Download Download PDF - IIUM Journals

42
The Understanding of Scriptural Texts and Derivation of Legal Injunctions between MaqÉÎid al-SharÊÑah and Modern Hermeneutics: A Critical Analytical Study ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ وﺗﺄوﻳﻠﻬﺎ اﺋﻖ ﻃﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺳﺘﻨﺒﺎط اﻷﺣﻜﺎم، ﺑﻞ ﺗﻌﺪ اﻻﺳﺘﻨﺒﺎط رﺑﻊ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﻋﻠﻢ اﻷ ﺻﻮل. وﻟﺬﻟﻚ ﺧﺼﻬﺎ اﻷﺻﻮﻟﻴﻮن ﲜﻬﻮد ﻛﺒﲑة ﻣﻦ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ اد اﻟﺸﺎرع واﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪ واﻟﺘﻔﺼﻴﻞ واﻟﺘﻘﻌﻴﺪ اﳌﻨﻬﺠﻲ، ﳌﺎ ﳍﺎ ﻣﻦ أﺛﺮ ﻛﺒﲑ ﰲ إدارك ﻣﺮ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﳑﺎ اﺷﺘﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻷﺣﻜﺎم. وﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺘﻔﺴﲑﻳﺔ واﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻴﺔ اﻟﱵ ﺟﺮى ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ وﺑﻨﺎؤﻫﺎ ﰲ إﻃﺎر ﻋﻠﻢ أﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ ﰲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﲑة ﻟﻐﲑ ﻗﻠﻴﻞ ﻣ ﻦ اﻟﺘﻬﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﺷﺄ ﺎ واﻟﻘﺪح ﰲ ﻛﻔﺎﻳﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺌﺎت ﻣﻦ دﻋﺎة اﳊﺪاﺛﺔ واﻟﺘﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻌﻮا إﻟﯩﻰ أن أو اﻟﺘﻔﺴﲑ واﻟﺘﺄوﻳﻠﻴﺔ ﺴﺘﺒﺪل ﺎ ﻧﻈﺮﻳﺎت " اﳍﺮﻣﻨﻴﻮﻃﻴﻘﺎ" اﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ ﻟﻺﺳﻼم) اﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ( وإﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﺬات اﻟﻨﻬﺞ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺘﺎ رﳜﻲ اﻟﺬي اﻧﺘﻬﺞ ﻣﻊ اة واﻹﳒﻴﻞ ﻧﺼﻮص اﻟﺘﻮر. ﺎ ﻟﻠﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻨﺼﻮص ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﺘﻌﺴﻒ ﰲ ﺎ واﺳﻌ وﻗﺪ ﻓﺘﺢ ذﻟﻚ ﺑﺎﺑ اﻏﻬﺎ ﻣﻦ أي ﻣﻀﻤﻮن ﺛﺎﺑﺖ ﺧﺎص ﺎ، وذﻟﻚ ﺗﻔﺴﲑﻫﺎ واﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ﳌﻌﺎﻧﻴﻬﺎ، ﺑﻞ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺈﻓﺮ ﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓ ﺑﺪﻋﻮى أن اﻷﻟﻔﺎظ واﳋﻄﺎب واﻟﻨﺺ ﰲ اﳌﻔﻬﻮم اﳍﺮﻣﻴﻮﻧﻴﻄﻴﻘﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﻲ دﻻﻻ ﻘﻂ ﻏﲑ ﳏﺼﻮرة أو ﻣﻨﻀﺒﻄﺔ، وإﳕﺎ ﻫﻲ ﰲ ﲢﻮل داﺋﻢ وﺗﺒﺪل ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺣﺴﺐ اﻷﺣﻮال واﻷوﺿﺎع وﺣﺴﺐ اﻟﻘﺎرئ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﻫﻮ ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﳛﺪد ﻣﻀﻤﻮن اﻟﻨﺺ وﻣﻌﻨﺎﻩ ﻻ ﻣﺆﻟﻔﻪ اﻟﺬي أﻧﺸﺄﻩ، إذ ﱂ أﺳﺘﺎذ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﻗﺴﻢ اﻟﻔﻘﻪ وأﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ، ﻛﻠﻴﺔ ﻣﻌﺎرف اﻟﻮﺣﻲ، اﳉﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﲟﺎﻟﻴﺰﻳﺎ، اﻟﱪﻳﺪ اﻹﻟﻜﱰوﱐ: [email protected] اﻟﻤﺠﻠﺪ20 ، اﻟﻌﺪدA 39 ) 1438 / 2016 ( 151 - 192 ﺣﻘﻮق اﻟﻄﺒﻊ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ ﻟـIIUM Press ا ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻹ ﺳﻼﻣﯿﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ ﻣﺎﻟﯿﺰﯾﺎISSN 1823-1926 (Print)

Transcript of Download Download PDF - IIUM Journals

The Understanding of Scriptural Texts and Derivation of LegalInjunctions between MaqÉÎid al-SharÊÑah and Modern

Hermeneutics: A Critical Analytical Study

من أهم القضايا يف عملية استنباط األحكام، بل تعد طرائق وتأويلهاالنصوص الشرعية فهمكبرية من التأصيل ولذلك خصها األصوليون جبهود .صولاألاالستنباط ربع مباحث علم

والتفصيل والتقعيد املنهجي، ملا هلا من أثر كبري يف إدارك مراد الشارع والكشف عن مقاصد وقد تعرضت املنهجية التفسريية واالستنباطية اليت جرى . الشريعة مما اشتملت عليه من األحكام

ا تطويرها وبناؤها يف إطار علم أصول الفقه يف اآلونة األخرية لغري قليل م ن التهوين من شأوالقدح يف كفايتها العلمية من قبل فئات من دعاة احلداثة والتحديث الذين سعوا إلىى أن

ا نظريات التفسري والتأويلية أو احلديثة يف فهم النصوص التأسيسية " اهلرمنيوطيقا"تستبدل رخيي الذي انتهج مع وإخضاعها لذات النهج من النقد التا) القرآن والسنة النبوية(لإلسالم

وقد فتح ذلك بابا واسعا للتالعب بالنصوص ليس فقط بالتعسف يف . نصوص التوراة واإلجنيلا، وذلك تفسريها والتحريف ملعانيها، بل كذلك بإفراغها من أي مضمون ثابت خاص

ا ليست ف قط غري بدعوى أن األلفاظ واخلطاب والنص يف املفهوم اهلرميونيطيقي الفلسفي دالالحمصورة أو منضبطة، وإمنا هي يف حتول دائم وتبدل مستمر حسب األحوال واألوضاع وحسب القارئ نفسه الذي هو يف احلقيقة من حيدد مضمون النص ومعناه ال مؤلفه الذي أنشأه، إذ مل

الفقه وأصول الفقه، كلية معارف الوحي، اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزيا، الربيد اإللكرتوينمساعد يف قسم أستاذ :[email protected]

A39)1438/2016(151-192، العدد 20المجلد IIUM Pressلـ حقوق الطبع محفوظة

سالمیة العالمیة مالیزیا لجامعة اإلاISSN 1823-1926 (Print)

ـــ152 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

يعد لصاحب النص من حضور يف حتديد حمتواه، بل لقد مات املؤلف نفسه وأصبح النص يأ ألصحاب هذه الوجهة أن ينفوا وجود أي . يتصرف فيه كيف يشاءملكا للقارئ وبذلك

ا جتري وفق ثوابت أو قطعيات أو يقينيات يف الدين، وجعلوا معاين النصوص الشرعية ودالالوهذا البحث مداخلة نقدية أصولية مع بعض مقوالت التأويلية الفلسفية يف . ميول القارئ ورغباتها على النصوص الشرعية اإلسالميةسياق تطبيقها من ب . عض دعا

فهم النص، علم أصول الفقه، مقاصد الشريعة، التأويلية : الكلمات المفتاحية.، موت املؤلف، سلطة القارئ)اهلرمنيوطيقا(

Abstract

The explication and understanding of Scriptural texts is among the importantissues in the derivation and inference of legal rules. Indeed, the methods oflegal inference constitute a quarter of the subjects of Islamic legal theory, uÎËlal-fiqh. Considering their crucial role in comprehending the Lawgiver’s intentand discovering the SharÊÑah goals (MaqÉÎid al-SharÊÑah) in its commands,Muslim legal theorists devoted a great deal of effort in grounding, formulatingand detailing those methods. However, the methodology of interpretation andlegal inference developed by the scholars of uÎËl al-fiqh has recently comeunder attack by groups of proponents of modernism and modernization whostrive to replace by modern theories of explication and hermeneutics for theunderstanding of the foundational texts of Islam (the Qur’an and PropheticTradition) by subjecting them to historical criticism in the same vein as the Oldand New Testaments. In like manner, a door wide open has been madeavailable not only for manipulating the texts by abusing their interpretation anddistorting their meaning, but also emptying them altogether of any fixedcontent that is specific to them. All this is done under the pretext that thedenotations of words, discourse and text are not only unlimited or irregular, butthey are also in constant alteration and continuous change according tocircumstances and conditions and according to the reader himself who is inactual fact the one who determines the content and meaning of the text, not hisauthor who is already dead! Hence, the reader is the owner of the text and it isup to him to dispose of it as he likes. This has made it possible for theproponents of this approach to deny the existence of any definitive meanings orcertain truth in religion, and to make the meanings and connotations of IslamicScriptural texts run in accordance with the reader’s inclinations and desires.Thus, the present article is a fundamental critical engagement with some of thepropositions of philosophical hermeneutics in context of its application bysome its proponents to the Islamic texts.

Key words: Comprehension of text, uÎËl al-fiqh, MaqÉÎid al-SharÊÑah,hermeneutics, death of the author, authority of the reader

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 153ا

من املوضوعات العويصة يف أصول الفقه موضوع منهج الوصول إىل فهم النصوص الشرعية، قطعية "لة الواضحة مسيت بـفإن النصوص وإن كان بعضها قد جاء واضحا جليا، وهذه الدال

، حبيث يضعف االحتمال أن يكون املعىن غري ما هو الظاهر، بل رمبا ينتفي االحتمال "الداللةإال أن معظم النصوص خاصة يف باب األحكام الشرعية يف حاجة إىل . أن يفيد معىن آخر

علما بأن ،التوضيح والتفسري، وذلك ملا يعرتيه من غموض وخفاء، فالدالالت فيها ظنية. األساس لفهم النصوص راجع إىل فهم اخلطاب الشرعي وفق اللغة املوضوعة له

وقد اهتم العلماء يف تفنيد هذا اجلانب لتحرير الطرق املوصلة إىل فهم النصوص م، فأدلوا بدلوهم تقعيد القواعد املستخرجة من أدلة األحكام النصية يف يف مؤلفا

ر املعاين جلية كانت أو خفية يف موضوعات علم أصول الفقه اليت واالجتهادية إلظها، وقمة استواء "دالالت األلفاظ"و" البيان"عرف مبباحث استنباط األحكام اليت تناولت

. "علم مقاصد الشريعة"هذا املوضوع تكمن يف ومن نظر إىل تاريخ علم أصول الفقه يكتشف أنه قد حصل اللبس واخللط يف

تهدين-بل عند بعض العلماء –هم النصوص عند الناس ف مثل ما . يف عصر أئمة امسعت : "، قال ابن وضاح)م813/هـ197ت (حدث لإلمام عبد اهللا بن وهب املصري

لوال أن اهللا أنقذين مبالك : "مسعت ابن وهب ما ال أحصي يقول: أبا جعفر األيلي يقولأكثرت من احلديث فحريين فكنت : لك؟ فقالكيف ذ: ، فقيل له1"والليث لضللت

كما اشتهرت مقولة و ،2"خذ هذا ودع هذا: أعرض ذلك على مالك والليث فيقوالن يل

، التمهيــد لمــا فــي الموطــأ مــن المعــاني واألســانيدابــن عبــد الــرب، أبــو عمــر يوســف بــن عبــد اهللا بــن حممــد النمــري، 1وزارة عمـــوم األوقـــاف والـــشؤون : املغـــرب: دار البيـــضاء(حتقيـــق مـــصطفى بـــن أمحـــد العلـــوي وحممـــد عبـــد الكبـــري البكـــري

.62، ص1، ج)هـ1387اإلسالمية، الديباج المذهب في معرفة أعيـان علمـاء المـذهب، بن فرحون، إبراهيم بن علي بن حممد برهان الدين اليعمري، ا2

.416، ص )ت. دار الرتاث، د: القاهرة(حتقيق حممد األمحدي أبو النور

ـــ154 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

احلديث مضلة إال : "حني يقول)م814/هـ198(أحد كبار التابعني، ابن عيينة هم قد ويريد أن غري : "مراد ابن عيينة فيقول) م1367/هـ768(ابن احلاج وبني ،1"للفقهاء

حيمل الشيء على ظاهره وله تأويل من حديث غريه أو دليل خيفى عليه أو مرتوك كمن يفاإلشكال إذا ال .2"أوجب تركه غري شيء مما ال يقوم به إال من استبحر وتفقه

يف ثبوت النصوص وحده، فهذا األمر قد احرتق حبثا، سواء يف ثبوت القرآن أو السنة لنصوص الوحيني، فعلم األصول هو " ة الفهممنهجي "يف بل األهم من ذلك. النبوية

الستنباط األحكام جيل بعد جيل منذ املرجعامللجأ ملن أراد فهم النصوص الشرعية، و تهدين إىل يومنا هذا . عصر األئمة ا

إال أننا اليوم فوجئنا بانتشار طريقة دخيلة لفهم النصوص الشرعية يف الدراسات أو التأويلية اليت " اهلرمنينيوطيقا"يسمى بـغريب حمدث منهجحيث استخدم ة،اإلسالمي

تناول طريقة القراءة للوصول إىل فهم النصوص الدينية، وهذه الطريقة تسربت وتسللت خفية عن طريق املنبهرين باملنهج الغريب لنقد النصوص الدينية خاصة التوراة واإلجنيل،

. واحلديثية مما أدى إىل بلبلة يف الفهم يف الساحة اإلسالميةفطبقوها يف النصوص القرآنيةفهذا البحث يتناول دور علم أصول الفقه وخاصة علم املقاصد يف بيان الطرق

. املوصلة إىل فهم النصوص، وأن هذا املنهج قد استقر من قرون وتلقاه العلماء بالقبولا بعض املنتس بني إىل الدراسات اإلسالمية فمنهج ال ميكن أما التأويلية اليت انبهر

تطبيقه يف فهم النصوص الشرعية، بل هذا املنهج فيه خطورة على الشريعة اإلسالمية ملا . فيه من إجحاف بالوحي وتالعب بالعقول السليمة

:ال " عيةاملقاصد الشر "و" مقاصد الشارع"و" مقاصد الشريعة"و" املقاصد" كلها، يف ا

، )ت. اث، ددار الـرت : ن. د(المـدخلابن احلاج، أبو عبد اهللا حممـد بـن حممـد بـن حممـد العبـدري الفاسـي املـالكي، 1.127ص

.املصدر نفسه2

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 155ا

التداويل اإلسالمي عامة ويف إطار الفقه وأصوله خاصة، عبارات تدور حول مدلول ، وهي من أهم مصطلحات الفقه وأصوله نظرا وعمال، وإن كان مصطلح مقاصد 1واحد

وعلى الرغم من شيوع هذا املصطلح . الشريعة هو األكثر شيوعا يف اخلطاب األصويلم، إال أننا ال جندهم قدميا يف استد م وتفريعا الالت علماء الفقه واألصول واستنباطا

عرفوه تعريفا علميا دقيقا كما فعلوا الكثري من املصطلحات الفقهية واألصولية اليت مل يكتفوا بتعريفها وبيان حدودها يف يف املصنفات الفقهية واألصولية اجلامعة، بل هناك من

ولذلك انتهى األستاذ أمحد . 2ميس خاصة لتلك الصطلحاتاهتم بوضع معاجم وقواالريسوين من تتبعه لكتب األصول وغريها من مصنفات الرتاث إىل أنه مل يتعرض أي من

–) م1388/ه790ت (وحىت اإلمام أبو إسحاق الشاطيب . العلماء لتعريف املقاصدال جند لديه تعريفا هلذا –عة الذي له القدح املعلى يف التنظري والتأصيل ملقاصد الشري

. 3"املوافقات"املصطلح األساسي الذي عليه مدار كتابه

، 4املعهــــد العــــاملي للفكــــر اإلســــالمي، ط:فريجينيــــا(عنــــد اإلمــــام الــــشاطبينظريــــة المقاصــــدالريــــسوين، أمحــــد، 1.17، ص)1415/1995

، حتقيـق شــريفة المقتـرح فـي المـصطلحالـربوي الـشافعي، حممـد بـن حممـد، : انظـر مـن أمثلـة ذلـك يف مـصطلحات علـم األصـول2وممـا ميكــن أن يـذكر يف جمــال الفقـه كتــاب الــشيخ ). 1424/2004، 1دار الــوراق، ط: بــريوت(لــي بـن ســليمان احلوشـاين بنـت ع

الـذي وضـع لـه أبـو عبـد اهللا الرصـاع " احلـدود يف التعـاريف الفقهيـة"أيب عبد اهللا حممد بن حممـد ابـن عرفـة الـورغمي التونـسي املـسمى شـرح حـدود الرصـاع، أبـو عبـد اهللا حممـد األنـصاري، : انظـر. لبيان حقائق اإلمـام عرفـة الوافيـةطاهلداية الكافية الشافية"شرحا أمساه

). 1993، 1دار الغرب اإلسالمي، ط: بريوت(، حتقيق حممد أبو األجفان والطاهر املعموري ابن عرفة، )1415/1995، 4لفكــر اإلســالمي، طاملعهــد العــاملي ل:فريجينيــا(عنــد اإلمــام الــشاطبينظريــة المقاصــدالريــسوين، أمحــد، 3

ويــزداد وضــوحه للقــارئ بقــراءة مــا " اعتــرب األمــر واضــحا"يعلــل الريــسوين غيــاب تعريــف للمقاصــد عنــد الــشاطيب بكونــه رمبــا . 17صكمــا ميكــن تفــسري ". كتــاب املقاصــد"الــذي مســاه " املوافقــات"خــص بــه موضــوع املقاصــد مــن حبــث مفــصل يف اجلــزء الثالــث مــن

ـم مــن أهـل التقليــد، وهـذا مـا عــرب عنـه بوضــوح ذلـك بكـون الــشاطيب إمنـا كتــب كتابـه للعلمـاء الراســخني يف علـوم الــشريعة ال ملـن دووال يــسمح للنــاظر يف هــذا الكتــاب أن ينظــر فيــه نظــر مفيــد أو مــستفيد؛ حــىت يكــون ريــان مــن علــم الــشريعة، أصــوهلا : "حيــث قــال

لد إىل التقليد والتعـصب للمـذهب، فإنـه إن كـان هكـذا؛ خيـف عليـه أن ينقلـب عليـه مـا أودع فيـه وفروعها، منقوهلا ومعقوهلا، غري خم ، الموافقــات فــي الــشاطيب، أبــو إســحاق إبــراهيم بــن موســى اللخمــي الغرنــاطي: ، انظــر"فتنــة بــالعرض، وإن كــان حكمــة بالــذات

. 61، ص1/1، ج)ت. دار الكتب العلمية، د: بريوت(، حتقيق عبد اهللا دراز وحممد عبد اهللا دراز أصول الشريعة

ـــ156 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

إىل أن جاء يف العصر " املوافقات"وهكذا مرت عدة قرون بعد الشاطيب وظهور كتاب - 1296/1879(احلديث عاملن متعاصران مها العالمة التونسي حممد الطاهر ابن عاشور

، فكانا أول )1394/1974- 1328/1910(يب الشيخ عالل الفاسي والعالمة املغر ) 1393/1973ا . من اهتم بوضع تعريف مقاصد الشريعة الغاية منها "فقد عرف الفاسي مقاصد الشريعة بأ

وأما ابن عاشور السابق للفاسي بأكثر . 1"واألسرار اليت وضعها الشارع عند كل من أحكامهامقاصد التشريع "وضوع فعرف املقاصد بقوله إن من مخسة عشر سنة يف التأليف يف هذا امل

، مث زاد هذا 2"العامة هي املعاين واحلكم امللحوظة للشارع يف مجيع أحوال التشريع أو معظمهاال ختتص مالحظتها بالكون يف نوع خاص من "التعريف بيانا بكون تلك املعاين واحلكم

تها العامة، واملعاين اليت ال خيلو أوصاف الشريعة، وغاي: فيدخل يف هذا. أحكام الشريعةويدخل يف هذا أيضا معان من احلكم ليست ملحوظة يف سائر أنواع . التشريع عن مالحظتها

.3"األحكام، ولكنها ملحوظة يف أنواع كثرية منهامث تتابعت الدراسات والبحوث يف مقاصد الشريعة بعد ابن عاشور والفاسي حيث

جهما يف تعريف املقاصد مع شيء سار من جاء بعدهم من العلم اء والباحثني على من تنويع يف العبارة ومن اختصار وإمجال وضبط وتدقيق على حنو ال خيرج يف اجلملة عن

.4كون مقاصد الشريعة هي احلكم واملعاين والغايات امللحوظة يف تشريع األحكام.7، ص)1411/1991مكتبة النجاح احلديثة، : الدار البيضاء(ومكارمهامقاصد الشريعة اإلسالميةالفاسي، عالل، 1، 2دار النفـائس، ط: عمـان(، حتقيق حممد الطـاهر امليـساوي مقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، حممد الطاهر، 2

.251، ص)1421/2001.املصدر نفسه3المـصلحة : ؛ مـصطفى زيـدالمقاصـد العامـة للـشريعة اإلسـالمية: يوسـف حامـد العـامل : ممـن اهـتم بتعريـف مقاصـد الـشريعة4

: ؛ حممـد سـعيد رمـضان البـوطيفلسفة مقاصد التـشريع: ، وخليفة بابكر احلسنفي التشريع اإلسالمي ونجم الدين الطوفي: ، محـــادي العبيـــدينظريـــة المقاصـــد عنـــد اإلمـــام الـــشاطبي: أمحـــد الريـــسويناإلســـالمية؛ضـــوابط المـــصلحة فـــي الـــشريعة

وقـد . ، وغريهـا كثـرينظريـة المقاصـد عنـد اإلمـام محمـد الطـاهر ابـن عاشـور: ؛ إمساعيـل احلـسينالشاطبي ومقاصـد الـشريعةســالمي بلنــدن باستقــصاء كــل مؤلـــف قــام مركــز دراســات مقاصــد الــشريعة اإلســالمية بالتعــاون مــع مؤســسة الفرقــان للــرتاث اإل

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 157ا

عريف املقاصد، وعلى الرغم من عدم تعرض كتب الفقهاء واألصوليني القدامى لتا كانت حاضرة معىن ومغزى يف أمهات املصنفات الفقهية ملقدمي األئمة يف إال أم الفقهية تعليال وتوجيها يف أبواب الفقه م وخترجيا فهمهم لألحكام واستنباطام ملسائل اخلالف وبيان أسبابه وعلله، وكما كانت حاضرة يف املختلفة، ويف معاجلا

ةكتب الفروق ال وكذلك كانت . فقهية من خالل تعليل أوجه الفرق بني األحكام املتشااملقاصد ذات حضور قوي يف مصنفات القواعد الفقهية اليت تبحث يف احلكم واملعاين الناظمة لألبواب الفقهية، كما كانت حاضرة يف كتب النوازل والفتاوى الفقهية حني

. إلفتاء أن يكون املفيت خبريا باملقاصدراعى املفتني املقاصد، وذلك ألن من شروط افهذه املؤلفات أظهرت كيفية االستنباط ووجه التعليل لألحكام واملعاين واحلكم اليت

. 1بنيت عليها القضايا املدروسةوملا كان مبىن املقاصد على ما تتضمنه من املصاحل املرادة من تشريع األحكام واليت

لعموم، فقد اهتم العلماء بتصنيفها وتقسيمها مجلة تتفاوت من حيث القوة والثبوت وا

وجتـدر اإلشـارة . يتعلق مبقاصد الـشريعة فأصـدر املركـز عـددا مـن الدراسـات املتخصـصة يف موضـوعات متنوعـة يف جمـال املقاصـدبصورة خاصة إىل العمل املوسوعي الذي أجنزه يف هذا اإلطار الدكتور حممد كمـال إمـام، رصـدا مـستوعبا للمـصنفات والبحـوث

ـا يف أسـلوب واضـح وعبـارة مـوجزةالقدمي ـا، وعرضـا حملتويا إمـام، حممـد كمـال : انظـر. ة واحلديثـة الـيت تتنـاول املقاصـد، وتعريفـا ). 2007، 1مؤسسة الفرقان، ط: لندن(الدليل اإلرشادي لدراسة مقاصد الشريعة اإلسالميةالدين،

- 24، ص)مكتبــة الــشباب العلميــة، دز ت: لكنــاؤ(الماليــةمقاصــد الــشريعة الخاصــة بالتــصرفات بـن زغيبــة، عــز الــدين، 1مـــادة "يف " تـــاريخ نـــشأة علـــم مقاصـــد الـــشريعة اإلســـالمية"وأثنـــاء حماضـــرة األســـتاذ الـــدكتور حممـــد الطـــاهر امليـــساوي عـــن . 25

يوليـــو 19يخ ألعـــضاء هيئـــات التـــدريس بعـــدد مـــن كليـــات اجلامعـــة اإلســـالمية العامليـــة مباليزيـــا، بتـــار "اإلطـــار اإلســـالمي لبنـــاء، قــد ألقــى حماضــرة قيمــة تنــاول فيهــا عنايــة العلمــاء القــدامى ببيــان العلــل واحلكــم واملعــاين الــيت وراء النــصوص الــشرعية ، 2016

ت (اإلمـــام الزاهـــد املتـــصوف أبـــو عبـــد اهللا احلـــارث بـــن أســـد احملاســـيب : وذكـــر أربعـــة مـــن أوائـــل مـــن تنـــاولوا هـــذا املوضـــوع، وهـــم، واإلمـــام أبـــو بكـــر القفـــال الـــشاشي، )هــــ320ت (بـــد اهللا حممـــد بـــن علـــي امللقـــب بـــاحلكيم الرتمـــذي ، اإلمـــام أبـــو ع)هــــ243

فهــؤالء العلمــاء قــد تعرضــوا للحــديث ). هـــ381ت(، والفيلــسوف أبــو احلــسن العــامري )ه365ت (املعــروف بالقفــال الكبــري معما أصبح الحقا بعلم املقاصد، وتكلموا عن احلكم واملعاين من زوايا خمت . لفة على حسب ختصصا

ـــ158 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

ومن مث جندهم قد صنفوها حسب قوة املصاحل وأثرها يف حياة . من االعتبارات أو املعايريا للمكلفني الناس إىل ضرورية وحاجية وحتسينية، كما قسموها باعتبار مشوهلا واستيعا

ا إىل قطعية وظنية وومهية، إىل عامة وخاصة، وكذلك صنفوها حسب قوة الدليل عليه.1وصنفها بعضهم إىل مقاصد الشارع ومقاصد املكلف وذلك باعتبار نسبتها

إال أن املتتبع للدراسات عن مقاصد الشريعة، سيجد أن الشاطيب هو الذي قام بتجزئة املقاصد وتقسيمها إىل تقسيمات دقيقة وتفريعات عديدة، ولذلك قرر األستاذ

لشاطيب مل يرتك كبرية وال صغرية إال أحصاها بالتقسيم والتفريع وربط يوسف العامل أن اكل قسم بغريه جامعا بني مسلك الغزايل التأصيل ومسلك العز بن عبد السالم يف كثرة

ورمبا كان إكثار الشاطيب من التفريع والتقسيم والتنويع يف بيان مسائل املقاصد . 2التفريعوغفل عن "د الشاطيب بأنه قد أطال يف املوضوع وخلط فيه مما حدا بابن عاشور إىل انتقا

، مع أنه أثىن عليه باعتباره "مهمات املقاصد، حبيث مل حيصل منه الغرض املقصود. 3"أفاد جد اإلفادة"علم املقاصد بالتصنيف و" الرجل الفذ الذي أفرد"

، مها قصد وميكن أن جنمل إسهام الشاطيب بأنه صنف املقاصد إىل نوعني كبريينفقصد . الشارع وقصد املكلف، ويندرج حتت كل منهما تقسيمات وفروع متنوعة متعددة

الشارع يشتمل على أقسام أربعة، وهي قصده يف وضع الشريعة ابتداء ملصلحة املكلفني، وقصده يف وضع الشريعة لإلفهام، وقصده يف وضع الشريعة للتكليف مبقتضاها، وقصده

وأما النوع الثاين املتعلق مبقاصد املكلف فقد . أحكام الشريعةيف دخول املكلف حتتاشتمل على العديد من التقسيمات واملسائل مما يتعلق بنوايا املكلفني وموافقهم أو

؛ اليـويب، حممـد بـن أمحـد بـن 316- 299، 238- 231ابن عاشـور، مقاصـد الـشريعة اإلسـالمية، ص: انظر يف ذلك مثال 1.396- 173، ص)1418/1998، 1دار اهلجرة، ط: الرياض(مقاصد الشريعة وعالقتها باألدلة الشرعيةمسعود،

ـــشر العـــامل، يوســـف حامـــد، 2 ، 2املعهـــد العـــاملي للفكـــر اإلســـالمي، ط: فرجينيـــا(يعة اإلســـالميةالمقاصـــد العامـــة لل.160، ص)1415/1994

.174، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، 3

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 159ا

خمتالفتهم لقصد الشارع، وتطلب حظوظ النفس يف امتثال أحكام الشريعة أو عدم 1.واحليل، إخلتطلبها، واملصاحل العينية اخلاصة واملصاحل العامة،

ا خالل العقود األربعة وقد نشط البحث يف مقاصد الشريعة وتوسع االهتمام األخرية بصورة خاصة، وظهرت العديد من الدراسات يف صورة كتب ومقاالت علمية وأطروحات جامعية كما عقدت عدة مؤمترات وندوات، تتناول جوانب وأبعادا خمتلفة

اصد من النواحي النظرية واملنهجية والعملية التطبيقية، األمر ومسائل متنوعة تتعلق باملقالذي جعل املقاصد أكثر حضورا لدى طوائف من املتعلمني واملثقفني مبا يف ذلك من

ومهما من تفاوت يف الصرامة العلمية . خارج دوائر املختصني يف الفقه واألصولا ال شك قد عمقت الفهم ملقاصد واألصالة الفكرية لتلك الدراسات والبحوث، فإ

ومع ذلك ميكن القول إن هذه . الشريعة ووطدت إدارك أمهيتها يف تفعيل االجتهادمل خترج عن اإلطار النظري واملنهجي األساسي لعلم املقاصد الذي " الصحوة املقاصدية"

اكتملت معامله بوضوح على يدي كل من الشاطيب وابن عاشور، بل متثلت مهمتها . 2يف تفعيل ذلك اإلطار تأصيال وتفصيال وتطبيقااألساسية

.125- 124، صعند اإلمام الشاطبينظرية المقاصد؛ الريسوين، 296- 3، ص1/2جالموافقات، انظر الشاطيب، 1ن الدرسـات يف املقاصـد، ميكـن أن نـذكر مـن اإلسـهامات املتميـزة علـى سـبيل إىل جانب ما سبق ذكره أو اإلحالة عليه م2

اهليئــة املــصرية العامــة : القــاهرة(القــيم الــضرورية ومقاصــد التــشريع اإلســالميعلــوان، فهمــي حممــد، : التمثيــل ال احلــصرـــــاب، ط ـــــدين، )1989، 1للكت ـــــة، مجـــــال ال ـــــشريعة ؛ عطي ـــــل مقاصـــــد ال ـــــا(نحـــــو تفعي ملي للفكـــــر املعهـــــد العـــــا: فريجيني

دار اهلـــادي، : بـــريوت(مقاصـــد الـــشريعة ؛ العلـــواين، طـــه جـــابر، )1422/2001، 1ط: دار الفكـــر: دمـــشق/اإلســـالميدار ابـن : الـدمام(اعتبار المآالت ومراعاة نتـائج التـصرفات ؛ السنوسي، عبد الرمحن بن معمرن )1421/2001، 1ط

اصـــد الـــشريعة بـــين المقاصـــد الكليـــة والنـــصوص دراســـة فـــي فقـــه مق؛ القرضـــاوي، يوســـف، )ه1424، 1اجلــوزي، طيــد، فـــي ؛ )2006، 1دار الــشروق، ط: القـــارة(الـــصحوة املقاصــدية الجزئيــة مقاصـــد الـــشريعة بأبعـــاد النجــار، عبـــد اوجتـب اإلشــارة بـصورة خاصـة إىل الرســائل املتوسـطة احلجـم الــيت ). 2006، 1دار الغــرب اإلسـالمية، ط: بـريوت(جديـدة

. ذ أمحد الريسوين يف قضايا خمتلفة نظرية وتطبيقية يف املقاصدأصدرها األستا

ـــ160 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

ويف ضوء ما سبق نستطيع أن نقول إن علم مقاصد الشريعة كما نتبني معامله وأصوله ومسائله ومنهجه ووظيفته فيما تراكم حوله من تراث علمي قدميا وحديثا يهدف

عليه األحكام إىل إدراك ما انطوى عليه خطاب الشارع من معان وأغراض وما بنيتالشرعية من حكم وغايات تدور كلها حول ما فيه جلب ملصاحل املكلفني ودفع املفاسد

وكذلك يهدف هذا العلم إىل بيان السبل السليمة الكفيلة بتنزيل األحكام على . عنهما احلقيقية ومراعاة ما حيف باملكلفني من أوضاع لكي ال يعود تطبيق األحكام مناطا

وميكن يف مستوى آخر، إن علم مقاصد الشريعة يتصل اتصاال كبريا . منهابعكس املراد. وواضحا بالبحث يف فلسفة التشريع يف اإلسالم

:ذي األصل اليونـاين، (Hermeneutics)" اهلرمنيوطيقا"ترمجة ملصطلح " ألتأويلية"مصطلح

" هرمنيوتيقـــا"وكلمـــة . طريقـــة أو نظريـــة يف تأويـــل النـــصوص وفهمهـــاوهـــو إمجـــاال يـــشري إىل ، واملــــصدر منــــه "يـــــؤول "وهــــي فعــــل مبعــــىن hermēneueinمـــأخوذة مــــن الكلمــــة اليونانيــــة

hermēneia . وهذه الكلمة األخرية مأخوذة بدورها من كلمـة هرمـزHermes وهـي اسـموهرمــز عبــارة عــن رســول لآلهلــة . Maiaيــا ومي (Zeus)ابــن إلهلــني عنــد اليونــان مهــا زيــوس

وعلــى الــرغم مــن أن هــذا املــصطلح عــام مــن حيــث داللتــه . 1لتبليــغ الرســائل اإلهليــة للنــاسولـــئن كـــان . األصـــلية، إال أنـــه صـــار شـــيئا فـــشيئا خاصـــا بقـــضايا تفـــسري النـــصوص الدينيـــة

ن ممـا جيمـع بـني ، فـإ2اهلدف األساسي للهرمنيوتيقـا فهـم معـاين الـنص وفـق مقـصد صـاحبههـــذا املـــصطلح اليونـــاين والدراســـات الدينيـــة يف أوروبـــا وأمريكـــا خاصـــة هـــو منهجيـــة النقـــد

1 Green, "Hermeneutics" in Hinnells, John R, The Routledge Companion to the Study ofReligion (New York: Routledge, 1st edition, 2005) p. 393: Zarkasyi, Hamid Fahmi,"Menguak Nilai Dibalik Hermeneutika", Islamia, year 1, issue no. 1, Muharram1425/March 2004, Jakarta: Khairul Bayan, 2004, p. 19.2 "The main task of hermeneutics, however, was to understand the texts as their authorshad understood them", Jeandround, Warner G., Theological Hermeneutics (London:Macmillan Academic and Professional Ltd, 1991), p. 39.

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 161ا

. 1التارخيي لتفسري نصوص عهدي القدمي واجلديد عند اليهود والنصارىـــذا املعـــىن مقاربـــة منهجيـــة يف تفـــسري النـــصوص وقـــد يبـــدو ألول وهلـــة أن التأويليـــة

ــا بالتــايل مــع النظــر املقاصــدي يف نــصوص الــشريعة مــن حيــث وفهمهــا ال غبــار عليهــا، وأهو غوص فيما وراء ظواهر األلفاظ إلدراك مقاصد اخلطاب الشرعي وحكمة مـا قـرره مـن

ولكن هذا االنطباع سـرعان مـا يتبـني خطـؤه وخطـره حينمـا نعلـم أن مـا آلـت إليـه . أحكامه ثابتـــا يعـــرب عـــن إرادة منـــشئه، النظريـــات واملنـــاهج التأويليـــة مـــن كـــون الـــنص ال مـــضمون لـــ

مهمــا كــان نــوع ذلــك الــنص، دينيــا أو فلــسفيا أو اجتماعيــا، وأنــه مــن مث قابــل لكــل أنــواع .النقد وجيب أن ينفتح ملختلف القراءات مهما كانت متناقضة أو متضادة

وقــد تطــور املقــصود مــن اهلرمنيوطيقــا معــىن ووظيفــة مــن جمــرد تفــسري النــصوص وإدراك ميهـــا إىل أبعـــد مـــن ذلـــك، حيـــث جـــرى النظـــر إىل القـــارئ للـــنص ال بوصـــفه ســـاعيا إىل مرا

الوقــوف علــى مــراد صــاحب الــنص وفــق مــا تــسمح بــه قواعــد اللغــة وأســاليبها وأعرافهــا ومــا يستــسيغه العقــل يف اســتنباط املعــاين وفــق معــايري املنطــق، وإمنــا أصــبح ينظــر إىل القــارئ يف

قـد حتـول مـن جمـرد قـارئ للـنص ليكـون هـو صـاحب الـنص مث سـياق اهلرمنيوطيقـا علـى أنـه !من صاحب النص إىل متغلب ومسيطر عليه، كما سنبني بعد قليل

وقـــد ارتـــبط تطـــور مفهـــوم اهلرمنيوطيقـــا يف الثقافـــة الرعبيـــة مبـــسألة النقـــد التـــارخيي لعهـــدين ىل القـــــول بـــــأن القـــــدمي واجلديـــــد، حيـــــث انتهـــــى املهتمـــــون بالنقـــــد التـــــارخيي للتـــــوراة واإلجنيـــــل إ

النــــصوص الدينيــــة جمــــرد بــــضاعة تارخييــــة حتكمــــت يف تــــشكيلها الظــــروف التارخييــــة واألوضــــاع ا ومــن مث اقتــضى األمــر . إهلــي وبــشري: ، وأن الــوحي ذو وجهــني2الثقافيــة الــيت أحاطــت بنــشأ

ضــــرورة االنفتــــاح علــــى عمليــــات التعــــديل والتبــــديل، والــــسماح بإعــــادة تفــــسري الــــشرائع الثابتــــة

1 Green, Garrett, "Hermeneutics" in The Routledge Companion to the Study of Religionedited by John R. Hinnells (New York: Routledge, 1st edition, 2005), p. 393.

اجلامعـــة اإلســـالمية العامليـــة مباليزيـــا، : كوالملبـــور(الفكـــر الـــديني فـــي مواجهـــة تحـــديات الحداثـــةفتـــاح، عرفـــان عبـــد احلميـــد، 2.20- 19، ص)ه1422

ـــ162 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

وقـد عرفـت اهلرمنيوطيقـا يف تطورهـا بوصـفها . 1حي على مقتـضى ضـرورات العـصر ومطالبـهبالو ــــا جمــــرد أداة لفهــــم الكــــالم : مــــنهج تأويــــل للنــــصوص أطــــوارا أو معــــاين ثالثــــة أساســــية األول أ

ــا أداة لتأويــل النــصوص الدينيــة املقدســة خاصــة أمــا يف ). التــوراة واإلجنيــل(وتفــسريه، والثــاين ألــــث فقــــد تبلــــورت بوصــــفها نظريــــة فلــــسفية ميكــــن توظيفهــــا يف تأويــــل أي نــــص مــــن الطــــور الثا

.2النصوص أو ظاهرة من الظواهرولقــــد كــــان الــــدافع لتفعيــــل هــــذه املقاربــــة يف الــــسياق الــــديين والثقــــايف الغــــريب متــــصال بالدراسات النقدية التارخيية الرامية للتحقق من مصداقية مرويـات العهـدين القـدمي واجلديـد

بوت ورودمها، نظـرا ملـا ثـار مـن شـك حـول ثبـوت وصـدق نـصوصهما بـسبب مـا لـوحظ وثهــل الكتــاب املقــدس : عليهــا مــن تنــاقض، األمــر الــذي انتهــى إىل إثــارة ســؤال أساســي هــو

: كــالم اهللا أم كــالم البــشر؟ ولــذلك لــيس غريبــا أن جنــد مــنهم مــن ألــف كتابــا حيمــل عنــوانFriedmanفعلــه ريتــشارد فريــدمان ، كمــا"مــن الــذي كتــب الكتــاب املقــدس؟"

وانتهــت .3ـــاقض واضـــح، وأن ـــأن العهـــد القـــدمي وثيقـــة تنطـــوي علـــى تن ـــة إىل القـــول ب الدراســـتة النقدي

صــنعة بــشرية خالــصة، وأن األحكــام الــشرعية األســفار اخلمــسة املنــسوبة إىل موســى ن، ومل تعـد ملزمـة الثابتة يف العهد القدمي كانت تناسب احلياة االجتماعيـة ليهـود ذلـك الـزم

، فـال وحـي وال نبـوة، وال وما قيل يف التوراة قيل يف العهد اجلديد لعيسى . لزمن آخر.4كتاب منزل، بل كل ما يف األمر تقاليد ثقافية متوارثة، ال غري

هــذا وال ميكننــا أن نفــصل حــديثنا عــن قــضايا التأويليــة الفلــسفية وتطورهــا نظريــة ومنهجــا اوشــر . والعلمــاء الــذين نظــروا هلــاعــن أشــخاص املفكــرين .Jويــأيت يف مقدمــة هــؤالء د C.

.21املصدر نفسه، ص12 Suharto, Ugi, "Apakah al-Qur'an memerlukan Hermeneutika?", Islamia, year 1, issueno. 1, Muharram 1425/March 2004, p. 47.3 Friedman, Richard Elliot, Who Wrote the Bible? (San Francisco: Harper SanFrancisco, 1997).

اليهوديــة عــرض ؛ فتــاح، عرفــان عبــد احلميــد، 26-24، صالفكــر الــديني فــي مواجهــة تحــديات الحداثــةفتــاح، 4.82-79، ص)1417/1997، 1دار عمار، ط: عمان(تاريخي والحركات الحديثة في اليهودية

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 163ا

Dannheucer الــذي اقــرتح قواعــد لتفــسري النــصوص مــستهلما إياهــا مــن االجتــاه العقلــي الــذيأكـد إمكــان التوصــل إىل احلقيقــة مهمــا كانــت، ورأى أن تلــك القواعــد التأويليــة كفيلــة بتمكيننــا

صاحب الــنص، وإزالــة مــا قــد حيــيط بــالنص أو يــشوبه مــن مــن التوصــل إىل املقــصد احلقيقــي لــالتفريـــق بـــني وعـــدم . 1غمـــوض، وقـــد جـــرى توســـيع نظريتـــه إىل خـــارج نطـــاق الكتـــاب املقـــدس

النــصوص، وإنكــار أن تكــون هنــاك أيــة فــوارق بــني الــنص اإلهلــي املقــدس املفــارق والنــصوص Fredrich Ernst Daniel)البـشرية قـد حـصال علـى يـدي شـاليرماخر Schleiermacher)

أحــدمها : ، الـذي تقـوم فلــسفته يف التعامـل مــع الـنص علـى جــانبني متالزمـني)1834- 1768(موضـــوعي يـــشرتك بـــه صـــاحب الـــنص واملتعـــارفون معـــه علـــى اللغـــة، ويتمثـــل يف لغـــة الـــنص،

وقــد ركــز شــاليرماخر علــى جانــب . والثــاين ذايت يــرتبط بفكــر املؤلــف وأحوالــه وخربتــه وثقافتــهبالغـــا بـــه منتهـــاه، حيـــث يـــرى أن القـــارئ جيـــب عليـــه أن يثقـــف نفـــسه بـــالتعرف علـــى التنبـــؤ

صـــاحب الـــنص وعاداتـــه ومقاصـــده ومـــشاعره، بـــل أن يكـــون قـــادرا علـــى قراءتـــه يف نـــسيجه وهكـــذا حتولـــت اهلرمنييوطيقـــا علـــى يديـــه مـــن مـــنهج تأويـــل لفهـــم . الثقـــايف االجتمـــاعي العـــام

ــــؤ وحــــدس واســــتلهام ــــؤ املــــتفهم وقــــصد الــــنص إىل عمليــــة تنب ، وانتهــــى إىل املطابقــــة بــــني تنبصــاحب الــنص مطابقــة احتماليــة تقريبيــة، كمــا قــرر أنــه ال قداســة ألي نــص، وأن النــصوص

ولــــذلك كــــان اهلــــدف مــــن تفعيــــل . املقدســـة عنــــد مــــن يعتقــــدها إمنــــا هــــي جمــــرد نـــص عــــادي 2!فهمهاهلرمنيوطيقا عند شاليرماخر فهم النص كما فهمه صاحبه، بل أحسن مما

اوشر يف كتابه املوسوم بـ1 : اقرتح داHermeneutica Sacra Sive Methodus Exponendarum Sacrarum Litterarum (SacredMethod of Explanation of Sacred Literature), see: Zarkasyi, Nilai DibalikHermeneutika, p. 23.2 “… to understand the discourse just well as well as and even better than its creator",Fredrich D.E. Schleiermarcher, "The Hermeneutics: Outline of the 1819 lecturers" in:Ormiston, Gayle L. and Schrift, Alan, Hermeneutic Tradition: From Ast to Ricoeur(New York: SUNNY, 1990), p. 93, see: Nasir, Malki Ahmad, "Hermeneutika Kritis(Studi Kritis atas Pemikiran Habermas)", Islamia, year 1, issue no. 1, Muharram1425/March 2004, p. 31; Green, Hermeneutics, p. 396; Eliade, Mircea (ed.), TheEncyclopedia of Religion (Chicago: Encyclopedia Britanica Inc., 15th edn.); Zarkasyi,

ـــ164 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

وقــد شــهدت التأويليــة تطــورا مهمــا مــن حيــث صــياغتها ووظيفتهــا علــى يــدي الناقــد األديب ، حيــث دعــا إىل ضــرورة التمييــز يف تفــسري )Wilhelm Dilthey)1833 -1911األملــاين ديلتــاي

النـــصوص بـــني نـــصوص العلـــوم اإلنـــسانية ونـــصوص العلـــوم الطبيعيـــة، ففـــي العلـــوم اإلنـــسانية فـــإن ذلـــك هــو التجريـــة احليــة حيـــث بإمكــان املفـــسر أن يقــرتب مـــن صــاحب الـــنص مـــن األســاس يف

خــــالل التعــــرف علــــى ظروفــــه وخــــصوصياته وأحوالــــه النفــــسية واالجتماعيــــة والثقافيــــة، لــــذا ينبغــــي صاحب النص حاضـرا يف عـصر املفـسر، بـل ال بـد أن حيـصل بـني صـاحب الـنص واملفـسر احتـاد

ية يف احلاضــــر شــــبيهة مبــــا كــــان يف املاضــــي يف هــــذا يف القــــصد، وكلمــــا تــــوفرت شــــروط موضــــوع. 1الصدد، كان االقرتاب من املعىن النهائي وشيكا بقدرها

-1889((Hans-Georg Gadamer)ومتثـــل أعمـــال الفيلــــسوف األملـــاين غــــادامر مــا نــستطيع اعتبــاره منتهــى تطــور التأويليــة الفلــسفية، ال فقــط مبــا بلغتــه علــى يديــه ) 1976

وحذفـه مـن " مـوت املؤلـف"بـل وغمـوض أيـضا، بـل ملـا تـضمنته مـن إعـالن من حتـرر بعيـداملــشهد التــأويلي، فــال يهــم البحــث عــن قــصده والوقــوف علــى مــراده، وال ميكننــا أن حنــدد ذلــك القـــصد أصــال؛ ألن القـــضايا التارخييــة واإلنـــسانية متغــرية وغـــري متناهيــة، وليـــست مثـــة

ومــن مث فــاملؤلف لــيس إال واحــدا . عــن مؤلفــهموضــوعية، كمــا أن الــنص لــه هويــة مــستقلة القراء، وقراءته ليـست إال إحـدى القـراءات، وال أمهيـة للمـنهج يف عمليـة الفهـم، وال ميكـن ــائي ثابــت؛ وضــع قواعــد معينــة للتفــسري جيــب الــسري عليهــا، كمــا أنــه لــيس للــنص تفــسري

تــارخيي، والــنص تــارخيي، ألن الفهــم يف النهايــة فهــم إنــساين واإلنــسان حمــور التــاريخ، وهــو.2ولذلك ال جمال للوصول إىل فهم موضوعي للنص

ذا املفهوم تقوم التأويلية احلديثة بنبذ القداسة للنـصوص -ولعله مرحلة أخرية –و

Hamid Fahmi, "Menguak Nilai Dibalik Hermeneutika.” Islamia, 1ST Year, issue No. 1,Muharram 1425/March 2004, Jakarta: Khairul Bayan, 2004, p. 19 & 25.1 Zarkasyi, "Menguak Nilai Dibalik Hermeneutika", 25.

لـد مجلـة اإلسـالم فـي آسـيا، "صول الفقه يف مواجهة اهلرمنيوطيقـا الفلـسفيةأ"زنكي، جنم الدين قادر كرمي، 2 ، 3، ا.15-13اجلامعة اإلسالمية العاملية مباليزيا، ص-م، كواالملبور، مركز البحوث2006، يوليو 1العدد

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 165ا

فاملفـــسر يف . الدينيـــة مـــن كـــل قيـــود، ال فـــرق بـــني التـــوراة واإلجنيـــل وســـائر الكتـــب املتداولـــةطيقــــا الفلــــسفية ينطلــــق مـــــن مبــــدأ الــــشك يف التعامــــل مــــع كـــــل إطــــار التأويليــــة أو اهلرمنيو

. النصوص يسائلها ويفرض عليها ما يراه هو ال ما أراده منشئوها

ا قد شـغلت أذهـان العلمـاء إن مسألة البحث عن معاين ألفاظ النصوص الشرعية ودالالمــن ) هــ204ت (ريخ الثقافـة اإلســالمية، ورمبـا كــان اإلمـام الــشافعي منـذ وقــت مبكـر يف تــا

. ويف بعـض مـصنفاته األخـرى" الرسالة"أوائل من عاجلها القضية بصورة منهجية يف كتاب مث تتابع العلماء بعده على تفصيل قواعـد منهجيـة دقيقـة يف بيـان معـاين األلفـاظ ودالالت

يف أبـواب مباحـث األلفـاظ والـدالالت، علـى حنـو الرتاكيب مما حتفل به كتب أصول الفقه ـــا جديـــدا يف الـــدرس اللغـــوي للعربيـــة مـــع اســـتفادة واضـــحة مـــن الدراســـات فـــتح أفقـــا علمي

. 1املنطقية يف مباحث العبارةوقــد كانــت الغايــة الكــربى للجهــود العلميــة املنهجيــة الــيت بــذهلا األصــوليون يف تأصــيل

مــرادات النــصوص الــشرعية والوقــوف علــى مــا ينطــوي تلــك القواعــد وترتيبهــا الكــشف عــن عليه خطاب الشارع من مقاصد تتصل بفلسفة التكليف وما هدفت إليـه األحكـام الـشرعية

وإذ لــيس غرضــنا . مــن حكــم ومــصاحل راجعــة دنيــا وأخــرى إىل املكلفــني يف أفعــاهلم وتــروكهمفظيـــة والرتكيبيـــة يف هنـــا اســـتعراض تفاصـــيل مباحـــث األصـــوليني يف طـــرق تبـــني الـــدالالت الل

الــنص الــشرعي، فــسنكتفي بتلخــيص أهــم املــسالك الــيت متثــل العمــود الفقــري لتلــك املباحــث ممــا يتــصل بغرضــنا املباشــر مــن الكــالم علــى مقاصــد الــشريعة يف هــذه الدراســة، مــع االعتمــاد

.بصورة أساسية على ما قرره كل من الشاطيب وابن عاشور: إىل معرفـة مقاصـد الـشارع ترجـع إىل ثالثـة مـسالكإن السبيل: وبناء على ذلك نقول

التخاطــب علـم علـي، حممـد حممـد يــونس، : انظـر دراسـة عميقـة إلســهامات األصـوليني يف تطـوير البحـث اللغــوي يف1). 2006، 1دار املدار اإلسالمي، ط: بريوت(دراسة لسانية لمناهج علماء األصول في فهم النص: اإلسالمي

ـــ166 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

اســـتخالص املقاصـــد مـــن ظـــواهر النـــصوص الدينيـــة، واستخالصـــها مـــن خـــالل معرفـــة علـــل وال بـد مـن اإلشـارة . األحكام الشرعية، وأخريا االستقراء، وهو ما نوضحه يف الفقرات اآلتيـة

مــي اإلسـالمي لـه كيانـه الــذايت بـني يـدي ذلـك إىل أن الــنص الـشرعي يف اإلطـار الثقـايف والعل. كما له ارتباطه مبنشئه، فال جمال للقول مبوت املؤلف وال بتارخيية مطلقة للنص

ظواهر النصوص ما مل يأت صارف من قـرائن يفيـد عـدم إرادة املعـىن :المسلك األولالظاهر، ال كما يزعم بعض احلداثيني من جتـاوز ظـاهر الـنص قـصدا مـنهم بـذلك إىل اخلـروج

ـــالعقود . مـــن ســـلطة الـــنص ـــة الوضـــعية ويلتزمـــون ب ـــم يعرتفـــون بالنـــصوص القانوني والغريـــب أـــا عنـــد ظـــاهر نـــصوصها، يف حـــني يـــسعون بكـــل ســـبيل وحيلـــة إىل التفلـــت مـــن ســـلطة وقوف

ولـــيس تأكيـــدنا ألمهيـــة . النـــصوص الدينيـــة، وكـــأن الـــنص الوضـــعي أقـــوى ســـلطة وأمســـى منزلـــةزواء يف نزعـــة ظاهريـــة جامـــدة، فهنـــاك معـــاداالت دقيقـــة يف الظـــاهر يف النـــصوص الـــشرعية انـــ

مــستويات األداء اللغــوي والداللــة ال بــد مــن اعتبارهــا والــسري علــى مقتــضاها لكــي ال ينتهــي األمــر إىل تطـــرف آخـــر يف نزعـــة باطنيـــة منفلتــة ال حيكمهـــا ضـــابط موضـــوعي، وإمنـــا تـــسوقها

. 1شهوة املؤول وحتيزاته حيث شاءتث داللــــــة األلفــــــاظ يف أصــــــول الفقــــــه كفيــــــل ببيــــــان هــــــذه الطريقــــــة، وال شــــــك أن مبحــــــ

فاألصــوليون يثبتــون قطعيــة داللـــة النــصوص عــن طريقــة تـــصنيف األصــناف؛ منهــا مــا يـــسمونه بظــاهر الــنص؛ واخلــاص، والعــام املخــصوص، واملقيــد، والــصريح، والواضــح، والظــاهر، والــنص،

ا وضوحا وأثرااحملكم، واملفسر، وغريها من األنواع وفقا . 2لشروط معينة ومع تفاو

ـــشارع؛ جغـــيم، نعمـــان، 298-297، ص1/2، جالموافقـــاتانظـــر الـــشاطيب، 1 طـــرق الكـــشف عـــن مقاصـــد ال.106-79، ص)1422/2002، 1دار النفائس، ط: عمان(ا بإجيــاز، فالــصريح مــا مل يــسترت مــن املناســب هنــا أن نــذكر 2 معــاين املــصطلحات الــيت تبــني عالقــة النــصوص الــشرعية بــدالال

أمــا الظـاهر فهــو مـا ظهــر . املـراد منـه لكثــرة اسـتعماله فيــه، والواضـح مــا دل علـى معنــاه بـصيغته مــن غـري وقــف علـى أمــر خـارجيواملفــسر مــا ازداد . مبعــىن مــن املــتكلم ال يف نفــس الــصيغةاملــراد بــه للــسامع بــصيغته بينمــا الــنص مــا ازداد وضــوحا علــى الظــاهر

أمـا احملكـم فمـا تبـني املـراد بـه بإحكـام ال يـدع جمـاال . وضوحا على النص على وجه ال يبقى معه احتمال للتأويـل أو التخـصيصحلـــسن، خليفـــة بـــابكر، ا: انظـــر علـــى ســـبيل املثـــال الدراســـات اخلاصـــة يف دالالت األلفـــاظ مثـــل. الحتمـــال النـــسخ أو التبـــديل

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 167ا

فبالنظر إىل ظواهر النصوص اليت تندرج حتت تلـك األنـواع املـذكورة يعـرف بـأن النـصوص ومــن أصــول مــذهب الــشافعي االعتمــاد علــى . حتمــل داللــة قطعيــة، ال جيــوز أن تــصري إىل ظنيــة

رســـول اهللا فهـــو علـــى فكـــل كـــالم كـــان عامـــا ظـــاهرا يف ســـنة": ظـــواهر النـــصوص، حيـــث قـــاليــدل علــى أنــه - بــأيب هــو وأمــي - ظهــوره وعمومــه، حــىت يـعلــم حــديث ثابــت عــن رســول اهللا

ـــد باجلملـــة العامـــة يف الظـــاهر بعـــض اجلملـــة دون بعـــض ـــزم أهـــل العلـــم أن ميـــضوا ... إمنـــا أري ولجـــاء يف ، وبيـــان ذلـــك مفـــصال قـــد1"اخلـــربين علـــى وجوههمـــا، مـــا وجـــدوا إلمـــضائهما وجهـــا

ويف تأكيــد ذلــك وأمهيتــه يف إثبــات املقاصــد يقــول . 2مباحــث داللــة األلفــاظ يف كتــب األصــولأدلــة القــرآن الواضــحة الداللــة الــيت يــضعف احتمــال أن يكــون املــراد منهــا غــري مــا : "ابــن عاشــور

هــو ظاهرهــا حبــسب االســتعمال العــريب، حبيــث ال يــشك يف املــراد منهــا إال مــن شــاء أن يــدخل . 3"سه شكا ال يعتد بهعلى ف

هـو الـذي أنــزل عليـك الكتـاب : د نبه املفسرون على ذلك عند تفـسريهم لقولـه تعـاىلوقات ، فــاملراد باحملكمــات يف )7: آل عمــران(منــه آيــات حمكمــات هــن أم الكتــاب وأخــر متــشا

للوايت قد أحكمن بالبيان والتفصيل ال التباس فيها وال يعذر أحـد االواضحات الداللة "هذه اآلية ات ،"يف فهمهـــا ات يف الـــتالوة، خمتلفــــات يف املعـــىن"أي واملتـــشا ومــــن هنـــا يتبــــني . 4"متــــشا

؛ حممــد علــي، حممــد )1981، 1مكتبــة وهبــة، ط: القــاهرة(منــاهج األصــوليين فــي طــرق دالالت األلفــاظ علــى األحكــام؛ الكنــدي، إبــراهيم بــن )1428/2007، 1دار احلــديث، ط: القــاهرة(مباحــث أصــولية فــي تقــسيمات األلفــاظعبــد العــاطي،

.)1419/1998، 1دار قتيبة، ط: دمشق/بريوت(طالدالالت وطرق االستنباأمحد بن سليمان، . املكتبــة العلميــة، د: بــريوت(، حتقيــق أمحــد حممــد شــاكر الرســالةالــشافعي، أبــو عبــد اهللا حممــد بــن إدريــس القرشــي املطلــيب، 1

.341ص،.)ت.107-85، صالدالالت وطرق االستنباطالكندي، ؛145-115، صمباحث أصوليةحممد علي، 2.193، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، 3: بــريوت(، حتقيــق حممــد أمحــد شــاكر جــامع البيــان فــي تأويــل القــرآنحممــد بــن جريــر بــن يزيــد، الطــربي، أبــو جعفــر 4

أبــو الفـــداء إمساعيــل بــن عمـــر بــن كثـــري ابــن كثـــري، ومـــا بعــدها؛ 169ص، 6، ج)1420/2000، 1مؤســسة الرســالة، ط.373-369، ص1، ج)1412/1991، 2دار اخلري، ط: وتبري (تفسير القرآن العظيمالقرشي،

ـــ168 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

افت قول من زعم أنه لـيس بإمكـان العبـاد أن يفهمـوا كـالم اهللا يف القـرآن الكـرمي، وقـول ـــذي ي عـــرف حقيقـــة معـــاين القـــرآن، بـــدعوى قداســـة القـــرآن مـــن زعـــم أن اهللا وحـــده هـــو ال

وقصور العقل البشري عن إدراك كالم اهللا املقدس، فال خيفى ما يف هذا القـول مـن تلبـيس وتلــك القواعــد كفيلــة ببيــان ال فقــط اخلطــأ واخللــط يف مــزاعم هــؤالء التــأويليني، . وسفــسطة

التالعــــب بــــل تفــــضح كــــذلك جهلهــــم مــــن ناحيــــة، كمــــا تكــــشف حقيقــــة مقاصــــدهم يف" القــراءات املعاصــرة"بنــصوص الــشرع ومقرراتــه قطعيــة كانــت أو ظنيــة، وذلــك حتــت ســتار

م إىل تغيــري وبــدعاواى مراعــاة اخــتالف األزمــان واألعــراف واالســتجابة للظــروف، كــدعوويكفي أن نـضرب مثـاال واحـد مـن الظـواهر الـيت تقـوم . أيام احلج وغري ذلك من األحكام

كتـب علــيكم : جــة ال جمـال فيهــا ألي تأويـل، وذلـك قولــه قولـه تعــاىلداللتهـا صـرحية وحظــاهره حيمــل داللــة واضــحة ال " كتــب"فلفــظ . ، بــأن اهللا أوجبــه)186: البقــرة(الــصيام

. 1ميكن أن ينصرف الذهن منها إىل معىن آخر،2"تــهاحلكــم علــى كلــي بوجــوده يف أكثــر جزئيا"ســتقراء، وهــو اال: الثــانيالمــسلك

نفـسه يعتمـد علـى النـصوص ، كما أن االسـتقراءألن مقدماته ال حتصل إال بتتبع اجلزئياتمبنطوقهـــا ومفهومهـــا ومعقوهلـــا، فـــإن فائدتـــه أنـــه يـــوفر لنـــا النظـــرة الكليـــة املتكاملـــة ملقاصـــد

. 3الشارع للتوفيق بني الكليات واجلزئيات، ولتفهم اجلزئيات يف ضوء الكلياتاهتماما بالغا هلذا املسلك، حيث بني أن املقاصد الثالث؛ وقد أوىل الشاطيب

: ويف ذلك يقولالضروريات، واحلاجيات، والتحسينيات ال ميكن معرفتها إال باالستقراء، ا شرعا أحد ممن ينتمي إىل االجتهاد من " وذلك أن هذه القواعد الثالث ال يرتاب يف ثبو

ودليل ذلك استقراء الشريعة، والنظر يف أدلتها الكلية . أهل الشرع، وأن اعتبارها مقصود للشارع

.193، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور1، 1دار ىالكتــــــــب العلميــــــــة، ط: بــــــــريوت(التعريفــــــــات ،علــــــــي بــــــــن حممــــــــد بــــــــن علــــــــي الــــــــزين الــــــــشريفاجلرجــــــــاين، 2

.18، ص)م1983/هـ1403.371-369، صطرق الكشف عن مقاصد الشارعجغيم، 3

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 169ا

فاالستقراء عند الشاطيب يفضي إىل إثبات كليات عامة وقواعد قطعية، بل أكد .1"واجلزئيةمفيد للقطع أيضا، ) وهو ما يسمى باالستقراء الناقص(الشاطيب أن االستقراء الغالب األكثري

يف الشريعة اعتبار العام القطعي؛ ألن املتخلفات فإن الغالب األكثري معترب: "حيث قال.2"هذا شأن الكليات االستقرائية... اجلزئية ال ينتظم منها كلي يعارض هذا الكلي الثابت

استقراء األحكام املعروفـة عللهـا، وذلـك باسـتخام : ويرى ابن عاشور أن االستقراء نوعانا فبهذه الطريقة يستطيع القارئ أن ي. 3مسالك العلة ستخرج العلـة وواجلـزم بـأن هـذه العلـة بـذا

والطريقـــــة الثانيـــــة باســـــتقراء أدلـــــة األحكـــــام اشـــــرتكت يف علـــــة حبيـــــث حيـــــصل . مقـــــصد شـــــرعيوهـــذا االســـتقراء لـــيس لـــه عالقـــة مبـــا . 4للمجتهـــد اليقـــني بـــأن تلـــك العلـــة مقـــصد مـــراد للـــشارع

. 5"القراءة اجلديدة"أو " إعادة القراءة"يسميه احلداثيون بـ

.39ص، 2، ج1، مافقاتالمو الشاطيب، 1.41، ص2، ج1املصدر نفسه، م2تهـد بـالنظر : مسالك العلة3 تهـد أوصـاف متعـددة تـصلح أن تكـون علـة، فيقـوم ا هي الطـرق ملعرفـة العلـة، قـد جيـد ا

إىل تلـــك األوصـــاف املختلفـــة ليـــستخرج منهـــا العلـــة احلقيقيـــة، وهـــذه الطريقـــة قـــد تكـــون بـــالنص، وباإلمجـــاع، واإلميـــاء، دار : دمــشق(أصـول الفقــه اإلسـالميالزحيلــي، وهبـة، : واملناسـبة، والـسرب والتقـسيم، والطــرد، وتنقـيح املنـاط، راجـع يف

.167-121، صمقاصد الشريعة اإلسالميةوما بعدها؛ اليويب، 669، ص1، ج)1986، 1الفكر، طف عــن مقاصــد الــشارع باالســتقراء، ملزيــد مــن التفــصيل للكــش. 192- 191، صمقاصــد الــشريعة اإلســالميةابــن عاشــور، 4

جغــيم، ؛ 195- 189، صمقاصــد الــشريعة اإلســالمية؛ ابــن عاشــور، 303- 296، ص1/2، جالموافقــاتالــشاطيب، : انظــرضــوابط اعتبــار المقاصــد فــي حــرز اهللا، عبــد القــادر، : وانظــر كــذلك. 246- 59، صطــرق الكــشف عــن مقاصــد الــشارع

االســتقراء وأثــره ؛ أمحــد، الطيــب الــسنوسي، )1428/2007، 1كتبــة الرشــد، طم: الريــاض(مجــال االجتهــاد وأثرهــا الفقهــي).1430/2009، 3دار التدمرية، ط: الرياض(دراسة نظرية تطبيقية: في القواعد األصولية والفقهية

شــكال أن هــذا واإل. جــاء هلــدف مراجعــة املــأثور الفقهــي وتقييمــه بنظريــات جديــدة" القــراءة اجلديــدة"أو " إعــادة القــراءة"مــصطلح 5املــنهج احلــديث ينطلــق مــن حكــم مــسبق وحيمــل ابتــداءا روح عــدائيا إزاء النظريــات الــيت أســسها علمــاء األمــة عــرب األجيــال والقــرون،

ومــن أراد أن يعــرف نتــائج هــذه . فكــان الغــرض مــن التعــسف يف تطبيقــه نــسف مــا اســتقر مــن إمجــاع اجلماعــة العلميــة يف اإلســالمفلينظر إىل كتابات علي عبد الـرازق، وحـسن حنفـي، وحممـد أركـون، وحممـد عابـد اجلـابري، وحممـد خلـف أمحـد اهللا، القراءة اجلديدة

يــد الــشريف وفــرج فــودة، وهــشام جعــيط، وعلــي حــرب، وحممــد شــحرور، وحممــود حممــد طــه، وتلميــذه عبــد اهللا أمحــد النعــيم، وعبــد ا، الحـــداثيون العـــرب فـــي اجلـــيالين، مفتــاح: ى أطروحـــات بعــضهم يفوغــريهم كثـــري يــصعب حـــصر أمســائهم، وميكـــن االطــالع علـــ

ـــ170 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

ــ: الثالـــثسلكالمـــ اعتبـــار علـــل األمـــر "معرفـــة علـــل األحكـــام، وعـــرب عنهـــا الـــشاطيب بــجمــرد األمــر والنهــي االبتــدائي التــصرحيي، فــإن األمــر معلــوم أنــه إمنــا كــان أمــرا ": ، يقــول1"والنهــي

القتـضائه الفعـل؛ فوقـوع الفعـل عنـد وجـود األمـر بـه مقـصود للـشارع، وكـذلك النهـي معلـوم أنـه أو الكــف عنــه؛ فعــدم وقوعــه مقــصود لــه، وإيقاعــه خمــالف ملقــصوده، كمــا مقــتض لنفــي الفعــل

أن عــدم إيقــاع املــأمور بــه خمــالف ملقــصوده؛ فهــذا وجــه ظــاهر عــام ملــن اعتــرب جمــرد األمــر والنهــي تهـد اليقـني بـأن العلـة مقـصد مـراد للـشارعفـإذا،2"من غري نظر إىل علة ومثـل . حتقـق لـدى ا

املتكـــررة يف النـــصوص الـــشرعية بعتـــق الرقـــاب، فـــإن مـــن دقـــق النظـــر يف ابـــن عاشـــور يف األوامـــر .3"حصول احلرية"علتها سيجد اليقني بأن من مقاصد الشريعة

ــا يف هــذه الطريقــة، أن يكــون األمــر والنهــي صــرحيني، وقــد وضــع الــشاطيب قيــدا مهموا علـى جمـرد وذلك ألن صيغة األمر والنهي استعملت يف مقاصد خمتلفة، فاألصوليون اتفق.4الصيغة يف األمر أو النهي قد ال تدل على وجوب الفعل أو طلب ترك الفعل

ــة: العقــود الثالثــة األخيــرة والقــرآن الكــريم ــة ؛ كمــال، يوســف، )م2006دار النهــضة، : دمــشق(دراســة نقدي العــصرانيون معتزلنقـــد الـــنصعلـــي، حـــرب، : وانظـــر أمثلـــة مـــنهجهم يف قـــراءة الـــرتاث يف مثـــل): 1406/1986، 1دار الوفـــاء، ط: القـــاهرة(العـــصر

، )م1993، 1املركــز الثقــايف العــريب، ط: بــريوت والــدار البيــضاء(الــنص والحقيقــة ، و)م1995، 2املركــز الثقــايف العــريب، ط: بــريوت(، 1املركــز الثقــايف العــريب، ط: الــدار البيــضاء/بــريوت(اإلســالم بــين روجيــه غــارودي ونــصر حامــد أبــو زيــد : االســتالب واالرتــدادو

؛ )م1994، 2املركـــز الثقـــايف العـــريب، ط: بـــريوت(دراســـة فـــي علـــوم القـــرآن : مفهـــوم الـــنصيـــد، نـــصر حامـــد، ؛ أبـــو ز )م1997القـــــرآن ؛ بلعيـــــد، الـــــصادق، )م1990، 2مطبعـــــة األهـــــايل، ط: دمـــــشق(قـــــراءة معاصـــــرة : الكتـــــاب والقـــــرآنشـــــحرور، حممـــــد،

).1999مركز النشر اجلامعي، : تونس(قراءة جديدة فى آيات االحكام: والتشريع.299، ص2، ج1، مالموافقات في أصول الشريعةالشاطيب، 1.املصدر نفسه2.193، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، 3السبكي، تاج الدين عبد الوهاب بن علي، مجع اجلوامع يف أصول الفقه، :انظر استعماالت صيغيت األمر والنهي يف4

اخلــن، مــصطفى ســعيد، ؛43-40، ص)م2003، 2دار الكتــب العلميــة، ط:بــريوت(تعليــق عبــد املــنعم خليــل إبــراهيم -296، ص)م2012، 1مؤســسة الرســالة، ط: بــريوت(أثــر االخــتالف فــي القواعــد األصــولية فــي اخــتالف الفقهــاء

334.

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 171ا

تلك هي أهم املسالك للكشف عن مقاصد الشارع، وكما هو واضـح، إن الكـشف عن مقاصد الشارع ال ميكن فـصله عـن الـنص نفـسه يف بنيتـه وذاتيتـه وهويتـه ومكانتـه كمـا

.منذ ظهوره، ومن ال جمال للولوج إليه من غري بابهاستقرت عند املسلمني عرب القرون و

" "قــد ميكــن القــول إن مــنهج اهلرمنيوطيقــا لــه مـــسوغاته ودواعيــه فيمــا يتــصل بالتعامــل مــع التـــوراة

مــا، وذلــك بقطــع النظــر عمــا إ ذا كــان النقــد التــارخيي واإلجنيــل، لعــدم تواترمهــا وعــدم قطعيــة ثبومـــا أو دحـــضها، وبقطـــع النظـــر األديب للنـــصوص الكتابيـــة جـــاء قـــد للتحقـــق مـــن صـــحة مروياأيــضا عــن النتــائج الــيت انتهــى إليهــا ذلــك ســلبا أو إجيابــا، تأييــدا أو تــشكيكا، وتــصديقا لتلــك

ـــا جـــذريا يف شـــأن نـــصوص. 1املرويـــات أو تكـــذيبا الـــشريعة، فـــإن ولكـــن األمـــر خيتلـــف اختالفما قطعية .ثبوت القرآن الكرمي واألحاديث املتواترة قطعي، كما أن كثريا من دالال

فــــالقرآن حمفــــوظ يف الــــصدور مــــن أول نزولــــه، تلقــــاه الــــصحابة وحفظــــوه مباشــــرة مــــن إىل الرسول الذي جاء بـه، وتـواتر نقلـه شـفويا بـالتواتر جـيال بعـد جيـل منـذ عهـد النـيب

نـا مجعــه وقـرآنـه : وقــد تكفـل اهللا حبفظــه فقـال تعــاىليومنـا هـذا، ، )17: القيامــة(إن عليـفلـذلك فـإن القـرآن كـالم اهللا ). 9: احلجـر(إنا حنن نـزلنا الذكر وإنا له حلـافظون : وقال

نـــصوص التــــوراة ولـــيس األمـــر علـــى هـــذا احلـــال بالنـــسبة ل2.قطعـــي الثبـــوت، ال ريـــب فيـــهومل يقــف األمــر عنــد احلفــظ والنقــل الــشفوي للقــرآن، بــل جــرت كتابتــه وتدوينــه . واإلجنيــل

.وبأمر منهوهو بعد يتنزل على الرسول فهــــذا ســــبب أول لعــــدم احلاجــــة إىل نظريــــة اهلرمنيوطيقــــا ومنهجهــــا ال يف معاجلــــة النــــواحي

فهــم معــاين آياتــه والكــشف عــن دالالتــه، واألمــر التارخييــة للقــرآن الكــرمي نقــال وثبوتــا وال يف كيفيــةوإنــه ملــن صــميم عقيــدة املــسلمني أن القــرآن الكــرمي كــالم اهللا مل . كــذلك بالنــسبة للــسنة املتــواترة

.24، صالفكر الديني في مواجهة تحديات الحداثةفتاح، 1وثاقــة نقــل الــنص القرآنــي مــن جبــل، حممــد حــسن حــسن، : القــرآن ألصــحابه يفانظــر حــول كيفيــة تبيلــغ النــيب 2

).ت. دار الصحابة للرتاث، د: طنطا(إلى أمتهرسول اهللا

ـــ172 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

يلحقـه حتريــف ومل يدخلـه تبــديل، وهـم جيمعــون علــى أن الـسنة مــصدر تـشريعي يف ديــنهم وأن مــا ا كفيــل بنبــذ مــ وهــذا لــيس جمــرد تقريــر ألمــور . ا لــيس منهــا وطرحــهبذلــه العلمــاء عــرب القــرون بــشأ

نظريـــة أو رغائـــب نفــــسية دافعهـــا إميــــان املـــسلمني واعتقــــادهم، وإمنـــا هــــو مـــا تثبتــــه وقـــائع التــــاريخ العلمي وتشهد له حقائقه مبا حفلـت بـه الثقافـة اإلسـالمية مـن علـوم القـرآن واحلـديث الـيت مل ينـد

ا شيء ميكن أن يثري شبهة قد ا جاهل أو مغرض إال عاجلتهعن تدقيقا .يتعلق وقـــد تقـــررت هـــذه العقيـــدة واحلقيقـــة عنـــد املـــسلمني مـــن أول نـــزول الـــوحي، فـــالقرآن

كــالم اهللا منــزل غــري خملــوق، منــه بــدأ وإليــه يعــود، تكلــم بــه اهللا صــدقا، ومسعــه منــه "الكــرمي اإلميــان بــأن القــرآن : "يــةويقــول شــيخ اإلســالم ابــن تيم. 1"جربيــل حقــا، وبلغــه حممــدا وحيــا

كالم اهللا منزل غري خملوق، منه بدأ وإليه يعـود، وأن اهللا تكلـم بـه حقيقـة، وان هـذا القـرآن : ويـضيف يف موضـع آخـر. 2"هو كالم اهللا حقيقة ال كالم غـريهالذي أنزله على حممد

ملـسلمني، ومذهب سلف األمة وأئمتها من الصحابة والتابعني هلم بإحسان وسـائر أئمـة ا"كاألئمـــة األربعـــة وغـــريهم مـــا دل عليـــه الكتـــاب والـــسنة، وهـــو الـــذي يوافـــق األدلـــة العقليـــة

وقـد حفـظ القـرآن مـن . 3"الصرحية أن القرآن كالم اهللا منزل غري خملوق منه بدأ وإليه يعـودالتحريف وعـصم مـن التـصحيف؛ وقـد رد علمـاء القـراءات شـبه املستـشرقني الـذين حـاولوا

.4من وجود اخللل يف لفظ من ألفاظ القرآنالتشكيك

: بـريوت(، حتقيـق عمـاد الـدين أمحـد حيـدر كتـاب تمهيـد األوائـل وتلخـيص الـدالئلالباقالين، أبو بكـر حممـد بـن الطيـب، 1نفــي، صـدر الـدين علــي بـن علـي بــن حممـد بـن أيب العــز، ؛ احل179- 178، ص)1407/1987، 1مؤسـسة الكتـب الثقافيـة، ط

؛ مـانع، 107، ص)ت. مكتبـة الريـاض احلديثـة، د: الريـاض(أمحـد حممـد شـاكر : حتقيـقشرح الطحاوية في العقيدة السلفية،ــشـــرح العقيـــدة الـــسفارينية حممـــد عبـــد العزيـــز، الكواكـــب الدريـــة لـــشرح الـــدرة المـــضية فـــي عقـــد أهـــل الفرقـــة : املـــسمى بــ

.76، ص)1418/1997، 1أضواء السلف، ط: الرياض(، حتقيق أبو حممد أشرف بن عبد املقصود لمرضيةابن عبد الرمحنالشيخ، مجع وترتيب مجموع الفتاوىتقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد احلليم احلراين،ابن تيمية، 2

.414، ص3، ج)ت. دار البحوث العلمية، د: الرياض(وابنه قاسمحممد بن.37، ص12املرجع نفسه، ج3وقــد استقــصى اإلمــام البــاقالين كــل مــا أثــري حــىت عــصره مــن شــبه حــول القــرآن ممــا تعلــق بــه املنــاوئون لــه وفنــدها واحــدة 4

واحدة، كما تصدى الدكتور حممد مصطفى األعظمي لكل ما أثري يف العصر احلديث من قبـل املستـشرقني والـسائرين علـى

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 173ا

وفضال عن مـسالك معرفـة املقاصـد الـيت سـبق ذكرهـا، فـإن املـسلمني هلـم آليـة شـرعية يعتمــدون عليهــا وهــي حجيــة اإلمجــاع، فــإن اإلمجــاع األصــويل جبانــب أنــه نــوع مــن اتفــاق

تهدين على رأي معني، فإنـه يـدل أيـضا علـى وحـدة الفهـم الـصحيح علـى مـر العـصور، االنــاتج عــن طريــق اإلمجــاع، علــى الــرغم " عــصمة الــرأي"إن دل علــى شــيء فإنــه يــدل علــى

من ضرورة التحفظ عن دعاوى اإلمجـاع، فـإذا كـان اإلمجـاع سـليم مـن القـوادح فإنـه بـذلك . 1"حتقيق إقامة دين واحد ال اضطراب فيه وال اختالف"ميكن

قــد تــأثر المحــدثون املنبهــرون باحلداثــة الغربيــة، تقليــدا هلــم، واألدهــى مــن ذلــك قــد حــازوا يف ســـاحة الفكـــر اإلســـالمي، ســـواء يف ذلـــك غـــالبيتهم الـــذين درســـوا يف " املفكـــرين"لقـــب

الغــــرب أو أولئــــك الــــذين خترجــــوا مــــن املعاهــــد الدينيــــة العريقــــة يف العــــامل اإلســــالمي، فهــــم ـــــا ابتـــــداء " أنـــــسة القـــــرآن الكـــــرمي"عـــــا علـــــى مـــــا امســـــوه بــــــيتفقـــــون مجي األمـــــر الـــــذي بـــــشر 2.املستشرقون

ا بــأن دعــوى بدعــة جديــدة يف العـــامل " بــشرية القـــرآن"أو " أنـــسنة القــرآن"علمـــا بالزندقـة، 3اإلسالمي، بل ال يرتدد األسـتاذ عرفـان عبـد احلميـد فتـاح يف القـائلني

أن القرآن كالم اهللا، وال يتصور يف العقيدة اإلسالمية ولذلك ألن املسلمني مؤمنون ب

االنتــصار البــاقالين، القاضــي أبــو بكــر ابــن الطيــب، : انظــر: مني، فجــاء كــل منهمــا مبــا ال مزيــد عليــهجهــم يف بــالد املــسل؛ )، جزآن1422/2001دار ابن حزم، ط: بريوت/ دار الفتح : عمان(، حتقيق حممد عصام القضاة للقرآن

Al-Azami, M. M., The History of the Qur’anic Text: From Revelation to Compilation(Leicester: Islamic Academiy, 1st edn, 2003).

، جملـة "اإلمجاع األصويل وأثره يف حتقيق وحدة األمة اإلسالمية يف جمال الفقهيات والعقائد"اهلنداوي، حسن إبراهيم، 1لد التجديد .101ص، 2012/1434عام ، 32، العدد 16، ا

ــةالفكــر الــديني فــي مفتــاح، عرفــان عبــد احلميــد، 2 اجلامعــة اإلســالمية العامليــة : كوالملبــور(واجهــة تحــديات الحداث.26، ص)ه1422مباليزيا،

. املرجع نفسه3

ـــ174 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

أن يقـــــال مثـــــل مـــــا قـــــالوا يف تفـــــسري العهـــــدين القـــــدمي واجلديـــــد، كدنـــــدنتهم يف ميـــــزة ، فهـذا القـول "ليفهم الـنص كمـا فهمـه صـاحبه، بـل أحـسن ممـا فهمـه"اهلرمنيوطيقا،

.يف حق القرآن الكرمي ال يقول به عاقل منصف، فضال عن مؤمن صادقطوائــــف أبنــــاء العــــامل اإلســــالمي مبقــــوالت صــــادرة عــــن نظريــــة تومــــع ذلــــك انبهــــر

اهلرمنيوطيقــا، ومــن هــؤالء نـــصر حامــد أبــو زيـــد، الــذي ظهــر مـــن مؤلفاتــه رغبتــه الـــشديدة ـــا أن يطلـــق 1.ليطـــري حـــرا وراء العقـــل" ســـلطة النـــصوص"للتحـــرر مـــن ولـــذلك فلـــيس غريب

–ة عناصـر ثابتـة يف النـصوص، بـل لكـل قـراءة لـيس مثـ: "الكالم على عواهنه وبدون رويـةمث يطبــــق هــــذه 2".جوهرهــــا الــــذي يكــــشف عــــن الــــنص–بــــاملعىن التــــارخيي االجتمــــاعي

والقرآن نص ديين ثابت من حيث منطوقه، لكـن مـن : "القاعدة على القرآن، حيث يقولهنـا ومـن الـضروري . حيث يتعرض لـه العقـل اإلنـساين ويـصبح مفهومـا يفقـد صـفة الثبـات

أن نؤكــد أن حالــة الــنص اخلــام املقــدس حالــة ميتافيزيقيــة ال نــدري عنهــا شــيئا، والــنص منــذ ؛ ألنـه حتـول مـن )نـصا إنـسانيا(وصار فهما ) نصا إهليا(حلظة نزوله األوىل، حتول من كونه

التنزيــل إىل التأويــل، إن فهــم النــيب للــنص ميثــل أوىل مراحــل حركــة الــنص يف تفاعلــه بالعقــل البــشري، وال التفــات ملــزاعم اخلطــاب الــديين مبطابقــة فهــم الرســول للداللــة الذاتيــة للــنص،

إن الــــنص يف : "ويقــــول يف كتــــاب آخــــر. 3"علــــى فــــرض وجــــود مثــــل هــــذه الداللــــة الذاتيــــةمنتجـــا "وهكـــذا، يـــصف أبـــو زيـــد القـــرآن بأنـــه لـــيس إال 4".جـــوهره وحقيقتـــه منـــتج ثقـــايف

كتـاب العربيـة األكـرب : "، فيقـول"كتـاب العربيـة"خـر بأنـه وهـو يـصفه يف موضـع آ". ثقافيا

مكتبـة : القـاهرة(اإلمـام الـشافعي وتأسـيس األيديولوجيـة الوسـطيةأبو زيد، نـصر حامـد، : انظر مواقفه يف ذلك يف1.21، 16-15، )م1996مدبويل،

.83، ص)1995مطبعة مدبويل، : القاهرة(خطاب الدينينقد الأبو زيد، نصر حامد، 2.126املصدر نفسه، ص 3.12، ص)1994املركز الثقايف العريب، : بريوت(دراسة في علوم القرآن: مفهوم النصأبو زيد، نصر حامد، 4

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 175ا

1".وإثرها األديب اخلالد دون نظر إىل اعتبار ديين

ومل يقتصر األمر عند هؤالء على القول بعدم ثبات معاين القرآن ومبيوعة دالئله، بل واجرتأوا بالقدح يفقطعية ثبوت القرآن، يف أصالة النصوص و األمر إىل التشكيكتعدى

وقد . بعضهم قابلوه مبصاحف أخرى البن مسعود وغريهإنبل2.املصحف العثماينحىت يتبني فأقاموا احلجةعلى كتاب اهللا، على هذه الفريةالعلماء بالرد احلاسم تصدى

أمجعت عليه األمة، وتلقته بالقبول "أن املصحف بالرسم العثماين مصحف موثوق، ه، ليس لنا إىل إنكاره من سبيل، وأصبح مصحف برتتيب آياته، بل كلماته، بل حروف

عثمان اإلمام والدليل فيما يعنيه من ترتيب مينع التقدمي والتأخري، ومن حصر مينع الزيادة .3"والنقصان، وإبدال لفظ بلفظ آخر، وهو حجة على القارئني واملقرئني إىل يوم الدين

القرآين، وقد طوع أدوات الكتابة علما بأن العلماء قد استقصوا معىن التأريخ للنص التارخيية للخدمة العقدية، بل قد جنح بعضهم يف التنظري لفهم الظاهرة القرآنية يف كونه كالم اهللا دون إخراجه عن تاريخ البشر من دون املساس بقداسة القرآن، منهم اإلمام

من أدق ابن أيب داود، احملدث ابن احملدث الشهري صاحب السنن، ويعد ما فعله .4احملاوالت التأرخيية اليت كتبت لفهم الظاهرة القرآنية يف إطار التاريخ البشري

.املصدر نفسه1يد الشريف، انظر2 يـد، : مثل عبد ا ، يف "أمنوذجـا" اإلتقـان يف علـوم القـرآن":يينيف قـراءة الـرتاث الـد"الـشريف، عبـد ا

.30-11، ص)1990، 2الدار التونسية للنشر، ط: تونس(في قراءة النص الدينيدوافعهـا : رسم المصحف العثماني وأوهـام المـستئرقين فـي قـراءات القـرآن الكـريمشليب، عبد الفتاح إمساعيل، 3

أبـو بكــر عبــد : وملعرفــة الروايـات عــن املـصاحف انظــر. 6، ص)م1999/ه1419، 4مكتبـة وهبــة، ط: القــاهرة(ودفعهـادار : بـريوت(حمـب الـدين عبـد الـسبحان واعـظ : ، حتقيـقكتاب المـصاحفاهللا بن سليمان بن األشعث السجستاين،

).م2002/ه1423، 2البشائر اإلسالمية، ط، "ة للجـــزء األول مـــن كتـــاب املـــصاحفدراســ: تأرخييـــة الكتابــة عنـــد ابـــن أيب داود السجـــستاين"زيــن، إبـــراهيم حممـــد، 4

، 1998ربيـــع ، 62العـــدد ، 16الـــسنة جامعـــة الكويـــت،–جملـــس الـــنش العلمـــي المجلـــة العربيـــة للعلـــوم اإلنـــسانية،.147-115ص

ـــ176 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

مشكلة واملقصود، أن التأويلية احلديثة إذا استخدمت يف فهم النصوص ألول مرة ، ألنه ال يوجد ما يسمى بالفهم القطعي ألي نصوص، فطبيعة ؛أساسية وعامة معا بالضرور

انات الدائمة لتعدد التفسريات واختالفها، فاهلرمنيوطيقا ترفض الوصول الفهم تدور يف اإلمكائي، فطبيعة التأويل اهلرمنيوطيقي طبيعة نسبية وأن سائلةإىل تفسري واحد موضوعي و

وهذا بطبيعة احلال ال جمال يف توظيفها لقراءة نصوص القرآن والسنة . املعاين غري متناهية.قروءةالنبوية، الختالف املواد امل

وللحفاظ على الفهم السليم للنصوص الدينية، قام األصوليون بوضع قواعد أساسية ملعرفة القطعيات والظنيات، كما وضعوا إطارا خاصا ملعرفة الفرق بني احملكمات

ات فهنا نقطة اخلالف واضحة بني علم مقاصد الشريعة واهلرمنيوطيقا . وملتشا.دينيةوتوظيفهما يف قراءة النصوص ال

وبناء على ذلك، فإن معرفة مقاصد الشارع باستخدام املنهج الذي رمسه األصوليون، تمع من اخللل الفكري تهد من الزلل، وحتمي ا كما أن اخلوض يف تفسري . ستحمي ا

: النصوص باستخدام التأويلية احلديثة سيرتك آثارا خطرية يف عدة نواحي، أمههاالورود سواء القرآن الكرمي أو السنة النبوية املتواترة، وهذا الشك يف ثبوتية:األولى

الشك، وهذا الشك سيؤثر قطعا على فهمهم للنصوص، فلذلك ال ميكن تطبيق هذا املنهج يف قراءة القرآن الكرمي، وذلك ألن املؤمنني ليس لديهم أي ريب وشك بأن القرآن

ل بالتواتر لفظا ومعىن، فضال عن عن طريق جربيكالم اهللا املنزل على رسول اهللا ذلك قد وضع العلماء منهجا متقنا لتوثيق نصوص السنة النبوية، ما ال يوجد عند اليهود

. والنصارى، كعلم املصطلح وعلم رجال احلديثقراءة النصوص الشرعية باستخدام منهج التأويلية احلديثة قد أزالت :الثانية

ايةالقطعيات واليقينيات من املفهو وهذا . م، فاملعاين واملراد تبقى مطلقا بدون قيد وال عن قاموس احلياة " اليقني"ال شك خمالف للنقل والعقل واحلس، حيث أزال ما يسمى بـ

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 177ا

.البشرية، وليس ذلك إال فوضوية على مستوى التفكريمدارك "وخبصوص اليقينيات والقطعيات يف الفهم، فقد قرر العلماء ما يسمونه بـ

ت (الذي يفيد القطع واليقني يف العلم، منهم اإلمام الغزايل " االعتقاد اجلزم"و" نياليق.1: االعتقاد اجلزم ينحصر يف سبعة أقسامأن " املستصفى"فصل يف حيث ) هـ505

.- 3كعلم اإلنسان جبوع نفسه وعطشه، واملشاهدات .2األولويات، كالواحد نصف االثنني،

التجريبيات وقد يعرب عنها .4لثلج أبيض والقمر مستدير، ا: احملسوسات الظاهرة كقولكتواترات، كوصول اخلرب إلينا بوجود امل.5باطراد العادات، وذلك مثل احلكم بأن النار حمرقة،

ا إىل جهته، الومهيات وذلك مثل قضاء الوهم بأن كل موجود ينبغي أن يكون مشار .6مكة، ااملشهورات وهي آراء حممودة يوجب ا.7 السادس والسابع ولكن النوعني .1لتصديق

ابن ذكرهفيهما شبهة، حيث إن الومهيات واملشهورات ليسا من ضمن مدارك اليقني كما . ولعلها أقرب إىل غلبة الظن2رد على ما أورده الغزايل،ان ي، وك)هـ620ت (قدامة

عدم املرجعية قصد احلقيقي من النصوص الشرعية، وذلك لعدم اإلدراك لل:الثالثةيف الفهم، والنتيجة احملتمة هلذا النوع من القراءة هو اللجوء اهلوى يف حتديد املقاصد،

وفيه يقول اإلمام الشاطيب عند معرض متناسيا أن املصاحل واملفاسد تعرف بالشرع، املقصد الشرعي : "بيان قصد الشارع يف دخول املكلف حتت أحكام الشريعةحديثه عن

ريعة إخراج املكلف عن داعية هواه، حىت يكون عبدا هللا اختيارا، كما هو من وضع الش3".عبد هللا اضطرارا

دار : بـريوت(حممـد عبـد الـسالم عبـد الـشايفحتقيـق من علـم األصـول، المستصفى الغزايل، حممد حممد أبو حامـد، 1.36، ص1، ج)1413/1993، 1الكتب العلمية، ط

روضة النـاظر وجنـة المنـاظر فـي املقدسـي، أبو حممد موفق الدين عبد اهللا بن أمحد بن حممد اجلماعيليابن قدامة، 2، )1423/2002مؤسـسة الريـان للطباعـة والنـشر والتوزيـع، : بـريوت(أصول الفقه على مذهب اإلمام أحمد بن حنبـل

.92، ص1ج.128، ص2، ج1، مت في أصول الشريعةالموافقاالشاطيب، 3

ـــ178 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

هذه بعض اآلثار على القراءة للنصوص باستخدام التأويلية احلديثة، ولذلك حذر ابن تهد يف اخللل يف الفهم فقال على : "عاشور من التسرع يف إثبات املقاصد حىت ال يقع ا

اصد الشريعة أن يطيل التأمل وجييد التثبت يف إثبات مقصد شرعي، وإياه يف مقالباحث أمر تتفرع عنه –كلي أو جزئي –والتساهل والتسرع يف ذلك، ألن تعيني مقصد شرعي

بل قد جعل اإلمام 1".أدلة وأحكام كثرية يف االستنباط، ففي اخلطأ فيه خطر عظيماالجتهاد هو معرفة املقاصد على كماهلا، وهذا الشاطيب الشرط األول واألعظم لبلوغ مرتبة وإال 2يف التعليم والفتيا واحلكم مبا أراه اهللا،هو الشرط ليكون الرجل خليفة رسول اهللا

بنصوص الوحي وطبيعتها بل جاهلا كلفإن قضية الكشف عن مقاصد الشارع سيتوالهاد فيأخذ ببعض جزئيات الشريعة وتوهم بلوغ مرتبة االجتهباللغة العربية وقواعدها ومنطقها

ا 3.يف هدم كليا

فالواجب يف قراءة النصوص الشرعية أن يسلك هذا املنهج مبقداره وحدوده دون إفراط وال تفريط، من غري الوقوع يف ما وقع فيه غالة الظاهرية احلرفية، الظاهرية القدمية

الظروف وغفلوا عن اختالف واحلديثة، الذين أهدروا األقيسة والتعليل وغطوا الواقع و كما أن القراءة . عباد النصوص–إن صح التعبري –األعراف واألزمان واألماكن، فهم

الصحيحة للنصوص الشرعية أن ال يسلك املرء مسلك الغالة يف املصلحة، فزعم أن اجتهاده وفق مقاصد الشريعة، ويف احلقيقة مصاحله ومقاصده الشخصية، وال ميت

.فأدى هذا النوع من االجتهاد إىل خمالفة الوحي وتعطيل أحكامه! ريعة بصلةمبصاحل الش

اإلســـالمي والعـــريب علـــى الـــسواء، ومـــن إن داء التقليـــد يف املنهجيـــة الدينيـــة قـــد أصـــاب العـــاملني

.231مقاصد الشريعة اإلسالمية، صابن عاشور، 1.127-126، ص4ج، 2مالموافقات في أصول الشريعة،الشاطيب، 2.املصدر نفسه3

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 179ا

إن طوائــف العلمــانيني : "يف ذلــك العلــواينمظــاهره التقليــد للنقــد الغــريب للفكــر الــديين، يقــولالــدهريني الــدنيويني الفكريــة يف العــامل اإلســالمي والعــامل العــريب بــصفة خاصــة هــم جمــرد جمموعــة من املرتمجني للنقد الغريب للفكر الـديين الالهـويت الكنـسي يف أوربـا، وهـم يعيـدون صـياغة ذلـك

واألحاديـث النبويـة واألحكـام الفقهيـة، وال النقـد بلغـة عربيـة ويـسقطونه علـى النـصوص القرآنيـة.حمض الصواب ويعكس الواقع الراهنكالم العلواينو 1".إبداع لديهم يف شيء مما يقولون

بأن األطروحات واآلراء اليت قيلت خبصوص املقاصد من قبل إننا على يقني تام لليربالية واملاركسية واحلداثية املنتمني إىل املنظومة العلمانية من التيارات واملدارس العلمانية ا

تانا كلها ترجع إىل جذور واحدة، وهي املدرسة والعدمية اليت نسبت إىل اإلسالم زورا و. العدوانية ضد اإلسالم وشريعته، من الداخل واخلارج

لقــد كثــر احلــديث يف الــساحة عــن املقاصــد، وأن كــل حكــم ال بــد أن ينظــر يف ضــوء عـــادة الـــشريعة إىل مقاصـــدها، وكـــأن املقاصـــد منفـــصلة عـــن املقاصـــد، بـــل هنـــاك دعـــوى إل

الـشريعة ومـستقلة عنهــا، وكـأن مقاصــد الـشريعة أصـل بذاتــه ومنفـصلة عــن الكتـاب والــسنة !واإلمجاع بوصفها مصدر التشريع

لقد تنبه اإلمام الغزايل إىل مثل هذه الدندنة قبل والدة املدرسة احلداثية بتسعة فقد ملتم يف أكثر هذه املسائل إىل القول : فإن قيل": قرون، فقرر يف املستصفى

باملصاحل، مث أوردمت هذا األصل يف مجلة األصول املوهومة، فليلحق هذا باألصول هذا من : الصحيحة ليصري أصال خامسا بعد الكتاب والسنة واإلمجاع والعقل، قلنا

ا املصلحة إىل حفظ األصول املوهومة، إذ من ظن أنه أصل خامس فقد أخطأ؛ ألنا رددنمقاصد الشرع، ومقاصد الشرع تعرف بالكتاب والسنة واإلمجاع، فكل مصلحة ال ترجع إىل حفظ مقصود فهم من الكتاب والسنة واإلمجاع وكانت من املصاحل الغريبة اليت ال

حقـوق : حقـوق المواطنـةالغنوشـي، راشـد، : انظـر.جـابر العلـواين يف أحـد كتـب الغنوشـيجاؤء ذلك يف تقـدمي األسـتاذ طـه 1.19ص، )2،1413/1993املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، ط (ر المسلم في المجتمع اإلسالميغي

ـــ180 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

تالئم تصرفات الشرع فهي باطلة مطرحة، ومن صار إليها فقد شرع، كما أن من رع، وكل مصلحة رجعت إىل حفظ مقصود شرعي علم كونه مقصودا استحسن فقد ش

بالكتاب والسنة واإلمجاع فليس خارجا من هذه األصول، لكنه ال يسمى قياسا بل .1"مصلحة مرسلة

قضية وحدة األديان، وأن األديان كلها واحد، وأنه ال جيوز أن يدعي من فمثال ك ألن الذي يعرف احلق املطلق هو اهللا ينتسب إىل دين معني بأنه على حق، وذل

! وليس ألحد أن يدعي األحقية يف دين معني، فاحلق ليس حكرا لدين دون دين. وحده. وكل ذلك حبجة أن الشريعة جاءت حلفظ الدين. هكذا يطلقون العبارة على عواهنهم

.فعلى املسلمني االعرتاف بأحقية األديان األخرىملراد باملصاحل الضرورية حفظ الدين، وحفظ النفس، وا: "احلداثينيكتابجاء يف

فكل إنسان ال بد أن حيرتم دين غريه، . وحفظ العقل، وحفظ النسب، وحفظ املالوبني اإلمام . وحيرتم النفس، وحيرتم حرية الرأي، وحيفظ على النسب وحيرتم احلقوق املالية

2".لب كل دين وملةالشاطيب، أن املصاحل الضرورية

وجمموع الضروريات : "، لعلها انتزاع من كالم الشاطيب"لب كل دين وملة"وعبارة ا مراعاة يف كل ملة 3."مخسة وهي حفظ الدين والنفس والنسل واملال والعقل، وقد قالوا إ

يف هذا السياق، ال شك فيه متويه " فكل إنسان ال بد أن حيرتم دين غريه"وإدراج مجلة والدعوة " حفظ األديان"الدين يف الضروريات اخلمسة يقصدون به لقراء بأن املراد حبفظ على ا

حق، كما أن مرادهم حبفظ العقل (religious pluralism)إىل حرية العقيدة وأن التعددية الدينية .حرية الرأي يعنون به احلرية يف االرتداد عن دين والدخول يف دين آخر بكل حرية

م سيؤسسون البنية الفكرية وهذا اإلدراج ليس جزافا ولكن إدراج مقصود، أل.222، ص1، جالمستصفىالغزايل، 1

2 Madjid, Nurcholis, et all, Fiqih Lintas Agama: Membangun Masyarakat Inklusif-Pluralis (Jakarta: Yayasan Wakaf Paramadina & The Asia Foundation, 2004), p. 11.

.8، ص2، ج1، مالموافقات في أصول الشريعةالشاطيب، 3

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 181ا

لتمهيد السبيل إىل أن املقاصد يف زعمهم تضمن حرية العقيدة وحرية الرأي لييسر سبيلهم إىل أن األديان غري اإلسالم على احلق، وأن الردة حق من حقوق اإلنسان كما

. جاء يف ثنايا مباحث الكتابيف املصاحل الضرورية اليت أصلها الشاطيب وهل غفل هؤالء املؤلفون عن املراد بالدين

، وقد لعهدل" الدين"يف كلمة " أل"، فـ"دين اإلسالم"يف كتابه املوافقات، فاملراد بالدين فإن حفظ الدين : "ال غموض فيها حني يقولاليت واضحةالبارة العذلكبني الشاطيب

أن نسي هؤالءهل مأ،1"وهي اإلسالم، واإلميان، واإلحسان: حاصله يف ثالثة معانوأصل فيه الشاطيب مفهوم البدعة يف الدين " االعتصام"الشاطيب ألف كتابا آخر وهو

اإلسالمي، فكيف يقال بأننا املسلمني مأمورون خبفظ األديان األخرى، نعم، وال شك يف جمال مقاصد " احلفظ"ولكن شتان بني . حنن املسلمني مأمورون باحرتام أتباع األديان

. يف التعامل" االحرتام"عة والشريعند " حفظ الدين"ة املسألة حول معىن يوالباحث ال بد أن يذكر مرة أخرى ألمه

الشاطيب حىت يزول اللبس واخللط، فيقول الشاطيب موضحا معىن حفظ الدين من مجلة ا ال بد منها يف قيام مصاحل الدين والدنيا، حبي: "الضروريات ث فأما الضرورية فمعناها أ

ارج وفوت حياة، ويف إذا فقدت مل جتر مصاحل الدنيا على استقامة، بل على فساد وأحدمها : األخرى فوت النجاة والنعيم، والرجوع باخلسران املبني، واحلفظ هلا يكون بأمرين

ا ويثبت قواعدها، وذلك عبارة عن مراعتها من جانب الوجود، والثاين ما ما يقيم أركاا من جانب العدم، يدرأ عنها اال ختالل الواقع أو املتوقع فيها، وذلك عبارة عن مراعا

فأصول العبادات راجعة إىل حفظ الدين من جانب الوجود، كاإلميان والنطق بالشهادتني وكما قد بينا من قبل يف مطلب املراد . 2"والصالة والزكاة والصيام واحلج وما أشبه ذلك

أن رة الشاطيب بأن الكليات اخلمس مراعاة يف كل ملة، حبفظ الدين، أن املراد من عبا

.20، ص2، ج4املصدر نفسه، مج1.7، ص2، ج1، مالموافقات في أصول الشريعةالشاطيب، 2

ـــ182 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

ا مقرة يف أصل اخللقة، ابتداء من األديان قد أقرت على تلك الكليات اخلمس، مبعىن أ.وخطاب اهللا تعاىل لهآدم وخطاب اهللا تعاىل له وانتهاء مبحمد

فقال يف املراد ، واألمر كذلك عند العالمة ابن عاشور، الشاطيباإلمامذلك ما بينهإن حفظ هذه الكليات معناه حفظها بالنسبة آلحاد األمة وبالنسبة لعموم : "حبفظ الدينمعناه حفظ دين كل أحد من املسلمني أن يدخل عليه ما يفسد فحفظ الدين . األمة باألوىل

وحفظ الدين بالنسبة لعموم األمة هو دفع كل ما من شأنه أن ينقض. اعتقاده وعمله الالحقأصول الدين القطعية، ويدخل يف ذلك محاية البيضة والذب عن احلوزة اإلسالمية بإبقاء

الشاطيب وضع هذه العبارة يف أهم على أن.1"وسائل تلقي الدين من األمة حاضرها وآتيهايف بيان قصد الشارع يف وضع "يف املسألة األوىل " كتاب املقاصد"، يف "املوافقات"مباحث ".املصلحة املقصودة من التشريع"ن عاشور وضعه يف باب ، واب"الشريعة

ذلك فإن هذا الفهم ملقاصد الشريعة فيه خبط علمي واضح وخلط وفضال عنمنهجي ظاهر، فليس تأسيسهم ذلك من قصد الشارع ولكن قصدهم، وال من املصلحة

الذين املقصودة من التشريع، بل مصلحتهم أو رمبا مصلحة غريهم من أعداء اإلسالم!استعانوا هلدم اإلسالم بوسيلة هؤالء املتعاملني

م األخرى عند حديثهم عن العالقة بني املصلحة والعادة، الغريبةومن مقدمابل املصاحل . ذكر الشاطيب أن املصلحة ال بد أن تراعي األعراف والعادات: "قوهلم

وذلك ألنه ليس . ف والعاداتالشرعية اليت تتعلق باألمور اإلهلية ال بد أن تراعي األعراعملة واحدة يكمل بعضهما لبني مصلحيت الدنيوية واألخروية تعارض، بل مها وجهان

2".اآلخر

م، ذكر كالم الشاطيب بدون إحالة، ونظر إليه "املوافقات"الذي يقرأ و هكذا كعاديف معناه ال يهذي به هؤالء وال حىت ما هونظرا متفحصا من أوله إىل آخره، لن جيد ما

.303-302، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، 12 Nurchilish Madjid et al., Fiqih Lintas Agama, p. 12.

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 183ا

م! من قريب وال من بعيد باتباع اهلرمنيوطيقا الذي حيلو هلم حتميل ولعل هذا من عنديافكيف يقال إن املصاحل اليت تتعلق باإلهليات ال بد أن !النصوص ما يريدون ويشتهون

تراعي العادات واألعراف؟أدخل ينوأعنها؟ يتكلمون"موافقات"عنه، وأي يتحدونوال ندري أي شاطيب

الشاطيب األمور االعتقادية يف باب العادات؟ وذلك ألن العلماء يف الغالب عند حديثهم فهذا أيضا افرتاء آخر . إىل النية بينوا بأن من فوائد النية التفريق بني العبادات والعادات

م على الشاطيب .من افرتاءاإن ما تعبد : "دات، فقالوالعا) األمور العقدية(الشاطيب قد فرق بني العبادات إن

ا إىل اهللا باألصالة، وذلك اإلميان : العباد به على ضربني أحدمها، العبادات املتقرب والثاين العادات اجلارية بني العباد اليت يف .وتوابعه من قواعد اإلسالم وسائر العبادات

هو املشروع التزامها نشر املصاحل بإطالق، ويف خمالفتها نشر املفاسد بإطالق، وهذا ملصاحل العباد ودرء املفاسد عنهم، وهو القسم الدنيوي املعقول املعىن، واألول هو حق

1."اهللا من العباد يف الدينا واملشروع ملصاحلهم يف اآلخرة ودرء املفاسد عنهم

يف القسم الثاين يف اجلزء كبرياوخبصوص العادات، فقد فصل الشاطيب تفصيال ه عن العبادة والعادة، كما تطرق إىل العوائد املعتربة شرعا، والعوائد الثاين يف معرض حديث.2وما يصلح لالحتجاج به وما ال يصلحالكلية والعوائد اجلزئية

عل جيبالعادات احمللية ربط فهم النصوص وإدراك مقاصد الشارع فضال عن ذلك، و من خصائص مقاصد ، وإنوالدميومة والشمولاملقاصد ال تتصف باالطراد واإلطالق

.3الشريعة االطراد، حبيث ال يكون املعىن خمتلفا باختالف األقطار والقبائل واألعصارمقاصد الشارع يف بث املصاحل يف التشريع أن تكون : "يف هذا املعىنيقول الشاطيب

.264، ص2، ج1مالموافقات في أصول الشريعة،لشاطيب، ا1.226-154املصدر نفسه، ص2.203، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، 3

ـــ184 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

وفاق دون حمل ، وال مبحل دون حمل مطلقة عامة، ال ختتص بباب دون باب، وال مبحل اوباجلملة األمر يف املصاحل مط خالف، 1".رد مطلقا يف كليات الشريعة وجزئيا

ابن أشارمسالك الكشف عنها، ودقةوهلذا، فلدقة مسائل مقاصد الشريعة ألن معرفة مقاصد الشريعة نوع "ذو عواقب وخيمة؛ ن عدم الفهم للمقاصد إىل أعاشور

الشريعة بدون معرفة املقصد، ألنه ال حيسن دقيق من أنواع العلم، فحق العامي أن يتلقىضبطه وال تنزيله، مث يتوسع للناس يف تعريفهم املقاصد مبقدار ازدياد حظهم من العلوم

.2"الشرعية، لئال يضعوا ما يلقنون من املقاصد يف غري مواضعه، فيعود بعكس املرادملنحرفني من أبناء ولذلك حيلل الدكتور عبد العزيز كامل انفالت بعض الكتاب ا

املسلمني يف سلك الليربالية، فبعد أن عرف معىن كلمة الليربالية مفادها االستقالل عن وهلذا فإننا نعجب : "العلل اخلارجية، مبعىن تقديس اهلوى والذات وانفالت مطلق، قال

: كل العجب ممن لديه أدىن معرفة مبعىن العبودية هللا يف اإلسالم، كيف جيرأ أن يقولانفالت "فيجمع بني متناقضني، وهل ميكن أن ينادي من أسلم بـ) الليربالية اإلسالمية(

وهل هناك يف اإلسالم "! تطبيق القوانني اليت اشرتعها اإلنسان بنفسه لنفسه؟"أو " مطلقكيف ميكن أن ! عن كل املؤثرات اخلارجية يف االعتقاد والسياسة والنفس واملادة؟استقالل

بائح لإلسالم أو تصبغ به؟ إن الليرباليني الغربيني حيلو هلم كثريا أن تنسب كل هذه الق، "حتكيم العقل"يكسوا هذه الدمامة بأصباغ من اجلمال املصطنع، فيفلسفوا اتباع اهلوى بـ

م "منع املنع"أو " احلرية املطلقة"ويصفوا التمرد على القيم والثوابت بـ ، ويرددوا دائما بأسياسي الذي ميثله استبداد الدولة، واالستبداد االجتماعي الذي متثله ضد االستبداد ال

ولذلك نرى الليرباليني بكل أصنافهم . القيم واألخالق، واالستبداد الديين متثله العقائدم محر مستنفرة )عقيدة(ويضيق عطنهم من كلمة ) ثوابت(ينفرون من كلمة ، وينفرون كأ

.42-41، ص2، ج1، مالموافقات في أصول الشريعةالشاطيب، 1.188، صمقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، 2

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 185ا

.1"ثبات األحكام، ودوام احلكمة والصالحية فيهافرت من قسورة إذا حدثتهم عنبنصوص الشرع حتت شعار انيهذا مثال واحد من عشرات األمثلة لتالعب احلداثي

م يرى العج. القراءة احلداثية أو اجلديدة املختلفة م بفمن تتبع كتابا العجاب من جرأء ينزعجون من علم أصول فلذلك أمثال هؤال. على التفسري، وعدم مسؤوليتهم العلمية

الفقه؛ ألن علم أصول الفقه يقيدهم من التحرر بدون أمانة علمية ومسؤولية خلقية، .2من دحض احلجة باحلجة انتقم بعضهم من مؤسس علم أصول الفقهفبدال

اية املوضوع، من املناسب تسجيل أهم النتائج اليت انتهى إليه بعد الوصول إىل :، وذلك يف النقاط اآلتيةالبحث

" مقاصد الشارع"، و"مقاصد الشريعة"و" املقاصد"إن مصطلح :أوالمصطلحات تدور ملدلول واحد، على الرغم من شيوع مصطلح مقاصد الشريعة يف

. الدراسات اإلسالمية، خاصة عن املعاصرينإن قضية فهم النصوص الشرعية ومعرفة مقاصدها من أهم املوضوعات:ثانيا

صولية، حيث تعلق اخلطاب بني اهللا وعباده بالفهم، ولعل هذه املنزلة األدراسات اليف يف " البيان"الرفيعة والعويصة يف الوقت نفسه مما حدى باإلمام الشافعي إىل شرح مفهوم

بيان قضايا االستنباط وضعت قواعد أساسية لفهم من أجل و .بداية أبواب الرسالةات علم أصول الفقه، بل ميثل مباحث داللة األلفاظ ربع علم النصوص الشرعية يف مدون

.األصول مما يدل على خطورة هذا القسمذا :ثالثا علم املقاصد حمل عناية األصوليني، إال أن التأليف بشكل خاص

" املوافقات يف أصول الشريعة"الشاطيب، وذلك يف كتابه تأليفالعلم مل يظهر إال يف

.46، ص219العدد مجلة البيان،، "أم والءات خمتلة؟... حمتلةعقول ! دعاة اللربلة"كامل، عبد العزيز، 1.)2005رياض الريس للنشر، : بريوت(جناية الشافعي أو تلخيص األمة من فقه األئمةأوزون، زكريا، 2

ـــ186 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

ال من عصر الشاطيب إىل أن ظهر العالمة التونسي ابن وتوقف التأليف يف ه ذا ايف كتابه عاشور فبدأ حييي ويظهره بقالب جديد جذاب، حمط أنظار العلماء والباحثني

يف الكشف عن منضبطةقواعدعوامث طور العلماء فوض، "مقاصد الشريعة اإلسالمية"وابتداء األمر والنهي الصريح مقاصد الشارع، ويتم يف ظواهر النصوص، واالستقراء،

بكل تفاصيلها، علما بأن هذه القاعدة الناضجة تعطي قدرة ملن أراد أن يفهم مراد وهذا العلم منهجه ينبين على النصوص الشرعية إلدراك ما انطوى . الشارع ومقاصده

ها يف و عليه خطاب الشارع من معان وأغراض، فهو منهج أصيل، قبله العلماء وطبقم، بل معرفة علم املقاصد من شروط االجتهاد واإلفتاءفتاويه .م واجتهادا

خدم لنقد اهلرمنيوطيقا أو التأويلية، منهج لتفسري النصوص الدينية، است :رابعا نصوص التوراة واإلجنيل، وتطورت هذه الطريقة من جمرد أداة للفهم والنقد، إىل أمر ال

القارئ للنصوص الدينية هو صاحب ميكن تصوره يف ذهن كل مسلم، حبيث يكون، بل تطور إىل أن النص ميت، !النص مث من صاحب النص إىل متغلب ومسيطر عليه

.فالقارئ هو الذي حيييهفلم يضف ملن أراد معرفة معاين النصوص) التأويلية احلديثة(منهج اهلرمنيوطيقا :خامسا

إن هذه القراءة مبنهجها النسبية الفلسفية ال تنتهي إال تيها وريبا يف أمره، وذلك حيثالدينيةاية حمددة، بل املعاين ال تزال مطلقة غري مقيدة، وال شك أن إىل مغزى معلومة وال تصل إىل هذه القراءة قد أسهمت يف اخلراب املنهحي والفوضوية الفكرية يف ساحة الدراسات

املنهج لقراءة النصوص الشرعية، فغريوا اإلسالمية، حيث حاول بعض املفكرين استخدام هذاإىل حرية القطعيات إىل الظنيات ومن الثوابت إىل املتغريات مما أدى إىل ضياع هذا الدين

.مطلقة دون أي قيد وضابطهذا ما توصل الباحث بعد املقارنة بني املنهجني لقراءة النصوص الدينية، واتضحت

التأويلية واملقاصد وبني توظيف ستخدام آلية الفروق األساسية بني الكشف املعاين با

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 187ا

.احلديثة نظرا وتطبيقا وأثراوالباحث يرى أن هذه الفروق ليست جمرد الفروق يف وجهات النظر العلمية واملقابلة النظرية فحسب، بل األمر أكرب من هذا، إمنا هي قضية كفر وإميان بقدسية

. الوحي اإلهليوهو يهدي إىل سواء السبيلواهللا أعلم بالصواب

دار : ن. د(المــدخلابــن احلــاج، أبــو عبــد اهللا حممــد بــن حممــد بــن حممــد العبــدري الفاســي املــالكي، .)ت. الرتاث، د

، مجـــع وترتيـــب مجمـــوع الفتـــاوىتقـــي الـــدين أبـــو العبـــاس أمحـــد بـــن عبـــد احللـــيم احلـــراين،ابـــن تيميـــة، ).ت. دار البحوث العلمية، د: الرياض(وابنه قاسمن حممد بنبعبد الرمحنالشيخ

دار : عمـان(، حتقيـق حممـد الطـاهر امليـساوي مقاصـد الـشريعة اإلسـالميةابن عاشور، حممد الطاهر، ).1421/2001، 2النفائس، ط

ي التمهيـد لمـا فـي الموطـأ مـن المعـانابن عبد الرب، أبو عمر يوسف بـن عبـد اهللا بـن حممـد النمـري، : دار البيـــضاء(، حتقيـــق مـــصطفى بـــن أمحـــد العلـــوي وحممـــد عبـــد الكبـــري البكـــري واألســـانيد

.)هـ1387وزارة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية، : املغربالــديباج المــذهب فــي معرفــة أعيــان ابــن فرحــون، إبــراهيم بــن علــي بــن حممــد برهــان الــدين اليعمــري،

.)ت. دار الرتاث، د: القاهرة(لنور حتقيق حممد األمحدي أبو اعلماء المذهب، روضــة النــاظر املقدســي، أبــو حممــد موفــق الــدين عبــد اهللا بــن أمحــد بــن حممــد اجلمــاعيليابــن قدامــة،

مؤسـسة : بـريوت(وجنـة المنـاظر فـي أصـول الفقـه علـى مـذهب اإلمـام أحمـد بـن حنبـل.)1423/2002الريان للطباعة والنشر والتوزيع،

دار اخلـري، : بـريوت(تفـسير القـرآن العظـيمإمساعيل بـن عمـر بـن كثـري القرشـي، أبو الفداءابن كثري، .)1412/1991، 2ط

مكتبــة مــدبويل، : القــاهرة(اإلمــام الــشافعي وتأســيس األيديولوجيــة الوســطيةأبــو زيــد، نــصر حامــد، ).م1996

ـــ188 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

.)م1994، 2العريب، طاملركز الثقايف : بريوت(دراسة في علوم القرآن : مفهوم النصأبو زيد، نصر حامد، .)1994املركز الثقايف العريب، : بريوت(دراسة في علوم القرآن: مفهوم النصأبو زيد، نصر حامد،

.)1995مطبعة مدبويل، : القاهرة(نقد الخطاب الدينيأبو زيد، نصر حامد، تطبيقيـــةدراســـة نظريـــة: االســـتقراء وأثـــره فـــي القواعـــد األصـــولية والفقهيـــةأمحـــد، الطيـــب الـــسنوسي،

).1430/2009، 3دار التدمرية، ط: الرياض(مؤســسة الفرقــان، : لنــدن(الــدليل اإلرشــادي لدراســة مقاصــد الــشريعة اإلســالميةإمــام، حممــد كمــال الــدين،

). 2007، 1ط، حتقيـق عمـاد الـدين أمحـد كتـاب تمهيـد األوائـل وتلخـيص الـدالئلالباقالين، أبو بكر حممد بـن الطيـب،

.)1407/1987، 1مؤسسة الكتب الثقافية، ط:بريوت(حيدر دار : عمــان(، حتقيــق حممــد عــصام القــضاة االنتــصار للقــرآنالبــاقالين، القاضــي أبــو بكــر ابــن الطيــب،

.)، جزآن1422/2001دار ابن حزم، ط: بريوت/ الفتح حلوشــاين ، حتقيــق شــريفة بنــت علــي بــن ســليمان االمقتــرح فــي المــصطلحالــربوي الــشافعي، حممــد بــن حممــد،

).1424/2004، 1دار الوراق، ط: بريوت().1999مركز النشر اجلامعي، : تونس(قراءة جديدة فى آيات االحكام: القرآن والتشريعبلعيد، الصادق،

.)مكتبة الشباب العلمية، دز ت: لكناؤ(مقاصد الشريعة الخاصة بالتصرفات الماليةبن زغيبة، عز الدين، دار : طنطـــا(إلـــى أمتـــهقـــة نقـــل الـــنص القرآنـــي مـــن رســـول اهللا وثاجبــل، حممـــد حـــسن حــسن، ).ت. الصحابة للرتاث، د

، 1دار ىالكتــب العلميــة، ط: بــريوت(التعريفــات ،علــي بــن حممــد بــن علــي الــزين الــشريفاجلرجــاين، .)م1983/هـ1403).1422/2002، 1دار النفائس، ط: عمان(طرق الكشف عن مقاصد الشارعجغيم، نعمان،

دار : دمـشق(دراسـة نقديـة: ، الحداثيون العرب في العقود الثالثة األخيرة والقرآن الكريميالين، مفتاحاجل.)م2006النهضة،

ــدادحــرب، علــي، ــد : االســتالب واالرت ــو زي ــين روجيــه غــارودي ونــصر حامــد أب الــدار /بــريوت(اإلســالم ب.)م1997، 1املركز الثقايف العريب، ط: البيضاء

.)م1993، 1املركز الثقايف العريب، ط: بريوت والدار البيضاء(والحقيقة النص حرب، علي، .)م1995، 2املركز الثقايف العريب، ط: بريوت(نقد النصحرب، علي،

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 189ا

مكتبــة : الريــاض(ضــوابط اعتبــار المقاصــد فــي مجــال االجتهــاد وأثرهــا الفقهــيحــرز اهللا، عبــد القــادر، ).1428/2007، 1الرشد، ط

مكتبــة : القــاهرة(منــاهج األصــوليين فــي طــرق دالالت األلفــاظ علــى األحكــامبكر، احلــسن، خليفــة بــا.)1981، 1وهبة، ط

: حتقيـقشـرح الطحاويـة فـي العقيـدة الـسلفية،احلنفي، صدر الدين علي بن علي بـن حممـد بـن أيب العـز، .)ت. مكتبة الرياض احلديثة، د: الرياض(أمحد حممد شاكر

مؤسسة : بريوت(ختالف في القواعد األصولية في اختالف الفقهاء أثر االاخلن، مصطفى سعيد، ).م2012، 1الرسالة، ط

، حتقيـق حممـد أبـو األجفـان والطـاهر املعمـوري شـرح حـدود ابـن عرفـةالرصاع، أبو عبـد اهللا حممـد األنـصاري، ). 1993، 1دار الغرب اإلسالمي، ط: بريوت(

املعهـد العـاملي للفكـر اإلسـالمي، :فريجينيـا(الـشاطبيعند اإلمـام نظرية المقاصدالريسوين، أمحد، .)1415/1995، 4ط

املعهـد العـاملي للفكـر اإلسـالمي، :فريجينيـا(عنـد اإلمـام الـشاطبينظريـة المقاصـدالريسوين، أمحـد، .)1415/1995، 4ط

.)1986، 1دار الفكر، ط: دمشق(أصول الفقه اإلسالميالزحيلي، وهبة، مجلــة اإلســالم فــي ، "أصــول الفقــه يف مواجهـة اهلرمنيوطيقــا الفلـسفية"در كـرمي، زنكـي، جنــم الـدين قــا

لــد آســيا اجلامعــة اإلســـالمية -م، كواالملبــور، مركـــز البحــوث2006، يوليــو 1، العـــدد 3، ا.العاملية مباليزيا

تــاب دراســة للجــزء األول مــن ك: تأرخييــة الكتابــة عنــد ابــن أيب داود السجــستاين"زيــن، إبــراهيم حممــد، جامعــة الكويــت،–جملــس الــنش العلمــي المجلــة العربيــة للعلــوم اإلنــسانية،، "املــصاحف

.1998ربيع ، 62العدد ، 16السنة الــسبكي، تــاج الــدين عبــد الوهــاب بــن علــي، مجــع اجلوامــع يف أصــول الفقــه، تعليــق عبــد املــنعم خليــل

)م2003، 2دار الكتب العلمية، ط: بريوت(إبراهيم : ، حتقيــقكتــاب المــصاحفو بكــر عبــد اهللا بــن ســليمان بــن األشــعث السجــستاين، أبــ،السجــستاين

ــــــــــــسبحان واعــــــــــــظ ، 2دار البــــــــــــشائر اإلســــــــــــالمية، ط: بــــــــــــريوت(حمــــــــــــب الــــــــــــدين عبــــــــــــد ال).م2002/ه1423

ـــ190 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

دار ابـن اجلـوزي، : الدمام(اعتبار المآالت ومراعاة نتائج التصرفات السنوسي، عبد الرمحن بن معمرن .)ه1424، 1ط

، حتقيـق ، الموافقات فـي أصـول الـشريعةأبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطيالشاطيب، .)ت. دار الكتب العلمية، د: بريوت(عبد اهللا دراز وحممد عبد اهللا دراز

املكتبـة : بـريوت(، حتقيق أمحد حممد شاكر الرسالةالشافعي، أبو عبد اهللا حممد بن إدريس القرشي املطليب، .).ت. العلمية، د

.)م1990، 2مطبعة األهايل، ط: دمشق(قراءة معاصرة : الكتاب والقرآنشحرور، حممد، يد، في قراءة النص ، يف "أمنوذجا" اإلتقان يف علوم القرآن":يف قراءة الرتاث الديين"الشريف، عبد ا

.)1990، 2الدار التونسية للنشر، ط: تونس(الدينيمــصحف العثمــاني وأوهــام المــستئرقين فــي قــراءات القــرآن رســم الشــليب، عبــد الفتــاح إمساعيــل،

.)م1999/ه1419، 4مكتبة وهبة، ط: القاهرة(دوافعها ودفعها: الكريم، حتقيق حممد أمحد شاكر جامع البيان في تأويل القرآنحممد بن جرير بن يزيد، لطربي، أبو جعفر ا

.)1420/2000، 1مؤسسة الرسالة، ط: بريوت(املعهـــــد العـــــاملي للفكـــــر : فرجينيـــــا(المقاصـــــد العامـــــة للـــــشريعة اإلســـــالميةد، العـــــامل، يوســـــف حامـــــ

.)1415/1994، 2اإلسالمي، ط: دمــشق/املعهــد العــاملي للفكــر اإلســالمي: فريجينيــا(نحــو تفعيــل مقاصــد الــشريعة عطيـة، مجــال الــدين، .)1422/2001، 1ط: دار الفكر

اهليئـــة املـــصرية العامـــة : القـــاهرة(اإلســـالميالقـــيم الـــضرورية ومقاصـــد التـــشريععلـــوان، فهمـــي حممـــد، .)1989، 1للكتاب، ط

.)1421/2001، 1دار اهلادي، ط: بريوت(مقاصد الشريعة العلواين، طه جابر، دراســة لــسانية لمنـاهج علمــاء األصــول فــي : علــم التخاطـب اإلســالميعلـي، حممــد حممـد يــونس،

. )2006، 1دار املدار اإلسالمي، ط: بريوت(فهم النصحممد عبد الـسالم عبـد الـشايفحتقيق من علم األصول، المستصفى الغزايل، حممد حممد أبو حامد،

.)1413/1993، 1دار الكتب العلمية، ط: بريوت(املعهـد العـاملي للفكـر (حقـوق غيـر المـسلم فـي المجتمـع اإلسـالمي: حقـوق المواطنـةالغنوشي، راشد،

.)2،1413/1993اإلسالمي، ط

أرتاليم و -منت عة الشر مقاصد ن ب ام ح باط واست الشرعية النصوص م ليةف ديثةالتأو 191ا

مكتبـــــة النجـــــاح احلديثـــــة، : الـــــدار البيـــــضاء(ومكارمهـــــامقاصـــــد الـــــشريعة اإلســـــالميةالل، الفاســـــي، عـــــ1411/1991.(

اجلامعـــة اإلســـالمية : كوالملبـــور(الفكـــر الـــديني فـــي مواجهـــة تحـــديات الحداثـــةفتـــاح، عرفـــان عبـــد احلميـــد، .)ه1422العاملية مباليزيا،

اجلامعــــة : كوالملبـــور(ديات الحداثــــةالفكــــر الـــديني فــــي مواجهــــة تحـــفتـــاح، عرفـــان عبــــد احلميـــد، .)ه1422اإلسالمية العاملية مباليزيا،

دار : عمــان(اليهوديــة عــرض تــاريخي والحركـات الحديثــة فــي اليهوديــة فتـاح، عرفــان عبـد احلميــد، .)1417/1997، 1عمار، ط

دراســـة فـــي فقـــه مقاصـــد الـــشريعة بـــين المقاصـــد الكليـــة والنـــصوص الجزئيـــة القرضـــاوي، يوســـف، .)2006، 1دار الشروق، ط: القارة(صحوة املقاصدية ال

.219العدد مجلة البيان،، "أم والءات خمتلة؟... عقول حمتلة! دعاة اللربلة"كامل، عبد العزيز، .)1406/1986، 1دار الوفاء، ط: القاهرة(العصرانيون معتزلة العصر كمال، يوسف،

، 1دار قتيبــة، ط: دمــشق/بــريوت(وطــرق االســتنباطالــدالالت الكنــدي، إبــراهيم بــن أمحــد بــن ســليمان، 1419/1998(.

الكواكـب الدريـة لـشرح الـدرة المـضية فـي : املسمى بـشرح العقيدة السفارينية مانع، حممد عبد العزيز، أضـواء الـسلف، : الريـاض(، حتقيق أبو حممد أشـرف بـن عبـد املقـصود عقد أهل الفرقة المرضية

.)1418/1997، 1ط، 1دار احلــديث، ط: القــاهرة(مباحــث أصــولية فــي تقــسيمات األلفــاظمــد عبــد العــاطي، حممــد علــي، حم

1428.(يد، )2006، 1دار الغرب اإلسالمية، ط: بريوت(مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة النجار، عبد ا

يـات اإلمجاع األصويل وأثره يف حتقيق وحدة األمة اإلسـالمية يف جمـال الفقه"اهلنداوي، حسن إبراهيم، لد التجديد، جملة "والعقائد .2012/1434عام ، 32، العدد 16، ا

دار اهلجــرة، : الريــاض(مقاصــد الــشريعة وعالقتهــا باألدلــة الــشرعيةاليــويب، حممــد بــن أمحــد بــن مــسعود، .)1418/1998، 1ط

ـــ192 والثالثنونالتجديد التاسع العدد العشرون باملقاصد-" أ"املجلد خاص م2016/ ھ1438.عدد

Al-Azami, M. M., The History of the Qur’anic Text: From Revelation to Compilation(Leicester: Islamic Academiy, 1st edn, 2003).

Eliade, Mircea (ed.), The Encyclopedia of Religion (Chicago: Encyclopedia Britanica Inc.,15th edn.).

Fredrich D.E. Schleiermarcher, "The Hermeneutics: Outline of the 1819 lecturers" in:Ormiston, Gayle L. and Schrift, Alan, Hermeneutic Tradition: From Ast toRicoeur (New York: SUNNY, 1990).

Friedman, Richard Elliot, Who Wrote the Bible? (San Francisco: Harper San Francisco,1997).

Green, "Hermeneutics" in Hinnells, John R., The Routledge Companion to the Study ofReligio, (New York: Routledge, 1st edition, 2005).

Jeandround, Warner G., Theological Hermeneutics (London: Macmillan Academic andProfessional Ltd, 1991).

Madjid, Nurcholis, et all, Fiqih Lintas Agama: Membangun Masyarakat Inklusif-Pluralis(Jakarta: Yayasan Wakaf Paramadina & The Asia Foundation, 2004).

Nasir, Malki Ahmad, "Hermeneutika Kritis (Studi Kritis atas Pemikiran Habermas)",Islamia, year 1, issue no. 1, Muharram 1425/March 2004.

Suharto, Ugi, "Apakah al-Qur'an memerlukan Hermeneutika?", Islamia, year 1, issue no. 1,Muharram 1425/March 2004.

Zarkasyi, Hamid Fahmi, "Menguak Nilai Dibalik Hermeneutika", Islamia, year 1, issue no.1, Muharram 1425/March 2004, Jakarta: Khairul Bayan, 2004.

Zarkasyi, Hamid Fahmi, "Menguak Nilai Dibalik Hermeneutika.” Islamia, 1ST Year, issueNo. 1, Muharram 1425/March 2004, Jakarta: Khairul Bayan, 2004.