ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﱪﺑﺮ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ...

190
ﺍﻟﺠﻤﻬﻭﺭﻴﺔ ﺍﻟﺠﺯﺍﺌﺭﻴﺔ ﺍﻟﺩﻴﻤﻘﺭﺍﻁﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫﺭﺍﻥ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺴﻼﻤﻴﺔ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻵﺜﺎﺭ ﻤﺫﻜـﺭﺓ ﻟﻨﻴل ﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟ ﻤﺎﺠﺴـﺘﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘـﺎﺭﻴﺦ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ ﺇﻋﺩﺍﺩ ﺍﻟﻁﺎﻟﺏ: ﺇﺸـﺭﺍ: ﺍﻟﺤﺒﻴﺏ ﺤﺎﻜﻤﻲ. ﺍﻟﺩﻜﺘﻭﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺒﻭﺒﺎﻴﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻟﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: ﺍﻟ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﺠﻴﻼﻟﻲ ﺴﻠﻁﺎﻨﻲ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫﺭﺍﻥ ﺭﺌﻴﺴـﺎ. ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﺒﻭﺒﺎﻴﺔ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻤﺸﺭﻓـﺎ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫﺭﺍﻥ. ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﻤﺩ ﺒﻥ ﻤﻌﻤﺭ ﻋﻀﻭﺍ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻭﻫﺭﺍﻥ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ. ﻋﺒﻴـﺩ ﺩﺍﻭﺩ ﻋﻀﻭﺍ ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻤﻌﺴﻜﺭ ﺃﺴﺘﺎﺫ ﻤﺤﺎﻀﺭ ﻤﻨﺎﻗﺸﺎ. ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ: 1430 - 1431 ﻫـ/ 2009 - 2010 ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﱪﺑﺮ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﳌﻮﺣﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺇﱃ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﳍﺠﺮﻳﲔ) ق12 - 13 م(

Transcript of ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﱪﺑﺮ ﰲ ﺍﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ...

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

جامعة وهران وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

قسم التاريخ وعلم اآلثار العلوم اإلنسانية والحضارة اإلسالمية كلية

ماجسـتير في التـاريخ اإلسـالميالمذكـرة لنيل شهادة

:فإشـرا :الطالب إعداد الدكتور عبد القادر بوباية. أ الحبيب حاكمي

:أعضاء لجنة المناقشة

.رئيسـا جامعة وهران جياللي سلطاني أستاذ ال .جامعة وهران مشرفـاأستاذ عبد القادر بوباية .مناقشا جامعة وهران عضوا محمد بن معمر أستاذ .مناقشا أستاذ محاضر جامعة معسكر عضوا عبيـد داود

:السنة الجامعيةم2010- 2009/هـ1430-1431

اإلسهام العلمي للرببر يف األندلس على عهد املوحدين

السابع اهلجرينيمطلع من منتصف القرن السادس إىل )م 13 -12ق (

كلمة شكر وتقدير

بعد حمد اهللا تعالى وشكره على نعمه، أتقدم بجزيل الشكر واإلمتنان إلى األستاذ

المشرف الدكتور عبد القادر بوباية الذي أمدنا من جهده ووقته وعلمه الكثير، وأفادنا

ه التي كانت سندا لجميع بآرائه وتوجيهاته المتواصلة، فمن شيمه أن فتح لنا بيته ومكتبت

طلبته، وهذا لما حوته من أعالق نفيسة، فله منا جزاء الشكر والتقدير، ومني خالص

الشكر إلى الدكتورة فاطمة بلهواري على دعمها وتشجيعها، وعلى ما أفادتني به من كتب

.ورسائل مخطوطة

الفترة وأدين بالفضل كذلك إلى كل األساتذة الذين أسهموا في تأطيرنا خالل

النظرية بقسم التاريخ، الدكتور غازي جاسم، واألستاذ الدكتور محمد بن معمر والدكتور

عبيد داود، واألستاذة سعاد عيساوي، وإلى األستاذ الدكتور محمد المغراوي من جامعة

محمد الخامس بالرباط على إرشاداته ونصائحه، والدكتور عبد الواحد أكمير مدير مركز

س وحوار الحضارات بالرباط على نصائحه المفيدة ومناقشته القيمة لخطة دراسات األندل

.البحث

لدراسات ا من الطالبين محمد الحنفي ويدر بربوش بشعبة التاريخ قسم كما أشكر كال

العليا بجامعة محمد الخامس بالرباط على كرم الضيافة وحسن تواصلهما خدمة للبحث

. العلمي

- أ -

والعربية من مشكل التفرقة والتمييز اإلسالميةجتمعاتنا تعانيه م ما أنال خفاء

األحداث المتصلة بتطور األبعاد ذات بالظاهرة اآلنية ليس والطائفيالعرقي واالجتماعي

األجنبي االحتاللتلك المرتبطة بتاريخ أو ،واالقتصادية واالجتماعية والثقافية السياسية

جذورها ضاربة في عمق أن، ذلك اإلنسانو األرضلهذه الشعوب، ومحاولة هيمنته على

وتباينت من أخطارهاتاريخ البشرية وطبيعة نزعتها حيث تعددت صورها وتفاوتت

أشكالفي وجه كل اإلسالمعلى وحدة المجتمع وتماسكه وقف ، ولخطورتهاألخرمجتمع

لموجبة ا باألوامرالتشريعية مقرونة أحكامهفجاءت نصوص ،ة واالختالف والتمييزالتفرق

، والنواهي المانعة لالختالف والتنافر حماية لبنية المجتمع وصوناواالعتصامللوحدة

خالل اإلسالميوغرافية المجتمع طسإفي متأنيةقراءة أنوشوكته، غير اإلسالملحوزة

على مشهده أحايينمرحلته الوسيطية تكشف عن استمرار هذه الظاهرة التي طغت في

بما يفسر صعوبة التوفيق الموضوعي بين الصبغة الدينية أخرىوخفتت في التاريخي

تأثيرلرصد مناسبا أنموذجا ياألندلسوالواقع العملي لدى المسلمين، ويعتبر المجتمع

والعصبيات، ثنياتاإل ملتقى األندلسوالقبلية في تاريخ وحضارة العرقية األجناساختالف

موضوع عام يشمل البحث عن دورهم السياسي ضمن ختيار على البربر منهم االوقد وقع

الفكري بمعالم إسهامهمهذه المذكرة حلقة منه تبحث في جانب وتعتبر ،1والحضاري

، على عهد الموحدين األندلسالعلمي للبربر في اإلسهام" سميتها زمنية ومكانية محددة

.") م13- 12ق(من منتصف القرن السادس إلى مطلع السابع الهجريين

و الثقافي واالجتماعيالتي اهتمت بتتبع تاريخ البربر السياسي األبحاثتعددت لقد

منها على هذه الجوانب مجتمعة فيما اهتمت أيديناوركزت بعض ما وقع بين ،األندلسفي

، ومنها م11/هـ5لم تتجاوز فترة القرن أنهاما ميزها أنغير ،بجانب بعينه أخرى

األندلسالبربر في " عنوانبها عبد القادر بوباية التي تقدم ب هرسالة الدكتورا

هذا الموضوع عنوانا لطلبة الماجستير، وقد ظهر منه تحت إشرافه مذكرة بوخاري عمر، عبد القادر بوباية اختار - 1

م، غير منشورة، قدمت بكلية 11/هـ5اإلمارات البربرية الصغرى في جنوب األندلس على عهد ملوك الطوائف، القرن م زيدور حميد، البربر بين م وبالكلية ذاتها قد2009-2008اإلنسانية والحضارة اإلسالمية، جامعة وهران العلوم

ويخلف حاج عبد القادر، ،م2009- 2008شورة نالمعارضة والمواالة على عهد اإلمارة األموية باألندلس مذكرة غير م . م2009-2008 ،غير منشورة مذكرة ،اإلسهام الفكري للبربر باألندلس من العهد العامري إلى نهاية الوجود المرابطي

- ب -

/ هـ 422 – 300(القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميالدي وموقفهم من فتنة

منذ زمن األندلسببتاريخ استقرار البربر األول في بابها اهتم و ، ")م 1031 – 912

الثقافية، وتعرض في بابها سهاماتهم إهم أالعسكرية والسياسية و أدوارهمبرز أالفتح، و

برز أو وأحداثها ألسبابها موقف البربر منها متتبعاو )م11/هـ5( فتنة القرن إلىالثاني

في البربر" رسالة ماجستير سماها ، والموضوع ذاته تعرض له محمد حقي في 1نتائجها

األمـوية سقوط الخالفة الفتح إلى من ةاألندلس دراسة لتاريخ مجموعة إثني

وتخللتها ،والثقافية االجتماعية الصبغةعليها والتي غلبت )"م1031–711/هـ422- 92(

العديد من ألراء ومناقشا المحطات السياسية البارزة في تاريخ هذه المجموعة محلال أهم

األندلسخاصة فيما له صلة بمواطن استقرار البربر في وبالمستشرقين والعرب الدارسين

.2بهاطور السياسي والحضاري ودورهم في الت

تين الدراستين من عون لي في توجيه طريقة بناء موضوع تتشابه اخفي ما لهأوال

والزمنيةاختالف الحقبة السياسية هو في حين يبقى الفرق البارز ،العناصرفيه العديد من

معرفة ما محاوال ،ية في هذه الفترةاألندلسحيث تولى الموحدون حكم العدوتين المغربية و

وعلى عهد حكم األندلسمنها في تاريخ الحركة العلمية المزدهرة ب إسهاماقدمته هذه الفئة

لتواجد العناصر واستقرارهم بها تعزيزا إليهاقبائل بربر بالد المغرب ، وتتبع دخولهم

يةاالجتماعالفوارق تأثيرعن مدى ومتسائال ،ياألندلس االجتماعيالبربرية داخل النسيج

غرباء ،وحكاما أفرادا، وهل حظي البربر األندلسوالعرقية والبيئية على من استقر منهم ب

ريخ أالهتمام فن التراجم بالت نظرا ،في الحياة العلمية بإسهامهم وبلديين بالترجمة تنويها

بما يمكن اعتباره ميزة ملفتة في تاريخهم األندلس أهلورواجه عند العلماءللعلم و

تحصيل العلوم أن أموغيره ياألندلسي؟ وهل سايرت كتب التراجم التفرقة بين الفكر

؟ والنشأةالعرقية والمكانية كاختالف الموطن االعتباراتتحدده أنكبر من أوالنبوغ فيها

البربر في األندلس وموقفهم من فتنة القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميالدي عبد القادر بوباية، -1 .م2002- 2001جامعة وهران رسالة دكتوراه غير منشورة، قدمت بقسم التاريخ، ،)م1131-912/هـ300-422( فة األمويةالفتح إلى سقوط الخال محمد حقي، البربر في األندلس، دراسة لتاريخ مجموعة إثنية من -2 .م2001، 1ط الدار البيضاء شركة النشر والتوزيع المدارس، ،)م1031- 711/هـ92-422(

- ت -

شؤون العدوة بحكم توليهم إدارة وما السبل التي اتبعها الموحدون للدفع بالحركة العلمية

؟البربر أعالمالعلوم التي اشتهر بها أنواعبرز أ؟ وما على تسييرهااإلشراف واألندلسية

وهو الجانب الذي حظي باهتمام عدة باحثين تنوعت دراساتهم حول رصد مختلف

، ومن ذلك ما قدمه محمد وأنماطهاالحياة التعليمية أطوارومختلف ،العلوم النقلية والعقلية

برز أو الفنون، و واآلدابالعلوم أنواعذكر حيث" حضارة الموحدين" المنوني في كتابه

في بداية بحثه على شساعة تأكيدهورغم دور الموحدين في تشجيع الناس على تحصيلها،

نال األقصىقطر المغرب أن إال 1 امتدادها أقصىالرقعة الجغرافية للدولة الموحدية في

النزر إال األندلسفي ذلك من الدراسة في حين لم تنل بقية المناطق بما األوفرالنصيب

الدولة الموحدية بالمغرب "ذاته ينطبق على دراسة علي عبد اهللا عالم األمرالقليل، ويكاد

.2"في عهد عبد المؤمن بن علي

رفوا دراسة سوسيولوجية ركز فيها على إوبمنهجية مخالفة لهما عرض دومينيك

وتاريخ الحياة العلمية األندلسء الفكري لعلمافي تتبع مسيرة العطاء اإلحصائيالمنهج

من القرن ( األندلسعالم علماء " عنوانبية األندلسكتب التراجم أوردتهما على معتمدا

اعتماده على من رغمبالبالفوارق العرقية ولم يهتم كثيرا ،")م13/هـ7إلىم 11/هـ5

إلىغاربة ، وفي عرض مقتضب تحدث عن انتقال الماألندلسلدى علماء االجتماعيالشق

، وقد استفدت من 3على الجوانب السياسية زمن المرابطين والموحدين مقتصرا األندلس

تكون اآلراءقصد عرض جملة من اإلحصائيالطريقة التي سلكها في تطبيق المنهج

العلمية في اإلحاطةعن اهذا المنهج يبقى قاصر أن تأكيده معالموضوعية إلىقرب أ

في تقريب صورة المواضيع ذات المعطيات األنسبنه ألغ ما هنالك بأاستخالص النتائج، و

.العددية المتكررة

األندلسالحياة العلمية في " عن سة التي تقدم بها يوسف العريني الدرا أنغير

بالموضوع مقارنة بمن سبقه وحسب ما وقع بين لماماإ األكثرتعد " في عصر الموحدين

.4ص 1989 1محمد المنوني، حضارة الموحدين، دار توبقال للنشر، المغرب ط - 1 .13م ص1971 1رة طدار المعارف القاه ،المغرب في عهد عبد المؤمن بن عليعبد اهللا عالم، الدولة الموحدية ب - 23 - Dominique Urvoy : le monde des Ulémas Andalous du V/Xle au VII/XIIIe siècle, librairie

droz, Genève – 1978. P 88.

- ث -

التي استخلصها من مختلف الموارد ء المواد والنصوصثرا إلىذلك مردو ،يدي البحث

وعدد المراجع والدراسات التي استعان بها في عرض ،والمصادر المخطوطة والمطبوعة

، وهو النهج الذي غلب على في بحثها أسهبالقارئ عليه في عدة مواضع فأحلت ، بحثه

لغيرهم ولم يول اهتماما ،1ناألندلسييلدى بجوانب الحياة العلمية دراسته حيث بدا مهتما

التراجم على تسميتهم بالغرباء، وبدا أهلممن اصطلح األندلس إلىخاصة الداخلين وب

حيال الجوانب السياسية والمذهبية عند الموحدين، وهو ما حاول محمد تحفظا أكثر

ة على طبق مقتصراعرضه للنقاش في رسالته للدكتوراه و المغراوي الوقوف عنده مطوال

والسلطة بالمغرب العلماء والصلحاء" عالقتهم بالموحدين بعنوان أهل التصوف و

. 2"في عصر الموحدين واألندلس

: ومن دواعي اختياري لهذا الموضوع

منه األندلسيوتعلقي بالقطر ،وحضارته عامة اإلسالميبتاريخ الغرب اهتمامي -

.خاصة

لسلسلة ةمواصل األندلسربر في الحضاري لدى الب اإلسهامجوانب إبرازمحاولة -

األراضيخالل حقبة التواجد الموحدي على الدراسات التي تطرقت للموضوع ذاته ولكن

.األندلسية

المؤرخين والباحثين حول وتيرة النهج التنافسي الحاصل بين أراءمحاولة رصد -

.سباألندلالعلماء في ظل التواجد الموحدي أوضاععلى تأثيرهومدى ،العدوتين

من خالل كتب التراجم ومحاولة تحديد الفوارق األندلسالبربر في أعالمتتبع ذكر -

بين البلديين منهم والغرباء ثم مقارنتها بعهودهم السابقة عن الفترة المدروسة، ولهذا

وقع بين يدي من مصادر ومراجع على ما االستطاعةطالع قدر الغرض حاولت اال

واالستفادةلمطبوع منها والمخطوط، واقتناء العديد منها، البحث وتنويع موارده ا إلثراء

ذات الصلة بموضوع الدراسة باألبحاثمن سبقني من الباحثين الذين اهتموا أراءمن

1محمد العريني، الحياة العلمية في األندلس في عصر الموحدين، مطبوعات مكتبة الملك عبد العزيز، الرياض ط - 1

.48م، بداية من ص1995محمد المغراوي، العلماء والصلحاء والسلطة بالمغرب واألندلس في عصر الموحدين، أطروحة دكتوراه غير - 2

.م2002-2001شعبة التاريخ، جامعة محمد الخامس الرباط ، قدمت بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، منشورة،

- ج -

إلىكتف بما حصلت عليه في جامعة وهران فبادرت أذلك لم وألجلالقريبة منه، أو

عبد القادر بقسنطينة، كما األميرري وزيارة جامعة الجزائر العاصمة، وجامعتي منتو

.من مراكز البحث وخزائن المخطوطات بها ازرت بعض جامعات المملكة المغربية وعدد

لتسهيل طريقة اإلحصائيلقد فرضت طبيعة الموضوع المركبة اعتماد المنهج

تواجدهم، ومعرفة مراتبهم العلمية أماكنو أخبارهمالبربر وتعقب أعالمنساب أتحري

تحليلي نبآخريعضدته فجوة قصور هذا المنهج سد، ولاألندلسيومكانتهم داخل المجتمع

والربط بين مختلف النصوص المتصلة بهم ،العلمي إسهامهمومقارن قصد تقريب صورة

وتعتبر قلة المادة وطريقة ترتيبها من أبرز الصعوبات التي ،والمستخلصة من مظانها

ة فيما اتصل بحياة أعالم البربر الوافدين على األندلس خاصوباعترضت عملية البحث

االظفر بماألمر الذي فرض علي محاولة تنويع المصادر قصد ومن استقر منهم فيها،

.ويبرر مباحثها يساعد على توضيح معالم هذه الدراسة

مدخل تمهيدي، وثالثة فصول ومالحق، وقدمت لها بمقدمة إلىهذه المذكرة متقس

لمحة عامة عن موضوع البحث والمنهج الذي اخترته، ثم التعريف فبهاقدمة الم أما

التي اعتمدت عليها في عرض فصول الدراسة ومباحثها، ونقدها األوليةبالمصادر

عرض موجز هالمدخل التمهيدي فحاولت من خالل وأماكل مصدر، أهميةمدى إظهارو

الحديث عن بداية اهتمام ا مستهالاختيار عناصر هذا الموضوع والربط بينهأسباب عن

، وتواصله على يد واألندلسمؤرخي المرحلة الوسيطية بتاريخ البربر في بالد المغرب

الجوانب التي تم التطرق لها عن تاريخهم أهموالغاية من ذلك رصد الدارسين المحدثين،

بعض نقاط ته قصد تحديدإسهام نسابة البربر ومؤرخيهم في كتابطالع على عامة، واال

، العهد الموحدي في األندلسيالمجتمع صورة البربر ب إبرازحاولت و ،االختالفو االتفاق

األولالفصل وأما وعرض مشكل اختالف األنساب واختالطها بين البربر والعرب،

كما ،زمن الموحدين األندلسية األراضيفتابعت فيه تواصل تواجد القبائل البربرية على

ينتراجم القرنل تهاتغطي مدىمعرفة محاولة و األندلسيةكتب التراجم خصصته للحديث عن

ووقفت عند شرط بعضهم ومقارنة ذلك مع عصور ،السادس ومستهل السابع الهجريين

نسبة لمعرفة بأنسابهمالبربر المصرح أعالم إحصاءالمترجم بهم، وفيه اعتمدت األعالم

- ح -

األندلسفي بذكرهممهم عند من اهتم وما تم استدراكه من تراج ،العلميةمشاركتهم

.فكريةودورهم في الحياة ال

والدفع بالحركة العلمية األندلس إنقاذالموحدين في إسهامالفصل الثاني كان عن و

ولذلك افتتحته بلمحة عن ،السياسي بالحياة العلمية االستقرار أهميةبها، وهذا الرتباط

كم المرابطين عليها ودور الموحدين في استعادة في نهاية ح باألندلسالسياسية األوضاع

مواهتمامهبتوطين القبائل البربرية األندلسعملية تعمير وبداية، االستقرارو األمن

.والثقافية االقتصاديةبمختلف الجوانب السياسية و

الذين األعالمالعلمي للبربر من خالل حصر لإلسهاموخصصت الفصل الثالث

حسب تقسيمهم على مستوى القبيلة البربرية األندلسفي موحديالتواجد ال اعاصرو

العلوم التي أهم، وصنفت األعالم أفرادعلى وأخيراالواحدة ثم على مستوى البيوتات،

.الدراسةصلة بموضوع المن المالحق ذات االبحث عدد أرفقتو، اختص البربر بها

.ليهاإالنتائج التي توصلت أهمالخاتمة فذكرت فيها وأما

، الجغرافيةو واألدبراجم والتاريخ تعن مصادر البحث فقد جاءت متنوعة بين كتب الو

تتبع قصدللباحث عن الحياة العلمية ألهميتها القائمة نظرا رأسكتب التراجم على وتأتي

.وعالقتهم بالسلطة الحاكمة، تواجدهم أماكنسيرة العلماء ومراتبهم و

: كتب التراجم - أ

1. األنصاريالقاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال ألبي لةكتاب الص

من علم، أكثرالمعترف لهم بالنبوغ في األندلسم، من شيوخ 1183/هـ578المتوفى سنة

البن األندلسكتاب تاريخ علماء بمواصلة اهتم فهو المؤرخ والفقيه والحافظ المحدث،

هذا الكتاب وأفادني ،ترجمة 1545فيه بلغو ،لغرباء عنهماو لألندلسيينالفرضي فترجم

ريخ أالدولة الموحدية ومحاولة معرفة مدى مرافقته بالت االذين عاصرو األعالمفي تتبع

مرحلة نهاية المرابطين عاصر نهأعلى اعتبار ،من عدمهاللحياة العلمية في هذه المرحلة

.من ثالثة عقود من تاريخ الموحدين وأكثر

- خ -

حمد بن أحمد بن يحيى بن أالعباس ألبي األندلسهل أيخ رجال بغية الملتمس في تار .2

بي في رحلته العلمية بين عدة ضال انتقل ،م1202/هـ599بي المتوفى سنة ضعميرة ال

وقد ،الحياة العلمية فيها من ذلك على جوانب خالل اطلع منو، مشرقية ومغربيةمدن

ألهل هولم يجعل ،األندلس صرح في مقدمة كتابه على اهتمامه بالترجمة لكل من دخل

دخل زمن لمعرفة من محاولة تتبع ما شرطه على نفسهني على زالعلم خاصة، وهو ما حف

.األندلسيةخذ نظرة عن تواجد البربر في العدوة أو ،كان من قادتهم ووالتهم أو الموحدين

والذي ،م1238/هـ636بن عسكر المتوفى سنة محمد عبد اهللا ألبي ةلقما أعالم .3

، ويعتبر هذا الكتاب ) م1240/هـ638 سنة على قيد الحياةكان (بكر بن خميس أبو لهأكم

على إلى األندلسالموحدين الداخلين ألعالمبرز المصادر التي اهتمت بالترجمة أمن

لقة، وما وصلنا منه ال تتجاوز حبه اقتصر في شرطه على من دخل ماصا أنمن رغمال

األندلسالبربر في أعالمفي توضيح صورة تواجد ادنيأفترجمة، ومع ذلك 174تراجمه

بني عبد أحفادانفرد بالترجمة لغيرهم من قادة الموحدين و وإنماولم يفرده للعلماء فحسب

. المؤمن

البلنسيبكر القضاعي أبيعبد اهللا محمد بن عبد اهللا بن ألبي لةالص كملة لكتابالت .4

و المؤرخ فه ،فيها فأجادبين عدة فنون باراألم، جمع ابن 1261/هـ659المتوفى سنة

ما وصفه به، ويعتبر كتابه التكملة من ع تنمله مصنفات عديدة ،والكاتب األديبوالشاعر و

به كتاب أكمل، الحياة العلمية بهاو األندلسريخ لسيرة علماء أفي الت األوليةالمصادر

وتراجم من سبقه على ن تراجمههذا الكتاب في المقارنة بي نيدافأو، الصلة البن بشكوال

.وأحد الكتاب في بالطهماد الموحدين فحأمن نه كان مقرباأاعتبار

عبد الملك بن محمد بن محمد عبد اهللا ألبي لةالموصول والص يوالتكملة لكتاب الذيل .5

كتابهع ابن عبد الملك من مصادره فوصلنا نو ،م1303/هـ703سنة المتوفىالمراكشي

رغم بعده عن فترة الدراسة – أهميتهن كماطلع عليها، وت أونفات التي حازها حافال بالمص

خالل القرن السادس ومستهل األندلسفي استدراكه على من سبقه في الترجمة لعلماء –

ودفاعه عن ،على نهجهم سارمن لألندلسيين منهم أوبالنقد هوتعقب الهجريينالسابع

- د -

كتابه يعد من الكتب المهمة في تتبع إلى أن باإلضافةالمغاربة ومعرفته بسيرة حياتهم،

.على عهد الموحدين األندلسالحياة العلمية في

:كتب التاريخ - ب

1. الممحمد عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي ألبي المغرب أخبارب في تلخيص جع

م، عاش عبد الواحد فترة نهاية تواجد الموحدين على 1249/هـ647المتوفى سنة

، وبحكم قربه من بالط الموحدين حرص على تدوين ما كان يشاهده األندلسية راضياأل

القبائل البربرية، أعالمعن بعض أخبارل عنه من يثق به، وفي كتابه أيس أو،أحداثمن

.السياسية والثقافية على عهد الموحدين األندلس أحوالووصف

2. األندلس أخبارغرب في البيان الم عبد اهللا محمد، ألبي) الموحدينقسم ( غربوالم

خصص هذا ) م1312/هـ712قيد الحياة سنة ب كان (الشهير بابن عذاري المراكشي

ودورهم ،األندلس إلىدخول الموحدين أخبار أوردمن كتابه للدولة الموحدية وفيه الجزء

، يةاستقرار جيوش القبائل البربر أماكن تفاصيل عن هفيو ،السياسي والعسكري والفكري

في األندلسواالستقرار عند إعادتهم لألمن ن والموحد ذكر ما قام بهفي أفادنيوقد

.تاريخها الحضاريقادتهم في إسهامو

كان بقيد الحياة ( 1يالني المصموديعلي صالح بن عبد الحليم اإل ألبي مفاخر البربر .3

السياسي نساب البربر وتاريخهم ودورهمأيتناول هذا الكتاب ،)م1312/هـ712سنة

غرضه من أن، ويفهم من عنوانه ومقدمة صاحبه واألندلسوالحضاري في بالد المغرب

تحط من جنسهم وتاريخهم عند الكثير أوصافهو الذود عن البربر وما لحقهم من تأليفه

ورصد مراتبهم العلمية األندلسالبربر في أعالمنساب أفي تحري أفادني، وقد من الناس

.السابع الهجريينومستهل السادس يينخالل القرن األندلسيالمجتمع ومكانتهم داخل

ألبي وجعلهم الوارثين أئمةن جعلهم اهللا أعلى المستضعفين ب باإلمامةتاريخ المن .4

ن ابن صاحب دو ،م1198/هـ594المتوفى سنة مروان عبد الملك بن صاحب الصالة

وقد ذكر بقي ردحا من الزمن مجهوال لدى الباحثين،توصل عبد القادر بوباية إلى تحديد اسم هذا المؤلف بعد ما - 1

تحقيق عبد القادر مفاخر البربر، ابن عبد الحليم، في مقدمة الطبعة الجديدة جملة من المعلومات التي استند إليها في ذلك، . 33م بداية من ص2008 2الرباط ط دار أبي رقراق للطباعة والنشر، بوباية،

- ذ -

ن الموحدين ووالئه لهم، فاعتمد على التي عاشها بحكم قربه م األحداثالصالة الكثير من

بسبب بعده عنها، والكتاب لم أوالتي لم يشهدها بنفسه األخبارالرواية الشفوية في رواية

أرخ فيها للحوادث الواقعة بين قطعة منه إالما هو أيديناكامال والموجود بين إلينايصل

دخول الموحدين بتأعقالتي لألحداثتكمن في وصفه وأهميته، هـ568و 544سنتي

البربر أعالمانفرد بذكر عدد من كما م،برز المنجزات الحضارية لخلفائهأ، واألندلس إلى

.خالل هذه الفترة

الشأنوالخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي المبتدأديوان .5

بن م، وا1406/هـ808زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون المتوفى سنة ألبي 1األكبر

هذا أهلمن وألنه، اإلسالميبرز المؤرخين الذين اهتموا بتاريخ الغرب أخلدون من

ولذلك خصص ،جغرافية المنطقةب بما جمعه من روايات وأخبار ومعرفته أفادفقد قع الص

هذا الجزء في تتبع أفادني، وقد األندلسريخ لبالد المغرب وأالجزء السادس من كتابه للت

ربرية والتعريف بها وبمواطن تواجدها، كما استفدت من المعلومات التي نساب القبائل البأ

.قدمها عن الحياة العلمية وما يتعلق بها في مقدمته

6. يغرب فالم المتوفى سنة األندلسيالحسن علي بن موسى بن سعيد ألبي غربحلى الم

ى مدار مائة بن سعيد، وعلاستة من عائلة تأليفههذا الكتاب تعاقب على ،م1286/هـ685

من خصائص فيها، وهو يقوم على ترتيب مواده على البالد وما وخمسة عشر عاما

العلماء والشعراء ثم من ليس و باألمراءثم يعرف بطبقات كل بلد بداية ،جغرافية وسياسية

عن دولة ، والكتاب يحتوي على معلومات تاريخية مهمة إغفالهله نظم وال يحسن

.لكثير من الشخصيات البربريةالموحدين، وبه تراجم

هذا الكتاب كما لم يسلم محتواه من عدة أخطاء نظرا الختالف نسخه وتعددها، والنسخة اختلف في ضبط عنوان - 1

.المعتمدة هي التي حققها وضبطها سهيل زكار وخليل شحاتة

- ر -

: الكتب الجغرافية. د

الشريف إدريسعبد اهللا محمد بن عبد اهللا بن ألبي األفاقزهة المشتاق في اختراق ن .1

تواجد المرابطين فترة نهاية اإلدريسيم، عاش 1066/هـ560المتوفى سنة اإلدريسي

التي زارها في هذه دلس على األراضي األندلسية، وقد استفدت من وصفه ألوضاع األن

، كما عرف بأماكن استقرار القبائل البربرية، وأعطى صورة عن أحوال المدن الفترة

.منها ربالكثيوأفادني في التعريف والقرى،

المدن والقرى في شمال أسماء اإلدريسي، وفيه سجل هج وروض الفرجنس المأ .2

مقارنتها والقبائل البربرية أسماءذلك في تتبع المناطق التي حملت أفادني، وقد إفريقيا

.األندلسيةبتلك المذكورة في العدوة

أفادنيلمحمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري األقطارعطار في خبر مالروض ال .3

، وسرد بعض زمن تواجد الموحدين بها األندلسيةالمدن أحوالهذا الكتاب في وصف

.عدد منهاعنها، كما اعتمدت عليه في التعريف ب األخبار

استعنت ألننيذلك التي اقتصرت على ذكر بعض منها، األوليةهذه جملة من المصادر

كرها ضمن ذ أدرجتمختلف المراجع والمقاالت التي إلى إضافةبغيرها في هذا البحث

.قائمة المصادر والمراجع

مباحث هذه المذكرة وما بأهم اإللمامقد وفقت في أكون أن أتمنىخير وفي األهللا عليه توكلت وهو رب العرش با إالمصادر ومراجع، وما توفيقي لها مناخترته . العظيم

- 2 -

يتطلب - داخل وسطهم المجتمعي -ليس خفيا أن دراسة تاريخ األجناس البشرية

تتبعا لما له صلة بجذور أعراقهم وأنسابهم ومواطنهم وهجراتهم، ثم بقية تفاصيل حياتهم

لمعيشة، وطبيعة عالقاتهم داخل اليومية كاللغة واللباس واألكل والعادات والسلوك وأنماط ا

األسرة وخارجها، وكل ما من شانه أن يسهم في إبراز جانب من أطوار تاريخ حياتهم

الخاصة والعامة، وهذا النوع من الدراسات تلتزم به في العادة مناهج األبحاث ذات الطابع

واالقتصادية االجتماعي البحت، في حين يستند الباحثون في الجوانب السياسية والتاريخية

والدينية والثقافية لدى أفراد هذه الجماعات إلى ما يمكنهم من بلورة أطروحات تتناسب

.والتوجه الخاص لمواضيعهم

وفي موضوع الدراسة يمثل عنصر القبائل البربرية محور هذه الجماعة، غير أن

ة الجوانب األخرى، وهو طبيعته التاريخية والثقافية المركبة تجعلنا ال نلق ببالغ اهتمام لبقي

هذا الترتيب المحصور بين ما هو حضاري في جانبه وما يستدعي توضيحا يتوافق

العلمي، وجغرافي ممثل بالعدوة األندلسية، وزمني محدد بالعهد الموحدي، مع تقديم تفسير

علما -عن سبب ذكر البربر تحديدا دونا عن غيرهم، وآخر يبرر تعيين إسهامهم الفكري

، ولماذا إفراد األندلس -هذا المسعى يشترك فيه الجميع بغض النظر عن معرفة أنسابهم أن

جغرافيا في الوقت الذي شكلت فيه بالد المغرب مهدا النطالقهم، وتوحيد العدوتين تحت

في هذه -على األقل -راية الموحدين يصعب سياسيا وإداريا وحضاريا الفصل بينهما

السبيل للحديث عن بني عبد المؤمن ضمن القبائل البربرية المرحلة بالذات؟ ثم كيف

األرومة العربية؟ إلىإصرارهم على االنتساب من رغمبال

لماذا عن أعالم البربر و في األندلس تحديدا؟

يعود سبب تحديد البربر موضوعا للدراسة إلى محاولة كشف المزيد عن تاريخ

خاصة خالل الحقبة اإلسالمية، وبضارية شعوبهم واإلطالع على مختلف إسهاماتهم الح

؛ رغبة في تعقب حقيقة أثبتها مؤرخو المرحلة الوسيطية ثم أكد عليها الباحثون المحدثون

وهي جمهرة التعداد البشري للقبائل البربرية وانتشارها داخل بالد المغرب وخارجها على

السبق في اإلشارة إلى مدار القرون التي أعقبت الفتح اإلسالمي لبالدهم، وقد حاز قصب

- 3 -

، والطبري 1)م897/هـ284ت(ذلك أهل المشرق على غرار ما كتبه اليعقوبي

، ومن تالهما من المؤرخين واإلخباريين ضمن ما عرف بكتب 2)م922/هـ310ت(

. التاريخ العام

ومع ظهور حركة التدوين التاريخي بالغرب اإلسالمي وانتشارها بدا الحديث عنهم

ثر تخصصا، فظهرت مؤلفات لمغاربة وأندلسيين تعقبوا تاريخهم وأنسابهم، واشتهر ابن أك

ضمن عنوان تاريخه مناصفة للعرب " البربر" بتدوينه السم) م1405/هـ808ت(خلدون

والعجم، وخصص الكتاب الثالث منه لرصد مختلف المصادر والروايات التي تحدثت عن

منظرا ومناقشا في 3نهم وما يتصل بأخبار دولهمأصل تسميتهم وجذور أنسابهم ومواط

واطالعه عن قرب على أحوال القبائل عرض ال يخلو من إضافات وأراء بحكم مغربيته

البربرية إلى الزمن الذي عاش فيه، على أن ابن خلدون وإن حاز فضل الشهرة في ذلك

كالذي فعله ابن حزم فإن هناك من سبقه بذكر أنسابهم ومواطن استقرارهم وأبرز أعالمهم

، 4عندما خصص قسما من جمهرته لذكر أشهر بيوتاتهم في األندلس) م1063/هـ456ت(

كما بادر أعالم البربر بالتأريخ لبني جلدتهم حفظا ألنساب قبائلهم ونصرة لفضائلهم

ألبي عبد اهللا محمد بن أبي المجد المغيلي، " كتاب أنساب البربر" ومفاخرهم، منها

البربر لسليمان بن إسحاق المطماطي، وهانئ بن يصدور الكومي وكهالن بن وتواريخ

ألبي بكر " المقتبس من كتاب األنساب في معرفة األصحاب" مصنفو 5أبي لؤي األوربي

ألبي " النبذ المحتاجة في أخبار ملوك صنهاجة " بن علي الصنهاجي الشهير بالبيدق، و

ألبي علي " مفاخر البربر " ، و)م1230/هـ628ت(الحسن علي بن حمادوه الصنهاجي

.68م ص1988 1اليعقوبي، كتاب البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت ط -1 .م1998، 1ار، دار الفكر دمشق طالطبري، تاريخ األمم والملوك، مراجعة صادق جميل العط -2والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر، ضبط ومراجعة المبتدأخلدون، ديوان ابن -3

.18بداية من ص 3م ج 2001خليل شحاتة وسهيل زكار، دار الفكر بيروت .499ص بداية من م1962معارف، القاهرة حزم، جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السالم هارون، دار ال ابن -4، مقدمة تحقيقه لكتاب 19ذكر عبد اهللا كنون أن هذه التواريخ وقف عليها أبو القاسم الزياني في تلمسان أوائل القرن -5

دب والعلوم مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفاء ألبي فارس عبد العزيز بن محمد الفشتالي، منشورات كلية اآل .21م ص 1964 1نية، جامعة محمد الخامس، الرباط طاإلنسا

- 4 -

، عدا من اشتهر من مؤرخيهم )م14/هـ8من أهل القرن(صالح بن عبد الحليم اإليالني

.ونسابتهم الذين شكلوا موردا مهما ألصحاب هذه المصنفات

شهد المجتمع األندلسي عبر حقبه اإلسالمية المتتالية مزيجا مختلفا من األعراق

شت فيما بينها على اختالف مشاربها وعاداتها من عرب وبربر ياعتوالعصبيات التي

وأقليات من أهل الذمة داخل محيط تحكمه الفوارق الطبقية 2ةوصقالب 1ومولدين

وبعيدا عما كان يسود هذا المجتمع من تضامن وتعايش تجمعهم . واالمتيازات االجتماعية

مشترك بينهم، تطلعنا النصوص التاريخية فيه وحدة انتمائهم للقطر األندلسي كقاسم

واألدبية على صورة التدافع الحضاري الدائر بين هذه الفئات تحت شعار روح المنافسة

ورد أحيانا والمنافرة والتباغض أحيانا أخرى، على أن ما بلغنا من هذه النصوص وما

ألندلسي، حيث حول تراجم أهل األندلس ال يفيد في اإلحاطة بجميع عناصر المجتمع ا

تظهر الغلبة للعنصر العربي وبدرجة أقل البربري، أما بقية العناصر فال تكاد تظهر إال ما

ورد عرضا ضمن نطاق السرد التاريخي لألحداث، وأن ثمة أكثر من دليل يشير إلى دور

، والذي انعكست تأثيراته على عدد من أعالم 3األمويين في تشجيع النهج العروبي لدولتهم

بن بسام الشنترينيارحلة ما بعد العهد األموي، وليس أدل على ذلك من تعمد م

في ذخيرته إغفال اإلسهام األدبي للصقالبة عند تأريخه للحركة ) م1147/هـ542ت(

، 4"أخذ من األدب بأوفر نصيب" م رغم اعترافه بأن منهم من 11/هـ5األدبية خالل القرن

و بعيدا عن ذكر تأثير ، 5"من أشعارهم ونوادر أخبارهم جملة " ووقوفه على كتاب به

ظهر هذا الجيل نتيجة مصاهرة المسلمين لإلسبان إثر فتح األندلس، حيث امتزجت دماء العرب والبربر : المولدون -1

ي السيد عبد العزيز سالم، تاريخ المسلمين وأثارهم ف. الفاتحين بدماء أهل البالد، فأطلق على أبنائهم اسم المولدين .128ص م،2001األندلس، من الفتح العربي حتى سقوط الخالفة بقرطبة، مؤسسة شباب الجامعة، مصر

هم رقيق أو عبيد من سبي الشعوب السالفية الذين بيعوا إلى عرب األندلس ،وجاء أغلب هؤالء العبيد : الصقالبة -2دموا في أعمال القصر، وصار منهم القواد أطفاال إلى قرطبة، وتلقى الذكور منهم تربية عسكرية إسالمية، واستخ

م 1971أحمد مختار العبادي، في تاريخ المغرب واألندلس، دار النهضة العربية، بيروت . والوزراء وكبار الدولة .256ص

بداية من ، م1984في األندلس، منشورات دار أسامة، بغداد االجتماعيةينظر ما كتبه محمد سعيد الدغلي، الحياة -3 .18ص

م،1998 1الجزيرة، تحقيق سالم مصطفى البدري، دار الكتب العلمية بيروت، ط آهل بسام، الذخيرة في محاسن ابن -4 .21ص 4ج .بسام، نفس المصدر و الجزء والصفحة ابن -5

- 5 -

،1االجتماعية القائمة بين هذه الفئات منذ فتح بالد المغرب واألندلسواالختالفات السياسية

على موضوع التدافع الحضاري وتأثيراته على الناحية العلمية من خالل سرد واإلبقاء

وضوع الدراسة، مفتتحين هذا التقديم ومبما يتناسب وسبر غور مدلوالتهبعض شواهده،

.والت كلمة البربر وتأثير استعماالتهالبمد

:بين مدلولها اللفظي وتأثير استعماالتها" البربر" كلمة

،تقرر عند اللغويين أن األلف والالم إذا أضيفت للجنس فإنها تفيد عموم أفراده

تستغرق نوع الجنس برمته وال االستغراقية ألنها" أل"ولذلك اصطلحوا على تسميتها بـ

إال ما استثني بأداة 2فرق بينها وبين ما يقع نكرة من حيث المعنى واالستعمال اللفظي

التبعيضية، " من"أو قرينة دالة عليه، أو أشير إلى البعض منه دون البعض األخر كدخول

لمنثور إذا في مختلف النصوص المنظوم منها وا" البربر" وتكمن خطورة توظيف لفظ

ولنا فيما ساقه مؤرخ األندلس .تهاماإلى جنس البربر تجريحا وهجاء وااقترن باإلساءة

من أوصاف للبربر في خضم تأريخه أحداث ) م1076/هـ469ت( 3بن حيانأبومروان

، وتشير 4م، وطريقة توظيفه لهذا اللفظ ما يغني عن ذكر من سبقه11/هـ5فتنة القرن

راز من كان بربري النسب من إيراد هذا اللفظ المقترن باإلساءة عدة شواهد إلى احت

الستغراق الوصف جميع جنس البربر بمن فيهم هو نفسه، عكس من ال ينتمي إلى قبيلهم،

وقع االختيار على شاعرين أندلسيين أحدهما على ما يقرب صورة هذا الطرح وقوفولل

اشا فترة احتدام الصراع العربي عربي النسب واألخر منتماه في البربر، وكالهما ع

منهما وعمال تحت سلطة عربية مناهضة للبربر، أما األول البربري زمن ملوك الطوائف

.206م ص2002 1دلس، دار المناهل والعصر الحديث، بيروت، طنحسين مؤنس، فجر األ –1 .117- 91م ص2009لدروس العربية، دار الكتاب العربي بيروت،جامع ا ،اليينيمصطفى الغ -2هو حيان بن خلف بن حسين بن حيان بن وهب بن حيان مولى عبد الرحمن بن معاوية، من أهل قرطبة وصاحب -3

به ووضع اعتنىلة في تاريخ علماء األندلس، بشكوال، الص ابن .م1076/هـ469تاريخها، يكنى أبا مروان، توفي سنة .138ص م ،2003 1بيروت ط صيدا رسه، صالح الدين الهواري، المكتبة العصريةفها .31بداية من ص 1يمكن تتبع هذه األوصاف من خالل ما نقله ابن بسام، المصدر السابق، ج -4

- 6 -

شاعر الدولة العبادية في إشبيلية ) م1086/ـه479ت(1بكر بن عمار القضاعيأبو فهو

نتصار جيشه عند ا 2عندما نسب اليهودية إلى البربر في قصيدة مدح بها المعتضد بن عباد

]الطويل [ :عليهم في إحدى المعارك ، منها

يعا إلى فردملبعض فكل منهم ج ك بعضها تلك اهللا إن كانت عرا

ـدلسأوأنبئهم منـها بـ ت بربرا فانتض الظبيوكان يهودا نة لــ

]الكامل [ :وفي أخرى

أم كيفت بسيشق دتقتع ة لم ودهو إال اليمتس تإن راب3رب

، الذي )م1030/هـ421ت( 4وأما الثاني منهما فهو ابن دراج القسطلي الصنهاجي

نوع في مدح أمراء وملوك عصره، غير أن شطرا كبيرا من ديوانه كان في مدح صاحب

في " البربر" وكانا من ألد خصوم البربر، ومع ذلك ال نجده يقحم لفظ وابنه، 5سرقسطة

هجائه وإنما يكتفي في تعيين األسماء، وابن دراج صاحب شعر تكسبي يمدح من يدفع له

وقف عنده في انتمائه إلى البربر وهو عدم هجوه لصنهاجة، فاصال اأكثر، إال أن ثمة حد

هـ422هو محمد بن عمار بن الحسين بن عمار المهري نسبة إلى قبيلة مهرة بن حيدان القضاعية، ولد سنة -1لب، والتي نشأ وتعلم بها ثم انتقل إلى قرطبة إلتمام تعليمه ومنها قصد إشبيلية والتحق من أرباض مدينة ش م1030/

بار، عن ترجمته ابن األ ، ينظرم1086/هـ479بشعراء الدولة العبادية، توفي ابن عمار مقتوال على يد المعتمد سنة ، ، وابن بسام، المصدر السابق131ص 2م ج1985 2الحلة السيراء، تحقيق حسين مؤنس، دار المعارف القاهرة ط

، ومقدمة محقق شعره مصطفى الغديري، شعر محمد بن عمار األندلسي، منشورات كلية اآلداب و العلوم 221ص 2ج .12-8م، ص 2001 1اإلنسانية، جامعة محمد األول بوجدة ، المغرب ط

عباد اللخمي، صاحب إشبيلية، كانت واليته بعد وفاة أبيه هو المعتضد باهللا عباد بن القاضي أبي القاسم محمد بن -2وألجلها دخل في حروب طويلة مع البربر، توفي سنة ،فعمل على توسيع مملكته م1041/هـ433سنة

.11- 10ص 2ج نفسه،بسام، المصدر ابن. م1068/هـ461 .62و 53عمار األندلسي، المصدر السابق، ص ابن -3لة دراج، يكنى أبا عمر، ولد سنة لي، أصله من صنهاجة وينسب إلى قسطج القسطهو أحمد بن محمد بن درا -4

يشبهونه بالمتنبي، توفي ألجل ذلك ، وهو معدود في جملة العلماء والمقدمين من الشعراء وأهل األندلسم958/هـ347 .502- 501، وابن حزم، المصدر السابق، ص48بشكوال، المصدر السابق، ص ابن. م1030/هـ 421سنة

كبيرة القطر آهلة ممتدة األطناب واسعة الشوارع ،وهي قاعدة من قواعدها مدينة بشمال األندلس،: سرقسطة -5نزهة ،اإلدريسي. وهي على ضفة النهر الكبير المسمى إبره والرحاب حسنة الديار والمساكن متصلة الجنات والبساتين،

. 554ص 2م ج1994لدينية، القاهرة،المشتاق قي اختراق األفاق، نشر مكتبة الثقافة ا

- 7 -

رقهم جميعا وال تستثني منهم أحدا بمن فيهم هو يشمل البربر في كلمة واحدة تستغ نأو

. 1نفسه، وهنا تكمن عصبيته

يقسو في هجائه على البربر 2وفي موضع أخر نجد أحد شعراء ملوك الطوائف

صاحب ) م1091/ـه484ت( 3فيجردهم من أصلهم البشري ليرضي المعتصم بن صمادح

]البسيط[ :بقوله 4المرية

ـموابا البرية إن الناس قد حكأ ه لمي فقلت دم في نوآيت أر

ارالب أن قال إذن ،ل منكبرة نس وواحمعا زم كان طالقة إن 5اء

صاحب ) م1090/هـ483ت( 6وأنه كان يقصد بذلك عبد اهللا بن بلقين الصنهاجي

ه بشعر في شخص ابن بلقين لشمول المعنى األول كل من غرناطة، إال أن المعتصم طالب

، فأرضاه 7" وما قلت فيه خاصة مضافا إلى ما قلته في عامة قومه؟:" انتمى للبربر بقوله

وفي فترة احتدام 8"لقد أحسنت في اإلساءة إليه : " بهجاء خاص فيه، علق عليه المعتصم

1- اج تجريده من أصله وانتمائه البربري بزعم أنه لم يشعر قط بعصبيته حاول محمود علي مكي محقق ديوان ابن در

لنسبه الصنهاجي بسبب نيله من زيري بن عطية المغراوي أيام صراعه مع المنصور بن أبي عامر، ومدح أولئك ولم يأخذ المحقق بمدلوالت اللفظ باألندلس في تلك الفترة .ر العداء، فلم تظهر أي سمة لبربريتهالملوك الذين ناصبوا البرب

لي، تحقيق محمود اج القسطنه تغافل عن قصيدته في مدح قبيلة صنهاجة وأعالمها، ينظر ديوان ابن درأ باإلضافة إلى .263اج ص ، وقصيدة ابن در28-25ص م،1964 2علي مكي، المكتب اإلسالمي دمشق ط

.خلف بن فرج السميسر الشاعر هو -2هو محمد بن معن بن محمد بن صمادح، أبو يحيى التجيبي، صاحب المرية، ولي بعد وفاة أبيه سنة -3

، م1091/هـ484، وسمى نفسه المعتصم باهللا، كان عالما باألدب واألخبار، شاعرا مقربا لألدباء توفي م1051/هـ443 7م ج1984، 6وخير الدين الزركلي، األعالم، دار العلم للماليين، بيروت ط. 78ص 2لسابق، جاألبار، المصدر ا ابن . 106ص

، والمرية في ذاتها جبالن م955/هـ344محدثة أمر ببنائها عبد الرحمن الناصر سنة األندلسمدينة بشرق :المرية -4 ولها عدة أبواب الحميري، وفي الثاني ربضها،،وعلى الجبل الواحد قصبتها المشهورة بالحصانة ،بينهما خندق معمور

.538- 537م ص1984 2بيروت، ط مكتبة لبنان، تحقيق إحسان عباس، الروض المعطار في خبر األقطار، 3م، ج2004المقري، نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، دار صادر بيروت طبعة -5

.412صبن باديس بن حبوس الصنهاجي آخر ملوك غرناطة زمن ملوك الطوائف –يكتب بلقين و –هو عبد اهللا بن بلكين -6

، إلى أن وقع في أسر يوسف بن تاشفين الذي أخذه م1072/هـ465باألندلس، تولى اإلمارة بعد وفاة جده باديس سنة طة، شرح وضبط الخطيب، اإلحاطة في أخبار غرنا ابن، م1090/هـ483معه إلى عدوة المغرب، وهناك توفي سنة

.380ص 3، ج2003 1وتقديم يوسف علي الطويل، دار الكتب العلمية بيروت، ط .421ص 3جالمقري، المصدر السابق، -7 .421ص نفسه، -8

- 8 -

/ هـ560ت( 1يى بن سهل اليكيالصراع بين المرابطين والموحدين نجد الشاعر يح

2بالزراجين" البرابر"يقتبس البيتين نفسهما لهجاء المرابطين، ولكنه يغير لفظ ) م1164

:بالرهط، حتى ال يستغرق اللفظ جميع نسل البربر بمن فيهم الموحدون بقوله" النسل" و

] البسيط [

ناجيرالز إن قال إذا ر ط منكه وواحمعا زم كان طالقة إن 3اء

لة من الكتاب والمؤرخين واألدباء البربرثوقد انعكست خطورة هذا األمر على

من انضوى تحت حكمهم بما أدل على مدى تأثير المنافرة بين البربر وغيرهم داخل أو

وامتداد صداه إلى المجتمع األندلسي خاصة، وبين العدوتين المغربية واألندلسية عامة،

حيث يطلعنا أبو القاسم بن المواعيني ،فترة تواجد الموحدين على األراضي األندلسية

أحد كتاب الدولة الموحدية فيما اقتضبه من تاريخ األندلس ) م1168/هـ564ت( 4اإلشبيلي

في مخالفة صريحة لوصف 5"الفتنة العامريةب" م11/هـ5األندلس على تسمية فتنة القرن

يعقوب وفي هذا العصر نكب اطالعه على ما كتب،من رغم بال بالبربرية ابن حيان لها

المنصور

، واشتهر بالهجاء م1164/هـ560هو يحيى بن عبد الجليل بن سهل اليكي، أديب وشاعر أندلسي، توفي نحو سنة -1

في تاريخ رجال أهل األندلس، ضبط وتقديم صالح الدين الهواري، المكتبة العصرية الضبي، بغية الملتمس. الخبيث .152ص 8، وخير الدين الزركلي، المرجع السابق، ج467م ص 2005 1بيروت طصيدا

2- أسود البطن أبيض بن القطان أنها صفة أطلقها ابن تومرت على المرابطين، حيث شبههم بطائرايرى :راجينالزالقطان، نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان، ابنألنهم بيض الثياب سود القلوب، " رجان الز" ال له الريش يق

.132م، ص1990، 1تحقيق محمود علي مكي، دار الغرب اإلسالمي، بيروت طداد، دار الرائد أبو بحر صفوان بن إدريس، زاد المسافر وغرة محيا األدب السافر، أعده وعلق عليه عبد القادر ح -3

.120م ص1980العربي بيروت هو محمد بن إبراهيم بن خيرة اإلشبيلي أبو القاسم بن المواعيني، كان كاتبا بليغا شاعرا مجيدا استكتبه أبو حفص -4

وغيرها، توفي " الوشاح المفصل " و" ريحان اآلداب وريعان الشباب" بن عبد المؤمن، له تصانيف تاريخية وأدبية منها عبد الملك المراكشي، الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، تحقيق إحسان ابن. م1168/هـ564بمراكش سنة

.91ص 6م ، ج1973 1عباس، دار الثقافة بيروت طوقد انفرد ابن المواعيني بتفاصيل رواية قتل عبد الرحمن بن أبي عامر ألخيه عبد الملك المظفر بعدما وضع له -5

، الخزانة الحسنية الرباط، الورقة رقم 2647و 1406احة، ريحان اآلداب وريعان الشباب، مخطوط رقم السم في تفم ج، ولم أقف على النسخة التي حققها مصطفى الحيا 5074، وتوجد نسخة منه بالمكتبة الوطنية في الجزائر رقم 139

.م 1989سنة الخامس بالرباط كرسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا بجامعة محمد

- 9 -

هـ595ت( 2الحفيد ابن رشد القاضي) م1198-1184/هـ595-580( 1الموحدي

، لما بلغه من وصفه له بملك البربر، وهو يصف حيوان الزرافة ورؤيته لها ) م1198/

ملك "أن األمر مجرد تصحيف وأن أصلها اره بفلم يشفع له اعتذ" الحيوان " عنده في كتابه

، وهذا التبرير ال يحجب مدى الكره والبغض الذي كان يكنه ابن رشد للبربر 3"البرين

مففي معرض تلخيصه لكتاب الخطابة للفيلسوف اليوناني أرسطو قا ،والغرباء عن األندلس

والعداوة فقد تكون وإن والبغضة : " بتفصيل شرح العداوة بين بني البشر ومثل لها بقوله

،لم يفعل المبغض بالمبغض له شيئا، فإنا نبغض ذوي النقائص وإن لم يجنو علينا شيئا

وأما : " ، ثم مثل لقوله 4"ننا بالمرء ما يستحق البغضة فنحن نبغضه أبدا ظوبالجملة إذا

فرق بين ، وتراه ي"البغضة والعداوة فإنها تكون للجنس فإنا نبغض البربر ويبغضوننا

إنما هو تشوق إلى شر محدود أن ينزل بالمغضوب " الغضب والبغضة، فاألول عنده

-وألنها . 6"فإنها تشوق إلى أن ينزل بالمبغض شر غير محدود " ، وأما الثانية 5" عليه

بين األندلسيين والبربر ذات جذور تاريخية حتى قبل عصر ابن رشد - البغضة والعداوة

، 7"ما لم يفعل المعادى بالمعادي ما يوجب مودته " اريتها عبر التاريخ فقد ألمح إلى استمر

وهنا صنف : "، وفي شرحه لمعاني الجور والظلم يقحم صنف الغرباء من الناس بقوله7"

من الناس يجار عليهم وينالون بالضر واالنتقام، ال لمنفعة، لكن لمكان اإلستلذاذ بذلك،

إما في الجنس وإما في الشيم، وإما في اللسان وإما وهؤالء هم الغرباء، إما في المدينة و

بويع هو يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الكومي الزناتي، يكنى أبا يوسف، ويلقب بالمنصور بفضل اهللا، -1

، وفي عهده عرفت بالد المغرب واألندلس أوج ازدهارها الحضاري، توفي سنة م1184/هـ580بعد وفاة أبيه سنة القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، تحقيق األنيس المطرب بروض، أبي زرع ابن. م1198/هـ595

.284-283م، ص 1999 2عبد الوهاب بنمنصور، المطبعة الملكية الرباط، طقرطبي، يكنى أبا الوليد الحفيد القاضي، كان الهو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد اهللا بن رشد -2

عبد الملك المراكشي، ابن، م1198/هـ595ه في ذلك عدة مؤلفات، توفي سنة متقدما في علوم الفلسفة والطب ول .21ص 6المصدر السابق، ج

أبي أصيبعة، عيون األنباء في طبقات األطباء، ضبط وتصحيح محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية ابن -3نقذ ابن رشد فأشار عليه بهذه الحيلة، الغبريني أن أحد الفقهاء هو الذي أ ى، ورو489 -488م ص 1998 1بيروت ط

الغبريني، عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية، تحقيق محمد بن أبي شنب، دار البصائر . 96ص م ،2007 1الجزائر ط

311ص م،1967رشد، تلخيص الخطابة، تحقيق محمد سليم سالم، المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية، القاهرة ابن -4 .311ص ، نفسه -5 .312 ، صنفسه -6 .313ه، ص نفس -7

- 10 -

وإنما يستلذ الجور على الغرباء ألنهم ال يعرفون ما هو إهانة واستخفاف (...) في الملة

.1"عند أهل تلك المدينة أو عند ذلك الجنس

وقد جسدت الذاكرة الجماعية مظاهر هذا االستخفاف بالبربر في المجتمع األندلسي

ه ألسنة العامة من أوصاف لإلنسان البربري غطت جوانب عديدة من حياته فيما تناقلت

الخاصة على سبيل اإلساءة والتهكم واالزدراء، وسارت أمثاال تناقلتها األجيال، منها ما

كالمكم " ، و2" البربري والفار ال تعلم باب الدار: " م كقولهم 12/هـ6ظهر خالل القرن

، وفيما له صلة بالحياة التعليمية أورد ابن سعيد حكاية التلميذ 3"يا لبرابر قلوه وعودوه

البربري مع أستاذه، وفيها ينال من صفاته الخلقية، إذ كان جعد الشعر قبيح الوجه وقد

: " فقال أستاذه 4..."قل إن كان للرحمن ولد فأنا " وقف طويال وهو يقرأ عليه قوله تعالى

، ولعل ما يثبت انسياق فئة من أعالم 5" !شعرك وألي شيء باهللا؟ لحسن وجهك وطيب

البربر خلف فكرة بعد البربر عن مجاراة غيرهم في ميدان العلم والمعرفة ما ورد في

رسالتين مختلفتين، األولى كانت جوابا على وصف األديب والكاتب ابن عميرة

ألحد أعالم البربر من بالد المغرب بالنبوغ )م1245/هـ643ت( 6المخزومي

واإلتقان وحسن التعبير، فكان رده بذكر نسبه وقساوة بيئته وطبعه وأنها كفيلة بحجب ما

، وأما الثانية فكانت ردا على رسالة بعث بها أحدهم إلى الكاتب أبي زيد 7وصفه به

.207-206، صالمصدر السابقرشد، ابن -12- 2م ج2006 1واألزجال، تحقيق محمد بن شريفة، منشورات وزارة الثقافة المغرب، ط األمثالتاريخ ،اليالزج

.149ص3- 423و 269و 104، ص 3وينظر غيرها ج 408ص 3الي، المصدر السابق، جالزج. . من سورة الزخرف 81، اآلية"قل إن كان للرحمن ولد فانا أول العابدين" و اآلية بتمامها -4بياري، دار المعارف األ إبراهيمعة في محاسن شعراء المائة السابعة، تحقيق نالغصون اليا ،األندلسيسعيد ابن -5

مغرب في حلى المغرب، وضع حواشيه خليل منصور ، دار الكتب وكرر ذكرها في ال .48، ص ) د ت( 2القاهرة، ط .197ص 1م، ج1997، 1العلمية بيروت ط

،أحمد بن عبد اهللا بن محمد بن الحسين بن عميرة المخزومي، يكنى أبا المطرف، ولد بجزيرة شقر في األندلس هو -6ومن أجل ذلك تنقل بين ط الموحدين ومنصب القضاء،وبرع فيها، وتولى الكتابة في بال اآلدابتفنن في العلوم ومال إلى

عبد الملك المراكشي، ابنوقد خلف تراثا أدبيا زاخرا، ينظر عنه ،م1259/هـ658العدوتين إلى أن توفي في تونس سنة .314ص 1والمقري، المصدر السابق ،ج ،150ص 1المصدر السابق ،ج

.207ص 8نفسه، ج عبد الملك المراكشي، المصدر ابن -7

- 11 -

يستشف منها بأنه شبهه بأحد بلغاء العرب، )م1229/هـ627ت( 1الفازازي القرطبي ،

. 2ة بضاعته وانتسابه في البربرفاحتج متواضعا بقل

–وهو ابن عبد الحليم اإليالني –لقد دفع هذا البغض واالحتقار للبربر أحد أعالمهم

ألن يؤلف كتابا خاصا في ذكر مناقب أعالم البربر ومفاخرهم، مستهال مقدمته بما يفيد

ل من شأنهم ته النصوص التاريخية واألدبية عن حياتهم، غير أنه قلداطالعه على ما أور

دون أن يفصح عن أسمائهم 3"كثير من جهلة الناس" ألنها صدرت حسب رأيه عن

وكتبهم، عامتهم وخاصتهم، وأعطى مبررا حفزه على إفراد البربر بالذكر، وقد لزم

االختصار لكثرة أخبارهم وطولها، والظاهر أنه واحد من األسباب التي حملت بعض

إفراد البربر في دراسات خاصة عرفت بأنسابهم وتاريخهم الباحثين المحدثين على محاولة

كبدايات أولى فسحت المجال بعدها لمن توسع في جوانب حياتهم السياسية 4ومواطنهم

.واالجتماعية والفكرية

إن االنسياق خلف ما تداوله عدد من الكتاب والمؤرخين عن تاريخ البربر في

المتاحة بين أيدينا هو الذي أوقع سجريد األندلس دون عرض لجميع اآلراء والنصوص

هونكه في تقديم صورة سلبية عن دورهم في تاريخ وحضارة األندلس بعدما نسبت لهم

أعمال السلب والنهب والتخريب، في سياق إشادتها بما أسهمت به البيوت العربية في

بينما "غرناطة الحضارة األندلسية كاألموية في قرطبة والعبادية في إشبيلية والنصرية في

لم يتأثرو الم يقم البربر والمسيحيون إال بأعمال التخريب والتدمير، وبخاصة إذا كانو

برع في و ولد ونشأ في قرطبة أبو زيد عبد الرحمن بن أبي زيد يخلفتن بن أحمد بن تنفليت الفازازي البربري، هو -1

بار التكملة لكتاب الصلة، األ ابن ،م1229/هـ627توفي سنة وهو أحد كتاب الدولة الموحدية، الشعر واألدب والفقه،من التفصيل ذكر لجوانب من بشيءوسيرد . 105ص 2،ج) د ت(دار المعارف المغرب تحقيق عبد السالم الهراس،

.حياته العلمية هو وأسرته في فصل اإلسهام العلمي للبربر .139ص 01ينظر نص هذه الرسالة في الملحق رقم -2 .103ابن عبد الحليم، المصدر السابق، ص -3م، وفي مقدمتها أشار إلى أن ظهور 1958 ، وقد صدرت طبعتها األولى سنة"البربر"منها دراسة عثمان الكعاك -4

واألمر ذاته .5المرجع السابق ص. على دراستهم نالبربر في كل حقبة من تاريخ اإلسالم وانتشار شعوبهم يحفز الباحثي ، 292ص1م، ج1968 1المطبعة الملكية، الرباط ط ،"قبائل المغرب"منصور، أشار إليه عبد الوهاب بن

Mouloud Gaid , les Berberes dans L’Histoire En Espagne Musulmane, Editions MimouniوAlger 1996, p182.

- 12 -

باعيون عن سهىي موضوع متصل أعرضت ف، و1"بالثقافة العربية والعقلية العربية

لم يقدمو : " عرض إسهام علماء مملكة غرناطة زمن ملوك الطوائف بحجة أن حكامها

ة العلمية واألدبية، فقد كانت هذه األسرة تفتقر إلى رهافة الحس األدبي شيئا مهما للحرك

هذا باإلضافة إلى ما اتصف به (...) والذوق الرفيع الذي كان يتمتع به غيرها من األسر

حكام غرناطة من بخل وتقتير، فكدسوا األموال والذخائر التي استولى عليها المرابطون

علماء الذين كان الطلبة يتزاحمون على حلقاتهم العلمية في متغافلة عن ذكر ال 2"فيما بعد

إضافة إلى دخول ، 3جامع غرناطة األعظم ومختلف المساجد بالمدن التابعة للمملكة

.4الشعراء على مجالس أمرائهم وعرض القصائد في مدحهم

وبلغت صفة التعميم بأحد الباحثين ألن يصف عصر الموحدين باالنحطاط األدبي

اإليماني، ألجل ما وقف عليه من مجون وهزل عند تحقيق أشعار لقي واالختالواألخال

. 5بعض الكتاب والقضاة وذوي المناصب الدينية

إن الحديث عن الجانب العلمي للبربر في األندلس على عهد الموحدين يحمل في

فة مدى طياته محاولة الغرض منها تسليط الضوء على فئة من المجتمع األندلسي، ومعر

إسهامها في أهم الميادين العلمية بالفترة الزمنية التي تولت فيها قبائل المغرب أمر

.العدوتين المغربية واألندلسية

1سجريد هونكه، شمس اهللا تشرق على الغرب، ترجمة وتحقيق فؤاد حسنين علي، دار العالم العربي، القاهرة، ط -1

.386م ص 2008 –1031/هـ479 –422( سهى باعيون، إسهام العلماء المسلمين في العلوم في األندلس، عصر ملوك الطوائف -2

، وأصل الكتاب رسالة دكتوراه تقدمت بها الباحثة إلى كلية 163م ص 2008، 1، دار المعرفة بيروت، ط )م1086 .م2004الشريعة بجامعة بيروت اإلسالمية سنة

.241و 222 و103منهم في هذه الفترة، ابن بشكوال، المصدر السابق، ص ينظر -3ابن عسكر وابن خميس، أعالم مالقة، تحقيق عبد اهللا المرابط الترغي، دار الغرب اإلسالمي، دار األمان، الرباط، -4دار الكتب العلمية مريم قاسم الطويل، مملكة غرناطة في عهد بني زير البربر، وينظر ما تناولته .356م ص1999 1ط

وعن النهج التعليمي الذي اتبعه حكام غرناطة ينظر عبد اهللا بن بلقين، كتاب التبيان عن ،186م، ص1994 1بيروت ط .23م ص2006 1الحادثة الكائنة بدولة بني زيري في غرناطة، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، ط

.7-6ب أبي بحر صفوان بن إدريس، المصدر السابق، صينظر مقدمة عبد القادر محداد عند تحقيقه لكتا -5

- 13 -

:إشكالية اختالط األنساب البربرية العربية

التقليل من يعترض الباحث عن أنساب أعالم البربر مسألة ال يمكن تجاوزها أو

واقع في أنساب القبائل البربرية وتداخلها مع العربية بسبب أهميتها، وهي االختالف ال

تضارب أقوال النسابة والمؤرخين، وهو ما أدى إلى ظهور عدد من األعالم بنسبين

الكتامي "و" الصنهاجي الحميري" :مختلفين أحدهما عربي واآلخر بربري كأن يقال

رة الوالء التي انتشرت ، عدا ما يعترض البحث من اختفاء لألنساب بسبب ظاه"الحميري

االكتفاء بالنسبة البلدية دون القبلية، على أن البربر حافظوا بين األسر البربرية والعربية أو

كغيرهم على تدوين أنسابهم وتمييزهم بذلك بين الشعوب والقبائل والعمائر والبطون

بب هذا أحد أعالم البربر س نواألفخاذ والفصائل كما هو الحال عند العرب، وقد بي

االختالف المتشعب بين القبائل البربرية ووهنه في أحايين كثيرة مقارنة باألنساب العربية

أن حفظ األنساب ليس خصوصية للعرب وإن كان لهم مزيد اهتمام بها " :في إجابة لسائله

ومزيد ارتفاع الهمة، وكنت أنا قبل أن أخالط قومي أظن ذلك، ولما باحثتهم في هذا ألفيت

على خالف ما كنت أظن ووجدتهم يحفظون أنسابهم كما مر، وإذا فيهم نسابون األمر

، وأما عن مسألة 1"يحققون الفصائل والشعوب على نحو ما كانت العرب تفعل في أنسابها

الوهن وإن كان يمكن أن يداخل شيئا من ذلك فليس "االختالف الواقع في أنسابهم فيرى أن

وأما من انتسب إلى البلد وضيع نسبه 2"يسلم من ذلكبعجب، فإن غيرهم أيضا ما كان

من يكتفون بالقرى ويضيعون أنسابهم فذلك غير مختص بهم، فقد وقع أيضا " فيرى أن

للعرب حين دخلت قرى الشام والعراق ومصر والمغرب وغيرها، فال تزال تلقى حلبيا

أزدي وكثير قيسي أو قرطبيا أو باجيا، وهو تميمي أو حمصيا أو كوفيا أو بصريا أو أو

.3"منهم ال يرفع نسبه

الحسن اليوسي، المحاضرات في األدب واللغة، تحقيق محمد حجي وأحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب اإلسالمي -1 .38م ص2006 2ط .39الحسن اليوسي، المصدر السابق، ص -2 .39ص نفسه، -3

- 14 -

إن الوهن واالختالف وتضارب أقوال النسابة شكل منفذا لمن عمد إلى انتحال نسب

، ولعل ما صعب 1غيره، وقد أشار إلى ذلك عدد من علماء التراجم في أكثر من موضع

عالم المترجم عليهم تحقيق أنسابهم وتحريرها اعتمادهم في أحايين كثيرة على مدونات األ

تجمع " بهم، وازداد األمر في األندلس تعقيدا مع توسع العمران، حيث أصبحت المدن

أخالط الناس وصار ساكنها في الغالب غريبا عن نسبه، فقد ال يكون بينه وبين جار بيته

أحدهما : نسب وال معرفة، فإذا نشأ نسله انتسبوا غالبا إلى البلد ال إلى قومهم من وجهتين

كثيرا ما ينقطع ما بينهم وبين قومهم فال يعرفونهم، والثاني أن اإلنسان يعجب ببلده أنه

.2"ويتبحبح به

واالطالع - موضوع الدراسة –ولما كان بنو عبد المؤمن من جملة أعالم البربر

على إسهامهم في الحياة العلمية باألندلس مقرون بذكر نسبهم وجب التنبيه إلى مسألة

-هـ524( بن علي عند ذكر نسب عبد المؤمن المؤرخيناعترضت االختالف التي

ومن انتسب إليه من أبنائه وأحفاده، حيث تؤكد هذه األسرة ) م1162-1129/هـ558

على أصولها العربية رغم اختالف اللسان والبيئة، وقد اعتمد ابن أبي زرع على نقل

3خط حفيده عبد الواحد عن جماعة من المؤرخين لدولته من - على هذا النحو – نسبه

ن مروان بن نصر بن علي بن عامر بن بهو عبد المؤمن بن علي بن يعلى " فكان المدون

األحتم بن موسى بن عون اهللا بن يحيى بن ورزايغ بن صطفور بن نفور بن مطماط بن

، 4"هود بن مادغيس بن بر بن قيس بن عيالن بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان

النسب القيسي آلل عبد المؤمن تسابق الخطباء في رسائلهم والشعراء واحتفاء بهذا

إلىبقصائدهم في بالد المغرب واألندلس على اإلشادة به واالفتخار بانتساب الموحدين

.194ص 5ر السابق ،جعبد الملك المراكشي، المصدابن ينظر مثال -1 .40، صالمصدر السابقالحسن اليوسي، -2ابن عبد الحليم، المصدر السابق، . هو أمير المؤمنين أبو محمد عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي -3

د ، وصاحب الحلل الموشية في ذكر االخبار المراكشية، تحقيق سهيل زكار وعبد القادر زمامة، دار الرشا212ص . 162م، ص1979 1الحديثة، المغرب ط

.235ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص -4

- 15 -

عبد المؤمن بن علي ظهور ه، وانفرد الذهبي في سيره بنص يفسر في1األرومة العربية

علينا 2ن قيس عيالن بن مضر بن نزار، ولكوميةإنما نحن م: "نسبه في بيئة بربرية بقوله

، وفي المقابل اعترض عدد من النسابة والمؤرخين 3"حق الوالدة والمنشأ فيهم وهم أخوالي

على هذا النسب حيث أنكر ابن حزم انتساب البربر في قيس عيالن لعدم علم النسابة بأن

النسبة بعدما رد على آراء ، وحذا حذوه ابن خلدون فنفى هذه4"بر أصال"له ابنا اسمه

، وقد استغرب ابن خلدون من 6، والرأي ذاته نجده عند ابن عبد البر5النسابة وناقشها

ظهور أسماء عربية في نسب عبد المؤمن وأنها ليست من أسماء البربر مع أنهم منهم

.8، وشكك السالوي فيه وضعفه7وبهذا النسب عرفوا

صه من إظهار عبد المؤمن بن علي لنسبه وعلى الجملة فإن ما يمكن استخال

:العربي ما يلي

شرف االنتساب إلى ولد عدنان ألنهم الصريح من ولد إسماعيل بن إبراهيم -1

. 9من عدنان) صلى اهللا عليه و سلم(وأن محمدا رسول اهللا ) عليهما السالم(

8م ص1994 1ينظر ذلك عند الجراوي، ديوان الجراوي ، تحقيق علي إبراهيم كردي، دار سعد الدين، دمشق ،ط -1 83م ص1983 2والرصافي، ديوان الرصافي البلنسي، جمع وتقديم إحسان عباس، دار الشروق، بيروت ط. 197و .87و56وبعض الرسائل النثرية التي أوردها ابن عسكر وابن خميس ، المصدر السابق، ص.88وقبيلة من شعوب ضريسة إحدى بطون البربر البتر، ولهم ثالث بطون وهي ندرومة وصغارة وبنو يلول، : كومية -2

يل عبد المؤمن بن علي، ابن خلدونومواطنهم بالمغرب األوسط لسيف البحر من ناحية أرشكول وتلمسان، وهم قب .166-165ص 6، جالمصدر السابق

9الذهبي، سير أعالم النبالء، تحقيق، شعيب األرناؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة بيروت ط -3 .367ص 20م ، ج 1985

.43ص ، المصدر السابق ابن حزم -4 .182و 127ص 6، جنفسهابن خلدون، المصدر -5على قبائل الرواه، تحقيق محمد زينهم محمد وعائشة التوهامي هالقصد واألمم، ويليه االنبا: ابن عبد البر -6

. 26م ، ص1998ومديحة الشرقاوي، مكتبة المدبولي، القاهرة، .166ص 6نفسه، ج ،ابن خلدون -7م 2007 1مان، دار الكتب العلمية، بيروت طاعتنى به محمد عث ،السالوي، االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى - 8

. 243ص . 6، صنفسهابن حزم، المصدر -9

- 16 -

ر بعده فهو أن من قام باألم"و ،اشتراكه في نسب ابن تومرت داعية الموحدين -2

.1"كحياته

شرعيةو في جمعه بين المنشأ البربري والنسب العربي جمع بين عصبية القبيلة -3

.تولي أمرها

له بعد ابن تومرت قالوا قسيمه اوروى الذهبي أن الخطباء كانوا إذا دعو .116ص المصدر السابق،ابن القطان، -1

.367ص 20جالمصدر السابق، ،في النسب الكريم، الذهبي

لرببر يف األندلس بني نظرية اجلمهرة العددية وجتايف كتب التراجم األندلسيةا

)من الربع األخري للقرن اخلامس إىل اية السادس اهلجريني(

الفصل األول

.البربر في األندلس استيطان -1

): م12/هـ6(حظ البربر من الترجمة لدى كتاب القرن - 2

.أبو القاسم خلف بن بشكوال وكتابه الصلة - أ

.عميرة الضبي وكتابه البغية ابن - ب

) م13 -12 /هـ7و 6 (المستدرك من تراجم البربر وتاريخهم خالل القرن -3

:ديةالوالء للدولة الموحدية واإلشادة بدعوتها المه: أوال

.بن خميساعسكر و ابن - أ

.األبار ابن - ب

.ألندلسفي اظهورهما في الفترة األخيرة من تاريخ الموحدين : ثانيا

الملك المراكشي على تراجم األندلسيين ومنافحته عن عبد ابن استدراك -4

:المغاربة

اهتمامه - أ

.بالغرباء الطارئين على األندلس وإنصافه لهم

.إشادته بإسهام المغاربة ومنافستهم ألهل األندلس - ب

.ذكره إلسهامات الموحدين العلمية في األندلس والتأريخ لدولتهم -ج

.وقوفه عند أسماء البربر تحقيقا وضبطا -د

- 19 -

إن ظهور مراكش كحاضرة للعدوتين، وانتقال زمام السلطة عليهما في أيدي

لبربري عبر واجهة األحداث، ليس ألجل أنهم جزء من المغاربة أسهم في بروز العنصر ا

استقرائه للمصادر التاريخية وكتب من خاللالمجتمع يتتبعهم الباحث عن تاريخهم

والفهارس واألنساب والطبقات معتمدا على تميزهم بانتسابهم إلى قبائلهم البربرية، التراجم

بار أنهم الفئة المتحكمة في مصير ما تم التصريح به عن نسبهم، وإنما على اعت أو

.العدوتين سياسيا وعسكريا

: ستيطان البربر في األندلسا -1

حتى األدبية على ذلك التواجد الكبير وتطلعنا مختلف المصادر التاريخية والجغرافية

أجازت "، حيث)م711/هـ92(للقبائل البربرية في مختلف أنحاء األندلس منذ زمن الفتح

، و يعتبر دخول 2، ثم توالى انتقالهم في شكل هجرات متعاقبة1" استقروا هناكمنهم أمم و

عبر مختلف الحقب الزمنية، بداية البربر إلى األندلس برسم الجهاد السمة األكثر تكرارا

إلى ، ومرورا بعهدي المرابطين والموحدين، ثم وصوال3بجواز طارق بن زياد

تواجد الموحدين يمكن رصد أربع مقاربات تعزز نتجاوز فترة ودون أن ،4المرينيين

.جمهرة تواجد العناصر البربرية وتؤكد استمرارية استيطانهم في األندلس

. 155ص 6جق،، المصدر السابخلدون ابن -1حسب زمنيا تعرض عبد القادر بوباية إلى هجرة واستقرار البربر باألندلس منذ زمن الفتح، حيث رتبها ترتيبا -2

. 105-16ص المرجع السابق،م، 10/هـ 4مختلف الحقب التي عرفتها األندلس إلى نهاية القرن ينزغاسن بن ولهاص بن يطوفت بن نفزاو، و هذه أتم هو طارق بن زياد بن عبد اهللا بن رفهو بن ورفجوم بن -3

مؤلف مجهول، تاريخ األندلس، ترجمة تتبعت نسبه، ويؤكد الكثير من المؤرخين على نسبه البربري في قبيلة نفزة، وابن عذاري المراكشي، البيان . 156، 153صم، 2008 ،1تحقيق عبد القادر بوباية، دار الكتب العلمية بيروت ط

،واإلدريسي، 5ص 2جم 1980 2دار الثقافة بيروت ط تحقيق ليفي بروفنسال،ي أخبار األندلس و المغرب، ف بالمغرقيل فارسي وقيل من " وأورد الحميري في نسبه عدة أقوال بصيغ التضعيف، 540، 539ص 2ج المصدر السابق،

. 235ص الحميري، المصدر السابق،الصدف وقيل بربري من نفزة، حسن حسني وابن فضل اهللا العمري، وصف إفريقية واألندلس، نشر. 137ص 6، جنفسهخلدون، المصدر ابن -4

.134ص 1ج المصدر السابق، و ابن الخطيب،. 43، ص)د ت( عبد الوهاب، مطبعة النهضة تونس

- 20 -

قام بتتبع بربرية،أما األولى فهي تعدد المناطق الجغرافية التي حملت أسماء قبائل

ها القرن، معتمدين على مصادر لم تتعد في معظم1الباحثين المعاصرين مواضعها بعض

غير أن ما يسترعي انتباه الباحث هو استمرار هذا النمط القبلي في تسمية ) م11/هـ5(

، مع التأكيد على أن عدم ذكرها هناك ال يعني بالضرورة )م12/هـ6(المناطق إلى القرن

أنها لم تكن موجودة، بقدر ما يؤكد تنوع المصادر واستمراريتها في تغليب فكرة الكثرة

لبربر واستقرارهم باألندلس، وأما المقاربة الثانية فهي تعدد اإلمارات والممالك العددية ل

وهو ما لم يستطيعو تحقيقه رغم قيامهم بعدة ثورات ) م11/هـ5(البربرية بداية من القرن

، وقد شجع على ظهورها زوال الخالفة األموية سنة2خالل القرون السابقة

القرشي العربي والبيت األموي دور في أحقية نتسابلاللم يعد حيث ،)م1031/هـ422(

، 3تولي أمر المسلمين تحقيقا للوالية الشرعية فيما كان سائدا االعتقاد به والعمل بمقتضاه

والجنوبية لشبه الجزيرة األندلسية فتوزع انتشار هذه اإلمارات عبر الجهات الشمالية

وكان لتفوقهم البشري دور في تماسك ،4"عليه ولحقت كل طائفة من البربر ببلد غلبت"

.واستقرار العديد منها فيما عرف بعهد ملوك الطوائف

وأما الثالثة فهي رغبة سلطة مراكش في كلتا حقبتيها المرابطية والموحدية وضع

يدها على العدوة األندلسية، وذلك بتشجيعها لقبائل بالد المغرب بالجواز إليها واالستيطان

5القبائل البربرية استيطان) م11نهاية/هـ5(يث نشهد بداية من الربع األخير للقرن بها، ح

بقيادة لنصارىامن تهديدات إلنقاذهاالداخلة إلى األندلس خاصة مع الجيوش التي اجتازت

العربي اإلسالمي في االستقرار، وعبد الواحد ذنون طه، الفتح و105-74ص ،عبد القادر بوباية، المرجع السابق -1

ص ، المرجع السابق،، ومحمد حقي284-259ص ،م2004 1شمال إفريقيا واألندلس، دار المدار اإلسالمي، بيروت ط65-94 .

. 199-122ينظر عن تاريخ هذه الثورات وأسبابها و تداعياتها على المجتمع، محمد حقي، المرجع السابق، ص -2 .2 صالمصدر السابق، حزم، ابن -3 م1981 1حزم األندلسي، تحقيق إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت ط ابنحزم، رسائل ابن –4

. 47المرجع السابق، ص ،عمر و بخاري ،34ص، المصدر السابق، و ابن بلقين .200ص ، "وسائر قبائل البربر" عبارةعدد ابن أبي زرع منها صنهاجة وزناتة ومصمودة وغمارة ولمتونة وعمم عن غيرهم ب -5

.186ص ابن أبي زرع، المصدر السابق ،

- 21 -

/ هـ483(بعد جوازه الثالث سنة ) م1106-1061/هـ500-453( 1يوسف بن تاشفين

ندلسية بما حوته من قصور وأموال ألمرائها وملوكها، وسيطرتهم على المدن األ) م1090

، في الوقت الذي لم تتعد فيه المرحلة السابقة 2وانتزاعها من أيديهم وهذا بعد محاصرتها

هجمات النصارى والعودة بعدها إلى عدوة المغرب، ومن أكثر من إعانتهم على صد

اشتهرت في هذه الفترة، الممكن أن تكون األماكن التي حملت أسماء قبائل بربرية

، 6من نواحي أندة 5"زناتة"و ،4" 3بالصنهاجيين من كورة مرسية"كالموضع الذي يعرف

منطقتين أطلق على 7"مكناسة"كما يالحظ تعدد التسمية الواحدة ألكثر من موضع، فاسم

الذي أطلق على مكان في جنوب 9"جزولة"واسم ،8متباعدتين في شرق األندلس وغربها

) م1191/ـه 587ت ( 11مغاور الشاطبي بنعبد الرحمن هو ذاته الذي ذكره 10دلساألن

هو يوسف بن تاشفين بن إبراهيم بن ترقوت بن ورتانق بن منصور بن مصالة بن أمية اللمتوني الصنهاجي يكنى - 1

م،1155/هـ550أبا يعقوب، وقد أوصل بن أبي زرع نسبه إلى وائل بن حمير، تلقب بأمير المسلمين، وتوفي سنة .172المصدر السابق، ص ،ابن أبي زرع

.197-194ص ،أبي زرع، نفسه ابن -2لها حصون وقالع وقواعد وأقاليم معدودة، الحميري،المصدر السابق، مدينة بشرق األندلس على نهر كبير، :مرسية -3

.539ص . 53مؤلف مجهول، المصدر السابق، ص -4تر، لها بطون عديدة منها جراوة وبنو يفرن ومغراوة وغيرها، وقد فصل في ذكرها ابن قبيلة بربرية من الب: زناتة -5

. 164-138ص 6السابق، ج خلدون، المصدر .41ص ،المصدر نفسه ،الحميري ، مدينة بشرق األندلس من كور بلنسية: أندة -6نو ورفالس وبنو وردنوس قيصارة صوالت و بوحاب وب: قبيلة بربرية من البتر لها بطون كثيرة منها : مكناسة -7

، وكانت لهم الفتح أمم بعدز منهم إلى العدوة وأجا... وغيرها، كانت مواطنهم على واد ملوية إلى مصبه في البحر .171-170ص 6ج ، المصدر نفسه ،خلدون ابن ، باألندلس رياسة وكثرة

ص 2ج،المصدر السابق ،رقا، اإلدريسياألول بالقرب من طلبيرة غرب األندلس والثاني في طريق طرطوشة ش -8551-555 .

بربرية من شعوب البرانس، واختلف النسابة في اعتبارها بطن من صنهاجة أو مصمودة كما اختلف قبيلة: جزولة -9 ابنو. 201 -117ص 6في رسم الحرف األول منها بين الجيم والكاف والقاف، ينظر عن ذلك ابن خلدون، نفسه ، ج

. 246ص 8ج المصدر السابق،المراكشي، عبد الملك تحقيق عبد العزيز األهواني، مدريد ،العذري، نصوص عن األندلس من كتاب ترصيع األخبار وتنويع اآلثار -10

. 113ص م، 1965 هو عبد الرحمن بن محمد بن مغاور بن حكم بن مغاور السلمي من أهل شاطبة يكنى أبا بكر من كتاب الموحدين -11التكملة لكتاب الصلة، تحقيق عبد السالم الهراس، دار المعرفة، المغرب ،األبار ابن جلة األدباء المشاهير باألندلس،و . 40-39ص 3ج ،) د ت(

- 22 -

الذي حمله إقليم بأكمله في 2"مغيلة"، واسم 1ولكن هذه المرة بشرقها ،وصف رحلتهفي

اسما) م1286/هـ685( هو نفسه الذي ذكره ابن سعيد المتوفى سنة 3المنطقة الجنوبية

الطريقة 5وقد اتبع الموحدون عند جوازهم إلى األندلس ،4لقرية صغيرة بالقرب من إشبيلية

االستقرار بها، حيث أقدم عبد المؤمن بن الطريقة ذاتها في تمكين العناصر البربرية من

كموقع عسكري ) م1160/هـ555( سنة 6بناء مدينة جبل الفتح علىعند جوازه علي

ها عدة شهور لما ؤنامتقدم بالنسبة لجيوش العدوة المغربية عند عبورها، والتي استغرق ب

- هـ558( 8، ثم لجأ ابنه وخليفته أبو يعقوب يوسف7ضمته من قصور وديار

-180ص م،1994 1المغرب ط،مطبعة النجاح الجديدة ،تحقيق محمد بن شريفة ،مغاور الشاطبي حياته وآثاره ابن -1

181. بطون البربر من ولد فاتن بن تمصيت بن ضريس بن حريس بن زحيك بن مادغيس األبتر، وقد ذكر إحدى : مغيلة -2

6ج ، المصدر السابق،خلدون ابن" أنهم كانوا على عهده بالمغرب األوسط عند مصب شلف في البحر"ابن خلدون . 165-155ص

36ص 2ج،المصدر السابق ،عذاري ابن -3 . 234ص 1ج، المصدر السابق،سعيد ابن -4وقع اختالف بين المؤرخين حول تحديد تاريخ هذا الجواز والسنة التي سيطر فيها الموحدون على األندلس، وهو ما -5

حفز الباحثين إلى جمع مختلف الروايات وعرضها للتحليل والمناقشة، وفي بحث مستفيض خلص محمد العمراني إلى ندلس بسبب تضارب أراء المؤرخين، في حين رجح معمر الهادي سنة صعوبة تحديد تاريخ الجواز وعملية إخضاع األ

-541(الوجود العسكري وعالقة السلطة بالمجتمع ، ينظر محمد العمراني، الموحدون في األندلس،م1146/هـ541 الرباط ،منشورة، جامعة محمد الخامس كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية ، رسالة دكتوراه غير) م1212- 1147/ هـ609

- 1146/هـ629- 541(ومعمر الهادي محمد القرقوطي، جهاد الموحدين في بالد األندلس، 129-30م ص2002-2003وهذا بسبب بعد الروايات المعروضة عن مسرح األحداث، غير . 108-91م ص2005، دار هومة ، الجزائر) م1233

ابن ، أوردهاا في تحديد هذه الفترةكثر وضوحأن هناك رواية لم يتم اعتمادها من الباحثين تعتبر األقدم واألسقفهم بظهور دعوة اإلمام المهدي -يقصد المرابطين -فخر من فوقهم : " ...، ونصها )م1168/هـ564ت(المواعيني

فحل ...رضي اهللا عنه، وخالفة صاحبه وخليفته اإلمام سيدنا أمير المؤمنين أبي محمد عبد المؤمن بن على فحل قيس وطريف، رة األندلس في جمادى األول عام أحد وأربعين وخمسمائة، وملكوا الجزيرتين الخضراءجيشهم المنصور بجزي

ثم انحدروا إلى إشبيلية فحاصروها حتى فتحوها في السابع وانتقلوا إلى الغرب األندلسي فحاربوا بالدا وفتحوها صلحا،وما بينهما، وهي القواعدة الشهيرة بهذه من شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، ثم ملكوا قرطبة وغرناطة عشر

.461المصدر السابق، الورقة رقم ابن المواعيني، ،..." الجزيرة هو المعروف بجبل طارق فيه تحصن ومنه افتتح األندلس فحمل اسمه، بينه وبين الجزيرة الخضراء : جبل الفتح -6

الموحدين وإلى عهد ابن سعيد المتوفى سنة ستة أميال، وقد اشتهرت تسميته بجبل الفتح بين الناس منذ زمن ،والذي روى أن الناس هكذا عرفوه، واسم جبل طارق بقي مدونا في الكتب، ينظر اإلدريسي ،م1286/هـ685

،ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ،تحقيق إسماعيل العربي، الجغرافيا ،، وابن سعيد450ص 2ج ،المصدر السابق .139م ص1970

صاحب الصالة، تاريخ المن باإلمامة على بناوأطلقوا عليها اسم المدينة، ينظر عنها ئهامؤرخون كيفية بناوصف ال -7 1بيروت ط ،لطباعة والنشرلاألندلس ، تحقيق عبد الهادي التازي، دارالمستضعفين بأن جعلهم اهللا أئمة و جعلهم الوارثين

. 261-260، صالسابق ، وبن أبي زرع، المصدر137م ص 1964بويع له بالخالفة و م1138/هـ533هو يوسف بن عبد المؤمن بن علي الكومي الزناتي يكنى أبا يعقوب، ولد سنة -8

أبي زرع، ابن، م1184/هـ580سنة، وكانت وفاته بعد عودته من غزوة شنترين سنة 21فحكم ألزيد منبعد وفاة أبيه . 164-163ص ،المصدر السابق ،عذاري وابن، 73، صالمصدر السابق

- 23 -

القبائل البربرية وتعيين مواضع مكوثها في المدن إلى تقسيم) م1184-م 1162/هـ580

، وأسكن 1أسكن العرب وزناتة ببلنسية"المستقرة بشرق األندلس حيث المضطربة وغير

، وأسكن في 5أهل تينمل 4ومرسية، وأسكن في لورقة 3بةفي شاط 2صنهاجة وهسكورة

، ورغم أن المصادر ال تصرح على وجه التحديد ما إذا كان 7"كومية 6المرية وبرشانة

الغرض من هذا التقسيم هو اإلسكان المؤقت المعقود على مدة الفترة التي قد تستغرقها

لدائم قصد هيمنة المصامدة على حملة الجهاد الذي اجتازوا البحر ألجله، أو االستيطان ا

جديدة 8بنائهم لقصبةالواليات األندلسية مثلما تؤكده الرواية التي أوردها ابن عذاري عن

، ولم يكن 9إلقامتهم بإشبيلية بعد تشكي الناس من ضررهم بحكم اختيارهم للمقبرة مكانا

في المدينة أعواضا أخرجوا أهلها عن ديارهم وعوضوهم" إلنشائها إال أن من حل أمامهم

، والظاهر 10"هم وبؤسهموممهزيادة و ، وكان هذا على الناس أشد من قتل نفوسهم(...)

لتصرف المجحف في حقهم فأنكروه بدليل امروا لهذا ذمن هذه الرواية أن أهل إشبيلية ت

فترة حكم ثالثة خلفاء إلى أن رضوا باألمر رفضهم للتعويض المقدم لمدة طويلة استغرقت

، وھي سھلیة وقاعدة من قواعد األندلس،عامرة القطر كثیرة التجارات، وبینھا وبین مدينة في شرق األندلس : سیةنبل -1

البحر ثالثة أمیال، وھي على نھر جار یسقي المزارع، والسفن تدخل نھرھا، ولھا أقالیم كثیرة، الحمیري، المصدر .97السابق، ص

بطون قبائل البرانس، واختلف النسابة في إدراجھم مع صنھاجة أو مصمودة، ابن خلدون، المصدر من : ھسكورة - 2 .وما بعدھا 117،ص 6السابق،ج

مدینة في شرق األندلس، وھي حسنة ولھا قصاب ویضرب بھا المثل في الحسن والمنعة، وقد اشتھرت بصنع : شاطبة - 3 .337الكاغد، الحمیري، المصدر نفسھ، ص

، من بالد تدمیر، وھي على ظھر جبل، بینھا وبین مرسیة أربعون میال، وھي على نھر مدينة بشرق األندلس :رقة لو -4 . 512مجراه إلى الشرق، الحمیري، نفسھ، ص

ترد في بعض المصادر تینملل، وھو جبل استوطنتھ قبائل من مصمودة، وفیھ بنى ابن تومرت داره : أھل تینمل - 5، والبیدق، المقتبس من كتاب األنساب في 04ص 6فخذا، ابن خلدون، المصدر نفسھ، ج 11رلھم البیدق ومسجده ، وقد ذك

.43م ، ص 1971معرفة األصحاب، تحقیق عبد الوھاب بنمنصور، دار الغرب، الرباط ، وأكثرھا مدینة باألندلس، وھي حصن على مجتمع نھرین، وھو من أمنع الحصون مكانا وأوثقھا بنیانا: برشانة - 6

.88عمارة، الحمیري، نفسھ، ص 261-260، وابن أبي زرع ،نفسھ ،ص 137المصدر السابق، ص ابن صاحب الصالة -7قصبة البلد مدینتھ، وقیل معظمھ، وھي جوف الحصن یبنى فیھ بناء ھو أوسطھ، وقصبة القریة وسطھا، ابن :القصبة - 8

، والقصبة أكبر قرى اإلقلیم 68ص 4م، ج1997 2صادر، بیروت طمنظور لسان العرب، تحقیق لجنة إحیاء التراث، أو الناحیة، وال زالت ھذه التسمیة متداولة في دول شمال إفریقیا، ینظر معجم مصطلحات العمارة والفنون اإلسالمیة،

.238م ص2000 1عاصم محمد رزق، مكتبة مدبولي القاھرة ط . 39ص ،نفسهالمصدر ،عذاري ابن -9

.39نفسه، ص -10

- 24 -

عبد الملك المراكشي فيما اقتضبه من أخبار عن ابن ، و يطلعنا1واقع بعد طول الزمانال

مالذا لهم واتخاذهاتحصن الموحدين في قصبتها عن) م1154/ـه549(سنة 2كائنة لبلة

مما يدل على أهمية اختيار قصبات المدن في األندلس كمواقع مهمة الستقرار جند

الجغرافيون على أن حجم العمارة في المدن األندلسية ازداد الموحدين، ويؤكد المؤرخون و

واتسع على عهد المرابطين والموحدين، فليس بعيدا أن يكون للقبائل البربرية التي دخلت

. إلى األندلس خالل هذه الفترة دورا في تلك الزيادة

في وأما المقاربة الرابعة فهي وجود أفراد من هذه القبائل في األندلس رغبوا

3الرحلة إليها لطلب العلم واألخذ عمن اشتهر من علمائها طلبا لعلو سند التعليم وتقربا منه

فاستقر الكثير منهم بها وتولى بعضهم مناصب إدارية في كنف السلطة الموحدية ، 3منه

ليس خفيا أن قرب العدوتين جغرافيا حفز على اتساع الرحالت وأغنى الكثيرين عن و

المشرق لما شهدته الحركة العلمية في األندلس من ذيعان صيت جعلها تجشم الرحلة إلى

تنافس غيرها من البلدان، ولما كان الهدف والمبتغى من الدراسة هو اإلسهام العلمي

للعناصر البربرية فإن التفرقة بين من طرأ عليها ومن هو من أهلها يوضح أكثر مدى

لبربرية، ويطلعنا على نظرة غير البربري تأثير اختالف الموطن والبيئة على الشخصية ا

. لكليهما وهو ما سنتعرض له الحقا

الجملة فإن أماكن استقرار البربر على أرض العدوة األندلسية إلى غاية على و

إلى تنوعت بتنوع اختيارات ميولهم، فمن الجبل والفحص واإلقليم،) م13/هـ7( القرن

والحصن، وأن عقد مقارنة بين العدوتين في هذا الجانب المدينة والقصبة و القرية والقلعة

يوصلنا حتما إلى تأكيد أن البربر ساروا على نفس النهج الذي اتبعوه في بالد المغرب

مرد هذا في أغلب الظن إلى عدم مناطقهم السكنية إلى قبائلهم، و عندما نسبوا أسماء

1- الظاهر من رواية و طويال مدة خالفة عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده المنصور، ريقصد بذلك أن هذا المشكل عموابن عذاري أن عملية الزيادة في البناء والتوسعة التي استمرت إلى عهد المنصور هي سبب طول مدة ،بن أبي زرعا

.39السابق، ص المصدر ،، وابن عذاري277- 249بق، صأبي زرع، المصدر السا ابنهذه الشكوى، مدينة في غرب األندلس وتعرف بالحمراء، وهي حسنة أزلية متوسطة القدر، ولها سور منيع ونهرها يأتيها : لبلة -2

،در السابقالمص ،الحميري. من ناحية الجبل ويجاز عليه في قنطرة إلى لبلة، وبينها وبين البحر المحيط ستة أميال .508-507ص

.293ص 1بن خلدون، المصدر السابق، جا -3

- 25 -

كم العرف والعادة في سلوكات و إلى تح شهرتها بأسماء معينة سابقة عن وجودهم بها،

نظام القبيلة، كما أن تفوقهم العددي شجعهم على إنشاء إمارات وممالك ذات نزعة عرقية

وعند توحيد العدوتين على أيدي المغاربة منهم عملت سلطتهم ، )م11/هـ5(خالل القرن

مات هج المركزية على دعم وتثبيت استيطان البربر قصد تقريبهم من أرض الرباط لصد

بات من جهة أخرى، اضطرواال وحتى تتقوى بوجودهم في وجه الفتن، النصارى من جهة

كما حفز القرب الجغرافي لألندلس الطلبة المغاربة فانتقلوا إليها سعيا وراء تحصيل العلم

.والرزق

): م12/هـ6(حظ البربر من الترجمة لدى كتاب القرن -2

يعكسه كتاب التراجم الواقعة كتبهم بين إن التواجد الملفت للعناصر البربرية ال

خاصة أولئك الذين عاصروا الدولة الموحدية وترجموا لمن برز من األعالم في وب أيدينا،

في كتابه) م1183/هـ578(بشكوال المتوفى سنة ابنومن أبرزهم المائة السادسة،

) م1203/هـ599(، وابن عميرة الضبي المتوفى سنة"الصلة في تاريخ علماء األندلس"

، وتقديم هذين المصدرين من كتب "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل األندلس" في

التراجم على ما سواهما من األنواع األخرى كالفهارس والبرامج يبرره معاصرتهما زمنيا

بينما للموحدين، واهتمامهما بالسيرة الذاتية للعلماء خاصة وتاريخ الحركة العلمية عامة،

. 1األنواع على ذكر الكتب المروية وأسماء الشيوخ ومروياتهم ركزت بقية

نشر كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، بواعثها وأنماطها، ،محمد بن شريفة، كتابة التراجم في الغرب اإلسالمي -1

.11م، ص2003 1ط ،مراكش

- 26 -

:أبو القاسم خلف بن بشكوال و كتابه الصلة - أ

من ةندرك أنه عاصر ثالث فترات مختلف ،حسب تتبع التسلسل الزمني لحياة ابن بشكوال

تاريخ األندلس ميزتها مجموعة من األحداث كان لها تأثير مباشر في مسيرة العلماء

:والحياة العلمية بها، وهي على التوالي

.فترة تولي المرابطين حكم األندلس -

). الفتنة( من نهاية المرابطين ومستهل الموحدين االنتقاليةالفترة -

.فترة جواز الموحدين إلى األندلس وتولي أمر المسلمين بها -

المدة غير ما وال نجد أية عالقة مباشرة له مع من تولى حكم األندلس خالل هذه

، المنصب األقرب إلى مداخلة الساسة 1ذكره ابن األبار من توليه لخطة القضاء

حيث يترتب ،والة األمر في تعيين من يتوالها بحكم تدخل والخوض في دروب السياسة

،تعرض صاحبها للعزل دونا عن إرادته أو اعتزاله بمحضها – في أحسن األحوال - عنها

وال ندري على وجه التحديد سبب ذلك بشكوال إلى اعتزال هذا المنصب، وقد بادر ابن

.وال الفترة التي تولى فيها أمرها أصال

مواصلة هو - مثلما جاء في مقدمته - والدافع وراء خوضه لفن كتابة التراجم

في ) م1012/ هـ403(التعريف بأعالم األندلس، وإتمام ما بدأه ابن الفرضي المتوفى سنة

من حيث انتهى كتابه وأين وصل تأليفه :" ، وعن ذلك يقول "تأريخ علماء األندلس " كتابه

ورتبته على حروف المعجم " :منهجه في التأليف تباعامؤكدا على و، 2"متصال إلى وقتنا

وقصدت إلى ترتيب الرجال في كل باب على ، ككتاب ابن الفرضي وعلى رسمه وطريقته

ولكن عقد مقارنة بين الكتابين تظهر لنا أن ابن . 3"حمه اهللاتقادم وفياتهم كالذي صنع هو ر

واحدا، ويتضح ذلك من خالل ولم يلتزم فيه خطا ،هذا المنهج تباعابشكوال تحايل في

.226ص 2ج األبار، المصدر السابق، ابن -1 .17ص المصدر السابق،بشكوال، ابن -2 .17نفسه، ص -3

- 27 -

إعراضه وتجاوزه عن وصل النبذة التاريخية التي استهل بها ابن الفرضي كتابه عندما

لى غاية آخر خليفة عاصره وهوتعرض لذكر من تولى حكم األندلس من بني أمية وإ

لما رأيت كثيرا من الوفيات ":غرضه من ذلك بقوله مبينا 1المؤيد باهللا هشام بن الحكم

هذا الكتاب ليكون دليال على ما تعلق ترتبط بدول الملوك، لم أجد بدا من ذكرها في صدر

ارة عند ذكرتتبع لهذه اإلشم، وال2"بها وأضيف إليها، مع ما في علم ذلك من الفائدة

هي أن ؛األعالم المترجم بهم في كتابه يدرك أن الفائدة التي رام ابن الفرضي التنبيه إليها

غايتها إيضاح عالقة السلطة بأهل العلم ،العلماء عاصرهامعرفة الفترة السياسية التي

يهم ولذلك لم يغفل مختلف المحن التي تعرضوا لها على أيد ، خاصة وبالحياة العلمية عامة

من يقتدي بهم، كما أنه لم يفوت ذكر ما نالوه منهم من واتعاظتنويها بصبرهم وصالبتهم

أن يبدأ -على ما قرره في شرطه-فكان األحرى بابن بشكوال 3تكريم وحظوة واحتفاء،

من حيث انتهى ابن الفرضي فيفتتح كتابه بذكر من تولى حكم األندلس، إما بإعادة من

م وصل ذلك بمن تولى بعد المؤيد باهللا إلى آخر من عاصر من ذكرهم ابن الفرضي ث

كما فعل الضبي في بغيته عندما حكام الموحدين، وهو أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن،

للحميدي المتوفى سنة "والة األندلس المقتبس في ذكر جذوة" كتاب وصل

صر منهم إذا اقتضى ذلك على ذكر أسماء من عا االقتصار، و إما 4)م1095/هـ488(

متصال إلى" بعبارة وصف حال المترجم به، إال أنه أعرض عن ذلك وتجاوزه مكتفيا

بدليل أن )الثاني عشر الميالدي(، أي إلى النصف الثاني من القرن السادس الهجري5"وقتنا

ولي وعمره يلقب بالمؤيد باهللا، أمه أم ولد تسمى صبح،الرحمن األموي يكنى أبا الوليد وهو هشام بن الحكم بن عبد -1

محن في حياته إلى أن قتله حاجبه المنصور بن أبي عامر، وقد جرت له أحداث وعشرة أعوام فتغلب عليالمقتبس في ذكر والة األندلس، تحقيق جذوةفي خبر طويل، ينظر الحميدي، كذل غير، وقيل م1012/هـ403سنة

1ج المصدر السابق،وابن بسام، . 21ص ،م1997 1ط ،تدار الكتب العلمية بيرو روحية عبد الرحمن السويفي، .19ص 2و ج 25ص

1ج م،2008 1ط ،مي، تونسدار الغرب اإلسال الفرضي، تأريخ علماء األندلس، تحقيق بشار عواد معروف، ابن -2 .33ص

م،817/هـ202ينظر مثال ما تعرض له فقهاء قرطبة في حادثة الربض الشهيرة على عهد الحكم الربضي سنة -3 2و ج 220 - 216، 149ص 1الفرضي، المصدر السابق،ج ابنوتكريم آخرين، ،م10/هـ4وامتحان علماء من القرن

.وما بعدها 62ص .43السابق، صالمصدر الضبي، -4 .17، المصدرالسابق ، صابن بشكوال -5

- 28 -

، دون أن يشير إلى أحد من حكام 1)م1168/هـ564(هي سنة وفاة أوردها آخر

وال حتى مجرد اإلشارة إلى دولتهم أو تواجدهم باألندلس، فلم أغفل ابن الموحدين،

بشكوال ذلك وتجاوز؟

إن الكشف عن هذا الغموض وتقريب اإلجابة عن هذا التساؤل تكمن في تتبع

األعالم الذين ترجمهم في صلته، و كانوا ممن عاصر دولة الموحدين الحقبة التي لم يحبذ

وهو المؤرخ –وال عن دورهم في الحياة العلمية باألندلس ة،اإلفصاح عن حكامها صراح

ودون أن نتتبع ترجمة جميع األعالم الذين - الذي ال تخفى عنه أهمية ذلك والتنبيه إليه

ال يسع لمن يترجمهم تقرر في غير شطط أنه ربطتهم بالموحدين أحداث وعالقات

كالقضاة والكتاب والشعراء، ثم خاصة من بذكرهم يذكر أهل السلطة والحكم وبتجاهلها،

سائر من انتسب ألهل العلم، ألننا لن نجد جازمين أي إشارة ذات صلة بوضع العلماء

بد فلن نجد دليال والحياة العلمية على عهدهم تؤرخ لذلك إيجابا أو سلبا، وإن كان وال

يدي على أ 2محنة شيخه وصاحبه القاضي عياض اليحصبي –متعمدا –واضحا من إغفاله

توفي رحمه اهللا :" - بعد ما عرض مراحل حياته العلمية –الموحدين، وكل ما قاله عنه

بشكوال، ابن، م1168/هـ564وهذا عند ترجمته عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك بن قزمان المتوفى سنة -1

المدونة في آخر م1139/هـ534و لقد أخطأ متوهما إبراهيم األبياري عندما اعتبر أن سنة ،288، صالسابقالمصدر ألول من الصلة هي التي انتهى إليها ابن بشكوال في حصر من جاءوا بعد ابن الفرضي ومفسرا كالم ابن دحية الجزء ا

سنة من تأليفه له 40، أي بعد مرور م1178/هـ574من أنه قرأ كتاب الصلة على مؤلفه سنة " المغرب"الكلبي في كتابهتأليفا إلى آخر عمره، والصواب أنه كان ينقح كتابه بما ومستنتجا من هذه العبارة أن ابن بشكوال لم يمض في كتابه

يضيف إليه من زيادات واستدراكات إلى آخر حياته، ودليله سنوات وفيات األعالم الواردة ضمن الكتاب، والتي آخرها ورد الذي 10الجزء اعلما أن األجزاء العشرة األخرى ال ترد فيها سنوات الفراغ من النسخ عد م،1168/هـ564سنة

صاحبها سنة ي، بينما ترد فيه ترجمة توفم1160/هـ555في إحدى نسخه المخطوطة أن الفراغ منه كان سنة :، ولذلك نجد السيوطي في بغيته يعتمد على استدراكات ابن بشكوال في بعض تراجم األندلسيين بقولهم1164/هـ560

يقين قوله نقال عن ابن مكتوم عن أبي حيان عند ترجمة وما يقطع الشك بال ،"ذكره ابن بشكوال في زوائده على الصلة "خرة من عمره على كتاب أوهو نقله من الزيادة التي زادها أبو القاسم بن بشكوال ب": أحمد بن صارم النحوي الباجي

سخ، أن كتاب الصلة البن بشكوال الواقع بين أيدينا أصله عدة ن -على أغلب الظن -ومن هنا نفهم ،"الصلة من جمعهو تالمذته عمدوا إلى جمعها وترتيبها في أوأن النساخ ،منها ما هو من أصل الكتاب وما كان من زوائده في آخر حياته

تحقيق بشكوال، الصلة في تاريخ علماء األندلس، ابنينظر عن ذلك .نسخة واحدة، فيما نقل آخرون من زوائده مباشرة، ونسخة صالح الدين الهواري، 17- 16ص 1م ج1989 1بنانية، بيروت طإبراهيم األبياري، دار الكتب المصرية والل

والسيوطي، بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، . 535المصدر السابق، ص . 297ص 1، جم2006 ،1ط ،بيروت، صيدا المكتبة العصرية

ببلده مدة طويلة، ثم ولي قضاء استقضي ة يكنى أبا الفضلهوعياض بن موسى بن عياض اليحصبي، من أهل سبت -2 360.2- 359، ص المصدر السابقبشكوال، ابن.م1149/هـ544سنة توفي ،له عدة مؤلفات غرناطة،

- 29 -

، وهو ما يقال عن أبي بكر بن 1"م1149/هـ544بمراكش مغربا عن وطنه وسط سنة

.3و تجاوزه خبر دخوله على عبد المؤمن بن علي ومحنته آخر حياته 2العربي

هج ابن الفرضي في التأريخ لعلماء األندلس إنما ابن بشكوال لمن باعاتوبالجملة فإن

هـ، ثم يظهر بعد ذلك بطريقة مختلفة تماما عما سبقها من 5يتوقف قبل نهاية القرن

، وهي الفترة التي تولى فيها م12/هـ6القرون، وهذا إلى غاية النصف الثاني من القرن

لطة بهما، فتراه المغاربة حكم األندلس وأضحت مراكش حاضرة العدوتين ومركز الس

يتحاشى ذكر أمرائهم وخلفائهم ووالتهم مرابطين كانوا أم موحدين، ويهمل الكثير من

األحداث ذات الصلة بمسيرة الحياة العلمية، كحركة جالء العلماء عن مدنهم بسبب

والتي االضطرابات السياسية التي عرفتها األندلس نهاية المرابطين ومستهل الموحدين،

وسيتم الحديث عنها بشيء من –تسميتها في مختلف المصادر بالفتنة اصطلح على

، فجاءت تراجم هذه الفترة باهتة من حيث تجريدها من -التفصيل في فصل الحياة العلمية

كل ما له عالقة باألحداث التاريخية والسياسية، ولم تظهر بوضوح صورة تواجد عناصر

س خالل هذه المرحلة سواء من الذين استوطنوها القبائل البربرية التي اجتازت إلى األندل

حياة القاضي عياض أن سبب امتحانه تويتضح من المصادر التي ترجم. 360السابق، ص بشكوال، المصدر ابن -1

يا في إحدى ن، ورغم عفو عبد المؤمن بن علي عنه إال أنه أبعد عن بلده حين عين قاضهو والؤه لدولة المرابطيمات أنه مات مسموما أو أنه مرض خارج مراكش أو سبب وفاته بين قائلالمناطق النائية، وتختلف الروايات حول

المقري، أزهار الرياض ، و307ص6خلدون، المصدر السابق،ج ابنينظر تفصيل محنته، . فجأة في الحمام أو أنه قتل) د ت(مصطفى السقا وإبراهيم األبياري وعبد الحفيظ شلبي، مطبعة فضالة، المغرب تحقيق عياض، القاضي في أخبار

والنباهي، تاريخ قضاة األندلس، تحقيق لجنة إحياء الترات العربي، دار األفاق الجديدة بيروت ،وما بعدها 11ص 3ج 1. 247ص صدر السابق،، وابن أبي زرع، الم95صم، 1980

هو محمد بن عبد اهللا بن محمد بن عبد اهللا بن محمد بن أحمد بن العربي المعافري من أهل إشبيلية، يكنى أبا بكر، -2 -459بشكوال، نفسه، ص ابن، م1148/هـ543وفي بالعدوة ودفن بفاس سنة رحل إلى المشرق وأخذ عن علمائها ت

460.2 ن عبد المؤمن سأله عن لقائه البن تومرت عند الغزالي و ما كان يقول فيه ، فنفى ابن رواية ابن أبي زرع فإ حسب -3

، ويتحدث غيره من أنه تعرض للسجن مدة عام، "بد سيظهر إن هذا البربري ال" ه ونسب للغزالي قوله ءالعربي لقا ،ابن أبي زرعبعدها، و ماو 63ص 3،جالمقري، المصدر السابقعند انصرافه توفي في طريقه إلى فاس، ينظر و

. 246المصدر نفسه، ص

- 30 -

وتناسل أعقابهم بها أو الوافدين عليها، مشكلين بذلك فئتي البلديين والغرباء توافقا مع ما

.1سطره كتاب التراجم في األندلس حيث قسموا أعالمها على أساس المولد والنشأة

راء لجوء ابن بشكوال إلى تجنب ذكر حكام األندلس إن البحث عن الدافع و

المغاربة، وعدم فسح مجال الترجمة بشكل أوسع ألعالم البربر متعمدا تغييب صورة

الحياة العلمية على عهدهم، ليس ببعيد عما كان يجيش في نفوس األندلسيين تجاه أهل

عامة قرطبة وزمرة العدوة المغربية خاصة البربر منهم من نفرة وعداوة وبغضاء، شكل

من خاصتهم المثال واألنموذج األكثر تكرارا ووضوحا عبر الحقبة التي تلت فتنة القرن

وجعل أهلها يحملون ،2، حيث اجتاح حينها الخراب والدمار مدينة قرطبة)م11/هـ5(

ت تلك األحداث عصبيتهم المفرطة ذ، وغ3البربر وزر غيرهم فألصقوا التهمة بهم لوحدهم

ابن بهم لبلدهم ، ونفرتهم ممن كان غريبا عنها، ودون حصر لهم نذكر من خاصتهمفي ح

ابن رشد القاضي ، وابن بشكوال، و6، وابن أبي الخصال5وابن حيان، وابن حزم 4مفرج،

بها كحاضرة لألندلس، وزوال حكم من منحهم اشتهرتاء المكانة التي فالحفيد، كما أن انت

س من أهلها وإن ظهر هذا التقسيم مع ابن الفرضي حيث اعتبر أن كل من لم يولد في األندلس فهو غريب عنها ولي -1

قد تبعه على للعلم في البلديين أهل األندلس وإن انتقل إلى غيرها ونشأ وتوفي بها، وعكسه أن يترجم نشأ ومات بها، و .ذا التقسيم كل من سار على نهجه فيما عرف بكتب الصالته . وما بعدها 460ص عن نتائج هذه الفتنة ينظر عبد القادر بوباية، المرجع السابق، -2، ومن ذلك وصفهم لمن )م11/هـ5(العصبية في تراجم النصف األول من القرن وتبرز بشكل واضح هذه النفرة -3

.389-214بشكوال،المصدر السابق ص ابني البربر بالشهداء وعلى هذه الصفة يدفنون، قتل في هذه األحداث على أيدنة محمد بن مفرج بن حماد بن الحسين المعافري يعرف بالقبشي ويكنى أبا بكر من أهل قرطبة توفي س هو -4

الكثير من األحداث هـ، ونقل فيه 420أتمه سنة " في تاريخ أعالم الرجال االحتفال" له كتاب سماه ،م1038/هـ430، ونقل عنه ابن بشكوال كثيرا، وفيه يظهر مدى حنقه على البربر ووصفه لهذه )م11/هـ5(ذات الصلة بفتنة القرن

. 156و 126بن بشكوال، المصدر نفسه، ص االفتنة بالبربرية، ينظرهم ليسوا أهل كتاب وال ارتباط كفار البربر كانوا أشر كفار فإن" وتظهر عصبيته وكرهه للبربر عندما اعتبر أن -5

مؤلف مجهول،فتح األندلس، تحقيق لويس مولينا،المجلس " بشرع ،وكذلك مسلموهم شرار المسلمين وأكثرهم غائلة . 55ص ) د ت( األعلى لألبحاث العلمية مدريد

البالط المرابطي، فتنقل هو محمد بن مسعود بن أبي الخصال الغافقي القرطبي، يكنى أبا عبد اهللا، تولى الكتابة في -6في خضم أحداث الفتنة التي عرفتها قرطبة، وقد خلف عددا من م1145/هـ540بين المغرب واألندلس، توفي سنة

3، جالسابق ، وابن بسام، المصدر458ص بشكوال، نفسه، ابن. المؤلفات منها ديوان رسائله اإلخوانية والسلطانيةوتنم إحدى رسائله . 149ص1987 1لداية، دار الفكر دمشق ط د رضوان اورسائل أبي الخصال، تحقيق محم 511ص

الموجهة من مراكش إلى جند المرابطين في األندلس عن نظرة عنصرية حاقدة لما تضمنته من أوصاف لجنسهم ولونهم . في ذلك ، وكانت سببا في عزله من قبل علي بن يوسف بن تاشفين الذي تأكد من بغضه للمرابطين بعدما شكولباسهم

ابن عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، شرحه واعتنى به صالح الدين الهواري، المكتبة ، وينظر نص رسالته، حسين مؤنس، نصوص سياسية عن فترة 154ص 1م، ط2006العصرية، صيدا بيروت ط،

.23م، ص2000 1هرة، طاالنتقال من المرابطين إلى الموحدين، مكتبة الثقافة الدينية، القا

- 31 -

ء من بني أمية حز في نفوس عامتها تسلط غيرهم عليها أهلها فرائض الطاعة والوال

حتى أن السيد أبا يحي بن أبي يعقوب" الداخلين إلى األندلس العدويين البربرمن خاصة

كيف وجدت أهل قرطبة؟ قال مثل الجمل : لما انفصل عن واليتها قيل له 1بن عبد المؤمن

به صاح، ما ندري أين رضاهم فنقصده، وال أين إن خففت عنه الحمل صاح، وإن أثقلته

سخطهم فنتجنبه، وما سلط اهللا عليهم حجاج الفتنة حتى كان عامتها شرا من عامة العراق،

وإن العزل عنها لما قاسيت من أهلها عندي والية، وإني إن كلفت العود إليها لقائل ال يلدغ

هذا الخبر أن أبا يحي لم يخرج وأردف ابن سعيد الذي ساق 2"المؤمن من جحر مرتين

كيف " وعندما سئل ،3عن قرطبة حتى بنى بها قصرا من أبدع القصور على نهرها الكبير

علمت أنهم ال يذكرون : "تأنقت في بنيان هذا القصر مع انحرافك عن أهل قرطبة؟ فقال

فأحببت أن واليا بعد عزله وال له عندهم قدر لما بقي في رؤوسهم من الخالفة المروانية،

ولذا فقد يكون السبب وراء تحاشي ابن .4"يبقى لي في بالدهم أثر أذكر به على رغمهم

احترازه في أخذ الحيطة والحذر خشية النيل منه هو بشكوال وتجاوزه ذكر دولة الموحدين

إن هو أباح بما يختلجه تجاه ما قام به خلفاء الدولة وأمراؤها في األندلس بما ال يرضيه،

، وهذا ما حدا به إلى 5أنه لم يتزلف تقية كي ال يمنح والء مزعوما هو في غنا عنهكما

عبد الملك المراكشي بن ا، حيث يطلعنا "الصلة" عدم إظهار ما كان يضمر بنفسه في كتابه

في إشارة عابرة التقطها من حاشية له وبخطه، حين نقله لكتاب المقتبس البن حيان في

لم أقف له على ترجمة منفردة بسبب إحجام األندلسيين في هذه الفترة عن الترجمة لألمراء والوالة المغاربة الداخلين -1إلى األندلس، وأبلغ ما يمكن استخالصه من كتب التاريخ أن اسمه زكرياء بن أبي يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن

شعبان سنة 21عينه والده واليا على قرطبة برغبة من ابن رشد في يوم الجمعة نى أبا يحي،علي الكومي الزناتي يك، ومن إسهاماته الحضارية في زمن ولياته بناؤه لقصرأنيق في قرطبة، وأنه كان محبا للعلوم مقربا م1183/هـ579

على قتله مع أخيه عمر وعمه سليمان أقدم للعلماء والشعراء، وفي دعم ابن رشد له ما يؤكد ذلك، وأن أخاه المنصور، وابن أبي زرع، 205و 156ص ،عذاري، المصدر السابق، قسم الموحدين ابنعن ذلك ينظر م،1186/هـ582سنة

. 286المصدر السابق، ص .462ص 1ج المقري، نفح الطيب، -2 : وصف هذا القصر الشاعر ناهض بن إدريس شاعر وادي آش بقوله -3 ذا القصر الذي ارتفعت به على الماء من تحت الحجارة أقواسال حبآ

، وابن عذاري 470ص 1، المقري، المصدر السابق، جم1190/هـ586منصور الموحدي عند جوازه سنة وفد نزله ال . 205المصدر نفسه، ص

. 462، نفس المصدر والجزء، صالمقري -4أغلب الظن أن ابن بشكوال تجنب ذكر أسماء حكام الموحدين وأمرائهم صونا لنفسه من إيراد ألقاب وتعابير ذات -5

كالخليفة والمهدي والسيد وما يترتب على ذلك من دعوات لهم وتقديم فرائض الطاعة دالالت شرعية وسياسية وعقدية، . والوالء مثلما كان األمر سائدا زمن الموحدين

- 32 -

، واضطر وقتها إلى )م965/هـ354(عن توسعة مسجد قرطبة سنة يه فصل تم الحديث ف

رضي اهللا –نقل المصحف الذي اشتهر فيه والمنسوب إلى الصحابي عثمان بن عفان

أخرج هذا المصحف عن : " فعلق ابن بشكوال في الحاشية قائال. 1إلى مكان أمين -عنه

وحمل صبيحة يوم م1157/هـ552من شوال سنة 11قرطبة وغرب عنها ليلة السبت

السبت وجوز إلى العدوة، أخذ اهللا من سعى في تغريبه وخروجه عن الحضرة أخذ آسف،

وال أمهله بالذي ال إله إال هو، وعجل بصرفه إلى مكانه بقدرته وال يعجزه شيء جل

عبد الملك المراكشي ليؤكد أن عبد المؤمن بن علي بنا ، ويتدخل2"جالله وعظم سلطانه

لمقصود بهذا الوصف، ولنا أن نفترض في عدم تصريح ابن بشكوال باسمه هو الشخص ا

في هذا الموضع، إما لعدم امتالكه جرأة القيام بذلك، أو أن شدة حنقه وغضبه حالت دون

إال أن في 3األعذار له عبد الملكابن إيراده السم امرئ مغضوب عليه، ورغم التماس

هية ابن بشكوال للموحدين، وما دعاؤه على رأس هذه الحاشية ما ينم حقيقة عن حقد وكرا

.دولتهم عبد المؤمن بن علي بتعجيل هالكه وزوال نعمته إال دليل على ما سقناه آنفا

: عميرة الضبي وكتابه البغية ابن - ب

يظهر من خالل الترجمة التي قدمها ابن األبار لحياة بن عميرة الضبي العلمية أن

بين مختلف المدن، فزار سبتة ومراكش وبجاية الرجل صال وجال في طلب العلم

واإلسكندرية ومكة، والتقى أثناء ذلك عددا من الشيوخ فنوع من تحصيله العلمي، ولم

يذكر له ابن األبار أي منصب ديني أو سياسي غير تفرغه لتدريس العلم في بلدته مرسية

فت فيها الدولة الموحدية وقد عاصر الضبي الفترة التي عر 4التي أكمل فيها بقية حياته،

، ومن المؤكد أنه اطلع 5في األندلس النصارىأوج ازدهارها الحضاري وانتصاراتها على

خاصة فيما له عالقة بالحياة العلمية وب اطلع على انجازات خلفائها في المدن التي زارها،

وعن تاريخ هذا المصحف ينظر بحث محمود بوعياد، . 159ص 1السابق، ج عبد الملك المراكشي،المصدربن ا -1

.8م، ص2007 ،الرحلة العجيبة لنسخة من مصحف الخليفة عثمان في أرجاء المغرب واألندلس، موفم للنشر الجزائر .159ص 1عبد الملك المراكشي، المصدر نفسه، جابن -2 .159نفسه، ص -3 . 136ص 1األبار، المصدر السابق، ج ابن -4عند ترجمته البن رشد الحفيد، وأحمد بن عبد اهللا الكتاني، ينظر م1200/هـ597خر سنة وفاة وردت في كتابه هيآ -5

. 173و 54ص المصدر السابق، الضبي،

- 33 -

باألندلس وفي حاضرتهم مراكش تحديدا، ولكن من غير المقنع محاولة رصد ذلك من

، فرغم أنه اختلف عن معاصره "بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل األندلس" ل كتابه خال

ابن بشكوال حيث أكمل النبذة التاريخية التي بدأها الحميدي فتحدث في مقدمته عن تواجد

وواليتهم عليها، وإشادته بانتصارات الموحدين وكسرهم شوكة المغاربة باألندلس

إال أنه وافقه في تحاشي ذكر ،1لمين على عهدهم والدعاء لهمواجتماع كلمة المس ،النصارى

العلمية والحضارية وعالقاتهم بالعلماء على األقل في األندلس، ولم يتعرض مإسهاماته

لذكر من دخل إليها من خلفائهم وأمرائهم ووالتهم، ولم ينل المغاربة حظهم من الترجمة

اء، ولم يقدم كتابه صورة تعكس حصيلة خاصة عناصر القبائل البربرية من بلديين وغرب

رحالته وما قدمته الدولة الموحدية في سبيل خدمة العلم والعلماء إال من بعض

وهو الذي اشترط في كتابه أن يفتح باب الترجمة على مصراعيه لكل من 2اإلشارات،

أسهم في التاريخ الحضاري والسياسي والعسكري لألندلس، وإن كانوا غرباء عنها دون

على أن أجمع رواة الحديث باألندلس، : " أن يفرده ألهل العلم بعينهم، وعن ذلك يقول

وأهل الفقه واألدب وذوي النباهة والشعر ومن له ذكر من كل من دخل إليها أو خرج

وقد نفهم من نبرة تأكيده على ، 3"عنها في ما يتعلق بالعلم والفضل أو الرياسة والحرب

، ما ينم عن بعده عن أهل السياسة 4من أحد مقابل كتابه هذاوي يعدم التماس عوض دن

.ويفسر عزوفه عن قادة الموحدين وأهل الرياسة منهم

شطرا زمنيا كبيرا من تاريخ صاحباهماولذا فنحن أمام مصدرين أندلسيين عاصر

لتواجد المغاربة في األندلس وتحديدا دولة الموحدين، ولكنهما مع ذلك لم ينقال حقيقة هذا ا

.وما بعدها 43الضبي، المصدر السابق، ص -1واحدة عند ذكر الشاعرة الوادي آشية في خبر عن بعض أصحابه أنه حيث أورد ذكر الخليفة أبي يعقوب مرة -2

هون للدهر عديك أمنن علي بصك: عاينها بحضرة إشبيلية وقد رفعت إلى الخليفة قولها دهـ وحالحمد هللا ه ـيمناك في تخط

.510، 340، 62، 56في أربع مناسبات، الضبي، المصدر نفسه، ص " حضرة مراكش " وذكر . 43، ص نفسه الضبي، -3 . 13، ص نفسه -4

- 34 -

قدموه من إسهامات في التاريخ الحضاري والسياسي والعسكري للعدوة والحضور، وما

: األندلسية، وقد غذى هذا التجافي واإلجحاف ثالثة أمور

المنافـرة التـاريخيـة بين العـدوتـين.

بعـدهما عن أهـل السـلطـان.

1اختالف نهجهما العقدي عن ذاك الذي سلكه الموحدون.

:ويعكسهإحصاءات الجدول التالي ما يبن ذلك وفي

عدد

تراجم الكتاب

تراجم األعالم إلى حدود سنة

هـ 484

تراجم األعالم

من الربع األخير 5للقرن

هـ6إلى

تراجم البربر المصرح بهم من الربع

للقرن األخير هـ6إلى 5

ذكر

أهل الرياسة المغاربة

تراجم

عالم األعلى عهد

نالموحدي

آخر سنة وفاة

كتاب الصلة

1545

1294 %83بنسبة

251 %16بنسبة

05

ال أحد

16 بنسبة %01

هـ 564

كتاب البغية

1601

1406

%87بنسبة

195

%12بنسبة

02

ذكر منهم عرضا :دون ترجمة

سير بن أبي بكر -علي بن يوسف -

بن تاشفينب يوسف أبو يعقو -

الموحدي

51 بنسبة

03 %

هـ597

.حصر رشيد بورويبة النقاط الرئيسة للعقيدة الموحدية في التوحيد ونظرية اإلله والنبوة والقدر واإليمان بالمهدي -1

، وابن 97ص ،م1982 ،الجزائر ،ترجمة عبد الحميد حاجيات، ديوان المطبوعات الجامعية ومرت،رشيد بورويبة، ابن توما بعدها، وألننا ال 242ص ،م1985 ،طالبي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، عمار تومرت، أعز ما يطلب تحقيق

ر اللجوء على تغليب النظرة يضبي غنستطيع الجزم عند محاولة تحديد تفاصيل المسلك العقدي لدى ابن بشكوال والة العامة أنهما من فقهاء المالكية األشاعرة وعدم ورود ما يخالف ذلك عند من ترجمهما إال أن هناك نقطة يمكن يالتخمين

االعتماد عليها لتأكيد هذا االختالف وهي وجوب اإليمان باإلمام المهدي وعصمته وكفر من شك في ذلك عند الموحدين، كن في عقيدتهم حتم على أعالم تلك الفترة إظهاره في افتتاحية كتبهم وأشعارهم تعبيرا منهم على صدق وهذا الر

ومن بينهم ابن بشكوال والضبي -اعتقادهم وتماشيا مع التقليد الذي اتبعه الموحدون في خطاباتهم، فيما تمسك آخرونلغالب على البسملة والحمدلة والتصلية في مخالفة صريحة بما اعتادوا عليه في مقدمات كتب أسالفهم من االقتصار في ا

.لما ال يعتقدون

- 35 -

تبين اإلحصاءات المقدمة أن نسبة تغطية الكتابين لتراجم األعالم بداية من سنة

وإلى غاية نهاية القرن –وهو تاريخ تولي المغاربة حكم األندلس - م1091/هـ484

، بينما )علما 3146(من مجموع % 14أي بنسبة ) علما 446(أنها لم تتعد م 12/هـ6

، وبغض النظر % 85قبل هذا التاريخ أي بنسبة تزيد عن ) علم 2700(وصل عددهم إلى

عن الفارق الزمني بين الفترتين بحكم بعد المؤلفين عن الحقبة األولى ومعاصرتهما للثانية

في نسبة تغطية فترة المغاربة والتي تتناقص أكثر على عهد اواضح افإن هناك تراجع

أعالم البربر المصرح ، ولم يتجاوز)علما 67(من مجموع % 02: ن بـالموحدي

مع تجاهل تام آلهل الرياسة منهم إال ما ورد عرضا عند صاحب البغية، ) 07(بأنسابهم

بذكر واسع آلهل الرياسة األندلسيين، مع م1091/هـ484في حين حفل الكتابان قبل سنة

–ة األموية، وأما عن دواعي تتبع أعالم البربر مالحظة اهتمام بالغ من المؤلفين بالفتر

فألجل أننا نسجل تراجعا ملحوظا في التصريح بأنسابهم مقارنة بالنهج –موضوع الدراسة

.1الذي اتبعه ابن الفرضي في تاريخه

ونخلص من هذا اإلحصاء إلى ما تم إقراره سلفا من أن أهل التراجم األندلسيين

رغم معاصرتهم 2سة عن فسح مجال الترجمة للمغاربة عموماتغاضوا خالل المائة الساد

في اعتبار أنه 3خاصة ابن بشكوال الذي بالغ أحد المستشرقين، وبألحداث تلك الفترة

واكب التأريخ للحركة العلمية إلى العهد الموحدي بحجة أن آخر سنة وفاة وردت في كتابه

أو ما شابهها تحقيقا منه لمعرفة أنساب البربر المترجم بهم " صله من البربرأ"استعمل ابن الفرضي كثيرا عبارة - 1

بيلة، ولوال تدخله لما تم التعرف دون االكتفاء بذكر قبائلهم، وأحيانا تكون هذه العبارات مرفقة بأعالم مجهولي اسم الق 218، 181ص 2، وج431، 147، 53ص 1ينظر مثال ابن الفرضي، المصدر السابق، ج. على أصول أنسابهم

. وغيرهاتساءل محمد المغراوي عند محاولة رصده للمتصوفة على عهد الموحدين في المغرب واألندلس عن سبب اهتمام - 2

جزء من إستراتيجية المقاومة التي " ي عهد الموحدين، ثم قدم إجابة افتراضية في أن ذلك علماء األندلس بفن التراجم فوالواقع أن هذا التوجه ال يختص ،32محمد المغراوي، المرجع السابق، ص"انتهجها العلماء في وجه الموحدين

سنة ضرتهم مراكش بداية منرض األندلس وألحقوها إداريا بحاأبالموحدين فحسب وإنما يظهر منذ أن وطأ المغاربة .م1091/هـ484

الهجريين، والتي 7و 5رفوا في دراسة له عن علماء األندلس خالل القرنين إهو المستشرق الفرنسي دومينيك - 3 . جاءت مرفقة بالجداول اإلحصائية والمخططات البيانية بغية اإلحاطة بأوضاع الحياة العلمية في هذه الفترة

- 36 -

دون أن يعير أي 1مله ابن األبارم وأن ما تبقى من هذه المرحلة استك1168/هـ564هي

.اعتبار في دراسته لما قام به الضبي في كتابه البغية

:) م13- 12/هـ7و 6(المستدرك من تراجم البربر وتاريخهم خالل القرن -3

أمام شح المادة التي قدمها كل من ابن بشكوال والضبي عن إسهام المغاربة في

م الباحث إال أن يقلب في أوراق من تأخر عن التاريخ الحضاري لألندلس، فلن يكون أما

بحثا عما تم استدراكه عليهما من تراجم يعود ) م13/هـ7(هذه الفترة من كتاب القرن

أصحابها إلى المائة السادسة ومستهل السابعة، وتتبع إسهام الموحدين والبربر في الحياة

أعالم " في كتابه) م1238/هـ636(المتوفى سنة 2العلمية باألندلس، وهذا بدءا بابن عسكر

ثم يليهما ابن األبار المتوفى 3، والذي أتمه ابن أخته أبو بكر بن خميس،"مالقة

، ويأتي تقديم هذين المصدرين "التكملة لكتاب الصلة"في كتابه ) م1259/هـ658(سنة

ـ بحكم م12/هـ6ألجل أنهما يشكالن حلقة الوصل في التدرج الزمني لما بعد القرن

وألنهما يشتركان في نقطتين هما على طرفي نقيض فيهما مع صاحبي –هما تعاصر

: الصلة والبغية

: الوالء للدولة الموحدية واإلشادة بدعوتها المهدية: أوال

: بن خميساعسكر و ابن - أ

سكن مالقة أو دخلها أو اجتاز "وفيه ترجما لمن " أعالم مالقة" نسب كتاب وإليهما ي

Dominique urvoy, le monde des ulémas Andalous du V/XIe au VII/XIIIe Siècle, Etude sociologique, librairie 1-

droz, Genève 1978 P28.29. مجودا مقرئاهو محمد بن علي بن عبيد اهللا بن الخضر بن هارون الغساني المالقي، أبو عبد اهللا بن عسكر، كان - 2

فظا فقيها مشاورا، ولي قضاء مالقة، وقد خمن عبد الملك المراكشي أن تكون سنة نحويا ماهرا، تاريخيا حاعبد الملك المراكشي، المصدر ابن ينظر م 1238/هـ636هي تاريخ والدته، بينما أكد أنه توفي سنة م1188/هـ584

. 452 - 449ص 6السابق، جعرف أشياء كثيرة عن حياته بسبب ورود ترجمته في هو محمد بن محمد بن علي بن خميس يكنى أبا بكر، وال ت -3

وال سنة وفاته غير أن المحقق يرى أنه كان حيا إلى أواخر العقد الرابع من القرن األجزاء المفقودة من الذيل والتكملة،عمل ال حدود فاصلة بين"، وانتهى بعد التقصي والمقارنة بين نصوص الكتاب ونقول المؤلفين عنه إلى أنه م10/هـ4

عبد اهللا المرابط الترغي، دار الغرب اإلسالمي، " ابن عسكر وابن خميس، وال تصميم تتميز به تراجم األصل من الذيل . 46، 27ص 1990 1بيروت ودار األمان الرباط ط

- 37 -

في المكانة 3وعدم مضاهاة مالقة –مقارنة بغيره – 2غم قلة تراجم الكتاب، ور1"عليها

والشهرة التاريخية لكبرى حواضر األندلس كقرطبة وإشبيلية وغرناطة، ومحدودية

رقعتها الجغرافية، إال أن الكتاب جاء غنيا بما يفيد اإلسهام العلمي للموحدين الداخلين

والمتتبع خاصة طبقة العلماء منهم،بأهل األندلس و إليها، ويبرز مدى تأثيرهم في حياة

التاريخي لدولة الموحدين على األرض لمنهج المؤلفين وطريقة وصفهما للحضور

الكامن وراء االهتماماألندلسية ممثلة في ذكر خلفائهم وأمرائهم ووالتهم، يدرك حجم

ك مدى إعجابهما رصد تلك المادة وطريقة عرضها، ويتضح له بما ال يدع مجاال للش

وتقدريهما لما قام به الموحدون اتجاه مالقة وأعالمها، كما أن الكتاب ال يخلو من

شادة بدعوتها المهدية، حيث نستشف ذلك من اإلإشارات تنم عن ميل بالوالء للدولة و

كتلك مجموع القصائد واألبيات التي تم إيرادها، وهي موجهة لمدح قادة الموحدين،

-624(4ابن عسكر أبا العالء إدريس المأمون بن المنصور الموحديالتي مدح بها

الطويل :ومنها ، )م1231-م1226/هـ629

تر كاألإليال والمو ضال ألكت األرهعملي س ولكي قباعن دال أمه

فت ايورجه شلكييمأ عنسا وا بهمناع رض خضتالأاألرعم طر5 ع

أورد منها ابن خميس قطعة تنم 6عبد الملك المراكشي،ابن وهي طويلة كما يصفها

كان معظما " عن مدى إعجاب خاله بالمأمون واالفتخار بالدخول عليه، ولذلك وصفه بأنه

المترجم بهموفي السياق ذاته أورد لعدد من الشعراء والكتاب 7،"عند الملوك مقربا لديهم

. 73عسكر وابن خميس، المصدر السابق، ص ابن -1 .ترجمة 174بلغت -2، حسنة حصينة ويعلوها جبل يسمى جبل فاره، لها قصبة منيعة وربضان ال هي مدينة في جنوب األندلس :مالقة -3

. 570ص 2أصوار لهما، وبهما فنادق وحمامات، وبها من شجر التين ما ليس بأرض، اإلدريسي، المصدر السابق، ج ، م1185/هـ581من بن علي، ولد بمالقة سنةهو إدريس المأمون بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤ -4

وما 327أبي زرع، المصدر السابق، ص ابن. م1231/هـ629وتوفي سنة م1226/هـ624وبويع بالخالفة سنة أعالم مالقة نقال عن ابن من بعدها، وتظهر ترجمته أنه أندلسي بالمولد، وقد وردت له ترجمة في القسم المفقود

. 416ص 1الخطيب، المصدر السابق،ج .186، ص نفسهمصدر ابن عسكر وابن خميس، ال -5 . 451ص 6عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج ابن -6 . 175ص نفسه، عسكر وابن خميس، ابن -7

- 38 -

على وجه - هـ6وما تم استدراكه على كتاب القرن 1ما يشيد بالموحدين ودعوتهم،

افتخارا 2إنفراد الكتاب بترجمة ألبي حفص عمر بن يحي الهنتاتي -التذكير دون الحصر

لتنويه بمكانته بين قادة الموحدين تم إيراد الرسالة التي لبدخوله مدينتهم ومراسلته ألهلها، و

–ردا على رسالتهم- ) م1153/هـ548(ها إلى أهل مالقة والمؤرخة في سنةبعث ب

وعصمته المفتتحة بما اعتاده الموحدون في رسائلهم بالتأكيد على إمامة ابن تومرت

. 3 وحسن مبايعتهم للموحدين ىومهديته، لينوه بعدها بجهدهم في محاربة النصار

:األبار ابن - ب

ثم الحفصيين، وحين وجد نفسه مدينا 4ط الموحدينتولى ابن األبار الكتابة في بال

به، بادرهم هو بدوره بنظم ما جادت به قريحته من قصائد مادحا واالحتفاءلهم بتقريبه

ألمرائهم ومذكرا بأمجادهم وفخر انتمائهم للدعوة المهدية وباعثها ابن تومرت، كقوله من

ة والده أبي حفص السابق الذكر في ويشيد باتباعه لوصي 5ءقصيدة يمدح بها أبا زكريا

البسيط : منها قصيدة الرصافي الطويلة التي مدح بها عبد المؤمن بن علي عند جبل الفتح وفيها قوله -1

عي مشكور كريم الس نعــال مليــك مــواطئــه كـــفاه فضال أن انتابـت ور ـمام بأقصى الغــرب مقبـإبـــهما ريـــح الشفاعة من ثرى مستنشـــقا

: ومنها منـه جـد مشـهور فــموضع الحـد ـمـه ن بيــد المـهـدي قــائكي فـإن . ـربــاع الجبــابفتــاه يـوشع قم ـرت موسـى فما نسيـت ـس إن ذكموالش

البسيط : :وللعباس بن غالب الهمداني من قصيدة يمدح بها السيد أبا إسحاق بن عبد المؤمن جسثــواب سيــرته مـهديـة وكـفــى أن الهــداة علـى منــواله نأ

ف كـبرم ـدـسج ـكمضي أرنـاطة فـل غرا أهييجتزمس مالقـد وحر ـه نفسه، ، عسكر وابن خميس ابنينظر . ته ألخبار ونقول فيها اإلشادة بالدولة المهدية والخالفة الموحديةناهيك عن روايا

. وغيرها 274، 252، 233و 96 ،94صهو عمر بن يحي الهنتاتي، يكنى أبا حفص ويعرف بعمر ينات، كان من جلة الموحدين وأكابرهم، من أصحاب بن -2

وقرطبة كإشبيلية األندلسية ة لعبد المؤمن بن علي، شارك في فتح كبرى الحواضرتومرت العشرة، وممن عقدوا البيع، ابن عذاري، م1175/هـ571وغرناطة، وهو جد الحفصيين ملوك تونس، توفي في طريقه من قرطبة إلى مراكش سنة

دولتين الموحدية الزركشي، تاريخ ال وما بعدها، و 252، وبن أبي زرع، المصدر السابق، ص 36المصدر السابق، ص ، نفسه ،وابن عسكر وابن خميس 15، 13ص م1998 1والحفصية، تحقيق الحسين اليعقوبي، المكتبة العتيقة، تونس ط

. 323ص . 324-323نفسه، ص عسكر وابن خميس، ابن -3ثم عن ابنه السيد أبي ببلنسية عن السيد أبي عبد اهللا بن السيد أبي حفص بن عبد المؤمن بن علي كتب ابن األبار - 4

.590ص 2زيد، المقري، المصدر السابق، ج

هو أبو يحي زكرياء بن الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص عمر، بويع في تونس سنة -5بعد أن خلع بيعة بني عبد المؤمن، كان فقيها عارفا ظريفا له شعر كثير مدون، توفي سنة م1229/هـ627 . 65-55الزركشي، المصدر السابق، ص ،م1248/هـ646

- 39 -

طويل :إظهار الدعوة

يا هت لهتخلصة اسيـدهة الموعي الدادى القائم الها نهلصا خله فكان

صا وارهفص الأ ىبإظهو حبـ ى رض 1ـىوص ى دونـهم مابهبنيه فوف

كما عكست 2وعلى هذه الصفة تتعدد قصائد مدحه لهم تزلفا منه لنيل رضاهم عليه

هذا التوجه، وأبرزت جانبا مهما من إسهاماتهم العلمية والحضارية في 3بعض كتاباته

الذي أتم به صلة ابن بشكوال أهم أثر استدرك فيه الجانب " التكملة" األندلس، ويعتبر كتابه

هجه عبد الملك المراكشي نقدا لمن ابن رغم المآخذ التي دونهاباريخهم، وهذا المغيب من ت

.بحكم إفراط تعصبه ألندلسيته

: ألندلسفي اظهورهما في الفترة األخيرة من تاريخ الموحدين : ثانيا

قد ظهر هذان الكتابان في خضم االضطرابات التي عرفتها األندلس وهي مرحلة ل

وضعفها، والتي تبدأ من انهزام الموحدين في معركة حصن العقاب أفول الدولة الموحدية

ثم نشوب النزاع داخل البيت الموحدي، ولم يمنع ذلك من ذكر ما) م1212/هـ609سنة (

، ومن ثم يكون )م12/هـ6(بفترة قوة الدولة من خالل العودة إلى أحداث القرن يتصل

يرين عاصرا فترة ازدهار هذه الدولة وجه اختالفهما عن صاحبي الصلة والبغية أن األخ

ما شاهداه أو سمعا به خالل المائة لوتولي خلفائها األقوياء، ولكنهما لم يرفقا ذلك بالتأريخ

ممثلة في حكامها البربر دورا في اطالعنا على نبذ من لةودالسادسة، بينما لعب الوالء لل

).م13/هـ7( رنتراجمهم وتاريخ حكمهم في األندلس عند كتاب تراجم الق

األبار، ديوان ابن األبار، تحقيق عبد السالم الهراس، الدار التونسية للنشر تونس، وديوان المطبوعات الجامعية ابن -1

. 342ص م، 1986 ،2ط ،الجزائر .وغيرها 453، 271، 115، 66،73، 37ينظر ابن األبار، المصدر السابق، ص -2الشيخ المعظم المجاهد المقدس المرحوم أبو :" له في الحلة السيراء إطراء في وصف أبي حفص بقوله حيث نقرأ -3

:، وقوله عن الموحدين"حفص عمر بن يحيى، رضوان اهللا عليه، وارث الممالك ومورثها ومطفئ نار فتن التجسيم 1ط ،القاهرة ،حقيق حسين مؤنس، دار المعارف، ينظر ابن األبار، الحلة السيراء، ت"رجال الدعوة المهدية خلدها اهللا"

. 275و 195ص، 2جم، 1985

- 40 -

استدراك -4

:عبد الملك المراكشي على تراجم األندلسيين ومنافحته عن المغاربة ابن

إلى هذا اإلجحاف ) م1304/هـ703(عبد الملك المراكشي المتوفى سنة ابن لقد تنبه

والتجافي الذي تعرض له المغاربة من طرف كتاب التراجم في األندلس، وهو ما حدا به

دفاع والمنافحة عن أهل بلده من خالل تذييله وتكملته لصلة ابن بشكوال إلى حمل لواء ال

مواصال 1"الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة"على تاريخ ابن الفرضي، فسمى كتابه

أهل األندلس والطارئين عليها من غيرهم بذكر من أتى بعده منهم " الترجمة لعلماء

ورغم اقتصاره على هذين العنوانين إال 2،"فأغفالهوتكميلها بمن كان من حقه أن يذكراه

3أنه اتخذ من كتابه مطية لتوجيه نقده ألشهر من وصل أو ذيل عليهما من أهل األندلس،

ويمكن التماس رغبته بالوقوف في وجه ما اعتبره 4أو من سار على نهجهم من المغاربة

: قاط في أربع ن 5"إفراطا في التعصب واحتقارا ألهل العدوة "

اهتمامه - أ

: بالغرباء الطارئين على األندلس وإنصافه لهم

عبد الملك المراكشي في تقديم منهج كتابه عن نقد الذع لكتاب التراجم ابن لقد أبان

األندلسيين وهذا بعد عرضه بداية لالختالف الواقع في ترتيب أسماء األعالم على حروف

عترضا على طريقة أهل األندلس في ، م6المعجم بين مؤلفي بالد المشرق والمغرب

الترتيب حيث انفردوا بتقديم األندلسيين وتأخير الطارئين عليهم من الغرباء، معتبرا أن هذا

يتألف من تسعة أسفار عكف عليه مؤلفه عمره كله، وقد وصلت إلينا منها األول من قسمين وقطعة من الرابع، -1

ابع والتاسع في والخامس من قسمين، والسادس، والثامن من قسمين، في حين بقي الثاني والثالث وقطعة من الرابع والس .43- 42حكم المفقود، ينظر محمد بن شريفة، المرجع السابق، ص

.6ص 1ك المراكشي، المصدر السابق، جعبد الملابن -2 . كابن األبار في التكملة، وابن الزبير في صلة الصلة -3 عبد الملك له، المصدرابن ينظر نقد" الذيل على الصلة"العباس أحمد بن يوسف بن فرتون الفاسي في كتابه هو أبو -4

. 10ص 1ج السابق، .11نفسه، ص المصدر عبد الملك المراكشي،ابن -5ط ظ ك ل م ن ص ض ع غ ف ق س ش هـ : حيث يتفقان إلى حرف الزاي، وبعده عند أهل المغرب واألندلس -6

. 9عبد الملك المراكشي، نفسه، صابن و ي،

- 41 -

موضع استقراره " الذين اهتموا في المترجم به 1"خارج عن عرف المحدثين والمؤرخين"

صلى اهللا (بأصحاب النبي وضاربا المثال 2"فهم إنما ينسبونه إلى البلد الذي صار مستقره

وكذلك يقولون فيمن 3"الساكنين بالمدينة أنهم مدنيون مع أن أصلهم من مكة ) عليه وسلم

ورغم أنه ال يستثني أحدا من أهل التراجم بداية بابن 4،"استوطن بلدا غير بلده الذي ولد به

ا النقد ألجل أنه بابن الفرضي ثم ما جاء بعده، إال أن ابن األبار نال النصيب األوفر من هذ

تعمد صراحة تبرير ذكره لبعض الغرباء في قسم األندلسيين بسبب شهرتهم ومكانتهم

إفراطا في التعصب الذي كان الغالب عليه حتى " عبد الملك ابن العلمية، وهو ما اعتبره

ن ابن األبار أكد مصححا مولده ببالد إ، حيث 6ومستشهدا بابن المناصف 5"غال فيه

وذكره في الغرباء ال يصلح ضنانة :" إال أنه عمد إلى اإلخالل بشرطه قائال عنه المغرب

وحسبك ما اشتمل عليه هذا القول من : "اقعبد الملك معلابن فعطف 7"بعلمه على العدوة

الشهادة على قائله بما ال يليق بأهل اإلنصاف من العلماء واستحكام الحسد المذموم،

.8"الجلة العدويينواحتقاره طائفة كبيرة من

اعتراض على هذا التصنيف عند من سبقه أيلم نعثر على أنناهنا التأكيدوينبغي

، وهو ما نلمحه من كالم والتأييدمن المغاربة، بل هناك من سلم لهم على سبيل الموافقة

ابن بشكوال في المراسالت التي تمت بينه وبين القاضي عياض في عدة مواضع من كتابه

.9الصلة

.10ص نفسه، -7 .10المصدر السابق، ص راكشي،ابن عبد الملك الم -1 .11نفسه ، ص -2 .11نفسه، ص -3 .10، ص نفسه -4هو محمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ بن محمد األزدي، مهدوي نشأ بتونس وهو قرطبي األصل، يكنى أبا عبد -5

ه، ك المراكشي، نفسعبد الملابن . م1223/هـ620اهللا تولى قضاء بلنسية ومرسية وله الكثير من المصنفات، توفي سنة . 349- 345ص 8ج .203ص 2األبار ، المصدر السابق، ج ابن -6 .11ص 1، جنفسهعبد الملك المراكشي، ابن -7ال قوله عن إسماعيل بن حمزة بن زكرياء األزدي المالقي بعد ما أورد اسمه ضمن البلديين منها على سبيل المث - 8نبهني على ذلك القاضي أبو الفضل، وكتب به إلي صحيفة أن يذكر في الغرباء، ابن ... وهو من أهل سبتة بها ولد "

.99بشكوال، المصدر السابق، ص

- 42 -

لقد كان باإلمكان أن نستجلي صورة أكثر وضوحا في دفاعه عن الغرباء وإنصافه

خاصة المغاربة منهم ألنهم وب 1"الذيل والتكملة" لهم لو أننا ظفرنا بهذا القسم كامال من كتابه

حيث يبدو القرب –ألنهم أصحاب الحظ األوفر من الترجمة في الجزء الواقع بين أيدينا

على الرغم من أن مصطلح الغرباء يراد به كل –أهم محفز النتقالهم الجغرافي للعدوتين

، سواء كانوا من المشارقة أو المغاربة، ولعل هذا ما 2من طرأ على األندلس من غير أهلها

ما يفسر سبب اهتمامه بهم خاصة وأن تراجمهم عند أهل األندلس توحي بقلتهم ويغلب

، قام بفصلهم عن األندلسيين في 3"طائفة كبيرة"عليها االقتضاب بينما هم يشكلون في نظره

إفرادهم بالذكر بعد الفراغ من ذكر أهل األندلس يكون " في آخر كتابه، معلال ذلك بأن

ومن فرط تهممه أنه 4"أرفع لهم، وأدل للناظر على ملتمسهم وأوضح لتمييزهم عن سواهم

هد لتراجم األندلسيين أنه كان يستطرد في أخبارهم ويطيل فيمن له شهرة منهم، إطالة ال ع

.5بها

: إشادته بإسهام المغاربة ومنافستهم ألهل األندلس - ب

عبد الملك عند ترجمة المغاربة بسبب تقيده ابن التي انتهجها االنتقائيةرغم

من هفي ذكر الداخلين إلى األندلس فقط، إال أن هذا لم يمنع ناألندلسييوالتزامه بشرط

ووقوفا في وجه تعصبهم واحتقارهم نلألندلسييكرهم منافسة افتخاره وإشادته بمن ذ إبراز

المغربي الداخل إلى 6ألهل المغرب، فنذكر من ذلك إشادته بعلم أبي موسى الجزولي

يرى المحقق محمد بن شريفة أن السفرين السابع والثامن من الذيل والتكملة أكثر أسفار هذا الكتاب صلة بتاريخ -1

غاربة، واشتمالهما على فوائد جليلة ومواد نافعة لدارسي عصر المغرب ورجاله، وذلك الختصاصهما بتراجم األعالم المأب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش : الموحدين، ويشتمل السفر السابع على األعالم المبدوءة أسماؤهم بالحروف اآلتية

. 134- 133ص 8الذيل والتكملة، ج المحقق،ينظر مقدمة . ص ض ط، وقسم كبير من حرف العين . 11ص 1، جالمصدر السابقالمراكشي، عبد الملك ابن -2 .13نفسه، ص -3 .13نفسه، ص -4ينظر مثال ترجمته لميمون بن علي بن عبد الخالق الصنهاجي، وعلي بن محمد بن عبد الملك أبو الحسن بن القطان -5

. 195-165ص 8، وج404-388ص 8عبد الملك المراكشي ، نفسه، جابن الكتامي، لعزيز بن يللبخت بن عيسى بن يوماريلي البربري اليزد كتني العالمة أبو موسى الجزولي هو عيسى بن عبد ا -6

وتجول بها فأخذ العربية المراكشي، وجزولة بطن من البربر واليزدكتني فخذ منها، رحل إلى المشرق فزار مصرلفقه وبها درس العربية، ثم أجاز فأخذ أصول ا ،ها، ثم قفل إلى بالد المغرب فأقام بجزائر بني مزغنائوالنحو عن علما

لمرية أخذ عنه جماعة من أهلها، ثم استوطن مراكش حيث قربه المنصور الموحدي، واحتفى به، ثم اإلى األندلس، وفي ابن و .197ص 2ج ، ينظر السيوطي، المصدر السابق،م1210/هـ607 لقي حظوة عند ابنه الناصر إلى أن توفي سنة

. وما بعدها 246ص 8ج،هنفس عبد الملك المراكشي،

- 43 -

إليه، ردا منه على األندلسيين الذين 1األندلس ودفاعه عن صحة نسبة كراسته القزولية

عريج عليه، وإنما هي نقوالت حسدته كل ذلك مما ينبغي الت" شككوا في نسبتها إليه وأن

ومعتمدا على تأكيد صحة نسبتها إليه بوقوفه على خط صاحبها، زيادة 2"النافسين عليه

وإظهارا منه على مدى منافسة المغاربة ألهل األندلس 3على رسوخ قدمه في علم النحو،

أنه بهت لما عند قدومه مراكش، وكيف 4الشلوبين األندلسي يأورد قصة طريفة ألبي عل

شاهد مجلس الجزولي واطلع على قدرته في علم النحو واستبحاره فيه، فأقر على نفسه

6".وعاد إلى إشبيلية مقضيا العجب مما شاهده"5سود بعلمه في هذا البلديبأنه لن

صدر كتابه في ومن ذلك أيضا تشكيكه في عبارة كان قد أوردها ابن بشكوال

عبد ابن حيث يتوهم الواقف عليها أنها من كالمه بينما أصل العبارة حسب ما أكد 7الصلة

وهذا التشكيك في أسلوب ابن بشكوال إنما يفهم منه 8الملك هي ألحد أشياخ بالد المغرب،

ونجده في . عبد الملك على معرفة أساليب كتاب التراجم والتفريق بينهاابن مدى قدرة

منكرا عليه 9الغرباء يعترض على ابن األبار ذكره ألحد الخرسانيينموضع آخر من قسم

ذلك على اعتبار أنه لم يدخل األندلس أصال، وأن تونس هي أقصى ما وصل إليه من بالد

هي حواشي على الجمل للزجاجي، وقال بعضهم، ليس فيها نحو، : "هي كراسة في النحو وعنها يقول السيوطي -1

. 197ص 2المصدر السابق، جالسيوطي، " وإنما هي منطق بحدودها وصناعتها العقلية . 248ص عبد الملك المراكشي، نفسه،ابن -2 .المصدر الجزء والصفحة المراكشي، نفسعبد الملك ابن -3هو عمر بن محمد بن عمر بن عبد اهللا األزدي، اإلشبيلي أبو عمر الشلوبين، كان ذا معرفة بالقراءات، متقدما في -4

عبد الملك ابن . م1247/هـ645توفي بإشبيلية سنةوعبد المؤمن، يالعربية، قدم مراكش أيام المنصور من بن .وما بعدها 460ص 5المراكشي، نفسه، ج

.249ص 8عبد الملك المراكشي، نفسه، جابن -5 .250نفسه، ص -6 سألني صاحبنا الفقيه الزكي المحدث الكامل أبو محمد عبد اهللا بن إسماعيل بن : " وردت هذه العبارة في قوله -7

سأل على وجه الطاعة له بعد أن تولى اهللا تعالى كرامته وضاعف جاللته، مناولة كتاب الصلة، فأجبته إلى ما فرج،موافقة اإلخوان خير من اإلبقاء : أشفقت مما رسم أن يتعاطى مثلي مع مثله منزلة األشياخ، لكن بعض الشيوخ كان يقول

، كتبها أبو عمر السفاقسي إلى "إلى النفس ... فأجبته : " ، وأن العبارة المنتحلة هي بداية من قوله ... "على النفس عبد الملك عن سروره ابن ، وقد عبر م965/هـ335عمر أحمد بن محمد بن الحذاء األندلسي المتوفى سنة القاضي أبي

. 183-182ص 4، ج المصدر السابق ،عبد الملك المراكشيابن بصدق حدسه في ذلك، ينظر، . حدى المدن بإفريقيةفاقس إسهو أبو عمر السفاقسي، لم أقف على ترجمته وتبدو مغربيته ظاهرة من نسبته إلى -8هو محمود بن أبي القاسم الفارسي يكنى أبا المعالي، زار المغرب على عهد الناصر من بني عبد المؤمن، كان فقيها -9

عبد الملك المراكشي، ابن . شافعي المذهب، ذا حظ صالح من األدب ناظما ناثرا، توفي بالعراق وال تعرف سنة ذلك .372-368ص 8، ج نفسه

- 44 -

ناسب ذلك أن يورد ألبي زيد الفازازي البربري حيث، إال أنه استأنس بترجمته 1المغرب

بأن في –مع طولها –الخرساني، معلال إثباتها األصل المغربي، قصيدة في مدح هذا يذ

.2"تنبيها على ما ألهل المغرب في الفضل من الحسن والزيادة" ذكرها

عنده بمكانة بارزة في الحياة العلمية ال تقل أهمية عن " بالد العدوة" وتحظى

يغفل عن األندلسيين الذين لهم تجول بها طلبا للعلم، فتراه ال خاصة عند ذكروباألندلس،

وأعالمها الذين أسهموا في التواصل الفكري ،ذكرها تنويها بمدنها ومجالسها العلمية

ومن المؤكد أن لمغربيته دورا في هذا اإللمام الذي مكنه من إتمام والعلمي بين العدوتين،

ابن ومن باب اإلنصاف والموضوعية التأكيد على أن النهج الذي سلكه. 3ما أغفله غيره

جعله يمثل الطرف المغربي األكثر مبالغة في " الذيل والتكملة" الملك المراكشي في عبد

منافرة األندلسيين ومنافستهم، فلم يسلم هو ذاته من الدخول في معتركها، وهذا لكثرة ما

.4يمكن أن نرصده له من متابعة ونقد لهم أوصله إلى حد التشكيك والهجاء والتعريض بهم

.4بهم

: الموحدين العلمية في األندلس والتأريخ لدولتهم ذكره إلسهامات - جـ

أحد المصادر المهمة في التأريخ لدولة الموحدين عامة " الذيل والتكملة"يمثل كتاب

والحياة العلمية على عهدهم خاصة، وإن كنا نخص بالذكر هنا صقع األندلس المغيب عند

إلى نهاية دينمن كتاب التراجم األندلسيين المعاصرين للموح من أسلفنا

، وهي فترة ازدهار الدولة وتقدمها الحضاري وتفوقها العسكري )م12/هـ6(القرن

عبد الملك المراكشي يعد بحق تتبعا لما تم إغفاله وعرضا ابن فإن ما أورده ،والسياسي

أن عرض وصفه محمد من شريفة بإمام المؤرخين بالمغرب بعد لكللمسكوت عنه، ولذ

.368ص 8، المصدر السابق، جعبد الملك المراكشيابن -1 .368نفسه، ص -2 "بالد العدوة"عبد الملك المراكشي وغيره من كتاب التراجم األندلسيين عند تتبعنا لذكر عبارة ابن يظهر تفاوت بين -3

،289، 252،255، 191، 174، 24ص 6، جنفسهعبد الملك المراكشي، ابن ينظر عن ذلك للمقارنة ،دل عليهاأأو ما 429.

البن رشد، ورواية " بداية المجتهد ونهاية المقتصد"ورد رواية تشكك في نسبة كتاب أزيادة على ما ذكر من ذلك -4وعرض بأبي علي الشلوبين اإلشبيلي النحوي عندما اعتبر أن اليهودية، األصولسب فيها ابن عميرة المخزومي إلى ن

هيك عن ان له لقبيح ال يليق بأهل العلم نسبوه إليه، ذنوا يرغبون بأبنائهم عنه وال يسمحون للتتلمكثيرا من أهل بلده كاوقد تفطن إلى ذلك التجيبي وهو أحد تالمذته حيث دافع عن ، حدته في الرد على األندلسيين فيما له عالقة بالشعر والنثر

.ابع من الذيل والتكملةفر الرسرصده من تعليقات وردت في ال ازبير فيمالشيخه ابن

- 45 -

أوثق ما يعتمد عليه في تاريخ " بة التاريخية، وأن ما ورد في كتابه يعد منهجيته في الكتا

ذلك لما عرف به محررها من اطالع واسع ؛الموحدين وأصح نصوص هذا التاريخ

ولما يلتزم به من منهجية وإكباب طويل على المدونات التاريخية والوثائق الرسمية،

أنها أوسع من قيمته " لمية فيرى محققه وعن قيمة الكتاب الع، 1"صارمة وموضوعية عادلة

وأن 2"األدبية ألن الحياة العلمية من حيث حركة التعليم والتأليف هي محور الكتاب ومداره

تؤلف القاعدة العريضة " يجد أنها الواقف على عدد المصادر والموارد التي اعتمدها فيه،

، وهو 3"منهجية ومتقصية لمن يدرس الحركة العلمية والفكرية في عصر الموحدين دراسة

يقدم بذلك عرضا غاية في اإللمام والوضوح مما يتيح للباحث رصد عالقة السلطة

الموحدية بطبقة العلماء المغيبة عند صاحبي الصلة والبغية، حيث جاء حافال بأسماء خلفاء

عرض الموحدين وأمرائهم ووالتهم الداخلين إلى األندلس، ذاكرا إلسهاماتهم العلمية في

لمناقبهم ونوادر أخبارهم، وهو ما يتم إرجاء الحديث عنه بشيء من التفصيل في فصل

. الحياة العلمية باألندلس

:وقوفه عند أسماء البربر تحقيقا وضبطا - د

إن ما يلفت انتباه الباحث عند رصد أسماء البربر الداخلين إلى األندلس في الكتاب،

ه من كتاب التراجم األندلسيين بذكر أعالم تتضمن هو انفراد صاحبه دونا عن غير

هم تراكيب أللقاب وكنى بربرية تختلف من حيث نمط ترتيب حروفها عن األسماء ؤأسما

العربية، وهو ما جعله يدرجها حسب توافق بدايات حروفها مع الترتيب المعجمي الذي

اء والكنى وتفاريقها، دون أن يساير أهل التراجم في تخصيص أقسام ألفراد األسم اعتمده

حرص في الغالب على ضبط حركاتها من ثمةو والتي تضم عادة األسماء غير المعهودة،

تجنبا لما قد يعتريها من تصحيف وعجمة عند قراءتها، أوإعادة نسخها مع التأكيد أن هذا

سان ال يتم دون تحريه السماع عند النطق بها، وفي أحايين نجده يعطي ترجمة لمعناها بالل

.16ص 8ج المصدر السابق،عبد الملك المراكشي،ابن -1 .16نفسه، ص -2 .17نفسه، ص -3

- 46 -

في محاولة منه لرفع اإلشكال والغرابة عنها وتعميم الفائدة لغير الناطق بلسان 1العربي

البربر، ولعل ما ساعده على ذلك نشأته في بيئة يغلب عليها الطابع البربري وتحكمها قيم

وعادات حافظ الكثير من البربر على التمسك بها، والتي منها توريث األسماء البربرية

رغم مواكبة قبائلهم فيما سلف من تاريخهم العتبارات عملت على تفضيل غيرها ألبنائهم

.2من األسماء كظهور اإلسالم وانتشار اللغة العربية

ورغم ضياع تراجم عديدة من هذا القسم إال أن ما بقي منها يظهر مدى أهمية

من األندلسيين، ا غيره هاإلضافة التي قدمها المؤلف في التعريف بالعناصر البربرية وأغفل

وهو ما يقودنا إلى التساؤل حول سبب قلة عثورنا على أسماء بربرية شبيهة بها في تراجم

األندلسيين التي تغلب عليها األسماء العربية وال يتميز أصحابها إال بانتسابهم إلى قبائلهم

غلبة شهرة الوالء"أو تصريح المترجم بأصولهم، في حين يختفي العديد منهم بسبب

خاصة إذا ما سلمنا بخصوصية بربر األندلس البلديين ، وب3"واكتساب أنساب عربية

فكيف بمن تأكدت ؛4العتبارات سياسية وتأثيرات مخزونات المجتمع األندلسي عبر تاريخه

وقامت المصادر التي اهتمت ،محافظتهم على أسمائهم وكناهم البربرية في بالد المغرب

بتدوينها خالل القرن السادس ومستهل السابع الهجريين، كأبي بتراجم المغاربة وتاريخهم

من ذلك مثال حرصه على ترجمة جميع األلقاب واألسماء والصفات البربرية الواردة في اسم أبي موسى الجزولي، -1 . 246ص 8عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، جابن ينظر

إن أحب أسمائكم ) :" صلى اهللا عليه وسلم( قال قال رسول اهللا ) رضي اهللا عنهما( ثبت في الصحيح عن ابن عمر -2يستحب من كتاب اآلداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما رواه مسلم،" إلى اهللا عبد اهللا وعبد الرحمن

في السنن عن أبي الدرداء أن رسول اهللا ، و918م ص2005 1ط ة المختار القاهرةصحيح مسلم، مؤسس األسماء،سنن " تسموا بأسماء األنبياء:" وقال " أحسنوا أسماء أبنائكم فإنهم يدعون بها يوم القيامة:" قال ) صلى اهللا عليه وسلم(

.262ص 6م، ج2001، 1النسائي، تحقيق صدقي جميل العطار، دار الفكر، دمشق، ط .117، المرجع السابق، ص محمد حقي -3في األندلس غير عزوه إلى محاولة اندماجهم في حيث ال يوجد نص صريح يوضح هذا التحول الذي اتبعه البربر -4

مجتمع عملت سلطته خاصة خالل الفترة األموية على تفضيل وتغليب السمة العروبية وترسيخ حضورها، ومن ثم كان تمع بتمييز أنسابهم وطبقاتهم، وهي المهمة التي أوكلها األمويون للمؤرخين الحرص منها على معرفة عناصر المجكتاب الحكيم عبد اهللا بن عبيد اهللا الذي رفعه إلى عبد الرحمن الناصر سنة : العارفين باألنساب، فظهرت كتابات مثل

هم وأهل الخدمة والتصرف الذي ذكر فيه الخلفاء ومن تناسل منهم باألندلس، ومن سائر قريش وموالي"و م941/هـ330كما " كتاب أعيان الموالي باألندلس" وللرازي مؤرخ الدولة األموية " لهم ومشاهير قبائل البربر الذين احتلوا األندلس

، اشتهر عن الحكم المستنصر تحريه لألنساب وتقييده لذلك بخطه ودفعه للعارفين بها رصدها في مصنفات رفعت إليهم عند من 11/هـ5ناصر المجتمع األندلسي على أساس العرق إلى النصف األول من القرن وتواصل هذا التصنيف لع

عبد ابنينظر . بقي متمسكا بوالئه لألمويين أمثال ابن الفرضي وابن مفرج وابن حيان ثم يبدأ باالختفاء بعد هذا التاريخ .82ص2، وابن األبار، المصدر السابق،ج213ص8 ، جنفسه الملك المراكشي، المصدر

خير اإلشبيلي عن تحقيق الحكم لنسب أحد أعالم البربر، فهرسة ابن خير اإلشبيلي، وضع حواشيه محمد ابنورواية . 162ص م1998 1ط ،بيروت ،فؤاد منصور، دار الكتب العلمية

- 47 -

سه، وابن صاحب الصالة المتوفى ببكر بن علي الصنهاجي المكنى بالبيدق في أخباره ومقت

وابن الزيات التادلي المتوفى سنة" تاريخ المن باإلمامة" في) م1198/هـ594(سنة

نظم " ن القطان الكتامي فيواب" التشوف إلى رجال التصوف" في) م1229/هـ627(

على قسم الغرباء في كتب التراجم األندلسية - على األقل- ، وهو ما لم يعكسه"الجمان

. استمرار حركة الهجرة نحو األندلس، ثم اتساعها عند توحيد العدوتينمن رغم ال

وفي الجدولين التاليين صورة تقريبية الختالف أسماء األعالم بين األندلسيين

:لمغاربةوا

عند -1

: المغاربة أو من أرخهم

موطنه نسبته في البربر أسماء البربر وكناهم المصدر المؤلف سنة وفاته

أو الفترة التي عاش فيها

البيدقأخبار المهدي بن

تومرت

مصمودي - يبورك آيمسيجين -

من أهل

المغرب هـ6القرن

مصمودي - آيسلداين ان وه ناين - هنتاتي - ن بن أبي غزوانوتيميغ - زناتي - مسعود بن ورتيغ - صنهاجي - زيري بن ماخوخ - جزولي - محمد بن تافطين - صنهاجية - تاماكونت بنت سير بن وربيل -

صاحب ابن

الصالة

المن باإلمامة

تينملي - عمر بن تيمصيلت -

مغاربة دخلوا األندلس

هـ6القرن

مصمودي - مد بن تيفليشتمح - مصمودي - يلول بن جلداسن - مصمودي - إبن وانودين -يصالتن إبن عم المهدي بن -

تومرت مصمودي -

الزيات ابن التادلي

التشوف إلى رجال التصوف

الدغوغي - أبو حفص عمر بن ميكسوط -

من أهل لمغربا

هـ546ت - أبو وزجيج يفراكس بن - سواللي

هـ 540ت - الدكالي -

هـ 572ت - هسكوري - أبو يعزى يلنور بن ميمون - هـ571ت - إيالني - أبو ولجوط تونارت بن علي - هـ602ت - هسكوري - أبو يلبخت ياللتن - هـ603ت - المشنزائي - و وزغار تيفاوت بن عليبأ - هـ610ت - إيالني - أبو ويعزان يبريدن بن ويبدن -

- 48 -

هـ 613ت - الدغوغي - أبو ينور ووران بن يكطيف -

عند -2

: األندلسيين

أسماء البربر وكناهم المصدر المؤلفنسبته في

البربر موطنه

سنة

وفاته

بن ا األبار

كملةـالت

لكتاب الصلة

سليمان بن علي بن محمد بن - سليمان يكنى أبا الربيع

كتامي -

من أهل إشبيلية -

هـ642

عبد الحق بن سعيد بن محمد بن - أيوب يكنى أبا محمد

هنتاني -

من أهل قرطبة -

هـ634

علي بن يحي بن القاسم يكنى أبا - هـ585 من أهل المغرب - صنهاجي - الحسن

محمد بن عبد الرحمن بن عبد - اهللا بن مطرف يكنى أبا عبد اهللا

نفزي -

)غرباء(من أهل مالقة -

هـ590

محمد بن إبراهيم بن عبد اهللا بن - غالب يكنى أبا عبد اهللا

غماري -

بةأهل شاط من -

هـ635

علي بن الحسين بن علي بن - الحسين يكنى أبا الحسن

لواتي -

)غرباء(أهل المغرب - هـ573

علي بن أحمد بن سعيد بن أحمد - بن عبد اهللا يكنى أبا الحسن

أهل المغرب من - كومي - )غرباء(

هـ6ق

ابن الزبير

صلة الصلة

عبد الله بن موسى بن عبد - هـ6ق من أهل غرناطة - صنهاجي - الرحمن بن حماد يكنى أبا يحي

عبد الرحمن بن القاسم بن يوسف - بن محمد يكنى أبا القاسم

مغيلي -

من أهل المغرب - )غرباء(

هـ616

عبد الرحمن بن محمد بن مغنين - هـ620 من أهل إشبيلية - كتامي - يكنى أبا عمرو

عمران بن موسى بن ميمون -

يكنى أبا موسى هواري -

أهل المغرب من - هـ640 )غرباء(

محمد بن مرزوق بن أبي - األحوص يكنى أبا عبد اهللا

زناتي - هـ592 من أهل إشبيلية -

يوسف بن محمد بن علي يكنى - بلنسيةمن أهل - صنهاجي - الحجاج أبا

هـ640

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن - عفرجخلصة يكنى أبا

هـ600 من أهل قرطبة - كتامي -

- 49 -

أن ما وقع بين أيدينا من كتب التراجم التي عاصرت إلى ونخلص من هذا الفصل

لترجمة لمن دخل األندلس على عهدهم رغم أن تواجدهم الدولة الموحدية لم ترافق با

واستيطانهم في العدوة األندلسية أكدت عليه النصوص التاريخية واألدبية، وشكلوا بذلك

جمهرة من حيث كثافة تواجدهم، وأن تعمد أصحاب هذه المصنفات تجنب ذكر المغاربة

رفة حياة العديد منهم، ولوال المتابعة خاصة من تميزوا بأسمائهم البربرية فوت علينا معوب

. الحثيثة البن عبد الملك المراكشي لهذا التجافي لما تمكنا من رصد ذلك

ا العلمية احلركة ودفع األندلس إنقاذ يف وإسهامهم املوحدين جهود

الفصل الثاين

.الغرض من تحديد الجانب العلمي في األندلس زمن الموحدين: أوال

.رة على أوضاع األندلس السياسية والعلمية قبل جواز الموحديننظ: ثانيا

:الموحدون في األندلس: ثالثا

دواعي -1

.الجواز ومبرراته

إهتمام -2

.الموحدين باألندلس وأهلها

اإلسهام -3

.العلمي للموحدين في األندلس

نظام - أ

.التعليم في األندلس على عهد الموحدين

انتشار

. مكاتب تعليم الصبيان

ودور العلماء المساجد.

.إسهام خلفاء الموحدين ووالتهم في الحياة العلمية باألندلس - ب

: ميادين الحياة العلمية -ج

العلوم

.الشرعية

علوم

. العربية وآدابها

العلوم

.االجتماعية

العلوم

. العقلية

- 52 -

لقد أولى الباحثون اهتماما كبيرا بالحياة العلمية في األندلس عبر مختلف الفترات

زمنية التي مرت بها، واألكيد أن للزخم المعرفي المتنوع الذي اشتهرت به سواء العقلي ال

قرون دورا في 7والنقلي، المنشور منه والمخطوط، ومدة استقرار المسلمين بها ألزيد من

فسح مجال اختيارات الباحثين لرصدها، فجاءت أبحاثهم متنوعة بتنوع الفنون والعلوم،

سية متباينة، ولم تقتصر على األندلس بعمومها، وإنما امتدت إلى وشملت عدة حقب سيا

أقاليم جغرافية محددة منها، كما انحصرت في مدن خاصة وأفراد بعينهم من أهل السلطة

والحكم، وأن الواقف على هذه األبحاث مجتمعة يدرك أهمية اإلشعاع الحضاري الذي

نية جمعاء، واعتبرت قرطبة جذوة قدمته األندلس ليس للمسلمين وحسب وإنما لإلنسا

، وقبل الحديث 1بدايته، وفيها استمر رسوخ التعليم والحضارة على طول امتدادها الزمني

عن إسهامات الموحدين العلمية تحقيقا لهذه االستمرارية ينبغي التعريج على نقطتين

:تمهيديتين

:دينالغرض من تحديد الجانب العلمي في األندلس زمن الموح: أوال

إن سبب التركيز على ما قدمه الموحدون خدمة للعلم والعلماء في األندلس فيه رد

، - كما سبقت اإلشارة إليه -على التغييب المتعمد الذي سلكه بعض األندلسيين في حقهم

ومحاولة إظهار مدى انسجام بربر بالد المغرب مع وتيرة التقدم العلمي والحضاري الذي

لسية، وإسهامهم في الدفع به من جهة واالستفادة منه من جهة عرفت به العدوة األند

أخرى، وهذا بسبب استمرار ظاهرة المنافرة بين العدوتين والتي غذتها النظرة العنصرية

المتفشية داخل المجتمع األندلسي، وأما عن أطوار الحياة العلمية في العهد الموحدي، فإن

دون الحاجة للتطرق إلى العلوم وأنواعها عرض فكرة عامة و موجزة عنها يفي بالغرض

وانتشار مراكز تحصيلها وأبرز علماء الفترة ومؤلفاتهم إال بالقدر الذي يمكننا من توضيح

حث يوسف ب عالقة الموحدين بذلك، ألن جانب الحياة العلمية أشبع إلى حد ما في

ر من أشهر البحوث الذي يعتب -2"الحياة العلمية في األندلس في عصر الموحدين"العريني

.544، ص 1بن خلدون، المصدر السابق، جا - 1 .48ص، المرجع السابقيوسف العريني، - 2

- 53 -

غير أنه انساق وراء رصد موارده بما -التي غطت مرحلة الموحدين في هذا المجال

الفكري للموحدين إال مبحثا واحدا من ويتناسب مع الفترة الزمنية، ولم يول للدور السياسي

بضع صفحات ضمه الفصل األول، في حين استغرق اهتمامه باألندلسيين وحياتهم العلمية

عظم الفصول الثالثة المتبقية، فلم يظهر التأثير الموحدي بالقدر الذي يعكس ظروف م

انتقالهم كمغاربة إلى األندلس، وسيطرتهم عليها مع ما يحملونه من توجه عقدي وفكري

ولذلك فإن عملية حصر وإصالحي جديد يختلف عما كان الحال عليه في البيئة األندلسية،

- ياسا على سنوات وفاتهم دون التطرق إلى عالقتهم بالموحدينأعالم الفترة المدروسة ق

استدرج الباحث إلى عرض نظرة شمولية - في حدود ما تطلعنا به تراجمهم ومؤلفاتهم

وإيجابية، بالنظر إلى العدد المعتبر من األعالم والمصنفات وخزائن الكتب ودور العلم

القضاة والفقهاء والكتاب والشعراء ة من بينما تطلعنا المصادر على طبقالتي قام برصدها،

له صلة بالموحدين، وأخرى انقسمت على نفسها بين فئة معارضة لكل ما وقد وغيرهم

أن المصادر موالية ومدافعة عنهم وعن توجهاتهم السياسية والمذهبية، وأخرى محايدة أو

. لم توضح بما يكفي إلثبات نظرتها لهم

:دلس السياسية والعلمية قبل جواز الموحديننظرة على أوضاع األن: ثانيا

سياسية هددت تلقد عرفت السنوات األخيرة من عمر دولة المرابطين اضطرابا

كيان الدولة ونسيجها اإلداري، وكان لقيام الموحدين دور بارز في تفاقمها انطالقا من بالد

1ة من شمالها،المغرب ووصوال إلى األندلس التي استولى النصارى على أجزاء كثير

وجد األندلسيون الفرصة سانحة ألن يعلنواوارتباك أمرهم وأمام ضعف أحوال المرابطين

ولم يبق 2"أخرجوا من كان عندهم من الوالة، واستبد كل منهم بضبط بلده"حيث انفصالهم

، "أن ملك أراغن استولى على بالد أفراغة وسرقسطة وكثيرا من أعمال تلك الجهات" جبأورد صاحب المع - 1

. 155-154الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص عبد . 154، ص نفسه - 2

- 54 -

على تسمية اندلس اصطلحو، وألن أهل األ1تحت سيطرة المرابطين غير غرناطة وإشبيلية

خاصة في المراحل االنتقالية وب -الحروب الدائرة بينهم مع تكالب قوى النصارى عليهم

، والتي يمكن "ةالفتن"بالفتن، فإن هذه الحقبة العصيبة حملت أيضا اسم -من تاريخهم

، )م1144/هـ539( بداية من سنة -حصرها على ما ورد عند المؤرخين وأهل التراجم

ابن سعيد خبر تأليف أحد المؤرخين كتابا في أخبارها بدأ من دروأمجريات أحداثها وعن

، ووصف الشريف 2م1152/هـ547 ، ورتبه على السنين وبلغ به سنةهذه السنة

طحنتها رحى الفتنة :"اإلدريسي الذي زار األندلس في هذه الفترة مدينة قرطبة بقوله

، ولم يكن أفراد القبائل 3"صال الشدائد على أهلهاوغيرتها حلول المصائب واألحداث مع ات

تجمع ثوار " البربرية بمعزل عنها، حيث انفرد ابن حيون الصقلي األندلسي بخبر عن

البربر من مختلف المدن األندلسية كإشبيلية وغرناطة ومرسية وبلنسية وسرقسطة، ولم

ستتب يأن قبل ضع سنواتحيث تطلب منهم الوضع ب 4"تهدأ ثورتهم إال بدخول الموحدين

األمر على أيديهم وذلك بإحكام سيطرتهم على األراضي األندلسية، ولنا أن نتساءل بالعودة

انعدام وإلى سنوات هذه الفتنة عن أحوال العلماء والحياة العلمية فيها مع تردي األوضاع

صد حياة ، وعمدتنا في اإلجابة على ما سجلته كتب التراجم التي اهتمت براالستقرار

ظاهرة م1144/هـ539العلماء ومختلف تنقالتهم ورحالتهم، حيث نشهد انطالقا من سنة

العلماء عن أوطانهم بحثا عن أماكن أكثر استقرارا وأمنا، في الوقت الذي تعرض جالء

.ويبين اإلحصاء التالي صورة تقريبية عن هذه الظاهرة، 5فيه غيرهم إلى االمتحان والقتل

أما بقية قواعد األندلس وجهاتها فنجد من ثوارها، أحمد بن قسي بحصن ميرتلة وابن حمدين بقرطبة وابن همشك - 1

ان، أما بلنسية ومرسية فتقدم أمرها رجل اسمه عبد الرحمن بن عياض، ثم تولى بعده محمد بن سعد المعروف في جي وابن الرميمي في ألمرية، وأبو الغمر بن عزون في شريش، وعلي بن عيسى بن ميمون في قادس، بابن مردنيش،

، وعبد 248لخطيب، المصدر السابق، ص وابن حسون في مالقة، وانتزى غيرهم في أماكن غير هذه، ينظر ابن ا . 155، صنفسهالواحد المراكشي، المصدر

.181ص 3المقري، المصدر السابق، ج - 2 .579ص 2اإلدريسي، المصدر السابق، ج - 3، المكتبة الوطنية الجزائرية 2614مخطوط رقم ،كتاب الجمان في أخبارالزمان ابن حيون الصقلي األندلسي، - 4

. 416الورقة رقم ، بالحامة .165- 92ص 4وج ،61ص 3ينظر عن بعضهم ابن الزبير، المصدر السابق، ج - 5

- 55 -

مكانته ء األعالمأسما العلمية

أصل موطنه

سنة مكان انتقاله زمن الجالء وفاته

المصدر

أحمد بن محمد بن عبد - قرطبة وتاجر فقيه الرحمن األنصاري

خرج زمن جذوة هـ610 لبلة ثم فاس الفتنة

اإلقتباسعلي بن أحمد بن محمد -

الكلبيمرتلة ثم هـ539 قرطبة فقيه

مراكشصلة هـ565

الصلة عبد الرحمن بن محمد -

بن عبد الرحمن الصقلي لغوي

إشبيلية

خرج زمن سبتة الفتنة

صلة ـه541 الصلة

عبد الحق بن عبد -الرحمن بن عبد اهللا

.األزدي

فقيه إشبيلية ومحدث

خرج من موطنه في

الفتنة لبلة ثم بجاية

هـ582 التكملة

عبد الغفور بن -إسماعيل بن خلف

السكوني

من أهل لبلة العلم

هـ540 التكملة ؟ بالد المشرق

محمد بن خليل بن مفرج - بن عبد العزيز

فقيه المرية وقاضي

أزعجته الفتنة عن

موطنه ؟ بلنسية

صلة الصلة

محمد بن محمد بن - أحمد التجيبي

قرطبة قاضيخرج زمن

التكملة هـ567 مرسية الفتنة

محمد بن أحمد بن - جيان قيهف إبراهيم البغدادي

سنة هـ539

صلة هـ546 فاس الصلة

محمد بن عبد الرحيم - بن محمد األنصاري

قاضي

غرناطة

سنة بلنسية هـ539

هـ567 التكملة

محمد بن عبد اهللا بن -فقيه ميمون العبدري

ومشاور قرطبة

خرج من بالده في

الفتنة مراكش

هـ567 التكملة

محمد بن عبد اهللا بن - مرسية قاضي محمد الخشني

سنة هـ539

التكملة هـ540 غرناطة

إبراهيم بن الحاج أحمد -بن عبد الرحمن

غرناطة قاضي األنصاري

أزعجته الفتنة عند انقراض الملثمين

ميورقة

هـ579

التكملة

ليس الغرض من هذا اإلحصاء حصر جميع األعالم الذين اضطرتهم الفتنة إلى

مجرد عينة تمثل شريحة واسعة من المجتمع األندلسي تم مغادرة مدنهم كرها، وإنما هي

اختيارها على أساس وفرة المادة التفصيلة المقدمة من أهل التراجم عن مراتبهم العلمية،

- 56 -

وأصل مواطنهم وزمن جالئهم ومكان انتقالهم وسنوات وفاتهم، وإال فإن حصر من ذكر

يطول، وأول ما يالحظ عن هؤالء انتقالهم بسبب الفتنة دون إيراد لهذه المعطيات قد

األعالم أن منهم من اختار اللجوء إلى المدن األندلسية اآلمنة ولم يبغ عنها بديال رغم أن

هذا بدا مؤقتا وأكثر ارتباطا بمدى تحسن األوضاع فيها مع قصر المدة، بدليل أننا نجد في

والعكس، بينما تنقل من انتقل من مرسية إلى غرناطة) م1144/هـ539(السنة الواحدة

آخرون إلى مدن أندلسية ثم منها إلى مدن أخرى في بالد العدوة، كما يالحظ أن القضاة

أن هذا راجع إلى طبيعة نلظا غلبيأتون على رأس من مستهم األوضاع المضطربة، وأ

مناصبهم كواليات دينية ملزم أصحابها بالتزام األحكام والوقوف على سيرها، حفاظا على

ظام العام وامتثاال ألعلى سلطة يمثلونها، زيادة على شهرتهم بين الناس، وكانوا في هذه الن

الفترة أكثر عرضة للخطر من غيرهم، فاضطروا إلى المغادرة طلبا للنجاة، في حين

1استغل آخرون منهم مكانتهم في المجتمع وهموا بالدعاء ألنفسهم سعيا وراء تولي اإلمارة

.ن الفتنةفانغمسوا في أتو

نقمة على العلماء والحياة العلمية باألندلس فهي في األوضاعوبقدر ما كانت هذه

، وهو ما أهلها ألن 2المقابل نعمة على بالد المغرب وذلك بانتقال العلماء وسند التعليم إليها

تكون أماكن استيطان دائم للعديد منهم على غرار مراكش وفاس وبجاية وسبتة وتلمسان،

.3ما عرف عن شدة تعلق األندلسيين بمدنهمرغم

فكيف واجه الموحدون هذه األوضاع؟ وما األساليب التي اعتمدوها إلعادة األمن

واالستقرار إلى المدن األندلسية؟ وكيف كانت ردود أفعال األعيان وأهل العلم منهم؟

منهم عبد الملك بن عبد العزيز قاضي بلنسية، والقاضي ابن حمدين بقرطبة، وابن حسون قاضي مالقة، وأبو عبد - 1

أعمال ي بجيان، ينظر ابن الخطيب، اهللا بن أبي جعفر قاضي مرسية، والقاضي الحكم يوسف بن عبد الرحمن بن جزوما 252ص 2األعالم فيمن بويع قبل االحتالم من ملوك اإلسالم، تحقيق ليفي بروفنسال، دار المكشوف بيروت ط

. بعدها .544ص 1ابن خلدون، المصدر السابق، ج - 2 .105ص 2السابق، ج المقري، المصدر - 3

- 57 -

:الموحدون في األندلس: ثالثا

:دواعي الجواز و مبرراته -1

تتفق حول إرجاع سبب اتصال الموحدين باألندلس إلى أهلها الذين تكاد المصادر

على اعتبار أنهم كانوا يشكلون الطرف األكثر قوة في 1بادروا باالستنجاد بهم ومبايعتهم

رغم أن األمر لم يكن قد استتب لهم على تمامه في بالد المغرب بحكم . هذه المرحلة

من يراف الصراع الداخلي باألندلس هانشغالهم بمالحقة فلول المرابطين، وكان أط

أبي الغمر السائب بن "تصال بالخليفة عبد المؤمن بن علي، حيث تلقى مبايعة الاب تبادر

قائد األسطول 4، وطاع له علي بن عيسى بن ميمون"3الثائر بمدينة شريش 2عزون

لمؤمن التي خطب بجامعها أول خطبة لعبد ا 5البحري للمرابطين والمنتزي عليهم بقادس

6.م1145/هـ540سنة

تحفى عبد المؤمن به " صاحب ثورة المريدين، فكان أن 7كما اجتاز إليه ابن قسي

، ولم يقتصر األمر على القادة العسكريين 8"وأكرم وفادته، ثم انصرف إلى األندلس

ية قبل جواز الموحدين في إشارة قد يفهم منها بلوغ دعوة الموحدين في لمراوشذ البيدق فتحدث عن ارتداد أهل - 1

وقت مبكر إلى األندلس، ينظر البيدق، أخبار المهدي ابن تومرت، تحقيق عبد الحميد حاجيات، الشركة الوطنية للنشر . 69م، ص1975والتوزيع، الجزائر

وار األندلس في نهاية الدولة المرابطية دعا البن حمدين في لم أقف على ترجمة وافية له، وكل ما هنالك أنه أحد ث - 2بداية أمره، ثم خلع طاعته واستقل بمدينة شريش وأركش ورندة، إلى أن اتصل بالموحدين وصار واحدا منهم، ينظر ابن

. 242، ص2، وابن األبار، الحلة السيراء، ج38عذاري، المصدر السابق، ص وهي متوسطة حصينة مسورة الجنبات حسنة الجهات، وقد أطافت بها الكروم الكثيرة مدينة باألندلس : شريش - 3

. 572ص 2وشجر الزيتون والتين والحنطة، اإلدريسي، المصدر السابق، جهو أبو الحسن علي بن عيسى ين ميمون اللمتوني قائد األسطول البحري في دولة المرابطين، استقل بجزيرة قادس - 4

الدولة المرابطية، وإليه ينسب تحطيم صنم قادس الشهير، بايع الموحدين وقدم خدماته لهم، ابن أبي زرع، في أعقاب . 34، ص هنفس ، وابن عذاري، المصدر345المصدرالسابق، ص

رضها في أوسع مواضيع عجزيرة جنوب األندلس، طولها من القبلة إلى مدينة الجوف أثنا عشرة ميال، و: قادس - 5 . 287الحميري، المصدر السابق، ص.ا مزارع كثيرة ومن أعجب آثارها الصنم الذي في وسطهاميل، به

.27ابن عذاري، نفسه، ص - 6هو أبو القاسم أحمد بن الحسين بن قسي أول الثائرين باألندلس عند اختالل دولة المرابطين، رومي األصل من بادية - 7

ة، وأقبل على قراءة كتب الغزالي، وكان يدعو إلى الثورة، ثم ادعى الهدايةلمرياشلب، لقي أبا العباس بن العريف بأقام ثورة عرفت باسم أصحابه المريدين، ينظر ابن األبار، المصدر السابق، م1144/هـ539تسمى باإلمام، وفي سنة و . 198-197ص، 2ج .251ابن الخطيب، المصدر السابق، ص - 8

- 58 -

حسن فأقبل عليه وأ" بعدما انفرط أمره - الثائر بقرطبة- 1فقد قصده القاضي ابن حمدين

يفهم من مجمل الروايات التاريخية أن هذه المبايعة إنما وقعت تحت ظرف ، و2"وعده

، 3المصالح السياسية وتبادل األدوار، فقد نزع كل من ابن قسي وابن حمدين يديهما منها

بقدر ما اجتهدوا في تحطيم الدولة المرابطية، حاولوا بصالبة حماية "أما الموحدون فإنهم

4"الذي اعتبر تجربة مغربية رائدة، ولم يقبلوا بأن يرتبط تفتيته باسمهم إرثها الوحدوي

الدعم السياسي 5حيث شكلت مبايعة وفد إشبيلية المكون من أبرز أعيانها وفقهائها

والشرعي الذي حفزهم لالنطالق نحو مختلف المدن األندلسية، وتحقيق رغبة أهلها في

خاصة بعد أخذهم إلشبيلية إحدى وب تكالب النصارى توحيد ما تفرق، والوقوف في وجه

ودخول عبد م،1146/هـ541شعبان12كبرى قواعد األندلس من يد المرابطين في

وكما تم توضيحه فيما تقدم أن ،6المؤمن مراكش منتصرا في شوال من السنة ذاتها

قصد 7تهااصبالموحدين اعتمدوا عند جوازهم على توطين القبائل البربرية داخل المدن وق

إحكام سيطرتهم عليها بضمان والء جيوشهم مقارنة بجند األندلس وقادتهم، وما يؤكد هذه

السياسة في تدبير حكمهم لقواعدها اقتصارهم على آل عبد المؤمن وقرابته عند تعيين

امتدت إلى األجهزة االستشارية واإلدارية خاصة العسكرية، فظهرت "، والتي 8الوالة عليها

، ورغم أن ما 9"اجتماعية جديدة مسيطرة حلت مكان تلك الشرائح القديمة فظهرت شريحة

تم جمعه من معطيات ال يفصح عن تفاصيل الحياة االجتماعية ألفراد هذه القبائل في بيئة

يخلو من إشارات توضح ما تميز ا عليه في بالد المغرب، فإن األمر الوتختلف عما تعود

، وتعاورته م1144/هـ 539بن حمدين التغلبي قاضي قرطبة، دعي له باإلمارة سنة هو أبو جعفر حمدين بن محمد - 1

.104-103، إبن سماك العاملي، تاريخ قضاة األندلس، صم1152/هـ547المحن إلى أن توفي سنة .254، ص نفسهابن الخطيب، المصدر - 2 .254-251صابن الخطيب، نفسه، - 3 . 30م، ص2006 1المجتمع، مطبعة جذور للنشر الرباط، طمحمد المغراوي، الموحدون وأزمات - 4هم صاحب ءترأس هذا الوفد أبو بكر بن العربي الفقيه المالكي إلى جانب عدد من الفقهاء واألعيان، وقد أورد أسما -5

. 147الحلل الموشية، ص .138، و الحلل الموشية، ص33المصدر السابق، ص ،ابن عذاري -6 .ا البحثمن هذ 22ينظر ص -7 .268، ص المصدر السابقابن الخطيب، - 8 م1991عز الدين موسى، الموحدون في الغرب اإلسالمي، تنظيماتهم ونظمهم، دار الغرب اإلسالمي، بيروت - 9

.213ص

- 59 -

في مجتمع 1البربري ناألندلس، كظهور لغة تخاطبهم باللسان على وبه البربر الوافد

، 2فبرزت أسماؤهم وأطعمتهم البربرية في غير موطنهم ،متعدد األجناس والقوميات

، وشيوع أسماء المصامدة في الوسط األندلسي نسبة إلى كبرى قبائل 3وشهرة جمال بناتهم

ند ابن سعيد وعبد الواحد المراكشي الموحدين، وهو ما تعداه إلى التسمية القبلية للدولة ع

.كتاب الدولة أو من أرخها ذهب إليهخالفا لما 4"دولة الصامدة" بوصفهما لها بـ

كان األمر فإنه بات من الواضح أن األندلس أضحت مقبلة على مرحلة جديدة ما وأيا

توجهات من حكم بربر بالد المغرب بعد تلك التي شهدتها زمن المرابطين غير أنها ذات

ـ بين أيدينا من حيث 5فكرية وعقدية مختلفة تماما، جسدت بعض مالمحها أقدم رسالة

تاريخ صدورها ـ وجهها عبد المؤمن بن علي إلى من والهم على أمر األندلس، وفيها

هم اليحثهم على العدل بين الناس، ويحذرهم من مغبة قتل المسلمين واستباحة أمو

البربري، منها الخطبة التي ألقاها الشيخ الزاهد أدل على ذلك الخطب التي كانت تلقى على جيوش الموحدين باللسان -1

، ينظر مقتطف منها م1171/هـ567أبو محمد عبد الواحد بن عمرـ أحد أعالم البربرـ عند حصار رندة سنة عند م 1172/هـ568، وأخرى ألقاها في حضرة أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي سنة 140ص 02بالملحق رقم

. 524محاصرة آبلة، ابن صاحب الصالة، المصدر السابق، ص يين الصنهاجيين نهاية القرن رلبربرية بالظهور في المشهد األندلسي بشكل واضح مع دخول الزيتبدأ األسماء ا -2يصالتن، يعفور، يلول ( ، ثم مع المرابطين، وتتعدد أكثر مع دخول الموحدين الذين نجد منهم في هذه الفترة م10/هـ4

، كما )ابن تيمصيلت، ابن تلكعت وغيرهم بن جلداسن، ينتان، يدر، ابن وانودين، ابن يعمور، ابن يمور، بن بخيت،حملت بعض ألوان الطعام مسميات القبائل البربرية كالصنهاجي الملوكي واللمتونية ورفيس البربر، وقد تزامن ظهورها

، ومؤلف مجهول، كتاب الطبيخ في المغرب 50- 46، صالسابقمع العهد الموحدي، ينظر ابن عذاري، المصدر اإلسالمية، مدريد، المعهد المصري للدراساتا و هويثي ميرندا، مجلةسيالموحدين، تحقيق أمبرو واألندلس في عصر

.187 - 24م، ص1961-1962ذاع صيت شهرة جمال نساء البربر في بالد المغرب منذ الفتح اإلسالمي لبالدهم، فكن يؤخذن سبايا إلى بالد - 3

ربرية تتبوأ مكانة بارزة في قصور األمويين، ومنهن والدة األمير المشرق زمن الحكم األموي، وهو ما جعل المرأة البوالتي ارتفعت مكانتها من جارية إلى أم ولد، " أتل"عبد الرحمن بن معاوية مؤسس الدولة األموية باألندلس واسمها

ح صفاتهن على شهرة البربريات فمد م12/هـ6ويؤكد السقطي الذي بين بعض جوانب المجتمع األندلسي خالل القرن بين بقية نساء األندلس وحكى عن رئيس النخاسين بالمشرق تفضيله للبربرية كتامية األم صنهاجية األب ومصمودية

. 50ص) د ت( المنشأ ينظر السقطي، في آداب الحسبة، تحقيق ليفي بروفنسال وكوالن، مكتبة أرنست لوروا، باريس فإن ابن سعيد اقتصر على " المصامدة"و" الموحدية"وصف الدولة بين إذا كان عبد الواحد المراكشي قد نوع في - 4

منصور : "، وجرد أبناء عبد المؤمن من ألقابهم السلطانية كقوله"والة الصامدة"و" الدولة المصمودية "الوصف القبلي لها ا يقال عن المرابطين، ، وهو م"مأمون بني عبد المؤمن"و" مستنصر بني عبد المؤمن"و" منصورهم"و" بني عبد المؤمن

1، وابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ج223و 179-12ينظر عبد الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص .257-250ص 2، وج193،238،340ص

، رسائل موحدية، م1148/هـ543ربيع األول سنة 16عندما وصل إلى تينملل في بن علي وجهها عبد المؤمن -5 .61، ص1م، ج1995وي، منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، المغرب وتحقيق أحمد عزا جمع

- 60 -

مهددا ومتوعدا من 1يؤخذ عنهم من مغارم بمختلف أنواعهاوأعراضهم، وإبطال ما كان

ضرورة قطع تلك المفاسد وإشعار السكان باالطمئنان "فقد كان يرى . يأمر بشيء من ذلك

.2"إلى الحكم الجديد وتشريعاته

اهتمام - 2

:الموحدين باألندلس وأهلها

زيادة على تلبية نداء لقد أولت الدولة الموحدية اهتماما بالغا باألندلس وأهلها، ف

استنجاد األندلسيين بها في وقت حرج من تاريخهم، والعمل على إعادة االستقرار بعد

إنهاء موجة االضطرابات الداخلية، األمر الذي حمل ابن الخطيب على الوصف بأنها

، ثم حمل لواء المنافحة والذود عن حوزتها بتصدي3"أنقت األرض من عشب الثوار "

، عملت على توطيد صلتها 4ها في حمالت جهادية طويلة العتداء الممالك النصرانيةخلفائ

بسكان األندلس عن طريق نشر العدل والمساواة، ومن ذلك قيام الموحدين بمعالجة أخطاء

خشية أن ينسب للدولة ما يتعارض مع ما ؛حزموقادتهم في حق األندلسيين بصرامة

أن نذكر هنا حادثة أخوي المهدي بن تومرت بإشبيلية روجت له من أفكار وشعارات، ولنا

مذهب "وقد ظهر منهما 5"استطالة أيديهما على أهلها وعلى األندلسيين المجاورين لها" من

فكان أن أخرجهما 6"مذهب في قتل الناس وإباحة الدماء وأخذ األموال واتصال االعتداء"

سف في سلطته من عماله عبد المؤمن من األندلس وقطع صلتهما بها، وتعقب من تع

من ذلك على سبيل المثال مواجهته لما قام به أبو ،وموظفيه بالمالحقة والطرد من األندلس

.64ص 1أحمد عزاوي، رسائل موحدية، المصدر السابق، ج المكوس والقباالت وتحجير المراسي وغيرها،ك - 1 .14ص 2ج ،أحمد عزاوي، المصدر نفسه -2 .137، ص3ابن الخطيب، اإلحاطة في أخبار غرناطة، ج -3موحدون في معارك مختلفة مملكة البرتغال في غرب األندلس وليون وقشتالة وآرغون في الشمال واجه ال -4

والشرق، وقدموا في سبيل الذود عن األندلس النفس والنفيس، ينظر عن تفاصيل هذه المعارك ونتائجها، معمر الهادي . 84محمد القرقوطي، المرجع السابق، بداية من ص

. 39المصدر السابق، صابن عذاري، -5 .98نفسه، ص -6

- 61 -

إنفاذ السيف في برهم "باعتدائه على أهل لبلة حيث أقدم على 1يحيى بن يمور ءزكريا

مر ، فلما بلغ خبره عبد المؤمن أ 2"ولم يصغ إلى صوت مستغيثهم وخبيثهم

باعتقاله في الحديد وإعادته إلى عدوة المغرب، ولم تخل عهود أبناء عبد المؤمن من

أحداث مشابهة سببها جور الوالة والعمال والتي تم مجابهتها بإنزال العقوبة على المتسببين

األمر و ،منهج الكتاب والسنة تباعاب، مع ما يمكن أن نستشفه من نبرة التذكير 3فيها

نهي عن المنكر الذي نصت عليهما بعض رسائلهم الرسمية الموجهة إلى بالمعروف وال

.القائمين على شؤون الدولة في األندلس

إن أرض األندلس تستحق :" ومن تهمم الموحدين بأمرها أثر عن عبد المؤمن قوله

-580(وجاءت وصية أبي يوسف يعقوب المنصور ،4"منا كل غال ونفيس

سمو المكانة التي حضيت بها في خلده، وهذا عندما لتدل على ) م1198-1184/هـ595

صاغ وصفا ينم عن ضرورة اهتمام من يخلفه بها، ورعاية من قد يكون مصيرهم الضياع

األيتام أهل جزيرة :"وعندما سئل عن معنى ذلك قال 5"أوصيكم باأليتام واليتيمة : " بقوله

لم أقف على ترجمته، وحسب ابن عذاري فإنه كان مترددا بالنظر والحماية بما أمر به من الوالية بقرطبة وإشبيلية، - 7

52ابن عذاري، المصدرالسابق، ص .52المصدر السابق، صابن عذاري ، - 1سلط أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن عقوبة القتل على الطالب عمر بن سحنون والي م 1172 /هـ568في سنة - 2

كانت السطوة على الوزراء والعمال ومنهم أبو عبد اهللا محمد م1177/هـ573باجة الستبداده وظلمه للرعية، وفي سنة عد أن أخذ ماله، وفي عهد نكب محمد بن عيسى مشرف إشبيلية ب م1175/هـ571بن معلم مشرف إشبيلية، وفي سنة

ألخذه أموال التجار وإذايته م1188/هـ584المنصور الموحدي كانت نكبة والي مرسية أبي حفص الملقب بالرشيد سنة بسبب م 1204/هـ601للناس، وعزل محمد الناصر بن المنصور عمه أبا إسحاق بن أبي يعقوب والي إشبيلية سنة

.، وغيرها من األحداث الشبيهة243، 199، 139، 128اري، نفسه، ص ينظر ابن عذ. مظالم الخواص والعوام . 139ابن القطان، المصدر السابق، ص - 3ابن سماك العاملي األندلسي، رونق التحبير في حكم السياسة والتدبير، تحقيق سليمان القرشي، دار الكتب العلمية - 4

وقد اقتصر ابن سماك هنا 141ص 03لحق رقموينظر مقتطف من هذه الوصية بالم. 157م، ص1،2004بيروت ط، مما يفيد أن ابن سماك العاملي هو نفسه مؤلف 160وكذا صاحب الحلل الموشية، ص على ما له عالقة باألندلس،

الوصية أطول من ذلك، و. الحلل، وقد رفع عبد القار بوباية الجهالة عن هذا المصنف بإعادة تحقيقه وهو تحت الطبع .232- 230، صالمصدر السابقامها ابن عذاري، حيث أوردها بتم

- 62 -

يهم فعله تحصينا لها من ضربات ثم ذكرهم بما يجب عل 1"األندلس، واألندلس هي اليتيمة

.2النصارى صونا لها وألهلها، كما أمرهم بإجراء الشرائع على منهاجها

.157ابن سماك العاملي األندلسي، المصدر السابق، ص - 5 .157نفسه، ص - 6

- 63 -

:اإلسهام العلمي للموحدين في األندلس - 3

انتهج الموحدون منذ انطالق دعوتهم سبيل العلم والمعرفة من أجل بعث مجتمع

–داعية الموحدين– إسالمي هدفه اإلصالح والتجديد، وكانت لشخصية ابن تومرت

ى، فقد عاد من ذومستواه العلمي دور بارز في تعبئة من حوله ومثال القدوة التي تحت

، ولنشر دعوته 1"بحرا متفجرا من العلم وشهابا واريا من الدين"رحلته المشرقية العلمية

وترسيخها ألف مجموعة من الرسائل تنوعت مواضيعها بين العقيدة والفقه والخطاب

، أخذ فيه بعين االعتبار بنية المجتمع 3، واتبع منهجا تعليميا صارما2لوعظي والسياسيا

، ولم تنقطع وتيرة هذا 4"فعلمهم التوحيد باللسان البربري"لبربري حيث استعان بلغتهم ا

، بل سار على دربه خليفته عبد المؤمن بن علي )م1129/ هـ524(النهج بوفاته سنة

ش ضمت آالف الطلبة من المغرب واألندلس يتعلمون فيها القرآن فأسس مدرسة بمراك

ولما "، 5والحديث ومؤلفات ابن تومرت وفنون الحرب، ومن حينها عرفوا بطلبة الحضر

، في خطوة 6"كمل له المراد فيهم عزل بهم أشياخ المصامدة عن والية األعمال والرئاسة

.لةمنه لمنح أهل العلم األفضلية في تولي أمور الدو

أن المصادر ال تطلعنا على تكرار مثل هذه التجربة لدى خلفائه إال أن وتيرة والواقع

الدفع بالحركة العلمية في منحاها العام استمرت مع استمرار بناء الدولة وتوسيعها، ولعل

هذا االنشغال هو الذي حمل الموحدين على عدم فرض تعاليم ابن تومرت بمختلف

.302، ص 6ابن خلدون، المصدر السابق، ج - 1ب كتا"و" كتاب اإلمامة"، و"كتاب الطهارة"، و"كتاب تحريم الخمر"و" المرشدة في التوحيد"و" أعز ما يطلب"نذكر منها - 2

، وقد وردت عناوين هذه الرسائل وغيرها في آخر ورقة من "الكالم في العموم والخصوص"، و"عالمة المنافق"و" الزكاةج، الخزانة 840عنوانا، ينظر ابن تومرت، مخطوط موطأ ابن تومرت، رقم 43وبلغت " موطأ إبن تومرت"كتاب

.142ص 04 ق رقمالملحوالعامة، الرباط، ، مذكرة ماجستير )م1129 -1116/ هـ524 -510(الموحدية المنهج بلقاسم فياللي، التعليم والدعوة ينظرعن هذا - 3

-2003غير منشورة، قدمت بكلية الحضارة والعلوم اإلنسانية واالجتماعية، قسم التاريخ، جامعة منتوري، قسنطينة، .ما بعدها و 34ص م،2004

.226ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص - 4 .172، وعبد الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص 150مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص - 5 .151، ص السابقمؤلف مجهول، المصدر - 6

- 64 -

أصبحوا يتعاملون مع تراثه على أساس ف" لسياسية على أهل األندلس، خطاباتها المذهبية وا

أنه معطى جاهز بخلفية تقديسية أثرث على استيعابهم له، واقتصروا من ثم على األخذ

ببعض جزئياته فقط، خاصة وأن التومرتية تحولت إلى مجرد رسوم وطقوس رسمية،

، 1"عصبية المتحولة إلى دولةأصبح الهدف منها هو تقوية تماسك الصف الداخلي لل

الحديث عن الجوانب الحضارية والعلمية في هذه الفترة بقيت متباينة بين مختلف و

حواضر الغرب اإلسالمي حيث فرضت األندلس نفسها بحكم رسوخ زخمها الحضاري،

.منها تستفيدوهو ما جعل الدولة الموحدية

دون من الحضارة إنما يعود إلى وحسب ابن خلدون فإن الحظ الكبير الذي ناله الموح

األندلس وأهلها، في نظرة أحادية غلب فيها أسلوب المعروف عنذلك اإلشعاع الحضاري

، وهذا 2على األندلس ماالستفادة الطوعي واإلكراهي بانتقال علمائها إليهم بعد استيالئه

دين من وجهة الطرح الخلدوني إنما يندرج ضمن مجمل األمثلة التي ساقها عن دولة الموح

التأثير الحاصل بين البداوة والحضارة، دون أن يستحضر شواهد اندماجهم مع وتيرة

الحراك الحضاري الذي عرفته األندلس، وإسهاماتهم في مختلف تجلياته السياسية

.واالقتصادية والعمرانية والعلمية

بد من وألن الجانب العلمي في األندلس هو أبرز ما يهمنا في هذا الموضوع فال

عرض ما له صلة بنظام التعليم وأماكن انتشار تحصيله، ومعرفة مدى إسهام خلفاء

الموحدين ووالتهم في الحياة العلمية عامة، مع عرض لمحة موجزة عن تأثير الفكر

.العقدي والمذهبي للموحدين في األندلس، وموقف علمائها منه

:نظام التعليم في األندلس على عهد الموحدين - أ

ت بوادر الحركة التعليمية في األندلس منذ زمن الفتح اإلسالمي، واتضحت ظهر

معالمها مع تعاقب الدول وازدهار العمران، وعناية الحكام بالعلوم وتشجيع العلماء

.52محمد المغراوي، المرجع السابق، ص - 1 .464، ص 1ابن خلدون، المصدر السابق، ج - 2

- 65 -

ال لكنها، وقد تواصلت هذه الحركة مع تواجد الموحدين في العدوة األندلسية، و1وتقريبهم

السابقة إال ما كان من إضافة أثبت الموحدون من خاللها تختلف كثيرا عما شهدته العهود

.قدرة على الدفع بالحركة التعليمية ومسايرة تطورها

انتشار مكاتب تعليم الصبيان:

أن يكون عرف مكان تعليم الصبيان في األندلس بالمكتب، ويكاد هذا المصطلح

ب المكتب والمعلم والمؤدب، ، وأطلق على القائم عليه لق2األكثر تداوال لدى أهل األندلس

ويفهم من كثرة حامليه في كتب التراجم أن انتشار المكاتب كان واسعا، وفي أحايين كثيرة

بالمسجد، وشمل مختلف المدن والقرى األندلسية، وهي بالنسبة للصبيان أولى ارتبط اسمه

هتمامهم بهذه مراحل التعليم، كتب حولها أهل األندلس مصنفات ورسائل دلت على مدى ا

عن الشروط التي ينبغي أن -على العموم-المرحلة المهمة في حياة المتعلم، وقد تحدثت

تتوفر في المعلمين وأماكن التعليم، ووصايا للمؤدبين عن طرق التلقين وأهم ما يلقن

للصبيان وأساليب التعامل معهم، ورغم التباين الواضح بينها، إال أن تحفيظ القرآن وتعليم

.لغة العربية هما أبرز ما تم التأكيد عليهال

3حبيب الملك بن وأقدم ما وقع بين أيدينا من هذه المصنفات رسالة عبد

" آداب المعلمين" كتاب :، وبعده ظهرت عدة كتب منها4إلى معلم ولده) م852/هـ238ت(

تاريخ التعليم في األندلس، مطبعة االستقالل ينظر عن تطور حركة التعليم في األندلس، محمد عبد الحميد عيسى، - 1

.65م بداية من ص 1982، 1الكبرى، القاهرة، ط ، المصدر السابق،اليالزج. ، ويبدو أنها متأخرة من حيث الظهور"المحضرة والحضار"هناك مسميات أخرى مثل - 2يق ليفي بروفنسال، مطبعة المعهد ، وابن عبدون ثالثة رسائل أندلسية في آداب الحسبة والمحتسب، تحق286، ص 1ج

، بينما يؤكد الرصاع أن المغاربة يطلقون على المكتب اسم 26-25م ص1955الفرنسي لآلثار الشرقية، القاهرة، وجميع هذه األسماء ال زالت . 14م ص1967المسيد، فهرست الرصاع، تحقيق محمد العنابي، المكتبة العتيقة، تونس

.اليوم متداولة لدى المغاربة إلىعبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي، نشأ في قرطبة وتعلم على يد علمائها، رحل إلى أبو مروان هو - 3

المشرق لطلب العلم، وعند عودته ضمه األمير عبد الرحمن بن الحكم األموي إلى طبقة المفتين وأهل الشورى إلى أن 1ابن الفرضي، المصدر السابق، ج. ات في الفقه والحديث والتاريخوالبن حبيب عدة مؤلف م،852/هـ238توفي سنة

. 359ص .59- 57م، ص 1972، 7ابن حبيب، رسالة إلى معلم ولده، تحقيق سعيد أعراب، مجلة الثقافة المغربية، العدد - 4

- 66 -

، كما عرض )م958/هـ347ت ( 1في خمسة أجزاء ألبي عمر أحمد بن عفيف القرطبي

، وتحدثت 2هما حول تعليم الصبيانءآرا) م1267/هـ666ت(بكر بن العربي والرعينيأبو

، وألف أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن األزدي 3كتب الحسبة عن الموضوع ذاته

، وقد ناقش بعض الباحثين5"تلقين الوليد الصغير"كتاب ) م1186/ هـ582ت( 4اإلشبيلي

، وأظهرت المصادر مدى حرص 6في األندلس بإسهاب تاريخ المكاتب وما يتصل بها

الموحدين على العناية بالصبيان وتحفيزهم على التعلم في المراحل األولى من حياتهم في

.7بالد المغرب واألندلس

أمر عبد المؤمن بن علي أتباعه في إحدى رسائله الموجهة إلى مختلف الواليات

، وعرف عن 8مهر المعلمين والقراءبضرورة تعليم القرآن وتحفيظه للناس عن طريق أ

خلفائه شدة حرصهم على اختيار أشهر المؤدبين علما وأدبا لتربية وتعليم أبنائهم، حيث

أحدهما بر في دينه واآلخر بحر " اختبر المنصور الموحدي معلمين لولده وصفا له بأن

م، ظهر الفساد في أعوذ باهللا من الشيطان الرجي"، فكان جوابه إلى من وصفهما 9"في علمه

دليل يثبت كرم ما كانت تغدقه خزينة الدولة من ، ورغم أن ثمة أكثر 10"في البر والبحر

ناس بمسجده هو أحمد بن عفيف بن عبد اهللا بن مريوال بن جراح بن حاتم األموي من أهل قرطبة، كان يعظ ال - 1

.47بحوانيت الريحاني، ويعلم القرآن فيه، ابن بشكوال، المصدر السابق، ص -233، ص 1، ج)د ت(عمار طالبي، آراء أبي بكر بن العربي الكالمية، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر - 2

م، 1962حياء التراث القديم، دمشق برنامج شيوخ الرعيني، تحقيق إبراهيم شبوح، مطبوعات مديرية إ ، والرعيني،234 . 270ص

.25، وابن عبدون، المصدر السابق، ص 68السقطي، المصدر السابق، ص - 3، كان ذا حظ من الفقه م1116/هـ510هو عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد اهللا األزدي اإلشبيلي، ولد سنة - 4

لى الخطبة وصالة الجماعة بجامعها األعظم، ووالية القضاء، والحديث واللغة، رحل إلى بجاية وتخيرها وطنا، وفيها توالغبريني، المصدر ،م1188/هـ582في بجاية سنة يرحل إليه الطلبة من كل صوب، وقد خلف عدة تآليف، توف

18ص السابق، .م2003، 1الطنجي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط رانيحققه أبو الفضل بدر العم - 5، وصفية 79، ويوسف العريني، المرجع السابق، ص217الحميد عيسى، المرجع السابق، ص منهم محمد عبد - 6

، غير منشورة الموحدين، رسالة ماجستير في التاريخ اإلسالمي الديب، التربية والتعليم في المغرب واألندلس في عصر .138ص ،م2001 -2000 ،الجزائر قسم التاريخ، العلوم اإلنسانية، قدمت بكلية

. 178ابن القطان، المصدر السابق، ص - 7 .133م، ص1941رسائل موحدية عن كتاب الدولة المؤمنية، تحقيق ليفي بروفنسال، الرباط، - 8 .32الزركشي، المصدر السابق، ص - 9

.من سورة الروم 41، وهي اآلية 33نفسه، ص -10

- 67 -

ال تطلعنا بما فيه إال أن المصادر 1الموحدية من أرزاق وأعطيات على الطلبة وأهل العلم

الكفاية عن عالقة السلطة بهذه المكاتب من حيث تنظيمها واإلشراف على تسييرها، بما

حي أن أمرها كان خاضعا لعرف المجتمع وعاداته الموروثة، وأن األعيان وأهل العلم يو

هم من كان يقف وراء تعيين المؤدبين وترتيب أمور المكاتب، وهو ما يستشف من تراجم

، حتى أن منهم من أنهى حياته 2األعالم الذين اشتهروا بهذه المهنة، وحصلوا نفقتهم منها

علما للصبيان بعد أن قضى ما سبق منها في التدريس والرواية للطلبة العلمية في المكاتب م

يثبت ما ، من غير شعور بالحرج من ذلك تواضعا للعلم وأهله، ولم نقف على 3األكبر سنا

.4في أمرها كدليل يمكن أن يقاس عليه لتم التساهي نه كانأيثبت

ظ القرآن وتعلم العربية وال غرابة أن تدفع األسر البربرية بأبنائها إلى أماكن تحفي

على غرار بقية األسر األندلسية، وإن لم تورد لنا المصادر عنها الشيء الكثير، فال بأس

وكان إيراده لها على سبيل السخرية والتهكم –ابن سعيد األندلسي 5من االستئناس بحكاية

ية إلى ، وما قد يستفاد من رسالة طلبة الموحدين والكافة من أهل إشبيل- من البربر

المنصور الموحدي عند وصفهم لحال المصنف الذي بعث به إليهم، فكان ردهم أنهم

عمرت بدراسته المساجد "، و6"أخذوا بتحصيله كافة نسائهم وصبيانهم وإمائهم"

. 7"والمحاضر

المساجد ودور العلماء:

ة عرفت المساجد في تاريخ الحضارة اإلسالمية بتعدد أدوارها التي أسهمت في ترقي

دينيا على اعتبارها بيوت للعبادة، ودعويا بنشرها لرسالة اإلسالم ،الفرد والجماعة

.204عبد الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص - 1 .69، ص 1، وابن الخطيب، اإلحاطة في أخبار غرناطة، ج180، ص 2تكملة، جابن األبار، ال - 2 .261، وابن عسكر وابن خميس، المصدر السابق، ص 439ص 1ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 3ع لمعايير أن وظيفة التعليم بالكتاتيب في العصر الموحدي لم تخض –بال دليل - حيث ادعت الباحثة صفية الديب - 4

محددة كالحصول على اإلجازة مثال، وأن الواحد يكفيه أن يستوعب كتابا في التاريخ أو غيره يؤهله لممارسة التعليم، .115صفية الديب، المرجع السابق،ص

.من هذا البحث 10ينظر عنها، ص - 5 .210ص 2ج رسائل موحدية، - 6 .210نفسه، ص - 7

- 68 -

والتعريف به، وتعليميا ألجل أنها منارات لنشر العلم واحتضان طلبته، إلى جانب أدوار

، وإذا اقتصرنا على الجانب 1سياسية واقتصادية واجتماعية ال تقل أهمية عما سبق

س تحديدا جاز أن يطلق عليها مصطلح المدارس لمالزمة التدريس بها التعليمي وفي األندل

ألهل األندلس مدارس تعينهم "مع توجيه مقصد ابن سعيد األندلسي الذي نفى أن يكون

في أغلب –بأن المراد به 2"على طلب العلم، بل يقرؤون جميع العلوم في المساجد بأجرة

لتي شاهدها في بالد المشرق، والتي لم تقتصر المدارس النظامية الشبيهة بتلك ا –الظن

، ولذلك اعتبرها أحد الباحثين الفارق الوحيد، حيث ظلت العلوم 3على العلوم النقلية لوحدها

.4العلوم العقلية في األندلس تدرس بعيدا عن المساجد ولم تفرد لها مدارس خاصة

اهتموا ببنائها وإذا كان في إقامة المساجد فتح لمدارس العلم ونشره فإن الموحدين

.تنشيطا للحياة العلمية وفسح مجال التعلم ألعداد كبيرة من المجتمع األندلسي 5وتوسعتها

وإلى جانب المساجد نالت منازل العلماء شهرة واسعة حيث اتخذوا منها مدارس

يقصدها الطلبة سعيا منهم لكسب الوقت ورجاء خدمة العلم ونيل ثوابه، دون أن يمنع ذلك

، ولنا في وصف ابن بشكوال أبلغ دليل على أهمية دور العلماء 6م من طلب األجرةبعضه

الذي كان يقصده الطلبة في داره بإحدى قرى 7عند ترجمته ألبي عمر أحمد بن سعيد

ثم عدد أوصاف ما جهز لهم من طعام وتدفئة 8"نيف على أربعين تلميذا" األندلس، وهم

كتب التراجم أن األمر لم يقتصر على منازل العلماء، وإكرام لمدة ثالثة شهور، وتفيدنا

.82م، ص2006 1تاريخ المساجد في اإلسالم، دار ابن حزم، بيروت، ط ينظر عن هذه الجوانب، محمد ناجي، - 1 .220، ص 1المقري، المصدر السابق، ج - 2ينظر عن بعض هذه المدارس، ابن سعيد األندلسي، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة، تحقيق حسين نصار، - 3

.114م ص 1970، 1مطبعة دار الكتب، القاهرة، طا، التربية اإلسالمية في األندلس أصولها المشرقية وتأثيراتها الغربية، ترجمة الطاهر أحمد مكي، دار خوليان ربير - 4

.135م ص 1980، 1المعارف، القاهرة، ط .157مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص - 5 .463ص 5ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 6قرطبي، اشتهر بتعليم الطلبة وإكرامهم، ابن بشكوال، المصدر هو أحمد بن سعيد بن علي األنصاري ال - 7

. 245السابق،ص .49، ص نفسهابن بشكوال، المصدر - 8

- 69 -

بل تعداه إلى وجود أماكن مختلفة لجأ إليها أهل األندلس قصد تحصيل العلم كدكاكين

. 1الموثقين والوراقين

:إسهام خلفاء الموحدين ووالتهم في الحياة العلمية باألندلس - ب

عوتهم وترسيخ أركان دولتهم إن النهج العلمي الذي اختاره الموحدون أساسا لبعث د

مهد لهم طريق اإلسهام في الحياة الفكرية المزدهرة باألندلس، ولم تمنع حمالتهم ضد

النصارى، ومواجهة المنتزين عليهم من تغليب الجانب السياسي والعسكري على حساب

التوجه العلمي والديني لدولتهم كذاك الذي غلب على غرمائهم المرابطين، وكان للنصيب

العلمي الذي حازه خلفاء الدولة ووالتها الداخلين إلى األندلس والقائمين على أمرها دور

في رعاية العلوم وتشجيع الناس على طلب العلم، وإقامة المحاضرات األدبية والمجالس

فقد كان عبد 2العلمية، وطبعوا كل ذلك بطابعهم الثالثي الخاص، العظمة والدين والتجديد

ح اللسان، نبيها عالما بالجدل فقيها في علم األصول، حافظا لحديث رسول فصي" المؤمن

متقن الرواية، مشاركا في كثير من العلوم الدينية والدنيوية ) صلى اهللا عليه وسلم(اهللا

ن حبه ألهل أ، و3"إماما في النحو واللغة واألدب والقراءات، ذاكرا للتاريخ وأيام الناس

ويجري عليهم األرزاق الواسعة ويظهر التنويه بهم "م العلم جعله يقربهم ويؤثره

وال تخلو المصادر التاريخية واألدبية من شواهد عن حسن عالقته بطبقة ،4" واإلعظام لهم

ن وجدت بعض صور امتحانهم والتضييق عليهم فإنها ليست سمة غالبة إ، و5بطبقة العلماء

مية عشرة ابنا عمل على تأديبه، وقد عد أهل التاريخ لعبد المؤمن ثمان6غالبة في عهده

أهلهم ذلك لواليات ف ،مهر المؤدبين وكبار العلماءأوتلقينهم مختلف العلوم، وجلب لهم

.273ص 1، وابن األبار، المصدر السابق، ج38الرعيني، المصدر السابق، ص - 1 .13محمد المنوني، المرجع السابق، ص - 2 .267ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص - 3 .172د الواحد المراكشي، المصدر السابق ص عب - 4زدي، بدائع البدائه، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، و ابن ظافر األ. 419ص 3ينظر المقري، المصدر السابق، ج - 5

.182، ص نفسهوعبد الواحد المراكشي، المصدر ، 134ص ،م 1992، 1المكتبة العصرية، بيروت طدا قاس ما تعرض له الفقيه محمد بن خيرة القرطبي من رعب بسبب تهديد عبد المؤمن من الغريب أن هويثي ميرن - 6

له على تعميم ظاهرة رعب العلماء في البالد إبان عهده، هويثي ميرندا أمبروسيو، التاريخ السياسي لإلمبراطورية .144ص 2004 1لبيضاء، طالموحدية، ترجمة عبد الواحد أكمير، منشورات الزمن، مطبعة النجاح الجديدة الدار ا

- 70 -

أحسن الناس ألفاظا " ، وكان خليفته أبو يعقوب يوسف 1األعمال في المغرب واألندلس

ويربط ،2"العربية للغةن، وأسرعهم نفوذ خاطر في غامض مسائل النحو، وأحفظهم آبالقر

أعبد اهللا عنان بين هذه األوصاف وأصوله من ناحية أبيه وأمه والبيئة البربرية التي نش

8 من عمره، وفيها قضى 18شبيلية وهو لم يتجاوز إفيها، وأن والده عينه واليا على

، وعند توليه الخالفة بعد وفاة 3أعوام مكنته من اإلطالع على الحياة الفكرية المزدهرة بها

اهتم برعاية العلماء واستجالبهم وإغداق العطايا واألرزاق عليهم، وكان شغوفا بجمع أبيه

، وقد أعجب ابن رشد بحب أبي يعقوب 4الكتب حتى شبه بالحكم المستنصر باهللا األموي

رأيت منه غزارة حفظ لم أظنها في أحد من المشتغلين بهذا : "وشدة تعلقه بعلم الفلسفة بقوله

عالما بالحديث والفقه واللغة مشاركا " ابنه أبو يوسف يعقوب المنصور ، وكان 5" الشأن

، 6" في كثير من العلوم النافعة للدين والدنيا، محبا في العلماء معظما لهم صادرا عن رأيهمبناء المساجد والمدارس في بالد المغرب واألندلس وأجرى المرتبات على " ، وأسهم في 6

، وتابعه على هذا النهج ابنه محمد 7"هم وطبقاتهمعلى الفقهاء والطلبة على قدر مراتب

فاحتفى بالعلماء وأكرم وفادتهم عليه ) م1213-1198/هـ610-595(الناصر لدين اهللا

، وعلى الرغم مما أصاب 8وأجزل لهم العطاء على ما كان يرفع إليه من كتب ومصنفات

لنصارى في األندلس، على يد ا) م1212/هـ609(قاب سنة الدولة الموحدية بعد هزيمة الع

وبداية مرحلة الضعف وكثرة الفتن إال أن الحركة الفكرية األندلسية استمرت في االحتفاظ

، واستمر خلفاء الدولة في تشجيع الجوانب العلمية، ولم يختلف وصف بن أبي 9بنشاطها

، وعبد اهللا عالم، الدولة 50المصدر السابق، ص ي،، وابن عذار259ص 1السيوطي، المصدر السابق، ج - 1

.63م ص1971 1الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن علي، دار المعارف، القاهرة ط .135، ص المصدر السابقعبد الواحد المراكشي، - 2دولة اإلسالم في األندلس، العصر الثالث، عصر المرابطين والموحدين في المغرب واألندلس، مكتبة عبد اهللا عنان، - 3

.135م ص1990، 2الخانجي القاهرة ط .175، ص المصدر نفسهعبد الواحد المراكشي، - 4 .179نفسه، ص - 5 .284بن أبي زرع، المصدر السابق، ص ا - 6 .284نفسه، ص - 7 .321ص 5مراكشي، المصدر السابق، جابن عبد الملك ال - 8 .645، ص السابقعبد اهللا عنان، المرجع - 9

- 71 -

عن ) م1231-م1226/هـ629 -هـ624(زرع إلدريس المأمون بن يعقوب المنصور

. 1ده بالمشاركة في العلوم ومعرفة اآلدابوصف والده وج

لم تخرج والية األندلس من يد بني عبد المؤمن، حيث تعاقبوا على إدارة المدن

األندلسية، واتخذوا من إشبيلية حاضرة لهم، واشتهروا بعقد مجالس العلم واتخاذ خزائن

المراكشي كعبد الملومن مناقبهم ما ذكره ابن 2الكتب والبحث عن األعالق النفيسة منها

عند ترجمته ألبي زكرياء مجد الدين األصفهاني الوافد إلى غرناطة، وقد أقدم واليها أبو

إبراهيم إسحاق بن أبي يعقوب بن عبد المؤمن على إرسال من يوصله إليه، وعندما أبى

ا إشارة ذلك هم الوالي باالتفاق معه وااللتقاء بمكان ال يراهما فيه أحد لألخذ عنه، وفي هذ

بن عبد عثمان أبو سعيد ومنهم 3إلى حرص الوالي على العلم والتقرب من العلماء

محبا لآلداب مؤثرا ألهلها، يهتز للشعر " واله والده على غرناطة فكان الذي المؤمن،

، وكان 4ويثيب عليه، وقد اجتمع عنده من الشعراء وأعيان الكتاب ما لم يجتمع عند غيرهم

ي عبد اهللا بن يوسف بن عبد المؤمن والي إشبيلية يتخير أمهر وكان أبو عمران بن أب

الكتاب والنساخ في األندلس، ويشير عبد الواحد المراكشي عند نزوله إشبيلية أن أحد

من واليها إبراهيم بن أبي يعقوب يوسف أخي الخليفة الموحدي الناصر " أصدقائه قدمه

عند بن علي بت أبناء عبد المؤمن ثأ، وقد 5"فحظي عنده وأصبح من أصحابه وجالسه

نا من األندلسيين أهل الحضارة والعلم رغم قدومهم من أقل شأدخولهم األندلس أنهم ليسوا

.6غلب عليها طابع البداوةيبيئة بربرية

.328، ص المصدر السابقابن أبي زرع، - 1 .299- 297ص 5ج ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، - 2 .411ص 8نفسه، ج - 3 . 165عبد الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص - 4 .173، ص نفسه - 5

Dominique Urvoy, pensée d’Al-Andalous, la vie intellectuelle a cordoue et seville au temps des empires 6 - berbères (fin XIe siècle- début XIIIe siècle)- édition du centre national de la recherches scientifique,

Toulouse,1990.P 63.

- 72 -

:ميادين الحياة العلمية -ج

اشتغل أهل األندلس بمختلف العلوم النقلية والعقلية، ونالت العلوم الشرعية أهمية

.أكثر من غيرها، وتليها علوم اللغة ثم التاريخ والسير، وبدرجة أقل العلوم العقلية

العلوم الشرعية:

وتشمل علوم القرآن وعلم القراءات والتفسير وعلم الحديث وعلم الكالم والفقه

، ومن المالحظ أن مدرسة الحديث شهدت في هذه الفترة اهتماما بالغا أسهمت 1وأصوله

بالعودة إلى الكتاب والسنة، وقد عرف تهادية بقسط كبير فيها من خالل دعوالدولة الموح

شجعت العلماء على االشتغال بالقرآن 2ةعهد أبي يوسف يعقوب المنصور نهضة حديثي

3والحديث، والحذر من الخوض في علم الفروع بعد حادثة حرق كتب المالكية الشهيرة

ذه الحادثة هو الحد من االختالف الواقع بين رجال والظاهر أن دافع الموحدين من وراء ه

المذهب المالكي، والدعوة إلى التجديد بالعودة إلى أصول المذهب حسما للخالف

وتحسيس الفقهاء بخطورة التقليد وضرورة الرجوع في االجتهاد الفقهي إلى النصوص "

أن و ، 4"العصور األصلية لإلسالم، وليس فقط على ما تراكم من أقوال الفقهاء على مر

هذه الدعوة لم تفرض بشكل قصري على فقهاء المالكية إذ نجد منهم من تمسك بالمذهب،

بل وكتب أحد األندلسيين في الرد على المخالفين، ولم يمنع ذلك من توليه قضاء الجماعة

ورغم أهمية هذا المنصب إال أن أصحابه تمتعوا باستقاللية ال تقبل 5في إشبيلية ثم مراكش

علوم وأبرز من اشتهر من أعالمها والمصنفات التي ألفت حولها، ينظر يوسف العريني، تتبع يوسف العريني هذه ال - 1

.212المرجع السابق، بداية من ص -1159/هـ595 - 554( عبد الهادي أحمد الحسيسن، مظاهر النهضة الحديثية في عهد يعقوب المنصور الموحدي - 2

،م1982اإلسالمي، المغرب واإلمارات العربية المتحدة، ، طبع تحت إشراف اللجنة المشتركة إلحياء التراث)م1198 .265ص

.272ص ،السابقالمصدر ، وعبد الواحد المراكشي، 255ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص - 3 .162محمد المغراوي، المرجع السابق، ص - 4ية ومراكش على عهد الموحدين هو عبد الحق بن عبد اهللا بن عبد الحق األنصاري اإلشبيلي قاضي الجماعة بإشبيل - 5

.126 -125ص 3، وله كتاب في الرد على ابن حزم، ابن األبار، المصدر السابق، ج م1233/هـ631توفي سنة

- 73 -

، ولم يجد علماء األندلس حرجا في تدريس فروع المذهب 1تدخال من جانب السلطة تقبل

مثلما تظهر ذلك تراجم أعالم البربر عند التعرض إلسهامهم في الحياة العلمية فيما نستقبل

وبالمقابل حافظ خلفاء الدولة على رواية موطأ اإلمام مالك، وعرف عندهم ،من هذا البحث

، والنسخة المحفوظة منه إلى وقتنا تبدأ في سندها بعبد المؤمن 2"رت موطأ ابن توم" باسم

رواية عن ابن تومرت سنة ،م1149/هـ544بن علي بحضرة مراكش سنة

.م1121/هـ515

الناس على قراءة مؤلفات ابن تومرت، وأضافوا إليها شجع حكام الدولة الموحدية

يعقوب وحاديث النبوية، فقد أمر أبمصنفات تعتمد في الغالب ظاهر اآليات القرآنية واأل

يوسف بن عبد المؤمن عددا من علماء الحديث بجمع األحاديث التي تتحدث عن الجهاد،

وطلب ابنه وخليفته يعقوب المنصور بجمع أحاديث ترغب الناس في الصالة، وعرف هذا

واليات، ، وقد أرسلت هذه المصنفات إلى جميع ال3"الترغيب في الصالة " المصنف بكتاب

لم تكن ضمن " وظهر تداولها في األندلس خالفا لما جزم به يوسف العريني من أنها

مستدال في ذلك على 4" الكتب التي يدرسها العلماء في حلقاتهم، ولم تكن متداولة فيما بينهم

أن كتب تراجم –فيما سبق –أنه لم يرد ذكرها في تراجم العلماء وفهارسهم، وقد اتضح

دلس المعاصرة للموحدين ال يمكن التعويل عليها في الحديث عن إسهام الموحدين أهل األن

في الحياة العلمية باألندلس، حيث أشار ابن مغاور الشاطبي في إحدى رسائله من إشبيلية

، وتشير 5م إلى تداول أهل األندلس لمؤلفات ابن تومرت وتدارسها1174/هـ570سنة

م، محاضرة ألقيت ضمن الملتقى الدولي 12/هـ6محمد بن معمر، نظام القضاء في األندلس الموحدية خالل القرن - 1

منشورات المجلس اإلسالمي األعلى، ،)م2007الجزائر أفريل(م 12/هـ6القرن حول الحضارة اإلسالمية باألندلس فيوذهب النويري إلى أن عبد المؤمن بن علي جمع الناس على مذهب مالك في الفروع، ، 105ص 2م، ج2008الجزائر

عليق مصطفى النويري، تاريخ الغرب اإلسالمي في العصر الوسيط، من كتاب نهاية األرب في فنون األدب، تحقيق وت . 428 -427م ص1984البيضاء أبو ضيق أحمد، دار النشر المغربية، الدار

وهي ، الخزانة الحسنية ، الرباط ،ج840رقم تحت توجد نسخة مخطوطة منه" موطأ ابن تومرت" ابن تومرت، - 2قاف، المغرب، العدد األول ية يحي بن بكير كما أشار إلى ذلك محمد المنوني، مجلة دعوة الحق، نشر وزارة األورواب

وينظر الموطأ بجميع روايته، تحقيق سليم بن عيد الهاللي، مجموعة الفرقان التجارية، 68م ص1976، ماي 7سنة .142بداية من ص 1م، ج2003 1ط 05، تنظر الورقة األولى منه بالملحق رقم ، الخزانة الحسنية، الرباط4478رقم ة منه تحتمخطوطتوجد نسخة - 3

.143ص .237يوسف العريني، المرجع السابق، ص - 4 .129 - 128ابن مغاور الشاطبي، المصدر السابق، ص - 5

- 74 -

حدية الموجهة من والي إشبيلية إلى أبي يوسف يعقوب إلى ذلك أيضا إحدى الرسائل المو

المنصور جوابا عن مصير الكتاب الذي كان قد بعث به إليهم، وبهذه الرسالة جملة قرائن

ترجح أن مقصد المنصور الموحدي نشر هذا المصنف بين الناس نسخا وتعليما، في حين

نصور بشأن االهتمام أنها جواب على الم –محقق هذه الرسائل –أحمد عزاوي ذكر

:، وهذا يرد من وجوه1بالكتاب والسنة

صحيح أن الكتاب قد يطلق على الرسالة ولكن القرائن المذكورة توضح بما ال .1

يدع مجاال للشك أنه كتاب فيه توضيح ألمور الدين باالعتماد على ما ورد في الكتاب

لقد أشرقت بما تضمنه من ...الكتاب الكريم العزيز: "...والسنة، وهو ما يوضحه قولهم

.2" األنوار الساطعة واآلثار البينة الواضحة

وأن هذا الكتاب تضمن فصوال، والهدف منه هو معرفة حقيقة دينهم من كتاب .2

، واالطالع على ما ينفعهم في دنياهم من باب )صلى اهللا علية وسلم(اهللا و سنة الرسول

. األمر بالمعروف والنهي عن المنكر

كاف على دراسته وحفظه لكل من بلغ سن التكليف أو ناهزه، وأن يحصل االعت" .3

3"ما فيه النساء والصبيان و اإليماء

ودراسته في المساجد ... واألفنية، ويتلى حق تالوته ةوهو يتدارس باألبري" .4

، ولو كان المراد هما 4"وأعملت في انتساخ نسخته األمدة واألقالم و المحابر...والمحاضر

تاب والسنة لجاءت األلفاظ الدالة على ذلك مثناه ال مفردة كما هي العادة عند الحديث الك

.عن هذين المصدرين

ولو كان هذا الكالم عن القرآن الكريم العترض عليه بأن حفظه ودراسته .5

واالهتمام به واقع في األندلس وال يحتاج األمر إلى توضيح وتأكيد، مع إمكان إطالق

.ر القرآنالتالوة على غي

. 208ص 1أحمد عزاوي، رسائل موحدية، ج - 1 .209، صنفسه - 2 .209نفسه، ص - 3 .144ص 6ينظر مقتطف من هذه الرسالة بالملحق رقم - 4

- 75 -

فإن عملية النسخ والدرس والحفظ ال تتم " الكتاب والسنة " وإذا كان المراد هما .6

أبا يوسف يعقوب ندون تحديد لألحاديث لكثرتها، ودليله ما ذكره عبد الواحد المراكشي أ

المنصور أمر جماعة من المحدثين بجمع أحاديث نبوية على نحو األحاديث التي جمعها

في الطهارة وغيرها من أمور الدين فأجابوه إلى ذلك وجمعوا ما أمرهم محمد بن تومرت

وانتشر هذا المجموع في جميع ،بجمعه، فكان يمليه بنفسه على الناس ويأخذهم بحفظه

.1"المغرب وحفظه الناس من العوام والخواص

لقد حاول خلفاء الدولة الموحدية مواصلة حركة اإلصالح التي انتهجها ابن تومرت

إدخالهم لهذه المؤلفات إلى األندلس إال أن تأثيرها مع مرور الزمن بقي محدودا بسبب ب

ومشاركتهم الفعالة في " تمسك عدد كبير من األندلسيين بالمذهب المالكي والمعتقد السني

، مع التردد الذي انتاب بعض قادتهم حول 2"نشر هذه العلوم في مجالي التدريس والتأليف

–1226/هـ629-624(تية إلى أن صدع بإبطالها إدريس المأمونالعقيدة التومر

.3معتبرا أن ما فعله المهدي وتابعه عليه أسالفه بدعة وال سبيل إلبقائها) م1231

وإلى جانب العلوم الشرعية اهتم أهل األندلس بعلم الوثائق وتحرير العقود لصلته

ليلة شريفة وبضاعة عالية منيفة تحتوي هو صناعة ج"بهذه العلوم خاصة الفقهية منها و

على ضبط أمور الناس على القوانين الشرعية، وحفظ دماء المسلمين وأموالهم واالطالع

، وقد عدد 4" على أسرارهم وأحوالهم ومجالسة الملوك واالطالع على أمورهم وعيالهم

وعلم شروط الموثق وما ينبغي له من معرفة بالفقه ) م1508/هـ914ت(الونشريسي

الفرائض وسالمة من اللحن وحسن الخط، والحذر عند كتابة األعداد والتواريخ وكل ما

، وتطلعنا كتب التراجم على مدى صلة هذا الفن 5من شأنه أن يوقع الخالف بين المتعاقدين

.206عبد الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص - 1 .237ص ،يوسف العريني، المرجع السابق - 2 وابن أبي زرع، المصدر السابق، ،287-286ينظر خطبة المأمون عند ابن عذاري، المصدر السابق، ص - 3

. 251صالونشريسي، المنهج الفائق، والمنهل الرائق، والمعنى الالئق بآداب الموثق وأحكام الوثائق، تحقيق لطيفة الحسني، - 4 . 27ص 2م، ج 1996-1995الرباط سالة لنيل دبلوم الدراسات اإلسالمية العليا، غير منشورة، دار الحديث الحسنية،ر .46ص 2الونشريسي، المصدر السابق، ج - 5

- 76 -

ن الكثير من الموثقين والعارفين بعقد الشروط تولوا منصب القضاء، إبالقضاء حيث

وجودة ، وأسعارهم تختلف حسب الطلب1ة بهم انتشرت في األسواقدكاكين خاص واواتخذ

الوثيقة، وألهمية هذا الفن علما وصناعة ألف حوله جلة من العلماء مصنفات عرفت به

وبشروط الموثق والوثيقة، وأرخت بذلك لتاريخ ظهوره وانتشاره في بالد المغرب

للقاضي علي بن يحيى " ود المقصد المحمود في تلخيص العق" واألندلس منها كتاب

وتداوله بين الذي أشاد ابن األبار بشهرته وجودته) م1189/هـ585ت( 2الصنهاجي

، وقد أسهمت دكاكين الموثقين في الحياة العلمية من خالل نشر هذا العلم بين 3الناس

.4الراغبين في تعلمه أو القاصدين إليها لألخذ عن أصحابها علوما أخرى نبغوا فيها

م العربية وآدابهاعلو:

والنحو واألدب، وقد اشتهرت األندلس بمدارسها التي ةاللغ: وتشمل هذه العلوم

اختصت بتبليغها لطلبة العلم، وعرفت الحركة األدبية واللغوية ازدهارا على مر القرون

الكتاب والشعراء الذين والتي سبقت العصر الموحدي، وبرز أعالم من اللغويين والنحاة

، ومن شدة افتخار األندلسيين بأهلهم وحب منافستهم لغيرهم 5ا نظرائهم المشارقةنافسو

ألفوا كتبا في طبقاتهم ومناقبهم شملت بعضها القطر األندلسي، واختصت أخرى بأقاليم

بعينها، وتواصل اشتغال أهل األندلس بهذه العلوم على عهد الموحدين، ولم يخل عصرهم

اللغة، وقد تتبع يوسف العريني أبرز الذين اهتموا بالنقد من علماء يرجع إليهم في علم

ألندلس أول مرة كان سنة إلى اعلى اعتبار أن دخوله 6والشرح لكتاب الصحاح للجوهري

.468ص 1ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 1س الفقه سكن الجزيرة الخضراء وبها درعلي بن يحيى بن القاسم الصنهاجي، أصله من المغرب وأبو الحسن هو - 2

.245ص 3بار، المصدر السابق، جها، ابن األءوولي قضا .245نفسه، صابن األبار، المصدر - 3 .443ص 6، جنفسهالمصدر ، وابن عبد الملك المراكشي، 38، صالسابق الرعيني، المصدر - 4 .361ص 1ابن خلدون، المصدر السابق، ج - 5عيل بن حماد الفارابي، أصله من بالد الترك ودخل العراق وطاف بعدة مدن في بالد المشرق هو أبو نصر إسما - 6

، تحقيق فريدة عبد العزيز األدباء، ياقوت الحموي، معجم م1002/هـ393لكي يأخذ العربية من مواطنها، توفي سنة . 151م ص1992الكتب العلمية بيروت الجندي، دار

- 77 -

كنز " ، وقد جاء كتاب1كما يشير إلى ذلك ابن عبد الملك المراكشي م1198/هـ595سنة

حافال بالكتب اللغوية التي )م1253/هـ651ت( 2لمؤلفه البونسي" الكتاب ومنتخب اآلداب

تم تداولها في األندلس خالل هذه الفترة واشتهرت بأيدي الناس، مع ذكره لمن برز من

.3اللغويين واألدباء من أهل عصره

وبلغت الدراسات النحوية غاية كبرى في العصر الموحدي، ومن شدة اهتمام

عندهم من لم يتمكن منه ال األندلسيين وحرصهم على معرفة النحو اعتبر ابن سعيد أن

، واشتهرت إشبيلية بمدينة النحو لكثرة من انتسب إليها من النحاة وإليهم 4يستحق التمييز

، وعرف كبيرهم باسم 5كانت ترفع أسئلة المقرئين ومدرسي النحو من مختلف البلدان

ن صاف اللخمي اإلشبيليب ، ومن أشهر أعالم هذه الفترة محمد"رئيس النحاة"

صاحب كتاب ) م1195/هـ592ت(اللخمي الرحمن بن مضا وعبد) م1190/هـ586ت(

الشهير بابن ) م1212/هـ609ت(، وعلي بن محمد الحضرمي اإلشبيلي"الرد على النحاة"

في " تنقيح األلباب في شرح غوامض الكتاب "خروف له شرح على كتاب سيبويه سماه

، وأبو علي 6ه عليه أربعة أالف درهمفأثابمد الناصر الموحدي أربعة مجلدات أهداه لمح

، وأبو موسى )م1247/هـ645ت(عمر بن محمد األزدي اإلشبيلي المعروف بالشلوبين

من أعالم البربر الداخلين إلى األندلس، وغير هؤالء ) م1210/هـ607ت( الجزولي

كثير، رحل إليهم الناس من داخل األندلس وخارجها، وعلى أيديهم تخرج جلة من علماء

.النحو

الذي ألف كتابا جمع فيه بين الصحاح ) م1244/هـ642ت(اهيم بن القاسم البطليوسي أبو إسحاق إبر :ومن هؤالء - 1

حواشي عليه، ابن ) م1250/هـ648ت(والغريب المصنف ألبي عبيد القاسم بن سالم، ووضع محمد بن علي الشاطبي .284ابق، صوتنظر مقارنة يوسف العريني، المرجع الس. 29ص 1عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج

ويعرف بالبونسي نسبة إلى قرية بونس بن علي الفهري من أهل شريش، إبراهيم بن علي بن أحمد أبو إسحاق هو - 2 . 146ص 1من أعمال شريش، ابن األبار، المصدر السابق، ج

المجمع ينظر الفهرسة التي وضعتها المحققة لكتاب البونسي، كنز الكتاب ومنتخب اآلداب، تحقيق حياة قارة، - 3 .638ص 2م، ج2004 1الثقافي، ط

.184ص 3المقري، المصدر السابق، ج - 4 .44محمد المنوني، المرجع السابق، ص - 5 .310ص 5، جنفسهابن عبد الملك المراكشي، المصدر - 6

- 78 -

الموحدين وبلغوا فيه شانا رفيعا، وكان اعتنى األندلسيون باألدب وفنونه في عصر

لالستقرار السياسي الذي عرفته األندلس خالل هذه الفترة دور في ازدهار الحركة األدبية

حيث تنافس الشعراء والكتاب على تقديم أفضل ما لديهم من منظوم الكالم ومنثوره، ولم

أظهرت الدراسات الحديثة مدى ، و1لعصر من مظاهر التجديد واالستقاللأدب هذا ا يخل

تأثير ظروف الحياة السياسية والدينية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية على ما بلغته

الحياة األدبية من تنوع وانفتاح على فنون األدب بمختلف اتجاهاته، منها األدب السياسي

ن المرابطين، أاألراضي األندلسية ومحاولتهم التقليل من شمع بداية سيطرة الموحدين على

، وتنافس أدباء األندلس 2وقد مثل شعر يحيى بن سهل اليكي أنموذجا لتبرير الثورة ضدهم

إلى حضرة مراكش غاية في البالغة والجودة، واختلفت 3في رفع رسائل سلطانية

، كما تنافس 4ينية والدنيويةعرض أحوال البلد الدأو أغراضها بين اإلبالغ عن البيعة

في األندلس، منهم محمد بن غالب الرصافي هاالشعراء في مدح خلفاء الدولة ووالت

عند بن علي مدح عبد المؤمن فيالذي اشتهر بقصيدته ) م1176/هـ572ت(5البلنسي

ابن حريق و 6اجتيازه إلى األندلس وبنائه مدينة جبل الفتح، ومحمد بن أخيل الرندي

.، وغيرهم ممن شارك بأدبه في دعم سلطة الموحدين باألندلس7البلنسي

.243ص) د ت( ، القاهرة الخانجيحكمة علي األوسي، األدب األندلسي في عصر الموحدين، مكتبة - 1 .98السابق، ص رجععلي األوسي، المحكمة - 2كانت مواضيعها تدور حول السلطة وعالقاتها برعاياها في األمور الدينية والدنيوية، كما أنها تبتعد في صياغتها كل - 3

والثامن، ديوان أدب الرسائل في المغرب العربي في القرنين السابع ،البعد عن األساليب الشعرية، الطاهر محمد توات . 85-84ص ،م1993ات الجامعية، الجزائر المطبوع

، والبونسي، المصدر 118ينظر نماذج من هذه الرسائل، ابن مغاور الشاطبي، المصدر السابق، بداية من ص - 4 . 262-258ص 1السابق، ج

ن محمد بن غالب الرصافي من رصافة بلنسية، اشتهر بمدح عبد المؤمن بن علي، ومن تولى م أبو عبد اهللا هو - 5-101المصدر السابق ص الرصافي البلنسي، شعر أبنائه في األندلس كابن سعيد وعثمان على غرناطة وبلنسية، ينظر

127. ، اشتهر م1184/هـ580محمد بن أخيل من أهل رندة، ال تعرف سنة وفاته، غير أنه كان حيا بعد عام أبو بكر هو - 6

، 110ص 6ية، ينظر ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، جبمدح خلفاء الموحدين ووالتهم وبرسائله السلطان .262ص 2نسي، المصدر السابق، جووالب

هو علي بن محمد بن أحمد بن حريق المخزومي البلنسي شاعرها الفحل المستبحر في األدب واللغات دون شعره - 7الة األندلس، محمد بن شريفة، ابن حريق ، وتنظر أمداحه في و174ص 2إبن األبار، المصدر السابق، ج في مجلدين،

. وما بعدها 111م، ص1996 1البلنسي حياته وآثاره، دراسة وتحقيق، مطبعة النجاح الجديدة، المغرب ط

- 79 -

ودخل غير هؤالء الشعراء في خضم التنافس بين أمراء الموحدين على الخالفة بعد

، وبداية مرحلة الضعف التي أعقبت هذه )م1212/هـ609(الهزيمة في وقعة العقاب سنة

.1) م1213/هـ610( المعركة، ووفاة محمد الناصر الموحدي سنة

عرف التصوف في عصر الموحدين انتشارا واسعا، وإقباال ال نظير له بسبب سياسة

أن التصوف من رغمبالتقريب العلماء التي ميزت عالقة الموحدين بالصلحاء والعباد، و

إال أنه كظاهرة عرفها المجتمع وتأثر بها، أدى إلى ا بحد ذاتهليس علمو ممارسةسلوك و

ة المريدين في بالد المغرب واألندلس، وظهر أعالم من المتصوفة طات وكثراتعدد الرب

تنقلوا بين العدوتين، وعكست محتويات مصنفاتهم حرية لم يتمتعو بها في عهد الدولة

، ومن تأثر 5وابن سبعين 4، وابن عربي3وأبي مدين شعيب 2المرابطية كابن عات النفزي

هم، وكان من نتائج هذا الظهور وغير 6على خطاهم كأبي الحسن الششتري ساروتأثر بهم

.7الصوفي بجميع أنواعه وأنماطه وأشكالهالظهور انتشار األدب

.99ينظر عن هذه الخصومات الشعرية السياسية ، حكمة األوسي، المرجع السابق، ص - 1 .سترد ترجمته بشيء من التفصيل في الفصل الثالث - 2خذ العلوم الشرعية والتصوف عن شيوخ األندلس أأبو مدين شعيب بن الحسين األنصاري االشبيلي نزيل بجاية، هو - 3

تته منيته وهو أمره ببجاية استدعاه المنصور الموحدي إلى مراكش فأشتهر اوفاس، كان شيخ الصوفية في وقته، ولما وديوان لعباد، من أثاره وصاياه وحكمه المشهورة،اودفن بمقبرة ،وقيل غير ذلك م1197/هـ594في تلمسان سنة

.7، والغبريني، المصدر السابق ص127ص 4مراكشي، المصدر السابق، جلترجمته عند ابن عبد الملك ا. شعرهو أبو عبد اهللا محمد بن علي الطائي الحاتمي، يلقب بمحي الدين ويعرف بابن العربي، أصله من مرسية، وسكن - 4

. 78، صنفسه، الغبريني، المصدر م1242/هـ640ليف كلها في علم التصوف، توفي نحو إشبيلية له تآهو أبو محمد عبد الحق بن إبراهيم بن محمد بن سبعين المرسي، له علم وحكمة ومعرفة ونباهة وبراعة وبالغة، - 5

، م1212/هـ609توفي سنة رحل إلى العدوة وسكن بجاية، وله شعر في التحقيق وكتابته مستحسنة في طريق األدباء، .110ص الغبريني، نفسه،

عروس الفقراء، له علم وعمل بالحكمة ومعرفة بالطرق الصوفية، وله هو أبو الحسن علي بن عبد اهللا النميري، - 6عن و، 205ص 4، ابن الخطيب، اإلحاطة في أخبار غرناطة،جم1259/هـ658تقدم في النظم والنثر، توفي سنة

باألندلس في هذه الفترة ينظر، جمال عالل البختي، الحضور الصوفي في األندلس والمغرب إلى صوفةأشهر علماء المتومحمد المغراوي، المرجع ،64م، بداية من ص2005 1حدود القرن السابع الهجري، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة ط

. 270السابق، بداية من صت والتوسالت والمولديات والحجازيات والربانيات والحكم، وقد شرحت نور الهدى منها األحزاب واألوراد والتصليا - 7

م، 2008 ،1الكتاني هذه األنواع، ينظر األدب الصوفي في المغرب واألندلس في عهد الموحدين، دار الكتب العلمية طلحسين العربي، أدباء األدب الصوفي في الحركة األدبية خالل هذه الفترة رحمون ا ن تأثيروبي. 23بداية من ص

الهجريين، مقال بالسجل العلمي لندوة األندلس، 8و7األندلس، إسهاماتهم وتأثيرهم في الحركة األدبية العربية خالل القرن .101م ص1996، 1لك عبد العزيز العامة، الرياض طمطبوعات مكتبة الم

- 80 -

وظهر على عهد الدولة الموحدية شعراء من أهل األندلس ركزوا في قصائدهم على

الجانب العقدي للدعوة التومرتية كوصف ابن تومرت بالمهدي واالعتقاد بعصمته وخوارقه

يرها من األوصاف التي رفعوه بها إلى مقام األنبياء، وهي وبلوغ شفاعته لمن اتبعه، وغ

ال تخلو من أوصاف التشبيه لخلفاء الدولة ووالتها بما كان عليه حال األنبياء تعظيما

)م1208/هـ605ت( 1لشأنهم بين الناس، ومنها قول أبي العباس أحمد بن شكيل الشريشي

] الكامل: [ والي غرناطة في مدح السيد أبي إسحاق إبراهيم بن عبد المؤمن

بشراي دالت دولة المعصوم بحيا العفاة ونصـرة المظلــوم

ير ابن الخليفة قربة هللا كالتكبيــر والتعظيــــمممدح األ

قديـــمدما مـدح األمير أحق بالتقل للـذي شاد النسيب مق

2ذا طربت إلى النسيب فنفثة بعد الصالة على ذوي المعصومإف

وقول ابن غالب الرصافي يمدح عبد المؤمن بن علي في قصيدته المشهورة التي أنشده

] البسيط : [ ته إلى األندلس، منها إياها بجبل الفتح عند إجاز

السعي مشكــور يمن انتابت مواطئـه نعال مليك كرأ كفاه فضال

مام بأقصى الغرب مقبــورإريح الشفاعة من ثرى مستنشقا بهما

3مقـــدورو م القيامـة محتوموي منه بين يدي ما انفك آمل أمر

] البسيط : [ وقوله يمدح أبا سعيد عثمان بن عبد المؤمن والي بلنسية

ــــانأذهو ابل ألبـا تأومع هدــؤدس الي كنهتعالم دـيالس

ابن . من أهل شريش، وأحد شعرائها الفحولهو أبو العباس أحمد بن أبي الحكم يعيش بن علي بن شكيل الصدفي - 1

. 140م ص1986 1األبار، تحفة القادم، تحقيق إحسان عباس، دار الغرب اإلسالمي بيروت، ط . 290 - 289البونسي، المصدر السابق، ص - 2 .94الرصافي، المصدر السابق، ص - 3

- 81 -

تهرضح ارز نلا مانيوك اناإليوض وي األرف لكبا المجأى عا رليع

ا إلى المإل األعلين ننسبـــه لو ناسب المأل العلوي إنســانكن

نطنة مفف كم عي الحا فهللى فضا عـة منه نوانوراء الغيب صادق

ة ميـزذ كانواا أمض ماألر لوكن مم داحـت لو راها قبله حصلـ

ـانستـغفر اهللا إال قصأ ــت قـد كان قيمـها يومـا سليم ة سلف

ـرآنات مكان الشعي نزل في تلك الصفو لحقتم زمان الوحلفـ 1ر ق

ويرى أحد الباحثين أن أغلب الشعراء وخصوصا الطائفة الملتزمة منهم تعرضت في جل

، رغم أن 2أشعارها إلى عقائد المهدي ومعتقدات خلفائه من بعده فيما عرف بالشعر الديني

أن ابن تومرت لدى الكثير من الفقهاء حول هذا المعتقد بقي متصلبا في يالموقف األندلس

. 3ليس هو المخلص المنتظر في اإلسالم

عرف المجتمع األندلسي انتشارا واسعا لفن كتابة الرسائل، وتنافس الكتاب في

إلى رواجها في المدن األندلسية، ) م1234/هـ631ت(إجادتها، وأشار السقطي

ولهم لكتابة خطاباتهم ، وأن الناس كانوا يجتمعون ح4"كتاب الشارع" وأطلق على أصحابها

، ونال كتاب األندلس حظهم من الشهرة في بالط الموحدين، 5بما تعارفوا عليه من ضوابط

والظاهر أن التقدم الحضاري الذي عرفته بالدهم وازدهار الحياة العلمية فيها كان وراء ما

وصفوا به من براعة في الخط وبالغة باألسلوب وشهرة في قرض الشعر أهلت العديد

.129 - 128ص ،الرصافي، المصدر السابق - 1غير ، لطاني، الشعر الديني على عهد الموحدين، رسالة دكتوراه في األدب العربي القديمينظر عنه، الجياللي س - 2

.295م بداية من ص2002-2001منشورة، قدمت بكلية اآلداب اللغات والفنون سنة ية مادلين، األندلس وشمال إفريقيا في عقيدة الموحدين، ترجمة عبد الواحد لؤلؤة، الحضارة العربية اإلسالم فلتشر - 3

.370، ص1ج م،1999، 2في األندلس، تحرير سلمى خضراء الجيوسي، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط .68ص السقطي، المصدر السابق، - 4 .68نفسه، ص - 5

- 82 -

، وارتبطت الفنون النثرية بواقعهم 1منهم إلى تولي مناصب إدارية في بالد المغرب

التفكر، وهو ما ميز أسلوب الخطابة في العصر والحضاري الملتزم بالدعوة إلى العقل

نظمهم والموحدي المتطلع إلى األسلوب القرآني والنبوي، واتصالها بحياتهم السياسية

. 2االجتماعية

، فيما تراجعت 3فنون األدبية ازدهارا في هذا العصر فن الموشحاتومن ال

ما كانت عليه، حيث يرى أحد من بحث موضوعاتهما أن الزجل كان أقل حظا ع4األزجال

من الموشح في توافر النصوص على الرغم من اتصاله بالبيئة األندلسية بأجوائها الشعبية

.5ة أدبيةولغتها المحلية فأضفى عليه طرافة ومنحه قيم

على ظهور التأليف باللغة البربرية في - المتوفرة بين أيدينا- ال تطلعنا المصادر

األندلس بشكل واضح وصريح إال ما ذكر من أسماء النباتات الطبية أو كلمات ارتبط

7ات بعض المغاربةؤلف، خالفا لما تشير إليه م6ظهورها بالتواجد الكبير للبربر في األندلس

في المحدثين من انتشار كتابتها بالحرف العربي الدارسين أبحاثوتؤكد عليه 7المغاربة

المغرب بالد

، وأبو عبد )م1172/هـ568ت( ، وأبو الحسن عبد الملك بن عياش)م1158/هـ553ت(منهم أبو جعفر بن عطية - 1

القرطبي، وآل بن سعيد الفازازي، وغيرهم كثير، ينظر عن أشهر من وصلتنا رسائلهم، أحمد اهللا ميمون الهواري 18بداية من ص 1عزاوي، رسائل موحدية، ج

رضا عبد الغني الكساسبه، النثر الفني في عصر الموحدين وارتباطه بواقعهم الحضاري، دار الوفاء لدنيا الطباعة - 2 .169م، ص2004 ،1ط ،روالنشر، مص

حسب ما أورده ابن خلدون فإن أهل األندلس هم من استحدث هذا الفن وسموه بالموشح، ينظمونه أسماطا - 3ويلتزمون عندها قوافي وأوزان متتالية، وكان المخترع لها مقدم بن معافر وأغصانا، ويسمون المتعدد منها بيتا واحدا

.817ص 1ابن خلدون، المصدر السابق، ج .روانيالفريري من شعراء األمير عبد اهللا بن محمد الملما شاع فن التوشيح باألندلس، نسجت العامة من أهل األمصار على منواله بلغتهم الحضارية من غير أن يلتزموا - 4

.825ص ،المصدر نفسهابن خلدون، .التزموا النظم فيه على مناحيهما واستحدثوا فنا سموه بالزجل، وفيه إعرابم، 1990عيسى، الموشحات واألزجال األندلسية في عصر الموحدين، دار المعرفة الجامعية، مصر، فوزي سعد - 5

.196 -195صتشارلز بيرنيت، حركة الترجمة من العربية في القرون الوسطى في إسبانيا، بحث ترجمه إلى العربية عمران أبو - 6

.1440 - 1439ص 2ج المرجع السابق،حجلة، ضمن كتاب الحضارة العربية اإلسالمية،ينظر بعض العبارات البربرية، العزفي، دعامة اليقين في زعامة المتقين، تحقيق أحمد التوفيق، مكتبة خدمة الكتاب - 7

بن الزيات التادلي، المصدر السابق، ا، و31- 22السابق، ص ، والبيدق، المصدر36،48،64ص م،1989المغرب، .46ص

- 83 -

، والظاهر أن المكانة التي حظيت بها اللغة العربية حينئذ، 1خالل المرحلة الوسيطية

وانتشارها الواسع في العالم اإلسالمي واعتمادها كلغة رسمية حال دون ظهورها في

ظهور لغة تخاطبهم من رغم بال مرابطين والموحدينالخطابات الرسمية على عهد قادة ال

.2باللسان البربري

:العلوم االجتماعية

علم التاريخ والسير والجغرافيا والرحالت، وقد لقيت عناية من : وتشمل هذه العلوم

، وتواصل االهتمام بها إلى عصر الموحدين الذين 3م9/هـ3قبل علماء األندلس منذ القرن

يخ لدولتهم، ورصد مختلف الحوادث التاريخية و تدوينها سيرا على الذين أسهموا في التأر

خطى الخلفاء والملوك الذين كلفوا من يؤرخ لسيرهم وتاريخ دولهم، فألف أبو علي

، وهو في "نظم الآللى في فتوح األمر العالي) " م1073/هـ569( 4األشيري التلمساني

فظها لنا من نقل عنه، وفيها ذكر حكم المفقود إال من بعض النصوص والروايات التي ح

كان حيا (، وألبي مروان عبد الملك بن صاحب الصالة 5لفتوحات عبد المؤمن وغزواته

تاريخ المن باإلمامة على المستضعفين بأن جعلهم اهللا أئمة" كتاب) هـ6أواخر القرن

ي م، وتنته1149/هـ544 ، وقد بلغنا منه قطعة تبدأ من أحداث سنة"وجعلهم الوارثين

ي منطقة أليف باألمازيغية، بيبليوغرافيا انتقائية لمؤلفات أمازيغية بالحرف العربي فينظر أحمد بوزيد الكنساني، الت - 1

إبراهيم القادري ، و211م، ص2005سنة ،25العلوم اإلنسانية، جامعة محمد الخامس، العدد سوس، مجلة كلية اآلداب و، وما 56م، ص2006، 1ط روت،بوتشيش، حلقات مفقودة من تاريخ الحضارة في الغرب اإلسالمي، دار الطليعة، بي

,Henri Basset, Essai sur la littérature des Berbères, Editions, Ibis press, Awal, Parisاطلع عليه 2001, p51,52

أن المراسالت المرابطية كانت تتم باللغتين العربية والبربرية أو بلغة -في رأي مخالف - اعتبر أحد الباحثين - 2استنادا منه إلى النص الذي يتحدث عن كاتب يوسف بن تاشفين ومعرفته ،سب مقتضى الحالنصارى األندلس ح

غير منشورة، قدمت بكلية الحضارة ينظر بغداد غربي، خطة الكتابة على عهد الموحدين، مذكرة ماجستير .باللغاتعليه األمر بين الترجمة حث اختلطوالظاهر أن البا. 11صم، 2007-2006والعلوم اإلنسانية، جامعة وهران،

والكتابة، حيث أن مفهوم النص يثبت أن الكاتب كان يقوم بترجمة محتوى الرسائل التي كانت تصل يوسف بن تاشفين .ويكتب الجواب بما يمليه عليه

.11صم، 2004 1ريخ العربي في األندلس، دار المدار اإلسالمي، ليبيا، طأعبد الواحد ذنون طه، نشأة الت - 3هو أبو علي الحسن بن عبد اهللا األشيري من أهل تلمسان، المؤرخ والكاتب والشاعر، كان مقربا من الموحدين - 4

.38، ص 1وروى الكثير من األحداث التي عاصرها، ينظر عن ترجمته ابن األبار، التكملة، جغيرها، وصاحب الحلل و 28-26ق، ص بن عذاري، المصدر السابا، و92ص 2ابن األبار، الحلة السيراء، ج - 5

.149-130الموشية، ص

- 84 -

م، وأما من دون تاريخ الدولة الموحدية بشكل رسمي هو القاضي 1172/هـ568بسنة

كما أشار إلى ذلك كل من ابن أبي زرع وابن 1والكاتب يوسف بن عمر اإلشبيلي

أخبار دولة ) م1248/هـ646 كان حيا سنة( بن القطان الكتاميا، وروى 2عذاري

".من أخبار الزمان نظم الجمان لترتيب ما سلف "الموحدين في كتابه

ألبي " تاريخ علماء إلبيرة وأنسابهم وأبنائهم" ومن كتب التراجم واألنساب كتاب

الت عنه و، لم يصل إلينا هذا المصنف كامال رغم أهميته إال ما بقي من نق3القاسم المالحي

أشهر من أرخ لحياة علماء) م1259/هـ658ت(بن األباراعند أهل التراجم، ويعتبر

األندلس خالل فترة نهاية دولة الموحدين التي عاصرها وكتب عن والتها، ومن أبرز

المعجم في أصحاب " و" 'تحفة القادم" و" الحلة السيراء" ، و"التكملة لكتاب الصلة: " مؤلفاته

، وله غير ذلك مما "درر السمط في خبر السبط" و" إعتاب الكتاب" و" أبي علي الصدفي

، كما اشتهرت كتب برامج العلماء وفهارسهم وعكست بذلك جانبا 4فقودهو في حكم الم

، وأرخ أبو المطرف بن عميرة المخزومي5األندلس مهما عن الحياة العلمية في

وخروجها عن ،على يد النصارى 6ألحداث سقوط جزيرة ميورقة) م1259/هـ658ت(

.7م1229/هـ627دولة الموحدين سنة

منسوب إلى جده األموي من أهل إشبيلية، يكنى أبا الحجاج، له تاريخ، -وقيل غمر - هو يوسف بن عمر، - 1

.221ص 4وكتاب الحلى الكتابية والتحف األدبية، ابن األبار، التكملة، ج .251ص السابق، ابن عذاري، المصدر ، و273ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص - 2هو محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم المالحي منسوب إلى قرية المالحة من قرى غرناطة، كان محدثا حافظا عارفا - 3

.414ص 6 ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج. بالتواريخ واألنساب 1، ابن األبار، المصدر السابق، ج"لبرق في أدباء الشرقإيماض ا"و" خضراء السندس في شعراء األندلس" منها - 4

.235، ص1، والحلة السيراء، ج21صم، 1955 القاهرة، ،عبد العزيز األهواني، كتب برامج العلماء في األندلس، مجلة معهد المخطوطات العربية - 5

.91ص 1، ج1المجلدكبرى الجزر المجاورة لها من الشرق منورقة وهي) المتوسط(باألندلس في البحر الزقاقي جزيرة : ميورقة - 6

، واإلدريسي، المصدر 567ومن الغرب يابسة، وبميورقة مدينة كبيرة آهلة بالسكان، الحميري، المصدر السابق ص .582ص 2السابق ج

م، 2007، 1ابن عميرة المخزومي، تاريخ ميورقة، دراسة وتحقيق محمد بن معمر، دار الكتب العلمية ، بيروت، ط - 7 .61بدية من ص

- 85 -

والرحالت، وقد ارتبط التعريف بجغرافية ام بعلم الجغرافيةهل األندلس اهتموأل

المدن واألقاليم بكتب التاريخ حيث كان يتم التقديم لها بمقدمة عن جغرافيتها وحدودها

صلة وطيدة بالرحالت الداخلية والخارجية، ولهذه الكتبوما فيها من معالم طبيعية،

لمختلف المشاهد، وقد أسهمت الرحلة وفيها اعتمد أصحابها على المالحظة والوصف

ألداء فريضة الحج وطلب العلم في ظهور ما سمي باألدب الجغرافي، ومن أشهر جغرافي

تحفة األلباب " صاحب كتاب ) م1169/هـ565ت( 1أبو حامد الغرناطي :هذا العصر

" نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق" ، والشريف اإلدريسي صاحب كتاب "ونخبة اإلعجاب

) هـ6من أهل القرن( ، ومحمد بن أيوب بن غالب الغرناطي"أنس المهج وروض الفرج"و

في ) م1217/هـ614ت(2جبير الكناني ، وابن"فرحة األنفس في تاريخ األندلس" في كتابه

".رسالة اعتبار الناسك في ذكر اآلثار الكريمة والمناسك" رحلته المسماة

العلوم العقلية:

الطب والصيدلة والفلك والعلوم الرياضية والفلسفة والكيمياء : علوم وتشمل هذه ال

وقد شهد العصر الموحدي تطورا كبيرا لهذه العلوم، ولنبدأ بعلم الطب 3وعلم الفالحة

وذكر أشهر من نبغ فيه من أعالم هذا العصر حيث يأتي في مقدمتهم أشهر األطباء

من أسرة ) م1161/ هـ557ت(زهروهو عبد الملك بن ؛ارتباطا بدولة الموحدين

اشتهرت بالفقه واألدب وممارسة الطب، وقد كان عبد الملك طبيب أسرة عبد المؤمن بن

، ثم تولت بعده "كتاب التيسير في المداواة والتدبير" علي، ومن أشهر مؤلفاته المطبوعة

زار عدة مدن من بالد المشرق، خرج من األندلس ومحمد بن عبد الرحمن بن ربيع القيسي الغرناطي، أبو حامد هو - 1

2، المقري، المصدر السابق، جم1169/هـ565وكان أقصى ما بلغه مدينة خرسان، وعاد إلى دمشق وبها توفي سنة خبة اإلعجاب، تحقيق إسماعيل العربي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، تحفة األلباب ون" ، ومقدمة كتاب 235ص

. 9-7م ص1989هو أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير بن محمد بن جبير الكناني، من أهل غرناطة، كان أديبا بارعا وكاتبا بليغا - 2

ؤمن وعن غيره من ذوي قرابته، وله فيهم وشاعرا مجيدا، كتب في شبيبته عن والي بلنسية سعيد بن عثمان بن عبد المم، 1182/هـ578 :أمداح كثيرة، اشتهر برحالته إلى بالد المشرق قصد الحج والسياحة وسنواتها على التوالي

م، ابن عبد الملك المراكشي، المصدر 1217/هـ614م، وتوفي باإلسكندرية سنة 1204/هـ601م،1187/هـ583 .607-595ص 5السابق ج

ل هذه العلوم وأشهر مؤلفاتها وأعالمها على عهد الموحدين، يوسف العريني، المرجع السابق، ينظر تفصي - 3 .69ص ، ومحمد المنوني، المرجع السابق،331ص

- 86 -

غير ،)م1184/هـ580توفيت بعد ( هذه المهمة أخته أم عمرو بنت أبي مروان بن زهر

.1أنها اختصت بنسائهم وأطفالهم وإيمائهم

ومن أطباء األندلس الذين نالوا الحظوة لدى خلفاء الدولة محمد بن رفاعة الجذامي

، كان طبيبا ماهرا موفق العالج، ومن كتبه في الطب )م1239/هـ637ت( 2الشريشي

ركبة من خمسين ، وقد وضع للمنصور الموحدي رجزا عن األدوية الم"مناجاة األطباء"

، وكان له مناظرات مع أطباء مراكش ظهر فيها تفوقه، وهو ما جعل "الهبة " دواء سماه

المنصور يرفع من رتبته، ومن اهتمام الموحدين بالجانب الصحي لرعيتهم قاموا بإنشاء

مستشفيات عرفت بالمارستانات للمرضى والمجانين، وجلب لها أمهر األطباء من المغرب

.3واألندلس

وإلى جانب الطب اشتهرت صناعة األدوية وكتب تركيبها، وهو ما عرف بعلم

الذي أشاد بعلمه و، )م1239/هـ637ت( 4ابن العشاب اإلشبيلي: الصيدلة، وممن برز فيه

في تركيب األدوية من ترجم له، وأحصى له ابن عبد الملك المراكشي عددا كبيرا من

هـ646ت( 6لماء النبات ابن البيطار المالقياشتهر من ع،و5المصنفات والمقاالت

بن أبي أصيبعة في دمشق اسبيل تحصيل هذا العلم واجتمع مع رحل فيالذي ، )م1248/

هذا العصر، ومن أعالم 7م، واشتغل معه في دراسة النباتات وجمعها1235/هـ633سنة

العصر

.483ص 8ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 1يها حافظا، وأديبا بارعا وفق محمد بن علي بن سليمان بن رفاعة الجذامي، شريشي، كان محدثاأبو بكر هو - 2

.446ص 6ج ، ابن عبد الملك المراكشي، المصدر نفسه،م1239/هـ637وطبيبا ماهرا، توفي بشريش سنة .92، ومحمد المنوني، المرجع السابق، ص286ابن أبي زرع، المصدر السابق، ص - 3بن او بن العشاباشبيلي، ويعرف باإلأحمد بن أبي عبد اهللا محمد بن أبي الخليل مفرج األموي أبو العباس هو - 4

كان له وورحل إلى المشرق فأخذ عن أشهر األطباء والصيادلة، ،الرومية والنباتي، أخذ علم الصيدلة عن أبيه وجده .487ص 1، جنفسهدكان متسع يقعد فيه لبيع الحشائش الطبية، وله تصانيف في عدة علوم، ابن عبد الملك المراكشي،

. 513، صهنفس - 5هو أبو محمد عبد اهللا بن أحمد البيطار المالقي، درس في األندلس، ثم رحل إلى بالد المشرق فزار عدة مدن وأخذ - 6

.703ها، وخدم سالطين بني أيوب في مصر، ابن أبي أصيبعة، المصدر السابق، صائعن علم .703نفسه، ص - 7

- 87 -

، )م1252/هـ650ت( 1من جمع بين الطب والصيدلة كأبي جعفر أحمد بن محمد الغافقي

النباتات بالعربية والالتينية ء أسما، وصف فيه "كتاب األدوية المفردة"ومن آثاره

.2والبربرية

وألن الموحدين اشتهروا بالعمارة الدينية والمدنية والحربية فليس بعيدا أن يكون

للمهندسين يد في إقامتها مثلما أشار إلى ذلك ابن صاحب الصالة عند وصفه لعملية تعمير

، ولهذه العلوم صلة كبيرة بعلم الفلك، ويعرف بعلم الهيئة حيث 3مساجد وقصور إشبيلية

الحاجة إلى الهندسة لمعرفة مواضع األفالك وحساب حركاتها بين المنازل ومعرفة األيام

معرفة أوقات هو -عموما–، ومن أسباب اهتمام المسلمين بعلم الفلك 4والشهور والتواريخ

بحسب المواقع، واتجاه المسلمين إلى الكعبة عند الصالة اقتضى أوقات الصالة واختالفها

، 5معرفة القبلة، ولغرض رؤية الهالل الذي ارتبط بالصيام، واالهتداء في السفر بالنجوم

، وفيه )م1205/هـ602ت(الحسن بن علي بن خلف األموي : وممن برز في هذا المجال

.6"في معرفة النجوم اللؤلؤ المنظوم " ، وكتاب "األنواء " صنف كتاب

وال يختلف علم الفالحة عن غيره من العلوم التي نالت اهتمام أهل األندلس حيث

حفزت طبيعة األرض األندلسية ووفرة المياه على التأليف حول المعارف الزراعية

والحيوانية وظهور ما سماه أحد الباحثين بالمدرسة الزراعية األندلسية التي حاول روادها

بين النظرية والممارسة العملية، وانتقل من مرحلة المعرفة المشرقية إلى التوفيق

ف أهل زمانه باألدوية المفردة ومنافعها وخواصها هو أحمد بن مجمد بن أحمد الغافقي األندلسي، كان من أعر - 1

.483وأعيانها وعرفة أسمائها، ابن أبي أصيبعة، المصدر السابق، صم، محاضرة ألقيت ضمن الملتقى الدولي حول 12/هـ6عبد العزيز فياللي، الطب والصيدلة في األندلس في القرن - 2

.249، صالمرجع السابق، )م2007أفريل (م 12/هـ6الحضارة اإلسالمية باألندلس في القرن .وما بعدها 377ابن صاحب الصالة، المصدر السابق، ص - 3 .641ص 1ابن خلدون، المصدر السابق، ج - 4 .164، صم1980 1االسالم والعلم التجريبي، مكتبة الفالح، الكويت طيوسف السويدي، - 5 .264ص 1بار، المصدر السابق، جابن األ - 6

- 88 -

، وتطلعنا المصادر التاريخية على 1م13/هـ7االستقاللية واالزدهار مع مطلع القرن

الجانب الفالحي في العصر الموحدي من خالل اإلشارة إلى اهتمام خلفاء الدولة ووالتها

.2انة في تزيينها بمن اشتهر في ذلك من علماء األندلسبإقامة البساتين والحدائق واالستع

وبلغت الفلسفة في العصر الموحدي ما لم تبلغه في عصر آخر من حيث االهتمام

بدراستها والتأليف في مواضيعها وشغف بعض الخلفاء بمعرفتها كأبي يعقوب يوسف وابنه

3م، ومن أشهرهم ابن طفيلبالفالسفة وفتح مجالسهم العلمية أمامه االمنصور، واحتفائهم

التي جمع فيها بين السرد والتأمل " حي بن يقظان"مؤلف قصة ) م1185/هـ581ت(

) م1198/هـ595ت(، وابن رشد 4الفلسفي، وحاول التدليل على توافقية الفلسفة والوحي

بطلب من المنصور -على كتاباته الجانب الفلسفي، وقد كلفه صديقه ابن طفيل الذي غلب

تلخيص "و ،"كتاب الحيوان"منها والتي ،شرح مؤلفات الفيلسوف أرسطو -الموحدي

مصنفا في هذا المجال ما بين 50، وعد له ابن عبد الملك المراكشي أزيد من "الخطابة

، وعلى الرغم مما بلغته الفلسفة في عصر الموحدين إال 5كتب ومقاالت وتعاليق وشروح

التي تبناها عدد من الفقهاء حيث عملوا على أن ذلك ترافق مع استمرار مواقف الرفض

، فكانت نكبة 6تحريض السلطة على الفالسفة واتهامهم بالزندقة والتقية والمروق عن الدين

الذي هم بعدها بكتابة رسالة إلى الواليات يأمر 7نكبة ابن رشد على يد المنصور الموحدي

ون غارثيا سانشيز، الزراعة في إسبانيا المسلمة، بحث ترجمه إلى العربية أكرم ذا النون، ضمن كتاب يثإكسبيرا - 7

.67-13ص 2الحضارة العربية اإلسالمية في األندلس، المرجع السابق، جالحوفي وظهر أبو القاسم ،حمد بن ملحان الطائي الذي استعان به عبد المؤمن بن علي في تهيئة بستانهأمن هؤالء - 1

ينظر ما كتبه عن علماء هذه الفترة ، "الفالحة" في عهد المنصور الموحدي، وابن العوام اإلشبيلي مؤلف كتاب، وصاحب الحلل 376وابن صاحب الصالة، المصدر السابق، ص. 1374ص 2جالسابق، إكسبيراثيون غارثيا، المرجع

.147-146ص الموشية،كان فقيها بارع األدب ناظما ،محمد بن طفيل القيسي، الوادي آشي أو الجياني هو أبو بكر محمد ابن عبد الملك بن - 2 .407ص 6ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج. ناثرا، مشاركا في فنون المعارف، طبيبا حاذقاومريم عبد الباقي، نقطة تحول في الكتابة الفلسفية العربية، ترجمة " حي بن يقظان"بيرغل، ابن طفيل وكتابه . ج ك - 3

.1155، ص 2، جنفسهضمن كتاب الحضارة العربية اإلسالمية في األندلس، المرجع عصر ابن رشد وينظر ما طبع منها، أبو عمران الشيخ،. 24-23ص 6المصدر نفسه، ج ابن عبد الملك المراكشي، - 4

.09ص 1،جالمرجع نفسه ،باألندلسم محاضرة ألقيت ضمن الملتقى الدولي حول الحضارة اإلسالمية 12/هـ6القرن .611ص 5ابن عبد الملك المراكشي ، نفسه ،ج - 5 6وابن عبد الملك المراكشي، نفسه، ج 253ينظر تفاصيلها عند عبد الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص - 6

.26ص

- 89 -

دريس المأمون الفالسفة ، والحق ابنه إ1يأمر فيها الناس بترك علوم الفلسفة وإحراق كتبها

حيث التبس 3، والحال ذاته كان على من هم بالكتابة عن الكيمياء وممارستها2ونكل بهم

.4أمرها عند كثير من الناس بالرمز واأللغاز والسحر

وعلى الجملة فقد ازدهرت ميادين الحياة العلمية باألندلس في العصر الموحدي،

لف العلوم ومن انتسب إليها من األعالم، واشتهرت حواضر الغرب اإلسالمي بمخت

.وراجت أسواق الكتب وخزائنها الخاصة والعامة

.206ص 1ينظر نصها، أحمد عزاوي، رسائل موحدية، ج - 7 .217ص1، جابن سعيد، المغرب في حلى المغرب - 1 . 241ص 8، جالسابق المصدر ابن عبد الملك المراكشي، - 2 .706ص 1ابن خلدون، المصدر السابق، ج - 3

أعالم علماء الرببر

)مواطنهم وأهم ختصصام(

الفصل الثالث

:قبيلة نفزة البربرية، أصولها وأبرز أعالمها -1 . أصولها ومواطن أعالمها - أ

. اإلسهام العلمي ألبرز أعالمها - ب

البربريةاألسر العلمية -2

) أفراد أسمائهم وأنواع تخصصاتهم( البربر علماء -3

العلوم النقلية

علوم القران -

علوم الحديث -

الفقه وأصوله -

علوم اللسان -

علم التاريخ والسير -

العلوم العقلية

.إسهام البربريات في الحركة العلمية -4

- 91 -

نية الممتدة إن رصد أعالم البربر في األندلس، وتتبع تواجدهم خالل الفترة الزم

تقريبا من منتصف القرن السادس إلى مطلع السابع الهجريين، يتطلب القيام بعملية إحصاء

لهم تتوافق زمنيا مع العصر الموحدي، األمر الذي يحتم معرفة سنوات وفاتهم، أو ما

يدلل على معاصرتهم لهذا العهد قصد تجنب إدراج أسماء بربرية عديدة أوردتها كتب

ولكنها مجهولة الفترة، وظهور أخرى في مناطق جغرافية تأخر انضمامها التراجم

السياسي للدولة الموحدية عند بداية توسعها، وتراجع أخرى مع نهاية تواجدها على

األراضي األندلسية مطلع القرن السابع الهجري، وما يطرحه مشكل تأثير تغير األوضاع

أخرى، والذي يصعب هذا التحديد الزمني على السياسية في انتقال العلماء من منطقة إلى

األقل خالل الفترات المضطربة من تاريخ المنطقة، وأما طريقة ترتيب أسمائهم على

الغرباء، فإنها تفرض بالضرورة معرفة مسبقة بأسماء يين منهم وأساس االنتماء القبلي للبلد

بة األفراد المنتمين إليها القبائل البربرية ومختلف بطونها وأفخاذها، مع تحري صحة نس

، كما أنها تفرز تصنيفا تنازليا يمكن 1تجنبا للخلط بين النسبتين البلدية والقبلية –ما أمكن –

:تقسيمه إلى ثالثة مستويات

. على مستوى القبيلة الواحدة -

.على مستوى اسم األسرة البربرية، وهو ما يعرف بالبيوتات -

. ئلعلى مستوى األفراد متعددي القبا -

والكزني واألوربي هي مواضع مدن وقرى نسب والزناتي أظهرت بعض تراجم األندلسيين أن المغيلي والجراوي -1

تصريح المترجم وتتبع القرائن التي تضمنتها تراجم هؤالء إليها رهط من األعالم بالرغم من أنها أسماء قبائل بربرية، وبأنهم ليسوا بالضرورة بربرا، وهو ما يقال عن أعالم انتسبوا إلى أماكن حملت أسماء قبائل عربية، تضحإاألعالم

ماذج قرية غافق شمال قرطبة، والقضاعي نسبة إلى قضاعة بالقرب من بلنسية، ينظر عن هذه الن إلىكالغافقي نسبة سعيد، المغرب في حلى ، وابن84ص 2األبار، المصدر السابق، ج ، وابن221-135بشكوال، المصدر السابق، ص ابن

تأريخ وما تضمنته مقدمة بشار عواد معروف من تصويبات ضمن تحقيقه لكتاب ابن الفرضي، ،236ص 1المغرب،ج . و ما بعدها 20ص 1علماء األندلس، ج

- 92 -

: قبيلة نفزة البربرية، أصولها وأبرز أعالمها -1

:أصولها ومواطن أعالمها - أ

يأتي اختيار هذه القبيلة نظرا لتعدد األعالم المنتسبين إليها، وظهورهم في الحقبة

وهي المعروفة ؛الزمنية المؤرخة وبمنطقة جغرافية تتقارب فيها مواضع الكور والمدن

أو نفزاوة على اختالف في –بكسر النون –1تسمية نفزةبشرق األندلس، ويعود أصل

إلى نفزاو رأس هذه القبيلة وأحد من حملت ذريته –التسمية بين النسابة والمؤرخين

أسماء البطون المتفرعة عنها، والظاهر أن ابن حزم تحرى سماع نطق اسمه فأثبت أنه

، وأما 2ى بيوتاتهم في األندلسبالسين بين الزاي والشين، ثم عدد بطونهم ومن انتسب إل

والغلبة، وتتبع ذكر أصولها ابن خلدون فعدها إحدى شعوب البتر، ووصفها بالكثرة

، وألننا سجلنا 3وأبرز بطونها ومواطنها، وأتى على شيء من أخبارها في بالد المغرب

ع فيما سبق من هذا البحث ذلك التشابه بين العدوتين في إطالق اسم القبيلة على موض

استقرارها فإن األمر ذاته تكرر مع قبيلة نفزة في ظهورها كاسم لمنطقة ببالد المغرب

. 4وأخرى باألندلس

وتطلعنا مختلف المصادر ذات الصلة بتاريخ األندلس على ذلك الحضور المبكر

ولكن بصورة 5م12/هـ6ألعالم هذه القبيلة منذ زمن الفتح وإلى النصف األول من القرن

ورة التي تتوالى بشكل ملفت في كتب التراجم والفهارس إلى مطلع القرن أقل من الص

4لى هذا النحو نقال عن أبي طاهر السلفي، ينظر ياقوت الحموي، المصدر السابق، جضبطها ياقوت الحموي ع - 1

.189ص .497، صجمهرة أنساب العربحزم، ابن –2 .وما بعدها 150ص 6خلدون، المصدر السابق، ج ابن -3ريسي، أنس لمنطقة بافريقية جنوب قفصة، وهي تضم عدة مدن وقصور وعمائر، ينظر عنها اإلد اسمبالد نفزاوة -4

في عجائب األمصار، تحقيق سعد زغلول عبد الحميد، االستبصار، ومؤلف مجهول، كتاب 206-205المنهج، صنفزة باألندلس فأطلق على منطقة بالقرب وأما موضع ،158 -157ص )دت(بغداد مطبعة دار الشؤون الثقافية العامة،

س في تاريخ رجال األندلس، نشر األب ملشور أنطونية، طبع من وادي آنه شماال، ينظر عنها ابن حيان، كتاب المقتب . 137-134م، ص1937بولس كتنز الكبتي، باريس

ينظر أعالم قبيلة نفزة خالل هذه الفترة، تاريخ األندلس البن الكردبوس، ووصفه البن الشباط، نشر أحمد مختار -5 ،135، وابن حيان، المصدر السابق، ص140ص م،1967-1965العبادي، مجلة معهد الدراسات اإلسالمية، مدريد،

.167بن عبد الحليم اإليالني، المصدر السابق، صا، 208 -126وابن بشكوال المصدر السابق، ص

- 93 -

م، ومن خاللها تبرز أسماء مدن الشرق األندلسي بوضوح متصل رغم تعاقب 13/هـ7

م في معجمه نقال عن 1180/هـ576المتوفى سنة 1السنين، فقد أورد أبو طاهر السلفي

ولد في بيران قرية من نظر دانية، "نسبته هذه بأنه، وكان بيرانيا نفزيا تفسير هأحد تالمذت

.2"وأما نفزة فقبيلة كبيرة منها بنو عميرة وبنو ملحان المقيمون بشاطبة

عدد أعالم

قبيلة نفزة12 02 02 01 01 01 01

شذونة تاكرنا دانية جيان غرناطة رندة شاطبة مواطنهم

ده السلفي عن مكان تمركز يالحظ من خالل الجدول مدى توافق الخبر الذي أور

قبيلة نفزة مع عدد األعالم الذين تم إحصاؤهم في شاطبة التي احتلت المركز األول، بينما

توزع انتشار بقية أفرادها على المدن المجاورة لها بالشرق والجنوب الشرقي باستثناء

نتقال بالجنوب، وأغلب الظن أن لعامل اال 5وشذونة 4بموسطة األندلس، ورندة 3جيان

وتغير األوطان دورا في ظهور األسر النفزية في مناطق بعيدة عن الموضع الذي

اشتهرت بالتواجد فيه، كما أن هناك من انتسبوا إلى قرى غير معروفة ولم يذكر أهل

.التراجم كبرى المدن األقرب إليها قصد تحديد جهتها الجغرافية فأغفلنا ذكرها

أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي، والسلفي نسبة إلى جده، وقيل هي قرية بالمشرق نسب أبو طاهر هو -1

إلى أن استقربه المطاف باإلسكندرية وبها أقام لى بغداد ودمشق وغيرها طالبا للعلم،إليها، أصله من أصبهان، رحل إواألندلس صلة عنه خلق كثير، ولطلبة المغرب دثين في عصره، عالي اإلسناد، روىسنة، وهو من كبار المح 65

معجم "ه من الغرب اإلسالمي، وطيدة بالسلفي، دلت عليها كتب التراجم األندلسية، ومن أثاره التي ترجم فيها لتالمذت، ينظر عن م1180/هـ576مدى شغف السلفي بمعرفة أحوالهم وأنسابهم ومدنهم، توفي السلفي سنة وفيه يظهر ،"السفر

خلكان، وفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق يوسف علي الطويل ومريم قاسم الطويل، دار الكتب ابن ترجمته، . 173ص 3ج 1998 1العلمية، بيروت ط

السلفي، أخبار وتراجم أندلسية مستخرجة من معجم السفر، إعداد وتحقيق، إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت ط، -2 .65- 64م ص1979

دلس، وهي كثيرة الخصب، ولها زائد على ثالثة أالف قرية، كلها يربى فيها دود الحرير، وهي في نمدينة باأل: جيان -3 .121الحميري، المصدر السابق، ص .وفة بالحصانةتها من القصاب الموصجدا، وقصب لاسفح جبل ع

ندلس من مدن تاكرنا، وهي قديمة بها اثار كثيرة، وهي على نهر ينسب اليها، الحميري، المصدر مدينة باأل: رندة –4 .269، صنفسه

ت البر والبحر، كريمة البقعة، مدينة باألندلس، وهي كورة متصلة بكورة مرور، جليلة القدر جامعة لخيرا: شذونة -5 .339ومن كورها شريش وغيرها، الحميري، نفسه، ص

- 94 -

: عالمهااإلسهام العلمي ألبرز أ - ب

إن سبب تخصيص أبرز أعالم قبيلة نفزة بالذكر إنما يعود إلى الرغبة في إظهار

إسهامهم كأنموذج شاهد على عطاءات أفرادها داخل الحياة العلمية المزدهرة باألندلس

خاصة لمن اشتهر منهم إما بمؤلفاته أو رحالته أو شهرة تالمذته، واالبتعاد ما أمكن عن وب

وردته كتب التراجم عن األعالم الذين لم تتجاوز تراجمهم بضعة أسطر ال التكرار الذي أ

.يزيد محتواها عن معرفة أسمائهم وبلدانهم ومراتبهم العلمية وسنوات وفاتهم

ونحسب أن أبا عمر أحمد بن أبي محمد هارون بن عات النفزي أشهر من يذكر

عديل بعلمه وأدبه وشهرته في على رأسهم، وذلك إلشادة كتاب التراجم وأهل الجرح والت

.األندلس و بالد المشرق

م في 1147/هـ542سنة - نسبة إلى جده الذي اشتهر به -ولد ابن عات النفزي،

بيت علم ودين، فوالده هو الفقيه الحافظ أبو محمد هارون بن أحمد بن جعفر بن عبد الملك

لكية، له تنبيهات وحواشي م، من فقهاء الما1186/هـ582بن عات النفزي المتوفى سنة

و كان ابنه أحمد أحد تالمذته 1على مسائل المدونة وغيرها من مؤلفات المذهب المالكي

مكانا لتدريس الطلبة وإجازتهم، ومن كان هذا من داره قد اتخذ والده، واخذوا عنهالذين

ماء في ما يؤهله لحضور مجالس العل بحاله فال غرابة أن يستهل فترة حياته في استيعا

بلدته شاطبة إحدى قصبات الحضارة اإلسالمية باألندلس، ومنها تجشم الرحلة إلى بالد

لقي بها أبا محمد عبد الحق استقر فيها مدة طويلة، و المشرق مرورا بمدينة بجاية التي

طاهر السلفي، ومنها يأبللقاء اإلسكندرية ثم انتقل إلى ، 2اإلشبيلي المعروف بابن الخراط

، وبالموصل عن أبي الفرج بن3لى دمشق فروى عن مؤرخها الحافظ ابن عساكراتجه إ

.231-230ص 4الزبير، المصدر السابق، ج ابن -1 .65ص 4ترجمته بالهامش رقم - 2، ونشأ بدمشق في بيت علم ودين، م1105/هـ499هو علي بن الحسين بن هبة اهللا بن عبد اهللا، ولد في غزة سنة -3

، توفي "تاريخ دمشق"أبرزها من ى يد كبار علماء دمشق وبغداد، فأطلق عليه لقب الحافظ، صنف عدة كتب ووتعلم عل .123ص 3خلكان، المصدر السابق، ج ابن، م1175/هـ571سنة

- 95 -

، وغيرهم من الشيوخ في مصر ومكة وعسقالن، ومن ال يحصى كثرة ممن 1الجوزي

،2"النزهة في التعريف بشيوخ الوجهة " سماه –هو في حكم المفقود –ضمهم في كتاب

لة العلمية إال أن ابن عات النفزي عاد وإذا كنا ال ندري على وجه التحديد مدة هذه الرح

بعدها إلى شاطبة التي اتخذ منها منارا لنشر علمه، إسهاما منه في مسيرة الحياة العلمية

.بها، وهو ما جعل أهلها يفاخرون به وبما قدمه لبلدتهم

ءاموطيد الصلة بفن الترجمة لعل ؛ومن آثاره التي نوه أهل التراجم بجودتها كتاب

ريحانة التنفس وراحة األنفس في ذكر شيوخ األندلساألند ، والذي بلغت 3"لس سماه

شهرته بالد المشرق، وظهر تداوله لدى من عاش إلى مطلع القرن العاشر

، إذ أنه واحد من المؤلفات التي اعتمد عليها جالل الدين )السادس عشر الميالدي(الهجري،

بغية الوعاة في طبقات اللغويين "كتابه م في تأليف1505/هـ911السيوطي المتوفى سنة

اليوم في حكم المفقود، فإن أهمية نقوالت السيوطي " الريحانة"، وإذا كان كتاب "والنحاة

عنه تكمن في حفاظها على نصوص وتراجم تعود إلى فترة القرن السادس الهجري التي

.عاش فيها ابن عات النفزي

ظر غيره من أهل العلم، فإنها تتفق عند من وأما عن مكانته العلمية ومرتبتها في ن

من أكابر "م 1397/هـ799ذكره تعديال وتوثيقا، حيث اعتبره ابن فرحون المتوفى سنة

المحدثين، وجلة الحفاظ المسندين للحديث واألدب بال مدافعة، يسرد األسانيد والمتون

روى المقري عن غيره ، و4"ظاهرا فال يخل بحفظ شيء منها، ثقة عدال مأمونا مرضيا

هو عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن جعفر الجوزي التيمي البكري البغدادي، الحافظ الفقيه واألديب -1

رحل إليه الطلبة من كل األصقاع، وزاد من شهرته حب مؤرخ، له عدة مصنفات دلت على مكانته العلمية،الواعظ وال، 2، جالسابقخلكان، المصدر ابن، ينظر عن ترجمته، م1200/هـ597استقراره في بغداد إلى أن توفي بها سنة

. 343ص .565، ص 1عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج ابن –2 .566ص ،نفسه -3فرحون، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، تحقيق مأمون بن محي الدين الجنان، دار الكتب ابن -4

.127 -126م، ص 1996، 1العلمية، بيروت، ط

- 96 -

شهرة الكاتب واألديب ابن عميرة ه، ومن أبرز تالمذت1"أنه كان آخر الحفاظ للحديث"

.المخزومي

وأما عالقته بالسلطة الموحدية التي عاصر أهم محطاتها ألزيد من نصف قرن، بداية

ن بالسنوات األخيرة من عهد عبد المؤمن بن علي، ووصوال إلى عصر حفيده الناصر لدي

الذي لم يفوت استدراك ما –اهللا، فإن خبرها يستفاد من مؤلف ابن عبد الملك المراكشي

كان األمراء من آل عبد المؤمن : "فأثبت قائال –لم يرد عند غيره في هذا الجانب

يخاطبونه ويعتمدون رأيه وإشارته في مصالح بلده شاطبة وأهلها، ثقة بدينه وركونا إلى

لظن أن هذه المخاطبة كانت تتم عبر رسائل رسمية لتعلق األمر وأغلب ا. 2"نصيحته

، ولما 3بالمدينة وأهلها، بدليل اعتماد الموحدين على هذا األسلوب في مخاطبة أعيان المدن

م نجد أبا عمر يسهم 1212/هـ609كانت وقيعة العقاب بين المسلمين والنصارى سنة

ن يكون له دور في تحفيز أهل بلده على الجهاد فيها بنفسه مدافعا عن وطنه، وليس بعيدا أ

والحض عليه، وقد ذهب ابن عبد الملك المراكشي إلى أن ابن عات استشهد في هذه

.4"لم يوجد فيها حيا وال ميتا"المعركة مستدال على أنه

ومن أفراد قبيلة نفزة الذين اشتهروا برحلتهم في طلب العلم، وخلفوا آثارا في أنواع

علم نجد علي بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الضحاك النفزي، من فقهاء غرناطة من ال

، واشتهر بكثرة تأليفه 5ومحدثيها، رحل إلى المشرق فأخذ عن أبي طاهر السلفي وغيره

مدارك الحقائق في أصول : "فقد عد له ابن الخطيب أزيد من عشرة كتب، نذكر منها

رسائل األبرار، وذخائر أهل الحظوة "تاب خمسة عشر جزءا، وك ، ويتألف من"الفقه

اإلعالم "، وكتاب في سفرين" واإليثار في انتخاب األدعية المستخرجة من األخبار واآلثار

.601، ص 2لمقري، المصدر السابق، جا -1 .566ص 1عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج ابن -2المصدر ،، والبونسي121مغاور الشاطبي، المصدر السابق، بداية من ص ابنالرسائل، ينظر نماذج من هذه -3

.وما بعدها 309، ص السابق .567ص1،جهعبد الملك المراكشي، المصدر نفس ابن -4 150 -149، ص 4الخطيب، المصدر السابق، ج ابن -5

- 97 -

منهج السداد في شرح "، وكتاب في سفرين أيضا" في استيعاب الرواية عن األئمة األعالم

.1م1161/هـ557بغرناطة سنة اته وف وكانت ن جزءا،يثالثمن " اإلرشاد

قبيلة نفزة لكثرة من تم إحصاؤهم، وتتنوع العلوم والفنون التي علماء تتعدد أسماء

اشتهروا بها، وإن كان الطابع النقلي هو الغالب عليها كعلوم القرآن والحديث والفقه

، وأن منهم من برع في عدة علوم 2والتراجم، وما اصطلح على تسميته بعلوم اللسان

ن حلقة علم، كما أسهمت الرحلة في الطلب داخل األندلس وخارجها فكانت له بذلك أكثر م

:ومن أعالم هذا العصر نذكر. مفي زيادة تحصيلهم وتنويع مروياته

اطيغرنال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبيديس بن محمود النفزيأبو إسحاق ،

فظا ذاكرا للغة واألدب، ، وأنه كان فقيها حا3"بخاتمة الرحال باألندلس"وصفه ابن الخطيب

مواهب العقول وحقائق : "صنف في التصوف والفقه عدة مصنفات منهاوقد نحويا ماهرا،

.4، وغيرها"الرسائل في الفقه والمسائل"و" المعقول

]الوافد: [ومن شعره في التصوف قصيدة همزية منها

لييق عضي ــاءدي الفضجو الن من قلقني منينــاءواس الع

ــــن أو مـاءبت نفسي تحيط بها السأرض اهللا واسعة ولك

ي أرسش والكررنا العالأيالـــو مرا حمناهاليلـى فو5ءع

الشاطبي الملك بن عات النفزي أبو جعفر أحمد بن حسن بن أحمد بن جعفر بن عبد ،

وهو ابن عم الحافظ أبي عمر أحمد بن هارون، وقد اقتضب أهل التراجم الحديث عن

.150ص 4السابق، ج المصدرالخطيب، ابن -1يان واألدب المنظوم والمنثور، وقد شرحها ابن خلدون بإسهاب في مقدمته، ينظر ابن خلدون، والب وهي اللغة والنحو -2

.753، ص 1المصدر السابق، ج .196، ص 1نفسه، ج المصدرالخطيب، ابن -3 .197نفسه، ص -4 .197صنفسه، -5

- 98 -

نسبه ابن عبد الملك المراكشي ألهل ، وقدحياته العلمية، ودون تعيين للعلوم التي برز فيها

.1العلم

تهر برحلته في شذونة، اش أهلأبو العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمن النفزي من

الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب، ودخل بالد ما أبيسمع ببغداد من حيث طلب العلم،

خرج من بغداد بعد سنة و، وكان حافظا عفيفا فاضال، 2وراء النهر فروى عن علمائها

.3م1216/هـ613

يعرف بابن الشاطبي حمد بن محمد بن علي بن محمد بن العاصي النفزيأجعفر أبو ،

تعليمه على يد علمائها، فأتمدانية إلىبشاطبة، وانتقل أبيهخذ علم القراءات عن أالية، ال

لألداء اإلتقانو لتجويدباا متقدما في المعرفة ئكان مقرووروى عنه القراءات خلق كثير،

.4م12/هـ6القرن أهلوجودة الضبط على القراء، وهو من

دانية، اشتهر بعلم القراءات، أهلفزي، من بن محمد بن خليفة الن إبراهيم إسحاق أبو

. 5م1168/هـ564كانت وفاته سنة ووال نعرف عن حياته العلمية الشيء الكثير،

أبيه، روى عن الشاطبي الحسن عبيد اهللا بن محمد بن عبيد اهللا بن قبوج النفزي أبو

ربية، والنحو وعلم الع أصولهعمر بن عات وغيرهم، وكان فقيها حافظا ذاكرا للفقه و أبيو

ألبي نعيم، " األولياءاختصار حلية "واللغة واألدب، وله شعر بارع، ومن مؤلفاته كتاب

اشتهر بالتصوف وهو ما جعل الغبريني يشير إلى وجوب ذكره في كتاب أبي نعيم الذي و

م، 1242/هـ640اختصره لزهده في الدنيا وصالحه، وخرج أبو الحسن من بلده سنة

س، ويشير الغبريني إلى أنه استفاد الكثير من حديثه وشعره عن درودخل بجاية وبها

.6م1147/هـ542سنة وفاته كانتشيوخه، و

.87ص 1ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 1 . 311نفسه، ص . ونيسابور وشيرازمنهم علماء أصبهان وهمذان - 2 .94ص 1ابن األبار، المصدر السابق، ج - 3 .467ابن عبد الملك المراكشي، نفس المصدر والجزء، ص - 4 .30ابن األبار، نفس المصدر والجزء، ص - 5 .90، والغبريني، المصدر السابق، ص165ص 3ابن الزبير، المصدر السابق، ج - 6

- 99 -

،سبتة أهلمن أبو الحسن علي بن سليمان بن إبراهيم بن تبال النفزي الجواهري

بالد المشرق في سبيل إلىخذ عن علمائها، وله رحلة أصله من رندة، دخل بلنسية وأو

م، 1217/هـ614لب العلم والحج، وتصدر للتعليم بمراكش التي كانت بها وفاته سنة ط

.1وقيل غير ذلك

ن على آعربية وعلم القرلخذ اأ، الغرناطي حمد بن سليمان النفزيأالحسن علي بن أبو

مروان بن قزمان، وكان فقيها عارفا بمذهب أبيزيد السهيلي، و وأبيبحر الكفيف أبي

.2م1219/هـ616كانت وفاته سنةوفهمه وحسن االستنباط في النوازل، لىإمالك منسوبا

بن محمد أبي، سمع من الشاطبي حمد بن منخل النفزيأ أبو الحسن علي بن محمد بن

خذ أمالك، و أزمنيين موط أبيبكر بن أبي، ومن إسحاقعبد المنعم بن الفرس سيرة بن

أن باروحدث بها، وذكر ابن األ اطبة، وقد ولي القضاء ببعض كور شعن جماعة غيرهما

العباس العزفي في أبو ، وروى عنه رواه عند اجتماعه به ببلده له ما أجازالحسن أبا

.3م1230/هـ630خر سنة آالحسن في أبو، وتوفي "برنامجه"

سم بن شريف النفزي االق أبيالطيب صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبو

وقصائد أدبيةاركة في الحساب والفرائض، وله تصانيف الرندي، شاعر مجيد وله مش

األدباءملك خاتمة لبن عبد ااالمشرق، وقد اعتبره إلى، رحل في طلب العلم 4زهدية

ا، متفننا في، فقيها حافظا فرضيومنثوره، بارع التصرف في منظوم الكالم باألندلس

وصنف في الفرائض ،"اماتالمق" :هدية منهازوقصائد أدبيةليف امعارف جليلة، وله تو

الكافي في علم "ليف في صنعة الشعر سماه أمختصرا نافعا نظما ونثرا، وله ت وأعمالها

، وذكر له ابن الخطيب عدة 5"ونزهة النفس األنسروضة "، وله كتاب كبير سماه "القوافي

]البسيط: [مقطوعات من شعره، منها قوله

الس تفاخرا قيف فيميل والقلم الفولض بنيهش ا المك هفنمـم

.247ص 3سابق، جابن األبار، المصدر ال -1 .133ص 4، و ابن الزبير، المصدر السابق، ج228نفسه، ص -2 .237، وابن اآلبار، نفسه، ص280ص 5ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق،ج -3 .275ص 3ابن الخطيب، المصدر السابق، ج - 4 .276ص 3، جنفسهالمصدر ،، وابن الخطيب137ابن عبد الملك المراكشي، نفسه، ص - 5

- 100 -

الكهـا شمهللا فر درهمـا وانتطا الخبذح كالحم وكالحم

.1م1250/هـ648 وفاته كانت سنة أنوذكر ،كما أورد له مقتطف من كالمه المنثور

الشاطبي د بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد اهللا بن محمد النفزيعبد اهللا محم أبو ،

،الفقه ، درسالحسن بن هذيل، وكان وافر الحظ أبيروى عن هارون بن عات النفزي، و

نه كان على طريقة حسنة وهديا أي، وذكر ابن عبد الملك أالروواشتهر بالحفظ للمسائل

] الطويل[ : الدنياهجر في وله صالحا،

األدنى ضرالع ني عدصي قف عرضتأوى ـنغأ ي الل اومي دنا عبم تينغ

ىـنفي ام تقارـفى وـقبي اـم تقافوي فـتمبه تولع األعلىم الالع إلى

ـىنعالم ـمالع بهى نعـا يبم تـمهو أهلهـــا مـائهالب اتذلل تكرت

.2م1219/هـ616عبد اهللا بعد سنة أبيوكانت وفاة

خذ علم أ ،الشاطبي حمد بن عبد العزيز بن سعادة النفزيأعبد اهللا محمد بن أبو

ين وغيرهم، وروى الحديث عن سالحسن بن ح وأبيبن خليفة إسحاق أبيالقراءات عن

أبيولغة عن أدبانحوا وخذ علوم اللسان أبركة، و أبيبد العزيز وعبد اهللا بن ع أبيعمه

بكر بن وأبوبن بشكنال إسحاق أبوالنعمة، وروى عنه ابن الحسن بن سعد الخير و

، اللغة حافظا له ضابطامجودا متصدرا، متحققا بالنحو مقرئا، وكان األبارمرابط، وابن

.3م1221/هـ618وكانت وفاته سنة

رحل في4تاكرنا أهلعيسى بن عبد اهللا بن محمد بن موسى النفزي، من الروح أبو ،

.5م1231/هـ629المشرق، وهناك توفي سنة إلىطلب العلم

.137ص 4، المصدر السابق، جالمراكشي وابن عبد الملك. 286-282ص 3ابن الخطيب، المصدر السابق، ج - 1 .674ص 5ابن عبد الملك المراكشي، المصدر نفسه، ج - 2 .684ص نفسه، - 3

ول، ومن ستجة، وهي مدينة أزلية، إليها تنسب الكورة، وبها بالط من بناء األإمدينة باألندلس بمقربة من : تاكرنا - 4 .129الحميري، المصدر السابق، ص .مدنها رندة

.606ص 2المقري، المصدر السابق، ج –5

- 101 -

عبد اهللا عم أبيوهو ،عبد اهللا محمد بن عبد العزيز بن سعادة النفزي الشاطبي أبو

عبد اهللا بن أبيو ،الحسن بن هذيل أبيخذ القراءات عن أ ،العزيزعبد محمد بن أحمد بن

عبد اهللا بن علي بن الالية النفزي، وكان من جلة المقرئين المجودين وأبيهذيل

وبلنسيةس في شاطبة وية عدال ثقة، دراخط جيد الضبط، رال، حسن نالمتقني الضابطين

.1م1217/هـ614بشاطبة سنة وكانت وفاتهخذ خلق كثير، أ وعنه

خذ أ، يشاطبال ملك بن منخل بن محمد بن شرف النفزيعبد اهللا محمد بن عبد ال أبو

عند في علم الحديث علي الصد أبيالقاسم النحاس، وسمع من أبيبقرطبة قراءة نافع عن

حيا نه كان أدخوله شاطبة، وال تعرف سنة وفاته، والظاهر من شيوخه الذين روى عنهم

.2م12/هـ6منتصف القرن إلى

مرسية إلىرحل صغيرا ،يشاطبال ن خلف النفزيمحمد بن سليمان بعبد اهللا أبو

إلىعلي الصدفي، وعمن لقيه من شيوخ الحديث والفقه، وعاد أبيفسمع علم الحديث على

" مقدمات"شاطبة وبها تصدر للتعليم، فقد كان فقيها متسع الحفظ ذاكرا للمسائل، يستظهر

، فكان 3الشورىلي خطة ، وببلده وويسرد متون الحديث، بصيرا بعقد الشروط ابن رشد،

.4م1158/هـ553توفي بشاطبة سنة ورأسا فيها منفردا بالتقدم في معانيها،

عبد اهللا محمد بن عبد الرحمن بن عبد اهللا بن مطرف بن سهل بن ياسين النفزي أبو

العلم بالفقه أهلعبد الرحمن علم القراءات، وكان من أبيه، روى عن الشاطبي

توفي سنة و، ذا حظ صالح من قرض الشعر، األدبل والبراعة في والحفظ للمسائ

.5م1193/هـ590

أبو عبد اهللا محمد بن علي بن محمد بن أبي العاص المعروف بابن الالية النفزي

أهلخذ عن علمائها القراءات السبع، وقد كان من أدانية وبها إلىالشاطبي الضرير، انتقل

.384-383ص 6جالمصدر السابق، ، المراكشي ابن عبد الملك - 1 .409ص نفسه، -2 اة المشاورين،ضة عرفت بالقئهو منصب إداري اشتهر باألندلس، تابع لنظام القضاء، وقد تألفت من أصحابه هي - 3

. 488حسين مؤنس، المرجع السابق، ص .وهي تضع القواعد وتحدد المبادئ، في حين اقتصر أمر القضاة على التطبيق .218-217ابن عبد الملك المراكشي، نفسه، ص -4 .17ص 3بار، المصدر السابق، ج، وابن األ347نفسه، ص -5

- 102 -

التراجم سنة أهل، ولم يذكر لإلقراءر ببلده شاطبة المعرفة بالقراءات وطرقها، وتصد

بعد منتصف القرن ما إلىنه كان حيا أشيوخه وتالمذته يظهر أسماءتتبع أنوفاته، غير

.1م12/هـ6

عبد اهللا محمد بن علي بن محمد النفزي، من أهل جيان، روى عن أبي الوليد بن أبو

س المدونة وغيرها، ولم قيها ومشاورا، دررشد، وأبي عبد اهللا بن عبادة الجياني، وكان ف

.2م12/هـ6القرن أهلنه من أترجمته تظهر أنيذكر أهل التراجم سنة وفاته، غير

أنهم إلىقبيلة نفزة ومواطن تواجدهم لعلماءونخلص من عرض الحياة العلمية

ءات قراعلم ال نالغلب عليها الجانب النقلي، و إنبمختلف العلوم والفنون، و ااشتغلو

النصيب األوفر من اهتمام أفراد هذه القبيلة، وتصدرت مدينة شاطبة كمدرسة لتلقينه لكثرة

إضافة إلى شهرتها بين حواضر األندلس بصناعة الورق ،من انتسب إليها من القراء

.4، كما اشتهرت مرسية بعلم الحديث وروايته3وجودته

:األسر العلمية البربرية -2

اهتم كتاب التراجم في األندلس بالتنبيه إلى صالت القرابة التي كانت تربط كثيرا ما

األعالم المترجم بهم، وهو ما سهل على الدارسين عملية تجميع شجرة البيوتات األندلسية،

وأوضح أهمية مشاركتها في الجوانب السياسية والفكرية، وأهل التراجم كانوا يردفون

وما ،"إنه من ذوي البيوت العلمية"ا حالهم من األعالم عبارة عمن كان هذ - في الغالب–

.قارب هذا المعنى في إشارة منهم إلى دور األسرة العلمية في حياة المتعلم

وال تختلف األسرة البربرية عن غيرها من أسر المجتمع األندلسي في هذا الجانب

ية عديدة أسهمت في الحياة فقد عرفت القرون الهجرية الخمسة السابقة نماذج ألسر بربر

.367ص 1بار،المصدر السابق، جبن األوا. 483ص 6ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 1 .498ابن عبد الملك المراكشي، نفسه، ص -2 .126ابن مغاور الشاطبي، المصدر السابق، ص - 3، مؤسسة حمادة السابع الهجريين لىالخامس إ نانسي فيصل الرواشدة، الحياة العلمية في مرسية اإلسالمية من القرن - 4

.146م ص2004 1ط ،للدراسات الجامعية، األردن

- 103 -

، وظهرت أسر اهتمت بغرس قيم المعرفة وحب 1السياسية واإلدارية والعلمية باألندلس

العلم ألبنائها منذ نعومة أظفارهم، وتواصل هذا المشهد الحضاري إلى زمن الموحدين،

:فظهرت بيوت بربرية كان العلم السمة األكثر شهرة بين أفرادها، والتي نذكر منها

:أسرة آل أبي سعيد الفازازي أنموذجا

تن بن أحمد بن تنفليت اليجفشي الفازازي لفيعود تأسيس هذا البيت إلى أبي سعيد يخ

، وقد وقع الخالف بين النسابة حول 2من قبيلة زناتة البربرية، ويجفش إحدى أفخاذها

بالقرب من مكناسة وهو جبل " فازاز"تحديد معنى الفازازي بين قائل أن التسمية تعود إلى

، ويبدو من رواية 4نهم فخذ من زناتةإ، ومن قائل 3في بالد المغرب بين نهري سال وسبو

ابن سعيد في جغرافيته أنه جمع بين القولين فاعتبر أن إطالق اسم فازاز إنما يعود إلى

رغم لبا، و5البربر الذين سكنوا هذا الجبل واتخذوا فيه قلعة يخزنون فيها طعامهم ومحارثهم

، إال أن المصادر غير صريحة 6ما تظهره تراجم أبناء هذا البيت بأنهم من أهل األندلسم

في تحديد أصل موطنهم، في حين انتسب األحفاد إلى عدوة المغرب، وهو ما سيتم

.التعرض ألسبابه الحقا

وأبلغ ما ورد عن حياة أبي سعيد أنه كان على قدر من العلم مكنه من إجازة الرواية

، والذي ضبطه السيوطي في بغيته بفتح الياء "يخلفتن"ألبنائه، وقد تميز باسمه البربري

.7وسكون الخاء المعجمة والفاء

.488، ومالحق البيوتات البربرية، ص193عبد القادر بوباية، المرجع السابق، ص -1 .48، ص3، وابن األبار، التكملة، ج175بن عبد الحليم االيالني، المصدر السابق، ص ا -2 .187، صاالستبصارمؤلف مجهول، كتاب -3 .بن عبد الحليم اإليالني، نفس المصدر والصفحةا -4 .141سعيد، كتاب الجغرافيا، ص ناب -5والنقص، وبها خلط واضح بسبب االضطرابمن الغرباء عنها، غير أن ترجمته يشوبها بعض عدهم ابن الزبير -6

مع تردده في ضبط سنوات وفاتهم، وعهدتنا في ذلك ابن األبار على اعتبار أنه واالبنعدم التفرقة بين األب واألخ . وكان أكثر ضبطا لسنوات وفاتهمعاصر أفراد هذه العائلة،

.79، ص2السيوطي، المصدر السابق، ج -7

- 104 -

وأما أكبر أوالده فهو أبو عبد اهللا محمد، ال نعرف شيئا عن تاريخ والدته، وال عن

لم في مراحل نشأته، غير أنه يتضح من وصف مترجميه أنه نال نصيبا وافرا من الع

كان ذا حظ من الفقه، وتقدم في معرفة اآلداب وذكر التواريخ واللغات، " حياته العلمية، فقد

تولي الكتابة في بالط الموحدين على عهد ل، أهلته مكانته 1"كاتبا بليغا، شاعرا مجيدا

ا الخليفة محمد الناصر بن يعقوب المنصور، وذهب ابن عبد الملك المراكشي إلى أن هذ

الخليفة هو الذي رفعه من الكتابة إلى القضاء، وتقلب بين هذين المنصبين إلى عهد الخليفة

، وهذا ال يتأتى إال )م1223-1213/هـ620-610(يوسف المستنصر بن محمد الناصر

تواله في مختلف المدن ولذلكلمن حاز حظا وافرا من العلم واستوفى شروط القضاء،

ة وانتهاء بقرطبة التي توفي بها وهو قاض عليها سنة األندلسية كمرسية وغرناط

.2م1224/ هـ621

وللقاضي والكاتب أبي عبد اهللا الفازازي حظ من قرض الشعر، فمن قصيدة يمدح

]الطويل: [م، منها1209/هـ606بها الناصر بعد وصول نبأ انتصار جنده بإفريقية سنة

أنهارها قت ملء المالـا وتدفهحت أزهارهذي الفتوح تفت

جت أنوارهـالها وتبجــت صفحاتجت نفحاتها وتبررأوت

3سفارهـاأذا يا حب ــرا عن أوجهرها إليك سوافوأتت بشائ

]البسيط[ :ا أبيات منهاونسب له في ذم الخمر وشاربه

جمــر ماخمر العقل فهو خمــر والخمر عند اللبيب

تسـرسر مالخم ا شاربيبر ونا دا م ادبالع ــر4س

. 362ص 8عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج ابن -1 .، وابن عبد الملك المراكشي، نفس المصدر والجزء والصفحة267عبد الواحد المراكشي، المصدر السابق، ص -2 .255ص ،عذاري، المصدر السابق ابن -3 .61وردت هذه القصيدة ضمن أثار أخيه أبي زيد الفازازي، المصدر السابق، ص -4

- 105 -

وعبر عن امتعاضه لما آلت إليه بالد األندلس بعد تغلب الروم على أراضيها في

]الطويل[ :قيل أنها وجدت برقعة في جيبه يوم موته "ت أبيا

الرف ربتض متغنوي البالد وي ورالجو أــمقيا بخذ م مغـــرالمو

الرقط وتس ندالجقشتالـــــة و كله دروال يالمولة تسعيــم

1"ــــم مسل ين في الفسادمع إال م مسلــم يين ليس فيهعوو التوذ

عبد الرحمن بن أبو زيد وأما أشهر من اهتمت به المصادر من هذه األسرة فهو

، ونشأ في بيت علم )م1155/هـ550(يخلفتن بن أحمد الفازازي، ولد بقرطبة بعد سنة

كان و 2ى يدي أبيه أبي سعيد ثم على جمهرة مشيخة قرطبة واألندلسودين، حيث تعلم عل

حافظا، نظارا، ذكيا، ذا حظ وافر من معرفة أصول الفقه وعلم الكالم، وعناية بشأن "

بسرعة البديهة ناظما وناثرا، وأنه لم "في برنامجه 4وقد وصفه تلميذه الرعيني، 3"الرواية

، وذكر له ابن األبار جانبا مهما 5"ته في العلوم الشرعيةيلتق مثله في دينه وفضله ومشارك

.6"وصحبته المريدين في مطالبهم والتشدد على أهل البدع"في حياته وهو التصوف

كان عبد الرحمن الفازازي محبا للتجوال داخل األندلس وخارجها، وقد شغف بحب

يدة كتبها إلى أحد أصدقائه تلمسان وأهلها، وتعلق بهما منذ الصغر، ومن آثاره في ذلك قص

]السريع[ :نذكر منها

انــها ولو كان لي في الكون اختيـــار ــمســان وســكهــوى تلأ

.467، ص4المقري، المصدر السابق، ج -1 . 102ص المصدر السابق،، والرعيني، 48ص 3األبار، المصدر السابق، ج ابن -2 .395ص 3ابن الخطيب، المصدر السابق، ج –3تولى وفي إشبيلية، م1195/هـ592صم الرعيني اإلشبيلي، ولد سنة هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن هي -4

القضاء في مرور، واشتهر بالكتابة لدى ملوك األندلس، من أثاره برنامج شيوخه، وصلة المطمح والذخيرة وغيرها، .147- 146ص 4ينظر بن الزبير، المصدر السابق، ج. م1267/هـ666توفي بمراكش سنة

.103، صهنفسالرعيني، المصدر -5 . 48ص ،3ج المصدر السابق، األبار، ابن -6

- 106 -

ضـــخل أرهكي ترف ذرت العــعـت العا خلعيها فاف معـذار ــا أض

ـوزمز هرـاـيــت وأســتـالبـــم بقسأ ـارـن والمستـجـم والرك

ـارـضـنفر بعـد الوهل يروق الص ـم ت نفسي إلى غيرهـــــما سكن

رله بــعدهم مـن قـــرا فــؤادي بهـــم فمــا ا سكــن اهللايـ

د وطال انتظــارفس بطـول المـــــــدى وقد مضــى وعلل النعأ

1اس وتلك الديـــــارـولئك النأــوى غربـــــة ـي والننين مأف

وتنم قصائد أخرى عن مدى أواصر الصداقة التي كانت تربطه بأدباء تلمسان

.2ائهاوشعر

؛وقد رفعته مكانته األدبية ألن يتولى مثل أخيه محمد الكتابة في بالط الموحدين

فاختص بالسيد أبي إسحاق بن المنصور الموحدي والي إشبيلية ثم غرناطة، وبأخيه أبي

العالء المأمون أيام توليه الخالفة، وقد أشاد أهل التراجم ببراعته في الكتابة السلطانية

التي شكلت حبل اتصاله بالسلطة الموحدية، وفي خبر ذي صلة بذلك يطلعنا واإلخوانية،

م لدى المأمون 1229/هـ627صاحب الحلل الموشية عن تدخل الكاتب أبي زيد سنة

.3التي كانت معلقة على أسوار مراكشين بيعته، وقصد إزالة جثث مخالفيه الناكث

من ذلك مثال في جانبه األدبي،خاصة وبآثاره وما خلفه دليال على نبوغه تعتبر و

مجموعة قصائد عرفت بالقصائد ضم 4)صلى اهللا عليه وسلم(ديوان شعر في مدح النبي

.123أبو زيد الفازازي، المصدر السابق، ص -1 .125-121، ص هفسن -2 .166- 165مؤلف مجهول، الحلل الموشية، ص -3 اشتهرت المدائح الدينية في المغرب واألندلس خالل هذه الفترة، ينظر عن تاريخها وإسهام األندلسيين في بعثها، - 4

.257الجياللي سلطاني، المرجع السابق، ص

- 107 -

، 2، والمعشرات الزهدية والحبية1ن بيتايعشر منتتألف منها والتي كل قصيدة ،العشرينية

]الوافد[ : ومن مختارات مدحه لخير األنبياء قوله

د ذكر خير األنبيــــاءفجـد ـــابلت من موالك قرمإذا أ

صل لوأو هليل كل عوآ قـــو رهحبخبص ـــــاءسالمو

يادة والعــــالءعـلى البرايــا محال في السأ ـدامحم نإف

3ــواءـلاس من دون الالن وكل ء الحمد في يمنى يديـــهلوا

خطبا اشتهرت في 4وإلجادته الكتابة النثرية أنشأ للواعظ أبي عبد اهللا بن الحجام

حجة الحافظين ومحجة "أيدي الناس حيث جمعها ابن الحجام في كتاب كبير سماه

فة إلى رسائله السلطانية واإلخوانية، وقد أحصى عبد الحميد عبد اهللا ، باإلضا5"الواعظين

بين قصيدة 173ما بين يديه من أعماله المنظومة فبلغت –محقق آثاره–الهرامة

.6رسالة 26بيت، وأما الرسائل فأحصى منها 2656يزيد عن اومقطوعة عدد أبياته

كر اسمه، غير أنه أشاد بصنيعه في نسب له المقري في نفحه كتابا في التاريخ لم يذو

.7"لاأليام والدول واألواخر واألو"رواية األخبار وأن فيه تاريخ

.396ص 3الخطيب، المصدر السابق، ج ابن -1عرفها محمد بن شريفة بأنها شكل شعري تتألف القصيدة فيه من عشرة أبيات تبنى كلها على حرف واحد، وهي -2

. 84ص ، المصدر السابق،نوعان غزلية وزهدية، ينظر مقدمة ابن الحريق البلنسي حياته وآثاره .154ص ،أبو زيد الفازازي، المصدر السابق -3 مكناسي األصل، أبو عبد اهللا بن الحجام، احتفى به المنصور التلمساني، الهو محمد بن أحمد بن محمد اللخمي، -4

بد ، ابن عم1217/هـ614وقربه ثم ابنه الناصر وحفيده المستنصر، وتولى إمامة الجامع األعظم بإشبيلية، توفي سنة . 266ص 8الملك المراكشي، المصدر السابق، ج

أنوار مجالس "وأضاف ابن عبد الملك المراكشي أن هذا الكتاب اختصره أبو زكريا بن محمد بن طفيل وسماه -5عبد الملك المراكشي، نفس ابن ، وأنه وقف عليه في مجلدين ضخمين بخط مختصره،"األذكار وأبكار عرائس األفكار

.267، صالمصدر والجزءفي يقرؤونهويؤكد المحقق أن شعره ذاع في جنوب الصحراء الكبرى وبخاصة في غرب إفريقيا، وأنه شاهد الناس -6

عيد المولد النبوي الشريف في المدن المالية وبخاصة في مدينة تنبكتو، وأنه اطلع على مخطوطاته في مدينة غدامس . 16السابق، ص زي، المصدرالليبية، مقدمة محقق أثار ابن أبي زيد الفازا

.468ص 4المصدر السابق، ج ،المقري -7

- 108 -

تدل بعض الرسائل التي تبادلها أبو زيد الفازازي مع أعالم األندلس على صلة

ألبي زيد 1التواصل التي كانت تربطهم، وموضوعها يدور حول وصايا علماء بني عذرة

هم الوافدين على قرطبة ورعايتهم قصد طلب العلم، وفيها إشادة بما كان بأن يهتم بأبنائ

.2يقوم به أبو زيد من خدمة للطلبة الوافدين على قرطبة

وال يفوتنا أن نشير إلى موقف أبي زيد الفازازي من الفلسفة وأهلها، فرغم إجادته

فالسفة، معلال ذلك أنه إال أنه حذر من الفلسفة وال لبهتالمذته على ط ألكثر من علم، وحث

ال نجاة للخائض في دروبها، ولخيبة طالب البرهان منها، وهذا الموقف ليس بالجديد من

أبي زيد، ذلك أن جملة من العلوم العقلية شهدت خالل المرحلة الوسيطية في األندلس

ء على غرار علم الفلك والكيميا للحد منها والتحذير من اتباع المشتغلين بها، معارضة

]الكامل[ والمنطق، وقد سجل هذا الموقف تلميذه الرعيني في أبيات منها،

ال حبــــــا وذويهما تسلك طريقا فالطون وأرسطــالسبأفاقذف

لواجـبــــــاحق ااألت أهــم ومقالهم تميم جميعودع الفالسفة الذ

الب ا طالبي يان فهأرتع بأن ليع ززهم أعاعضـــــــا وخائب رم

ليس ينجي عاطبـــــا في بحر هلك اة ملجماجالن أعرضت عن شط

ى جــعلت له التحــير شائبـــاه حتالدليل فما قنعت بصفو اوصف

3كاذبـا ممــــن ترى إال دعــيا فانظر بعقلك هل ترى متفلسفـا

هذه األسرة من البيوتات العلمية، سكنوا الجزيرة الخضراء، ومن أعالمهم عمر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز - 1

م، 1180/هـ576األنصاري، كان فقيها حافظا، راوية للحديث ذا حظ من الشعر، استقضي ببلده وبسبتة، توفي سنة وابنه عبد الرحمن شاعر وأديب، اشتهر بوضع وصية ألبنائه يحضهم فيها على طلب العلم، توفي في حدود

.202ص 3، وابن الزبير، المصدر السابق، ج448ص 5م، ابن عبد الملك المراكشي، نفسه، ج1203/هـ600بد الرحمن بن يخلفتن القرطبي يوصونه ينظر أدب الوصية من اآلباء لألبناء، ويليه مكاتبات علماء بني عذرة لع - 2

.38بداية من ص م، 2003 1بن حزم بيروت طابأبنائهم في طلب العلم، تحقيق محمد بن عزوز، دار

.105- 104المصدر السابق، ص ،الرعيني -3

- 109 -

وقد تواصل حمل لواء الكتابة والقضاء من طرف أحفاد هذه األسرة، ومنهم أولئك

الذين ورد ذكرهم عرضا ضمن السرد الذاتي لتاريخ خلفاء وأمراء بني عبد المؤمن من

يمنعنا هذا غير إفراد تراجم خاصة بهم تعرفنا أكثر عن أماكن والدتهم ونشأتهم، دون أن

منهم من ورد ذكره في قسم الغرباء الداخلين إلى ألن من تأكيد انتسابهم إلى بالد المغرب

األندلس، ولعل الذي يؤكد هذا االنتساب هو انتقال أسالفهم إلى العدوة المغربية

واستقرارهم فيها بحكم طبيعة وظائفهم في بالط الموحدين وبحاضرتهم مراكش تحديدا،

.فادهم للوظائف ذاتها التي اشتهر بها بيت الفازازيينوامتهان أح

له المصادر ولدين، تولنبدأ بأبناء القاضي أبي عبد اهللا محمد الفازازي الذي ذكر

اسم األول منهما عبد اهللا ويكنى أبا محمد، وقد عده ابن الزبير من الغرباء الداخلين إلى

القضاء في عهد أبي العالء إدريس ولي، 2"كان من جملة الطلبة النبهاء"و، 1األندلس

فكان مشكورا موصوفا بالجزالة والتنفيذ، وانتقل من قضاء مالقة "؛ المأمون بن المنصور

اختص الذي ، وأما الثاني فهو الكاتب أبوعمران موسى،3"م1227/هـ625إلى إشبيلية عام

.4بالكتابة عن بني عبد المؤمن

الفازازي ابنا واحدا، هو أبو عبد اهللا محمد، وللكاتب والشاعر أبي زيد عبد الرحمن

في إشارة إلى تواصل جذوة 5ذكره ابن الخطيب ضمن من روى عن أبي زيد من تالمذته

اسمه عند ذكر كتاب الرشيد ابن عذاري العلم والمعرفة بين أفراد هذه األسرة، كما أورد

). م1242-1232/هـ640-630( 6عبد الواحد بن إدريس المأمون

ن أحفاد هذا البيت، أبو زكرياء الفازازي، وال يعرف على وجه التحديد والده، وم

وهو من جملة كتاب أبي العالء إدريس المأمون وابنه الرشيد، وكتب عن أخيه أبي الحسن

.159ص 3الزبير، المصدر السابق،ج ابن -1 .242بن خميس، المصدر السابق، صاعسكر و ابن -2 .242نفسه، ص -3 .123ص 8عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج ابن -4 .395- 394ص 3الخطيب، المصدر السابق، ج ابن -5 . 299عذاري، المصدر السابق، ص ابن -6

- 110 -

، وكانت وفاة هذا )م1248-1242/هـ646-640(علي السعيد بن إدريس المأمون

لقنفذ القسنطيني على دور وشهرة هذه العائلة ، ويطلعنا ابن ا1م1241/هـ645الكاتب سنة

. 2في الدولة الحفصية بعد وفاة أحد كتابها المشهورين

وألن معرفة أنساب أعالم البربر فرضت علينا ضرورة تتبع كل ما قد يسهم في

صياغة تصور عن عالقة النسب بالحياة العلمية للبربر في األندلس، يجدر بنا التنويه إلى

، في الوقت الذي الحظنا فيه أعالما من 3ي زيد الفازازي ألصوله البربريةعدم تنكر أب

في خاصةوبالبربر يتعمدون إخفاء أنسابهم أو تفضيل االنتساب بوالئهم للقبائل العربية

. زمن الدولة األموية

.385-371ص المصدر السابق ،ابن عذاري -1رسية في مبادئ الدولة اف، الالقسنطيني ، ابن القنفذم1293/هـ693المتوفى سنة الفازازي زيد عيسى هو الكاتب أبو - 2

.150م ص1968الحفصية، تحقيق محمد الشاذلي النيفر وعبد المجيد التركي، الدار التونسية، تونس .139ص 1ينظر الملحق رقم -3

- 111 -

1أبي سعيد الفازازيآل

حمد بن تنفليت الفازازيأ

، 371،385، 299، 255عذاري، المصدر السابق، ص ابنينظر عن ترتيب أعالم أسرة الفازازي على هذا النحو -1

، وابن الخطيب، المصدر 48ص 3وابن األبار، المصدر السابق ج ،267المصدر السابق، ص وعبد الواحد المراكشي، .150، وابن القنفذ القسنطيني، المصدر السابق، ص395ص 3السابق، ج

لكاتب أبو عبد اهللا ا محمد

الكاتب والقاضي أبو عبد اهللا محمد)هـ 621ت (

الكاتب أبو زيد عبد الرحمن )هـ627ت (

أبو سعيد يخلفتــن

الكاتب والقاضي أبو عبد اهللا )هـ 621ت (محمد

أبو عمران موسى الكاتب

أبو زكرياء الفازازي الكاتب )هـ 645ت (

هللا الكاتب أبو عبد ا محمد

ي أبو عبد اهللا محمدالكاتب والقاض)هـ 621ت (

الكاتب أبو زيد عبد الرحمن )هـ627ت (

أبو سعيد يخلفتــن

الكاتب والقاضي أبو عبد اهللا )هـ 621ت (محمد

أبو عمران موسى الكاتب

أبو زكرياء الفازازي الكاتب )هـ 645ت (

) هـ693ت (أبو زيد عيسى الفازازي كاتب الدولة الحفصية

- 112 -

) أفراد أسمائهم وأنواع تخصصاتهم:(البربر علماء -3

يتعدد ذكر أعالم البربر في كتب التراجم األندلسية التي انصب اهتمام أصحابها على

ن عاشوا ودرسوا وماتوا في األندلس إال ما إذكر البلديين منهم مقارنة بالوافدين عليهم و

إتباعا لشرط مكان المولد، وتنوعت العلوم التي اشتغلوا –على قلتهم -رباءضمه قسم الغ

بها، ومنهم من نبغ في أكثر من علم، غير أن ثمة جملة من العقبات تقف في طريق

تصنيفهم والتعريف بهم، ومنها عدم تصريح المترجم بنوع العلوم التي اختص بها بعض

صاف عامة كالحفظ واإلتقان وكثرة الرواية، وذكر األعالم المترجم بهم، حيث االكتفاء بأو

.الشيوخ وانتهاء بسنة الوفاة

وهذه المعطيات ال تمكن المصنف من تحديد تخصصاتهم، فكان ال بد من إدراجهم

ضمن عموم أهل العلم، ومنها معاصرة بعضهم ألكثر من فترة زمنية، ولعل في هذا ما

، فليس بالضرورة أن يذكر من عاش إلى بداية يصعب عملية انتقائهم حسب سنوات وفاتهم

تولي الموحدين ودخولهم إلى األندلس ضمن علماء هذه الفترة بينما معظم مراحل حياته

تتبع –في حدود ما أمكن –العلمية وعطائه الفكري كان زمن المرابطين، وهو ما فرض

الفترة مختلف القرائن التي توضح صورة العصر السياسي الذي عاش فيه أعالم

المدروسة، ومنها اهتمام علماء التراجم بتغليب الترجمة لمن اشتهر باالشتغال بالعلوم

النقلية مثلما دلت عليه تراجم السواد األعظم من علماء األندلس، في حين أن أهل العلوم

أهل من(1على غرار ما كتبه ابن جلجل –مع قلتها -العقلية أفردت لهم كتب خاصة

، وفي كتابيهما ما يفيد عزوف )م1070/هـ462ت(2، وصاعد األندلسي)م10/هـ4القرن

قرطبة، عني بعلوم عدة وغلب عليه علم الطب أهل، ويعرف بابن جلجل من أيوب أباهو سليمان بن حسان يكنى -1

4المصدر السابق، ج األبار، ابن .م978/هـ377فرغ منه سنة ،والحكماء األطباءفي طبقات كتابا وألفوعرف به، .85ص

في علوم الدين، تولى القضاء طليطلة، كان بارعا أهلحمد بن عبد الرحمن بن صاعد التغلبي من أهو صاعد بن -2بشكوال، المصدر السابق، ابن، "ماألم طبقات" مؤلفاته أشهر، ومن بن ذي النون المأمونفي طليطلة على عهد

.236ص

- 113 -

6، وتواصل هذا العزوف إلى القرن1كتاب األندلس عن الترجمة لمن اشتغل بهذه العلوم

هـ، فلم تظهر تراجم األطباء والصيادلة والفالسفة والفلكيين وعلماء الهندسة 7ومستهل

طريقة التي اتبعها على األقل صاعد والفالحة والحساب والكيمياء وغيرهم بنفس ال

ومنها قلة ما نعثر عليه من تراجم النساء عامة ناهيك عن البربريات منهن، . 2األندلسي

وقد بدا هذا واضحا في اقتضاب أهل التراجم إلخبارهن وأعدادهن بأقسام خاصة بهن

.نتهاء من تراجم الرجالوضعت عند اال

:العلوم النقلية *

: علوم القرآن -

مشاهير علماء البربر الذين اهتموا بالقرآن الكريم تعليما وتحفيظا، وبرزوا في علم من

القراءات والتفسير ومعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وكل ما اتصل بالقرآن وعد

:من علومه

وفي مدينته سمع علي بن أحمد بن حنين الكتامي، ولد بقرطبة ونشأ بها، أبو الحسن

دى أورحل حاجا ف أخذ علم القراءات عن علماء األندلس،حمد، وأقراءة أبيه موطأ مالك ب

رواية ابن بكير، وعند عودته بلي، وسمع منه أكثر الموطأ االفريضة ولقي أبا حامد الغز

إلى أن توفي وعلومه إلقراء القرآن وتصدرم، 1158/هـ553استوطن مدينة فاس سنة

.3م1173/هـ569بها سنة

بلنسية، روى عن أهلحوص الزناتي، من األ أبيمحمد بن مرزوق بن عبد اهللا أبو

القاسم بن حبيش، وكان من أبوله أجازعنه، و وأكثر الحسن بن هذيل والزمه أبيصهره

م 2005والحكماء، تحقيق فؤاد سيد، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، القاهرة، األطباءجلجل، طبقات نينظر اب -1

. 89-85م، ص 1998، تحقيق حسين مؤنس، دار المعارف، القاهرة األممطبقات ،األندلسي، وصاعد 2-1صفي اإلسالميةالحضارة العربية ترجمة أكرم ذا النون، ،األندلسالفيزيائية والطبيعية في خوان فيرنيه، العلوم -2

.1310ص 2، جالمرجع السابق، األندلسمدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط األعالمفي ذكر من حل من االقتباسالقاضي، جذوة ابن -3

.480ص 2، جم1974

- 114 -

متقلال من الدنيا، وكانت وفاته سنة ضابطاالمتقنين، ثقة صدوقا، واألئمة كبار المقرئين

.1م1195/هـ592

قرطبة، أهلمن بن خلصة الحميري الكتامي، إبراهيمد بن حمد بن محمأالعباس أبو

بكر بن عياش بن فرج، والنحو واللغة أبيخذ القراءات السبع على أوبها

لقاسم بن ا أبو: األندلس أهل من له وأجازبكر بن سمجون اللمتوني، أبيعلى واألدب

.2م1203/هـ600توفي سنة وبشكوال وغيره،

بن علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن زكرياء بن عبد اهللا بن أبو بكر محمد

أبي، وروى عن أبيهخذ علم القراءات عن أ، 3حسنون الحميري الكتامي من مدينة بياسة

كان من عبد اهللا بن عبد الرحمن القفال، و أبيعن واألدببكر بن العربي، وعلم العربية

، وتولى قضاء 4متقنا، طيب النغمة بالقراءة ث، عدال ضابطايجلة المقرئين وأئمة الحد

وكثر ر طويال فعلت روايته الحديث عمره كله، وعم وإسماع لإلقراء اوتصدر به مدينته

. 5م1207/هـ604توفي سنة وببلده الراحلون إليه،

م كان يقرئ القرآن 1213/هـ610أحمد بن محمد بن إبراهيم الكتامي المتوفى سنة

.6األندلس طلبة من وعليه روى عدد كبيررطبة، في حلقات بجامع ق

ن بالمغرب، ويعرف با أهلعبد اهللا محمد بن مصالة الفازازي الركالوي، من أبو

شبيلية على ابن العربي الموطأ والصحيحين، وسمع على إوسمع ب األندلس، دخل عبو

وكان على قيد ، وكان عالما بالتفسير، ويجلس لتعليم القرآن، "الشفا"لقاضي عياض كتاب ا

.7م1214/هـ611الحياة سنة

.423ص 5السابق، ج ابن الزبير، المصدر -1 344نفسه ص -2 وأسواق أسوارقرطبة، وهي ذات إلىعلى كدية تراب مطلة على النهر الكبير المنحدر باألندلس مدينة : بياسة -3

.569 -568ص 2، المصدر السابق، جاإلدريسيوحولها زراعات، ،ومتاجر .452ص 6عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج ابن -4 .452، صهنفس -5 .423ص نفسه، -6 .27ص 3ابن الزبير، نفسه، ج - 7

- 115 -

ف بابن وعرمال ،يوسف بن محمد بن علي بن محمد بن جماعة الصنهاجيأبو الحجاج

خذ سند القراءات، ومن مؤلفاته في أف رحل إلى المشرق طالبا للعلمسكن مالقة، ومصامد،

في الفقه، "االقتداء بسنن الهدى" وكتاب ،"المرشد في رواية ورش وقالون"ذلك كتاب

األعلىالمقام " ، وكتاب"المنتقى مما هو المرتضى للمتكلمين في أصول الدين"وكتاب

.1م1235/هـ633، وكانت وفاته بمالقة سنة " اهللا الحسنى وصفاته العلى بأسماء

أصله من عدوة المغرب، ودخل عمران بن موسى بن ميمون الهواري،أبو موسى

القاسم بن سمجون بغرناطة، وكان وأبيبن الفخار المالقي، عبد اهللا أبيخذ عن أف األندلس

وتفسير القرآن بمدينة اختص بتدريس العربية و ،نحويا أديبا ،مفسرا، حافظا

من األندلس في حدود سنة إليهاغرناطة ومالقة، وتوفي بعدوة المغرب عند رجوعه

.2م1242/هـ640

جيان أهلرت بن تمحليت الصنهاجي، من تونا محمد عبد الحق بن يوسف بن أبو ،

خذ أشبيلية فإ إلىحمد بن يربوع، ورحل أعبد اهللا محمد بن أبي المقرئخذ القراءات عن أ

علي الشلوبين وغيره، ورجع أبيعلى األدبالعربية و أالحسين بن زرقون، وقر أبيعن

.3م1242/هـ640به القرآن والعربية وبه توفي سنة قرأأفبلده إلى

رحل 4عبد اهللا محمد بن يوسف بن عمران المزدغي، ومزدغة قبيلة من البربر بوأ ،

شبيلية وقرطبة وغيرهما، وكان ماهرا فيإ، فروى بأبيهطالبا للعلم صحبة األندلس إلى

،ابطا لما يرويه، اهتم بالقرآن الكريمضعلوم اللسان، ذا حظ صالح من رواية الحديث،

، إتمامهسورة الفتح، وتوفي دون إلىا في تفسيره انتهى فيه وذكر له ابن عبد الملك كتاب

كما غيره من المقاالت والرسائل،، و"أنوار األفهام في شرح األحكام" ومن مصنفاته، كتاب

توفي سنة أن إلىس بفاس وسبتة، وتولى الخطبة والصالة بجامع القرويين در

.5م1257/هـ655

. 292ص 5، وابن الزبير، المصدر السابق، ج443ابن فرحون، المصدر السابق، ص - 1 .243ص 8، وابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج177ص 4ابن الزبير، نفسه، ج - 2 . 12نفسه، ص - 3 .551ص 2ابن القاضي، المصدر السابق، ج –4 .222ص 1، وابن القاضي، نفسه، ج365ابن عبد الملك المراكشي، نفسه ، ص –5

- 116 -

:علوم الحديث -

، وأن على طالبي 1روايةعلم دراية و علم :إلى نوعين العلمعلماء الحديث هذا قسم

تطلب من األندلسيين القيام بالرحلة روايته أخذ إجازة أسانيد األحاديث من رواتها، وهو ما

داخل بالدهم وخارجها قصد مالقاة الشيوخ والرواية عنهم طلبا لعلو اإلسناد وتنويع

عت على رواج كتب برامج مرويات الشيوخ مروياتهم، ولعله واحد من األسباب التي شج

وفهارسهم، وقد اعتمد كتاب التراجم في األندلس على عدد كبير منها كمصادر أولية

هم من علماء الحديث األندلسيين ذوي األصول ؤ، وممن تم إحصا2لتدوين موادهم

:البربرية، والوافدين عليهم من بربر المغرب الغرباء نجد

موسى بن عبد الرحمن بن حماد الصنهاجي، من أبناء غرناطة، عبد اهللا بن أبو محمد

من بيت علم ودين فوالده هو القاضي موسى وهو م،1127/هـ521وممن ولد بها سنة

بن عبد الرحمن المكنى بأبي عمران قاضي غرناطة، وقد كانت البنه رواية عن عدة

تعرف سنة وفاته على هـ إذ ال6شيوخ، وذكر الكثير من األحاديث، وهو من أهل القرن

.3وجه التحديد

فأخذ بغرناطة عن جماعة من األندلسأبو سعيد ميمون بن ياسين اللمتوني، دخل

خذ بمكة عن علمائها صحيح البخاري، واشتهر باقتنائه أالمشرق ف إلىشيوخها، ورحل

4م1155/هـ550وفاته كانت بعد سنة أنح ابن الزبير للكتب، وقد رج .

وصفاته وروايتها هتوتقريراعلم الحديث رواية هو علم يشتمل على أقوال النبي صلى اهللا عليه وسلم، وأفعاله - 1

اعها وأحكامها وحالة وضبطها وتحرير ألفاظها، وأما علم الحديث دراية فيعرف منه حقيقة الرواية وشروطها، وأنوالرواة وشروطهم وأصناف المرويات، ينظر السيوطي، تدريب الراوي، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، طبعة دار

، وابن الصالح، مقدمة علوم الحديث، تحقيق نور الدين عتر، نشر المكتبة العلمية، 40ص 1م، ج1966السعادة، القاهرة .12م ص 1997 3دمشق ط

عبد اهللا المرابط الترغي في كتابه فهارس علماء المغرب اهالك مثال عدد البرامج والفهارس التي أحصينظر من ذ - 2م، 1999، 1منشورات كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بتطوان، المغرب ط ،منذ النشاة إلى نهاية القرن الثاني عشر للهجرة

6، وج792ص 5اكشي، ينظر ما أحصاه المحققان، جكما أكثر من ذكرها ابن عبد الملك المر .100بداية من ص .682ص 8، وج585ص

.117ص 3ابن الزبير، المصدر السابق، ج - 3 .77نفسه، ص - 4

- 117 -

عدوة ر بن محمد بن الحاج داوود بن عمر اللمتوني، وأصله منأبو علي منصو

محمد وأبيسدي، بحر األ أبيفروى بقرطبة عن األندلسالمغرب، تعلم بمراكش ودخل

خذ علم الحديث أالحسن طارق بن يعيش، وبمرسية أبيبلنسية عن ببن عات النفزي، و

د ذكر ابن عبد الملك ، وق1علي الصدفي وغيرهم كثير، وكان محدثا حافظا أبيعن

نه فخر أعلي اقتنى من دواوين العلم ما لم يكن ألحد مثله في عصره، و أبا أنالمراكشي

2م1155/هـ550ندس سنة وفاته كانت باأل أنلمتونة العلمي، وذكر

علي بن الحسين بن علي بن الحسين اللواتي من الغرباء الداخلين إلى الحسن أبو

علمائها، نال اإلجازة في علم الحديث وأخذ العربية والفقه، وعنه األندلس طلبا للرواية عن

. 3م1177/هـ573سنة ، وكانت وفاته حدث خلق كثير

ونزل ،المغرب أهلحمد بن سعيد بن عبد اهللا الكومي، من أأبو الحسن علي بن

الفقه أهلالقاسم بن بشكوال وغيره من أبيعن باألندلس، روى أهلهاعد من فلمرية ا

عبد اهللا أبيالمشرق طلبا للعلم والحج، فروى بالبقيع عن إلىوالحديث والقراءات، رحل

حمد األنصاري، وبالموصل عن أبي الفضل الطوسي، وسمع ببغداد من غير أمحمد بن

واحد، وباإلسكندرية عن أبي طاهر السلفي وجلة من علماء المشرق، وحدث بمصر

البستان في "كرا شديد العناية بعلم الحديث، ومن مؤلفاته كتاب كان محدثا ذاووالقاهرة،

الزلفى واإلرشاد إلى ما قرب وعلى من "، و"فتح المنغلق وجمع المفترق"، و"علم القرآن

.4م1202/هـ599توفي سنة و، "اإلسناد

وال نعرف األندلسالقاسم بن مرزوق الزناتي من محدثي أبيعبد اهللا محمد بن أبو ،

.5م1202/هـ599سنة وكانت وفاتهيء الكثير، شالعلمية ال عن حياته

ابن االبار، معجم أصحاب أبي علي الصدفي، تحقيق إبراهيم األبياري، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ودار الكتاب –1

.193م ص1989 1المصري، القاهرة، ط .378ص 8عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج ابن –2 .244ص 3، جالتكملةابن األبار، - 3 .246نفسه، ص - 4 .507ص 6ج نفسه،من استدراكات التجيبي على ابن عبد الملك المراكشي، المصدر - 5

- 118 -

الندرومي التلمساني، عبد اهللا محمد بن عبد الحق بن سليمان اليعمري، البطوئي أبو

شبيلية بإخذ أف األندلس إلىدخل و ،وجمهرة من علماء تلمسان وفاس أبيهروى ببلده عن

طاهر السلفي وغيره من أبين المشرق فروى ع إلىورحل ،بكر بن الجد وغيره أبيعن

، وعند "في ترتيب السماع اإلقناع" شيوخه في برنامجه الذي سماهوذكر علماء مصر،

جمع وعودته تصدر للتدريس، فقد كان راوية للحديث فقيها حافظا متقنا في علوم جمة،

المختار في الجمع بين المنتقى "خزانة كبيرة من الكتب، وله مصنفات كثيرة منها

من عشرين مؤلفا في علوم شتى، وتولى القضاء أزيدله ابن عبد الملك ، وعد"ستذكارواال

]الطويل [ :صحيح البخاري أحاديثقاله في عدد نظمه ما مأثورببلده، ومن

جميع يثادأح الصيحح الذي روي خارخى البمةس وسبعون ـفي العد

وسبآ ةعت الفافض وما مىلإى ـض تائمـين عذ دــجالو لوأ اكد

.1م1227/هـ625سنة عبد اهللا بتلمسان أبوتوفي

القرطبي، أخذ الحديث عن الكتامي علي بن محمد بن عبد الملك بن يحيىالحسين أبو

جاله، وأشدهم عناية علماء قرطبة، وكان أبصر الناس بصناعة الحديث وأحفظهم لر

بالرواية، له برنامج مفيد في شيوخه، وقد تولى القضاء في بالد المغرب وبها توفي سنة

.2م1230/هـ628

: الفقه وأصوله -

تعتبر طبقة الفقهاء الفئة األكثر ارتباطا بالحياة الدينية واالجتماعية واالقتصادية

اج إلى فتاوى واستشارات فقهية للناس، وهذا لما يعترضهم من مشكالت ونوازل تحت

وليس خفيا أن الحصول على اإلجازة إلقامة مختلف الشعائر الدينية والمعامالت اليومية،

في هذا التخصص بمختلف فروعه من كبار فقهاء األندلس وبالد المشرق فتح باب تولي

.321-317ص 8، جالسابقابن عبد الملك المراكشي، المصدر - 1 1فة من ليس في الديباج، تحقيق علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة طالتنبكتي، كفاية المحتاج لمعر - 2

.258ص 1م،ج2004

- 119 -

المناصب اإلدارية أمام الساعين إلى بلوغها كالقضاء واالستشارة والتوثيق، وتولي أحكام

م البربر الذين السوق، وهو ما تثبته تراجم هذه الفئة من المجتمع األندلسي، ومنهم أعال

:أسهموا باشتغالهم بعلم الفقه فنالوا مناصب إدارية أشاد بذكرها أهل التراجم، ومنهم

أبو عبد اهللا ميمون الهواري من أهل قرطبة، استخدمه الخليفة عبد المؤمن بن علي

.1كاتبا له، وهو يعد من كبار الفقهاء واألدباء في قرطبة

إلىبن عبد الرحمن بن الضحاك الفزاري، نسبة يمإبراهالحسن علي بن محمد بن أبو

بن عبد العزيز إسحاق أبيالقراءة والسماع على أكثرغرناطة، أهلقبيل من البربر، من

لتواريخلتمام وابن الخلوف وابن طاهر وابن العربي، وكان محدثا حافظا أبيبن

، وله أديباالفقه، وأصولكالم وطبقات الرواة وتعديلهم وتجريحهم، ماهرا في علمي ال

، "المعالي أبيشرح إرشاد " كتابمصنفات كثيرة في الحديث وتواريخه، منها

منهاج "، وكتاب "على مسائل اقتضي منه الجواب عليها أجوبة"، و"أصول الفقه" وكتاب

.2م1157/هـ552، توفي بغرناطة سنة "اإلرشادالسادات في شرح

أهلناس الزرهوني، من وف أبيناس بن مسلم بن عبدون بن فو علي منصور بن أبو

سدي وابن البحر األ أبيطالبا للعلم فروى بقرطبة عن األندلسفاس، روى ببلده ودخل

صدفي وغير هؤالء كثير، وكان فقيها حافظا مفتيا علي ال أبيعتاب، وبمرسية عن

. 3م1160/هـ556مشاورا محدثا، عاد إلى بلده فاس وبها توفي سنة

قبيلة لواتة إلىالحسين علي بن الحسين بن علي بن الحسين اللواتي نسبة أبو

العربية األخضرالحسن بن أبيخذ عن أشبيلية فإمن مدينة فاس، دخل أصلهالبربرية،

عبد اهللا بن شبرين وغيرهما من شيوخ األندلس، وكان عالما بالفرائض أبيواللغة، وعن

.4م1177/هـ573ومشاورا ، توفي بفاس سنة ومفتيا فقيها حافظا، والعقود،

، وأبو بحر صفوان بن 87، وابن القطان، المصدر السابق، ص113ابن صاحب الصالة، المصدر السابق، ص - 1

.49 -48إدريس، المصدر السابق، ص .282ص 5د الملك المراكشي، المصدر السابق، ج، وابن عب155ص 4جابن الزبير، المصدر السابق، - 2 .378ص 8ابن عبد الملك المراكشي، المصدر نفسه ، ج –3 .466ص 2، وابن القاضي، المصدر السابق، ج156نفسه، ص - 4

- 120 -

ثم ،المغرب، روى ببلده أهلموسى عيسى بن عمران بن دافال المكناسي، من أبو

، وكان من الفقهاء قائما على الفقه 5خذ بالمرية وغيرهاأطالبا للعلم ف األندلسدخل

الملك قصيدة طويلة يوصي ، ذا حظ صالح من قرض الشعر، روى له ابن عبد وأصوله

]الكامل[ : العلم، منها أهلفيها بنيه وسائر

دع كذر داصر ميرأا هخت نرا ب واعلدار لم قمامل ةذت نهاـب

أ تنك امحسب يلا عي منقت ي ـتيضلي عي رباغم عن زاـبني

ابنيز كتخأل فبك ايضرز رحت اـقفشم كا لهتيمن سبم فارفق

توفي سنة أن إلىشبيلية ثم قضاء الجماعة بمراكش إموسى قضاء أبووتولى

1م1182/هـ578

الحسن علي بن يحي بن القاسم الصنهاجي، أصله من عدوة المغرب ونزل أبو

فنسب إليها، وبهذه المدينة درس الفقه إلى أن ولي قضاءها، ذكر له 2الجزيرة الخضراء

، وأن "المقصد المحمود في تلخيص العقود" في عقد الشروط سماه اابن األبار مختصر

الناس أكثروا من استعماله لجودته ومعرفة صاحبه بهذا الفن، توفي أبو الحسن سنة

.3م1189/هـ585

ن علي بن عبد الكريم الفندالوي الفاسي، المعروف بابن الكتاني، عبد اهللا محمد ب أبو

خذ عن علمائها، وكان أو ،مرارا األندلس، دخل 4المغرب أهل أئمةمن علماء البربر و

الفقه، ذا حظ صالح من علوم اللسان أصولالكالم، متقدما في معرفة ممتحققا بعل

نه أهل التصوف، وأه ابن الزيات في وقرض الشعر، وقد تصدر للتدريس في بلده، ذكر

]الطويل[ : كان زاهدا في الدنيا معرضا عنها، وفي ذلك يقول

ومك نان فوضي ر المارعف ارسف ا حماقا ره ـمن بعلذ دك مسرح

.254ص ،ابن عبد الملك المراكشي، نفسه –5 .503ص 2صدر السابق، ج، و ابن القاضي، الم256- 255ص 8ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج –1مدينة بجنوب األندلس، متحضرة لها سور حجارة وثالثة أبواب ودار صناعة، ويشقها نهر : الجزيرة الخضراء - 2

اإلدريسي، المصدر . يسمى نهر العسل، وهو حلو عذب ومنه شرب أهل المدينة، وأمامها جزيرة تعرف بجزيرة أم حكيم .539ص 2السابق، ج

.245ص 3، جنفسهصدر ابن األبار، الم - 3 .180ابن عبد الحليم، المصدر السابق، ص - 4

- 121 -

حنجي لكلشل لكالش نأش كلذك ي تــمهب تومس علىاأل إلالم ىـإل 5حبسر مئاصبلا ليهف وملالع نرج ماــعي مـف اـمائى دقرألي نوإ

وقد ،ويضيف ابن عبد الملك المراكشي أن الفندالوي كان منقبضا عن الملوك وأبناء الدنيا

وفاته كانت أنك، وذكر رغب المنصور الموحدي في تقريبه من مجلسه فلم يقدر على ذل

. 1م1200/هـ597بفاس سنة

صله أوهل بيته ينتمون في تجيب، أن بن حجاج بن يوسف الهواري، سالحأبو علي

شبيلية وبها إدخل مرارا و، األندلسخذ الفقه عن علماء أبيه وأروى عن ،من ناحية بجاية

.2م1201/هـ598سنة وكانت وفاتهولي الخطبة،

الحسين الصديني نسبة إلى قبيلة صدينة من البربر، من أهل فاس، علي بن أبو الحسن

دخل األندلس وتعلم على يد أهلها وولي قضاء غرناطة، من أهل المعرفة بالفقه والنظر،

.3م 1203/هـ600وكانت وفاته بعد سنة

عبد الرحمن بن محمد بن يحيى الغماري، وغمارة قبيلة من البربر، الواعظ أبو زيد

، من أهل الجزيرة الخضراء، روى عن أبي بكر بن العربي واستظهر عليه موطأ الضرير

.4م1205/هـ602توفي سنة مالك وأجاز له،

محمد بن علي بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن حسنون الحميري أبو عبد اهللا

.5م1207/هـ604هل بياسة، وصاحب الصالة والخطبة بها، توفي سنة أالكتامي، من

أحمد بن علي بن عبد اهللا بن محمد بن علي الهواري المالقي، استقضي أبو طاهر

، وتولى األحكام والمناكح بمرسية، وتوفي بوادي آش وهو يتولى 6مرتين بوادي آش

7.م1215/هـ 612قضاءها سنة

.273ابن الزيات التادلي، المصدر السابق، ص - 5 .331ص 8ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 1 .219ص 1ج، السابقابن األبار، المصدر - 2 .247ص 3ج، نفسه - 3 . 45ص 3، جنفسه - 4 .91ص 2نفسه، ج - 5مدينة بجنوب األندلس، متوسطة المقدار، لها أسوار محدقة، ومياه متدفقة، ولها نهر صغير دائم الجري، : شوادي آ - 6

.567ص 2اإلدريسي، المصدر السابق، ج

- 122 -

.309- 307ص 1، جنفسهبن عبد الملك المراكشي، المصدر ا - 7

- 123 -

اد، كان فقيها ، يعرف بمحمد بن إسحاق بن عياش الزناتي الغرناطيعبد اهللا أبوالكم

.1م1221/هـ618ف بالعلم، توفي بغرناطة سنة حافظا له شغ

عمران موسى بن عيسى بن عمران بن دافال المكناسي الوردميشي، روى عن أبو

شبيلي، وكان من بيت علم ودين، ودخل اإل محمد عبد الحق بن الخراط وأبي، أبيه

اعة األندلس، وكان حظيا عند الملوك واألمراء، واله محمد الناصر الموحدي قضاء الجم

بمراكش، واستمرت واليته إلى وفاة الناصر فأقره ابنه المستنصر إلى أن توفي سنة

. 2م1221/هـ618

اشبيلية وجلة موثقيها، أهلعمرو عبد الرحمن بن محمد بن مغنين الكتامي، من أبو

حكم علم التوثيق، ويرى ابن أ، وأهلهلجد، واعتنى بالعلم وبكر بن ا أبيروى عن الحافظ

، وبراعة لفظ، وإتقان نه لم يكن في زمانه من يماثله في هذا العلم، حسن خطأ الزبير

حياته في ىأفنبا الحسين بن زرقون، وقد أالزم الفقيه فصنعة، عكف على طلب العلم

.3م1223/هـ620توفي في حدود سنة أن إلىالقراءة

ن مماعة علي عمر بن محمد بن علي الصنهاجي المراكشي، تفقه بمراكش على ج أبو

والحجاز وبغداد، وتفقه على يد ر بالد المشرق فروى عن علماء مص إلى، ورحل أهلها

الفقه، وأصولس علم الكالم بالد المغرب فدر إلىأبي محمد عبد الوهاب البغدادي، وعاد

خذ عنه أ ، وبهاشبيليةإبن المنصور الموحدي حين ولي إسحاق أبيصحبة األندلسودخل

. 4م1225/هـ622سنة وكانت وفاته هلها،أطائفة من

أحمد بن محمد بن الحسين اللواتي بن تامنتيت، من أهل فاس، دخل أبو العباس

ة، ورحل في طلب العلم فلحق بالمشرق، وكان فقيها متصوفا، درس ياألندلس وسكن إشبيل

. 5م1227/هـ624في بلنسية وكان يؤثر التفسير والحديث والفقه، توفي سنة

.118ص 6بن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، جا - 1 .381ص 8نفسه، ج - 2 .208ص 3ابن الزبير، المصدر السابق، ج - 3 .239-237ص 8نفسه، ج - 4 .349ص 5، جنفسهابن الزبير، المصدر - 5

- 124 -

الحجاج يوسف بن محمد بن المعز المكالتي، نسبة إلى قبيل من البربر، من أهل أبو

بالفقه له اهتمام فاس، دخل األندلس فأخذ عن أبي بكر بن الجد، وابن أحمد الرندي، وكان

حد أم، فكان 1194/هـ591شبيلية صحبة المنصور الموحدي سنة إوأصوله، ودخل

سنة األندلسمجلسه عند دخوله إلىمحمد الناصر الحضور في مجالسه العلمية، ثم قربه

عنه واالزدحام األخذوتنافسوا في األندلس أهلم، وقد عظم صيته عند 1210/هـ607

أن إلىمجلسه، وتولى القضاء على عهد المستنصر بن محمد الناصر، واستمرت واليته ب

علم لباب المعقول من"م، ومن مؤلفاته كتاب 1228/هـ626توفي بمراكش سنة

.1"األصول

عبد اهللا محمد بن عبد اهللا بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الوهاب بن يوسف أبو

بي عمر أخذ عن علمائها كأو األندلسمن فاس، دخل أصلهبن دادوش اليفرني الزناتي،

الحسن الرعيني، أبولرحمن بن الملجوم، روى عنه ابي القاسم عبد أبن عات النفزي و

لقضاء اوالتواريخ، تولى لآلدابن فرتون الفاسي، وكان فقيها حافظا، ذاكرا العباس ب وأبو

، أسرهفي يد النصارى ثم افتك من باألسرنه امتحن أفي عدة مدن، وذكر ابن عبد الملك

]البسيط[ :من شعره

يا ما لاجدرينع تنيمـي حاـبـس كشايتي دش ونت أنت كربا ـيه

سال ةينفوعد في بحر الرجاف تفقا ونمن حبري ناإل منا ازجريهتج

.2م1241/هـ639عبد اهللا بسبتة سنة أبووتوفي

له رحلة إلى بالد يوسف بن محمد بن علي الصنهاجي من أهل مالقة، الحجاج أبو

في الفقه " اإلقتداء بسنن الهدى" كتاب من مؤلفاتها عن جلة من العلماء، المشرق أخذ فيه

.3م1242/هـ640توفي بمالقة سنة و المالكي، درس الفقه ببلده فأخذ الناس عنه،

.434-432ص 8ج ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، - 1 .309نفسه، ص - 2 .292ص 5ابن الزبير، المصدر السابق، ج - 3

- 125 -

من أهل المغرب، دخل القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن المصمودي أبو ،

وأصوله، وعاد إلى بلده وانتصب للتدريس خذ عن شيوخها كتاب سيبويه، والفقهأاألندلس ف

.1م1250/هـ648في مدينة سبتة إلى حين وفاته سنة

عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن يحيى بن أحمد بن الحاج عبد اهللا بن محمد أبو

من بني عبد المؤمن، المأمون إدريسفي بيعة األندلسمن فاس، دخل أصلهالمغيلي،

توفي سنة أن إلىوالسالطين، واستقضي بفاس األمراءبا من مقروكان فقيها حافظا،

.2م1250/هـ648

:علوم اللسان -

وهي كل ما يتصل بلسان العرب من أدب وشعر ونحو، وقد اشتهرت األندلس عبر

تاريخها بكثرة أدبائها وشعرائها، ولم يخل عصر من عصورها من مشاهير الفصحاء

ا نحاتها فدلت عليهم كتب تراجم النحاة، وما شهادة ، وأم3والبلغاء المتحلين بحلية األدب

، ومن أجاد فنون األدب 4السيوطي في بغيته إال دليل على كثرة عددهم وشدة اعتنائهم

وبه يتقرب من مجالس ملوكهم " فتحت أمامه مناصب الدولة في بالد المغرب واألندلس

موحدية في فن الكتابة السلطانية ، ومن أعالم البربر الذين برزوا خالل الفترة ال5"وأعالمهم

:واإلخوانية وأسهموا في منظوم الكالم ومنثوره نجد

أحمد بن حسن سيد الجراوي المالقي، من كبار النحاة واألدباء باألندلس، أبو العباس

بد ، وانتقل إلى مراكش لتأديب بني ع6كاتبا بليغاودرس النحو واألدب كثيرا، وكان شاعرا

.7م1164/هـ560 د شهرة وعظم قدره، وكانت وفاته بعد سنةالمؤمن فازدا

.225ص 3، جابن الزبير، المصدر السابق - 1 .313ص 8لملك المراكشي، المصدر السابق، جابن عبد ا - 2 .73البونسي، المصدر السابق، ص - 3 .358ص 2السيوطي، المصدر السابق، ج - 4 .222ص 1المقري، المصدر السابق، ج - 5 .93ص 1، جنفسه ابن عبد الملك المراكشي، المصدر - 6 .259ص 1، جر نفسهالمصد السيوطي، - 7

- 126 -

انيمروان أبوكان شاعرا " ، 1عبد الملك بن أحمد بن أبي يداس الصنهاجي الجي

، خرج من بلده 2"خبار ذا حظ من قرض الشعرنحويا لغويا، أديبا ذاكرا لآلداب، راويا لأل

ث درس القرآن والعربية ثم تحول م في الفتنة، ونزل شاطبة حي1145/هـ540سنة بعد

.4م1164/هـ560، وخطب بجامعها إلى أن مات بها سنة 3إلى شقورة

من عدوة أصلهالحسن علي بن موسى بن حماد بن عبد الرحمن الصنهاجي، أبو

العلم أهلوكان من ،أبيهتفقه على يد ، وبها أبوه ياستقض، وسكن غرناطة حين المغرب

.5م1168/هـ564بفاس سنة وفي توالنباهة، واألدب

الحجاج بن يوسف الهواري، قاضي الجماعة بمراكش وخطيبها، أصله من أبو يوسف

بجاية، ودخل األندلس فروى عن علمائها، فكان من أهل العلم واألدب فصيحا مفوها بليغا،

.6م1176/هـ572توفي بالطاعون بمراكش سنة

غرناطة، أهلمن البربر من أصله اري، محمد عبد القهار بن مفرج بن هذيل الفز أبو

والعربية، كاتبا مجيدا، واألدبالمعرفة بالفقه أهلروى عن مشايخ بلده، وكان من

.7م1184/هـ580سنة توفيوشاعرا جيد القريحة، من علية طلبة وقته،

سليمان بن عبد اهللا بن عبد المؤمن بن علي الزناتي الكومي، أحد أمراء أبو الربيع

لعلم عن شيوخ وقته بالمغرب اد المؤمن، كان أديبا شاعرا، وكاتبا ماهرا، حمل بني عب

واألندلس، وتولى بلنسية ومرسية وقرطبة، وكانت مجالسه منتدى للشعراء والكتاب

8م1207/هـ604ورجال العلم، وله ديوان شعر، توفي سنة

.82ص 3ابن األبار، المصدر السابق، ج - 1 .93ص 2السيوطي، المصدر السابق، ج - 2حصن بشرق األندلس، وهو كالمدينة عامر بأهله في رأس جبل عظيم متصل منيع الجهة حسن البنية، : شقورة - 3

ويخرج من أسفله نهران أحدهما نهر قرطبة الكبير، والثاني النهر األبيض الذي يمر بمرسية، اإلدريسي، المصدر .560ص 2السابق، ج

.82المصدر نفسه، ص ابن األبار، - 4 . 227ص 8ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج - 5 .230ص 1ابن األبار، نفسه، ج - 6 .46ص 4ابن الزبير، المصدر السابق، ج - 7، وعن حياته العلمية ينظر ما نقله محققوا ديوانه عن صاحب مخطوط 131ابن سعيد، الغصون اليانعة، ص - 8

ة العقدين، ديوان األمير أبي الربيع سليمان بن عبد اهللا الموحد، تحقيق محمد بن تاويت الطنجي وآخرون، واسط .6-5ص ) د ت(منشورات كلية اآلداب، جامعة محمد الخامس

- 127 -

ربري عيسى بن عبد العزيز بن يللبخت بن عيسى بن يوماريلي البأبو موسى

كتني العالمة الجزولي المراكشي، وجزولة بطن من البربر واليزدكتني فخذ منها، اليزد

ها، ثم قفل إلى ئرحل إلى المشرق فزار مصر وتجول بها فأخذ العربية والنحو عن علما

أخذ أصول الفقه وبها درس العربية، ثم أجاز إلى ، وبالد المغرب فأقام بجزائر بني مزغنا

وفي ألمرية أخذ عنه جماعة من أهلها، ثم استوطن مراكش حيث قربه المنصور األندلس،

.1م1210/هـ607إلى أن توفي سنة لقي حظوة عند ابنه الناصروواحتفى به، الموحدي،

عبد الرحمن بن القاسم بن يوسف بن محمد المغيلي، أصله من مدينة فاسأبو القاسم،

وكانت العربية واللغة واألدب، وعنه أخذ الناس، وانتقل إلى غرناطة وسكنها، وأقرأ بها

.2م1212/هـ609سنة اتهوف

دخل األندلس الذي أحمد بن عبد السالم الجراوي الغفجومي الفاسي،العباس أبو

وأخذ على علمائها، وخدم بشعره أربعة خلفاء، هم عبد المؤمن وابنه يوسف وحفيده

محفوظ، وال تعرف سنة وفاته على وجه يعقوب المنصور ومحمد الناصر، له ديوان شعر

.3م1212/هـ609التحديد، ويرجح أنها كانت سنة

الحسن علي بن محمد بن علي الكتامي المراكشي، المعروف بالعشبي وابن القابلة، أبو

بي الحسن أخذ عن علمائها، واختص بأف األندلسمراكش، ودخل أهلروى عن طائفة من

عا، كاتبا بليغا، وشاعرا مجيدا، ذكر له ابن عبد الملك بار أديباسهل بن مالك، وكان

]السريع[ :المراكشي مقطوعات شعرية ومقتطف من كالمه المنثور، فمن شعره

يا سعق دش دب صغير الهوى وجد شعقلازي اله ازـالمح

يا سعق دد لأسملـي لنـرى د صبر حورر وهوى جـامح

.وما بعدها 246ص 8المصدر السابق، جعبد الملك المراكشي، ابن و، 197ص 2، جالسابق السيوطي، المصدر - 1 .74ص 2ج ،المصدر نفسه، والسيوطي، 223ص 3، جالسابقر، المصدر ابن الزبي - 2ك من شعره المستخرج من مخطوط ، ومقدمة المستدر128ص 1بار، المصدر السابق، جتنظر ترجمته عند ابن األ - 3

خيرة البن الفخار الرعيني ذزاهر النظيرة وسنى الزواهر المنيرة في صلة المطمح والاألجنى .16م ص2005 1، تحقيق البشير التهامي ورشيد كناني، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء ط)م1267/هـ666ت(

- 128 -

صحبته ألبي هو نه من عصر الموحدينأوال تعرف سنة وفاته، غير أن ما يدل على

المطرف بن عميرة المخزومي، حيث أورد له ابن عبد الملك المراكشي مقتطف من رسالة

.1خوانية بعث بها إلى أبي المطرف دلت على إجادته في مخاطبة أدباء عصرهإ

بكر بن عيسى بن حماد الصنهاجي القلعي، من أبيد اهللا محمد بن علي بن عب أبو

جعفر بن أبيفروى عن األندلس، تعلم العربية والقرآن في بلده، ودخل حماد يقلعة بن

العباس بن أبو، وممن روى عنه األندلساش بمرسية وغيره من شيوخ يمحمد بن ع

، متحققا وأصولهر، ذا حظ صالح من الفقه ، بارع النظم والنثأديبافرتون الفاسي، وكان

شرح قصيدة "، و" األحكامبفوائد اإلعالم" ، منها كتابواآلدابغات لالنحو، وصنف في الب

بن عبد ا أشاروقد ،"برنامج شيوخه"و ،"شرح مقصورة ابن دريد" ، و"ربيعة أبيعمر بن

ة المودع وعاللة عجال" منه جزء سماه ،وقف على ديوان شعره ونثره إلى أنهالملك

عبد اهللا قضاء الجزيرة الخضراء ومرسية، فحمدت سيرته، ومن نظمه أبوتولى ،"المشيع

]الكامل[ : حد شيوخهأ إلىالذي كتب به من مرسية

دــحاألو يهقالف ربالح ملاالعو دجاألم ريالس بدا النهييا أ

ا أييها البحا رلميطح معهتنت ال افرافي وائوـــفنت ا الدد

وفاته كانت سنة أنبتمامها ابن عبد الملك المراكشي، وذكر أوردهاوهي قطعة طويلة

.2م1231/هـ628

عبد الحق بن سعيد بن محمد بن أيوب الهنتاتي، نسبة إلى قبيلة هنتاتة من د مأبو مح

هل قرطبة ، كان من أهل العلم واألدب واالعتناء بالرواية، واقتنى من الدفاتر البربر، من أ

.3م1235/هـ633بعد سنة اتهوف وكانت كثيرا،

.201ص 8المصدر السابق، ج ،ابن عبد الملك المراكشي - 1 .102- 101، والغبريني، المصدر السابق، ص325- 323، ص نفسه –2 .124ص 3،جالمصدر السابق ابن األبار، - 3

- 129 -

عتبة بن محمد بن عتبة الجراوي الوادي آشي، تعلم النحو واألدب عن علماء بلده، وبها

.1م1237/هـ635أقرأ العربية واللغة وولي قضاء غرناطة إلى أن توفي سنة

دخل األندلس وروى عن ،الفاسي يجميمون بن علي بن عبد الخالق الصنهاأبو عمر

-علماء مالقة وبياسة وغرناطة وشاطبة وإشبيلية وبلنسية، وقد عدد في رسالة له أوردها

وألن 2،جميع شيوخه الذين أخذ عنهم علم الحديث والفقه واللغة واألدب -ابن عبد الحليم

مراكشي كان كثير االهتمام بتراجم المغاربة الداخلين إلى األندلس فقد أشاد الابن عبد الملك

قطع مددا من عمره في االرتسام بامتداح ملوك عصره، " بما قدمه أبو عمر، وأوضح أنه

فكان يأتي في ذلك بما لم يسمع ذكره، وال يطمع في لحاقه، سرعة ارتجال، وحسن افتنان

كان في " وأنه ،صائد طويلة، ومقتطف من كالمه المنثور، وأورد له ق3"وبراعة إنشاء

إشبيلية في كنف أبي العالء بن المنصور الموحدي، وأن أمداحه فيه بلغت ثالثة مجلدات

].البسيط[ : إلى إشبيلية واليا بعد قرطبة قالهانت عندضخمة، منها

صمح دعاساأل 4ي نالت بك اللقدلنأك مح قد سالشم الكما الحت به

لفقـد مـرءاك مابها نـــزال ت أقطار قـرطبةمواليوم قد عل

ـتد اليا واصال سن حي يدحلمون ا هـصاللع خالئق بالمـهدي متـ

.5م1239/هـ637صنهاجي سنة وقد توفي أبو عمر ال

سهما أبو بكرمحمد بن محمد الكتامي المرسي، أخذ النحو واألدب عن أهل بلده، ودر

6م1242/هـ640في حدود سنة في بلده، وكانت وفاته

.111ص 2، جالمصدر السابق السيوطي، - 1 . 172ص ابن عبد الحليم، المصدر السابق، –2 .399- 389ص 8ج ،، المصدر السابقابن عبد الملك المراكشي - 3 .شبيليةإاسم أطلقه األندلسيون على - 4 .405ابن عبد الملك المراكشي، نفسه، ص - 5 .423ص 5ابن الزبير، المصدر السابق، ج - 6

- 130 -

ان، قرأ أبو محمدعبد الحق بن يوسف بن تونارت بن تمحليت الصنهاجي من أهل جي

عن علمائها، ورجع إلى بلده لتدريس القرآن والعربية، وتعلم بجيان ورحل إلى إشبيلية فأخذ

.1م1242/هـ640وبها توفي بعد سنة

عمران بن موسى بن ميمون الهواري، كان مفسرا حافظا أديبا نحويا، أقرأ العربية

.2م1242/هـ640بغرناطة وعنه أخذ جلة من األعالم، وتوفي في حدود

لبسليمان بن علي بن محمد بأبو الربيعروى عن ، 3ن سليمان الكتامي، من أهل ش

حد أبن حوط اهللا، ودخل بلنسية وكان محمد وأبي ،نديالوليد بن خالد العبدري األ أبي

ضبط وحسن الخط، وأنه كان شاعرا بليغا، وال باألدبالذي وصفه األبارابن أصحاب

.4م1244/هـ642وكانت وفاته سنة

كان بد الرحمن بن رحمون المصمودي النحوي، عبد الرحمن بن محمد بن عأبو القاسم

.5م1251/هـ649سنة كانت وفاتهو ذا لسن وفصاحة، وله معرفة جيدة بالنحو،

األندلسالمغرب، دخل أهلالهواري، من إبراهيمالحجاج يوسف بن موسى بن أبو

عرا ونحوا، وشا أدباالحسن بن القطان وغيره، وكان ماهرا في علوم اللسان أبيفروى عن

فيها شواهد من كتاب أدرجمحسنا، وكاتبا بليغا، وكان ينشد بين يدي الملوك، وله رسالة

في تصنيفها، وكانت وفاته أجادسيبويه، وذكر له ابن عبد الملك غيرها من الرسائل التي

. 6م1251/هـ649سنة

.12ص 4، جهنفس - 1 .194ص 2لسيوطي، المصدر السابق، جا - 2مدينة بغرب األندلس، حسنة بسيطة من األرض وعليها سور حصين، ولها غالت وجنات، وشرب أهلها من : شلب - 3

واديها الجاري، والبحر منها غربا، والمدينة في ذاتها حسنة الهيئة بديعة المباني، مرتبة األسواق، اإلدريسي، المصدر .543ص 2السابق، ج

.104ص 4ابن االبار، المصدر السابق، ج -4 .75ص 2، جنفسهالسيوطي، المصدر - 5 437.6ص 8ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، ج –6

- 131 -

:التاريخ و السير*

لوك وأخبارهم، وقد اشتغل علماء ويشمل هذا الجانب علم التاريخ وسير العلماء والم

البربر بهذا الفن وأجادوا فيه، وال مناص من إعادة ذكر من كانت له مشاركة فيما سبق

:عرضه من العلوم لنبوغ عدد منهم في أكثر من علم، ومنهم

أبو عبد اهللا محمد بن علي بن أبي بكر بن عيسى بن حماد الصنهاجي، أصله من

عن شيوخها، وقد سبق ذكر من أخذ عنهم علوم اللسان بجاية، ودخل األندلس فروى

والفقه وأصوله، وتم عرض بعض مصنفاته في ذلك، وأما كتابته التاريخية فقد أشاد

الغبريني وابن عبد الملك المراكشي بنبوغه فيها، ومن مؤلفاته في هذا الفن كتاب وطيد

المحتاجة في أخبار صنهاجة النبذ " الصلة بتاريخ قبيلة صنهاجة في بالد المغرب سماه

الديباجة في "، وأشار ابن عبد الملك إلى أن له كتابا أخر شبيه به هو "بافريقية وبجاية

.2، وذكره ابن عبد الحليم في مفاخره وأشاد بعلمه ونبوغه1"أخبار صنهاجة

أبو عبد اهللا محمد بن يوسف بن عمران المزدغي، دخل األندلس وأخذ عن علماء

لية واهتم بالتاريخ والسير إلى جانب اشتغاله بعلوم اللسان والحديث، حيث قرطبة وإشبي

.3أشار ابن عبد الملك المراكشي إلى اهتمامه بنشر كتاب سيرة ابن إسحاق

أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن الضحاك الفزاري، من أهل

لوم الشرعية واللسانية، وكانت وفاته غرناطة، اهتم بعلم التاريخ والتراجم إلى جانب الع

.4م1157/هـ552بغرناطة سنة

أبو موسى عيسى بن عمران بن دافال المكناسي، من أهل مراكش، دخل األندلس

طالبا للعلم فروى عن علماء المرية، والى جانب بروزه في الفقه واللغة، اهتم كذلك

.5بالتاريخ ورواية األخبار

.324ص 8، وابن الملك المراكشي، المصدر السابق،ج102الغبريني، المصدر السابق، ص - 1 .172ابن عبد الحليم، المصدر السابق، ص –2 .366ص 8لملك المراكشي، المصدر نفسه، جابن عبد ا - 3 .282ص 5، جابن عبد الملك المراكشي، نفسه - 4 .256-254ص 8نفسه، ج - 5

- 132 -

:العلوم العقلية

وفيها يتم ذلك سميت باسمه،لو بشكل كبير، على العقل عتمد فيهايلوم التي وهي الع

طبيقية، وعلى الرغم من الرواج الكبير الذي عرفته النظرية والت أنواعهامجهود في البذل

في حدود ما -هذه العلوم على عهد الموحدين إال أن القليل من أعالم البربر من اشتغل بها

من أكثر كغيرهم بالعلوم النقلية عل هذا راجع إلى اهتمامهم ، ول-تطلعنا به المصادر

: نجدها ومن مشاهير علماء البربر الذين اهتموا ب العصر الوسيط، غيرها في

بعلم الكالم اهتممرسية، أهلبن سهل المصمودي الكفيف، من أبو محمد عبد اهللا

اته بمرسية بعد سنة كثيرة عن حياته العلمية، وكانت وف أشياءوالفلسفة، وال نعرف

.1م1164/هـ560

أبو عبد اهللا محمد بن سحنون الندرومي، منسوبا إلى ندرومة من نظر مدينة تلمسان

م، وبها نشأ ثم 1184/هـ580وهو كومي ينسب إلى قبيله، مولده بقرطبة في نحو سنة

لخليفةا انتقل إلى إشبيلية وتعلم على يد القاضي أبي الوليد بن رشد صناعة الطب، وخدم

ابنه المستنصر، وله اشتغال بعلم األدب ، ثم الناصر في آخر دولته بصناعة الطبمحمد

.2والعربية والحديث

أحد المعماريين الذين أوكلت لهم إعادة بناء صومعة جامع 3العريف علي الغماري ،

م، وتم االنتهاء منها سنة 1188/هـ584إشبيلية وما اختل من داخله، وكان ذلك سنة

.4م1197/هـ594

عبد اهللا بن محمد بن الياسمين الفندالوي، نسبه من البربر، اشتغل بعلم أبو محمد

الحساب والعدد، وله أرجوزة في الجبر والمقابلة، وقد درس هذه العلوم في إشبيلية سنة

.5م1204/هـ601م، وتوفي بمراكش سنة1191/هـ587

.107ص 3ابن الزبير، المصدر السابق، ج -1 .493ص المصدر السابق،صيبعة، أبي أبن ا - 2 .لم أقف على ترجمته - 3 .وما بعدها 482بن صاحب الصالة، المصدر السابق، ص ا - 4 .423ص 2بن القاضي، المصدر السابق، جا - 5

- 133 -

م، من أهل جزيرة 1223/هـ620أبو الحجاج يوسف بن محمد الهواري المتوفى سنة

شقر، درس علوم الدين واألدب على أبي القاسم بن وضاح، وهو غرناطي، رحل إلى

المدخل إلى صناعة "خذ القراءات، ودرس المنطق، من كتبه فأالمشرق للحج والطلب

.1"المنطق

:في الحياة العلمية إسهام البربريات -4

ظا كبيرا من االهتمام بدورها في لم تنل المرأة في الغرب اإلسالمي عامة ح

في ومع ذلك ورد ذكر بعضهن المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والعلمية،

المصادر التاريخية واألدبية وكتب التراجم، وإذا اقتصرنا على الجانب العلمي في العصر

تهان الشعر أو ممارسة التعليم وام ضرقن مشاركتهن بقيت محدودة في إالموحدي ف

ما ناله الرجال، إذ من النادر - على األقل–حرفة الطب دون ظهورهن بمستوى يقارب

المشاركة في عقدهن للحلقات العلمية أو أو أن نحصل على مصنفات علمية من تأليفهن

لس الفكرية والقيام بالرحالت العلمية، وتكاد بعض الدراسات الحديثة تجمع على االمج

لم في مجملها عن دور الهيمنة الذكورية على المجتمع والتيأسباب متقاربة ال تخرج

، إضافة إلى عدم خروج النساء عن بعض التكاليف 2تكن خاصة بالمجتمع األندلسي

إضافة ،3الشرعية التي تفوق المنفعة العلمية كالسفر واالهتمام باألسرة في بعدهما الديني

.4إلى تحكم الفكر القبلي في تعليم المرأة وبروزها

ويزداد األمر صعوبة عند البحث عن النساء البربريات ومعرفة مدى إسهامهن في

الحياة العلمية باألندلس على عهد الدولة الموحدية التي عرف عن داعيتها ابن تومرت

انتقاده للمرابطين الذين سمحوا للمرأة بالتدخل في الشؤون السياسية ومنحها حرية ال عهد

النساء تشددا من طرف الموحدين حال دون بروزهن في تواجهلمجتمعهم بها، ولذلك

.ميادين الحياة العلمية إال من بعض االستثناءات التي سبقت اإلشارة إليها

.119ص 4بار، المصدر السابق، جبن األا -12 - GABRIEL Martinez- gros, Identité andalouse, sindbad. Actes sud, 1997 P 161. إبراهيم القادري بوتشيش، مقاالت في تاريخ الغرب اإلسالمي خالل عصري المرابطين و الموحدين، مطبعة - 3

.133م ص 2007 1لماسة، المغرب طسج فوزية، دور المرأة في الغرب اإلسالمي من الفرن الخامس الهجري إلى منتصف القرن السابع الهجري زاركر - 4 .130م ص2006 1، دار األديب للنشر و التوزيع، وهران ط)م 13- 11ق (

- 134 -

: من البربرياتوممن اشتغلن بالعلم

بن حماد الصنهاجي، زوجة القاضي أبي بكر حفصة ابنة القاضي أبي عمران موسى

كانت من فضالء النساء وخيارهن، قارئة كاتبة لها محمد بن علي الغساني المرشاني،

وال تعرف معرفة جيدة بالفرائض، وكانت تذكر كثيرا من فتيا أبيها، وقد توفيت بغرناطة

مما يعني أنها من أهل 1م1179/هـ575غير أن سنة وفاة زوجها كانت سنة سنة ذلك

.م12/هـ6القرن

د بن عبد المؤمن بن علي، ولدت زينب بنت الخليفة أبي يعقوب يوسف بن أبي محم

باألندلس وتزوجها ابن عمها أبو زيد بن أبي حفص، أخذت عن أبي عبد اهللا بن إبراهيم

.2علم الكالم، وكانت ذا حظ من العلم، معروفة بالتفوق على نساء أهل زمانها

تختفي من لمنافسة الحضارية بين العدوتين المغربية واألندلسية اال تكاد ظاهرة

مر األندلس أ، بل ازدادت حدتها مع تولي المغاربة شاهد تاريخهما المشتركم

وإشرافهم على شؤونها السياسية واالقتصادية والعلمية، وبلغت حدتها منافرة خطيرة

، ويعكس هذه المنافسة قول 3ارتبطت بطبائع نفوس البشر على رأي ابن الخطيب والمقري

، بينما 4"يا أبا العباس إنا نباهي بك أهل األندلس:" جراويعبد المؤمن بن علي لشاعره ال

لمين أحدهما اتظهر المنافرة الطبيعية في رواية ابن سعيد للمناظرة التي جرت بين ع

صهر الخليفة 5أندلسي واألخر مغربي في مجلس صاحب سبتة أبي يحيى بن أبي زكرياء

أنه لوال :" البرين، فكان رأي األول محمد الناصر، وقد وقع النزاع بينهما في التفضيل بين

، ثم أحجم عن الكالم توقيرا للمجلس 6"األندلس لم يذكر بر العدوة، وال سارت عنه فضيلة

أتريد أن تقول كون " ومهددا بأن يقول أكثر من هذا، فكان رد األمير تعقيبا على سكوته

.486ص 6ج ابن عبد الملك المراكشي، المصدر السابق، - 1 .262ص 4ن األبار، المصدر السابق، جاب - 2 .213ص 3لسابق، جاالمصدر ،، و المقري227ص 3ابن الخطيب، المصدر السابق، ج - 3 .100ابن سعيد، الغصون اليانعة، ص - 4 .لم أقف على ترجمته - 5 .186ص 3المصدر السابق، ج ،المقري - 6

- 135 -

أقسم أنه ما أراد غير هذا، ، فأنكر ذلك، إال أن األمير 1"أهل برنا عربا و أهل بركم بربرا

.كانت هذه الحادثة سببا في طلب األمير أن يؤلف كل منهما رسالة في تفضيل بلدهو

ا ال خفاء أن من انتقل من أعالم البربر إلى األندلس في هذه الفترة لم يكن بعيدا عم

د العديد منهم كان يسود العصر من منافسة ومنافرة بين العدوتين، غير أنه لم يمنع تواج

في الحواضر األندلسية طلبا للعلم، وتدريسه لمن نبغ فيه، وتولي مناصب إدارية هامة

كالقضاء والخطبة والكتابة واتخاذهم لألندلس موطنا لهم وإن أصر أهلها على اعتبارهم

. من الغرباء

.186ص 3المصدر السابق، ج ،المقري - 1

- 136 -

الخاتمة

عرض جانبا مهما من تاريخ البربر في لقد حاولت من خالل هذا البحث أن أ

وهو إسهامهم في الحياة الفكرية ؛األندلس ال يقل أهمية عن الجوانب السياسية واالجتماعية

لمن عرف بالبلديين منهم، ومن دخل بداية من منتصف القرن السادس ومستهل السابع

حياتهم الهجريين واصطلح أهل التراجم على تسميتهم بالغرباء، فرصدت جوانب من

العلمية ومراتبهم ورحالتهم، معتمدا على اإلحصاء أحيانا والتحليل والمقارنة أحيانا أخرى

قصد توضيح صورة إسهامهم ضمن التاريخ الحضاري الزاخر لألندلس، ومن أهم ما

:خلصت إليه من نتائج في هذا البحث

برية وانتشارها تختلف المصادر حول تأكيد فكرة الجمهرة العددية للقبائل البر ال

وقد برزت هذه الجمهرة في األندلس مع بداية على نطاق واسع من الغرب اإلسالمي،

وظهور الدولة األموية بشعار العروبية انعكس فتحها، غير أن نشوب الصراعات القبلية،

ولعل هذا ما يفسر اختيار الكثير منهم االنتساب إلى العرب سلبا على الشخصية البربرية،

.ء بالوال

إن كتاب التراجم األندلسيين لم يلتزمو بالموضوعية في الترجمة ألعالم األندلس

بانتهاجهم لالنتقائية، حيث ظهرت األسماء العربية بشكل يوحي للمطلع عليها أن ساكنة

غالبيتهم من العرب، حيث ال في القطر األندلسي وإلى مستهل القرن السابع الهجري كانوا

رية المختلفة من حيث ترتيب حروفها عن األسماء العربية مع كثرة ماتظهر األسماء البرب

تطلعنا عليه المصادر منها كتلك التي اهتمت بذكر أعالم بالد المغرب ومن دخل منهم إلى

خاصة من البربر، ومما زاد عزلتها في تراجمهم هو الشرط الذي توارث ذكره وب األندلس

إفراد الترجمة لمن ولد في األندلس، وإدراج كتاب التراجم عن ابن الفرضي من خالل

غيره في قسم الغرباء الداخلين إليها مع قلة ذكرهم، وما للنفرة الطبيعية بين األندلسيين

والمغاربة من دور في تأجيج نفوس األندلسيين واستعالئهم عن الترجمة لهذه الفئة من

لمراكشي، واعتبره إجحافا في وهو ما اعترض عليه ابن عبد الملك ا المجتمع األندلسي،

حق طائفة كبيرة من أهل العدوة، وقد دلت النصوص على وقوف الدولة األموية وراء هذا

التوجه العروبي، والذي أخذ يتالشى مع سقوطها بداية من القرن الخامس الهجري

- 137 -

ولعل ما يؤكد هذا الطرح هو ظهور األسماء البربرية وتعددها، )الحادي عشر الميالدي(

.مع لحاق العدوة األندلسية ببالد المغرب، وأخذ زمام أمورها من طرف القبائل البربرية

واألمن داخل األندلس بعد مرحلة عمت فيها اهتم الموحدون بإعادة االستقرار

الفوضى وانقسم أهل األندلس على أنفسهم فغادر الكثير منهم مكرها فيما عرف بالفتنة،

بعد أن استتب لهم األمر يرة الحياة العلمية في األندلس،وقد انسجم الموحدون مع وت

.المساجد وأغدقوا في العطايا على أهل العلم وطلبته وبنو فشجعوا العلماء،

إن ظهور أسماء أفراد القبائل البربرية وبيوتاتهم ضمن قوائم علماء األندلس

حياة العلمية السائدة في تتبع إسهامهم العلمي في مختلف مناحي الأوجب البلديين والغرباء،

تلك الفترة، وما خلفوه من إرث فكري معتبر للحضارة العربية اإلسالمية على سبيل

وأن ندرة النصوص وسكوت المصادر أحيانا أرغمتنا االنتماء العقدي والحضاري لها،

ا بينم على صعوبة الربط بين تأثيرات انتماءاتهم العرقية على إسهامهم العلمي إال ما ندر،

تظهر جلية في جوانبها السياسية، وحتى ميوالت طبائعهم البشرية وسلوكياتهم، وبخاصة

بين األندلسيين والغرباء عنهم بداعي االحتقار والمنافرة والبغض الذي ظهرت صوره في

وهذا من دون الجزم المجتمع األندلسي بسبب تأثير العوامل التاريخية والسياسية والبيئية،

.ا كظاهرة اجتماعية هددت عيشهم المشتركبعموم انتشاره

- 139 -

: 01الملحق رقم

إحدى رسائل ابن أبي زيد الفازازي القرطبي اإلخوانية،

:وفيها ذكر لنسبه البربري

:ويظهر من سياقها أن المرسلة إليه شبهه بأحد بلغاء العرب فرد عليه قائال

، (...)سالم على فالن، أبقاه اهللا في كرامة جديدة المعاهد، وسعادة شديدة المعاقد ''

وودك أيها الصديق البين صدقه، المتعين حقه، المتشوف ألجله ناسه وأفقه، غالب على

الفكر مالئ ما بين الجوانح والصدر، واهللا تعالى ينفع بها أخوة صافية، ويزينها بلذتي

.ورة عافية، بمنهالمجاورة والمحا

وقد وصل كتابك المبرور، فنعم بالي، وجدد أنسي البالي، وقدر عندي من صفاتك

ووفائك ما لم أزل أتعرفه المتصل المتوالي، فلو أن السطور تستحيل شذورا، والفقر تصير

دررا، لما نفقت للسلوك عند الملوك سوق، وال تحلت سواها سوالف ومعاصم وسوق

.(...)

عقب ترحالي على ما يرضيك، لم أعدم محبوبا إال مرآك، وال وجدت وحالي

والحمد هللا الذي كل . مكروها إال مناك، ومثلك يكفيه تعريض لفظه، ويغنيه إيماء لحظه

يسير بتيسيره، وكل خير بتقديره، وتفصيل هذا التجميل يمنع منه شغل أستحق اليد والخلد،

يغضي عن خطلي وال يقيس حليه على ومحتمل أطال الحفز وقصر األمد، وفضلك

عطلي، فما أصبحت من أصبح، وال سحبت من بحر البالغة حيث يسبح، أبت لي ذلك

نسبة بربرية، وفكرة من دعوى األدب بريئة، واهللا يرزقنا إراحة من العلل، وفصاحة في

]الوافد: [العمل، بمنه

ي البغي والمرعى وخيمـابسع رام رحلت وقد وجدت العيش

ر القديمـاـبطيبه البنسيـت ا لـي برا حــديثفسنى اهللا

ـائال عس كن يت ي فإننفمدجاهللاـي و حـمانا ر حـاير1''م

114ي، المصدر السابق، ص ابن أبي زيد الفازاز - 1

- 140 -

: 02الملحق رقم

عبد الواحد بن عمر يحرض الجيوش مقتطف من خطبة الشيخ الزاهد أبي محمد

م وقد أوردها ابن 1171/ هـ567الموحدية المحاصرة للنصارى في مدينة وبذة سنة

:صاحب الصالة مترجمة عن اللسان البربري

تهم ولما كان يوم الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة جمع الناس على كثر.... ''

ووفورهم من كل قبيلة، وقام فيهم الشيخ الزاهد المرحوم أبو محمد عبد الواحد بن عمر

خطيبا باللسان العربي تارة، وباللسان الغربي أخرى، يحرضهم على قتال النصارى

:ويعرفهم بما أوجب اهللا عليهم من الجهاد وقال في كالمه لهم باللسان الغربي

ا غزونا النصارى لجاهدنا اهللا عز وجل واجتهدنا، لو كن: قد كنتم بمراكش تقولون

فلما حضرتم معهم قصرتم وجبنتم وخنتم اهللا عز وجل ونكلتم وما نصحتم، ما أنتم

بمؤمنين وال بموحدين إن تسمعوا النواقيس تضرب وتعاينوا الكفر وال تدفعوا المنكر، إن

م في حق اهللا تعالى من أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين ليس يقدر أن يراكم لتفريطك

.1''ثبنا: الجهاد على كثرتكم من األعداد، ثم ثوبهم، فقالوا

.123ص ، وابن عذاري، البيان المغرب، قسم الموحدين،501ابن صاحب الصالة، المصدر السابق، ص - 1ضير في ذلك عند الموحدين إذ كانت خطبة الجمعة يحتمل أن يكون هذا المقتطف جزء من خطبة صالة الجمعة، وال و

.تلقى في بالدهم باللسان البربري

- 141 -

:03الملحق رقم

وصية الخليفة المنصور الموحدي لبنيه وقادة الموحدين

:خيرا باألندلس وأهلها

لما دنت الوفاة من الخليفة أبي يوسف يعقوب المنصور بن الخليفة أبي يعقوب يوسف ''

:لخليفة عبد المؤمن بن علي، رحمهم اهللا، جمع بنيه والموحدين ووصاهم بوصايا منهابن ا

أيها الناس، أوصيكم بتقوى اهللا، وأوصيكم باأليتام واليتيمة، فقال له الشيخ أبو محمد

يا سيدنا وموالنا وما األيتام واليتيمة؟ : عبد الواحد بن أبي حفص محمد بن يحي الهنتاتي

هل جزيرة األندلس، واألندلس هي اليتيمة، فإياكم والغفلة عما يصلحها من األيتام أ: فقال

تشييد األسوار، وحماية الثغور وتربية أجنادها، وتوفير رعايتها، ولتعلموا أعزكم اهللا أنه

ليس في نفوسنا شيء أعظم من همها، ولو مد اهللا لنا في الحياة لم نتوان في جهاد كفارها

ونحن اآلن قد استودعناها اهللا وحسن نظركم فيها، فانظروا حتى نعيدها دار إيمان،

.1''للمسلمين، وأجروا الشرائع على مناهجها، واهللا ولي أموركم وهو المستعان

.157ابن سماك العاملي، المصدر السابق، ص - 1

- 142 -

: 04الملحق رقم

1األولى واألخيرة من موطأ ابن تومرت: الورقتان

.، الخزانة العامة، الرباط840موطأ ابن تومرت، مخطوط رقم ج - 1

- 143 -

:05الملحق رقم

الذي أمر المنصور الموحدي بتأليفه 1" الترغيب في الصالة" الورقة األولى من مصنف

.وتوزيعه في مختلف الواليات، وهو يتضمن فتاوى فقهية نادرة البن تومرت

.، الخزانة الحسنية، الرباط4478، مخطوط رقم "الترغيب في الصالة" - 1

- 144 -

: 06الملحق رقم

مقتطف من رسالة طلبة إشبلية إلى المنصور الموحدي

:جوابا على وصول كتابه

وإن ما جمع للعبيد ... يب كريم الطلبة الذين بإشبلية والكافة من أهلها، سالم ط... ''

أمر دينهم ودنياهم وحواه، وقرن لهم بين عاجل الخير وآجله بذلك واستوفاه، الكتاب الكريم

لقد أشرقت بما تضمنه األنوار الساطعة واآلثار ... العزيز الواصل إليهم من مقر العلم

فيما ... القاطعة للشك واستوى في معرفة صدق ما ألقاه من البراهين ... البينة الواضحة

وانتهى إلى العبيد خبر وروده ... ولما وصل ... اقتضته ألفاظه الصادعة بالحق ومعانيه

ووصوله، ألقي في روع كل منهم قبل سماعه أن خير الدنيا واآلخرة حصل لهم في

ثم لما استوعبوا سماع جميع ما ... تبادروا نحو سماعه للحين ... مضمنه ومحصوله

إلى معرفة حقيقة دينهم من كتاب اهللا وسنة الرسول؛ ولم يجعلوا ... الفصول تضمنه من

بدراسته من سبيل، وأخذوا بتحصيله االشتغالألحد ممن بلغ التكليف أو ناهزه في غير

فهم يتدارسونه باألبرية واألفنية، ويتلى حق تالوته ... كافة نسائهم وصبيانهم وإيمائهم

وأعملت في انتساخ نسخته ... بدراسته المساجد والمحاضر قد عمرت... ابتهاجا به

األمدة واألقالم والمحابر، وتساوى في ذلك كله القريب والبعيد والبادي والحاضر، واهللا

تبارك وتعالى يوفق العبيد لما فيه رضاه ورضى سيدنا وموالنا اإلمام الخليفة أمير

.1''...سيمة التي أنعمو بها على عبيدهمالمؤمنين، ويحسن عونهم على شكر هذه النعمة الج

.210 -208، ص 1أحمد عزاوي، رسائل موحدية، ج - 1

- 145 -

:07مالملحق رق

:م قبيلة نفزة في العدوة األندلسية على عهد الموحدينالأبرز أع

هتخصص تهسنة وفا هموطن اسم العالم فر بن عحمد بن جأأحمد بن حسن بن -

عات النفزي شاطبة -

هـ588 -

له حظ من - العلم

عبد الرحمن أبو أحمد بن علي بن - العباس النفزي

شذونة -

هـ610 -

األدب –الحديث -

أحمد بن علي بن محمد أبو العباس - النفزي

مرسية -

كان حيا - هـ613سنة

الحديث -الفقه -

أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن - .العاصي النفزي

شاطبة -

هـ6من أهل القرن -

.مقرئ -

أحمد بن هارون بن أحمد بن عات - النفزي

شاطبة -

هـ609 -

-الحديث -الفقه - التراجم –الشعر

مقرئ - هـ564 - دانية - إبراهيم بن محمد بن خليفة النفزي -

إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن - األدب -الفقه - هـ593 - جيان - .عبيديس بن محمود النفزي

عبد الغفور بن عبد اهللا بن محمد ابو - .القاسم النفزي

مرسية -

من أهل القرن - هـ7

باألد -الفقه -

عبيد اهللا بن محمد بن عبيد اهللا بن - .فتوح النفزي

شاطبة - هـ642 -

-الحديث-الفقه - .األدب

علي بن سليمان بن إبراهيم بن تبال - الجواهري النفزي

رندة -

- 615 النثر -الشعر - هـ

محمد بن عبد الرحمن بن عبد اهللا - بن مطرف بن ياسين النفزي

هـ590 - شاطبة - األدب -الفقه -

بن أحمد بن سليمان علي بن علي - النفزي

غرناطة -

هـ613 -

.األدب-الفقه -

علي بن محمد بن أحمد بن نخل أبو - .الحسن النفزي

شاطبة - هـ630 -

الحديث -الفقه -

عيسى بن عبد اهللا بن محمد بن - .موسى بن محمد النفزي

هـ626 - تاكرنا -

الحديث -األدب -

- 146 -

صالح بن يزيد بن موسى بن علي - .النفزي

رندة -

هل القرن من أ - هـ7

النحو -األدب -

محمد بن احمد بن عبد الرحمن بن - عبيد اهللا بن محمد أبو الوليد النفزي

ش - اطبة

هـ616 -

الحديث -الفقه -

محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن - .سعادة النفزي

ش - اطبة

هـ614 -

-الحديث -الفقه - .النحو –األدب

محمد بن أحمد بن عبد الملك بن - .بو بكر النفزيمنخل بن مشرف أ

شاطبة -

هـ625 -

.النحو –األدب -

محمد بن سليمان بن خلف أبو عبد - .اهللا النفزي

شاطبة -

هـ552 -

الحديث -الفقه -

محمد بن علي بن محمد بن أبي - العاص أبو عبد اهللا بن الالية النفزي

شاطبة -

من أهل القرن - هـ7

-الحديث –الفقه - .األدب –النحو

لك بن منخل بن محمد بن عبد الم - محمد بن مشرف أبو عبد اهللا النفزي

شاطبة -

من أهل القرن - هـ7

مقرئ -

محمد بن علي بن محمد أبو عبد اهللا - .النفزي

ج - يان

من أهل القرن - هـ6

.الفقه -

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف - .النفزي

غرناطة -

من أهل القرن - هـ7

النحو –األدب -

عات هارون بن احمد بن جعفر بن - .النفزي

- .الحديث –الفقه - هـ582 - شاطبة

- 147 -

أقصى حدود الدولة

الموحدية

.أبرز المدن األندلسية التي انتسب إليها علماء البربر على عهد الموحدين

- 149 -

:قائمة المصادر والمراجع

المصادر: أوال

:القرآن الكريم -

م2005 1مؤسسة المختار، القاهرة طصحيح مسلم، -

.م2001 1تحقيق صدقي الجميل العطار، دار الفكر، دمشق طسنن النسائي، -

:المصادر المخطوطة .أ

.، الرباطالعامةالخزانة ج،840مخطوط رقم رت، موطأ ابن تومابن تومرت، .1

مخطوط كتاب الجمان في أخبار الزمان، ابن حيون، محمد بن علي الصقلي األندلسي، .2

.، المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، الجزائر2614رقم

، )م1168/هـ564ت(المواعيني، أبو القاسم محمد بن إبراهيم بن خيرة اإلشبيلي .3

، 2647و 1406مخطوط رقم وريعان الشباب في مراتب اآلداب، ريحان األلباب

.م ج5074نسخة المكتبة الوطنية في الجزائر رقم و، الخزانة الحسنية، الرباط

، 4478، كتاب ألف بطلب من المنصور الموحدي، مخطوط رقم الترغيب في الصالة .4

.الخزانة الحسنية، الرباط

:المصادر المطبوعة .ب

، )م1260/هـ658ت(اهللا محمد بن عبد اهللا بن أبي بكر القضاعي ابن األبار، أبو عبد .5

)دت(تحقيق عبد السالم الهراس، دار المعرفة، المغربالتكملة لكتاب الصلة،

تحقيق حسين مؤنس، دار المعارف، القاهرة، الحلة والسيراء، ابن األبار القضاعي، .6

.م1985، 2ط

سان عباس، دار الغرب اإلسالمي، تحقيق إحتحفة القادم، ابن األبار القضاعي، .7

.م1986، 1بيروت، ط

بياري، دار األ إبراهيم، تحقيق علي الصدفي أبي أصحابمعجم بار القضاعي، ابن األ .8

.م1989، 1الكتاب اللبناني، بيروت، ودار الكتاب المصري، القاهرة، ط

- 150 -

ين، ابن أبي أصيبعة، أبو العباس أحمد ابن القاسم السعدي الخزرجى موفق الد .9

ضبط وتصحيح محمد باسل عيون األنباء في طبقات األطباء، ) م1269/هـ668ت(

.م1998، 1عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، ط

أنس ، )م1165/هـ560ت(اإلدريسي، أبو عبد اهللا محمد بن عبد اهللا بن إدريس .10

تحقيق الوافي نوحي، منشورات وزارة األوقاف والشؤونالمنهج وروض الفرج،

.م2007، 1اإلسالمية، المغرب، ط

مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، نزهة المشتاق في اختراق اآلفاق، اإلدريسي، .11

.م1994

أهل الذخيرة في محاسن ،)م1148/هـ542ت(أبو علي الشنتريني ابن بسام، .12

.م1998 ،1ط ،بيروت ،لميةعالدار الكتب ، تحقيق سالم مصطفى البدري،الجزيرة

الصلة في تاريخ ، )م1183/هـ578ت(ل، أبو القاسم خلف بن عبد الملك ابن بشكوا .13

اعتنى به ووضع فهارسه صالح الدين الهواري، المكتبة العصرية،علماء األندلس،

.م2003، 1بيروت، ط صيدا

كنز الكتاب ومنتخب ) م1253/هـ651ت(البونسي، أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن .14

.م2004، 1جمع الثقافي، أبو ظبي، طتحقيق حياة قارة، الماآلداب،

كتاب أخبار ، )م12/هـ6القرن أهلمن ( البيدق، أبو بكر بن علي الصنهاجي .15

تحقيق عبد الحميد حاجيات، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع، المهدي بن تومرت،

.م1975، 1الجزائر، ط

رفة المقتبس من كتاب األنساب في معاليبدق، أبو بكر بن علي الصنهاجي، .16

.م1971تحقيق عبد الوهاب بن منصور، دار المنصور للطباعة والوراقة، ألصحاب، ا

كفاية المحتاج لمعرفة من ليس في ، )م1626/هـ1036(التنبكتي، أحمد بابا .17

.م2004، 1تحقيقي علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، طالديباج،

- 151 -

ديوان الجراوي، ، )م1212/هـ609ت(الجراوي، أبو العباس أحمد بن عبد السالم، .18

.م1994، 1تحقيق علي إبراهيم الكردي، دار سعد الدين، دمشق، ط

شعر أبي العباس الجراوي، مستخرج من مخطوط األزاهر النضيرة المستدرك على .19

المنيرة في صلة المطمح والذخيرة البن الفخار الرعيني وسنى الزواهر

،مطبعة النجاح الجديدة رشيد كناني،تحقيق البشير التهامي و ،)م1267/هـ666ت(

.م2005 1المغرب ط

، )م10/هـ4القرن أهلمن ( ابن جلجل، أبو داوود سليمان بن حسان األندلسي .20

تحقيق فؤاد سيد، مطبعة دار الكتب والوثائق القومية، طبقات األطباء والحكماء،

.م2005القاهرة،

رسالة ، )م852/هـ238ت(ابن حبيب، أبو مروان عبد الملك بن سليمان السلمي .21

، 07نشرها وعلق عليها سعيد أعراب، مجلة الثقافة المغربية، العدد إلى معلم ولده،

.م1972

جمهرة ، )م1064/هـ456(ابن حزم، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد األندلسي .22

.م1962تحقيق عبد السالم هارون، دار المعارف، القاهرة، أنساب العرب،

تحقيق رسائل ابن حزم األندلسي،علي بن أحمد األندلسي، ابن حزم، أبو محمد .23

.م1987، 2إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط

جذوة المقتبس في ذكر ، )م1095/هـ488(الحميدي، أبو عبد اهللا محمد األزدي .24

، 1ط تحقيق روحية عبد الرحمن السويفي، دار الكتب العلمية، بيروت،والة األندلس،

.م1997

هـ710ت( الحميري، أبو عبد اهللا محمد بن عبد اهللا بن عبد المنعم الصنهاجي .25

تحقيق إحسان عباس، مكتبة لبنان، الروض المعطار في خبر األقطار، ، )م1310/

.م1984، 2بيروت، ط

- 152 -

المقتبس في تاريخ رجال ، )م1076/هـ469(ابن حيان، أبو مروان حيان بن خلف .26

.م1937، بولس كنتر ألكتبي، باريس ةأنطوني.ب ميشورمنشر األاألندلس،

، )م1186/هـ582ت(ابن الخراط، أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن األزدي .27

تحقيق أبي الفضل بدر العمراني الطنجي، دار الكتب العلمية، تلقين الوليد الصغير،

.م2003، 1بيروت، ط

28. تاريخ ، )م1374هـ776(لماني ابن الخطيب، لسان الدين محمد بن عبد اهللا الس

إسبانيا اإلسالمية أو كتاب أعمال األعالم فيمن بويع قبل اإلحتالم من ملوك اإلسالم،

.م1956، 2تحقيق ليفي بروفنسال، دار المكشوف، بيروت، ط

ضبط وتقديم، يوسف علي ة في أخبار غرناطة، طاإلحاابن الخطيب، لسان الدين، .29

.م2003، 1بيروت، طالطويل، دار الكتب العلمية،

ديوان المبتدأ ،)م1406/هـ808(ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون .30

ضبط والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن األكبر،

.م2001بيروت، ومراجعة خليل شحاتة وسهيل زكار، دار الفكر،

وفيات ، )م1282/هـ681ت(ابن خلكان، أبو العباس أحمد بن محمد شمي الدين .31

تحقيق يوسف علي الطويل ومريم قاسم الطويل، دار األعيان وأنباء أبناء الزمان،

.م1998، 1الكتب العلمية، بيروت، ط

، )م1179/هـ575ت(ابن خير، أبو بكر محمد بن خير بن عمر األموي األشبيلي .32

ة، بيروت، تحقيق محمد فؤاد منصور، دار الكتب العلميفهرسة ابن خير اإلشبيلي،

.م1998، 1ط

المطرب من ، )م1235/هـ633ت(ابن دحية، أبو الخطاب محمد بن حسن الكلبي .33

صيدا ضبطه وقدم له صالح الدين الهواري، المكتبة العصرية،أشعار أهل المغرب،

.م2008، 1بيروت، ط

- 153 -

تلخيص ، )م1198/هـ595(ابن رشد، أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد القرطبي .34

تحقيق محمد سليم سالم، المجلس األعلى للشؤون اإلسالمية، القاهرة، الخطابة،

.م1967

تحقيق فهرس الرصاع، ، )م1488/هـ894(الرصاع، أبو عبد اهللا محمد األنصاري .35

.م1967محمد العنابي، المكتبة العتيقة، تونس،

ديوان ، )م1267/هـ572ت(الرصافي، أبو عبد اهللا محمد بن غالب البلنسي .36

م1983، 2جمعه وقدم له إحسان عباس، دار الشروق، بيروت، طافي، الرص.

برنامج ، )م1267/هـ666ت(الرعيني، أبو الحسن علي بن محمد بن علي اإلشبيلي .37

تحقيق إبراهيم شبوح، مطبوعات مديرية إحياء التراث القديم، دمشق، شيوخ الرعيني،

.م1962

كتاب ، )م1308/هـ708ت(الغرناطي ابن الزبير، أبو جعفر أحمد بن إبراهيم الثقفي .38

تحقيق عبد السالم الهراس وسعيد أعراب، مطبعة فضالة، المغرب، صلة الصلة،

.م1993

تاريخ األمثال ، )هـ7ق(الزجالي، أبو محمد عبد اهللا بن أحمد الزجالي األندلسي .39

.م2006، 1تحقيق محمد بن شريفة، منشورات وزارة الثقافة، المغرب، طواألزجال،

كان حيا (أبي زرع، أبو الحسن علي بن أبي زرع الفاسي بنا .40

األنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب ، )م1326/هـ726سنة

، 2تحقيق عبد الوهاب بن منصور، المكتبة الملكية، الرباط، طوتاريخ مدينة فاس،

.م1999

في سنة نه توأيرجح (الزركشي، أبو عبد اهللا محمد بن إبراهيم اللؤلؤي .41

تحقيق حسين اليعقوبي، تاريخ الدولتين الموحدية والحفصية، ، )م1525/هـ932

.م1998، 1المكتبة العتيقة، تونس، ط

- 154 -

إلى فالتشو، )م1220/هـ617ت(الزيات، أبو يعقوب يوسف بن يحي التادلي ابن .42

.م2007، 1تحقيق علي عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، طرجال التصوف،

تحقيق إسماعيل العربي، ديوان المطبوعات كتاب الجغرافيا، يد األندلسي، ابن سع .43

.م1970، 1الجامعية، الجزائر، ط

تحقيق الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة، ابن سعيد األندلسي، .44

).دت(، 2إبراهيم األبياري، دار المعارف، القاهرة، ط

وضع حواشيه خليل منصور، دار غرب، غرب في حلى المالمابن سعيد األندلسي، .45

.م1997، 1الكتب العلمية، بيروت، ط

أخبار وتراجم ، )م1180/هـ576ت(السلفي، أبو طاهر أحمد بن محمد صدر الدين .46

، 2تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، طأندلسية مستخرجة من معجم السفر،

.م1979

) م1505/هـ911ت(الل الدين السيوطي، أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر ج .47

تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة اة، حبغية الوعاة في طبقات اللغويين والن

.م2006، 1بيروت، ط صيدا العصرية،

، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، طبعة دار السعادة، تدريب الراوي ،السيوطي .48

.م1966 ،1، طالقاهرة

، )هـ6كان حيا أواخر القرن (الملك بن محمد ابن صاحب الصالة، أبو مروان عبد .49

تحقيق تاريخ المن باإلمامة على المستضعفين بأن جعلهم اهللا أئمة وجعلهم الوارثين،

.م1964 ،1ط ، بيروت،عبد الهادي التازي، دار األندلس للطباعة والنشر

،طبقات األمم) م1070/هـ462ت(صاعد، أبو القاسم بن أحمد بن صاعد االندلسي .50

.م1998 1، طالقاهرة ،دار المعارف ،حسين مؤنس تحقيق،

- 155 -

، )م1312/هـ712كان حيا سنة (صالح، أبو علي صالح بن عبد الحليم اإليالني .51

، 2تحقيق عبد القادر بوباية، دار أبي رقراق للطباعة والنشر، الرباط، ط مفاخر البربر،

.م2008

اعتنى الوافي بالوفيات، ،)م1362/هـ764ت(الصفدي، صالح الدين خليل بن أيبك .52

.م1974، 2ديد رينغ فيبادن، ط. به س

مقدمة في علوم ،)م1245/هـ643ت(أبو عمرو تقي الدين عثمان ابن الصالح، .53

.م1997 3، تحقيق نور الدين عتر، نشر المكتبة العلمية، دمشق طالحديث

بزاد المسافر ومحيا األد، )م1201/هـ598ت(صفوان بن إدريس التجيبي المرسي .54

.م1980دار الرائد العربي بيروت تحقيق عبد القادر محداد ، ، السافر

بغية الملتمس ، )م1203/هـ599ت(الضبي، أبو جعفر أحمد بن يحي بن عميرة .55

تقديم ومراجعة صالح الدين الهواري، المكتبة في تاريخ رجال أهل األندلس،

.م2005، 1روت، طي، ب، صيداالعصرية

دار تاريخ األمم والملوك، ، )م923/هـ310ت(بن جرير الطبري، أبو جعفر محمد .56

.م1988، 2الكتب العلمية، بيروت، ط

، )م1216/هـ613ت (ابن ظافر، أبو الحسن علي بن ظافر األزدي جمال الدين .57

، 1بيروت، ط صيدا تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية،بدائع البدائه،

.م1992

القصد واألمم ، )م1070/هـ463ت(اهللا بن محمد النمري ابن عبد البر، أبو عبد .58

تحقيق محمد زينهم محمد وعائشة التهامي ومديحة ويليه اإلنباه على قبائل الرواه،

.م1998الشرقاوي، مكتبة المدبولي، القاهرة،

ثالث ، )م12/هـ6القرن أهلمن (ابن عبدون، أبو عبد اهللا محمد بن أحمد التجيبي .59

تحقيق ليفي بروفنسال، مطبعة المعهد ي آداب الحسبة والمحتسب، رسائل أندلسية ف

.م1955الفرنسي لآلثار الشرقية، القاهرة،

- 156 -

، )م1312/هـ712كان حيا سنة (ابن عذارى، أبو العباس أحمد بن محمد المراكشي .60

البيان المتحقيق محمد إبراهيم غرب، قسم الموحدين، غرب في أخبار األندلس والم

د زنيبر ومحمد بن تاويت وعبد القادر زمامة، دار الغرب اإلسالمي، الكتاني ومحم

.م1985، 1بيروت ودار الثقافة، المغرب، ط

الجزء الثاني، البيان المغرب في أخبار األندلس والمغرب، ابن عذاري المراكشي، .61

.م1980، 2ثقافة، بيروت، طالليفي بروفنسال، دار . كوالن و إ. س.تحقيق ج

، )م988/هـ478ت (بن عمر بن أنس المعروف بابن الدالء العذري، أحمد .62

نصوص عن األندلس من كتاب ترصيع األخبار وتنويع اآلثار والبستان في غرائب

معهدال جلةتحقيق عبد العزيز األهواني، مالبلدان والمسالك إلى جميع الممالك،

.م1965لدراسات اإلسالمية، مدريد، ل المصري

دعامة اليقين في زعامة المتقين، ، )م1235/هـ633ت(حمد العزفي، أبو العباس أ .63

.م1989مكتبة خدمة الكتاب، المغرب، ، مد التوفيقحأ تحقيق

)م1238/هـ636ت(، أبو عبد اهللا محمد بن علي بن هارون الغسانيابن عسكر .64

، أعالم مالقة، )م13/هـ7كان حيا في القرن (بكر محمد بن محمد أبو، وابن خميس

1األمان، الرباط، ط المرابط الترغي، دار الغرب اإلسالمي، ودارتحقيق عبد اهللا

.م1999

مكاتبات علماء بني عذرة لعبد الرحمن بن يخلفتن القرطبي علماء بني عذرة .65

، جمع يوصونه بأبنائهم في طلب العلم مرفقة بكتاب أدب الوصية من اآلباء لألبناء

.م2003 ،1ط ،وتحقيق محمد بن عزوز، دار ابن حزم بيروت

عنوان ، )م1314/هـ714ت(،الغبريني، أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبد اهللا .66

تحقيق محمد بن أبي الدراية في من عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية،

.م2007، 1شنب، دار البصائر، الجزائر، ط

- 157 -

ج الديبا،)م1396/هـ799ت(ابن فرحون، أبوإسحاق إبراهين بن نور الدين بن علي .67

تحقيق مأمون بن محي الدين جنان، دار المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب،

.م1969، 1الكتب العلمية، بيروت، ط

ابن الفرضي، أبو الوليد أبو عبد اهللا بن محمد بن يوسف األزدي .68

تحقيق بشار عواد معروف، دار الغرب تأريخ علماء األندلس، ، )م1012/هـ403ت (

.م2008، 1سالمي، تونس، طاإل

تحقيق إبراهيم األبياري، دار الكتاب تاريخ علماء األندلس، ابن الفرضي األزدي، .69

.م1989المصري، القاهرة، ودار الكتاب اللبناني، بيروت،

ابن فضل اهللا العمري، أبو العباس أحمد بن يحي شهاب الدين، .70

تحقيق حسن حسني، تونس، المغرب واألندلس، وصف إفريقية و، )م1348/هـ749ت(

.م1969

آثار ، )م1229/هـ627ت(الفازازي، أبو زيد عبد الرحمان بن أبي سعيد يخلفتن، .71

تحقيق عبد الحميد عبد اهللا الهرامة، دار قتيبة للطباعة أبي زيد الفازازي األندلسي،

.م1994، 1والنشر، بيروت، ط

تحقيق محمود علي ، ابن دراج ديوانن محمد، أحمد ب رالقسطلي ابن دراج، أبو عم .72

.م 1964 ،2ط ،مكي، المكتب اإلسالمي دمشق

جذوة ، )م1552/هـ960ت(ابن القاضي، أحمد بن محمد بن أبي العافية المكناسي .73

دار المنصور للطباعة والعراقة، االقتباس في ذكر من حل من األعالم مدينة فاس،

.م1973الرباط،

كان حيا سنة (و محمد حسن بن علي بن محمد الكتامي ابن القطان، أب .74

تحقيق محمود علي نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان، ، )م1248/هـ646

.م1990، 1مكي، دار الغرب اإلسالمي، بيروت، ط

- 158 -

، )م1406/ هـ809ت (ابن القنفذ، أبو العباس أحمد بن حسين بن علي القسنطيني .75

، تحقيق محمد الشاذلي النيفر وعبد المجيد التركي، ة الحفصيةالفارسية في مبادئ الدول

.م1968الدار التونسية، تونس،

، جمع رسائل موحدية من إنشاء كتاب الدولة المؤمنيةكتاب الدولة الموحدية، .76

.م1941وتحقيق ليفي بروفنسال، معهد العلوم العليا المغربية، الرباط،

، دراسة وتحقيق أحمد عزاوي، منشورات رسائل موحديةكتاب الدولة الموحدية، .77

.م1995، 1كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، المغرب، ط

، )م12/ هـ6كان حيا أواخر القرن (ابن الكردبوس، أبو مروان عبد الملك التوزري .78

لدراسات ل المصري معهدمجلة ال ، تحقيق أحمد مختار العبادي، تاريخ األندلس

.م1971اإلسالمية، مدريد،

كتاب الحلل الموشية في ذكر األخبار، )م14/هـ8من أهل القرن(هول، مج .79

، 1، تحقيق سهيل زكار وعبد القادر زمامة، دار الرشاد الحديثة، المغرب، طالمراكشية

.م1979

كتاب الطبيخ في المغرب واألندلس في عصر ، )من العصر الموحدي(مجهول، .80

المعهد المصري للدراسات ، تحقيق أمبروسيو هويثي ميرندا، مجلة الموحدين

.م1962-1961، مدريد، اإلسالمية

، تحقيق كتاب االستبصار في عجائب األمصار ،)م12/هـ6من أهل القرن (مجهول، .81

).دت(سعد زغلول عبد الحميد، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد

المراكشي، أبو عبد اهللا محمد بن محمد بن عبد الملك األنصاري األوسي .82

:الذيل والتكملة لكتابي الموصل والصلة، )م1303/ هـ703ت (

).دت(السفر األول من قسمين، تحقيق محمد بن شريفة، دار الثقافة، بيروت، -

).دت(بقية السفر الرابع، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت -

).دت(السفر الخامس من قسمين، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت -

- 159 -

.م1973، 1لسفر السادس، تحقيق إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت، طا -

السفر الثامن من قسمين، تحقيق محمد بن شريفة، أكاديمية المملكة المغربية، -

.م1984المغرب،

عجب في ، الم)م1250/هـ647ت(المراكشي، أبو محمد عبد الواحد بن علي .83

ين الهواري، المكتبة العصرية، شرحه واعتنى به صالح الد غرب،تلخيص أخبار الم

.م2006، 1وت، طصيدا بير

/ هـ587ت (ابن مغاور، أبو بكر عبد الرحمن بن محمد السلمي الشاطبي .84

، دراسة وتحقيق محمد بن شريفة، مطبعة ، ابن مغاور الشاطبي حياته وآثاره)م1191

.م1994، 1النجاح الجديدة، المغرب، ط

، )م1631/ هـ1041ت(شهاب الدين التلمساني المقري، أبو العباس أحمد بن محمد .85

، ضبط وتحقيق مصطفى السقا وإبراهيم أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض

).دت(األبياري وعبد الحفيظ شلبي، مطبعة فضالة، المغرب

، تحقيق إحسان عباس، األندلس الرطيبغصن نفح الطيب من المقري التلمساني، .86

).م2004الطبعة الجديدة ( م1968، 1دار صادر، بيروت، ط

لسان، )م1311/ هـ711ت (ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي جمال الدين .87

.م1997 ،، دار صادر، بيروتالعرب

من أهل القرن (النباهي، أبو الحسن علي بن عبد اهللا بن الحسن المالقي األندلسي .88

ستحق القضاء تاريخ قضاة األندلس أو كتاب المرقبة العليا فيمن ي، )م14/ هـ8

، تحقيق لجنة إحياء التراث العربي، منشورات دار اآلفاق الجديدة، بيروت، والفتيا

.م1980

، )م1331/ هـ732ت (حمد البكري أالنويري، أبو العباس أحمد بن عبد الوهاب بن .89

، تاريخ الغرب اإلسالمي في العصر الوسيط من كتاب نهاية األرب في فنون األدب

.م1984ضيف أحمد، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، تحقيق مصطفى أبو

- 160 -

كتاب ، )م897/هـ284ت(يعقوب بن واضح أبياليعقوبي، أبو العباس أحمد بن .90

.م1988، 1، دار إحياء التراث العربي، بيروت، طالبلدان

المحاضرات ، )م1690/هـ1102ت(اليوسي، أبو علي الحسن بن مسعود بن محمد .91

قيق محمد حجي وأحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب اإلسالمي، ، تحفي األدب واللغة

.م2006، 2بيروت، ط

:ثانيا المراجع العربية والمعربة

، مكتبة الخانجي، القاهرة، األدب األندلسي في عصر الموحديناألوسي، حكمة علي، .92

).دت(

ف إسهام العلماء المسلمين في العلوم في األندلس عصر ملوك الطوائبعيون سهى، .93

.م2008، 1، دار المعرفة، بيروت، ط)م1086 -1031/ هـ479 - 422(

، ترجمة حسين مؤنس، مكتبة الثقافة تاريخ الفكر األندلسيبالنثيا أنخل جنثالث، .94

.م2008الدينية، القاهرة،

.م1968، المطبعة الملكية، الرباط، قبائل المغرببن منصور عبد الوهاب، .95

، مفقودة من تاريخ الحضارة في الغرب اإلسالمي، حلقات القادري إبراهيمبوتشيش .96

.م2006، 1ط ،دار الطليعة، بيروت

مقاالت في تاريخ الغرب اإلسالمي خالل عصري بوتشيش إبراهيم القادري، .97

.م2007، 1، مطبعة سجلماسة، المغرب، طالمرابطين والموحدين

عات ، ترجمة عبد الحميد حاجيات، ديوان المطبوابن تومرتبوروبية رشيد، .98

. م1982الجامعية، الجزائر،

مظاهر النهضة الحديثية في عهد يعقوب المنصور الحسين عبد الهادي أحمد، .99

.م1982، اللجنة المشتركة إلحياء التراث اإلسالمي، المغرب، الموحدي

- 161 -

دراسة لتاريخ مجموعة إثنية من الفتح إلى ، البربر في األندلسحقي محمد، .100

، شركة النشر والتوزيع، )م1031-711/هـ422-92( سقوط الخالفة األموية

.م2001، 1المدارس، الدار البيضاء، ط

التربية اإلسالمية في األندلس أصولها المشرقية وتأثيراتها ريبيرا خوليان، .101

).دت(، ترجمة الطاهر أحمد مكي، دار المعارف، القاهرة الغربية

/ هـ1315ت(درعي السالوي، أبو العباس أحمد بن خالد بن حماد الناصري ال .102

، اعتنى به محمد عثمان، دار الكتب االستقصا ألخبار دول المغرب األقصى، )م1897

.م2007، 1العلمية، بيروت، ط

، نشر كلية كتابة التراجم في الغرب اإلسالمي، بواعثها وأنماطهاابن شريفة محمد، .103

.م2003، 1اآلداب والعلوم اإلنسانية، مراكش، ط

، بكر بن العربي الكالمية، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع آراء أبيطالبي عمار، .104

).دت(الجزائر،

الفتح واالستقرار العربي اإلسالمي في شمال إفريقيا طه عبد الواحد ذنون، .105

.م2004، 1، دار المدار اإلسالمي، بيروت، طواألندلس

ر ، دار المدانشأة تدوين التاريخ العربي في األندلسطه عبد الواحد ذنون، .106

.م2004، 1اإلسالمي، بيروت، ط

، دار الكتب العلمية، مملكة غرناطة في عهد بني زيري البربرطويل مريم قاسم، .107

.م1994، 1بيروت، ط

، دار الفكر العربي، القاهرة، تاريخ التعليم في األندلسعبد الحميد عيسى محمد، .108

.م1982

، مطبوعات مكتبة نالحياة العلمية في األندلس في عصر الموحديالعريني يوسف، .109

.م1995، 1الملك عبد العزيز، الرياض، ط

- 162 -

، دار الدولة الموحدية بالمغرب في عهد عبد المؤمن بن عليعالم عبد اهللا، .110

م1971، 1المعارف، القاهرة، ط

دولة اإلسالم في األندلس، العصر الثالث، عصر المرابطينعنان محمد عبد اهللا، .111

.م1990، 2كتبة الخانجي، القاهرة، ط، موالموحدين في المغرب واألندلس

، دار المعرفة الموشحات واألزجال األندلسية في عصر الموحدينعيسى فوزي، .112

.م1990الجامعية، اإلسكندرية،

دور المرأة في الغرب اإلسالمي من القرن الخامس الهجري إلى از، رفوزية كر .113

.م2006، 1ران، ط، دار األديب للنشر والتوزيع، وهمنتصف القرن السابع الهجري

، دار هومة جهاد الموحدين في بالد األندلسالقرقوطي، محمد الهادي محمد، .114

.م2005، 1للطباعة والنشر، الجزائر، ط

، دار األدب الصوفي في المغرب واألندلس في عهد الموحدينالكتاني نور الهدى، .115

.م2008، 1الكتب العلمية، بيروت، ط

لفني في عصر الموحدين وارتباطه بواقعهم النثر االكساسبه رضا عبد الغني، .116

.م2004، 1، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية، طالحضاري

.م2003، 2، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، طالبربرالكعاك عثمان، .117

الحياة االقتصادية واالجتماعية من إقليم غرناطة في مسعد سامية مصطفى، .118

.م2003، 1، مكتبة الثقافة الريفية، القاهرة، طالموحدينعصري المرابطين و

ن 1، جذور للنشر، الرباط، طن وأزمات المجتمعوالموحدالمغراوي محمد، .119

.م2006

.م1989، 1، دار توبقال للنشر، المغرب، طحضارة الموحدينالمنوني محمد، .120

ار ، دالموحدون في الغرب اإلسالمي تنظيماتهم ونظمهمموسى عز الدين عمر، .121

.م1991، 1، بيروت، طاإلسالميالغرب

.م 2002 1دار المناهل والعصر الحديث، بيروت، ط ،األندلسفجر مؤنس حسين، .122

- 163 -

، ترجمة عبد التاريخ السياسي لإلمبراطورية الموحديةهويثي، ويميراندا أمبروس .123

.م2004، 1الواحد أكمير، منشورات الزمن، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، ط

، ترجمة فؤاد حسنين علي، دار العلم شمس اهللا تشرق على الغربهونكة سيجريد، .124

.م2008، 1العربي، القاهرة، ط

األطروحات: رابعا

البربر في األندلس وموقفهم من فتنة القرن الخامس الهجري بوباية عبد القادر، .125

، رسالة دكتوراه غير م1031- 912/هـ422- 300، )الحادي عشر الميالدي(

.م2002 -2001ورة، قدمت بقسم التاريخ، جامعة وهران، منش

، مذكرة ماجستير اإلمارات البربرية الصغرى في جنوب األندلسبوخاري عمر، .126

.م2009 -2008غير منشورة، قدمت بقسم التاريخ، جامعة وهران،

اإلسهام الفكري للبربر باألندلس من العهد العامري إلى حاج عبد القادر يخلف، .127

، قدمت بكلية الحضارة والعلوم غير منشورةرسالة ماجستير ،وجود المرابطينهاية ال

. م2009-2008 اإلنسانية، قسم التاريخ، جامعة وهران،

المنهج الفائق والمنهل الرائق والمعنى الالئق بآداب الموثق الحسين لطيفة، .128

راسة د(، ألبي العباس أحمد بن يحي بن عبد الواحد الونشريسي وأحكام الوثائق

، رسالة لنيل دبلوم الدراسات اإلسالمية العليا، غير منشورة، دار الحديث )وتحقيق

.م1996 - 1995الحسنية، الرباط ،

، رسالة التربية والتعليم في المغرب واألندلس في عهد الموحدينالديب صفية، .129

ماجستير في التاريخ اإلسالمي، غير منشورة، قدمت بكلية العلوم اإلنسانية، قسم

.م2002 -2001التاريخ، الجزائر،

، بين المعارضة والمواالة على عهد اإلمارة األموية باألندلس البربر زيدور حميد، .130

، قدمت بكلية الحضارة والعلوم اإلنسانية، قسم التاريخ، غير منشورةرسالة ماجستير

،م2009-2008مذكرة جامعة وهران،

- 164 -

األدب رسالة دكتوراه في ، موحدينالشعر الديني على عهد السلطاني الجياللي، .131

.م2002-2001 ، قدمت بكلية اآلداب اللغات والفنون سنةالعربي القديم، غير منشورة

الموحدون في األندلس، الوجود العسكري وعالقة السلطة العمراني محمد، .132

، أطروحة دكتوراه غير منشورة، قدمت )م1212 -1147/هـ609 -541( بالمجتمع

.م2003 - 2002لعلوم اإلنسانية، جامعة محمد الخامس، الرباط، بكلية اآلداب وا

، مذكرة ماجستير غير منشورة، خطة الكتابة على عهد الموحدينغربي بغداد، .133

قدمت بكلية الحضارة والعلوم اإلنسانية واالجتماعية، قسم التاريخ، جامعة منتوري،

.م2004 -2003قسنطينة،

والسلطة بالمغرب واألندلس في عصر العلماء والصلحاء المغراوي محمد، .134

، أطروحة دكتوراه غير منشورة، قدمت بكلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، شعبة الموحدين

.م2002 -2001التاريخ، جامعة محمد الخامس، الرباط،

المقاالت : خامسا

، م12/هـ6نظام القضاء في األندلس الموحدية خالل القرن بن معمر محمد، .135

أفريل (م، 12/هـ6ي عن الحضارة اإلسالمية باألندلس في القرن ضمن ملتقى دول

.م2008، منشورات المجلس اإلسالمي األعلى، الجزائر، )م2007

ابن طفيل وكتابه حي بن يقظان، نقطة تحول في الكتابة الفلسفية ج ك، .بيرغل .136

رير ، ترجمة مريم عابد الباقي، الحضارة العربية اإلسالمية في األندلس، تحالعربية

.م1999، 2، ج2سلمى خضراء الجيوسي، مركز دراسات الوحدة العربية، ط

، حركة الترجمة من العربية في القرون الوسطى في إسبانيابيرنيت تشالز، .137

الحضارة العربية اإلسالمية في األندلس، تحرير سلمى خضراء الجيوسي، مركز

.م1999، 2، ج2دراسات الوحدة العربية، ط

- 165 -

إسهاماتهم وتأثيرهم في الحركة األدبية ، أدباء األندلسعربي، رحمون الحسين ال .138

، السجل العلمي لندوة األندلس، مطبوعات )الهجريين 8و 7خالل القرنيين (العربية

.م1996، 1مكتبة الملك عبد العزيز العامة، الرياض، ط

ن، ذا النو أكرم، ترجمة سبانيا المسلمةإالزراعة في سانشيز اكسبيراثيون غارثيا، .139

الحضارة العربية اإلسالمية في األندلس، تحرير سلمى خضراء الجيوسي، مركز

م1999، 2، ج2دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط

، ترجمة عبد الواحد األندلس وشمال إفريقيا في عقيدة الموحدينفلتشر مادلين، .140

ي، مركز لؤلؤة، الحضارة العربية اإلسالمية في األندلس، تحرير سلمى خضراء الجيوس

.م1999، 1، ج2دراسات الوحدة العربية، ط

، ترجمة أكرم ذا العلوم الفيزيائية والطبيعية والتقنية في األندلسفيرنيه خوان، .141

النون، الحضارة العربية اإلسالمية في األندلس، تحرير سلمى خضراء الجيوسي،

.م1999، 2، ج2مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط

، ضمن م12/ هـ6الطب والصيدلة في األندلس في القرن لعزيز، فياللي عبد ا .142

، )2007أفريل (م 12/ هـ6ملتقى دولي حول الحضارة اإلسالمية باألندلس في القرن

.م2008 الجزائر ،منشورات المجلس اإلسالمي األعلى

التأليف باألمازيغية بيبليوغرافيا إنتقائية لمؤلفات أمازيغية الكنساني أحمد بوزيد، .143

، مجلة كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية، جامعة محمد بالحرف العربي في منطقة سوس

.م2005، سنة 25الخامس، الرباط، العدد

، مجلة دعوة الحق، وزارة األوقاف والشؤون موطأ ابن تومرتالمنوني محمد، .144

.م1976، ماي، 17، السنة 1اإلسالمية، الرباط، العدد

، ترجمة رشيد ر اإلسالمي في شبه الجزيرة اإليبيريةالفكهيرنانديس ميغيل كروز، .145

، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2الحور، الحضارة العربية اإلسالمية، ج

.م1999، 2ط

- 166 -

المراجع األجنبية: سادسا

146. Dominique Urvoy : Le Monde des Ulémas Andalous du V/XIe

au VII/ XIIIe siècle, librairie droz, Genève- 1978.

147. Dominique Urvoy : Pensée D’Al-Andalous, La Vie intellectuelle

a Cordoue et seville au Temps des empires berbères (fin XIe siècle-

début XIIIe siècle)- édition du centre national de la recherche

scientifique, Toulouse- 1990.

148. Gabriel Martinez- Gros : Identité Andalouse, sindbad- Grenade-

1997.

149. Mouloud Gaid : les berbères dans l’Histoire en Espagne

Musulmane, édition, mimouni- Alger- 1996.

- 167 -

فهرس الموضوعات

الصفحة الموضوع

...............................................................................................المقدمة

...............................................................................................التمهيد

من الربع األخير ( البربر في األندلس بين نظرية الجمهرة العددية وتجافي كتب التراجم األندلسية : الفصل األول

....................................................)الهجريين لسادسنهاية اللقرن الخامس إلى

..................................................................استيطان البربر في األندلس -1

.) ....................................م12/هـ6(حظ البربر من الترجمة لدى كتاب القرن -2

) ...................م12م13-/هـ7و 6(ن تراجم البربر وتاريخهم خالل القرن المستدرك م -3

...............عبد الملك المراكشي على تراجم األندلسيين ومنافحته عن المغاربة ابن استدراك -4

..........................................بالغرباء الطارئين على األندلس وإنصافه لهم اهتمامه - أ

.............................................ادته بإسهام المغاربة ومنافستهم ألهل األندلسإش - ب

................................ذكره إلسهامات الموحدين العلمية في األندلس والتأريخ لدولتهم -ج

.........................................................وقوفه عند أسماء البربر تحقيقا وضبطا -د

..................بها العلمية الحركة ودفع األندلس إنقاذ في وإسهامهم الموحدين جهود: الفصل الثاني

....................................الغرض من تحديد الجانب العلمي في األندلس زمن الموحدين: أوال

...............................سية والعلمية قبل جواز الموحديننظرة على أوضاع األندلس السيا: ثانيا

:.........................................................................الموحدون في األندلس :ثالثا

دواعي الجواز - 4

..................................................................ومبرراته

الموحدين ماهتما - 5

..........................................................باألندلس وأهلها

اإلسهام العلمي - 6

......................................................للموحدين في األندلس

أ

01

17

19

25

36

40

40

42

44

45

50

52

53

57

57

60

62

63

64

66

- 168 -

نظام التعليم في - ت

.............................................األندلس على عهد الموحدين

انتشار مكاتب تعليم

.......................................................الصبيان

المساجد

................................................................ودورالعلماء

إسهام خلفاء - ث

.................................الموحدين ووالتهم في الحياة العلمية باألندلس

ة العلمية الحياميادين - ج

.....................................................................

العلوم

.......................................................................الشرعية

علوم العربية

..................................................................وآدابها

العلوم

.....................................................................االجتماعية

العلوم

.........................................................................العقلية

............................)...........برز تخصصاتهمأمواطنهم و(علماء البربر أعالم: الفصل الثالث

:.................................................قبيلة نفزة البربرية أصولها وأبرز أعالمها -1

......... ...........................................................أصولها ومواطن أعالمها - أ

....................................................... .........اإلسهام العلمي ألبرز أعالمها- ب

.......................................................................األسر العلمية البربرية - ت

.......) ......................................أفراد أسمائهم وأنواع تخصصاتهم( البربر علماء - ث

العلوم النقلية...............................................................................

...........................................................................علوم القران -

68

71

71

75

83

85

89

92

92

94

102

112

113

113

116

118

124

131

130

132

136

139

149

- 169 -

.........................................................................علوم الحديث -

.........................................................................ه وأصولهالفق -

...........................................................................علوم اللسان -

.................................................................. يرريخ والساعلم الت -

العلوم العقلية..............................................................................

..........................................................العلمية الحركة في ياتالبربرإسهام - ج

.............................................................................................الخاتمة

.............................................................................................المالحق

.............................................................................قائمة المصادر والمراجع

..................................................................................فهرس الموضوعات