أثر تدريس الفقه المقارن بكليات الشريعة في ترسيخ مفاهيم...

26
203 ت الشريعةمقارن بكليا تدريس الفقه ال أثردية والحرية الفكريةهيم التعد ترسيخ مفا في حمادزة عبد الكريم د. حمونلقانة الشريعة وا كليزيةلماليمية اسعلوم امعة ال جازيان، مالي نجري سمب2012

Transcript of أثر تدريس الفقه المقارن بكليات الشريعة في ترسيخ مفاهيم...

203

أثر تدريس الفقه المقارن بكليات الشريعة في ترسيخ مفاهيم التعددية والحرية الفكرية

د. حمزة عبد الكريم حمادكلية الشريعة والقانون

جامعة العلوم اإلسالمية الماليزيةنجري سمبالن، ماليزيا

2012

204

205

ملخص

تسعى هذه الدراسة إىل تحليل أثر تدريس الفقه املقارن يف تشكيل فكر سوي

عن فضالً اآلخر، مع التواصل عىل ويعمل االختالف وحق الرؤى بتعدد يؤمن

والتخفيف الفكرية املرونة تكوين اإلسهام يف يف املقارن الفقه تدريس أثر بيان

الفقهي املقارن يف ترسيخ مبدأ البحث أثر منهج من األحادية، إضافة إىل تحليل

االختالف والتعددية.

وقد خلصت إىل أّن تدريس الفقه املقارن -إذا تم وفق منحى قائم عىل بيان

مناقشات حفظ عىل باقتصاره وليس الحوار، روح ونرش النقدي التفكري أهمية

وردود وطعون واعرتاضات-؛ يسهم يف ترسيخ مفاهيم التعددية والحرية الفكرية؛

إذ إن تدريس الفقه املقارن يقوم عىل منظومة فكرية ترسخ هذه املفاهيم، ومن

أبرز معامل تلك املنظومة قبول الرأي اآلخر وتحديد مجال االتفاق واالفرتاق، وهذا

يظهر بجالء يف تحرير محل النزاع يف منهج دراسة الفقه املقارن، فضالً عن الرتكيز

الفقه األدلة يف منهج دراسة البّناء وذلك من خالل مناقشة النقدي التفكري عىل

التعدد وعدم إكراه الغري عىل قبول رأي واحد، املقارن، إضافة إىل اإلميان بحرية

وذلك من خالل املقارنة بني اآلراء الفقهية واالرتكاز عىل قاعدة فقهية مفادها ال

ينكر تغري األحكام بتغري األزمنة واألماكن.

206

مقدمة:

املجال يف سيّام ال متسارعة تغريات خصوصاً واإلسالمي عموماً العامل يشهد

الفكري، إذ انترشت طروحات قامئة عىل إقصاء اآلخر وتهميشه، فريى البعض أن

عن يكون ما أبعد تجده لذا ارتحل؛ إذا معه ويرتحل نزل إذا معه ينزل الحق

التعددية الفكرية وحرية التعبري عن الرأي، وال يخفى ما النتشار هذه األفكار من

سيّام ال النور ومشاعل العلم محض الجامعات كانت وملّا وخيمة جسيمة، آثار

من الظاهرة تناول هذه يف يقدم طرحاً أن الباحث ارتأى منها؛ الرشيعة كليات

التعددية مفاهيم ترسيخ يف الرشيعة بكليات املقارن الفقه تدريس أثر خالل

الهوية بالغ يف تشكيل أثر املقارن من الفقه لتدريس ملا الفكرية؛ نظراً والحرية

العقلية لدارسيه إذ تفرز دراسته قبوالً للرأي اآلخر فضالً عن تبنيه ملفاهيم التعدد

والحرية الفكرية، ودحض الجمود واألحادية الفكرية، حيث إنَّ من معامل منهجية

دراسة الفقه املقارن املوسوعية يف االطالع عىل األدلة واملوضوعية يف الحكم والبعد

عن التحيز ملذهب أو جامعة.

لذا تسعى هذه الدراسة إىل تحليل أثر تدريس الفقه املقارن يف تشكيل فكر

سوي يؤمن بتعدد الرؤى وحق االختالف ويعمل عىل التواصل مع اآلخر، فضالً عن

والتخفيف الفكرية املرونة تكوين اإلسهام يف يف املقارن الفقه تدريس أثر بيان

الفقهي املقارن يف ترسيخ مبدأ البحث أثر منهج من األحادية، إضافة إىل تحليل

االختالف والتعددية. ويف ضوء ذلك فقد تكونت محتويات هذه الدراسة من النقاط

اآلتية:

أوالً: قراءة يف االنغالق الفقهي والجمود الفكري يف تاريخ الفقه اإلسالمي.

ثانياً: مقاربة بني البعد التاريخي لظاهرة التعصب والواقع املعارص من حيث

السامت الفكرية للشخصية املتعصبة واألسباب الفكرية للتعصب.

ثالثاً: أثر تدريس الفقه املقارن بكليات الرشيعة يف ترسيخ مفاهيم التعددية

والحرية الفكرية.

207

ة في االنغالق الفقهي والجمود الفكري في تاريخ الفقه اإلسالمي: أواًل: قراءالعصور عرب وتطورها الفكري والجمود الفقهي االنغالق ظاهرة دراسة إنَّ

الحرية أبواب إغالق أسباب فهم بالغ يف أثر له من ملا ِجد مهم؛ أمر اإلسالمي؛

التطور قواعد واستخالص الفرتة تلك نتجت يف التي الفقهية والتعددية الفكرية

التي سادت عىل التفكري الفقهي، وملا له كذلك من أثر كبري يف استلهام الدروس التي

ميكن استخالصها من هذه املسرية وتوظيفها يف فهم الواقع الفقهي املعارص وسبل

النهوض واالرتقاء به؛ وذلك من خالل مراجعة موضوعية لهذه الظاهرة.

لقد مر الفقه اإلسالمي بأدوار عدة)1( بناء عىل مميزات وخصائص متايزت بها

منتصف بدأ من -الذي الخامس الفقهي الدور ففي البعض، بعضها األدوار عن

أقساماً اإلسالمية الرقعة انقسمت 656هـ- سنة بغداد سقوط إىل الرابع القرن

عدة، قام عىل كل قسم منها واٍل تسمى بأمري املؤمنني، فأصاب األمة من جراء هذا

التفكك الضعف واالنحطاط، إذ تناحرت هذه الدول، وكرثت بينها الفنت، وتقطعت

االضطراب وعوامل السيئة الظروف تلك أثرت وقد العرى، وانفصمت األوصال

القوية يف نشاط الحركة العلمية، ورجعت بها القهقرى، فأبدلتها من القوة ضعفاً،

ومن التقدم تأخراً، ومن النشاط فتوراً، وأماتت يف العلامء روح االستقالل الفكري،

بل نجدهم بخسوا أنفسهم حقها، وظنوا أن أقدارهم ال تقوى عىل تلقي العلم من

الكتاب والسنة، وأنهم ليسوا أهالً للنظر واالستنباط منهام، ورضوا ألنفسهم التقليد،

فأصبحوا عالة عىل فقه أيب حنيفة، ومالك، والشافعي، وابن حنبل، وحرصوا أنفسهم

محيطها، يتجاوزون وال يعدونها، ال املذاهب تلك أصول من اتخذوها دوائر يف

والتزم كل منهم مذهباً معيناً ال يتعداه، ويبذل كل ما أويت من قوة يف نرصة ذلك

الكتاب، بدراسة أوالً يشتغل الفقه مريد كان أن فبعد وتفصيالً، املذهب جملة

1-أدوار الفقه اإلسالمي مسألة منبثقة عن علم تاريخ الفقه اإلسالمي، وهذا العلم حديث النشأة وإن كانت مفرداته موجودة

يف السابق، وقد بدأ االهتامم به يف مطلع القرن العرشين، ومن أوائل املؤلفات يف هذا العلم، كتاب تاريخ الترشيع اإلسالمي

ملحمد الخرضي، وكتاب الفكر السامي يف تاريخ الفقه اإلسالمي ملحمد بن حسن الحجوي الثعالبي، انظر:

- املحاميد، مسرية الفقه اإلسالمي ومالمحه، ص8-7.

- الخياط، املدخل إىل الفقه اإلسالمي، ص164-163.

208

التي طريقته ويدرس معني إمام كتب يتلقى الدور هذا يف صار السنة، ورواية

استنبط بها ما دّونه من األحكام، فإذا أتم ذلك صار من العلامء الفقهاء، وصارت

مؤلفاتهم ال تعدو أن تكون اختصاراً ملؤلف سبق، أو رشحاً له، أو جمعاً ملا تفرق يف

كتب شتى، وال يستجيز أحدهم لنفسه أن يفتي يف مسألة مبا يخالف ما استنبط

إمامه، غلواً يف الثقة بهؤالء األمئة.

نتيجة لهذا اإلفراط والغلو يف التعصب ملذاهب األسالف أقام العلامء سدوداً بني

األمة ونصوص الكتاب والسنة، وأصبحت الرشيعة هي نصوص الفقهاء وأقوالهم،

وصار مبلغ جهدهم أن يفهموا كالم األمئة، أو يفّرغوا عىل قواعدهم، أما االجتهاد

فقد تناسوه حتى انتهى بانسداد بابه عىل رأس املائة الرابعة.)1(

فكانت وأدواتها العلوم، يف والتصانيف التآليف كرثت فقد أخرى، جهة ومن

سبباً يف االشتباه واالختالط، وَعْقِل طالب الفقه عن االجتهاد واالستنباط، ويف خضم

هذه الكرثة وقعت إشكالية تتمثل يف عدم اتباع املنهج العلمي يف التوثيق، فكثرياً

يف املعتمد معرفة أصبح فقد عليه وبناء الواحد؛ اإلمام عن النقول تختلف ما

االستدالل كرثة إىل إضافة شديد، خلط فيه وحصل الصعوبة، غاية يف املذهب

باألحاديث الضعيفة واملوضوعة نرصاً للرأي الفقهي. إضافة إىل الدعاية القوية التي

قام بها أنصار املذاهب املتبعة، فقد حلت من القلوب يف السويداء، وملكت عىل

عىل وساعد مبتدعاً، خارجاً بها يأخذ مل من يعدون وأصبحوا مشاعرهم، الناس

واالتصال االجتامعية، الهيئة يف املكانة من تالميذهم األمئة لبعض كان أنه ذلك

بالخلفاء والوزراء، ما جعل هؤالء يساهمون يف نرش تلك املذاهب وتأييدها بشتى

الوسائل، وقد رصف هذا األمر الناس إىل اتباع املذاهب وتقليدها وترك االشتغال

بعلوم الكتاب والسنة. فضالً عن فقدان الثقة بالنفس، والتهيب من االجتهاد، وفتور

الهمم، وانحالل العزائم، فقد اتهم الفقهاء أنفسهم بالعجز والضعف، وظنوا أنهم

بهم والالئق لهم الخري وأن األصلية، منابعها األحكام من تلقي قادرين عىل غري

التقيد مبذهب والدوران يف فلكه والسباحة يف مياهه اإلقليمية.

1- السايس. تاريخ الفقه اإلسالمي، ص201-202..

209

الفقيه التقليد والجمود، وغدا دور هذه األسباب أدت بطريقة أو بأخرى إىل

قارصاً عىل حفظ فقه املذهب الذي ينتمي إليه، وغني عن البيان ما للتقليد من

بالنص املقلد وشيوخه، فال يُعمل التعصب ألمئة املذهب آثار سيئة من جملتها:

الرشعي إال إذا وافق املذهب، وتقديم أقوال املتأخرين عىل أقوال األمئة املتقدمني،

قال أبو شامة املقديس: »ثم اشتهر يف آخر الزمان عىل مذهب الشافعي تصانيف

الشيخني أيب إسحاق الشريازي وأيب حامد الغزايل فأكب الناس عىل االشتغال بها وكرث

املتعصبون لهام حتى صار املتبحر املرتفع عند نفسه يرى أن نصوصهام كنصوص

الخروج عنها، وإن أخرب بنصوص غريهام من أمئة مذهبه الكتاب والسنة ال يرى

بخالف ذلك مل يلتفت إليها، وقد يقع يف بعض مصنفاتهام ما قد خالف املؤلف فيه

رصيح حديث صحيح أو ساق حديثاً عىل خالف لفظه أو نقل إجامعاً أو حكامً عن

مذهب بعض األمئة وليس كذلك، فإن ذكر لذلك املتعصب الصواب يف مثل ذلك

نادى وصاح وزمجر وأخفى العداوة وكان سبيله أن يفرح بوصوله إىل ما مل يكن

يعرفه ولكن أعامه التقليد أصمه عن سامع العلم املفيد«،)1( ومن اآلثار املرتتبة عىل

التقليد أيضاً إغالق باب االجتهاد وشيوع الجمود؛ نتيجة لتقليد مذهب بعينه،)2(

املجتهدين اإلسالم علامء من عامل لو رصح أنه يعلم عاقل »وكل الشوكاين: قال

بدعة محرمة ال يجوز التقليد بأن كان أي محل اإلسالم يف يف مدينة من مدائن

االستمرار عليه وال االعتداد به؛ لقام عليه أكرث أهلها إن مل يقم عليه كلهم وأنزلوا

به اإلهانة واإلرضار مباله وبدنه وعرضه مبا ال يليق مبن هو دونه إذا سلم من القتل

عىل يد أول جاهل من هؤالء املقلدة ومن يعضدهم من جهله امللوك واألجناد، فإن

طبائع الجاهلني بعلم الرشيعة متقاربة وهم لكالم من يجانسهم يف الجهل أقبل

البدعة جميع العلم، ولهذا طبقت هذه من كالم من يخالفهم يف ذلك من أهل

أن يعتقد فالجاهل املسلمني أفراد من فرد لكل شاملة وصارت اإلسالمية البالد

الدين ما زال هكذا ولن يزال إىل الحرش، وال يعرف معروفاً وال ينكر منكراً، وهكذا

1- أبو شامة املقديس، مخترص املؤمل، ص68.

2- معوض وعبد املوجود، تاريخ الترشيع اإلسالمي، ج2، ص271-270.

210

إىل يضم ألنه منه؛ أقبح بل كالجاهل فإنه التقليد بعلم املشتغلني من كان من

جهله وإرصاره عىل بدعة التقليد وتحسينها يف عيون أهل الجهل االزدراء بالعلامء

املحققني والعارفني بكتاب الله وبسنة رسوله صىل الله عليه وسلم، ويصول عليهم

ويجول وينسبهم إىل االبتداع ومخالفة األمئة والتنقص بشأنهم فيسمع ذلك منهم

امللوك ومن يترصف بالنيابة عنهم من أعوانهم فيصدقونه ويذعنون لقوله إذ هو

مجانس لهم يف كونه جاهالً، وإن كان يعرف مسائل قلّد فيها غريه ال يدري أهو حق

أم باطل، ال سيّام إذا كان قاضياً أو مفتياً، فإن العامي ال ينظر إىل أهل العلم بعني

مميزة بني من هو عامل عىل الحقيقة ومن هو جاهل، وبني من هو مقرص ومن هو

كامل؛ ألنه ال يعرف الفضل ألهل الفضل إال أهله، وأما الجاهل فإنه يستدل عىل

العلم باملناصب والقرب من امللوك واجتامع املدرسني من املقلدين وتحرير الفتاوى

للمتخاصمني، وهذه األمور إمنا يقوم بها رؤوس هؤالء املقلدة يف الغالب، كام يعلم

ذلك كل عامل بأحوال الناس يف قديم الزمن وحديثه وهذا يعرفه اإلنسان باملشاهدة

العلامء وأما قبله، كان عليه من ملا الحاكية التاريخ ألهل عرصه ومبطالعة كتب

املحققون املجتهدون فالغالب عىل أكرثهم الخمول؛ ألنه ملا كرث التفاوت بينهم وبني

أهل الجهل كانوا متقاعدين ال يرغب هذا يف هذا وال هذا يف هذا.«)1(

ثانيًا: مقاربة بين البعد التاريخي لظاهرة التعصب والواقع المعاصر من حيث السمات الفكرية للشخصية المتعصبة واألسباب الفكرية للتعصب:

انتهينا من رسم معامل لظاهرة سادت إبّان فرتة ليست بالقصرية يف تاريخ الفقه

التعصب أبرزها املعارص؛ الفقهي العقل يف عالقة زالت ما أمور ومثّة اإلسالمي،

املذهبي، إضافة إىل جمود بعض األنظمة التعليمية لتدريس الفقه اإلسالمي حيث

إنَّ تلك األنظمة تُخرِّج حفظة ونسخاً صوتية من الكتب الفقهية القدمية وال تخرج

فقهاء يف األغلب، تخرج ناقلني وناسخني وال تخرج مجتهدين ومفكرين.

1- الشوكاين، القول املفيد، ص46.

211

الفكرية السامت أولهام أمرين؛ عىل الوقوف املقام هذا يف الباحث يحاول

للشخصية املتعصبة، واألسباب الفكرية للتعصب.

إّن من أبرز السامت الفكرية للشخصية املتعصبة املتطرفة كون أغلب املتطرفني

من أنصاف املتعلمني ومصادر تعلمهم مقصورة عىل السامع من خطباء محددين

أو تلقي دروس خاصة أو عرب السامع ألشخاص بأعينهم أو القراءة لهم عرب الشبكة

عن جامد مغلق بأسلوب العقيل املستوى عىل اتسامها عن فضالً العنكبوتية،

أو أية معتقدات تختلف عن معتقداتها تقبُل القدرة عىل لديه ليس أو التفكري

أفكارها أو معتقدات جامعتها وعدم القدرة عىل التأمل والتفكري واإلبداع، إضافة

إىل اتسام املتعصب بشدة االنفعال واالندفاع والعدوان والعنف والغضب عند أقل

الرأي، والحب الذي استثارة فالكراهية مطلقة وعنيفة للمخالف أو للمعارض يف

يصل إىل حد التقديس والطاعة العمياء لرموز هذا الرأي، وكذلك التعصب الشديد

حيث يصادرون من اآلخرين رأيهم ويرون أنهم عىل حق ومن عداهم عىل الضالل

والباطل، فلسان حالهم يقول: إذا كنت معي فأنت قديس وإن كنت ضدي فأنت

إبليس، أما بخصوص املنهج الفكري للمتطرف املتعصب فاملنهج يقوم عىل تفسري

النصوص حرفياً دون مراعاة مقاصد الرشيعة التي ضمنت حقوق اآلخرين وتحريم

االعتداء عليها.)1(

أما أسباب التعصب الفكرية، فيمكن للباحث إجاملها يف النقاط اآلتية:

ضحآلة االهتامم بالتفكري الناقد والحوار البّناء من قبل املربني واملؤسسات

للتفكري؛ واستثارتها بالعقول االهتامم أن يخفى فال واإلعالمية، الرتبوية

يتطلب التناول العلمي يف النظر إىل األمور وإعطاء أهمية للحوار الفكري

مع اآلخر، ومام يؤخذ عىل طرائق التدريس ملواد الرشيعة عموماً سواء يف

املدارس أم يف الجامعات اعتامدها بشكل رئيس عىل طريقة الحشو والتلقني

دومنا فتح الباب للحوار والنقاش واستثارة التفكري.

1- القضاة، الرتبية الوقائية يف عرص اإلرهاب، منشور يف موقع:

www.horoof.com/dirasat/edutersm.htm

212

سوء الفهم والتفسري الخاطئ ألمور الرشع، ال سيّام يف ظل وجود كرثة ممن

يّدعون العلم والفقه يف الدين وينصبون أنفسهم أمئة ويتساهلون يف أمور

الشخصية، أو وفق أهوائهم الحالل والحرام ويأخذون من األمور ظاهرها

دون الرجوع إىل العلامء األكفاء وأهل العلم الرشعي الصحيح.)1(

تقديس الشيخ أو العامل أو اإلمام، وهذا التقديس والغلو يصل إىل حد إضفاء

صفة العصمة والقداسة مام يؤدي إىل التعصب لهذا الشيخ أو لهذه الجامعة.

اتباع الفتاوى الشاذة واألقوال الضعيفة وأخذ الفتاوى والتوجيهات ممن ال

يوثق بعلمه أو دينه، والتعصب لها، فلكل جامعة أو حزب إمام عامل يعّد

املرجع األعىل لهذه الجامعة أو تلك وكلام يصدر عنه من فتاوى فهو حق

الزم التطبيق والتنفيذ من ِقبل ابتاع الجامعة.)2(

ذاتها عىل والجامعات الطوائف تنغلق ما فكثرياً األفق، وضيق االنغالق

األفكار من وكثري لغريها االستامع من أتباعها ومتنع لنفسها إال تسمع ال

املتطرفة واملتعصبة تنشأ يف األوكار الرسية ورساديب الظالم يف أجواء مغلقة

تعلِّم اإلرهاب ورفض اآلخر والعنف املوجه وتكفري املخالف.)3(

1- الحسني، أسباب اإلرهاب والعنف والتطرف، ص11-10.

2- آغا، رؤية تربوية للخروج من أزمة التطرف الفكري، ص790

3- الدمخي، التعصب، ص4

213

ثالثًا: أثر تدريس الفقه المقارن بكليات الشريعة في ترسيخ مفاهيم التعددية والحرية الفكريةبداية:

يقوم التدريس الجامعي عىل عدة مقومات؛ منها: عضو هيئة التدريس، والبيئة

الدراسية للفقه املقارن، واملناهج الدراسية، ويناقش الباحث هذه املقومات يف ظل

عالقتها بتدريس الفقه املقارن وأثر ذلك التدريس يف نرش قبول فكرة التعددية.عضو هيئة التدريس لمساق الفقه المقارن:

إىل خاللها من املعلومة توصيل ميكن التي النواة التدريس هيئة عضو يعّد

الطالب وإذا مل يكن عضو هيئة التدريس متمكناً من املادة العلمية التي يعرضها

العملية تفشل وبذا الطالب إىل سليم بشكل توصيلها يستطيع لن فإنه لطالبه؛

التعليمية. وال يخفى ما لشخصية عضو هيئة التدريس يف قاعات الدراسة إسهام

يف تشكيل شخصيات الطالب، إذ إن سامته تنعكس يف أسلوب تعامله مع طالبه

وطريقة تهذيبه لهم، وهذا بدوره يؤثر يف اتجاهات الطالب نحو التعلم؛ لذا ال بد

من الرتكيز عىل رضورة اتصاف مدرس مساق الفقه املقارن باملرونة وقبول الحوار

وعدم التعصب لرأيه، وإشاعة األمن الفكري بني الطلبة، مع متكنه من تحفيز طالبه

الواقع والتأمل عىل املناقشة واإلبداع والتفكري بصورة علمية من خالل استشعار

فيه وطرح األفكار ومناقشتها بشكل مجرد من األوامر والنواهي التي تأخذ قوالب

جاهزة.البيئة الدراسية للفقه المقارن:

ال ميكن للمتعلم أن يتلقى التعليم بشكل جيد ويستفيد منه ما مل يوجد يف بيئة

تشجع عىل اإلبداع وتحفيز التفكري وتدفع بالفرد إىل آفاق من التعليم القائم عىل

التفكري اإلبداعي والبعيد عن القوالب الجاهزة واملعلبة، ولتوفري بيئة تعليمية جديدة

فال بد من وجود مجموعة من العنارص األساسية التي تحفز عىل التعليم؛ منها: توفر

وسائل متعددة للتعليم من خالل استخدام أجهزة الحاسب اآليل وربطها بالشبكة

العنكبوتية، إضافة إىل وجود مكتبة متخصصة تجمع أّمات كتب الفقه اإلسالمي من

املستجدة، الفقهية القضايا تتناول التي املعارصة الكتب عن فضالً املذاهب شتى

214

إضافة إىل إعطاء الفرصة للطالب للمناقشة والحوار واإلبداع واالختالف فاإلبداع ينمو

يف أجواء الحوار وميوت يف مهده يف أجواء الدكتاتورية الصارمة.المناهج الدراسية:

تقدم من خالله الذي والوعاء التعليمية العملية الدراسية عامد املناهج تعّد

مسريته يف يساعده أن ميكن ما منها ويستقي يستوعبها ليك للطالب املعلومة

عىل وقادرة العرص مسايرة عىل قادرة الدراسية املناهج تصبح وليك التعليمية،

تفعيل التعددية لدى الطالب فإن هناك ضوابط معينة ال بد من توافرها يف املناهج

قدر والبعد املتغرية املقتضيات حسب املستجدة القضايا طرح منها: الدراسية؛

املقارن الفقه مساق مفردات اتصاف عن فضالً الجاهزة، القوالب عن اإلمكان

ال قوالب جامدة تكون وأال العرص مقتضيات والتغيري حسب للتعديل بقابليتها

ميكن تغيريها أو املساس بها.)1(

المنظومة الفكرية التي يقوم عليها الفقه المقارن:بتصويِر ويبدأ العلم، أهل فيها اختلف التي املسائل املقارن يف الفقه يبحث

الفقهاء، وتصوير املسألة الّنزاع فيها وبيان أسباب اختالف املسائِل وتحريِر محلِّ

أّي إيضاُح املقصود بها، وذلك يتّم بتحليل مفرداتها أو عنارصها، واالنتباه للقيود

الواردة فيها، ومن ثّم الّربط بني هذه املفردات أو العنارص، بحيث تُعطي تصّوراً

املسألة يف الّنزاع تحرير أما البحُث. فيه سيجري الّذي الحقل عن واضحاً، أّوليّاً

فهو خطوٌة الحقٌة لتصويرها، إذ بناًء عىل تصوير املسألة، يتّم الرجوُع إىل املراجع

ورة الكلِّية للمسألة، وما إذا كان هناك الفقهيَّة؛ لبيان آراء الفقهاء وأنظارهم يف الصُّ

اتّفاق حولها، أو خالف، يتم تحديد نقطته األساسيّة، والتّثبت ماّم إذا كان خالفاً

محّل تحرير ووظيفة افرتاقهم، ونقاط اتفاقهم نقاط بيان ثم لفظيّاً، أو حقيقياً

الّنزاع أن ينظر الباحث يف صور املسألة؛ ليقوم بإخراج واستبعاد كّل الّصور التي

بالّنزاع يف تتعلّق التي الصور الباحث إال بالّنزاع، فال يبقى بني يدي لها ال عالقة

1- القضاة، الرتبية الوقائية يف عرص اإلرهاب، منشور يف موقع:

www.horoof.com/dirasat/edutersm.htm

215

حكم املسألة. ثم عرض اآلراء، بحيث يتم تقسيم املذاهب وفق رأيهم يف املسألة،

ويلزم هنا الرجوع إىل املصادر األصلية يف كل مذهب، فلكّل مذهب فقهّي مصادره

ومدّوناته املعتمدة، فال يؤخذ فقهه من غريها. وبعد ذلك ينتقل إىل العرض الواضح

من بأدلته ابتداء األول القول أدلة بعرض نبدأ بحيث وأقوالهم؛ املذاهب ألدلة

السنة إىل ننتقل ثم القرآنية، اآليات االستدالل من بيان وجه مع الكريم القرآن

بقية مصادر القياس وهكذا مع ثم اإلجامع ثم االستدالل بيان وجه النبوية مع

بعد اآلخر، وبيان ما فيه األدلة. ثم نأيت إىل مناقشة األدلة بحسب ترتيبها واحداً

من جوانب القّوة أو الضعف، ثم عرض االعرتاضات والردود، ثم يخلص الباحث إىل

القول الراجح وبيان أسباب الرتجيح.)1(

ترسيخ تؤثر يف نقاط نستخلص جملة أن املقارن، ميكن الفقه منهج يف ضوء

مفاهيم التعددية والحرية الفكرية، ومن هذه النقاط:

يعّد الجهل املتبادل بني املذاهب اإلسالمية من أهم أسباب التنافر بني اتباعها

ومقلديها –سواء أكانوا علامء أم عامة–؛ لذلك فالدراسات والكتابات املقارنة تقدم

التعرف إىل يفيض األمر الفقهية، وهذا املسائل وأدلتها يف املذاهب بآراء معرفة

عىل اآلخر املذهبي، حيث يكشف عن مبانيه االجتهادية وأصوله االستتنباطية؛ لذا

ترتاجع دعاوى التكفري والتضليل والتبديع وإخراج اآلخر املذهبي من امللة والدين

والدعوة لقتله واستباحة ماله ودمه وعرضه، ويحل محلها اإلميان برشعية التعدد

وواقعية االختالف، وهذا منطلق وأساس يف التعددية.

املنهج مامرسة مثار أهم من الفقهاء: اختالف أسباب يكشف املقارن الفقه

املقارن يف الفقه متكن الباحث أو املجتهد من التعرف بشكل دقيق وعلمي عىل

أسباب اختالف املجتهدين وأهل الرأي، سواء تعلق األمر باختالف الفهم والتفسري

املنهج عىل التعرف من خالل هذا يتم االستنباط، وكذلك أم مصادر التأويل، أم

الرأي الراجح يف أّي مذهب، مام يسهل عملية املقارنة واملوازنة العامة.

1- فقري، خطوات العرض املنهجي للبحث الفقهي.

http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=4264

216

املنهج املقارن ومعرفة مساحات االتفاق واالفرتاق بني املذاهب: من خالل منهج

الفقه املقارن يستطيع الباحث تحديد مساحات االتفاق واالختالف بني املذاهب

الفقهية، كام يكشف أن مسائل الرشيعة ليست كلها عرضة للخالف، بل فيها ما

هو قطعي ال يدخله الخالف أصالً، وفيها كليات الرشيعة التي تضافرت عىل معناها

النصوص واتفقت عليها األمة، وفيها الجزئيات املنصوصة التي ال يتعدد الفهم فيها.

الفقه املقارن وإعادة النظر يف فتاوى القدامى: عن طريق الفقه املقارن يستطيع

الباحث أو املجتهد املعارص أن يعيد النظر يف عدد من الفتاوى القدمية، إما لضعف

دليلها، أو الرتباطها بظروف تغريت ومل يعد لها وجود يف الوقت الراهن، أو لعدم

انسجامها مع الواقع.

املنهج املقارن والتخفيف من حدة التعصب املذهبي: مام ال شك فيه أن االطالع

عىل كتب الخالف وكتب الفقه املقارن، يخفف من حدة التعصب املذهبي؛ ألن

املقلد يكتشف أن املذهب املخالف له أدلته وبراهينه املعتربة، وأن املسألة فيها

نظر وتأمل، وليس مقطوع فيها، وقد تدفعه قوة الدليل إىل األخذ به، والتحرر من

تقليد مذهبه يف هذا الرأي.)1(

الرتجيح يف الفقه املقارن: يقوم الرتجيح بني اآلراء يف الفقه املقارن عىل دراسة

دقيقة ألدلة كل فريق، ثم مناقشة األدلة ومناقشة الردود واالعرتاضات ثم املوازنة

بينها، خروجاً بالرأي املختار، الرتجيح يعتمد عىل أسباب وليس عىل محض التشهي

والتعصب والهوى،)2( وهذه املنهجية تبني يف عقل الدارس مبدأ الحوار واملناقشة

وعدم التعصب إلمام دون غريه.

والنقد التمحيص عىل املقدرة الطالب ميتلك األدلة: ومناقشة املقارن الفقه

من دارسه يُخرج األمر وهذا العام، الصالح يخدم بشكل القضايا بني واملفاضلة

دائرة الجمود والتعصب املذموم، ففي دارسة الفقه اتساع للمدارك واآلفاق، وفيه

1- ذكري، الدراسات املقارنة ودورها يف التقريب بني املذاهب اإلسالمية.

http://www.taghrib.org/pages/content.php?tid=44

2- األشقر ورفاقه، مسائل يف الفقه املقارن، ص11.

217

نبذ للتعصب آلراء الرجال.)1(

الفقه املقارن واالنغالق والجمود: العلم الرشعي بحر كبري؛ لذلك يتطلب هذا

العلم املتابعة والتحصيل، فإذا توقف الفقيه عن التفكري واالجتهاد يف قضايا وآراء

محددة ومحدودة وانغلق عىل نفسه وجمد ذهنه، ومل يعد قادراً عىل التعامل مع

القضايا الجديدة واملتجددة؛ انغلق تفكريه فأصبح يلقي التهم عىل مخالفيه، فضالً

عن إنزاله األحكام الفقهية عىل زمن غري زمانها؛ ألن اآلراء الفقيهة قابلة للتطور،

قد األمس فحكم إىل مرص، العراق من انتقل حينام الشافعي اإلمام حال وهذا

يكون غري صالح لليوم، أو الحكم املتعلق ببلد س، قد يكون غري صالح لبلد ص.)2(

وتجدر اإلشارة إىل رضورة حضور فلسفة تدريس الفقه املقارن يف ذهن أعضاء

األدلة حفظ عىل فتقترص روحها، عن مجردة املادة تغدو كيال التدريس؛ هيئة

الكثرية واملختلفة بني املذاهب الفقهية، فهذا املذهب يستند عىل دليل من الحديث

النبوي، واملذهب اآلخر يفنِّده بحديث نبوي آخر؛ فيجد الطالب نفسه يف معركة

سيوفها نصوص الوحي نفسها. بل حري بعضو هيئة التدريس استعامل هذه هذه

املادة يف بيان أهمية التفكري النقدي عند النظر يف دليل الخصم بأن ينتقد بدليل

أقوى حجة، استعراضاً لألدلة القوية، ودحضاً لألدلة الواهية؛ حتى ميكن االستفادة

حقاً من كتب ومفردات الفقه املقارن، ومنه بيان سمو الرشيعة اإلسالمية وغناها

باآلراء الفقهية يف املسألة الواحدة، مام يُرفع به الحرج عند تعذر العمل بالحكم

الرشعي األصيل، فضالً عن تقبل الرأي اآلخر وعدم التعصب ملذهب دون غريه.)3(

1- األشقر ورفاقه، مسائل يف الفقه املقارن، ص12.

2- الشيخيل، أسباب التكفري، ج9، ص6162.

3- زوزو، التفكري اإلبداعي، ص151.

218

خاتمة:سعت هذه الدراسة إىل تحليل أثر تدريس الفقه املقارن بكليات الرشيعة يف

الفقه تدريس أثر تحليل خالل من الفكرية، والحرية التعددية مفاهيم ترسيخ

عىل ويعمل االختالف وحق الرؤى بتعدد يؤمن سوي فكر تشكيل يف املقارن

التواصل مع اآلخر، فضالً عن بيان أثر تدريس تدريس الفقه املقارن يف اإلسهام يف

تكوين املرونة الفكرية والتخفيف من األحادية، إضافة إىل تحليل أثر منهج البحث

الفقهي املقارن يف ترسيخ مبدأ االختالف والتعددية.

وقد خلصت الدراسة إىل أّن تدريس الفقه املقارن -إذا تم وفق منحى قائم عىل

بيان أهمية التفكري النقدي ونرش روح الحوار، وليس باقتصاره عىل حفظ مناقشات

وردود وطعون واعرتاضات-؛ يسهم يف ترسيخ مفاهيم التعددية والحرية الفكرية؛

إذ إن تدريس الفقه القامرن يقوم عىل منظومة فكرية ترسخ هذه املفاهيم، ومن

أبرز معامل تلك املنظومة قبول الرأي اآلخر وتحديد مجال االتفاق واالفرتاق، وهذا

يظهر بجالء يف تحرير محل النزاع يف منهج دراسة الفقه املقارن، فضالً عن الرتكيز

الفقه األدلة يف منهج دراسة البّناء وذلك من خالل مناقشة النقدي التفكري عىل

التعدد وعدم إكراه الغري عىل قبول رأي واحد، املقارن، إضافة إىل اإلميان بحرية

وذلك من خالل املقارنة بني اآلراء الفقهية واالرتكاز عىل قاعدة فقهية مفادها ال

ينكر تغري األحكام بتغري األزمنة واألماكن.

يف الرشيعة كليات يف املقارن الفقه تدريس منهج بتبني الدراسة وتويص

الفقهية املسائل عىل االقتصار وعدم فيه مستجدة مسائل وطرح الجامعات،

القدمية، مع رضورة التقديم للمساق مبقدمة وافية عن أسباب دراسة الفقه املقارن

وفوائد دراسته.

219

المراجع:األشقر، عمر سليامن،)2005م(، املدخل إىل الرشيعة والفقه اإلسالمي، عامن: دار النفائس.. 1

األشقر، عمر سليامن ورفاقه، )1997م(، مسائل يف الفقه املقارن، عامن: دار النفائس.. 2

األشقر، عمر سليامن، )1982م(، تاريخ الفقه اإلسالمي، الكويت: مكتبة الفالح.. 3

أغا، محمد هاشم، )2010م(، رؤية تربوية للخروج من أزمة التطرف الفكري يف املجتمع الفلسطيني مبحافظات غزة، . 4

مجلة جامعة األزهر بغزة، سلسلة العلوم اإلنسانية،م12، ع2، ص ص829-779.

الحسني، أسامء بنت عبدالعزيز، )2004م(، أسباب اإلرهاب والعنف والتطرف، دراســة تحليلية، بحث قّدم يف: املؤمتر . 5

العاملي عن موقف اإلسالم من اإلرهاب، جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية، السعودية.

ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، )د.ت(، مقدمة ابن خلدون، بريوت: مؤسسة التاريخ العريب، ودار إحياء الرتاث . 6

العريب.

الخياط، عبد العزيز، )1991م(، املدخل إىل الفقه اإلسالمي، عامن: دار الفكر.. 7

الدمخي، عادل، )2005م(، التعصب: مظاهره، أسبابه، نتائجه، البعد الرشعي، بحث قّدم يف: مؤمتر الوسطية منهج حياة، . 8

وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، الكويت.

ذكري، محمد تهامي، الدراسات املقارنة ودورها يف التقريب بني املذاهب اإلسالمية.. 9

10 .http://www.taghrib.org/pages/content.php?tid=44

الزرقاء، مصطفى أحمد، )1998م(، املدخل الفقهي العام، دمشق: دار القلم.. 11

زوزو، فريدة، )2005م(، التفكري اإلبداعي يف املناهج الدراسية ملقررات الفقه وأصوله، مجلة إسالمية املعرفة، السنة: 11، . 12

ع: 41، ص ص166-141.

السايس، محمد عيل، )1999م(، تاريخ الفقه اإلسالمي، دمشق: دار الفكر، بريوت: دار الفكر املعارص.. 13

أبو شامة املقديس، عبد الرحمن بن إسامعيل بن إبراهيم، )1403هـ(، مخترص املؤمل يف الرد إىل األمر األول، تحقيق: . 14

صالح الدين مقبول أحمد، الكويت: مكتبة الصحوة اإلسالمية.

الشوكاين، محمد بن عيل، )1396هـ(، القول املفيد يف أدلة االجتهاد والتقليد، تحقيق: عبد الرحمن عبد الخالق، الكويت: . 15

دار القلم.

الشيخيل، عبد القادر، )2011م(، أسباب التكفري وآثاره وعالجه، بحث قّدم يف: مؤمتر ظاهرة التكفري: األسباب، اآلثار، . 16

العالج، جائزة األمري نايف بن عبد العزيز آل سعود العاملية للسنة النبوية والدراسات اإلسالمية املعارصة، باالشرتاك مع

جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية، السعودية.

الرياض: دار عامل . 17 ابن عابدين«، الدر املختار املعروف بـ«حاشية ابن عابدين، محمد أمني، )2003م(، رد املحتار عىل

الكتب.

فقري، صالح عباس، خطوات العرض املنهجي للبحث الفقهي.. 18

19 .http://fiqh.islammessage.com/NewsDetails.aspx?id=4264

الفريوز آبادي، مجد الدين، محمد بن يعقوب، )1998م(، القاموس املحيط، تحقيق: مكتب تحقيق الرتاث يف مؤسسة . 20

الرسالة، بإرشاف: محمد العرقسويس، بريوت: مؤسسة الرسالة.

الفيومي، أحمد بن محمد، )د. ت(، املصباح املنري يف غريب الرشح الكبري، دمشق: دار القلم.. 21

القضاة، محمد عيل، الرتبيـة الوقائية يف عصـر اإلرهاب، منشور يف موقع:. 22

23 .www.horoof.com/dirasat/edutersm.htm

املحاميد، شويش هزاع، )2000م(، مسرية الفقه اإلسالمي ومالمحه، دراسة وثائقية تحليلية، أطروحة دكتوراه، الجامعة . 24

األردنية، األردن.

معوض وعبد املوجود، عيل وعادل، )2000م(، تاريخ الترشيع اإلسالمي، دراسات يف الترشيع وتطوره ورجاله، بريوت: . 25

دار الكتب العلمية.

220

السيرة الذاتية للكاتبد. حمزة عبد الكريم حامد

العنوان: ماليزيا، نيالي، هاتف: 2230501-017-006

[email protected] :بريد إلكرتوين

المؤهالت العلمية: دكتوراه فقه وأصوله، الجامعة األردنية، بتقدير: ممتاز، 2007م.

ماجستري فقه وأصوله، الجامعة األردنية، بتقدير: ممتاز، 2004م.

بتقدير العربية، عامن جامعة إسالمية، تربية تدريس أساليب ماجستري

ممتاز، 2009م.

دبلوم عايل يف الرتبية، الجامعة العربية املفتوحة، عامن، بتقدير جيد جدا،

2007م.

بكالوريوس فقه وأصوله، الجامعة األردنية، بتقدير جيد جدا، 2001م.

ثانوية عامة، برتتيب الرابع عىل العاصمة األردنية يف الفرع الرشعي، 1997م. الخبرات التدريسية:

كبري املحارضين، كلية الرشيعة والقانون، جامعة العلوم اإلسالمية املاليزية،

ماليزيا، 2011م، حتى اآلن.

كبري املحارضين الزائرين، أكادميية الدراسات اإلسالمية، جامعة ماليا، ماليزيا،

2009م2011-م.

محارض متفرغ، كلية الخوارزمي، جامعة البلقاء التطبيقية، 2007- 2008م.

-2006 التطبيقية، البلقاء جامعة الخوارزمي، كلية متفرغ، غري محارض

2007م.

مساعد بحث وتدريس، الجامعة األردنية، ملدة ثالثة فصول خالل مرحلة الدكتوراه.

مساعد بحث وتدريس، الجامعة األردنية، ملدة أربعة فصول خالل مرحلة

املاجستري.

221

الخبرات البحثية:كبري الباحثني يف املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، مكتب األردن، 2008-2009م.

آل مؤسسة اإلسالمية، والدراسات للبحوث املليك املركز بحثي، مستشار

البيت، األردن.

باحث يف منتدى الوسطية للفكر والثقافة، عامن.

عضو لجنة النرش العلمي يف املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، مكتب األردن.

ثالثة فصول خالل مرحلة األردنية، ملدة الجامعة مساعد بحث وتدريس،

الدكتوراه.

مساعد بحث وتدريس، الجامعة األردنية، ملدة أربعة فصول خالل مرحلة

املاجستري.

المنح الدراسية:أربعة منح دراسية، الجامعة األردنية، خالل مرحلة املاجستري.

ثالثة منح دراسية، الجامعة األردنية، خالل مرحلة الدكتوراه.

الكتب :ابن حزم، دار تحقيق، الجوزي، الهوى البن العقل عىل )2012م(: صولة

بريوت.

تطبيقات اإلسالمية: العقيدة تدريس التفكري يف مهارات دمج )2012م(:

عملية، كتاب مشرتك، مركز ديبونو لتعليم التفكري، عامن.

أحكام خالل من تطبيقية دروس املوجه، باالكتشاف التعليم )2011م(:

التالوة والتجويد، كتاب مشرتك، مركز ديبونو لتعليم التفكري، عامن.

)2011م(: قتل الرحمة، رؤية فقهية مقاصدية قانونية، دار ابن حزم، لبنان.

)2011م(: أحكام التقشري الكيميايئ للبرشة يف الفقه اإلسالمي، دار ابن حزم،

لبنان.

بحث العثامنية، الدولة إبان اإلسالمي الفقه مسرية يف مالمح )2011م(:

222

مشرتك، باللغة املاليزية، يف كتاب الدولة العثامنية.

التالوة التفكري من خالل أحكام )2010م(: دليل املعلم إىل تنمية مهارات

والتجويد، مركز ديبونو لتعليم التفكري، عامن.

،»The Most 500 Influential Muslims« لدليل: مستشار )2009م(:

الوليد األمري ومركز عامن، اإلسالمية، والدراسات للبحوث املليك املركز

للتفاهم اإلسالمي املسيحي، جامعة جورج تاون.

)2008م(: مخاطر اإلستثامر يف املصارف اإلسالمية، دار النفائس، عامن.

)2006م(: الرقابة الرشعية يف املصارف اإلسالمية، دار النفائس، عامن. البحوث:دراسة النبوية، السنة يف وتطبيقاتها املتعددة الذكاءات للنرش( )مقبول

تأصيلية نقدية، مجلة الرشيعة والدراسات اإلسالمية، جامعة الكويت.

)مقبول للنرش( املدارس الرشعية يف اململكة األردنية الهاشمية، دراسة وصفية

تحليلية.

املاليزية، الدراسية املناهج يف التفكري مهارات دمج نحو للنرش( )مقبول

أحكام التالوة والتجويد أمنوذجاً.

)2012( مدى تضمني مستويات التفكري يف أسئلة كتب املواد الرشعية يف

ISI )باللغة اإلنجليزية( The New Educational Review،األردن

التي تجريها املصارف اإلسالمية، )2012م(: املخاطر األخالقية يف املضاربة

رؤية ملعالجة فقهية مرصفية، مجلة أحكام، علوم الرشيعة، ع: 1.

)2011م(: تحقيق مخطوط »نيل املرام يف بيان حكم السالم«، بحث منشور،

مجلة جامعة أم القرى لعلوم الرشيعة والدراسات اإلسالمية، ع: 51، محرم

1423هـ.

)2011م(: الجزية يف ظل الدول اإلسالمية اليوم، بحث منشور، مجلة التمدن،

أكادميية الدراسات اإلسالمية، جامعة ماليا، ماليزيا، ع: 6.

)2011م(: الديون املتعرثة يف بيع املرابحة لآلمر بالرشاء الذي تجريه املصارف

223

اإلسالمية، نحو معالجة فقهية، املجلة األردنية يف الدراسات اإلسالمية، جامعة

آل البيت، م: 7، ع: 4.

)2010م(: املخاطرة األخالقية يف االستثامر يف املشاركة التي تجريها املصارف

اإلسالمية، مجلة الفقه، أكادميية الدراسات اإلسالمية، جامعة ماليا.

)2010م( أثر الرأي العام يف تغيري األحكام الرشعية يف مجال العالقات الدولية

يف اإلسالم، محاولة تأصيلية من خالل نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية،

ماليا، اإلسالمية، جامعة الدراسات أكادميية البيان، مجلة منشور يف بحث

ماليزيا.

)2010م( القصاص فيام دون النفس بني األب وابنه يف ضوء نظرية التعسف

يف استعامل الحق يف الفقه اإلسالمي، مجلة الجامعة، أندونيسيا.

)2010م( قراءة ومراجعة لكتاب نظرية املخاطرة، منشورة يف مجلة إسالمية

املعرفة، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، عدد61.

)2010م( قراءة ومراجعة لكتاب فقه الواقع وأثره يف االجتهاد، منشورة يف

مجلة إسالمية املعرفة، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، عدد 60.

)2009م( تدريس الفقه اإلسالمي وأصوله وفقا السرتاتيجيات تربوية حديثة،

ماليا، جامعة اإلسالمية، الدراسات أكادميية الفقه، مجلة منشور، بحث

ماليزيا، عدد: 6.

منشور، بحث طبية، فقهية دراسة املحرمات، الرضعات عدد )1430هـ(

مجلة الحكمة، بريطانيا، عدد 39، رجب.

)2007م( حكم تنفيذ القصاص واإلعدام بالطرق الحديثة يف الفقه اإلسالمي،

بحث منشور، مجلة دراسات، )علوم الرشيعة والقانون(، الجامعة األردنية،

عدد 1، مجلد:34.

)2007م( قتل الرحمة: رؤية فقهية مقاصدية قانونية، بحث منشور، مجلة

دراسات )علوم الرشيعة والقانون(، الجامعة األردنية، عدد2، مجلد 34.

)تحت التحكيم( إشكالية البناء الحديثي لدى طالب الفقه اإلسالمي، دراسة

224

حالة.

)تحت التحكيم( تغري سعر النقد، دراسة فقهية مرصفية مقارنة.

)تحت التحكيم( القربات الرشعية خيار يف العقوبات التعزيرية.

أو الثالثية من ركعة أدرك من حكم يف الربّانيِّة الّصالة التحكيم( )تحت

الرباعية للقونوي، تحقيق.

طبيعته اإلسالمية، املصارف يف األخالقي الخطر إشكالية التحكيم( )تحت

وآثاره وعالجه.

)تحت التحكيم( مالمح يف املنهج النبوي يف صناعة املرأة الفقيهة، السيدة

عائشة ريض الله عنها أمنوذجاً.المؤتمرات والندوات:

)2012م(: مؤمتر املرأة يف السرية النبوية واملرأة املعارصة، جامعة القصيم،

السعودية.

)2012م(: املؤمتر العاملي الثاين للرشيعة والقانون، كلية الرشيعة والقانون،

جامعة العلوم اإلسالمية املاليزية.

الثانية، الدورة اإلسالمية، الدراسات يف للبحوث الدويل املؤمتر )2012م(:

أكادميية الدراسات اإلسالمية، جامعة ماليا، كواالملبور، ماليزيا.

)2011م(: املؤمتر العاملي للدراسات العليا، جامعة النجاح، نابلس، فلسطني.

)2011م(: املؤمتر القرآين الدويل السنوي، مركز القرآن الكريم، جامعة ماليا،

ماليزيا.

)2011م(: مؤمتر الفقه اإلسالمي الثاين، قضايا طبية معارصة، جامعة اإلمام

محمد بن سعود اإلسالمية، السعودية.

)2010م(: مؤمتر التخريج، أكادميية الدراسات اإلسالمية، جامعة ماليا، ماليزيا.

)2009م(: مؤمتر املصارف اإلسالمية، دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخريي،

ديب، اإلمارات.

)2008م(: مؤمتر الرسائل الجامعية، الجامعة األردنية، األردن.

225

الكريم، القرآن عىل املحافظة جمعية قرآين، جيل نحو مؤمتر )2006م(:

عامن، األردن.

دورات البحث العلمي:

دورة البحث وتحقيق املخطوطات، جمعية الحديث الرشيف وإحياء الرتاث،

عامن.

دورة البحث اآليل يف اإلنتاج املعريف اإلسالمي- املعهد العاملي للفكر اإلسالمي،

عامن.

دورات أساليب التدريس:برنامج انتل – التعليم للمستقبل، وزارة الرتبية، عامن.

برنامج كورت لتعليم مهارات التفكري.

اإلبداع يف أساليب التدريس، الجامعة األردنية.

الربمجة اللغوية العصبية وتطبيقاتها يف مجال التعليم، جمعية املحافظة عىل

القرآن الكريم، عامن.

الكريم، القرآن عىل املحافظة جمعية الكريم، القرآن حفظ اسرتاتيجيات

عامن.

عىل املحافظة جمعية الكريم، القرآن تحفيظ يف الدماغ أبحاث توظيف

القرآن الكريم، عامن.

الربنامج الشامل لتدريب املعلمني الجدد، املدارس العمرية، عامن .

دورة تدريب معلمي املرحلة األساسية للرتبية اإلسالمية، وزارة الرتبية، عامن.

دورات التالوة والتجويد:

الجامعة اإلسالمي، الثقايف املركز والتجويد، التالوة يف املتقدمة الدورة

األردنية، بتقدير : ممتاز .

الدورة املبتدئة يف التالوة والتجويد، املركز الثقايف اإلسالمي، الجامعة األردنية،

بتقدير:جيد جدا.

226

اإلجازات العلمية:إجازة يف ترتيل القرآن الكريم بالسند عىل رواية حفص عن عاصم من طريق

الشاطبية .

اإلجازة املسندة للكتب الستة، د. حمزة عبد الله املليباري، عامن . الدورات الدولية:

متثيل الجامعة األردنية يف برنامج الزائر الدويل الذي تنظمه الواليات املتحدة

األمريكية عن دور الدين يف أمريكا.دورات إدارية وحقوقية:

دورة التدريب القيادي، املعهد العاملي للفكر اإلسالمي، عامن.

دورة تدريبية يف مجال حقوق اإلنسان، مكتب صندوق امللك عبد الله الثاين

للتنمية-الجامعة األردنية.

دورة إدارة النزاع ومهارات التواصل، املركز الوطني لتنمية املوارد البرشية،

عامن.

للتنمية- الثاين الله عبد امللك صندوق مكتب مدربا؟ تصبح كيف دورة

الجامعة األردنية.

مهارات النجاح، برنامج الفرص االقتصادية للشباب األردين )إنجاز(.

دورة كيف أكون قائداً؟ برنامج الفرص االقتصادية للشباب األردين )إنجاز(.

دورة الرشكة، برنامج الفرص االقتصادية للشباب األردين )إنجاز(.

األردين للشباب االقتصادية الفرص برنامج اقتصادية، بطريقة لنفكر دورة

)إنجاز(.

الرشق يف االجتامعية للتنمية سكوب كويست مؤسسة الصديق، دورة

األوسط.

دورات اللغة اإلنجليزية:

اللغة مركز يف املتوسط فوق املستوى إىل االبتدايئ املستوى من الدراسة

األمرييك، عامن.

227

دورات الكمبيوتر:

.)ICDL( شهادة الرخصة الدولية لقيادة الحاسوبدورات الديانات األخرى:

دورة العقائد املسيحية، مركز املحبة لدراسة الكتاب املقدس، عامن.

دورة ثالث حقائق أساسية يف اإلميان املسيحي، مركز املحبة لدراسة الكتاب

املقدس، عامن.

228