رؤى نقدية في شعر حسن حجازي

89

Transcript of رؤى نقدية في شعر حسن حجازي

-1-

-2-

رؤى نقدية

في شعر حسن حجازي

حقوق النشر اإللكترون محفوظة

مجلة أنهآر اإللكترون –للناشر اإللكترون

anhaar.com

-3-

رؤية

و باحث شاعر : مزيد منير. أ

جمعة عطية مصطفى .د

غريب أسماء. د

مشرف الصفحة الثقافية بجريدة العروبة القاهرية : الدين شرف العنين أبو. أ

حمزة محمد إبراهيم. أ

السالمي الدائم عبد. د

المالكي باني عباس.أ

مصر كتاب اتحاد عضو :مصيلحي نبيل. أ

-4-

تقديم

ف هذا اإلصدار قام .الشعر حتاج لرإة حساسة تبرز للقارئ مكامن الجمال فه

ف , مجموعة من الكتاب العرب بوضع أشعار الشاعر المصري حسن حجازي

. دائرة الضوء

و تحدثوا الكتابة , تطرقوا إلى بعض النصوص المختارة من دواون الشاعر

اإلبداعة ف نصوص الشاعر و كذلك للعوامل المرافقة لوالدة النصوص كالحالة

.. الساسة أو الحالة العاطفة

كما لم فوتوهم التركز على الدالالت المستخدمة المباشرة وؼر المباشرة ف

. و ربطها بالحالة العامة للنص , الجمل

, من عمق الفكرة خرجوا لنا بفحواها , كما لعبوا دور المحلل األكثر دراة بالحدث

. وبما حطها من محفزات , بما آتى بها , بمقوماتها , بجوها

فه أكثر قدرة على اإلفصاح عن ما ذكر وما لم , أترككم مع الرإى المطروحة

.ذكر ف االختصار السابق

المدر العام للناشر اإللكترون –شوق العبدهللا . د

-5-

: أوال

م 2008ف انتظار الفجر

" حب الوطن خلد كل حب "

-6-

بقلم الشاعر والباحث منر مزد

اختلفت أؼراض الشعر وتعددت مدارسه ومذاهبه إال أن الشعراء باختبلؾ مشاربهم

وأفكارهم و أطروحاتهم وتطلعاتهم أجمعوا على شء واحد هو الوطن وحب الوطن

والشعر . فكان الحنن إلى األوطان وذكر الدار قاسما مشتركا بن الشعراء واألدباء

العرب حافل بقصائد عددة تؽزلت عبر أباتها الشعرة بحب الوطن والحنن إلى

الدار واألرض فندر أن نجد قصدة عربة إال و بها حنن إلى الوطن حتى احتل

. الوطن الجزء األكبر من قصائد الشعراء مقارنة بقصائد الحب والؽزل

كانت العرب إذا ؼزت أو سافرت : قال الجاحظ ف رسالة الحنن إلى األوطان

. حملت معها من تربة بلدها رمبل وعفرا تستنشقه

هو المنزل الذي مثل موطن : والوطن ف اللؽة العربة كما جاء ف لسان العرب

اإلنسان ومحله، ووطن المكان وأوطن أقام متخذا إاه محبل وسكنا قم فه ، فالوطن

هو المكان الذي ارتبط به اإلنسان، فهو مسقط الرأس، ومستقر الحاة، وسكنه روحا

وجسدا، وهام به حبا وحننا، فحب الوطن وااللتصاق به وحب البقاء فه من األمور

. الفطرة لدى اإلنسان

من قرأ شعر حسن حجازي قراءة عابرة ظنه بسطا، وسبب ذلك سبلسة التعابر،

ورقة المفردات الشعرة الت ستخدمها الشاعر، باإلضافة إلى دقة التصور والبعد

عن التعقد ، ومؤلوفة كثر من العناصر الت تشكل قصائده وأبات شعره،فه

تخاطب عاطفة ومشاعر وأحاسس القارئ والمستمع ، معتمدا على اإلقاع الحرك

للمفردات المشحونة بالؽضب والشجب حانا ، وبالسخرة حانا آخر والت تخلقها

الفكرة ف محاولتها للتؤثر على المسارات االجتماعة فاللؽة بفنونها المختلفة طرق

التؤثر علم المعقول أو علم المثل ف الحس، وأداة لذلك التؤثر، ونحصر نجاح الفنان

ف نتاج محاكاة األشاء على حققتها، وف هذا تجلى مجهود الفنان وإت ثماره

على أن المحاكاة الحققة إلؼناء فها عن الحققة، فلست سوى خطوة لبلقتراب من

. الحققة إذا كانت تلك المحاكاة صححة

-7-

أما الموضوعات الت تناولها شاعرنا كثرة جدا بحث صعب حصرها، فهناك

قصائد عن أشخاص رتبط بهم الشاعر بعبلقات إنسانة واجتماعة ، وقصائد

فى "رومانسة ومناجاة ، وقصائد حب ، إال أن شاعرنا ف مجموعته الشعرة

قد أختار أن كون صوت الشعب حامبل هموم الوطن والمواطن دون " انتظار الفجر

إؼفال أهم القضاا الت تواجه اإلنسان العرب والت شكلت هما من الهموم القومة

فؤثارت قرحته الشعرة ، فكانت قضة فلسطن والعراق وهموم الوحدة العربة

. حاضرة ف مجموعته

صوغ حسن حجازي شعره من الواقع العرب الراهن الملء بالقهر والجراح عندما

توحد عنده األلم بن األقصى والمواطن الفلسطن والطفل الفلسطن وبك ما

: وصلنا إله

الوم نهاري حزن

شجر الزتون حزن

ولدى فترش األرض

سؤل عن شجر الاسمن

اؼتالته أدي الؽاصبن

: إلى أن قول

لم عد بالبت طحن

والحلب ألطفال الجوعى

جؾ من ضرع السنن

وأمت ف سبات

! تشجب وتسب وتدن

: أما األسباب الحققة الت أدت إلى هذا الوضع المؤساوي وحالة العجز والتردي

محاربة اإلبداع وقتل المواهب وتفش ظاهرة النفاق

ف ببلد

-8-

تؤكل فها الكبلب المواهب

تجد الرقص على الموائد

ومؽازلة السلطان

ف ببلد

تجد نسج األكفان

تجد تسفه األحبلم

لو بقت لنا أحبلم

وتؽلب المصالح الفردة على حساب المصلحة الوطنة العلا واالستهتار بحاة

وتارخ ونضال وتضحة الشعب ، مستخدما نضال الشعب الفلسطن كرمز لنضال

الشعوب

ماذا تقول ا أبا عباس ؟

وأنت أضا ا أبا هنة ؟

ماذا تقوالن

لدماء الشهداء

ألصحاب القضة

ألطفال الحجارة

ألصل الحضارة ؟

ماذا تقوالن

للطن ؟

للمساكن ؟

ألهل المخمات ؟

ألصدقاء الشتات ؟

-9-

لدر اسن ؟

ألبطال حطن ؟

لشهداء فلسطن ؟

لؤلسرى

لؤلرامل

للركع

للرضع ؟

؟ماذا تقوالن

والت تمثل حالة البلشعور الفردي " أنا الذاتة " ورث حالنا بحزن سوداوي بلؽة

فالبلشعور الفردي حفز . والذي هو جماع مكتسبات اإلنسان خبلل حاته كفرد

عملات استبصار الذات الؽرزة عند مستوى الهو لك تم تصور العملة األولة

باعتبارها عملة الشعورة تجهل أو ربما تتجاهل حدود الزمن والمكان مستشعرة

الموجودة ضمنا تجاه اللذة وتتباعد " أنا الذاتة " بمبدأ اللذة واأللم فتندفع من خبللها

عن األلم بالتفرػ عن طرق تكون صورة شعرة

فانتحر طري األخضر

واسودت ف عن الشمس

بن سكون الرمز

تحت نران العجز

من خول الفجاءة

لما عادت بؽر بشارة

! تجعلن أنتظر الؽد

واإلفبلت والهروب من الواقع والتمرد عله واللجوء إلى البحث عن أمل أو فجر

جدد حتى ال تنته الرؼبة ؼر المشبعة إلى اإلحباط

-10-

وسكن ف القلب الهم

إلى أن ؤت الوم

المتمم لذكرى النصر

لنه أاما للذل

إلى ؤت هذا الوم

سؤكتب ف عنك

أحلى أبات الشعر

! لكن هل شرق علنا الفجر ؟

حتما سشرق علنا

ألؾ فجر

!! وفجر

فالوطن ستمد قوته بؤبنائه األوفاء الذن بذلون ألجله الؽال والنفس وهانت علهم

أرواحهم فداءا لوطنهم وذودا عنه ف لذة وإقدام وبالتال هذا هو التعبر الصادق عن

حب الوطن لس بالكبلم والخطابات الجوفاء

هم زرعوا

ف الدرب

, الورد

هم ؼرسوا

ف الظلمة الؽد

هم ضحوا

بؤمان

العمر

-11-

هم ذهبوا

! لنبقى نحن

وبقى الهم الوطن بلده مصر نراه ناجها داعبها بلطفها وأحانا سخط علها

وتمرد علها

فمصر تتمثل لحسن حجازي األم والزوجة واالبنة والحببة والرفقة حن قول لها

: قصدته ف

" تحذر"

عودي باإللهام "

ا حسناء الزمان

عودي بالحلم األخضر

بالقمح األصفر

"!بحلم األشقاء

, لحد علم القصدة مكتوبة من الثماننات كؤنه تنبؤ بما حدث اآلن بضمر االبن

بما تشهده الساحة المصرة والعربة اآلن من مشاكل حاتة صعبة , بضمر الشاعر

: فنجده قول ف نفس القصدة , تمس المواطن البسط

حتى اآلن

لست منك

ولست من

فنحن ف الحب ؼرمان

نتلهى باألام

نتسمم باألوهام

ف دوران الساعات

ف انتحار األمسات

بؽر لقاء

-12-

وحنن الذكرات

سري ف األعماق

قتلع منا الجذور

فنمض بؽر جذور

تتقاذفنا الرح

! ال ندرى أن

صحا بقلب السندباد

أتهؤ للرحل

فعودن

وإال صلبتك

بن دفاتر نسان

: وكذلك ف قصدته

: نراه مهموما بالمشاكل الومة للمواطن المصري البسط حن قول " بعد العودة "

كنت عزمت أن أطوي السبع بحور "

آلتك بسر الورد المإتلق الحسن

آلتك باللإلإة األم

لتزن أجمل نحر

تحرس أؼلى الثمرات

إن عم اللل

أو ؼدر الشط

كنت عزمت أن آتك

باألقمار السبعة المزروعة ورد

-13-

أن آتك ببقرات وسؾ السمان

."لترعى حقول الحنطة عند الشط

نعود هنا للحنطة للقمح لقوت األشقاء لؤلام العجاؾ الت ندعو هللا أن حفظ مصر

. منها على الدوام وأن رسل لها وسؾ وألؾ وسؾ

أن ذهب ال مفر من الهجرة وصلبها بن دفاتر الذكرات كنوع من الهروب من

. الواقع المرر

لكن حسن حجازي رؼم قنوطه وؤسه قرر أنه ثمة أمل ف ؼد أفضل كما بدو

: : ذلك ف نهاة قصدة من أجل عنك حنما قول

من أجل عنك

أجوب وادي الصبر

وأحضر لك الفجر

ف للة حب وردة

تسامرنا فها النجوم

! وزفنا البدر

تمتع حسن حجازي بحاسة رائعة ف توظؾ التارخ سواء اإلنسان عامة والعرب

بصفة خاصة نجده تقن المعارضة ولكن بشكل جدد وظؾ ما عرؾ بنظرة

" أكانت تدري" القناع وذلك عند معارضته لنونة بن زدون الشهرة ف قصدته

وف وإهدائها لوالدة بنت المستكف ولم كتؾ باالسم ولكن قام بتوظؾ رائع للداللة

: للبكاء وفضح الحلم العرب الذي تعسر ف والدته والذي تؤخر كثرا

أكانت تدري

أنى والشعر

وزمن المائج

ف بحور التسكع

أنى سؤكتب عنها

! أكانت تدري ؟

-14-

أكانت تدري

والقابلة

ووالدة مسخ أسود

قتل ف الرضع حلما

كان سولد

حمل معه سفا للنصر

! أو للتذكار

: ثم حرفة االقتباس والتوظؾ الواع للتراث الشعري

أكانت تدري

والدة بنت المستكف

نا " وقد بل من تدان " أضحى التنائ بد

" " لوركا"أننا ألجلها عشقنا

" دون كشوت"و

وؼرناطة

وحلبات الثران الدامة

حبا فها

وننتظر معها حلما عربا

جمع شتات أمة صابرة

على شط النل

ما كانت أبدا صاؼرة

" جاوز الظالمون المدى " وقد

-15-

سشرق الفجر على أمة " ولكن

!" لؽر وجه هللا لم تسجد

ثم اللعب على الرمزة ف قصدة حورس بن الواقع والحلم ندد فها بالظلم الذي

تعرض له اإلنسان المصري من فجر التارخ من بناء األهرام للملوك لتورد ما

ثم بعد .. قناة السوس بدمه وعرقه .. توجد به أرضه لسكان القصر ثم لحفر القناة

تحرر سناء وبزوغ نجم االنفتاح االقتصادي ومعاناة المواطن المصري البسط

القصدة كتبها حسن حجازي أوائل ..وعبر القصدة رمز للحلم المصري بحورس

الثماننات فكؤنه مثل بقة الشباب المصري الذن كانوا راهنون على الزعم محمد

حسنى مبارك وما زالوا مإمنن به حث عادت وقتها األرض وبدأت مصر تجن

ثمار النصر وعودة سناء فربط بن مصر مبارك ومصر حورس ف توظؾ جد

" إله الشر " ست " ونجد . تجوب الوادي" إزس " لؤلسطورة المصرة فنجد

لربط فجؤة بن الواقع المر ف بداة الثماننات ورجال األعمال " أوزورس " ونجد

الذن تفنن بعضهم ف كسب األموال وامتصاص دم الشعب المصري الذي لم كد

: فق من آثار الحرب الت تحملها ف شجاعة وصبر وإخبلص

خمسة آالؾ عام

بنت األهرام على كتف

حجرا حجرا

نحت الصخر

قتلت الصبر

تخطت المحال

الهرم األكبر

ا اكبر شاهد ظلم لئلنسان

الهرم األكبر

كفاك عبثا واخرج مرة

تابوتا من أبناء الشعب

قد خلد

-16-

الهرم األكبر

ا مؤساة التارخ

ؤتك العالم سع

ما درى أنك تحوي

أطنان الدم

وجبال الهم

أها العالم

! عندما تؤتن فلتبك

: عندما نجده قول ف مرارة

عادت أرض الفروز

ورحل عنا الهكسوس

لكن الوادي منهك بعد الحرب

ئن تحت نخر السوس

الوم عدوي من

من بت

تربى داخل بت

ال متص إال الدم

الدم القان من أطفال

! وفى المساء شاركن صبلت

وبعد هذا المرور العابر ف شعر حسن حجازي الذي أحسب أن ما أقدمه هنا هو

بداة للؽوص ف خضم هذا العالم الشعري والصوت العرب األصل الذي أعتبره

. نموذجا للشاعر العرب الملتزم الواع لواقع أمته وشعبه ودنه

-17-

والشاعر الحق ضمر األمة وصوتها فهو الذي عش حاته وسط الناس واألحداث

فتفاعل مع الناس واألحداث ، وشاركهم أفراحهم وأتراحهم ، تطلعاتهم وطموحاتهم

وبث األمل ف النفوس إزاء المصائب بالكلمة الشعرة الت تخاطب الروح

.والوجدان

أراد أن كون شاهدا، " ف انتظار الفجر "وحسن حجازي ف مجموعته الشعرة

: وراصدا لؤلحداث، محبا لوطنته ومعتزا بتارخنا العرب المجد

ال تسلن عن صبلح الدن

وال تسلن عن حطن

قبل أن تصبح أنت

وأصبح أنا

صبلح الدن

بعدها فقط مكننا أن

نصل معا

ف فلسطن

ونعد أمجاد حطن

! الشعر، حقا ، كان ولم زل هو دوان العرب : وختاما نقول

الشاعر والباحث منر مزد

-18-

االحتماء بالهوة الحضارة ضد العجز والهوان

مصر / مصطفى عطة جمعة. د

نموذج للمثقؾ الجاد ، الذي عاش قضاا الوطن واألمة، مساهما " حسن حجازي "

بسبل عدة ف العمل الثقاف العام داخل مدنته الصؽرة أو ف المحط الثقاف

الكبر ، رافدا الحاة األدبة بمشاركاته الفاعلة ورعاته للموهوبن ، وبما جود من

إبداع شعري ونثري وترجمات ، تحمل تمزا ف التشكل الجمال، ورإة طامحة

. للتؽر

إنه نموذج لكثر من المبدعن ، ف بقاع الوطن، وأنحاء األمة ، الذن تمسكوا

بالعش ف األقالم ، بعدا عن صخب العاصمة ، وأضواء الحاة الثقافة ، فقد آثر

ف محافظة الشرقة بمصر، ساهم ف زادة " هها " أن عش ف بلدته الصؽرة

الوع عبر عمله ف مدان التعلم ، ساعا إلى التواصل مع أدباء العرب ف أنحاء

، فستكمل منظومة حاته األدبة والثقافة بشكل حوي ، " اإلنترنت " العالم عبر

مثله مثل كثر من المبدعن فرقتهم الببلد ونؤت بهم األقالم، ولكنهم ؼنموا من

الشبكة العنكبوتة الكثر، فتواصلوا مع أبناء األمة من بوتهم ، واستطاعوا أن

كونوا حاة ثقافة ف الفضاء اإللكترون ، حاة أساسها التواصل شبه الوم

واالطبلع على الجدد ، حاولوا أن عوضوا سلبات الحاة الثقافة الرسمة واألهلة

بما فها من شللة ، ومجامبلت ، ومقاعد خاوة ف الندوات ، وأضا تؽلبوا على

من محدودة المساحة : مشكلة النشر ، فخرج المبدع من حسابات النشر الورق

المتاحة للنشر ، وأهمة مجاملة الصحف الناشر ، وانتظار أشهر طولة حتى ظهر

العمل، هذا إن ظهر ، ولم ؤت طارئ وقؾ المجلة أو ؤخذ دور المبدع لحظوة أو

. واسطة أو مصلحة عاجلة للناشر

اسما معروفا ف المنتدات األدبة اإللكترونة ، وسعى إلى " حسن حجازي " بات

تطور ذاته اإلبداعة باقتحام أحد المادن الشاقة وهو مدان الترجمة ، وله ترجمات

. ؼاة ف الروعة لشكسبر ، وشعراء المدرسة الرومانسة اإلنجلزة

-19-

، مشروعه الشعري بشكل عام " ف انتظار الفجر " مثل دوانه الذي حمل عنوان

حواء "م ، ودوان 1981عام " عندما ؼاب القمر " ، حث بدأ حاته األدبة بدوان

م ، 2003م ، أما هذا الدوان فقد صدرت طبعته األولى عام 2007عام " وأنا

وها هو عد طباعته للمرة الثانة ، مزدا ومنقحا الكثر من قصائده، وبالنظر إلى

منتجه اإلبداع خبلل ستة وعشرن سنة ، وأضا ما بن صدور الطبعة األولى

جد تطورا الفتا ف البناء والتشكل - موضع درسنا – والثانة من هذا الدوان

الجمال ، مع الحفاظ على ثوابت الذات ، واالعتداد بهوة األمة حضارا وثقافا ،

وهذا جل ف العنوان ، الذي . واستشفاؾ مستقبلها رؼم خضم السواد الذي كنفها

األمل ، وتكاد تكون نصوص الدوان تحمله ف جل طرحها / وقؾ عند داللة الفجر

أنه جعل مشروعه الشعري ساعا الستنهاض / الشاعر / إن رإة حسن حجازي .

األمة ، والذود عنها، ف قضااها المصرة ، أو همومها المستجدة ، ونطالع هذا

! ف قصائد تبلمس هموما ساسة متقلبة ف دفاتر األمة والوطن، وما أكثرها

نجده ف إهدائه ، جمع المرأة ، والوطن ، فالمرأة ال خص إنسانة بعنها ، بل

: جعلها مصرة عربة ، بكل مبلمحها ، قول

كل امرأة ف بلدي

ه ملهمت

ه أم

ه أخت

ه أم لولدي

. أو أبنت

وهذا المحور األول ف الدوان ، إنه المرأة ، ولكن المرأة لن تكون ذات خطاب

رومانس ، بل خطابا حامبل الفكر والرإة ، وهذا تطور ف البنة والخطاب

الرمز ، كما سنرى بعدئذ / المحبوبة ، إلى المرأة / الشعري لده ، فقد تجاوز المرأة

. ف العدد من القصائد

-20-

: األمل ، قول / وجاء النصؾ الثان ف اإلهداء موجه إلى الحلم

إله

أنما حل

وأنما كان

ننتظره

! مع إطبللة كل فجر

حلم بالخبلص والعزة - الذي حملتها القصائد - الرإة / الحلم / وهذا الفجر

والنصرة ، ونلحظ ف المقطع السابق تركبا لؽوا بلمس عنوان الدوان ، معبرا

. عن وحدة عضوة ووشجة لفظة

عند الوقوؾ عند رإة النصوص ودالالتها ، نلحظ أنها تمثل الوجه اآلخر للرإة

العروبة األممة الت حملها الدوان ، وهذا ما طالعنا ف قصدته األولى الت

مهداة لوالدة بنت المستكف ، وصاب العقل بالدهشة " أكانت تدري " حملت عنوان

حنما جدها تتجاوز المعارضة التقلدة للنونة الشهرة البن زدون إلى خطاب

المحبوبة ، رمزا لؤلمة المؽبة / شعري بضمر الؽائب عنها ، فتصبح المرأة

تعلم أن " والدة" بكاملها ، ف إسقاط واضح على أحوالنا المعاصرة ، فهل كانت

: قول . فارسها الزدون مكن أن بعها

أكانت تدري

وهى وادعة

تنتظر حلما

أحمدا زدونا

أن شاعرها

أن فارسها

-21-

قدم صك اعترافه للنخاس

مع أول لطمة

، وهو نفس عنوان القصدة ! " أكانت تدري ؟" جاء أول المقطع بصؽة االستفهام

بن مقاطع النص ، فالقضة تتصل باألمة اآلن ، - التركب – ، وهو أضا الرابط

هل ه على علم بما حاك لها من مإامرات ؟ وأن من تظنه من قادتها وفا ، صار

إنها أقسى حاالت اإلذالل ، فاإلقرار بالعبودة . عبدا للنخاس بمحض إرادته

والتسلم بها ، عن ذل الهزمة دون حرب ، ال شرؾ الهزمة بعد قتال ، وهذا

واقع اآلن، وما سعى إله شاعرنا ، فقد استقصى مؤساة العرب ، ف جنبات الببلد ،

: ممعنا ف الحلم المجهض ، فقول

أكانت تدري

أن عاصمة الخبلفة

أفترشها الجراد

فؤمست كالقطة

تؤكل أوالدها

هنا إشارة إلى سقوط بؽداد ، الت احتضنت الخبلفة العباسة قرونا ، ف عنفوانها

ووهنها ، ولكنها كانت عبلمة الوحدة الضائعة اآلن ، ونلحظ أنه لجؤ إلى تشبهن

فالمحتل األمرك كالجراد ، بجحافله وهمجته ، مثله مثل الجراد : شددي القتامة

ال فرق بن أخضر وابس ، فقد أذاق العراقن الهوان والقتل ، وحسبما هو معلن

أمركا ، فقد قتل ستمائة وخمسون ألؾ عراق منذ االجتاح األمرك ، إذن كون

كالجراد فترش المساحات الخضراء ، وؽطها بسواده الكئب ، أما واقع الشعب

. العراق ف أرضه ، فقد أصبح قطة ف أشد وحشتها عندما تؤكل أبناءها جوعا

: وظل السإال ، ولكنه بصؽة االستنكار ال الشجب

أكانت تدري

أنه قد ولى زمن السؾ

وزمن الرمح

وزمن القوس

-22-

وأن الفروسة بللها دمع الكبراء

ف انكسار الراة

, ف عصر الخوؾ

تفضحها حرب الفضائات

حث إكد الشاعر على مبادئ العزة والنصرة ، مذكرا بؤسلحة ومبادئ العرب

الرمح ، القوس ، السؾ ، الراة ، وأخبلق الفروسة ، : القدم ، وأسباب نصرته

فهل ه إدانة للهزمة ؟ أم كفر بكل الدعوات االستسبلمة والتشدق بؤمجاد زائفة ،

وعنترات األنظمة ؟

الشعب، / األمة ، واألمة / الوطن ، والوطن / وف هذا النص ، تتبلقى المرأة

هذه الثنائات ، ال تقؾ عند . التارخ والفروسة / األمجاد ، واألمجاد / والشعب

حدود معنة ، بقدر ما تصنع مزجا من حال األمة اآلن ، حالها مؤزوم ، رؼم

. تارخها العرق ، مفتقدة قائدها ، ساخرة من دعاات فضائات األنظمة

األنثى ، قول ف / نفس الهاجس ، ظل مسطرا عله وهو خاطب المحبوبة

" : ف انتظار الفجر :" القصدة الت حمل عنوانها ؼبلؾ الدوان

لم أكن أعلم أنا خلقنا

بزمن تناسى

لون الحققة

ارتوى ثدي الخطئة

! الصدق فه كم احترق

لم أكن أعلم أن

و أبناء جل

سنعبر حلما

فوق الرح

-23-

لبحرات المحال

إنه دن الزمن ، وبك على وجوده ف جل منكسر ، وف المقطع السابق ، تشؾ

ذاته ، وترتفع لمصاؾ الفبلسفة ، فالحققة صارت لونا ، واللون مفقود، والصدق

بات خامة مادة ، وحرقت ضمن ما حرق ، والجل ممزق بن حلم مستحل

الحدوث ، إنه دن ف هامش النص الرإة الرومانسة الت حلم بها جل الستنات

، هإالء الذن تشبعوا بالقومة وشعاراتها ، وسرعان ما اكتشفوا زفها واكتووا

. بلهب السقوط

تناسى لون الحققة، : " نتوقؾ ف المقطع السابق عند بنته التشكلة فالزمن

با بالنسان مستخدما لفظة " ارتوى ثدي الخطئة لقد أنسن الزمن ، وجعله مشر

والنسان هنا حالة مرضة ، ال وقتة ، فقد قبل اإلنسان العرب أن شرب " تناسى"

الخطئة إلى درجة االرتواء ، أي الثمالة ، وفعل االرتواء ش برؼبة اإلنسان ف

الشراب والشبع ولو كان منبع اللبن هو الخطئة ، فالنسان جعل صاحبه متخبطا

لم أكن : " تخبط الممسوس ، وهذا ما صاؼه محاوال التماس العذر ألبناء جله

، فنحن ال " أعلم أن و أبناء جل سنعبر حلما فوق الرح لبحرات المحال

نملك من واقعنا الذي هو أكبر منا إال أن نحاول ، والمحاولة كما رى شاعرنا حلم

فوق رح ، والرح فوق بحرات المستحل ، إنه سراب فوق سراب ، ال كاد

: الرائ رى منه شئا ، اللهم إال جسده ، وهذا ما إكده بقوله

خسرت الرهان

فانتحر طري األخضر

واسودت ف عن الشمس

بن سكون الرمز

تحت نران العجز

من خول الفجاءة

الرهان الخاسر ، الطر األخضر ، الشمس المسودة ، النار العاجزة : تتابع الرموز

الشمس ، األخضر ، )، خول الفجاءة ، وه ف مجملها تجمع المادي اللون

-24-

فنتؤمل ف ( خسرت ، انتحر ، اسودت ) بؤفعال موضحة العجز (السواد ، النار

وبالنظر . النهاة المقطع كلوحة تشكلة أقرب للسرالة ، تنبض بؤس وأسى

، وإصرار الشاعر على نشره ف دوانه مع (م 1982 )لتارخ كتابة هذا النص

، داللة على أنه متمسك (م 2008 )نصوص أخرى تعود لسنوات خلت ف العام

برإته ، رؼم تتابع السنن ، ألنه لم جد جددا ، فهل تجمد الماء ؟ أم الزلنا نسبح

ف بحرات المحال ؟

نجد القضة الفلسطنة حاضرة ، كما ه " دوما أنت بقلب " وف قصدة

الشاعر الفلسطن )حاضرة ف كثر من نصوص الدوان ، وهدي هنا القصدة إلى

، ودون أن نتعرؾ عبلقته اإلبداعة بالشاعر ، ومدى (منر مزد ...الصدق

صداقته ، بقى الفلسطن حاضرا بقضته ، ومزج القضة بشخص الصدق

: وشعره ، ف توحد ما بن الشاعر واإلنسان والقضة ، قضة العرب ، قول

كلما هطل المطر

لروي حقول الاسمن

كلما هل القمر

وداعب لل العاشقن

أشتاق إلك

وعذبن الحنن

لرشفة ماء

تروي جفاؾ عمري

إشارة إلى أزمة جل شاعرنا ، حث افتقد الجل المبادرة، " جفاؾ العمر " فتعبر

واكتفى بحزن ضفه على حالنا ، ولكن عندما جد القضة الفلسطنة حاضرة ما

ف شخوص أبنائها ، ومقاومتهم ، سترد بعضا من نضارة عمره ، ولننظر إلى دقة

األلفاظ المستخدمة ف هذا المقطع ، إنها الماء وما دل عله ، ف مواجهة الجفاؾ

هطل المطر ، روي ، رشفة ماء ، تروي جفاؾ : " العمري ، فالماء ف األلفاظ

، أي أن الماء رمز للفعل اإلجاب ، واألمل المنتظر ، وهذا ما جده ف " العمر

وهو ما دفعه إلدانة الفرقة اآلنة بن فتح وحماس ف فلسطن ، . المقاومة الباسلة

ف الضفة الؽربة ، وإسماعل هنة (فتح )مناشدا محمود عباس رئس السلطة

-25-

ف ؼزة ، مناشدا إاهما الوحدة، بخطاب شعري (حماس )رئس وزراء فلسطن

قترب من المباشرة الموظفة ، حرقة لتمزق ما تبقى من الوطن الفلسطن ،

وال علم أن الفرقة لست منهما قدر ما ه انعكاس لمإامرات ، وما هما إال وجهان

مخاطبا " نرد فلسطن " ضمن وجوه تتحرك على الساحة ، قول ف قصدة

األشبلء العربة الممزقة ف العالم ، قاصدا تشتت الشعب الفلسطن خاصة والعرب

: عامة ف البقاع

تبحث عن هوة

, عن حلم عن وطن

نحسبه جنة للخلد

فإذا به أرض للخوؾ

إنه إكد على أننا كنا نعش ف زؾ كبر ، سم حلما ، ووطنا ، ولكن الواقع كان

هنا إلحاح على إدانة الحلم الزائؾ الذي . أرضا للخوؾ والسجن والموت ببل كفن

روجت له األنظمة ، مشرا إلى حلم حقق كامن ف أعماق الذات العربة، نابع من

هوتها الحضارة وثقافتها الدنة ، وهذا ما ستدع الخطاب المباشر إلى زعم

: القضة اآلن

ا زعماء فلسطن

سإال حزن

نقول ضاعت القضة

توارت الهوة ؟

وقصد بالهوة ، الروح العربة اإلسبلمة الت ؼابت عن جوهر القضة تحت

شعارات ظاهرها خر ، وباطنها سم ، وحاملها أفاق ، وهذا ما لح عله ف قصائد

على "، " مكان ف الذاكرة " ، " األقصى حزن : " حملت رإته صرحة مثل

. وؼرها " أعتاب الحلم

لعل من أبرز مبلمح الرإة التشكلة الجمالة ف الدوان أنها تتضافر مع الطرح

الفكري ، واإللحاح على العودة إلى الهوة الحضارة لؤلمة ، لذا ، ستعن دائما

كما ف . بالعدد من اإلشارات الرمزة إلى أبطال ووقائع وأحداث وحكاات

، مذكرا القارئ بتارخ أندلس " والدة " قصدته األولى عن ابن زدون و محبوبته

-26-

حافل بالعزة والحضارة الزاهرة ، وه ف كل األحوال ممثلة لزمن من أزمان

العزة للمسلمن ،

فنتؤسى على تم الحقبة األندلسة وضاعها ف التارخ اإلنسان عامة وتارخ

اإلسبلم خاصة ، فهل هذا وجه آخر للمؤساة ف فلسطن والعراق ؟ وهل مكن أن

تكون األندلس المؤساة مكرورة ف تارخنا المعاصر؟

إن دأب الشاعر ف هذا تشكبلته الجمالة استدعاء رموز عدة تحمل مبلمح من

الهوة الثقافة ، مع إعادة توظفها ف الساق النص ، قول مخاطبا المحبوبة،

, مذكرا ببعض الموروث الحكائ العرب، وه حكاة الشاطر حسن وست الحسن

وقد روت مرات ف السر الشعبة العربة، وأضفت إلى بعض طبعات ألؾ للة

: وللة ف عصور متؤخرة زمنا ، قول

ألن ، وأنا الفارس القادم

, دوما على جناح الرح

! ببل ثمن , عندهم

ألن أنا

المنتصر دوما

والخاسر دوما

ألنك أنت ست الحسن

! وأنا الشاطر حسن

ضع نفسه ف مكانة الفارس ، بؤخبلق الفروسة ، ف زمن باتت هذه األخبلق

مهجورة لدى القادة ، مدانة لدى الساسة ، فبل جد سوى التذكر بؤن هذا الفارس هو

ف أعماقه الموروثة ، من زمن الشاطر حسن ، وأن الحببة المبتؽاة لست أنثى

الشاطر حسن ، آالمه وأحبلمه ، / عادة ، بل ه ست الحسن المشاطرة الفارس

وهو لح على لفظة الرح ، الت مر استخدامها من قبل ، بداللة االستحالة ف زمن

العجز ، وهذا دال على تواتر الرإة ، وانسجامها اللفظ والتركب ف جنبات

: وقول أضا . النصوص

وأنا شهرار الجدد

-27-

محرر آالؾ العبد

! محرر شهرزاد

إنها مجرد إشارة لجوهر حكاات ألؾ للة ، ولكن شهرار لم عد مجرد ملك مستمع

ومستمتع للحكاات ، بقدر ما تحول إلى فارس إجاب الحركة ، فلن قتل الجواري

والعبد ، بل حررهن ، وسحرر شهرزاد األنثى ، بعدما امتلكت رإة التؽر

وهذا ما نجده ف . وفعله ؛ إنها إعادة توظؾ وإنتاج للداللة الحكائة الموروثة

: إشارات عدة أخرى ، حث قول

فنمض بؽر جذور

تتقاذفنا الرح

! ال ندري أن

صحا بقلب السندباد

أتهؤ للرحل

فالسندباد شخصة عربة معروفة برحبلتها ومؽامراتها ، وكتف شاعرنا هنا بداللة

الرحل للسندباد البطل ، حث جد أن الرحل مبلذ له من زمن ال جذور فه للمرء

وال هوة ف زمن تداخل الهوات وتنازع الثقافات ، وتظل داللة الرح حاملة

: وقول . االستحالة وأضا الفعل القهري للبطل الرومانس

ال عنترة

وال سؾ بن ذي زن

وال طارق بن زاد

! وال صبلح الدن

مجد مضى

فى القلب لم زل

! أرجه على مر السنن

إن اإللحاح على استحضار أبطال العرب بدءا من العصر الجاهل بذكر عنترة

العبس بكل فروسته ، ثم سؾ بن ذي زن أحد أبطال السر الشعبة العربة

-28-

الشهرة ، وطارق بن زاد فاتح األندلس ، وصبلح الدن فاتح القدس ومحررها، ف

إشارات تكتف باسم البطل ، تاركة القارئ سترجع قصة كل بطل من هإالء على

حدة ، ولكن علنا أن نعد النظر ف اختار هإالء تحددا ، فكل منهم شر إلى

األندلس، / القدس ، وطارق بن زاد / فصبلح الدن : قضة ألح الشاعر علها

محبة الجماهر العربة له ألنه موحدها / أخبلق الفروسة ، وذي زن / وعنترة

. ومحررها ، إنه أرج تعمق الصدور ، واختزنته الذاكرة

، حث ألح على استدعاء " صبلح الدن " وهذا ما أوضحه تفصلا ف قصدة

: الفارس ، قول / البطل

ال تسلنى عن صبلح الدن

وال تسلنى عن حطن

قبل أن تصبح أنت

وأصبح أنا صبلح الدن

للذات الشاعرة ، والمتلق لها ، فصبلح الدن لس : إنه إكد على الفعل اإلجاب

فردا ، إنه رمز ألمة ، وحقبة توحد الشعب فها وراءه ، وكانت نفسة الشعب مؽذة

للبطل ، ومنتجة له ، فكم من العظماء جاإوا ف حقب لم جدوا من شعوبهم إال

. صدودا وتهاونا وكسبل

هنا بروت " وكما ذكرنا بالبطل الفردي ، ذكرنا بالجنود ، فقول ف قصدة

هم جند خبر

هم جند بدر

جند القادسة

! والرموك

و نفس التوظؾ حدث ف إشاراته لقصة وسؾ . ، نعم فبل قائد فذ دون جنود أفذاذ

: عله السبلم ، مخاطبا المحبوبة

كنت عزمت أن آتك

باألقمار السبعة المزروعة ورد

أن آتك ببقرات وسؾ السمان

-29-

لترعى حقول الحنطة عند الشط

لكنى أأسؾ ا حب

المحبوبة هنا األنثى ؟ أم الوطن الذي عان العجز ، ورؼؾ الخبز؟ إنه عد

التذكر بوسؾ الصدق ، الذي عاش ف بر مصر ، وكان سببا ف إنقاذها من

.مجاعة

الوطن إلى آفاق النجوم ضمن طرقته / سبع سنن متتالة ، ولكنه حلق بالمحبوبة

ف استدعاء الموروث بإشارة سرة ، مع مزجه بالروح الشاعرة، وهنا ستخدم

نعتا لؤلقمار المزروعة ، إنها صورة تجمع السماء باألرض بالحلم ، " سبعة " الرقم

– بالفعل – وهذا ما عط داللة االستحالة ، فإكدها باالعتذار ألن العمر أقصر

وعد اإلشارة إلى وسؾ عل فعمري أقصر من ! عن تحقق الحلم ، فما أصعبه

نول الحلم

: هل السبلم ف قصدة األسر ، حث قول

ووسؾ أنا ما زال نقا

ما زال نبا

! ف زمن بؽر نقاء

إنه خاطب وسؾ الذي عاش ف مصرنا العززة ، ومؤل أرضها نورا وهداة،

وخرا ورخاء ، فتتوحد ذاته الشاعرة مع أهم ما ف رسالة األنباء وهو النقاء، الذي

وشر إلى قصة قابل وهابل . النق / الفارس / تبلشى من حاتنا ، ولكنه الشاعر

" : رسالة من قابل"فقول ف قصدة

سؤلن الؽراب عن ذنب هابل

وتسؤلن التفاحة عن حواء

وأجب بؤن الخرؾ قد أتى

! على شجر التوت

إن النص ال حك القصة ، بل حاورها ، فالقصة توضح بجبلء كؾ أن اإلنسان

ؤكل اإلنسان ، وهذا ف بداة الخلقة ، وكان البشر إخوة ، وهنا كون قابل مرسبل

للرسالة لكل البشر ، ألنه الجان ، وال عرؾ هابل أي ذنب جناه إال طاعة مواله ،

-30-

وتظل حواء األم ثكلى ، تعان خرؾ العمر ، وألم تمزق أمة البشر ف بداة

. تواجدها األرض

إن تجربة حسن حجازي الشعرة تحمل نبض األمة ، وتنطلق من موروثاتها

وهوتها الثقافة ، تنفعل بكل أتراحها ، وتدن عجزها ، وهو عترؾ مرات ومرات

. أن العجز منا ، ال من قهر عدونا لنا ، وتلك ه األزمة

مصر / مصطفى عطة جمعة.د:بقلم

-31-

حسن حجازي شموع و أبات تضء مسرة الشاعر المصري

المؽرب ,اطالا / أسماء ؼرب. د

هل عود الزمن الجمل؟ زمن الكلمة الساحرة، و العطر الفواح من بن أحرؾ

القصائد العرائس؟ هل تعود االبتسامة إلى ثؽور األمرات الناعسات و الحالمات

بعوالم من البهاء و الصفاء، حث زهور الحب و الوفاء أكلل زن هامات األبات

و الشعر الخبلب؟ لم تكن لتنتاب خاطري كل عبلمات االستفهام هذه لو لم قذفن

موج بحر هذا النت الؽرب إلى ضفاؾ قصائد الشاعر المصري حسن حجازي و

الت كنت و ما زلت أجد فها بعضا من أنفاس أب القاسم الشاب و بعضا من آثار

و ه ذاتها !!! نزار قبان بل وبعضا من سحر و روحانة جبران خلل جبران

الروحانة و حبلوة اإلمان الت قادت هذا الشاعر المرهؾ إلى كتابات و جعلته

نقلها من لؽتها العربة إلى اللؽة اإلنجلزة، فبرع و أبدع حتى ف مجال الترجمة و

* اختار من النصوص ما وافق موالته و القضاا الت عتنقها و إمن بها

حسن حجازي شاعر مصري مشبع بقضاا الوطن الكبر حتى النخاع، لذا فقصائده

العددة ال تخلو من هذا النفس الحزن شؤنه ف ذلك شؤن العدد من أبناء الوطن

وقصدتاه اللتان أهداهما . الذن أثقلت كاهلهم الهزائم و مظاهر الظلم و االستبداد

أكبر دلل " أنشودة ألرض الفروز"لشهداء أكتوبر و الت تحمل إحداهما عنوان

على ذلك، و كبلهما قصدتان تنضخان برفض قوي لكل مظاهر الفساد و الذل و

الدرن الذي أحال باض كنونة اإلنسان و خاصة منه العرب المسلم إلى سواد قاتم

تنز منه دماء عفنة بشكل عكس بقوة صدق ما قوله الشاعر عبر أبات معبرة و

: قوة حد األلم

-32-

سمعت النسر الرابض "...

ف أعلى الحصن

: ؽمؽم ف أذن

" ما أخذ بالقوة ال سترد إال بالقوة"

فصفعت الباب بوجهك ف حسرة

و أزحت عن ثوب الذل

"....

و نز حبر الشاعر و تؤلم فكره و هو صل حباله بحبال جروح أخرى لم تندمل

بعد، جروحا كسرت ظهر األمة العربة هذه األمة الت كثرا ما رمز إلها بالمرأة

الفاتنة الجحودة و الخائنة أو الساقطة منذ زمن بعد ف أوحال العهر و الخبث

الساس المرر، فبل ملك لها سوى الدعاء و الرجاء و ؼسلها بحبر قلمه عل

الباض عود إلها أو ترجع إلها طهارة و عفة الزمن الجمل، أما السإال الذي

فبقى قوا و مدوا تهتز له صدور تحمل " من لفلسطن؟"طرحه بقوة ف قصدته

: بقاا من شء كان سمى ضمرا و إمانا راسخا بقضاا الوطن

ن لفلسطن ؟ " م

من لمجد حطن ؟

من لراة صبلح الدن ؟

ن للقدس م

للحرث

للؽرس

-33-

وسبلحنا فى وجه بعضنا

مرفوع

ودمنا للسفك مشفوع

للفتك مشروع

سبلحنا

ف وجه بعضنا

ف وجه نفسنا

ف وجه قدسنا

ن للؽاصبن ؟ فم

ا حماة الدن

ا أهل ف فلسطن

أخوة الكفاح

رفاق السبلح

ن للصباح ؟ م

ن للسماح ؟ م

من لعدو الدن ؟

ا مسلمن ؟

ن للطور؟ م

للعبور ؟

فوق الصؽائر

لصحو الضمائر

! فوق الجبن ؟

-34-

ن للقدس ؟ م

لافا ؟

لحفا ؟

ن لفلسطن ؟ م

ا مسلمن

سبلحنا ؟

بطشنا ؟

ف وجه بعضنا ؟

! من للحق ستبن ؟

ا أهل فلسطن

ا مسلمن

! من ستبن ؟

ن ستبن ؟ !! م

سبقى سإال الشاعر معلقا إلى حن، و ستبقى األرض تشرب دماء أبنائها الشهداء

األبرار، إلى أن شاء هللا و رفع العذاب عن هذه األمة الذي لحقها بما كسبت أدي

. أبنائها العاقن و الجاحدن

أما ما قرأت للشاعر ف الحب و الرومانسة فقصائده ف هذا المجال كثرة و لعل

: الت قول فها"* تمن"أشدها سحرا و جماال قصدته

وأنؤى عنك أزد هوى

وأنؤى عنك أزد جوى

وأنؤى عنك ألدنو أكثر

-35-

ألعود بشوق أكبر

! الدنا وأكبر سع

قلب كفراش اللل الحائر

كفراش اللل السابح

ف سحب النار

! تمنى الوصل ثم موت

قلب نجم لل المدار

خشى النهار

فى ضوء الشمس

خشى ؼابات اللمس

ف ظل الشعر األسود

دركن الدوار

أخشى أن أنهار

! فؤسلم

ا شمس عمري

إن عم اللل و عسعس

ال تؽرب

اجعلن دوما

ف مداري المعهود

قرب القلب

-36-

وعنك سئمت الوحدة

ولال البرد

وعنك فؤطل

وأذب عن قلب الصد

لنولد من جدد

!! وما ذقنا طعما للهجر

الجمل ف شعر حسن حجازي بساطته كمفهوم قربه من الرق و الجمال، لس فه

مداراة و ال تحال على الكلمة سواء ف الشكل أو المضمون مما جعل القارئ ال

كل و ال مل من قراءة أشعاره، فالمعان واضحة و صادقة بشكل جعلها تصل

مباشرة إلى القلب و لم ال وه نابعة من القلب ك تخاطب وجدان القارئ؟

لس ثمة من شك بؤن الطرق مازال طوبل أمام حسن حجازي، و لس بالشء

المستحل أبدا لقلم ذي إرادة و عزمة قوتن أن صبح وما ما علما من أعبلم

الرومانسة ف العصر الحدث فؤرض النل ما زالت والدة و مازال أبناإها

فاجئوننا بمواهبهم و بشفافة روحهم و رقة الكلمة ف قوة و عنفوان و صدق

* متجددن

05/2008 /08إطالا / أسماء ؼرب .د

-37-

" ف انتظار الفجر " :ف مجموعته الشعرة العزؾ المنفرد عند حسن حجازي

أبو العنن شرؾ الدن : بقلم

. (مشرؾ الصفحة الثقافة بجردة العروبة القاهرة )

نحت لؽته من , حسن حجازي شاعر مشبع بقضاا الوطن والهم العرب العام

. الواقع وجسدها شؤنه ف ذلك مثل العدد من أبناء الوطن المخلصن

لتعود أمتنا إلى سابق عهدها " فى انتظار الفجر " من أسم الدوان تعرؾ الشاعر

قوة موحدة ال تخشى أي جبروت؟ فهو ضرب الفساد والذل والهوان حن قول ف

" : على أعتاب الحلم "قصدة

سمعت النسر الرابض

ف أعلى الحصن

ؽمؽم ف أذن

سترد بؽر بالقوة " " ما أخذ بالقوة ال

فصفعت الباب بوجهك ف حسرة

وأزحت عنى سنن الصبر

!! ونفضت عن ثوب الذل

" : من لفلسطن ؟ : " وأحانا تعجب ف قصدة

سبلحنا ف وجه بعضنا

مرفوع ؟

ودمنا للسفك مشفوع ؟

للقتل مشروع ؟

سبلحنا ؟

ف وجه بعضنا ؟

-38-

ف وجه نفسنا ؟

ف وجه قدسنا ؟

فمن للؽاصبن ؟

" : رسالة من قابل " وهو أحانا ذوب ف رقة العواطؾ ف قصدة

سؤلن الؽراب عن ذنب هابل "

وتسؤلن التفاحة عن حواء

وأجب بؤن الخرؾ قد أتى

"!!على شجر التوت

" : قصدة األسر"وهو ف لحظة كشؾ تؤمل وصوغ عباراته حن قول ف

وذل القد سرى ف البدن

فبكى السجن

الهوى ؟

وعربدة اللل ؟

وتعري الجسد ؟

ووسؾ أنا مازال

نقا

امازال نب

ف زمن

! بؽر نقاء

ورإاه الفنة وتراكبه اللفظة وإقاعه والبناء الفن كلها يشاعرة حسن حجاز

" . ف انتظار الفجر " ظواهر ممزة تتضح بجبلء ووضوح ف مجموعته الشعرة

مشرؾ الصفحة الثقافة بجردة العروبة القاهرة /أبو العنن شرؾ الدن: بقلم

-39-

ثانيا

المجموعة الثانة

" حواء وأنا : " دوان يرإى نقدة ؾ

-40-

" حضور الذات ، وؼاب العالم " .. حواء وأنا"

دوان كامل ، أن حمل ناا وسط ي شاعر ، أن كتب ذاته ؾيجرأة حسد علها أ

هدر المدافع وضجج الكون ، أن هدى زهرة وسط ركام الدمار والخراب ، جرأة

. فه يءالزمن ، رؼم عول كل ش" رمنسة"

نموذج شدد الصراحة فى االنحاز لعالم متخل ، ورؼم " حواء وأنا " ودوان

بصؽه الرومانسة العذبة ، فقد امتلك الشاعر أدوات تشكل يسطرة اللون العاطؾ

. هو الرجل – منذ بفون إلى األبد – خاصة به ، لظل األسلوب

: مدح البساطة يؾ-

كثرا ما رجع تقم النص الشعري إلى ثقافة وذوق متلقه ، وال ال عجب من رفض

المتلقن لشعراء كبار أو االحتفاء بآخرن ، ولكن هناك شعور عام أن البساطة تمثل

تسطحا لشاعرة النص ، وهى التهمة الت ربما أفسدت الشعر العرب ف بعض

ف ظاهره دوان ال خفى منذ ذاته شئا ، وال " حواء وأنا "العصور ، ودوان

: مواجهة القارئ ، دوان عترؾ ببساطة آسرة بانحازه لقارئه ستحجب ؾ

اعترؾ بؤن أحبك حبا "

لس كحب البشر

حبا طهرن علمن

أحب الناس و أحب القدر

حبا دخلن أعماق الطهر

رجعن ألام السمر

" أعترؾ بؤنك لست األولى

-41-

لكن هذا الظاهر البسط خفى وراءه عمقا مضمونا ، توسل بلؽة ؼاة فى السر ،

وأحانا العادة فقدم الشاعر نصه بتقررة، لكنها تخفى بناء متماسكا ، من خبلل

لؽة بسطة ال تزدحم بتشكل ببلؼ ، بقدر ما تتوهج بموسقاها ، وتقترب من

كلؾ "قارئها بصدقها ، وكؤن الشاعر ستعر لؽة الناس ، وكؤن الشعر هنا بتعبر

الشعر خامة موجودة فى نفوس الكل ، ولكن التعبر - أحد علماء علم الجمال " بل

" . عنها والتعبر فقط هو الذي سخلق الشعراء

تناص الشاعر مع قصائد متفردة شهرة فى العصر الحدث , وسعا وراء البساطة

: قول

ثوب الزفاؾ أبض )

لون الكفن أبض

أهناك فرق بن أبض وأبض ؟

الناس ف بلدت ما زالوا

زورون القبور

وحرقون البخور

ما زالوا تبركون باألولاء

إمنون باألساد

(! ووفون النذور

وعلى " الناس ف ببلدي " وعلى " خبز وقمر وحشش " النص حل ببل شك على

" ... 8أوراق الؽرفة"

هذه األصوات الت تتناص معها القصدة عرضا أو قصدا ، إكد سعى الشاعر

للقصدة العامة ، الت تتخذ موقفا ومبدأ وتتعامل ببل عقد مع المنجز الشعري األكثر

شهرة ، تجاوبا مع شاعرة راسخة ،

وسعا وراء هذه البساطة ، تناص الشاعر أضا مع نصوص صوتة ، أى – لذا

مسموعة فضبل عن كونها مقروءة ،

: كقوله

-42-

فضحكت عونه لما)

مست دى منه الدا

ا لعهد كم حفظناه

على طول المدى

لؽرام واشتاق

حدث ولقا ي ؾ

مؤل العمر نقاء وهدى

ا حببا قد وفى

زمان ي ؾ

( كم نسى معنى الوفا

بهذه اللؽة المستسلمة لعصر التؤلق والتؤنق الرومانتكى للقصدة ، ستبدل الشاعر

مثبل ، مإكدا على انحازه " صدقه بتدفق الخال ، متناصا مع قصائد كاألطبلل

هذا التعبر العمق الذي صكه ابن " دنو المؤخذ " للبساطة أو ما أسمته العرب بـ

وجعله قرن األلفاظ الت ه ف عذوبة الماء الزالل " البدع " المعتز ف

" والمعان الت ه أرق من السحر الحبلل

ما دلل الشاعرة إذن ؟ دلل الشاعرة كمن ف السهل الممتنع الذي نسج الشاعر

, به شعره ، محمبل شعره نفسا أسانا حزنا ملتاعا

لن ترهبن النهاة )

إن ال أخاؾ القامة

! ألن والموت سواء

قامت كانت باألمس

عندما مات ف القلب نبض

فحفرت بدي رمس

(ودفنت فه نفس

-43-

هنا شاعرة دالة على ما سمى بالسهل الممتنع والذي عرفه ابن المعتز بؤنه

". أطبع ما كون الشعر "

موقفه من – وقفة ف محكمة الصمت - ورؼم ذلك فقد حمل الشاعر قصدته تلك

الحاة والكون ، ف إحساس وجودي عمق ، صل بالحاة ف تصوره إلى عدمة

. مخفة ، ومن هنا استطاع الشاعر أن ستخدم إطارا ؼر معقد لمعنى شدد العمق

: ـ الشاعر وقضااه

الهم األساس للدوان هو الهم العاطف ، ربما حاول الشاعر موازنة العاطفة

ابتهال " و" وتتعامد الشمس " من قصائد جددة مثل ه ضاؾأبؽرها من القضاا فما

وهى قصائد مكتوبة حدثا ، ورؼم لك " وال تراهن " ألسنا بشر " و" دروش "، "

فالقضة العاطفة لها حضورها ، وذلك بالمعنى األشمل للمضمون باعتبار أن الفن

" لس تعبرا عن الحاة ، بل إضافة وتنمة لهذه الحاة – كما قول كروتشه –

ولذا تسعى القصدة لدى حسن حجازي ، للتعبر عن كافة همومه كمثقؾ عرب،

د الشاعر إلى حالة من الوهج يتنتابه مشاعر تنتاب الناس جمعا ، لكنها تتحول ؾ

" ابتهال " ، مثلما رأناه صل لحالة من الصوفة ف

فشعبنا ضعؾ "

ال رد سوى

الحبلل ، لقمة العش

فاحفظنا من نفوسنا

" !ومن مكائد اإلنسان

هذه القدرة على النفاذ للشعر من خبلل اللؽة المعتادة ، لؽة الحاة الومة ، والت

كان لصبلح عبد الصور فضل إشاعتها ف قصائده ، تإكد سعى الشاعر ألن كون

. صوت من ال صوت له

-44-

والت جاءت مصنوعة " ألسنا بشر " هناك من القصائد ما شذ عن الدوان مثل

استجابة لظروؾ ما ، أو لحدث ساس ، تكمن فها مزالق الشعر الساس بشكل

السطحة ، وارتباط الحدث بالوقت ، مما عرضه لزوال تؤثره : عام ، وأهمها

. بزوال المإثر

شاعرا ف كافة حاالته وإحاالته ، وبدو دائما قادرا على " حسن حجازي "بدو

ممارسة الحاة كشاعر ، وهو فرض صار شدد الرومانتكة ف لهب هذا

. العصر

م 2009نوفمبر 24 : مصر / إبراهم محمد حمزة

-45-

ف نصوص حسن حجازي سبل الواقع إلى التخل

عبد الدائم السبلم . د

خففون به من لفح الذي لئن كانت اللؽة شرعة الشعراء ومنفذهم إلى الهواء الصف

هم المتنب، فإن عبلقتهم بها بقت محكومة ببعض التوتر حنا حث كثر حمى جد

فها الجذب نحو استسهال تعاطها وما نجر عنه من إسهال ف معانها، وحنا آخر

حكمها بعض تواصل حمم حمم حتى لكؤنه عناق وداع دامع بن الذات الشاعرة

ل لنا معه أن الشاعر كتب قصدته كما لو كان سمض إلى خ والمعنى المنجز

فنا، فإن بعض المبدعن . حتفه ف المجهول وألن أمر اللؽة مع الشعراء على ما وص

ن فبل هم نزلون بالمعنى إلى حضض التؤول وال : اختاروا لهم منزلة بن المنزلت

فون فه حتى ستؽلق على فهم المتلق ولعل الشاعر المصري حسن . هم تصو

ة بكونه حجازي واحد من هإالء، حث تش نصوصه ف جمع مجموعاته الشعر

اته عن اللفظ ة فاضت فها أرح اعتنق اللؽة مذهبا فذهب ف عبادتها مذاهب فن

ة ف شعاب األرض و مفازاتها ره تنورا هج بؤعشاب روحه النوران . وكادت تص

ن ة صنف ا وصنفا : وبعد أن وزع حسن حجازي جهوده الفكر ا شعر صنفا إبداع

ة، تمكن من التموقع ف فضاءات مشهدنا ا خصصه لترجمة أشعار عالم إبداع

را بؤشراط الوجود التخل تموقعا متبص والعالم المصري والعرب الثقاف

ة مع ، وهو أمر سهل عله تجسر عبلئق ذاته الفن وقوانن الوجود الفزائ

ة م الت انعقد علها مشروعه الشعري مثل الحب والعدل والحر مجموعة من الق

: والتسامح

والشعر إلهام وفن

عذبن أضاع العمر

(والشعر...ه : قصدة)من

إن رؼبة ولوج عالم حسن حجازي الشعري تبقى ملحاحة نظرا إلى ما مكن أن

ؽشى فها المتلق، . تصر إله من مؽامرة ف المعنى ملئة بالتجاوز وه مؽامرة

راته المؤلوفة عن خوخة الت تفرؼه من تصو منذ عتبات النصوص، شء من الد

العالم بؤشائه وكائناته وترم به ف أتون اإلدهاش حث تنفتح أمامه أبواب الممكن

حتى تنكشؾ فه مكنوناته وتعرى من صمته الل ط ف تجربة الكشؾ الد وتور

ضا هادرا، تحول فه إلى منتج لنصوص هذا الشاعر بالقوة وتشتو فه معانه ف

. تحلبل وتؤوبل

-46-

حلنا إلى شؽؾ حسن حجازي بتوصؾ تفاصل إن نظرة ف متن هذه المجموعة

ا منه إلى االرتقاء بطن الواقع من مرارته إلى ألق التخل سع المعش الوم

ا من وراء ذلك طرح . ولذاذته فهو تخذ إلى الواقع سبل التفكك والتعرة تؽ

مجموعة من األسئلة الت تعانق اإلنسان ف بساطته وف تشابك عبلئقه مع عناصر

ة ألمة كون بطلها ورائها، لكؤن . محطه وإذ فعل ذلك، حشر القارئ ف مشهد

كل قصدة من هذه المجموعة ه مرآة تتمرأى علها مسكوتات القارئ بجمع

فعن الشاعر حسن حجازي، تجد مسح . أبعادها ومن جمع زواا النظر الممكنة

ؽفل أدق التفاصل فها ات مسحا ال : المرئ

قطعت سكون اللل

قهقهة امرأة مخمورة

قبلها رجل مخمور

عرها حضنها

قتلها ف دمه

نسا إؼبلق الشرفة

فؤؼلق هو شرفته

وبكى فى ؤس

وحدته

(ف المدنة: قصدة )

لف فها وف ختام هذه التوطئة، نزعم أن قارئا لنصوص الشاعر حسن حجازي

ة، وه ، ال بل إن هذه النصوص الشعر أؼلب آفاق انتظاراته من كل فعل إبداع

ب ظن متلقها ف دؾء لؽوي ملء تمتح عجنتها األولى من لحمة الواقع، لن تخ

دق القول . بالص

تونس , عبد الدائم السبلم/د :بقلم

-47-

أبو العنن شرؾ الدن .أ :بقلم للشاعر حسن حجازي!" وأنا ...حواء "

مدنة الشاعر الضوئة ونتجول فها نفتح آفاقا ف بساتن شعره قبل أن ندخل

المشكلة ف لوحات فنة من تقابلنا الدهشة للحروؾ, أرج الزمبقات ونتعطر من

. السحر الحبلل أال و هو الشعر

الشعر وهو ف أرقى المعان والمشاعر حن حلق الشاعر على جناح الخال فقول

" : عد ا قمر " ف قصدة

قمر عد ا"

فالقلب من

لهب الشوق

, أضناه السهر

وفصول البوح

ما عادت لنا

ببشرات الوصل

!" تزؾ لنا خبر

عمق , حاة النص الشعري عند حسن حجازي منحوت من الشعور فهو تجربة

حرك المضمون وبساطة اللؽة وتماسك البناء حن تسلسل اإلقاع ف نؽم عاطف

فهو ضفر الجمل ف هارمون , األحاسس ورقى بالمشاعر إلى األرقى واألوقع

": آخر رسائلها" :قصدة متناسق حن قول ف

, أحرقت الرسائل

, ومزقت الصور

, وتناست السر

! أحلى لقاء يؾ

تلك رسالت

, أحملها آنت

-48-

وؤس وشقوت

, وسؤم ووحدت

! من الؽد القرب

ا رفق نفس

وقمري وشمس

وعطر األمل ف ؤس

حان الوداع

فاحرق

لهب خطابات

و أنسى دؾء أنفاس

وصبح الحب ذكرى جملة ,مقاومة واستسبلم باأللم الواقع ب دون سحاناهنا

, تحسر ألما وشقاء ضحى بهذا المحب ف أجمل عاطفة وهو, وعاطفة نبلة

هكذا , والقدر لذا هو ستسلم للمشئة, إرادته حاول أن قنع نفسه بؤن األلم خارج

: األفعال –وردة الحاة وهو بلطم أمواج البشر تؤلم مع الواقع وبحث عن

: وترى أضا .. تناست إلى آخر القصدة , مزقت , أحرقت

فؤحرق لهب

, خطابات

وأنسى دؾء

أنفاس ؟

الشاعر هنا ف هذه القصدة روى "حان الوداع "اللوعة والحرة والقرار الصعب

بداة ونهاة ف حبكة فنة حن قول على لسانها ف نهاة : قصة حب

: القصدة /الرسالة

-49-

فرجائ أن تعطها رسائل

وأن تعطها صوري

إال صورتنا

األولى

! فهى لك

طاب صباحك ؟

الشاعر صور لنا المشاهد ف !هو مشهد من قصة حب وما أكثر لوعة الحب وناره

جمبل رسم برشة الشعر, حسن حجازي , فهو ,حبكة فنة مع جمال الشعر

. ذكرت أنفا معبرا بؤنه السحر الحبلل أي الشعر كما ومفردات قصرة مركزة بل

مصر ,أبو العنن شرؾ الدن. أ:بقلم

-50-

ثالثا

همسات دافئة :المجموعة الشعرة

-51-

للشاعر " همسات دافئة : "قراءة عابرة ف دون ,الحب الرسالة األبدة األسمى

رومانا . منر مزد/ بقلم – المصري حسن حجازي

الحب كان دوما ؼرزتنا الطبعة كبشر ومنذ زمن طول جدا والناس تبحث عن

معنى الحب حتى الفبلسفة العظماء بتعارفهم العمقة لم ستطعوا مس جوهره

شر إلى تشكلة من المشاعر المختلفة، والحاالت والمواقؾ، بالكامل ألنه الحقق

هذا التنوع من المعان . تتراوح من السرور العام إلى الجاذبة الشخصة الحادة

أندمج مع تعقد المشاعر، لهذا صبح تعرؾ الحب صعبا جدا مقارنة بالحاالت

بدأ باألسئلة المتعلقة بطبعته ، . العاطفة األخرى أما الفهم الفلسف بخصوص الحب

شر ضمنا إلى أن الحب له ، وبؤن الحب مفهوم' طبعة خاصة 'وهذا العقبلن

وصؾ ف المقترحات العقبلنة أو ذات المؽزى، فالحب قد مكن أن بمعنى أنه ال

، والمعالجة الفلسفة للحب كون طردا للعواطؾ الت تتحدى الفحص العقبلن

تتجاوز تشكلة المجاالت الثانوة ضمن نظرة المعرفة والمتافزقا والدن

والطبعة البشرة والساسة

واألخبلق ، باإلضافة إلى بعض البانات أو الحجج المتعلقة بالحب وطبعته ودوره

.. ف الحاة اإلنسانة

للشاعر المصري حسن حجازي بمثابة " همسات دافئة "تعتبر قصائد هذا الدون

بوح ذات، تجنب الشاعر كل ما وجب التعقد والؽموض أو التشوش ، ولجؤ إلى

البساطة والعفوة والوضوح ف التعبر بؤسلوب سلس وشق دون إؼفال الصور

الفنة والت جاءت كعملة استبصار ذات ضمن النموذج اإلنسان والمحسوس

.. والملموس من األشاء

والكون األسود تبلشى "

ف صوت السحب الداكن

وبقاا من دخان

عبث بالنشوة بالكؤس

-52-

ببقاا الورق الوردي

ورسائل عشق مصلوبة

نحرقها ف إثم اللذة

".وتؽرقنا ف بحر األحزان

جب أن تكون إلى حد ما ، على األقل ، معرفة افتراضا، الحب له طبعة خاصة

ضمن مفاهم اللؽة ، لؽة مبلئمة من الوصؾ ، لهذا قد كون الحب قاببل للمعرفة

" .. أحبك" ،"أنا عاشق "ومفهوما لآلخرن، كما فهم ف عبارات مثل ،

وهللا أحبك أكثر

أحبك أكثر

!! أحبك أكثر

نتظر شخص ما للظهور ف حاته لكن فتش و شعورا أو ال شعورا ، كل شخص

ظهر هذا الشخص : بقى السإال األكثر حرة الكل عرؾ ".الحبب " أن ومتى

بؤن هذا الحبب قد كون ف مكان قرب أو حتى بجانبك أو ف مكان ما إال أن هذا

األمر عتمد بشكل كبر ومباشر على القدر باعتبار أن كل ما حصل فهو مقدر ف

.. اللوح المحفوظ

هواك فإن

ف الؽب كان

! مقدر

مكن تفسره ، وتوضح معناه ، فالقدر شء مرة أخرى، القدر هو شء آخر ال

مدهش جدا

دائما ، فهو سر هللا ف خلقه، وهو من الؽب الذي استؤثر هللا بعلمه ولم طلع عله

بن المبلن ومبلن الناس ، جد اإلنسان نفسه مدفوعا بعواطفه نحو .. أحد سواه

شخص معن ، وهذا الشخص سرعان ما مثل لآلخر اإلنسان األعز واألؼلى على

.. القلب وحتل المساحة الكبرى ف التفكر والوجدان من بن كل البشر

-53-

لوضعت نساء العالم "

ف كفة

ووضعتك ف كفة

وقلب معك

"!لرجحت كفتك بالمزان

تفق الجمع بؤن ال معنى لحاة دون حب ، الحب المرتبط دائما بالقلق والعذاب ، إذ

وجد دوما هاجس عشق توق له الشاعر إلى الحببة تإدي به إلى اكتشاؾ مكامن

.. الجمال ف النفس البشرة

وانؤى عنك أزد هوى

نؤى عنك أزد جوى او

وانؤى عنك ألدنو أكثر

حلم الشاعر حسن حجازي بفتاة األحبلم الت تبلزم وتراود خاله وأحبلمه ، وقد

أختار فتاة ؼجرة وهذه داللة على الحرة فقد عرؾ الؽجر بؤنهم شعوب تؽن

عواطفها وخوفها، هواجسها وآالمها، أعراسها وقصص ؼرامها

أحلم بفتاة ؼجرة

ما ذاقت حلو اللمسات

لم تسمع عن معنى العشق

لم تلقن معنى الفضلة

الحب لم تذق طعم

:وسرعان ما ؽرق ف أحبلمه

احدث نفس بؤنك عدت

نفس أصبر

باألحبلم

باألوهام

-54-

وبالتذكار

لكنك خنت

ولتك عدت

مع االعتذار

فثارت روح

ونست جرح الدام

وصور لنا عناها بلإلإتن من كوكب ؼرب وقلبها صاؾ بصفاء المرأة األولى

باعتبارهما " األم واألمومة" ، وهنا داللة رمزة ف البلوع تشر إلى"حواء "

مصدر الصفاء وؼذاء روح عظم ، فالقلب النق هو أفضل مرآة النعكاس الحققة

أحلم بفتاة عناها لإلإتان "

من كوكب ؼرب

تحفظ ف قلبها النقاء األول

"!لحواء

، فتاة ؼجرة بما تحمله من جمال " حببة الشاعر " بهذه الصورة نستطع أن نتخل

فهل تعلمن أنك عذبة )أنثوي وما تتمع به من ؼموض وعفوة وعذوبة كالحلم

و لها نزوع نحو التحرر واالنعتاق وتحمل ف قلبها النقاء والعفة مثل (كالحلم

.. والدته

كما تحتضن الطفل األم "

ف أمسات الربع

"قبل الفطم

-55-

: وشتد حنن الشاعر إلى تلك الحببة وؤمل ف حضورها فقول

فادخل قلب "

وأضئ بالحب درب

واسقن خمر شفتك

"!حنانك

وسرعان ما نكتشؾ تؤكد الشاعر على أن هذه الحببة موجودة فقط ف البلشعور

والبلوع وأنه لم قابلها بعد إال ف األحبلم ، وتبقى الحببة ف البلوع للشاعر

حتى تمده بالطاقة العاطفة الخال من نابع الطاقة العاطفة والخال بالسحر والفتنة

... وبتؽذة الهامة الشعري لتولد الفكرة الخبلقة والعاطفة اإلنسانة النبلة

نست أن أخبركم أن والمدعى علها "

لم نلتق إال مرة

"!كانت ف الحلم

وحنما عود لواقعه نجده تعذب وتؤلم ومتؤرجحا بن واقعه وأحبلمه

وبن الحس "

"قتلنا الواقع والحلم

باعتبار الحب صفة روحة ناتجة من وحدوة الوجود و وحدة الوجود مذهب فلسف

ال دن قول بؤن هللا والطبعة حققة واحدة ، فمن المستحل إذن أن كره الجزء

ذاته لذا دوما عود إلى الكل

، مخالفا الشاعر حسن حجازي مفهوم وحدة الوجود " الذات الكونة البلمحدودة"

انطبلقا من نزعته الفطرة األصلة والت ال تمتع بها إال الفبلح المصري بحث

جد ف هللا المبلذ اآلمن عند الشدائد والمحن لمواجهة ضؽوط المجتمع والفراغ

االتما " والذات الكونة البلمحدودة طلق علها حسب الفلسفة الهندوسة .... العاطف

وقد شرح مهارش أن (هللا )ه براهمان (روح المرء )، باعتبار أن األتما "

أتما هو شمول و براهمان أضا هو شمولة، وأوضح أنه ال وجد شمولتن، بل

عن بؤن الكون كله لس إال ( هللا (هناك شمولة واحدة ألن أتما هو براهمان

اظهورا للوجود الحقق والروح اإلنسانة جزء من الروح العل

-56-

توجه قلب إلك "

وتلمست نورك

ف روح

فشعرت بؤنك عدتن ,فهدأت

من فضك ببعض

, فبكت

فعلمت عندها

أنه ال ملجؤ منك

"!إال إلك

هذه النزعة الفطرة األصلة الممزوجة بالصفاء اإلمان تتضح جلا ف قصدته

هذه النزعة الفطرة تتجسد ف الحاجة إلى العودة إلى هللا من خبلل "... على بابك "

كثرة االستؽفار والتوبة واإلنابة ، فاالستؽفار هو الدواء الشاف من الذنوب والخطاا

، وتحقق راحة البال وانشراح الصدر وسكنة النفس وطمؤننة القلب ، وهللا رضى

.. عن المستؽفر الصادق ألنه عترؾ بذنبه

جئتك

وعلى بابك

وقفت

تائبا

, فبل تردن

جئتك

وخلف من الذنوب

الكثر

طامعا

ف عفوك

-57-

بعد أن تعذبنا ، علنا أن نتعذب من جدد ، وجب أن نحب : " قول الفرد دي فنه

.." دائما بعد أن أحببنا

.." وجد ف فعل الحب شبه كبر بالتعذب : " أما بودلر فقول

قلب فضع "

العشق ر ف بحو

وتوه العقل

ف حرب الجمال

لكن ما زلت وحدي

مع القمر

حاورن وأحاوره

كذبه أكذبن و

جادلن وأجادله

"!!وكاد قنعن بؤنك مت

وما مز هذا الدوان وجود قصائد ، أستطاع فها الشاعر حسن القبض على جمر

القصدة ، لتؤت بصور مكثفة ولؽة شعرة مباؼته تنم عن نضوج شعري لتوقع

الدهشة ف النفس وسرعان ما تلمع مثل ومض وتختف وتركك ف حالة انبهار

/ ف عد الحب/ خبلؾ ف الحب : أما أهم القصائد . من قلبك" اآله " منتزعة

منة مناجاة / عندما تضحك

..فف قصدة خبلؾ ف الحب قول

اختلفنا "

أكثر من حب اآلخر

أنك أكثر واتفقنا

"أضا أكثر وأنا

-58-

: أما قصدة ف عد الحب قول

ف عد الحب "

لن أقول لك

(أحبك )

ف هذا الوم

فما جدوى العد

إن كنت أقولها

لك

"!ف كل وم

-59-

منة فقد شدن منة والت تحدث فها الشاعر عن ابنته أما قصدة عندما تضحك

: كثرا هذا المقطع

منة " عندما تضحك

" !أدرك أن العالم ما زال بخر

وهل هناك شء ف هذه الدنا الفانة أجمل من رإة البسمة على شفاه فلذات أكبادنا

! ؟...والت تمنحنا الؽبطة واألمل

منة / أقول بصدق وشفافة وبدون مجاملة أو محاباة ، هذا المقطع عندما تضحك

ونحن نرى فلذات ...! دوان شعر بالكامل ، وكؾ ال! أدرك أن العالم ما زال بخر

أكبادنا قتلون أمامنا على شاشات التلفزة ، وتدك بوتهم ومدارسهم بدم بارد ونحن

نشاهد هذه الجرائم وكؤننا أصبحنا هاكل محنطة ، ونراهم ف شوارع الضاع ف

مدننا العربة الت تحولت إلى معتقبلت وما زلنا نجلس على مقاه العهر نمارس

...! اللؽو والنفاق وندخن تبػ القمع والدم

! ؟..ألم حن الوقت بعد إلعادة هذه البسمة المفقودة على شفاه فلذات أكبادنا

بهذه السإال اختم قراءت العابرة وأتقدم بالشكر الجزل للشاعر المصري حسن

ألمتنا العظمة الت " منة " حجازي على منح األمل بؽد مشرق من خبلل بسمة

أنجبت األنباء والشعراء وقدمت الكثر من الشهداء الذن روا بدمائهم الطاهرة

أرضنا العربة ألجلنا ، ألجل حرتنا

الذي سمو باإلنسان إلى شرفات " الحب" وكرامتنا ودفاعا عن أسمى القم اإلنسانة

.. الخلود

فلسطن , رومانا منر مزد.أ/بقلم

-60-

: رابعا

2009 الت ف خاطري

(الت ف خاطري ):رإى نقدة ف دوان

-61-

(الت ف خاطري ):دراسة عن ولعبة التحوالت... حسن حجازي

مصر , إبراهم محمد حمزة.أ/بقلم

همسات دافئة ، حواء وأنا ، ف انتظار – ف دواونه السابقة الت أتح ل مطالعتها

ف " ؽلب على تجربة حسن حجازي اللون العاطف ، ربما مال دوانه – الفجر

إلى موازنة بن الهم العام والهم الخاص من خبلل استعاب أوجاع " انتظار الفجر

العصر بجانب أوجاع القلب ، لكن شاعرنا هنا بدو صرحا ف انحازه للهم العام ،

خاصة أوجاع الوطن ، وهو ما زد من صعوبة األمر ببل شك

: فإن كان لمح ببراءة طرفة ف قصائده السابقة كقوله

فلم جدوا سوى شاعر )

ف أول الصؾ

نتظر دوره

(أمام أحد المخابز المؽلقة

:بدأ صفحاته بقصائد باكة مثل قوله (حواء وأنا )وإن كان ف دوانه

إه ا بؽداد ا قلب العراق )

ا نبض العروبة ،

(... وا رمزا لؤلجداد

فإنه هنا " همسات دافئة " وإن كان قد نثر العطر النزاري الحمم ف أرجاء دوانه

مخلص لقضة العروبة ، ونتج شعره من هذا الفهم لجدوى الشعر ، فالشعر لدى

حسن حجازي رسالة ؛ ومن شروط الرسالة أن تكون شددة الوضوح ، وهى رإة

لها وجاهتها ، وإن كانت لها مثالبها عند نقادنا القدامى ،

-62-

القارئ ؤنس وفرح إذا استطاع " وقد أشار الجرجان ف أسرار الببلؼة إلى أن

" بعد جهد أن حصل على معنى ستحق الجهد الذي بذله

لكنه ذم التعقد إذا كان اللفظ لم رتب الترتب الذي بمثله تحدث الداللة على

الؽرض ، وقد ذم هذا الجنس ألنه أحوجك إلى فكر زائد عن المقدار الذي نبؽ ف

" مثله

ولذا فشاعرنا قدر طبعة العصر ، خاصة أنه اعتاد الشعر العاطف ، الذي سل

رقة وعذوبة ، ولهذا كان االنتقال إلى الشعر الساس خاضعا لتقالد تتناسب

... والعاطفة أكثر ، الوضوح ، البساطة ، المباشرة ، الزخم الموسقى البالػ

: نداء

لمنظمة األمم

للجامعة العربة

للجان الثورة

للمجالس المحلة

المركزة

ننادى

هل من مجب ؟

، بالرمز لجؤ شاعرنا للطرح المباشر التلقائ ، ؼر أنه طعم ذلك الطرح المباشر

حنا وبالتضمن أحانا وبالتناص ف أحان أخرى ، وهذا الرمز لجؤ له شاعرنا

بإشاراته ف نهاة القصدة ، إنه " مذكرة تفسرة " بحذر شدد ، بل ورفق

المنحى االجتماع الطاؼ لدى الشاعر ، والذي دفعه الستحضار صورة القارئ

الذي خشى دائما االنؽبلق ، خشى (المدرس )دائما ، كذلك هو طابع المعلم

: صعوبة التلق ، خشى أن كون ممن قال عنهم نزار قبان

شعراء هذا الوم جنس ثالث

فالقول فوضى والكبلم ضباب

-63-

والكبلم لصبلح – وألن الشعر لس نة طبة فحسب ، فقد خرجت للحاة األدبة

نماذج أدبة ردئة كان جدرا بؤصحابها أن كتموها بن أضبلعهم – عبد الصبور

أو ف أدراج مكاتبهم ، ولكن خرجت تلك النماذج إلى الحاة العلنة لك تمؤل الجو

أعذر القارئ حن – والكبلم ما زال لعبد الصبور – األدب ضجة ببل صدى ، وأنا

أقول لكم عن الشعر " رى تلك البضاعة الردئة فنصرؾ عنها

وهل منع الوضوح تحمل القصدة العربة بؤقصى اندفاعات الساسة وأتم درجات

الوع ؟

إن الشاعر هنا سعى لبلرتقاء بنصه عبر آلة محببة لدى المتلق ، أعنى السخرة ،

والسخرة مع قلب الحقائق هنا تؤتى دافعة للتفكر ، مرهصة بؽضب آت قربا ،

: قول

لحكومة الكان

الصدقة الرققة

الشرفة العففة

, صاحبة العصمة والصولجان

المنزهة عن الخطؤ

, والنسان

" الفتو" صدقة

, المنزهة عن العدوان

المدللة ف قلب أمركا

المنعمة الواهبة

المانحة السابحة

-64-

: بان

ا صاحبة العصمة والسلطان

أتها المترفعة عن الصؽائر

الماهرة

ف العزؾ عل الضمائر

الساهرة

الداعة للسبلم

, سبلم

الشاعر هنا بدأ ف الثورة على ذاته ، وعلى لؽته ، وعلى اهتماماته السابقة ،

وموضوعاته األثرة ، وستجلب لؽة أكثر حضورا

أنادى عبر المحمول )

عبر المؤمول

من األمس

(للؽد / للوم

(إن كان بك ؼضب على فبل أبالى ) وصل به الؽضب إلى حد التناص المقلوب

هو بهذا التناص المخؾ علن أقصى حاالت ؤسه ،

بقلب القاهرة إلى كافة بقاع وطننا العرب وتسهم " الدوقة " هذا الؤس الممتد من

ألم كفر سزؾ : ا عدالة السماء ) األسطورة ف رسم مبلمح هذا الؽضب الائس

(عن كل خطااه ؟– بعد –

-65-

رى ف كتابه دالالت األثر – جورج نونمشار – إن أحد النقاد الؽربن

أن القدرة الشعرة تكمن ف جعل ذلك الجانب المظلم "

" من الكنونة فصح عن نفسه

وإن كنا ال نبرأ النقد حتى قول عنه عبد المعطى حجازي أن النقد قؾ موقفا بدو

" كؤنه موجود وؼر موجود ف آن واحد

والذي إكد فه – الت ف خاطري – لكن تجربة حسن حجازي ف هذا الدوان

عبقرة استخدامه للتناص بداة من العنوان الملفت ، والمحل إلى نص شهر مؽنى

ثم واصل تناصه عبر القرآن الكرم ف جهات عددة " مصر الت ف خاطري "

متكررة ، كاشفا عن توجه دال على تدن عمق ، وثقافة طبة ، لكنه ظل قادرا

مهما كانت مباشرته ، ومهما كانت تداخبلته مع – الحال – على التؽن باآلن

سابق مواقفه ، خاصة ف معالجته المتكررة لقضة ؼزة وفتح الحدود وتؤثر ذلك

إلخ .. على مصر ، ثم لعبة التنكر لمصر ومواقفها

للضؽط اإلخباري الذي – عاطفا – الخطورة هنا أن كون الشعر ردا مباشرا

نتلقاه عبر إعبلمنا ، ثم أنه مرتبط بلحظة معرضة للنسان ، ولهذا لم عد الشعر

.. نتظر الخلود ، إنما قنع الشعراء بمجرد التعبر الصادق عن الذات

مصر بعد الوم

, ال انهزام

مصر دوما

, لؤلمام

مصر دوما

, لؤلمان

وكانت عونه

كالصقر

عن على القدس

وعن للسماء

-66-

شاكرة

وأخرى نحو القاهرة

ترنو ألام قادمة

تبن بلدا للمحبة

للسبلم

أعود للقول إن تجربة شاعرنا فى هذا الدوان ، تحمل تطورا فى الرإى ، وانخبلعا

من الذات إلى خارجها ، وتماسا مع قضاا حاكمة خانقة للمواطن العرب ، ولذا

فالدوان القادم ، سكون أكثر ؼضبا ، وأشد قربا من الرجل العادي الموجوع

باألسعار والقهر والجهل والفقر ،

وفى كل األحوال ، أنت امام شاعر رسال ، سعى بكلمته للناس عبر لؽة واصلة

! فهل هناك أبهى من ذلك ؟..وصورة قربة من الناس

م 2009ولو 8 مصر/ إبراهم محمد حمزة.أ

-67-

! عندما نتصر الشعر

. للشاعر المصري حسن حجازي" الت ف خاطري"قراءة تحللة ف دوان

المؽرب ,اطالا / أسماء ؼرب. د

و زتونا وكستناء و حث , حث األرض تزهر برتقاال, هنا كما الهناك المتوسط

ن زرابها بؤكالل البحر رزق الناس خرا كثرا و السماء تؽط بحنو جباال تتز

وحث السهول تتسربل بؤؼطة من , وأؼصان الزعتر البري, اآلزر الخضراء

حث , هنا بإطالا. و زهور األهقان واألقحوان, و من إبر الراع, الخزامى

مازال الحرؾ , لؽت األم , الناس تحدثون لؽة أخرى تبنتها بقلب أختا للعربة

مارس بن ثناا الفإاد سحره و مازالت الكلمات تمطر بصدري أصواتا تجذبن من

رؼما عن البحار و الجبال الت تفصلن بن الهنا اإلطال و , أرض إلى أخرى

الهناك العرب المصري و مازالت أبجدة الفرقان تئن بداخل و تقذؾ ب إلى

وقرأت عن بعضها اآلخر ف خواطر و , أماكن رأت على تراب بعضها النور

, همسات األدب العالم و حدثن التارخ عن بعضها الثالث و عن أنبائه و قدسه

عن ملوكه و أهراماته عبر رحم كنت وال أزال أسمع بداخله أصواتا تحبل نبراتها

رت آالمها آماال و أحبلمها قصائدا سمت بها ,بآهات أناس طهرتها ماه النل وص

بؤفئدتهم " مصر"األرواح و استحضرت الظاهر و الباطن من قلوب أبناء أقاموا ل

و خواطرهم محرابا أزهر حبا و عشقا امتدت أؼصانه حتى عانقت األمة العربة

وجعلت منها أرضا و وطنا آخر أكبر هو بمثابة أم لجمع العرب على اختبلؾ

و ه ذاتها فكرة , انتماءاتهم الجؽرافة و الدنة و الفكرة من المحط إلى الخلج

أو دوان الشاعر المصري المعاصر , "الت ف خاطري"الحب الت تمحور حولها

موضوع هذه الدراسة و المستوحى عنوانه من قصدة الشاعر " حسن حجازي"

و الت كانت قد ؼنتها سدة الؽناء " مصر الت ف خاطري", "أحمد رام"الكبر

عنوان حبلت كلماته بشتى المعان و اإلحاءات . 1952سنة " أم كلثوم"العرب

كلمات فها عبق وعطر من التارخ المصري القرب و دمع و آهة على , القوة

الت "لست أبدا ك , كمنظومة لؽوة" فمصر الت ف خاطري", التارخ المعاصر

ن و كبر, "ف خاطري و البون بن الفترة التارخة الت أفرزت , فالفرق بنهما ب

فباألمس القرب و بالذات , األولى و الظروؾ الت أفرزت الثانة شاسع وال حد لها

مهدا للحلم العرب الكبر و تبنت أكثر قضاا األمة " مصر"كانت , ف الخمسنات

أما الوم , تعقدا و استعصاء رابطة آنذاك مصرها بمصر شعوب األمة العربة

إال أنها أم تحبطها الظروؾ الحالة , ورؼم االحتواء الذي تشر إله لوحة الؽبلؾ

قلبها الذي حاول بكل ما ملك من , و األزمات بشكل جعل قلبها حترق حد الموت

-68-

األمن و السبلم من , قوة االنطبلق عساه صل إلى بر ضمن فه لكل فلذات الكبد

. مؽبات الزمن و ؼدر األعداء المحط به من كل جانب

" لست حاضرة فقط بلوحة الفنان الكردي , " األمة العربة"و " مصر", داللة األم

لؽبلؾ دوانه و لكنها حاضرة أضا " حسن حجازي"الت اختارها " فهم باال

فالدوان و ما حمل من أنن و ألم و ؼضب هو ألمه الوالدة ف دار , ف اإلهداء

. كلتاهما ف دار الفناء" األمة العربة"و " مصر"البقاء و ل

و مر عام , 2010ودع الشاعر العام الماض و استقبل ال " الت ف خاطري"ب

ال تزال حلقة من حلقات الصراع الدول و ال زال العدد من " مصر"و حل آخر و

أبنائها إمنون بمبادئ ثورة ولو و عتبرون أن الدول الت ترؼب ف النهوض

علها أن تتحمل مسئولة دعم الدول األقل حظا، ولكن هل هذا ا ترى ممكن ف ظل

هل هذا ا , الظروؾ االقتصادة القاهرة الت تمر بها العدد من شعوب دول العالم

ترى مقدور عله ف ظل الهم الساس الذي جثم على صدر العدد من أبناء األمة

العربة و الشاعر بقصائد دوانه هذا صوت من أصواتها؟

أولى قصائد هذا الدوان الذي ضم بن دفته ف ترتب متعمد و , "هنا الدوقة"

و " هنا الدوقة", تحمل الجواب عن هذا التساإل, مقصود اثن وثبلثن نصا شعرا

ضمن دوان " كلبسدرا"ه القصدة الت ترجمتها إلى اللؽة اإلطالة و نشرتها

ستبقى لؤلجال الت ستؤت بعدنا لس , "همسات من وراء البحر"رقم وسم ب

ألنها سجلت بعدسة , كصرخة شاعر فقط و لكن كوثقة تارخة ف ؼاة األهمة

وثائقة تفاصل الكارثة الت ذهب ضحتها العدد من األبراء بسبب اإلهمال و

تجاهل تقارر الخبراء الذن كانوا قد حذروا سابقا من عواقب بناء المنازل ف هذه

. المنطقة ذات الصخور الرخوة القابلة لبلنهار

-69-

تندد بكل هذا وتبعث رسالة استؽاثة إلى كل مناطق العالم وبكل , القصدة الوثقة

: لؽات األرض فه نداء كما قول الشاعر

لمنظمة األمم "

للجامعة العربة

للجان الثورة

للمجالس المحلة

" المركزة

, فهل من مجب لصوته الذي توحد مع أصوات المقهورن ف كل مناطق المحن

" در اسن"ف , " العراء" و" الصفح"ف منازل , "المخمات"و , "المقابر"ف

! وما أشبه صمت الوم باألمس , ؟ لس ثمة من مجب"كرببلء"و ف

نكؤ الجراح و صل , ونتقل بؤصبعه من دمل إلى آخر, قفز الشاعر بن نصوصه

الجلل " القدس"و " ؼزة"فنزؾ قلمه وهو حك عن مصاب , إلى أكثرها إبلما

وسط عجز و صمت الجمع ف قصائد تتصدع لها األحجار وال تهتز لها بعض

. من قلوب بشر عجنت بماء شطان جائر

ف نصوصه المكتوبة بلؽة بسطة ف زمن تتلكؤ فه األقبلم و , "حسن حجازي"

و عن " فلسطن"حك لهم عن , تكتب أشاء تستعص عن فهم البسطاء من الناس

وعن الفساد الساس إال أنه ال نسى أن حك لهم عن حزن القمر , الخذالن العرب

أجل فالقمر حزن و ؤلم لما , " وانشق القمر", عبر نص ؼاة ف الروعة أسماه

صب الناس من قساوة ف القلب و من جحود أودى بهم إلى إؼبلق كل مسار

و القضاا المصرة ستبقى , فبل أمل. وطرق تجاه الحوار و الصلح و المشاورة

. معلقة إلى أجل ؼر مسمى

" فلسطن"وقضااها مركز انطبلقها و " مصر", حركات النصوص بالدوان لولوبة

و بنه و بن الخارج , و بن النص واآلخر سفر دائري, و آالمها نقطة وصولها

, "مصر/الصقر"وهذا , " حماس"وتلك قضة " المعابر"فهذه قضة , عبلقة وشجة

: و رسائلها المؽرقة ف األمل و الرؼبة ف التؽر" طابا"وتلك

-70-

من طابا "

, لدر سانت كاترن

من قلعة صبلح الدن

لؤلزهر

, للحسن

من جزرة الفرعون

لمسجد السلطان حسن

وأهل بور سعد

, الطبن

لمصنع أب زعبل

لمدرسة بحر البقر

لح الؽرب

: لؤلربعن

نحن من مصر

وبمصر

ولمصر

بكل الود

بكل الحب

وبكل الحنن

أوفاء

على مر

!" السنن

-71-

فهل ا ترى أثرث هذه العبلقة بن الداخل و الخارج على جمالة الدوان و فنته

ف تذوب الشعري ف الساس؟ وهل االنشؽال " حسن حجازي"األدبة؟ هل نجح

بالهم الساس أصاب الكتابة الشعرة داخل الدوان بتحجر و تعقد الفعل اإلبداع؟

كلما كفت نصوصه عن أن تكون , ثمة من قول أنه كلما اشتؽل الشاعر بالساس

إذا كان الهم الساس هو المتحكم ف , هذا ربما كون صححا إلى حد ما... شعرا

إال أن األصح هو أن كون الشعر من جتذب الواقع , لحظة اإلبداع و اإللهام

الساس و ه استضافة ال مكنها أن تتحقق إال إذا فتحت الذات الشاعرة معابرها

بقى دائما أكبر و أسمى , والشعر بؽض النظر عن النظرة اآلنفة الذكر. نحو اللؽة

والصلة بنهما تبقى قائمة دائما على التعارض , تارخا كان أم ساسا, من أي حدث

و الصراع و ه معادلة توفق ف حلها الشاعر داخل دوانه عندما تبنى لترتب

أي أنه بدأ من القمة و , اتبعت المنهج الهرم االنفراج, قصائده إستراتجة فنة

بدأ بالنصوص ذات المواضع الت , أو بتعبر آخر, انفرج كلما اقترب إلى القاعدة

و " المعابر"و " الدوقة"كقضة , هزت المواطن المصري بشكل أشد إبلما وحدة

ك تطرق بعد ذلك إلى تلك الت تبشر باألمل و الفرج كالقصائد " القدس" و" ؼزة"

و بلػ االنفراج ذروته حنما ختم دوانه بقصائد حب ف " طابا"الت خصصها إلى

وحدها هذه اإلستراتجة تظهر للقارئ بؤن الشعر دائما . ؼاة الجمال و الرومانسة

هو المنتصر و هو الذي عله أن حل مشكلة الصراع بن اإلبداع األدب و الحدث

الساس بشكل جعل الحدث هو الخاضع للشعر و لس العكس و هذا ما تشهد به

" : التقوم", بعض من قصائد الدوان األخرة حنما قول الشاعر ف أروعها

كلما امتدت أدنا

لنقطؾ ورقة

تمننا أن قؾ معها

, العمر

عند لون أبض

, بلون الطهر

وم

كم تضاحك لنا

-72-

, فه الزهر

كان مبلد حبك

وما

, بكل أام العمر

لت الزمن توقؾ

ونمت ورقات التقوم

كل ورقة نقش علها

, مبلد حبك

تذكرن أام الشباب

, أام وصلك

كل وردة حمراء

تنمو مع إطبللة

الربع

: مكتوب علها

سؤبقى طول العمر "

!" أحبك

ونترك التقوم

واقفا

متجمدا

هائما

ذاكرا هذا الوم

ناسكا

-73-

ف محراب

, وجدك

حسب مرور الفصول

وعد الشعرات البض

واقفا

متذكرا

ودمعة ساخنة

تحن

لهذا الوم

لذكرى ودادك

! ووصلك

ترى لو تناسنا التقوم

وحساب السنن ؟

أحفظ الدهر لنا

! مبلد حبك ؟

المؽرب ,إطالا / أسماء ؼرب. د :بقلم

-74-

اخامس

! و مبلد جدد ...... نار 25

2001فبرار

-75-

حسن : للشاعر المصري ( نار و مبلد جدد 25)دراسة نقدة للمجموعة الشعرة

عباس بان المالك :بقلم / حجازي

أن االرتقاء باللؽة إلى مستوى اإلقاع الموحد وجعل الكلمات متوافقة ضمن هرمون

نسق تصاعد بالحس الشعري إلى مستوى القضة المعبرة عنها ودون اإلخبلل

حتاج إلى معرفة لؽوة واسعة بحث ستمر هذا النسق ف .. بذائقة هذا اإلقاع

حدود المعنى المراد الوصول أله بعدا عن طرح القضة المعبرة كهموم ذاته ال

وهنا ه عملة االنتقال من الذات إلى الحركة . تشمل مجتمع سعى نحو التؽر

الشاملة لذات المجتمع الذي سعى إلى أحداث التؽر ف حاته كل هذا نجده ف

حث ال كمن إحداث هذا ( نار و مبلد جدد 25)مجموعة الشاعر حسن حجازي

إال من خبلل تثور اللؽة وإبعادها عن ركامها الساكن ف الرإا التعبرة فها ولك

صل إلى هذا حول طاقة مشاعره الذاتة إلى طاقة بقدر ما متد بلؽة التعبر إلى

خارج ذائقة قدرة اللؽة على التعبر ألن التعبر هنا هو مجارات حركة الثورة

لهذا نجد الشاعر ولك ال تصاب لؽته الذاتة , المتسعة لثورة الشعوب العربة

حاول الشاعر حسن , بالنكوص والتؽرب بعدا عن هموم الثورة الحققة للشعب

حجازي أن عتمد على الصورة الشعرة والت جعلها ه المعبرة والمشعة بكل

معان الكلمات الت تستطع أن تبن هذه الصور الشعرة بشكل كبر دون الوقوع

ف تمازج المعان وتتحول النصوص لدة إلى مشاعر مسطحة ال تحمل العمق

وعتمد هذا على , الحقق لبناء النص الشعري ذات المعنى الكبر والداللة العمقة

الصبر والتؤن وف نفس الوقت على مزج ذائقة اللؽة القادرة على موازاة الحركة

المتؽرة ف الواقع الذي حوله لهذا نراه ؤت بالتارخ إلثبات أصلة الشعب المصري

. ولك سكب الرإا الثورة لدة بعد تارخ عمق وشاسع

حث نبلحظ أن الشاعر حضر الماض ودون أخبلل بواقع الحاضر بل لك

ضؾ ووسع منطقة التعبر ضمن هاجسه الثوري وكذلك لك كسب الثورة بعد

فنبلحظ أن الشاعر أحضر حورس , شرع تارخ بالتؽر

-76-

! حورس )

! اآلن

! وفقط اآلن

نحتاجك بشدة

فحلق على ربوع الوادي

واحتضن الفجر الولد

وانشر مزان العدل

على الوادي

فمصر اآلن

(! تولد من جدد

وحن جاء الشاعر بهذا لك كبر دالالت والمعنى ف التارخ المصري بؤن هذا

الشعب ال رضى أن ستمر الظلم واالضطهاد له ولك ثبت هذا من خبلل هذا

أي من أجل أن رتق بثورة الشعب إلى مستوى الرمز (حورس )الرمز التارخ

وما هذه الثورة إال , التارخ ف اإلنضاج والفكر الذي تنتم إله هذه الثورة

التؽر الحقق والحتم من أجل أن حقق الشعب كامل حقوقه ف الحاة ودون

اإلخبلل بسرته التارخة بل أعطاء لهذه المسرة البعد الجدد الثوري لك رتق

والشاعر جاء بهذا الرمز ف بداة مجموعته لك , الشعب إلى مستوى هذا التارخ

ثبت عمق التؽر الذي نشده الشعب المصري ذو التارخ الكبر والعظم كانت هذه

الثورة بهذا المستوى الكبر حث أزالت كل من ال حترم كان هذا الشعب وقد

... أنتصر من أجل تارخه وحاضره

-77-

وستمر الشاعر بهذه القدرة الت تعط ثورة شعبه البعد الحقق لكل الثورات

ألن . التارخة والت تسعى نحو تحقق طموحها ف الحاة لكن بعدا عن أراقه الدم

الشعب الذي متلك كل هذا التارخ العظم متلك كل المفاهم الكبرة الت تحدد

المسرة الجوهرة ألحداث التؽر بعدا عن التعصب والفوضى بل هو رد التؽر

لك عد إلى تارخه كل ما كان من عظمة وعد حقوقه المسلوبة من قبل أشخاص

.. ال فهموا أو حترموا الشعب وتارخه الطول

! من فضلك ارحل )

! من بعض كرمك ارحل

عد لك مكان ف قلب لم

! ارحل

( أرد ترتب بت

جاء النداء هذا لك حدث التؽر الشامل وعد مجد هذا الشعب ولكن بعدا عن

الفوضى بل حدث التؽر بحكمة هذا الشعب الذي رد الحاة لك حقق التوازن

المطلوب ف حقوقه والتؽر قد حتم اآلن فؤرحل أها القابع فحقوقنا قد سلبتها أننا ال

فؤي نداء هذا حمل الحكمة والتارخ .. نرد منك شء سوى أن ترحل فؤرحل

.... نحن ال نرد إال حقوقنا , الكبر

فالثورة ال , ولعط هذا النداء البعد والمعنى والداللة ف الهدؾ الحقق للثورة

فؤرحل لك جد الشعب حرته فبل , طرق لها ؼر الحرة الت ردها هذا الشعب

والشاعر هنا أستطاع أن عط .. طرق إلك إال أن حصل الشعب على حرته

الداللة الموحة بؤن زمن الحرة ال بد أن ؤت مهما تمسك الحاكم بالسلطة وال بد أن

والتارخ حتم هذا فكل شء إدي لهذه الحرة التارخ والحاضر , ؤت هذا الزمن

الموعود بالحرة والبد أن ؤت الخبلص

-78-

أن تذهب ؟ )

... كل الطرق تإدي للحرة

! لمدان التحرر

كل صفحات التارخ

تإدي للخامس والعشرن

! من نار

مصر .... تإدي إلى

(!! للخبلص األخر

نشعر أن الشاعر حسن حجازي متلك المعرفة التارخة الت من خبللها ستطع أن

جد التنظر البستمولوج الذي قارب تجربة الثورات التارخة مع تارخ الحاضر

ومن خبلل الدالة الموحة بالمعنى وفق االستعارات الت تعط الرمز الح

باستمرار التارخ المنظر لكل تؽر حدث ف هذا الحاضر أي نشعر أن الشاعر

أي , حافظ على فكرة النص بعدا عن السقوط بالمباشرة ف طرح مشاعره الوطنة

أن النص لدة بقدر وجود الحاضر فه متلك عمق ف التارخ المفسر لكل ما حدث

ف تطور الشعوب وقدرتها على أخذ حرتها الحققة وفق حقوقها المسلوبة من قبل

وطبعا هذه المعرفة تجعل النص لدى الشاعر متد باالستعارة الموحة إلى , السلطة

الصورة الشعرة عالة الوضوح عمقة المعنى وفق تراكب الدالالت الرمزة

أي أن الشاعر عتمد األسلوبة كارتكاز لؽوي بعده عن .. المؤخوذة من التارخ

الشكل دون التعبر الوجدان والمبلمس لهموم الشعب فالشاعر حول األسلوبة من

الفرد إلى المجتمع الذي نتم إله مبتعدا عن المشاعر السطحة ممتدا ف المعنى

العمق فكون ف هذه الحالة حافظ على الشكل من أجل حصر المعنى ضمن ذائقة

-79-

حث نجده رجع إلى التارخ وما فعله طارق بن ..التعبر العمق ولس التسطح

زاد حن عبر إلى األندلس لك حدد مسار المعنى ضمن النص الشعري لده أي

كون النص لدة تكون ولس تقرري

! البحر من أمامكم )

والشعب

من خلفكم

! فؤن تذهبون

أنما تولتم

! فثم وجه الشعب

حببت

الوم

صرت أجمل

صرت أنضر

لمحت ف عنك

بهاء إزس

طهارة مرم

نقاء هاجر

رأت فك وجه

(مصر : الحببة

ونجد الشاعر هنا ولك ال قع ف الجملة الخبرة حاول أن زاوج بن التارخ

واللحظة الت رد أن عبر عنها ضمن مكنون الجملة الشعرة فهنا جاء بالرموز

لثبت أن كل (هاجر , مرم , إزس , طارق بن زاد )التارخة والمثولوجة

-80-

وقد أستطاع أن جد الفكرة الت توصله , شء تؽر فلماذا الحاكم متمسك بالسلطة

كما نبلحظ أن الشاعر حاول أن متد بشكل ,إلى الرإا المكونة لجملة الشعرة

النص على قدر المضمون ألن الواقع الذي صوره متحرك متؽر وفق زمن الحدث

التارخ للثورة وبهذه الحالة فلو بقى محافظ على شكل دون المعنى تصبح الجملة

وبهذا الشاعر حدد , المعبرة عن الواقع ؼربة عنه ال تتواصل وال تتطور مع الواقع

, أسلوبة التعبر المواكب للحدث الت عبر عنه بشكل شعري بعدا عن الخطاب

:حث نجد هذا ف المقطع التال

عندما انتفض الشعب )

ابتسمت لنا الحاة

ورض عنا هللا

فمصر اآلن ف آمان

مع خر أجناد األرض

تنهض وتكبر

وهللا مصر ف أمان

(! أكثر وأكثر

هنا الشاعر حدد الداللة الت توصل الشعب لبلمان وهنا الدالة الت توح بهذا هو

, قدرة هذا الشعب على الثورة من أجل استرجاع حقوقه المسلوبة من قبل السلطة

وهذه الدالة جعلها مركز ارتكاز لبإرة النص وه ثورة الشعب من أجل أخذ حقوقه

والشاعر حول الحس الثوري لدى هذا الشعب إلى رإا رى من خبللها مستقبله ,

وقد أعطى , أي بان أسباب الثورة والهدؾ المراد الوصول إله , الذي سعى إله

أي أعطى األسباب , الشاعر المعنى الذي على منهجه ثورة الشعب المصري

والشاعر أعاد تفكك الواقع وجعله , الحتمة لقام الثورة والمعنى المترتب على هذا

.. موضوعا للثورة وحتمتها

ف المقطع التال بدأ من التارخ وستمر بسرد الواقع الحال ضمن هذا التارخ أي

هنا ستفاد من الرموز الدنة , أن لحظة الثورة ه الجزء الكبر لتارخ هذا الشعب

..لعجل بالخبلص من الطاؼة الذي سرق ثروة الشعب هو ولصوصه

-81-

" تبت دا أب لهب وتب ")

تبت داه

بما قال وكذب

تبت داه لما افترى

واستشرى

عندما أقسم ونصب

تبت داه

عندما استباح أحبلم

وتاجر بؤام

فترك ببلدي

فرسة مستباحة مباحة

لحفنة من لصوص

وقطاع للطرق

(تبت داه

وهنا أتى بالرمز أب لهب والذي رمز إلى الكفر و أمتد بهذا الرمز لحدث

وكما قلت سابقا أن الشاعر ؤت بالمثولوجا لك جعل , المقاربة التارخة والدنة

الحاضر امتداد لهذه المثولوجا وكذلك لك حدث إنضاج للفكرة الت رد من

خبللها التعبر عن الواقع أي ال قع ف األوهام الحسة العاطفة ما جعل الشاعر

بتعد كلا عن الفكرة اإلخبارة بل جعل الفكرة عمق متد من التارخ للحظة الراهنة

أي جعل التارخ المعادل الموضوع لواقع سعى إلى التؽر لرتق إلى مستوى

-82-

وكذلك أستطاع الشاعر أن وحد الفكرة والفعل مع الشعور , التارخ الذي نتم إله

, لك تتكامل عنده الرإا المصورة ألحداث الحاضر ضمن ذائقة الصورة الشعرة

وقد أرتقت عنده الفكرة من مشاعره الداخلة إلى مستوى التفكر وهذا ما جعله

بتعد عن األنساق الجاهزة لتصور الثورة بل ؤت بالتارخ لك تبقى الفكرة لدة

وبهذا عبر , حاملة الرإا واالمتداد بهذه الرإا إلى الحدث والمعنى لهذه الثورة

تعبر دقق عن أهمة الشعر ف رإة الواقع كفكر أو أحساس واستنادا إلى مخزونه

أي , المعرف الكبر الذي أستطاع من خبلله تفسر الواقع وحسب نماذج التارخ

أستدرج التارخ لك جد المعنى ف الحاضر ولس العكس وهذا ما مز الشاعر

حسن حجازي فهو سعى إلى جمع تجدد العالم الشعري مع تجدد عالم الواقع

.. كرإا وكؤنساق تارخة ترتبط بالمعنى الجوهري لفكر الحاضر ورموز الماض

وأخرا ومن أجل أن حتم التؽر طلق صحته بالمعنى والرمز التارخ القرب

! أبناء المختار )

! أها الثوار

... هبوا

فقد نهض المارد

حطم األؼبلل

دمر األسوار

وصهر بده

(! أصنام الحدد

وكذلك الذي مز الشاعر بالمحافظة على الوضوح ف نصوصه الشعرة عبر

إدراكه أن الشعر ال نزل إلى الواقع لك ال قع ف إشكالة التسطح واالنحدار بل

رتق بهذا الواقع إلى مستوى الرإا الت تحدد مسارات الشعر ضمن أي واقع

معاش وهذا ما جعله وسع من دائرة المعنى لكل حركة ف هذا الواقع أي بعد

وهذا بالطبع جعل الشعر لدة أنساق فكرة , الواقع الشعري عن فوضى الواقع

تعمق الرإا الت تنظر إلى الواقع حث أن الشاعر الحقق ستطع أن كون قادرا

على توفر اإلحاء وتوصل الدالة ف النص الشعري أي أن الشعر إحاء بالدالة وال

شر إلها بشكل مباشر ألن ف هذه الحالة فقد الشعر معناه وؼااته الحققة فالشعر

هو التعبر الفن جوهري عن الحاة والوجود فهو الدفق العال من اإلحساس

-83-

واإلحاء الت تقارب الواقع من أجل أدراك التؽر الذي حدث فه أو السع إلى

تؽر هذا الواقع من خبلل الرإا بؤقاظ الطموح بالسع نحو األحسن واألفضل كما

كان الشاعر هنا كان موفقا باستخدام اللؽة التقارب الفعل مع الرإا الفكرة باستخدام

ذائقة الفعل الدرام ف النص أي أن اللؽة ال تفقد عمقها من خبلل التعبر عن

الواقع المعبر عنه بل تحاول أن تتطابق مع هذا الفعل بشكل متصاعد من أجل

. ألن هذا الواقع سعى إلى التؽر وأحداث الثورة , مجاراته

هذا ما نجده عند الشاعر حسن حجازي ف أؼلب نصوصه ف هذه المجموعة والت

أستطاع بها أن ستدرج التارخ من أجل توسع الرإا لدة ف تفسر ما حدث من

تؽر والثورة الت تسعى لهذا التؽر أي قام بإنضاج الواقع الحال من خبلل الرإا

والمعنى التارخ والرموز الت فه ولس وفق أنساق األدولوجا لكنه استفاد من

الحركة الجدلة والحوارة بامتداد التارخ واستمراره كفعل مإثر ف حركة الشعوب

. وسعها إلى التؽر والتحرر

العراق / عباس بان المالك :بقلم

-84-

: اسادس

الربع على ضفاؾ النل

2012فبرار

-85-

م 2013 (الربع على ضفاؾ النل ) :نبل مصلح وقراءة ف

الربع على ): وقراءة ف مقتطفات من دوانه اإلنسان والمبدع.. حسن حجازي

.نبل مصلح:بقلم (ضفاؾ النل

وأسؤل نفس لماذا لم (حسن حجازي )شء ما دفعن للكتابة عن اإلنسان المبدع

هو صدق قرب من ومعرفة قدمة . فبل أجد ذات تجب , أكتب عنه من قبل

وأجد االختبلؾ اختبلؾ صنعة . إنما هو مبدع ختلؾ عن أقرانه , ولس هذا فقط

فهو جد صناعة العبارة وحسن فنة صاؼتها وعمق ثقافتها لتواكب رإة . وثقافة

لما . ولكن تجبرك على قراءتها , قد تحل العبارة أو الجملة إلى الذهنة .. النص

وال قؾ عند هذا , فها من ثقافة متنوعة ساسة أو عسكرة أو تارخة أو فلسفة

إنما ستطع بجدارة طرح رإته فى أحداث الواقع من خبلل تؤمبلته لؤلشاء . فقط

كون الرأي , من حوله والرأي هو فلسفة والفلسفة ف أبسط معانها ه وجهة , ثم

. نظر

ومز , وهذا مز اإلبداع بصفة عامة , صاحب وجهة نظر (حسن حجازي)و

كما أن عباراته لها . المبدع عن ؼره بصفة خاصة ترفعه وترتق به عن العادة

وأادي تحرك األشاء وتقلب , وآذان تسمع ومراكز لئلحساس تشعر .عون ترى

لذا تكون العبارة ذات قمة للقارئ , صفحات الكتب ف أرشؾ الزمن والتارخ

حتى وإن لم تؤت بوزن أو قافة أو تؤتى بصورة فهو ال سعى إلى رسمها بقدر ما

. سعى إلى صناعة العبارة بما تحمل من ثقافة وفنة ومعرفة

-86-

ذلك المبدع لفن الترجمة الذي أكسبه الكثر من الصبر والحكمة (حسن حجازي)

وهذا ال توافر , على إخراج النص األدب المترجم بحس قرب من إحساس كاتبه

– إذا هو مختلؾ أضا ف هذا ومزه عن باق المترجمن - ألي مترجم

وهو ال نتظر المقابل المادي أو المعنوي عن ترجمته وفعل ذلك من أجل ؼاة نبلة

ه نقل ثقافة اآلخر لتكون ف متناول أادي أبناء مجتمعه لتتقارب الثقافات فما زلنا

. ف حاجة إلى نهضة الترجمة

.. إذا وعد صدق ... الرجل صاحب الكلمة .. المعلم .. المإدب (حسن حجازي)

.. إنسان بمعنى الكلمة وبما تحمل من أخبلق حمدة .. طب القول .. هادئ الطبع

. عشق الحق والخر والجمال

, هو رجو لمصر أن تصل إلى الربع الموعود واألمل المنشود بكل المخلصن

أن سروا ف طرق .. ولكن للوصول إلى هذا الربع جب على كل أبناء الوطن

الكفاح وبؤسلوبه الهامس اآلمر دعو إلى األمل والنور والحرة والعدل فقول

: مخاطبا مصر

لملم اآلمال "

توضؤي من نور البدر

, واجمع خوط الفجر

واجعل نبراسك الحرة

". ومزانك العدل

: وكؤنه قرأ ما فى نفوس السواد األعظم من الشعب وقول عنهم

من الوم

سؤخرج عن صمت لؤلبد

وأعلن عن تمردي

. وال تكلم باسم أحد

-87-

: وعبر عن ذلك موجها كبلمه للذن تكلمون بإسم الشعب فقول

من فضلك

قل أنا أرد

بن وبنك صنادق االقتراع

. وأحكام القضاء

وتشرؾ المستقبل فى . وطرح وجهة نظره فى عهدن لحاكمن من حكام مصر

: لؽة بسطة عمقة مثقفة بن المقابلة والتضاد إلظهار وجه المقارنة فقول

ما بن ناصر والسادات )

كنا ولم نزل

ف مد وجزر

شد وجذب

ؼنى وفقر

سر عسر و

دمع وفرح

هزمة ونصر

ناصر والسادات : ما بعد

. ( مضى الجمع وتبقى مصر

شر إلى أن . وبما ف العبارات من صعود وهبوط وعزة وانكسار وشموع وظبلم

. منحنى أي شء ال مكن أن كون دائم الصعود

: وفى العالم العرب قول أحد حكام العرب

-88-

ضاقت علك الدنا بما رحبت "

واسودت ف عنك الشمس

وانقلب السحر على الساحر

وتوارى عنك النهار

فصرت تحلق وحدا

خارج المدار

لفظك النجم وزدرك الفلك

صرت نها للفتن

ونران القلق

فؤفعل ما بدا لك

". و كش ملك

وحفل الدوان بقصدة رائعة تلملم أشبلء الوطن من دوامات المحن ومن مفترقات

قارن فها األمس بعبقه الفواح بالوم المؤزوم بن . الطرق أو تدعوا إلى ذلك

زعماء أخلصوا النة هلل ولمجد الوطن وبن حكام باعوا قضاا الوطن ف أسواق

قصدة صارخة ... النخاسة وتنازلوا عن حق األجال القادمة ف الحاة الكرمة

وخاتمة ... قصدة قدمة )هذه القصدة المعنونة بـ . هامة تحذر من سحرة الؽد

(. الربع على ضفاؾ النل .. ) بها ختم دوانه (!جددة

عضو اتحاد كتاب مصر / نبل مصلح: بقلم

-89-

رؤى نقدية

في شعر حسن حجازي

حقوق النشر اإللكترون محفوظة

مجلة أنهآر اإللكترون –للناشر اإللكترون

anhaar.com

حقوق النشر محفوظة

نحذر من إعادة توزيع هذا الكتاب بوسائل وطرق أخرى

الكاتبة /أو االستيالء على حقوق الكاتب

anhaar.com