القرآن الكريم نص مقدس وضابط ثقافي ترجمة وتقديم الدكتور...

20
www.culture.gov.jo ى موقع الوزارةجلة علكن ت�صفح ا / د2010 )1090( كتبــــة الــوطنيــــةى دائــــرة اإيـــداع لــــــد رقـــم الـــ�س التحـــريـــــرت: با�صـــم رئيــرا�صــــ ا عمان- 11118 دي:ي الرمز ال6140 عمان �س.ب :ي: الأردنيدوان ال العنE-mail: aar@culture.gov.jo A F K AR 1966 ن عــــــــام حـــزيــــراأفـكـــــــار فـيلـــــة ا أول مــند ال �صـــــدر الــعـــــــدــــــــ�س الــتــحــــــــــريـــــــــــــر رئــيت �صــــــــعـــــــــــود قـبـيــــــــــــــــ مــــــديــــــــــر الـــتــــحـــــــــريــــــرــو الــــــــرب اأب مـجــــــــدولــــــ الــتــــحـــــريــــر هــيــئـــــــــــــــــــةن الأزرعــــــــــــي د. �صــــــــــليمــان الـقـــــــوابــعـــــة �صــــــــــــليمــاــــــــى الأطــــــــــــــر�شــيــــــــــــل ل الــفـــنـــــــــــــــــي الإ�صـــــــــــــرافصــــــــف الــ�صـــــــرايــــــــرة يــــو�ــيـــــــمإخــــــــــراج والــتــ�صــم اللــفــحــمـــــــــاويدة ا عـــبـــــــــــاــــــم الـفـنـي وحـــــدة الـتـ�صـمـيلـثـقـــــــــافــــة وزارة ا5672136 هاتـــف مبـا�صـــــــــر:302 اآذار2014 جلةورة عن راأي ا بال�صر ها، ول تعبأي كاتب عن را د تعب هذا العد ن�صورةواد ا ا

Transcript of القرآن الكريم نص مقدس وضابط ثقافي ترجمة وتقديم الدكتور...

www.culture.gov.jo ميكن ت�صفح املجلة على موقع الوزارةرقـــم الإيـــداع لــــــدى دائــــرة املكتبــــة الــوطنيــــة )1090( 2010 / د

املــرا�صــــالت: با�صـــم رئيـــ�س التحـــريـــــرالعنوان الربيدي: الأردن – عمان �س.ب : 6140 الرمز الربيدي: 11118 - عمان

E-mail: [email protected]

A F K A R

1966 �صـــــدر الــعـــــــدد الأول مــن جملـــــة اأفـكـــــــار فـي حـــزيــــران عــــــــام

رئــيــــــــ�س الــتــحــــــــــريـــــــــــــر�صــــــــعـــــــــــود قـبـيــــــــــــــــالت

مــــــديــــــــــر الـــتــــحـــــــــريــــــرمـجــــــــدولــــــني اأبــو الــــــــرب

هــيــئـــــــــــــــــــة الــتــــحـــــريــــرد. �صــــــــــليمــان الأزرعــــــــــــي�صــــــــــــليمــان الـقـــــــوابــعـــــة

لــيــــــــــــلــــــــى الأطــــــــــــــر�ش

الإ�صـــــــــــــراف الــفـــنـــــــــــــــــييــــو�صــــــــف الــ�صـــــــرايــــــــرة

الإخــــــــــراج والــتــ�صــمــيـــــــمعـــبـــــــــــادة الــفــحــمـــــــــاوي

وحـــــدة الـتـ�صـمـيــــــم الـفـنـي

وزارة الـثـقـــــــــافــــة

هاتـــف مبـا�صـــــــــر: 5672136

3 0 2ذار اآ

2 0 1 4

املواد املن�صورة يف هذا العدد تعبر عن راأي كاتبها، ول تعبر بال�صرورة عن راأي املجلة

املـحــتـــويــــــــــــــات 2014 302 اآذار

االفتتـــــــــــــــــاحـــيـــــــــــــــة: - �صــنــــــــــــاعـــــة الــ�صينمـــــــــــــــا.. اأحـــــــــــــــــالم اأم واقــــــــــــــــــــع؟ لــيلــــــــــــى الأطــــــــــــــر�س 4

درا�ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات:- القراآن الكرمي: ن�س مقد�س، و�صابط ثقايف ترجمة وتقدمي: د.عبداهلل حممود عيا�س 7

- �صـــــــعريــــة مــــا بعـــــــــــد احلـــداثــــــــــة- مقـــــاربـــــة تطبيقيـــــة علــــي حممــــد اليو�صــــف 17 - جتليــــــات الغــــرابـــــة يف جمموعـــــة "ت�صبحــــون علــــى خيــــر" املــهــــــــــــــدي عثمـــــــــــــان 22

- الـــغـــــــربـــــــــــاء يـــلـــــــوحــــــــــون فـــــــــي الـــ�صهــــــــــــل املقفــــــــــــر قــــــراءة فــــي "�صــــــهل الغـــــربـــــــاء" ل�صــــــالح الــــدين بوجـــاه حممــــد عطيــة حممـــــود 27

اإبـــــداعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات: - ر�صــــائل خــــارج التغطيـــة- �صعر عـــلـــــــــــــــي البتيـــــــــــــري 36- ق�صـــــــائـــــــــد ق�صيـــــــــرة- �صعر �صـــــــــالح اأبــــــــــــــــو لوي 39- اأ�صــــــول علـى كــــــل حـــــي- �صعر اأحـــمــــــــــــــــــــد اخلطيــب 42- الـــــحـــــبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل- ق�صة حــنـــــــــــــون مـــجيـــــــــــــــد 45- م�صــرات القـــرى البعيـدة- ق�صة مــخلـــــــــــد بــــركـــــــــــــات 48- الـــــ�صــــــــــــــــــــــــــــاعــــــــــــة- ق�صة كـــاترينــــــــا احلمارنــــــــة 50- تــــذكـــــرة نحـــــو الغــــرب- ق�صة عــــلـــــــــــــــي هــــــــــــــــــالل 53

اآداب اأجـــنــبــيـــــــــــــــــــــة: - الــثــــــراء املــــــوهـــــــوم- ق�صــــة اأنطـــــــون ت�صيكــــــوف ترجمة: حــ�صـــــام ح�صنــي بــــــدار 56- ق�صـــــائــــد ال�صمت لل�صــــاعــر الفنلندي بو كاربيالن ترجمة: نــــــــــــزار �صــــــــرطـــــاوي 59

مــلــــــــــف الــعــــــــــــــــــدد: �صنــــــــاعــة الــ�صينمــــــــا فــــي الأردن- مــــقــــــــــــــــــــــدمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة: مــــديــــــــر التحـــريـــــــــــر 64 - بــــــــدايــــــــــــــــــات الإنتــــــــــــــاج ال�صينمـــــــــائـــــــــــي فـــــــي الأردن عـــــدنــــــــان مــــدانـــــــات 66

- ال�صينمــــــا الأردنيــــــة: عــــر�س تاريخي وتطلعات نحـو امل�صتقبل )اأهميـــة املواقــع الأردنيــة وا�صــــتخدامها يف ال�صينمــا العامليــة( حممـــــــــــــود الــــــــــزواوي 70- عد�صـــــــات ال�صينمــــــــا الأردنيـــة تلتقــــط اإبداعـــــات اإن�صـــانيـــة نـــــاجــــــــــــــح حـــ�صـــــــــــن 77

59

77

92

2014 302 اآذار

- الــــــنقــــــــــــــــــــــــــــد الـــــ�صينمـــــــــــــــــــــائــــــــــــــــــــي فـــــــــــــي الأردن ر�صــــــــــمـــــي حما�صــــنـــــة 86- هـــــــــــل اأ�صبــــــــح هنـــــــــــاك �صنــــــــاعة �صــــــــينما فــــــــي الأردن؟ رانــيـــــــــــــــــة حــــــــــــــــداد 92- الـــــــــفـــــــــــــــــن والإبـــــــــــــــداع واأثـــــــــــــــــره فـــــــــــــي املجتمــــــــــــــع جـــــــــــــــــالل طعمــــــــــــــــة 97

ـــــــــــــــــــــــــــار وريـــــــــــــــــــــــاحــــنـــــــــــة.. - مـــــبـــــــــــــــــــــــــارك ونـــــ�ص يحققـــــون جنــــــوميتهـــــم ال�صينمائيـــــة فــــي هوليــــــوود ال�صـــــرق ذكـــــــريــــــات حـــــــــــــرب 102

- ذكــــــــريــــــــــاتــــــــــــي.. مـــع �صــــــــالت ال�صينمـــــــــــا يف عمـــــــــــان ولــيـــــــــــــــد �صـــــــــــــليمان 109- مـــــهـــــــــــــــــرجـــــــــــــــانــــــــــــــــــــــات الـــــ�صينمـــــــــــــــــــــــــا يف الأردن اإ�صـــــــــــراء الـــــــردايـــــدة 118

- "عـــــتــبـــــــــــــــــــــــــــــــات الـــبهجــــــــــــــــــــــــــــة" لنــــــاجــــح ح�صــــــن: ر�صـــــــد مل�صيـــــــرة ال�صينمــــــــا فــــــي الأردن منـــــذ اخلم�صينيـــات هــيــــــــــــــــا �صــــــــــالـــــــــح 121

متابعات ومقاالت: - لــكـــــــي ل يكـــــــــــون تــــاريخنــــــــــــا عبئـــــــــــــــا علينــــــــــــــــــا د. عبداهلل مطلق الع�صاف 127- الــ�صـــــرد الـ"مــــا بعــــــد حــــداثي" يف جمموعة عودة عرار مــجــــــــــــــدي ممـــــــــدوح 129

- الــــــمـــــــــــــــــــــــــــــــــــريــــــــــــــــــــديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة درا�صة يف احلروب القفقازية الرو�صية )1819 - 1859( يو�صـــــــــــف حمـــــــــــــــدان 133

- مـــالمــــــح الفل�صفــــة الوجوديــة يف ق�ص�س عزمي خميــ�س �صـــــــــــــــمري ال�صـــــــــــريف 137- روايــــــــــة زينب احلفنــــــــــي )�صـــــــــــــــيقــان ملتويـــــــــــــــــة(

" املـــنفــــــــــــــــى... اأخــــــــــــــالقيـــــــــــــــــــات الع�صــــــــــــــــر" �صــــــــــــــــليم النجــــــــــــــار 139

- تــجليــــــــــــــات الفكـــــــــــــــــرة والأداة فــــــــــي قــ�صيـــــــــــــــدة "اأنـــ�صــــــــــــــــودة اأفـــــــــــريقيـــــــــــــــــة" لل�صاعر حنـا اأبو حنـا فـــــرا�س حـــــج حممـــــــــد 143

- املـــــونتـــــــــــــاج بالكمبيوتــــــــــر علــــــــى خ�صبـــــــــة امل�صــــــرح د. هـــــــــانــي حجـــــــــــــاج 147

مـــــــــــكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان:- املـــــغـــطــــــــــــــــــــــــــ�س.. وحــــقيقــــــــــــــــــــة املــــــــوقــــــــــــــــــع اأحمـــــــــــد اأبــــــــو دلــــــــــو 151

م جميعـــــــــان 156 �ســـــــــــدر حــــــديــــثـــــــــــا اإعــــــداد حممـــــــد �صــــــــالر

الكلمـــــــــة االأخيـــــرة:- بــــــــــــزلجــــــــتني مــــــــن �صــــــــمــــــــــــ�س ومــــــــــو�صــــــــــــيقى يو�صـــــف عبـــــدالعــــزيـــز 159

129

139

150

افتتــاحـيــــــــــــــــة

�سناعة ال�سينما.. اأحالم اأم واقع؟داأبت جملة اأفكار على فتح ملفات تعالج ق�صايا فكرية جدلية، لأن احلقائق يف بع�صها تختلط بالوهم، اأو لنقل بالأمل

والأحالم.

لالأفالم امللكية الهيئة له تتعر�س ما ظل يف الختالف، مثار الق�صايا اأردنية" اإحدى �صينما "�صناعة كانت ورمبا من �صيق مادي، وغياب القطاع القت�صادي اخلا�س عن دعم اأو متويل ال�صناعات الثقافية مبجملها؛ ال�صينما وامل�صرح

والدراما التلفزيونية.

وحا�صر يف البال ما قدمه طلعت حرب، القت�صادي امل�صري وموؤ�ص�س بنك م�صر وا�صتوديو م�صر، اإميانا بدور الفن يف بناء الدول احلديثة، فمول اإنتاج الأفالم الأوىل لعبد الوهاب واأم كلثوم ويو�صف وهبي وغريهم، ثم اأن�صاأ م�صرح الأزبكية

حيث قدمت اأم كلثوم معظم حفالتها ال�صهرية.

وعمر �صناعة ال�صينما يف العامل جتاوز القرن والربع، باعتبار اأن عمر اأية �صناعة يبداأ يوم طرحها للم�صتهلك للمرة الأوىل، فيكون اأول عر�س �صينمائي يف العامل، و�صاهده النا�س بثمن، قد مت يف باري�س العام 1895 ويف مقهى جراند كافييه،

حيث عر�صت اأفالم ق�صرية ل تزيد عن دقيقة تعاد كل ن�صف �صاعة.

اأما العر�س ال�صينمائي العربي الأول، فكان يف م�صر العام 1896، وم�صر هي الدولة الثانية يف العامل التي بداأت �صناعة ال�صينما بعد الوليات املتحدة.. واختلف النقاد والدار�صون حول اأول فيلم م�صري روائي طويل لتحديد عام لبدء �صناعة ال�صينما امل�صرية. باعتبار اأن عمر هذه ال�صناعة يبداأ من تاريخ اإنتاجها لأول فيلم روائي طويل. هل كان فيلم "حدث يف

بالد توت عنخ اآمون"، اأم فيلم "ليلى".. ومهما يكن الأمر، فكالهما اأنتج بداية الع�صرينيات من القرن الع�صرين.

ا�صتقطبت ال�صينما امل�صرية الفنانني واملخرجني واملنتجني والكتاب من الدول العربية واملهجر منذ ظهورها، وكان مركز الإنتاج يف مدينة الإ�صكندرية حيث بور�صة القطن، ومنهم اإبراهيم لما "الأعمى" وجنيب الريحاين وفريد الأطر�س

وغريهم.

القوا�صم اأن اأو ف�صل �صناعة جديدة، فال �صك اأهم معايري درا�صة جناح العامل من القيا�س على جتارب واإذا كان امل�صرتكة بني الدول الثالث الرائدة يف �صناعة ال�صينما، والتي اأنتجت اآلف الأفالم املتميزة والتجارية، توؤكد اأن �صناعة الدول يف وتوفرت التحتية. والبنى البيئي، والتنوع والب�صرية، والفكرية، والتقنية، القت�صادية، الوفرة حتتاج ال�صينما ج مئات الفنيني كل عام، يف ال�صيناريو والت�صوير واملونتاج وال�صوت والإ�صاءة والديكور واخلدع الثالث معاهد لل�صينما تخرتوفري �صهولة مع التقنية.. الثورة اأنتجته ما اأحدث اإىل مناهجها طورت بل واملو�صيقى، واملالب�س واملكياج ال�صينمائية املجاميع الب�صرية يف كثافة �صكانية عالية، و�صهولة نقلها اإىل اأماكن الت�صوير يف ا�صتوديوهات كبرية جمهزة بالطواقم،

ومدن اإنتاج حديثة.

ول �صك يف اأن ال�صينما امل�صرية لعبت دورا بارزا يف ن�صر الوعي الفكري واملجتمعي يف م�صر والعامل العربي، حني كانت �صاهدا ورا�صدا للتحولت الجتماعية وال�صيا�صية والفكرية والقت�صادية، واأنها تطورت تبعا لوعي القائمني عليها، فتحولت ت ومولت من الدولة رغم اأنها اأنتجت اإىل �صينما الواقعية مبحمد كرمي، ثم �صالح اأبو �صيف، وخ�صعت للتوجيه حني اأممحينذاك اأفالما عظيمة ومبيزانيات �صخمة كـ"النا�صر �صالح الدين"، و"رد قلبي" وغريها.. ثم واجهت ع�صر النفتاح مت ال�صينما فخ�صعت ل�صروط ال�صوق وذائقة املنتجني واملتلقني، ف�صادت الأفالم التجارية، رغم الأفالم املميزة التي قد

امل�صرية اإىل املحافل الدولية، ونالت جوائزها وتقديرها.

ويفر�س ال�صوؤال نف�صه:

بلدا منتجا لنعتربه اأو موزعا جيدا لأفالمها، لل�صينما مدمنا على م�صاهدتها، يكون �صعب ما عا�صقا اأن يكفي هل و�صانعا للفن ال�صابع؟ حتى لو جتاوزت العالقة اإىل اإنتاج فيلمني حمليني، وت�صوير فيلم اأجنبي اأو اأكرث �صنويا، اعتمادا على خ�صو�صيته الطبيعية اأو التاريخية، ثم نال اأحدها جوائز عاملية..؟ هل ميكن اعتبار ال�صينما واحدة من �صناعاته؟ كما

ال�صينما الأمريكية والهندية والأوروبية واأمريكا الالتينية مثال؟

ر و�صائل الإنتاج التي تتيح قيام �صناعة مناف�صة، األي�صت اأهم بنود قيام ال�صناعة درا�صة اجلدوى القت�صادية؟ ثم توفواأهمها تعدد اخلربات الفنية والبنى التحتية كال�صتوديوهات ال�صخمة ومدن الإنتاج التي توفر كثريا يف تكاليف الإنتاج وباأ�صعار تناف�س ما توفره الفنية من كتاب وم�صورين وفنانني وتقنيني الربح وتقلل اخل�صارة، مع تعدد اخلربات وتزيد

ع ال�صتثمار يف هذا القطاع؟ الدول املحيطة؟ هذا اإ�صافة اإىل ت�صريعات ت�صج

والأهم وعي راأ�س املال اخلا�س بقيمة الفن واإدراكه لأهمية هذه ال�صناعة لي�صتثمر فيها.

واإىل اأن يتحقق هذا �صتظل �صناعة ال�صينما الأردنية اأقرب اإىل الأماين والأحالم منها اإىل الواقع واحلقيقة.

ليلى الأطر�شع�صو هيئة التحرير

درا�ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات:ا�ش �ش، و�صابط ثقايفر ترجمة وتقدمي: د.عبداهلل حممود عير - القراآن الكرمي: ن�شر مقدر

- �صـــــعريــــة مــــا بعــــــــد احلـــداثـــــــــة- مقـــــاربـــــة تطبيقيـــــة علــــي حممــــد اليو�صــــف

- جتليـــــات الغــــرابـــــة يف جمموعــــة "ت�صبحــــون علــــى خيــــر" املــهـــــــــــــدي عثمـــــــــــــان

حـــــــــون فــــــــي الـــ�صهـــــــــــل املقفـــــــــــر - الــغـــــــربــــــــــاء يـــلــــــور قــــــراءة فــــي "�صــــــهل الغـــــربـــــــاء" ل�صــــــالح الــــدين بوجـــاه حممــــد عطيــة حممــــود

7

عتبة للدرا�صة املرتجمة

الأدبي- الناقد -)- 1942( األن روجر درا�صة تتكون للقراآن الكرمي من اأربعة حماور اأ�صا�صية هي البناء والرتكيب، العربي، والأدب والقراآن ال�صوتي، والدور والت�صوير، واللغة حيث يدر�س الباحث القراآن الكرمي وفقا لهذه املحاور ويخرج الثقافة على الكرمي القراآن تاأثري مبظاهر عليها تاأ�صي�صا

العربية واحلياة اليومية لالإن�صان امل�صلم.

ويعر�س »األن« يف درا�صته اإىل كم من الق�صايا من مثل اآلية اخلطاب القراآين، وتلقي الوحي، ويحاول تف�صري قلة الدرا�صات الأدبية الغربية للقراآن، وعالقة القارئ الغربي بالقراآن، ويوازن ة يو�صف، وي�صري اإىل املفردات بني رواية القراآن والإجنيل لق�صالقراآن لتالوة ال�صفوي والبعد وعددها، القراآن الأعجمية يف �صفات اإىل ويلمح بل تعزيزه، يف احلديثة التكنولوجيا ودور

القارئ املجود.

وميكن القول، اإن هذه الدرا�صة اأدبية لغوية، تدر�س القراآن املحكم، بناءه وتتاأمل والأدب، اللغة م�صتويات �صمن الكرمي حماولة يف واأ�صواته، وتراكيبه واألفاظه احلكيمة، وهند�صته

اأبنائه نفو�س يف عنه وتبحث العظيم، مكنونها اإىل للو�صول وكتاباتهم؛ ل�صتنطاق اأثره يف كل ذلك، وعلى نحو ا�صتق�صائي �صريع لأهم مراحل ورموز الأدب العربي قبل الإ�صالم وبعده؛

مرورا بالع�صر العبا�صي وو�صول اإىل الأدب احلديث.

جديدا تقدم ل كانت واإن الدرا�صات، هذه مثل قيمة اإن لهذا املخزون ال�صخم من الدرا�صات الإ�صالمية؛ اإل اأنها تعزز وفقا واأهميته الآخر، يف وتاأثريه القراآن، عظمة ملدى فهمنا ملعرفة طبيعة الدار�صني اأمام الباب تفتح ثم الغربية، للروؤية الإ�صالم الغرب عن بع�س ير�صمها التي –امل�صرقة- ال�صورة

القراآن الكرمي: ن�س مقد�س، و�ضابط ثقايفروجر األــن)1(

The Quran: sacred text and cultural yardstickAllen, Roger

ترجمة وتقدمي: د. عبداهلل حممود م�صعود عيا�ش

كاتب واأكادميي اأردين.

تقدم ال كانت و�إن �لدر��سات، هذه

جديد� لهذ� �ملخزون �ل�سخم من �لدر��سات

عظمة فهمنا ملدى تعزز �أنها �إال �الإ�سالمية؛

وفقا و�أهميته �الآخر، يف وتاأثريه �لقر�آن،

للروؤية �لغربية، وهنا تكمن قيمتها

8

املو�صوعية مبعيار امللتزمة النقدية كتاباتهم يف والقراآن وال�صدق.

الدرا�صة:

تقدمي:

املجتمع على القراآن تنزل ال�صابق الف�صل يف ناق�صت اأثر التي املتعددة الجتاهات ا�صتك�صفت ثم الأول، الإ�صالمي تطور الأو�صط، ويف ال�صرق تاريخ م�صار فيها هذا احلدث يف م�صدرا للم�صلم الكرمي القراآن يعترب الإ�صالمية، العلوم اإىل واإ�صافة بل والقانونية، الالهوتية امل�صائل يف اأ�صا�صيا بعمومه، الإ�صالمي للمجتمع اليومية احلياة ميثل هو ذلك، وجلميع اأفراده ذاتيا. وتتجاوز ر�صالته هذه اجلوانب، غري اأن، الن�س القراآين هو ن�س مقد�س، وتنت�صب اإىل اأ�صلوبه ال�صفات طويلة فرتة منذ وكان »املعجز« عليه يطلق ما وهو اخلارقة،

هدفا للتدقيق من جمتمع يت�صف باأنه ناقد.

»ومعنى )96( رقم �صورة العلق، �صورة من الأوىل الآيات العلق جلطة الدم« يعتقد اأنها الآيات الأوىل التي اأوحى بها اهلل اإىل ر�صوله حممد. اإن بناء هذه الآيات واأ�صلوبها يعترب مبثابة

تو�صيح ممتاز لكثري من مالمح اخلطاب القراآين.

ك الذي خلق )1( خلق الإن�صان من علق )2( اقراأ با�صم ربن�صان ما كرم )3( الذي علم بالقلم )4( علم الإ ك الأ ورب اقراأ

مل يعلم )5(

املوجودة الأ�صا�صية الو�صيلة ال�صورة من املقطع هذا يبني لالت�صال يف القراآن: اهلل، املتكلم يوجه كالمه لر�صوله وير�صده بالتو�صع من الآخذة ال�صغرية الفئة تلك ملتبعيه، قراءته اإىل امل�صلمني، الر�صائل التي �صمعها حممد منذ البدايات يف مكة، اإيقاعية ق�صرية، ويف املثال املذكور �صيغت على نحو عبارات اأعاله الكلمة الأخرية يف كل اآية )الأوىل والثانية، والثالثة اإىل اخلام�صة( تنتهي على نحو فيه تقفية، يف الآية الأوىل والثانية

و�صيلة كذلك هي »اقراأ« كلمة تكرار اإن علق«، خلق، مثال،« تركيبية اأخرى.

اإن كلمة » اقراأ« هي فعل الأمر للجذر اللفظي »ق. ر.ء« وهو ما ا�صتقت منه لفظة )القراآن( نف�صها، واملعنى الأ�صلي لهذا الفعل هو القراءة – يق�صد �صوت القراءة- املرتجم-، وبالتايل القراآن هو تالوة، �صل�صلة من الكالم، كالم اهلل، تنقل �صفويا بو�صاطة حممد اإىل متبعيه، ا�صتخدمت و�صف )الأ�صل(؛ لأن اجلذر ت�صمن معنى اآخر هو )اقراأ( – يق�صد عملية القراءة، اأول ال�صائد وميكن فهمه للمعنى املرتجم- وذلك مغاير جدا علم اهلل )اأن الكتابة و�صلطة وظيفة على انعكا�س اأنه على بالقلم(، وثانيا بالتجاور مع تطور التقليد الإ�صالمي يف املكتوب واملقروء، كما يحتوي اجلذر )ق.ر.ء( ما يت�صمنه من دللة على القراءة ب�صوت عال؛ لذلك فقد وا�صلت املجتمعات الإ�صالمية يف جميع اأنحاء العامل اإيالء اأق�صى درجات الحرتام للتقاليد الن�صو�س لديهم جتمعت بعدما حتى تراثهم يف ال�صوتية

املكتوبة املتنوعة والهائلة.

البناء - الرتكيب

منها واحد كل ي�صمى ق�صما، 114 اإىل القراآن يتق�صم �صورة، ولكل �صورة عنوان، وعلى �صبيل املثال ال�صورة ال�صاد�صة ت�صمى �صابقا، ذكره مت ملا مدخال اعتربناها التي والت�صعون �صورة العلق، العنوان هو الكلمة التي ذكرت يف ال�صورة نف�صها، بينما يف كثري من احلالت الكلمة يف هذه الق�صية �صتظهر على مقربة من بداية ال�صورة، وهذا لي�س كل ما يف الأمر، ففي �صورة ال�صعراء )26(، كانت كلمة )ال�صعراء( يف الآية 22 من ال�صورة فيما جمموعه 226 اآية. ال�صورة الأوىل وا�صمها �صورة الفاحتة )وتكون يف ال�صالة( ولها مكان متميز �صمن ترتيب القراآن، جمتمعات قراءة لدى حالتها بخ�صو�صية بالعرتاف يوحي امل�صلمني ل�صورة الفاحتة كمتطلب لمتام العقود، والزواج على

وجه اخل�صو�س.

9

وبعيدا عن �صورة الفاحتة، ال�صور مرتبة ح�صب الطول، تبداأ بالأطول �صورة البقرة والتي تت�صمن 286 اآية، ويختتم القراآن -اإىل اأبعد احلدود- بعدد من ق�صار ال�صور، �صورة الكوثر108، و�صورة اآيات، ثالث تت�صمن منهما وكل ،110 الن�صر �صورة

النا�س 114 تت�صمن �صت اآيات.

اإن قراءة العامة للقراآن الكرمي تعترب فعال جديرا بالتقدير، لل�صوم املكر�س رم�صان، �صهر يف اخل�صو�س وجه وعلى والعبادة؛ ولدوافع �صبيهة بذلك مت تق�صيم القراآن ثالثني جزءا تق�صيمه مت جزء وكل ال�صهر، من يوم لكل واحد مت�صاويا، ن�صفني، وت�صمى اأحزاب ومفردها حزب. وت�صتهل كل �صورة يف القراآن برتتيبها وعنوانها ومكان نزولها )مكية اأومدنية(؛ وفقا للمكان الذي نزلت فيه يف املرة الأوىل، ومكانها الت�صل�صلي وفقا للوحي، �صورة الزلزلة 99 على �صبيل املثال اأوحي بها بعد �صورة الطالق 65، اإ�صافة اإىل اأن ت�صعا وع�صرين من ال�صور القراآنية تبداأ بحروف مقطعة، وظيفتها ما تزال يلفها الغمو�س، منها مثال: )األف، لم، را( كذلك )األف، لم، ميم( واملوجودة يف �صور عديدة، بينما بع�صها ورد مرة واحدة مثل: )ط، هـ( الآية 1 من �صورة طه 20، و )ي، �س( الآية 1 من �صورة ي�س 36، عادة

ما ت�صتخدم لأ�صماء الأبناء من الذكور.

ويف لطولها، وفقا مرتبة ال�صور اأن م�صبقا لحظنا لقد اأقل عدد من وتتكون متاأخرة رتبت ال�صور اأخرى، عبارات من ال�صور التي �صبقتها. يف مراحل دعوته الأوىل، عندما كان تظهر ر�صالته، مل�صامني مكة اأهل انتباه بلفت يرغب حممد الآيات مالمح بنيوية خا�صة جدا، على �صبيل املثال، يف بداية

�صورة املر�صالت 77:

ن�صرا ا�صرات والن فا فات ع�ص فالعا�ص * عرفا واملر�صالت ا اإن * نذرا اأو عذرا * ذكرا فامللقيات * فرقا فالفارقات ماء فرجت * ذا ال�ص توعدون لواقع * فاإذا النجوم طم�صت * واإلت * ليوم تت * لأي يوم اأج ق �صل اأ ذا الر بال ن�صفت * واإ واإذا اجل

بني ل * ويل يومئذ للمكذ ل * وما اأدراك ما يوم الف�ص الف�ص

هذه الآيات -مبرجعياتها- تدل على وقائع طبيعية غريبة هي والداخلية- اخلارجية اإيقاعاتها يف الرائعة وتوازياتها على ال�صورة اإن هذه املكية، ال�صور لعديد من ملمح نوذجي الق�صم حروف من به تبداأ فيما رائعة التخ�صي�س من وجه )و( اأو )ف( متبوعة بال�صيغة الأ�صا�صية للجمع املوؤنث وال�صم يف والرتكيب ال�صوت ذات مع متاما )تتكرر املفرد النكرة اأناط ويف )37،51،79،100( الأرقام ذات ال�صور بدايات

�صوتية خمتلفة يف �صور اأخرى، كما يف )52 و 53( مثال.

اجلمل يف تتكرر )11-8( اأخرى مقاطع يف ت�صتمر اإنها من عديد لفتتاحيات اخلادمة املت�صل�صلة، الزمانية الظرفية ال�صور املكية الأخرى مثل )56،82،84(؛ افتتاحية �صورة التكوير مثال تت�صمن اأربع ع�صرة عبارة م�صابهة لذلك يف اأ�صلوبها، لقد كان ت�صل�صل مثل هذه الآيات يف بنية مماثلة يف �صياقات �صدرت عن اأنواع اأخرى من مثل الوعظ والتحذير؛ لتكون مواجهة يف القرن ال�صاد�س يف مكة، خ�صو�صا فيما يعرف »�صجع الكهان«.

على اأي حال، يف ذروة هذه ال�صور والأ�صوات التي ميزت تالها والتي حممد، دعوة اأوائل يف ال�صور من العديد مطلع تكون ما غالبا وجديدة مقلقة بر�صالة اأتبعت مدينته، لأبناء تت�صمن التي حول...؟( �صاأخربكم )ماذا ب�صوؤال م�صبوقة

حتذيرا وا�صحا حول حتمية ما ينتظر املخطئني.

والعنا�صر، الطبيعة من امل�صتدعاة والأ�صوات ال�صور يف يف فقط لي�س مكة لأهل املوجهة القراآن ر�صالة روؤية ميكننا

�الآيات -مبرجعياتها- تدل على وقائع

يف �لر�ئعـة وتـو�زيـاتهـا غريبـة طبيعيـة

ملمح وهذ� و�لد�خلية، �خلارجية �إيقاعاتها

منوذجي لعديد من �ل�سور �ملكية

10

الثانية الآية يف يظهر مثلما عربيا«، )»قراآنا اخلا�صة لغتهم اإن يعرفونه، ر�صمي برتكيب اأي�صا ولكن يو�صف(، �صورة من يوحيه اهلل ما التمييز بني ين�س على �صرورة الت�صريح هذا ملحمد من قراآن، والأنواع الأخرى من الكالم الوعظي، والآيات

41 و 42 من �صورة احلاقة دليل قاطع على ذلك:

)وما هو بقول �صاعر قليال ما توؤمنون )41( ول بقول كاهن ب العاملني )43(( ن ر رون )42( تنزيل م قليال ما تذك

جزء من الإ�صكال، هو جمع اأهل مكة بني الآيات التي تالها جميعها احلقيقة، ويف والكهان، ال�صعراء واأكاذيب حممد، �صعت اإىل الإفادة من خ�صائ�س ال�صوت العربية مثل الإيقاع، فيما و�صارت احلمام( هديل �صوت من )ماأخوذة وال�صجع بعد مبعنى )كالم موزون مقفى( وهو اأ�صلوب وتركيب يوظف Morphologicalال�صرفية - املورفولوجية الإمكانات كامل الكتاب من ال�صابق الف�صل يف بيانه )مت العربية اللغة يف والرتجمة العربي( الن�س تناول �صرف الكفاية عند فيه مبا املقفى( )النرث هي الكلمة لهذه الإجنليزية الكال�صيكية الكتابات على »�صجع« م�صطلح ا�صتخدام انعك�س بعد وفيما النرثية خ�صو�صا يف ال�صرد املعروف بـ«املقامة« )ومت عر�صها اأن الن�صاأة الأوىل اأي حال، ورغم يف الف�صل اخلام�س( وعلى لهذا النمط غري معروفة لنا اإل اأن هناك عدد من املالمح التي

تربطه بال�صعر العربي يف مراحله الأوىل.

ال�صورة من ال�صابق القتبا�س يف التقفية وجدت بينما يج�صد الذي »املختلف« واملجاز-واخلطاب والتوازي، ،77

كافية من اأكرث هي لل�صعر- احلديثة التعريفات من العديد للقارئ املعا�صر؛ ليت�صح له جزء من �صاعرية كثري من ال�صور، ولعل الن�س املقتب�س من �صورة احلاقة يذكرنا بذلك، يف مكة كان لقد يت�صابه مع هذا، �صيء اأي ا�صتثناء ومع الهجرة قبل القراآن فريدا من نوعه، مل يكن �صعرا ول نرثا؛ ولكنه كالم اهلل

للموؤمنني به.

�صورة البقرة، ال�صورة الأطول يف القراآن، تت�صمن اأناطا متعددة من اخلطاب، ويعد خطاب اهلل املوجه لر�صوله، الأكرث

�صيوعا يف القراآن، كما يف الآية 186 من ال�صورة:

اع اإذا ي فاإين قريب اأجيب دعوة الد )واإذا �صاألك عبادي عندعان فلي�صتجيبوا يل وليوؤمنوا بي لعلهم ير�صدون(

واملواعظ الأوامر من �صردا تت�صمن ال�صورة فاإن كذلك، الدينية �صيغت يف اآيات اأطول بكثري من تلك الآيات التي تنتمي فرائ�س ال�صور. لنزول املكي الزمن من املبكرة الفرتة اإىل حمددة موجبة على املجتمع الإ�صالمي تاأتي على �صكل �صل�صلة من الطلبات، تبداأ بعبارة »يا اأيها الذين اآمنوا«، هذه ال�صياقات ال�صيام، الو�صايا، الثاأر، بالطعام، مرتبطة بتعليمات تاأتي الطالق وعواقبه، ويف موقع متاأخر جدا من ال�صورة، اآية واحدة ل التعليمات املت�صلة باحلج والعمرة للمدينتني فقط 196 تف�صاملقد�صتني مكة واملدينة، ومتثل الآية تو�صيحا ممتازا لكل من

طول ونربة الآيات املدنية.

من ا�صتي�صر فما رمت اأح�ص فاإن هلل والعمرة ج احل وا واأمتكان فمن له حم الهدي يبلغ حتى رءو�صكم لقوا حت ول الهدي دقة يام اأو �ص ذى من راأ�صه ففدية من �ص منكم مري�صا اأو به اأج فما ا�صتي�صر ىل احل ع بالعمرة اإ ت منتم فمن مت اأو ن�صك فاإذا اأج و�صبعة اإذا ام يف احل يام ثالثة اأي من الهدي فمن مل يجد ف�صري امل�صجد رجعتم تلك ع�صرة كاملة ذلك ملن مل يكن اأهله حا�ص

�صديد العقاب )196( واعلموا اأن اهلل قوا اهلل رام وات احل

نوعه، مل من فريد� �لقر�آن كان لقد

�هلل كــالم ولكنــه نثــر�؛ وال �ســعر� يكن

للموؤمنني به

11

لدى وا�صتقباله الوحي لعملية الديناميكية الطبيعة اإن ال�صائلني، املجتمع الإ�صالمي ميكن قيا�صها �صمنيا من خالل عن« »وي�صاألونك على تن�س عبارات خالل من تت�صح التي ولعب ال�صرب، مثل م�صائل ب�صاأن تو�صيحات تقدم والتي ال�صهر احلرام، والقتال يف والقبلة، الأيتام، القمار، ومعاملة

وا�صتهل الرد بكلمة »قل«:

لهم الح اإ�ص قل وي�صاألونك عن اليتامى والآخرة نيا يف الدلح يعلم املف�صد من امل�ص فاإخوانكم واهلل واإن تخالطوهم خري

عزيز حكيم )220( لأعنتكم اإن اهلل ولو �صاء اهلل

وي�صتدعي الن�س، مهن كل من: مو�صى، واإبراهيم، طالوت، ر�صالة لعالن كو�صيلة ومرمي، امل�صيح اإىل واإ�صارات داود، وكطريقه وامل�صيحيني(، )اليهود الكتاب لأ�صحاب الوحي التابعون اليها التي دعي النا�س يرون الدعوة اجلديدة جلعل للنبي حممد، والتي اأي�صا حتتوي التقاليد اليهودية وامل�صيحية،

و�صمن الإطار النبوي القدمي نف�صه.

جاءت �صياغة هذه الأق�صام املختلفة مبو�صوعاتها خمتومة 164 تعد مثال على الآية اإىل قدرة اهلل، ولعل بجذب النتباه

لغة هذه العبارات، وعلى طول وحدة القافية:

هار والن الليل واختالف والأر�س ماوات ال�ص خلق يف اإن من ا�س وما اأنزل اهلل ا ينفع الن ري يف البحر مب والفلك التي جتر�س بعد موتها وبث فيها من كل ماء من ماء فاأحيا به الأ ال�صماء والأر�س ر بني ال�ص حاب امل�صخ ياح وال�ص ريف الر ة وت�ص داب

لآيات لقوم يعقلون )164(

عديدا وتظهر اأخرى، طويلة مدنية �صورة الن�صاء، �صورة من املالمح البنيوية نف�صها التي مت تو�صيفها �صابقا: تعليمات لة على نحو اإلزامي ب�صاأن املو�صوعات العقدية، والقانونية مف�ص)وعلى نحو خا�س ما يتعلق بو�صع املراأة( والردود التي اأثريت م�صتهلة الآيات تاأتي وهنا، باآيات، يتعلق فيما النقاط على

بقوله »وي�صتفتونك«. »يا اأيها الذين اآمنوا اأطيعوا اهلل واأطيعوا الر�صول« الآية )59(، والغ�صب املوجه على الذين بعد اإميانهم بداأوا ي�صكون عندما ن�صاأت �صراعات بني جماعة �صغرية من امل�صلمني يف املدينة، واأهل مكة، هوؤلء امل�صككون اأطلق عليهم ا�صم »املنافقني«، والآية 138 تبني م�صريهم ال�صيئ على نحو

ر املنافقني باأن لهم عذابا األيما »)138(« من التهكم: »ب�ص

التقاليد داخل املوجودة ال�صفات اأو الت�صخي�صات الن�س قيم لفرادة كم�صاهم اعتربت للدار�صني الإ�صالمية الغربيني القراء من كثريا وتثبط لت�صلي وخدمت القراين، ويف الأقل، على تف�صري يف ي�صاعد �صك وبدون هذا للقراآن، جزء، ملاذا كانت الدرا�صات قليلة ن�صبيا للثقافة الأدبية للقران، الثقافة الغربيه كانت متيل اىل الرتكيز على هذه ال�صور وبع�س

�الأدبيـة للثقافـة �لغربيـة �لدر��ســـات

للقر�آن، قليلة ن�سبيا، فالثقافة �لغربيه كانت

متيل �ىل �لرتكيز على �سور معينه، وبع�ض

�لتي �لطريقه مع تتطابق �لتي �الأوجه

يدركها �لقارئ �لغربي

الهتمام جاذبة تعترب �لتي �ل�ســورة

بنائها لطبيعة وغريها؛ بالعربية �لناطقني

�سـورة هـي �لعـــادي يف متا�ســكهـا، غيــر

يو�سـف

12

الأوجه التي تتطابق مع الطريقه التي يدركها القارئ الغربي. ال�صورة التي تعترب جاذبة لهتمام الناطقني بالعربية وغريها بنائها قيمة وكذلك العادي يف متا�صكها، بنائها غري لطبيعة هي �صورة يو�صف، كان اجلزء الذي يخ�س حلم �صيدنا يو�صف اإغرائه فرعون امراأة وحماولة اإخوته وجوه وتعدد وترجمته وكيف �صجنوه وكيف رد اعتباره، هذه املعلومات معروفة جدا

يف كتاب الإجنيل 50-37.

الرواية القراآنية تفتتح الق�صية باإطار للبيان بو�صفه وحدة كاملة، بعد جمموعة الأحرف املقطعة )األف لم را( يعلن اأن تالوة القراآن بالعربية له نوع من التاثريات التي لها تاثري وا�صع على طرق العبادة املتبعة يف كل العامل الإ�صالمي، الآية الثالثه اإليه: اأملحنا ملا احلقيقيه بالقيمة بالتاكيد تزودنا ال�صورة يف الق�ص�س، »نحن نق�س اأف�صل اأنها �صتخربنا عن اأعلنت لقد

عليك اأح�صن الق�ص�س« 3.

املركزي اجلزء تعطي يو�صف �صرد يف املكتملة املقابلة هائلة، اأهمية 42-37 الآيات �صالمته- وموعظة –�صجنه يف قوية لرمزية �صدى فيها يو�صف، اإخوة خيانة مثل ومتاما ال�صجن يف لرفاقه يو�صف كلمات وكذلك امل�صيحي، التقليد

كانت ر�صالة اإىل �صامعي حممد يف مكة:

بعت ملة اآبائي اإبراهيم واإ�صحاق ويعقوب ما كان لنا اأن واتا�س وعلى الن علينا ل اهلل ذلك من ف�ص من �صيء ن�صرك باهلل

ا�س ل ي�صكرون )38( ولكن اأكرث الن

الواحد اهلل اأم خري قون تفر م اأاأرباب جن ال�ص احبي �ص يا ار )39( القه

ا يتموها اأنتم واآباوؤكم م ما تعبدون من دونه اإل اأ�صماء �صماإل تعبدوا األ اأمر اإل هلل كم اإن احل بها من �صلطان اأنزل اهلل

ا�س ل يعلمون )40( م ولكن اأكرث الن ين القي اه ذلك الد اإي

من �صبكة توؤ�ص�س التي ال�صرد يف املتقنة الطريقة اإن احلالت، يف اإخبار احللم، والتاآمر من الأخوة، و�صرب يعقوب لالإن�صان رفيعة �صفة كانت التي )18 الآية ال�صرب، )قيمة العربي قبل الإ�صالم، واخليانة، واملراودة، وال�صجن، ومن ثم، امراأة »كيد« اخلداع اكت�صاف عك�صي- نحو على حلها ياأتي فكرة ت�صبح )والتي ورفيقاتها Potiphar »بوتيفار« العزيز �صائعة يف الكتابة العربية(، لقاء يو�صف مع اإخوته، واعرتافهم بالذنب، وجمع �صمل يعقوب مع ابنه املفقود منذ زمن طويل، وحتقق احللم، كل هذا كان مبثابة منا�صبة رائعة لر�صالة حممد و�صلطته الواحد، قوة اهلل ب�صاأن مكة اأهل اإىل بها توجه التي

التي يعطيها للمختارين من اأنبيائه.

من اآخر عددا يت�صمن القراآن فاإن �صابقا، اأ�صرنا وكما �صور خمتلفة، توزع يف بع�صها والق�ص�س، والأمثال الروايات اإىل الق�صري لل�صرد اأخ�س ب�صكل غني م�صدر الكهف �صورة حد ما، فيها جند اأول ق�صة الأ�صخا�س ال�صبعة النيام )الآيات اأ�صطورة جمموعة التي حتكي اإف�ص�س، 9-26(، يف مدينة من من امل�صيحيني امل�صطهدين يف عهد الإمرباطور الوثني داكيو�س ال�صورة( عنوان )وهو الكهف اإىل اأووا الذين )51–249(

309 �صنوات، اإنهم لبثوا 25 وغطوا يف نوم عميق، تقول الآية مل اأخرى زمنية حقبة يف اأنف�صهم وجدوا ا�صتيقظوا وعندما

يعد ي�صطهد فيها امل�صيحيون.

احلكيم توفيق امل�صري امل�صرحي الكاتب يد على من م�صرحية يف الأ�صطورة هذه توظيف مت )ت.1987م( خم�صة ف�صول )اأهل الكهف(، الآية 60 من �صورة الكهف تبداأ بواحدة من اأروع حكايات القراآن وهي لقاء مو�صى مع اخل�صر، مع رفيق �صاب، �صرع مو�صى �صعيه لإيجاد )جممع البحرين( الآية 65، ويطرح التحدي ملو�صى يف األ ي�صاأله عما يفعل، وقد منطقية وغري عنيفة تبدو التي الأعمال من �صل�صلة تك�صفت والتي تو�صح يف نهاية املطاف �صفة مو�صى الإن�صانية باعتباره

لي�س �صبورا.

13

اللغة والت�صوير

تاريخية �صابقة مقام الإ�صالم قبل ما �صعر تقليد يقوم وا�صحة للغة القراآن، اأ�صبحت لغة بدو �صبه اجلزيرة م�صدرا علماء فيها قام التي الفرتة خالل اللغوية لل�صحة موثوقا العربية. ومع ذلك نحن نتلك اللغة قواعد بتدوين امل�صلمني قدرا قليال من املعلومات عن حال لغة القراآن يف �صياق الو�صع الوحي نزول وقت يف العربية اجلزيرة �صبه يف العام اللغوي

بهذه اللغة، ويبقى املو�صوع كله مادة جدل جديرة بالهتمام.

عنه معرب القراآن ن�س اأن يتبني الآيات، من العديد يف النحل16 و�صورة مبني(، عربي )ل�صان وا�صحة عربية بلغة الآية 103 على �صبيل املثال، و�صورة ال�صعراء 195. جذر الكلمة �صورة باللغة: متعلقة دللة ذي اآخر ن�س يف موجود )مبني( اإل ر�صول من اأر�صلنا )وما الرابعة الآية كما يف 14 اإبراهيم والأ�صئلة والتقارير الت�صريحات لهم(. ليبني قومه بل�صان تو�صح القراآن �صور ت�صمنتها التي عن( )ي�صاألونك ال�صمنية اأن الر�صالة الإلهية كانت يف الواقع م�صرودة )منقولة( بوا�صطة

حممد بلغة مفهومة لدى املتلقني.

التي الكلمات من عددا القراآن يف املتطابقات �صجلت ات�صح اأنها من اأ�صول غري عربية. دون »اأرثر جيفاري« يف كتابه هذا من مفردة 275 يقارب ما الأعجمية القراآن مفردات الت�صور احلقيقي اأن البداية القول من يفرت�س كان القبيل، لالأعجمية عند التعامل مع حالة �صرورة مواءمة اللغة يف مركز جتاري كذاك الذي يف مكة بينما مل تكن عربية بدو ال�صحراء مادة ثرية للتغري اللغوي باملقارنة مع نظرياتها اللغات ال�صامية التجمعات الواحات، املتعددة، املدة كانت ال�صمال، يف )التحالفات( القبلية بعيدة عن اأن تكون منعزلة عن الت�صال

اجتماعيا وجتاريا مع الأقاليم الواقعة �صمال وجنوبا.

اأوردناها، التي الأمثلة من كثري يف بو�صوح يظهر كما البديعية، الرمزية املوؤثرات مع غالبا القراآن لغة ت�صتخدم

م�صيفة مزيدا من الإي�صاح للعالقة الوثيقة بني املجاز والوعظ. ا�صتخدم القراآن اللفظني املجازيني العمى وال�صم للتعبري عن اأ�صاءت ما حوله فلما نارا ا�صتوقد الذي »مثلهم كمثل الكفر ذهب اهلل بنورهم وتركهم يف ظلمات ل يب�صرون«، البقرة 2،

الآية 17. انظر كذلك الآية 18.

يوؤمنون ل كالذين تائهون هم اهلل غري اآلهة يعبدون من فقط النور ميلكون الذين اأن ذلك نورهم؛ ي�صلب فاإنه باهلل هم الذين هداهم اهلل لالإميان، التوظيف املجازي الذي يقدم النور: �صورة يف القراآن يف واأعمقها ال�صور اأبدع من واحدة »اهلل نور ال�صماوات والأر�س مثل نوره كم�صكاة فيها م�صباح، من يوقد دري كوكب كاأنها الزجاجة زجاجة يف امل�صباح �صجرة مباركة زيتونة ل �صرقية ول غربية يكاد زيتها ي�صيء ولو مل مت�ص�صه نار نور على نور يهدي اهلل لنوره من ي�صاء« �صورة

النور 24 الآية 35.

والنقدي الديني الجتاهني يف القراآن �صفات تتلخ�س لالإعجاز- اإعجاز الوحي الإلهي اإىل حممد- وقد مت ت�صمينه عبدنا على نزلنا مما ريب يف كنتم »واإن التحدي: اآيات يف فاأتوا ب�صورة من مثله وادعوا �صهداءكم من دون اهلل اإن كنتم ن على �صادقني« البقرة الآية 23، »قل لئن اجتمعت الإن�س واجلهم لبع�س ثله ولو كان بع�ص تون مب ن ل ياأ ثل هذا القراآ توا مب اأن ياأظهريا« الإ�صراء 88. وجود مثل هذا الإعجاز �صد معظم الكتاب عن حماولة الرد على هذا التحدي، اأحد اأ�صهر �صعراء العرب،

مع غالبـــا �لقــر�آن لغـة ت�ستخـدم

م�سيفــة �لبديعيــة، �لرمــزية �ملوؤثــر�ت

مزيد� من �الإي�ســاح للعــالقة �لوثيقــة بني

�ملجــاز و�لوعــظ

14

والذي اأك�صب نف�صه ا�صما عرف باملتنبي )الذي ادعى اأنه نبي( القراآن ولغة اأ�صلوب ذلك مع اأخرى، م�صابهة وا�صتثناءات لتكون حمط وجزالتها، العربية لف�صاحة كمعيارين يتبلوران

اإعجاب وتقدير، وتكون ماأثورة، وبالتحديد حمكية ومتناقلة.

الدور ال�صوتي:

وكان ي، ن�ص قالب يف جاء قد الكرمي القراآن كان بينما والبعد ا، ن�ص بو�صفه ودرا�صته تعلمه من الأعظم اجلانب الف�صل، اأجزاء هذا انعك�س على والذي ن�صا، لكونه املكتوب وعلى اأي حال فاإن البعد ال�صفوي مل يزل ميار�س نفوذا دائما

على املجتمع.

اإن قدرة امل�صلم املتدين على حفظ القراآن باأكمله التي ما وجود على دليل لهي دائما؛ عليه كانت كما اليوم تزال حتى تعليم اإ�صالمي كامل، يبداأ من مدر�صة القراآن »كتاب« حيث يتم

تدري�س الن�س عن ظهر قلب.

الأ�صلي- معناها اإىل الإ�صارة -وجتدر القراآن تالوة اإن القراآن »ورتل امل�صلمني، على واجبة يومية ظاهرة تزال ما و�صائل ظهور خدم لقد الواقع ويف املزمل(، )�صورة ترتيال« الت�صال احلديثة هذه الظاهرة وتاأثريها، لي�س فقط يف امل�صار والتلفزيون، الإذاعة يف متوافرا التجويد �صار بل التقليدي،

ا و�صوتا )م�صاهدة لآياته وا�صتماعا يحتفي بالقراآن الكرمي ن�صلرتتيله( عدة مرات يف اليوم، بل اأي�صا يرفع �صوت املوؤذن يف كثري من الأحيان يف م�صاجد مدن ال�صرق الأو�صط ، الذي ميالأ

الهواء وينادي املوؤمنني اإىل ال�صالة خم�س مرات يوميا.

يف مناق�صتي لبنية بع�س اأق�صر ال�صور يف القراآن الكرمي، والقافية العبارات، وتكرار وتوازي ق�صر اإىل الإنتباه جذبت وبالأخ�س املت�صلة فيما يعرف بال�صجع، اإذا مت نقل مثل هذه ال�صمات من حم�س ن�صو�س اإىل النطاق ال�صوتي فاإن تاأثريها باأهمية جتمع وال�صوت( )الر�صالة واأعظم، القول عن غني

الوحي اإىل م�صتويات تفوق الفهم وال�صتجابة العاطفية.

املمار�س للتجويد، يطلب منه متلك �صوت جميل، وبامكانه تركيز الهتمام على ال�صاكن واملتحرك من احلروف املحددة للغنة، من خالل ال�صتطالة، وحرفا )النون وامليم( خ�ص�صا ت�صابه مالمح لإبراز املميزات هذه املرتل ي�صتخدم وعندما البقرة )�صم �صورة 18من الآية مثل Assonantal الأ�صوات يف اأنزلناه )اإنا القدر97 ل�صورة الأوىل الآيات اأو عمي( بكم ال�صوت وهبوط ب�صعود التقنية هذه ميزج ثم القدر(، ليلة

التقليدي ليتجاوز الكلمات يف تاأثريها على امل�صتمع.

واإعداد مقد�س ن�س بني ربط اأي يف احلال هي وكما مو�صيقي، فاإن طقو�س تالوة القراآن حتمل تاأثريا وا�صحا وقويا يف امل�صتمعني، العديد من الروايات تك�صف اأن هذا املعنى كان قد تعزز طقو�س ال�صوفية، اإن جتميع الإخوة )يعرف باحلدرة( )الذكر( اأي�صا بل قراآنية، تالوات فقط ت�صمل ل Hadrah

اإن الربدة. وهي ن�صو�س يف مدح اهلل، وق�صائد �صوفية مثل

)�لر�سالة و�ل�سوت( جتمع باأهمية �لوحي

و�ال�ســتجابة �لفهــم تفـوق م�ستويـات �إىل

�لعـاطفية

ق�رص وتو�زي وتكر�ر �لعبار�ت، و�لقافية

وباالأخ�ض �ملت�سلة فيما يعرف بال�سجع، هي

�سمات �إذ� مت نقلها من حم�ض ن�سو�ض �إىل

�لنطاق �ل�سوتي، فاإن تاأثريها غني عن �لقول

و�أعظم

15

مثل هذه الطرق ال�صوفية اآخذة بالنت�صار ب�صدة يف املجتمعات ال�صعبية العادات التوتر بني نوعا من والتي خلقت ال�صوفية، ممن املتزمتني العلماء من العديد تبناها التي والعقيدة

ي�صتعر�صون اأثر املو�صيقى يف امل�صلمني على نحو فيه �صك.

القراآن والأدب العربي:القراآن، اإعجازية على طبيعة املوؤكد الإعجاز، اإن مذهب ال�صعر، مثل اأ�صكال على �صيغت ب�صر اأقوال بف�صل طالب وال�صجع، مما قد يتوافق يف لغته ووقته مع الوحي، واإنا هي بحكم التعريف بعيدة عنها، رغم و�صوح طبيعتها ال�صفوية ذات املجتمع يف ودورها الكن�صي، الن�صي قالبها الإلهي، امل�صدر الإ�صالمي حتولها اإىل )الكتاب(، ت�صبح ن�صا نوذجيا ولغته

وبنائه ت�صود اخلطاب العربي جميعه.

لقد اأ�صبحت لغة القراآن و�صوره م�صدرا هاما لإلهام كثري من ال�صعراء والقتبا�س منه، عندما كتب ابن املعتز ت.908. – �صاعر اخلليفة- »كتاب البديع« بهدف تقنني اأدوات ال�صعر، كان القراآن م�صدرا اأ�صا�صيا يف اأمثلته ل�صتعمال الت�صوير، لقد لذ ال�صعراء بالقراآن كم�صدر لل�صور والقتبا�س اأو الت�صمني، الزهد ق�صائد مثل و�صوحا اأكرث اأنواع على يقت�صر ول ميكن ولكن ال�صور، من امل�صتلهمة والق�صائد »الزهديات«، املثال �صبيل على ال�صيا�صي، ال�صعر يف اأكرب بو�صوح وجودها

تلك الق�صائد املنظومة يف مدح اخلليفة وحا�صيته.

اإن ال�صعي من اأجل احل�صول على املغفرة وت�صوير اجلنة ظهر الذي الغزل، و�صعر القراآن بني ال�صلة من نوعا يوجد وكثري الإ�صالم، املبكرة من املراحل م�صتقال يف نوعا بو�صفه من ال�صور املختزنة من هذا النوع ومن اخلمريات )ق�صيدة اخلمر( التي تبناها ال�صعراء ال�صوفيون كو�صيلة لتوفري متثيل

رمزي طامح اإىل ات�صال اأوثق مع اهلل �صبحانه وتعاىل.

يف الع�صر احلديث، املو�صوعات القراآنية لالنتقام الإلهي من ال�صعوب املخطئة، وفرت ال�صور اخل�صبة لل�صعراء ليعربوا

ال�صهرية الق�صيدة يف ال�صيا�صية، اآرائهم عن خاللها من ي�صتدعي 1964م(، ال�صياب )ت. لبدر �صاكر »اأن�صودة املطر« ال�صاعر م�صري ال�صعب العربي القدمي »ثمود« كتحذير للظاملني

املعا�صرين.

بينما جاء ال�صعر العربي قبل القراآن زمنيا، ظهر فن النرث اأن اأي�صا ميكن الذي اخلام�س(، الف�صل )مو�صوع التقليدي يعك�س لأنه الوحي على حممد؛ نتائج نزول بو�صفه من يعترب البحث ميادين وتو�صع البريوقراطية، الطبقة احتياجات

العلمي، داخل املجتمع الإ�صالمي املتنامي.

عبداحلميد الكاتب )ت.750(، الذي تعترب كتاباته �صباقة يف هذا التقليد، يظهر معرفة كاملة بالقراآن، ويكرث ال�صت�صهاد بالقراآن يف ر�صائله التي تعد ناذج من اخلطاب ال�صليم، وميل مثل هذه البريوقراطية مللخ�صات من املعلومات حول جمموعة اأعمال يف اأكرب نحو على تتحقق املو�صوعات من متنوعة حكاية يف )869-776( باجلاحظ امللقب بحر« بن »عمرو ي�صتمع وهو للراوي املتزايد الياأ�س نتتبع »البخالء« كتابه من –وهو يخالطه ال�صك- لتجاوز البخيل من مرو يف خرا�صان يف تخفيف الزيت من امل�صباح، ولكن وحتى يف مثل هذا املو�صع، ذكرت التي املعروفة، »النور« اآية �صكل ياأخذ ال�صتنتاج فاإن

�صابقا الآية 35 من �صورة النور 24.

جن�س املقامة الأدبية التي احتفظت ب�صعبيتها حتى القرن وغري املبا�صر الجتاهني كال يف بالقراآن، مرتبطة الع�صرين تثري التي ال�صجع، قواعد ا�صتخدام يف مبا�صرة املبا�صر، بال�صرورة اأ�صداء من الإيقاعات يف الن�س املقد�س، وعلى نحو

�أ�سبحت لغة �لقر�آن و�سوره م�سدر� هاما

الإلهام كثري من �ل�سعر�ء و�القتبا�ض منه

16

غري مبا�صر يف ر�صالة الوعظ، ميكن ال�صتدلل على ذلك عرب بع�س الت�صرفات الغريبة من �صخ�صيات املت�صردين.

هو بالقراآن مرتبطة تبدو التي للن�صو�س اآخر م�صدر مثال النحا�س«، »مدينة من كئيبة حكاية وليلة«، ليلة »األف ميكن اعتبارها موعظة مف�صلة على الفكرة ال�صائدة يف ر�صالة اهلل يف القراآن، ق�صر احلياة الدنيا واعتبارها موؤقتة: يهدف ال�صرد، وخ�صو�صا يف ق�صائد الزهديات اإىل توفري حتذيرات

ودرو�س يف احلكمة.

العربي، جنيب الأدب تاريخ من اأكرث حداثة مراحل ويف »1981 حارتنا- »اأولد للجدل املثرية روايته يف حمفوظ، )1959-1967()2( تعطينا مثال لي�س فقط على ال�صرد الأدبي

وال�صور املو�صوعات يف ال�صتدعاء ي�صتخدم الذي احلديث واللغة املوجودة يف القراآن، ولكن اأي�صا على املواجهة امل�صتمرة بني املبدعني والعقيدة الدينية فيما يتعلق بتف�صري هذه الأعمال. وعي�صى ومو�صى اآدم مثل الأنبياء رمز حمفظوظ ي�صتخدم

وحممد، وحماولتهم لإي�صال ر�صالة اهلل اإىل الإن�صانية.

خال�صة

ب�صيطة ناذج بو�صفها �صيقت �صابقا، املذكورة الأمثلة تاأثريه ا�صتمرارية القراآن فيها اأثبت التي الكثرية للحالت اقتبا�صات العربي، لالأدب الأدبية التقاليد جوانب جميع يف منه واإ�صارات اإليه، وعبارات وكلمات، هذه ال�صمات يف الأدب من وا�صت�صهادات مو�صوعات مثل من كثري مثل هي العربي

الن�س التوراتي يف الأدب الإجنليزي بني جمتمعه وجمهوره.

وقد در�صت الآن مكانتها لدى املجتمع الإ�صالمي، وا�صك�صفت بع�س مفاهيم الأدب العربي للن�صو�س نف�صها و�صنتجه الآن اإىل درا�صتنا و�صتبداأ املجتمع، التي ظهرت يف هذا الأنواع درا�صة

بال�صعر بو�صفه ذخرية لإبداع العرب وقيمهم.

الهوام�ش:يف الدكتوراه درجة على ح�صل ،1942 �صنة اإجنلرتا يف األن روجر ولد -1عام يف املتحدة الوليات اإىل هاجر املويلحي. حممد لأدب درا�صته عن 19681968 وتخ�ص�س يف الأدب العربي، ون�صر ما يقرب من 30 بحثا ومقال عن الأدب العربي، من اأهم اأعماله باللغة الإجنليزية »الرواية العربية: مقدمة تاريخية و نقدية«

وكتاب »مقدمة لالأدب العربي« الذي اخذت منه هذه الدرا�صة.

للرواية اأول ظهور اإىل الإجنليزية، )1959(- 2- )1981( -�صدرت مرتجمة باللغة العربية، )1967(- طبعة اأخرى للرواية باللغة العربية ) املرتجم(.

لوحة للفنان الت�صكيلي حممد العامري

17

حول تت�صجر والنار الزمان/ تر�صم ال�صم�ش ليمونة البيت و�صاكنيه

بني ومن النار/ عر�صه يدخل/ ثعبان �صكل يف خازنها يديه وخلفه/

تتنزل اأفراخ بلحى مدهونة بالكبيت/ فرجارها حطب ليل/

نبوءة علقت هالل ال�صك يف �صماواتها/ وهي ت�صوق حافية اأجرا�ش الأ�صئلة.

)كتاب اجلنون-1، توزيع من�صورات دار اجلمل اأملانيا، ال�صاعر عبداهلل هوار/ �ش 11(

ال�صخ�صية الهوية تعريف مبقدورنا، اليوم اأ�صبح التعبريية واأطرها وم�صامينها مالحمها حتديد اأو ال�صعرية، بعيدا مميزة، جتربة �صاحب �صاعر بكل اخلا�صة اجلمالية وحدة على القائمة كال�صيكيا، القارة الثابتة املرتكزات عن جدلية ال�صكل وامل�صمون، اأو وحدة القافية وتنوعها، اأو الإيقاع

املو�صيقي– الغنائي للن�س، اأو الوزن العرو�صي املوروث.

ك�صر بعد للق�صيدة، البنائية الوحدات هذه دخلت لقد العمود العرو�صي لل�صعر، العديد من جتارب التجديد اجلادة وتداولية العربي، ال�صعري امل�صهد يف ال�صواء، على والفا�صلة نهاية عندنا، التاريخية انطالقتها بداية عقود منذ ال�صعرية الع�صرين. القرن من اخلم�صينيات وعقد الأربعينيات عقد

املحكوم ال�صعري التجديد ذلك اأن والزمن التجربة واأثبتت وجدنا حني اأي�صا، وباملجاوزة امل�صتمرين، والتغيري بالتبدل مل اجلديدة، احلداثية الق�صيدة اأو ال�صعري الن�س حال اأن املقبولة، املر�صية القرائية التداولية املطاولة مبقدورها تعد بخا�صة بعد و�صول ق�صيدة النرث اإىل طريق التجريب الكيفي حولها خالفية اإ�صكاليات من تالقيه وما اأمامها، امل�صدود و�صط الكم الهائــل من املنتج املهمل الهابط فنيا وجماليا الذي

ل قيمة �صعرية له.

جند من املعاد القول اإن كل ذلك التجديد الذي هيمن على امل�صهد الثقايف ال�صعري يف حينه، كان م�صافا جتديديا با�صم ومعماريته باأجوائه جماوزته، رغم ذاته، ا�صتنفد احلداثة،

الفنية وجتاربه التجديدية، كال�صيكية النظم العمودي.

املا�صي من جزءا اأ�صبح التجديد ذلك اأن الآن واملهم ال�صعر تاريخانية وتدوين توثيق يف اأو املعا�صرة ال�صعرية يف واإىل جماوزة اإىل بحاجة الآخر هو اأي�صا واأ�صبح العربي، جتارب و�صقوط وتهاوي انهيار بعد نوعية، طفرات جتريب �صعرية لرموز معروفة اأخذت تراوح يف مكانها، وجترت نف�صها نحو خطوة التقدم على تقوى ول �صطحي، �صقيم بتكرار التي جعلت النرث، ق�صيدة كتابة وبالذات يف جتارب الأمام، �صعراء من العديد يرتد اأن التجديدي، عقمها مواجهة اأمام واإن على م�ص�س، العمود، اإىل كتابة ق�صيدة للعودة التجديد بناء لل�صعر لإعادة الو�صط ال�صتقبايل ومتا�صيا مع ما يرغبه

اأجماد �صاعرية اخلطابة ومنابر الإلقاء.

�ضعرية ما بعد احلداثة »مقاربة تطبيقية« ال�صاعر عبداهلل هوار اأمنوذجا

علي حممد اليو�صف

كاتب وناقد عراقي.

18

وال�صريورة التغيري، يف التاريخية ال�صرورة وبحكم احلداثة جماوزة حدث الدوام، على املتحركة التطورية والتفكيكية البنيوية وتيارات مدار�س فظهرت الغرب، يف والأل�صنية، التنا�س، يف درا�صات من وغريها والتاريخانية للمتلقي مع امل�صارك ع�صويا الفاعل املوؤلف، واحل�صور وموت كعالقة املتلقي، الن�س– وحدة عالئقية وانطالق الن�س، الفاعلة وامل�صاركة الفاعل احل�صور تاأكيد يف بنائي حتديث للمتلقي بالن�س، والدعوة اإىل اإعادة تف�صري الن�س على �صوء الهرولة بداأنا وكالعادة املتلقي.. مع والتوا�صج التعالق هذا نحو القتبا�صات وال�صتن�صاخات عن غري دراية، ول تخ�ص�س وتبادلها، املعرفة وجدلية الثقافات تالقح لفتة علمي، حتت على احل�صول الت�صالت تكنولوجيا بحكم اأ�صبحت التي امل�صتجد واجلديد عامليا، اأ�صهل من مطالعة �صفحة يف �صحيفة

اأو كتاب!!

ال�صعرية احلداثة بعد ما وفل�صفة طروحات دخلت اإذن، اللذين و«هامربما�س« »ليوتار« قطبيها اأبرز يد على الغربية احلداثة بعد ما ومفاهيم لفل�صفة تغطيتهما يف بعيدا ذهبا �صعيد على واإنا فقط، والفنون الأدب �صعيد على لي�س ال�صيا�صة، والقت�صاد، والتاريخ، واملعارف، والرتبية، والعلوم، املهم�صة.. وهكذا، كانت الإثنية والأقليات والهوية، والعمارة، ملعظم تلك الدرا�صات يف املناحي املذكورة، وبخا�صة يف جمال وتداوله، غرينا يد يف ملا عندنا انعكا�س مراآة والفن، الأدب مبفهومات حتديدا، وال�صعري والفني، الأدبي، املنتج وجاء جرى تعريبها وحماولة تطبيقها، وت�صليعها يف ثقافتنا كما هي عند الغرب، وهي مفاهيم تتجاوز ال�صائد املتعارف عليه با�صم احلداثة، والعتيا�س على فل�صفة ما بعد احلداثة وما حتمله، رغم التقاطع احلاد، اجتماعيا، وثقافيا، وطبقيا، واقت�صاديا، يف تطبيق مفاهيم ما بعد احلداثة الأورو- اأمريكية يف مدار�صها

ومناهجها واأطروحاتها الفل�صفية عندنا عربيا.

اذن، انبثقت »ما بعد احلداثة« يف الغرب بتعالقها املفاهيمي والإبداعي والتطبيقي مع احلداثة مبفاهيمها الأيقونية القارة.

ونادت ما بعد احلداثة بالتحرر من تلك الأقانيم التي اعتمدتها احلداثة عقودا من الزمن، كتجديد غري م�صبوق يح�صب لها، التاريخي، والرمز وامليثولوجيا الأ�صطورة توظيف على يقوم اأن ونوؤكد عليها طويال. ا�صتغلت احلداثة الفن، والبدائية يف كالمنا ال�صالف ينطبق على ن�صو�س احلداثة العربية حتديدا

ومفاهيمها النقدية.

احلداثة بعد ما عليها �صنت احلداثية، الثوابت هذه كل هجوما لذعا يف خمتلف ميادين احلياة، ومل يعد لالأ�صطورة والرمز وامليثولوجيا تلك القدا�صة، ول ذاك الربيق الذي كان مرور كجواز ون�صو�صهم ق�صائدهم بها ير�صعون ال�صعراء وتزكية للن�س يف اأن ياأخذ �صفة و�صمة احلداثة.. يف وقت دخل العامل براثن اأخطبوطية العوملة، ات�صاليا، ومعرفيا، و�صيا�صيا،

واقت�صاديا، وتكنولوجيا... اإلخ.

ل حاجة لنا لتاأكيد احت�صار احلداثة يف املجتمعات الغربية، التي �صبب لنا بحكم التبعية التقليدية، اإ�صابة حداثتنا العربية بعدوى الإيدز القاتل واحت�صارها املرتقب احلتمي بعوامل تاأثري

اخلارج، وعوامل اإ�صقاطات احلا�صر الداخلي لدينا.

ورمبا الأ�صا�س، لبناتها و�صع التي احلداثة رحم ومن قبلهم غريهم، ت. �س. اإليوت، اأزرا باوند، وايتهيد، وريت�صاردز احلداثة، بعد ما ومفاهيم م�صطلحات دخلت اآخرين، مع ب، واحلد�س، والال�صعور، والتداعي، توؤكد على املخيال املخ�صوعلى وال�صلوكي، والبيئي، والنف�صي، والهوياتي، والذاتي، ال�صعيد ال�صيا�صي ب�صرت بانحالل ما ي�صمى الأن�صاق الكربى –الأيديولوجيات– ويف ال�صعر دعت اإىل تفكيك الن�صق اللغوي املعتاد، كذلك وجوب غياب العاطفة اجليا�صة، والوجدانيات، للقارئ املعيارية القيمة اأهمية اأكدت انتهاء، ولي�س واأخريا لكتابة ن�س، كما الذي من دونه ل معنى ول �صرورة املتلقي، وردتنا يف اأطروحات ليفي �صرتاو�س، جاك دريدا، رولن بارت، الق�صيدة من جعل ذلك كل اإلخ. جامو�صكي.. نعوم فوكو، ال�صعرية اأو الن�س توليفة جمالية جلن�س اأدبي من التعبري اللغوي املتفرد بخ�صائ�صه الالحمدودة، وعوامله املفتوحة بال نهايات،

19

الوثيق ببع�س مفاهيم احلداثة غري لكنه حافظ على تداخله ال�صعري، الن�س املنحلة، كتجديد ما يزال له ح�صور يف بنية يتناول اأن حتديدا، الناجح الأدبي النقد على فر�س ما وهو �صيفرات وفك و�صرحه، تف�صريه يف حمددة واحدة خا�صية الن�س ومرموزاته، وحممولته التاأويلية والدللية وال�صيميائية. اأو مبعزل/ اأكرث اأو تناول زاوية لر�صد النقد يعمد اأن اأو بالتداخل مع غريها من م�صرتكات ومقومات تاأ�صي�س احلداثة

لهوية اخللق ال�صعري العربي.

يرى »ليوتار« اأن: الفنان اأو الكاتب ما بعد احلداثي هو يف موقف الفيل�صوف، فالن�س الذي يكتبه، اأو العمل الذي يخلقه، ميكن ول م�صبقا، حمددة قواعد املبداأ، حيث من يحكمه ل على معينة قواعد تطبيق العمل، من خالل هذا على احلكم عنه يبحث ما هو القواعد هذه فمثل العمل، اأو الن�س هذا

العمل الأدبي اأو الن�س.

لي�صت مفاهيمها اأن احلداثة، بعد ما مميزات ومن م�صطلحات معجمية م�صلما بها، متفقا عليها، بل هي مفاهيم متغرية يف تك�صريها ال�صكل وامل�صمون، وحتتمل خلق اإ�صكاليات يف التف�صري وال�صرح والتطبيق يف الأدب والفنون، كما يخت�صر التداخل الندماجي الع�صوي ما بني احلداثة وما بعد احلداثة بعد ما نتاجا نعتربه اأن يجب ملا ق�صري تطرف خلق ل�صالح حداثي، ولي�س باعتبار ما بعد احلداثة حتقيبا زمنيا تاريخيا بالواقعية تت�صم التي الن�صو�س فبع�س احلداثة، متجاوزا وال�صك الإرباك من حالة وادخال اإ�صفاء حال يف مثال، ت�صنف فاإنها املتلقي، وحما�صرة عليها، والتفكيك والت�صتت

»ما بعد حداثية«.

من هنا يعد ال�صاعر عبداهلل هوار �صاعرا حداثيا بن�صو�صه حداثية، بعد وما حداثية مرتكزات على تقوم التي ال�صعرية فهو بثقافته الرثية املتعددة ي�صتفيد من اللغة العربية، واملوروث من خالية ر�صينة بلغة جتربته، اإغناء يف العربي ال�صعري ال�صباب، ال�صعراء ن�صو�س ملعظم املرافقة الأخطاء �صقطات وهذا ميكنه من �صبك مفردة وعبارة �صعرية متما�صكة مكثفة

حادة ت�صتلب من القارئ املتلقي الن�صداد والتوتر والإدها�س يف الذي املاألوف املكرر الن�س بعيدا عن ال�صعرية لغته تنويعات الإيقاع ت�صتبدل اأي�صا، ال�صعرية، ون�صو�صه كثريا، ن�صادفه امل�صجوعة الن�صو�س اأو الغنائية ال�صعرية يف املعتاد العايل اأو متنوعة، ي�صتبدل هذا مبا يطلق عليه بالزمة تقفية واحدة الداخلي الإيقاع اأي الأفكار« »مو�صيقى جربا اإبراهيم جربا املاألوفة الدارجة ال�صعرية بال�صورة يهتم ول الزاعق، غري عبارته وت�صكيل الغرابة اإىل ن�صو�صه يف يجنح بل املتداولة، الن�س موا�صفات من م�صتفيدا مق�صودة، مبغايرة ال�صعرية يف ح�صن اإيهاب الأمريكي الناقد بها جاء التي احلديث التي والفنية، الأدبية احلداثة بعد ما مل�صطلحات تو�صيفه وم�صاد معكو�س املنفتح، املفكك التعبريي ال�صكل يف تت�صم ال�صكل الرتابطي املعهود يف اللغة ال�صعرية وان�صيابيتها العفوية، من �صياق يف ال�صعرية، اللغوية باللفظة يتالعب فهو كذلك، واأ�صلوبا �صعرية لغة القارئ ليعطي اجلمايل البنائي الت�صتت جتديديا، يقود بها عمدا القارئ غري املتمكن غري احل�صيف، ملا ي�صمى بـ«القراءة ال�صالة« يف عدم فهم وا�صتيعاب مدلولت اأن ن�صو�س هوار ع�صية اإىل الركون ال�صعري، وميكننا ن�صه لكنها الك�صول، العفوي ال�صتقبال وا�صتجابة التلقي، على تنويعات من فيها ملا ت�صتوقفنا، جمالية �صعرية ن�صو�س ال�صتغال على تفكيك الن�صق اللغوي بلغة �صادمة لذوق املتلقي ق�صدية يف �صعريا، توظيفها على ال�صاعر يداأب ال�صطحي، فهي جتربته، وتناول درا�صة يف قرائية اإ�صكاليات اإحداث بني الع�صوي الندماجي التداخل تخت�صر �صعرية ن�صو�س الق�صري املرغوب التطرف احلداثة وما بعد احلداثة ل�صالح والذي ي�صعى ال�صاعر لتحقيقه. كما نالحظ اأي�صا يف ن�صو�صه اأنها لي�صت ن�صو�صا حتقيبية تاريخية يف الـ«ما بعد حداثوية« ع التوثيق للتدليل على جماوزة لغته ال�صعرية للتجديد املتوا�صالأمر وكان الع�صرين، القرن من الثاين الن�صف منذ عليه ذكي ومتابع القراءة نهم �صاعر من ومتوقعة ماأمولة نتيجة وجاد للم�صهد ال�صعري ال�صائد، ومن جهة ثانية ت�صعفه مقدرته الطالع الإنكليزية اللغة يف والقراءة والكتابة الرتجمة على

20

ن�صو�صه يف فنجده عامليا، املختلفة الأدبية الأجنا�س على ال�صعرية م�صتوعبا ملعطيات ع�صر العوملة، مبا يفيده بالقتبا�س الإ�صقاطي، املفرو�س لع�صر يت�صم بكل ميادين مبادئ احلداثة انحالل عليه يطلق فيما واأي�صا املختلفة، ا�صتغالتها يف ال�صرديات الكربى، واحت�صار الأيديولوجيات. وحتويل ما بعد رائد لذلك ي�صري كما ا�صتهالكية، �صلعة اإىل املعرفة احلداثة

تنظري وفل�صفة ما بعد احلداثة »هابرما�س«.

خمتارات من كتاب اجلنون-1

كان مثلما امل�صارع/ ق�صب يف بيته يبني اأن لإ�صماعيل كان املا�صي وما خططوه يدخل ذلك البيت الذي �صامروا ناره.../ ب اأوعية الرمل وكان ي�صمع وجه النحر ينمو على ما ي�صاء/ ويغر

يف بيته العتيق.../ حتت غ�صق يهبط كاملاأدبة...

)من ن�ش )اأوزوري�ش(، كتاب اجلنون-1، �ش 13(

يف عا�س والذي جناحه/ ال�صم�س اإىل اإل ي�صرج مل والذي يبنيه الذي البحر تقاطيعه/ يف يت�صرد ال�صراع/ يتيم وطن باحل�صى/ يراين واأراه/ يجمع اأحطابه/ يجر موكب الرجوع

اإىل الطفولة اأو اإىل ميتته احلانية.

)من ق�صيدة )ال�صيد الأ�صفر(، كتاب اجلنون-1، �ش 50(

الأر�س موجة وال�صماء �صرارة.. اأين مت�صي؟

ل مغازل الريح ول قوادم الوقت.. ول اأحد ين�صج يف رئة احلا�صر/

اأبجدية احللم.

وها اأنا..ج�صد يتمحور بني كتفيه غبار الطلع/

ف�صاء من اأنني نحو م�صر/

ت�صوقه فراغات حتمل البحر

تطوف ب�صم�س حم�صية جتفل منها العيون.

)من ق�صيدة )الأر�ش موجة وال�صماء �صرارة(،

كتاب اجلنون-1(

تراه فرت�س حلما يف �صمائه الغريبة/ يغ�صل بالدمع ر�صما من لقاء

قرطا�صه من ظنون/ يج�س البحر ويجث الأر�س

ي�صافر يف موته/

يف م�صيمة الغيب وم�صيئة التحول/

والزمن مربوط ب�صل�صلة من حروف.

)من ق�صيدة )نبوءة(، كتاب اجلنون-1(

تورق الآن على وجهه زهرة املوت/

ر�صولة ترمتي يف �صواطئ من م�صائه

تلب�س الأر�س/ تداعب ع�صب الدمع يف حلمه

وبني يقني وظن.. البحر عينه ووجهه قمر من خواء

مير قنديله ذاهال بني �صعف الكالم.

)من ق�صيدة )خامتة(، كتاب اجلنون-1(

وق�صائد ن�صو�س من اجتزائية ملختارات عر�صنا بعد ال�صاعر، جندها تت�صف بجملة من التنويعات الفنية اجلمالية، الف�صاء تاركني التنقيبات، هذه من بع�س اإدراج و�صنحاول الن�صو�س، الوا�صع حيزه يف ت�صتغل الذي الرحب البنيوي ونقت�صر على ما يهم املتلقي كع�صو فاعل يف الن�س، وتعالقهما

احلميم.

يف البدء، ال�صورة ال�صعرية املاألوفة تختفي وراء حممولت الن�س، وهي –ال�صورة ال�صعرية– لي�صت غاية اأو قيمة معيارية