ANNALES ISLAMOLOGIQUES - IFAO

MINISTÈRE DE L'ÉDUCATION NATIONALE, DE L'ENSEIGNEMENT SUPÉRIEUR ET DE LA RECHERCHE

ANNALES ISLAMOLOGIQUES

© Institut français d’archéologie orientale - Le Caire

en ligne en ligne en ligne en ligne en ligne en ligne en ligne en ligne en ligne en ligne

AnIsl 49 (2016), p. 161-192

Ḫāled Ḥussayn Maḥmūd

Ǧarīmat iġtisāb al-nisāʾ fī Bilād al-Maġrib

Conditions d’utilisation

L’utilisation du contenu de ce site est limitée à un usage personnel et non commercial. Toute autre utilisation du site et de son contenu estsoumise à une autorisation préalable de l’éditeur (contact AT ifao.egnet.net). Le copyright est conservé par l’éditeur (Ifao).

Conditions of Use

You may use content in this website only for your personal, noncommercial use. Any further use of this website and its content isforbidden, unless you have obtained prior permission from the publisher (contact AT ifao.egnet.net). The copyright is retained by thepublisher (Ifao).

Dernières publications

9782724708677 Bulletin critique des Annales islamologiques 36 Agnès Charpentier (éd.)9782724708516 Ermant II Christophe Thiers9782724708363 Guide des écritures de l'Égypte ancienne Stéphane Polis (éd.)9782724708066 Guide de Deir el-Médina Guillemette Andreu-Lanoë, Dominique Valbelle9782724707892 Histoires d'amour et de mort Monica Balda-Tillier9782724709186 Lexique pratique des chantiers de fouilles et derestauration

Alain Arnaudiès, Wadie Boutros

9782724707977 Mirgissa VI Brigitte Gratien, Lauriane Miellé9782724707786 L'église de l'Archange-Michel dans le monastèrecopte de Baouît

Dominique Bénazeth (éd.)

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

1 / 1

http://www.tcpdf.org

١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٩١جريمة

وراء الكامنة االجتامعية النفسية «العوامل الصمد، عبد فضل امليل نحو االغتصاب السادي»، جملة كلية الرتبية، جامعة

أسيوط، ع١٢، ج٢، ابريل١٩٩٦م. مايسة حممد شكري، «اخلصائص الشخصية لد عينة من مرتكبي جرائم النفس (االغتصاب)، جملة دراسات نفسية، مرص،

مج٣، ع٢، ابريل١٩٩٣م.حممد الشحات اجلندي، جريمة اغتصاب اإلناث يف الفقه اإلسالمي القاهرة، العربية، النهضة دار الوضعي، بالقانون مقارنا

١٩٩٠م.يف الرحالت كتب خالل من املغاربية «املرأة العيناوي، حممد ع١٣-١٤، أمل، جملة اإلسالمية»، الوسطى العصور

١٩٩٨م، ص١٣٩-١٤٣.حممد املغراوي، «تصوف املرأة يف العرص املوحدي»، جملة البحث

التارخيي، ع٢، الرباط، ٢٠٠٤م، ص٧-١٧.حممود الفطاطري، «تصوير االغتصاب عىل الفخار اإلغريقي ذي الطراز األمحر عىل األرضية السوداء يف العرص الكالسيكي»، ج١، ،١٤ ع مرص، بنها، جامعة اآلداب، كلية جملة

٢٠٠٦م، ص١٥٧-١٧٩.

مليكة محيدي، املرأة املغربية يف عهد املرابطني: دراسة تارخيية، كنوز احلكمة، اجلزائر، ٢٠١١م.

اخلامس القرن من اإلسالمي الغرب يف املرأة دور فوزية، كرراز اهلجري إىل منتصف القرن السابع اهلجري، دار األديب

للنرش والتوزيع، وهران، ٢٠٠٦م.كريمة عبد الرؤف، عامة مدينة فاس حتى هناية عرص املوحدين، شمس، عني جامعة البنات، كلية ماجستري، رسالة

٢٠٠٥م.اهلجري، السابع القرن حتى الثاين القرن من املغربية املرأة ،—رسالة دكتوراه، كلية البنات، جامعة عني شمس، ٢٠٠٩م. هاشم العلوي، جمتمع املغرب األقىص حتى منتصف القرن الرابع املغرب، اإلسالمية، والشئون األوقاف وزارة اهلجري،

١٩٩٥م.

Marcais, G., «Sidi ʿUqba Abul-Muhajir et Kusaila», Cahiers de Tunisie 1, 1953, p. 11-17.

Rose, Vicki McNickle, «Rape as a Social Problem: A Byproduct of the Feminist Movement», Social Problems 25, 1, 1977, p. 75-89.

Schwendinger, Julia R., Schwendinger, Herman, «Rape Myths: In Legal, eoretical, and Everyday Practice», Crime and Social Justice 1, 1974, p. 18-26.

Welles, Marcia L. , Persephone’s Girdle: Narratives of Rape in Seventeenth-Century Spanish Literature, Vanderbilt University Press, Nashville, 2000.

Woodfield, Ian, «e Early History of the Viol», Proceedings of the Royal Musical Association 103, 1976-1977, p. 141-157.

Block, Sharon, «Rape Without Women: Print Culture and the Politicization of Rape, 1765-1815», e Journal of American History 89, 3, 2002, p. 849-868.

Classen, Albrecht, Sexual Violence and Rape in the Middle Ages: A Critical Discourse in Premodern German and European Literature, De Gruyter, Berlin, 2011.

Coleman, Eli, «Promoting Sexual Health and Responsible Sexual Behavior: An Introduction», e Journal of Sex Research 39, 1, 2002, p. 3-6.

Dialmy, Abdessamad, Jeunesse, sida et islam au Maroc : les comportements sexuels des Marocains, Eddif, Casablanca, 2000.

Karen, R., Burkhart, B.R., «Personality and Attitudinal Characteristics of Sexually Coercive College Males», Journal of Abnormal Psychology, 93, 2, 1984, p. 216-221.

األجنبية املراجع


AnIsl 49 (2016), p. 161-192 Ḫāled Ḥussayn MaḥmūdǦarīmat iġtisāb al-nisāʾ fī Bilād al-Maġrib© IFAO 2022 AnIsl en ligne https://www.ifao.egnet.net


حممود حسني خالد ١٩٠

احلميد، عبد الدين حميى حممد حتقيق األمثال، جممع امليداين، دار املعرفة، بريوت، د.ت.

حتقيق ج٢٤، األدب، فنون يف األرب هناية النويري، عبد السالم ترحيبي، دار الكتب العلمية، بريوت، د.ت؛ ج٣٣، دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، ١٤٢٣ هـ.

الوزاين، النوازل اجلديدة الكرب فيام ألهل فاس وغريهم من البدو واحلرض، صححه عمر بن عباد، وزارة األوقاف والشؤون

اإلسالمية، املغرب، ١٩٩٩م.الوسياين، سري الوسياين، دراسة وحتقيق عمر بن لقامن بوعصبانة،

وزارة الرتاث والثقافة، مسقط، ٢٠٠٩م.

الونرشييس، املعيار املعرب واجلامع املغرب عن فتاو أهل افريقية واألندلس واملغرب، حتقيق جمموعة من الفقهاء بإرشاف

حممد حجي، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ١٩٨١م.ياقوت احلموي، معجم األدباء، حتقيق إحسان عباس، دار الغرب

اإلسالمي، بريوت، ١٩٩٣م.حييى بن عمر القريواين، النظر واألحكام ىف مجيع أحوال السوق، التونسية الرشكة الوهاب، عبد حسنى حسن حتقيق

للتوزيع، تونس، ١٩٧٥م.

واملعربة العربية املراجع إبراهيم بن صالح اللحيدان، أحكام جريمة اغتصاب العرض يف الفقه اإلسالمي، رسالة ماجستري، قسم العدالة اجلنائية، األمنية، للعلوم نايف جامعة العليا، الدراسات كلية

الرياض، ٢٠٠٤م.اسكندر، لويس ترمجة الرومانية، اإلمرباطورية جيبون، أدورد

دار الكتاب العريب للطباعة، د.ت.مرص يف االغتصاب حاالت من «جوانب دياب، فاروق أمحد البطلمية دراسة وثائقية للوقوف عىل أسباهبا ونتائجها»، ج٢، ع٧٤، املنصورة، جامعة الرتبية، كلية جملة

سبتمرب ٢٠١٠م، ص٣٦٧-٣٨٢.حسن حسني عبد الوهاب، ورقات عن احلضارة العربية بافريقية

التونسية، مكتبة املنار، تونس، ١٩٦٦م.ع١٣-١٤، أمل، جملة الصنهاجية»، «املرأة اسكان، احلسني

الدار البيضاء، ١٩٩٨م، ص٦٥-٧٥.خالد حسني، الرق يف املغرب منذ بداية الفتح اإلسالمي وحتى هناية اهلجري (٢٣-٤٠٠هـ/٦٤٤-١٠١٠م)، الرابع القرن اآلداب، كلية مــنــشــورة، غــري ــوراه ــت دك رســالــة

جامعة عني شمس، ٢٠٠٤م.راضية ويس، آثار صدمة االغتصاب عىل املرأة، رسالة ماجستري واالجتامعية، اإلنسانية العلوم كلية منشورة، غري

جامعة منتوري، قسنطينة، اجلزائر، ٢٠٠٦م.وأحكامها واالغتصاب الزنى جنني احلميد، «إجهاض عبد زفر والتنمية، االجتامعي النوع جملة اإلسالمي»، الفقه يف

ع٥، عدن، جامعة والتدريب، للبحوث املرأة مركز نوفمرب ٢٠١١م.

زينب عبد السالم أبو الفضل، «املغتصبة وحكم رتق غشاء بكارهتا وتنسيب ولدها»، جملة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة،

ع٦٢، يناير ٢٠١٢م.دراســة املغرب، يف واجلنس ــرأة امل الدياملي، الصمد عبد سوسيوحتليلية، دار النرش املغربية، الدار البيضاء، ١٩٨٥م. عبد املنعم توفيق، سيكولوجية االغتصاب، دار الفكر اجلامعي،

اإلسكندرية، ١٩٩٤م.الرحالت كتب خالل من تادال يف «املــرأة دندش، عصمت ،٤٤ ع ــاهــل، ــن امل جمــلــة ــوســيــط»، الــعــرص ال يف

١٩٩٤، ص١٤٤-١٥٨.عقيل بن عبد الرمحن العقيل، «أحكام اغتصاب املرأة يف الرشيعة اإلسالمية والقانون الوضعي»، جملة القضائية، السعودية،

ع٦، مارس ٢٠١٣م.ترمجة باملغرب، الفاطمية اخلالفة ـــدرشاوي، ال فرحات محادي الساحيل، دار الغرب االسالمي، بريوت، ١٩٩٤م.ــار ــع ــصــاب الـــعـــذراء وال ــت ــــور، «اغ ــد حــســن األن ــري فالدراسات مركز جملة يوريبيديس»، أيون مرسحية يف ،٢٨ ع مرص، شمس، عني جامعة والنقوش، الربدية

ج١، ٢٠١١م، ص١-٢١.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٨٩جريمة

سعد، الـــرءوف عبد طه حتقيق املــوطــأ، رشح ــاين، ــزرق المكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ٢٠٠٣م.

الطناحي حممد حممود حتقيق ،الكرب الشافعية طبقات السبكي، والنرش للطباعة هجر ط٢، احللو، حممد الفتاح وعبد

والتوزيع، اجليزة، ١٤١٣هـ.سحنون، املدونة الكرب، حتقيق زكريا عمريات، دار الكتب العلمية،

بريوت، ١٩٩٤م.بروفنسال، وليفي كوالن حتقيق احلسبة، آداب يف السقطي،

إرنست لورو، باريس، ١٩٣١م.حتقيق األقــىص، املغرب دول ألخبار االستقصا السالوي، الدار الكتاب، دار النارصي، وحممد جعفر النارصي

البيضاء، د.ت.الشامخي، كتاب السري، املطبعة البارونية، القاهرة، ١٣٠١هـ.

ضمن (نرش املخلصون به أكرم فيام املصون الرس الصديف، ودراسات دفينة نصوص – اإلسالمي الغرب كتاب اإلنسانية، والعلوم اآلداب كلية ط٢، ملحمد الرشيف)،

جامعة عبد امللك السعدي، تطوان، ١٩٩٩م.الصفدي، الوايف بالوفيات، حتقيق أمحد األرناؤوط وتركي مصطفى،

دار إحياء الرتاث، بريوت، ٢٠٠٠م.الطربي، تاريخ االمم وامللوك، ط٣، دار الكتب، بريوت، ١٩٩١م.حتقيق نفوسة، مسائل رستم، بن الرمحن عبد بن الوهاب عبد غرداية، العربية، املطبعة طالي، حممد إبراهيم وترتيب

١٩٨٩م.عياض (القايض)، ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك، حتقيق حممد سامل هاشم، دار الكتب العلمية،

بريوت، ١٩٩٨م.عمر، عيل حتقيق عياض، القايض شيوخ فهرست الغنية: ،—

مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ٢٠٠٣م. حتقيق األحكام، نوازل يف احلكام مذاهب حممد، وولده عياض وتعليق حممد بن رشيفة، دار الغرب اإلسالمي، بريوت،

١٩٩٠م.حجي، حممد حتقيق ج٨، املالكية، فروع يف الذخرية القرايف، حتقيق ج١٢، ١٩٩٤م؛ بريوت، اإلسالمي، دار الغرب حممد بو خبزة، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ١٩٩٤م.القفطي، إخبار العلامء بأخبار احلكامء، دار اآلثار، بريوت، د.ت.

اهلادي وحتقيق نرش اجلبنياين، إسحاق أيب مناقب اللبيدي، روجيه إدريس، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، اجلزائر،

١٩٥٩م.اللخمي، التبرصة، حتقيق أمحد عبد الكريم نجيب، وزارة األوقاف

والشؤون اإلسالمية، قطر، ٢٠١١.المي، دار الغرب د املختار الس املازري، رشح التلقني، حتقيق حمم

اإلسالمي، بريوت، ٢٠٠٨م.املالكي، رياض النفوس يف طبقات علامء القريوان وافريقية، حتقيق بريوت، اإلسالمي، الغرب دار ط٢، البكوش، بشري

١٩٩٤م.جمهول، مجع تواريخ فاس، مطبعة برنارد ويرزي، بالرم، ١٨٧٨م.اهلجري)، السادس القرن كتاب من مراكيش (كاتب جمهول زغلول سعد حتقيق األمصار، عجائب يف االستبصار عبد احلميد، دار النرش املغربية، الدار البيضاء، ١٩٨٥م.

حممد بن سحنون، كتاب االجوبة، حتقيق ودراسة حامد العلويني، دار سحنون للنرش، تونس، ٢٠٠٠م.

مذهب عىل الفتو يف املالك العيل فتح عليش، بن حممد اإلمام مالك، دار املعرفة، د.ت.

املديني، سرية امحد بن طولون، حتقيق حممد عيل كرد، مطبعة الرتقي، دمشق، ١٩٣٩م.

حتقيق ج١، عياض، القايض أخبار يف الرياض أزهار املقري، والرتمجة التأليف جلنة طبعة وآخرون، السقا مصطفى

والنرش، القاهرة، ١٩٣٩م.وزيرها وذكر الرطيب األندلس غصن يف الطيب نفح ،—لسان الدين بن اخلطيب، حتقيق احسان عباس، دار صادر،

بريوت، ١٩٦٨م. حتقيق اخللفا، الفاطميني األئمة ذكر يف احلنفا اتعاظ املقريزي، مجال الدين الشيال، دار الفكر العريب، القاهرة، ١٩٤٨م.—، املواعظ واالعتبار بذكر اخلطط واآلثار، دار الكتب العلمية،

بريوت، ١٤١٨هـ.—، كتاب املقفى الكبري، حتقيق حممد اليعالوي، ط١، دار الغرب

اإلسالمي، بريوت ١٩٩١م.حتقيق احلكام، حتفة رشح يف واإلحكام اإلتقان الفايس، ميارة العلمية، الكتب دار الرمحن، عبد حسن عبد اللطيف

بريوت، ٢٠٠٠م.




حممود حسني خالد ١٨٨

ضمن واحلسبة، القضاء يف عبدون ابن رسالة عبدون، ابن نرش واملحتسب، احلسبة آداب يف ثالث رسائل ليفى بروفنسال، املعهد العلمي الفرنيس لآلثار الرشقية،

بالقاهرة، ١٩٥٥م.واملغرب، األندلس أخبار يف املغرب البيان كتاب عذاري، ابن حتقيق ج.س كوالن وليفي بروفنسال، ط٣، دار الثقافة،

بريوت، ١٩٨٣م.ابن فرحون، تبرصة احلكام يف أصول األقضية ومناهج األحكام،

مكتبة الكليات األزهرية، القاهرة، ١٩٨٦م.األعالم من حل من ذكر يف االقتباس جذوة القايض، ابن الرباط، والوراقة، للطباعة املنصور دار مدينة فاس،

١٩٧٣م.رضا، نزار وحتقيق رشح النساء، أخبار اجلوزية، قيم ابن

دار مكتبة احلياة، بريوت، ١٩٨٢م.ابن كثري، البداية والنهاية، مكتبة املعارف، بريوت، د.ت.

ابن منظور، لسان العرب، دار صادر، بريوت، د.ت.حتقيق اإلعجاب، ونخبة األلباب حتفة الغرناطي، حامد أبو

عيل عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ٢٠٠٣م.أبو زكرياء، كتاب السرية وأخبار األئمة، حتقيق عبد الرمحن ايوب،

الدار التونسية للنرش، تونس، ١٩٨٥م.وحتقيق نرش خلف، بن حمرز مناقب الفاريس، الطاهر أبو روجيه ادريس، كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، اجلزائر،

١٩٥٩م.حتقيق املصلني، واختالف اإلسالميني مقاالت األشعري، املرصية، النهضة مكتبة احلميد، عبد الدين حممد حميى

القاهرة، ١٩٥٠م.اطفيش، رشح كتاب النيل وشفاء العليل، ط٢، دار الرتاث العريب،

ليبيا، ١٩٧٢م.الفريوز آبادي، القاموس املحيط، دار اجليل، بريوت، د.ت.

اجلمييل، سيد حتقيق األحكام، أصول يف اإلحكام اآلمــدي، دار الكتاب العريب، بريوت، ١٩٨٤م.

سويسى، بشري حممد حتقيق املنتخب، الفاتح السدير االوجيل، منشورات مركز جهاد الليبيني، اجلامهريية الليبية، ١٩٩٨م.األمني حممد حتقيق املدونة، اختصار يف التهذيب الرباذعي، للدراسات البحوث دار الشيخ، بن ولد حممد سامل

اإلسالمية وإحياء الرتاث، ديب، ٢٠٠٢ م.

الربزيل، جامع مسائل األحكام ملا نزل من القضايا باملفتني واحلكام، حتقيق حممد احلبيب اهليلة، دار الغرب اإلسالمي، بريوت،

٢٠٠٢م. ليوفن فان أدريان حتقيق واملاملك، املسالك كتاب البكري، واندري فريي، الدار العربية للكتاب، تونس، ١٩٩٢م.

ليبيا، طرابلس، والتوزيع، للنرش الفرجاين دار الرحلة، التجاين، د.ت.

وصححه ضبطه التحفة، رشح يف البهجة الــتــســويل، بريوت، العلمية، الكتب دار شاهني، القادر عبد حممد

١٩٩٨م.صادر، دار الشاجلى، عبود حتقيق الشدة، بعد الفرج التنوخي،

بريوت، ١٩٧٨م.اجلاحظ، احليوان، ط٢، دار الكتب العلمية، بريوت، ١٤٢٤هـ.

احلمريي، الروض املعطار يف خرب األقطار، حتقيق إحسان عباس، ط٢، مؤسسة نارص للثقافة، بريوت، ١٩٨٠م.

اخلشنى، طبقات علامء افريقية، دار الكتاب اللبناين، بريوت، د.ت.كتاب (من باملغرب الفاطمية الدولة تاريخ إدريس، الداعي عيون األخبار وفنون اآلثار يف فضائل األئمة األطهار)، ١٩٧٩م، تونس، الــدرشاوي، فرحات نرشه ج٥، األندلس دار غالب، مصطفى حتقيق والسبع السادس،

للطباعة والنرش، بريوت، ١٩٨٧م.الدباغ، معامل اإليامن يف معرفة أهل القريوان، حتقيق إبراهيم شبوح

وآخرين، مكتبة اخلانجي، مرص، ١٩٦٨م.طالي، إبراهيم حتقيق باملغرب، املشائخ طبقات الدرجيني،

مطبعة البعث، قسنطينة، ١٩٧٤م.رشح يف التأويل لطائف ونتائج التحصيل مناهج الرجراجي، مياطي ل مشكالهتا، اعتنى بنرشه أبو الفضل الد املدونة وح

، دار ابن حزم، بريوت، ٢٠٠٧م. وأمحد بن عيلالرعيني، مواهب اجلليل يف رشح خمترص خليل، دار الفكر، بريوت،

١٩٩٢م.حتقيق واملغرب، أفريقيا تاريخ من قطعة القريواين، الرقيق عبد اهللا الزيدان وعز الدين مويس، دار الغرب اإلسالمي،

بريوت، ١٩٩٠م.الزجايل، أمثال العوام يف األندلس، حتقيق حممد بنرشيفة، منشورات وزارة الدولة املكلفة بالشؤون الثقافية والتعليم األصيل،

مطبعة حممد اخلامس الثقافية اجلامعية، فاس، ١٩٧١م.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٨٧جريمة

املصادر

مؤنس،ط٢، حسني حتقيق السرياء، احللة كتاب األبــار، ابن دار املعارف، القاهرة، ١٩٨٥م.

تدمري، السالم عبد عمر حتقيق التاريخ، يف الكامل األثري، ابن دار الكتاب العريب، بريوت، ١٩٩٧م.

ملوك اخبار يف القرطاس بروض املطرب األنيس زرع، أيب ابن املغرب و تاريخ مدينة فاس، دار املنصور للطباعة، الرباط،

١٩٧٢م.ابن أيب زيد القريواين، النوادر والزيادات عىل ما يف املدونة من غريها من األمهات، حتقيق حممد عبد العزيز الدباغ وآخرون، دار

الغرب االسالمي، بريوت، ١٩٩٩م.—، الرسالة، ط٢، مطبعة احللبي، القاهرة، ١٩٤٩م.

البدع أهل عىل الرد يف املحرقة الصواعق اهليتمي، حجر ابن الرسالة، مؤسسة الرتكي، الرمحن عبد حتقيق والزندقة،

بريوت، ١٩٩٧م.حتقيق مرص، قضاة عن اإلرص رفع العسقالين، حجر ابن دكتور عيل حممد عمر، مكتبة اخلانجي، القاهرة، ١٩٩٨م.جلول وتعليق حتقيق وسريهتم، عبيد بني ملوك أخبار محاد، ابن

امحد البدو، املؤسسة الوطنية، اجلزائر، ١٩٨٤م.ابن حوقل، صورة األرض، منشورات دار مكتبة احلياة، بريوت،

١٩٩٢م.حتقيق ـــالم، اإلس دعــائــم الــنــعــامن، الــقــايض حيون ــن اب

أصف بن عيل اصغر، دار املعارف، القاهرة، ١٩٦٥م.الثقافة، دار القايض، وداد حتقيق الدعوة، افتتاح رسالة ،—

بريوت، ١٩٧٠م.الفرنيس املعهد ميزرا، وحيد حممد حتقيق االقتصار، كتاب ،—

للدراسات العربية، دمشق، ١٩٥٧م.—، املجالس واملسايرات، حتقيق جمموعة بإرشاف حممد اليعالوي،

ط٢، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ١٩٩٧م.ابن خاقان، قالئد العقيان، قدم له ووضع فهارسه حممد العنايب، اإلسالمي»، تراثنا «من سلسة تونس، العتيقة، املكتبة

رقم (١)، د.ت.

ابن اخلطيب، تاريخ املغرب العريب يف العرص الوسيط (القسم الثالث من كتاب أعامل األعالم)، حتقيق أمحد خمتار العبادي، حممد

إبراهيم الكتاين، دار الكتاب، الدار البيضاء ١٩٦٤م.عنان، عبداهللا حممد حتقيق غرناطة، أخبار يف اإلحاطة ،—

دار املعارف، القاهرة، د.ت.العرب أيام يف واخلرب املبتدأ وديوان العرب كتاب خلدون، ابن والعجم والرببر ومن عارصهم من ذو السلطان األكرب،

دار الكتاب اللبنانى، بريوت، ١٩٨٣م. يف والتعليل والتوجيه والرشح والتحصيل البيان رشد، ابن مسائل املستخرجة، حتقيق حممد حجي، ط٢، دار الغرب

اإلسالمي، بريوت، ١٩٨٨م.—، الفتاوي، حتقيق املختار بن طاهر التلييل، دار الغرب االسالمي،

بريوت، ١٩٨٧م.—، املقدمات املمهدات لبيان ما اقتضته رسوم املدونة من األحكام مسائلها ألمهات املحكامت والتحصيالت الرشعيات اإلسالمي، الغرب دار حجي، حممد حتقيق املشكالت،

بريوت، ١٩٨٨م.ابن سعيد، الغصون اليانعة يف حماسن شعراء املائة السابعة، حتقيق إبراهيم اإلبياري، ط٢، دار املعارف، القاهرة، ١٩٦٧م.

املكتب منشورات العريب، اسامعيل حتقيق اجلغرافيا، كتاب ،—التجاري للطباعة والنرش، بريوت، ١٩٧٠م.

نارص حممد حتقيق الرستميني، األئمة أخبار الصغري، ابن وابراهيم بحاز، دار الغرب اإلسالمي، بريوت، ١٩٨٦م.حتقيق التشبيهات، عجائب عىل التنبيهات غرائب ظافر، ابن اجلويني، الصاوي مصطفى ســالم، حممد زغلول

دار املعارف، القاهرة، د.ت.حتقيق املالكي، املدينة أهل فقه يف الكايف كتاب الرب، عبد ابن احلديثة، الرياض مكتبة ط٢، ماديك، ولد حممد أحيد

الرياض، ١٩٨٠م.عامر، املنعم عبد حتقيق واملغرب، مرص فتوح احلكم، عبد ابن

جلنة البيان العريب، القاهرة، ١٩٦١م.




حممود حسني خالد ١٨٦

جرائم في بالضحايا الجناة صلة ما االغتصاب؟ جريمة محاربة في والمجتمع السلطة دور ما معها؟ يتعامل كان االغتصاب؟ وهل ثمة مفارقة بين اغتصاب المرأة على يد رجل تعرفه وآخر غير معروف على نفسيتها؟ ما سن الجناة في جرائم االغتصاب؟ وما حالتهم المهنية والعلمية؟ وكيف كانت عالقة المغتصبة بزوجها بعد جريمة االغتصاب؟

وغيرها من التساؤالت.

واملراجع املصادر قائمة

املخطوطات حممد الشحات اجلندي، جريمة اغتصاب اإلناث يف الفقه اإلسالمي القاهرة، العربية، النهضة دار الوضعي، بالقانون مقارنا

١٩٩٠م.بمعهد خمطوط العارفني، وانس الناظرين هبجة االزمــوري،

املخطوطات العربية حتت رقم ٤٣٧، تاريخ.املرصية باهليئة خمطوط نوازله، رستم، بن الوهاب عبد بن أفلح ميكروفيلم ب ــم ٢١٥٨٢ رق حتت للكتاب، العامة

.١٦٩٥٢الربادي، اجلواهر املنتقاة يف إمتام ما أخل به كتاب الطبقات ألبى حتت للكتاب، العامة باهليئة خمطوط الدرجيني، العباس

رقم ٨٤٥٦ ح عربى، ميكروفيلم ١٥٨٤٣.يف املوجود األصل عن منقولة نسخة نفوسة، سري البغطوري،

مكتبة جربة، اجلزائر.بمعهد خمطوط الرتسيل، غطاء كشف يف اجلزيل العطاء البلوي، األوىل املعهد بعثة ١٥٤ رقم حتت العربية املخطوطات

إىل املغرب.

بمعهد خمطوط االلتزام، مسائل ىف الكالم حترير الرعيني، اىل املعهد بعثة رقم ٢٤، حتت العربية، املخطوطات

طرابلس/ليبيا.سحنون، املسائل املتعلقة باملغارسة، خمطوط بمركز جهاد الليبيني،

ليبيا، حتت رقم ١٧١٤. حتت العربية، املخطوطات بمعهد خمطوط نـوازله، القرصي،

رقم ١٤٤، بعثة املعهد اىل موريتانيا.جمهول، ذكر بالد افريقية وحدودها، خمطوط بمعهد املخطوطات

العربية حتت رقم ٨٠ جغرافيا غري مفهرس.جمهول، مناقب أبى العباس السبتي، خمطوط بمعهد املخطوطات

العربية حتت رقم ٢٠ ٨٩ تاريخ مفهرس.العربية، املخطوطات بمعهد خمطوط نـوازله، سحنون، بن حممد

حتت رقم ٦٦٩ فقه مالك.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٨٥جريمة

ومن حصاد الدراسة يمكن الخروج ببعض النتائج من أهمها:- لم تصل حاالت جرائم االغتصاب التي تم رصدها خالل فترة البحث إلى حد الظاهرة اإلجرامية؛ نتيجة عوامل تتعلق بانتشار جواري المتعة مقابل مبالغ زهيدة، فضال عن خصوصية المحافظة والطبيعة القبلية اللتين طبعتا المجتمع

المغربي عصر الدراسة.جريمة االغتصاب على فئة اجتماعية محددة سواء بالنسبة للمعتدي أو المعتد عليها، حيث شملت تقتصر – لم

أفراد البالط والعامة، واألحرار والرقيق، واألشراف والمهمشين.المخالفين من االنتقام في الرغبة في ممثال المرصودة االغتصاب حاالت أغلب على السياسي البعد – سيطر دوافع حركتها التي االغتصاب حاالت احتلت بينما نسائهم، حرمة بانتهاك وإذاللهم والمناوئين والثوار والخصوم

غريزية بحتة مرتبة ثانوية.في بيان جريمة االغتصاب والتعميق من داللتها، وإضفاء األهمية على شموال أكثر غيرهم دون المالكية – كان

سلوك الرجل وبالغ دوره في إحداثها.التي طالت الرقيق ميز الفقهاء بينهم وبين األحرار عند صياغة العقوبات المطبقة القدحية الدونية النظرة – نتيجة

على مرتكب جريمة االغتصاب.والظروف المرأة، ضد والعدوانية الدونية النظرة في االغتصاب جريمة وراء الكامنة الثانوية الدوافع تمثلت –والكلف المسكرات، وتعاطي الديني، الوازع وضعف الجنسي، الحرمان مع الزواج سن وتأخر المتدنية، المعيشية بالنساء ال سيما الجميالت، بينما مثل الدافع السياسي العامل األشد تأثيرا في تهيئة المناخ الخصب للعنف الجنسي

ضد المرأة والذي بلغ حد انتهاك العفاف واستباحة العرض. ويمكن النكاري، يزيد أبي ثورة فترة ملحوظة وفرة النساء اغتصاب بحاالت المتعلقة المصدرية المادة – شهدت تعليل ذلك بالخالف المذهبي الذي أد إلى التحامل، بغية التعميق من فظاعات وشناعات الثائر النكاري، وتشويه

حركته.شيئا وليس شريكا جنسيا فإنه يقتحم إنسانيتها ونفسيتها، لذلك كان وقع ضحيته في ير ب المغتص كان – لما االعتداء جنسيا على النساء عنيفا وتدميريا في بعض األحيان، دفع ببعضهن إلى االنتحار هروبا من حياة الذل والعار وتهديداتها، الحرب مخاطر أمام المغربيات النساء نفوس في عام بشكل المرعبة بظالله ألقى ما وهو والفضيحة،

وأفرز لديهن سلوكيات خاصة تجاه رجالهن للثبات في أرض المعركة والذود عن أعراضهن.

وال يدعي الباحث في نهاية المطاف معالجة الموضوع بشكل نهائي، أو سد جميع ثغراته، ولكنها محاولة مبدئية تساؤالت لتظل علمية، مادة بخصوصها توفرت التي التساؤالت بعض عن واإلجابة الموضوع أهمية على للتنبيه أخر قائمة تنتظر جهد الباحثين لخوض غمارها واإلجابة عنها، من قبيل: هل ارتبط االغتصاب بالدوافع العدوانية اقتصرت هل قهري؟ بشكل جريمته ارتكاب إلى الجاني دفع الذي الضحية بسلوك أيضا ارتبط أم فقط، للمغتصب وكيف المغتصبة للفتاة المجتمع نظرة ما الجماعي؟ االغتصاب عرفت أم الفردي الشكل على االغتصاب جريمة




حممود حسني خالد ١٨٤

جارية اغتصاب محاولته في ذلك وتجلى النساء، حرمات على وتعديه سيرته وسوء األخالقية، غير تصرفاته هي إليه فبادر فاستغاثت نفسها عن «وراودها النساء على المقصور الحمام خلفها دخل أنه حيث «حنة» تدعى يهودية الناس منكرين لفعله وتغير عليه أهل المدينة»٢٥٨، وثارت ضده العامة٢٥٩ بزعامة عبد الرحمن بن أبى سهل الجذامى، وحين علمت عاتكة بنت علي بن عمر بن إدريس زوجة األمير يحيى بما حل بزوجها، نصحته بالهروب، ففر أمامهم من عدوة القرويين إلى عدوة األندلس، فمات بها من ليلته أما متأثرا بجراحه أو ندما على ما صنع بنفسه وما وقع فيه من العار والخجل والفضيحة٢٦٠. وهكذا تحول حادث الحمام من مجرد جريمة أخالقية أفرزت مطلبا شعبيا بإقامة الحد على األمير إلى هيجان شعبي، ومشكل سياسي داخل األسرة االدريسية، أسفر عن نقل السلطة من أبناء محمد

بن إدريس إلى أبناء عمر بن إدريس٢٦١.وعلى ذات المنوال، وبعيدا عن مدينة فاس، وفي مهدية الزيريين تسبب اغتصاب شاب نصراني ابن أخي فاطمة على المهدية عامة أجهز حيث شعبي، غضب إلى شريفة، عربية لصبية زيري بن باديس الصنهاجي األمير حاضنة استدعى مما رجالها، لقتل المهدية إلى عسكرية قوة بإرسال فأمر الزيري، األمير حفيظة أثار مما فقتلوه، المغتصب موقفا جريئا من الشيخ القابسي، الذي قام وبعض طالبه بقيادة حركة ثورية، بدأت بتهييج مشاعر العامة، بخطبة ذات االفتيات من بالمسلمين حل بما الغوث «الغوث فقراتها بين من كان الجامع المسجد منبر على تليت عنيفة صيغة عليهم... كيف يحل لمن يعتقد اإلسالم أن يقوم في دم كافر افتض صبية من ساللة المصطفى ملسو هيلع هللا ىلص»، مما دفع السلطة

الزيرية إلى المسارعة في احتواء هذا الغضب خشية تحوله إلى ثورة عنيفة يقودها القابسي وتالمذته٢٦٢.

اخلامتة

عدة، عوامل حركتها النساء، الغتصاب جرائم عدة البحث فترة خالل شهدت المغرب بالد إن القول، خالصة أرخت والتي وتكفير المخالف، الحربية والمواجهات واالضطراب السياسي األمنية جاء على رأسها حالة الفوضى بظاللها السيئة على كرامة المرأة وعرضتها للعنف الجسدي في أبشع صوره، والذي امتد ليشمل نساء البالط والعاميات، أثارا تركت والتي الجريمة، تلك فيها تمت التي األماكن تنوعت وقد واإلماء؛ واألحرار والقاصرات، والمتزوجات الرجال أيدي على حتفهن أخريات لقيت حين في االنتحار، إلى الحاالت بعض في ودفعتها المغتصبة على وخيمة على للثورة مباشرا دافعا كانت حيث السياسية، الحالة على بصماتها االغتصاب جريمة تركت كما أقربائهن، من السلطة التي مارس بعض أفرادها تلك الجريمة، وهو ما أفسح المجال أمام بعض الفقهاء لممارسة دورهم النضالي.

٢٥٨. ابن أبى زرع، القرطاس، ص٧٧.٢٥٩. ابن خلدون، كتاب العرب، م٤، ص٣٠.

اخلطيب، ابن ص٢١٣؛ ج١، املغرب، البيان عذاري، ابن ص٧٧-٧٨؛ القرطاس، زرع، أبى ابن ص٨٠٧؛ املسالك، كتاب ٢٦٠. البكري، تاريخ املغرب، ص٢٠٧-٢٠٨.

٢٦١. هاشم العلوي، جمتمع املغرب، ج٢، ص٤٠٦. واعتامدا عىل نصوص مصدرية ذهبت الباحثة كريمة عبد الرؤف أن حادث احلامم كان دافعا ظاهريا للثورة التي حركتها عوامل أخر اقتصادية وسياسية. انظر تفصيال لذلك يف دراستها: عامة مدينة فاس، ص٢٤٥-٢٤٧.

٢٦٢. القايض عياض، املدارك، ج٢، ص٢٢٦؛ الدباغ، معامل اإليامن، ج٣، ص١٤٠.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٨٣جريمة

بإعطاء إجابات شافية عن تلك التساؤالت، فمن المنظور الفقهي أثيرت مسألة حكم إجهاض الجنين الناتج عن عالقة م الفقيه اللخمي ه ف ٢٤٤ ت جنسية غير شرعية، فرغم إجماع الفقهاء على حرمة إسقاط المرأة جنينها بعد األربعين يوما

(ت٤٧٨هـ/١٠٨٥م) الوضعية المتأزمة للمغتصبة فأجاز لها إسقاط جنينها إن خافت القتل بظهور الحمل٢٤٥.لم يفرق الفقهاء في نقاشهم لحكم تنسيب ولد الزنى بين وضع الرضا واالختيار أو الغصب واإلكراه، وإن اختلفوا في الحكم فذهب الجمهور إلى أن الزاني ال يلحقه نسب الولد وإن ادعاه، في حين رأ بعضهم صحة التنسيب إن تزوج الزاني بالمزني بها٢٤٦، وفي حال إنكار الزوج حمل زوجته وإقرارها هي باالغتصاب انتفى عنه الولد دون لعان٢٤٧،

وأفتى الفقهاء بأنه إذا اغتصب نصراني مسلمة فـ «الولد على دين أمه ألنه زنى ال يلحق به»٢٤٨.المغتصبات بعض آثرت حين ففي المغربية، المصادر في المغتصبة أبناء بمصير المتعلقة اإلشارات هي نادرة من يتخلصن رحن ثم وضعن حتى أخريات انتظرت اإلجهاض٢٤٩، طريق عن مباشرة الجريمة آثار من التخلص المولود بإلقائه في الخرائب٢٥٠ أو اآلبار٢٥١، بينما حركت عاطفة األمومة بعضهن، فقمن بوضع المواليد في الطرقات أو على أبواب المساجد والدور ليتولى أهل البر والخير تربيتهم، وهو ما يفصح عن اندراج عدد من أبناء االغتصاب »٢٥٢، وسئل سحنون عن «امرأة ضمن اللقطاء الذين ورد ذكرهم في المصادر فهذه إشارة تخص رجال «التقط لقيطاجد «لقيط ورأته صبية وأتت به إلي والديها فانفقا عليه وعالجاه حتى كبر عندهما»٢٥٤، وعند التقطت صبية»٢٥٣، كما و»٢٥٥، ووجد الفقيه اإلباضي عبد الله بن مطكود (ق٤هـ/١٠م) باب أحد المساجد بجبل نفوسة وجد الناس «منبوذا

منبوذا على باب داره «فتولى الشيخ تربيته»٢٥٦.تكشف إحد الروايات اإلباضية عن جانب من رعاية المشايخ ألبناء االغتصاب ورعايتهم وتربيتهم وتعليمهم، فقد ولدت صبية طفال بعد اغتصابها، وحين تعرضت للقتل بيد أخيها تولى بعض الصالحين تربية ولدها، حيث سماه

مه القرآن والعلم حتى صار «شيخا إماما وقدوة وعلما يهتد به»٢٥٧. «وزال» وعللم نعدم معطيات مصدرية تومئ إلى نتائج ذات أبعاد سياسية أفرزتها جريمة االغتصاب، فقد أجمعت الروايات على أن المحرك لثورة العامة بقيادة «الجماعة العربية» ضد األمير يحيى بن يحيى بن إدريس عام (٢٥٢هـ/٨٦٦م)،

٢٤٤. انظر تفصيال لذلك عند زفر عبد احلميد، «إجهاض جنني الزنى»، ص١٩-٢٠.٢٤٥. حممد بن عليش، فتح العيل، ج١، ص٣٩٩.

٢٤٦. انظر تفصيال لذلك عند زينب عبد السالم، «املغتصبة»، ص٥١٢ـ٥٢٦.٢٤٧. ابن عبد الرب، الكايف، ج٢، ص٦١٥.

٢٤٨. الربزيل، مسائل األحكام، ج٦، ص١٨٤.٢٤٩. الوسياين، سري الوسياين، ج١، ص٣٧٠؛ حممد بن سحنون، كتاب االجوبة، ص٣٤٦.

٢٥٠. الشامخي، السري، ص٢٠١. ٢٥١. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٣٣.

٢٥٢. سحنون، املدونة الكرب، ج٧، ص٧٤. ٢٥٣. حممد بن سحنون، نوازله، ورقة ٥٨.

٢٥٤. القرصي، نوازله، ورقة ٤٨. ٢٥٥. الشامخي، السري، ص٢٣١.

٢٥٦. البغطوري، سري نفوسة، ورقة ١٠٠.٢٥٧. الشامخي، السري، ص٢٩٦.




حممود حسني خالد ١٨٢

رأين فإذا بالقيروان، البيوت فركبن «ظهور المعركة ترقب إلي أخريات نفسه الهاجس دفع بينما بهن الصفرية»٢٣٣. الغبار سائرا إلي الجبل كبرن وسجدن، وإذا رأينه مقبال صرخن واستغثن»٢٣٤. كما كان وقع هزيمة والي مدينة قابس أليما عام٥١١هـ/١١١٨م يحيى بن علي الصنهاجي األمير جيش أمام العرب من وحلفائه الدهماني مكن بن رافع على النساء الالتي صحن بأعلى أصواتهن «هكذا نستباح»٢٣٥، وهو ما نجد لها نظيرا عند نساء مدينة ميلة التي أصر األمير الصنهاجي المنصور بن يوسف بن بلكين (٣٧٤-٣٨٦هـ/٩٨٤-٩٩٦م) على استباحتها لمناصرتها الثائر أبي الفهم الخراساني٣٧٧هـ/٩٨٧-٩٨٨م، فخرج إليه نساء المدينة باكيات مستغيثات متضرعات٢٣٦؛ ويندرج في اإلطار ذاته تلك الروايات التي تشير إلى تحريض النساء للرجال في المعارك على الثبات بالدفوف والغناء خشية تعرضهن

لالغتصاب نتيجة الهزيمة وهو ما كان يثير الحمية في قلوب المقاتلين لالستماتة في ارض المعركة٢٣٧.قاطع اغتصب فقد جريمته؛ إلخفاء نفسه الجاني بيد أو قرابتها أحد يد على إما للقتل أحيانا بة المغتص تعرضت عجوز، عند واختبأت فهربت أخيها، من وخافت فحملت، وارجالن قرب تاغرويت أهل من عمياء صبية طريق نازلة ترد كما أخته٢٣٨. فذبح غيابها وقت العجوز بيت دخل حتى احتال بمكانها أخوها علم ولما عندها، وولدت عليها فهجم قصي، مكان في لسيدها غنما وهى ترعى ذات يوم فتتبعها حبا، بها غالم أولع الرقيق من جارية تخص

واغتصبها، ثم قام بقتلها٢٣٩.بة المصائب والنكبات، حيث ال يستشعر زوجها ما حل بها فيزيد من عنائها وعذابها قد تتراكم على رأس المغتص» فقرر ويقرر طالقها، مما يتسبب في بعض الخالفات؛ فقد سئل أبو زيد القيرواني عن رجل تزوج بكرا «فزنت غصبابأنه الفقيه فأفتى ثيب، صداق على هو ألح بينما بكر صداق بدفع طالبوه حين أهلها مع خالفا أحدث مما طالقها، يلزمه جميع صداقها المسمى إن كان قد دخل بها، أو نصفه إن طلقها قبل البناء٢٤٠. ولعل في مناقشة الفقهاء مسألة «رجل اغتصب امرأة فحملت منه، قال زوجها ال حاجة لي بامرأة اغتصبت، هي طالق ألبتة»٢٤١، ومسألة «من تزوج بكرا فلم يبن بها حتى غصبت على نفسها فإما رد جميع الصداق أو طلق وود نصف الصداق»٢٤٢، وقضية مالعنة

الرجل زوجته المغتصبة حال انعدام الشهود٢٤٣ ما يفصح عن خلل سببه االغتصاب في أساس البناء الزوجي. وما واألطفال، األجنة هؤالء مصير فما ووالدة، حمل حاالت إلى االغتصاب جريمة تفضي أن الطبيعي من نظرة المجتمع لهم، وهل واجه أطفال السفاح صراعا نفسيا بسبب وضعيتهم المتأزمة؟ ال تسمح ندرة المادة العلمية

٢٣٣. الرقيق القريواين، تاريخ أفريقيا واملغرب، ص٨٤.

٢٣٤. الرقيق القريواين، تاريخ أفريقيا واملغرب، ص٨٢.٢٣٥. النويري، هناية األرب، ج٢٤، ص١٣٤.

٢٣٦. احلمريي، الروض املعطار، ص٥٦٨؛ البكري، كتاب املسالك، ج٢، ص٧٢٩؛ ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٧، ص٤١٩.٢٣٧. انظر أمثلة لذلك عند الرقيق القريواين، تاريخ أفريقيا واملغرب، ص٨٤-٨٥؛ الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص٢٢٣، ٣٢٦؛

املقريزي، املقفى الكبري، ج٢، ص١٣٢-١٣٤.٢٣٨. الشامخي، السري، ج١، ص٢٩٥.

٢٣٩. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢١٨.٢٤٠. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٣، ص١٣٠، ٢٥٦.

٢٤١. ابن رشد، البيان والتحصيل، ج٥، ص٤٧٣.٢٤٢. الربزيل، مسائل األحكام، ج٢، ص٢٤٩.

٢٤٣. ابن رشد، املقدمات املمهدات، ج٣، ص٦٣٠.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٨١جريمة

ونتائجها االغتصاب جريمة عواقب

نفتقر إلى مادة مصدرية تكشف عن كيفية تعامل المجتمع مع المغتصبة، باستثناء رواية فريدة تفصح عن تعاطف المشايخ والعلماء معها ووقوفهم إلى جانبها لتخطي آثار الجريمة المفجعة، ال سيما إذا تعلق األمر بعفيفة تعجز عن إقامة البينة على اغتصابها، إذ ليس كل النساء على درجة من القدرة في التعلق بالشخص المغتصب والتشبث به٢٢٧، منه، فحملت فاغتصبها طريق قاطع يد في التعس قدرها أوقعها العفاف أهل من إباضية امرأة عن الرواية تتحدث وشاورت عجوزا في أمرها فنصحتها بأن تتشبث بأول وارد عليها؛ فكان الفقيه أبو يحيى يوسف بن أبي محمد الدلفي الذي أبد نبال مشهودا، حيث قام برعايتها واإلنفاق عليها حتى ولدت صبية، ولم يكتف بذلك بل راح ينسب المولودة

إلى نفسه٢٢٨.أما عن وقع االغتصاب على المرأة فهو أكثر أنواع العنف الموجه ضد المرأة وحشية وأشدها تدميرا للنفس والروح والبدن؛ ففضال عن أنه سلوك يطعن عفتها وكرامتها، فإنه يترك آثارا حادة وأخر مزمنة على الضحية وعلى أسرتها االنتحار على أقدمن المغتصبات النساء بعض أن يتضح المصادر مطالعة خالل فمن العمر٢٢٩. نهاية إلى تمتد قد هروبا من حياة الذل والعار والفضيحة، وهو ما تجسده رواية البكري٢٣٠ والتي تتعلق ببكر اغتصبها أحد جنود األمير حماد بن مناد حين داهم مدينة باغاية، ثم تبين لألمير أنها ابنة صديق له قديم، فأمر بسترها وحملها مع أبيها، إال أنها تحتال راحت ثم غصبني»، الذي مع رجعت وال أبي مع رجعت ال حماد يا والله قائلة «ال صوتها ورفعت رفضت عت أنها تعلم شيئا من السحر عبر كلمات تتمتم بها تمنع السيف من تأثيره «فتكلمت على على األمير لقتل نفسها، وادواستبان وعليه لها جر الذي بعد العيش وكرهت رأسها أبان ضربة السياف فضربها عنقها، ت ومد اختاروه سيف ألبيها عظم أنفتها واختيارها الموت على ما نزل بها». كما نستأنس برواية بعيدة مكانيا عن محيط البحث، تتعلق بمصر الحاكم عهد في السودان قبل من لالغتصاب بالقاهرة مصريات نساء تعرضت كثير٢٣١ ابن رواية فحسب الفاطمية، بات كانت بأمر الله «حتى أن منهن من قتلت نفسها خوفا من العار والفضيحة». ويبدو أن تعدد حاالت انتحار المغتص

وراء توجيه سؤال للفقيه سحنون حول المرأة التي تغتصب وتخاف الفضيحة «أتقتل نفسها؟ قال: ال ولتصبر»٢٣٢.لديهن ويترك المغربيات النساء نفوس في المرعبة بظالله يخيم اغتصاب من يتبعه وما السبي شبح كان ما دائما ذروته القيروان بنساء الرعب بلغ للصفرية صفوان بن حنظلة األموي الوالي قتال فأثناء أليما؛ ووقعا مرا هاجسا يرد ما وعلمن للموت... واستبسلن القتال على وعزمن السالح معهن وأخذن األولوية «عقدن بعضهن أن حتى

٢٢٧. عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٢.٢٢٨. الشامخي، السري، ج١، ص٢٨٧.

٢٢٩. راضية ويس، آثار صدمة االغتصاب، ص٦٣، ٨٥.٢٣٠. راجع التفاصيل الطريفة واملثرية عن هذه القصة عند البكري، كتاب املسالك، ج٢، ص٨٨٨-٨٨٩؛ جمهول، االستبصار، ص١٦٩-١٧٠. القائد األموي ذاهتا لإلفالت من حماولة احليلة مرصية استعملت راهبة للنسج عىل منواهلا. بخصوص حدت ببعض الكتاب ويبدو أن طرافتها قد خلفاء آخر زوجة لدن من ذاهتا احليلة استعملت كام ص٤٠٩. ج٤، واالعتبار، املواعظ املقريزي، انظر عام ١٢٠هـ اغتصاهبا حممد بن مروان

بني العباس حني حاول هوالكو اغتصاهبا. السبكي، طبقات الشافعية، ج٨، ص٢٧٣.٢٣١. ابن كثري، البداية والنهاية، ج١٢، ص١٠.

٢٣٢. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٣، ص٣١٤.




حممود حسني خالد ١٨٠

الناس دونما خجل أو حياء٢٠٩، بينما حرص غيرهم على اتخاذ كافة االحتياطات إلشباع الحاجة الجنسية والخالص من مخاطر القوانين الخلقية وتفادي العقوبات الشرعية؛ لذا كان المغتصب يتخذ من األماكن الخالية من السكان أو المارة والصحراء٢١٥ والمقابر٢١٤، المهجورة٢١٣ والبيوت والخرابات٢١٢ كالمراعي٢١١ اإلجرامي٢١٠ سلوكه لتنفيذ موطنا جنح عند خاصة غصبا٢١٩، إدخالها أو الضحية٢١٨، واستدراج بالتحايل إما الجاني٢١٧ ومنزل الجبال٢١٦، وكهوف

الظالم٢٢٠. وقد يسعى الجاني للتخلص من دليل الجريمة عن طريق قتل الضحية٢٢١.كشف دون لكن منهن، وعي غير عن جنسيا عليهن التعدي تم قد النساء بعض أن المصادر مطالعة من يستشف لتخدير معينة مواد باستعماله التكهن ويمكن اغتصابها، أجل من ضحيته لتغييب المغتصب اتبعها التي الطريقة عن يكران»٢٢٢؛ فتلك نازلة تخص دعو رفعها ضحيته خاصة وأن فقهاء الفترة قد ناقشوا مسألة «الذين يسقون الناس السزوج ضد زوجته المعروفة بالعفاف وحسن الحال، إال أنها أتت بولد ألربعة أشهر واعترف أنه وجدها بكرا، فدفعت رضت على ابن أبي زيد القيرواني نازلة تخص »٢٢٣. وع ي ذ خ ل بين ف ل بهت لب ت ان ة ف عن نفسها التهمة قائلة «كنت نائمن «أسقط بكارتها»٢٢٤. كما ترد نازلة تخص امرأة ظهر عليها الحمل وذكرت بكرا تزوجت واعترفت أنها ال تدري مبتلى به المرأة ويقبل ذلك منها أنها ال تدري من حيث أوتيت٢٢٥، وقد وجد الفقهاء مخرجا بأن ذلك وارد وأنه مما ت

شريطة أال تكون من أهل الريبة وال التهمة٢٢٦.

٢٠٩. القايض عياض، املدارك، ج١، ص٤٨٩؛ الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٢٦، ٢٧، ٢٩٨، ٤٠٧؛ ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص١٧٤، ٢١٩؛ ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٤، ص٣٢٧؛ الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص٨١، ١٤٠-١٤٢؛ الشامخي، السري، ج١،

ص١٢٧، ٤٠٠، ٤٦٢.٢١٠. الربزيل، مسائل األحكام، ج٦، ص٢٨٩.

٢١١. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢١٨؛ الصديف، الرس املصون، ص٥٥.٢١٢. الشامخي، السري، ج١، ص٢٠١.

٢١٣. اللبيدي، مناقب أيب إسحاق، ص٦٨.٢١٤. القايض عياض، املدارك، ج٢، ص٥٦.

٢١٥. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢٦٢.٢١٦. التنوخي، الفرج بعد الشدة، ج٤، ص١٦٩؛ الونرشييس، املعيار املعرب، ج١٠، ص٢٣٥.

٢١٧. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٣، ص١٣٢. ٢١٨. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢٦٣؛ ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٦، ص٣٣٠.

٢١٩. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢٦١؛ ابن سعيد، كتاب اجلغرافيا، ص٩٢.٢٢٠. ابن الصغري، أخبار األئمة، ص٩١.

٢٢١. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢١٨.٢٢٢. الربزيل، مسائل األحكام، ج٦، ص١٧٥.٢٢٣. الرعيني، مواهب اجلليل، ج٦، ص٢٩٤.

٢٢٤. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٣، ص٢٥٧.٢٢٥. عبد الوهاب بن عبد الرمحن بن رستم، مسائل نفوسة، ص١١٠.٢٢٦. عبد الوهاب بن عبد الرمحن بن رستم، مسائل نفوسة، ص١١٠.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٧٩جريمة

إذا ما دفع الفقر والعوز بعض النساء لممارسة البغاء طوعا٢٠١ فإنه تسبب أحيانا في تعرض أخريات لالغتصاب، حيث ترد نازلة تتعلق بامرأة فقيرة ألجأها االحتياج وضيق ذات اليد إلى العمل كأجيرة عند رجل بلغ به التدني وفقدان

النخوة والرجولة أن «غلبها على نفسها وأحبلها فولدت»٢٠٢.تعدت شظايا الجريمة الجنسية في حق المرأة وتجاوزت البالغات المدركات ليصيب لظاها القاصرات من األطفال، تخص نازلة (٢٥٨هـ/٨٧١م)٢٠٣ رستم بن الرحمن عبد بن الوهاب عبد اإلباضي اإلمام الفقيه على رضت ع فقد

«رجال وقع على طفلة ثم بنى بها» فجاءت الفتو بأن النكاح ال يصح «ألنه هو الزاني ال هي الزانية».ال تتوفر لدينا مادة مصدرية تمكن من إعطاء وصف دقيق لعملية االغتصاب وما يصاحبها من حيثيات ومالبسات أوالهما تتعلق الدقيقة، الخيوط ببعض اإلمساك من الكرامية وهالتهما المنقبية طبيعتهما حرمتنا روايتين باستثناء بالفقيه أبي إسحاق الجبنياني الذي دخل إحد قر إفريقية زمن فتنة أبي يزيد النكاري، واضطره الخوف من جنود أبي يزيد إلى االختباء في حجرة مهجورة، ثم ما لبث أن دخلها «فارس منهم بامرأة ذات هيئة وجمال يقودها يراودها عن نفسها. وأما أبو إسحاق فوضع خده على كتفه وهو يتطلع إلى السماء ويدعو، فنزل عن فرسه وحل سراويله وهي تتضرع إليه في أن يتركها قال: فأخذ ذكره بيده يصفر له كما يصفر لدابته قال فما جاء من نفسه شيء فتركها»٢٠٤. وإذا ما كشفت تلك الرواية عن حالة الخضوع واالستغاثة التي تتملك الضحية لإلفالت من االغتصاب دون أدنى التفات امرأة مسلح رجل داهم حيث وإيالمها، الضحية إذالل في الجاني تمادي عن تفصح الثانية الرواية فإن الجاني، من وكتفها األرض على «صرعها أن إال منه كان فما أبت، أنها إال طواعية بها الوقوع وحاول غنما، ترعى وهي بدوية االغتصاب في الجنسي الفعل أثناء ساديا يكون األحايين بعض في المغتصب أن عن يفصح ما وهو بها»٢٠٥، وهم الذي يتضمن عدوانية ونزعة إلى السيطرة ولذة بإيالم الضحية٢٠٦. ويبدو أن إدراج الفقهاء أحكام المغتصبة في باب حقوقا يستلزم مما السادية الجنسية العملية أثناء عليها المجني لها تتعرض جسدية ايذاءات عن يكشف ما الديات تعويضية عن هذه االعتداءات٢٠٧، التي قد تتعرض لها المغتصبة في حدها األدنى خالل عملية المقاومة والممانعة،

حيث أنها «ال تؤتى إال عن ضرب. ال تؤتى طائعة»٢٠٨. فيما يتعلق باألماكن التي كان يتم فيها االغتصاب ال يخالجنا شك في أن االغتصاب الهادف إلى إذالل الخصوم والثوار والمناوئين لم يكن منفذوه يهابون أحدا، حتى أن بعضهم لم يتورع في ارتكاب جريمته على مرأ ومسمع من

٢٠١. جمهول، مناقب أبى العباس السبتي، ورقة٤١٩؛ املقري، نفح الطيب، ج٧، ص٢٧٧-٢٧٨.٢٠٢. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٣، ص١٣٢.

٢٠٣. عبد الوهاب بن عبد الرمحن بن رستم، مسائل نفوسة، ص١١٠. ٢٠٤. اللبيدي، مناقب أيب إسحاق، ص٦٨.

٢٠٥. الصديف، الرس املصون، ص٥٥.٢٠٦. عبد املنعم توفيق ، سيكولوجية االغتصاب، ص٣٢؛ فضل عبد الصمد، «العوامل النفسية»، ص٣٧٩.

٢٠٧. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٣، ص٣١٤. ٢٠٨. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٨، ص٥٠٨.




حممود حسني خالد ١٧٨

لتمتع أبناء السلطة الحاكمة بسلطة كبر وبهامش كبير من الحرية زيادة على استئثارهم بما يزيد عن القوانين فقد أبناء كان الصغير١٩٢ ابن المؤرخ رواية فحسب عقاب، من خوف أو ورع دونما النساء حرمات على بعضهم تعدواحدا أن حتى أفعالهم»، من الواجب عن قد «خرجوا اليقظان (٢٤١-٢٨١هـ/٨٥٥-٨٩٤م) أبي الرستمي اإلمام خشية أو تتبعهم منهم تخليصها على يجرؤ لم أخاها أن حتى أمها، من خدامه له اختطفها بعدما بنتا اغتصب منهم قتله، وحين عجز القاضي عن القبض عليه وتوقيع العقوبة اعتزل منصبه وترك القضاء. واستغل األمير اإلدريسي جنون القاسم (٣٢٣-٣٣٧هـ/٩٣٥-٩٤٩م) سطوته ونفوذه واستولى على «أم ولد» ألحد الشعراء «واغتصبها»١٩٣. ولما كان توقيع العقوبة على أبناء الحكام حال ارتكابهم جريمة االغتصاب أمرا نادر الحدوث، أشاد البكري١٩٤ باألمير اليفرني تميم بن زيري (٤٢٤-٤٣٠هـ/١٠٣٣-١٠٣٨م) الذي كان استثناء بين األمراء في شدة الحق وإيثار العدل، مستشهدا على ذلك بقصته المشهورة بقتله «أحد بنيه الغتصابه جارية من التجار بوادي شلف». وتعرضت صبية عربية شريفة لالغتصاب من ابن أخ حاضنة األمير الصنهاجي باديس (٣٨٦-٤٠٦هـ/٩٩٦-١٠١٦م)١٩٥، ووصف ابن سعيد١٩٦ األمر أصحاب جلساء من والمال «الجاه أهل من بأنه (ت٦٠٣هـ/١٢٠٧م) السلمي عبدالله بن عمر فاس قاضي

وأرباب العليا ذا إبرام وإمضاء» وهو ما استغله أبن أخ له حيث رمى «يده في امرأة وغصبها».ئل القابسي (ت٤٣٠هـ/١٠١٢م) عن تعرضت بعض النسوة لالغتصاب من قبل األقارب وذوي المحارم، فقد سصبية رفعت شكواها للقاضي تدعي أن «ابن عمها افترعها»، ولم يكتف بذلك بل قدمها لجنود صنهاجة الذين ظلوا منه أنجبت حيث السكران ولدها يد على لالغتصاب أم تعرض إلى نازلة تشير كما متتالية١٩٧؛ أيام ثالثة يغتصبونها جارية وأخفت ذلك عنه١٩٨. ولما كان االغتصاب مواقعة المرأة كرها فقد تتعرض المرأة لالغتصاب من قبل خطيبها قبل الدخول بها، وهو ما تفصح عنه نازلة سئل من خاللها أبن أبي زيد القيرواني (ت٣٨٦هـ/٩٢٨م) عن رجل هجم على خطيبة له «هجوما فافترعها قبل الدخول»، وهو ما دفع الفقيه إلى الفتو بأنها تحرم عليه١٩٩. وأحيانا أخر قد يكره الزوج زوجته على البغاء من أجل المال، حيث ترد نازلة تخص «رجال عرض زوجته للفجور وأخرجها للفساق

وصار ينتجع بها ثم أن المرأة هربت»٢٠٠.

١٩٢. ابن الصغري، أخبار األئمة، ص٩٠-٩٢، ١٠٠.١٩٣. البكري، كتاب املسالك، ج٢، ص٨١٢.١٩٤. البكري، كتاب املسالك، ج٢، ص٨٢٨.١٩٥. القايض عياض، املدارك، ج٢، ص٢٢٩.

١٩٦. ابن سعيد، الغصون اليانعة، ص٩٢.١٩٧. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٩، ص٥٧٣.١٩٨. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤٢٨.

١٩٩. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٣، ص٢٥٦؛ الربزيل، مسائل األحكام، ج٢، ص٣١٦. ٢٠٠. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٣، ص١٣٤.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٧٧جريمة

الذين أباحوا ألنفسهم اختطاف النساء وبيعهن كرقيق في أسواق النخاسة١٧٧ عن االعتداء عليهن جنسيا ال سيما وأنهم «استحلوا المحارم وارتكبوا الكبائر»١٧٨، ففي إشارة صريحة قام قاطع طريق بخطف صبية واغتصبها فحملت منه١٧٩، وعاين فقيه إباضي يدعى أبو خرز (ق٤هـ/١٠م) بعض السالبة وقد خطفوا امرأة من نساء جبل نفوسة ثم «أخذوا في رضت على الفقيه سحنون نازلة تخص مدينتي صبرة وسوسة اللتين تعرض أهلهما لغارات مجموعة نزع ثيابها»١٨٠. وعجموعهم الحريم»١٨١ «تبلغ هتك على والتسليط األرض في رفوا «بالفساد ع السلطان أحكام تنالهم ال السالبة من عشرة آالف يأخذون النساء بالقهر والغلبة»١٨٢ «أبكارا وثيبات»١٨٣، كما استفتي الفقيه ذاته عن رفقاء من التجار قطع قوم عن سحنون (ت٢٥٦هـ/٨٦٩م)١٨٥ بن محمد ئل وس وحريمهم»١٨٤، أموالهم الطريق «واخذوا السالبة عليهم من السالبة اعتادوا أخذ النساء بالقهر والغلبة ويهتكون حرمتهن بعد تجريدهن من ثيابهن. وأعطى البكري١٨٦ تفسيرا ة على مدينة أدنة القريبة من مدينة اإلربس والمعروف بنهر النساء بأن مسلحين «أغاروا على لتسمية أحد األنهار المطلنساء أدنة وذهبوا بهن... هناك». وترد نازلة تخص مدينة سبتة التي تعرضت عام ٢٧٥هـ/٨٨٨م لغارة شديدة أسفرت شن أخر نازلة وحسب الرقيق١٨٧، أسواق في وبيعهن عليهن واالعتداء النساء من عدد بخطف المغيرين قيام عن

بعض السالبة غارة على أحد التجار أثناء مروره بالطريق وانتزعت أمواله « وأخذت زوجته»١٨٨.خالل المدينة عاشتها التي سلم الال وظروف السياسي الفراغ خالل فاس نساء معاناة مد النصوص تكشف يدخلون لحرمهم... «وتعرضوا المدينة أهل على السالبة غارات نشطت حيث الهجريين، والرابع الثالث القرنين على الناس في ديارهم فيأخذون ما يجدون فيها من الطعام ويتعرضون لنسائهم»١٨٩. وأمام هذه الظاهرة التي أقضت مضاجع أهل المدينة خوفا على أنفسهم وذراريهم من االسترقاق وعلى نسائهم من االغتصاب اتخذ السكان «غرفا ال األدبي وبأسلوبه معه»١٩٠، السلم رفع ثم وأوالده وعياله هو بسلم فيها الرجل طلع النهار عشي كان إذا لها، أدراج ومنعوا وفسقوا... فيها الذين «عاثوا هؤالء عن متحدثا المدينة سكان على الظاهرة هذه وقع عن خاقان١٩١ ابن عبر

جفون أهلها السنات وأخذوا البنين من حجور أمهاتهم والبنات».

١٧٧. سحنون، املدونة الكرب، ج١، ص١٤١؛ ابن رشد، البيان والتحصيل، ج٨، ص٨١؛ التجاين، الرحلة، ص١٨٧، ١٨٨؛ الونرشييس، املعيار املعرب، ج٩، ص٢٢٠، ٢٢١. الوزاين، النوازل اجلديدة، ج١١، ص٣٢٢.

١٧٨. .ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٧٠؛ الشامخي، السري، ج١، ص١٢٧.١٧٩. الشامخي، السري، ج١، ص٢٨٧.

١٨٠. أبو زكرياء، كتاب السرية، ص٢١٨ .١٨١. سحنون، املسائل املتعلقة باملغارسة، ورقة ١٦.

١٨٢. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٦، ص١٥٥.

١٨٣. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص١٥٥.١٨٤. الوزاين، النوازل اجلديدة، ج٨، ص١٨٠.

١٨٥. محمد بن سحنون، نوازله، ورقة ٤٠٩.١٨٦. البكري، كتاب المسالك، ج٢، ص٨٣١.

١٨٧. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٩، ص٢٢٠، ٢٢١. ١٨٨. االوجيل، السدير الفاتح، ص٢٢٧.

١٨٩. ابن أيب زرع، القرطاس، ص١١٣، ١١٤.١٩٠. ابن أيب زرع، القرطاس، ص١١٤.

١٩١. ابن خاقان، قالئد العقيان، ص٣٠.




حممود حسني خالد ١٧٦

البكري١٦٨ رواية وحسب قتلوهن»١٦٧، ثم جمال منهن لها كان ومن النساء شواب بعض وفضحوا فقتلوهم عليهم ومن نقل عنه١٦٩ تعرض نساء باغاية لالغتصاب من قبل جنود األمير حماد بن مناد (٤٠٥-٤٠٩هـ/١٠١٥-١٠٢٨م) حين داهمها لقمع ثورة أهلها ضده، ويفيد جواب للفقيه القابسي شفقته بالعاجزين عن دفع الضريبة للسلطان وحيرته

في أن يفتيهم بالتهرب منها خشية ما قد يقع عليهم من «عقاب في أبدانهم وهتك لحريمهم»١٧٠.وبين اإلباضيات النساء ضد الحرمات بارتكاب واتهامهم الخصوم في الطعن بين اإلباضية كتب توازن ما دائما اإللحاح على توظيف كرامة األولياء، التي تبدو دائما حصنا منيعا وسياجا قويا يحفظ أعراض بناتهم من التدنيس؛ فقد ت تلك المصادر على تبيان كرامة الشيخ أبي زكرياء فصيل بن أبي مسور (ط٨، ٣٥٠-٤٠٠هـ/٩٦٢-١٠١٠م) ألحمن أهل جربة، الذي حفظ له القائد الصنهاجي إبراهيم بن وانموي مكانته ونصحه أن يتنحى بأهله إلى المسجد الجامع حتى ال «تصيبهم من الجيش معرة... ففعل أبو زكرياء فاستباح القائد جربة نهبا وغصبا، ووقى شره بني يراسن فإنهم الشيخ جمع االنتهاكات غلواء من وللتخفيف ببركته»، الجزيرة أهل أصاب مما شيء يصبهم لم الشيخ جنب في ٤٤٠هـ/١٠٤٩م عام في أنه اإلباضية الروايات وتذكر للحرمة»١٧١. وإبقاء للعرض طعامه «وقاية على الجيش هذا حاصرت جيوش صنهاجة قلعة بني درجين واستباحت من فيها من النساء، ولم ينج منهن سو زوجة وبنات الشيخ تخلصن حتى وبناتها صنهاجة «فحاطاها من جندان الستغاثتهن رق الالتي وزجون، أبي بن منصور بن السالم عبد قل على بعض إباضية جبل نفوسة ترتب عليها ع ولم ينكشفن»١٧٢. وبالمثل يذكر الوسياني١٧٣ أن غارة شنها عرب متعرض النساء لعمليات اغتصاب، باستثناء بنات الشيخ أبي جدور الواشيتي (ط٩، ٤٠٠-٤٥٠هـ/١٠١٠-١٠٥٩م)؛ حيث جلبهن العرب إلى نفزاوة، ولما هم رئيس العرب باغتصابهن «جب الله ذكره كأن لم يكن فعلم أنهن ممنوعات حتى وصلن نفزاوة سالمات خالصات ببركة والدهن». ولم يقتصر األمر على األحرار بل امتدت بركة المشايخ لتشمل وساقوهن غارة العرب عليهن شن حين أعراضهن على االعتداء من وارجالن إماء نجت حيث واإلماء، الجواري إلى مصيرهن المحتوم لوال تدخل الشيخ ماكسن بن الخير (ط١٠، ٤٥٠-٥٠٠هـ/١٠٥٩-١١٠٧م) الذي نجح في

استخالصهن جميعا بما في ذلك «مولدة زينها الشيطان في أعينهم فرغبوا في االبتناء عليها»١٧٤.التكهن يمكن ولذا البحث، فترة المغرب بالد عرفتها التي األمنية الفوضى أثناء النساء خطف ظاهرة سادت بتعرض النساء المخطوفات على يد ذعار اللصوص والسالبة وأباق العبيد١٧٥ لالغتصاب١٧٦ حيث لن يتورع هؤالء

١٦٧. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٢٦٩. ١٦٨. البكري، كتاب املسالك، ج٢، ص٨٨٨-٨٨٩.

١٦٩. جمهول، االستبصار، ص١٦٩-١٧٠. ١٧٠. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٩، ص٥٨٣.

١٧١. الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٣٦٢. ١٧٢. الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٤٠٧؛ الشامخي، السري، ص٤٠٠.

١٧٣. الوسياين، سري الوسياين، ج١، ص ٣٥٢-٣٥٣.١٧٤. الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٤٣٤؛ الوسياين، سري الوسياين، ج١، ص٣٩١.

١٧٥. عن استرشاء ظاهرة اخلطف ببالد املغرب فرتة البحث انظر خالد حسني، الرق يف املغرب، ص١٠٨-١٣٣.١٧٦. عادة ما كان االغتصاب شيئا إضافيا لعمليات السطو والرسقة واخلطف. راضية ويس، آثار صدمة االغتصاب، ص٧١.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٧٥جريمة

من فظاعة األفعال وتذكر أن الثائر النكاري كان «ال يبيت كل ليلة إال على أربع أبكار من بنات األحرار»١٥٢، وأن ابنه الفضل قتل رجال من أهل القيروان واغتصب امرأته الجميلة١٥٣، وأن جنوده عاثوا في افريقية فسادا وأمعنوا في اغتصاب النساء؛ إذ رفعت أم شكواها إلى أبي يزيد قائلة «إن العزابة سبوا لي بنتين وهما حرتان وغصبوهما، فلم يجبها بجواب غير انه قال: هل في إفريقية حرة؟ وخافت المرأة على نفسها فخرجت ونجت بنفسها»١٥٤، كما عبر أحد رجال افريقية عن مأساته خالل تلك الفتنة بقوله عن جند أبي يزيد «خربوا منزلي و... انتزعوا مني أهلي وبناتي وافترقوهم»١٥٥، ولما اقتحم جنده سوسة «سبوا النساء وشقوا فروج النساء»١٥٦، وعاين الزاهد أبي إسحاق الجبنياني (ت٣٩٩هـ/١٠٠٩م) بنفسه اغتصاب جنود أبي يزيد لنساء القر١٥٧. وكان هؤالء الجنود يدخلون القيروان وفي أيديهم السبايا من النساء يزيد أبو أدرك شعبي غضب في الفظائع تلك وتسببت مستغيثات»١٥٨. حاسرات باكيات بالدماء بات «مخض وهن »١٦٠، وأمر بالنداء يم ر خطورته١٥٩، فراح يسارع في احتوائه، فاعتذر ألهل القيروان «وأعطاهم العهود أنه ال يأخذ الحفي عسكره: «من سبي حرة أو أم ولد فقد حل دمه»١٦١، إال أنها لم تجد آذانا صاغية من الجند١٦٢. وقد استغل القائم بتعدي والترويج وأنصاره، الخارجي بالثائر للتشهير الفظائع تلك الثورة تلك على والقضاء األتباع لجمع الفاطمي الثائرين على الناس و«انتهاكهم حرمهم»١٦٣. وتعبر نهاية ثورة أبي يزيد في عهد المنصور الفاطمي عن حالة انتقامية

تملكت األخير تجاه أهل ميلة الداعمين للثائر النكاري، حيث غزا المدينة و«استباح النساء»١٦٤.لم تخلو فترة حكم بني زيري (٣٥٨-٥٥٧هـ/٩٦٨-١١٦١م) من حاالت اغتصاب للنساء، حيث تعرض نساء المدينة جنوده دخل حيث ٣٩٥هـ/١٠٠٥م؛ عام األموي ركوة أبي حركة إبان واألعراض الحرمات النتهاك برقة «وهتكوا حريمها... وأباح لهم الدماء واألموال والفروج المحرمة بحكمه»١٦٥. وحين تعرض الشيعة لعمليات إبادة جماعية من قبل العامة كرد فعل انتقامي عام ٤٠٧هـ/١٠١٧م وبمباركة من السلطة الزيرية١٦٦ اضطرت طائفة من الشيعة إلى الهروب إلى المهدية ومنها إلى صقلية، إال أنهم حين وصلوا قرية «كامل» وعلم أهلها بخبرهم «تنافر أهل المنازل

١٥٢. الدرجيني، طبقات املشائخ، ج١، ص١٠١؛ أبو زكرياء، كتاب السرية، ص١٧٤. ١٥٣. ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٧، ص١٤٤.

١٥٤. أبو زكرياء، كتاب السرية، ص١٧٣؛ الدرجيني، طبقات املشائخ، ج١، ص١٠١.١٥٥. ابن حيون، املجالس واملسايرات، ص٣٠٩-٣١٠.

١٥٦. ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٧، ص١٣٨. ١٥٧. اللبيدي، مناقب أيب إسحاق، ص٦٨.

١٥٨. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص١٤. ١٥٩. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٢١٨.

١٦٠. ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٧، ص١٤٤. ١٦١. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص١٤٠. ١٦٢. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص١٤٠.١٦٣. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص١١٢.

١٦٤. جمهول، ذكر بالد افريقية، ورقة ٢٣.١٦٥. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، السبع السادس، ص٢٦٠.

ص٦٣٩-٦٤٠؛ ج٧، التاريخ، يف الكامل األثري، ابن ص٢٦٨-٢٦٩؛ ج١، املغرب، البيان عذاري، ابن عند املذابح لتلك تفصيال ١٦٦. انظر الدباغ، معامل اإليامن، ج٣، ص١٥٣-١٥٤.




حممود حسني خالد ١٧٤

الحشود وحشد األموال جمع في منه ورغبة اإلمارة، في وطمع الفرصة األغلب أبي بن إبراهيم جيوشه قائد اهتبل والدفاع الحريم لصيانة مالذا نفسه من جاعال النساء، أعراض على الفاطميين العتداء بشدة روج الشيعي لمواجهة عنهن١٣٨. وحين أعلن أهل طرابلس العصيان ضد عبيدالله المهدي عام ٣٠١هـ/٩١٤م أطلق المهدي أيدي رجال كتامة عليهم فأمعنوا فيهم القتل «وتطاولوا إلى الحرم»١٣٩، وشبيها بذلك ما فعله المهدي بأهل صقلية عند ثورتهم عام ٣٠٤هـ/٩١٧م؛ حيث بعث إليهم بقائده أبي سعيد المعروف بالضيف الذي «أجال كتامة على من ألفا في أرباض المدينة من النساء والذرية فعبث بهم وافترع الجواري األبكار»١٤٠، وحين ثارت مطماطة عام ٣١٥هـ/٩٢٧م بأحواز تاهرت جرد إليهم المهدي ابنه القائم الذي أطلق يد رجاله الستباحة النساء الالئي كن يضربن بالدفوف لتحريض الرجال على القتال، واستشعارا من الثائرين بالمصير المأساوي الذي يتربص بالنساء «مالوا على نسائهم... فقتلوهم بأيديهم»١٤١. ولعل في إلحاح مؤرخي الشيعة على الترويج الحترام الفاطميين لحرمة نساء خصومهم١٤٢ وتذييلهم ذلك بعبارات: «يتعرضوا ولم استباحوا حرة»١٤٤، وال حرمة ينتهكوا و«لم عورة»١٤٣، كشفوا وال حرة، وال المرأة يتعرضوا «لم

لألوالد والنساء»١٤٥ ما يؤكد الحرص على دفع تهمة شائعة من خالل خطوة استباقية.(٣٣٢-٣٣٦هـ/٩٤٤-٩٤٧م)١٤٦ النكاري يزيد أبي ثورة تعد توجهاتها اختالف على المصادر إجماع حسب من أشد فترات البحث نكبة على المرأة المغربية، والتي كان من أكبر مظاهرها انتهاك العفاف واستباحة العرض، فقد كان «يستبيح نساء المسلمين ممن خالفه»١٤٧، وأغر من التف حوله و«عاقدهم وحالفهم على أن ما سبوه من النساء الفساد وأنواع والعصيان والفجور الفسوق الشنيعة»١٤٩ «من األفاعيل عليهم»١٤٨، «وفعل محرم غير لهم مباح فهو واستباحة المحارم»١٥٠. فتقدم روايات مصدرية جانبا من مأساة نساء افريقية الالتي تعرضن لالغتصاب على يد أبي يزيد وجنوده، فقد دخل بجيشه مدينة المسيلة وعاث فيها فسادا، وأخذ ابنتين أبكارا ألحد شيوخها، وبعد بحث دؤوب نا وجدهما األب عند باب خباء أبي يزيد؛ فانكب عليهما وسألهما عما حدث فقالت إحداهما: «يا أبانا إن الملعون افتضفي فراش واحد، فمشى الشيخ إليه وقال: له تتسمى بشيخ المؤمنين وأخذت مالي وافتضضت بنتي دون استحياء من الروايات ق م ع المذهبي ت العداء الذي حركه في إظهار التحامل واستمرارا حالل لنا»١٥١. فقال له: ذلك الله تعالي؟

١٣٨. ابن حيون، رسالة افتتاح الدعوة، ص٢٣٨؛ ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٦، ص٥٩٥.١٣٩. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص١٦٨. ١٤٠. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص١٧٤.

١٤١. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص٦٣. ١٤٢. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص٥٣، ٥٨، ٦٣.

١٤٣. ابن حيون، رسالة افتتاح الدعوة، ص١٠٨.١٤٤. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ص٢٩٥.١٤٥. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ص٢٢١.

١٤٦. انظر روايات املصادر هلذه الثورة ودراسة حتليلية هلا عند فرحات الدرشاوي، اخلالفة الفاطمية، ص٢٤٧-٣٠٧.١٤٧. ابن محاد، أخبار ملوك، ص٣١.

١٤٨. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ج٥، ص٢٦٥. ١٤٩. التجاين، الرحلة، ص٢٧.

١٥٠. الدرجيني، طبقات املشائخ، ص١٠١.وجوه من رجال هامجوا الرببر أن ذكر حيث ص١٤٠، ج٥، الفاطمية، الدولة تاريخ إدريس، الداعي تابع ثم ص٦. االستبصار، ١٥١. جمهول،

أهل القريوان «فاخذوا ثالث بنات أبكار كن له ونجا الرجل بنفسه يف الليل».




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٧٣جريمة

القائد األغلبي محمد بن عبد الله المدينة عنوة وأباح لجنده إبادة الذكور واغتصاب النساء وسبي الذراري١٢٦، وهو ما أثار حفيظة الفقهاء وأوجد لهم أرضا مثالية للعمل، وكان على رأسهم القاضي سحنون الذي قام يتصد النتهاك

حرمة النساء، مما ادخله في نزاع شديد مع السلطة األغلبية١٢٧.وتماشيا مع السياسة االستبدادية واالستطالة على الرعية التي ميزت عهد إبراهيم بن أحمد١٢٨ تعرضت بعض نساء افريقية لحاالت اغتصاب وانتهاك للحرمة، فحين ماأل أهل حصن لبدة قرب طرابلس الطولونيين عام ٢٦٧هـ/٨٨٠م أطلق إبراهيم بن أحمد يد جنده فنهبوا الحصن «وسبوا النساء وهتكوا من لم يصلوا إلى سبيه»١٢٩، ولما نجح العباس حرم بعض على سودانه بعض و«تعد طرابلس حاصر ذاته العام في األغالبة جيش هزيمة في بن طولون احمد بن األمير على ثورتهم نتيجة لالغتصاب مجاال تونس عادت ٢٨٠هـ/٨٩٣م عام وفي الستر»١٣٠. وهتكوا البوادي األغلبي؛ حيث أخرج إليهم قائده ميمون الحبشي الذي هزم جموعهم ودخل عسكره المدينة «واستباحوا الحرم»١٣١ «واستحلت الفروج»١٣٢. ونتيجة لموقفهم الموالي للطولونيين واعتراضهم طريق األمير إبراهيم الثاني أجهز األخير من «الفساد عليهن خافت فقيهة امرأة جملتهن من كان الالتي النساء»١٣٣، «واستباح ونفزاوة قنطرارة إباضية على الفساق فأمرت أن تستخلف كل واحدة على نفسها من يزوجها لمن أرادها بسوء»١٣٤، ويبدو أن فاجعة النساء كانت كبيرة حتى أن الشماخي١٣٥ اعتبرها «في اإلسالم فلة لم تترقع». كما أباح إبراهيم الثاني لجنده السودان قرية «إبيانة» حين رفض أهلها بيعها له، فدخلوها عنوة واغتصبوا نساءها بشكل يثير االشمئزاز، حتى أن امرأة من أهلها أتت القاضي عبدالله بن طالب (ت٢٧٥هـ/٨٨٩م) «بفرعة ابنتها في ثوب فالقته بين يديه فتوجع وقال ما أر هذا يؤمن بالله»١٣٦.وفي إطار الدعاية المضادة للفاطميين وتشويه صورتهم والقدح في معتقدهم أورد ابن عذاري١٣٧ نصا فريدا تحدث فيه عن أحد دعاة الفاطميين ويدعى «منيب بن سليمان المكناسي»، الذي تولى مهمة نشر المذهب الشيعي من خالل جاره حليلة عرض الرجل ينتهك بأن والتحمل الصمود على وقدرتهم صبرهم مد واختبار الرجال إيمان امتحان إال المذهبي التحامل بذلك التامة القناعة ورغم الصابرة. من وسمي اإليمان كامل عد صبر فإذا زوجها حضور في أن عمليات اغتصاب النساء كانت سالحا نافذ المفعول استخدمه الفاطميون ضد المخالفين والمنتزين، والتي بدأت مع عملية االكتساح الشامل ألبي عبد الله الشيعي عام ٢٩٦هـ/٩٠٨م؛ فبعد فرار آخر أمراء األغالبة زيادة الله الثالث

١٢٦. املالكي، رياض النفوس، ج١، ص٢٠٣. ١٢٧. املالكي، رياض النفوس، ج١، ص٢٧٩-٢٨٢؛ القايض عياض، املدارك، ج١، ص٣٥٠؛ الدباغ، معامل اإليامن، ج٢، ص٥٨.

األرب، هناية النويري، ١٢١-١٢٤؛ ،١١٩ ص١١٧، ج١، املغرب، البيان عذاري، ابن انظر رعيته حق يف األمري هذا جرائم ١٢٨. بخصوص ج٢٤، ص٧٠-٧٣.

١٢٩. املديني، سرية امحد بن طولون، ص٢٥٣.١٣٠. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص١١٩.

١٣١. النويري، هناية األرب، ج٢٤، ص٧٢.١٣٢. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص١٢٤.

١٣٣. الشامخي، السري، ج١، ص٢٢٨-٢٢٩ .١٣٤. الشامخي، السري، ج١، ص٢٢٩؛ أبو زكرياء، كتاب السرية، ص١٥٣.

١٣٥. الشماخي، السير، ج١، ص٢٢٩. ١٣٦. القايض عياض، املدارك، ج١، ص٤٨٩؛ اخلشني، طبقات، ص٢٩٧؛ الدباغ، معامل اإليامن، ج٢، ص١٧٣.

١٣٧. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص١٨٥.




حممود حسني خالد ١٧٢

البحث فرتة خالل املغرب ببالد النساء اغتصاب جرائم

في الفوضى وانتشرت األمن انعدم ١٢٢هـ/٧٤٠م عام المغرب ببالد الخوارج بقيادة البربر ثورات اندالع مع االنتقام في فرغبة واألشكال١١٤. الصور بمختلف النساء على التعدي لعمليات خصبا مرتعا وصارت البالد، أرجاء والتشفي والتعبير عن حالة «العداء الجنسي» المتمثل في تلك الجواري البربريات الالئي كان يتم إرسالهن إلي حاضرة القيروان شوارع في انسابت حين جميل بن عاصم قائدها بزعامة البربرية ورفجومة قبيلة استحلت الخالفة١١٥، بالقيروان الصفرية فظائع أحدثت وقد صارخات١١٧. يستغثن وهن واقتيادهن سبيهن١١٦، قبل المدينة نساء حرمة يتخوفونه كانوا للذي الحياة «من يئسوا أنهم حتى عام بشكل إفريقية أهل على سيطرت والهلع الرعب من حالة من... ذهاب النساء»١١٨، وهو ما استغله الوالي األموي حنظلة بن صفوان الستقطاب األتباع واستنفار الهمم، وحث الجنود على االستبسال في أرض المعركة، حيث انتدب قصاصا يمشي معه في الصفوف يذكر العسكر بهدف الخوارج وعظم ما يريدونه «من السبي وهتك الحريم»١١٩. كما تؤكد المصادر أن المحرك المباشر الندفاع أبي الخطاب عبد من افريقية نساء اغتصاب كان طاحنة حروب في معهم والدخول ورفجومة لمواجهة المعافري السمح بن األعلى من ابنتها على خشيت لالغتصاب تعرضن ممن امرأة أن حتى النساء»١٢١، كانوا «يستحلون الذين الصفرية١٢٠ قبل المصير ذاته؛ فخبأتها في مطمورة وأرسلت برسالة إلى أبي الخطاب تخبره فيها بما آل إليه حال نساء القيروان؛ مما جعله يستشيط غضبا ويتحرك لطرد الصفرية من القيروان١٢٢، وكان من أهم وصاياه لجنده عند دخوله للقيروان التبرؤ

من الجرائم ومن بينها التعدي على حرمات النساء١٢٣.رغم ترويج األغالبة عند قيام دولتهم لمثالية شاملة تدعو إلي رفع المظالم وإحقاق الحـق وحسن السيرة ورعاية فبعد والثوار، والخصوم األعداء نساء حرمات انتهاك سياسة ممارسة من لو تخ لم حكمهم فترة أن إال الحرمة١٢٤، اقتحم ناصروه الذين تونس أهل من وانتقاما ٢١٨هـ/٨٣٣م١٢٥ عام الله زيادة ضد العنبر أبي بن فضل ثورة فشل

١١٤. ابن عبد احلكم، فتوح مرص واملغرب، ص٢٢٢؛ الرقيق القريواين، تاريخ أفريقيا واملغرب، ص ٨٤ـ٨٥؛ الدباغ، معامل اإليامن، ج١، ٢٢٩؛ النويري، هناية األرب، ج٢٤، ص٣٨.

.Marcais, «Sidi ʿUqba», p. 16 ،١١٥. الطربي، تاريخ االمم وامللوك، ج٢، ص٥٩٨١١٦. ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٤، ص٣٢٦؛ ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٧٠.

١١٧. ابن عبد احلكم، فتوح مرص واملغرب، ص٢٩٩؛ الرقيق القريواين، تاريخ أفريقيا واملغرب، ص٨٤-٨٥، ١٠٤، الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٢٧؛ ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٥٩؛ الدباغ، معامل اإليامن، ج١، ص٢٢٩، النويري، هناية األرب، ج٢٤، ص٣٨.

١١٨. ابن عبد احلكم، فتوح مرص واملغرب، ص٢٢٢. ١١٩. الرقيق القريواين، تاريخ أفريقيا واملغرب، ص٨٣.

١٢٠. الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٣٣، ٣٤؛ ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٤، ص٤٢٧.١٢١. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٥٩.

١٢٢. الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٢٦، ٢٧؛ الشامخي، السري، ص١٢٧.١٢٣. الشامخي، السري، ص١٢٧.

٢٢٧؛ ص ج١، السرياء، احللة األبار، ابن ص٩٢؛ ج١، املغرب، البيان عذاري، ابن ص١٧٦؛ واملغرب، أفريقيا تاريخ القريواين، ١٢٤. الرقيق ابن اخلطيب، تاريخ املغرب، ص١٤.

١٢٥. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص١٠٥.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٧١جريمة

وهو ما تدعمه روايات واقعية، فتلك صبية غابت عن أهلها فترة ثم راحت تتهم ابن عم لها باغتصابها دونما دليل١٠٠، وأخر غابت عن أهلها أياما ثم جاءت تدعي أن شابا من أهل بلدها اختطفها واغتصبها بناحية الجبل وثبت أنه كان حاضرا مدة غيبتها١٠١، وثالثة «ادعت أن رجال استكرهها»١٠٢، ورابعة مكنت رجال من نفسها حال مرور الفقيه أحمد بن نزار ت٣٣٧هـ/٩٤٩م وحين فر الرجل أمسكت المرأة بالفقيه وصرخت «هذا رادوني عن نفسي»١٠٣، كما قامت أشباه نساء من اإلسالمي المغرب لو يخ لم بل باالغتصاب١٠٤. اتهامهم طريق عن الرجال أموال بابتزاز أخريات البساتين أحد في انفراده واستغلت الصورة جميل بشاب حبا امرأة شغفت الشماخي١٠٥ رواية فحسب «زليخة»، للقيلولة فهجمت عليه وقد تزينت وراودته عن نفسه فامتنع فهددته بفضيحته بأنه تعرض لها وحاول اغتصابها. وعليه ذهب الفقهاء إلى أن المرأة إن ادعت أنها «اغتصبت لم يقبل قولها إال أن تأتي شاكية في فور ذلك كالبكر تدمى ونحو

ذلك مما يتبين به استغاثتها وصراخها وفضيحة نفسها»١٠٦.والمواجهات السياسي االضطراب حالة في تمثل أساسي بعامل مقارنة ثانوية دوافع اآلنفة العوامل تعدو ال خالل المغرب بالد شهدتها التي المذهبي١١٠ والعداء السياسية١٠٩ الرقابة وغياب األمنية١٠٨ والفوضى الحربية١٠٧ واستباحة عفافها انتهاك حد بلغ جسديا عنفا المرأة فيه عانت خصبا مناخا جميعها مثلت والتي الوسيط؛ العصر عرضها؛ حيث فشا «قتل األنفس وهتك الحريم»١١١ وبمباركة من السلطة الحاكمة التي تعاملت مع الخصوم والثوار والمنتزين معاملة الكفار الذين يجوز سبي نسائهم١١٢، كما أباحت لجنودها «الدماء واألموال والفروج المحرمة»١١٣.

١٠٠. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٩، ص٥٧٣.١٠١. عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨١.

١٠٢. الونرشييس، املعيار املعرب، ج١٠، ص٢٣٠. ١٠٣. القايض عياض، املدارك، ج٢، ص٥٦.

١٠٤. الونرشييس، املعيار املعرب، ج١٠، ص٢٣٥.نفسه». عن وراودته به «وحلت ثم دارها أدخلته حتى لرجل حيلة نصبت امرأة حول شبيهة قصة تابع ثم ص٥٦٢. السير، ١٠٥. الشماخي،

املالكي، رياض النفوس، ج١، ص٣١٨.١٠٦. ابن عبد الرب، الكايف، ج٢، ص١٠٧٥.

١٠٧. عن األثر السلبي لالضطرابات السياسية واملواجهات العسكرية عىل املرأة املغربية خالل العرص الوسيط انظر حممد بن سحنون، كتاب االجوبة، ص١٢٣؛ املالكي، رياض النفوس، ج١، ص٢١٧، ٢١٩-٢٢٠؛ ج٢، ص٢٤٠-٢٤١؛ ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٥٩، ٦١، ٧٥، ١٢٣؛ ج٥، الفاطمية، الدولة تاريخ إدريس، الداعي ١٣٠؛ ،١٢٩ ،٣ ورقة الناظرين، هبجة االزموري، ص٣٢٧؛ ج٤، التاريخ، يف الكامل األثري، ابن ص١٠٨، ١٢٤، ١٥١، ١٨٢-١٨٣، ٢٤٢؛ النويري، هناية األرب، ج٢٤، ص٣٨-٤٠؛ ابن أيب زرع القرطاس، ص١١٣-١١٤؛ املقريزي، اتعاظ

احلنفا، ج١، ص٧٧، ٧٩، ٨٠، ٨١؛ كريمة عبد الرؤف، املرأة املغربية، ص٣٥٧-٣٦٩.١٠٨. البلوي، العطاء اجلزيل، ورقة ١٦٩؛ ابن أيب زرع، القرطاس، ص١٠٠.

ج١٠، ١٥٥؛ ص ج٦، املعرب، املعيار الونرشييس، ص٣٣٨؛ ج١، االقتباس، جذوة القايض، ابن ص١٤٥؛ اجلغرافيا، كتاب سعيد، ١٠٩. ابن ج١٠، ص٥٦٩؛ الوزاين، النوازل اجلديدة، ج١٠، ص٢٦٣؛ جمهول، مجع تواريخ فاس، ص٢١.

١١٠. ابن رشد، الفتاو، ج٢، ص٩٤٣-٩٤٤. ١١١. اللبيدي، مناقب أيب إسحاق، ص٦٨؛ حممد بن سحنون، كتاب االجوبة، ص١٢٣.

١٢٣؛ ص٧٧، ج١، اإلسالميني، مقاالت األشعري، االقتصار؛ كتاب حيون، ابن ص١٧١-١٧٣؛ الدعوة، افتتاح رسالة حيون، ١١٢. ابن الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ص٢٦٦.

١١٣. الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، السبع السادس، ص٢٦٠.




حممود حسني خالد ١٧٠

امرأة تخص نازلة وترد شريفة، حرة امرأة واغتصب يوما عقله غاب الخمر شرب اعتاد برجل تتعلق تاريخ تحديد تعرضت لالغتصاب من ولدها وهو سكران٨٧.

تشير المصادر إلى أن الحرمان الجنسي الذي شمل ذوي الفاقة والمسكنة من العامة واألغمار المنقطعين الرجاء شاذة سلوكيات خالل من شهوتهم٨٨ وسعار الجنسي ظمأهم وإطفاء الواقع على للقفز بعضهم اضطر النساء، من كـ «االستمناء»٨٩، ومواقعة البهائم٩٠، وهو ما دفع بالفقهاء للتصدي للظاهرة ومناقشة قضية «من أتى بهيمة»٩١، وبالتالي

فلن يفوت أمثال هؤالء فرصة التعدي الجنسي على النساء حال توفرت لهم الظروف المواتية. من والتحقير شأنها من والحط تبخيسها في تسهم والتي المرأة تجاه الدونية المجتمع بنظرة االغتصاب يرتبط قدرها وفتح المجال للتجرؤ واالعتداء عليها٩٢، فالمرأة في نظر بعض مغاربة العصر الوسيط هي أحبولة الشيطان٩٣، ومصدر الشر والفتن «تفجر ودمعها قريب وتذنب وصوتها عال وتحلف وجرمها مكشوف..يبقى شرها وطول لسانها»٩٤ ال تعدو عن كونها أداة جنسية مملوكة، وموضوعا جنسيا مشحونا بالمعاني الشهوانية٩٥. ويبدو أن تلك النظرة الدونية كانت حاضرة بقوة في مخيلة بعض الفقهاء وهم يناقشون مسألة المرأة المستغيثة التي تدعي على رجل اغتصابها دون دليل أو شهود؛ حيث دفعتهم للفتو بأنها تحد للزنا والقذف إن لم يكن المدعى عليه من أهل الشر والطغيان، حتى أمام مفتوحا المجال الفتو تلك مثل تركت فهل الصون٩٦، أهل من وكانت الحمل بها ظهر أو تدمي جاءت وإن

الطامعين فيها للنيل من شرفها بعد أخذ الحيطة والحذر بشكل كامل؟دالئل تقديم عن عجزن مغتصبات نساء حق ضياع في تسببت وإن الفتو تلك أن إلى للتنبيه اإلنصاف يدعونا من اإلفالت تعمدن أخريات نساء خاللها من تنفذ قد ثغرة سدت ذاته الوقت في أنها إال مغتصبيهن٩٧ ضد االتهام جريمة الزنا االختياري بتوجيه تهمة االغتصاب ضد من أردن من الرجال٩٨، مما دفع الفقهاء إلى مناقشة مسألة «المرأة تهم أن تفعل ذلك مما أشفقت منه»٩٩، يظهر بها حمل فتدعي اإلكراه» وذهبوا إلى أنها «ال تصدق وعليها الحد» ألنها «ت

٨٧. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤٢٨.٨٨. أبو الطاهر الفاريس، مناقب حمرز، ص١٢٤؛ القايض عياض، املدارك، ج١، ص٤٣٨؛ الدباغ، معامل اإليامن، ج٣، ص١١٤.

٨٩. الربزيل، مسائل األحكام، ج٦، ص١٥٩-١٦٠.اجلاحظ، انظر اإلسالمي باملرشق الظاهرة هذه حضور وعن ص١٢٠. ج٥، املعرب، املعيار الونرشييس، ص٢٣٦؛ العلامء، إخبار ٩٠. القفطي،

احليوان، ج١، ص٢٤٦.٩١. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢٦٧؛ ابن رشد، الفتاوي، ج٢، ص٧٤٤-٧٤٥؛ الربزيل، مسائل األحكام، ج٦، ص١٥٠-١٥٢.

.Rose, «Rape as a Social Problem», p. 78 .٩٢وحول النظرة الدونية للمرأة داخل املجتمع املغريب فرتة البحث انظر املالكي، رياض النفوس، ج٢، ص١٨٥، ٢٥٣؛ ابن عبدون، رسالة، ص٤٥؛ الزجايل، أمثال العوام، ق٢، ص١٣١؛ الداعي إدريس، تاريخ الدولة الفاطمية، ص٢٢، ٢١٧؛ أبو حامد الغرناطي، حتفة األلباب، ص١٥؛ الونرشييس،

املعيار املعرب، ج٣، ص٨٨؛ كريمة عبد الرؤف، املرأة املغربية، ص ١٤٦-١٤٨.٩٣. القايض عياض، الغنية، ص٦٣.

٩٤. املالكي، رياض النفوس، ج٢، ص٢٥٣.٩٥. املالكي، رياض النفوس، ج٢، ص٢٣٦.

٩٦. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٤، ص٥٠٢؛ ج١٤، ص٢٦١؛ املازري، رشح التلقني، ج٣، ص١٨٤؛ عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٢؛ ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١١، ص٢٣٥؛ الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤٢٤؛ ج١٠، ص٢٣٠؛ ميارة، اإلتقان واإلحكام، ج٢، ص٤٣٧.

٩٧. عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٢؛ الشامخي، السري، ص٢٨٧. .Rose, «Rape as a Social Problem», p. 81 .٩٨

٩٩. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢٦٠-٢٦٢.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٦٩جريمة

النساء اغتصاب جريمة وراء الثاوية والظروف الدوافع

ترتبط جريمة االغتصاب بالظروف المعيشية المتدنية وتفشي البطالة وتأخر سن الزواج وتعاطي المسكرات وضعف الوازع الديني والتفكك االجتماعي والعائلي٧٥، وهي ظواهر عمت بالد المغرب خالل فترة البحث٧٦، التي شكا فيها الناس من «فساد الزمان وكثرة العدوان وهيجان الفتن ..واستضعاف الحق وانتصار الباطل وانقراض العلماء وذهاب

العلم ودروسه وعموم الجهل وكثرة الغدر وقلة الطمأنينة وارتفاع األمانة وقلة الثقة»٧٧.كان الكلف بالنساء الجميالت والتعلق بهن أو الرغبة في الزواج منهن وراء بعض حاالت االغتصاب، ففضال عما شاع بأن شباب المرأة وجمالها يغلب على قلوب الرجال ويذهب بألبابهم٧٨، تتواتر روايات تصب في المعنى ذاته، أهل من الجمال بارعة بامرأة أحمد (٢٦١-٢٨٩هـ/٨٧٥-٩٠٢م) بن إبراهيم األغلبي األمير وزير غرام اشتد فقد القيروان، حتى أنه لم يتورع عن تدبير مؤامرة مع عجوز الغتصابها، إال أن أمره انكشف وتعرض للقتل على يد األمير٧٩. يحيى (٢٤٩-٢٥٢هـ/٨٦٤-٨٦٦م) بن يحيى اإلدريسي األمير بعقل فاس مدينة بنات من جميلة يهودية وأخذت حتى أنه دخل وراءها يوما حمام النساء واعتد عليها وكاد أن يغتصبها لوال استغاثتها بالناس٨٠. وتعلق قلب رجل بجارية جميلة وحين رفضت سيدتها تزويجها له هدد باغتصابها٨١، وسئل الفقيه السيوري (ت٤٦٢هـ/١٠٦٩م) عن القيرواني٨٣ زيد أبي ابن عند وترد عليها «فافترعها»٨٢، نزل غرضه إلى وللوصول جميلة بكر من الزواج أراد رجل

نازلة تخص جارية كانت ترعى غنما اغتصبها غالم «قد أولع بها».األمير دخول عذاري٨٥ ابن أرجع فقد اغتصاب٨٤، حاالت وقوع في المسكرات بتعاطي العقل غياب يتسبب دون رواية حجر٨٦ ابن وأورد الشراب، في بسبب انهماكه يهودية الغتصاب النساء حمام يحيى بن يحيى اإلدريسي

٧٥. عبد املنعم توفيق، سيكولوجية االغتصاب، ص٣٤، ٥٤. ص٧٩؛ نفوسة، مسائل رستم، بن الرمحن عبد بن الوهاب عبد املثال سبيل عىل انظر احلرص عن املظاهر بتلك املتعلقة املصادر إشارات ٧٦. تند ،١٦١ ص١١٦، املشائخ، طبقات الدرجيني، ٢٩٢؛ ،١٩٩ ص١٤٨، ج٢، النفوس، رياض املالكي، ٢٤٨؛ ،٢٤٦ ص٢٢٣، طبقات، اخلشني، ١٢٩؛ ص٦٠، ج٢، اإليامن، معامل الدباغ، ٢٥٦-٢٥٧؛ ،١٢٣ ،٧٧ ،٧٥ ،٦١ ص٥٩، ج١، املغرب، البيان عذاري، ابن ٤٢٢؛ ،٤٠١ ،٣٥٧الوزاين، ٣٨٤؛ ج٩، ص٢٥٠-٢٥١؛ ج٣، املعرب، املعيار الونرشييس، ٦٤٦-٦٤٨؛ ،٥٦٤ ،٢٠٤ ص١٤٤، ج٣، األحكام، مسائل الربزيل،

النوازل اجلديدة، ج٣، ص٥٦٣، ٥٦٧.٧٧. نقل هذه الشهادة الربادي، اجلواهر املنتقاة، ورقة ٣.

٧٨. ابن القايض، جذوة االقتباس، ص٣٤٠؛ ابن اخلطيب، اإلحاطة، ج١، ص٤١٣.٧٩. ابن األثري، الكامل يف التاريخ، ج٦، ص٣٣٠.٨٠. ابن اخلطيب، تاريخ املغرب، ص٢٠٧-٢٠٨.

٨١. الدرجيني، طبقات املشائخ، ص٢٠٨.٨٢. الربزيل، مسائل األحكام، ج٢، ص٣١٥.

٨٣. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢١٨.٨٤. عبد املنعم توفيق، سيكولوجية االغتصاب، ص٣٤. وعن انتشار تعاطي املسكرات ببالد املغرب الوسيط انظر ابن عبدون، رسالة ، ص٥٠؛ الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤١٠. ثم تابع قصة شاب شغف ببنت عمه وملا رفض أبوها تزوجيها له أمعن يف الرشاب حتى قتل نفسه دون

وعي. حسن حسني عبد الوهاب، ورقات عن احلضارة، ق٢، ص٣٥٤.٨٥. ابن عذاري، البيان املغرب، ج١، ص٢١١-٢١٢.

٨٦. ابن حجراهليتمي، الصواعق املحرقة، ج٢، ص٧٠٠-٧٠١.




حممود حسني خالد ١٦٨

العبد بكرا فهو لها إال أن يكون صداقها دون رقبته، فإنه يباع بغير أرضها، فيأخذ صداقها من ثمنه، وما فضل فلسيده٦٠، وإن اغتصب جارية مثله فأمره إلى القاضي إن شاء باعه وإن شاء غربه٦١.

قضى المالكية إلى جانب الحد على المغتصب بالصداق للمغتصبة بحجة «أن حد الله ال يسقط حق اآلدمي وهما حقان أوجبهما الله ورسوله»٦٢، وأعطى الفقهاء للمرأة الحق في الدفاع عن نفسها حال أكرهها رجل على نفسها، وإن رحت مسألة إكراه الرجل على اغتصاب امرأة في الساحة الفقهية، حيث أد ذلك إلى قتله وال شيء عليها٦٣. كما ط»٦٤ وأوجب عليه أفتى الفقيه سحنون (ت٢٤٠هـ/٨٥٤م) بأنه «لم يجز له أن يفعل .. ولو امتنع حتى قتل لكان مأجوراالحد إن فعل استنادا إلى أنه «ال يتأتى منه الوطء إال أذا أنشز وأنغظ واإلنغاظ ال يصح اإلكراه عليه بخالف المرأة»٦٥.اشترط الفقهاء إليقاع الحد على المغتصب شهادة أربعة شهود٦٦، فإن كانوا أقل من ذلك فهم «قذفة يجلدون الحد»٦٧، ولذلك جاءت الفتو في أربعة شهدوا بزنا رجل بامرأة شهد اثنان بأنها طاوعته واثنان بأنه اغتصبها بأنه «يحد األربعة»٦٨، إال أن يقر المغتصب بجريمته فيؤخذ بشهادة اثنين٦٩، كما نصت الفتو بخصوص شاهدين شهدا على ثالثة نفر أنهم غصبوا امرأة فذهبوا بها إلى الصحراء، وادعت المرأة أنهم وطؤوها كلهم بأنه «ال حد عليهم إال أن يقروا»٧٠. كما يؤخذ استرقاقه أو صلبه أو قتله أو الموت حتى بجلده يعاقب وعندها لحرة، ذميا المغتصب كان حال فقط اثنين بشهادة مع مصادرة أمواله٧١ وذلك «لنقض العهد ال على حد الزنا»٧٢، أما إن اغتصب الذمي أمة «فعليه ما نقصها في البكر والثيب»٧٣. وانطالقا من صفة العار التي ترتبط بجريمة االغتصاب، صار الرمي باالغتصاب إحد طرق القدح والشتم والذم؛ مما استلزم تصديا قويا من المؤسسة الفقهية، حيث ترد مسألة تتعلق بمن شتم رجال و«قال له يا ذا الذي تزعم

المرأة أنه اغتصبها... قال: إن كان في مشاتمة فعليه الحد»٧٤.

٦٠. الرباذعي، التهذيب، ج٤، ص ٥٣٢.٦١. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢١٨.

٦٢. الزرقاين، رشح املوطأ، ج٤، ص٤٠٠.٦٣. الرجراجي، مناهج التحصيل، ج٤، ص٣٤١.

٦٤. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٠، ص٢٦٥.٦٥. الرباذعي، التهذيب، ج٤، ص٥٣٢. وتتوفر بخصوص ذلك رواية عن امرأة هجمت عىل شاب وهددته بفضيحته إن مل يطاوعها. الشامخي،

السري، ص٥٦٢.٦٦. املازري، رشح التلقني، ج٣، ص١٨٢؛ عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٣.

٦٧. ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١٦، ص٣١١.٦٨. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢٤٠؛ ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١٦، ص٣٢٢.

٦٩. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٤، ص٥٠٢.

٧٠. ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١٦، ص٣١١.١٨٤؛ ص١٤٩، ج٦، األحكام، مسائل الربزيل، ص٨٣؛ احلكام، مذاهب وولده، عياض ص٢٥٨؛ ج١٤، النوادر، القريواين، زيد أيب ٧١. ابن

الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٣٤٥.٧٢. ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١٦، ص٣٣١؛ الربزيل، مسائل األحكام، ج٦، ص١٨٤.

٧٣. عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٣.٧٤. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٣٤٤.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٦٧جريمة

كل واحد منهم صداق مثلها والحد»٤٢، وذهب بعض المالكية٤٣ والشافعية إلى تطبيق حد الحرابة٤٤ على المغتصب ألنه جمع بين التعدي على الحرمات والفساد في األرض والوطء المحرم٤٥. بيد أن التمييز بين األحرار والرقيق كان حاضرا في ذهنية الفقهاء عند صياغة تلك العقوبات، حيث أسقط الحد عن الرجل الذي يغتصب األمة: «فمن اغتصب الحد نصف فعليه حرا نصفها يكون أن إال والوضيعة»٤٦، الرفيعة في والثيب، البكر في نقصها ما فعليه أمة بالوطء، مكاتبته، اغتصب ومن ماله٤٨، رأس من وتعتق أنجبت، إذا ولد» خرجت «أم أمته اغتصب وإن الصداق٤٧ ونصف أو مكاتبة بينه وبين آخر «فال حد عليه»٤٩، ومن اغتصب أمة مرتهنة٥٠ عنده دفع قيمتها لمالكها وتصير له «أم ولد»٥١. إلى استنادا فيها٥٢، عتق ال أمة أنها على قيمتها له يضمن أن فماتت آخر لرجل ولد» يغتصب «أم من عقوبة وكانت أنه «ال ضمان عليه فيها، كالحرة يغتصبها فتموت عنده»٥٣، وجاءت الفتو في مجموعة صبيان أمسكوا جارية لصبي كانت الرقيق تجاه الدونية النظرة أن شك وال لها٥٤. شيء فال ثيبا كانت وإن شأنها ما قدر عليهم بأن افتضها حتى ٥٦ أو حيوانا٥٧ جاءت الفتو صريحة دافعا قويا إلصدار مثل تلك الفتاو، فانطالقا من اعتبار الرقيق سلعة٥٥ أو ماالن م يض ال األموال ر ج م ر يج عليه ..ألنه شيء فال ذلك ينقصها ولم ة ب ات ك م أو ولد أم أو ة من «اغتصب ..أم بأن اغتصب وإن رمكة»٥٩. أو اغتصبت، بين «أمة الجمع في الفقهاء بعض يتردد لم ذاته المنظور ومن .٥٨« ص إال بالنق

حيث املغتصب عنق قطع خالل من للجريمة التصدي يف وأمعن احلد ذلك جتاوز القضاة بعض لكن ص٦١٥. ج٢، الكايف، الرب، عبد ٤٢. ابن رفع أليب موسى بن رمانة حافظ مدينة فاس أمر شاب اغتصب امرأة فأمر بإحضاره «ورضب عنقه». ابن سعيد، الغصون اليانعة، ص٩٢.

٤٣. الربزيل، مسائل األحكام، ج٦، ص١٧٥.يف يفسدون الذين واملحاربني وانقطاعها الطريق «عرس من زمانه يف انترش ما اهلجري اخلامس القرن أهل من اإلباضية فقهاء أحد ٤٤. اشتكى

األرض». الوسياين، سري الوسياين، ج١، ص٤٠٦، ٤٣٩.٤٥. إبراهيم بن صالح اللحيدان، أحكام جريمة اغتصاب العرض، ص٢٠٧.

٤٦. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٤، ص٥٠٢؛ ج١٠، ص٣٧٣؛ عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٣.٤٧. الرباذعي، التهذيب، ج٤، ص٤٦٩.

٤٨. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٠، ص٣١٥؛ ج١٢، ص٥١٦.٤٩. الرباذعي، التهذيب، ج٤، ص٤٧٠.

،٥٠. عن ظاهرة رهن اجلواري يف املغرب الوسيط انظر: عبد الوهاب بن عبد الرمحن بن رستم، مسائل نفوسة، ص١٦٨؛ سحنون، املدونة الكربج ٦، ص ١٢٢؛ ج٨، ص١١؛ ابن أيب زيد القريواين، الرسالة، ص٨٦.

٥١. سحنون، املدونة الكرب، ج٤، ص١٥٨.٥٢. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٠، ص٣١٥؛ القايض عياض، املدارك، ج١، ص٤٣.

٥٣. ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١١، ص٢٤٢.٥٤. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٣، ص٥١١.

ج٥، والتحصيل، البيان رشد، ابن ص١٩٧؛ ،١٥ ج ،الكرب املدونة سحنون، انظر السلع». من سلعة «العبد عبارة الفقهاء كتب يف ٥٥. ترد بعضه. يغتصب الذي بالطعام إياها مشبهني اجلناية قيمة يدفع لألمة الغاصب أن إىل وغريمها الفايس عمران وأبو القابيس وذهب ص٤٤٤.

الونرشييس، املعيار املعرب، ج٩، ص٥٧٣.٥٦. يقول اآلمدي: «العبد مال لسيده يتمكن من الترصف فيه حسب ترصفه يف سائر األموال». انظر كتابه اإلحكام، ج٢، ص٦٩، واسقط سحنون

االسترباء عن السيد جتاه جاريته املرهونة «ألهنا مال استودعها رجال»، املدونة الكرب، ج٦، ص١٢٥.٥٧. الرقيق القريواين، تاريخ أفريقيا واملغرب، ص١٤؛ ابن حيون، تقويم األحكام، ورقة ١٢؛ اآلمدي، اإلحكام، ج٢، ص١٧٠.

٥٨. القرايف، الذخرية، ج١٢، ص٢٣٤؛ سحنون، املدونة الكرب، ج٢، ص٣٨٥.٥٩. ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١١، ص٢٣٨.




حممود حسني خالد ١٦٦

ب ومغصوب، ويقال غصب الرجل المرأة نفسها إذا زنى بها كرها ص على الشيء: قهره واالغتصاب مثله، والشيء غواغتصبها نفسها٣٣. وهكذا تنطوي الجريمة على استخدام الجاني وسائل الجبر واإلكراه والقهر ضد المجني عليها، كعنصر تكويني لجريمة االغتصاب تمييزا لها عن جريمة الزنى٣٤ ألن «المرأة في الغالب إذا لم يكن لها مراد في الفاحشة نال منها إال بتغالب عليها من الفاعل»٣٥. وتكشف عملية استقراء النصوص الفقهية أن المالكية كانوا أكثر شموال ال تفي بيان جريمة االغتصاب والتعميق من داللتها وإضفاء األهمية على سلوك الرجل وعظم دوره في وجودها٣٦؛ حيث تجاوزوا معاني القهر والغلبة واإلكراه، ووسعوا من دائرة التعريف، حتى أخذت الميتة والصغيرة التي تفتقد التمييز٣٧

بة النعدام اإلرادة والرضا٣٨. تص والمجنونة والنائمة عندهم حكم المغله يخصص ولم للبحث، المعاصرة المغربية بالمصادر لالغتصاب فقهي تعريف على نعثر لم أننا الحقيقة سو سبيل من ما وعليه الفقهية، األبواب داخل لموقعها تبعا قضاياه تناثرت وإنما منفرد، باب الفقهية بالمؤلفات المعاشرة أنه: في ممثل لالغتصاب فقهيا تعريفا المصادر مطالعة خالل من استقت التي الفقهية للمراجع االلتجاء أو اإلغماء أو المباغتة أو باإلكراه المرأة من رضا دون الشرعية، نطاق غير في وأنثى، ذكر بين الكاملة٣٩ الجنسية الخديعة أو التغرير، وال يشترط في اإلكراه المادي أن يترك أثرا معينا كالضرب أو الجرح أو التوثيق، ولكن المقصود عجز المجني عليها عن المقاومة ومن ثم الخضوع واإلذعان، وقد يكون اإلكراه معنويا بإيذاء المرأة أو بشخص وثيق الصلة بها أو تهديدها في مالها وسمعتها على نحو يضطرها إلى قبول االتصال الجنسي، وهو يختلف بطبيعة المرأة وشخصيتها ومد احتمالها ٤٠. وقد حدد الفقهاء عددا من األركان والشروط الواجب توفرها في الجاني والمجني

عليه لتتحقق بها جريمة االغتصاب٤١. ثيبا كان إن «الرجم الزنى حد ب المغتص على الفقهاء طبق والزنا االغتصاب جريمة بين التالزم إلى واستنادا والجلد إن كان بكرا، وسواء كانت المغتصبة بكرا أو ثيبا صغيرة أو كبيرة أيما أو ذات زوج، ولو كانوا جماعة كان على

٣٣. الفريوز آبادي، القاموس املحيط، ج١، ص١١٥؛ ابن منظور، لسان العرب، ج١، ص٦٤٨. ٣٤. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤٢٤، ٤٢٨؛ ج٩، ص٥٧٣؛ ج١٠، ص٢٣٠.

٣٥. ميارة، اإلتقان واإلحكام، ج٣، ص٢٩٣.بت اذ ا إن ج ه ل ت ق ه ي ن ا أ هي ر ان ي إن ك ل اإلباضية املرأة املغتصبة قدرا من املسؤولية بعدم املقاومة ولو وصل احلد هبا إىل القتل يقول أحدهم: «و ٣٦. مح

.» اطفيش، رشح كتاب النيل، ج٦، ص١٩٦. ين ال يز وت و ا أن مت يه ل ب ع اج ان الو و ك ل ا، و ب أيض ص لك غ ذ وت ف لك لئال مت ت لذ ك رت ا ف ه س نف٣٧. يقول عياض «الصغرية التي ال تطيق فحكمها حكم املكرهة عىل كل حال الن متكينها ليس برضاها.» عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٣.

واعترب املالكية أن من عالمات رشد املرأة أن تصون نفسها ممن حياول االعتداء عليها. حممد بن سحنون، كتاب االجوبة، ص٤٤٥. احلكام، مذاهب وولده، عياض ص٢٦٦؛ ج١٤، النوادر، القريواين، زيد أيب ابن ص٢٦٦؛ ج٩، ص٤٠١؛ ج٤، ،الكرب املدونة ٣٨. سحنون، ص٨٣؛ ابن عبد الرب، الكايف، ج٢، ص١٠٧٤؛ الرباذعي، التهذيب، ج٤، ص٤٠٤؛ ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١٦، ص٣٢٩؛ الربزيل، مسائل

األحكام، ج٦، ص١٤٩.اإلصر، رفع العسقالني، حجر ابن ،« دينارا مخسني يدفع «للصبية بأن فقط وألزموه بإصبعه صبية افرتع فيمن احلد الفقهاء يوجب مل ٣٩. لذلك

ص٢٩٣.٤٠. حممد الشحات اجلندي، جريمة اغتصاب اإلناث، ص٣٥، ص٥٢-٦٦؛ زينب عبد السالم، «املغتصبة»، ص٤٩٠-٤٩٧؛ عقيل بن عبد الرمحن،

«أحكام اغتصاب املرأة»، ص٢٤٢-٢٥٩.٤١. انظر بخصوصها حممد الشحات اجلندي، جريمة اغتصاب اإلناث، ص٣٨-١٠٧.




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٦٥جريمة

الفقهية واملرجعية املفاهيمي اإلطار

مفردات: عن ففضال المغربية، المصادر في صريح بشكل الدراسة في المعتمد «االغتصاب» مصطلح ورد بعبارات: المصادر تزخر «اغتصبوها»١٥، تصبت»١٤، «اغ «غصبها»١٣، «اغتصبها»١٢، «االغتصاب»١١، »١٩، «اغتصبها نفسها»٢٠، «اغتصاب الجواري»١٦، «خلوة اغتصاب»١٧، «االستبراء من اغتصاب»١٨، «الوطء اغتصابااالغتصاب عن التعبير تم كما .٢٣« «المرأة..تدعي..اغتصابا لها»٢٢، اغتصابه «ثبت نفسها»٢١، على صبت «غآخر وتتعلق «افترعها»٢٩، «افتضها»٢٨ «قهرها»٢٧ «استكرهها»٢٦ «اختدعها»٢٥ «غلبها»٢٤ مثل: مرادفة بمصطلحات ٣٠، وهو ما دفع بالفقهاء لمناقشة مسألة إدعاء البكر اغتصابها وال دليل لديها سومفردتين باغتصاب الفتيات البكار

«الدم الشاهد على االفتضاض»٣١، ومسألة «من افتض بكرا بيده»٣٢.واالصطالحي اللغوي التعريف استحضار تستلزم الوسيط بالمغرب االغتصاب لجريمة التأريخ محاولة إن االشتقاقية المعاني تحيل حيث انطالق. كمرتكز الدينية المرجعية إثارة إلى منه يدلف ثم «االغتصاب»، لمفهوم وغصبه غاصب، فهو وغصبه غصبا، يغتصبه الشيء غصب يقال: وقهرا، ظلما الشيء أخذ على « ب ص «غ للفظة

ج٥، التبرصة، اللخمي، ٣٤٤؛ ص٣٣٨، ج١٤، ص٤٩٠؛ ج٨، النوادر، القريواين، زيد أيب ابن ص١٥٨؛ ج٤، ،الكرب املدونة ١١. سحنون، ص ٢١٠٨؛ البكري، كتاب املسالك، ج٢، ص٨٢٨.

١٢. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٢٦٢. ١٣. الونرشييس، املعيار املعرب، ج١٠، ص٢٣٦.

١٤. ابن عبد الرب، الكايف، ج٢، ص١٠٧٥.١٥. ابن حيون، دعائم اإلسالم، ص١٣٠.

١٦. سحنون، املدونة الكرب، ج٤، ص١٧٣.١٧. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٨، ص٤٩٠.

١٨. ابن رشد، املقدمات املمهدات، ج١، ص٥٢٢-٥٢٣؛ البيان والتحصيل، ج٤، ص٤٦٣.١٩. املازري، رشح التلقني، ج٣، ص١٨٢.

٢٠. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٩، ص٣٠٧؛ ابن رشد، البيان والتحصيل، ج١٦، ص٣٣١؛ ابن عذاري، البيان املغرب، ج٢، ص٧؛ ابن قيم اجلوزية، أخبار النساء، ص١٧٠.

٢١. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٣، ص١٣٠؛ ج ١٠، ص٢٣٦.٢٢. البيان والتحصيل، ج١٦، ص٣١١.

٢٣. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج١٤، ص٣٣٨.٢٤. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤٢٨.

٢٥. الونرشييس، املعيار املعرب، ج١٠، ص٢٣٠، ٢٣٦.٢٦. الونرشييس، املعيار املعرب، ج١٠، ص٢٣٠.

٢٧. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤٢٤؛ ج١٠، ص٢٣٦.٢٨. عياض وولده، مذاهب احلكام، ص٨٢.

، إذا نت اجلارية تج ٢٩. الونرشييس، املعيار املعرب، ج٢، ص٤٢٤؛ ج٩، ص٥٧٣. استعاضت بعض املصادر عن االفرتاع بلفظة االهتجان، و «اهعت قبل األوان». امليداين، جممع األمثال، ص١٥٩. رت اف

فالن ويقال: ص١٧٤. ج١، املغرب، البيان عذاري، ابن ص٦٠١؛ ج٤، ،الكرب املدونة سحنون، ص٥٣٢؛ ج٤، التهذيب، ٣٠. الرباذعي، أبو عذرهتا إذا كان أول من افرتعها وافتضها. ابن منظور، لسان العرب، ج٤، ص٥٤٥.

٣١. املازري، رشح التلقني، ج٣، ص١٨٤.٣٢. ابن أيب زيد القريواين، النوادر، ج٤، ص٥٤٣.




حممود حسني خالد ١٦٤

وإن وردت إشارات في كتب الفتاو والنوازل، فإنها تميزت باالختزال الشديد، المقتصر على خبر االغتصاب وحده، بة – مركز هذه اإلشكالية – لم تسهم دون الغوص في تفاصيله وجزئياته وحيثياته وحوافزه وعواقبه. كذلك فإن المغتصن من التعامل المباشر مع محيطها وقضاياها، مما يفقد البحث القدرة على النبش في جزئيات في بناء معرفي عنها، تمكالتصدي وسبل لها، المجتمع ونظرة واالجتماعي، النفسي وأثرها وحيثياتها حدوثها بلحظات تتعلق للجريمة دقيقة

لمواجهتها، وكيفية التعامل مع نتائجها المباشرة وغير المباشرة. نتائج على الحصول في معقدة الباحث مهمة تبدو المصدرية المادة شح وأمام أولى، لبنة المحاولة تلك باعتبار والمكاني الزمني االمتداد توسيع مسألة وتصبح نادرة، حاالت في إال مباشرة واستنتاجات أحكام إصدار أو عامة البحث سبل وتنويع مستوياتها، لمختلف المتأني والجرد للفترة، األصلية المصادر نحو رأسا واالتجاه للدراسة، والقراءات أمرا ضروريا وملحا، للكشف التام واإلحاطة الشاملة بالمعلومات المبعثرة بين صفحاتها، لتسليط بعض

الضوء على موضوع ظل ولزمن طويل غائبا أو مغيبا ضمن تراثنا المكتوب. بدوافع تتعلق دقيقة جزئيات عن تكشف أنها حيث المصادر تلك مقدمة في والطبقات التراجم كتب وتأتي دون اغتصاب حاالت عن كشفت والتي ،والفتاو النوازل كتب وتلتها المغتصبة، على الوخيمة وآثاره االغتصاب الحولي التاريخ كتب خالل ومن البحث. فترة بفقهاء ارتبطت التي الحاالت اعتماد تطلب ما وهو زمنيتها، تحديد تمكنا من ضبط حوادث االغتصاب وفق تسلسلها الزمني، في حين قبعت كتب الجغرافيا والرحالت واألدب ضمن

المصادر الثانوية، وإن تم اإلفادة منها في رصد ذهنيات المجتمع المغربي تجاه عملية االغتصاب. وانطالقا من اندراج مفهوم االغتصاب ضمن موضوع الجنسانية١٠ الذي يعد ظاهرة اجتماعية كلية تتركب من قضايا بشمولية الموضوع دراسة علينا م ت تح دراستها، احتكار في واحد علمي تخصص يعجز ومتشعبة، متعددة ومشاكل

معرفية، وبمقاربات عدة تحتوي أبعاده المتنوعة: بيولوچية ونفسية واجتماعية واقتصادية ودينية وسياسية. يعود اختيار الفترة الزمنية المدروسة إلى حالة الفوضى األمنية واالضطراب السياسي والمواجهات الحربية التي شهدتها بالد المغرب منذ قيام الثورة البربرية ١٢٢هـ/٧٤٠م وحتى غزوة بني هالل ٤٤٣هـ/١٠٥٢م، والتي أرخت

بظاللها السلبية على المرأة المغربية، وعرضتها النتهاك العفاف واستباحة العرض.

اإلنساين البعدين بإدماج (Sexuality) «اجلنسانية» ملفهوم وقدم العضوية البيولوچية الغريزة يف اجلنس موضوع اختزال البعض ١٠. جتاوز .Dialmy, Jeunesse, p. 29-30 :واالجتامعي يف البناء املعريف للموضوع انظر




١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م املغرب بالد يف النساء اغتصاب ١٦٣جريمة

اغتصابها موضوع أن إال والثقافي٤، الفكري وعطائها والعسكري السياسي نشاطها من طرفا وتناولت والمجتمع، جنسيا ظل قطاعا منسيا وخانة مجهولة٥، ويعزي األمر دون شك إلى عثرة كبر تواجه كل من رام دراسة الموضوع،

وتتمثل في شح المادة المصدرية المباشرة بسبب:١. ندرة جريمة االغتصاب، والتي لم تصل إلى مستو الظاهرة اإلجرامية التي تثير االهتمام، ربما لسهولة الطريق

إلى الزنا٦، وانتشار المعروض من جواري اللذة والمتعة مقابل مبالغ زهيدة٧. فت غل التي الشديدة األخالقية الرقابة مع سيما ال التاريخي، النطاق خارج إلى االغتصاب مفهوم ٢. انتقال المصادر المغربية الوسيطية؛ فغيبت الجريمة وجعلتها من الجوانب المسكوت عنها، والال مفكر فيها، وحظرت على وغامضا محرما موضوعا باعتبارها واالشمئزاز، التقزز على تبعث سلبية، بخاصيات التسامها لها، التأريخ الكتاب

يندرج في دائرة المثالب ال المناقب. من النوع هذا إحاطة في تسبب مما القبلية، النزعة ذا المغربي المجتمع طبعت التي المحافظة ٣. خصوصية األحدوثة والفضيحة والمعرة٨ الجرائم بسياج من السرية والتكتم، فالعار متصل بالجنس بشكل كبير خوفا من سوء

وهو ما دفع إلى تحاشي إشاعة حتى محاولة اغتصاب رجل المرأة ألن العار حتما سيلحقها٩.

هكذا تظل المعلومات المتوفرة بالمصادر عن االغتصاب عمومية تفتقر إلى الدقة، غير مقصودة بالتدوين لذاتها، واألمراء الحكام وتاريخ والعلماء، الفقهاء ومناقب األولياء، بكرامات يتعلق أعم حديث ضمن عفوي بشكل واردة والمتنفذين. حقيقة أن كتب الفقه استطردت في الحديث عن مسائل اغتصاب النساء، إال أنها لم تبرح التأطير النظري العام المرتبط بتعلق الناس بمعرفة مواقف الدين من بعض قضاياهم اليومية، دون مراقبة الجريمة في بعدها التاريخي.

٤. انظر عىل سبيل املثال، كرراز فوزية، دور املرأة يف الغرب اإلسالمي؛ مليكة محيدي، املرأة املغربية يف عهد املرابطني؛ كريمة عبد الرؤف، املرأة املغربية؛ «املرأة املغاربية»، العيناوي، حممد ص٦٥-٧٥؛ الصنهاجية»، «املرأة اسكان، احلسني ص١٤٤-١٥٨؛ املناهل، تادال»؛ يف «املرأة دندش، عصمت

ص١٣٩-١٤٣؛ حممد املغراوي، «تصوف املرأة»، ص٧-١٧.٥. يرجع الفضل إىل عبد الصمد الدياملي يف اقتحام موضوع املرأة واجلنس من خالل أول بحث ميداين. انظر دراسته: املرأة واجلنس يف املغرب. واعترب Coleman, Promoting Sexual Health, :أحد الباحثني توجيه البحث نحو احلياة اجلنسية أحد املجاالت املهمة لتكامل الشخصية اإلنسانية أنظر

.p. 3-6٦. ير البعض أنه كلام زاد تساهل املجتمع جتاه ممارسة اجلنس خارج نطاق الزوجية كلام انخفضت معدالت جرائم االغتصاب. راضية ويس، آثار صدمة االغتصاب، ص٧٢. وعن الزنى والبغاء يف بالد املغرب فرتة البحث انظر: عبد الوهاب بن عبد الرمحن بن رستم، مسائل نفوسة، ص١٠٦؛ ص١٣٤؛ واألحكام، النظر القريواين، عمر بن حييى ٤٦؛ ورقة الكالم، حترير الرعيني، ٩٤؛ ،٣٤ ورقة نوازله، رستم، بن الوهاب عبد بن أفلح البكري، كتاب املسالك، ج٢، ص٦٦٨؛ جمهول، االستبصار، ص١٤٥؛ الونرشييس، املعيار املعرب، ج١، ص٤٢١؛ ج٥، ص٢٧٦؛ ج٦، ص١٢٦،

٢٣٩؛ ج٩، ص٢٠٠؛ ج١٠، ص٣٦٠.جمهول، ص٤٩؛ احلسبة، آداب يف السقطي، ص٧٣؛ األرض، صورة حوقل، ابن ص١٣٠؛ ج١، اإلســالم، دعائم حيون، ٧. ابــن مناقب أبى العباس السبتي، ورقة ٤١٩؛ جمهول، االستبصار، ص١٤٥؛ البكري، كتاب املسالك، ج١، ص٢٢٥؛ ج٢، ص٦٦٨؛ احلمريي، الروض

املعطار، ص٢٨؛ الونرشييس، املعيار املعرب، ج٥، ص٢٧٦؛ ج٩، ص٥١، ٩٦، ٢٠٠؛ ج١٠، ص٣٦٠. ج١٢، والنهاية، البداية كثري، ابن ص١٨٤؛ ج٣، التلقني، رشح املازري، ص٢٦١؛ ج١٤، ص٥٣٤؛ ج٤، النوادر، القريواين، زيد أيب ٨. ابن

ص١٠؛ السالوي، االستقصا، ج١، ص١٦٩.٩. الربزيل، مسائل األحكام، ج٨، ص٢٨٩؛ السالوي، االستقصا، ج١، ص٢٣٤.




حممود حسني خالد ١٦٢

• abstract e study aims at enlightening the crime of rape in the Maghreb from the Berber Revolution

(122 h.) to the Arabs attacks (443 h.). e motives and causes of that crime varied according to the nature of the circumstances that pushed to commit it, and with the perpetrators’ and their victims’ personality; however, these motives show the context of security chaos, political turmoil and military conflicts that overcame Maghreb countries during that period. It was mostly related with the desire of taking vengeance from opponents and rebels, of humiliating them by violating their wives’ sanctity. e study found that rape did not become a criminal phenomenon, as the result of the spread of comfort women. It affected so negatively the victims’ psychology, that some of them dared to commit suicide in order to escape from a life of humiliation and scandal. e study establishes also that Maliki jurists were the most comprehensive in qualifying the crime of rape and scrutinizing its signs, the most insistent on the man’s behaviour, emphasising on his role in the event.

Keywords: rape, moral crimes, physical violence against women, Maghreb.

منهجية مقدمة

لها توفر بما الغربية، التاريخية الدراسات في مهمة أشواطا المرأة ضد الجنسي العنف موضوع في البحث قطع من ثراء مصدري وأرشيف محفوظ في الكنائس، والخزانات العامة، والمكتبات الخاصة، ومستندات إدارية رسمية، اغتصاب جريمة دراسة من مكن ومعرفي، نظري تراكم إحداث في ساعد مما وغيرها، شعبية وأمثال أدبية، ووثائق سو نعثر لم حيث العربي، التاريخي البحث مسار في ببطيء يحبو الموضوع مازال بينما تفاصيلها١؛ بأدق النساء على بحثين يتعلقان بالتاريخ اليوناني٢ وثالث يخص التاريخ البطلمي٣، في حين خلت ساحة أبحاث التاريخ اإلسالمي الوسيط – فيما أعلم – من دراسة منفردة تتناول تلك الجريمة. ورغم االهتمام المشهود بالمرأة المغربية خالل العصر األسرة داخل ودورها لمكانتها قدمت قطاعية، ودراسات شاملة، أطروحات مؤخرا لها صص خ والتي الوسيط،

١. تطول الئحة من كتبوا يف االغتصاب من الغربيني نقترص منها عىل: Classen, Sexual Violence; Welles, Persephone’s Girdle; Block, «Rape Without Women», p. 849-868; Woodfield,«e Early History of the Viol», p. 141-157; Schwendinger, «Rape Myths», p. 18-26.٢. حممود الفطاطري، «تصوير االغتصاب عىل الفخار اإلغريقي»، ص١٥٧-١٧٩؛ فريد حسن األنور، «اغتصاب العذراء والعار يف مرسحية أيون»،

ص١-٢١.٣. أمحد فاروق دياب، «جوانب من حاالت االغتصاب يف مرص البطلمية»، ص٣٦٧-٣٨٢.




سالمية ٤٩ - ٢٠١٥ حوليات إ

ملخص .

تسعى الدراسة إلى تسليط الضوء على جريمة االغتصاب التي عرفتها بالد المغرب منذ الثورة البربرية عام ١٢٢هـ وحتى هجوم األعراب على بالد المغرب عام ٤٤٣هـ، وقد تنوعت دوافعها وتعددت أسبابها باختالف طبيعة الظروف واالضطراب األمنية الفوضى ظرفية الدوافع تلك تصدر وإن وضحاياهم، مرتكبيها وشخصية الرتكابها المؤدية الفترة، والتي ارتبطت في الغالب األعم خالل تلك السياسي والمواجهات الحربية التي سيطرت على بالد المغرب أن إلى الدراسة توصلت وقد نسائهم. حرمة بانتهاك وإذاللهم والمناوئين والثوار المخالفين من االنتقام في بالرغبة تلك الجريمة لم تصل إلى حد الظاهرة اإلجرامية نتيجة انتشار جواري المتعة، كما أنها تركت أثرا سلبيا على نفسية دون المالكية أن تبين كما والفضيحة؛ الذل حياة من للهروب االنتحار على أقدمن بعضهن أن حتى المغتصبات، غيرهم كانوا أكثر شموال في بيان جريمة االغتصاب والتعميق من داللتها، وإضفاء األهمية على سلوك الرجل وبالغ

دوره في إحداثها.

الكلامت املفتاحية: االغتصاب، جرائم األخالق، العنف اجلسدي ضد املرأة، بالد املغرب.

١٢٢-٤٤٣هـ/٧٤٠-١٠٥٢م

خالد حسني حممود*

جريمة اغتصاب النساء يف بالد املغرب

[email protected] ،خالد حسني حممود، أستاذ مساعد للتاريخ اإلسالمي، قسم تاريخ، كلية اآلداب، جامعة عني شمس *




ANNALES ISLAMOLOGIQUES - IFAO

Documents

Transcript of ANNALES ISLAMOLOGIQUES - IFAO