل ذلك يف بابه, يعنى ذلـك أنـه أثبـت كـون الكلمـات مـن جاز فلمن الم

رغـم أنـه −ا, أو بعبـارة أخـرىازيـمج المشترك بعد أن كانت مستعملة اسـتعماال وجود العالقة بين المعاين, لكنه يرى أن قد شاع استعمال الكلمات لمعانيها بيسلم

يشيع استعماله يف مدلول «: Iاهر محودة. الجديدة يف ذلك الزمن, وعىل حد تعبير دال أما ندرة مصادفتنا الستعم IQH.»مجازي أو أكثر, وتبقى سائر الدالالت مستعملة

مـع المعنـى لعل المعاين الجديدة تستمر وتحيـاتلك الكلمات لمعانيها الجديدة ف . القديم, وإال, فتعود الكلمات بمدلولها القديم دون المعنى الجديد

ومن القضايا التي شغل هبـا العلمـاء قضـية التضـاد, وهـي امتـداد الخـتالف معنيين مختلفين لكلمـة موقفهم من المشترك اللفظي باعتبار أن التضاد هو وجود

−بالرغم من عدم استحالته−وقل ما نجد هذه الظاهرة يف اللغات األخرى . واحدةأما اللغويـون العـرب, فـنحن أمـام . كما يجدر أن يلتفت إليها اللغويون يف الغرب

بع الجواليقي كل تيت. الذي يرفض وقوعه −شارح كتاب أدب الكاتب–الجواليقي ا أن مـا يبـدو ي أوردها ابن قتيبة يف هذا الباب, ويناقشها مثبتـالتالمتضادة األلفاظ

.تضاد إنما يرجع إىل داللتها النسبيةعىل ظاهرها من المحققـون «: يباين حيث قـالشوقد ابتدأ الجواليقي كالمه بالنقل عن ثعلب ال

وهو [ ىمن علماء العربية ينكرون األضداد ويدفعوهنا, قال أبوالعباس أمحد بن يحي

.٨٧, ص ة المعنىدراسIاهر محودة, . د) ١(

٢٠٩

, ألنـه ألنه لو كان فيه ضد لكان الكالم محاال ;ليس يف كالم العرب ضد«]: لبثعال يكون األبيض أسـود وال األسـود أبـيض, وكـالم العـرب وإن اختلـف اللفـظ

وهو ما عال من األرض, وهـي »التلعة«فالمعنى يرجع إىل أصل واحد, مثل قولهم ه تلعة, فمرة يصـير إىل أعـاله ما انخفض ألهنا مسيل الماء إىل الوادي, فالمسيل كل

فيكون تلعة, ومرة ينحدر إىل أسفله, فيكون تلعة, فقد رجع الكالم إىل أصل واحـد IQH.»وإن اختلف اللفظ

التي تدل عىل مجرى الماء النازل مـن أعـىل الـوادي, »تلعة«كما ذكر يف لفظ وغيـث وهي بمعنى المستغيث وبمعنى الم »الصارخ«والهابF إىل األرض, وكذلك

الذي هو بمعنى األبـيض واألسـود, وإنـه إذا اشـتد »الجون«ألنه صراخ منهما, و . IRHوهكذا..كاألسود يبياض الشيء حتى يعشي البصر رؤ

القضية يف الحقيقة قديمة ترجع إىل عصر ما قبل ابـن قتيبـة, «وهذا يدل عىل أن وكان منهم أبو عمرفقد اعتقد قدماء اللغويين والنحويين بوجود التضاد يف اللغة, و

بن العالء والخليل بن أمحد ويونس بن حبيب وتالميذهم, وعبر سيبويه عـن ذلـك ا من اللغويين عىل أن هناك فريق .صراحة, وتاله قMرب عىل ما نقل عنه ابن األنباري

أنكر وجود األضداد, ويتمثل لنا موقف هؤالء فيمـا كتبـه الجـواليقي حـول هـذا يف ةيباين أحد أعـالم الكوفـشنكاره لألضداد إىل ثعلب الإ يف ستندالموضوع وهو ي

ISH).هـ ٢٩١ت (النحو واللغة نرى مـن «محمود عيل مكي, يف تقديمه لكتاب شرح أدب الكاتب, . ويقول د

ا عـىل ا قائمـفكرة وجود األضداد إنكار −ومعه الجواليقي –هذا كيف ينكر ثعلب ة واإليضـاح, ولـيس مـن المعقـول أن ة لإلبانـن اللغة موضوع; إذ إالجدل العقيل

. ا واستحالةيتواضع الناس عىل اللفظ للداللة عىل الشيء وضده ألن يف هذا تناقض

جامعـة الكويـت, : الكويـت(Iيبة محد بودي, . , تحقيق دشرح أدب الكاتبموهوب الجواليقي, ) ١( .٢٠٥, ص ) هـ١٤١٥/ م ١٩٩٥

يف تقديمــه لكتــاب ) أســتاذ األدب العربــي يف جامعــة القــاهرة(محمــود عــىل مكــي . كلمــات د) ٢( .٤٣, ص شرح أدب الكاتبالجواليقي,

.٤٣, ص شرح أدب الكاتبمكي, يف الجواليقي, محمود عىل. د) ٣(

٢١٠

يف شرحه لكتاب الفصيح لثعلـب ) هـ ٣٤٧ت (وقد كرر هذه الحجة ابن درستويه .IQH »المزهر) كتاب(عىل ما نقل عنه السيوIي يف

وقوم من النحويين ينكرون هـذا «: ئال أما البMليوسي فإنه توقف عن القضية قاألن ذلـك نقـض ;ال يجوز أن يسـمى المتضـادان باسـم واحـد: الباب, ويقولون

IRH.»ألنه ال فائدة يف التشاغل به ;للحكمة, ولهم يف ذلك كالم Iويل كرهت ذكرهوبغض النظر عن اختالف اللغويين يف أصل الوضـع للكلمـة والنظـر إىل هـذه

إال أن اللغويين المحدثين يتفقـون أو يكـادون يتفقـون عـىل دور الظاهرة اللغوية,ا يف إثبات المجاز بأهنا تصرف السياق يف تحديد المعنى, فإذا كانت القرينة تلعب دور

معنى كلمة ما من المعنى األصيل إىل المعنى المجازي, فالسياق هو الذي يحدد معنى : ما يـيلعىل اللغة العربية بالقاهرة وقد نص مجمع. الكلمة من قبيل المشترك اللفظي

ا ما كان سبب التضاد واالشتراك واختالف اللغويين حولهمـا, فـإن مـا ثبـت مـن أي «كلمات التضاد واالشتراك اللفظي ليست كثيرة, ويعول يف تحديد معناها عىل السـياق

يهـا والقرينة, ووجودها يف المعجم قد يحتاج إليه يف فهم النصوص القديمة, ولـيس ف ISH»..ذلك ا يفمع ذلك عبء عىل اللغة وليست العربية بدع

ودور السياق يف تحديد المعنى للمشترك اللفظي هو ممـا ال يغفلـه ابـن قتيبـة : أوال : منه , ومما نستشف ذلكرالدو عىل هذارغم أنه ال ينص

أن الكلمات قد تتغير معانيها باسـتعمالها يف مختلـف المواقـف يرى ابن قتيبة : يقـول. » فتقـام مقـام كـذا«: , بأن يقول مثاليؤيد ذلكوالسياقات, وبعض أقواله

ــام ...« ــين, فتق ــرن ينقرضــون يف ح ــاس الق ــن الن ــة م ــأن األم ــة(ك ــام ) األم مق

.٤٣, ص شرح أدب الكاتبمحمود عيل مكي, يف الجواليقي, . د) ١(الهيئـة : القـاهرة(, االقتضـاب يف شـرح أدب الكاتـبعبد اهللا بن محمد بـن السـيد البMليوسـي, ) ٢(

.١١٨, ص ٢, جزء ) ١٩٨٣المصرية العامة للكتاب وزارة الثقافة مجهورية مصر العربية, , أخرجها وضبMها وعلق عليها محمـد خلـف كتاب يف أصول اللغةمجمع اللغة العربية بالقاهرة, ) ٣(

−هــ ١٣٨٨الهيئـة العامـة لشـؤون المMـابع األميريـة, : القـاهرة(اهللا أمحد ومحمد شوقي أمين, .٧٣, ص ) م١٩٦٩

٢١١

تجـدون «: ملسو هيلع هللا ىلصيف قول النبـي »المائة«وكذلك عندما يشرح كلمة . IQH»)...الحين(اإلبل «: , يقول ابن قتيبة)حديث أخرجه مسلم( »احلة الناس كإبل مائة ليس فيها ر

هي الراعية, وإنما يجتمع منها يف المرعى الواحد مائة, فتقـام المائـة مقـام : المائةسـت فيهـا وإذا كان اإلبل مائـة لي. وهي أيضا هنيدة. لفالن إبل مائة: يقال. القMيع

: فـأراد ,التمام وحسن المنظـرتتميز منها ب ألن الراحلة ;راحلة تشاهبت يف المناظر .IRH»أهنم سواء يف األحكام ويف القصاص, ليس لشريف فضل عىل غيره

يقول ابـن قتيبـة يف موضـع . Mلق عىل السياقتعند القدماء قد »المقام«وكلمة ا بـه, أو كـان سـببا والعرب تقيم الشيء, مقام الشيء إذا كان مثله, أو شـبيه «: آخركلمـة قـد تتغيـر معانيهـا باسـتعمالها يف مختلـف السـياقات ال فإذا كانـت. ISH»له

البد من مراعاة السياق يف تعيـين معنـى الكلمـة مـن بـين معانيهـا : فالعكس سواء . المختلفة

الخالصة: اسادس خالصة لما سبق عرضه يمكننا أن نقول إن ابن قتيبة كان يقر بوجود المشـترك

أوال, إقراره بوقـوع أنـواع : ية يف ناحيتيناللفظي, ونالحظ أنه ممن توسع يف القضــى ــدد المعن ــمل تع ــي ليش ــترك اللفظ ــي ) polysemy(المش ــتراك اللفظ واالش

)homonymy ( ا, شمول كثير من عواملها ما ييلوالتضاد, وثاني: .استعمال الكلمة يف مواقف مختلفة. ١

.التMور الداليل. ٢

).از العقيلاالستعارة, والمجاز المرسل, والمج(المجاز . ٣

.الكناية. ٤

.اإلبدال. ٥

.٢٤٩, ص تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ١( .٣٠٣المرجع السابق, ص ) ٢( .٣٤٥, ص تأويل مختلف الحديثابن قتيبة, ) ٣(

٢١٢

وهذه تنMبق عىل تعدد المعنى واالشتراك اللفظي, أما عوامل األضداد عند ابن :قتيبة فهي

).يف إIار العامل االجتماعي(التفاعل والتشاؤم والتهكم . ٦

).العامل النفسي عند المتكلم(إرادة الزيادة يف تقوية التعبيرية . ٧

.يف الكالمإرادة االتساع . ٨

).إما المجاز المرسل وإما المجاز العقيل(المجاز . ٩

.اختالف األصل االشتقاقي لكل من المعنيين المتضادين. ١٠

.داللة الصيغة عىل الفاعلية والمفعولية. ١١

ويظهر بعد الدراسة أن ابن قتيبة قد تنبه بأمهية السياق يف تحديد المعنى من بين . المشترك اللفظي معاين

אאWאא نفصل عن الكالم عن المشـترك اللفظـي, ذلـك ألن يالكالم عن المترادف ال

فـظ النظـائر ولـذلك أIلـق القـدماء ل. اكل مشترك لفظي يحمل يف داخلـه ترادفـ :فإذا قيل إن كلمة اللسان يف القرآن تأيت ألربعة معان وهـي ,للداللة عىل المترادف

,اوالدعاء والثناء الحسن, فيكون اللسان مع اللغـة ترادفـاللسان المعروف واللغة ومعنى هذا .. وهكذا. ومع الثناء الحسن ترادف ثالث, وهو مع الدعاء ترادف ثان

ويصح أن تحمل ,أن للفظ نظائر أو مترادفات عدة −أمحد مختار عمر. كما قال د−المتعـددة للفـظ مشـيرة بـالوجوه إىل المعـاين »الوجوه والنظائر«هذه الكتب اسم

IQH.وبالنظائر إىل األلفاظ المتعددة للمعنى الترادف يف تراث ابن قتيبة: أوال

ال نجد يف تراث ابن قتيبة مصMلح التـرادف الـذي يفهمـه العلمـاء بأنـه تعـدد : المسكن والدار والبيت والمنزل, ومن الفعـل مثـل: الكلمات لمعنى واحد, مثل

.١٤٩, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . د) ١(

٢١٣

فإن من أقدم الكتـب العربيـة التـي محلـت ... قعد وجلس, ونام ورقد وهجع, إلخوعنوانـه ) هـ ٣٨٤ت (اسم الترادف كان كتاب أبي الحسن عيل بن عيسى الرماين

كما يبدو أن مـن أقـدم مـن أIلـق »كتاب األلفاظ المترادفة والمتقاربة يف المعنى«يف كتابـه ) هــ ٣٩٥ت (الحسين أمحد بن فارس ااسم الترادف عىل هذه الظاهرة أب

ابن قتيبة حتـى بعدسنوات عضبومعنى ذلك, أنه قد مضت مائة و IQH.»الصاحبي«ومع ذلك, فإن اإلشارات إىل هذه الظاهرة قد ظهـرت منـذ زمـن ,ظهر المصMلح

وتوسـع ابـن قتيبـة يف الكـالم عنـه كمـا »الكتـاب«أقدم, إذ أشار إليها سـيبويه يف .سنعرضه يف هذا المبحث بمشيئة اهللا

يبة عن الترادف سنبحثها عـىل ضـوء الدراسـات الحديثـة يف علـم وآراء ابن قت .الداللة لترادف بين المثبتين والمنكرينا: ثانيا

وبقدر ما اختلف العلماء يف المشترك اللفظي, اختلفـوا يف ظـاهرة التـرادف يف اللغة العربيـة, ومـن الممكـن تصـنيفهم عـىل حسـب مـوقفهم منـه إىل المثبتـين,

. دلين بين اإلنكار واإلثباتوالمنكرين, والمعتومن اللغويين الذين يؤيدون وقوعه استدلوا بأن المسمى قد يMلق عليه اسمان مختلفان بينهما عند الوضع, ثم شاع استعمال هذين االسمين بـين النـاس, وهـذا

ومما يؤيـد . كما يقول به السيوIي يف المزهر »مبني عىل كون اللغات اصMالحية«لمضمون قد يدلل عىل ذاته بألفاظ مختلفة, ويف الغالب, كما يقـول هذا الكالم أن ا

فولمرت, يرجع أحد األلفاظ المتنافسة إىل لغة أخـرى أو تنـوع لغـوي, مثـل لغـة .IRH متخصصة, أو لغة مجاعة أو لهجة

وعىل هذا فالترادف أمر معروف يف كل األلسن, إال أنه يف العربيـة أكثـر منـه يف

أمحـد مختـار عمـر, علـم الداللـة, . ; د١٨٩, ص ٢, جـزء تاريخ األدب العربيكارل بروكلمان, ) ١( .٢١٦ص

يـري, سـعيد حسـن بح. د., بترمجـة وتعليـق أدروس أساسـية يف علـم اللغـةيوهانس فـولمرت, ) ٢( .٢٩١, ص ) ٢٠١٢مكتبة زهراء الشرق, : القاهرة(

٢١٤

ومن تراثنا اللغوي وجـدنا أن مـن . هم من أبرز خصائصهاغيرها, لذلك عده بعضا يف أسماء شيء واحد, فقد ألف ابن العلماء من ألفوا يف هذا الصدد وخصصوا كتب

توصـل دوهـامر كمـا IQH,ا آخر يف أسماء الحيـةا يف أسماء األسد وكتاب خالويه كتاب )De Hammer ( األعرابـي يف ا لشؤون الجمل, رفيقلفظ ٥٦٤٤إىل مجع أكثر من

ولكن, هـل هـذا المبلـغ مـن العـدد كلـه أسـماء IRH.الصحراء ومؤنسه يف وحشته .لحية? هذا أمر مبدئي يختلف فيه غيرهملك لألسد وتلك لللجمل وذ

بأنه لو كان لكل لفظـة معنـى ) المثبتين للترادف(استدل أصحاب المقالة «ثم ال (ارته, وذلك أنـا نقـول يف غير معنى األخرى لما أمكن أن يعبر عن شيء بغير عب

لكانت العبارة عن معنـى »الشك«غير »الريب«, فلو كان )ال شك فيه): (ريب فيه .»الريب بالشك خMأ, فلما عبر هذا هبذا علم أن المعنى واحد

مـن قبـل قد أنكـر ابـن فـارسفوعىل الرغم من االعتراف بثروة اللغة العربية, الحـظ . ا, أما ما سواه فهو صـفاتا واحد اسم ظاهرة الترادف, ويرى أن للمسمى

الشـيء يسـمىابن فارس ظاهرة وقوع األسماء عىل المسميات, ولخـص أنـه قـد الواحد باألسماء المختلفـة, نحـو السـيف والمهنـد والحسـام, ثـم ذهـب إىل أن

وما بعده من األلقاب صـفات, وأن كـل صـفة منهـا »السيف«االسم واحد وهو «إنمـا عبـر عنـه عـن Iريـق : فإنـا نقـول«: وقـال ISH.»األخـرى معناها غيـر معنـى

ن اللفظتين مختلفتان, فليلزمنا ما قالوه, وإنما نقـول إن يف إالمشاكلة, ولسنا نقول .ITH »كل واحدة منهما معنى ليس يف األخرى

ما هو تعريـف التـرادف? : والسؤال األساسي الذي البد أن يبنى عليه كل موقف ا عالقة داللية عىل المسمى تدخالن يف حسبان المترادف?هل كل كلمتين لهم

. ٣٩٨, ص ٣, U الوجيز يف فقه اللغةمحمد األنMاكي, ) ١( . ٢٩٣, ص دراسات يف فقه اللغةصبحي الصالح, . نقال عن د) ٢(الصاحبي يف فقه اللغة العربيـة ومسـائلها وسـنن , ) هـ ٣٩٥: المتوىف(أبو الحسين أمحد بن فارس ) ٣(

, ٧, U .) ت.مMبعـة البـابي الحلبـي, د: القـاهرة(, تحقيق السـيد أمحـد صـقر, يف كالمهاالعرب . ١١٤ص

.٦٠, ص الصاحبي يف فقه اللغةأمحد بن فارس, ) ٤(

٢١٥

ن بـأ − ولعلـه هـو األشـهر–ونقل السـيوIي قـول اإلمـام فخـر الـدين الـرازي وشرح ذلك IQH.»هو األلفاظ المفردة الدالة عىل شيء واحد باعتبار واحد«: المترادف

وبوحـدة ,رادفينواحترزنا باإلفراد عن االسم والحد فليسـا متـ «: التعريف بأن يقول: االعتبار عن المتباينين كالسيف والصارم فإهنما دال عىل شيء واحد لكن باعتبـارين

ات واآلخر عىل الصفة والفرق بينه وبين التوكيد أن أحـد المتـرادفين , أحدمها عىل الذ .IRH »ولاأل ويف التوكيد يفيد الثاين تقوية, يفيد ما أفاده اآلخر كاإلنسان والبشر

من الحق, ومع ذلـك فقـد أصـاب ابوالحظنا أن يف قول أصحاب المقالة جان وإىل هذا . حين يلتمس الفروق اللغوية بين االسمين−ومن سار يف دربه–ابن فارس

. »الفـروق اللغويـة«عنايته بتأليف كتاب ) هـ ٣٩٥تويف (ألقى أبو هالل العسكري ا هـالل العسـكري يف الكتـاب أساسـفقد Iرح أبو « :الدين محسب ىمحي. قال د

ا تMبيقـ −يف الوقت نفسه–م وهو يقد . اا; وهو أن ألفاظ اللغة ال تتMابق داللي منهجي لهذا األساس يتسم بالسعي نحو الشمول, وينMوي عىل إدراك عـدد مـن اآلليـات

.ISH »التي تقوم عليها العالقات الداللية. وإىل المنكـرين لتـرادفن إىل المثبتـين لويبدو من أقوال العلماء أهنم ينقسمو

والمثبتون إما أن يكونوا من المتضيقين وإما المتوسعين يف اإلثبـات, فالمتضـيقين كانوا يرون قصر الترادف عىل ما يتMـابق فيـه المعنيـان بـدون −من أمثال الرازي–

. أدنى تفاوت تحقق لوقوعهتقسيم علامء اللغة المحدثين للترادف ومعاييرهم يف ال: ثالثا

وشـبه ) ٢الترادف الكامل, ) ١: علماء اللغة الحديث الترادف إىل أقساموقسم ) ٦واستخدام التعبير المماثل, ) ٥واالستلزام, ) ٤والتقارب الداليل, ) ٣الترادف,

, بتحقيـق فـؤاد عـيل المزهر يف علوم اللغـة وأنواعهـا, ) هـ٩١١: المتوىف(جالل الدين السيوIي ) ١(

.٣١٦, ص ١, جزء ) م ١٩٩٨/هـ ١٤١٨دار الكتب العلمية, : بيروت(منصور, .٣١٦, ص المزهرالسيوIي, ) ٢(دار : القـاهرة(, التحليل الداليل يف الفروق يف اللغة ألبي هالل العسكريي الدين محسب, يمح. د) ٣(

.٦, ص ) ٢٠٠١الهدى للنشر والتوزيع,

٢١٦

.IQH والتفسير) ٧والترمجة, التام, وإن كان مـنهم مـن يـرى أو أنكر أكثر اللغويين وجود المترادف الكامل

أن الترادف التـام ألفـاظ متحـدة −عىل سبيل المثال− عدم استحالته, يرى أولمانا وهو نادر الوقوع, واألكثـر وقوعـ IRHالمعنى وقابلة للتبادل فيما بينها يف أي سياق

أنصاف وأشباه المترادفات, فاألخيرة ال يمكـن اسـتعمالها يف السـياق الواحـد أو تقع عقـب −كما يف اإلنجليزية–المترادفات ISH.األسلوب الواحد دون تمييز بينها

فيتحـد ) الكلمات المقابلة من أصـل فرنسـيهي تلك (اختالف البيئة واللهجات .ITH امعناها يف زمن ما, وقابلة للتغير تاريخي

واللغويون المحدثون معنيون باقتراح وسائل ووضع المعايير الختبار لفظـين اختبار «الحقول الداللية, ثم من أحدثها ما يسمى بـادعي ترادفهما, منها ما يسمى ب

الذي يفترض أن المترادفات التامة أو الحقيقـة هـي التـي تتبـادل كـل »االستبدالوقد تبين أن عند إجراء هذا االختبار أنه ال توجـد كلمـات . المواضع أو السياقات

مواضـع أو مترادفة هبذا المعنى, وكل ما هنالك أن بعض الكلمات تتبادل بعض الــان ــياقات, فالكلمت ــة profoundو deep: الس ــتخدمان لوصــف الكلم ــد يس ق

sympathy ولكن باستعراض السـياقات سـوف نجـد أن ,deep تجـيء وحـدهاعىل حين waterتصاحب الكلمة deepوهذا معناه أن الكلمة . waterفحسب مع

بد العزيـز أن محمد حسن ع. ومع ذلك يقرر األستاذ د. معها profoundال تجيء إذ ال يمكن االعتمـاد عـىل يف الحكم; اختبار المصاحبة ال يمكن أن يكون فاصال «

IUH.»المصاحبة وحدها إال إذا انضمت إليها قرائن أخرى تعين عىل الحكم الدقيقمـثال الدكتور إبراهيم أنـيس, وللترادف ةا خاصوضع شروI من ومن المحدثين

.٢٢٢−٢٢٠, ص علم الداللةأمحد مختار عمر, . ينظر د) ١( .٩٧, ص ر الكلمة يف اللغةدوستيفن أولمان, ) ٢( .٩٨المرجع السابق, ص ) ٣( .١٠٠المرجع السابق, ص ) ٤(, )هـ١٤١٠دار الفكر العربي, : اهرةالق(, المصاحبة يف التعبير اللغويمحمد حسن عبد العزيز, . د) ٥(

. ٥٤ص

٢١٧

االتفـاق يف ) ٣اتحـاد البيئـة اللغويـة, و) ٢العصر, واتحاد ) ١: اآلتية الشروU وضع IQH.للكلمتين اختالف الصورة اللفظية) ٤ا, وا تام المعنى بين الكلمتين اتفاق

إذا أردنـا بـالترادف التMـابق التـام الـذي يسـمح «: أمحد مختار عمر. ويقول دين يف مجيـع بالتبادل بين اللفظين يف مجيع السياقات, دون أن يوجد فرق بـين اللفظـ

, ونظرنـا إىل )األساسي واإلضايف واألسلوبي والنفسي واإليحائي(أشكال المعنى اللفظين يف داخل اللغة الواحدة, ويف مستوى لغـوي واحـد, وخـالل فتـرة زمنيـة

غيـر موجـود عـىل ]التـام[واحدة, وبين أبناء الجماعة اللغوية الواحدة, فالترادف ن يMلقون تسمية المترادف عىل الكلمات مـن ويمضي بعض اللغويي IRH.»اإلIالق

.قبيل أشباه الترادف من هذا التقسيم–ا لدرجة يصـعب معهـا ا شديد وشبه الترادف يقع حين يتقارب اللفظان تقارب

التفريق بينهما, ولذا يسـتعملها الكثيـرون دون تحفـظ, −بالنسبة لغير المتخصص−عـام: ع يف العربية بكلمـات مثـلويمكن التمثيل لهذا النو. مع إغفال هذا الفرق

وثالثتها قد وردت يف مستوى واحد من اللغة وهو القـرآن الكـريم, ... حول−سنةمـع answerويحمل عىل هذا النوع كثير من الكلمات التي توصف بالترادف مثل

replyو ,ill معsick و ,own معpossess. ن تتقـارب المعـاين, فيتحقـق حـي) semantic relation(أما التقارب الداليل

ويمكن التمثيل هبذا . لكن يختلف كل لفظ عن اآلخر بملمح مهم واحد عىل األقلالنوع بكلمات كل حقل داليل عـىل حـدة, وبخاصـة حـين نضـيق مجـال الحقـل

»حلـم ورؤيـا«: ونقصره عىل أعداد محدودة من الكلمات, ومثال ذلك يف العربيـة . ومها من الكلمات القرآنية

هبذا القدر من البيان التمهيدي للترادف واختالف العلماء فيه, راجـين ونكتفي يف منظور هـذا االخـتالف بـين علمـاء اللغـة قدر عىل تحديد موقف ابن قتيبة أن ن

فإذا كان ابن قتيبـة : الحديث, ونضع افتراضات لعل ذلك يوصلنا إىل تحديد موقفه

.وما بعدها ١٧٨, ص يف اللهجات العربيةإبراهيم أنيس, . د) ١( .٢٢٧−٢٢٦, ص علم الداللة أمحد مختار عمر,. د) ٢(

٢١٨

ذلـك أنـه فروق الداللية فمعنى دون أن يلتمس ال يعد التقارب الداليل من الترادفات يف أي د الترادف ذلك التبادل بين الكلمـمن المتوسعين يف قبوله; أما إذا كان يع

لترادف مـا يسـميه عنى ذلك أنه من المنكرين له; ثـم إذا كـان يريـد بـامسياقات فوسـنعود إىل الكـالم عـن . ون بشبه الترادف, فهو مـن المعتـدليناللغويون الحديث

حسبما ) االستلزام, والتعبير المماثل, والترمجة, والتفسير(ترادف األخرى أنواع ال .نجدها يف البحث

وآراؤه الترادفمن ابن قتيبة موقف : رابعاإنه ليس من السهل معرفة موقف ابن قتيبة بالضبF من التـرادف, ولعـل ذلـك

ا بابـ مل يخـصأوال, أن مصMلح الترادف مل يظهر يف عصـره وهـو : يرجع إىل سببين أفادنـا, فلـو كـان مثـل مـا صـنع للمشـترك اللفظـي القضـيةا يتكلم فيه عن خاص

الستعنا به عىل −مثلما عرض ابن فارس والرازي وغيرمها من اللغويين−بالتعريف وثانيا, حيرنا بما وجدنا من كالمه يف بعض كتبـه, ففـي حـين يشـير .موقفه تحديد

. ه يقبل الترادف, ويف حين آخر يشير إىل عكسها إىل ما يمكن أن نستشف منه أنقوي استخالص آراء ابن قتيبة عما يتعلق بـالترادف المبحث سوف نحاول ويف هذا

من خالل قبوله يف ناحية ورفضه يف ناحيـة أخـرى, كمـا نحـاول بقـدر المسـتMاع كشف آرائه عن العوامل التي تؤدي إىل ظهوره, ولعل ذلك سيعيننا يف معرفة موقفه

ا يف معرفة عالقته بفكرة وجه شامل عن القضية, وأنا أرى أن كل هذا سيكون مهم با إىل أي حد كان ابـن قتيبـة يقبـل التـرادف بصـفته مفسـر : والسؤال. النظم القرآين

أي : ا يعرف دقـائق لغويـة? أو بتعبيـر أدقللقرآن وإىل أي مدى يرفضه بصفته لغوي ?هوما الذي رفضنوع من أنواع الترادف الذي قبل

ما يشير إلى قبول ابن قتيبة للترادف من كالمه −أغريـب «لآليـات أو األحاديـث يف كتبـه وخاصـة ابـن قتيبـة من خالل تفسـير

, تشير بعض »أدب الكاتب«و »غريب الحديث«و »تأويل مشكل القرآن«و »القرآنيل عىل ذلك أنـه لدلا إىل أنه يعترف بوجود اتحاد المعنى بين اللفظين, واأقواله قوي

»بمعنى واحـد«و »واحد«ويهما بأن يقول اخرى ثم يصرح بتسيردف كلمة بكلمة أ

٢١٩

. ومعنى ذلك أنه يثبـت وقـوع التـرادف IQH,»نحوها«و »مثلها«و »كل«و »كذلك«و : ومن ذلكوالهـاء تبـدل مـن الحـاء لقـرب «: يقـول ابـن قتيبـة, )مـده(و) مـدح: (اكلمت

IRH.»ته, بمعنى واحدمدحته ومده: مخرجيهما, تقولالمـده : وقيـل ... مثل مدحـه: اه يمدهه مده مده : مده«: وجاء يف لسان العرب

مدهته فـي : وقال الخليل بن أمحد. في نعت الهيئة والجمال, والمدح في كل شيء ISH.»المده والمدح واحد :وجهه ومدحته إذا كان غائبا, وقيل

ا, فيختلـف اللفظـان مـن ناحيـة الخصـوص أو خاصـ يبدو أن لكل لفظ ظـال مــن المــده, ومــن ناحيــة ) hyperonymy(العمــوم بحيــث يكــون المــدح أعــم وهذا عىل الرغم من أهنمـا ينتميـان إىل حقـل . استخدامهما عند الخMاب أو الغيبة

. داليل واحد وهو الثناء أن الثـاين أدق يف تفريـق ) اللسـان(الخالف بين كالم ابن قتيبـة ومـا نقـل يف و

ا الحكـم عـىل أرجـح القـولين إال بعـد الداللة بين اللفظين, ومـن الصـعب Iبعـلكـن . استقصاء مدلول اللفظين يف االستعمال القديم عند منثور الكالم أو منظومه

ن نعرف أن ابن قتيبـة يكفينا ذلك ألن منظور يف الحسبان فإذا أخذنا كل ما أورده اب . من الذين يقرون بوقوع المترادف يف اللغة عىل أوسع معناه

وهناك أمر آخر يمكن أن نستشفه من كالم ابن قتيبة, وهو أنه يعتـرف باإلبـدال من أسباب التـرادف التMـور الصـويت «: فريد عود حيدر. يقول د. كعامل للترادفهتلـت : ومـن اإلبـدال. جبذ وجذب, ونـأى ونـاء: فمن القلب. بالقلب واإلبدال

ITH.»السماء وهتنت, والحثالة والحفالة لرديء األشـياء, وجـدث وجـدف للقبـر . وهنا يكون القلب لقرب المخرج بين المدح والمده

.٥٢٠, ص ابن قتيبة وجهوده اللغويةيقارن عمر مسلم العكش, ) ١(, وذلـك عنـد كالمـه عـن قـول اهللا ٢٦٨, ص ) المكتبة الشـاملة(, تأويل مشكل القرآنابن قتيبة, ) ٢(

.أشرين بMرين :أي] ١٤٩: الشعراء[ _)١٤٩(ا فارهين وتنحتون من الجبال بيوت + :تعاىل .٥٤٠, ص ١٣, جزء ٣, U ) هـ ١٤١٤دار صادر, : بيروت(, لسان العربابن منظور, ) ٣( .١٥١, ص علم الداللةفريد عوض حيدر, . د) ٤(

٢٢٠

, بمعنـى )عسـا(و) عتـا(«: ما يدل عىل قبول ابن قتيبـة للتـرادف أنـه يقـولومومـت «: قال صاحب اللسانIRH.»; بمعنى واحد)مMMت (و) مددت («و IQH.»واحد

ير , مد الحبل وغيره : والمت . كمد : في الس , وقMـل ومغـF, : يقال . المد Fمت ومه: ومت الشيء متا. وشبح, بمعنى واحد اعتمد فيه ليقMعـه : وتمتى في الحبل. مد

هأ .وهذا كذلك يكون لقرب المخرج بين الكلمتين ISH.»و يمدنـي «: قال صاحب اللسان ITH.»بمعنى واحد) محم(و) مهم («: من ذلكو وحم

ني ني: األمر وأحم ني هذا األمـر واحتممـت : األزهري. اهتم : واحتم له . أهم أحمه اهتم يث له كأن :ام بحميم قريب; وأنشد الل

ــــالم ــــبابة ال ت ــــى الص ــــز عل كأنـــك ال يلـــم بـــك احـــتامم تعامـل ا عـىل عهنا يكون اتحاد المعنـى مبنيـ IUH.»لم ينم من الهم : واحتم الرجل

.عن االشتقاق وأشرنا إليه عند الكالم قرب المخرج عىل سبيل اإلبدال,يف الـواو واليـاء بمعنـى −بفـتح العـين −باب فعلت ) أدب الكاتب(وجاء يف

كنوت الرجل وكنيته, ومحوت الكتاب أمحوه ومحيته أمحاه, «: واحد, مثال ذلك وحثوت التراب أحثوه وحثيتـه أحثيـه, وحنـوت العـود وحنيتـه, ونقـوت العظـم

إذا نسبته إىل أبيه, : إذا استخرجت نقيه, وهو المخ, وعزوت الرجل وعزيته: ونقيته .IVH »إلخ...وهذوت وهذيت, وقنوت الغنم وقنيتها

وقد تـأيت فاعلـت IWH.أقللت وقللت وأكثرت وكثرت بمعنى واحد: ومن ذلكفت وضاعفت «: واحد, قالوا وفعلت بمعنى دت وباعدت «و »ضع نعمت «و »بع

, وذلـك عنـد الكـالم عـن ٢٧٢, ص ) المكتبة الشاملة(أمحد صقر, . , تغريب القرآنابن قتيبة, ) ١(

.يبسا: أي ﴾من الكبر عتيا﴿: قوله تعاىل .٥٠١المرجع السابق, ص ) ٢( .٨٨ص ٢, جزء لسان العربابن منظور, ) ٣( .٣٨٠, ص ) المكتبة الشاملة(عبد اهللا الجبوري, . د. , تغريب الحديثابن قتيبة, ) ٤( .١٥٢, ص ١٢, جزء لسان العربابن منظور, ) ٥( .٤٧٢, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٦( .٣٥٤, ص اتبأدب الكابن قتيبة, ) ٧(

٢٢١

مة, ومناعمة: ويقال »وناعمت .IQH امرأة منعومـن أمثلـة .»وال يهمز بمعنى واحد باب ما يهمز أوله من األفعال«ومن ذلك

شت «:ذلك شت بينهم وور ـدت «, »أر : قـال اهللا جـل ثنـاؤه .»وكدت عليهم وأكخته«, و)وال تنقضوا األيمان بعد توكيدها( »وقت وأقت «, و »ورخت الكتاب وأر

أوصدت البـاب «وهو اإلكاف والوكاف, و »آكفت المحار وأوكفته«من الوقت, وإذا »ه أوسدت الكلب وآسـدت «بالهمز وغير الهمز, و )موصدة (وقرئ . »وآصدته

.IRH»إلخ..أغريته بالصيد .»بمعنى واحد«وهذا كله ما يشير إليه ابن قتيبة بــ

ويكون ذلـك ISH.ومها عند ابن قتيبة شيء واحد »التالوة والرواية«: ومن ذلك G F E D C B A z} : من خالل تفسيره لقول اهللا عـز وجـل

والــتالوة والروايــة شــيء . مانمــا ترويــه الشــياIين عــىل ملــك ســلي: أي«قــال, : ومنــه قولــه IUH.»واحــد) الســفن(و) الفلــك(و«: ومــن ذلــك قولــه ITH.»واحــد

أن : وأصـله] قـومي[راغمـت وهـاجرت : تقـول. واحد) المهاجر (و ) المراغم ( :أي ,امغاضـبا, ومهـاجر :أي , الرجل كان إذا أسلم خرج عن قومه مراغمـا لهـم

−هجـرة : ملسو هيلع هللا ىلصمـراغم, وللمصـير إىل النبـي : فقيل للمذهب. هجرانا من المقاIع القاسية والعاتية والعاسية واحد, وهـي «: ومنه IVH.»ألهنا كانت هبجرة الرجل قومه

: ومنـه قولـه يف اآليـة IXH.»وشريعة مها واحد mz } «: وكذلك قوله IWH.اليابسة» {Ö Õ Ô z ــداعوا هبــا, و IYH.»واحــد »األنبــاز«و »األلقــاب«أي ال تت

.٤٦٥المرجع السابق, ص ) ١( .٤٧٤, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢( .٥٩, ص غريب القرآنابن قتيبة, ) ٣( .٥٩المرجع السابق, ص ) ٤( .٦٧المرجع السابق, ص ) ٥( .١٣٤المرجع السابق, ص ) ٦( .١٤٢المرجع السابق, ص ) ٧( .١٤٤المرجع السابق, ص ) ٨( .٤١٦المرجع السابق, ص ) ٩(

٢٢٢

بع«: وقال بح«و »الض ير; يقال »الض .IQH »ضبعت الناقة وضبحت : واحد يف السا يلي الخاصرةصوالكشح والقرب والخ«: ومن ذلك ومنه IRH.»ر واحد وهو مم

ISH.واحد) ظفره(و) مخلبه(و: قولهالتي ساقها ابن قتيبة يف هذه المجموعة فهـي مـن إىل هنا, فإذا نظرنا إىل األمثلة

بمعنى (ثم إذا اعتبرنا أقواله . أنصاف الترادف عند علماء اللغة الحديث/نوع أشباهلمترادف فـإن ذلـك ااعترافه اأنه يعني هب) واحد; وكذلك; وكل; ومثلها; ونحوها

). أشباه المترادف(إىل هذا الحد ترادف من كالمه ما يشير إلى رفض ابن قتيبة لل −ب

ولعل األقرب من . مع اعتراف ابن قتيبة بالترادف, فإنه يلتمس الفروق اللغويةمتناولنا هو تلك التي تتقارب معناه ولكـن بينهـا فـروق دقيقـة ال يكـاد النـاس يف

مـن كتابـه »كتاب المعرفة«عصره يفرقون بين كل زوج منها, يحشدها ابن قتيبة يف الكـذب فيمـا مضـى, «: يقول ابن قتيبـة). الخلف(و )الكذب(ـك) أدب الكاتب(

سـأفعل : والخلف لما يستقبل, وهو أن تقـول. فعلت كذا ومل تفعله: وهو أن تقول ITH.»كذا, وال تفعله

وقـد فـرق اهللا «: , قـال ابـن قتيبـة)المسكين(و) الفقير(ومن ذلك التفرقة بين : التوبـة[ t s r qz } : تعاىل بينهمـا يف آيـة الصـدقة فقـال

: الذي له البلغة من العـيش, والمسـكين: ا; والفقير, فجعل لكل صنف سهم ]٦٠ IUH.»الذي ال شيء له

فالحمـد الثنـاء «, ال يكاد الناس يفرقون بينهما, )الشكر(و) الحمد(ومن ذلك محدت الرجل, إذا أثنيت عليه بكرم أو حسب : عىل الرجل بما فيه من حسن, تقول

.٥٣٥المرجع السابق, ص ) ١( .٣٤٥, ص غريب الحديثابن قتيبة, ) ٢( .١٧١, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٣٣, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٤( .٣٤المرجع السابق, ص ) ٥(

٢٢٣

الثنـاء عليـه بمعـروف أوالكـه; وقـد يوضـع : ذلك, والشكر له أو شجاعة وأشباهوال . شكرت له: محدته عىل معروفه عندي, كما يقال: الحمد موضع الشكر; فيقال

IQH.»شكرت له عىل شجاعته: يوضع الشكر موضع الحمد فيقالال يكـاد عـوام ) العربـي(و) األعرابـي(, و)العجمي(و) األعجمي(ومن ذلك بالباديــة, الــذي ال يفصــح وإن كــان نــازال : ن بينهمــا; فــاألعجميالنــاس يفرقــو

: هو البدوي, والعربي: واألعرابي. امنسوب إىل العجم وإن كان فصيح : والعجمي IRH.امنسوب إىل العرب وإن مل يكن بدوي

ا مـن خاصـ يبدو من كالم ابن قتيبة أن لكل واحد من اللفظين يف األمثلـة ظـال بينه وبين زوجه, وهذه األمثلة من قسم التقارب الداليل عند اللغويين يميز المعنى

. وابن قتيبة قد أدرك هذه الظاهرة اللغوية, المحدثين متقاربة يف اللفظ وليس حديثه فقF عن التقارب الداليل, فإنه صنف الكلمات إىل

;)النضـح(و) نضخال: (اللفظ والمعنىومن أمثلة األسماء المتقاربة يف . اوالمعنى مع : ذلـكومـن ISH ,»فعلـت فالنضخ أكثـر مـن النضـح, وال يقـال مـن النضـخ: يقول

فم كله, بال) الخضم(وكذلك . بأIراف األصابع) القبص(بجميع الكف, و) القبض(« ITH.النتن ):الرجس(العذاب, و): الرجز(وكذلك بأIراف األسنان,) القضم(و

بان ويلتبس معنامها وربمـا وضـع النـاس وكذلك تفسيره للفظين اللذين يتقارعظم الشـيء «: أحدمها موضع اآلخر, وابن قتيبة يوضح الفروق بينهما, ومن ذلك

هـذا جهـدي أي Iـاقتي, : الجهد الMاقة, تقـول: ومن ذلك. »أكثره, وعظمه نفسه: لـكومـن ذ. »واجهد جهدك: فعلت ذلك بجهد, وتقول: والجهد المشقة, تقول

IUH.»حدى نواحيه, وعرض الشيء خالف Iولهعرض الشيء إ

.٣٦المرجع السابق, ص ) ١( .٤٠−٣٩المرجع السابق, ص ) ٢( .٢٠٠, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( . ٢٠١مرجع السابق, ص ينظر ال) ٤( .٣٠٧المرجع السابق, , ص ) ٥(

٢٢٤

ونستفيد من كالم ابن قتيبة من خالل أمثلته أن التقارب الصويت قد ينتج نسـبيا كما أن من العلماء من يعـد تقـارب IQHولعل هذا من جهوده الداللية. تقاربا دالليا

يل اإلبـدال أو القلـب كمـا من عوامل الترادف, لكن ذلك عىل سـب المخرج عامال وجدير بالذكر أن هذا يف حيز كالم . مضى يف الكالم عن المدح والمده, وهذا غيره

.ابن قتيبة يف الفروق اللغوية افسر فيه الكلمات التي تخفي داللتهـ) نوادر من الكالم المشتبه(ثم عقد باب

جـل حيـا, مـدح الر) التقـريظ («: عند الناس ووضح الفـروق بينهـا, ومـن ذلـك: , قال ابن قتيبـة)األختان(و) األمحاء(ومن ذلك الفرق بين . »امدحه ميت ) التأبين (و, واحـدهم حمـا, )»األمحاء«(فهم −مثل األب واألخ–وكل شيء من قبل الزوج «

مثل قفا, ومحوه مثل أبوه, وحمء مهموز ساكن الميم, وحـم محـذوف الـالم مثـل وكـل شـيء مـن قبـل المـرأة . وجها, ال لغة فيهـا غيـر هـذهأب, ومحاة المرأة أم ز

IRH.»يجمع هذا كله »الصهر«, و)»األختان«(وهكذا رأينا ابن قتيبة, فإنه بمعرفته الدقيقة بالعربية استMاع أن يفرق بين معاين

التي ال يكاد الناس يفرقون بينها, وهذا يدل عىل أنه كان يلتمس الكلمات المتقاربة .غوية لأللفاظ أكثر من قبوله للترادف وإن كان ال ينكرهالفروق الل

ويف نفس الجزء من كتابه وجدنا أنه قد قام بتصنيف الكلمـات التـي تنتمـي إىل فمثال قد ذكر الفروق يف األسـنان عين موضحا الفروق الداللية بينها;حقل داليل م

مـن عيـوب معرفـة مـا يف خلـق اإلنسـان«تحت باب واألفواه واألIفال والسفادولـد «: قـال. ويف باب فروق يف األIفال, فرق بين الجرو والفرخ والMفل. »الخلق

هـذا مجلـة هـذا . كل سبع جرو, وولد كل ذي ريش فرخ, وولد كل وحشـية Iفـل وولد الناقـة يف أول النتـاج ربـع, واألنثـى «: قال ثم الفروق يف ولد الناقة;. »الباب

ا, ويف آخر النتاج هبع, واألنثى هبعة, وال يجمـع هبـع هباعـ ربعة, والجميع رباع, ...وهكذا ISH.»ذلك كله حوار يف وهو

.٥٢٧, ص ابن قتيبة وجهوده اللغويةعمر مسلم العكش, . يقارن د) ١( .٢٠٣−٢٠٢, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٢( .١٥٤المرجع السابق, ص ) ٣(

٢٢٥

ويف الجملة, من الممكن أن نقول إن ابن قتيبة يقـر بـالترادف يف اللغـة, ويـدل , ولكن الـذي يعنيـه بـالترادف هـو مجـرد )إلخ...معنى واحد(ـعىل ذلك تعبيره ب بعـض السـياقات ,يمكـن التبـادل بينهمـا يف وأنه المالمح العامة اتفاق المعنى يف وأنه مع ذلك يلتمس إىل التفرقـة صاف الترادف عند أكثر اللغويين,وهو من قبيل أن

ومعنـى هـذا أن ابـن . الدقيقة بين الكلمات وخاصة يف الكلمات المتقاربة الداللةا ع فيـه, وال ينكـره إنكـار قتيبة كان من المعتدلين يف قبول الترادف حيـث ال يتوسـ

.اتام ألفـاظ المعـامالت فريد عوض حيدر نظرية الحقول الداللية عىل . وقد Iبق دلفظا مقسـومة إىل ٣٧٥عي ترادفها, وتبلغ األلفاظ ن الكريم التي اد المادية يف القرآ

Fاثني عشر حقال دالليا, وتوصل إىل نتيجة أن الترادف وقع يف حقلين دالليـين فقـاللتين وردتا يف نفس السـياق اللغـوي بمعنـى واحـد ) ينقص(و) يخسر(متي ككل

وبناء عىل هذا اقترح قبول الترادف والنظر إليه عىل أنه غير تام بمـا IQHوهو النقص,ال مفر لنا من التسـامح والتجـوز يف «: فيه من التسهيل للمفسرين والشارحين, قال

ىل أنه غير تام, فال بـد مـن وجـوده, وإن ا عقبول مصMلح الترادف والنظر إليه دائم ا أو شبه ترادف; ألن تقارب ا نسبي كان هذا عىل غير الحقيقة والتمام, وإن كان ترادف

األلفاظ يف الداللة عىل الشيء الواحد عىل اختالف نسب هذا التقـارب هـو الـذي يعين المفسرين والشارحين, والمعلمين عىل اخـتالف تخصصـاهتم, عـىل تفسـير

ح فيه مـا كـان ا يكفل الفهم للمتلقين, ولوال هذا الترادف المتسام لنصوص تفسير اهناك فهم للغة, وما تحقق الكشف عـن معـاين الكلمـات الغامضـة, ولـو ال هـذا

وهـذا الكـالم IRH.»الترادف المتسامح فيه, ألدى ذلك إىل نوع من الجمود يف اللغةأن تكثر الوسـائل إىل اإلخبـار ...«: رادفا عن فائدة التيؤكد ما قاله السيوIي قديم

والتوسـع يف ...عما يف النفس, فإنما ربما نسي أحد اللفظين أو عسر عليه النMق بـه

ــاىل) ١( ــه تع ــك يف قول ــرمحن[ i h gz } : وذل ــاىل]٩: ال ــه تع i h } : , وقولk j z ]بيقيـةنعلـم الداللـة, فريد عوض حيـدر, . ينظر د]. ٨٤: ودهMظريـة ت ,

. ١٤٧−١٤٦, ص ) ٢٠١٦مكتبة اآلداب, : القاهرة( .١٤٨, ص علم الداللةفريد عوض حيدر, . د) ٢(

٢٢٦

.IQH »سلوك Iرق الفصاحة وأساليب البالغة يف النظم والنثر ترادف يف معالجة ابن قتيبة للكلامتمن وجوه ال: خامسا

ا يرجع إىل يف االعتراف بالترادف اختالف إىل درجة ما, , عىل أن اللغويين اختلفوناحيـة من ناحية ونوع المعنى المقصود مـن عدم اتفاقهم عىل المقصود بالترادف

إىل التـرادف التـام وأشـباه التـرادف (أخرى, فقد وضع بعضهم التفرقة بين أنواعه ا بعضـ , وابن قتيبة قـد فعـل)والتقارب الداليل والتعبير المماثل والترمجة والتفسير

. من ذلكوكما أنه التمس الفروق الداللية بين الكلمات المتقاربـة المعنـى, كـان يفعـل

وأما تكرار المعنـى بلفظـين «: يقول. ا بتكرار المعنىذلك يف التعبير المماثل معبر : قـول القائـليومثـل لـذلك , IRH»مختلفين, فإلشباع المعنى واالتساع يف األلفاظ

آمـركم «و ,ألمر بالوفاء هو النهي عـن الغـدروا. »اك عن الغدرآمرك بالوفاء, وأهن« ISH.واألمر بالتواصـل هـو النهـي عـن التقـاIع »بالتواصل, وأهناكم عن التقاIع,

ونلحظ أن المعنى الذي يعنى به ابن قتيبة هنا هو ذاك الذي يتحصل من الجملة أو الجمـل المترادفـة والتعبيـر المماثـل أو. األسلوب ولـيس مـن الكلمـة المفـردة

)paraphrase (مجلتان نفس المعنى يف اللغة الواحدة تكون حين تحمل . . ITH:ا, منهاهذا النوع من الترادف أقسام Nilsenوقد قسم

وذلك بتغيير مواقع الكلمات يف الجملـة, وبخاصـة يف اللغـات : التحوييل −١الجملـة دون أن يتغيـر معينـة يف إبراز كلمةالتي تسمح بحرية كبيرة, وذلك بقصد

:مثال ذلك. المعنى العام لها

.دخل أمحد الحجرة ببFء −

.الحجرة دخلها أمحد ببFء −

.٤٢٠, ص المزهرالسيوIي, ) ١( .١٥١تاويل مشكل القرآن, ص ) ٢( .١٥١المرجع السابق, ص ) ٣( .٢٢٢, ص الداللة علمأمحد مختار عمر, . د) ٤(

٢٢٧

.ببFء دخل أمحد الحجرة −

:التبديل أو العكس, وذلك مثل قولك −٢

.جنيه ١٠٠٠اشتريت من أمحد آلة كاتبة بمبلغ −

.جنيه ١٠٠٠باع أمحد يل آلة كاتبة بمبلغ −

covered with: المعجمي, وذلـك مثـل التعبيـر عـن التجمـعاالندماج −٣

cement بكلمـةcementedقبيـل, أو عـن الت :to touch with the lips بكلمـة .to kiss: واحدة هي

وهـو يف فـن , بن قتيبة هو مـن قسـم التبـديل أو العكـس والمثال الذي ساقه ا .المعاين يمكن أن يكون من قبيل اإلIناب

وبـالرغم مـن االتسـاع يف «: ن جانب من الصواب حين يقـولويف كالم أولما »ا خفيـةأخMـار «التعبير بالترادف والحكمة هي تجنب تكرار اللفظ, إال أن هنـاك

ها, فإن مجرد التنويع يف األسلوب باستعمال المترادفـات قـد يصـبح ليجب التنبه ن إإذ هـذا,لتنبـه وكأن ابن قتيبة من قديم الزمن قـد IQH.تنويعا مصMنعا ال روح فيه

فلـيس مـن لإلشباع فيه بالعالوة عىل االتساع يف اللفظيكون تكرار المعنى يف رأيه .البالغة عنده اإلفراU يف التكرار دون قصد

ومثال آخر عن شدة التماس ابن قتيبة إىل الفروق الدالليـة أنـه يف تفسـير قولـه والنخل والرمان من الفاكهة, «:قال] ٦٨: الرمحن[ D C B Az } : تعاىل

قولـه يف و. »فأفردمها عن الجملة التي أدخلهما فيها, لفضـلهما وحسـن موقعهمـا: قال ابـن قتيبـة] ٢٣٨: البقرة[ E D C B Az } : سبحانه

ا ألمرهـا, ا فيها, وتشـديد منها, فأفردها بالذكر ترغيب ]أي الصالة الوسMى[وهي « .»يوم, ويوم الجمعة خاصة إيتني كل: كما تقول

يف اآلية األوىل من المثالين السابقين تنتمي كلمتا النخل والرمان إىل حقل داليل ضامن, كما أن الصالة الوسMى واحد وهو الفاكهة, ونوع العالقة الداللية عالقة الت

.١٠٠, ص دور الكلمة يف اللغةستيفن أولمان, ) ١(

٢٢٨

ولكن اإلشباع يف المعنى يكـون يف اإلشـارات إىل فضـل , عليها الصلوات تشتمل . نةلكلمات المتضم كل من ا

عوامل الترادف عند ابن قتيبة: اسادس اإلبـدال, يـرى ابـن قتيبـة أن إما بالقلب وبإما فضال عن عاميل التMور الصويت

: دف بين الكلمتيناهناك عوامل أخرى لوقوع التر: مثـال ذلـك قولـه. ومن ذلـك أنـه قـد يعـزو التـرادف إىل اللهجـات العربيـة

وأهـل الحجـاز يسـمون : وقوله IQH.»كالرستاق لغيرهم: نوالمخالف ألهل اليم« IRH.»والعفار الصقر: الدبس

وقد أدرك ابن قتيبة الدخيل كعامل الترادف, واستعان يف ذلك بثقافته الواسـعة ذكـر ) ما تكلم به العامة من الكالم األعجمي(ا من اللغات, ويف باب ومعرفته كثير

: ألخرى التي تدخل العربية, ومن أمثال ذلكبعض األلفاظ المترادفة من اللغات اـجنجل(... لون الذهب: أي , الخمر, وأصله بالفارسية زركون) الزرجون(« ) الس

... الخلق, وأصله بالنبMية ابن اإلنسـان) البرنساء(المرآة, بالرومية فيما أحسب, والعنــق, وأصــله ) الكــرد(, والمغرفــة, وأصــله بالفارســية كفجليــز) القنشــليل(و

ISH.»بالفارسية كردنا يف وقـوع وحرص ابن قتيبة عىل تتبـع الداللـة اللغويـة, وأدرك أن لهـا إسـهام

الكنيف, وأصله البسـتان, ) الحش (و«: الترادف عىل سبيل المجاز, ومن ذلك قالأصـله ) الكنيـف(و. البساتين, فسمي الكنيـف حشـا وكانوا يقضون حوائجهم يف

ساتر, وكانوا قبل أن يحدثوا الكنف يقضون : كنيف, أي :الساتر, ومنه قيل للترس ح ا تسـتر الحـدث اري, فلما حفـروا يف األرض آبـار حوائجهم يف البراحات والص

ا, حيـث كثـر اسـتعماله حتـى ال ا ميتـهذا ما يعده اللغويون مجاز ITH.اسميت كنف

.١٠٢, ص أدب الكاتبابن قتيبة, ) ١( .٥٥٠, ص ١, جزء غريب الحديثابن قتيبة, ) ٢( .٤٩٥, أدب الكاتبابن قتيبة, ) ٣( .٦٥المرجع السابق, ص ) ٤(

٢٢٩

. هيشعر الناس باستعارت الخالصة

:ومما يمكن تلخيصه من الدراسةيقر ابن قتيبة بوجود الترادف يف اللغة, وما يعنيه ابن قتيبة باتحاد المعنـى : أوال

) »هو«و »نحوها«و »مثلها«و »كل«و »كذلك«و »بمعنى واحد«و »واحد«: بتعبيره( :يرجع إىل .اتحاد المعنى األساسي بين الكلمتين −١

.زية أساسية بين الكلمتيناتحاد صفات تميي −٢

).paraphrase(اتحاد المعنى باختالف التعبير −٣

حرص ابن قتيبة عىل التماس الفروق اللغوية بتصنيف الكلمات إىل حقل : ثانيافيه جهـوده يف ا نلحظا ومعنى تفسير داليل لها, بل فسر داللة األلفاظ المتقاربة لفظ

. بين القبول واإلنكار تدال هذا المجال, وعىل هذا, كان موقفه مع :عوامل الترادف عند ابن قتيبة: ثالثا .التقارب يف المخرج عىل سبيل القلب واإلبدال −١

.هجةاختالف الل −٢

.الدخيل −٣

.التMور الداليل عىل سبيل المجاز −٤

٢٣٠

٢٣١

اخلامتة

א

وبعد,ه وجهـوده يف الدراسـات األدبيـة ئـوآرا) ٢٧٦ت (فهذه مجلة أفكار ابن قتيبـة

,واللغوية, نقدمها للقارئ الكريم المحب للغة العربية من خالل دراساتنا يف تراثـه . وكان التراث ومل يزل يحفظ لنا مواد غزيرة ثمينة لها أمهيتها البالغة

هئـتدل عىل أن ابن قتيبة بأفكـاره وآرا ةإليها هذه الدراس ت والنتائج التي توصلتتعلق بالقضايا األدبية واللغويـة يف زمانـه, التي ا عىل معالجة المشكالتكان قادر

وآراؤه البالغية والنقدية تتسم بصفة االعتدال والوسMية, وهـذه الصـفة هـي مـن :المالمح التي تتفق وعقيدته الدينية يف منهج التفكير, ومما يدل عىل ذلك

يره من العلماء يف أن القـرآن معجـز مـن ا سواء بينه وبين غأنه يقف موقف : أوالالناحية اللغوية, بيد أنه يخالف الذين يرون أن السبب يف ذلـك يرجـع إىل الصـرفة

مـن ذلـك Iـرح وهي أن صرف اهللا مهة العرب وقدرهتم عىل اإلتيان بمثله, وبدال وهـي فكـرة ينتهـي إليهـا سـائر آرائـه يف الدراسـات األدبيـة فكرة الـنظم القـرآين

مـا ب والنظم القرآين يف رأيه يتميز بما فيه من األساليب واختيار الكلمات .غويةواللوهذه الفكرة هي مـا تلقفـه . قلوبا يف الوأثر يف كالم البشر معنى له ال يوجد مثيل

). هـ٤٧١(والجرجاين ) هـ ٤٠٣ت (قالين والبا) هـ ٣٨٨ت (كالخMابي الحقوهالـذين أسـهموا يف تحليـل صـور المجـاز يف من كبار علمـاء العربيـة أنه : ثانيا

ا رأي يف إعادة صياغة مفهوم المجـاز, ووضـع حـدود هكان ل ; الخMابات العربية, واستMاع بـذلك أن يضـع نفسـه بـين المشـبهة ق هبا بين أنواع المجازفر ةدالللل

وبـين المعتزلـة , الذين يأخذون بظاهر اللفظ من آيات التجسيم يف القرآن الكـريم أما ابـن قتيبـة فإنـه يؤكـد أن . ين يرون أن القرآن إيجاد للمعاين وليس كالم اهللالذ

٢٣٢

مصMلح األسـاليب أول مـا ويقع فيه مجازات أIلق عىل صورها القرآن كالم اهللا, ومـن صـور المجـاز عنـده االسـتعارة والتشـبيه . أIلق بالمعنى الذي نعرفه اليوم

عنـاه, وذلـك مـع االخـتالف يف والكناية ومختلف صور خروج اللفظ عن ظاهر موإىل جانب المجـاز .نه وبين ما نعرفه اليومالمدلول المصMلحي لهذه األساليب بي

. هناك اإليجاز واإلIناب يكونان معه عماد البالغة العربيةيـرى أن مزيـة الكـالم ن أنصار اللفظ وبين أنصار المعنى;أنه يتوسF بي: وثالثا

وليس يف المعنـى دون اللفـظ, وإنمـا الجـودة يف ليس يف اللفظ فقF دون المعنى,وكل أصناف الكالم مهما جادت ألفاظها وأسـاليبها البالغيـة . االلفظ والمعنى مع

وعىل هذا, اسـتMاع أن . جاد فيه المعنى منها إال مايف رأيه ال يستجاد وال يستحسن فظـه مـا حسـن ل) ٢ما جـاد لفظـه ومعنـاه, و) ١: يصنف الشعر عىل أربعة أضربما تأخر ) ٤ما جاد معناه وقصرت ألفاظه عنه, و) ٣وليس هناك فائدة يف المعنى, و

. معناه وألفاظهأنه يف التوجيهات اإلمالئية يبني بعض مقترحاته عىل رسـم المصـحف : ورابعا

القرآين وإن مل يمنع ذلك من خالفه, كما يعتمد عىل فكرة االستخفاف واالسـتثقال وأثـر . ض مع الخوف من االلتبـاس مـن جهـة نظـر القـراءوإن كان ذلك قد يتعار

السياق الزمني واضح يف هذه الفكرة, فإننا نتصور صعوبة الرسم اليدوي يف القـرن .الثالث الهجري

ا مـن آراء أنه يقـر باالشـتقاق بأنواعـه المختلفـة مـع أنـه يأخـذ Iرفـ: خامسات, وهـذه هـي السـمة ا من آراء البصريين وخاصة يف أصل الكلماالكوفيين وIرف

.البارزة لدى مذهب بغداد الذي خلF بين المذهبين السابقينأنه يف قضية المعربات يف القرآن, يقر بأن يف القـرآن الكـريم كلمـات : اوسادس

. أعجمية األصل, ومع ذلك يرى أن الكلمات قد تم تعريبها لدى العرب القـدامىمن أشعار العـرب الجاهليـة وكـذلك ومعرفته الواسعة بالموروث العربي القديم

منها, كل ذلك ساعده اللغات األخرى معرفة جيدة وخاصة اللغة الفارسيةبمعرفته القـرآن ضـد عـن دفاعالـعىل تشكيل موقفه من هذه القضـية حتـى اسـتMاع عـىل

٢٣٣

ا ويدعونـه بفسـاد ا عربيـالملحدين الذين يMعنون القرآن الكـريم بأنـه لـيس قرآنـ .النظم

للكلمـة أنه يقر بوقوع المشترك اللفظـي يف اللغـة العربيـة, ويـرى أن: اوسابع ولكنه فرق بينـه . معنى أصيل ومعنى فرعي: يف المعنى, فالمعنى عنده نوعان أصال

ب المشـترك اللفظـي, والفـرق وبين المجاز, فإن المجاز يف رأيه سبب مـن أسـباتعارة, أما المشترك اللفظي فمـا أن المجاز كلمة يأيت معناها عىل سبيل االس :بينهما

ا إىل جنـب مـع المعنـى األصـيل القـديم بكثـرة ثبت معناه أو معانيه الجديدة جنبـاالستعمال المجازي وتكراره, والذي يحدد المعنـى يف المشـترك اللفظـي سـياق

كمـا أن الـذي يصـرف المعنـى عـن المعنـى األصـيل يف المجـاز وجـود (الكلمة .نو ما عليه أكثر اللغويين الحديثيه وهذا الموقف). القرينة

ا, ومع ذلـك فإنـه يلـتمس إىل الفـروق أنه يف قضية الترادف يقر به إقرار : اوثامن يMلـق ممـا لترادف يكـون فإقراره بـا. اللتين ادعي ترادفهما الداللية بين الكلمتين

ال , »شـبه التـرادف«أو »أنصـاف التـرادف«يه العلماء يف علم اللغة الحـديث علوهذا يمكنه من التفريق الدقيق بين الكلمات وتصنيفها تحت حقـل . الترادف التام

. داليل لهامـن جـاء بعـده مـن ة أفكـارهفليس من العجب أن يقتMف ثمروهبذه النتائج,

يثير اإلعجاب أنه قد , ومماوالتMبيقي ا يف التMوير النظريالعلماء واللغويين أساس وما وصل إليه ابن قتيبة من المالحظات والنظريات قد أكثر من ألف سنة, انقضى

مـن ما مر بنا خذ مثال .التي نشهد تMورها البارز يف زماننا النظريات الحديثةو تفقتكان ابن قتيبـة يقسـم معنـى الكلمـة مـن قبيـل ; قضية المشترك اللفظي والترادف

السـياق يف تحديـد المشترك اللفظي إىل أصل وإىل فرع, كما يشير إىل عوامله ودوروكذلك ما فعل بالترادف, فكانت معرفتـه الدقيقـة عـن الـدقائق اللغويـة ,المعنى

تمكنه من مالحظة أقسام المترادفات وتصنيف الكلمات تحت حقـل داليل معـين .»نظرية الحقول الداللية « مثلما شاع لدى الباحثين اليوم تحت اسم

ابن قتيبة عـامل أديـب نمن أخلف اهللا وبكل هذا, تؤيد الدراسة ما قاله األستاذ

٢٣٤

إلخ, ونستدرك عـىل ذلـك ... من لغة ونحو وشعر: كثيرة من المعرفة اتصل بنواح ...فنقول إنه أديب ولغوي عىل السواء

אאא الدراسـة بعـض ات فـعىل أن مشكالت البحث كثيـرة والمقـدرة محـدودة, ف

.ديف التمهي أشرتايا المهمة كما ضالقفمن تلك القضايا التي يمكـن أن تسـتدرك يف الدراسـات المسـتقبلية, قضـية القياس عند رأي ابن قتيبة, وترجع أمهية البحـث يف هـذه القضـية إىل أهنـا تعكـس

.الفكرة اللغوية األصولية لمذهب بغداد الذي جاء ابن قتيبة عىل رأسها بـأن كتبـه ي, علمـومن ذلك معايير ابن قتيبة يف التخMئـة والتصـويب اللغـو

وأمهية الدراسة يف هذه القضـية ترجـع . مليئة هبذه القضية )أدب الكاتب(وخاصة ات العلمـاء إىل أن مؤلفات ابن قتيبة كانت موجهة ألصحاب الMبقة العليا من Iبقـ

تـي عن هذه القضية سوف تكشف لنا األسـس الفكريـة ال ئهفدراسة آرا. يف عصرههذا مع العلم بأن بعـض الظـواهر اللغويـة التـي , غويةأحكامه الل اكان يبني عليه

كانت خMيئة يف رأيـه قـد جـرت عنـد عامـة النـاس يف زمـن Iويـل, هـي مقبولـة لعكس, فـبعض مـا استحسـنه قـد صـار وكذلك با. مستخدمة ومستحسنة عندهم

.نناايف زم كاروتمروة فكرية ن تراث ابن قتيبة يمثل ثال, نود أن نقول يف هذا الموضع إعىل أي ح

, فنسـتفيد منهـا عـىل قدماء أسـالفنا زيد افتخارنا بما تركه لنات عظيمة قيمة ال جرم .مدى ما يمكن أن نكشفها

٢٣٥

املصادر واملراجع

א

مكتبـة : القـاهرة(, اإلمالء والترقيم يف الكتابة العربية, )عبد العليم(إبراهيم, − .)غريب , بتحقيـقمثل السائر يف أدب الكاتب والشـاعرال, )ضياء الدين(ابن األثير, −

, .)ت.دار هنضـة مصـر للMباعـة والنشـر, د: القاهرة(أمحد الحويف وبدوي Iبانة, .٣ ءجز

, بتحقيـق محمـد عـيل النجـار, الخصـائص, )أبو الفتح عثمـان(بن جني, ا − .٢ ء, جز)٢٠٠٦الهيئة العامة لقصور الثقافة, : القاهرة(

, )م١٩٩٠ −هــ ١٤١٠دار الجيـل, : القاهرة(, يف البديعالبديع ابن المعتز, −U١.

, بتحقيـق أمحـد صـقر, الصاحبي يف فقه اللغـة, )أمحد بن زكريا(ابن فارس, − .)ت.مMبعة عيسى البابي الحلبي, د: القاهرة(

., تحقيقأدب الكاتبابن قتيبة, −, االختالف يف اللفظ والرد عىل الجهمية والمشبهة, −−−−−−−−−−−−−−−

مـع ابـن قتيبـة يف العقيـدة «, حMـيFالكاظم .د تعليق ودراسة هذا الكتاب لمحققه .)١٩٩٠الشركة العالمية للكتاب, (, »اإلسالمية

, بتحقيق السـيد أمحـد صـقر, تأويل مشكل القرآن, −−−−−−−−−−−−−−− .)دن, دت: دم(

بتحقيق أبي أسامة سليم , تأويل مختلف الحديث ,−−−−−−−−−−−−−−−اشترك يف نشره دار ابن القيم بالريـاض ودار ابـن (الهاليل السلفي األثري, بن عيد

٢٣٦

.٢, U )م٢٠٠٩/هـ ١٤٣٠عفان بالقاهرة, ــق أمحــد محمــد شــاكر, الشــعر والشــعراء,−−−−−−−−−−−−−−− , تحقي

.)١٩٥٨دار المعارف, : القاهرة(ــار, −−−−−−−−−−−−−−− ــون األخب ــروت(,عي ــة, : بي ــب العلمي دار الكت

.٢ ءجز, )هـ ١٤١٨عبـد اهللا الجبـوري, . , بتحقيـق دغريب الحـديث, −−−−−−−−−−−−−−−

.١, جزء )م١٩٧٧−هـ١٣٧٩مMبعة العاين, : بغداد(: بيروت(, بتحقيق السيد أمحد صقر, غريب القرآن, −−−−−−−−−−−−−−−

.)م ١٩٧٨ −هـ ١٣٩٨دار الكتب العلمية, ين شـمس الـدين, , تحقيـق محمـد حسـتفسـير القـرآن العظـيمابن كثيـر, −

.٦ زء, ج)هـ١٤١٩دار الكتب العلمية, : بيروت( .١ زء, ج٣, U )هـ ١٤١٤دار صادر, : بيروت(, لسان العربابن منظور, −, معـاين القـرآن وإعرابـه, )أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل(,الزجاج −

,)م ١٩٨٨ −هــ ١٤٠٨عـامل الكتـب, : بيروت(تحقيق عبد الجليل عبده شلبي, .٥ ءجز

مكتبـة : القـاهرة(, بتحقيـق محمـد فـؤاد سـزغين, مجاز القرآنأبو عبيدة, − .)هـ ١٣٨١الخانجي,

عناية المسلمين بإبراز وجوه اإلعجاز يف القـرآن , )حسن عبد الفتاح(أمحد, − .)مجمع الملك فهد لMباعة المصحف الشريف(, الكريم

: القـاهرة(كمـال بشـر, . د , ترمجـةدور الكلمـة يف اللغـة, )ستيفن(لمان, وأ − .)١٩٧٥مكتبة الشباب,

الموازنـة بـين شـعر أبـي تمـام , )أبـو القاسـم الحسـن بـن بشـر(اآلمدي, − .١ ء, جز٤, U)دار المعارف: القاهرة(, بتحقيق السيد أمحد صقر, والبحتري

٢٣٧

مؤسسة هنـداوي للتعلـيم والثقافـة, : القاهرة(, فجر اإلسالم, )أمحد(أمين, −٢٠١٢(.

: القـاهرة(, الدليل اللغوي بين المعتزلة واألشاعرة, )مجال حسين. د(مين, أ − .)م٢٠١٢دار عين للدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية,

ـــد(األنMـــاكي, − ـــة, )محم ـــه اللغ ـــوجيز يف فق ـــب(, ال ١٣٨٧دن, : حل .٣, U )م١٩٦٩/هـ

و المصـرية, مكتبـة األنجلـ: القـاهرة(, داللة األلفـاظ, )إبراهيم. د(أنيس, −١٩٨٤(U ,٤.

مكتبة األنجلـو : القاهرة( ,يف اللهجات العربية, −−−−−−−−−−−−−−−−− .)١٩٩٢المصرية,

, تحقيـق السـيد أمحـد إعجاز القرآنالباقالين, أبي بكر بن محمد بن الMيب, − .٧, U )٢٠٠٩دار المعارف, : القاهرة(صقر, عبـد الحلـيم النجـار, . ترمجـة د, تـاريخ األدب العربـيبروكلمان, كـارل, −

.٢, جزء ٥, U )دار المعارف: القاهرة(, تحقيق األسـتاذ االقتضاب يف شرح أدب الكتاب, )ابن السيد(البMليوسي, −

.)١٩٩٦دار الكتب المصرية, : القاهرة(حامد عبد المجيد, . مصMفى السقا ود ١٤٢٣ل, دار مكتبة الهـال: بيروت(, البيان والتبيين, )أبو عثمان(الجاحظ, − .٣ ء, جز)هـ

١٤٢٤دار الكتب العلمية, : بيروت(, الحيوان, −−−−−−−−−−−−−−−−− .٦ زء, ج٢, U )هـ

, بتحقيق أمحد العوامري وعيل الجارم, البخالء, −−−−−−−−−−−−−−−−− .٢ ء, جز)١٩٨٣−هـ ١٤٠٣دار الكتب العلمية, : بيروت(

, لبالغية واألدبية والنقديةابن قتيبة ومقاييسه ا, )محمد رمضان. د(الجربي, −

٢٣٨

.)٢٠١٠مكتبة اآلداب, : القاهرة(, يف ثـالث الرسالة الشـافية, )أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرمحن(الجرجاين, −

محمد زغلـول سـالم, . محمد خلف اهللا أمحد ودرسائل يف إعجاز القرآن, تحقيق .٢, U )٢٠١٥القاهرة, دار المعارف, (

, بتحقيـق محمـود محمـد شـاكر, دالئل اإلعجاز, )هرعبد القا(الجرجاين, − .٣, U )م١٩٩٢ −هـ ١٤١٣مMبعة المدين, : القاهرة(

: الكويـت(Iيبـة محـد بـودي, . , تحقيـق دشـرح أدب الكاتـبالجواليقي, − .)هـ١٤١٥/ م ١٩٩٥جامعة الكويت,

دار قبـاء, : القـاهرة(, مـدخل إىل علـم اللغـة, )محمود فهمـي. د(حجازي − .بعة جديدة, I.)ت.د

عـامل الكتـب, : القـاهرة(, اللغة العربيـة معناهـا ومبناهـا, )تمام. د(حسان, − .٥, U )م٢٠٠٦−هـ١٤٢٧: القـاهرة(, علـم المعـاين دراسـة نظريـة تMبيقيـة, )عبد الحفيظ. د(حسن, −

.)م ٢٠١٠−هـ ١٤٣١مكتبة اآلداب, سلسـلة (, مجلـة الجامعـة اإلسـالمية الصـرفة, )محمد سـميح(الخالدي, −

.العدد الثاين –المجلد الثاين عشر ) الدراسات الشرعية

, يف بيـان إعجـاز القـرآن ,)أبو سليمان محد بن محمد بن إبراهيم(الخMابي, −محمـد زغلـول . ثالث رسائل يف إعجاز القرآن, بتحقيق محمد خلف اهللا أمحد ود

.٢, U )٢٠١٥القاهرة, دار المعارف, (سالم, : القاهرة(, مدارس النقد األدبي الحديث, )عبد المنعممحمد . د(خفاجي, −

.)م ١٩٩٥ −هـ ١٤١٦الدار المصرية اللبنانية, سـينا : بيروت(, الفن القصصي يف القرآن الكريم, )أمحدمحمد (خلف اهللا , −

.٤, U )١٩٩٩للنشر,

٢٣٩

بحـوث «, يف تقديم كتاب أدب الكاتـب البـن قتيبـة, −−−−−−−−−−−−−− .)دن, دت: القاهرة(, »بة وآداهباودراسات يف العرو

دار : القاهرة(, دراسة األسلوب بين المعاصرة والتراث, )أمحد. د(درويش, − .)١٩٩٨غريب,

دار : بيـروت(, إعجاز القرآن والبالغة النبويـة, )مصMفى صادق(الرافعي, − .٣, U )م ١٩٧٣ −هـ ١٣٩٣الكتاب العربي,

, يف ثـالث النكـت يف إعجـاز القـرآن, )أبو الحسن عيل بن عيسـى(الرماين, −محمـد زغلـول . رسائل يف إعجاز القرآن, تحقيق وتعليق محمد خلف اهللا أمحد ود

.٨, U )٢٠١٥دار المعارف, : القاهرة(سالم, بناء الكلمـة وتحليلهـا, مقاربـات يف اللسـانيات , )حسين عيل. د(الزراعي, −

.)٢٠١٣دار التنوير, : الجزائر(, الحاسوبيةمحمـد أبـو الفضـل إبـراهيم, , تحقيـق البرهان يف علوم القـرآنالزركشي, −

.٢ زءج, )م ١٩٥٧ −هـ ١٣٧٦دار المعرفة, : بيروت(دار : بيـروت(, الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل, )جار اهللا(الزمخشري, −

.٣, U )هـ ١٤٠٧الكتاب العربي,

: دبـي(, جاز القـرآنمباحث يف البالغة وإع, )محمد رفعت أمحد. د(زنجير, − .)م ٢٠٠٧ −هـ ١٤٢٨جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم,

دار الكتـب : بيـروت(, بضبF وتعليق نعيم زرزور, مفتاح العلومالسكاكي, − .٢, U )م ١٩٨٧ −هـ ١٤٠٧العلمية,

دار اآلفـاق العربيـة, : القـاهرة(, دراسات يف علـم اللغـةفتح اهللا, . سليمان, د٢٠١٤( U ,٢. , بتحقيق فؤاد عيل المزهر يف علوم اللغة وأنواعها, )جالل الدين(لسيوIي, ا −

.١ ء, جز)م ١٩٩٨/هـ ١٤١٨دار الكتب العلمية, : بيروت(منصور,

٢٤٠

.٢ ء, جزاإلتقان يف علوم القرآن, −−−−−−−−−−−−−−−−−, تحقيـق أمحـد شـاكر, كتاب الرسـالة, )محمد بن إدريساإلمام (الشافعي, −

.١, U )م١٩٤٠/هـ١٣٥٨بة الحلبي, مكت: القاهرة(مكتبـة : القـاهرة(, المشترك اللغوي نظرية وتMبيقا, )توفيق محمد(شاهين, −

.)١٩٨٠وهبة, دار عـامل : جـدة(, منع جواز المجاز يف المنزل للتعبد واإلعجـازالشنقيMي, −

.)الفوائد, دون تاريخ .١ زء, ج)مؤسسة الحلبي(, الملل والنحلالشهرستاين, −دار العلم للماليين, : بيروت(, دراسات يف فقه اللغة, )صبحي. د( الصالح, −٢٠٠٩(. , بغية اإليضاح لتلخيص المفتاح يف علوم البالغة, )عبد المتعال(الصعيدي, −

.١٧, U )م ٢٠٠٥ −هـ ١٤٢٦مكتبة اآلداب, : القاهرة(الMـراز ,)يحيى بن محزة بن عـيل بـن إبـراهيم الحسـيني العلـوي (الMالبي, −

, )هــ١٤٢٣المكتبة العنصـرية, : بيروت(, ألسرار البالغة وعلوم حقائق اإلعجاز .٣ ءجز

البيـان العربـي, دراسـة تاريخيـة فنيـة يف أصـول البالغـة بـدوي, . Iبانة, د − .)م ١٩٥٨مكتبة األنجلو المصرية, : القاهرة(, العربيةتحقيـق أمحـد محمـد , جامع البيان يف تأويـل القـرآن, )ابن جرير(الMبري, −

.١٢, ج ١, U)م ٢٠٠٠ −هـ ١٤٢٠مؤسسة الرسالة, : القاهرة(شاكر, مكتبة األنجلـو, : القاهرة(, فصول يف فقه العربية, )رمضان. د(عبد التواب, − .)م١٩٩٩−هـ١٤٢٠

ــة, −−−−−−−−−−−−−−−−− ــزة العربي ــكلة الهم ــاهرة(, مش ــة : الق مكتب .)م ١٩٩٦ −هـ ١٤١٧الخانجي,

٢٤١

دار : القـاهرة(, التعريب يف القديم والحديث, )محمد حسن. د(عزيز عبد ال − .)١٩٩٠الفكر العربي,

, الوضـــع اللغـــوي يف الفصـــحى المعاصـــرة, −−−−−−−−−−−−−−−−− .)١٩٩٢−هـ ١٤١٣دار الفكر العربي, : القاهرة(

, الربF بين الجمل يف اللغة العربيـة المعاصـرة, −−−−−−−−−−−−−−−−− .)٢٠٠٣كر العربي, دار الف: القاهرة(

, العربية الفصحى المعاصرة قضايا ومشكالت, −−−−−−−−−−−−−−−−− .)م ٢٠١١ −هـ ١٤٣٣مكتبة اآلداب, : القاهرة(

دار : القــاهرة(, المصــاحبة يف التعبيــر اللغــوي, −−−−−−−−−−−−−−−−− .)هـ١٤١٠الفكر العربي,

ــوي, −−−−−−−−−−−−−−−−− ــاهرة(, مصــادر البحــث اللغ ــ: الق ة مكتب .)٢٠٠٨اآلداب, , الكايف يف قواعد اإلمالء والكتابة وفقا لقـرارات )أيمن أمين. د(عبد الغني, −

.)٢٠١٢دار التوفيقية للتراث, : القاهرة(مجمع اللغة العربية بالقاهرة, الشـركة المصـرية : القاهرة(, البالغة واألسلوبية, )محمد. د(عبدالمMلب, −

.)١٩٩٤لونجمان, −العالمية للنشرعـيل محمـد البجـاوي , بتحقيـق كتاب الصـناعتين, )أبو هالل(العسكري, −

.)هـ ١٤١٩المكتبة العنصرية, : ومحمد أبو الفضل إبراهيم, بيروت

., الحمل عىل اللفظ والمعنى يف القرآن الكريم)محمود. د(عكاشة, −

افـة دار الثق: القـاهرة(, مـدخل إىل البالغـة العربيـة, )عبـد الواحـد(عالم, − .)م ١٩٨٩العربية, .٥, U)١٩٩٨مل الكتب, اع: القاهرة(, علم الداللة, )أمحد مختار. د(عمر, −المجاز يف التراث العربـي, المصـMلح وتMـور , )عشري محمد. د(الغول, −

٢٤٢

.)٢٠١٦الهيئة المصرية العامة للكتاب, : القاهرة(, المفهوم. د., بترمجـة وتعليـق أدروس أساسـية يف علـم اللغـة, )يوهانس(فولمرت, −

.)٢٠١٢مكتبة زهراء الشرق, : القاهرة(سعيد حسن بحيري, , مـن بالغـة الـنظم القـرآين, دراسـة بالغيـة )بسيوين عبد الفتـاح. د(فيود, −

مؤسسة : القاهرة(تحليلية لمسائل المعاين والبيان والبديع يف آيات الذكر الحكيم, .)م ٢٠١٣ −هـ ١٤٣٤المختار للنشر والتوزيع,

, تحقيـق مجهـرة أشـعار العـرب, )أبو زيد محمد بن أبو الخMاب(القرشي, − .)هنضة مصر: القاهرة(عيل محمد البجادي,

, تحقيق محمـد عبـدالمنعم اإليضاح يف علوم البالغة, )خMيب(القزويني, − .٣ ء, جز٣, U )دار الجيل: بيروت(خفاجي,

هــ ١٤٢٥دار الشروق, : قاهرةال(, التصوير الفني يف القرآن, )سيد(قMب, − .١٧, U )م ٢٠٠٤ −

دار الفكـر : القـاهرة(, البالغـة االصـMالحية, )عبده عبد العزيـز. د(قلقيلة − .٢, U )م ١٩٩٢−هـ ١٤١٢العربي, دار الفكر : القاهرة(, البيان يف ضوء أساليب القرآن, )عبد الفتاح. د(الشين, −

.)م ١٩٩٨ −هـ ١٤١٨العربي, , بالغة القرآن يف آثار القاضي عبد الجبار وأثره يف −−−−−−−−−−−−−−−−

.)١٩٧٣دار الفكر العربي, : القاهرة(الدراسات البالغية, دار نينـوى, : دمشـق(, ترمجـة أمـاين أبـو رمحـة, علم السرد, )يان(مانفريد, − .)م٢٠١١ −ـ هـ ١٤١٧دار الفكر العربي, : القاهرة(, الكامل يف اللغة واألدب, المبرد − .)م ١٩٩٧, أخرجها وضبMها وعلق كتاب يف أصول اللغةمجمع اللغة العربية بالقاهرة, −

٢٤٣

الهيئة العامـة لشـؤون : القاهرة(عليها محمد خلف اهللا أمحد ومحمد شوقي أمين, .)م ١٩٦٩−هـ ١٣٨٨المMابع األميرية,

الل التحليل الداليل يف الفروق يف اللغة ألبي هـ, )الدين يمحي. د(محسب, − .)٢٠٠١دار الهدى للنشر والتوزيع, : القاهرة(, العسكري

: بيـروت(, علوم البالغة البيان والمعاين والبديع,)أمحد مصMفى(المراغي, − .٣, U )م١٩٩٣ −هـ ١٤١٤دار الكتب العلمية,

هـ ١٤٢٦دار القلم, : دمشق(, مباحث يف إعجاز القرآنمصMفى, . مسلم, د − .٣, U )م ٢٠٠٥ −

مMبعـة : القاهرة(, االشتقاق والتعريب, )عبد القادر بن مصMفى(ربي, المغ − .)١٩٠٨الهالل, . المشترك اللفظي يف ضوء غريب القرآن الكريم, )عبد العال سامل. د(مكرم, −

).٢٠٠٩عامل الكتب, : القاهرة(دار : القاهرة(, قواعد اإلمالء وعالمات الترقيمهارون, عبد السالم محمد, −

.)٢٠٠٥, الMالئع, بضـبF جواهر البالغة يف المعاين والبيان والبديع, )السيد أمحد(الهاشمي, −

..)ت.المكتبة العصرية, د: بيروت(يوسف الصمييل, . وتوثيق وتدقيق د

א - KeesVersteegh, Landmarks in Linguistic Thought III, the

Arabic Linguistic Tradition, (London: Routledge, 1997) - Kreidler, Charles W., Introducing English Semantics, (London:

Routledge, 1998) - Lyons, John, LinguisticSemantics: An Introduction, (New

York: Cambridge University Press, 1995) - Palmer, F. R., Semantics A New Outline, (Cambridge:

Cambridge University Press, 1976)

٢٤٤

٢٤٥

אF١E عند ابن قتيبة ومعانيها )POLYSEMY(قائمة كلامت من قبيل المشترك اللفظي

»تأويل مشكل القرآن«يف كتاب ركتالمش رقم

اللفظي/وجه استعامل الكلمةالمعاين

االستشهاد انتقال المعنى

أصــل(الحــتم)١القضاء ١ )ىالمعن

{ f e d c bz ]أي ] ٤٢: الزمر .حتمه عليها

j i h g }األمر)٢kz ]٢٣:اإلسراء[

ــتم ــر ح ــا أم ــه لم ألن .باألمر

s r q p }اإلعالم)٣ u tz ]٤: اإلسراء[

ألنه لما خبـرهم أهنـم سيفسدون يف األرض,

.حتم بوقوع الخبر C B Az}الصنع)٤

® ¯ } ; ]١٢ :فصلت[± ° z ]هI:٧٢[

. صنعهن:أي

W V U }العمل)٥ \ [ Z Y X

` _ ^ ]z ]٧١: يونس[

أي اعملــوا مــا أنــتم . عاملون وال تنظرون

: قاض, وقيـل:قيل للحاكمالفراغ)٦ .قضي قضاؤك

أي فرغ من أمرك, ألنه ـــاس يقMـــع عـــىل الن

.األمور ويحتمأصـــل(اإلرشـــادلهدىا ٢

)المعنى{ K J I H G Fz ]القصــص :يرشدين:, أي]٢٢

z® ¯ ° }التبيين

b }; ]١٧: فصـــــلت[ f e d cz

يكون اإلرشاد بالتبيين والـــدعوة واإللهـــام

. واإلمضاء

٢٤٦

ـــــجدة[ أي أو مل]٢٦:الس .يبين لهم

:الرعد[ g f hz}الدعوة/الدعاء., أي نبي يدعوهم]٧

æ å ä ã â }اإللهام è çz ]ـهI :أي ] ٥٠ ,

ــم ــاث, ث ــن اإلن صــورته مهدى أي ألهمه إتيان األنثى

ß Þ Ý Ü Û }اإلمضاء àz ]٥٢: يوسـف [ ,

.أي ال يمضيه وال ينفذهالصنف من الناس األمة ٣

أصــل (والجماعــة )لمعنىا

{ t s r q p o nz ]ـــرة : البق٢١٣.[

{n m l z ]أصـــناف, : , أي] ٣٨: األنعـــامم يف وكــل صــنف مــن الــدواب والMيــر مثــل بنــي آد

ــذاء ــب الغ ــاهللا, وIل ــة ب ــك, ,المعرف ــوقي المهال وت.والتماس الذرء, مع أشباه لهذا كثيرة

x w v u }الحين{ z yz ]ــود : ه

.سنين معدودة: أي. ]٨

كأن األمـة مـن النـاس ـــرن ينقرضـــون يف الق

ــام ــة(حــين, فتق ) األم ).الحين(مقام

X W V U } اإلمام الرباين ^ ] \ [ Z Y

_z ـه حنيفـا قانتا للإمامـا : أي] . ١٢٠: النحل[

.يقتدي به الناس

ألنــه ومــن اتبعــه أمــة, مة ألنـه سـبب فسمي أ .االجتماع

وقــد يجــوز أن يكــون ألنه اجتمـع : سمي أمة

عنده من خالل الخيـر . ما يكون مثلـه يف أمـة

فـالن : ومن هذا يقـالــده, أي ــة وح ــو : أم ه

.يقوم مقام أمة−i h g f }مجاعة العلماء

٢٤٧

k jz ]آل عمـــران: .يعلمون: أي] . ١٠٤

Ñ Ð Ï Î }الدينÒz ]٢٢: لزخـــرفا ,ــن: أي] ٢٣ ــىل دي ــال . ع ق

:النابغةحلفــت فلــم أتــرك لنفســك

ـة ... ريبة وهل يأثمن ذو أم وهو Iائع?

.دين: أي

واألصـــل أنـــه يقـــال للقوم يجتمعـون عـىل

أمة, فتقـام : دين واحداألمــة مقــام الــدين, : ولهذا قيل للمسلمين

هنم أل ; ملسو هيلع هللا ىلصأمة محمد, عــىل أمــر واحــد, قــال

ــــاىل ~ � } : تع £ ¢ ¡z

]. ٥٢: المؤمنــــــون[مجتمعـــة عـــىل ديـــن

وقال اهللا عـز . وشريعةº ¹ « } : وجل

¾ ½ ¼z ]أي]٩٣: النحل , :

.مجتمعة عىل اإلسالمp o n m }األمان العهد ٤

q z ]٤:التوبة.[ { ~ _ ` }اليمين

az ]٩١: النحل[e d }:قــال اهللا تعــاىلالوصية

h g fz ]ــس : ي٦٠[

إن حسـن العهـد«:ملسو هيلع هللا ىلصقال الحفاظـــان ـــن اإليم أخرجـــه (» م

)الحاكم.كان ذلك بعد فالن: يقالالزمانقولــه تعــاىل إلبــراهيم عليــهالميثاق

| { ~ } : الســـــالم

٢٤٨

¦¥ ¤ £ ¢¡ � ª © ¨ §

«z ]١٢٤: البقـرة [ال ينال ما وعـدتك مـن : أي

ـــن ـــة, الظـــالمين م اإلمام .ذريتك

| { ~ _ ` a }اهللا تعاىل اإلل ٥b z ]قـال ]١٠: التوبة ,

.يعني اهللا عز وجل: مجاهد :قال حسان بن ثابتالرحم

... لعمرك إن إلك يف قريش كإل السقب من رأل النعام

رمحــك فــيهم, وقربــاك : أي.منهم

.ألنه باهللا يكون).إل: (ويقال للعهدالعهدــــامالقنوت ٦ أصــــل(القي

)المعنىIـول : أي الصالة أفضل? قال:لعمصملسو هيلع هللا ىلصسئل النبي

.Iول القيام:القنوت, أي¸ º ¹ }: ل تعـاىلاقالصالة

¾ ½ ¼ »z : ; قــال صــلعم]٩: الزمــر[الله مثل المجاهد في سبيل «

ـــائم ـــل القانـــت الص »كمثأي المصيل ) أخرجه مسلم(

.الصائم

ــون ــام تك ــا بالقي ألهن الصالة

ألنه إنما يدعو به قائما الدعاءيف الصالة قبل الركـوع

أو بعدهاإلمســــك عــــن الكالم يف الصالة

كنا نـتكلم:قال زيد بن أرقم: يف الصـــالة حتـــى نزلـــت

{ H G Fz , فنهينـا عـن ] ٢٣٨:ةالبقر[

الكالم وأمرنا بالسكوت

ألن اإلمســــاك عــــن الكالم يكون يف القيام, ال يجوز ألحد أن يـأيت .فيه بشيء غير القرآن

٢٤٩

ـــــــــهاإلقرار بالعبودية U T S }:كقول Z Y XW V

[z ]٢٦:الروم[w }:كقولـــــــــــهالMاعة

xz ]ــزاب : األحـــــــــين ]٣٥ , أي المMيع

V U } ات; والمMيع X Wz ]النحــــل :

, مMيعا هللا]١٢٠

ــة ــن قتيب ــال اب وال «: قأرى أصل هذا الحرف ــع إال الMاعــة, ألن مجي

مـــن : هـــذه الخـــاللالصالة, والقيام فيهـا, −والدعاء وغيـر ذلـك

. »يكون عنها P O Nz }الجزاءالدين ٧

ــــوم :أي] ٤: الفاتحــــة[ ي: ليقـا. اء والقصـاصالجز

جزيتـه :أي ,دنته بمـا صـنع.وكما تدين تدان.بما صنع

:قال زهير بن أبي سلمىالملك والسلMانلئن حللت بخو يف بني أسـد

يف ديــن عمــرو وحالــت ... دوننا فدك

ويقـال مـن . يف سلMانه :أيدنــت القــوم أديــنهم, : هــذاقهــــرهتم وأذللــــتهم, :أي

.ذلوا وخضعوا:فدانوا أي¤ ¥ ¦§ ¨ }الحساب

ª © z ]ــــــة : التوب٣٦[ ; { ¡ � ~

£ ¢z ]٢٥: النور[ ,.حساهبم :أي

ــقالموىل ٨ ــق والمعت المعت)من المتضادة(

عصبة الرجل^ _ ` a }ويل من القرابة

٢٥٠

bz ]أراد] .٥:مريم: .القرابات :وحديث

أيما امرأة نكحت بغير أمـر «ــ ــا فنكاحه ــلمواله Iا با «

.)أخرجه الترمذي(Ù Ø × Ö Õ }ويل المؤمنين

Þ Ý Ü Û Ú ßz ]١٤:محمد[

:قال النابغة الجعديالحليفموايل حلف ال مـوايل قرابـة

ــألون ... ــا يس ــن قMين ولك.األتاويا

ــدولالضالل ٩ ــرة والع الحيعن الحق والMريق

)فعل(أضل.ضل عن الMريق: يقال

j i h }النسيانm l kz

إن : أي] ٢٨٢: البقـــــــرة[ـــرت ـــدة ذك ـــيت واح نس

.األخرى½ ¾ ¿ À }الهلكة والبMالن

Áz ]١٠: السجدة . [.بMلنا ولحقنا بالتراب: أي

أضل القـوم ميـتهم,:ويقالقبر:أضلقــال النابغــة . قبــروه: أي

وآب مضلوه بعـين : الذبياين.قابروه:أيجلية

ما ائتممت بهاإلمام ١٠ )أصل المعنى(

{¡ � ~ } | z ]أي]. ١٢٤: البقـــرة :.يؤتم بك, ويقتدى بسنتك

t s r q }الكتابu z ]٧١: اإلســـراء [

بكتاهبم الذي مجعت فيه: أي

.يؤتم بما أحصاه

٢٥١

.أعمالهم يف الدنيا { ½ ¼ » º ¹

¾z ]يعنـي] ١٢: يس :ـــا, أو ـــي كتاب ـــوح : يعن الل.المحفوظ

u t sz }الMريقبMريــق : أي] ٧٩: الحجــر[

.واضح

. يؤتم به ويستدل

أصـــل(الـــدعاءالصالة ١١)المعنى

{w v u t sr q z ]١٠٣: التوبة[

:الرمحــة والمغفــرة الصالة من اهللا

{ d c bg f e z

]٥٦:األحزاب[قال تعاىل حكايـة عـن قـومدينال

u t } : شعيب y x w v

| { zz ]هـود :٨٧[

مــــا كتبــــه اهللا يفالكتاب ١٢اللوح وهـو كـائن

)أصل المعنى(è ç æ å }القضاء

é z ]٢١: المجادلة[ ,x w } أي قضـــى;

} | { z yz ~ _ } ; ]٥١: التوبة[

c b a ` d z ]ــــران : آل عم

١٥٤[

ألن هذا قـد فـرغ منـه حين كتب

Z Y X } الجعل [z ]ــــة :المجادل

٢٥٢

٢٢[ ;{ H G Iz ]آل عمران :

٥٣.[ | { ~ }األمر

£ ¢ ¡ �z ].٢١:المائدة[

® ¯ ° ± }الفرض ³ ²z { ®

² ± ° ¯ ³z ]١٨٠: البقـرة[ ,

{ w v u t s xz ]٧٧:النساء.[

كـل شـيء(الحبلالسبب ١٣وصـــلت بـــه إىل ــة موضــع أو حاج

)سبب:تريدها

.وصلني إليك:فالن سببي إليك, أي:تقول

M Lz}:قال عز وجلالMريق)٨٥:الكهف(

ألنك بسلوكه تصل إىل . الموضع الذي تريده

بواهباأ:أسباب السماء, أيالبابحكايـة عـن −قال عز وجـل

ــــون c b } : فرع f e d

gz )سـورة غـافر :وقــال زهيــر بــن ). ٣٧−٣٦

:أبي سلمىومن هـاب أسـباب المنايـا

ــه ــال أســباب ...ينلن ــو ن ولماء بسلم الس

ألن الوصـــــــول إىل السماء يكون بـدخول

.الباب

يــربFحبــل الــذيالحبل به

: قال أبو زيدـعاف فاجتعـل ناU أمر الضيــــل كحبــــل العاديــــة الل

الممدود;

أن مســـيره : يريـــد −اتصل الليل كله, فكان

.كحبل ممدود

٢٥٣

:وقال امرؤ القيسإني بحبلـك واصـل حبلـي

نبلي نبلك رائش وبريش ...

: به امرؤ القيسيريد−إين واصل بيني وبينك, وأصــل هــذا يكــون يف

يكونــــان : البعيــــرينــل ــىل ك ــرقين وع مفتواحـــد منهـــا حبـــل, ــأن يوصــل ــان ب فيقرن

.حبل هذا بحبل هذاu } :قال عـز وجـل−األمان)٢

{ z y x w v a _ ~ } |z

, )١١٢: سورة آل عمـران( : ىوقال األعش

وإذا تجاوزها حبال قبيلـة −ــذ ... ــرى ت أخ ــن األخ م

.إليك حبالها

ألن الخـــائف مســـتتر ــــن ــــوع, واآلم مقممنبســـــF باألمـــــان متصرف, فهو حبل إىل

.يريده/كل موضع

a }:قال عز وجلعهد أو كتاب)٣ c bz ) ــــورة آل س)١٠٣: عمران

ه ألنه وصـلة لكـم إليـ . وإىل جنته

وضع الشـيء غيـر الظلم ١٤أصـــل (موضـــعه )المعنى

فما وضع الشبه غيـر :من أشبه أباه فما ظلم, أي: يقال .موضعه

. أن يشرب قبل إدراكه: ظلم السفاء − . أن يعتبF أو ينحز من غير علة: ظلم الجزور − . حفرت وليس موضع حفر: أرض مظلومة − .ال تعدل عنه:الMريق, أي الزم : يقال−

a }يقــول اهللا ســبحانهالشرك)٢ d c bz

: , وقال)٥٦: سورة لقمان( { E D C

Fz )ــام ــورة األنع : س٨٢(

ــــل هللا ــــن جع ألن ما فقـــد وضـــع شـــريك

. الربوبية غير موضعها

à  }:قـــال تعـــاىلالنقصان)٣

٢٥٤

Æ Å ÄÇz )سـورة البقــرة :

: وقال. ي ما نقصونا, أ)٥٧ { Ç Æ Å Ä Ã

È z )ســـورة الكهـــف : .أي مل تنقص منه شيئا) ٣٣

ظلمتك حقـك, : ومنه يقال: وقـال تعـاىل. نقصتك: أي

{ ± ° ¯z : , وقـال)٦٠: سورة مـريم(

{ Ø × Ö Õz )٥٤: سورة يس(

M L }:قال اهللا تعاىلالجحد)٤Q P O N z

: , أي)٥٩: سورة اإلسـراء( .جحدوا بأهنا من اهللا تعاىل

ـــاىل ـــال تع z } } : وق } |z ) ســورة

ــــــــــراف : , أي)٩: األع.يجحدون

أصل(االختبار)١ البالء ١٥ )المعنى

¶ ¸ º ¹ « ¼ }:قال اهللا جـل وعـال À ¿ ¾ ½z )ـــاء ـــورة النس : , أي)٦: ســـال ـــروهم, وق W V U T Sz } : اختب

, يعنى ما أمر بـه إبـراهيم مـن )١٠٦: رة الصفاتسو(ــه صــلوات اهللا عليهمــا w } : وقــال. ذبــح ابن

y xz )١٦٨: سورة األعراف( اختبار يف الخير)٢

ويف الشرÒ Ñ }:قال تعاىل

Ô Ó z ) ســـــورة )٣٥: األنبياء

يكــون يف الشــر لــنعلم ـــف صـــبركم; ويف كيالخيــر لــنعلم كيــف

. شكركمأبليته أبليه إبالء, قـال: يقالار يف الخيراختب−

٢٥٥

ـــاىل P O N }:تع S R Qz ) ســـورة

نعمـــة : , أي)٤٩: البقـــرة: عظيمـــة, وقـــال تعـــاىل

{ ¨ § ¦ ¥ « ª ©z ) سـورة

)٣٣:الدخانقال اهللا تعاىل حكاية عن قومالعذاب)١الرجز ١٦

c b }: فرعـــــون g f e dz

)١٣٤:سورة األعراف(ــاىلكيد الشيMان)٢ ــال اهللا تع n }:ق

q p oz )١١:سورة األنفال(

. ألنه سبب العذاب

© }:وقـــــال تعـــــاىلاألوثان)٣ªz )٥: سورة المدثر( ,

.يعنى األوثان

ــز ــماها رج ــا س ا ألهن . تؤدي إىل العذاب

−النتن)١الرجسl }:هللا تعـــاىلقـــال االكفر والنفاق

o n mz

{ n m l oz )سورة التوبـة :

أي كفرا إىل كفـرهم, ) ١٢٥ .أو نفاقا إىل نفاقهمq } : وقـــال تعـــاىل

u t s r vz )ســورة يــونس :١٠٠.(

. ألهنما نتن

اصل(االختبار)١ الفتنة ١٧ )المعنى

لـتعلم إذا أدخلتـه إليهـا:فتنت الـذهب يف النـار: يقال~ � ¡ ¢ } : وقــال تعــاىل. جودتــه مــن ردائتــه

£ z )وقال . , أي اختبرناهم)٣:سورة العنكبوت

٢٥٦

سـورة ( y x z}:تعاىل لموسى عليـه السـالم)٤٠: Iه

ــالالجواب)٢ z y } | }: وق ¤ £ ¢ ¡ � ~ }

¥z )سورة األنعـام : .جواهبم: , أي)٢٣

ســـئلوا ألهنـــم حـــينـــدهم ـــا عن ـــر م اختبــن ــم يك ــؤال, فل بالســك ــن ذل ــواب ع الج االختبار إال هذا القول

.ــاىلالتعذيب)٣ ــال تع w v u }ق

y xz ) سـورة[ } : , وقـال)١٠: البروج

a ` _ ^z ) سورةـــــــــذاريات ; أي )١٣: ال

d cz} . يعذبون

ــذاريات[ ــال ] ١٤: ال أي يقيراد هذا ذوقوا فتنتكم, : لهم

.العذاب بذاكالصـــــــــــد)٤

واالستزالل´ }:قال عز وجـل

º ¹ ¸ ¶ µ½ ¼ »z ) ســــــورة

, أي يصـدوك )٤٩: المائدةــاىل ــال تع ــتزلوك, وق : ويس

{ ³ ² ± ° ¶ µ ´z

) ٧٣:سورة اإلسراء(اإلشــــــــراك)٥

والكفر واإلثمh g f }:قال تعاىل

j iz )قرةسورة الب : شرك,: , أي)١٩٣

K J I } : وقال تعاىلL z )ـــرة ـــورة البق : س.يعنى الشرك)١٩١

٢٥٧

ــــــال Z ] \ }:وق] z )سـورة التوبـة :

أي يف اإلثم) ٤٩ــــــــال | { } : وق

~z )سورة الحديـد :., أي كفرتم وآثمتموها)١٤

ــاىلالعبرة)٦ ــال تع z y x }: ق | { }z

: , وقال)٨٥: سورة يونس( { Ð Ï Î Í Ì

Ñz )سورة الممتحنة :يعتبـــرون أمـــرهم : , أي)٥

بأمرنــا; فــإذا رأونــا يف ضــر وبـــالء ورأوا أنفســـهم يف

ظنــوا أهنــم −غبMــة ورخــاء.عىل حق, ونحن عىل باIل

وجوب الشيء)١الفرض ١٨ )أصل المعنى(

F E } : قال تعاىل.أوجبتهفرضت عليك كذا, أي H Gz )أوجبـه عـىل :أي) ١٩٧: سورة البقرة

. نفسه¸ º ¹ « }اإللزام)٢

¾ ½ ¼z : أي] ٥٠: األحــــــــزاب[

ألزمناهمالتبيــين, وهــذا)٣

ـــــض ـــــد بع عن المفسرين

B A }:قـــال تعـــاىل Cz ]ــور : ســورة الن

.بينا:, أي]١

ن وقد يجوز يف اللغـة أــــناها ــــون فرض : يك .أوجبنا العمل بما فيها

D C B A }اإلنزال)٤H G F Ez

] .٨٥: القصص[فيــه أنــزل : قــال المفســرون

.عليك القرآن

وقد يجوز يف اللغـة أن يكــون أوجــب عليــك

.العمل بما فيه

٢٥٨

s r q p o n }اإلحالل)٥w v u t z

] .٣٨: األحزاب[فيمـا أحـل : فسرونقال الم.اهللا له

وقد يجوز يف اللغـة أن ما أوجب له من : يكون

نكـاح : النكاح, يعنـي .أكثر من أربع

ـــــــــالة)١الفريضة الصالمكتوبة

سهام الميراث)٢أن يـــــــؤتمن)١الخيانة ١٩

الرجل عىل شـيء, فال يـؤدي األمانـة

أصل المعنـى (فيه )عام

:قال النمر بن تولبكراعـي البيـت يحفظـه ...ني ربيعة بعـد وهـب وإن ب افخان

:قال النمر بن تولبسارق)٢... وإن بني ربيعة بعد وهب كراعي البيت يحفظه فخانا

ولـــيس كـــل ســـارق خائن, والقMـع يجـب عــــىل الســــارق, وال يجب عىل الخائن, ألنه

.مؤتمنo n m p }نقض العهد)٣

qz ]٥٨: األنفال[ ألن ناقض العهد أمـن ــه, بالعهــد وســكن إلي

.فغدر ونكثعصـــــــــيان)٤

المسلمين{ X W V U

\ [ Z Y ]z ]٢٧: األنفـال [

.يريد المعاصي. { S R Q P

U Tz ] ١٨٧: البقــــــــــــــرة[

.تخونوهنا بالمعصية:أي

ــؤتمن ألن العاصــي م .دينه عىل

ـــــدخول يف)١اإلسالم ٢٠ اليف : الســـــلم, أي

.االنقياد والمتابعة

{ ¤ £ ¢ ¡ � ~ }¥z ]انقاد لكم وتابعكم: أي] ٩٤: النساء.

سلم فالن ألمرك واستسلم :يقال.واالستسالم مثله−

٢٥٩

.دخل يف السلم :أي. وأسلم: إذا دخل يف الشتاء, وأربع: أشتى الرجل: كما تقول −

Fدخل يف الربيع, وأقح:Fدخل يف القح. متابعــة وانقيــاد)٢

ـــــــان دون باللس القلب

{ b a `_ ~ } f e d cz

: أي] ١٤: الحجـــــــرات[ أنقذنا من خوف السيف;

{ Â Á À ¿ Å Ä Ã

Æz ]آل عمــران :انقاد له وأقـر بـه : , أي] ٨٣

.المؤمن والكافرمتابعـــة وانقيـــاد باللسان والقلب

{ s r qtz ]١٣١: البقـرة[ ;

{ h g f el k j i z ] آل

انقدت هللا : أي] ٢٠: عمران.بلساين وعقدي

ـــــــديق)١اإليمان ٢١ التصـــى ( ـــل المعن أص

)عام

{ k j i h g f ez ]يوسف :ــــــــــال] ١٧ ` e d c b a } : وق

k j i h gf z ]أي ]١٢: غــافر , :.تصدقوا

تصـــــــــديق)٢ـــــــان دون باللسالقلـــب, كإيمـــان

.المنافقين

{ ¥ ¤ £ ¢¦z ]٣: المنــافقون [ ,

وكفـروا أي آمنوا بألسـنتهمــوهبم ــن , بقل ــان م ــا ك كم

اإلسالم انقياد باللسان دون .القلب

تصـــــــــديق)٣ .باللسان والقلب

{ ± ° ¯ ® µ ´ ³ ²

¶z ]كمـا] ٧:البينـة ,

٢٦٠

ــاد ــالم انقي ــن اإلس ــان م ك.باللسان والقلب

تصديق بـبعض)٤ .وتكذيب ببعض

{ \ [ Z Y _ ^ ]z ]يوسف :

ــــركي ]١٠٦ ــــي مش , يعن .العرب

ـــــن ـــــألتهم م إن ساهللا, : خلقهــم? قــالوا

وهم مع ذلك يجعلون ـــه شـــركاء وأهـــل . ل

الكتاب يؤمنون ببعض ــــب, الرســــل والكت

.ويكفرون ببعضر ٢٢ E D C B A }ضد النفع الض

G Fz ]األعــــراف :١٨٨[

Ä Ã Â Áz}الشدة والبالءـــــــــــــام[ , ] ١٧: األنع

{ l k j mz ]١٧٧:البقرة[

D C B A }الهولEz ]٦٧:اإلسراء.[

:كقول أيوب عليـه السـالمالمرض V U Tz } أ]٨٣:األنبياء[

k j i h }النقص m lz

]٣٢:محمد[ـــيقالحرج ٢٣ ـــل(الض أص

)المعنى{¡ � ~ } | { z z ]ــــج ] ٧٨: الح.ضيق :أي

J I H G F }الشك Kz ]ــراف , أي ]٢: األع .شك

ــاك يف الشــيء ألن الش .يضيق صدرا به

t s r qz}اإلثم .إثم:أي] ٦١:النور[

روح األجســــــامالروح ٢٤

٢٦١

ــه اهللا ــذي يقبض ال.عند الممات

ــــه ــــل علي جبري السالم

{ l k j i h n mz ]ــــعراء : الش

W } ; و]١٩٤, ١٩٣Y X z ]البقـــرة :

٢٥٣.[ ــاراالنفخ ــر ن ــة وذك ــال ذو الرم ق

:قدحهافلما بدت كفنتها وهي Iفلة

بMلساء مل تكمـل ذراعـا ... اوال شبر

ــه ــت ل ــك : وقل ــا إلي ارفعهبروحـك واقتتـه ... وأحيها

لها قيتة قدراوظـــاهر لهـــا مـــن يـــابس

عليهـا ... الشحت واستعن الصــبا واجعــل يــديك لهــا

سترا

ألنه ريـح تخـرج عـن .الروح

F E D }المسيح Gz ]٩١: األنبياء [ ,

.يعني نفخة جبريل

ـــــيح روح اهللا, : المسألنــه نفخــة جبريــل يف

ـــريمد ـــب . رع م ونسالروح إىل اهللا ألنه بأمره

.كان± µ ´ ³ ² ¶ }كالم اهللا

¸z ]ـــــافر ; ]١٥: غ{ E D C B A

F z ]٥٢:الشورى[

ــالم اهللا ــه ;روح: ك ألنـــل ـــن الجه ـــاة م حي

. لكفرلوموت

وح K J I H Gz}رمحة)١الرمـــن :, أي] ٨٧ :يوســـف[

.رمحته

ا ألن ســـماها روحـــالروح والراحة يكونان

.هبا:الواقعة[ z_ ` }رمحة ورزقالـــــــــروح

٢٦٢

]٨٩والريحانكل شيء دللت بـهالوحي ٢٥

من كالم أو كتـاب .أو إشارة أو رسالة

{ E D C B H G F z ]النســاء :

١٦٣[¸ º ¹ « }اإلشارة واإليماء

½ ¼z ]١١: مريم[Ï Î Í Ì Ë }إعالم يف المنام

Õ Ô Ó Ò Ñ Ð Ù Ø × Ö

Úz ]٥١: الشورى[إعالم بالوسوسـة

من الشيMان{ } | {

_ ~z ]ــام : األنع١٢١[ ;{ _ ^

c b a `g f e d z

]١١٢:األنعام[ n m l kz }األمر

.أمرها:, أي]٥:ةالزلزل[e d c b a }المسرةالفرح ٢٦

i h g f k jz ]٢٢: يـونس [

.سروا :أي® ¯ ° ± }الرضا

²z ]ــون , ٥٣: المؤمن.راضون:أي]٣٢: والروم

ألنه عن المسرة يكون

µ ´ ³z ¶ ¸}البMر واألشر

ـــــص[ ¥ } ; ]٧٦: القص¦ §z ]ــود ; ]١٠: ه

{ µ ´ ³ ² ¸ ¶z ]٧٥:غافر.[

Uألن ذلــك عــن إفــرا . السرور

¬ ® ¯ ° }أن يفتح المغلق الفتح ٢٧

٢٦٣

±z ]٧٣:الزمر[ I H G F E Dz }النصر

i } ; ]١٤١: النســـاء[ p o n m l k j

qz ٥٢:المائدة.[

هللا بـه ألن النصر يفتح ا .أمرا مغلفا

» ¬ ® }القضاء ² ± ° ¯

¹ ¸ ¶ µ ´ ³ ¼ » ºz

].٢٨,٢٩:السجدة[

ألن القضـــاء فصـــل لألمــور, وفــتح لمــا

. أشكل منها

أصــل(الشــريفالكريم ٢٨ والفاضل) المعنى

{u t s r q z ]١٣: الحجــــرات [: اإلســراء[ b az _ ` } . أفضــلكم: أي.شرفناهم وفضلناهم:أي] ٧٠

z£ ¤ ¥ ¦ }الصفوح]٤٠: النمل[

الصفوح مـن الشـرف . والفضل

zz } }الكثير الكرم ]٤:األنفال[

u t s r q p }الحسن z y x w vz كـريم

]٧:الشعراء[

. الحسن من الفضلو

z } | { }الشبه المثل ٢٩ a ` _ ~d c b z

]٥:الجمعة[� ¡ ¢ }العبرة

£z ]الزخرف: .عبرة لمن بعدهم:أي] ٥٦

z y x w v} }الصورة والصفة } |z ]محمد:

.صفة الجنة:أي] ١٥

٢٦٤

:محمــد[ w vz }رب باليدالضالضرب ٣٠٤[

z y x wz }}المسير

ـــاء[ j } ; ]٩٤: النس m l kz

].٢٠:المزمل[:النحل[ z^ _ ` }التبيين والوصف

٧٥[ ; { S R QT z ]٧٤: النحــــل [

ال تصفوه بصفات غيره :أي .وال تشبهوه

} | { ~ }الصنفالزوج ٣١ ¡ �z ]٣٦: يس [

q p } األصناف; : يعني x w v u t s r

z yz ]ــعراء ] ٧: الش.من كل صنف حسن :أي

L K Jz }القرين]١: النساء[

º ¹ ¸ ¶z « }المعاينةالرؤية ٣٢.عاينت:أي]٢٠:اإلنسان[

g f e d c }العلم j i h

kz ]أي] ٣٠: األنبيـاء :.أمل يعلموا

Ñ Ð Ï Îz }ضد الحفظالنسيان ٣٣].٧٣:الكهف[

Y X W V U }الترك [ Zz ]ـهI:١١٥ [ ,

.ترك :أيG F E D }الموت:الصعقالصـــــــاعقة ٣٤

٢٦٥

:الزمر[ J I Hzوالصعق٦٨[

Z ] \ [}العذاب:الصاعقة _ ^z ]١٣:فصلت[

Ì Ë Ê }نار من السحاب Ï Î Íz ]الرعــد :

١٣[

سميت صـاعقة, ألهنـا .إذا أصابت قتلت

أصل(األخذ باليداألخذ ٣٥)المعنى z¢ £ ¤ ¥}القبول

قبلتم : أي] ٨١: آل عمران[ـــتم هـــذا عهـــدي; إن أوتي

:أي] ٤١: المائـدة[فخذوه .فاقبلوه

Õ Ô Óz}الحبس واألسراحبسـه; : أي] ٧٨ :يوسف[

{ ~ } | ¡ �

¢z ائســروهم : أي] ٥: التوبـــة[واحصـــروهم

.احبسوهم: أي{ ~ _ ` }التعذيب

b az ١٠٢:هــود [Q P } تعذيبـــه; : أي

R z ]٤٠: العنكبوت [.عذبنا :أي

m l k j i }الملك والقهرالسلMان ٣٦ q p o n

s r z ]ــراهيم : إب٢٢.[

¬ ® ¯ }الحجة

٢٦٦

± °²z ]أي] ٢٣: غافر: .حجة

البـــــــــأس ٣٧والبأساء

µ z ¶}الشدة]٤٢:األنعام[

:غـافر[ z¯ ° ± }الشدة بالعذابالبأس.عذابنا:أي] ٨٤

© ª » ¬ ¨ }الشدة بالقتال °¯ ®z ]النســـاء :

٨٤[ ٣٨

ـــديرالخلق ـــل(التق أص )المعنى

ــم: قيــل ــال.خالقــة األدي ق :زهير

...وألنت تفري ما خلقـت القـوم يخلـق ثـم ال عضوب

.يفري E D C B Az}التخرص

: أي] ١٣٧: الشـــــــعراء[.خرصهم للكذب

t s r q p }التصوير uz ]ـــدةا ] ١١٠:لمائ .تصوره: أي

e d c b a }اإلنشاء واالبتداء h g f

iz ـــــــا زوجه].١٨٩:األعراف[

z ± ² ³ ´}الدينلـــدين :, أي]٣٠: الـــروم[

§ ¨ } اهللا; ª © z ]النســــــاء :

دينه :, أي]١١٩أصــــل(الرمــــيالرجم ٣٩

)المعنى{_ ~ } z ]مرامي :يأ ,]٥:الملك.

٢٦٧

,]١٨: يس[ z} }القتل .لنقتلنكم :أي

يستعار فيوضع موضع ــانوا ــم ك ــل, ألهن القت

وروي . يقتلون بالرجمأن ابــن آدم قتــل أخــاه رمجا بالحجارة, وقتـل رمجا بالحجـارة, فلمـا كان أول القتل كذلك, سمي رمجا وإن مل يكـن

.بالحجارة:قـــول أبـــي أبـــراهيم لـــهالشتم

{¡ z ]مـــــريم : .ألشتمنك :, أي]٤٦

ــــي, ــــتم رم ألن الشــذلك يقــال قــذف : ول

.إذا شتمه: فالن فالنا .الرمي: وأصل القذف

:الكهف[ n m z}الظن٢٢[

.كأنه رمى به

:أي:ذئـــب لعـــين: يقـــالاللعن والMرد .Iريد

رجـيم, : وإنما قيل للشيMان.Iريد :أي

ـــرجم ـــه يMـــرد ب ألن .الكواكب

اإلسراع يف المشيالسعي ٤٠ )أصل المعنى(

{ Ì Ë Ê É È Çz ]٢٠: القصــص[ ,.يسرع يف مشيه :أي

Î Í Ì Ëz }المشي :, يعنــي]١٠٢: الصــافات[

.المشي\ [ ^ }العمل

_z ]١٩: اإلسراء[r q p o }الجد

sz ]٥١: الحـــج جــدوا يف :, أي] ٥: وســبأ .ذلك

أن:اإلحصــــــانمحصناتال ٤١ـــيء ـــى الش يحم

٢٦٨

.ويمنع منهالمحصــــنات

من النساءD C B }ذوات األزواج

H G F E z ].٢٤: النساء[

ألن األزواج أحصــنوهن, ومنعــوا

.منهنــــر وإن مل الحرائ

يكن متزوجات{ u t s r

x w vz yz

ــــاء[ { } ; ]٢٥: النس ¢ ¡ � ~

¤ £ z ]النسـاء :.الحرائر:يعني] ٢٥

ـــن ـــرة تحص ألن الحـــت ـــن, وليس وتحص

.كاألمة

z| { ~}العفائف .العفائف:يعني]٤:النور[

Ì Ë Ê É È }المدةالمتاع ٤٢ Î Íz ]ـــرة ; ]٣٦: البق

{ ° ¯ ® ¬ ´ ³ ² ±z

].١١١:األنبياء[ــــــي اآلالت الت

هباينتفع { ° ¯ ® ¬ «

´ ³ ² ±z ].١٧: الرعد[

Å Ä Ã Â }المنفعة Æz ]٧٣: الواقعة[

Y X W V Uz}الكثيرالحساب ٤٣.كثيرا:, أي]٣٦: النبأ[

Ë Ê É Èz }الجزاءـــــــــية[ :, أي]٢٦:الغاش

.جزاءهمr q p }المحاسبة

sz ]٨:النشقاقا[} | { ~ _ }القضاء األمر ٤٤

`z ]٥:الســـجدة[,وهذا كله وإن اختلـف

.فأصله واحد

٢٦٩

n }يقضي القضـاء; :أيq p o z

ــــــــراف[ :أي] ٥٤: األع .القضاء

: ويكنى عن كل شـيءباألمر, ألن كـل شـيء يكون فإنما يكون بأمر : اهللا, فسميت األشـياء

ــــور ــــر ألن ;اأم األم: سببها, يقول اهللا تعاىل

{ m l k j nz ]٥٣:الشورى

ª © ¨z}الدين :, أي]٥٣: المؤمنــــــون[

ــنهم; K J I }دي N M Lz ]ــة : التوب

٤٨[ P O N }القول

Qz ]٢١: الكهـــف[ ,.قولهم :يعني

| { ~ _ }العذاب `z ]ــراهي , ]٢٢: مإب . وجب العذاب :أي

z y x } }القيامة |z ]ــــل ] ١: النح

ـــاىل ـــال تع _ }: وق c b a `

f e dz ]الحديـــد :.القيامة أو الموت:أي] ١٤

ß Þ Ýz }الوحي].١٢:الMالق[

t s rz }الذنبجـــزاء :, أي]٩: الMـــالق[

.ذنبها

٢٧٠

אF٢E »أدب الكاتب«كما وردت يف ابن قتيبةعند ئمة الكلمات المتضادةقا

الكلامت م مصدر االستشهاد المعنىالمتضادة

:قول الشاعر الخMيم الضبابي األسود واألبيض الجون ١ يبادر الجونة أن تغيبا

−الليل والصبحالصريم ٢

السدفة ٣الظلمة والضوء, أو اختالU الضوء

ين Iلوع الفجر إىل والظلمة كوقت باإلسفار

−الشيء الكبير والشيء الصغيرالجلل ٤

الصغار والكبار النبل ٥قول الشاعر حضرمي بن عامر

:األسدي* أفرح أن أزرأ الكرام, وأن أورث ذودا شصائصا نبال

:قول الشاعر النابغة العMشان والريان الناهل ٦ لناهل ينهل منها األسل ا... *

القائم والالIئ باألرض الماثل ٧ :قول الشاعر زهير بن أبي سلمى

فمنها مستبين وماثل... * دارس:أي

−المستغيث والمغيثالصارخ ٨−المصيل بالليل والنائم أيضاالهاجد ٩

٢٧١

−االرتفاع واالنحدارالرهوة ١٠

مجرى الماء من أعىل الوادي وهي التلعة ١١ − F من األرضما اهنب

−اليقين والشكالظن ١٢

السيف الذي مل يحكم عمله وهو الخشيب ١٣ − الصقيل

−السرعة يف السير واإلقامةاإلمهاد ١٤

الخصيان من الخيل والفحول الخناذيذ ١٥ :قول الشاعر ابن أبي خازم

* وخنذيذ ترى أبو غرمول منه كMي الزق علقه التجار

− الحيض واألIهاراألقراء ١٦

المفرع يف ١٧ − المصعد والمنحدرالجبل

قدام وخلف وراء ١٨ :قول اهللا عز وجل

{ q p o n m s rz

عىل ودون فوق ١٩

:قول اهللا عز وجل { o n m l k j

t s r q p z ,أي دوهنا, وقال : قال أبي عبيدة

يعني الذباب والعنكبوت:اءالفر

الحي ٢٠ − غيب ومتخلفونخلوف

أسررت ٢١ − أخفيته وأعلنتهالشيء

٢٧٢

رتوت ٢٢ − سددته وأرخيتهالشيء

أخفيت ٢٣ − أظهرته وكتمتهالشيء

شعبت ٢٤ألنه ; ومنه سميت المنية شعوب مجعته وفرقتهالشيء

ق .تفر

٢٥ Iلعت عىل القوم

Iلعت عنهم

أقبلت عليهم حتى يروين − غبت عنهم حتى ال يروين

بعت ٢٦ − بعته واشتريتهالشيء

شريت ٢٧ − اشتريته وبعتهالشيء