ﻭ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﺃﺛﺮ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻋﻠﻰ...

135
ﺍﳉﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﳝﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﰊ ﺑﻜﺮ ﺑﻠﻘﺎﻳﺪ ﺗﻠﻤﺴﺎﻥ- ﺍﳌﻠﺤﻘﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﺨﺼﺺ: ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻧﻘﺪﻱ ﻭ ﻣﺎﱄ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﲣﺮﺝ ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﳌ ﺎﺳﺘ. . ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ﺃﺛﺮ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻭ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ: ﺇﺷﺮﺍﻑ: ﻫﻮﺍﺭﻱ ﻳﺮﻣﻘﺮﺍﻥ ﻋﻴﺴﻲ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻳﻮﺍﻭ ﻳﻮﺳﻒ ﳉﻨﺔ ﺍﳌﻨﺎﻗﺸﺔ- . . ﺃﻭﲞﱵ ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﺎﱄ ﻧﺼﲑﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻐﻨﻴﺔ- ﺭﺋﻴﺴﺔ- . . ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﺎﱄ ﻋﻴﺴﻲ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻐﻨﻴﺔ- ﻣﺸﺮﻓﺔ- . . ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﻋﺎﱄ ﺧﻠﻮﻁ ﻋﻮﺍﻃﻒ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﻐﻨﻴﺔ- ﳑﺘﺤﻨﺔ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ: 2016/2015

Transcript of ﻭ ﺍﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﺃﺛﺮ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﲑﺓ ﻋﻠﻰ...

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل و البحث العلمي

-تلمسان – جامعة أيب بكر بلقايد امللحقة اجلامعية مغنية كلية العلوم التجارية

اقتصاد نقدي و مايل: التخصص

د.م.ل راستامل لنيل شهادة مذكرة خترج بعنوان

و املتوسطةأثر املؤسسات الصغرية على التنمية االقتصادية

: إشراف : إعداد الطلبة عيسي نبوية هواري يرمقران

يواو يوسف جلنة املناقشة

رئيسة -جامعة مغنية –نصرية أستاذة تعليم عايل أوخبيت. د . أ - مشرفة -جامعة مغنية –عيسي نبوية أستاذة تعليم عايل . د. أ - ممتحنة -جامعة مغنية –خلوط عواطف أستاذة تعليم عايل . د. أ -

2016/2015: الدفعة

قد تغيب اللغة و تتوارى حني يكون رد اجلميل لعظام النفوس وأصحاب

اليت مل تبخل علينا بتوجيهاا " عيسي نبوية" الفضائل و الشيم كدأب أستاذتنا احملترمة

الشديدة، و أعطتنا من وقتها الثمني ، و مل تبخل علينا بأية معلومة صغرية كانت

انشغاالا الكثرية، فلم متنعها من اإلطالع على مسودة املذكرة، و اليت أو كبرية رغم

:ال يسعنا إال أن نقول

فيك زاد يقوتــنا و يقينا عثرات الطريق بني التلول

كما نشكر كل من قدم لنا يد العون إلجناز هذه الرسالة من كافة إخواين يف اهللا

.فني يف املكتبة اجلامعية مبغنيةو أساتذتنا احملترمني ، إضافة إىل املوظ

فجزاهم اهللا عنا و عن مجيع املسلمني و عن العلم و طالبه خري اجلزاء فلهم مجيعا

نتقدم خبالص الشكر

1

ال ـــــكــداول و األشــة الجـمــائــق

I

قائمة الجداول -1

رقم اجلدول

رقم العنوان الصفحة

03 توزيع اليد العاملة يف املؤسسات حسب احلجم يف عدة بلدان 1

60 توزيع اليد العاملة يف املؤسسات حسب احلجم يف فرنسا 2

07 تطبيق التعريف املعتمد من قبل اإلحتاد األورويب 3

4 احلد األقصى للعملني يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة لبعض

12 البلدان اليت نظمتها جامعة فرحات عباس

13 احلد األقصى للرأمسال يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة 5

6 كيفية استعمال املعايري الكمية للفصل بني املؤسسات الصغرية

مستويات منو خمتلفة و املتوسطة و املؤسسات األخرى ذات .باالعتماد على رأس املال و العمال

15

7 تصنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة على أساس أسلوب تنظيم

20 .العمل

8 و الصناعات مكونات قطاع املؤسسات الصغرية و املتوسطة

84 .التقليدية

9 توزيع عدد املؤسسات الصغرية و املتوسطة اخلاصة على قطاع

85 .النشاط

10 مقارنة خلق مناصب العمل من طرف املؤسسات الصغرية

85 .و املتوسطة

93 .املتوسطةو املعوقات الداخلية أمام انطالق املؤسسات الصغرية 11

108-107 .املتوسطةاملؤسسات الصغرية واملعوقات اخلارجية أمام انطالق 12

ال ـــــكــداول و األشــة الجـمــائــق

II

.قائمة األشكال -2

صفحة الشكل العنوان رقم الشكل

49 األهداف اجلوهرية للتنمية االقتصادية 01

60 بعض مؤشرات التنمية 02

63 .دور األطراف الفاعلة يف حتقيق التنمية االقتصادية 03

69 أهداف التنمية املستدامة 04

72 .أبعاد التنمية املستدامة 05

ــــــــــرسالفـــه

1

كلمة شكر اإلهداء األشكال و اجلداولقائمة

الفهرس ز - أ.............................................................................املقدمة العامة

01......................................................................................متهيد

02.........................................ماهية املؤسسات الصغرية واملتوسطة : املبحث األول

02..................................مفهوم املؤسسات الصغرية واملتوسطة وأمهيتها : املطلب األول 10...............................واملتوسطةمعايري حتديد تعريف املؤسسات الصغرية : املطلب الثاين

15..........................................أهداف املؤسسات الصغرية واملتوسطة :املطلب الثالث 17............أشكال وخصائص والعناصر املكونة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة :املبحث الثاين

17..........................................املتوسطة أشكال املؤسسات الصغرية و: املطلب األول 24..........................................خصائص املؤسسات الصغرية واملتوسطة:املطلب الثاين

28................................العناصر املكونة للمؤسسات الصغرية واملتوسطة : املطلب الثالث

30..............................االهتمام الدويل باملؤسسات الصغرية واملتوسطة : املبحث الثالث

31.........................أمهية املؤسسات الصغرية واملتوسطة على الصعيد الدويل : املطلب األول 33 .....................أمهية املؤسسات الصغرية و املتوسطة على الصعيد االقتصادي: املطلب الثاين

37..................................اهلدف من تنمية املؤسسات الصغرية واملتوسطة :املطلب الثالث

40...................................................................................خالصة

ــــــــــرسالفـــه

2

41.....................................................................................متهيد

42...........................................اإلطار املفاهيمي للتنمية االقتصادية :املبحث األول

42......................................................مفهوم التنمية االقتصادية : املطلب األول 45.....................................................حمددات التنمية االقتصادية : املطلب الثاين

46.....................................................أهداف التنمية االقتصادية :املطلب الثالث

48...................................................نظريات التنمية االقتصادية :املبحث الثاين

48........................................................النظرية التقليدية للتنمية :املطلب األول 50..............................................املسامهات احلديثة يف نظرية التنمية :املطلب الثاين

54...................................سياسات التنمية االقتصادية ومؤشرات قياسها:املطلب الثالث

59.............................................................التنمية املستدامة:املبحث الثالث

59........................................................مفهوم التنمية املستدامة :املطلب األول

64...............................................تعريف وأهداف التنمية املستدامة :املطلب الثاين 67.................................................مبادئ وأبعاد التنمية املستدامة :املطلب الثالث

78....................................................................................خالصة

ــــــــــرسالفـــه

3

79......................................................................................متهيد 80..........................واقع وآفاق املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر:األولاملبحث

80.......................مكانة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف االقتصاد اجلزائري :املطلب األول 84...............................................ؤسسةكيفية تطبيق التنمية داخل امل:املطلب الثاين

87.....................أساليب دعم وترقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر :املطلب الثالث 90....................مسامهة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف التنمية االقتصادية :املبحث الثاين 90.........................املسامهة يف توفري مناصب العمل والتقليل من حدة البطالة :املطلب األول 91.................................املسامهة يف زيادة الصادرات واملبادالت اخلارجية :املطلب الثاين

92.................اإلقليمية التنمية حتقيق يف املتوسطة و الصغرية املؤسسات مسامهة: املطلب الثالث 94....االقتصاد الوطينداخل م ص خذة واملقترحة لتفعيل دور املؤاإلجراءات املت:املبحث الثالث 94... ............................أهم العراقيل والصعوبات اليت تواجه تطور القطاع:املطلب األول 105............يف دعم وتطوير القطاع االقتصادي دور السياسات والربامج احلكومية :املطلب الثاين

107..................التوصيات املقترحة لتطوير قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة:املطلب الثالث 109 ................................................................................خالصة

اخلامتة العامة قائمة املصادر و املراجع

امللخص

ةـــــــــــامـــة عــدمـقــم

- أ -

إن الظروف االقتصادية احلالية، والوضع الدويل الراهن، وتوسع ظاهرة العوملة ،وحماولة الوصول إىل التكامل االقتصادي وتطبيق سياسة التحرر االقتصادي وظهور املنظمة العاملية للتجارة، كل هذه العوامل ساعدت على ظهور الدور البارز للمؤسسات

.أمهية ودور يف احلياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية للوطنالصغرية واملتوسطة اليت هلا تشكل املؤسسات الصغرية واملتوسطة مدخال هاما من مداخل النمو االقتصادي، كوا تؤدي دورا هاما يف ضمان استدامة التنمية االقتصادية، لذا أصبح االجتاه السائد اليوم

نامية هو حتسني املناخ االستثماري هلذه املؤسسات بني دول العامل سواء املتقدمة منها أو الوالدفع يف اجتاه تشجيع قيامها والعمل على إجياد مجيع األطر واملتطلبات لنجاحها واالرتقاء

.ا، األمر الذي جعلها تكتسي أمهية بالغة عل الصعيدين احمللي خاصة والدويلعترب املؤشر الرئيسي على تقدمه فهي تلعب دورا هاما يف اقتصاد اتمع ،حبيث أا ت

وتطوره، وتعترب الركيزة األساسية يف التنمية االقتصادية ،وهذا من خالل اهتمام خمتلف الدول واحلكومات بكافة مستوياا االقتصادية إضافة إىل الدور الذي تلعبه املؤسسات يف

.قطاعاتتوسيع القاعدة االقتصادية، وحتقيق التكامل االقتصادي بني خمتلف الإن الرهان املستقبلي اجلزائري هو الترقية احلقيقية القتصادها، وذلك بضبط كل السياسات اليت بإمكاا أن تؤثر على حركية االقتصاد، ويف هذا اإلطار نرى من املناسب وضع املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف قلب هذا املشروع االقتصادي، الذي جيب أن

بار ما هو موجود يف العامل يف ظل اقتصاد السوق حتت مظلمة يأخذ اليوم بعني االعت .العوملة

ةـــــــــــامـــة عــدمـقــم

- ب -

نظرا لالهتمام املتزايد باملؤسسات الصغرية واملتوسطة يف االقتصاد اجلزائري ،حيث أن هذه األخرية عرفت تطورا ملحوظا خالل بداية من سنوات التسعينات اليت تعترب

مد على املؤسسات الكبرية والعمومية، إىل كمرحلة انتقال من االقتصاد املوجه الذي يعتاقتصاد السوق الذي يعتمد بالدرجة األوىل على االستثمار اخلاص كأداة لرفع أداء

.االقتصاد حيث يأخذ هذا االستثمار شكل مؤسسات صغرية ومتوسطةواجلزائر كمثيلتها من الدول اليت سعت ومنذ استقالهلا إىل دفع عجلة النمو وحتقيق

، بدءا بإعطاء األولوية توازنة وشاملة تتكيف مع اإلمكانيات املتوفرة لديهاتنمية مللمؤسسات الكربى يف إطار استراتيجيات الصناعات املصنعة وأقطاب النمو اليت عجزت يف حتقيق األهداف املرجوة منها وصوال إىل ضرورة إعادة النظر يف أسلوب التنمية ،وذلك

وخاصة بعد - املؤسسات الصغرية واملتوسطة - املؤسسات من خالل االهتمام بذلك النوعالتطور امللحوظ الذي عرفته هذه املؤسسات بعد أزمة الثمانينات اليت عرفها االقتصاد

.الوطينإن اهتمام اجلزائر باملؤسسات الصغرية واملتوسطة جسد بغية خلق منظومة مؤسساتية

تعامالت االقتصادية، وهذا من خالل تستجيب جلميع التغريات اجلذرية، اليت تفرضها الحماولة االرتقاء ذه املؤسسات على مجيع األصعدة احمللية والدولية، ويف مجيع ااالت

ولكوننا ال ميكننا احلديث عن ........) متويل ،منظومة قانونية وتشريعية، اتفاقيات دولية(ل هذا النوع من املؤسسات دور تنموي دون أن نشري إىل جمموعة اخلصائص اليت متيز وتؤه

للعب الدور الكبري واألساسي يف حتقيق التنمية الوطنية واحمللية املستدامة ،وذلك من خالل .تبين استراتيجية دف من خالهلا إىل دعم وترقية املؤسسات الصغرية واملتوسطة

ةـــــــــــامـــة عــدمـقــم

- ج -

:اإلشكالية -1االقتصادي من تعترب املؤسسات الصغرية واملتوسطة احملرك الرئيسي لعملية النمو

خالل رفع مستوى املعيشة لألفراد ،نتيجة رفع مستوى التوظيف وخلق مناصب شغل جديدة والقضاء على حدة البطالة والفقر، وترقية النسيج االقتصادي اإلقليمي واحمللي، وحتقيق قيمة مضافة بشكل متزايد وزيادة على مسامهتها يف تشكيل الناتج الداخلي اخلام،

درات وتقليل الواردات وكذا املبادالت اخلارجية، وحتقيق التنمية اإلقليمية وزيادة الصا .واحمللية بصفة عامة

.وعلى هذا األساس ميكن طرح اإلشكالية التالية ما هو أثر املؤسسات الصغرية واملتوسطة على التنمية االقتصادية ؟يف جمموعة من األسئلة وحملاولة اإلجابة على هذه اإلشكالية سنحاول تفسريها وتفصيلها

:اجلزئية التالية ا؟ماهية املؤسسات الصغرية واملتوسطة وأهم خصائصها ومميزا ما هو واقع املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف اجلزائر؟ ا؟ماهية التنمية االقتصادية وأهم حمددا ما هي مسامهة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف التنمية االقتصادية ؟

ةـــــــــــامـــة عــدمـقــم

- د -

:يتطلب حتليل اإلشكالية حمل الدراسة اختبار صحة الفرضيات التاليةإن املؤسسات الصغرية واملتوسطة تتالءم مع ظروف الدول النامية باعتبارها -1

.تستعمل أدوات بسيطةتساهم املؤسسات الصغرية واملتوسطة على الصعيد الداخلي واخلارجي ،من خالل -2

بطالة ،وزيادة االبتكارات وتساهم بنسبة كبرية توفري مناصب الشغل واحلد من مشكل ال .يف الدخل الوطين والتنمية اإلقليمية ،وتنمية الصادرات

تواجه املؤسسات الصغرية واملتوسطة دورا هاما يف التنمية فهي تعترب العصب -3 الرئيسي

:أهمية البحث -2 :تنبع أمهية هذا البحث من االعتبارات التالية

رية واملتوسطة باهتمام كبري من طرف املفكرين حيظى موضوع املؤسسات الصغ - وواضعي السياسات االقتصادية

الدور الكبري الذي تلعبه املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف االرتقاء باقتصاديات - .الدول املتقدمة والنامية، ويف مجيع ااالت وعلى مجيع األصعدة احمللية والدولية

املرتكزات األساسية لعملية حتقيق وإرساء لكون التنمية االقتصادية أصبحت من - .التنمية املستدامة الشاملة واملتوازنة

االهتمام الكبري الذي أولته اجلزائر هلذه املؤسسات واإلصالحات الكبرية اليت - .سخرا لتأهيل هذا القطاع يف خمتلف جوانبه وعلى مجيع األصعدة

ةـــــــــــامـــة عــدمـقــم

- ه -

:أهداف الدراسة -3لى الدور احليوي اليت تلعبه املؤسسات الصغرية دف الدراسة إىل تسليط الضوء ع

.واملتوسطة يف االقتصاد الوطين إبراز ماهية املؤسسات الصغرية واملتوسطة ودورها يف االقتصاد

إبراز مكانة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف االقتصاد الوطين

واملتوسطة حماولة إبراز العراقيل والصعوبات اليت تواجه تطور املؤسسات الصغرية.

حماولة دراسة عالقة املؤسسات الصغرية واملتوسطة بالتنمية االقتصادية

:منهج البحث -4من أجل مفاهيم املؤسسات الصغرية واملتوسطة ومضمون التنمية االقتصادية واملستدامة، ارتأينا االعتماد على املنهج الوصفي التحليلي ملعرفة خمتلف املفاهيم النظرية اليت تتناول

دراسة املؤسسات الصغرية واملتوسطة والتنمية االقتصادية وبالتايل التوصل ؟إىل االستنتاجات والتوصيات املقترحة اليت متثل نتائج مفيدة يف تقييم وبلورة هذه املفاهيم من

:أجل التغطية املنهجية ملوضوع الدراسة ،فقد اشتملت الدراسة على ما يلي .رية واملتوسطةأسباب اهتمام باملؤسسات الصغ -

توضيح عالقة التنمية باملؤسسات الصغرية واملتوسطة -

.التأكيد على أمهية املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف حتقيق التنمية االقتصادية -

ةـــــــــــامـــة عــدمـقــم

- و -

:أدوات الدراسة -5 :ولتحليل هذا املوضوع مت االعتماد على مصادر املعلومات التالية

واالجنليزيةالكتب باللغة العربية والفرنسية - االت املتخصصة وامللتقيات ذات الصلة باملوضوع - .الدراسات اجلامعية يف هذا املوضوع - بعض مواقع االنترنيت - :تنظيم البحث -6

لقد قمنا بتقسيم الدراسة إىل ثالثة فصول متعلقة باجلانب النظري سنتناول يف هذا الفصل عموميات حول املؤسسات الصغرية :الفصل األول

واملتوسطة وقد قسم بدوره إىل ثالثة مباحث ،املبحث األول خصص ملاهية املؤسسات الصغرية واملتوسطة ونتناول فيه مفهومها وأمهيتها ومعايري حتديد تعريفها وأهدافها، أما يف

لعناصر املكونة للمؤسسات الصغرية املبحث الثاين فقد خصص إىل األشكال واخلصائص واواملتوسطة ويتم التطرق فيه إىل أشكال وخصائص وعناصر املكونة هلا، وأخريا املبحث الثالث واملتعلق باالهتمام الدويل باملؤسسات الصغرية واملتوسطة ونتناول فيه أمهية

اهلدف من املؤسسات الصغرية واملتوسطة على الصعيد الدويل وعلى الصعيد االقتصادي و .تنمية املؤسسات الصغرية واملتوسطة

وهو أيضا يتجزأ إىل ثالثة يبحث هذا الفصل يف التنمية االقتصادية:الفصل الثاينمباحث ،يتناول املبحث األول اإلطار املفاهيمي للتنمية االقتصادية ونتطرق فيها ملفهومها وحمدداا وأهدافها،أما املبحث الثاين فقد خصص لنظريات التنمية ويشمل النظرية التقليدية

ةـــــــــــامـــة عــدمـقــم

- ز -

ا،أما املبحث الثالث واملسامهة احلديثة يف النظرية وكذا سياسات التنمية ومؤشرات قياسهفنتطرق إىل التنمية املستدامة واليت يتم فيه إعطاء مفهوم وتعريف وأهداف التنمية املستدامة

.وكذا املبادئ واألبعادوالذي ييتم فيه دراسة أثر املؤسسات الصغرية واملتوسطة على التنمية :الفصل الثالث

ؤسسات الصغرية واملتوسطة يف االقتصادية، سنتناول يف املبحث األول واقع وأفاق املاجلزائر من حيث مكانتها وكيفية تطبيق التنمية داخل املؤسسة وكذا أساليب دعم وترقية هذه املؤسسات أما املبحث الثاين فيتضمن بدوره مسامهة املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف

ن حدة البطالة، التنمية االقتصادية من خالل مسامهتها يف توفري مناصب العمل والتقليل موزيادة الناتج الداخلي اخلام وكذا زيادة الصادرات واملبادالت اخلارجية وحتقيق التنمية

فيهتم بدوره باستخالص اإلجراءات املتخذة واملقترحة لتفعيل :اإلقليمية، أما املبحث الثالثدور املؤسسات الصغرية واملتوسطة داخل االقتصاد الوطين من خالل ذكر العراقيل والصعوبات اليت تواجه تطور القطاع وكذا دور السياسات والربامج احلكومية يف الدعم

.والتطوير وأخريا استنتاج التوصيات املقترحة لتطوير قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة

أثر المؤسسات الصغیرة و المتوسطة على النمو االقتصادي: الفصل األول

2

أثر املؤسسات الصغريةو املتوسطة على النمو

االقتصادي

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

1

: : ــدــدــمتهيمتهياالقتصادي تعترب املؤسسات الصغرية واملتوسطة من احملركات الرئيسية للنمو

ومتثل إحدى دعائم التنمية األساسية يف أي دولة يف العامل ملا هلا من ,والتخطيط املستقبلي أمهية بالغــة كدورها يف التوظيف يف حني أا تعمل على التجديد والتوصل إىل طرق

رة يف اإلنتاج والتسويق فهذه املؤسسات متيل حبكم طبيعتها إىل االبتكار الذي يعترب مبتكوتلعب , عامال مهما من عوامل اإلنتاج شأنه شأن رأس املال واليد العاملة والربح

املؤسسات الصغرية واملتوسطة دورا هاما وأساسيا يف التنمية االجتماعية واالقتصادية يف ة والنامية ويربز هذا الدور من خالل انتشارها يف خمتلف قطاعات خمتلف الدول املتقدم

االقتصاد الوطين فهي القوة احملركة له واملصدر التقليدي لنموه وتطويره مما جعلها حمط أنظار العديد من الباحثني واملفكرين االقتصاديني الذين أمجعوا على حيوية هذا القطاع

مفهوم إال إن الذي مل جيمعوا عليه هو حتديد,ملستدامة ودوره الفعال يف حتقيق التنمية اوتعريف جامع هلذا النوع من املؤسسات فقد اجتهدوا يف إعطاء تعريف هلذه املؤسسات حسب املعايري واحملددات اليت يراها مناسبة يف حتديد هذا التعريف و الن طبيعة املوضوع

جلوانب يعكس مكانتها وأمهيتها تفرض علينا وضع تعريف ملم ذه املؤسسات من كل ا : لذلك سوف ندرس هذا الفصل من خالل املباحث التالية يف احمليط االقتصادي

.ماهية املؤسسات الصغرية و املتوسطة: املبحث األول -

.و املتوسطة نة للمؤسسات الصغريةأشكال و خصائص و العناصر املكو: املبحث الثاين -

.باملؤسسات الصغرية و املتوسطةاالهتمام الدويل : املبحث الثالث -

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

2

..ماهية املؤسسات الصغرية و املتوسطةماهية املؤسسات الصغرية و املتوسطة: : املبحث األولاملبحث األول مفهوم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة: المطلب األول

..نشأة املؤسسات الصغرية و املتوسطةنشأة املؤسسات الصغرية و املتوسطة: : الفرع األولالفرع األوللقد ظهر االهتمام باملؤسسات الصغرية و املتوسطة ابتدءا من اخلمسينات من هذا ، من طرف الباحثني االقتصاديني ، و باخلصوص العاملية الثانية ربوبالضبط بعد احل القرن،

املهتمني مبشاكل التنمية و النمو ، و كذلك املسريين و مقرري السياسات التنموية سواء يف العاملية احلرب البلدان املتطورة أو النامية و كذا اهليئات العاملية الدولية اليت نشأت بعد

، و ما زاد من أمهيتها هو أن االقتصاد)FMI(وخاصة صندوق النقد الدويل .الثانيةالرأمسايل يكاد أن يكون مكونا من املؤسسات الصغرية و املتوسطة، و هذا ما نالحظه من

:)1(خالل اجلدول التايل –توزيع اليد العاملة يف املؤسسات حسب احلجم يف عدة بلدان :)01(اجلدول رقم

Bettel thème planification et croissance accélère p.15 ( .Maspero, Paris, 1979 املصدر(

. 20ص ، 1998ناصر دادي عدون، اقتصاد املؤسسة، الدار احملمدية العامة للنشر، اجلزائر، الطبعة األوىل، -1

احلجم 9-1 499-10 500أكثر من

مؤسسات مصغرة صغرية ومتوسطة مؤسسات مؤسسات كبرية

أ -م -الو عدد املؤسسات 55.3 % 43.5 % 1.2 % اليد العـاملة 3.7 % 31.6 % 64.7 % اليابان عدد املؤسسات 56.7 % 42.4 % 0.9 %

اليد العـاملة 13.6 % 58.6 % 27.8 % اموعة االقتصادية عدد املؤسسات 72.5 % 26.7 % 0.6 % األوربية اليد العـاملة 11.2 % 45.9 % 42.9 %

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

3

هذا اجلدول يبني إىل حد بعيد مدى مسامهة املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف صناعية، و ميزة مرتبطة باالقتصاد الرأمسايل من عهد بعيد، و هي متثل اقتصاد هذه البلدان ال

من اإلجراء، و مبا أن هذه % 50جمموع املؤسسات و تشغل حوايل من %99حوايلالبلدان املسيطرة على االقتصاد العاملي فإن هذا يدل بال شك على النجاح للمؤسسات

يف اقتصاديات هذه البلدان، و هذا ما أدى تلعبهالفعال الذي الصغرية و املتوسطة و الدور من بينها اجلزائر،وبالبلدان النامية إىل حماولة االستفادة من جتربة هذا النوع من املؤسسات

و عليه أصبحت املؤسسات الصغرية و املتوسطة واقع يفرض نفسه على البلدان النامية اليت ل دولة يف وضع تعريف تقرييب تطمح إىل تطوير و تنمية اقتصادها، و لذلك انتهت ك

. للمؤسسات الصغرية و املتوسطة و هذا حسب املعايري املستعملة يف كل دولة ..التعاريف املختلفة للمؤسسات الصغرية و املتوسطةالتعاريف املختلفة للمؤسسات الصغرية و املتوسطة: : الفرع الثاينالفرع الثاين

إن التعريف باملؤسسات الصغرية و املتوسطة و تعيني احلدود الفاصلة بينها و بني ة ال تستغين عنها، و نظرا لصعوبة حتديد تعريف موحد هلا أدى غريها من املؤسسات ضرور

أخرى متفق عليها من طرف تعاريف، كما توجد اإىل انفراد كل دولة بتعريف خاص .بعض املؤسسات الدولية كتعريف اإلحتاد األورويب

: و من أهم الصعوبات اليت نواجهها عند تعريف املؤسسات الصغرية و املتوسطة جندبلدان صناعية متقدمة و بلدان نامية، و هذا : إن العامل مقسم إىل :تفاوت درجة النمو -1

التقسيم يظهر لنا االختالف يف نوع التكنولوجيا املستعملة، فاملؤسسات الصغرية يف اليابان .مثال تعترب متوسطة أو كبرية يف اجلزائر

و اهليكلة املالية خيتلف التنظيم الداخلي :اختالف نوع النشاط االقتصادي - 2للمؤسسات، و ذلك تبعا للنشاط االقتصادي املتبع، فاملؤسسات التابعة للقطاع الصناعي

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

4

اليت تعمل يف ميدان التحويل و إنتاج السلع حتتاج إىل استثمارات كبرية و تستخدم عددا تاج إىل كالنقل و التأمني حت اخلدمايتكبريا من العمال نظرا لتعدد الوظائف، بينما امليدان

عناصر متداولة و عدد قليل من العمال، بينما النشاط الزراعي حيتاج إىل إمكانية مالية متوسطة و عدد كبري من العمال، إذن أمام تنوع النشاط االقتصادي يصعب علينا الوصول

.إىل تعريف موحد هلا : و املتوسطة للمؤسسات الصغرية تعريفالتحديد معيارانهناك : تعدد معايري التعريف -3 .اليت تعين باحلجم و عدد العمال و حجم االستثمارات: املعايري الكمية - . و حتدد لنا امللكية، املسؤولية، السوق و طبيعة الصناعة: املعايري النوعية -

: نذكر التعارفو من بني هذه ستنادا إىل تعتمد يف حتديدها ملفهوم املؤسسات الصغرية و املتوسطة ا :تعريف اليابان -1

أي معيار رأس املال و عدد ( على مبدأ املعيار املزدوج 1963القانون األساسي لعام .مليونني 50عامل و رقم أعماهلا أقل من 300حيث ال يزيد عدد عماهلا عن ) العمال

فإن املؤسسات الصغرية و املتوسطة 1953حسب القانون :أ.م.الوب خاص تعريف -2يت يتم امتالكها و إدارا بطريقة مستقلة حبيث تسيطر على جمال هي تلك املؤسسات ال

العمل الذي تنشط يف نطاقه، و قد مت حتديد مفهوم املؤسسات الصغرية و املتوسطة بطريقة .أكثر تفصيال باالعتماد على معيار حجم املبيعات و عدد العاملني

.أعمال كرقم مليون $ 5 1من :املؤسسات اخلدماتية و التجارة بالتجزئة - .كرقم أعمال مليون $ 15 5من :املؤسسات التجارية باجلملة - .عامل على األقل 250 عدد العمال: املؤسسات الصناعية -

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

5

يف إحدى الدراسات احلديثة للمؤسسات الصغرية : تعريف خاص جبنوب شرق آسيا -3 "هيمرت "و" بروتش "آسيا، استخدم كل من و املتوسطة قام ا احتاد بلدان جنوب شرق

)Bruche et Heimenz (،التصنيف اآليت املعترف به بصورة عامة يف هذه البلدان .و الذي يأخذ مؤشر العمالة كمعيار أساسي

.مؤسسات عائلية و حرفية: عمال 9 1من - .مؤسسات متوسطة : عامل 99 50من - . مؤسسات صغرية: عامل 49 10من - .مؤسسات كبرية: عامل 100أكثر من -

تعترب مؤسسات الصغرية و متوسطة إذا وظفت ما يقل عن :تعريف خاص مبصر – 4 .عامل 50

فرنسا هي األخرى تعتمد على مبدأ املعيار املزدوج مثل :تعريف خاص بفرنسا – 5 توسطة بأا كل مؤسسة يتراوح عدد عماهلا ما بنياليابان فتعرف املؤسسات الصغرية و امل

)1( .ماليني فرنك فرنسي 5عامل و رأمساهلا املستثمر يقل عن 500إىل 0 يبني توزيع اليد العاملة يف املؤسسات حسب حجم يف فرنسا : 02اجلدول رقم -

احلجم 500 أكثر من 499 - 10 9 - 1

مؤسسات كبرية ومتوسطةريةمؤسسات صغ مؤسسات مصغرة 0.1 % 6.9 % 93 % عدد املؤسسات

31 % 48 % 21 % اليد العاملة Page : 03 APCE 2000 املصدر :

لبنان ، لطبعة األوىل، ااملؤسسة اجلامعية للدراسات و النشر و التوزيع اد ، إدارة و تنمية امل ص م ، نبيل جواد - 1

.40ص، 2006

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

6

توصل االحتاد األورويب : C.E.Eتعريف خاص باموعة األوروبية املشتركة - 6مد على معايري عتإىل إعطاء تعريف للمؤسسات الصغرية و املتوسطة و الذي ي 1996سنة رقم األعمال ، االستقاللية ، فاملؤسسة املصغرة هي اليت تشغل أقل من عدد العمال ،: هي 50عمال ، و املؤسسة الصغرية هي اليت توافق معايري االستقاللية و تشغل أقل من 10

ماليني أورو أو ال تتعدى ميزانيتها السنوية 7عامل و تنجز رقم أعمال سنوي ال يتجاوز ماليني أورو ، أما املؤسسة املتوسطة هي اليت توافق معايري االستقاللية و تشغل أقل من 5

مليون أورو أو ال تتعدى ميزانيتها 40و ال يتجاوز رقم أعماهلا السنوي عامل 250 )1(.مليون أورو 27السنوية

تطبيق التعريف املعتمد من قبل االحتاد األورويب: 03اجلدول رقم - الــفــئـة عدد العمال عدد املؤسسات النسبة % األجراء النسبة % املؤسسة املصغرة 9 - 0 148.725 93 % 221.975 35 % املؤسسة الصغرية 49 -10 91.000 5.7 % 176.731 27.8 % املتوسطة املؤسسة 250 -50 1.682 1.3 % 237.669 37.2 %

.19: ، ص2002مية االقتصادية و االجتماعية، جوان جلنة آفاق التن: املصدرتعرف املؤسسات الصغرية و املتوسطة على :تعريف خاص مبنظمة العمل الدولية -7

50ألف دوالر، و تشغل أقل من 100أا تلك املؤسسات اليت ال يزيد رأمساهلا عن .عامل

برودي نعيمة، التحديات اليت تواجه املؤ ص م و متطلبات التكيف مع املستجدات العاملية ، ملتقى دويل حول - 1

116، شلف ص 2006أفريل 18-17م يف الدول العربية يومي و ص سساتؤمتطلبات تأهيل امل

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

7

أا تلك املؤسسات يعرفها على : تعريف خاص بالبنك الدويل إلنشاء و التعمري -8ألف دوالر بعد استبعاد 500عامل، و رأمساهلا أقل من 50اليت يعمل ا أقل من

)1(. و املباين األراضي

اجلزائر كغريها من البلدان : تعريف اجلزائر للمؤسسات الصغرية و املتوسطة -9عدا بعض احملاوالت اليت تقدمت ا PME/PMIتسجل غياب تعريف رمسي لقطاع

بعض اجلهات املهتمة ذا القطاع و اليت تعذر عليها القيام بدراستها يف حالة عدم تقدمي ، فحسب القانون التوجيهي لترقية املؤسسات PEM/PMIتعريف ولو افتراضي لـ

تعرفها مهما 04، املادة 2001ديسمرب 12الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر الصادر يف شخص، ال 250 – 1تاج السلع أو اخلدمات، تشغل من كانت طبيعتها بأا مؤسسة إن 500مليار دج، أو ال يتجاوز جمموع حصيلتها السنوية 2يتجاوز رقم أعماهلا السنوي

)2(.،و تستويف معايري االستقاللية مليون دجمن كل ما سبق ميكن أن نعرف املؤسسات الصغرية ة املتوسطة على أا جمموعة

وم باإلنتاج على نطاق صغري و تستخدم رؤوس أموال صغرية و توظف املشروعات اليت تقعددا حمدودا من األيدي العاملة و تتبع أسلوب اإلنتاج احلديث أي يغلب على نشاطها

)3(.اآللية و تطبق مبدأ تقسيم العمل

ير يف اجلزائر، الس الوطين االقتصادي واالجتماعي جلنة آفاق التنمية االقتصادية و االجتماعية من أجل سياسة تطو - 1

. 19، ص 2002اجلزائر، قنيدرة مسية ، دور امل ص م يف التخفيف من حدة البطالة، رسالة ماجستري ، حتت إشراف بومخخم عبد الفتاح ، - 2

17ص-2009/2010 -جامعة منتوري قسنطينة .307، ص2001كتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، طلعت حممود،التنمية و اتمع، املل منا - 3

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

8

..أمهية املؤسسات الصغرية و املتوسطةأمهية املؤسسات الصغرية و املتوسطة: : الفرع الثالثالفرع الثالث

الصغرية و املتوسطة ليست قاصرة على املزارع إن ااالت املتاحة أمام املشروعاتالصغرية واألنشطة احلرفية والبيئية واملصانع الصغرية، وإمنا متتد لتشمل الكثري من األنشطة التجارية واخلدمية، مثل اخلدمات الصرفية والفندقية والسياحية، وخدمات الصيانة

تفريغ، وخدمات اإلعالن والتشغيل، وخدمات النظافة، وخدمات لنقل والتحميل والوالنشر واحلاسب اآليل، ومطاعم الوجبات السريعة والوحدات العالجية اخلاصة، هذا

.باإلضافة إىل أنشطة احملاجر واملناجم والتشييد واملقاوالت

حيث أصبح من الواضح رؤية أمهية الدور الذي تلعبه املشروعات الصغرية واملتوسطة ع املتواصل ، فالصناعات الصغرية اجلديدة تبادر إىل ابتكار كمصدر لروح املبادرة واإلبدا

منتجات وعمليات إنتاجية جديدة ، وهي غالبا ما تكون صغرية احلجم عند بداية نشاطها وقد بينت دراسات ميدانية يف كندا ، أن .مث ما تلبث أن تنمو بسرعة إذا أثبتت جناحا

خذت تفوق املؤسسة الكربى يف امليدان املؤسسة الصغرية واملتوسطة يف قطاع الصناعة أالتكنولوجي ليس باستعمال التقنيات احلديثة يف اإلعالن ، فحسب بل أيضا باستعمال

)1(اآلالت واملعدات األكثر تناسبا ومالئمة مع القطاع املوجودة فيه

الصغرية املشروعات كفاءة ورفع بدعم ومساندة االهتمام ضرورة وبصفة خاصة تنبع

:يلي فيما تتمثل حقائق عدة يف الدول و خاصة العربية منها من طةواملتوس

الوضع القائم والتحديات : الصناعات الصغرية واملتوسطة يف دول جملس التعاون اخلليجي نوزاد عبد الرمحن اهلييت،. د - 1

.15ص .املستقبلية،جملة علوم إنسانية

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

9

يف الغالب للمشروعات النمط واملتوسطة والصغرية الصغر متناهية املشروعات تعترب .1من مجلة املؤسسات االقتصادية % 99الدول العربية، فهذه املشروعات تشكل حوايل

القيمة املضافة اليت ينتجها إمجايل من% 80مصر،ويساهم حبوايل اخلاصة غري الزراعية يفالقطاع اخلاص ويعمل به حوايل ثلثي القوة العاملة وثالثة أرباع العاملني يف الوظائف

،أما يف الكويت فيشكل هذا القطاع ما يقرب من ) 1(اخلاصة خارج القطاع الزراعي من قوة% 45من املؤسسات اخلاصة العاملة،ويضم عمالة وافدة تقدر بنحو % 90

% 95،وىف لبنان تشكل هذه املؤسسات أكثر من %1العمل،وعمالة وطنية بنسبة تقل عن وىف دولة اإلمارات شكلت .من الوظائف% 90املؤسسات،وتساهم بنحو من إمجايل

من املشاريع االقتصادية يف الدولة،وتوظف حنو % 94.3املشاريع الصغرية واملتوسطة حنو )2( .للدولة مجايلمن الناتج اإل% 75ايل ،وتساهم حبومن القوة العاملة% 62

تقدر العمل العربية قوة من عريضة لقاعدة عمل فرص توفر املشروعات هذه أن .2

.يزيد أو العاملة القوة ثلث حبوايل هذه حيث قدرت القومي االقتصاد على اإلضافة يف تشارك املشروعات هذه أن .3

،%77،وحوايل 2005اليمن عام ،من الناتج احمللى االمجاىل يف%96املسامهة بنحو يف كل من اجلزائر ،فلسطني،السعودية على الترتيب خالل نفس العام، يف % 25،% 59

القاهرة، واملتوسطة،منوذج الشباك الواحد، وزارة التجارة اخلارجية،تيسري اإلجراءات التنظيمية للمشروعات الصغرية -1 .05،ص 2002يناير

،2006،الكويت ،يونيو 2005املؤسسة العربية لضمان االستثمار،تقرير مناخ االستثمار يف الدول العربية لعام -2 .78ص

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

10

احمللى اإلمجايل الناتج من% 40- %25 بني مسامهة هذه املشروعات ما حني تتراوح .)1(املصرييف خلاصا خالهلا القطاع من يعمل اليت األساسية الركيزة متثل املشروعات هذه أن .4

القطاع لدور وتدعيما يعد مساندة املشروعات هذه مساندة فإن وبالتايل الدول العربية

.االقتصادي النشاط يف اخلاص : معايير تحديد تعريف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة:الثانيالمطلب

يقصد ا األسس املعتمد عليها يف إعطاء تعريف موحد للمؤسسات الصغرية و املتوسطة جهة، و يف التفريق بني هذه املؤسسات و املؤسسات الكبرية من جهة أخرى، و ميكن من

)2(:تقسيمها إىل املعايري الكميةاملعايري الكمية: : الفرع األولالفرع األول الذي يصلح لألغراض اإلحصائية و التنظيمية املعايري تتناول اجلانب الكمي، وهذه

دة منها، وفيما يلي تفصيل و اليت ميكن مبقتضاها مجع البيانات اإلحصائية من أجل االستفا :لبعض منها

يعترب هذا املعيار من أكثر املعايري شيوعا يف ):عدد العاملني(معيار العمالة -1االستخدام نظرا للسهولة اليت تكشف عملية قياس احلجم بواسطته، خاصة عند املقارنة على

سطة من بلد ألخر املستوى الدويل، و خيتلف عدد العاملني يف املؤسسات الصغرية و املتو :حسب تقدم الدولة أو ختلفها، و قد تعرض هذا املعيار إىل العديد من االنتقادات أمهها

، ،القاهرة229 دالعد االقتصادي، حسني عبد املطلب األسرج، مستقبل املشروعات الصغرية مصر،كتاب األهرام - 1

.30ص .2006أكتوبر .216ص . 1992مؤسسة شباب اجلامعة مصر .إمساعيل حممد حمروس، اقتصاديات الصناعة والتصنيع، - 2

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

11

إن عدد العمال ليس الركيزة األساسية الوحيدة يف العملية اإلنتاجية، إال أن هناك - .متغريات اقتصادية ذات أثر كبري على حجم املؤسسة كحجم اإلنتاج، املعدات الرأمسالية

يعكس هذا املعيار احلجم احلقيقي للمشروع بسبب اختالف معامل رأس املال، ال - فهناك صناعات تتطلب استثمارات رأمسالية ضخمة، و لكنها توظف عددا قليال من العمال، وال ميكن اعتبارها ضمن الصناعات الصغرية و املتوسطة و العكس بالنسبة

)1(.لة،وتوظف عددا كبريا من العمالللصناعات اليت تتطلب استثمارات رأمسالية قلي

و من خالل اجلدول التايل تالحظ التباين يف عدد العمال يف املؤسسات الصغرية . و املتوسطة ببعض البلدان

احلد األقصى للعاملني يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة لبعض البلدان : 04اجلدول رقم .بنك اإلسالمي للتنميةوال -سطيف –اليت نظمتها جامعة فرحات عباس

العراق الكويت مصر اهلند أملانيا اليابان أ. م. الو الدولة 50 50 50 100 300 300 عامل 500 عدد العمال

التجربة التنموية يف اجلزائر ، إستراتيجية " إمساعيل بوخاوة و عبد القادر عطوي، : املصدرالدورة التدرجيية الدولية حول تنمية املؤسسات الصغرية و املتوسطة وحبوث ومناقشات

.03متويل املشروعات الصغرية و املتوسطة و دورها يف االقتصاديات املغربية ، ماي ، ص يستخدم يف تعريف املؤسسات الصغرية واملتوسطة يف عدد من :معيار رأس املال -2

ل هو الدول، خاصة الدول النامية إال أن هناك مشكلة يف حتديد املقصود برأس املال، ه رأس املال الثابت يعرب عن قيمة املباين و اآلالت(رأس املال املستثمر عامل أو ثابت

و األدوات وغريها و اليت تعكس حجم الطاقة اإلنتاجية للمشروع، أما رأس املال العامل

. 21مرجع سبق ذكره ص إمساعيل حممد حمروس، - 1

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

12

فهو ميثل املورد املتغري للمشروع الذي ميول به أصوله املتداولة من خمزون سلعي، خامات ، لكن يفضل استخدام رأس املال الثابت )اخل .....و سلع ائية ومتويل ما يوظفه من عاملني

وحده ألن العناصر اليت تكون رأس املال العامل ختتلف بشكل كبري من مؤسسة إىل أخرى، . معدل دوران رأس املال و عوامل أخرى و يتوقف ذلك على كفاءة و هيكل اإلدارة و

:ذا املعيارو ما يعاب على ه ، حيثال يصلح مبفرده كمعيار للمقارنة بني الصناعات املماثلة يف خمتلف الدول -

ختتلف قيمة النقود من دولة لألخرى بل ختتلف يف الدولة الواحدة حسب معدالت التضخم .و ارتفاع األسعار و احلالة االقتصادية بصفة عامة

التطور و التقدم، و هلذا ختتلف قيمة رأس املال من دولة ألخرى حسب درجة -) معيار حجم العمالة و رأس املال معا: املعيار املزدوج( فاألفضل استخدام أكثر من معيار

للحكم على كون املشروع الصناعي صغريا أم كبريا، فمثال من خالل اجلدول التايل نالحظ )1(.ملتوسطةاالختالف الواضح واجللي يف استخدام رأس املال يف املؤسسات الصغرية و ا

.احلد األقصى لرأس املال يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة: 05اجلدول رقم مصر كوريا اهلند اليابان الكويت الدولة

ألف ( احلد األدىن لرأس املال )دوالر

700 300 200 200 100

تيجية التجربة التنموية يف اجلزائر ، إسترا" إمساعيل بوخاوة و عبد القادر عطوي، : املصدر .03مرجع سبق ذكره، ص" تنمية املؤسسات الصغرية و املتوسطة

و قد ادة ما يقترن مبعيار عدد العمال،وهو ع :معيار التكنولوجيا أو أسلوب اإلنتاج -3 نهائية لتفاعل كل من عنصري العمليرجع ذلك إىل اعتبار أن حجم املؤسسة هو احملصلة ال

.217مرجع سبق ذكره ص إمساعيل حممد حمروس، - 1

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

13

ذه احلصيلة صغرية مقارنة مبثيالا، كانت املؤسسة اآلالت املستخدمة فيه، فكلما كانت هو .صغريةاملؤسسات الصغرية و املتوسطة تنتشر يف مجيع أحناء القطر، :معيار درجة االنتشار -4

ألن صغر حجم املؤسسة باإلضافة إىل حمدودية النشاط و العمالة يساعد على ممارسةؤسسات الصغرية و املتوسطة يتوقف النشاط يف أي مكان، هلذا نرى أن معيار حتديد امل

)1(.بدرجة كبرية على درجة االنتشار املؤسساتو اجلدول املواىل يبني كيفية استعمال املعايري الكمية للفصل بينها و

.األخرى ذات مستويات منو خمتلفة باالعتماد على رأس املال و العمال

ة و املتوسطة ،مذكرة خترج ماجستري ،جامعة أحممد بوقرة بومرداس د بوزيدي ،إدارة املخاطر يف املؤسسات الصغري - 1 35ص 2008/2009،

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

14

الكمية للفصل بني املؤسسات الصغرية يبني كيفية استعمال املعايري )06(اجلدول رقم و املتوسطة، و املؤسسات األخرى ذات مستويات منو خمتلفة باالعتماد على رأس املال

.و العمال

Source : Sellami Ammar . de petite et moyenne industrie et développement ; mémoire de majester . Alger . 1980. Page 05.

املؤسسات الصغرية و املتوسطة املؤسسات املصغرة

رأس املال عدد العمال رأس املال عدد العمال ليون دجم 15 500 - - اجلزائر

- 350 - - فنلندا مليون فرنك 5 500 - - فرنسا

- 500 - 200 بريطانيا

- 500 - 50 السويد

ألف روبية 750 - - - اهلند

مليون ين 50 30 - - اليابان 300 - - الشيلي

مليون 35 دوالر

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

15

املعايري النوعيةاملعايري النوعية: : الفرع الثاينالفرع الثاينتقع على عاتق املالك الذي ميثل صاحب القرار داخل املؤسسة، كما : املسؤولية -1

.يؤثر يف طبيعة التنظيم و أسلوب اإلدارة، حيث يؤدي العديد من الوظائف يف نفس الوقتحجم املؤسسة استنادا إىل عالقتها بالسوق، و تتحدد ميكن أن حنكم :الســوق -2

قوة هذه العالقة مبدى سيطرة هذه املؤسسات على السوق، فهي تكون كبرية إذا كانت هيمنتها على السوق اليت تفرض عليها نوع من االحتكار بينما املؤسسات الصغرية

.مل فيهو املتوسطة تتميز بضيق و صغر حجم السوق الذي يتم التعا تعود ملكيتها يف أغلبها إىل القطاع اخلاص يف شكل شركات أشخاص : امللكيـة -3

أو شركات أموال، غري أن النسبة الكبرية منها عبارة عن مشروعات فردية و عائلية يلعب )1(.فيها املالك الدور الكبري

يتوقف حجم املؤسسة على مدى استخدام اآلالت يف اإلنتاج، :طبيعة الصناعة -4فالصناعات الثقيلة و التعدينية و الكهربائية تشغل وحدات كبرية من رأس املال ووحدات قليلة نسبيا من العمال، و العكس بالنسبة للسلع االستهالكية، تتميز املؤسسات الصغرية

)2(.و املتوسطة بكثافة منتجاا بعنصر العمل مما يتماشى و ظاهرة وفرة العمل .أهداف المؤسسات الصغيرة و المتوسطة :المطلب الثالث

:يرمي إنشاء مؤسسة صغرية أو متوسطة إىل حتقيق عدة أهداف نذكر منها أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية ترقية روح املبادرة الفردية و اجلماعية ، باستخدام -

.مل تكن موجودة من قبل ،و كذا إحياء أنشطة و التخلي عنها ألي سبب كان

37ص ، سابق، مذكرة خترج ماجستري، مرجع إدارة املخاطر يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة، د بوزيدي - 1

.211مرجع سبق ذكره ص إمساعيل حممد حمروس، - 2

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

16

بصورة أو ،و هذا ملستحدثي املؤسساتفرص عمل جديدة بصورة مباشرة استحداث - غري مباشرة عن طريق استخدامهم ألشخاص آخرين،و من خالل االستحداث لفرص

.العمل ميكن أن تتحقق االستجابة السريعة للمطالبة االجتماعية يف جمال الشغل

املؤسسات العمومية إعادة إدماج املسرحني من مناصب عملهم جراء اإلفالس لبعض - ،أو بفعل تقليص حجم العمالة فيها جراء إعادة اهليكلة أو اخلوصصة و هو ما يدعم

. إمكانية تعويض بعض األنشطة املفقودة

استعادة كل حلقات اإلنتاج غري املرحبة و غري اهلامة اليت ختلصت منها املؤسسات - د بينت دراسة أجريت على الكربى من اجل تركيز طاقاا على النشاط األصلي ،و ق

مؤسسة عمومية اقتصادية يف قطاع اجناز و األشغال الكربى انه ميكن عن طريق التخلي .مؤسسة صغرية 15و االستعادة إنشاء

ميكن أن تشكل أداة فعالة لتوطني األنشطة يف األماكن النائية ،مما جيعلها أداة هامة - .و إحدى وسائل االندماج و التكامل بني املناطق لترقية و تثمني الثروة احمللية ،

ميكن أن تكون حلقة وصل يف النسيج االقتصادي من خالل جممل العالقات اليت - تربطها بباقي املؤسسات احمليطة و املتفاعلة معها و اليت تشترك يف استخدام نفس

.املدخالت

يدة و لكنها ال متلك متكني فئات عديدة من اتمع متتلك األفكار االستثمارية اجل - .القدرة املالية و اإلدارية على حتويل هذه األفكار إىل مشاريع واقعية

تشكل إحدى مصادر الدخل بالنسبة ملستحدثيها و مستخدميها،كما تشكل مصدرا - .إضافيا لتنمية العائد املايل للدولة من خالل االقتطاعات و الضرائب املختلفة

.لقطاع غري املنظم و العائليتشكل إحدى وسائل اإلدماج ل -

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

17

و املتوسطةو املتوسطة أشكال و خصائص و العناصر املكونة للمؤسسات الصغرية أشكال و خصائص و العناصر املكونة للمؤسسات الصغرية ::املبحث الثايناملبحث الثاين ّ المؤسسات الصغيرة و المتوسطة أشكال: األولالمطلب

تنقسم املؤسسات الصغرية واملتوسطة إىل عدة أنواع ختتلف أشكاهلا باختالف املعايري - ،الشكل القانوين ،أسلوب تنظيم العمل: جنمعها يف النقاط التاليةو ،نيفهااملعتمدة يف تص املؤسسات التكاملية، طبيعة املنتجات

::تصنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة على أساس توجههاتصنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة على أساس توجهها: : الفرع األولالفرع األول يعترب قطاع املؤسسات الصغرية واملتوسطة قطاعا شامال منيز فيه العديد من األشكال -

:سب توجهها ومن بني أهم هذه األنواع جندو األنواع وذلك ح ):املرتليـة( املؤسسات العائليـة - 1

تتميز بأن مكان إقامتها هو املنزل، حيث تستخدم يف العمل األيدي العاملة العائلية ويتم إنشائها مبسامهة أفراد العائلة وتنتج منتجات تقليدية للسوق بكميات حمدودة أو تنتج ،

فائدة مصنع موجود يف نفس املنطقة وتركز يف بعض الفروع اخلاصة أجزاء من السلعة ل )1(.كالنسيج وتصنيع اجللود

:املؤسسات التقليدية - 2ويقترب أسلوب تنظيمها من املؤسسات العائلية ، كوا تستخدم العمل العائلي

أ هذه وقد تلج،وتنتج منتجات تقليدية أو قطعا ملصنع ترتبط معه يف شكل تعاقد جتاري املؤسسات أيضا يف عملها إىل االستعانة بالعمل األجري وهي صفة بشكل واضح عن املؤسسات املنزلية ومييزها أيضا عن هذه األخرية كون مكان إقامتها هو حمل مستقل عن

.، مع بقاء اعتمادها على األدوات اليدوية البسيطة يف تنفيذ عملها) ورشات صغرية( املنزل

مؤسسات شباب ، الصناعات الصغرية و املتوسطة و دورها يف التنمية احمللية ، سيد امحد أبوفتحي السيد عبده - 1 46ص ، 2005، اإلسكندرية ، اجلامعة

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

18

ابقني من املؤسسات يعتمدان على كثافة عمل اكرب يف اإلنتاج بينما إن النوعني السيستخدمان جتهيزات بكميات اقل نسبيا وقليلة التطور من الناحية التكنولوجية وهلذا فان معدل التركيب العضوي لرأس املال يكون فيها منخفض سواء من الناحية البشرية لإلدارة

يق وغريها أو من ناحية النظام احملاسيب والتسو :املؤسسات الصغرية و املتوسطة املتطورة و شبه املتطورة -3

وختتلف عن النوعني السابقني يف اجتاهها إىل األخذ بفنون اإلنتاج احلديثة، سواء من ناحية التوسع يف استخدام رأس املال الثابت أو تنظيم العمل، أو من ناحية املنتجات اليت يتم

وحسب احلاجات العصرية . ظمة وطبقا ملقاييس صناعة حديثةصنعها بطريقة منظمة ومنتوختتلف بطبيعة احلال درجة تطبيق التكنولوجيا بني كل من املؤسسة الصغرية و املتوسطة شبه املتطورة من جهة واملتطورة من جهة أخرى بالنسبة هلذه التشكيلة من املؤسسات

مية على توجيه سياسام حنو ترقية عمل مقرر السياسة التنموية يف البلدان النا ينصب :وإنعاش املؤسسات الصغرية و املتوسطة املتطورة وشبه املتطورة وذلك من خالل

العمل على حتديث قطاع املؤسسات احلرفية واملنزلية املتواجدة بإدخال أساليب . وتقنيات جديدة واستعمال اآلالت و األدوات املتطورة

متطورة وعصرية من املؤسسات تستعمل تكنولوجيا إنشاء وتوسيع أشكال جديدة .متقدمة على األساليب احلديثة يف التسيري

::تصنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة على أساس أسلوب تنظيم العملتصنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة على أساس أسلوب تنظيم العمل: : الفرع الثاينالفرع الثاين :ترتيب وحدات اإلنتاج على أساس أسلوب تنظيم العمل إىل نوعني مها

؛ La petite industrie usinière املصنعةاملؤسسات .La petite industrie nom usinière املصنعةاملؤسسات غري

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

19

تصنيف املؤسسات حسب أسلوب تنظيم العمل): 07(اجلدول رقم نظام املصنع النظام الصناعي النظام احلريف اإلنتاج العائلي

اإلنتاج املخصص لالستهالك الذايت

عمل يف املنزل

ورشات حرفية

صناعي عمل نزليف امل

ورشات شبه مستقلة

مصنع صغري

مصنع متوسط

مصنع كبري

1 2 3 4 5 6 7 8 دور و مكانة الصناعات ص و م يف التنمية االقتصادية ، رسالة ماجستري ، دفعة خللف عثمان، : املصدر

.20، ص ، 1994-1995، - 2- 1من خالل اجلدول منيز بني جمموعتني من املؤسسات فاملؤسسات التابعة للفئة

ة مصنعمؤسسة 6-7-8 يدجمان من الناحية العلمية مع فئة املؤسسات غري املصنعة 5-4بينما الفئتني

:ة ـاملؤسسات املصنع-1ة جاء عن النظام الغريب مثل فرنسا، حبيث تستخدم ـإن مفهوم املؤسسـات املصنع

ع صناعي ، أما بالنسبة فيه أساليب حديثة يف التسيري و آالت متطورة إلنتاج سلع ذات طاب للدول السائرة يف طريق النمو، فإن املؤسسة املصنعة مقتصرة فقط يف جمال التركيب

.و إصالح اآلالت :ة ـاملؤسسات الغري املصنع-2

هذه األخرية جتمع بني نظام اإلنتاج العائلي و نظام اإلنتاج احلريف، و الذي ينشطه باالشتراك مع عدد من املساعدين، و هو ما أشار إليه يف اجلدول احلريف بصفة انفرادية أو

، إذ يعترب اإلنتاج العائلي املخصص لالستهالك الذايت أقدم 3.2.1بالفئات )07 ( رقم

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

20

شكل يف تنظيم العمل، أما اإلنتاج احلريف فهو نشاط ينتج مبوجبه سلع و منتجات حسب )1(.احتياجات الزبائن

::نيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة حسب طبيعة املنتجاتنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة حسب طبيعة املنتجاتتصتص ::الفرع الثالث الفرع الثالث )2( تصنف املؤسسات الصغرية و املتوسطة على أساس طبيعة املنتجات إىل الفئات التالية

:هذه املؤسسة متخصصة يف إنتاج: ؤسسات إنتاج السلع االستهالكيةم-1 املنتجات الغذائية. منتجات اجللود و األحذية و النسيج . املنتجات الفالحية حتويل.

الورق و منتجات اخلشب و مشتقاته.

:و هي جتمع املؤسسات اليت ختتص يف :سسات إنتاج السلع الوسيطة مؤ -2 الصناعات امليكانيكية و الكهربائية. صناعة مواد البنـاء. صناعة حتويل املعادن.

احملاجر و املناجم الصناعات الكيماوية و البالستيك.

زكرياء زيدود، الدور االقتصادي للمؤسسة ص و م ، مذكرة ليسانس يف العلوم االقتصادية، جامعة اجلزائر، - 1

.12، ص1995-1996-16، ص 1998ريف يف متويل املؤسسات الصغرية و املتوسطة، دار األمة، اجلزائر، مروان بركاين، دور اجلهاز املص - 218.

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

21

:تاج سلع التجهيزؤسسات إنم - 3ختتلف مؤسسات إنتاج سلع التجهيز عن سابقتها يف كوا تعتمد على تكنولوجيا

و عالية و ذات كثافة رأس املال، باإلضافة إىل املعدات و األدوات ، األمر الذي ال متطورةينطبق و خصائص املؤسسات الصغرية و املتوسطة، هلذا فإن جمال تدخل هذه املؤسسات

ا و يشمل بعض الفروع ، كإنتاج و تركيب بعض املعدات البسيطة ، هذا يكون ضيقية فيكمن نشاطها يف تصليح بالنسبة للبلدان املصنعة، أما بالنسبة للبلدان النام

.استخراج املعادناآلالت،إن هذا التصنيف يساعد على إبـراز أمهيـة املؤسسـات الصغـرية و املتوسطة إذ

)1(.روع النشاط االقتصاديأا تنشط يف خمتلف ف ::تصنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة حسب الشكل القانوينتصنيف املؤسسات الصغرية و املتوسطة حسب الشكل القانوين: : الفرع الرابعالفرع الرابع

إن الشكل القانوين للمؤسسات الصغرية واملتوسطة يتفق وطبيعة النظام السائد ففي األنظمة الليربالية تسود أشكال امللكية اخلاصة بينما األنظمة االقتصادية املوجهة يكون

الدولة كبريا وتسودها أشكال امللكية العامة والتعاونية مع وجود أشكال فردية يف تدخل .نطاق حمدود يف بعض األنشطة كالزراعة واخلدمات

:األصناف القانونية للمؤسسات اجلمعيات التعاونية من املشاريع االختيارية تؤسس من قبل تعد : التعاونيات .1

ت األعضاء من السلع واخلدمات الضرورية بأقل جمموعة أشخاص دف تأمني احتياجا .تكلفة ممكنة

. 303منال طلعت حممود، مرجع سبق ذكره، ص - 1

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

22

هي املؤسسة التابعة للقطاع العام ومتتاز بإمكانيات مادية كبرية : املؤسسة العمومية .2تستفيد من جمموعة من التسهيالت القانونية و اإلدارية واإلعفاءات املختلفة كذلك يوجد ,

.جهاز للرقابة يتمثل يف الوصاية هي مؤسسات ختضع للقانون اخلاص وميكن إدراجها إمجاال ضمن :سة اخلاصةاملؤس .3

)1( .صنفني مها املؤسسات الفردية والشركاتوهي اليت تعود ملكيتها بالدرجة األوىل إىل شخص واحد :املؤسسات الفردية )1

يشرف على مجيع األعمال اإلدارية والفنية ومطالب بتوفري األموال الضرورية ملمارسة شاط كما انه مسؤول عن خمتلف القرارات املتعلقة بالنشاط ومتتاز هذه املؤسسات الن

بإجراءات تأسيس بسيطة واحلرية يف اختاذ القرارات واملرونة يف ممارسة النشاطات اإلدارية .والفنية ويظل هذا النوع من املؤسسات النموذج األمثل للمؤسسات الصغرية و املتوسطة

د مبقتضاه يلتزم شخصان أو أكثر بان يساهم كل منهم الشركة عق :الشركات )2مبشروع مايل بتقدمي حصة من مال أو عمل على أن يقتسموا ما قد ينشأ عن هذا املشروع

وقد وضع املشرع ,من القانون املدين اجلزائري 416من ربح أو خسارة طبقاَ للمادة ط املوضوعية فهي تعدد أما الشرو ،احملل ،ّألهلية،اشروط موضوعية عامة هي الرضا

:النسبة يف املشاركة وتنقسم الشركات إىل ثالثة أنواع وهي , تقسيم احلصص, الشركاء

هذا النوع من الشركات يقوم على أساس االعتبار الشخصي :شركات األشخاص) 1.2 :والثقة املتبادلة بني األطراف وهي ثالثة أنواع

شخصني أو أكثر يتحملون فيما بينهم تقوم من خالل عقد بني :شركات التضامن -أمسؤولية تضامنية وغري حمدودة عن النشاطات واألعمال اليت متارس داخل وخارج املؤسسة

. 30 -28، ص2006عمر صخري ، اقتصاد املؤسسة، ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة الرابعة، اجلزائر، - 1

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

23

ومن مزايا هذا النوع من املؤسسات انه نتيجة للمسؤولية التضامنية لشركاء داخل وخارج ومن عيوا قد يتحمل الشريك خسارة كبرية تكون نامجة املؤسسة تزداد ثقة املتعاملني ا

.عن أخطاء مل يساهم فيهاتعتمد يف إنشائها اتفاق كتايب أو شفوي بني اثنني أو أكثر من :شركة احملاصة -ب

لتحقيق ربح معني يتم تقامسه الشركاء للقيام بنشاط اقتصادي خالل فترة زمنية حمدودةة النشاط االقتصادي الذي أقيمت ألجله تنتهي شركة ومع اي ،حسب اتفاقهمهم بين

.احملاصةوال هي من شركات األشخاص تقوم على االعتبار الشخصي :شركة توصية بسيطة - ج

ختتلف عن شركة التضامن إال من ناحية واحدة وهي أن هذه الشركة تضم نوعني من وشركاء موصون ,اصة الشركاء شركاء متضامنون يسالون عن ديون الشركة يف أمواهلم اخل

.ال يسالون إال يف حدود حصصهميقوم العديد من املستثمرين على تنشيط املشاريع :شركة ذات مسؤولية حمدودة ) 2.2

املصغرة واملتوسطة على شكل شركات ذات املسؤولية احملدودة للتخلص من عيوب حبدود مسامهته مسؤولية الشريك حمصورة : ...ـشركات التضامن و تتميز هذه الشركة ب

.يف رأس املال يوزع رأس املال إىل حصص متساوية قابلة للتداول :وتتضمن ما يلي :شركات األموال ) 3.2

املسامهة إىل حصص متساوية تسمى يقسم رأس مال شركة :)1(شركات املسامهة -دون األسهم تطرح يف السوق لعملية االكتتاب بينما ميكن تداوهلا يف بورصة األوراق املالية

الرجوع إىل الشركة وموافقة املسامهني ويتحصل صاحب السهم على أرباح توزع بصورة

ت الصغرية و املتوسطة، مذكرة خترج لنيل شهادة اية سياسة متويل املؤسسبابا عريب رحيمة ، فعال -خفيف فتيحة - 1 .14و تسيري املؤسسة ، جامعة ورقلة، ، ص القتصادايف سالليسان

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

24

أا متتاز بقدرة عالية على استقطاب رؤوس األموال : دورية على املسامهني ومن مزاياها كما متتاز بقدرة كبرية على مبدأ التخصص ,الضخمة وتوظيفها يف تطوير منتجاا

سيم العمل حتدد املسامهة بقدر املسامهة يف رأس مال الشركة متتلك لالستفادة من مزايا تق شخصية اعتبارية مستقلة عن الشركاء

إن عملية االكتتاب تأخذ فترة طويلة وتتحمل املؤسسة أعباء مالية كبرية : ومن عيوا .تتميز بإجراءات تأسيس جد معقدة

: خصائص المؤسسات الصغيرة و المتوسطة:المطلب الثاني

إن اخلصائص اليت تتميز ا املؤسسات الصغرية واملتوسطة عن باقي املؤسسات األخرى جتعلها قادرة على منافسة املؤسسات الكربى، كما جتعلها خيارا جذابا و اليت

:ميكن ذكرها فيما يلي مميزات املؤسسات الصغرية و املتوسطة مميزات املؤسسات الصغرية و املتوسطة ::الفرع األول الفرع األول

ان يكون مالك املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف كثري من األحي :امللكية احملليـة )1أشخاصا يقيمون ضمن نفس املنطقة و هذا يؤدي إىل زيادة امللكية احمللية،وهذا يؤدي بدوره إىل استقرار العمالة أكثر فأكثر و خلق مناصب شغل أكثر للمقيمني و استثمار جزء

.كبري من األرباح داخل اتمع احملليإن املؤسسات الصغرية و املتوسطة تعتمد يف متويل جزء :التمويل و االستثمار )2

لذايت أو القروض لدى األصدقاء كبري من مشروعاا، إن مل نقل كله على التمويل اأفراد العائلة، حيث ال حتتاج إىل رأس مال كبري من أجل انطالقها باإلضافة إىل سرعة أو

.طويلة من أجل حتقيق املردودية استرجاع املال املستثمر ذلك بأا ال حتتاج إىل مدة

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

25

يف كثري من األحيان تعتمد املؤسسات الصغرية :التدقيق يف اإلبداع و االبتكار )3ا، و السبب يف ذلك أال تستطيع أن تنتج ا و املتوسطة على االبتكار و اإلبداع يف منتجا

و االختراع حىت حبجم كبري، فتعوض هذا النقص بتعديل منتجاا عن طريق االبتكار .تكون على املستوى الذي تستطيع أن تنافس ا الشركات الكربى ذات املنتوج الوفري

يتوفر هذا النوع من املؤسسات على هيكل اقتصادي أكثر قدرة على :مرونة التنظيم )4 التكيف مع األوضاع املختلفة، فنجد أن هذه املؤسسات تقوم باإلنتاج حسب الطلب

.ددةو بدفعات حم تشكل املؤسسـات الصغرية :االستغالل اجليد للموارد البشرية و املادية للمؤسسة )5

، الذين فهي مبثابة ادخار للمـالك الصغارو املتوسطة معبئا ممتازا للموارد البشرية و املالية ممؤسسات خاصة أمواهلم عوض اللجوء إىل املصـارف و ذلك بإنشاء يبحثون عن تشغيل

بالنظر إىل حجمها الصغري ميكنها أن تدخل :نتشار يف مناطق جغرافية عديدةقدرة اال )6إىل مناطق جغرافية عديدة بعيدا عن املراكز الصناعية التقليدية ، و ذلك لتميزها بإنتاج سلع

.حملية خاصة بتلك املناطق ، هذا ما جيعلها أكثر مرونة للتأقلم السريعصغرية و املتوسطة بنسبة ال يستهان ا يف تساهم املؤسسات ال. تعزيز الصادرات )7

مع صادراتالتعزيز الصادرات، حيث جند يف البلدان املتقدمة يتساوى فيها حجم 30املؤسسات الكبرية، فمثال يف النرويج و هولندا تتجاوز حصتها من الصادرات ما نسبته

ت الصغرية باإلضافة إىل هذه اخلصائص ميكن أن نذكر ما أعدته وزارة املؤسسا. %و تقرير اجلزائر،حول الظروف االقتصادية للقطاع اخلاص يف 1999و املتوسطة سنة

:حول ما متتاز ا املؤسسات مثل 1996اللجنة األوروبية يف سنة

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

26

ات كافية للتحصيل عدم قدرة املؤسسات الصغرية و املتوسطة على إعطاء ضمان - ار و املوت السريع هلذه املؤسسات و هذا ما يفسر االي على قروض بنكية،

)13.6 % .()1( .التوجه حنو التخصص يف السلع و املواد االستهالكية و كذلك اخلدمات - ). % 22.6( املسامهة املعتدلة يف خلق فرص العمل - .نقص و انعدام ثقافة التصدير - .غياب كلي لإلبداع و التجديد -

بسيطة عائلية،توسطة أا تتكون يف شكل مؤسسات املؤسسات الصغرية و امل تيزمتاهليكل التنظيمي و تستعمل طرق تسيري غري معقدة و تعمل على توفري شبكة من

)2(.التداخالت بني املؤسسات الكبرية و تدعمهـا

الضعف نقاط القوة و :الفرع الثاين ةإن لكل مؤسسة نقاط قوة و ضعف، وعلى غرار ذلك فإن للمؤسسة الصغري

و املؤسسة نقاط قوة و ضعف ال ميكن إسقاطها على مجيع املؤسسات و ال حىت تعميمها حصرها يف نقاط معينة ألنه ليس لكل املؤسسات الصغرية و املتوسطة خصائص واحدة، أو

و ظروف متماثلة، وال جماالت عمل حمدودة، و نظرا لذلك تبقى النقاط اليت سنعرضها : و هي كما يليمعقولة إىل حد كبري

1 - Annuaire Statistique. ONS. 1999.

. 71ناصر دادي عدون، مرجع سبق ذكره، ص - 2

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

27

نقاط القوة : .البساطة يف منظومتها - . بساطة التكاليف لبنية املؤسسة الصغرية واملتوسطة - .االقتصادياملؤسسات الصغرية واملتوسطة تقاوم بسرعة التنافس -املؤسسات الصغرية واملتوسطة يكون فيها نظام االتصال بسيط ومباشر بني املدير -

. والزبائنصغرية واملتوسطة عادة ما تكون تكاليف اإلنتاج اقل درجة من أسعار املؤسسات ال -

. العائدات و أكثر تنافس باملقارنة مع املؤسسات الكربى .للمؤسسات الصغرية واملتوسطة ميزة متكنها من احملافظة على مكانتها يف السوق -

املؤسسات الصغرية واملتوسطة تتميز باملرونة -

)1(.الصغرية واملتوسطة اقل بريوقراطية من املؤسسات الكربى اهليكل التنظيمي للمؤسسات

تكون املؤسسة ذات السرعة يف اختاذ القرارات ورد فعل سريع على التغريات احلادثة اليت . تعزز مسرية واستمرارية املؤسسة

2(فيما يلي ذه النقاطه ميكن حصر :نقاط الضعف( صغرية واملتوسطة كافية وذلك إن قدرة التوقع للمؤسسات ال: نقص املعلومات -

: للحقائق اآلتية

زاةالتعامل باملعلومات ا . جتاهل التطور االقتصادي.

. 43 -40، ص 1ط –ة املؤسسات ص و م اجلزائرية العميد الركن الدكتور نبيل جواد، إدارة وتنمي -2 - 1

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

28

إن نقص مصادر البحث والتسويق ميكن أن يشكل خطورة :نقص املوارد املالية - .ةخاصة وان وجود املختصني املؤهلني أصبح ضرورة ملح.قصوى

.عجز هيأت التسيري خاصة منها احملاسبية - :العناصر المكونة للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة:المطلب الثالث

: تتجلى يفالعناصر املكونة للشركة :مهانصنفها خبانتني و :املوارد املادية :ولالفرع األ

احملل ،واليت جيب على املؤسسة امتالكها كاألرض واملعمل: جمموعة عناصر ثابتة - valeurs immobilisées واملكاتب

واليت تتحول الواحدة ) éléments fongibles(: موعة عناصر متحولةجم -الدائرة االستثمارية )cycle d'exploitation(باألخرى وذلك من خالل

...رأس املال ,املوارد األولية : مثال

:املوارد الغري مادية : ثاينالفرع الن أ ، إذر الغري مادية من أهم العناصر املكونة للشركة يف العامل احلديث هي العناص

، امللكية( :و تتمثل يف العمليات التجارية الرئيسية تتعلق ذه العناصر من هذه املوارد .)..الشعار، الفردية

:املوارد البشرية :الفرع الثالث :من الناحية القانونية تشمل املوارد البشرية كل من

من املرؤوسني بغرض حتقيق أهداف هو مسؤول عن أداء جمموعة :املدراء واملالكني القيام بالوظائف ,العمل مع اآلخرين :املنظمة وعليه حتقيق ثالثة مهام رئيسية وهي

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

29

، هداف املنظمة بكفاءة وفعاليةاالستخدام األمثل للموارد املتاحة وذلك الجناز أ ،اإلدارية :د أنواع املدراء ويتم تصنيف املدراء بناءا على مخسة تصنيفات يتم على أساسها حتدي

املدير و اإلدارة العليا والوسطى(حسب املستوى اإلداري( مالية ، إنتاج ، مدير تسويق (حسب جماالت اإلدارة(

مدير عام ، مدير وظيفي (حسب نطاق اإلشراف(

رئيس إداري, داريإمدير ,مدير( حسب املسمى الوظيفي(

مؤسسة توجيه وحتفيز أعضاء الفريق وتشمل وظيفة القائد أو املدير يف أي مشروع أو . أو املوظفني ومساعدم للوصول إىل أهداف مرتبطة باألعمال

:وهي ) 4(وميكن تقسيم األساليب اليت يعتمدها القائد إىل أربعة .القيادة املساندة، القيادة باملشاركة ،القيادة املوجهة ،القيادة اليت تم باالجناز

مهام أساسية للمديرين وهي) 5(شمل ت :عملية القيادة :

.يشمل حتديد أهداف املنظمة وتقرير أفضل السبل الجنازها: التخطيط - .يشمل تنظيم األفراد واملوارد املتاحة لتنفيذ اخلطة :التنظيم -

ويشمل حتديد مشاكل العمل ووضع البدائل التصحيحية واختيار :صناعة القرار - البديل األمثل

فالقيادة الفعالة جتعل أفراد املؤسسة يعملون معا بتناسق وانسجام :جيهالتو القيادة و - لبلوغ اهلدف

تشمل مراقبة مجيع العمليات داخل املؤسسة :الرقابة -

يقومون بتنفيذ األوامر يف املؤسسة وذلك بغية الوصول إىل أهداف :العمال - ألكل علومات إىل األسفل يقوم القائد الذي ميثل أعلى اهلرم الوظيفي بتوصيل امل، الشركة

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

30

املستويات يف الفريق وتبقى املشكلة يف ذلك النمط من اإلدارة من القمة إىل القاع حيث إننا ال نتمكن غالبا من التأكد الدائم واملستمر من وصول الرسالة أو كيف مت استقباهلا

حني يتحمل يف، نظرا لقلة التغذية املرتدة من املستويات السفلى من اهلرم الوظيفيخرباء : العاملون مسؤولية إنتاجهم ويتم دعم املستويات الثالثة من خالل خرباء مثل

. تكنولوجيا املعلومات

لعل أفضل طريقة للوصول إىل قرار هي مناقشة املشكلة مع الزبناء وحتليل البدائل وإذا ما تطلب . املتاحة وعلينا تشجيع من نقوم باستشارم على إبداء الرأي لذلك على

زمة وبعد البحث يف كافة الاألمر ميكن إشراك اآلخرين يف تقدمي األفكار وجتمع البيانات ال )1(. اخليارات حينئذ نكون يف وضع جيد الختبار منهج و أسلوب للتنفيذ

االهتمام الدويل باملؤسسات الصغرية واملتوسطةاالهتمام الدويل باملؤسسات الصغرية واملتوسطة: : الثالث الثالث املبحث املبحث جارب إىل أمهية الدور املنوط باملشروعات تشري معظم األحباث والدراسات والت

حيث حققت الكثري والكثري يف اقتصاديات الدول والسيما دول جنوب شرق ،الصغريةسيطرة الكبرية يف بلدان ل متيز وجناح فيها وعلى الرغم منأسيا حبيث أصبحت متثل عام

متثل أمهية اقتصادية العامل املتقدم إال أن املشروعات الصناعية الصغرية واملتوسطة الزالتوتتجلى يف قدرا الكبرية على دعم البنية الصناعية واالقتصادية وكذا ، واجتماعية كبريين

العمل على حتسني احلياة االجتماعية من خالل السعي على ضمان مستويات معيشة أحسن )2(.للفرد واتمع

) 45 – 43( العميد الركن الدكتور نبيل جواد، مرجع سبق ذكره، ص - 1بن رمضان حفصة، أزمور عكاشة، متويل البنوك األجنبية للمؤسسات الصغرية و املتوسطة ، مذكرة خترج لنيل شهادة - 2

.40، ص2013ن، ـ ختصص مالية، جامعة تلمسا 2املاستري

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

31

يد الدوليأهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الصع: المطلب األولتعد املؤسسات الصغرية واملتوسطة من االهتمامات األساسية احلديثة على املستوى الدويل اإلقليمي وهناك تباعد بني خمتلف الكتاب حول أسباب ارتفاع مكانتها يف النسيج االقتصادي فمنها التطورات التكنولوجية تتجدد يوما بعد يوم وكذا التفرغ والتنوع يف

خدمات حديثة و األزمات االقتصادية كاألزمة البترولية مثال اليت دعت األنشطة وظهوراملؤسسات الصغرية واملتوسطة وأظهرت أمهيتها عن طريق امتصاص البطالة أكثر من

.املؤسسات الكبريةإن االهتمام الدويل باملؤسسات الصغرية :التطورات االقتصادية والتحوالت الدولية

: اليت نوجزها فيما يلي واملتوسطة يعود لألسباب

عرفت دول غرب أوروبا أزمات متكررة أدت إىل إفالس عدد كبري من املؤسسات -الكربى ورغم ذلك قاومت املؤسسات الصغرية واملتوسطة واستطاعت االحتفاظ بالعمالة وسامهت أيضا يف خلق فرص عمل جديدة وعموما أظهرت املؤسسات الصغرية

. من خالل املرونة الديناميكية للركود يف التصدي واملتوسطة إسهاما حقيقيا

جناح التوجهات اإلستراتيجية اليت أنتجتها حول سوق أسيا اليت أدت إىل بروز -وعلى ،حركة صناعية ديناميكية و إسهام املؤسسات الصغرية واملتوسطة الفعلية يف التنمية

"اقتصاد نابلوان" :سبيل املثال

ية اليت كانت تعتمد على الصناعات الكربى مما أدى ا فشل اقتصاديات الدول النام -إىل توجه املؤسسات الصغرية و املتوسطة عن طريق اإلصالحات وهيكلة مؤسساا وهي اآلن تتجه حنو اقتصاد السوق وترسيخ قطاع حديث إستراتيجية تطور املؤسسات الصغرية

.و املتوسطة املوجودة فيها

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

32

ة العاملية وما صاحبها من تطبيق برنامج التعديل اهليكلي يف عدد التحوالت االقتصادي -وتطوير املؤسسات الصغرية و املتوسطة ملعاجلة مظاهر حتمية التنميةاالقتصاديات طرح

هيكلة التخلي عن بعض األنشطة وامتصاص العمالة للمسرحني من عملهم بسبب إعادة .النشاط االقتصادي قطاعات

أصبحت املؤسسات : دولية للمؤسسات الصغرية و املتوسطةارتفاع املكانة ال -1كاجلماعات (الصغرية و املتوسطة الشغل الشاغل للدراسات اجلامعية يف دول الشمال

وتبنت العديد من احلكومات سياسة خاصة ومكملة لرفع ...) املختلفة ومراكز البحثاآلن على إجياد السبل مبختلف قدرا التنافسية واحلد من العقبات اليت تواجهها وهي تعمل

ومن بعض اإلحصائيات تظهر .املستويات لتنمية قدرا التصديرية يف األسواق الدولية وذلك ألا ،مكانة املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اقتصاديات دول العامل املتقدم

من جمموع املؤسسات وهي حتقق أغلبية الدخل %80إىل %90أصبحت تشكل من العمالة ويبدو من خالل املعطيات اإلحصائية هلذه املؤسسات يف خمتلف الدول النامية و

واملتقدمة وان ظهورها يف تزايد مستمر بل انه معظم املؤسسات تنتمي إىل هذا القطاع :ويعود ذلك الرتفاع عددها يف النسيج االقتصادي ويراه الكتاب ألسباب منها

املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف قطاع إن ظهور :ارتفاع حجم اخلدماتيعود إىل ثورة املعلومات وتكنولوجيا االتصال وقد حصل قطاع اخلدمات يف اخلدمات

الدول الصناعية خصوصا على مكانة هامة جراء ارتفاع ابتكارات حديثة يف األسواق احمللية ا أن اخلدمات جتلب كم،والدولية كما أن اخلدمات جتلب العديد من املنظمني واملبتكرين

كما أن اخلدمات تنفرد مبزايا عن باقي القطاعات األخرى ،العديد من املنظمني واملبتكرين .ألا ال حتتاج إىل مواد مالية كثيفة جتعلها ضعيفة املخاطرة نسبيا

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

33

ليس بإمكان الدولة تلبية كل طلبات سوق العمل بطرق مباشرة : النمو السكاين القتصادي املبين على منطق السوق لتحرر اخصوصا بعد زيادة ا

كما أن النمو السكاين هو عامل ارتفاع الطلب يف أسواق العمل األمر الذي يؤدي هذا الوضع ، يف احلصول على مناصب شغل يف األجهزة أو يف اإلدارة احلكومية نذرهإىل

.خاصة م دفع العديد من أفراد اتمع للتفكري جديا يف إنشاء أعمال ونشاطات أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الصعيد االقتصادي:المطلب الثاني

إن اجلانب التنموي للمؤسسات الصغرية واملتوسطة له بعد هام يف اإلطار الكلي وجند عموما أمهيتها على املستوى الكلي يف القدرة على االبتكار وخلق فرص ، والقطاعي

.إىل جانب الفعالية ومرونتها العالية ، نية عمل جديدة ومقاولة الباط

:دورها على املستوى الكلي: الفرع األول لفتت الصناعات واملؤسسات الصغرية أنظار العديد من الكتاب االقتصاديني والقائمني

هلا من فعالية كربى يف التشغيل كما هلا فضل ابتكار اخلدمات االقتصادية ملاعلى السياسة يظهر دور املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف التنمية على الصعيد ديثة، احلوالصناعات

:الكلي يف حمورين أساسيني :املؤسسة الصغرية واملتوسطة والعمالة الكلية - أ

مل يشهد التاريخ املعاصر قدرة املؤسسات الكبرية احلجم مناصب شغل جديدة كما ربت السلطات الفرنسية إن املؤسسات واعت ،سبق يف فترة ما بعد احلرب العاملية الثانية

الكربى تراجعت يف خلق مناصب شغل بينما أكدت أن املؤسسات الصغرية و امل أا قادرة .على امتصاص البطالة

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

34

واتضح أيضا أن من خالل األزمات املتكررة وأمهها األزمة اليت شاهدا أوروبا القدرة اهلائلة للمؤسسات ) 1979- 1971أزمة البترول سنة ( الغربية يف التسعينات

يف استيعاب العمالة ويف هذا الصدد واستطالعات إحصائية و أحباث توسطةو امل الصغريةXavier greffe قصد البحث وتقدمي دور وفعالية 1979اليت أقيمت سنة

وانطلق ذلك من خالل دراسة ،ودورها يف فرص العمل توسطةو امل املؤسسات الصغريةوقد أكد الباحث إن وجود حميط اقتصاد مناسب لتطور ، اليت تعرقل تطورها حبثية للعوامل

وقد استخلص ، على االستثمار توسطةاألعمال يرفع من قدرة املؤسسات الصغرية و امل :الباحث احملددات احلقيقية اليت سامهت يف التشغيل ومت إرجاعها إىل عوامل أساسية وهي

حتقيق معدالت منو عالية بالنسبة سطةتوتستطيع املؤسسات الصغرية و امل -و أظهرت البحوث أن العديد من الدول ،للمؤسسات الكربى رغم حمدودية أسواقها

الصناعية حققت توازن آو استقرار ألسواق العمل جراء منو نشاطات الصناعات الصغرية .واملتوسطة احمللية

تها بالقيام بابتكار إىل تغيري إستراتيجي توسطةتلجأ املؤسسات الصغرية و امل -وهو عامل أساسي ألنه يرفع من قدرا ،تعديل املنتج دون اللجوء إىل استثمارات ضخمةأو

وعموما فان املرونة العالية هلذه ،على التأقلم مع للمتغريات املفاجأة واملنافسة الشديدة .املشاريع أسهمت يف استقرار أسواقها واحتفاظها بالعمالة

ي كالشروط القاعدية واخلدمات املالية والقانونية إذ دفعت العديد توفر حميط مؤسس - .من البطالني وذوي الكفاءات إىل املبادرة إىل إنشاء مؤسسات خاصة م

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

35

:االبتكار يف املؤسسة الصغرية واملتوسطة - بليس لزيادة إنتاجها توسطةأصبح االبتكار أداة أساسية للمؤسسات الصغرية و امل

. الستمرارها يف السوق جراء املنافسة املتزايدة حمليا ودوليافحسب و إمنا ويف الواقع انه ضروري توسطةاالبتكار مفهوم حديث للمؤسسات الصغرية و امل إن

مع متطلبات السوق واملنافسة وعليه فهو يتطلب موارد مالية هامة و أعمال يف البحث للتكنولوجيا والتقدم توسطةصغرية و املواالبتكار ال يعين استقطاب املؤسسات ال,والتطوير

و اإلداري و إمنا يندرج يف قدرة املؤسسة على خلق ابتكارات جديدة دون احلصول التقينفاألمر ، بينما بالنسبة للمؤسسات التقليدية واحلرفية اليت تعتمد على مواردها الذاتية , عليها

ين االبتكار دخول منتجات يع. أصعب من ذلك لكوا تتميز بالبساطة وقلة التعقيدوخدمات جديدة يف السوق ألول مرة ويتعدى هذا املفهوم إىل استعمال أساليب جديدة

و بالتوزيع وهذه التقنية قد تكون بسيطة أو معقدة تستعملها أ تتعلق باملنتج أو طرق اإلنتاجىت الطرق كما يكون االبتكار يف املؤسسة اإلنتاجية بشو . التنافسيةاملؤسسة لتغري قدرا

كاالبتكار أن االبتكار يساهم يف ظهور العديد من املؤسسات يف خمتلف الفروع اإلنتاجية .إخل... السلعي، االبتكار التنظيمي

:على املستوى القطاعي دورها : الفرع الثاينإن املقاولة الباطنية هي أهم أشكال التكامل الصناعي وقد تكون أيضا جتاري عن

توريد أو التكامل املوجود بني اخلدمات املختلفة سواء كانت الكربى الل طريق سالس .أو الصغرى

ن للمقاولة الباطنية الصناعية أمهية كربى يف دفع حركة املؤسسات الصناعية وهي إوظيفة صناعية أين يدمج فيها إنتاج مؤسسة ما مبؤسسات أخرى مع احلفاظ على

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

36

قدم التكنولوجي أصبح مهم واهم العوامل املولدة لوظيفة كما أن الت التامة،االستقاللية املقاولة الباطنية أشكاال عديدة ومنيز بني ثالثة أنواع سواء كانت املنتج املقاولة، كما تتخذ

.أو اخلدمات املقدمة للمؤسسة املستفيدة ط يعين تنفيذ األشغال بشىت أنواعها كالبناء والترميم و أيضا شرو :تنفيذ األشغال -

...)املنتج ،السوق (مسبقة األعمال كالدراسات املختلفة وهي أكثر املقاوالت الباطنية انتشارا يف الدول الصناعية ويعين تقدم املؤسسة : اإلنتاج -

حسب اخلصائص .. اآلالت ، واملكونات ، الصناعية قطاع الغيار واملعدات .واملواصفات اليت يريدها املستفيد من الصفقة

اخلدمات لصاحل خمتلف هاتقوم املؤسسات الصغرية و امل بأعمال عديدة من :اخلدمات - .املؤسسات كالدراسات الفنية والبحث والتطوير

: توسطةفعالية املؤسسة الصغرية و امل : الفرع الثالثمكانة هامة على املستوى اجلزئي ألا متتاز توسطةأخذت املؤسسات الصغرية و امل

دراسة الظواهر املتعلقة سواء بطرق اإلنتاج أو سلوك األفراد فيها ويعود باملرونة وسهولةإال أن ليس هناك ارتباط مباشر بني خمتلف ,ذلك أيضا لتنظيمها البسيط وحجمها الصغري

التغريات على املستوى الكلي للمؤسسة أو صعوبة تقييمها كمحيط اقتصادي تطور وضعت عقبات هامة يف حصر املتغريات ووضع .. .فعالية للسياسة االقتصادية ،لألسواق

)1( .هلا مناذج تنموية

.46العميد الركن الدكتور نبيل جواد، مرجع سبق ذكره ، ص - 1

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

37

:و تم النظريات اجلزئية باملؤسسات الصغرية و امل من خالل الدراسات التالية احملددات التنافسية القدرة على استعمال املعلومات العلمية والتكنولوجية. توسطةغرية و املوعية تنظيم املوارد البشرية يف املؤسسات الصن. االستثمار يف املواد واملعدات الثابتة. مرونة النشاط واملرونة املالية (املرونة(.

درجة الوميكن القول إن اهلدف االستراتيجي العام للمؤسسة الصغرية هو السوق ب ،االستثمار( و إذا أراد املسري توجيه املؤسسة حنو النمو سيقوم بتنمية املوارد ، وىلاأل

....)التكنولوجيا الهدف من تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: المطلب الثالث

ليس بسبب ،عنصرا أساسيا يف احلياة االقتصادية توسطةتعترب املؤسسات الصغرية و املعددها وتنوعها فحسب ولكن أيضا لتواجدها يف كل ااالت االقتصادية و مسامهتها يف

ت تبارها ميدانا لتجارب كل التحديااهلا مؤسسات كربى أو اعو إكم ،التنمية اجلهوية للتجديد الدائم للصناعة إا إن صح التعبري جمال للتجارب الصناعية ومصدر ، و التكيفاتأداة هامة ملئ الفراغ ملختلف احللقات توسطةوتعد املؤسسات الصغرية و امل، واخلدمات

ات الكربى باإلنتاج وتزودها مبا حتتاجه من مواد اإلنتاجية فتغذي إنتاج الشركات واملؤسس . ومنتجات نصف مصنعة حسب حاجات السوق احمللي وقد تتعدى بعض األسواق العاملية

: األهداف االقتصادية واالجتماعية .1على وضع قاعدة صناعية توسطةيقوم النشاط اإلنتاجي يف املؤسسات الصغرية و امل

أيضا تعمل على توازن اهليكل الصناعي يف خمتلف الفروع ختتلف من حيث الطبيعة والنوع الصغرية ؤسساتالصناعية مما يساهم يف تكوين توازن قطاعي وتوازن جهوي وبالتايل فامل

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

38

ومن الضروري وضع استراتيجيات إلصالح هذا اخللل ، هلا دور هام يف ذلك توسطةو املق التكامل الصناعي بني خمتلف الصناعات يف الدول النامية وتوسيع القاعدة الصناعية لتحقي

.والفروع

وخصوصا توسطةلقد أثبتت الدراسات أن املؤسسات الصغرية و امل:التنمية اجلهوية -املؤسسات الصناعية منها قادرة على االنتشار والتوسع اجلغرايف ألا تساهم يف تعميق نشر

تستطيع املؤسسات الصغرية ، وتمعأو املبادئ الصناعية االجيابية بني أفراد ا القيم: وخصوصا الصناعية منها وضع آلية ضرورية لتحقيق التنمية اجلهوية بتوفري الشروط التالية

.... و أماكن للسكن...) الطاقة ، منها الطرق (البنية التحتية تقوم املؤسسات الصغرية :تنويع وتوسيع تشكيلة املنتجات وخدمات اإلنتاج -على التنويع وابتكار منتجاا لكي تليب حاجات السوق احمللي وغزو األسواق توسطةو امل

. وتوفري فرص العمل و امتصاص ظاهرة البطالة .الدولية

:أهداف خاصة بالتجارة اخلارجية .2معاجلة اختالل ميزان املدفوعات بدرجات توسطةتستطيع املؤسسات الصغرية و امل

و تصدير سلع ، أتصنيع سلع بدال من استريادها ما عن طريقمتفاوتة يف دول العامل أوبطبيعة احلال فان هذه املؤسسات ختتلف باختالف الطبيعة إنتاجية وسيطة وائية للخارج

)1(.االقتصادية لكل دولة و إستراتيجيتهاإن التخطيط التنموي للمؤسسات الصغرية إلنتاج : حتقيق سياسة إحالل الواردات . أ

ه السوق احمللي له األهداف الوطنية األساسية يف االكتفاء الذايت الذي قد يساهم ما يتطلبوتتمكن من تنمية الصادرات إذا متكنت من حتقيق قدرا التنافسية ،يف إحالل الواردات

.48العميد الركن الدكتور نبيل جواد ، مرجع سبق ذكره، ص - 1

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

39

على الصعيد الدويل وجنحت اليابان يف ذلك بفضل سياساا لدعم التصدير و إحالل .الواردات

لقد برهنت العديد من الدول أن نشاط إعادة التصدير لعب دورا : تنمية التصدير . بفأملانيا على سبيل املثال هلا ، )كالنموذج األسيوي( كبريا وناجعا لتحقيق ضتها الصناعية

وقد ساعدها يف ذلك االنفتاح ، مؤسسة صغرية تصدر بصفة مباشرة ألف 200أكثر من ذات قدرة هائلة يف التصدير مثل توسطةامل الدويل حبيث أصبحت املؤسسات الصغرية و

.املؤسسات الكربى وال فرق بينهما إال يف التقنيات و األحجام

عموما نشري إال انه يف ظل ظروف معينة ميكن أن خيضع جزء هام من املؤسسات للتصدير إذ متكنت من حتسني قدرا املرونة والفعالية ويقظة توسطةالصغرية و امل

أو التدريب املتواصل للمنظمني واملوارد البشرية للوصول إىل األسواق التكنولوجيا :األجنبية يكون بعدة أشكال

.التصدير املباشر -

عن طريق وسطاء مثل مراكز التجارة ومراكز التصدير غري املباشر الذي مر - .الصادرات

ملنتجة ا توسطةاإلدماج املادي بواسطة املصنعني الكبار للمؤسسات الصغرية و امل - .للمكونات الداخلة يف الصادرات اليت تقوم بالتجميع من الباطن للصادرات

عموميات حول المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ل األول الفص

40

::خالصةخالصةتلعب دورا كبريا يف املعادلة توسطةكما رأينا فقد أصبحت املؤسسات الصغرية و امل

االقتصادية من خالل فرض نفسها كعميل اقتصادي فعال داخل منظومة بيئة األعمال ا يكتنف مفهومها من غموض نتيجة عدم إجياد تعريف دقيق يلقى قبوال ورغم م, املعاصرة

الشيء الذي مل مينع من وجود بعض احملاوالت ،عاما لدى اخلرباء واملفكرين وحىت الدول كذا الدول بناءا على مقومات بنائها االقتصادي ،يف تعريفها من طرف منظمات دولية

لكن . يف والشكل الذي يالءم وتريا اإلمنائية لظروف سائدة داخلها وكذا حتديد التصنذلك ال خيفي الدور املتناهي واملتزايد يف األمهية اليت تعكسها هذه املؤسسات يف دفع

األمر الذي ظهر جليا من خالل ،االجتماعي عجلة التنمية والنمو ببعدها االقتصادي ووما واكبها من تطور متسارع يف ،نية حلرب العاملية الثااالهتمام املتزايد ا خاصة بعد ا

يف توسطةمنط منو االقتصاد العاملي والذي صاحبه زيادة ثقل املؤسسات الصغرية و امل الكفاءة والفعالة يف خلق قيمة اقتصادية االقتصاديات القومية من خالل مسامهتها

بيئة األعمال اليوم من ثورة اجتماعية متطورة ومع املالمح اجلديدة اليت أصبحت متيز وتكنولوجيو معلوماتية وانفتاح األسواق وتقارب املسافات املدعومة أساسا من ظاهرة العوملة

تواجه مجلة حتديات مصاحبة أضحت املؤسسات توسطةجعلت املؤسسات الصغرية و املحث عن وجب ضرورة البأاألمر الذي ، مهددة من ورائها مبخاطر متس وجودها وكياا

.ف معها أفضل الطرق والوسائل للتعامل والتكي

1

نظري حول مدخـل

االقتصاديةالتنميـة

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

41

::يد يد ــــمهـمهـــــتت يت باهتمام كبري من طرف املفكرينتعترب التنمية االقتصادية من املواضيع اليت حظ

يف دول العامل الثالث و ذلك ألمهية التنمية والباحثني و من طرف الرؤساء السياسيني خاصةده، رة اتمع على االعتماد على نفسه و تطوير قدراته و قدرات أفراالتطور و قد إحداثيف

مع ضرورة التركيز على أولوية يئة املوارد احمللية للمساعدة على االندماج و املسامهة يف تقدم العمل و املشاركة يف إنتاجيةهذه البلدان و بلوغ عدد من معطيات التحديث مثل الزيادة يف

والقضاء مصنع القرار و تطوير املؤسسات و املرافق حبيث تسمح بفعالية و عقالنية النظام العاعلى الظروف اليت تسبب التخلف،هذا عن مدى أمهية و مكانة التنمية االقتصادية يف حياة

.اتمعات يف املاضي و احلاضر و انشغاال ألجيال املستقبل :التطرق يف هذا الفصل إىل ارتأيناو من أجل التعمق أكثر يف موضوع التنمية االقتصادية

.مي للتنمية االقتصاديةاملفاهي اإلطار: املبحث األول .نظريات التنمية االقتصادية: املبحث الثاين

.ماهية التنمية املستدامة: املبحث الثالث

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

42

..االقتصاديةاالقتصاديةاإلطار املفاهيمي للتنمية اإلطار املفاهيمي للتنمية : : األولاألولاملبحث املبحث ميكن النظر إىل عملية التنمية االقتصادية،على اعتبار أن هذه العملية من بني خصائص

م االقتصادي للعامل الرأمسايل،ألن الظروف اليت مرت ا الدول الرأمسالية خاصة مرحلة التقدمما دفعت هذه الدول إىل االخنراط يف مراحل النمو االقتصادي .ظهور الثورة الصناعية

يف التقدم املعاصر،أما العامل النامي اليوم فال ميكن أن يسعفه الزمن للوصول إىل تطلعاته نساين،مثلما وصلت إليه اتمعات الرأمسالية،باختاذ أسلوب النمو الرخاء املادي اإلو

االقتصادي طريقا إىل ذلك التقدم،بل أن األمر حيتاج إىل دفعات قوية يف عملية التنمية الشاملة .تضم كل قطاعات اتمع

.مفهوم التنمية االقتصادية: األولالمطلب

باختالف وف املدارس و الفترات الزمنية تاللقد اختلفت مفاهيم التنمية االقتصادية باخوجهات النظر،إذ أصبح من الصعب حتديد مفهوم واضح للتنمية االقتصادية و سوف نقوم

:باستعراض لبعض تلك املفاهيمالتنمية االقتصادية هي تقدم اتمع عن طريق استنباط أساليب إنتاجية أفضل ::تعريف أولتعريف أول

املهارات البشرية وزيادة رأس املال املتراكم يف اتمع على ورفع مستويات اإلنتاج من خالل مر الزمن،وال تتضمن التنمية االقتصادية تغريات اقتصادية معينة بل و تتضمن كذلك تغريات يف ااالت االجتماعية و اهليكلية و التنظيمية،و تتضمن التنمية االقتصادية زيادة الدخل

التقدم التكنولوجي يف اتمع دخار ،فالتراكم الرأمسايل والقومي احلقيقي و منه زيادة اال .1حتسن مستويات الصحة و املعيشة و التعلم للسكانو

،2004،مصر،عية رياا، سياساا،الدار اجلامحممد عبد العزيز عجمية،حممد علي الليب ، التنمية االقتصادية،مفهومها،نظ 1 .17-16 ص

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

43

لقد استخدم مفهوم التنمية يف علم االقتصاد للتدليل على عملية إحداث جمموعة ::تعريف ثاينتعريف ثاينالتطور الذايت من التغريات اجلذرية يف جمتمع معني،دف إكساب ذلك اتمع القدرة على

املستمر، مبعدل يصمن التحسن املتزايد يف نوعية احلياة لكل أفراده،مبعىن زيادة قدرة اتمع على االستجابة للمتطلبات األساسية و احلاجات املتزايدة ألعضائه،بالصورة اليت تكفل زيادة

تصادية املتاحة درجات إشباع تلك احلاجات عن طريق الترشيد املستمر الستغالل املوارد االق .)1(و حسن توزيع عائد ذلك االستغالل

مبوجبها الدخل يرتفع،بأن التنمية االقتصادية هي عملية جريار دمرييو يرى ::تعريف ثالثتعريف ثالثالوطين احلقيقي خالل فترة من الزمن، أي لتحقق التنمية جيب ارتفاع الدخل الوطين مع

.)2(طويلة استمرارية هذا االرتفاع و مواصلته لفترة زمنيةتغريات جذرية يف إجراءإن التنمية االقتصادية هي عملية متعددة تتضمن ::تعريف رابعتعريف رابع

جنب مع إىلاهلياكل االجتماعية و السلوكية و الثقافية،و النظم السياسية و اإلدارية ،جنبا ر زيادة معدالت النمو االقتصادي و حتقيق العدالة يف توزيع الدخل الوطين،و استئصال جذو

.)3( الفقر املطلق يف جمتمع ماالتنمية االقتصادية هي عملية بالغة الدقة، تتمثل يف النهاية يف االرتقاء املنظم ::تعريف خامستعريف خامس

بإنتاجية العمل من خالل تغيريات هيكلية تتناول ظروف اإلنتاج االجتماعي و استخدام .)4( ردية و االجتماعيةوسائل إنتاج أحدث و أكثر كفاية،مع إشباع متزايد للحاجات الف

باتر حممد علي وردم، خماطر العوملة على التنمية الشاملة املستدامة ،دار األهلية للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن ،طبعة 1 .140نص1،2003 .50ص،1997عمان ، األردن، امساعيل شعباين، مقدمة يف اقتصاد التنمية ،دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع،.د 2 .198-197ص،1991رمزي علي ابراهيم سالمة،اقتصاديات التنمية ،دار اجلامعية للطباعة و النشر ،اإلسكندرية، 3 .53ص، 1983حممد أمحد الدوري، التخلف االقتصادي ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ، 4

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

44

و هو تعريف يتضمن تعبئة املوارد األولية و أدوات العمل الالزمة لإلنتاج،و توظيف األيدي العاملة و املنتجة املؤهلة،و تطوير شامل للعالقات اإلنتاجية مبا يؤدي إىل زيادة إشباع

.احلاجات

تأخذ سياسة التنمية و يتضح من خالل التعريفات السابقة أن أي دولة من الدول اليتاالقتصادية،إمنا حتاول جاهدة عن قصد و عمد تنمية مواردها و اقتصادها القومي دف حتقيق

حىت واضحة يف معدالت الدخل القومي مبعدل أكرب من الزيادة يف النمو السكاين،ة زيادال ميكن يتحقق بالتايل زيادة متوسط نصيب الفرد من الدخل احلقيقي، ومن هنا فإن التنمية

.أن تتحقق من تلقاء نفسها ،و إمنا بالتخطيط العلمي الدقيق

و لذا نرى أن عملية التنمية االقتصادية تتضمن كل هذه التعريفات السابقة، سواء .ارتباطها باملوارد البشرية أو املادية أو كيفية استغالهلا وزيادا

جال اقتصاديات التعليم هي كيفية و ميكن أن تعرف التنمية االقتصادية و اليت ترتبط مب استغالل املوارد و توزيعها يف املدى القريب و التقيد،أي اتصاهلا بالعملية التخطيطية،ومما سبق نستطيع أن نستنتج أن عملية التنمية االقتصادية هي عملية االنتقال من الوضع االجتماعي

لقومي من حالة التخلف إىل حالة املتخلف إىل الوضع االجتماعي املتقدم،أي نقل االقتصاد ا .التقدم

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

45

محددات التنمية االقتصادية: الثانيالمطلب

إذا افترضنا أن زيادة الدخل احلقيقي يتبعها حتقيق املعايري اخلمس األخرى للتنمية ، وهنا نتحدث اإلمجايلاالقتصادية،كمحددات النمو االقتصادي،أي كمحددات لنمو الناتج

اخلاصة اإلمكانيات،فنذكر القروض األساسية اليت مت اشتقاق منحىن نتاجاإل إمكانيةعن يف إطارها خاصة الفرضيتني اخلاصتني بثبات حجم املوارد املتاحة و اآلخر اخلاص باإلنتاج

.احملددين األساسيني للتنمية باعتبارمهابثبات املستوى التقين :زيادة املوارد املتاحة .1

دة حجم املوارد متاما بعد أجل يف املدى الطويل كأن تنمو القوى باعتبار أن باإلمكان زياالعاملة عدديا،و أن تتطور املهارات و الكفاءات عن طريق التعليم و التدريب ،و أن تستصلح

،أو أن يتم تنمية عمليات املوارد املائية عن طريق أراضي جديدة و تنمية ثروات مسيكة إضافية و حفر اآلبار اجلوفية، كل ذلك من شأنه أن يؤدي إىل زيادة الطاقة إقامة اخلزانات و السدود

اإلنتاجية لالقتصاد، حبيث ميكن زيادة إنتاج بعض أو مجيع السلع و اخلدمات دون نقص .إنتاج البعض اآلخر

:التكنولوجيالتقدم .2

،و لكن عن طريق التقدم اإلنتاج إمكانياتميكن كذلك حتقيق ذات الزيادة السابقة يف عن طريق استخدام إنتاجهالتقين،فباإلمكان استخالصه عن زيادة حجم املوارد بزيادة ا

للموارد و عادة ينعكس التقدم اإلنتاجيةترفع من الكفاءة إنتاجيةتقنيات أو أساليب و فنون التقين على حتسني كفاءة اآلالت و املعدات أي األصول الرأمسالية،و قد يشمل كذلك

اإلنتاجأحد فرعي إنتاجو قد يتحقق التقدم التقين يف اإلدارةالتنظيم و التحسني يف أساليبدون اآلخر،و يقال له التقدم التقين املتحيز،و قد يكون التقدم التقين شامال أو حمايدا،أي يؤثر

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

46

،و يف كلتا احلالتني،فإن التقدم التقين أثرا مماثل اإلنتاجيف خمتلف فروع اإلنتاجيةعلى إجيابا ألثر الزيادة يف حجم املوارد، حيث يؤدي إىل دعم إمكانيات اإلنتاج املنادية لالقتصاد، متاما

آخر و إذا متت زيادة حجم املوارد املتاحة،أو منى التقدم التقين بشكل مستمر و دائم عام بعد مت ،يصبح بإمكان حتقيق مناء الناتج اإلمجايل احلقيقي مبعدل يفوق معدل النمو السكاين،فإذا ما

توزيعه بصورة عادلة بني السكان و استغل جزء منه يف االرتقاء بباقي مظاهر التخلف أمكن .)1(حتقيق التنمية االقتصادية الشاملة بشكل دائم

أهداف التنمية االقتصادية: الثالثالمطلب

ت التنمية هي مزيج من التطبيق الفكري و الفهم العلمي و النظري مبا جيب أن جتربه اتمعاالفقرية و املتخلفة من تعديالت يف هياكلها االقتصادية و االجتماعية و الثقافية، دف حتقيق

تضمنته حياة أفضل ،و أياما كان املفهوم اخلاص للحياة األفضل يف املفهوم العام هلا و الذي :التنمية يعين حتقيق أهداف املستخلصة يف الشكل التايل

.51ص،2001، بريوت،عزيز بشري طاهر ،التخطيط االقتصادي ،دار النهضة للطباعة و النشر. د 1

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

47

.اجلوهرية للتنمية االقتصادية األهداف: 1الشكل رقم

رمزي علي إبراهيم سالمة، اقتصاديات التنمية ، الدار اجلامعية للطباعة و النشر :املصدر

.113ص،1991،اإلسكندرية،،حدد أهداف التنمية اليت 2000اخلاص باألمم املتحدة يف سبتمرب ةاأللفيغري أن إعالن

:لى حتقيقها يف جيب العمل ع .القضاء على الفقر املدقع و اجلوع .1

.على أكثر كقدير 2015تعميم التعليم االبتدائي حبلول سنة .2

.2015تعزيز املساواة بني اجلنسني يف مجيع مراحل التعليم حبلول سنة .3

.،و غريه من األمراض املعدية األخرىمكافحة فريوس االيدز .4

.كفالة االستدامة البيئية .5

.اكة عاملية من أجل التنميةإقامة شر .6

األهداف اجلوهرية للتنمية االقتصادية

املأكل، امللبس، املسكن، العالج :إشباع احلاجات األساسية و احلماية من األخطار املختلفة

رفع مستوى معيشة األفراد بزيادة الدخول و زيادة فرص التشغيل و رفع مستوى التعليم،كما باالرتقاء بالقيم اإلنسانية

توسيع نطاق االختيارات االقتصادية و االجتماعية املتاحة ختليصهم من العبودية و لألفراد و األمم، وذلك عن طريق

االعتمادية ،و ليس يف عالقام مع الناس و الدول بل أيضا .حتريرهم من قوى اجلهل و املأساة االنسانية

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

48

..نظريات التنمية االقتصاديةنظريات التنمية االقتصادية:: الثاينالثايناملبحث املبحث إن التنمية ليست ظاهرة اقتصادية صافية، مبعىن أا جيب أن تتضمن أكثر من اجلانب املادي و اجلانب املايل حلياة الناس،و لذلك فإن التنمية جيب أن تفهم بوصفها عملية متعددة

يم و إعادة توجيه لألنظمة االقتصادية و االجتماعية على حنو شامل، األبعاد تتضمن إعادة تنظفضال عن التحسينات يف الدخل و اإلنتاج،و هنا حناول أن نستكشف التطور الفكري لرؤية التنمية و أسباب حصوهلا يف دول دون األخرى،و ذلك مبراجعة نظريات التنمية اليت تعترب

.ديةمدخل لدراسة ظاهرة التنمية االقتصا النظرية التقليدية للتنمية: األولالمطلب

إن األدب االقتصادي حول التنمية االقتصادية بعد احلرب العاملية الثانية كانت قد هيمنت

:عليه أربعة أمناط فكرية رئيسية

.منوذج منو املراحل اخلطية .1 .نظرية و أمناط التغيري اهليكلي .2 .ثورة االعتماد الدويل .3 .ي احلديثالنموذج الكالسيك .4

رأى املنظرون يف عقد اخلمسينات و بداية عقد الستينات من القرن العشرين املاضي أن عملية التنمية بوصفها سلسلة من املراحل متتابعة من النمو االقتصادي اليت متر ا كل

و اليت تتضمن الكمية الصحيحة و اخلليط الدول،و ابتداء كانت نظرية اقتصادية للتنميةمن االدخار و االستثمار و املساعدة األجنبية ،و كل هذه العناصر كانت ضرورية الصحيح

لتمكني الدول النامية للتقدم على النمو االقتصادي الذي اتبعته تارخييا الدول املتقدمة ،

هكذا أصبحت التنمية مرادف للنمو االقتصادي الكلي السريع، إن مدخل املراحل اخلطية و

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

49

يف عقد السبعينات من القرن العشرين املاضي مدرستني اقتصاديتني هذا كان قد حل حمله متنافستني، األوىل ،و هي اليت ركزت على نظريات و أمناط التغيري اهليكلي مستعملة النظرية االقتصادية احلديثة و التحليل اإلحصائي يف حماولة لعرض العملية الداخلية للتغيري اهليكلي

النامية إذا أرادت أن تنجح يف خلق عملية منو اقتصادي سريعة الذي جيب أن متر به الدول ومتواصلة ، الثانية ،و هي ثورة االعتماد الدويل و قد كانت ذات توجه سياسي و ثوري أكرب ، وكانت تنظر إىل التخلف بصيغة العالقات بني القوة احمللية و القوة الدولية،و بصيغة

) Dual économies(مزدوجة تاقتصاديانتج من ما ،و ةاملؤسسيمجود اهلياكل االقتصادية (و جمتمعات مزدوجة كالمها ضمن الدول و بني الدول يف العامل، متيل نظريات التبعية

Dependeny théories ( اىل أن تركز أو تؤكد على قيود سياسية و مؤسسية تقيد التنميةت رئيسية جديدة من أجل سياسا إىلاالقتصادية،و كان التأكيد قد وضع على احلاجة

التخلص من الفقر و لتوفري فرص عمل متنوعة أكثر و تقليل التفاوت يف توزيع الدخل و عرب معظم عقد الثمانينات و بداية عقد التسعينات من القرن العشرين املاضي مدخال رابعا، أنه

حلر املفيد الذي يلعبه السوق ا املدخل الكالسيكي احلديث الذي يؤكد على الدور،إن الفشل يف التنمية استنادا ؤةالكفاملفتوحة و خصخصة الشركات العامة غري تاالقتصادياو

هذه النظرية أو هذا النموذج ليس بسبب القوى االستغاللية الداخلية و اخلارجية كما إىلهو بسبب أو هو نتيجة لكثري من التدخل والتنظيم احلكومي يف إمناتعرضها نظرية التبعية،و

.)1(قتصاد الوطيناال

124-123،ص 2010حممد صاحل تركي القريشي ، علم اقتصاد التنمية ،دار إثراء للنشر و التوزيع، عمان ،طبعة أوىل، 1

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

50

المساهمات الحديثة في نظرية التنمية: الثانيالمطلب

يف التنمية االقتصادية ،أصبحت مؤثرة يف عقد التسعينيات من مثة نظريات عدة جديدة و العشرين أكدت على القرن العشرين املاضي و السنوات املبكرة من القرن احلادي

بني شروط عدة ضرورية للتنمية الناجحة، ) complémentarités(واملتممات تاملتكامالجتلى هذا االهتمام يف ظهور عدد من النظريات و املدارس الفكرية اليت ركزت اهتمامها و

على ضرورة إحداث تغريات هيكلية يف النشاط االقتصادي للدول النامية، مبا يتفق مع .املتقدمةمشكالا اليت ختتلف يف طبيعتها عن تلك السائدة يف الدول

)نظرية النمو املتوازن:(نظرية الدفعة القوية .1

و يرى مؤيدوها أن يكون برنامج التنمية يف الدول النامية شامال لكافة القطاعات كل .حسب حاجته،و ذلك نتيجة لتشابك اليت يعد كل منها سوقا للبقية

ر رؤؤس الذي يؤكد على ضرورة توف – رودان -نروز نشتا يتنسب هذه النظرية إىل أموال ضخمة حملية و أجنبية،و القيام باستثمارها يف إنشاء قاعدة صناعية و مشروعات عامة

و تؤكد على حتمية التصنيع و أمهيته الذي حيتاج إىل .)1( متعددة،تشرف عليها احلكوماتت من االنطالق،فإذا مل تتوفر دفعة التمويل القوية،فإن االستثمارا االقتصادرأمسال أويل ميكن

التدرجيية ستتالشى دون أن تفلح يف انطالق الصناعة فهو يرى أن التقدم خطوة لكن يكون له تأثري فاعل يف كسر احلواجز و القيود و كسر احللقة املفرغة اليت تعيشها البلدان املتخلفة،بل

الركود إىليتطلب األمر حدا أدىن من اجلهد اإلمنائي ليتسىن لالقتصاد االنطالق من مرحلة من الدخل الوطين %13.2مرحلة النمو الذايت،و هذا يعين حدا أدىن من االستثمار،يقدر ب

يف تربيره للدفعة رودانخالل اخلمس سنوات األوىل من التنمية مث يرتفع تدرجييا،و ينطلق

.83،ص1980دار النهضة العربية،بريوت، مدحت حممد العقاد، مقدمة يف التنمية و التخطيط، - 1

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

51

القوية من فرضية أساسية مفادها أن التصنيع هو سبيل التنمية يف البلدان املتخلفة،و جمال .)1(فائض العمالة املتعطلة جزئيا أو كليا يف القطاع الزراعي الستيعاب

األسلوب األول يتم بتوجيه موارد الدولة أن هناك أسلوبان للتصنيع رودانو يرى إلقامة الصناعات الثقيلة و االستهالكية بغرض حتقيق االكتفاء الذايت، و هو أسلوب مكلف

عن التشغيل األمثل للموارد ألنه يتجاهل وحيمل األجيال تضحيات ضخمة ،كما أنه يبتعدمزايا التخصص و تقسيم العمل،أما األسلوب الثاين فيتم بقيام الدول املتقدمة باستثماراا املباشرة و الغري املباشرة يف الدول املختلفة،و يعتقد هذا األسلوب بفعل مزايا التخصص ،فهو

و هو ما جعله ينادي بضرورة تدخل الدولة مفيد للبلدان املختلفة و املتقدمة على حد سواء، .)2( التحتية البيناملضيفة لتوفري خدمات رأس املال االجتماعي و

إىلو يؤكد املؤيدون لفكرة الدفعة القوية بأن االستثمار على نطاق واسع سوف يؤدي تفاع ،و بالتايل ارلالدخارحصول زيادة سريعة يف الدخل الوطين ،ومن مث زيادة امليل احلدي

حجم االدخار،و بذلك فإن عملية التنمية حتدث نتيجة لالستثمار الذي جيب أن يتم يف مجيع القطاعات دفعة واحدة،و هو ما جعله يؤيد تؤكد عليه هذه النظرية هو التوسع املتزامن جلميع

.قطاعات االقتصاد الوطين :نظرية النمو غري املتوازن .2

ن تركيز الدولة لربامج و خمططات التنمية على يرى أنصار هذه النظرية ضرورة أن يكوقلة املوارد املالية،و يرون أن إتباع هذا األسلوب هو و ذلك بسبب .قطاع رئيسي ورائد

لدفعة القوية و النمو املتوازن هذا يف اعتراض واضح على مؤيدي ا.األفضل للدول النامية

.88ص،2007و سياسات و موضوعات،دار وائل للنشر ،عمان،األردن ،مدحت القريشي، التنمية االقتصادية ،نظريات - 1

عبد اجلبار محد عبيد البهاين،الوجيز يف الفكر االقتصادي الوضعي و اإلسالمي ،دار وائل للنشر و التوزيع نعمان، - 2 .179ص، 1 200طبعة أوىل، األردن،

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

52

نمو غري املتوازن من خالل كتابه هريمشان الذي قدم نظريته من ال يرى االقتصادي األمريكيوأن عملية التنمية م على أساس تنمية قطاعات رائدة يف " االقتصادية إستراتيجية التنمية"

.)1( االقتصاد و اليت تساعد بدورها القطاعات التابعة على النمو :نظرية أقطاب النمو .1.2

ب النمو اليت ال خيتلف كان الفرنسي فرانسوا بريوا أول من شرح ما مسي بنظرية أقطاو هي املناطق األكثر تقدما و اجتماعيا من .)2(جوهرها عما شرحه هري مشان يف نظريته

املناطق األخرى ،مثل املراكز احلضرية مقابل املناطق الريفية يف الدول األقل منوا،و يتجه ات توي على صناعة أو صناعالنشاط االقتصادي للتوطن حول هذه املناطق ،فالقطب حي

لكنه يتجاوزها من حيث تأثريه،و بفضل تأثري املراكز احلضرية حتفز النمو الذي ينتشر حمركة وسائر املناطق يف الوطن، و يرى أن التنمية الصناعية ال حتدث يف كل مكان و إىلمع الوقت

أقطاب تنموية بدرجات متفاوتة من النمو ،و بالتايل ومعينة أدفعة واحدة ،بل حتدث يف نقاط .)3(تنشر تأثرياا يف اجلهات ااورة عرب قنوات لتمس خمتلف جوانب االقتصاد الوطين

و لقد استعملت نظرية فرانسوا بريو يف النمو ليس فقط لتفهم التركيب الوسطي وتنظيمه،و إمنا كوسيلة حلل املشاكل اجلهوية على املستوى الدويل و يف خمتلف األنظمة

،فهو يستعمل نظرية املوقع اليت تطالب بأن يؤخذ البعد املكاين بعني )4( االقتصادية و السياسيةاالعتبار عند التخطيط،لكون املستوى التنموي خيتلف باختالف املوقع و البعد من املراكز

.احلضرية

.87ص ،1997تصادي ،دار وائل للنشر ،عمان، طبعة ثانية،حريب حممد موسى عريقات ،مقدمة يف التنمية و التخطيط االق 1 .100مدحت القرشي ،مرجع سابق ،ص 2 .145،ص1983فرانسوا بريو ،فلسفة لتنمية جديدة ،املؤسسة العربية للدراسات و النشر،بريوت، 3 .47ص ،1987اجلامعية، اجلزائر،بشري حممد التيجاين ،مفاهيم وأراء حول تنظيم اإلقليم و توطن الصناعة،ديوان املطبوعات 4

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

53

:نظرية هريمشان يف الصناعات احملركة. 2.2أو صناعات حمددة،ذات حسب هريمشان فإن الدفعة القوية للنمو جيب أن تتركز يف قطاعات

أثر حاسم يف حتفيز استثمارات أخرى مكملة،بدال من توزيعها على جبهات كثرية تتفاوت الربنامج االستثماري يف إطار إستراتيجية يف درجة أمهيتها ،و لكن املشكلة الرئيسية يف تنفيذ

من الصناعات النمو غري املتوازن تكمن يف حتديد أولوية االستثمار يف األنشطة الرائدة واملشروعات اليت جيب أن تبدأ ا التنمية،و يقول هريمشان إن التنمية االقتصادية اختذت يف الواقع شكل انطالق بعض قطاعات االقتصاد الوطين حنو التنمية أو التقدم، ومن مث تقوم

ليت القطاعات احملركة بتحريض القطاعات األخرى،و هي النظرية املناسبة للدول املتخلفة ا .يعوزها القدرة على اختاذ قرارات استثمارية مبا يوفر من املوارد النادرة

:نظرية الصناعات املصنعة .3.2

إن أقطاب التنمية اليت تكلم عنها فرانسوا بريو ال ميكن أن تقوم بدورها احملرض لعملية التنمية تطيع أن تكون حوهلا شبكة إال إذا كانت نواا صناعة ثقيلة،ألن الصناعة الثقيلة هي اليت تس

على نوع خاص من الصناعات جريار دو برينيسمن االرتباطات األمامية و اخللفية،و يركز اليت تتمثل وظيفتها االقتصادية األساسية يف " الصناعات املصنعة " الثقيلة يعرف باسم

التجهيزات تغيري بنيوي يف مصفوفة العالقات بني القطاعات املختلفة بفضل استخدام إحداثأن االقتصاد ككل،و يرى إنتاجيةالعوامل أو إنتاجيةاحلديثة يف االقتصاد الوطين،من أجل رفع

حتوالت البىن االقتصادية ستنعكس على البىن االجتماعية و الثقافية،و يؤدي تغيريها بالكيفية :اليت ختدم عملية التصنيع ذاا،و حىت تقوم ذا الدور جيب أن تكون

بنسبة مرتفعة يف تكوين الناتج الوطينتساهم.

مستقلة عن مصادر التمويل و مراكز التصنيع اخلارجية.

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

54

1( أن تكون هناك أنشطة اقتصادية تستخدم منتجات هذه الصناعات كمدخالت هلا(.

:و ميكن حصر احلجج املؤيدة آللية التنمية غري املتوازنة يف اآليت

تحكم فيها د من األنشطة االقتصادية إىل اليؤدي تركيز االستثمارات يف عدد حمدو .االستخدام األمثل ملا هو متاح من عوامل التنميةو

ة بعناية إىل من املشروعات التنموية املختاريؤدي تركيز االستثمارات يف عدد حمدود .حتريض النمو و تسريعه

ميكن أن يكون منتج املؤسسة أكثر مالئمة من التكنولوجية املستورة. .سياسات التنمية االقتصادية و مؤشرات قياسها: الثالثطلب الم

..سياسات التنمية االقتصاديةسياسات التنمية االقتصادية: : الفرع األولالفرع األول :تتجلى سياسات التنمية االقتصادية يف

تتميز بضرورة الشروع بإقامة اهلياكل و توفري املهارات الفنية األساسية لذلك البد منالتنظيمات االجتماعية ياكل االقتصادية والتركيز على إعداد الكوادر الفنية وإقامة اهل

.السياسية ضمن إطار اقتصادي موجه حنو حتقيق التنمية السريعةو إنشاء الطرق و املواصالت تركز على زيادة رأس املال االجتماعي و االستثمار يف

اخل،و قد يتطلب حتقيق ذلك...و مشروعات الري و السدود وحمطات توليد الطاقة الكهربائية .االستعانة بالقروض األجنبية سواء من املنظمات الدولية أو باالتفاقيات مع بعض األقطار

تتميز بتبين برامج معينة للتصنيع و تطوير القطاع الزراعي،و قد جتد معظم األقطارالنامية نفسها عاجزة عن توفري العمالت الصعبة الالزمة لتمويل هذه الربامج مما حيتم عليها

1 -Gérard de bernis, Industries industrialisantes et le contenu d'un politique régionale, Parie 1966, p417.

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

55

تثمارات خاصة يف الصناعات التصديرية،اليت تعترب ئة مواردها الداخلية حنو االسضرورة تعب .املصدر األساسي للحصول على العمالت الصعبة

تتميز بزيادة الصادرات احمللية بصورة كبرية،حبيث يتم االعتماد بدرجة كبرية علىاالسترياد على أسس إيرادات التصدير يف مواجهة متطلبات التنمية و متويل نسبة كبرية من

.جتارية ..مؤشرات قياس التنمية االقتصاديةمؤشرات قياس التنمية االقتصادية::الفرع الثاين الفرع الثاين

تطرح فكرة التنمية ذاا ضرورة القياس سواء لصياغة السياسات و اخلطط و حتديد األهداف،أو لتقييم النتائج،ونظرا للتحوالت الواسعة يف مفهوم التنمية،فإن املؤشرات عرفت

اور عدة بدءا من مقاييس النمو االقتصادي إىل املؤشرات بدورها تطورات هامة على حم .االجتماعية و األدلة املركبة

:املؤشرات االقتصادية ..11تصف هذه املؤشرات خصائص اجلهاز االقتصادي االجتماعي للبلد،و ميكن أن تقدم تصف هذه املؤشرات خصائص اجلهاز االقتصادي االجتماعي للبلد،و ميكن أن تقدم على شكل معدل متوسط من كتلة إمجالية كالدخل السنوي للفرد،أو على شكل نسب على شكل معدل متوسط من كتلة إمجالية كالدخل السنوي للفرد،أو على شكل نسب

،كمعدل التصدير أو االسترياد أو الديون،أو تقدم ،كمعدل التصدير أو االسترياد أو الديون،أو تقدم )) GGNNPP((ناتج القومي اإلمجايلناتج القومي اإلمجايلخمتلفة من الخمتلفة من العلى شكل نسب فيما بينها كخدمة الدين بالقياس إىل قيمة الصادرات،و أبرز هذه املؤشرات على شكل نسب فيما بينها كخدمة الدين بالقياس إىل قيمة الصادرات،و أبرز هذه املؤشرات

..الكلي أو للفردالكلي أو للفرد GGDDPP أوأو GGNNPP اإلمجايلاإلمجايلالناتج القومي أو احمللي الناتج القومي أو احمللي إنفاقها إنفاقها ور و ظروف العمل و دخل األسرة و ور و ظروف العمل و دخل األسرة و و يتجلى ذلك يف العمالة و البطالة و األجو يتجلى ذلك يف العمالة و البطالة و األج

..اخلاخل......الصحيةالصحيةاالستهالك و اخلدمات التعليمة واالستهالك و اخلدمات التعليمة و توزيع الثروة و أسعارتوزيع الثروة و أسعارو االدخار واالستدانة وو االدخار واالستدانة و

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

56

:املؤشرات االجتماعية ..22ظهرت حركة املؤشرات االجتماعية يف أواخر الستينيات ملعاجلة نقائص املؤشرات ظهرت حركة املؤشرات االجتماعية يف أواخر الستينيات ملعاجلة نقائص املؤشرات

و التغريات االجتماعية ،االقتصادية من خالل توسيع و التغريات االجتماعية ،االقتصادية من خالل توسيع املتعارف عليها للتعبري عن الوقائع املتعارف عليها للتعبري عن الوقائع التحليالت اإلحصائية االقتصادية لتضم طيفا واسعا من القضايا االجتماعية و منها،ختطيط التحليالت اإلحصائية االقتصادية لتضم طيفا واسعا من القضايا االجتماعية و منها،ختطيط التنمية و تقييم التقدم يف حتقيق أهدافها،و دراسة بدائل للسياسات املتبعة من أجل اختيار التنمية و تقييم التقدم يف حتقيق أهدافها،و دراسة بدائل للسياسات املتبعة من أجل اختيار

ماعي العميق لألفراد ماعي العميق لألفراد اطق االهتمام االجتاطق االهتمام االجتأكثرها مالئمة،و توجهت هذه املؤشرات إىل منأكثرها مالئمة،و توجهت هذه املؤشرات إىل منو تستعمل بشكل شائع كتقريب و تستعمل بشكل شائع كتقريب ..األسر مثل تلبية احلاجات األساسية و توفري النمو و الرفاهاألسر مثل تلبية احلاجات األساسية و توفري النمو و الرفاهوو

ألمور كالعدالة و األمن و التعليم و عناصر أخرى يف السياسة االجتماعية ألمور كالعدالة و األمن و التعليم و عناصر أخرى يف السياسة االجتماعية و قياس جزئيو قياس جزئي ..اخلاخل......مؤشرات الصحة و الوفياتمؤشرات الصحة و الوفيات::مثلمثل

:سيةمؤشرات احلاجات األسا ..33لدورة يف قياس التنمية ،جرت حماوالت عديدة لتالقي لدورة يف قياس التنمية ،جرت حماوالت عديدة لتالقي GGNNPPنتيجة للقصور يف أداء ال نتيجة للقصور يف أداء ال

إىل استحداث املؤشرات إىل استحداث املؤشرات GGNNPPذلك القصور و تنوعت اجتاهاا و منهجياا من تصحيح ال ذلك القصور و تنوعت اجتاهاا و منهجياا من تصحيح ال االجتماعية ومنظومة احلسابات االجتماعية و األدلة املركبة للتنمية،كما أخفقت البحوث يف االجتماعية ومنظومة احلسابات االجتماعية و األدلة املركبة للتنمية،كما أخفقت البحوث يف

و مل و مل ..للفردللفرد GGNNPPالجتماعية يف تقدمي بديل شامل سريع التقبل على غرار الـ الجتماعية يف تقدمي بديل شامل سريع التقبل على غرار الـ املؤشرات ااملؤشرات ااخلدمات اخلدمات من قياس اإلنتاج املادي للسلع ومن قياس اإلنتاج املادي للسلع و تفلح جهود تطوير أدلة مركبة لتقدم مقاييس أفضلتفلح جهود تطوير أدلة مركبة لتقدم مقاييس أفضل

أو غري ذلك ،و قد أو غري ذلك ،و قد " " االجتماعياالجتماعي""أوأو" " الرفاه االقتصاديالرفاه االقتصادي""و و ""نوعية احلياة نوعية احلياة " " و لتعرب عن و لتعرب عن إن استعمال إن استعمال ""يجة مراجعتهم هلذه املقاربات و املفاهيم يجة مراجعتهم هلذه املقاربات و املفاهيم نتنت هايكس وستريتنيهايكس وستريتنياستخلص استخلص

أمهية ،خصوصا إذا كان العمل أمهية ،خصوصا إذا كان العمل GGNNPP املؤشرات االجتماعية و البشرية هو أكثر املكمالت لـاملؤشرات االجتماعية و البشرية هو أكثر املكمالت لـ،و يتجلى ذلك يف قياس ،و يتجلى ذلك يف قياس ""على املؤشرات يطال املناطق املركزية ملقاربة احلاجات األساسية على املؤشرات يطال املناطق املركزية ملقاربة احلاجات األساسية

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

57

قياس عرض السلع و اخلدمات،حتديد قياس عرض السلع و اخلدمات،حتديد ية،ية،االستهالك،قياس جهود منظومة اخلدمات العموماالستهالك،قياس جهود منظومة اخلدمات العموم ..فجوة إشباع احلاجات األساسية،تقييم أثر السياسات االقتصادية مثل سياسات اإلصالحفجوة إشباع احلاجات األساسية،تقييم أثر السياسات االقتصادية مثل سياسات اإلصالح

:اه ونوعية احلياةفمؤشرات الر ..44 ::قياس الرفاهقياس الرفاه .. أأ

يدور جدل حول الدخل مقابل اإلنفاق كمعيار يف الرفاه،و يربز هذا اجلدل جزئيا من يدور جدل حول الدخل مقابل اإلنفاق كمعيار يف الرفاه،و يربز هذا اجلدل جزئيا من بنسبة تتراوح بني بنسبة تتراوح بني العائلة يفوق عادة دخلهاالعائلة يفوق عادة دخلها إنفاقإنفاقر عادة أن ر عادة أن واقع أن بيانات العائلة تظهواقع أن بيانات العائلة تظه

من السكان،ما يعين عدم دقة يف أحد املقاييس أو فيهما معا،و تتميز بني ثالث من السكان،ما يعين عدم دقة يف أحد املقاييس أو فيهما معا،و تتميز بني ثالث 9090%%--8080أدلة الرفاه احلقيقية،و اإلنفاق الكلي و الدخل الكامل،و يف دراسة أدلة الرفاه احلقيقية،و اإلنفاق الكلي و الدخل الكامل،و يف دراسة ::مقاربات لقياس الرفاه هيمقاربات لقياس الرفاه هي

دخل األسرة للفرد،إنفاق دخل األسرة للفرد،إنفاق : : لة لقياس الرفاه الفردي هيلة لقياس الرفاه الفردي هيمؤشرات حمتممؤشرات حمتم أخرى استعملت مخسةأخرى استعملت مخسةاألسرة اجلمايل للفرد،إنفاق األسرة على الغذاء للفرد،عدد السعرات احلرارية لدى األسرة األسرة اجلمايل للفرد،إنفاق األسرة على الغذاء للفرد،عدد السعرات احلرارية لدى األسرة

. . للفرد،نسبة األنفاق على الغذاء إىل اإلنفاق الكلي لألسرةللفرد،نسبة األنفاق على الغذاء إىل اإلنفاق الكلي لألسرة ::نوعية احلياةنوعية احلياة .. بب

كون مصدر االهتمام القناعة بأن كون مصدر االهتمام القناعة بأن إن االهتمام العاملي بنوعية احلياة حديث نسبيا،و قد يإن االهتمام العاملي بنوعية احلياة حديث نسبيا،و قد يين،ونوعية ين،ونوعية التقالتقنوعية احلياة ليست بالضرورة نامجة عن أو متماشية مع التقدم االقتصادي أو نوعية احلياة ليست بالضرورة نامجة عن أو متماشية مع التقدم االقتصادي أو

" " الرغباتالرغبات""احلياة تعبري ذايت جدا عن رفاه الفرد أو شعوره ذا الرفاه،و قد تعرب عن مجلة من احلياة تعبري ذايت جدا عن رفاه الفرد أو شعوره ذا الرفاه،و قد تعرب عن مجلة من السالم السالم األمن واألمن و،و تتجلى عموما يف ،و تتجلى عموما يف اليت عندما تؤخذ معا جتعل الفرد سعيدا أو راض عن حياتهاليت عندما تؤخذ معا جتعل الفرد سعيدا أو راض عن حياته

..الذايتالذايت الرضاالرضاوتكافؤ الفرص و املشاركة و وتكافؤ الفرص و املشاركة و :مؤشرات األدلة املركبة ..55

تبني كمية األعمال الكبرية املكرسة لألدلة املركبة احلاجة إىل رقم وحيد سريع التناول تبني كمية األعمال الكبرية املكرسة لألدلة املركبة احلاجة إىل رقم وحيد سريع التناول " " التنمية االجتماعيةالتنمية االجتماعية""مؤشرا خاما عن مؤشرا خاما عن ليكونليكون GGNNPP//PPccغرار الـ غرار الـ وسهل االستعمال على وسهل االستعمال على

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

58

و بعضها من إعداد جمالت متخصصة و بعضها من إعداد جمالت متخصصة وبعض هذه األدلة أعدا جهات علمية و دولية وبعض هذه األدلة أعدا جهات علمية و دولية دليل مستوى املعيشة،دليل نوعية احلياة،دليل الصحة االجتماعية،دليل التنمية دليل مستوى املعيشة،دليل نوعية احلياة،دليل الصحة االجتماعية،دليل التنمية ::هيهيوو

..يوضح بعض مؤشرات التنمية االقتصاديةيوضح بعض مؤشرات التنمية االقتصاديةالبشرية،دليل العام للتنمية و الشكل التايل البشرية،دليل العام للتنمية و الشكل التايل ..ةةبعض مؤشرات التنميبعض مؤشرات التنمي::0505الشكل رقم الشكل رقم

عثمان حممد عتمان،قياس التنمية البشرية،مراجعة نقدية ،ورقة معدة اىل اجتماع خرباء عثمان حممد عتمان،قياس التنمية البشرية،مراجعة نقدية ،ورقة معدة اىل اجتماع خرباء ::املصدر املصدر

..3030صص،،19831983التنمية البشرية،القاهرة،ديسمرب التنمية البشرية،القاهرة،ديسمرب

اهليكل االقتصادي

حجم األسرة

نسبة البطالةنسبة البطالة

نسبة األميةنسبة األمية

ل منو ل منو معدمعد السكانالسكان

نسبة الوفيات نسبة الوفيات للمواليدللمواليد

نسبة العاملني يف الصناعة

متوسط العمر املتوقع للحياة

ارتفاع مستوى الدخل

بعض مؤشرات التنمية االقتصادية

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

59

..ماهية التنمية املستدامةماهية التنمية املستدامة:: الثالثالثالثاملبحث املبحث هذه األيام ال شيء إال هذه األيام ال شيء إال بات مصطلح التنمية املستدامة من أكثر املصطلحات شيوعا يفبات مصطلح التنمية املستدامة من أكثر املصطلحات شيوعا يف

ألن األمر يتعلق مبستقبل اإلنسان على هذه األرض،و قد تعددت االجتاهات املناقشة هلذا ألن األمر يتعلق مبستقبل اإلنسان على هذه األرض،و قد تعددت االجتاهات املناقشة هلذا املنهج التنموي الذي يعترب املنفذ الذي تعتمد عليه الكرة األرضية، و الذي يقف عليه مصري املنهج التنموي الذي يعترب املنفذ الذي تعتمد عليه الكرة األرضية، و الذي يقف عليه مصري

..البشريةالبشرية .مفهوم التنمية المستدامة:األول المطلب

التنمية املستدامة يدرك متاما أن موضوع االستدامة ليس موضوعا وليد التنمية املستدامة يدرك متاما أن موضوع االستدامة ليس موضوعا وليد إن املتتبع ملسريةإن املتتبع ملسرية ررالساعة و إمنا جاء بناء على جمموعة من التعديالت و اإلصالحات اليت تطورت نتيجة لقصوالساعة و إمنا جاء بناء على جمموعة من التعديالت و اإلصالحات اليت تطورت نتيجة لقصو

مفاهيم التنمية السابقة،ونتيجة أيضا للتجاوزات اخلطرية اليت أصابت الكرة األرضية بسبب مفاهيم التنمية السابقة،ونتيجة أيضا للتجاوزات اخلطرية اليت أصابت الكرة األرضية بسبب واعية،وبسبب االستعمال الالعقالين و الغري رشيد للموارد واعية،وبسبب االستعمال الالعقالين و الغري رشيد للموارد النشاطات اإلنسانية الغري الالنشاطات اإلنسانية الغري ال

..املتاحة،هذه اإلصالحات اليت مشلت خمتلف اجلوانب االقتصادية و االجتماعية و البيئيةاملتاحة،هذه اإلصالحات اليت مشلت خمتلف اجلوانب االقتصادية و االجتماعية و البيئيةإن التنمية يف مرحلتها األوىل كانت مرتبطة كل االرتباط باجلانب االقتصادي و هذا ما إن التنمية يف مرحلتها األوىل كانت مرتبطة كل االرتباط باجلانب االقتصادي و هذا ما

رحلة يعرب عنها من خالل بعض املؤشرات رحلة يعرب عنها من خالل بعض املؤشرات النمو االقتصادي، حيث كانت يف هذه املالنمو االقتصادي، حيث كانت يف هذه املجسده جسده اخل،و كان هذا االجتاه يعرب اخل،و كان هذا االجتاه يعرب ......االقتصادية كالناتج الوطين اإلمجايل و نصيب الفرد منهاالقتصادية كالناتج الوطين اإلمجايل و نصيب الفرد منه

حدوث الزيادة يف إمجايل الناتج احمللي و إمجايل الدخل القومي مبا حيقق زيادة يف متوسط حدوث الزيادة يف إمجايل الناتج احمللي و إمجايل الدخل القومي مبا حيقق زيادة يف متوسط ""عنعن ..))11((""نصيب الفرد من الدخل احلقيقينصيب الفرد من الدخل احلقيقي

رفع رفع إىلإىليف متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي،و الذي يهدف يف متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي،و الذي يهدف التغريالتغري""كما يعترب أنهكما يعترب أنهالذي الذي لتنمية مبفهوم النمو االقتصادي ولتنمية مبفهوم النمو االقتصادي و،إن اجلانب الذي ركزت عليه ا،إن اجلانب الذي ركزت عليه ا""املعيشة الفعلية للسكاناملعيشة الفعلية للسكان

يعرب عن ضرورة حتقيق التراكم الكمي و املادي،كان هو نفسه اجلانب الذي انتقد منه لكونه يعرب عن ضرورة حتقيق التراكم الكمي و املادي،كان هو نفسه اجلانب الذي انتقد منه لكونه

.21-20،ص2006نعمة اهللا جنيب إبراهيم،أسس علم االقتصاد،مؤسسة الشباب اجلامعية،اإلسكندرية، 1

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

60

للشعوب بسبب إلغاءه ملتغريات الرفاهية اليت تبحث عنها للشعوب بسبب إلغاءه ملتغريات الرفاهية اليت تبحث عنها ييكان مهمال يف حق اجلانب املعيشكان مهمال يف حق اجلانب املعيش ..كل اتمعات املتقدمة و املتخلفةكل اتمعات املتقدمة و املتخلفة

القائم على الدمج بني القائم على الدمج بني --التنمية االقتصاديةالتنمية االقتصادية ––و بالرغم من جناح هذا النموذج التنموية و بالرغم من جناح هذا النموذج التنموية ،أجرب الباحثني ،أجرب الباحثني املتطلبات االقتصادية و االجتماعية يف حتقيق األهداف املرجوة ظهر متغري آخراملتطلبات االقتصادية و االجتماعية يف حتقيق األهداف املرجوة ظهر متغري آخر

و االقتصاديني على ضرورة دجمه ضمن املناهج و اخلطط التنموية،و هذا املتغري هو املتغري و االقتصاديني على ضرورة دجمه ضمن املناهج و اخلطط التنموية،و هذا املتغري هو املتغري البيئي،و هذا بسبب التدهور اخلطري الذي أصاب الكرة األرضية من اجلانب البيئي بسبب البيئي،و هذا بسبب التدهور اخلطري الذي أصاب الكرة األرضية من اجلانب البيئي بسبب

..اخلاخل......أمراض خطرية أصابت اتمعات البشرية و احليوانيةأمراض خطرية أصابت اتمعات البشرية و احليوانية املخلفات البشرية،و هذا ما خلقاملخلفات البشرية،و هذا ما خلقنموذج املستحدث الذي أطلق عليه مصطلح التنمية املستدامة و الذي يقوم نموذج املستحدث الذي أطلق عليه مصطلح التنمية املستدامة و الذي يقوم إن هذا الإن هذا ال

على الدمج بني البعد االقتصادي و البعد االجتماعي و البعد البيئي ،و هو ذلك النموذج على الدمج بني البعد االقتصادي و البعد االجتماعي و البعد البيئي ،و هو ذلك النموذج الذي يلغي فكرة االستغالل الغري مدروس و االستعمال التبذيري و الغري رشيد للموارد الذي يلغي فكرة االستغالل الغري مدروس و االستعمال التبذيري و الغري رشيد للموارد

نشاطات الصناعية و التحويلية املسببة للتلوث،و هذا للتقليل من نشاطات الصناعية و التحويلية املسببة للتلوث،و هذا للتقليل من املتاحة،و حماولة التقليل من الاملتاحة،و حماولة التقليل من ال ..التدهور البيئي و السعي حنو حتقيق العدالة االجتماعية يف ظل تنمية اقتصادية شاملة و متوازنةالتدهور البيئي و السعي حنو حتقيق العدالة االجتماعية يف ظل تنمية اقتصادية شاملة و متوازنة

عية االقتصادية عية االقتصادية و بعد إدراك الدور الكبري الذي ستلعبه التنمية املستدامة يف االرتقاء بالوضو بعد إدراك الدور الكبري الذي ستلعبه التنمية املستدامة يف االرتقاء بالوضدأت التنمية املستدامة بالتطور دأت التنمية املستدامة بالتطور االجتماعية و البيئية للمجتمعات املتقدمة و النامية،و باالجتماعية و البيئية للمجتمعات املتقدمة و النامية،و بووالتوسع و االنتشار شيئا فشيئا،و أخذت النصيب الكبري من اهتمام احلكومات حىت باتت التوسع و االنتشار شيئا فشيئا،و أخذت النصيب الكبري من اهتمام احلكومات حىت باتت وو

تعرب عن منظومات اقتصادية و سياسية و بيئية،و الشكل املوايل يبني تطور دور األطراف تعرب عن منظومات اقتصادية و سياسية و بيئية،و الشكل املوايل يبني تطور دور األطراف ..قاعدة يف بلورة و تعميم املفاهيم األساسية املتعلقة بالتنمية املستدامةقاعدة يف بلورة و تعميم املفاهيم األساسية املتعلقة بالتنمية املستدامةاملساعدة أو الاملساعدة أو ال

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

61

..دور األطراف الفاعلة يف حتقيق التنمية املستدامةدور األطراف الفاعلة يف حتقيق التنمية املستدامة ::0202الشكل رقم الشكل رقم

مرحلة عاملية مصطلح التنمية املستدامة و االهتمام به بشكل صريحمرحلة عاملية مصطلح التنمية املستدامة و االهتمام به بشكل صريح مرحلة التركيز على النمومرحلة التركيز على النمو وبداية االهتمام بالبيئةوبداية االهتمام بالبيئة اديادياالقتصاالقتص

قمة 1972األمم املتحدة

حول البيئة

1991 مؤمتر قمة

األرض

تقرير 1987مستقبلنا املشترك

)جلنة بريتيدالند(1980 1990

مؤمتر 1997 )Rio+5(كيوتو

2000

قمة 2002التنمية املستدامة

)Rio+10(

التركيز على املسؤولية اتمعية يف املؤسسة

التركيز على األداء االقتصادي و االجتماعي و البيئي

العلماء و املفكرين و املنظمات الغري حكومية

احلكومات و الدول

املؤسسات

األفراد

Source: Alain Jeunot, 100Questions pour comprendre et agir le développement durable, afnor, France, 2004,P16.

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

62

، اجلهات اليت سامهت يف االرتقاء باجلوانب النظرية و العلمية ، اجلهات اليت سامهت يف االرتقاء باجلوانب النظرية و العلمية 0202يوضح لنا الشكل رقم يوضح لنا الشكل رقم التراكم التراكم للتنمية املستدامة،ففي بداية األمر كان اهتمام الدول و احلكومات موجها حنو حتقيق للتنمية املستدامة،ففي بداية األمر كان اهتمام الدول و احلكومات موجها حنو حتقيق

من زيادة يف الدخل القومي،من زيادة يف الدخل القومي،((الكمي و النوعي سواء يف اجلانب االقتصادي أو االجتماعي الكمي و النوعي سواء يف اجلانب االقتصادي أو االجتماعي ،و كما سامهت التنمية االقتصادية يف حتقيق القيمة املضافة يف البلدان ،و كما سامهت التنمية االقتصادية يف حتقيق القيمة املضافة يف البلدان ...)...)و نصيب الفرد منهو نصيب الفرد منه

..املتقدمة و املتخلفة،حيث سامهت كذلك يف التأثري و بشكل سليب على احمليط البيئياملتقدمة و املتخلفة،حيث سامهت كذلك يف التأثري و بشكل سليب على احمليط البيئيء من بعض املفكرين االقتصاديني ء من بعض املفكرين االقتصاديني هذا التأثري السليب أدى إىل بروز اجتاهات و أراهذا التأثري السليب أدى إىل بروز اجتاهات و أرا إنإن

املختصني االجتماعيني و علماء البيئة و بعض املنظمات غري احلكومية الناشطة يف هذا اال املختصني االجتماعيني و علماء البيئة و بعض املنظمات غري احلكومية الناشطة يف هذا اال ووضرورة الدمج بني االهتمامات االقتصادية و املتطلبات االجتماعية و الوضعية ضرورة الدمج بني االهتمامات االقتصادية و املتطلبات االجتماعية و الوضعية إىلإىلاليت دعت اليت دعت

عقد جمموعة من احللقات و النقاشات والندوات احمللية املبنية على عقد جمموعة من احللقات و النقاشات والندوات احمللية املبنية على إىلإىلاليت سعت اليت سعت البيئية،والبيئية،و اإلنساناإلنسانالنقاش حول مسؤولية النقاش حول مسؤولية ج باالسج باالسأساس احلفاظ على البيئة مثل فتح العامل األمريكي أساس احلفاظ على البيئة مثل فتح العامل األمريكي

يف اجلو يف اجلو ccoo22يتربالد بتضاعف تركز غاز يتربالد بتضاعف تركز غاز . . مانابل و رمانابل و ر. . يف التغري املناخي،و كذا تنبأ العاملان سيف التغري املناخي،و كذا تنبأ العاملان س ..))11((الواحد و العشرين و أيضا ارتفاع متوسط درجة احلرارةالواحد و العشرين و أيضا ارتفاع متوسط درجة احلرارة حىت القرنحىت القرن

و بعد تزايد االجتاهات و االنتقادات املؤيدة لضرورة محاية البيئة و دق ناقوس اخلطر و بعد تزايد االجتاهات و االنتقادات املؤيدة لضرورة محاية البيئة و دق ناقوس اخلطر نتيجة التشوهات اليت أصابت الكرة األرضية،و اليت بدأت معاملها تنري القلق و الفضول لدى نتيجة التشوهات اليت أصابت الكرة األرضية،و اليت بدأت معاملها تنري القلق و الفضول لدى

ليت دلت على عدم حتمل البيئة لألضرار الناجتة عن اإلمهال ليت دلت على عدم حتمل البيئة لألضرار الناجتة عن اإلمهال املنظمات الرمسية و الغري الرمسية،و ااملنظمات الرمسية و الغري الرمسية،و او التلويث البشري،أبرمت االتفاقيات و عقدت املؤمترات اليت كان من أبرزها تقرير جلنة و التلويث البشري،أبرمت االتفاقيات و عقدت املؤمترات اليت كان من أبرزها تقرير جلنة

متم من خالله تقدمي أول متم من خالله تقدمي أول حيثحيث 19871987سنة سنة " " املشتركاملشتركمستقبلنا مستقبلنا ""برنتدالند و الذي محل عنوان برنتدالند و الذي محل عنوان ضرورة التخلي عن التنمية االقتصادية اليت ال تأخذ ضرورة التخلي عن التنمية االقتصادية اليت ال تأخذ تعريف دقيق للتنمية املستدامة،و نبه إىلتعريف دقيق للتنمية املستدامة،و نبه إىل

بعني االعتبار االجتاه البيئي و مبدأ االستمرارية،كما سامهت يف عوملة الفكر التنموي املبين بعني االعتبار االجتاه البيئي و مبدأ االستمرارية،كما سامهت يف عوملة الفكر التنموي املبين

1 - Bruno Cohen Ba crie, communiques efficacement sur le développement durable, les éditions Demos,Paris,2006,P18.

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

63

على االستدامة بني املفكرين و املنظمني و خلق ثروة تنموية بني الدول و احلكومات لبلوغ على االستدامة بني املفكرين و املنظمني و خلق ثروة تنموية بني الدول و احلكومات لبلوغ ..متطلبات االستدامةمتطلبات االستدامة

و كان أبرزها أيضا مؤمتر قمة األرض و كان أبرزها أيضا مؤمتر قمة األرض الت املؤمترات و التقارير،الت املؤمترات و التقارير،و سنة بعد أخرى توو سنة بعد أخرى تو، ، ))11((19921992بالربازيل سنة بالربازيل سنة بريودي جانريوبريودي جانريواألوىل برعاية األمم املتحدة حول البيئة و التنمية األوىل برعاية األمم املتحدة حول البيئة و التنمية

أعمال أعمال اليت تعرب عن ما يعرف جبدولاليت تعرب عن ما يعرف جبدول 2121يسمى باألجندةيسمى باألجندة الذي مت فيه االتفاق على ماالذي مت فيه االتفاق على ما ني اجلهود الدولية و احمللية بغية صياغة السياسات ني اجلهود الدولية و احمللية بغية صياغة السياسات القرن،و اليت سعت إىل ضرورة الدمج بالقرن،و اليت سعت إىل ضرورة الدمج ب

19871987و االستراتيجيات اهلادفة للحد من التدهور البيئي و حماربة كل أشكال الفقر،و يف سنة و االستراتيجيات اهلادفة للحد من التدهور البيئي و حماربة كل أشكال الفقر،و يف سنة الناجتة عن الناجتة عن باليابان من أجل احلد من اإلنبعاثات الغازية باليابان من أجل احلد من اإلنبعاثات الغازية كيوتوكيوتومت إبرام ما يسمى باتفاقية مت إبرام ما يسمى باتفاقية

مؤمتر األمم املتحدة حول التنمية مؤمتر األمم املتحدة حول التنمية ""ألرض الثانية حتت عنوان ألرض الثانية حتت عنوان انعقاد قمة اانعقاد قمة ااملصانع و املؤسسات واملصانع و املؤسسات و ..نتسبورغنتسبورغجبودها جبودها 20022002املستدامة املستدامة

كما تدخلت املؤسسة كمساهم و فاعل جديد و أصبحت بسبب الضغط و الوعي كما تدخلت املؤسسة كمساهم و فاعل جديد و أصبحت بسبب الضغط و الوعي احلكومي مسؤولية جمتمعية على حتقيق االستدامة االقتصادية و االجتماعية و احملافظة على احلكومي مسؤولية جمتمعية على حتقيق االستدامة االقتصادية و االجتماعية و احملافظة على

يئة و املسامهة بالشكل املناسب يئة و املسامهة بالشكل املناسب توعية اجتاه املستهلك بضرورة مصادقة البتوعية اجتاه املستهلك بضرورة مصادقة البالبيئة و قيادة محلة الالبيئة و قيادة محلة الاألسلوب اهلادف يف حتقيق التنمية املستدامة،و بالتايل أصبحت التنمية املستدامة تعرب عن األسلوب اهلادف يف حتقيق التنمية املستدامة،و بالتايل أصبحت التنمية املستدامة تعرب عن وو

توجه جديد تسعى كل األطراف يف حتقيق متطلباا، ليس فقط على املستوى احمللي و إمنا توجه جديد تسعى كل األطراف يف حتقيق متطلباا، ليس فقط على املستوى احمللي و إمنا املي و ليست مسؤولية جهة معينة ،وإمنا هي محل يقع على مجيع املي و ليست مسؤولية جهة معينة ،وإمنا هي محل يقع على مجيع على الصعيد احمللي و الععلى الصعيد احمللي و الع

..إمكانيااإمكانياااألطراف مهما كانت أحجامها أو األطراف مهما كانت أحجامها أو

1 Octave Gélinier et autres, Développement Durable Pour une Entreprise compétitive et Respansable,3eme éditions,Esf,Editeus,cegos,France,2005,p22.

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

64

.تعريف و أهداف التنمية المستدامة: الثانيالمطلب

..تعريف التنمية املستدامةتعريف التنمية املستدامة: : الفرع األولالفرع األول ::لقد تعددت تعاريف التنمية املستدامة و من بينهالقد تعددت تعاريف التنمية املستدامة و من بينها

متر األمم املتحدة حول البيئة و التنمية الذي انعقد يف ريودي متر األمم املتحدة حول البيئة و التنمية الذي انعقد يف ريودي عرفت يف مؤعرفت يف مؤ ::تعريف أولتعريف أولبأا من الضرورة اجناز احلق يف التنمية حبيث تتحقق على حنو مساويا بأا من الضرورة اجناز احلق يف التنمية حبيث تتحقق على حنو مساويا ..19921992جانريو عام جانريو عام

احلاجات التنموية و البيئية و كذلك لكي تتحقق التنمية ينبغي أن متثل احلماية البيئية جزءا ال احلاجات التنموية و البيئية و كذلك لكي تتحقق التنمية ينبغي أن متثل احلماية البيئية جزءا ال ..))11(( ميكن التفكري فيها مبعزل عنها ميكن التفكري فيها مبعزل عنهايتجزأ من عملية التنمية و اليتجزأ من عملية التنمية و ال

غالل املوارد و توجهات غالل املوارد و توجهات عملية التغيري اليت يتناغم فيها استعملية التغيري اليت يتناغم فيها است:" :" أسامة اخلويل بأاأسامة اخلويل بأا :: تعريف ثاينتعريف ثاينحنو يعزز كال من حنو يعزز كال من ىىاالستثمار و مناهجي التنمية التكنولوجية و تغيري املؤسسات علاالستثمار و مناهجي التنمية التكنولوجية و تغيري املؤسسات عل

..))22(( تطلعاتهتطلعاته احلاضر و املستقبل للوفاء باحتياجات اإلنسان واحلاضر و املستقبل للوفاء باحتياجات اإلنسان و تتإمكانياإمكانيا’’التنمية احلقيقية هي ذات القدرة على االستقرار و االستمرار و التواصل من التنمية احلقيقية هي ذات القدرة على االستقرار و االستمرار و التواصل من "" :: تعريف ثالثتعريف ثالث

منظور استخدامها للموارد الطبيعية،و اليت ميكن أن تتخذ التوازن البيئي كمحور ضابط هلا،منظور استخدامها للموارد الطبيعية،و اليت ميكن أن تتخذ التوازن البيئي كمحور ضابط هلا،ة ة و الذي يتحقق من خالل اإلطار االجتماعي البيئي الذي يهدف إىل رفع مستوى معيشو الذي يتحقق من خالل اإلطار االجتماعي البيئي الذي يهدف إىل رفع مستوى معيش

األفراد من خالل النظم السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية،اليت حتافظ على تكامل األفراد من خالل النظم السياسية و االقتصادية و االجتماعية و الثقافية،اليت حتافظ على تكامل اإلطار البيئي من خالل استخدام األساليب العلمية اليت تنظم استخدام املوارد البيئية و تعمل اإلطار البيئي من خالل استخدام األساليب العلمية اليت تنظم استخدام املوارد البيئية و تعمل

..))33((""على تنميتها يف نفس الوقتعلى تنميتها يف نفس الوقت

17،ص2000تنمية املستدامة، الدار الدولية لالستثمارات الثقافية،مصر ،طبعة أوىل،شاهني اء ،مبادئ ال 1 ،9سلوى راوي مجعة، البيئة و التنمية ،مركز دراسات و استشارات اإلدارة العامة جبامعة القاهرة، العدد 2

.44ص ،1999نوفمرب .25،ص2002النهضة العربية، القاهرة،عبد اهللا الصعيدي،النمو االقتصادي و التوازن البيئي،دار 3

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

65

على أساس أن منط االستدامة هو عبارة على أساس أن منط االستدامة هو عبارة يعرف البنك الدويل التنمية املستدامةيعرف البنك الدويل التنمية املستدامة:: تعريف رابعتعريف رابعالتنمية اليت تم بتحقيق تكافؤ التنمية اليت تم بتحقيق تكافؤ " " عن استدامة يف رأس املال،حيث يعترب أن التنمية املستدامة هيعن استدامة يف رأس املال،حيث يعترب أن التنمية املستدامة هي

املتصل الذي يضمن إتاحة الفرص لألجيال القادمة و ذلك بضمان ثبات رأس املال الشاملاملتصل الذي يضمن إتاحة الفرص لألجيال القادمة و ذلك بضمان ثبات رأس املال الشامل ..))11(( ""أو زيادته املستمرة عرب الزمنأو زيادته املستمرة عرب الزمن

احلصول على احلد األقصى من منافع التنمية االقتصادية بشرط احلصول على احلد األقصى من منافع التنمية االقتصادية بشرط " " تعرف أاتعرف أاوو ::تعريف خامس تعريف خامس إدارة استخدام موارد إدارة استخدام موارد " " ،و هناك من عرفها على أا،و هناك من عرفها على أا""احملافظة على خدمات املوارد الطبيعيةاحملافظة على خدمات املوارد الطبيعية

اتمع و صيانتها و تعزيزها حىت ميكن احملافظة على العمليات االيكولوجية اليت تقوم عليها اتمع و صيانتها و تعزيزها حىت ميكن احملافظة على العمليات االيكولوجية اليت تقوم عليها ..))22(( ""لنهوض بنوعية احلياة الشاملة اآلن و يف املستقبللنهوض بنوعية احلياة الشاملة اآلن و يف املستقبلميكن اميكن ا احلياة و حىتاحلياة و حىت ..أهداف التنمية املستدامةأهداف التنمية املستدامة: : الفرع الثاينالفرع الثاين

حتقيق جمموعة من األهداف اليت حتقيق جمموعة من األهداف اليت إىلإىلتسعى التنمية املستدامة من خالل آلياا و حمتواها تسعى التنمية املستدامة من خالل آلياا و حمتواها ::) ) 33(( ميكن تلخيصها فيما يليميكن تلخيصها فيما يلي

::حتقيق نوعية حياة أفضل للسكانحتقيق نوعية حياة أفضل للسكان .1

من خالل عمليات التخطيط و تنفيذ السياسات التنموية حتاول التنمية املستدامة لتحسني نوعية حياة السكان يف اتمع اقتصاديا و اجتماعيا و نفسيا و روحيا،عن طريق

.التركيز على اجلوانب النوعية للنمو،و ليس الكمية و بشكل عادل و مقبول و دميقراطي

:احترام البيئة الطبيعية .2

التنمية املستدامة و أبعادها،مداخلة امللتقى الدويل حول التنمية املستدامة و الكفاءة االستخدامية إشكاليةعمار عماري، - 1

.05،ص2008للموارد املتاحة،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة سطيف،مداخلة امللتقى الدويل حول التنمية املستدامة و الكفاءة االستخدامية للموارد ،دامةاالست إىلقايل نبيلة، التنمية من النمو - 2

.13،ص2008املتاحة، كلية العلوم االقتصادية جامعة سطيف، عثمان حممد غنيم،التنمية املستدامة فلسفتها و أساليب ختطيطها و أدوات قياسها،دار صفاء للنشر و التوزيع ،عمان،.د - 3

.30- 28،ص2010 طبعة أوىل،

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

66

لى العالقة بني نشاطات السكان و البيئة و تتعامل مع النظم التنمية املستدامة تركز عالطبيعية و حمتواها على أا أساس حياة اإلنسان،إا ببساطة تنمية تستوعب العالقة احلساسة بني البيئة الطبيعية و البيئة املبنية، و تعمل على تطوير هذه العالقة لتصبح عالقة تكامل

.و انسجام

:لسكان باملشكالت البيئية القائمةتعزيز وعي ا .3

تنمية إحساسهم باملسؤولية جتاهها،وحثهم على املشاركة الفاعلة يف إجياد حلول مناسبة هلا .من خالل مشاركتهم يف إعداد و تنفيذ و متابعة و تقييم برامج و مشاريع التنمية املستدامة

:حتقيق استغالل و استخدام عقالين للموارد .4

املستدامة مع املوارد الطبيعية على أا موارد حمدودة،لذلك حتول دون استنزافها تتعامل التنمية .أو تدمريها و تعمل على استخدامها و توظيفها بشكل عقالين

:ربط التكنولوجيا احلديثة بأهداف اتمع .5

حتاول التنمية املستدامة توظيف التكنولوجيا احلديثة مبا خيدم أهداف اتمع، من خالل عية السكان بأمهية التقنيات املختلفة يف اال التنموي،و كيفية استخدام املتاح و اجلديد تو

منها يف حتسني نوعية حياة اتمع و حتقيق أهدافه املنشودة،دون أن ينجم عن ذلك خماطر و آثار بيئة سالبة،أو على األقل أن تكون هذه املخاطر و اآلثار مسيطرا عليها مبعىن وجود

.حلول مناسبة هلا

:مستمر و مناسب يف حاجات و أولويات اتمع إحداث تغيري .6

إمكانياته و تسمح بتحقيق التوازن الذي بوساطته ميكن تفعيل التنمية تالءمو بطريقة .االقتصادية،و السيطرة على مجيع املشكالت البيئية ووضع احللول املناسبة هلا

.التنمية املستدامةو الشكل التايل يوضح أكثر أهداف

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

67

أهداف التنمية املستدامة:03الشكل رقم

دوغالس موسيستت،مبادئ التنمية املستدامة،ترمجة شاهني اء،الدار الدولية :املصدر

.72ص،2000لالستثمارات الثقافية،مصر، .مبادئ و أبعاد التنمية المستدامة: الثالثالمطلب

..مبادئ التنمية املستدامةمبادئ التنمية املستدامة: : ولولالفرع األالفرع األتفهم العالقة بني النمو من جهة و البيئة مبا حتتويه من موارد من جهة أخرى،على أا عالقة تكاملية و ليست عالقة تنافرية أو صراع،ذلك أن حتقيق منو اقتصادي يعتمد على محاية البيئة

األساسية اليت قامت عليها و حيتاج لوجود موارد،إن هذه العالقة هي اليت حددت املبادئ :مفهوم التنمية املستدامة و حمتواها و هذه املبادئ هي

أهداف التنمية املستدامة

األهداف االجتماعية .التمكني و املشاركة .1احلراك و التماسك .2

.االجتماعي .احملافظة على اهلوية الثقافية .3 .التطوير املؤسسايت .4

:قتصاديةاال األهدافاحملافظة على زيادة معدل .1

.النمو .العمل على حتقيق املساواة .2 .حتسني الكفاءة .3

أهداف االيكولوجية

.وحدة النظام االيكولوجي .1 .محاية القدرة الكامنة .2 .محاية التنوع البيولوجي .3ذات األثر بالقضايااالهتمام .4

.العاملي

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

68

يعد أسلوب :استخدام أسلوب النظم يف إعداد و تنفيذ خطط التنمية املستدامةشرطا أساسيا إلعداد و تنفيذ خطط التنمية Systèmes approcheالنظم أو املنظومات

االهتمام خالللمحافظة على حياة اتمعات من املستدامة،و هو أسلوب متكامل يهدف لاعية و البيئية،و دون أن يتقدم أي جانب على حساب جبميع جوانبها االقتصادية و االجتم

.اجلوانب األخرى أو يؤثر فيها بشكل سليب

التنمية املستدامة عبارة عن ميثاق يقر مبشاركة مجيع اجلهات ذات :املشاركة الشعبيةاذ قرارات مجاعية من خالل احلوار،خصوصا يف جمال ختطيط التنمية املستدامة العالقة يف اخت

.ووضع السياسات و تنفيذها

العناية اليت تسهل املقاربة الوقائية بدل العالجية.

التضامن بني األجيال احلاضرة و املقبلة بني شعوب األرض كافة.

الذين يقل دخلهم القضاء على الفقر و اجلوع و ذلك بتخفيض كل نسبة السكان .اليومي عن دوالر واحد و الذين يعانون من اجلوع

معدل وفيات األطفال و حتسني الصحة النفسية و إدماج مبادئ التنمية يف ختفيض .)1( سياسات و برامج الدول و التقليل من تدهور املصادر البيئية

بيعةمعدالت استغالل املوارد جيب أن ال تتجاوز معدالت جتددها يف الط.

امللوثات و النفايات النامجة عن نشاطات اإلنسان جيب أن ال تزيد عن معدالت .القدرة البيئية على التخلص منها و إعادة متثبلها

استخدام املوارد احمللية املتاحة بدل جلب املوارد من مناطق بعيدة.

عائشة عنان،دالل حفاف،األدوات الكمية لقياس التنمية البشرية املستدامة،مذكرة لنيل شهادة ليسانس مالية جامعة ورقلة - 1

.08ص، 2005

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

69

التحول من استخدام املوارد غري املتجددة إىل املوارد املتجددة.

د الطبيعية جيب استغالهلا بعقالنيةاملوار.

1( املساواة يف توزيع عوائد النمو و التنمية مكانيا و طبقيا(.

..أبعاد التنمية املستدامةأبعاد التنمية املستدامة: : الثاينالثاينالفرع الفرع إن للتنمية املستدامة أبعاد متعددة تتداخل فيما بينها من شأن التركيز على معاجلتها إلبراز

فة،و ميكن اإلشارة هنا إىل ثالثة أبعاد أساسية و هي تقدم ملموس يف حتقيق التنمية املستهدالبعد االقتصادي الذي جيسد التراكم الكمي و البعد االجتماعي الذي يعرب عن التراكم النوعي،و أخريا البعد البيئي الذي جيسد احمليط و املوارد الطبيعية و كيفية احملافظة عليها و

.عادالشكل التايل يوضح التداخل بني هذه األب

مرجع سبق عثمان حممد غنيم،التنمية املستدامة فلسفتها و أساليب ختطيطها و أدوات قياسها،دار صفاء للنشر و التوزيع،. د 1

33-30صه ذكر

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

70

أبعاد التنمية املستدامة:04الشكل رقم

Source:Virgnie Perroud, Développement urbain durable et agenda21 local, Analyse de la filière du bois alausanne,faculté des lettres,institu de géographie septembre,2006,P07.

بعد بيئي بعد اقتصادي

بعد اجتماعي

التنمية املستدامة

Sud/Est شرق/ جنوب

Nord مشال

Société

Environnement Economie

األجيال املستقبلية

األجيال احلالية

Génération d'aujourd'hui Génération

de Domain

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

71

:البعد االقتصادي للتنمية املستدامة .1

يتمحور البعد االقتصادي للتنمية حول كيفية تطوير التنمية االقتصادية حىت تتناسب مع :األنظمة البيئية على املدى البعيد،و يتجسد البعد االقتصادي من خالل العناصر التالية

:االستهالك الفردي من املوارد الطبيعية حصة 1.1

ميكن مالحظته يف هذه النقطة هو أن معدل استغالل سكان البلدان الشيء الذيما يستغله سكان البلدان النامية،فنجد يف الواليات الصناعية للموارد الطبيعية يعادل أضعاف

مرة،و يف بلدان 33املتحدة استهالك الطاقة النامجة عن النفط و الغاز أعلى منه يف اهلند بالقتصادية أعلى بعشر مرات من استهالك نفس الطاقة من البلدان منظمة التعاون و التنمية ا

.)1( النامية جمتمعة :إيقاف تبديد املوارد الطبيعية 2.1

إن التنمية املستدامة يف الدول املتقدمة تعرب عن جمموعة من اإلجراءات و األساليب اليت لعقالين للطاقة، و كل يتم من خالهلا ختفيض متواصل يف جمال االستهالك الغري رشيد و الغري ا

املوارد املتاحة من تغيري أمناط االستهالك اليت باتت تشكل اجتاه خطر حنو التنوعات البيولوجية .احمللية و العاملية

:مسؤولية البلدان املتقدمة من التلوث عن معاجلته 3.1املستدامة لقد توجت البلدان املتقدمة بالزيادة و املسؤولية يف ظل حتقيق متطلبات التنمية

بسبب استهالكها املتراكم و الغري الرشيد للموارد الطبيعية،و بسبب طبيعة اقتصادها الذي بين .على عاتق املوارد الطبيعية و تراكم املشكالت البيئية اليت تسببت يف ارتفاع معدالت التلوث

احململ من املوقع مقالة بعنوان ، حبث شامل حول التنمية املستدامة، 1

http:www.4geography.com Vbt354.html

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

72

:املساواة يف توزيع املوارد 4.1سني مستويات املعيشة،أصبحت إن الوسيلة الناجحة للتخفيف من عبئ الفقر و حت

مسؤولية كل من البلدان الغنية و الفقرية،و تعترب هذه الوسيلة غاية يف حد ذاا، و تتمثل يف جعل فرص احلصول على املوارد و املنتجات و اخلدمات فيها بني مجيع األفراد داخل اتمع

لتحسني الضرورينيصادي أقرب إىل املساواة،فهي تساعد على تنشيط التنمية و النمو االقت .)1( مستويات املعيشة

:احلد من التفاوت يف املداخيل 5.1 من أكرب املشكالت اليت واجهت إن مشكلة التوزيع العادل للمداخيل و الثروة تعترب

احمللي بني أفراد البلد الواحد،و هذه املشكلة اليت مازالت تواجه اتمعات سواء على الصعيدوبيل حتسني مستويات املعيشة للمجتمعات و خاصة منها باتت تقف كعاتق يف س

املتخلفة،حيث جند أن كل الثروة متمركزة يف أيدي األقلية بينما ال تستحوذ األغلبية إال على النسبة القليلة من الثروة و هذا ما ينعكس على الوضعية االقتصادية و االجتماعية و األمنية بني

املستدامة إىل حماربته من خالل خلق التوازن بني الثروات اتمعات،و هذا ما تسمى التنمية .والدخول :تقليص اإلنفاق العسكري 6.1

إن التنمية املستدامة تسعى إىل خلق السلم و التعايش بني البلدان و اتمعات و هذا ما ينتج عنه حتويل األموال من اإلنفاق على األغراض العسكرية وأمن الدولة إىل اإلنفاق على

حول الدويلسنوسي زوليخة ،بوزيان عبد الرمحان هاجر، البعد البيئي إلستراتيجية التنمية املستدامة،مداخلة ضمن امللتقى 1

.07ص 2008التنمية املستدامة و الكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة ،جامعة سطيف

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

73

ياجات التنمية، و بالتايل ضمان التمويل الكايف لعملية التنمية و التقليل من حاالت عدم احت .التأكد و التسابق حنو التسلح بني البلدان

:)1( البعد االجتماعي و الثقايف للتنمية املستدامة .2

:تثبيت النمو الدميغرايف 1.2،ألن التزايد السكاين الذي تعترب هذه النقطة أساسية عند التكلم عن التنمية املستدامة

نسمة كل عام يف العامل عامة،و اليت تساهم فيه دول العامل مليون 80حوايل وصل إىل الثالث،إن هذا التزايد الغري مدروس للبشر ليس باملوضوع اهلني ألن الزيادة السكانية تعترب

.العائق األساسي يف عملية التنمية :أمهية دور املرأة 2.2

را جد خاص،ففي كثري من البلدان النامية تقوم النساء بالزراعات املعيشية تلعب املرأة دوو الرعي و تبذير شؤون املنزل، بالرغم من الدور الكبري الذي تلعبه إال أا تعاين يف بعض األحيان التهميش وخاصة التعليم الذي من شأنه أن يعزز دورها يف حتقيق التنمية املستدامة من

.)2( اخل...الوسائل الطبية احلديثة يف جمال حتديد النسل خالل التعامل مع :أمهية توزيع السكان 3.2

حيتل موضوع التوزيع السكاين أمهية بالغة ضمن السياسات التنموية احلديثة اليت دف إىل حماربة و حتسني مستويات املعيشة،فالتمركز السكاين مثال يف املناطق احلضرية يرفع من

و املواد امللوثة، مما يؤثر سلبا على الوضعية الصحية لإلنسان و البيئة يف نفس تركيز النفايات

بن طيب هديات خدجية ،بن يوب لطيفة،دور مؤسسات اتمع املدين يف التنمية املستدامة،مداخلة ضمن امللتقى الدويل - 1

11ص،2008،جامعة سطيف ،أفريل االستخداميةحول التنمية املستدامة و الكفاءة حممد حممود اإلمام ،السكان و املوارد البيئية و التنمية،املوسوعة العربية للمعرفة من أجل التنمية املستدامة،الطبعة األوىل، - 2

.362- 361،ص2006بريوت ،

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

74

دفع التنمية املستدامة إىل التوجه حنو النهوض بالتنمية الريفية النشيطة،من الوقت،و هذا ما . خالل اختاذ التدابري الالزمة بغية التقليل من الزحف حنو املدن

:الصحة و التعليم 4.2و التعليم يعكس القدرة على التعامل مع متطلبات التنمية إن مستوى الصحة

املستدامة،حيث أن الصحة اجليدة تغذي قدرة املواطن على املسامهة يف املشاريع التنموية،و من . شأن التعليم أن يساعد املزارعني على محاية الغابات و موارد التربة محاية أفضل

:األسلوب الدميقراطي و املشاركة الشعبية 5.2على املشاركة بني من أجل الوصول إىل التنمية املستدامة جيب خلق تنمية بشرية مبنية

املكلفني يوضح الربامج و السياسات و املسؤولني عن تنفيذها و هذا لسبب بسيط هو االعتماد على النمط الدميقراطي االشتراكي يف احلكم ليشكل القاعدة األساسية للتنمية

.املستقبلالبشرية املستدامة يف

:البعد البيئي للتنمية املستدامة .3

إن البعد للتنمية املستدامة جيسد الكيفية اليت جيب ا التعامل مع متغريات االيكولوجية من خالل ترشيد التعامل مع املوارد الطبيعية و السهر على أن تكون املخرجات البشرية الناجتة

نؤمن هنا جند أن البعد البيئي يتمحور حول عن عمليات التصنيع و االستهالك مالئمة للبيئة :جمموعة من العناصر تتمثل يف

:األراضي 1.3إن املشاكل اليت تعاين منها األراضي من تصحر و اجنراف جتعلها سنة بعد أخرى معرضة لالنسحاب من دائرة اإلنتاج و االستغالل بسبب تدهورها و اخنفاض مردوديتها األمر الذي

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

75

ارة األنظمة البيئية و األراضي ستدامة نتدخل باستخدام منهج متكامل إلدجعل التنمية امل .محايتها من التلوث و التدهور و التصحر و غريها من أشكال التأثري على املواردو

:محاية املوارد الطبيعية 2.3املقصود هنا هو استغالهلا إمناليس هنا املقصود حبماية املوارد الطبيعية عدم استغالهلا،و

ريقة تتضمن استمراريتها و عدم استنزافها بطريقة أنانية و استغاللية و حرمان األجيال بط .املستقبلية من حق استغالهلا

:األنواع البيولوجية مالجئتقليص 3.3تسعى التنمية املستدامة هنا إىل حماربة كل أشكال الفساد اليت تؤثر على التنوعات

و ذلك بإبطاء عمليات االنقراض ومنع تدمري املالجئ البيولوجية الربية منها أو البحرية، .االيكولوجية

:محاية املناخ من االحتباس احلراري 4.3تسعى التنمية املستدامة من خالل هذا املبدأ إىل خلق التوازن و عدم املخاطرة بإجراء

رة ختالالت اليت من شأا تدمري الكط البيئي،و بالتايل جتنب مجيع االالتغريات يف احملياألرضية،كالتسبب يف زيادة مستوى سطح البحر أو تغيري أمناط سقوط األمطار و الغطاء النبايت،لذلك تعمل على عدم إحداث تغيري يف الفرص املتاحة لألجيال املقبلة،وبالتايل احليلولة

.)1( دون زعزعة استقرار املناخ :صيانة املياه العذبة 5.3

يد معدالت االستهالك، جند تضاعف معدالت يف ظل التزايد السكاين الكبري و تزاالطلبيات على أهم عنصر من عناصر احلياة،هذا العنصر يعترب عصب احلياة الرئيسي هذا ما

1 Beat Burgenmetes."Politiques économiques du Développement Durable",1er, Edition, Boeck, Université, Paris,2008.p180.

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

76

تنمية املستدامة مبوضوع املياه يزيد من نذرته و استنرافه يوم بعد آخر،ومن هنا يأيت اهتمام ال .سني كفاءة شبكات املياهكيفية صيانتها و احلد من االستخدامات املبددة و حتو

لكن والسابقة نإن التنمية املستدامة هي النقطة اليت يتم فيها التداخل بني األبعاد الثالثة العام الذي تتداخل فيه األبعاد األخرى اإلطارهناك من أصناف البعد الرابع هذا الذي ميثل

:من أجل حتقيق التنمية املستدامة و هو :البعد السياسيإىل حتقيق التنمية السياسية املستدامة اليت جتسد احلكم الراشد وإدارة احلياة يؤدي

رار و تنامي الثقة و املصداقية السياسية ،و إدارة تتضمن الشفافية و املشاركة يف اختاذ القتوايل السيادة و االستقاللية للمجتمع بأجياله املالحقة ،فهذا البعد يساهم بفعالية يف جتسيد و

.)1(و الثقايف و البيئي االستدامة على مستوى البعد االقتصادي و االجتماعيمعايري كما ال ميكن إمهال البعد الرابع هذا الذي تناوله معظم الكتاب و املختصني يف جماالت

:التنمية املستدامة أال و هو :)2( و الذي يتجسد يف العناصر التالية :البعد التكنولوجي

نظف و أكفء يف املرافق الصناعية تسمح باالستخدام األمثل استعمال تكنولوجيات أ .للموارد الطاقوية و الطبيعية

االعتماد على التكنولوجيات احملسنة و فرض ذلك بالنصوص القانونية الزاجرة.

،مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول التنمية "التنمية الشاملة املستدامة و الكفاءة االستخدامية للثروة البترولية يف اجلزائر"صاحلي صاحل، - 1

.06، ص2008أفريل 18 -17 املستدامة، جامعة سطيف،العدد .13-12صمرجع سابق،، بن طيب هديات خدجية،بن يوب لطيفة - 2

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

77

اخل ،و االعتماد على ...االستغناء على الطاقات املضرة للبيئة و الغري متجددة مثل البترولالصديقة للبيئة مثل الطاقة الشمسية بغية التقليل من اإلنبعاثات الطاقات البديلة و

.الغازية،و احليلولة دون تدهور طبقة األوزون

مدخل نظري حول التنمية االقتصادية : الفصل الثاني

78

::ةةــــالصالصــــخخللتخلص من دائرة الفقر واسع و هام نظرا للدور الذي تؤديه التنمية االقتصادية موضوع إن

سيما يف ظل ،و القتصادي و االجتماعيورفع مستوى املعيشة و التحسن و التطور االالظروف اجلديدة املتمثلة يف النمو الدميغرايف وزيادة البطالة و ضعف املداخيل بالنسبة للدخل

الشرائية و صعوبة تلبية متطلبات احلياة االجتماعية و االقتصادية اإلمجايل و ضعف القدرة الصغرية و املتوسطة و هذا لسهولة كل هذا عزز دور التنمية مما أدى إىل ظهور املؤسسات.

تأسيسها لتقوم ذا الدور الرئيسي و اهلام،وذلك من خالل القيام مبشاريع استثمارية يف شىت .ااالت إلحداث تنمية شاملة و مستدامة

69

أثر املؤسسات الصغرية على التنمية االقتصادية

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

79

::ـيد ـيد ــــمهمهــــتت،حيث االستعمارتعود نشأة معظم املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر إىل فترة

إطارو يف 1958من عام ابتداءالكربى و االستعماريةللشركات لعبت دورا فرعيا املعروف مبخطط قسنطينة كان اهلدف املقصود من وراء االستعمارياملخطط االستراتيجي

و الفوائد إىل باالمتيازاتت هو وضع سياسة لتطوير صناعة حملية تعود هذه املؤسساورثت اجلزائر قطاعا مهمال ، مكونا يف أساسه االستقاللاقتصادية البلد املستعمر و غداة

من صناعات استخراجية و من فروع صناعات استهالكية صغرية و متوسطة تتمركز يف قد أحدثت مغادرة مالك هذه املؤسسات أثرا كبريا املدن الكربى و املناطق العمرانية، و

ما كان 1963قرارات مارس إطارالوطين ،حبيث تركوا فراغا كبريا ، و يف االقتصادعلى الدولة يف إطار عمليات التأميم تشغيلها كما سعت إعادةعلى العمال إال أن يبادر و يف

لكبرية املنتجة لوسائل اإلنتاج، أما من برامج التنمية إىل تدعيم إنشاء املؤسسات الصناعية اويف الصناعات الصغرية و املتوسطة اليت اعتمدت االستثمارجهة أخرى مت التركيز على

بشأا سياسة الالمركزية ووضعها حتت إشراف اجلماعات احمللية ، لكن مع بداية و لكن و املتوسطة برامج و سياسات تتعلق باملؤسسات الصغرية وضعالثمانينات مت

بتسجيل اختالف يف التطور و املكانة اليت يلعبها مثل هذا النوع من املؤسسات يف عملية :التنمية لذلك سوف ندرس هذا الفصل من خالل املباحث التالية

.واقع و أفاق املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر: املبحث األول . االقتصاديةلتنمية مسامهة املؤسسات الصغرية يف ا: املبحث الثاين

الصغرية املؤسساتاإلجراءات املتخذة و املقترحة لتفعيل دور : املبحث الثالث .و املتوسطة داخل االقتصاد الوطين

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

80

..أفاق املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائرأفاق املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف اجلزائر واقع وواقع و: : األولاألولاملبحث املبحث .تصاد الجزائريالصغيرة و المتوسطة في االق المؤسساتمكانة : األولالمطلب

غرية و املتوسطة التطور االجيايب تبني الدراسات اإلحصائية للمؤسسات الصو التدرجيي هلذه املؤسسات ،ففي بداية التسعينات كان النسيج الصناعي اجلزائري مكونا

من القدرات الصناعية أما %80أساسيا من املؤسسات الصناعية العمومية ،حيث كانت املتبقية فهي عبارة عن صناعات و مؤسسات صغرية و متوسطة تابعة للقطاع 20%

62000فإن 2000اخلاص ، و يف دراسة للديوان الوطين لإلحصائيات أجريت يف أكتوبر مؤسسة 29000مل يكن هناك سوى 1995،و قبل 2000و 1990مؤسسة أنشأت ما بني

.)1(املوجودة من جمموع األنشطة %46.82،و هو ما ميثل مؤسسة صغرية و متوسطة ،و يف أواخر 51312مث إنشاء 2008و 2001و مابني سنة

نشاط حريف،حيث سجلت يف 170000و 465000وصل عدد املؤسسات إىل 2009سنة مؤسسة صغرية و املتوسطة و من خالل اجلدول التايل 30000هذه الفترة زيادة حبوايل

الصغرية و املتوسطة و الصناعات التقليدية خالل نالحظ مكونات قطاع املؤسسات : 2009السداسي األول لسنة

م حالة ص و سساتاملؤل حيي ،أمهية إقامة نظام وطين للمعلومات االقتصادية يف دعم و تأهي دريسحيم حسني إد ، ر - 1

االقتصاديةص و م يف الدول العربية كلية العلوم سسات مدخله ضمن امللتقى الدويل حول متطلبات تأهيل املؤ اجلزائر ، 163،ص 2006أفريل 18-17التسيري ، جامعة حسيبة بن بوعلي ، شلف ،اجلزائر و

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

81

%النسبة عدد املؤسسات طبيعة م ص م املؤسسات اخلاصة

58.77 335486 أشخاص معنوية

12.73 82669 أشخاص طبيعية

0.10 598 املؤسسات العمومية

28.39 162085 نشاطات الصناعة التقليدية

100 570838 اموع

.2009نشرية املعلومات االقتصادية للسداسي األول لسنة : املصدراملؤسسات الصغرية و املتوسطة حتت تلك التابعة للقطاع العام، و القطاع إدراجو يكمن

.اخلاص و كذا الصناعات التقليدية ، بالشكل التايل ::املؤسسات الصغرية و املتوسطة اخلاصة املؤسسات الصغرية و املتوسطة اخلاصة .1

اية مؤسسة 335486رية و املتوسطة اخلاصة املصرح ا متثل املؤسسات الصغحريف مسجل لدى 162085إىل أكثر من باإلضافةتشكل ،2009السداسي األول لسنة

املكونات األساسية لتعداد املؤسسات الصغرية ) CAM( غرف الصناعات التقليدية و احلرفمن العمال،أي ما %88.25 من اموع، تشغل ما نسبته %99و املتوسطة ،أي أكثر من

:يلياملؤسسات على خمتلف القطاعات كمامنصب عمل،و تتوزع هذه 1274460يقارب

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

82

عدد امل ص م أهم القطاعات 18143 قطاع الصحة

4405 قطاع العدل

18451 املستثمرون الزراعيون

31270 قطاعات أخرى

72669 اموع

.2009سنة للسداسي األول ل اديةاالقتصنشرية املعلومات : املصدر

:املؤسسات الصغرية و املتوسطة العمومية .2

مية جزء ضئيل من حميط املؤسسات متثل املؤسسات الصغرية و املتوسطة العمو،تراجع عدد املؤسسات الصغرية و املتوسطة العمومية 2009خالل السداسي األول لسنة و

من %3.10،تشغل ما نسبته 698ىل إ 630مقارنة مع السنة املاضية حيث تراجعت من منصب شغل ، و يوضح اجلدول التايل توزيع املؤسسات 51149العمال أي ما يساوي

الصغرية و املتوسطة العمومية على قطاعات النشاط و عدد مناصب العمل اليت سامهت يف .2009توفريها خالل السداسي األول من عام

عدد امل ص م أهم القطاعات 18143 حةقطاع الص

4405 قطاع العدل

18451 قطاع املستثمرون الزراعيون

31270 قطاع مغاير

72669 اموع

.2009للسداسي األول من عام االقتصاديةنشرية املعلومات : املصدر

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

83

يتضح من خالل اجلدول أن قطاع اخلدمات حيتل الصدارة يف عدد املؤسسات :ذلك قطاع الصناعة الصغرية و املتوسطة العمومية يليه يف

:النشاط احلريف .3

يقصد به كل نشاط أو عمل يدوي و ميارس بصفة رئيسية و دائمة يف شكل مستقر :)1(أو متنقل أو معرضي، يف أحد ااالت اآلتية

الصناعة التقليدية و الصناعات التقليدية الفنية.

الصناعة التقليدية احلرفية إلنتاج املواد.

احلرفية للخدماتالصناعة التقليدية.

للنشاطات احلرفية اإلمجايل،بلغ العدد 2009السداسي األول لسنة إحصائياتو حسب نشاط حريف ، 162085و احلرف غرفة للصناعات التقليدية 31حسب تصرحيات

:التسجيالت املوزعة اجلديدة موزعة على ثالث شعبو حريف 2431الصناعة التقليدية إلنتاج املواد.

حريف 5790التقليدية إلنتاج اخلدمات الصناعة.

حريف 1846الصناعة التقليدية الفنية.

.أجريا 20134تشغل هذه النشاطات احلرفية اجلديدة تشغل هذه النشاطات مبختلف أشكاهلا مكانة هامة يف سياسة االنتعاش االقتصادي

ليت جتعل هذه نظرا لسهولة تكيفها االتسعينات،اليت انطلقت فيها اجلزائر منذ مطلع .املؤسسات تتميز بقدرا اهلائلة على اجلميع بني التنمية االقتصادية و توفري مناصب العمل

ص و م ، سسات علومات االقتصادية يف دعم و تأهيل املؤنظام وطين للم إقامةدريس حيي ، أمهية د رحيم حسني إ1 175مرجع سبق ذكره ،ص

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

84

)1(. كيفية تطبيق التنمية داخل المؤسسة: الثاني المطلبجتربة اخلمسينيات و الستينيات من القرن املاضي عندما استطاعت الدول النامية إن

قتصادي املستهدفة و لكن مستويات معيشة عامة الناس فقد أن تصل إىل معدالت النمو االبقيت بدون تغيري لعدد كبري من الدول ،أشرت أن هناك شيئا خاطئا جدا مع هذه الرؤية أو التعريف الضيق للتنمية ،إن عددا متزايدا من االقتصاديني و صانعي السياسة االقتصادية

الواسع االنتشار و تزايد عدم العدالة يف توزيع ينادون جوم مباشر أكثر على الفقر املطلق نقول أنه يف أو خالل عقد السبعينيات من القرن باختصارالدخل و ارتفاع البطالة، و

العشرين املاضي أصبحت التنمية االقتصادية تعرف تعريفا جديدا أو مبعىن أصح أعيد توزيع الدخل الةتعريفها بصيغ تقليص أو القضاء على الفقر و التخلص من عدم عد

". التوزيع مع النمو شائعا إعادة" معاجلة البطالة ضمن اقتصاد نامي ، لقد أصبح شعاروليت تستعمل لوصف عملية التنمية إن التنمية تتضمن تغيري و هذا واحدا من املعاين ا

التحول االجتماعي داخل الدول و غالبا فإن هذه العملية تسري يف تتابع منتظم و تتصف وفإذا أصبحت التنمية هدفا للسياسة االقتصادية فإن السؤال صائص مشتركة عرب الدول، خب

.املهم الذي ينشأ هو التنمية ملن و ألي شيء ؟إن مفهوم أو فكرة التنمية عرفت بصيغة هدف أو حالة مرغوبة و حصريا بصيغة

ن اتمعات يف العامل ، إاإلنتاجمن النمو أو يكل نباملستفيديأهداف منو مع اهتمام قليل ليست يف موقف متساوي أو متكافئ من النتائج التوزيعية للسياسة االقتصادية أو من نوع

إن مفهوم التنمية املطلوب ، اإلنتاجالذي ينتج أو من البيئة االقتصادية اليت يتم فيها اإلنتاجا اتمعات ، هو الذي يضمن األهداف االقتصادية و االجتماعية و القيم اليت تسعى هل

.36-34، ص2009التنمية، عمان، دار اإلثراء للنشر و التوزيع، اقتصادحممد صاحل تركي القريشي، علم - 1

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

85

الذي ميز ) Goulet,1971( جولتللتنمية ما قام به عاملعىن الواسولعلّ أفضل حماولة لفهم :بني ثالثة عناصر أساسية أو قيم أساسية و اليت دعاها

.قوت أو غذاء احلياة .1

.احترام أو اعتبار الذات .2 .احلرية .3

) Basic Needs( إلنسانإن قوت احلياة يتعلق بتوفري أو جتهيز احلاجات األساسية لوأن أسلوب احلاجات األساسية يف التنمية قد ابتدأ من قبل البنك الدويل يف عقد السبعينات من القرن العشرين املاضي ، و جوهر هذا األسلوب هو أن أي بلد ال ميكن أن

حنو كامل إذا كان غري قادر على توفري هذه حلاجيات األساسية مثل يعد متطورا على و هكذا فإن من األهداف . ن و املالبس و الغذاء و حد أدىن من التعليم لكل سكانهالسك

.من الفقر و توفري احلاجيات األساسية آنيا الناس انقادالرئيسة للتنمية الذات و االستقالل ، وليس هناك بلد باحترامأما احترام الذات فيتعلق بالشعور

ن مستغال من قبل اآلخرين و ليس لديه القوة ميكن أن يعد متطورا على حنو كامل إذا كاوهكذا فإن الدول .أو السلطة و التأثري إلجراء عالقات على أسس متساوية أو متوازنة

لذات و التخلص من شعور اهليمنة النامية تسعى إىل التنمية من أجل احترام و اعتبار ا .يءاالعتماد و الذي يتعاضد مع الوضع االقتصادي املتخلف أو الردو

و حالة اإلمهالاحلاجة و : و تشري احلرية إىل التحرر من ثالثة شرور أو مضار وهي .لقذارة و البؤس ،حىت يكون الناس أكثر قدرة على تقرير مصريهم بأنفسهم

إذا كان سجني :ميكن يعد حرا ما مل يكن قادرا على االختيار إنسانو ليس هناك بدون تعليم و بدون مهارات، و هكذا فإن فائدة على اهلامش أو على حد الكفاف احلياة

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

86

املفتوح لألفراد اإلنساينأو ميزة التنمية املادية هو أا متدد أو توسع مدى االختيار .اتمعاتو

و لذلك ميكننا القول أن .إن هذه العناصر الرئيسية الثالثة متداخلة مع بعضها البعض حلاجات األساسية و عندما يساهم التقدم التنمية حتصل عندما يكون هناك حتسنا يف ا

يف احلقيقة فإن .الذات بالنسبة للبلد و األفراد باحتراماالقتصادي إىل مدى كبري يف الشعور التنمية غري قابلة للقياس و هذا ال يقلل من أمهية هذه العناصر مكونات عدة من مكونات .بوصفها من مكونات التنمية

إذ أا تتضمن ليست ظاهرة اقتصادية صافية،) Development(هكذا فإن التنمية و أكثر من اجلانب املادي و املايل حلياة الناس ،و لذلك فإن التنمية ينبغي أن تفهم بوصفها

تتضمن إعادة تنظيم و إعادة ) Multidimenstions Process(عملية متعددة األبعاد ن حتسينات يف دخل الناس و يف توجيه لكل األنظمة االقتصادية و االجتماعية ،فضال ع

اإلنتاج،و هي منوذجيا تتضمن تغريات جذرية يف اهلياكل املؤسسية و االجتماعية و اإلدارية .و كذلك يف التوجيهات العامة و يف حاالت عدة حىت يف العادات و املعتقدات

عملية تغيري يف هيكل اإلنتاج و هيكل االستخدام و تتضمن تسارعا يف النمو إا .االقتصادي و تقليال يف التفاوت يف توزيع الدخل و القضاء على الفقر

، )The Quality of Life(حتسن يف نوعية احلياة إىلو مبعىن أوسع فإن التنمية دف و كذلك يف احلقول غري و هذا يتضمن أو يشتمل على التقدم يف اال االقتصادي

ا البد من التأكيد أن التنمية االقتصادية تتضمن و هن.االقتصادية مثل حرية الفرد و الثقافة و هذا يعين ارتفاعا يف الدخل الفردي للناس و كل ذلك أو حتتوي النمو االقتصادي

يذهب لتحسني املكونات أو العناصر األساسية اليت تصنع نوعية احلياة األفضل مثال التقدم إن ارتفاع العامل أو زيادة الدخل .لنظيفة يف التعليم و الصحة و التغذية و يف البيئة الطبيعية ا

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

87

حبد ذاا تعد هدفا مرغوبا و مقبوال على مستوى العامل و هو ذا أمهية بالغة للدول األقل و لتأمني أو ضمان .تطورا حيث مستويات املعيشة منخفضة على حنو رديء للغاية

من الضروري أن ال مستوى معيشة حيترم لعد ضخم من الفقراء يف الدول األقل تطور فإن .يكون هناك ارتفاعا يف الدخل الفردي فقط و لكن ينبغي أن يكون كبريا

.آليات دعم و ترقية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة: الثالث المطلبو املتوسطة من القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغرية )11(املادة لقد جاءت

:إىلالترقية هلذه املؤسسات حيث يهدف القانون دف إىل تدابري املساعدة و الدعم و إنعاش النمو االقتصادي.

تشجيع بروز مؤسسات جديدة و توسيع ميدان نشاطها.

االقتصادي و التكنولوجي و املعلومة ذات الطابع الصناعي و التجاريترقية و توزيع .م.ص.املتعلقة بقطاع م

تشجيع اإلبداع و التجديد و الثقافة تبين سياسات تكوين و تسيري املوارد البشرية و .التقاول

و املتوسطة مات اليت تنتجها املؤسسات الصغريةترقية تصدير السلع و اخلد.

احلث على وضع أنظمة جبائية مكيفة للمؤسسات الصغرية و املتوسطة.

حتسني أداء املؤسسات الصغرية و املتوسطة.

1( تشجيع تنافسية املؤسسات الصغرية و املتوسطة(.

كل هذه األهداف جعلت السلطات العمومية تبحث عن أساليب و طرق لتدعيم .املؤسسات الصغرية و املتوسطة و لعل و أهم ما وضعته يف هذا الشأن

.من القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغرية و املتوسطة 11املادة - 1

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

88

: صة باملؤسسات الصغرية و املتوسطةإنشاء بنك معطيات خا .1

من القانون التوجيهي للمؤسسات الصغرية و املتوسطة الصادر يف 24املادة تتضمن تأسيس بنك معطيات خاص ذه املؤسسات ، وذلك دف مساعدا 12/12/01

على التطور وفق النظم التكنولوجية احلديثة، و كذا دعمها على ختطي مشاكل انعدام شامل لنشاطات املؤسسات الصغرية للمعلومات حيث حيتوي هذا البنك على نظام

.املتوسطةو

:ناولة إنشاء جملس وطين مكلف بترقية امل .2

و املؤسسات م و يتشكل من ممثلي اإلدارات.ص.ميرأسه الوزير املكلف ب .اجلمعيات بترقية املناولةو

:يو تتمثل املهام األساسية للمجلس فيما يل اقتراح كل التدابري من شأنه حتقيق اندماج أحسن لالقتصاد الوطين.

م الوطنية بالتيار العاملي للمناولة.ص.تشجيع التحاق م.

تنسيق نشاطات بورصات املناولة و الشراكة اجلزائرية فيما بينها.

:إنشاء هياكل الدعم .3

.مراكز التسهيل . أ

-12الصادر يف 17-01من القانون رقم 12لقد نصت املادة :مشاكل املؤسسات . ب

.م.ص.على إنشاء مشاتل من قبل الوزارة و هذا قصد ترقية م 01- 12

املؤرخ 63-01من األمر رقم 27قد نصت املادة ل:إنشاء صناديق دعم اإلستثمار .4اء رأس مال خاص لدعم االستثمار على تنمية االستثمار ، و إنش 2000يف أوت

:املمنوعة لالستثمار خصوصا ما يلي يتكفل بالتكاليف و

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

89

لالجناز االستثمار الضروريةالتكفل باهلياكل القاعدية.

جتكثيف القروض املوجهة لالستعمال يف اإلنتا.

م و.ص.حتفيز ترقية م

:تطوير نظام املعلومات االقتصادي و االحصائي .5

ات معتربة لتفعيل نظام اقتصادي و قد عملت الوزارة الوصية على القطاع باهود :إحصائي حيث وضعت تدابري دف إىل و

2001سنة إنشاؤهو تطوير موقع االنترنت الذي مت إنشاء WWW.PMEART-DZ.ORG

خضر على مستوى الوزارة لتسهيل االتصالوضع هاتف أ.

إنشاء بنك معلومات و تزويده بكم هائل من املعطيات حول القطاع و ذلك CNAS ، ONSعن طريق

:تطوير و ترقية سياسة التكوين .6

م ضعف الكفاءات على مستوى التسيري و. ص ؤسساتاملمن العوائق املهمة لتطوير :عنية مبا يلي،لذلك قامت الوزارة امل ةخاص و م.ص.إنشاء و تطوير القدرة على تقدمي االستشارة يف قطاع م.

تطوير و دعم العالقات مع اجلمعيات املهنية.

إعادة حتسني املؤسسات من حيث جانب التسيري.

)1( حتسني حميط املؤسسات الصغرية و املتوسطة .7

.ات املؤسسات الصغرية و املتوسطة تشجيع تصدير منتج .8

.م.التمويل البنكي لـ م ص . عبد العزيز غفار،حمفوظ عبد الرمحان .د فتحي قمانة - 1

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

90

.النظام املصريف و املايل حتسني .9

:تسهيل اجراءت احلصول على العقار الصناعي .10

.ال شك و أن مشكل العقار و العقود امللكية من أكرب املشاكل اليت تعيق االستثمار ببالدنا

.صناديق ضمان القروض إنشاء.11

مسامهة املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف التنمية االقتصاديةمسامهة املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف التنمية االقتصادية::الثاين الثاين املبحثاملبحث المساهمة في توفير مناصب الشغل و التقليل من حدة البطالة: األول المطلب

الزيادة على مستوى عدد املؤسسات الصغرية و املتوسطة انعكست بدورها على الزيادة على مستوى عدد املؤسسات الصغرية و املتوسطة انعكست بدورها على عدد مناصب الشغل إذ أدت إىل زيادا مقارنة بالنسبة السابقة و بالتايل امتصاص نسبة من عدد مناصب الشغل إذ أدت إىل زيادا مقارنة بالنسبة السابقة و بالتايل امتصاص نسبة من

::كما يلي كما يلي البطالة و كانت هذه الزيادة يف مناصب الشغل البطالة و كانت هذه الزيادة يف مناصب الشغل 20092009--20082008مقارنة خلق مناصب العمل من طرف م ص م خالل مقارنة خلق مناصب العمل من طرف م ص م خالل : : اجلدول اجلدول

الزيادة قيمة الزيادة 2009سنة 2008سنة طبيعة املؤسسات 7.96 66986 908046 العمال الدائمني مؤسسات القطاع اخلاصمؤسسات القطاع اخلاص

841060 16.7 63385 455398 العمال املؤقتني

392019 -1151 51635 52786 عموميعموميمؤسسات القطاع المؤسسات القطاع ال 2.18 -

34.42 87535 341885 254350 نشاطات احلرف التقليديةنشاطات احلرف التقليدية

14.07 216755 1756964 1540209 اموع

..وزارة املؤسسات الصغرية و املتوسطة و الصناعات التقليديةوزارة املؤسسات الصغرية و املتوسطة و الصناعات التقليدية::املصدر املصدر من خالل اجلدول أعاله نالحظ مدى مسامهة املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف من خالل اجلدول أعاله نالحظ مدى مسامهة املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف

%%14.0714.07لوحدها ما يقارب لوحدها ما يقارب 20032003لسنة لسنة مناصب العمل سنويا حيث بلغت الزيادة مناصب العمل سنويا حيث بلغت الزيادة خلق خلق

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

91

أكرب حصة هلذه املسامهة كانت للقطاع اخلاص سواء من خالل خلق مناصب عمل دائمة أكرب حصة هلذه املسامهة كانت للقطاع اخلاص سواء من خالل خلق مناصب عمل دائمة وو،و هذا ،و هذا 20082008أو مؤقتة غري أن القطاع العمومي سجل تراجعا مقارنة بالنسبة السابقة أو مؤقتة غري أن القطاع العمومي سجل تراجعا مقارنة بالنسبة السابقة

املؤسسة الصغرية املؤسسة الصغرية إعادة هيكلة و تنظيمإعادة هيكلة و تنظيمراجع لعدة أسباب سبق ذكرها مثل برامج راجع لعدة أسباب سبق ذكرها مثل برامج ..املتوسطة العمومية و خوصصتهااملتوسطة العمومية و خوصصتها

.مساهمة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في زيادة الصادرات: الثاني المطلب

تعلن معظم الدول النامية من وجود عجز يف امليزان التجاري،و ميكنها أن تواجه هذا وذلك من خالل توفري سلع العجز عن طريق زيادة الصادرات و خفض الواردات،

.تصديرية قادرة على املنافسة ، أو توفري السلع اليت حتل السلع املستوردةو تشري التجارب يف بعض الدول على أن مسامهة املنتجات الصناعية الصغرية يف هيكل الصادرات ،ففي اليابان وصلت نسبة مسامهتها يف القطاع الصناعي الياباين إىل

1991عام 51.8%مسامهة الصناعات الصغرية يف الصادرات القطاع ةوصلت نسب،كما م

.)1(1991،1992عام %55الصناعي اهلندي إىل على الصناعات الصغرية و املتوسطة قد تسهم اإلشارةالدراسات مت إحدىو يف

من الصادرات العاملية للمواد املصنعة،و تشري تقديرات منظمة %35 إىل %25بنحو أن معدل مسامهات الصناعات الصغرية و املتوسطة يف إىللتعاون االقتصادي التنمية و ا

%46و سويسرا بنحو الدامنرك،تليها %53الصادرات االيطالية املركز األول بنحو أما اليابان فان مسامهتها %26و فرنسا ب %30على التوايل مث السويد بنحو %40و

صادرات بعض الدول األسيوية معدالا عالية جدا يف الصناعات الصغرية و املتوسطة يف

.200نبيل جواد ، مرجع سبق ذكره ، ص. د 1

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

92

يف تايوان و كوريا اجلنوبية و نفس الشيء بالنسبة %50يف الصني و %20حيث بلغت .للجزائر إذ أا تعترب قاعدة صناعية مهمة

و النامي على الصناعات الصغرية و سبب إقبال جل دول العامل سواء املتقدم ألى القانون اإلنتاجية كثيفة العمل مما يفسر عنه اخنفاض تكلفة املتوسطة هو اعتمادها عو

.إنتاج الوحدة و مما ميكنها من تعديل برامج إنتاجها طبقا الحتياجااملا تتمتع به من مرونة متمثلة يف تواضع رأس مال املستمر و من مث تكون أقدر على

.أسواق التصدير تتلبية احتياجااملؤسسات الصغرية بعض الدول كمصر فقد أحدثت كما ميكن أن نقول أنه و يف

املتوسطة عجزا يف امليزان التجاري،بدال أن تساهم يف ختفيض حدثه و هذا حسب التقرير و .الذي نشره البنك املركزي املصري و جممل القول أن

املشروعات الصغرية و املتوسطة تلعب دورا مؤثرا يف دعم الصادرات من خالل مد الطلب احمللي ، وبالتايل إتاحة فرص أكرب لتصدير إنتاج املشروعات الكبرية جزء من حاجة

، ملا يتميز به من مميزات نسبية ووفرات اقتصادية أو من خالل تصدير منتجاا مباشرة .حيث ساهم بذلك بتوفري العملة الصعبة أيضا

ية مساهمة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في تحقيق التنم: الثالث المطلب

اإلقليمية

توزع و انتشار املشاريع التوازن اإلقليمي للصناعات الصغرية و املتوسطة يعينالصغرية و املتوسطة عرب أقطار دول العامل بصورة عادلة و هذا ما حققته املؤسسات

اجلغرايف و التوطن يف مجيع النتشارالصغرية و املتوسطة بسبب امتالكها مليزات تؤهلها

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

93

مما يساعد على انتشار األنشطة االقتصادية املختلفة و يعمل على حتقيق منو أقاليم الدولة .)1( و إزالة الفوارق بينهامتوازن جلميع أقاليم الدولة

طيط يالحظ أن املؤسسات الصغرية و املتتبع لربنامج التنمية االقتصادية و التخذلك بسبب إمهال البعد املتوسطة يف أغلب الدول حققت املراد من قيامها و إنشائها و و

املكاين لتوطن و توزيع و متركز النشاطات االقتصادية، مبختلف األقاليم و كذا االجتماعية عالية التنمية و على ذلك فاالنتشار اجلغرايف للصناعات الصغرية و املتوسطة بني األقاليم

يف بعدها اإلقليمي املختلفة ميكنها من القيام بدور هام يف حتقيق أهداف تنموية و اجتماعية :تشري إىل البعض منها

.التخفيف من حدة مشكل البطالة . أ

.امتصاص فائض العمالة .ب

التخفيف من حدة الفقر يف الريف يولد دخال حقيقيا لألفراد و يرفع مستوى .ج .املعيشة

املدن حبثا عن العمل و ما يترتب عليها من آثار إىلكبح مجاح اهلجرة من الريف . دمتمثلة يف تفاقم أزمة السكن و الضغط على املرافق العامة و خدمات التنمية سيئة

.األساسيةنشر الوعي الصناعي بني األقاليم املختلفة وكسر حدة التركيز حدة التركيز . هـ

اإلسراع بعملية التنمية وأثاره السيئة على البيئة، يالصناعي يف املناطق احلضرية، وتالقملناطق احلضارية و حتقيق نوع من التأكيد،و دعم الروابط بني الصناعية و حتديث ا

.الزراعة و الصناعة

.205ص و م ، مرجع سبق ذكره ،ض سساتنبيل جواد ،إدارة و تنمية املؤ. د - 1

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

94

تعترب املؤسسات الصغرية و املتوسطة أكثر كفاءة يف : استخدام الكفاءة برأس املال. و .تعبئة املدخرات و املهارات ملواد أخرى ما كان أن تستغل لوال هذه املؤسسات

خذة و املقترحة لتفعيل دور املؤسسات خذة و املقترحة لتفعيل دور املؤسسات االجراءات املتاالجراءات املت: : الثالثالثالث املبحثاملبحث م داخل اإلقتصاد الوطينم داخل اإلقتصاد الوطين..وو..صص

)1( .المشاكل التي تواجه المشاريع الصغيرة و المتوسطة: األولالمطلب

:ضعف ثقافة الريادة .1

حىت و تقدير ثقافة الريادة داخل اتمع عمومايبدو أن املشكلة املركزية ستكون عدم و تعرف ثقافة الريادة يف اتمع بأا الثقافة اليت حيترم .بدرجة أكرب داخل القطاع العام

لألفراد لتحقيق أرباح من خالل اإلتاحةاتمع فيها اإلقدام و يكافئ أخذ املغامرة عرب أنشطة شرعية،و هي الثقافة اليت تكافئ املبادرات و االبتكارات الفردية و اجلماعية لكل

اليت ال يكون فيها الفشل وصمة و تبقى تكاليف مواطنيها ،على حد سواء،و هي الثقافةالفشل عند مستويات متدنية، و هي الثقافة اليت توفر بيئة من شراكة الريادة و التعاطف مع

.املشاريع الصغرية و املتوسطةو هذه النقطة ذات أمهية خاصة ،فتطوير املشاريع الصغرية و املتوسطة ال يتم يف

تعليمية ،و اهليئات التشريعية، افة الدولة و املؤسسات الالفراغ،و إذا ما افتقدت ثق املتوسطة،لروح التبين للمشاريع الصغرية و و قطاع املهن و األعمال الكبرية املصارف،و

.سيكون من الصعب على الرياديني يف هذا القطاع إقامة مشاريع صغرية و متوسطة

وسطة ودورها يف عملية التنمية ليث عبد اهللا القهيوي، املشاريع الريادية الصغرية و املت. بالل حممود الوادي، أ. د - 1

.117-107، ص 2012، 1بالوطن العريب ، عمان، دار و مكتبة احلامد للنشر و التوزيع، ط

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

95

ديني يف قطاع املشاريع لذلك ينبغي أن تكون بيئة العمل داعمة و مشجعة للريا .الصغرية و املتوسطة

عنصر أساسي يف تدعما لريادينيو يعد وجود املنظمات الداعمة اليت تسهل و املتحولة،تعد تاالقتصادياو يف تكوين إطار للتحرك و قاعدة صلبة لتعزيز ثقافة الريادة،

لعامة على عكس املقدمة هذه املشكلة أكثر تفاقما بسبب احلوافز املتوفرة ملوظفي اإلدارة اإن التفاوت الكبري احملتمل يف الدخل يؤدي .للرياديني و للذين يعملون يف القطاع اخلاص

للموظفني إىل درجة كبرية من االختالل الظاهر بني القطاعني العام و اخلاص حيث العموميني صالحية تفسري القواعد و التشريعات أو حيث يفتقر املوظفني يف بعض

و كذلك املوظفني .ت للحوافز و للرقابة الفاعلة يف القيام باملهام اإلداريةاملؤسساالعموميني غالبا ما يتساءلون عن أخالقية جين األموال و الفوائد يف إدارة األعمال و بالتايل

.ال يقدمون دعما محاسيا كامال ملبادرات القطاع اخلاص

:األطر التشريعية و القانونية .2

أن .لألعمال" بيئة متكينية " يعي و القانوين منطلق احلكومات إلجياد يعد اإلطار التشروجود إطارا مرموقا و عادال و مساندا، يوفر احلوافز السليمة دون فرض تكاليف عالية

و حتتاج البيئة التمكينية يف لتعزيز كبري كي . ،شرط ضروري إلجياد بيئة متكينيةمرهقةو املتوسطة اليت تشكل مفصال هاما ألي إستراتيجية تطوير على تساند املشاريع الصغرية

.املدى القصريفعالية :فهناك مسائل أساسية تؤثر يف إطالق و تسجيل و ترخيص اإلعمال مثل

سهولة عملية االسترياد و التصدير،احلصول على حوافز االستثمار،ضمان و حقوق وتعزيز العمال،إدارة الضريبة و احملاسبة،و فصل امللكية،سياسات التوظيف مبا فيها تعيني

العالقات التعاقدية بني القطاعيني العام واخلاص،حتصيل الديون من القطاع العام وفض

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

96

و بالرغم من التقدم .من خالل احملاكماخلالفات اخلاصة بالعقود مع السلطات الرمسية عقيد اإلجراءات اجلهوي يف تطبيق اإلصالحات عرب السنوات اخلمس املاضية،إال إن ت

مازالت مسة بارزة تعاين منها أغلب املشاريع الصغرية و املتوسطة، و تطالب بتحسني .احلالية اإلجراءاتالسياسات و التسجيل و الترخيص بطيئة جدا و غري إعادةو األعمالتسجيل إجراءاتال تزال

تغرقه تسجيل و كذلك الوقت الذي يس شفافة،و ختضع لقرارات خارجية من املسؤولني،تسجيل عمل أو احلصول على الترخيص يؤثر بشكل كبري يف الكلف التشغيلية إعادةأو

.و املتوسطة املشاريع الصغرية أصحابعلى

:النظام الضرييب و اجلمارك .3

ة الضرائب و اجلمارك كذلك من املشاكل الرئيسية و حتتاج لربنامج إصالح تعد إدارمن ناحية الوقت الذي ميصونه يف النقاش مع فوري،حيث يعاين أصحاب املشاريع

ضريبة الدخل،و تلعب السلطات الضريبية حول دفعات ضريبة الدخل،و يف تقييمات و لكن .و اجلمركية دورا يف تنمية املؤسسات الصغرية و املتوسطة الضريبيةالتحفيزات

مرحلة األعباء الضريبية اليت تتحملها هذه املؤسسات يف كثري من الدول خاصة يفتعدد وتنامي إىلبل تؤدي اإلنتاجياالنطالق ال يساعد بأي حال من األحوال على العمل

.األنشطة املوازية اليت تصب يف خانة التهرب الضرييب و املنتشر بكثرة يف الدول الناميةو لذلك جيب أن تأخذ السياسات الضريبية خصوصية هذا القطاع بعني االعتبار و ذلك

دورها املنوط ا ينبغي معاجلة األمور اإلداراتزايا خاصة، و حىت تؤدي هذه مبنحه م :التالية

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

97

:إدارة الضرائبشيوع التهرب الضرييب و ذلك لعدم وجود تثقيف أو معلومات كافية لدافعي -

.الضرائب

يوجد تقريبا أرقام ضريبية لدافعي و ال حول التسجيل، ال يوجد قاعدة بيانات - .الضرائب

، أو نظم حمسوبقدمي للتقييم الضرييب،و ال يوجد تقريبا نظام إدارياء إجر - .و الدرب رلنظام معلومات و للكادر املاه االفتقارداخلية موحدة ،و إجراءات و

.عدم وجود هيكل تنظيمي واضح املعامل ،و البنية التحتية و املعدات متهالكة -

:إدارة اجلمارك .اتال يوجد هناك نظام حوسبة لإلجراء -

هناك إجراءات ال تتطابق مع متطلبات منظمة التجارة العاملية،و حترير بطيء - .رقابة زائدة و ثقيلة،وال يتوفر نظام معلومات إجراءاتلالسترياد مع

.قدرة حمدودة على تطوير األداء احلايل باملهارات و اإلجراءات القائمة -

.مرافق و جتهيزات ضعيفة -

رك و الضرائب هذه على عمل كل املؤسسات عامة،و و نظرا لتأثري إجراءات اجلما .فإنه جيب إيالء األولوية ملعاجلتها ليس فقط على املؤسسات الصغرية و املتوسطة،

:توفر متويل مؤسسي للمشاريع الصغرية و املتوسطة .4

عدد كبري من املصارف املتخصصة تعد هذه مشكلة رئيسية خاصة مع عدم وجودرية اليت توفر خدمات التمويل للمشاريع الصغرية و املتوسطة، املؤسسات املالية التجاو

:وتعتمد املشاريع الصغرية و املتوسطة على ثالث مصادر تقليدية

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

98

.التمويل من املصادر الذاتية . أ

.التمويل من السوق الرمسي.ب

.التمويل من السوق املوازية.ج

تمده املؤسسات الصغرية يف إن املصدر األساسي الذي تع :التمويل من املصادر الذاتية. أاملوارد املالية ىل خرات الشخصية ألصحاا باإلضافة إمتويلها يتمثل يف املوارد الذاتية و املد

فاملنشآت الصغرية احلجم تعتمد يف اجلزء األكرب من احتياجاا املالية على .ألفراد العائلةفراد العائلة و األصدقاء كمرحلة املوارد املالية ألإىل باإلضافةاملوارد الذاتية ألصحاا

%80(ثبت من خالل الدراسات حيث تبني أن الغالبية العظمى من املشاريع أوىل،و هذا ما

مشاركة مع ) %15( يلتعتمد على مصادرها الذاتية لتمويل رأس املال العامل و حوا) أظهرت عدم تقبل أصحاب املشاريع هلا حيث بطلباتآخرين بينما املشاريع اليت تقدمت

من %55و يعاين أكثر من .منهم يرون أا أموال ربوية %70بأن أكثر من النتائجأصحاب املشاريع الصغرية و املتوسطة من قلة رأس املال و الذي يعترب مصدر التمويل

من أصحاب هذه املشاريع أا ال تليب احتياجام بالشكل %65املتاح،و يرى حوايل .املطلوب

ملشاكل اليت تواجه هذا املصدر هو ضالة املمتلكات اخلاصة أو وجودها غري أنه من ايف شكل عقارات أو أراضي مشتركة يف ملكيتها مع آخرين أو أصول أخرى يصعب

هذا و يالحظ أن التمويل من مصادر ذاتية يعتمد على مدخرات .حتويلها بسهولة إىل سيولة .صغرية جدا

يت السوق غري الرمسية أو غري النظامية من كتأ :التمويل من السوق غري الرمسية . بحيث األمهية يف متويل املشاريع الصغرية و املتوسطة يف الدول النامية يف املرتبة الثانية

:مشاكل أمهها غري أن االقتراض من هذا السوق تتخلله عدة

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

99

.ارتفاع معدالت الفائدة مقارنة بتلك السائدة يف السوق الرمسية - .لقصرية األجليعتمد على القروض ا - .ضمانات مالية و مادية جمحفة -

تضطر الغالبية العظمى من املشاريع الصغرية و املتوسطة إىل االعتماد على وسائل .التمويل غري الرمسية بسبب املشاكل و العقبات املتواجدة يف قطاع التمويل الرمسي

عة من و لذلك فإن مسألة تطوير نظام مايل فاعل و مرموق لتوفري مساحة واسكما تطوير املشاريع الصغرية و املتوسطة إستراتيجيةخدمات التمويل تعترب حجر زاوية يف

و جيب إعطاء أولوية للمسائل األساسية ،و الثغرات يف منط املشاريع الصغرية و املتوسطة .القائم

إقراض تبدي املصارف التجارية حتفظا شديدا يف :التمويل من السوق الرمسية. جفاملصارف التجارية حتصل على معدالت ضمانات املتوسطة،املشاريع الصغرية وأصحاب

بشكل رئيسي على شكل أراضي و عقارات،و توفر املصارف %125 قلإضافية على األقروض ) (ملدة سنة(و قروض قصرية املدى ) كشف احلساب(عتمادات مالية على شكل إ

.و شبه مصنعةو اعتمادات جتارية السترياد مواد خام أ) دوارةوضا على أسس شخصية إىل حد كبري فإن املصارف التجارية تقدم قر و يف الواقع،

تطالب املقترضني بفتح حسابات بضمان الرواتب و مصادر دخل أخرى ميكن التحكم وا، وتتمثل املشكلة الرئيسية يف أن املقترضني من املشاريع الصغرية و املتوسطة غري قادرين

عمل رفيعة املستوى أو حىت بيانات مالية للمصارف،و رغم أن مهنة على تقدمي خططاحملاسبة و مؤسساا شهدت تطورا إىل حد ما، فالتشريعات احملاسبية يف بعض الدول ال زالت غري متوائمة مع أفضل املمارسات الدولية و خاصة ملعايري املشاريع الصغرية

كما هي يف (التمييز بني احملاسبة املالية و هناك مشكلة أخرى تتمثل يف عدم واملتوسطة،

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

100

و حماسبة الضرائب،األمر الذي ميكن أن يشوه سلوك )ممارسات احملاسبة املقبولة عمومااملؤسسات و يعيق قرارات االستثمار و التشغيل،و ال يوجد هناك متطلبات تشريعية

التقارير دقة يف إعداد للتدقيق اخلارجي للبيانات املالية األمر الذي قد ينتج عنه غياب الجياد دليل مبسط خاص باحملاسبة و التدقيق املالية،و عليه فإن هناك حاجة ملحة إل

إن .للحسابات املالية للمشاريع الصغرية و املتوسطة كجانب من تعزيز وجود بيئة مواتية .عدم وجود حماسبة كافية يؤثر يف تطبيق الشفافية للسياسة الضريبية

ضريبية على أسس تقديرية حيث تقرر السلطات الضريبية الدخل تعتمد السلطات الو الضريبة املطلوبة حبسب القطاع و حجم املؤسسة،و تتذمر املشاريع الصغرية و املتوسطة من أن مجع الضرائب يتم بصورة آنية و قابلة للتفاوض مع السلطات الضريبية و هذا يوفر

م هذا النظام كذلك يف إفساد احلوافز الضريبية و يسه.جماال للفساد و إساءة توزيع املوارد حيتاجاليت وفرا العديد من القوانني و اليت رمبا ال تؤيت مثارها أو تشجع االستثمارات،و

.اإلصالحاتتطبيق إطاراهتماما ملحا يف إن هناك حاجة ملحة إلقرار القوانني و التشريعات املتعلقة بالعمليات املصرفية

. ية،و هناك حاجة للتأكد من أن املصارف تطبق هذه التشريعات بفعاليةللمصارف التجارو ميكن أن حتمل عملية اإلقراض للمشاريع الصغرية و املتوسطة خماطر ما مل تأخذ

املقترضني، املصارف إجراءات كافية للتخفيف من املخاطر و كذلك التشدد يف تقييماعلة ووضع الشروط هلا و سيساعد جيب االهتمام يف تشريع تصنيف القروض غري الفو

التطبيق احلازم لدليل التصنيف و الشروط للقروض مقدمي القروض التجارية على تقييم .خماطر إجراءام اإلقراضية طبقا لذلك

و حيتاج املصرفيون التجاريون تدريبا جوهريا يف تقييم التسهيالت ،و يف اإلشراف،و متوسطة املدى دون ضمانات إضافية،و يعيق و إدارة املخاطر لتقدمي القروض قصرية

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

101

غطي كال من املوجودات املنقولة االفتقار إىل نظام تسجيل حموسب شامل للموجودات يويل املشاريع غري املنقولة تطبيق أنظمة املصرف املركزي اهلادفة إىل تسهيل عملية متو

ألنظمة اليت متنع كما أن املصرف املركزي حباجة إىل مراجعة ا. الصغرية و املتوسطةو فيما ميكن هلذه األنظمة .املؤسسات احلصول على القروض من أكثر من مصرف واحد

أن متنع ممارسة االحتيال من جانب املقترضني فإا تقيد املنافسة بني املصارف و هذا يؤدي أنشأت معظم الدول .الفاعلية و خدمات العمالء ،و اعتماد اإلقراض املبدعإىل إضعاف

با هيئات خاصة تعمل على مجع و توفري املعلومات للمقرضني تقرياستناد إىل تاريخ ممارسة التسهيالت ).اخل...مصارف،شركات،حكومات،بائعي التجزئة(

بالنسبة لإلفراد أو األعمال و مدى االعتمادية لديهم،و هذا النظام ميكن ماحني التسهيالت على قرارات معتمده مما يقلل الوقوع من تنفيذ عمليات إقراض بناء على املعلومات و

.باألخطاء و ميكن املقترضني من احلصول على التمويل بشروط و ظروف أفضل :عدم وجود نظم معلومات كافية .5

على الرغم من أن املعلومات تعترب مدخال حيويا لإلدارة إال أن هناك معاناة من و اليت غالبا ما تكون متباينة قصور البيانات و املعلومات املنشورة عن هذه املؤسسات

و عدم وجود نظم .متقادمة يف حالة توافرها و ذلك بسبب تعدد األجهزة املعينة او .للمعلومات خاصة ذا القطاع على األغلب

و لذلك فإن من املشاكل اليت تواجه عمليات اإلقراض من املصارف هي عدم وجود وضع تصور ، ونتيجة لذلك فأنه ال ميكنمعلومات كافية عن اخلدمات و السلع يف السوق

كاف و دقيق للطلب و العرض على اخلدمات و السلع األخرى الذي جيعل تقييم املشروع مع و توفري املعلومات املالية و هناك حاجة ألن تقوم اجلهات املعنية جب.مسألة صعبة

ار و التخطيط من االقتصادية تمع األعمال إلتاحة اختاذ قرارات أفضل تتعلق باالستثمو

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

102

و ميكن أن تلعب غرفة الصناعة و التجارة دورا قياديا يف هذا اال عن .قبل القطاع اخلاصكما أن املؤسسات االستشارية اخلاصة .طريق مجع البيانات اخلاصة باألعمال من أعضائها

ميكن أن تقوم بعمليات مسح و مجع بيانات ووضعها مبتناول املؤسسات مقابل رسوم .بةمناس

:عدم وجود سوق رأس املال .6

إن الثغرة الرئيسية يف القطاع املايل هي عدم وجود سوق لرأس املال سواء للسندات أو األسهم و هذا جعل من توفر رأس املال املخاطر حمدودا جدا و يؤثر بشكل خاص يف

أن غياب سوق رأس املال يعين كذلك أن .النمو الفعلي للمؤسسات متوسطة احلجمني ال يوجد لديهم جمال الستثمار رأس املال يف سوق األسهم لتحقيق منو رأمسايل املودع

إن عدم وجود سوق رأمسال حملي ميكن .بعيد املدى الستكمال أية خطة ادخار أو تعويضأن حيفز املدخرين على استثمار مدخرام خارج البالد مما حيجب هذه األموال عن متويل

حاجة إلقامة سوق لرأس املال بغية توفري أدوات ادخار بديلة و هناك.االستثمارات احملليةمنافسة بدال من فتح حسابات يف املصارف،و مع أن األعداد احملتملة لالنضمام إىل هذا

الق عملية إنشاء سوق رأس املال السوق يعترب حمدودا يف الوقت احلايل،فإنه من املهم إطوانني،ووكالء الترخيص،و صناع سيحتاج هذا إىل إطار من التشريعات و القو

املغرب، (اخل،إىل بعض الوقت كما أظهرته التجربة يف دول نامية أخرى...السوق .و اليت أقامت أسواق رأس مال خاصة ا حديثا)اخل...مصر،

:ضعف املهارات الفنية و مهارات إدارة األعمال .7

ناعات تقوم على ينبغي النظر إىل أبعد من قطاعات الصناعات التقليدية و إدخال صالقطاعات إىلآليات لتسهيل دخول املؤسسات اخلاصة إجيادتكنولوجيا حديثة و

اليت يقدمها حاليا القطاع العام، وعليه فهناك حاجة إىل مستوى عال من األعمالو

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

103

حيتاج كل من الرياديني .املهارات إلقامة و إدارة أعمال ميكنها املنافسة يف األسواق الدولية املشاريع الصغرية و املتوسطة إىل مساعدة فنية و مهنية خمتلفة إلثبات إنتاجيتها اجلدد و

.و تنافسيتها،نظرا للمنافسة القوية و انفتاح األسواقإن القدرة على املنافسة يف عامل مفتوح تعد شرطا أساسيا لنمو االقتصاد اخلاص

ة و املتقدمة جمموعة واسعة من و تقدم العديد من حكومات الدول النامي.بشكل ثابت ون مدعومة لألفراد و الرياديني اخلدمات الفنية و خدمات تنمية األعمال،و غالبا ما تك

.للمشاريع الصغرية و املتوسطةوو من الواضح أنه لكي يتم تطوير قطاع املؤسسات الصغرية و املتوسطة بشكل فاعل

و رمبا من خالل مؤسسات ب حديثةإن هناك حاجة لربامج تدريو لتحسني تنافسيتها فتدريب متخصصة يف قطاعات حمدودة مثل إدارة الفنادق،إدارة اإلنشاءات، التدريب املايل

و هناك حاجة إلىل رفع مستوى برامج التدريب املهين .اخل...و املصريف،و إدارة املنتجعاتاخل ...اعةو الصناإلنشاءات،السياحة : و تقدمي برامج جديدة لدعم قطاعات مثل

د مرافق عامة مثل هيئة مواصفات باإلضافة لذلك،هنالك دور للدعم الرمسي إلجياومقاييس و مراكز التكنولوجيا املتخصصة بتقدمي اخلدمات الفنية يف جماالت كتحسني و

و شراء املعدات،و حتسني خمطط املصنع و انسيابية العمل،و ضبط تصميم املنتج،تشارية لتلبية املعايري النوعية الدولية ضرورة ملحة،و قد أقام تعد اخلدمات االس.التكاليف

عدد كبري من الدول النامية مثل اهلند ،و تركيا،و رومانيا مثل هذه املراكز لدعم .املؤسسات الصغرية و املتوسطة لالرتقاء بالتكنولوجيا ملستوى املعايري الدولية

:النقص يف البنية التحتية .8

أرض،مبان موصولة باملياه ، كهرباء،شيكات (تية مؤهلةيبدو أن توفر بنية حتلصغرية يشكل عائقا أمام تأسيس و منو املشاريع ا)صحية،طرق،سكك حديد،و مطارات

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

104

و تعترب األراضي القريبة من املراكز احلضرية الرئيسية غالية الثمن،كما أن .املتوسطةوار يعترب صعبا إىل حد ما السعي للحصول على حقوق ملكية من خالل الشراء أو االستئج

يسبب عدم الوضوح و التضارب يف حقوق امللكية،وعالوة على ذلك ،فإن السلطات لطلبات البيع أو االستئجار لألراضي االستجابةاحمللية غالبا ما تبدو غري راغبة أو بطيئة يف

فية إن توفر أراضي مناسبة مع خدمات كا.و املتوسطة العامة من قبل املشاريع الصغرية) مياه،كهرباء،جماري،و معاجلة املخلفات النامجة،و طرق مواصالت و مباين ورش العمل(

هو مطلبا أساسيا باإلضافة إىل توفر مصادر الطاقة و املياه وخدمات االتصال ألغلبية املشاريع،و قد يعمل أصحاب هذه املشاريع على يئة هذه اخلدمات ألنفسهم بطرق

رمسية فتصبح تكلفتها مرتفعة جدا األمر الذي يؤدي إىل خاصة و أحيانا بطرق غري .مواجهة مشاكل مالية قبل بدء املشروع

املعوقات الداخلية أمام انطالق املؤسسات الصغرية و املتوسطة اخلطط اإلدارة و التنظيم

.عدم كفاية نظم احملاسبة و السجالت -

عدم كفاية نظم ضبط اإلعتمادات - .و الفواتري

عدم كفاية طرق مراقبة التدفق النقدي - .والتكاليف و الفوائد

الرمسية االتصالعدم كفاية نظم - .و غري الرمسية

عدم كفاية نظم التحكم لضبط - .الفاعلية و النوعية و تقليل التالف

وضع اخلطط املطلوبة عدم القدرة على - .من املصارف و الشركاء اآلخرين

عدم القدرة على التفاوض على أسس - .اخلطة مبرونة

الفشل يف تعديل اخلطط استنادا ملا مت - .اكتسابه من معرفة السوق

الفشل يف إعادة التفاوض حول الترتيبات - .مع الدائنني و الشركاء

الفشل يف التفكري االستراتيجي منذ -

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

105

.عدم كفاية سجالت املوظفني -

دم كفاية الترتيبات مع الشركاء ع - .املسامهنيو

.البداية

يف التركيز على القضايا اهلامة الفشل - .مراعاة األولوياتو

أمام انطالق املؤسسات الصغرية و املتوسطة اخلارجيةاملعوقات اخلطط اإلدارة و التنظيم

.طول و تعقيد عملية التسجيل -

.طول و تعقيد نظم الترخيص -

.ضعف حقوق امللكية و تشريعات النقل -

سوم تعقيد و تداخل نظام الضرائب ور - .التأمني الباهضة

من املسؤولني ألمهية عدم وجود فهم كايف - .و املتوسطة املشاريع الصغرية

و حقوق عدم وجود تشريع رمسي ملهام - .و املسامهني و الشركاء املدراء

شروط زائدة للحصول على -أذونات التأسيس باعتمادها على وجود

.خطط عمل

التأكيد الزائد على عدم كفاية - رقابة املالية من قبل الدائنني خطط ال

.املستثمرينو

دور السياسات و البرامج الحكومية في دعم و تطوير القطاع : الثانيالمطلب

االقتصاديكما رأينا سالفا تعاين املؤسسات الصغرية و املتوسطة مجلة من العراقيل تعيق

امج لتنمية هذه املؤسسات ن الربمسريا، ونظرا ألمهية هذا القطاع قامت اجلزائر جبملة م .من اهليئات لتمويلهاكما قامت بإنشاء العديد ،تنافسيتهازيادة و

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

106

:برامج تنمية املؤسسات الصغرية و املتوسطةو تفعيل تنافسيتها هناك مجلة من الربامج تسعى لتنمية املؤسسات الصغرية و املتوسطة

:ميكن إمجاهلا فيما يلي نافسية الصناعية املسطر من طرف وزارة الصناعةالربنامج الوطين لترقية الت.

لتأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة املسطر من طرف وزارة الربنامج الوطين .م و الصناعات التقليدية.ص.م

و املتوسطة و تأهيلها وهذه الربامج كلها دف إىل زيادة تنافسية املؤسسات الصغرية،و أهم متوسطية األوروشراكة و خصوصا يف ظل اللتواكب نظريا يف الدول املتقدمة

:هذه النقاط اليت دف إليها هذه الربامج ميكن استخالصها فيما يلي .)1(تبين أنظمة تسيري جيدة هلذه املؤسسات أمر ضروري و مشروط لتحقيق التقدم -

تقوية و حتسني مستوى املوارد البشرية،سواء من خالل التأطري اجليد أو من خالل - .ين سياسة تكوينتب

.لتموقع املؤسسةو ا اإلدراك اجليد لظروف السوق، -

.للتطوير و التنمية إستراتيجيةتطبيق -

.البحث املستمر لتحقيق اإلبداع و التجديد -

و املتوسطة من خالل خلق هيئات لدعم االستثمار يف قطاع املؤسسات الصغرية - .م.ص.قروض املقدمة ل محتسني التنافسية و الشراكة و تقدمي الضمانات على ال

تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة اليت تنشط يف القطاع اخلاص نظرا إعادة - .أمهيتها يف حتقيق التنمية

ضحاك جنية املؤسسات الصغرية و املتوسطة بني األمس و اليوم آفاق جتربة اجلزائر،مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول 1

05 ،ص 2006أفريل 17/18ة العلوم االقتصادية،جامعة الشلفم يف الدول العربية،كلي.متطلبات تأهيل م ص

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

107

données Banque إنشاء بنك معلومات خاص باملؤسسات الصغرية و املتوسطة -

من م و هذا .ص. اليت جاءت ا برامج إعادة تأهيل مكان هذا عن أهم األهداف .أجل حتسني مستوى أدائها و تعزيز مكانتها يف االقتصاد

:م و ص.ؤسسات مالالتوصيات المقترحة لتطوير قطاع : الثالثالمطلب حماولة تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة و االرتقاء بطرق التسيري حسب -

ماا مبا يتماشى التقنيات احلديثة مما سيدفع البنوك بنوعيها العمومية و اخلاصة لتطوير خد .مع مستوى املؤسسات

اخلاصة بقطاع املؤسسات الصغرية حماولة تطوير و تنويع املنتجات البنكية - .املتوسطة من خالل استحداث طرق متويل عصريةو

لتطور املؤسسات ) سياسيا، اقتصاديا،اجتماعيا،قانونيا( خلق مناخ نظيف و مناسب - .فيها الصغرية و املتوسطة و تسهيل االستثمار

مضاعفة اجلهود للتقليل من البريوقراطية و الفساد البنكي و فتح الباب أمام صغار - .املستثمرين

تسهيل حصول املؤسسات الصغرية و املتوسطة على األدوات و اخلدمات املالية - .و حتسني األداءات البنكية يف معاجلة ملفاا املالئمة الحتياجاا،

.و املتوسطة ت اليت تنتجها املؤسسات الصغريةترقية تصدير السلع و اخلدما -

.بناء الربط و التكامل بني املؤسسات الصغرية و املتوسطة و الكبرية -

ختفيض الضرائب لصاحل املؤسسات الصغرية و املتوسطة عموما و اليت تعمل يف - .قطاعات التكنولوجية متقدمة خصوصا

و الرفع من قدرا ملتوسطة ختفيف العبء اجلمركي حلماية املؤسسات الصغرية و ا - .التنافسية و تشجيع االستثمار

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

108

.تقدمي حلول للمشاكل التكنولوجية اليت تواجهها املؤسسات الصغرية و املتوسطة -

و املتوسطة يف البنوك فروع أو فتح شبابيك خاصة باملؤسسات الصغرية إنشاء - .اجلزائرية العمومية

.املؤسسات الصغرية و املتوسطة حتفيز البنوك اخلاصة و مساعدا لتمويل -

.و املتوسطةتكييف القوانني و اآلليات اجلمركية مع طبيعة املؤسسات الصغرية -

.تشجيع التحاق املؤسسات الصغرية و املتوسطة الوطنية بالتيار العاملي للمناولة -

تشجيع بروز حميط اقتصادي و تقين و علمي و قانوين يضمن للمؤسسات الصغرية - .و تطويرها يف إطار منسجم ة الدعم و الدفع ضروري لترقيتهاو املتوسط

و تنمية املؤسسات لترقية إطار تشريعي و تنظيمي مالئم لتكريس روح التفاؤ - .الصغرية و املتوسطة

.و حتسني أدائها تشجيع تنافسية املؤسسات الصغرية و املتوسطة، -

أثر المؤسسات الصغيرة و المتوسطة على التنمية االقتصادية الفصل الثالث

109

::خــالصــةخــالصــة

ملؤسسات يظهر له أا يف تطور مستمر من حيث إن املتتبع ملسار هذا النوع من اعددها و التشريعات و القوانني املنظمة و املرافقة هلا و ذلك بعد ما كانت يف فترة ما بعد

كبري من طرف الدولة هذا أن دل على شيء إمنا يدل على باهتماماالستقالل ال حتظي القتصادية الشاملة و ماهلا التنمية ا إدراك الدولة اجلزائرية ألمهية هذه املؤسسات و دورها يف

أفاق واعدة يف املستقبل ،و بالنظر إىل ما متلكه اجلزائر من إرادة سياسية لتطوير هذه املؤسسات و إىل ما متلكه من مؤهالت و موارد طبيعية و بشرية هائلة،يكفي أن تقوم

القطاع من أجل حتقيق الدولة اجلزائرية خبطوات جدية و تكميلية ملا قامت به للنهوض ذا التنمية الشاملة و من أجل تدعيم قدراا على الصمود أمام الظروف االقتصادية املقبلة

.عليها اجلزائر و املتمثلة يف انضمامها إىل املنظمة العاملية للتجارة

ةــــامــعـــة الـمـاتــخـــال

110

لقد تناولنا يف هذه املذكرة أثر املؤسسات الصغرية و املتوسطة على التنمية االقتصادية و إننا قد بدأنا املوضوع بدراسة عموميات حول هذه املؤسسات من تعريفها و خصائصها و االهتمام الدويل ا، مث قمنا بدراسة مدخل نظري حول

ها على التنمية االقتصادية بالرغم من التنمية االقتصادية و يف األخري تطرقنا إىل أثرتناول هذا املوضوع من طرق آخرين و يتمثل ذلك من خالل دورها كأداة للتنمية االقتصادية أو كدورها يف املشاريع االستثمارية أو من ناحية تأهيل هذه املؤسسات إال

الكثري أن نظرا حلداثة املوضوع و الدور اهلام الذي تؤديه فهو مازال موضع اهتمامسواء من ناحية توفري الشغل و القضاء على البطالة أو من ناحية زيادة الناتج احمللي اإلمجايل و الرفع من القيمة املضافة أو كأداة لتشجيع االستثمار وزيادة الثروة و من ناحية تلبية متطلبات السكان من املواد االستهالكية و حتسني ظروف املعيشة و احلافز

الذي تقدمه للمؤسسات الكبرية فاملؤسسات الصغرية و املتوسطة شهدت و الدعم انتشار واسع يف السنوات األخرية نظرا لظهور العوملة و حماولة الوصول إىل التكامل االقتصادي و تطبيق سياسة التحرير االقتصادي مما أدى إىل ظهور الدور البارز

ة االقتصادية الشاملة للمؤسسات الصغرية و املتوسطة يف حتقيق التنمي

عـــراجــــادر و المـصــة المــائمـــق

111

.المراجع بالعربية: أوال

1

إمساعيل شعباين، مقدمة يف اقتصاد التنمية، دار اهلومة للطباعة و النشر و التوزيع ، - .1997عمان، األردن،

الصناعة و التصنيع، مؤسسة شباب اجلامعة، مصر، اقتصادياتإمساعيل حممد حمروس، -1992.

املستدامة، دار األهلية للنشر التنمية الشاملةباتر حممد علي وردم، خماطر العوملة على - .2003، 1التوزيع ، عمان ، األردن، الطبعة و

بشري حممد التيجاين، مفاهيم و أراء حول تنظيم اإلقليم و توطن الصناعة، ديوان - .1987املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر،

وائل للنشر ، التخطيط االقتصادي، دار حريب حممد عريقات، مقدمة يف التنمية و - .1997، 2عمان، الطبعة

حسني عبد املطلب األسرج، مستقبل املشروعات الصغرية، مصر، كتاب األهرام - .2006، القاهرة، 299االقتصادي، العدد

رمز إبراهيم سالمة، اقتصاديات التنمية ، دار اجلامعية للطباعة و النشر ، اإلسكندرية ، -1991.

لتنمية، مركز دراسات و استشارات اإلدارة العامة جبامعة سلوى راوي مجعة، البيئة و ا - .1999، 9القاهرة ، العدد

ات الثقافية، مصر، ، الدار الدولية لالستثمارةشاهني اء، مبادئ التنمية املستدام - .2007، 1الطبعة

عـــراجــــادر و المـصــة المــائمـــق

112

عبد اجلبار محيد عبيد البهائي، الوجيز يف الفكر االقتصادي الوضعي و اإلسالمي، دار - .2001، 1وائل للنشر و التوزيع، عمان، األردن، الطبعة

عبد اهللا الصعيدي، النمو االقتصادي و التوازن البيئي ، دار النهضة العربية، القاهرة، -2002.

- فلسفتها وأساليب ختطيطها و أدوات قياسها –عثمان حممد غنيم، التنمية املستدامة - .2010، 1ة دار صفاء للنشر و التوزيع ، عمان، الطبع

غدير بشري طاهر، التخطيط االقتصادي، دار النهضة للطباعة و النشر ، بريوت، -2001.

.2006، اجلزائر 4، الطبعة ؤسسة، ديوان املطبوعات اجلامعية، اقتصاد املعمر صخري -

فتحي السيد أبو سيد أمحد، الصناعات الصغرية و املتوسطة ودورها يف التنمية احمللية، - .2005اجلامعة، اإلسكندرية، مؤسسات شباب

فرانسو بريو، فلسفة لتنمية جديدة ، املؤسسة العربية للدراسات و النشر، بريوت، -1983.

حممد أمحد الدوري، التخلف االقتصادي ، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، -1983.

ع، عمان، حممد صاحل تركي القريشي، علم اقتصاد التنمية، دار اإلثراء للنشر و التوزي - .2010، 1الطبعة

- نظرياا -مفهومها –، التنمية االقتصادية اللييبحممد عبد العزيز عجمية، حممد علي - .2004الدار اجلامعية، مصر - سياساا

حممد حممود اإلمام، السكان و املوارد البيئية و التنمية، املوسوعة العربية للمعرفة من - .2006بريوت، ،01أجل التنمية املستدامة، الطبعة

عـــراجــــادر و المـصــة المــائمـــق

113

، دار وائل ، نظريات و سياسات و موضوعات االقتصادية، التنمية مدحت القريشي - .2007للنشر، عمان، األردن،

.1983بريوت، حممد العقاد، مقدمة يف التنمية والتخطيط، دار النهضة العربية،مدحت -

.2001اإلسكندرية، منال طلعت حممود، التنمية و اتمع، املكتب اجلامعي احلديث، -

.1998، 1احملمدية للنشر، اجلزائر، الطبعةناصر دادي عدون، القتصاد املؤسسة، الدار -

سطة، املؤسسة اجلامعية للدراسة نبيل جواد، إدارة و تنمية املؤسسة الصغرية و املتو - .2006، لبنان، 01النشر و التوزيع، اد، الطبعة و

االقتصاد ، مؤسسة الشباب اجلامعية، اإلسكندرية، نعمة اهللا جنيب إبراهيم، أسس علم -2006.

2

بن طيب هديات خدجية، بن يوب لطيفة، دور مؤسسات اتمع املدين يف التنمية -ستخدامية، جامعة الكفاءة االو ةاملستدامة، مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول التنمية املستدام

.2008سطيف، أفريل،

برودي نعيمة، التحديات اليت تواجه املؤسسات الصغرية و املتوسطة ومتطلبات التكيف -مع مستجدات العاملية، ملتقى دويل حول تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول

.2006أفريل، شلف، 18 -17العربية،

لتنمية بوزيان عبد الرمحان هاجر، البعد البيئي إلستراتيجية ا –سنوسي زوليخة -املستدامة، مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول التنمية املستدامة و الكفاءة االستخدامية للموارد

.2008املتاحة، جامعة، سطيف،

عمار عماري، إشكالية التنمية املستدامة و أبعادها، مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول -احة، كلية العلوم االقتصادية ، جامعة التنمية املستدامة و الكفاءة االستخدامية للموارد املت

.2008سطيف،

عـــراجــــادر و المـصــة المــائمـــق

114

، مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول التنمية االستدامةقايل نبيلة، التنمية من النمو إىل -املستدامة و الكفاءة االستخدامية للموارد املتاحة، كلية العلوم االقتصادية ، جامعة سطيف،

2008.

، توسطة بني األمس و اليوم، آفاق جتربة اجلزائرؤسسة الصغرية و املاملضحاك جنيبة، -مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول تأهيل املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف الدول العربية،

.2006أفريل، كلية العلوم االقتصادية جامعة شلف، 18 -17

ولية يف صاحلي صاحل، التنمية الشاملة و املستدامة و الكفاءة االستخدامية للثروة البتر -أفريل 18- 17اجلائر، مداخلة ضمن امللتقى الدويل حول التنمية املستدامة، جامعة سيف،

2008.

جلنة آفاق التنمية االقتصادية و االجتماعية من أجل سياسة تطوير اجلزائر، الس الوطين - 2008االقتصادي االجتماعي، اجلزائر،

و املتوسطة يف دول جملس التعاون عبد الرمحان اهلييت ، الصناعات الصغرية دنواز - .، الوضع القائم و التحديات املستقبلية، جمالت علوم إنسانية اخلليجي

التنظيمية للمشروعات الصغرية و املتوسطة، اإلجراءاتوزارة التجارة اخلارجية، تسيري - .2002منوذج الشباك الواحد، القاهرة، يناير،

، 2005للدول العربية لعام استثماراملؤسسة العربية لضمان االستمرار، تقرير مناخ - .2006الكويت ، يونيو

3-

نوك األجنبية للمؤسسات الصغرية بن رمضان حفصة، آزمور عكاشة، متويل الب - .2013جامعة أبوبكر بلقايد، تلمسان، 02املتوسطة، مذكرة ماسترو

املؤسسات الصغرية و املتوسطة يف التخفيف من حدة البطالة ، رسالة قنديزة مسية، دور - .2010ماجستري ، جامعة منتوري قسنطينة،

عـــراجــــادر و المـصــة المــائمـــق

115

د بوزيدي، إدارة خماطر املؤسسات الصغرية و املتوسطة ، مذكرة حترج ماجستري ، - .2009جامعة أحمند بوقرة، بومرداس،

و املتوسطة، مذكرة ليسانس يف زكرياء زيدود، الدور االقتصادي للمؤسسة الصغرية - .1996العلوم االقتصادية، جامعة اجلزائر،

خسيس فتيحة، بابا عريب رحيمة، فعالية سياسة التمويل املؤسسة الصغرية و املتوسطة ، - .2008مذكرة ليسانس ، جامعة ورقلة،

رة األدوات الكمية لقياس التنمية البشرية املستدامة، مذكعائشة عصمان، دالل حفاف، - .2007ليسانس ، جامعة ورقلة،

: المراجع باللغة الفرنسية: ثانيا

- Gérard de bernis, Industries industrialisantes et le contenu d'un politique régionale, 1966

- Beat Burgenmetes."Politiques économiques du Développement Durable",1er, Edition, Boeck, Université, Paris,2008

- Bruno Cohen Ba crie, communiques efficacement sur le développement durable, les éditions Demos,Paris,2006

- Octave Gélinier et autres, Développement Durable Pour une Entreprise compétitive et Respansable, 3eme éditions,Esf, Editeus, cegos,France, 2005

- Annuaire Statistique. ONS. 1999. - http:www.4geography.com Vbt354.html

فضاء وترقية دعم جمال يف البلدان بني احلاد بالتنافس تتسم مرحلة احلاضر الوقت يف العامل جيتاز واالجتماعية جماالا االقتصادية مجيع يف املستدامة التنمية متطلبات خلدمة وتسخريها واملصغرة والصغرية املتوسطة املؤسسات

ملا وذلك والنامية، املتقدمة الدول عملية أمام األكثر والبديل استراتيجيا خيارا متثل املؤسسات هذه أصبحت لذلك والبيئية، حبيث اقتصاديتها، تطبع اليت اهليكلية وجتاوز االختالالت املرجوة النمو ملعدالت للوصول تؤهلها اليت خصائص من متتلكه

املتوسطة املؤسسات وتنمية دعم دون الدول هذه يف حملية مستدامة وتنمية متوازن منو إحداث املتوقع غري من أضحى.والصغرية واملصغرة

إيل النهوض ذا تسعي الدول بقية غرار وعلى اجلزائر تسعي املتسارعة االقتصادية التطورات ظل ويف املنطلق هذا ومن التنمية خدمة بغية املؤسساتهذه مميزات توجيه إيل خالهلا من متكاملة دف إستراتيجية تبين خالل من املؤسسات من النوع

.هلا املكونة املناطق خمتلف ضمن املستدامة احمللية والتنمية الشاملةRésumé ; Le monde passe, au stade actuel une période de concurrence aiguë entre les pays de la

zone de soutien et de mise à niveau de l'espace des moyennes et petites et des micro entreprises et mise à profit pour répondre aux exigences du développement durable dans tous les domaines des droits économiques, sociaux et environnementaux, et maintenant ces institutions représentent un choix stratégique et alternative la plus pratique en face des nations développées et en développement, et qu'en raison de son des biens qui se qualifient eux pour atteindre le taux de croissance désiré et de surmonter les déséquilibres structurels qui imprime leurs économies, de sorte qu'il ne devrait pas permettre une croissance équilibrée et durable de développement local dans ces pays sans le soutien et le développement des moyennes et petites et des micro entreprises.

Sur cette base et compte tenu de l'évolution économique accélérée, l’Algérie est à la recherche, comme le reste du pays qui cherchent à promouvoir ce type d'institutions à travers l'adoption d'une stratégie intégrée visant à laquelle pour guider les avantages de ces institutions pour servir le développement global et de développement local durable dans les différents domaines de ses constituants.

Abstract : The world is passing at this stage a period of intense competition between the countries of the support

area and upgrade the space medium and small and micro businesses and leveraging to meet the requirements of sustainable development in all areas of economic, social and environmental rights, and now these institutions represent a choice strategic and most practical alternative facing the developed and developing nations, and that because of its property that qualify them to achieve the desired growth rate and to overcome the structural imbalances that prints their economies, so that it should not allow balanced and sustainable growth of local development in these countries without the support and development of medium and small and micro enterprises.

On this basis and given the rapid economic development, Algeria is looking like the rest of the countries seeking to promote such institutions through the adoption of an integrated strategy on which to guide the benefits of these institutions to serve the overall development and sustainable local development in the different areas of its constituents.

،أثر املؤسسات الصغرية املؤسسات الصغرية و املتوسطة، التنمية االقتصادية، التنمية املستدامة

.و املتوسطة يف النشاط االقتصادي

Key words : small and medium-sized enterprises, economic development, sustainable development, the impact of SMEs in economic activity.

Mots clés: petites et moyennes entreprises, le développement économique, le développement durable, l'impact des PME dans l'activité économique.