Download - PDF (2.17 MB) - البخاري حمانه والأسس الفلسفية للثورة الجزائرية

Transcript

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

982

:أخلاكياخ الهجرج العالهيح عند جىزيف كارنيس

النظريح الأخلاكيح والههارسح العهليح

""الهشكلاخ والهقذرحاخ

(1)هدي نحهد عتد الرحهن جاب هللاد.

نلخص:

واألخبلؽ التطبيقية األخبلقيات في رئيسي كموضوع باالىتماـ تحظى اليجرة بدأت بيف مستمر تفاعل ىناؾ كاف األخيرة السنوات في ألنو الثمانيات منتصف في السياسية

.السياسية والفمسفة التطبيقية األخبلقيات والبحث اليجرة مشكمة لحل ممموسة عممية حموؿ إليحاد السعي في البحث أىمية تكمف حد في يعد وىذا، وقانونيا أخبلقيا ممزمة وجعميا وتفعيميا الضائعة المياجريف حقوؽ عف .أخبلقية ة محاول ذاتو أف يمكف التي األخبلقية الحموؿ إلي تفت قر مازالت خطيرة أخبلقية مشكمة اليجرة تعد

صناع بيا يتمسؾ أف يجب التي العميا والمثل األخبلقية القيـ عمي التأكيد خبلؿ مف نجدىا قيـ عيلتف مثل، اليجرة في عادلة سياسات ىناؾ تصبح لكي والحكومات والقرار السياسات السياسات ىذه أف واظيار العنصرؼ التمييز وعدـ والحرية والمساواة الميبرالي التسامح .األخبلقية مبادئيا مستوػ إلي ترقي ال الميبرالية

حق في تتـ التي البلأخبلقية السياسات عمي الضوء تسميط إلي البحث ىذا ييدؼ المواطنة حقوؽ مف أوحرمانيـ سيةالجن منح وعدـ قسرؼ واحتجاز ترحيل مف المياجريف مف وغيرىا، المعاممة وسوء جسديا واستغبلليـ، كمجرميف ومعاممتيـ العمل في أوحقوقيـ سياسات عف تعبر ألنيا، أخبلقيا بيا مسموح وغير عادلة وغير مقبولة غير ممارسات

المصمحة طريق عف وتبتعد العدالة طريق لتتبع أخبلقيا تقويميا يجب أخبلقية غير نفعية تمؾ ادعتيا التي الميبرالية الديمقراطية المبادغ مع تتفق ال السياسات ىذه أف كما، والمنفعة النظرية بيف التفاعل مف خريطة رسـ البحث ىذا يحاوؿ كما, قبل مف الغربية الدوؿ

، يةاألخبلق والنظرية الممارسة بيف الفجوة سد يحاوؿ كذلؾ, اليجرة أخبلقيات في والممارسة بمسائل مرتبط ة تكوف أف المعيارية اليجرة لمسائل يمكف كيف واظيار، والفعل القوؿ

.كمية اآلداب/ جامعة الفيـوالمساعد، معاصرةالحديثة و الفمسفة الاستاذ (1)

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

922

بالديمقراطية تتميز عادلة ىجرة أخبلقيات إيجاد ثـ ومف، العممية الممارسة في اليجرة المسمميف والمياجريف عامة بصفة المياجريف ضد التحيز وعدـ والموضوعية والميبرالية

مف المياجريف حق في تتـ التي األخبلقية غير الممارسات رفضوت, خاصة بصفةلي، أخبلقيا عنيا الدفاع يمكف ال والتي سيئة ومعاممة استغبلؿ كرامة احتراـ وتدعوا

الثقافية التعددية حوؿ المعاصر الجدؿ في البحث ىذا يساىـ كما، اإلنسانية المياجريف وتطبيقيا النظرية األخبلقية القيـ بتفعيل ويناشد، لممياجريف الثقافية االختبلفات واحتراـ .العممية والممارسة الفعمية الحاالت عمي

:البحث إشكاليات وتكمن حقوؽ ) تتضمف التي الميبرالية األخبلقية القواعد بيف والمتنامية الكبيرة الفجوة في، أوال

المياجريف عمي بقتط التي البلأخبلقية المعاصرة السياسة وبيف(, المياجريف وواجبات .والنظرية الممارسة بيف فجوة ىي الكبيرة الفجوة وىذه العالـ أنحاء جميع في بالفعل، متعارضة أخبلقية قيـ وىناؾ، األخبلقية والحقوؽ الواجبات بيف القيمي الصراع في، ثانيا، الدولة سيادة احتراـ قيمة وبيف الناس لكل األخبلقية بالمساواة الميبرالي االلتزاـ قيـ مثل الثقافية اليوية احتراـ قيمة بيف، الثقافي والتجانس الثقافي التنوع قيمة بيف قيمي صراع ىناؾ

قيمة بيف، لمدولة المجتمعية والثقافة الوطنية اليوية عمي الحفاظ قيمة وبيف لممياجريف ؟ يةالبشر لفقراء أـ نفسيا األرض ألبناء األولوية نجعل ىل، واألولوية المساواة

يتعارض الذؼ اليجرة في المياجريف حق مثل المتعارضة األخبلقية الحقوؽ في، ثالثا المياجريف قبوؿ عدـ في الدولة حق أف كما، اليجرة عمي السيطرة في الدولة حق مع

العضوية وحقوؽ األسرة وتوحيد البقاء في المياجريف حق مع يتعارض واستبعادىـ تقرير وحق المجتمعات تكويف حرية في الدولة حق كذلؾ، سيةوالجن والمواطنة االجتماعية وحق المواطنيف وبيف بينيـ المتساوية المعاممة في المياجريف حق مع يتعارض المصير

.المياجريف ضد التمييز عدـ احتراـ في األخبلقي فالواجب, األخبلقية الواجبات بيف العميق األخبلقي التوتر، رابعا المعاممة ومبدأ العالمية اإلنساف وحقوؽ العدالة مطالب) مع يتفق ذؼال المياجريف حقوؽ الواجب مع يتعارض(، متساوييف أخبلقييف أشخاص ألنيـ البشر جميع احتراـ ومبدأ بالمثل

, المياجريف قبوؿ وعمي اليجرة عمي السيطرة في وحقيا الدولة سيادة احتراـ في األخبلقي

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

922

مع تتعارض التوزيعية العدالة تحقيق في نحوالمياجريف األخبلقية الدولة واجبات أف كما .اليجرة عمي التقديرية سمطتيا ومع المصير تقرير في الدولة واجب

وبيف, الثقافية والتعددية القومية المواطنة بيف كبير وتوتر أخبلقية إشكالية ىناؾ، خامسا قبوؿ عدـ في أخبلقية ليةإشكا ىناؾ، الثقافية االختبلفات واحتراـ الوطني الوالء قيمة

الديمقراطية المبادغ احتراـ وبيف عنصرؼ أساس عمي واالستبعاد والتمييز المياجريف إشكالية ىناؾ، العالمية والمواطنة الضيقة القومية بيف أخبلقية اشكالية ىناؾ، الميبرالية . الماىرة غير العمالة استغبلؿ ومشكمة المؤقتيف العماؿ استغبلؿ مف بالرغـ القانوف كفميا قانونية حقوؽ ليـ الشرعييف غير المياجريف يصبح يفك: سادسا

؟!. قانونية تأشيرة بدوف ويدخموف نفسو القانوف ينتيكوف إنيـ المبادغ مع تتفق حقوؽ مف لممياجريف يكوف أف يجب ما بيف كبيرة فجوة ىناؾ: سابعا مف المياجريف معاممة سوء مف مميةالع الممارسة في ومتجسد ىوكائف ما وبيف، الميبرالية

.والحرية الديمقراطية تدعي التي الدوؿ تمؾ قبل أجل مف فقط المياجريف رقاب عمي مسمط ىوسيف الذؼ، الجنائي القانوف إشكالية: ثامنا وتنتيؾ المياجريف معاممة تسيء إنيا يثبت التي الدوؿ عمي يطبق وال اليجرة قوانيف تنفيذ

يصبحوا أوحينما، اقتصاديا المياجريف العمل أرباب يستغل حينما وكذلؾ، ةاإلنساني حقوقيـ !الترحيل يخشوف ألنيـ يبمغوف ال أنيـ كما الجناة مف بحقيـ القانوف ىذا يأتي ال،ضحايا

:البحث نتائج أىم من أجل مف اليجرة في والفقراء الضعفاء المياجريف وحق اليجرة في الحق عف كارنيز دافع*

تضر ألنيا األدمغة أوىجرة االنتقائية اليجرة رفض الوقت نفس وفي وضعيـ تحسيف .مشروعة غير ىجرة فيي لذلؾ، وفقرىا تخمفيا مف وتزيد المرسمة بالدوؿ المياجريف قبوؿ في مطمق حق لمدوؿ أف ترؼ التي لميجرة التقميدية النظرة كارنيز رفض*

مف أقوؼ والبقاء الترحيل وعدـ ألسرةا شمل لـ في المياجريف حق أف ورأؼ، واستبعادىـ اليجرة أخبلقيات تتعارض كما المياجريف عمي التقديرية سمطتيا ممارسة في الدولة حق إصبلح يجب لذلؾ الثقافات متعددة المواطنة مع وتتفق المتطرفة القومية مع كارنيز عند

ويل تعبير حد ميع، الثقافية االختبلفات وتستوعب وتتسع شموال أكثر لتصبح القومية .كاميمكا

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

929

حقوؽ إنيا إال اإلنساف حقوؽ مع وتتفق عالمية حقوؽ المياجريف حقوؽ أف مف بالرغـ* المياجريف يموت ما وكثيرا الديمقراطية الدوؿ قبل مف انتياكيا يتـ ما وكثير، آمنة غير ميبراليةال الديمقراطية الدوؿ تضرب ما وكثيرا،أوعقاب حساب ببل األمف رجاؿ أيدؼ عمي

. اإلنساف حقوؽ بقوانيف الحائط بعرض إلي االرتقاء في فشمت الديمقراطية الدوؿ تمؾ أف الحالية اليجرة سياسات توضح*

تنتيؾ التي الميبرالية غير الممارسات بسبب الميبرالية لمدوؿ المطموب األخبلقي المستوػ الوفاء في فشمت الديمقراطية الدوؿ تمؾ أف كما، الميبرالية لمدوؿ األخبلقية االلتزامات األطباء كيجرة) االنتقائية اليجرة تفضيل مثل نحوالمياجريف األخبلقية بواجباتيا

واستبعاد، لميجرة احتياجا األكثر والضعفاء الفقراء ىجرة ورفض(, والميرة والميندسيف .فييـ المرغوب غير المياجريف ىـ وىؤالء المسمميف المياجريف

سوء ىناؾ أف وأوضح استبعادىـ ورفض المسمميف المياجريف حقوؽ عف كارنيز دافع* ورأؼ، أوارىابييف مجرميف أواعتبارىـ واإلسبلـ المسمميف ضد التحيز ورفض، لئلسبلـ فيـ الدينية معتقداتيـ احتراـ عف ودافع، حقيقية أسباب لو وليس أخبلقيا مبرر غير ىذا أف

، إسبلمي زؼ مف تشاء ما ارتداء في المسممة المرأة وؽ حق عف دافع كما الثقافية واختبلفاتيـ . لو يحسب وىذا نفعية الفقر مشكمة معالجة في كارنيز طريقة نجد، الحع لسوء، أخرػ جية مف ولكف*

يستطيع ولـ، بالعدالة التضحية حساب عمي الميرة غير لممياجريف استغبلؿ وفييا لمغاية اليجرة تكوف أف يمكف كيف في كارنيز يحقق لـ وكذلؾ!, النفعي الموقف ىذا يبرر أف

غير اليجرة في تتورط فالدوؿ، الرأسمالي القطاع مف يتجزأ ال جزأ المشروعة غير ىجرة تصبح فكيف، عمييا االعتماد ويمكف رخيصة عاممة قوة إلي تحتاج ألنيا المشروعة

!والحكومات الدوؿ بعمـ مشروعة غير وكبل اليجرة أخبلقيات بيف فربط جذرية بصورة الجرة أخبلقيات إصبلح كارنيز حاوؿ* التي وىي اليجرة قيود أخبلقيات/ المياجريف قبوؿ أخبلؽ/ اليجرة اصبلح أخبلؽ -:مف

العدالة أخبلؽ/ اليجرة قوانيف أخبلقيات/ المياجريف قبوؿ أخبلقيات مع تتعارض متعددة خبلؽ المواطنةأ/ العالمية المواطنة أخبلؽ /المسؤولية أخبلؽ /العالمية

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

922

/ التمييز عدـ أخبلقيات/ الكوزموبوليتية األخبلؽ/ االجتماعية العضوية أخبلؽ/الثقافات .الرفاىية أخبلقيات/ العمل أخبلقيات/ االستبعاد عدـ أخبلقيات

:اليجرة لمشكمة والعممية النظرية الحمول تخفيف أجل مف التوزيعي ؿالعد وتحقيق ولمفقراء حظا لؤلسوأ األولوية نجعل أف يجب* ال اليجرة لمشكمة األخبلقي الحل فإف ىذا وعمي. االقتصادية التفاوتات بتصحيح الظمـ نصبح وأف لنا األخبلقي التغيير في يكمف ولكنو رولز جوف عند الجيل حجاب في يكمف

وؿلمد الغنية الدوؿ مساعدة وفي سكانموف وتوماس ناجيل توماس ذىب كما أكثر إيثارييف، ىيمفيد جيمس بمساف الثالث لمعالـ النامية الفقيرة الدوؿ في الفقر حدة وتخفيف، الفقيرة ممموسة أخبلقية سيناريوىات ووضع لممواطنيف األولوية جوبؾ كريستيف نظر وجية ورفض إلي التوصل أجل مف الميدرة وحقوقيـ المياجريف مشكمة عمي لمقضاء لمتطبيق وقابمة Adrian Favell قوؿ حد عمي", لمتطبيق قابمة اليجرة في نظرية واضطياد وفقر ظمـ مف أسبابيا عمي بالقضاء اليجرة مشكمة عمي القضاء يمكف

, عادؿ العالـ يصبح حينما ألنو اليجرة ستختفي اليجرة أسباب تختفي فحينما، وحروب أف فعمينا اليجرة تختفي أف أردنا ما اذا لذلؾ، صغيرة المجتمعات بيف االختبلفات سيكوف متساوية أخبلقية قيمة ليـ ويصبح البشر جميع فيو يحتـر ومنصف عادؿ عالـ في نعيش تكوف لف وعادؿ مثالي عالـ في فإنو لذلؾ، السممي التعايش ممارسات تفعيل أجل مف

أكثر نحوعالـ النزوع يجب لذلؾ، مشكمة اليجرة تصبح ولف اليجرة لضوابط حاجة ىناؾ جوف قوؿ حد عمي، بالمثل المعاممة مبدأ واستيفاء لمجميع األساسية الحقوؽ أميفوت إنسانية مجتمع وجود ويندر األرض عمي اليوتوبيا تمؾ في نعيش أف نستطيع ال ألنو ونظرا.رولز

وستظل اليجرة تختفي فبل اإلنساف حقوؽ تكـر التي الكريمة الشعوب، العادلة الشعوب .ليا والعممية النظرية حموؿال ايجاد فعمينا لذلؾ موجودة

القوؿ بيف والواقعي، المثالي بيف، والعممي النظرؼ بيف الفجوة تمؾ سد عمينا يجب* ال لكي بو القياـ يمكننا ما وبيف نفعمو أف يجب ما بيف، والممارسة الخطاب بيف، والفعل طريق فع وذلؾ القائمة الممارسات تنفيو وىمي خطاب اليجرة أخبلقيات خطاب يصبح المبادغ تنعكس وأف، العممية والممارسة الميبرالية األخبلقية القيـ بيف الحواجز ذوباف

.الممارسة وفي الفعمية الحاالت عمي األخبلقية

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

922

–المواطنة –الواقعي المنيج –المثالي المنيج –اليجرة أخبلقيات :الدراسة مصطمحات –الموسميف العماؿ –المؤقتيف لمياجريفا – الثقافي التنوع –الجنسية –االجتماعية العضوية .الدائميف المقيميف

The Ethics of Global Immigration on Joseph Carens"Ethics and

Practice"

"Problems and Proposals"

Abstract Immigration began to gain attention as a major theme in applied

Ethics and political Ethics in the mid-1980s because in recent years

there has been a continuous interaction between applied ethics and

political philosophy The importance of research lies in seeking to find

concrete practical solutions to solve the problem of immigration,

searching for and activating lost immigrant rights and making them

morally and legally binding, and this in itself is an ethical attempt..

Immigration is a serious Ethical problem that still lacks the ethical

solutions that we can find by emphasizing the Ethical values and

ideals that policymakers, decision makers, and governments must

adhere to in order for there to be just policies in migration, such as

activating the values of liberal tolerance, Equality, freedom, non-

racial discrimination, and displaying These liberal policies do not live

up to their moral principles..

This research aims to shed light on the immoral policies that take

place in the right of migrants to deport and forcibly detain, not to

grant citizenship or to deprive them of citizenship rights or their rights

to work and treat them as criminals, their physical exploitation and

abuse, and other practices that are unacceptable, unjust, and morally

impermissible, Because it expresses utilitarian, unethical policies that

must be morally evaluated to follow the path of justice and move

away from interest and benefit, just as these policies are not

consistent with the liberal democratic principles that these western

countries have claimed before. Also, this research attempts to draw a

map of the interaction between Allen Ritual and practice in

immigration Ethics, as well as trying to bridge the gap between

practice and moral theory, say and act, and show how normative

immigration issues can be linked to immigration issues in practice,

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

922

and then find a fair immigration Ethics characterized by democracy,

liberalism, objectivity and impartiality against migrants in general and

migrants Muslims in particular, reject the immoral practices that take

place against migrants from exploitation and ill-treatment that are

morally indefensible, and call for respect for the human dignity of

migrants, as this research contributes to contemporary controversy

about the Cultural numerical and respect for cultural differences of

migrants, and calls for activating the moral values of theoretical and

applied to actual cases and practice..

The research problems lie:

First: in the large and growing gap between liberal Ethical rules that

includes (the rights and duties of migrants), and between the

contemporary unethical policy that actually applies to migrants

around the world and this big gap is a gap between practice and

theory.

Second: in the value conflict between moral duties and rights, and

there are conflicting moral values, such as the values of liberal

commitment to moral equality for all people and the value of

respecting the sovereignty of the state, there is a value conflict

between the value of cultural diversity and cultural homogeneity,

between the value of respecting the cultural identity of migrants and

the value of preserving identity Patriotism and societal culture of the

state, between the value of equality and priority, shall we make the

priority for the people of the land itself or for the poor of humanity..?

Third: in conflicting moral rights, such as the right of immigrants to

migrate, which contradicts the state’s right to control immigration,

and the state’s right not to accept and exclude immigrants is

incompatible with the right of migrants to stay and unify the family

and the rights of social membership, citizenship and nationality, as

well as the state’s right to freedom of composition Societies and the

right to self-determination contradict the right of migrants to be

treated equally between them and citizens and the right to non-

discrimination against migrant.

Fourth: there is a deep moral tension between moral obligations. The

moral obligation to respect the rights of migrants, which is consistent

with (the demands of justice and universal human rights and the

principle of reciprocity and the principle of respect for all human

beings because they are equal moral persons), is inconsistent with the

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

922

moral obligation to respect the sovereignty of the state and its right to

control Immigration and the acceptance of immigrants, and the state’s

moral obligations towards immigrants to achieve distributive justice

are incompatible with the state’s obligation to self-determination and

its discretionary authority over immigration..

Fifth:there is an Ethical problem and a great tension between national

citizenship and cultural pluralism, and between the value of national

loyalty and respect for cultural differences, there is an ethical problem

in the non-acceptance of immigrants, discrimination and exclusion on

a racial basis and respect for liberal democratic principles, there is an

ethical problem between narrow nationalism and global citizenship,

there is a problematic Exploitation of temporary workers and the

problem of exploiting unskilled labor.

Sixth:How do illegal immigrants have legal rights guaranteed by law

even though they violate the law itself and enter without a legal Visa. .

Seventh: There is a big gap between what migrants should have of

rights consistent with liberal principles, and what is embodied and

embodied in practice in the mistreatment of migrants by those states

that claim democracy and freedom..

Eighth: The problem of the criminal law, which is a sword over the

control of migrants only in order to implement immigration laws and

does not apply to countries that are proven to mistreat migrants and

violate their human rights, as well as when employers exploit

migrants economically, or when they become victims, this law does

not come They are the perpetrators, and they are not informed

because they fear deportation.!

Among the most important search results:-

-Carnes defended the right to emigrate and the right of weak and poor

migrants to emigrate in order to improve their situation. At the same

time, he rejected selective immigration or brain drain because it

harms sending countries and increases their backwardness and

poverty, so it is illegal immigration..

-Carnes rejected the traditional view of immigration, which holds that

states have an absolute right to accept and exclude immigrants, and he

considered that the right of immigrants to family reunification, non-

deportation and staying is stronger than the state's right to exercise its

discretion over immigrants, as immigration ethics at Carneys conflict

with extremist nationalism and consistent with citizenship

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

922

Multicultural Therefore, nationalism must be reformed to become

more inclusive, accommodating and accommodating cultural

differences, as Will Kymlicka put it.

-Although migrants ’rights are universal and consistent with human

rights, they are not safe rights, and they are often violated by

democratic countries and migrants often die at the hands of security

men without reckoning or punishment, and liberal democratic

countries often strike by wall with human rights laws..

- The current immigration policies make clear that these democratic

countries have failed to live up to the moral level required for liberal

states due to non-liberal practices that violate the moral obligations of

liberal states, and that democratic countries have failed to fulfill their

moral obligations towards immigrants such as preference for selective

immigration (such as the migration of doctors, engineers, and skilled

workers)), Rejecting the emigration of the poor and vulnerable most

in need of emigration, and excluding Muslim immigrants and these

are the unwanted immigrants..

*- Carnes defended the rights of Muslim immigrants and refused to

exclude them, and made clear that there is a misunderstanding of

Islam, refusal to prejudice against Muslims and Islam, or to consider

them criminals or terrorists, and considered that this is morally

unjustified and has no real reasons, and he defended respect for their

religious beliefs and cultural differences as he defended the rights of

women Muslim woman to wear whatever Islamic costume she wants,

and this is counted for him.

But on the other hand, unfortunately, we find Carneys way of dealing

with the problem of poverty very utilitarian and in which exploitation

of unskilled immigrants at the expense of sacrificing justice, and he

could not justify this utilitarian position! Also, Carneys did not

investigate how illegal immigration can be part An integral part of the

capitalist sector, states are involved in illegal immigration because

they need a cheap and reliable workforce, so how can they become

illegal immigration with the knowledge of states and governments.!

-Carnes has attempted to radically reform jar ethics by linking

immigration ethics with both: - immigration reform ethics/ immigrant

acceptance ethics/ immigration restriction ethics that contradict

immigrant acceptance ethics/ immigration laws ethics/ global justice

ethics/ responsibility ethics/ ethics of global citizenship/ Ethics of

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

928

multicultural citizenship/ Ethics of social membership/ Cosmopolitan

ethics/ Non-discrimination ethics/ Non-exclusion ethics/ Work ethics/

Welfare ethics...

Theoretical and practical solutions to the immigration problem:

- We must prioritize the worst luck and the poor and achieve

distributive justice in order to reduce injustice by correcting economic

inequalities. Thus, the moral solution to the immigration problem

does not lie in the veil of ignorance of John Rolls, but it lies in the

moral change for us and that we become more altruistic as Thomas

Nagel and Thomas Scanlon went, and in helping the rich countries of

the poor countries, and alleviating poverty in the poor developing

countries of the third world by James Helved And Kristin Jobick

rejected the priority of the citizens and set concrete and applicable

moral scenarios to eliminate the problem of migrants and their wasted

rights in order to come up with a workable theory of immigration,

"said Adrian Favell..

The problem of immigration can be eliminated by eliminating the

causes of injustice, poverty, persecution and wars. When the causes of

migration disappear, immigration will disappear because when the

world becomes fair, the differences between societies will be small.

Therefore, if we want migration to disappear, we must live in a fair

and equitable world in which all are respected. Humans have equal

moral value in order to activate the practices of peaceful coexistence,

so in an ideal and just world there will be no need for immigration

controls and immigration will not become a problem, so we must

strive towards a more humane world and secure basic rights for all

and fulfill the principle of reciprocity, in the words of John Rolls.

Because we can not live in that utopia on earth and scarce peoples

community fair, dignified peoples that honors human rights and

migration do not disappear and will continue to exist so we need to

find theoretical and practical solutions..

We must bridge that gap between theoretical and practical,

between the ideal and the real, between saying and doing, between

speech and practice, between what we must do and what we can do so

that immigration ethics discourse does not become a fictitious

discourse negated by existing practices by melting the barriers

between Liberal moral values and practice, and that moral principles

are reflected in actual situations and in practice.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

922

Terminology of study: Immigration ethics - the ideal approach - the

realistic approach- citizenship- social membership- nationality-

cultural diversity- temporary immigrants– seasonal Workers–

Permanent Residents.

نقدنـح:

تعد اليجرة مشكمة أخبلقية خطيرة مازالت تفت قر إلي الحموؿ األخبلقية, وأممنا أف نمقي بعض األضواء عمي ىذه القضية الخطيرة, فيناؾ العديد مف القضايا األخبلقية المعيارية

التي تثار مف خبلؿ النظر في المسائل األخبلقية المرتبطة باليجرة. تحظى باالىتماـ كموضوع رئيسي في األخبلقيات التطبيقية واألخبلؽ بدأت اليجرة

السياسية في منتصف الثمانيات ألنو في السنوات األخيرة كاف ىناؾ تفاعل مستمر بيف .األخبلقيات التطبيقية والفمسفة السياسية

عمقة اليجرة عمي االسئمة األخبلقية المتأخبلقيات وركزت معظـ األعماؿ المبكرة في ومع ،باستخداـ الدوؿ لئلكراه لمنع الناس مف اليجرة خاصة في عالـ يت سـ بعدـ المساواة

تطور النقاش األخبلقي اىتـ فبلسفة األخبلؽ بفئات خاصة مف المياجريف مثل المياجريف المسمميف، غير الشرعييف والعماؿ المؤقتيف والعماؿ الموسميف، وقضية ترحيل المياجريف

ضد خبلقية المترتبة عمي العنصرية والتمييز العنصرؼ والعرقي والجنسي واآلثار األ, والتأكيد عمي حقوؽ المياجريف االقتصادية والثقافية والقانونية المياجريف المسمميف

.ميمشةوالسياسية واألخبلقية, باإلضافة إلي الدفاع عف حقوؽ األقميات ال ف ىدفيا العدالة في اليجرة, ومشكمة العدالة ال كما ترتبط أخبلقيات اليجرة بالعدالة أل

يمكف سمخيا البتة عف األخبلؽ والسياسة, لذلؾ فأف اليجرة يجب النظر إلييا عمي أنيا مشكمة أخبلقية في المقاـ األوؿ.

أههيح التحث:

إف المناقشة الفمسفية لميجرة ال تزاؿ في ميدىا وتحتاج إلي تطوير فيـ أبعادىا عد مف القضايا األكثر إلحاحا والتي يتوجب عمي فبلسفة ت ، بالرغـ مف أف اليجرة المعيارية

, أل معا. السياسيةو نيا قضية تتعمق باألخبلؽ األخبلؽ والسياسة معالجتيا اليـووتوضح أخبلقيات اليجرة أف عمي الدوؿ واجبات والتزامات أخبلقية تجاه المياجريف,

وحينئذ تجاه المياجريف، اربتيا وال تفعل في الممارسة العمميةولكف ىذه الواجبات يتـ مح

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

تمؾ في الوفاء بااللتزاـ بالقيـ الميبرالية الديمقراطية, وتصبح تمؾ الدوؿ الميبرالية تفشل حبر عمي ورؽ.مجرد وىمية و األخبلقية لتزاماتاالحل مشكمة اليجرة لإليجاد حموؿ عممية ممموسة لذلؾ تكمف أىمية البحث في السعي

في يعد وتفعيميا وجعميا ممزمة أخبلقيا وقانونيا، وىذا والبحث عف حقوؽ المياجريف الضائعة محاولة أخبلقية.حد ذاتو

القيـ األخبلقية والمثل العميا التي يجب أف يتمسؾ ومف جية أخرػ، التأكيد عمي ، مثل ح ىناؾ سياسات عادلة في اليجرةبيا صناع السياسات والقرار والحكومات لكي تصب

.تفعيل قيـ التسامح الميبرالي والمساواة والحرية وعدـ التمييز العنصرؼ هدف التحث:

أخبلقيات اليجرة العالمية عند أردت مف دراستي ليذا البحث أف أسمط الضوء عميأوال: مشكبلت األخبلقية لميجرة ظير الأ"، مف الناحيتيف النظرية والعممية، وأف "جوزيف كارنيز

العالمية وتوضيح حقوؽ المياجريف التي يتـ انتياكيا باستمرار، لذلؾ حاولت أف أقدـ لكي ال تظل اليجرة مشكمة أخبلقية، تنتيؾ فييا حقوؽ المياجريف والحموؿ المقترحات . باستمرار اإلنسانيةالبلأخبلقية التي تتـ في حق ييدؼ ىذا البحث إلي تسميط الضوء عمي السياسات :ثانيا

المياجريف مف ترحيل واحتجاز قسرؼ وعدـ منح الجنسية أوحرمانيـ مف حقوؽ المواطنة أوحقوقيـ في العمل ومعاممتيـ كمجرميف، واستغبلليـ جسديا وسوء المعاممة، وغيرىا مف

ياسات غير ممارسات غير مقبولة وغير عادلة وغير مسموح بيا أخبلقيا، ألنيا تعبر عف سأخبلقية، سياسات نفعية حمقاء، ويجب تقويميا أخبلقيا لتتبع طريق العدالة وتبتعد عف طريق المصمحة والمنفعة، كما أف ىذه السياسات ال تتفق مع المبادغ الديمقراطية الميبرالية

مف قبل. الغربية التي ادعتيا تمؾ الدوؿسياسة اليجرة غير األخبلقية ومراجعتيا يسعي ىذا البحث إلي إعادة النظر في -ثالثا

وا عادة تقويميا أخبلقيا, ألف ىذه السياسات الميبرالية ال ترقي إلي مستوػ مبادئيا األخبلقية.يأمل ىذا البحث إلي رسـ خريطة التفاعل بيف النظرية والممارسة في أخبلقيات -ابعار

اليجرة.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

القوؿ يف، الممارسة والنظرية األخبلقية،يحاوؿ ىذا البحث سد الفجوة بيف مجال -خامساواظيار كيف يمكف لمسائل اليجرة المعيارية أف تكوف مرتبط ة بمسائل اليجرة في والفعل،

الممارسة العممية، لذلؾ ييدؼ البحث إلي احداث توافق وصمح بيف الممارسات السياسيةاألخبلقية بعد القطيعة الطويمة يةالميبرالية الديمقراط مع المبادغ التي تتـ في حق المياجريف

بينيما.ييد ؼ ىذا البحث إلي إيجاد أخبلقيات ىجرة عادلة تتميز بالديمقراطية -سادسا

بصفة عامة والمياجريف المسمميف والميبرالية والموضوعية وعدـ التحيز ضد المياجريفيف مف استغبلؿ التي تتـ في حق المياجر غير األخبلقية رفض الممارسات وت, بصفة خاصةلي احتراـ ،والتي ال يمكف الدفاع عنيا أخبلقيا ومعاممة سيئة المياجريف كرامة وتدعوا

.اإلنسانيةيساىـ ىذا البحث في الجدؿ المعاصر حوؿ التعددية الثقافية واحتراـ االختبلفات -سابعا

عمي الحاالت الفعمية وتطبيقيا النظريةاألخبلقية القيـ بتفعيل ويناشد ،الثقافية لممياجريف مية.عموالممارسة ال

, مثل قيـ ةيركز ىذا البحث عمي دور القيـ األخبلقية في سياسات اليجر - ثامنا التسامح والعفوواحتراـ الكرامة اإلنسانية والحرية اإلنسانية, والقيمة المتساوية لجميع البشر,

.والحرية والمساواة لميبراليةباإلضافة إلي القيـ السياسية مثل قيـ الديمقراطية واولقد لعب جوزيف كارنيز دورا رئيسا في مناقشات اليجرة، بمقالو األساسي " األجانب

, كما قاـ بجمع العديد مف مساىماتو في كتابو " أخبلقيات اليجرة " 1987والمواطنوف " في العديد مف ودرس إشكاليات اليجرة(, ودافع عف حقوؽ المياجريف باستماتو 2013)

, ولذلؾ استحق الدراسة والبحث.مقاالتو وكتبو الفمسفية إشكالياخ التحث

تنامية بيف القواعد األخبلقية الميبرالية التي تتضمف )حقوؽ : ىناؾ فجوة كبيرة وم أوالوواجبات المياجريف(, وبيف السياسة المعاصرة البلأخبلقية التي تطبق عمي المياجريف

ع أنحاء العالـ وىذه الفجوة الكبيرة ىي فجوة بيف الممارسة والنظرية, أؼ فجوة بالفعل في جميالنظرية وبيف حقوؽ المياجريف (معاممة المياجريف بالفعلحقوؽ المياجريف العممية أو)بيف

مبرر أخبلقي في الدوؿ التي تدعي الديمقراطية أؼ التي يتـ انتياكيا باستمرار بدوف

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

كما أف ىناؾ فجوة كبيرة بيف مصالحنا الوطنية تجاه المياجريف .افوالتمسؾ بحقوؽ اإلنس, وعمينا أف ندرؾ أف تعزيز مصالحنا يقمل مف واجباتنا تجاه نحوىـ وبيف واجباتنا األخبلقية

.مف طريق الفضيمة تماما اآلخريف، كما أف طريق المصمحة عمي النقيضتعارضة، خبلقية، وىناؾ قيـ أخبلقية م : ىناؾ صراع قيمي بيف الواجبات والحقوؽ األثانيا

مثل قيـ االلتزاـ الميبرالي بالمساواة األخبلقية لكل الناس وبيف قيمة احتراـ سيادة الدولة، اليوية الثقافية احتراـ ىناؾ صراع قيمي بيف قيمة التنوع الثقافي والتجانس الثقافي، بيف قيمة

والثقافة المجتمعية لمدولة، بيف قيمة نيةاليوية الوطالحفاظ عمي لممياجريف وبيف قيمة المساواة واألولوية، ىل نجعل األولوية ألبناء األرض نفسيا أـ لفقراء البشرية؟.

حق المياجريف في اليجرة الذؼ يتعارض مع : ىناؾ حقوؽ أخبلقية متعارضة مثل ثالثا لمياجريف حق الدولة في عدـ قبوؿ احق الدولة في السيطرة عمي اليجرة، كما أف

يتعارض مع حق المياجريف في البقاء وتوحيد األسرة وحقوؽ العضوية ىـواستبعادحرية تكويف المجتمعات وحق تقرير والجنسية، كذلؾ حق الدولة في االجتماعية والمواطنة

المواطنيف وحق عدـ يـ وبيففي المعاممة المتساوية بينالمياجريف المصير يتعارض مع حق .وحق المياجريف في المساواة في تكافؤ الفرص ياجريفالتمييز ضد الم

احتراـ األخبلقي في واجبفال: ىناؾ توتر أخبلقي عميق بيف الواجبات األخبلقية, رابعاومبدأ المعاممة حقوؽ اإلنساف العالمية )مطالب العدالة و تفق مع ي ذؼحقوؽ المياجريف ال

واجببلقييف متساوييف(، يتعارض مع البالمثل ومبدأ احتراـ جميع البشر ألنيـ أشخاص أخ, وعمي قبوؿ المياجريفاحتراـ سيادة الدولة وحقيا في السيطرة عمي اليجرة األخبلقي في

تعارض مع تفي تحقيق العدالة التوزيعية األخبلقية نحوالمياجريف كما أف واجبات الدولة .ومع سمطتيا التقديرية عمي اليجرة واجب الدولة في تقرير المصير

والتعددية الثقافية, وبيف القومية بيف المواطنة وتوتر كبير أخبلقية : ىناؾ إشكاليةخامسا، ىناؾ إشكالية أخبلقية في عدـ قبوؿ قيمة الوالء الوطني واحتراـ االختبلفات الثقافية

المياجريف والتمييز واالستبعاد عمي أساس عنصرؼ وبيف احتراـ المبادغ الديمقراطية ية، ىناؾ اشكالية أخبلقية بيف القومية الضيقة والمواطنة العالمية، ىناؾ إشكالية الميبرال

استغبلؿ العماؿ المؤقتيف ومشكمة استغبلؿ العمالة غير الماىرة .

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

كيف يصبح المياجريف غير الشرعييف ليـ حقوؽ قانونية كفميا القانوف بالرغـ سادسا: . !ف تأشيرة قانونية؟ ويدخموف بدو نفسو مف إنيـ ينتيكوف القانوف

: ىناؾ فجوة كبيرة بيف ما يجب أف يكوف لممياجريف مف حقوؽ تتفق مع المبادغ سابعاالميبرالية، وبيف ما ىوكائف ومتجسد في الممارسة العممية مف سوء معاممة المياجريف مف قبل

تمؾ الدوؿ التي تدعي الديمقراطية والحرية.سيف مسمط عمي رقاب المياجريف فقط مف ، الذؼ ىو: إشكالية القانوف الجنائيثامنا

أجل تنفيذ قوانيف اليجرة وال يطبق عمي الدوؿ التي يثبت إنيا تسيء معاممة المياجريف وتنتيؾ حقوقيـ اإلنسانية، وكذلؾ حينما يستغل أرباب العمل المياجريف اقتصاديا، أوحينما

ـ ال يبمغوف ألنيـ يخشوف جناة كما أنيال يأتي ىذا القانوف بحقيـ مف ال يصبحوا ضحايا، ! الترحيل

والذؼ عنوانو األول المبحثوعمي ذلؾ فقد قسمنا ىذا البحث إلي أربعة مباحث، يتناوؿ "مدخل إلي أخبلقيات اليجرة"، ثبلثة مطالب، األوؿ، تعريف اليجرة والفرؽ بينيا وبيف

ة لميجرة عند كانط وجوف رولز االستيطاف واالحتبلؿ، والحق في اليجرة والجذور الفمسفيوتوماس ناجيل، ويتناوؿ المطمب الثاني، أنواع اليجرة، مف ىجرة اقتصادية وىجرة اجتماعية، وىجرة دائمة وىجرة مؤقتة، وىجرة طبيعية وىجرة اضطرارية مثل نزوح البلجئيف، وىجرة

لمطمب الثالث، مشروعة وىجرة غير مشروعة مثل ىجرة األدمغة والعقوؿ الم فكرة، ويوضح اتعريف أخبلقيات اليجرة وىدفيا وغايتيا، والمنيج الذؼ استخدمو كارنيز في معالجة قضايا اليجرة مع المقارنة بيف مثيمو وىوديفيد ميمر، فمقد استخدـ ميمر المنيج الواقعي، بينما

استخدـ كارنيز المنيج المثالي وأحيانا كاف يمجأ لممذىب الواقعي والنفعي.والذؼ عنوانو "حقوؽ وواجبات المياجريف النظرية"، ثبلثة الثاني المبحثؿ ويتناو

مطالب، يتناوؿ المطمب األوؿ, مفيـو حقوؽ وواجبات المياجريف، واليدؼ مف التكامل بيف حقوؽ المياجريف وواجباتيـ، بينما يعرض المطمب الثاني, واجبات المياجريف والتي تتمثل

ج الثقافي، ويوضح سمات تمؾ الحقوؽ بأنيا عالمية وتستند عمي في التكيف الثقافي واالندمانظرية العدالة، ويوضح المطمب الثالث حقوؽ المواطنة مف حق في العضوية االجتماعية وحق في الجنسية المكتسبة لممياجريف وابنائيـ وكذلؾ الجنسية المزدوجة، وحقوؽ المواطنة

ة متعددة الثقافات.المتساوية والمواطنة الديمقراطية والمواطن

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

"حقوؽ المياجريف العممية", وىومقسـ إلي أربعة مطالب، يعرض الثالث المبحثويوضح المطمب األوؿ, الحقوؽ الثقافية، والتي تتمثل في احتراـ التعددية الثقافية، لذلؾ عارض وا كارنيز كبل مف: )مايكل الزير، كريستياف جوبؾ، ديفيد ميمر، ليندا بوسنيؾ( حينما رفض

احتراـ التنوع الثقافي والتعددية الثقافية، وكذلؾ دافع كارنيز عف الحقوؽ الثقافية لؤلقميات المسممة, ودافع عف ضرورة احتراـ اليوية الثقافية واالختبلفات الثقافية لممسمميف.

"أنواع المياجريف وحقوقيـ االقتصادية والعممية"، وىومقسـ ،الرابع المبحثويستكشف ة مطالب, يعرض المطمب األوؿ، حقوؽ المقيميف الدائميف، ويوضح المطمب إلي أربع

الثاني، حقوؽ المياجريف غير الشرعييف، ويتناوؿ المطمب الثالث، حقوؽ العماؿ المؤقتيف، ويظير المطمب الرابع المعضبلت األخبلقية التي تواجو تنفيذ حقوؽ المياجريف وممارستيا

عمميا. ذا ما كنا عرضنا اإلشكاليات في اليجرة مفثـ الخاتمة وأىـ نتا )اضطياد/ ئج البحث، وا

ترحيل واحتجاز قسرؼ/ محاكمات تعصب/ كره ومشاعر معادية ضدىـ/ تمييز عنصرؼ/انتياكات حقوؽ المياجريف اإلنسانية/ استغبلؿ العماؿ غير معاممة ال إنسانية/ غير عادلة/

اعتبارىـ مجرميف/ إلي آخره(, فسيحيف الوقت الميرة وسمب حقوقيـ االقتصادية/ تجريميـ و لعرض الحموؿ األخبلقية والتوصيات.

مدخل إلي أخالقيات اليجرة :المبحث األول جوزيف كارنيز؟ : مف ىوتمييد

المدخل إلي أخالقيات اليجرةالمطمب األول: ستيطاف.الفرؽ بيف اليجرة واال –(2) تعريف اليجرة. -(1)الجذور الفمسفية حوؿ الجدؿ بشأف اليجرة –(4) ة.الحق في اليجر –( 3)

)إيمانويل كانط/ جوف رولز/ توماس ناجيل( اليجرة أنواع المطمب الثاني:

)ىجرة اقتصادية/ ىجرة اجتماعية/ ىجرة طبيعية/ ىجرة اضطرارية مثل ىجرة البلجئيف/ .(المؤقتةاليجرة المشروعة وغير المشروعة/ ىجرة األدمغة/ اليجرة الدائمة و

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المطمب الثالث: أخالقيات اليجرة .تعريف أخبلقيات اليجرة وىدفيا وغايتيا (1) المنيج المثالي والواقعي عند جوزيف كارنيز. (2) المنيج المزدوج )المثالي والواقعي( عند كارنيز والوقعي عند ديفيد ميمر. (3) المنيج النفعي عند كارنيز. (4)

الهتحث الأول

هجرجهدخل إلي أخلاكياخ الال

التي اليجرة لنظرية الرئيسة األفكار لبعض أعرض، التمييدؼ المبحث ىذا فيتمييد: المباحث في تفصيبل أكثر لجدؿ ىواإلعداد المبحث ىذا مف والقصد، بتطويرىا أرغب بينيا والفرؽ اليجرة بتعريف، اليجرة ألخبلقيات األولية لممادة موجز بتقديـ وأبدأ، القادمة اليجرة قيود رفض وبالتالي اليجرة أخبلقي في حق ىناؾ وأف، اف أواالحتبلؿاالستيط وبيف

ثـ، وتوماس ناجيل وجوف رولز كانط عند لميجرة الفمسفية المصادر وأعرض, الظالمة كارنيز استخدمو الذؼ والمنيج، اليجرة أخبلقيات وتعريف المختمفة اليجرات ألنواع عرض

كارنيز ىوجوزيف فمف ,ميمر ديفيد استخدمو الذؼ يجبالمن مقارنة ،اليجرة أخبلقيات في أوال؟.

joseph H. Carensجوزيف كارنيز فيمسوؼ األخبلؽ السياسية، لطالما اعتبر جوزيف كارنيز عميدا ألخبلقيات اليجرة، فيو

وىورائد في مجاؿ اليجرة، كما أنو استاذ في قسـ العمـو السياسية في جامعة تورنتو، تتركز تعمقة بقضايا باليجرة، تماماتو البحثية بشكل رئيسي عمي النظرية األخبلقية المعاصرة الم اى

، ألنو أنتج سمسمة ثابتة ا مف رواد النظرية األخبلقية في اليجرةا رائد وغالبا ما يعتبر عالم .(2)مف المقاالت حوؿ الجنسية واليجرة االقتصادية واليجرة غير المشروعة

القوؿ إف جوزيف كارنيز ىوأىـ شخصية تعمل اليـو عمي األبعاد المعيارية كما يمكف يستحق التقدير ألنو عمل قبل أؼ شخص آخر عمي البحث في اليجرة وأبعادىا لميجرة، وىو

(2)Gibney Matthew (2014): The Ethics of Immigration By Joseph H., Carens,

Migration Studies.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

المعيارية ودرس الجدؿ األخبلقي حوؿ شرعية ظوابط اليجرة في كتاباتو الفمسفية عمي مدار .(3)ةالخمسة والعشريف عاما الماضي

شيمي في أوىايو في ولدسنة، 75, عمره 1945فبراير 2مواليد فيمسوؼ كندػ مفوىو مف أكبر دعاة الحدود المفتوحة، كما يعد مواطف مزدوج الجنسية، يعد في الواليات المتحدة, و

مواطف أمريكي ىاجر إلي كندا، وأصبح ألنو، معا فيويممؾ الجنسية األمريكية والكنديةائميف، وتأثر بتجربة العيش في كندا كأمريكي، قيميف د ىووزوجتو م فأصبحندؼ، مواطف ك

.(4)بر عف تجربتو تمؾ في كتابو " الثقافة والمواطنة والمجتمع " وع دافع عف حقوؽ المياجريف وحق التي ت الفمسفية يعد كارنيز مؤلف العديد مف الكتبكما

عظميا قيات اليجرة ونشر حوالي تسعيف مقالة م كتب حوالي خمسة كتب حوؿ أخبل ،اليجرةالتي تحدث فييا عف حقوؽ ،1984"، األجانب والمواطنوف "عف اليجرة، أىميا مقالة

المياجريف غير الشرعييف والمقيميف الدائميف والعماؿ المؤقتيف والعماؿ الموسمييف, وتمت بما في ذلؾ الترجمات إلي إعادة نشر مقالتو " األجانب والمواطنوف "، خمسة عشر مرة،

لي لي االاالفرنسية وا سبانية، ومف أىـ مؤلفاتو الفمسفية عف اليجرة :اللمانية وا .(1981المساواة والسوؽ والحوافز األخبلقية, الجنسية واالستبعاد, ) (1

Equality, Moral incentives and the Market, Nationalism and Exclusion

.?Is Quebec Nationalism Just (1995دلة؟, )ىل كيبيؾ القومية عا (2 ,Culture, Citizenship and Community (2000الثقافة والمواطنة والمجتمع، ) (3 Immigration and the right to Stay (2010( المياجريف والحق في البقاء، )4

(3)Blake, Michael (2015): The Ethics of Immigration by Joseph Carens, Oxford University Press, New York, p, 384.

(4) Cutting,Gary (2014): When Immigration Lose Their Human Rights, New

York Times.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

.The Ethics of immigration, Oxford, 2013 (2013أخبلقيات اليجرة, ) (5عمي العديد مف الجوائز في الدراسات الدولية, وحصل عمي جائزة أفضل ىذا الكتاب حصل

.(5)كتاب مف قسـ األخبلقيات الدولية والقومية واليجرة الهطلث الأول

ندخل إلي الهجرج

Immigration-:تعريف اليجرة -1، ةمنذ بدء الخميقتعد اليجرة ظاىرة اجتماعية قديمة عرفيا اإلنساف والحيواف والطير

ا ترؾ الموطف األصمي إلي بمد آخر. وقد أمرنا هللا واصطبلح ا الترؾ واالنتقاؿ,ومعناىا لغوي واسعة فتياجروا فييا تعالي باليجرة، كما في قولو تعالي: " ـ تكف أرض للاه " سورة النساء، أل

تعرؼ اليجرة في و .(6)كونت الحضارات(، وبفضل اليجرة نشأت المجتمعات وت97آية )القاموس الفمسفي لؤلخبلؽ العممية بأنيا حركة الناس إلي بمد المقصد وتركيـ موطنيـ ذا ما استقروا ومضي عمييـ األصمي وحينئذ ال يصبحوف مواطنيف وال يحمموف الجنسية، وا

نوا عماؿ وقت طويل يستحقوف أف يصبحوا مقيميف دائميف ويأخذوا الجنسية وقد يكو اليجر، ىجر، ييجر، ىجرا، وتعني التباعد واالغتراب مف اليجرة في المغة شتق تو .(7)مؤقتيف

أف تترؾ Immigrationكما تعنى اليجرة , (8)عف الوطف وتركو واالنتقاؿ إلي وطف آخرتأتي Immigrantوكممة مياجر , (9)وطنؾ وأف تأتي إلي مكاف جديد وتعيش فيو بشكل دائـ

والتي تعني التحرؾ واالنتقاؿ، وأف تترؾ بمدؾ األصمي وتغير Imigrareلفعلمف ا

(5) Joseph Carens, Department of Political Science –University of Toronto. حمدؼ شعباف: اليجرة غير المشروعة )الضرورة والحاجة(، مركز األخبلؽ األمني، القاىرة. (6)

)7(Kukathas, Chandran (2002): immigration, in the Oxford Handbook of practical Ethics, H.La Follette (ed.), New York, Oxford University Press, p, 581.

.1980وجيز: معجـ المغة العربية، دار التحرير لمطباعة والنشر، القاىرة، لالمعجـ ا (8))9)Robert Audi (2015): immigration, the Cambridge Dictionary of Philosophy,

Cambridge university press, Cambridge.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

وكانت ىناؾ موجو مف المياجريف اجتاحت امريكا بعد الحرب العالمية .(10)امةقاالمف أجل ا، ويمكف أف تعرؼ اليجرة بأنيا حركة األشخاص غير األصمييف إلي بمد (11)الثانية

بفحص جوازات السفر والتأشيرات لؤلشخاص الذيف يرغبوف االستقرار, ويقـو موظفوالحكومة .(12)في المجيء لمببلد

Settlement, immigration :ستيطانالفرق بين اليجرة واإل -2أف االستيطاف قائبل: "" يف اليجرة واالستيطاف في كتابو "أخبلقيات اليجرةفرؽ كارنيز ب

اف غير أخبلقي وغير قانوني، وىناؾ فرؽ ليس لو أؼ قيمة أخبلقية عمي اإلطبلؽ، فاالستيطيجر الناس مف كبير بيف ىجرة أشخاص يبحثوف عف قوت يوميـ وبيف استيطاف واحتبلؿ ي

حتميف، ومف ثـ فاالستيطاف يحمل ثقبل م ألنيـ أوطانيـ األصمية ليحتموىا ويستوطنوىا جب االعتراؼ بو في البقاء وال ي يـ فيأخبلقيا، وال يوفر في نياية المطاؼ أرضيو لحق

القانوف كما إنو غير أخبلقي، أما اليجرة فيي مشروعة كما أف المياجريف ليـ حق أخبلقي .(13)في عدـ الترحيل أواالستبعاد في البقاء وليـ حقوؽ قانونية

( حيف وصف االستيطاف قائبل: "يعد االستيطاف 2006) آدم جان ولقد أبدع حقا حركة االستيطاف االستعمارؼ الصييوني في ظل دولو اسرائيل صطمح خبيث لئلشارة إلي م

الفمسطينييف بدوف وجو حق إلنشاء تجمعات سكنية أراضي المزعومة التي تقـو بسمبوىذا يعد جريمة حرب، وىي سياسة ال أخبلقية تقودىا الواليات المتحدة األمريكية، ،لمييود

دؿ الدولية أف االستيطاف "جريمة حرب وىوغير شرعي وال أخبلقي، ولقد أكدت محكمة العيتبناىا المطبخ األمريكي عمي حساب المصمحة الفمسطينية والشعب الفمسطيني، لذلؾ فاالستيطاف ىوسياسة األمر الواقع، سياسة التطيير العرقي وبناء الجدار العازؿ، سياسة

)10(Simon Blackburn (2016): Immigration, second Edition, Oxford Dictionary of Philosophy, Oxford university press, oxford.

)11)Merriam-Webster (2010): immigration, 4th Edition Webster New world college Dictionary.

)12)Harper Collins (2010): Immigration, 4 Edition, English Dictionary. )13)Carens, Joseph. H (2013): The Ethics of immigration, Ch 10, who

Belongs ?, New York, Oxford University press,p, 18.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ت بيف اليجرة عف حق اليجرة وفرق كاميمكا ويلدافعت وكذلؾ .(14)عدوانية ال أخبلقيةذا ما كانت و ،واالستيطاف دافعت عف حقوؽ المياجريف األقمية إال أنيا عارضت كاميمكا ا

ا لسياسات االستيطاف البلأخبلقية ا أخبلقي ، وقدمت نقد ةاالستيطاف ألنو احتبلؿ وليس ىجر تشجع ولمدولة المحتمة الصييونية، فمثبل تقوؿ: "مف غير المقبوؿ مف الناحية المعيارية أف

لميجرة إلي فمسطيف في حيف في جميع أنحاء العالـ اسرائيل أكبر عدد ممكف مف الييودلذلؾ فيي سياسات غير ،يف العرب إلي وطنيـ فمسطيفنيتمنع اليجرة أوحتي عودة الفمسط

وتنتيؾ حقوؽ اإلنساف، وىذا يتعارض مع مفيـو العدالة كما أف فيو ظمـ وال أخبلقية معقولة .(15)" ميات الفمسطينية القوميةكبير لؤلق

دولة االحتبلؿ تقبل حق اليجرة لمييود وفى نفس الوقت تقـو باستبعاد واذا ما كانت الفمسطينييف وترفض حقيـ في اليجرة إلي فمسطيف، فإنيا أيضا ترتكب جرائـ إبادة جماعية

ىجرة أوىجرة غير في ح ق الشعب الفمسطيني، لذلؾ فإف ىجرة الييود إلي فمسطيف ال تسمي مشروعة، بل ىي استيطاف واحتبلؿ, وشتاف بيف اليجرة واالستيطاف الذؼ ال يحمل أؼ

معني أخبلقي. The Right of immigrationالحق في اليجرة -3

كاف ىناؾ اختبلؼ أخبلقي بشأف الحق في اليجرة لدؼ فبلسفة األخبلؽ والسياسة معا، يجرة مثل كارنيز وسيبل بف حبيب وكريستيف جوبؾ فيناؾ مف رأؼ أف ىناؾ حق في ال

وسارة فايف، وىناؾ مف رفض ىذا الحق في اليجرة مثل مايكل الزير، ليندا بوسنيؾ، كريستوفر ىيث ويمماف، ستيفف كاستيل، نيكوؿ دػ جينوفا، أؼ أف ىناؾ موقفاف متعارضاف

بشأف الحق في اليجرة الذؼ يتعارض مع الحق في قيود اليجرة:كانت وجية نظر الفريق األوؿ مف الفبلسفة وىـ الذيف رفضوا حق اليجرة، إنيـ أيدوا حق

الدولة المطمق في استبعاد المياجريف مف أجل السيطرة عمي اليجرة بحجة تقرير المصير الوطني وحرية تكويف المجتمعات, ومف ثـ فأف الحق في اليجرة يتعارض مع الحق في

لحق في استبعاد المياجريف.تقرير المصير الوطني وا

)14)Addims, Jane (2006): Settlement, Encyclopedia of philosophy. (15) Kymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, A liberal of Minority

Rights, Clarendon press, Oxford, p, 201.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

أما وجية نظر الفريق الثاني مف الفبلسفة وىـ الذيف أيدوا حق اليجرة ورأوا إنو يفوؽ حق الدولة في تقرير المصير وحق حرية تكويف المجتمعات وحق الدولة في االستبعاد،

اإلنساف تفق مع مبادغيأف اليجرة ىي حق مف حقوؽ اإلنساف و حبيب بن سيالترؼ فمثبلف بالحق في اليجرة في المادة عترؼ اإلعبلف العالمي لحقوؽ اإلنساحيث ي ،العالمية

.(16)(13)رقـفمثبل يقوؿ: "قد يقع شخص ،كارنيز عف الحق في اليجرة مف بمد إلي بمد جوزيف عفودا

باب ما )مواطف( في حب مواطف آخر مف بمد أجنبي، وقد يرغب المياجروف في اليجرة ألسالحق في اليجرة ىوأحد الحريات األساسية التي ال اقتصادية أودينية، لذلؾ يجب أف يكوف

.(17)"يجب أف يحـر منيا أؼ إنساف نظرية جوف رولز المثاليةعمي الحق في اليجرةفي دفاعة عف واعتمد جوزيف كارينز

بررات قوية في جد ليا م والتي ترؼ أف الدوؿ ليست حرة في تقييد حق اليجرة كما أنو ال يو ، وتحجب جنسية األفراد حجاب الجيلرفض حق اليجرة، وأنو يجب عمي الدوؿ أف تستخدـ

الذيف يشتركوف معيا في العقد االجتماعي وىذا يعد تعزيزا لمنزاىة في قبوؿ المياجريف بدوف ف األشياء لذلؾ يجادؿ كارينز فيقوؿ: " أف جنسية الفرد يجب أف تكوف م ،تمييز أوعنصرية

العدالة التي تؤكد الواجب ،التي يخفييا حجاب الجيل، وتمؾ ىي العدالة في ثوب مثالي .(18)األخبلقي لمدوؿ في قبوؿ المياجريف بدوف عنصرية"

ذا ما كاف القيود بالتالي رفض، فإنو قد حق اليجرةعف دافع قد جوزيف كارينزوا ة، وأعتقد أنيا غير مبرره وغير مسموح بيا والتي تقيد حق اليجر المفروضة عمي اليجرة

لذلؾ يقوؿ: "ال تبدوقيود اليجرة مبرره أخبلقيا ػ،ا معتمدا عمي حجاب الجيل الراولز أخبلقي

)16 ( Benhabib, Seyla (2004): The Rights of others, Aliens, Residents and citizens, Yale university press, p,32.

)17(Carens, Joseph. H (1987): Aliens and Citizens, The Case For Open Borders, The Review of Politics, Vol, 49, No.2,Cambridge University Press, pp, 261-262.

)18)Carens, Joseph.H (2013): The Ethics of Immigration, op.cit, p.11.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ويجب أف تكوف قميمة بالمقارنة بالقيود المفروضة والموجودة بالفعل وتعتمد عمي حجاب .(19)الجيل"

مقنع أخبلقيا ألنو ال يحقق قيمة العدؿ حتي أنو اعتقد أف حجاب الجيل عند رولز غير فكيف يحدث تفاوض وكل فرد يجيل ،يتعارض مع فكرة التفاوض نفسيا ألنو يفترض الجيل

ما يتفاوض عميو، كما أف الجيل ليس ىوالحل، اعتقد أف الحل يكمف في تحرير العقل مف بلقية لؤلفراد وفمترتيا مف األفكار ير المنظومة األخيسيطرة المعتقدات واألوىاـ المتوارثة وتغ

.الضيقة إلي أفكار المواطنة العالمية الرحبة العنصرية والتمييزيةوأف ىذه ،ومف جية أخرػ، افترض كارنيز أف العالـ مقسـ إلي دوؿ مستقمة وذات سيادة

وىذه ،النظرة التقميدية لميجرةالدوؿ ليا حق سيادؼ واسع في السيطرة عمي اليجرة، ىذه ىي قيده في رفض قبوؿ المياجريف واستبعادىـ، كما أف الدوؿ ، ألف الدوؿ م غير صحيحةالنظرة

الديمقراطية الميبرالية مقيده بقبوؿ المياجريف مف أجل لـ شمل األسرة وفي حالة ، أف حق اليجرة يعموعمي األوليؤكد ىذا النص عند كارنيز عمي ثبلثة أمور، .(20)البلجئيف"في السيطرة عمي القبوؿ أواستبعاد المياجريف مف أجل اعتبارات أخبلقية أسمي حق الدوؿ

، أف ىناؾ حق أخبلقي في قبوؿ المياجريف والثانيمثل لـ شمل األسرة وفي حالة البلجئيف، ، رفض كارنيز النظرية التقميدية في اليجرة والتي ترػ أف ىناؾ والثالثوعدـ استبعادىـ،

تبعاد المياجريف دوف إبداء أؼ أسباب قوية.طمق لمدوؿ في اسحق م ثـ بعد ذلؾ يؤكد كارنيز عمي إنو ال يجب التمييز في القبوؿ عمي أساس الجنس

الجنس/ العرؽ/ الديف( غير )أوالعرؽ، فيقوؿ: "أف التمييز بيف المياجريف عمي أساس ؿ الميبرالية القبوؿ أواالستبعاد عمي الدو فبل ينبغيا ألنيا معايير تمييزيو، مسموح بو أخبلقي

.(21) عمي أساس معايير تمييزيو"

)19) Carens,Joseph.H (1987): Aliens and citizens, and citizens, pp, 263-264. )20(Carens, Joseph.H (2003): Who should Get in?, The Ethics of immigration

admissions, Ethics and international Affairs,Vol 17, Issue 95. )21(Ibid, p,110 and sea Hudson, James (1986): The Philosophy of

Immigration, the Journal of Libernarian Studues, Vol.Vii, No 1, Northern Illinois University.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

وصفوة القوؿ، يرفض كارنيز النظرة التقميدية لميجرة مف أجل تأييد حق اليجرة، وأف كاف بعدـ التمييز، المدوؿ حق في السيطرة عمي اليجرة لكنو ليس حقا مطمقا فيذا الحق مشروط

، ومف جية أخرػ، إذا كاف ة الستبعاد وعدـ القبوؿ لممياجريفوالمبررات األخبلقية العادلكارنيز قد أيد حق اليجرة، إال إف ىذا الحق ليس حقا مطمقا، بل ىوحقا مشروطا بأف ال تكوف الدولة ميددة بالعدواف أوالتخريب، وأف ال يكوف لدؼ المياجريف سجل جنائي أوأؼ

ذا كاف حق اليجرة يتفق .نشاط إجرامي ف ىناؾ سمسمة إال أ ،مع حقوؽ اإلنساف العالميةوا وحق ،مف التناقضات وليس التوترات فقط بيف حق اليجرة وحق الدوؿ في السيادة اإلقميمية

فحق اليجرة يجب أف ،الدوؿ في تقرير المصير السياسي والحفاظ عمي ىوية الدولة القومية .(22)دولةلم يطغي عمي حق الدولة في تقرير المصير وحق السيادة

ورأؼ ،واذا ما كاف جوزيف كارينز قد دافع عف حق اليجرة وبالتالي رفض قيود اليجرة ديفيدفإننا يمكننا أف نجد عالـ االجتماع السياسي .(23)اإنيا غير مسموح بيا أخبلقي

يجادؿ بأنو ليس ىناؾ حق لميجرة ألنيا تؤثر عمي المواطنة واليوية الثقافية جاكوبسون ، وفي ذلؾ يقوؿ: " إف طغياف قوانيف حقوؽ اإلنساف التي تدعـ حق اليجرة تقوض القومية

وفي وىناؾ ذعر مف الحق في اليجرة وخوؼ عمي األمف القومي، مفاىيـ السيادة والمواطنة، الواقع فإف تمؾ اليجرات منذ الحرب العالمية الثانية قد أثرت عمي المواطنة وخففت مف قيمة

ايد وأثرت عمي قدرة الدولة في وضع معايير لممواطنة وقممت مف سيادة تز الجنسية بشكل م .(24)الدولة"يوضح ىذا النص عند جاكبسوف إنو اعتقد أف حق اليجرة يتعارض مع حق الدولة في

السيادة ويقمل مف قيمة الجنسية، لذلؾ رفض حق اليجرة مف أجل حق الدولة في السيطرة نعة.عمي اليجرة، وىي حجة غير مق

)22(Ibid,p,110. )23(Carens, Joseph.H (2010): Immigrants and the Right to Stay, Boston

Review Books, Kindle Edition, p, 71. )24(Jaconson, David(1996): Rights Across Borders, Immigration and the

Decline of Citizenship,Political Science, the johns Hopkins University press, London p,179.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ذا دافع عف " حق اليجرة "وجعل ليا أسباب قوية أىميا قد كاف جوزيف كارنيز ما وا توماس، فمثبل يقوؿ ديفيد جاكوبسون ويتعارض مع توماس بوجيتفق مع فيو بذلؾ الفقر،

حينما تكوف مف أجل (: "يجب ربط اليجرة بالفقر، لذلؾ فيناؾ حق في اليجرة 2008،)بوجوفيات البشر تتعمق بالفقر 3/1مف أىـ حقوؽ اإلنساف، فحوالي ىذا يعد و محاربة الفقر،وقد تكوف اليجرة ،تتحقق العدالة العالمية ر لكيالفق محاربةلذلؾ يجب ،والموت جوعا

أحدؼ طرؽ الغاء الفقر والحرماف, فيناؾ أكثر مف مميارؼ إنساف يتعرضوف لمفقر ومتوسط ل في بمداف الشماؿ، كما أف ىناؾ أكثر مف مميار % مف متوسط الدخ7دخميـ ال يتعدػ

ونصف المميار يعيشوف بأقل مف دوالر واحد يوميا، وىناؾ المبلييف مف الجياع في أفريقيا ال .(25)يحصموف عمي ما يكفييـ مف الطعاـ باإلضافة إلي المبلييف المشرديف ببل مأوػ"

قد قاموا بأكبر وأضخـ ىجرة بشرية خبلؿ ـأنفسي وتشير الحقائق التاريخية إلي أف األوربيوف ( مف 1924-1821مميوف نسمة عاـ ) 60ما يقرب مف القرف الماضي، حيث ىاجر

أوروبا إلي الواليات المتحدة األمريكية وكندا واستراليا واليـو ينكر أحفادىـ مف الشعوب مالة الماىرة األخرػ ممارسة نفس الحق ويقصروف حق اليجرة عمي فئات معينة مف الع

.(26) وىي)اليجرة االنتقائية(ولقد دافع جوزيف كارنيز عف حق اليجرة وعف قبوؿ المياجريف وعدـ التمييز في القبوؿ

عمي أساس العرؽ أواألصل أوالجنس، كما دافع عف حق المياجريف في اليجرة مف أجل لـ في (.27) التقديرية عمي اليجرةوعمد إلي تقييد حق الدولة في ممارسة السمطة ،شمل األسرةحق اليجرة وكاف مف دعاة االغبلؽ التقديرؼ لغمق الحدود أماـ ميمر ديفيدحيف رفض

عف ميمر، ومف ثـ دافع المياجريف واعتبرىـ مجرميف ولكنو استثني حق المجوء والبلجئيففي أف لمدوؿ الحق في فرض أؼ شروط تختارىا عمي سدجويك ىنرى وجية نظر

خضاعيـ ألؼ قيود تراىا الم ياجريف، ولمدولة الحق في قبوؿ األجانب بشروطيا الخاصة أوا

)25 ( Pogge, Thomas (2008): World poverty and Human Right, Cambridge Polity Press, Cambridge, p,25.

تجار بالبشر، الوجو القبيح لميجرة العالمية، مجمة السياسة الدولية، (: اإل2006وف ماكينمي )سبرون (26) ، يوليو.165عدد

)27(Carens, Joseph. H (2013): The Ethics of Immigration, chapter, 10, p,202.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

وذلؾ ألف ميمر دافع عف القومية وضرورة الحفاظ عمي اليوية الثقافية وحق .(28) "مناسبة بالقيود وطالب اليجرة حق رفض ميمر وكذلؾ .(29)تقرير المصير والسيادة الكاممة لمدولة

وليس الذاتي االستقبلؿ تقوض ال اليجرة عمي المفروضة القيود تمؾ أف ورأػ اليجرة عميوصفوة القوؿ، أنو .(30)والوقاية اإلكراه بيف فرؽ وىناؾ، الوقاية أجل مف ىي بل إكراه فييا

اذا ما كاف جوزيف كارنيز قدـ دفاعا مثاليا عف الحق في اليجرة عمي أساس القيـ الميبرالية ميمر يقدـ دفاعا واقعيا عف مراقبة اليجرة وقيود اليجرة عمي أساس الديمقراطية، فإننا نجد

تقرير المصير الديمقراطي وسيادة الدولة عمي التحكـ في اليجرة. الجذور الفمسفية حول الجدل بشأن اليجرة-4

يمكننا أف نجد الجذور الفمسفية لميجرة عند كبل مف ايمانويل كانط وجوف رولز وتوماس -كاآلتي:ل، وذلؾ ناجي ايمانويل كانط -1

دافع كانط عف حق اليجرة حينما نادؼ بالمواطنة العالمية الكوزموبوليتيو, ونادؼ بأنو يوجد حق أخبلقي لممياجريف بفعل المواطنة العالمية في العضوية االجتماعية وكذلؾ حق

وىذا الحق فطرؼ وكوسموبوليتاني )عالمي( لذلؾ يقوؿ: تسمح ،في اإلدماجوتصنع معايير أخبلقية لبلستبعاد مف لممياجريف, باإلدماج العادؿ( 31)لكوزموبوليتيوا

)28(Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship, Journal of Political Philosophy, Vol16, Issue 4, Nuffield college, Oxford p,115.

(29)Miller, David(1995): On Nationality, Oxford Political theory,Oxford University Press,U.S.A,pp, 514-516.

(30)Miller, David(2010): Why Immigration Controls Are Not Coercive: A reply to Arash Abizadeh, Political Theoy, Vol38, Issue 1, pp, 115-116 .

() الكونية: الكوزموبوليتيو أوcosmopolitanism تعد الكوزموبوليتية قديمة بدأت بفكرة الكونية العالمية, وترجع جذور الكوزموبوليتية إلي الرواقييف

والقانوف الروماني وقانوف كانط األخبلقي " جميع البشر غايات في حد ذاتيـ".Hooft, Stan van (2014): Philosophy for Global Ethics, Cosmopolitanism and

Ptriotism, London, Rout ledge,p,12.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

.(32)المواطنة في الدولة الديمقراطية" ستدؿ عمي ينظر إلي كانط عمي أنو شخصية رئيسة في الكوسموبوليتيو ويمكف أف ن و ي مجتمع سياسي :" تسمح الكوزموبوليتيو بحق المياجريف في العضوية فحيف يقوؿذلؾ

وىوحق كوزموبوليتاني وحق عالمي في المواطنة ،عالمي وأف يصبح المياجر مواطف نشط. وحق الكوزموبوليتية ىوفي الحقيقية حق في العضوية في مجتمع سياسي (33)العالمية"

وىذا نابع مف السبلـ ،برره في نظر كانطعالمي وديمقراطي، وىذا الحق العالمي لو ما ي عضوية جميع أمريف، األوؿ: وتدافع األخبلؽ الكوزموبوليتية عند كانط عف (34) دهالدائـ عن

وتتعارض ،عف المواطنة العالميةالثاني: ،أفراد المجتمع لكي يصبح المجتمع أخبلقيا

وتؤكد الكوزموبوليتيو عمي أف جميع البشر متساووف في القيمة األخبلقية وأننا جميعا أعضاء في إنسانية مشتركة لذلؾ ال يجب أف ننظر إلي العرؽ أوالجنس، وىذا يتفق مع حقوؽ اإلنساف العالمية.

Hooft, Stan van (2013): Cosmopolitanism, Edition2, London, Rout Ledge, p, 173.

وال تعترؼ الكوزموبوليتيو بالحدود الوطنية، فيي تمتد إلي أبعد مف الحدود الوطنية وتعارض القومية ية الضيقة, كما أف المتطرفة الضيقة مف أجل نظرة أكثر اتساعا, لذلؾ ال تيتـ بالمصالح القوم

الكوزموبوليتيو عمي استعداد لتعمق فييا المصالح القومية الضيقة ومف ثـ، فإف الكوزموبوليتيو ىي موقف أخبلقي يحتضف العالـ كمو, وتقـو عمي حماية حقوؽ األقميات والبلجئيف والمجموعات المضطيدة

ناؾ مسؤوليات لمدوؿ الغنية تجاه الفقراء عمي األخرػ والتسامح بيف الثقافات, وتعني الكوزموبوليتيو أف ى .ىذا الكوكب

Hooft, stan van (2013): Cosmopolitanism, Edition2, London, Rout ledge, p, 173.

)32(Panel chair, Oliviero Angeli (2007): Kant on Citizenship and Exclusion, University of Dresden, Germany, p,186.

)33(Reinhardt, Karoline (2009): Kant's Cosmopolitan Right and Right to Exclusion, International Center For Ethics In Sciences and Humanities (IZEW), University Tubingen, p,39.

)34(Ibid, p,43.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

.(35) والحدود اإلقميمية القومية والوطنية الضيقة كبل مف معالكوزموبوليتية بالمواطنة العالمية وعف وجود مجتمع حينما نادؼ حق اليجرةولقد دافع كانط عف

ـ السبلـ الدائـ، كما دافع عف وجود مواطنيف ع القومية المتطرفة وي عالمي ترفض فيولذلؾ ال يتـ التعامل مع األفراد كمواطنيف لدولة قومية بل ،عالمييف وىـ مواطني جميع العالـ

لعالمية أف ىناؾ حق عالمي وىناؾ , وفي ذلؾ يقوؿ:" تعنى المواطنة امواطني األرضواجبات والتزامات مف الدولة المستقبمة تجاه المياجريف الذيف ىاجروا بسبب الظروؼ غير

التي تعني حق بشروط الضيافة العالمية"المواتية مف نقص الغذاء أوالحروب وىوما يسمي "ذا إلي دولة أخرؼ مواطني العالـ في زيارة جميع مناطق األرض، والحق في اليجرة جميع ، وا

ال يحق لتمؾ ،لمبقاء في تمؾ البمد المضيفة في مواجية خطر وشيؾالمياجر ما اضطرالحق العالمي وكذلؾ يرؼ كانط أف " .(36)الدولة األجنبية أوالبمد المضيفة أف ترفضو كمياجر

لحسف الضيافة ىوحق أخبلقي وعالمي, وىوحق فطرؼ ومكتسب يتشابو مع الحق في .(37)"الحريةالذؼ في اليجرةالعالمي الحق في المواطنة العالمية ينبع مف الحق ويعتقد كانط أف

ىوحق أصمي يمتمكو جميع البشر, وىذا الحق يؤدؼ إلي التزامات تجاه البلجئيف وطالبي وىذا يستند إلي عبارة كانط أنو ينبغي أف ينظر إلي األفراد باعتبارىـ ،المجوء عبر الحدود

،يف عالمييف ليـ حق في العضوية في الدولة الميبرالية وىذا يتضمف الحق في اليجرةمواطن, وىذا يعطي حق الحيازة المشتركة لسطح األرضوتأتي المواطنة العالمية عند كانط بسبب الحياة فجميع البشر لدييـ حق عالمي في واليجرة، عالمي لجميع البشر بالمواطنة العالمية

ذا ما أجبرتيـ األرض بعد ىر عمي وبيـ مف أوطانيـ بسبب نقص الغذاء أوالحروب وا الظروؼ لمخروج مف أوطانيـ ال يجب استبعادىـ وال ينبغي معاممتيـ بعدوانية وال يمكف

)35(Erskine, toni(2002): Citizen of Nowhere or the point where circles intersect?, Impartialist and Embedded Cosmopolitanism, Review of International Studies, Cambridge University Press, p, 467.

)36(Reinhardt, Karoline (2009): Kant's cosmopolitan Right and the right to Exclusion, university Tubingen, p 178.

)37)Ibid.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

، لذلؾ استبعادىـ وترحيميـ إلي أوطانيـ مره أخرػ ألف ىذا سيؤدؼ إلي ىبلكيـ ال محالووتأتي المواطنة العالمية عند .(38)"وقف العالمييجب تدعيـ أخبلقيات المساعدة الفردية والم

السبلـ الدائـ، ولقد صاغيا كانط Perpetual peaceعف 1795كانط مف مقالتو عاـ عند توقيع معاىدة بازؿ مف قبل بروسيا وفرنسا، وتقتصر المواطنة العالمية عند كانط عمي

. (39) شروط الضيافة العالميةالعالمية وحق عالمي في اليجرة الدولية، لممواطنة عالمي حق كانط قدـ القوؿ، وصفوة

واجبات ووضع ،اندماجيـ في المجتمع إلي استبعاد وترحيل المياجريف ودعي رفض ولذلؾ شروط في تتمثل والمياجريف البلجئيف تجاه الدوؿ الميبرالية الديمقراطية عمي أخبلقية العالمية. الضيافة

John Rawlsجون رولز: -2( عمي أىمية استقرار المجتمعات لذلؾ يؤكد عمي حرية 1921-2002كد جوف رولز )يؤ

حجاب الجيلالتفكير والمعتقد والحركة وذلؾ بالتأكيد عمي قيمة العدالة التوزيعية مف خبلؿ ، الذؼ معيار المعاممة بالمثلالذؼ يعتمد عمي تأميف الحقوؽ األساسية لمجميع، باستيفاء

ستبعد جوف رولز اليجرة وأسبابيا وجميع كشركاء متساويف، لذلؾ ايجعل الناس يعيشوف األسئمة المتعمقة بحركات اليجرة في السياسات الميبرالية الديمقراطية وذلؾ في كتابة " قانوف

عديدة لميجرة ولكنيا ستختفي في مجتمع الشعوب االشعوب"، فمثبل يقوؿ: " ىناؾ أسباب ية، ذلؾ المجتمع الذؼ فيو تعاوف مع أفراده وتربطيـ ىوية التشاور الميبرالية الديمقراطية

.(40)"ركة، ويتمسكوف بالعدالة كخير عاـمشت

)38)Reinhardt, Karoline(2019): New Publication:" Migration and Cosmopolitan Right ", On Immanuel Kant Philosophy, University Tubingen.

)39(Benhabib, Seyla (2004): the Rights of others, Aliens, Residents and citizens, perpetual peace and cosmopolitan Right, p,31.

)40 ( Rawls, John (1999): The Law of the people with the idea of public reason, Cambridge, p, g.

(: قانوف الشعوب, وعود إلي فكرة العقل العاـ, ترجمة دمحم خميل, 2007وأنظر أيضا, جوف رولز ) 102, القاىرة, ص.1المركز القومي لمترجمة ط

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

ستبعد وجودىا ومف ثـ يقر رولز بأف اليجرة موجودة وظاىرة أساسية في عالمنا، ولكنو ي في المجتمعات الميبرالية، ألنيا عادلة، ومف ثـ تختفي فييا أسباب اليجرة.

باليوتوبيا العادلة المجتمعات الديمقراطية الميبراليةجية أخرؼ، يشبو جوف رولز ومف فيقوؿ: " مف أىـ ،ويعرض أسباب اليجرة ،اليجرة أسباب التي يتـ القضاء فييا عمي الواقعية

واالضطياد السياسي والمجاعات والضغط اضطياد األقميات الدينية والعرقية أسباب اليجرة اليوتوبيا الواقعية" "وكل ىذه األسباب تختفي في ظمـ المؤسسات السياسية، الفقر, ،السكاني

"a Realistic Utopia"(41) مجتمع الشعوب العادلة" , وىي. فما ،وعمى ىذا, يؤكد رولز عمي انتفاء أسباب اليجرة في المجتمعات الميبرالية العادلة

تحكمو مجتمع دوليال توجد ىجرة في ىوالمجتمع الميبرالي الذؼ يتخيمو؟، يقوؿ رولز: "وىومجتمع يحتـر حقوؽ اإلنساف ،متعمقة باالستقبلؿ والحرية والمساواةالمبادغ األخبلقية ال

وفيو واجب المساعدة ويراعي المعاىدات وقيود الحرب، وذلؾ المجتمع الميبرالي يسمي" اف وتقر بسيادة القانوف، " التي ال تتصرؼ بشكل عدائي وتكـر حقوؽ اإلنسبالشعوب الكريمة

، كما أف تمؾ الشعوب الكريمة ىي التي تتجسد وليس فييا اضطياد لؤلقميات الدينية والعرقية .(42)"فييا القيـ الميبرالية مثل قيـ العدالة والمساواة والحرية المدنية والمساواة في الفرص

" والذؼ يتجسد في قمعال"وىو وباإلضافة إلي ذلؾ، يشير جوف رولز إلي أىـ أسباب اليجرةلذلؾ فإف ،اضطياد األقميات العرقية والدينية وحينما يحدث يصبح ىناؾ حق في اليجرة

الشعوب الميبرالية ليس فييا قمع ألنيا تحتـر حقوؽ اإلنساف، وفي ذلؾ يقوؿ: "يعد القمع يمنع أؼ ىوأوؿ األسباب الرئيسية لميجرة، وتسمي الشعوب بػ )ليبرالية(، إذا ما كاف ىيكميا

)41(Ibid,p,39. )42)Ibid,p,37. وكذلؾ أنظرجوف رولز: العدالة كإنصاؼ, إعادة صياغة, الطبعة األولي, ترجمة حيدر حاج إسماعيل, مركز

يوضح ىذا النص عند جوف رولز أسباب . 336, ص 2009دراسات الوحدة العربية, بيروت, لبناف,في وكيف أنيا مرتبطة بغياب العدالة وظمـ المؤسسات السياسية، لذلؾ ال تمثل اليجرة مشكمة ,اليجرة

المجتمعات الميبرالية العادلة ألنيا غير موجوده, ونظرا ألنو ال يوجد مثل ىذا المجتمع الدولي الميبرالي رر ومعقوؿ في ب الفاضمة, فإف ىناؾ حق أخبلقي م العادؿ أوتمؾ الشعوب الكريمة أوتمؾ اليوتوبيا

اليجرة.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

شكل مف أشكاؿ القمع سواء كاف ألسباب عرقية أودينية، ألف تمؾ الشعوب الميبرالية تحتـر .(43)حقوؽ اإلنساف وىذا يكفي لمنع أؼ نوع مف أنواع االضطياد"

فيقوؿ: " مف أىـ حقوؽ ،ومف جية أخرؼ، يتحدث جوف رولز عف حقوؽ اإلنساف الحق في ،الحق في الممكية ،حرر مف العبوديةاإلنساف، الحق في الحياة، الحق في الت

ذا ما ،المساواة واألمف الحق في رفض القتل الجماعي واإلبادة الجماعية والتطيير العرقي، وا ، لذلؾ يجب عمي الشعوب توافرت تمؾ الحقوؽ في شعب فستختفي أسباب اليجرة منوب المغموبة عمي أمرىا والتي الديمقراطية أف تحتـر كافة حقوؽ اإلنساف ومساعدة كافة الشعو

. (44)" تعيش تحت وطأة الفقر ومحرومة مف نظاـ سياسي واجتماعي عادؿ، ولقد اعتمد الفقر والمجاعات والضغط السكانيآخر لميجرة وىو اويقدـ جوف رولز سبب

وخاصة عممو )الفقر والمجاعات( سين أمارتياجوف رولز عمي النتائج التي توصل إلييا ف العديد مف المجاعات ناجمو عف سوء اإلدارة السياسية أ سيف (، وفي رأؼ1981عاـ )

ومشكمة سوء التوزيع لمموارد وليس مشكمة الموارد نفسيا. ولقد فسر جوف رولز نتائج امارتيا سيف قائبل: " إف وجود حكومة تسمح لمناس بالجوع عندما يكوف مف الممكف منع الجوع

.(45)اإلنساف"يعكس عدـ االىتماـ بحقوؽ كما رأؼ اعتقد أف سوء التوزيع قد يكوف أحد أسباب الفقر ولكنو ليس كل أسباب الفقر

، فيناؾ أسباب كثيرة لمفقر أىميا االستعمار والحروب غير المبررة ونيب ثروات سيفمف قبل المحتميف ثـ بعد ذلؾ مف قبل حكاميـ الظالميف، فكثير مف الشعوب الفقيرة الشعوب

أفريقيا شعوب غنية بالذىب الخاـ والثروات الطبيعية والمواد الخاـ، وتسمب مف قبل في

)43)Beitz,Charlos R.(2000): Rawls's law of peoples, The University of Chicago Press, Ethics, Vol.110, No 4, pp, 669-670.

)44)Buchannan, Allen(2000): Rawls's law of peoples, Rules for a Vanished Westphalian World,The University of Chicago Press, Ethics, Vol.110, No 4, p, 719.

في الدوؿ الميبرالية التي تحتـر حقوؽ اإلنساف, لذلؾ يوضح ىذا النص أف أسباب اليجرة تختفي . يصبح ىناؾ في اليجرة لدػ الشعوب غير الميبرالية

)45(Rawls, John(1999): the law of people, op.cit, p,1 .102صوب وعود إلي فكرة العقل العاـ, لمحصوؿ عمي رؤية رولز كاممة انظر جوف رولز: قانوف الشع

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

292

قد فات سيف أف بعض المجاعات والفقر ال يمكف الوقاية منيا، حكاميا، ومف جية أخرؼ،والبعض اآلخر يمكف الوقاية منو باإلدارة السياسية الحكيمة، ولكف ىناؾ أزمات تفوؽ

ل الكوارث الطبيعية والفيضانات والزالزؿ واألعاصير واألوبئة التي مث احتماؿ وطاقات الدوؿ. Nussbaum (46) نوسباوم مارثالف يجدؼ معيا أؼ إدارة حكيمو، ليذا فانا أتفق مع

سوء التوزيع ىوالسبب ما مف أفاختمف مع جوف رولز وأمارتيا سيف في موقفيوعمي ىذا ذا كاف جوف رولز قد تحدث عف أسباب اليجرة، وا .في العالـ الثالث مجوع والفقرالرئيسي ل

و" " قيمة األولوية"فإنو تحدث أيضا عف الحل األخبلقي لظاىرة اليجرة، والذؼ يتمثل في" حاال منا أسو أ" العدؿ ىواألولوية لمفقراء ولمف ىـ وفي ذلؾ يقوؿ: "قيمة العدؿ التوزيعي

ا وفقرا واألقل حظا مف الناس، فالعدؿ لذلؾ يجب عمينا أف نعطي أكثر لمف ىـ أكثر حرمان ومف جية أخرؼ، رأؼ .(47)" حاال أال يتحقق في المساواة بل في قيمة األولوية لمفقير األسو

االجتماعي ا لتحقيق العدؿ جوف رولز أف الحل يكمف في " حجاب الجيل" والتفاوض ضمان .(48)وعدـ التحيز والموضوعية والنزاىة"

Thomas Nagel ()توماس ناجيل: -3حاال في العالـ وأولكنو تحدث عف األس ،لـ يتحدث ناجيل عف اليجرة بصورة مباشرة

حديثة ىذا عمي المياجريف، ضعويمكننا أف ن والفقراء في العالـ،أوما أطمق عمييـ البؤساء فبل يوجد شخص يترؾ وطنو وأىمو إال وعنده ظروؼ قاسية، وينطبق عميو ما تحدث عنو

)46(see Nussbaum, Martha c.(2007): Frontiers of Justice, Disability, Nationality, species Membership, Cambridge, London.

)47(Rawls, John (1967): Distributive Justice, Philosophy politics and society, Oxford university press, Oxford, p,37.

)48(Rawls, John (1971): A Theory of Justice, Belknap Press, United States, p,19.

() أخذ ,2000وتوفي عاـ 1937فيمسوؼ أمريكي في جامعة نيويورؾ، ولد عاـ ىو: توماس ناجيلخبلقية والسياسية، وراه مف جامعة ىارفارد تحت اشراؼ جوف رولز، تخصص في الفمسفة األالدكت

.1991ولوية" األو ومف أىـ كتبو " المساواةNagel, Thomas (1996): Critical Essays, Oxford University press, Oxford, p,

228.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

اجيل " البؤساء"، لذلؾ يجب أف تكوف األولوية ليـ ألنيـ في حاجة لممساعدة، وقدـ ناجيل نمطالب أخبلقية قوية بضرورة مساعدة األشخاص الذيف ظروفيـ أصعب منا وأف نعطي أاألولوية ليؤالء البؤساء، قائبل: " يجب عمينا أف نعطي المنفعة لؤلشخاص الذيف ىـ أسو

ية أخبلقية كبيرة حيف نقدـ الفائدة ليـ، وتمؾ الفوائد التي نمنحيا ليـ حاال منا، وىناؾ أىم .(49)الظمـ"مف قمل مف عدـ المساواة في الكوف وتقمص ت

ويقوؿ ناجيل في موضع آخر: " يجب أف نعطي األولوية لمساعدة مف ليـ مطالب أف العالـ كمو، أؼمف اآلخريف ليس في وطننا فقط بل في أسو أواحتياجات أساسية وحاليـ

،األولوية لفقراء العالـ، وتمؾ األولوية تتساوؼ مع المساواة ىناؾ ضرورة أخبلقية في جعل، فاألولوية ىي جوىر األولوية والمساواة ال يتصارعاف أويتناقضاف بل يتساويافومف ثـ فإف

(50)المساواة"والمساواة، فالمساواة تتحقق يوضح ىذا النص عند ناجيل أنو ال يوجد تمييز بيف األولوية

في الكوف، كما أف األولوية مطمب وشرط ضرورؼ لممساواة حاال أحينما نمنح األولوية لؤلسو مطمقة أـ نسبيو؟, أولوية ىل ىي ،عند ناجيل، ولكنو لـ يتحدث عف صفات ىذه األولوية

لآلخريف واألعباء بيف الفوائد التي تذىب أخبلقي مشروطو أـ معتدلة؟، ىل يوجد فييا توازف ونتحمل العبء يىل عمينا أف نضحو أـ ليس فييا توازف؟، عنيـ التي يجب أف نتحمميااإلجابة عمي ىذا سكانمون توماسيقدـ .فوائد أكثر لمفقراء؟! مف أجلاألكبر مف األعباء يجب عمينا أف (، فيقوؿ: "1998")؟يجب عمينا فعمو تجاه اآلخريفذا السؤاؿ في كتابة "ما

، ويجب عمينا التغير األخبلقي، وأف The Priority view نتحرؾ باتجاه " نظرية األولوية " .(51)"ذا مف شأنو أف يجعل النتيجة أفضلحاال منا, وى ءنجمب منافع أكثر إلي مف ىـ أسو

)49(Nagel, Thomas (1996): Critical Essays,Other Minds: oxford University, Oxford, p,201.

)50)Nagel, Thomas (1991): Equality and priority, Oxford university press, Oxford, pp, 39-40.

)51(Scanlon, Thomas (1998): what we owe to Each other, Harvard university press, Harvard, pp, 4-5.and sea Scanlon,T(2003):The Diversity of

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

299

(: " يجب عمي الدوؿ الغنية أف تعطي لمدوؿ الفقيرة التي 2008) نبرج فريد أيتنوترؼ ا، وأف نبتعد عف المستوؼ النفعي وأف ال نبحث عف مصمحتنا فقط، بل نحقق تموت جوع

وحينما نستطيع بموغ ذلؾ، فحينئذ يمكننا أف حاال منا، ءمصمحة اآلخريف الذيف ىـ أسو .(52)تختفي فيو أسباب اليجرة " الذؼ منصفالعادؿ و المثالي العالـ ال ندخل إلي عتبة ذلؾ

قد دافعا معا عف قيمة األولوية وأنيا سكانمون وتوماس يلناج توماسواذا ما كاف المناقض ليما تماما، في ميمر ديفيدتعبر عف العدالة، فإننا يمكف أف نشير إلي موقف

, وذلؾ حيف قاؿ:" ىناؾ عبلقة قوية بيف 1999كتابو " العدالة وعدـ المساواة العالمية " ما يساء فيميا، فالعدالة ال تنطوؼ سوؼ عمي المساواة العدالة والمساواة، وتمؾ العبلقة كثيرا

فالعدالة تتطمب توزيعا متساويا لمفوائد وىذا يتفق مع المساواة وىي مثل المساواة السياسية، ، لذلؾ يجب تقسيـ الموارد عمي قدـ المساواة وأف يصبح التوزيع عادال تماما، األخبلقية

وىذا التوزيع المتساوؼ أقرب إلي العدالة وىويعني فالعدالة تتطمب توزيع متساوؼ لمحقوؽ .(53)الحماية القانونية المتساوية عمي قدـ المساواة "

واعتقد أف ديفيد ميمر تجاىل حقوؽ المياجريف الفقراء الذؼ تناسبيـ العدالة التوزيعية لتوزيع أواليندسية عند أرسطو، والتي تعني التوزيع حسب الحاجة أوحسب االستحقاؽ، أوا

أكثر عمي مف يستحق أكثر، وىنا تكمف العدالة في األولوية لممحتاجيف, ومف جية أخرػ تناسب الفقراء وىي العدالة التي، أما فأف العدالة التي تناسب المواطنيف ىي عدالة المساواة

جرة.، وىذا يقودنا إلي التساؤؿ عف أنواع اليعدالة االستحقاؽ أواألولوية لممياجريف والبلجئيف

Objections Inequality, The Lindley Lecture, University of Kansas, Essays In Political Philosophy, Cambridge, Cambridge University Press, p, 217.

)52(Freudenberbg, Eitan (2008): necessary and sufficient finding the ideal and just world, Equality and Impartiality, pp,5-6.

(53) Miller, David (1999): Principles of Social Justice, Justice and Global Inequality, Harvard University Press, and sea Miller, David (2002): Equality and Justice, Nuffield College, Oxford

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

الهطلث الثاني

Types of Immigrationأنىاع الهجرج

اليجرة ليست واحده، فيناؾ ىجرة اقتصادية وىجرة اجتماعية، توجد أنواع كثيرة لميجرة، ف ف مستوؼ المعيشة وقد تكوف ىجرة يوىجرة طبيعية، وقد تكوف اليجرة اختيارية لتحس

مشروعة أوغير مشروعة، وقد تكوف مثل ىجرة البلجئيف، وقد تكوف اليجرة ةراريطاضاليجرة غير أخبلقية مثل ىجرة األدمغة، ومف جية أخرؼ، قد تكوف اليجرة دائمة أوموقتة،

قيميف دائميف، وحينما تصبح اليجرة مؤقتة وحينما تكوف اليجرة دائمة يصبح المياجريف م وذلؾ عمي النحوالموسميف، يصبح ىناؾ مياجريف مؤقتيف مثل ىجرة العماؿ المؤقتيف أو

التالي: Economic Immigrationاليجرة االقتصادية: -1

ياجر ىي ىجرة اليد العاممة بسبب الفرؽ في معدالت األجور، وفييا يقوؿ كارينز: " ي زدىر الناس ألف لدييـ اىتمامات أساسية أخرؼ مثل االزدىار االقتصادؼ وتوفير مستقبل م

يـ األصمية وفشميـ في رؤية قيميـ تنعكس في المؤسسات ألطفاليـ تاركيف ورائيـ ثقافات( أسباب اليجرة االقتصادية، 2008)ميمر ديفيد. ويذكر (54)السياسية لبمدىـ األصمي"

يرغب المياجريف في توفير حياة أفضل ليـ في مقابل ظروؼ غير محتممو في فيقوؿ:" ة، فقد يضطر الناس إلي بمدانيـ األصمية، لذلؾ فاليجرة ليست طواعية ولكنيا اضطراري

اليروب مف بمدانيـ األصمية لتجنب االضطياد أولميروب مف الظروؼ االقتصادية الصعبة . (55)منعيـ مف العيش في حياه كريمة"يؼ ذالأواليروب مف الفقر

ويدافع جوزيف كارينز عف حق كل شخص في البحث عف فرصة أفضل، لذلؾ فإف لميجرة االقتصادية، وعمي ىذا فإف الواليات المتحدة ليس سبب قوؼ وعدـ توافر الفرص ى

لدييا مبرر أخبلقي الستبعاد المياجريف المطحونيف بالظروؼ االقتصادية الصعبة، فيؤالء

)54(Carens, Joseph (2013): the Ethics of Immigration, p,6. دوف اكتراث, قد اليجرة مغامرة يوضح ىذا النص عند كارينز أىـ األسباب التي تدفع األفراد لخوض

والظروؼ االقتصادية الصعبة. يكوف البطالة وانخفاض األجور وتدني مستويات المعيشة)55(Miller, David (2008): Nations and Citizenship, Nuffield College, Oxford,

p,17.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

292

المياجريف يحتاجوف إلي ظروؼ معيشية الئقة ليـ وألسرىـ وال يستطيعوف أف يجدوا تمؾ اجب الدوؿ الغنية الغربية نحوالذيف يسعوف الفرص الحقيقية في أراضييـ األصمية، وىذا ىوو

.(56)لميجرة إلي اراضييا" Social Immigrationاليجرة االجتماعية: -2

سباب اليجرة االجتماعية, وفي ذلؾ يقوؿ كارينز: يعد الفقر والجوع والحروب مف أىـ أ لفرص، وىذا مف أىـ أسباب اليجرة االجتماعية اليروب مف الجوع والفقر وعدـ توافر ا

اذا ما كاف الفقر مف أىـ أسباب و .(57) "ىوواجب الدوؿ الغنية تجاه أبناء الشعوب الفقيرةفي معالجة (1992) ىيمفيد جيمساليجرة االجتماعية، فيمكننا أف نعرض وجية نظر

لي ضرورة معالجة الفقر والحد منو بشتي الطرؽ، التي مف أىميا حينما دعي إ الفقر، وذلؾلذلؾ ينادؼ بأنو: "يجب تطوير عبلج أكثر فاعمية ألسباب اليجرة ،إلي الدوؿ الغنيةاليجرة

باليجرة إلي الببلد االجتماعية ومعالجة أسباب الفقر في الدوؿ النامية في العالـ الثالث وتخفيف التخمف في مجتمع المياجريف، وذلؾ ليس فقط لمساعي اقتصادية فقط بل الغنية،

.(58)ضا" لمساعي أخبلقية أييوضح كارنيز المسؤوليات األخبلقية التي تقع عمي عاتق الشعوب الغنية حياؿ الشعوب

الفقيرة، ويعرض األسباب األخبلقية لمتصدؼ لمفقر ومساعدة الفقراء بشكل فعاؿ، وفي ذلؾ يقوؿ: "يجب االىتماـ باألقل حظا، وال يوجد مبرر أخبلقي لمنع األشخاص مف الدخوؿ الي

طاننا حينما يصبح ىدفيـ العمل الجاد وبناء حياه كريمة ألطفاليـ، ويجب عمي الدوؿ أو .(59)الغنية أف ال تتخمى عف التزاماتيا األخبلقية تجاه كل مياجر فقير"

)56(Carens, Joseph. H (1988): Immigration and the Welfare State, Princeton University press, Princeton, pp, 221-222.

)57)Ibid, p, 224. )58)Hollifield, James.F (1992): immigrants, markets, and states, The Political

economy of Postwar Europe, Harvard University press, Harvard, p, 5. )59(Carens, Joseph. H (2000): Open Borders and liberal limits, A response to

Isbister, The International Migration Review, Vol. 34, No (2), pp, 636-637.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

األوؿ: كيف ربط بيف الفقر واليجرة، يستكشف ىذا النص عند كارينز, ثبلثة أمور، د الحموؿ الفعالة في القضاء عمى الفقر, والثالث:الواجب كيف اعتبر اليجرة تمثل أح والثاني:

األخبلقي والمسؤولية األخبلقية عمى الدوؿ الغنية الميبرالية في قبوؿ المياجريف وعدـ .، والتي تتمثل في أخبلقيات قارب النجاةاستبعادىـ

Natural Immigrationاليجرة الطبيعية: -3قوية لميجرة الطبيعية في جميع انحاء العالـ ( "ىناؾ أسباب2000) كول فيميبيرؼ

غير المناخ والكوارث الطبيعية والبراكيف والزالزؿ وما ينتج عنيا مف مجاعة، لذلؾ ال وىي ت .(60) بررات أخبلقية لمحد مف ىجرة األشخاص المنكوبيف"توجد م

Forced immigrationاليجرة االضطرارية أوالقسرية)ىجرة الالجئين(:-4ؼ كارينز أف ىناؾ فرؽ بيف المياجر االقتصادؼ الذؼ يياجر طواعية ورغبو في تغيير ير

الذؼ Refugeeنوعية الحياة والعيش حياة أفضل ومف أجل االزدىار االقتصادؼ، والبلجئ يفر مف االضطياد أومف أؼ تيديدات لمحقوؽ األساسية في الحياة واألمف واألماف، لذلؾ

بر عمي الفرار مف بمده األصمي بسبب االضطياد الديني ص أج يعرؼ البلجئ بأنو شخوىناؾ إمكانية معقولو لمعودة إلي ،والتطيير العرقي واإلبادة الجماعية ومخاطر الحروب

وتمؾ المسؤولية ،بمده األصمي في المستقبل، وىؤالء البلجئيف نحف نتحمل مسئولية محنتيـذا لـ ىي مسؤولية أخبلقية مثل توفير منازؿ و مساكف ليـ ألف حياتيـ في خطر دائـ، وا

يعبر ىذا النص عف معاناة (.61)نفعل ذلؾ فسوؼ نعاني مف الفشل األخبلقي العميق" البلجئيف، وعف حقوقيـ في عدـ إجبارىـ عمي العودة، والمسؤولية األخبلقية لمدوؿ

يش االجتماعي، لذلؾ الديمقراطية في حماية البلجئيف الفاريف مف االضطياد والقمع والتيم فيناؾ واجب أخبلقي عمي الدوؿ الغنية في ايجاد منازؿ ليـ.

)60)Cole, Phillip (2000): philosophies of Exclusion: liberal political theory and immigration, Edinburgh university press, Edinburgh, p,13.

)61)Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of immigration, ch10, Refugees, p, 196.

And See Carens, Joseph. H (2011): immigration and citizenship, university of Toronto, Canada, p, 103.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

292

البلجئ ومف جية أخرؼ، يوضح كارينز أف ىناؾ فئو أخرػ مف البلجئيف وىـ " البلجئ االيكولوجي ىوشخص أجبر عمي الفرار مف ، فمف ىو؟، يقوؿ كارينز: االيكولوجيفي ةوالتغيرات المناخية الناتج ،Global Warmingلميالعااالحتباس الحرارؼ دياره بسبب ومف الواضح أف الدوؿ الغنية تتحمل مسؤولية كبيرة عف التغيرات التي تحدث ،بيئتيـ المادية

ويجب عمينا ايجاد مكاف ليؤالء بعد أف دمرنا بيئتيـ الطبيعية، لذلؾ ال يجب استبعاد ،بالفعلاؾ تشريعات قانونية ضيقة تحرميـ مف وضع البلجئ ىؤالء البلجئيف مف الحماية، ولكف ىن

.(62)وىذا إخفاؽ أخبلقي عميق" ،وينتيي بيـ األمر في طي النسياف لسنواتيوضح ىذا النص عند كارينز أف عمي الدوؿ الغنية التزامات أخبلقية بمساعدة البلجئيف

بلجئيف أوترحيميـ، وأف ىناؾ وأنو ال يجب أف يتـ استبعاد ىؤالء ال واالستجابة الحتياجاتيـ,االحتباس التزاـ أخبلقي بقبوؿ البلجئيف، ويعترؼ فيو بمسؤولية الدوؿ الغنية عف ىذا

ومف ثـ، يرؼ كارينز في موضع آخر: " أنو يجب عمي العالمي وتغير المناخ. الحرارؼ دـ الوفاء الدوؿ الغنية الديمقراطية االمتثاؿ لواجباتيا األخبلقية تجاه البلجئيف، ألف ع

.(63)بواجباتيا غير جائز أخبلقيا" اليجرة المشروعة واليجرة غير المشروعة -5

Legitimate immigration and illegal immigration

جرة يرػ كارينز أف اليجرة قد تكوف مشروعة أوغير مشروعة، وعرؼ كارينز الي ىي التي يدخل فييا المياجروف بأنيا اليجرة المشروعةعرؼ ت المشروعة عمي النحواآلتي: "

قانونية ةبشكل شرعي وقانوني، فيصبحوا مياجريف شرعييف معيـ إذف قانوني وتأشير بالمكوث في الببلد ومف حقيـ الحصوؿ عمي اإلقامة، وبعد مدة طويمة مف حقيـ كل حقوؽ

.(64)ف في المعاممة"يالمواطنة واالدماج وال يوجد فرؽ بينيـ وبيف المواطنيف األصمي

)62)Carens, Joseph. H (2011): Immigration and citizenship, p, 102. and sea Carens, Joseph. H (2013): The Ethics of immigration, p, 197. )63)Carens, Joseph. H (1992): Refugees and the limits of obligation, political

Theory, European Journal of Protection, Vol 6, Issue 1, pp, 33-34.7 )64(Carens, Joseph. H (2002): the Rights of Residents, in Dual Nationality,

social Rights and federal citizenship in U.S and UROPE and see Carens,

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

ودافع كارينز عف حقوؽ أصحاب اليجرة المشروعة مثل الحق في العضوية والمواطنة , ولكنو أظير أف سياسات اليجرة الفعمية خاطئة والبقاء والرعاية الصحية والتعميـ المجاني

ويجب إصبلحيا، لذلؾ يقوؿ:" تمؾ الدوؿ الديمقراطية الميبرالية ال تمنح تأشيرتيا لممياجريف ، وال يستطيع األقل حظا االستفادة األولوية لممتعمميف والميرة واألثرياءألنيا تجعل بسيولة،

مف فرص اليجرة القانونية، أؼ أف الباب مغمق لغير الميرة مف المياجريف في الحصوؿ عمي تأشيرة قانونية، بسبب معايير القبوؿ وقيود اليجرة التي تحددىا الدولة والتي تقـو عمي

، وىذا يدفع العديد مف المياجريف إلي يتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرصالذؼ لعرقياالختيار ا .(65)اليجرة غير المشروعة

ىي اليجرة غير النظامية يعرؼ كارينز اليجرة غير المشروعة، "بأنيا ومف جية أخرػ، ا فييا أواليجرة غير القانونية، ومف يقوموف بيا ىـ المياجروف الذيف دخموا الببلد واستقرو

ويرؼ كارينز أف ىناؾ عبلقة بيف .(66)بدوف اذف قانوني وال يوجد ليـ حق في اإلقامة" اليجرة غير المشروعة واإلتجار بالبشر، فقط تستغل العصابات ظروؼ راغبي السفر،

قد ف ،بسبب قيود اليجرة غير المبررة ،وتعرضيـ لمخاطر جسيمة أثناء عممية نقميـ وسفرىـ .(67)ف الشباب لمموت المحقق في المياه أوالصحراء" يتعرض الكثير م

Brain Drainىجرة األدمغة أوالعقول شكل مف أشكاؿ Selective immigration" اليجرة االنتقائية " () األدمغة ىجرةتعد

يرؼ ،فما ىي اليجرة االنتقائية؟ ،اليجرة اإلنتقائيةاليجرة غير المشروعة والتي تتمثل في

Joseph. H (2013): the Ethics of immigration, irregular immigrant, ch7, p, 131.

(65)Carens, Joseaph (2003): Who should Get In ?, the Ethics of Immigration Admissions, Ethics and International Affairs, p,43.

)66) Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of immigration, ch7. )67) Carens, Joseph. H (2008): the Rights of Irregular Migrants, Ethics and

International Affairs, Vol22, Issue 92, pp, 173-174. And see Carens, Joseph. H (2009): Fears VS. Fairness: Migration, Citizenship and Transformation of political community, p, 171.

() ة ىجرة العقول المفكر ة أودمغىجرة األBrain Drain

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

298

: "يقصد باليجرة االنتقائية أف تقـو الدوؿ الغربية باستقداـ اليد العاممة الماىرة كارينزمتميزيف وغيرىـ مف ال ،والتخصصات الدقيقة مثل ميندسي الكمبيوتر واألطباء والميندسيف

مف الباحثيف في المجاالت المختمفة وأصحاب الميارات العالية، وينجـ عف ىذه اليجرة قدىـ ببلدىـ إلي األبد، وىذا يمثل ىجرة العقوؿ النابية إلي الببلد الغنية وىذا االنتقائية أف تفت

ينجـ عنو تخمف البمد الذؼ تـ افراغو مف خبره شبابو، وىذا يعوؽ عممية التنمية في بمدانيـ ألف ىناؾ مسؤوليات أخبلقية لمدوؿ ،األصمية، لذلؾ يجب رفض ىجرة األدمغة الضارة

دمغة الضارة كما أف ىناؾ مسئوليات أخبلقية لؤلفراد الميرة تجاه الغنية لمنع ىجرة األ .(68)مجتمعاتيـ األصمية "

يوضح ىذا النص عند كارينز كيف رفض ىجرة األدمغة ألنيا تضر بالببلد النامية مية فييا، كما تضر بكتمة الفقراء واألقل حظا في البمداف النامية، وىذا يتعارض نوتعوؽ التتكافؤ الفرص بالببلد النامية، وىذا ينـ عمي إنو استخداـ المنيج المثالي الذؼ مع مبدأ

يرفض المصمحة الشخصية، فمف مصمحة الببلد الغنية استقداـ ىذه الخبرات والعقوؿ الفذة، ومف جية أخرؼ، إذا ما كاف كارينز رفض , ولكف ال يجب اتباع المصمحة الشخصية دائما

ا في مختمف فروع العمـ مف بمد إلي آخر طمب يفالعمماء والمتخصصىومصطمح يطمق عمي ىجرة ة مف البمداف النامية إلي مغوعادة ما تكوف ىجرة األد ,حواؿ معيشية أفضلا ألوالتماس ألرواتب أعمي

نواع اليجرة التي تعاني منيا الدوؿ النامية وىي ىجرة غير عادلة ألنيا أالبمداف المتقدمة، وىي مف أخطر وربية ألنيا تقـو باستقطاب ألفة فقط، وىناؾ مسؤولية أخبلقية عمي الدوؿ اضيفي مصمحة البمد المب تص

الكفاءات العممية والعممية النابغة في الدوؿ النامية بعرض المنح الدراسية بمغريات تجذب عدد كبير مف اقات والكوادر البشرية النابغة لي فقداف الدوؿ النامية لعدد كبير مف الطاأبناء الدوؿ النامية، وىذا يؤدؼ

تساع الفجوة بيف مستوؼ التقدـ وبيف الدوؿ اا، وكذلؾ ا وعممي األمر الذؼ يحوؿ دوف تقدميا اقتصادي المتقدمة والدوؿ النامية.

Merriam-Webster (2019): Definition of Brain Drain, Cambridge Advanced learners Dictionary, Cambridge university press.and sea Oberman, K., (2013): Can Brain Drain Justify Immigration Restrictions?, Ethics, 123, pp, 450-451.

)68(Carens, Joseph. H (2016): Expanding the Brain Drain Debate, Journal Law, Ethics and Philosophy, Issue4, pp, 135-136.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

و رفض في المقابل حقنو دافع عف حق اليجرة بصفة عامة ولكنىجرة األدمغة فإالحق في .االنتقائيةاليجرة

رفض ىجرة األدمغة واعتبرىا ىجرة غير جوزيف كارينزومف ناحية أخرػ، إذا ما كاف ألسباب تتعمق بالعدالة التوزيعية، كما إنو مشيل بميكمشروعة، فيرجع ذلؾ إلى تأثره بفكر

في حيف إننا نجد مثبل، خبير ،المثالي الذؼ يقدـ ما يجب عمينا فعمو بالمنيج اكاف متأثر يدافع عف ىجرة األدمغة مف منظور نفعي كابالن بريان ماسون جورجاالقتصاد األمريكي

ف و وذلؾ ألف المياجر ،فمثبل نجده يقوؿ: " ال يوجد ظمـ في ىجرة األدمغة ،واقعي لمغايةوالبمداف ،المياجريف ذوؼ الميارات المتدنية فتيازات عذوؼ الميارات العالية يتميزوف بام

األصمية لممياجريف تستفيد بالفعل في اقتصادىا مف األمواؿ التي يودعيا ىؤالء المياجريف سرىـ باألمواؿ التي يرسمونيا إلييـ، ومف الميارات العالية عندىـ، كما أنيـ يدعموف أ ؼ ذو

الذيف عاشوا وماتوا ولـ تسمع بيـ دولتيـ وظموا جية أخرػ، ىناؾ الكثير مف الموىوبيف ا غير معروفيف ولـ يسمع بيـ أحد ألنيـ عالقوف في جزء مف العالـ حيث ال ييـ كونؾ عبقري

الدوؿ النامية، لذلؾ فبل يوجد خطأ أخبلقي في تفضيل تمؾ أـ ال؟، الكل يتساوػ فيأف ظاىرة ىجرة العمالة الماىرة .وكذلؾ يرػ آخروف:"(69)المياجريف ذوؼ الميارات العالية"

مفيدة لمبمداف المرسمة وليس المستقبمة، فيناؾ مكاسب اقتصادية يجنوىا مف اإلنفاؽ عمي .(70)"وتحسيف مستواىـ االقتصادؼ والمادؼ أبحاثيـ العممية

قد يكوف صحيحا إلى حدا كابالنواعتقد أنو مف دواعي األسف األخبلقي أف ما يدعيو تيجرىـ النامية أبنائيا الميرة وترعاىـ والالعربية الدوؿ حتضفذلؾ مف األفضل أف تما، ل

ومف ىـ ثرواتيا الحقيقية الميرة تتركيـ فريسة لمغريات الغرب ألف أبنائيا ىي األوؿ بأفغيرىـ لـ تتقدـ ببلدىـ أبدا، لذلؾ يجب عمي تمؾ الدوؿ النامية أف تستفيد مف ىذه العقوؿ

وعمييا أف تخمق مناخ مناسب ليـ وتدعميـ ماديا ومعنويا ، يـ سبلحيا الحقيقيالنابية فومف جية أخرػ وتحسف مف أوضاعيـ المادية لكي تكسبيـ بدال مف أف تخسرىـ إلي األبد،

)69(Mathew, Dylan(2014): the case for open Borders, the science and Ethics of immigration.

)70(Tito Boeri, Herbert Brucker (2012): Brain Drain and Brain Gain, The

Global Oxford University Press, p, 61.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

في مغادرة أوطانيـ مطمق ىناؾ مسؤولية أخبلقية عمي ىؤالء الميرة، فميس ليـ حق وطنيـ، واذا ما كاف ىذا واجبيـ نحووطنيـ ففي وتفضيل مصمحتيـ الشخصية عمي مصمحة

المقابل مف حقيـ تفضيميـ وجعل ليـ األولوية واإلنفاؽ عمي أبحاثيـ العممية وتبنييـ واحتوائيـ.

ذا ما كاف جوزيف كارنيز عارض جورج مارياف ألنو يدافع عف ىجرة األدمغة، كابالنوا ألنيما رفضا ىجرة األدمغة بشكل بميك يكلوما بروك جيميانفيمكننا أف نجد كارنيز يؤيد

، ()بميك ومايكل()بروك جيميانوعمي سبيل المثاؿ إذا ما رجعنا إلي كتاب .(71)قاطع وجذرؼ في العبارات اآلتية: " شادة بموقفيما، وىذا يتضح مثبل نجد أف كارينز كاف محقا في اإل

مع يجرة إلي المجتمعات األكثر ثراء يختار العديد مف ألمع وأفضل مواطني البمداف النامية الىل يجوز فمماذا ال يديف ىؤالء الناس لمجتمعاتيـ األصمية؟، ،أخذ مياراتيـ وتعميميـ معيـ

مواطنييا استخداـ مياراتيـ لتحسيف حياة مف لممجتمعات النامية أف تطالب بشكل شرعي ، لذلؾ تزداد أىمية ىذه ىل يسمح ليذه المجتمعات بمنع مواطنييـ مف اليجرة؟ ؟،مجتمعيـ

في كتابو: " بروك.وكذلؾ يرؼ (72)االسئمة حيف تتسع الفجوة بيف المجتمعات الغنية والفقيرة ",:" تثير ىجرة العماؿ الميرة مشكمة أخبلقية عميقة، وذلؾ حيف 2009العدالة العالمية "،

% مف أطباء 45مف سكاف العالـ يعيشوف في أوربا وأمريكا الشمالية ولدييـ %21نجد %13% مف الممرضات في العالـ، بينما في أفريقيا التي تحتوؼ عمي 61العالـ الميرة و

)71(Carens, Joseph(2016): the Ethics of Immigration Revisited: Response to Brock, Febre, Risse and Song, Journal of Applied Philosophy, Vol33, Issue, 4, p, 461.

() وكبلند في نيوزلندا، وىي حاليا زميمو في مركز ادموندجأجيمياف بروؾ: ىي استاذ الفمسفة بجامعة، تتركز أعماليا عمي العدالة العالمية.واستاذ األخبلقيات في جامعة ىارفارد، و

() مايكل بميؾ: ىواستاذ الفمسفة والشؤوف العامة بجامعة واشنطف، كتب عف العدالة الدولية لمتوزيع وأخبلقيات اليجرة وىومؤلف كتاب العدالة والسياسة الخارجية.

Gillan Brock, Micheal Blake (2015): Debating Brain Drain, Oxford university press

)72)Gillan Brock and Micheal Blake (2015): Debating Brain Drain, Emigration, Oxford university press, Oxford.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

مف الممرضات، باإلضافة إلي أف % 5% مف أطباء العالـ و3مف سكاف العالـ يوجد بيا تمؾ المنطقة تعاني مف عبء األمراض في العالـ نتيجة نقص حاد في ميف الرعاية

اإلنساف الحصوؿ عمي حد أدنى مف الرعاية الصحية، لذلؾ يجب الصحية، ومف حقوؽ البمداف التي تعاني مف نقص فياصدار حظر شامل عمي ىجرة أخصائي الرعاية الصحية

اعتقد أنو يجب أف نعطي األولوية لمموىوبيف والنابغيف لكي .(73)شديد في إمكانياتيا "عمي أف يميان بروكجميشيل بميك و يتفق شعرىـ باالنتماء والوالء لوطنيـ. وفي الواقع ن

ىجرة األدمغة مثيره لمقمق األخبلقي، ولكنيا توضح ما يمكف القياـ بو حياؿ ىذه الظاىرة، : " ىناؾ أثار أخبلقية مترتبة عمي ىجرة ىؤالء الميرة وىناؾ جيميان بروكمثبل يقوؿ ف

لتفاوتات اليائمة في الصحة زيادة اوىذا يعمل عمي ،خسائر عف ىجرة ورحيل العمالة الماىرةعمي سبيل المثاؿ لدؼ الياباف حوالي واحد وعشريف طبيبا لكل عشرة آالؼ ف، مثبل العالمية

شخصا، بينما يوجد في مبلوؼ طبيب واحد لكل خمسيف ألف شخص، ومف الواضح أف عواقب ىجرة األطباء الميرة أدت إلي عدـ المساواة الجذرية في المواىب الطبيعية وىذا لو

سنة عف 32وخيمو عمي الصحة، وسيكوف متوسط أعمار الناس في مبلوؼ أقل مف .(74)نظرائيـ المولوديف في الياباف "

Permanent immigration and temporaryاليجرة الدائمة واليجرة المؤقتة-6migration

ة الدولة التي تعنى أف يكتسب المياجر جنسي" ، فيقوؿ:اليجرة الدائمةيعرؼ كارنيز بأنيـ ىـ المياجريف الدائميفىاجر إلييا وحصل عمي إذف باإلقامة الدائمة، ويعرؼ

المقيميف الدائميف الذيف أمضوا وقت طويل يتجاوز مف الخمس إلي العشر سنوات بصفة

)73(Brock, G (2009): Global Justice, Oxford University Press, p, 200.

)74(ibid, p, 20. أف مضمونيا أخبلقية حججا قدموا أف بعد األدمغة ليجرة وبروؾ بميؾ رفض مدؼ النص ىذا يوضح

نيا العدالة في ىائمة تفاوتات إلي تؤدؼ األدمغة ىجرة تؤدؼ كانت وأف وانيا، أخبلقيا بيا مسموح غير وا نيا واألخبلقية االجتماعية عواقبيا ولكف فردية مكاسب إلي وال الوطنية المصمحة تراعي ال خطيرة وا

.الضيقة. الشخصية المصمحة عف سوؼ تبحث ال فيي, العاـ الصالح

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

دائمة، لذلؾ اكتسبوا الجنسية وكل حقوؽ المواطنة واندمجوا في المجتمع الجديد وكاف ليـ .(75)وليـ حقوؽ الرعاية االجتماعية " عمل جيد

ىجرة العماؿ والطبلب لفترة مؤقتة )بضعة أشير بأنيا:" اليجرة المؤقتةيعرؼ كارنيز و وتقدـ فييا تأشيرة مؤقتة لمعماؿ المؤقتيف، وليـ مدة إقامة مؤقتو، لذلؾ ،أوبضع سنوات(

تتحوؿ اليجرة المؤقتة إلي وقد يعرؼ العماؿ فييا بالعماؿ المؤقتيف أوالعماؿ الموسمييف،ضيف ليـ، لذلؾ يقوؿ كارينز " عندما تزيد مدة إقامة ىؤالء العماؿ في البمد الم ،ىجرة دائمة

ا أف تطمب الدولة مف المياجريف المؤقتيف العودة إلي بمدىـ يبدومف المشكوؾ فيو أخبلقي وأصبح ليـ حقوؽ األصمي بعد أف أمضوا مدة طويمة واندمجوا في المجتمع الجديد،

.(76)اقتصادية وثقافية واجتماعية"وعمي ىذا، فقد رفض جوزيف كارينز المعايير التي تستخدميا الدوؿ الديمقراطية لمتمييز

بيف المتقدميف لمقبوؿ لميجرة، والتي تعطي األولوية ألصحاب الميارات العالية ورفض عدـ ( 2014) ميمر ديفيدلديف، في حيف وافق قبوؿ المياجريف عمي أساس العرؽ أوالجنس أوا

في االستبعاد، قائبل: " تتمتع المجتمعات السياسية بحق الزيز مايكلعمي الحجج التي قدميا عاـ في تطبيق سياسات اليجرة الخاصة بيا, أؼ يحق لمدوؿ استبعاد المياجريف عمي أؼ

النظر التقميدية في وعمي ىذا دافع ميمر عف وجية .(77) أساس يحموليا مف عرؽ أوجنس"اليجرة، وأف لمدوؿ سمطة مطمقة في رفض اليجرة، وذلؾ بخبلؼ تقييد اليجرة وليس حق

كارنيز.

)75)Carens, Joseph (2013): the Ethics of immigration, ch5,p, go. )76(Carens, Joseph.H (2008): live in Domestics, Seasonal workers, and

Others Hard to Locate on The Map of Democracy, political science, University of Toronto, pp, 161-162.

)77(Miller, D.(2014): Immigration: the Case for Limits, in contemporary Debate in Applied Ethics, Wiley-Blackwell, p, 201.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

الهطلث الثالث

Immigration Ethicsأخلاكياخ الهجرج

تعريفيا:-1وىي موضوع واحد ويشمل قضايا أخبلقيات اليجرة إلي األخبلؽ التطبيقية،تنتمي

عقدة تتعمق باليجرة المؤقتة واليجرة غير الشرعية، والسيما طبيعة ومدؼ م فمسفية متعددة و الواجبات األخبلقية تجاه المياجريف الشرعييف وغير الشرعييف وحقوؽ العماؿ الموسمييف

وادماج والجنسية وحقوؽ المقيميف الدائميف وكيفية الوصوؿ إلي المواطنة والعضوية س عنصرية تمييزية. ومف جية ـ استبعادىـ عمى أس وعد كمواطنيف متساوييف المياجريف

أخرػ تركز أخبلقيات اليجرة عمى حقوؽ المياجريف الثقافية والسياسية والقانونية واألخبلقية واالقتصادية وحقوؽ العمل.

, قضايا أخبلقية وليست سياسيةىي قضايا اليجرةا: "أف وما يؤكد عميو كارنيز كثير لدوؿ الديمقراطية االيجرة بالقضايا األخبلقية التي تثيرىا اليجرة إلي لذلؾ تعني أخبلقيات

الغنية في أوربا وأمريكا الشمالية مثل الوصوؿ إلي الجنسية والمواطنة وادماج المياجريف المقيميف والعماؿ المؤقتيف وعدـ التمييز في القبوؿ ولـ شمل األسرة، وتركز أخبلقيات اليجرة

.(78)ا مف االلتزاـ بالمبادغ الديمقراطية " ذه الواجبات األخبلقية انطبلق عمي كيفية الوالء بيالعدالة وقيـ المساواة أخبلقية مثالية، مثل قيـ قيـ تعزيز كما تعتمد أخبلقيات اليجرة عمي

دمج المياجريف قيمةو غير المبرر رفض التمييز واالستبعاد وقيمة, األخبلقية لجميع البشر وقيـ التسامح الديني. ،يـثقافت احتراـو

لعدالة في ، أؼ ابمشكمة العدالةترتبط مشكمة اليجرة أفومف جية أخرػ يرػ كارينز األخبلؽ والسياسة، وما الحديث العدالة ال يمكف سمخيا البتو عفمشكمة فيقوؿ:" اليجرة،

ا تمتـز ، كمأخبلقي قيمي ال ينفصل عف السياسة ال الحديث عف عملإعف عدالة اليجرة

)78(Carens, Joseph. H (2011): Immigration and Citizenship, op.cit, p104. and see

Carens, Joseaph.H (2014): An Overview of the Ethics of Immigration, on The right of Exclusion, Ethics and Immigration Policy,Critical Review of International Social and Political philosophy,17 (5), pp,542-543.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

أخبلقيات اليجرة بالمبادغ الديمقراطية وتنادؼ بأف عمينا واجب احتراـ حقوؽ وحريات وال يجب أف يتعرض األفراد ، القانوف أماـاآلخريف وأف يصبح جميع المواطنيف متساوييف

.(79)أوالديف" لمجنس لمتمييز وفقا ىدفيا: -2 والمعايير المعاصرة السياسة بيف يةمتنام فجوة ىناؾ أفأخبلقيات اليجرة ستكشفت

لذلؾ تيدؼ ،المستقبمة الببلد في باستمرار المياجريف حقوؽ انتياؾ بسبب األخبلقيةمثل قانوف االستبعاد غير العادلة والقوانيف التقييـ األخبلقي لمسياساتأخبلقيات اليجرة إلي

ظيار أف ىذه السياسات الصيني واستبعاد المياجريف المسمميف عمي أساس الديف والعرؽ ، وا بل تعديل ،ولكف ال يترتب عميو رفض لسياسة الدولة ،خاطئة وتحمل خطأ أخبلقي جسيـ

ظيار كيف أف ىذه القرارات السياسية خاطئة مف ،تمؾ السياسة لكي تصبح مقبولة أخبلقيا وا تحتـر الناحية األخبلقية وأنو يجب عمي الدوؿ أف تعترؼ بطريقة أخبلقية أف عمييا أف

، لذلؾ تيدؼ أخبلقيات اليجرة إلي تقديـ إصبلح شامل لقوانيف وسياسات حقوؽ اإلنساف .(80)"اليجرة

مف عدـ انتياكياوتشد د عمى ،المعايير األخبلقية لميجرةكما توضح أخبلقيات اليجرة قتراب ، كما تساعد المواطنيف وصانعي السياسات عمي االالبلأخبلقية بعض الممارساتقبل

مف المثل العميا التي يحممونيا بالفعل والكف عف تصوير المياجريف في وسائل اإلعبلـ في .(81)أمريكا عمي أنيـ يمثموف تيديدا لؤلمف القومي والثقافة واليوية الوطنية

ومعاممة في الممارسة العمميةحقوؽ المياجريف تفعيل تركز أخبلقيات اليجرة عمي ضيفة مف قبل الحكومات والسكاف األصمييففي البمداف الم مة إنسانيةمعام المياجريف

وتؤكد عمي ضرورة تقويـ تمؾ السياسات الفاشمة أخبلقيا ألنيا تنتيؾ حقوؽ وأصحاب العمل،

)79(Carens, H, Joseph (2011): Immigration and Citizenship, p,103. )80(Ibid,pp,104-105. And see Carens, Joseph. H (1998): Islam, Immigration and group recognition, Journal

Citizenship studies, Vol2, Issue 3, pp, 481-482. )81(Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of immigration, p, xl.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المياجريف انتياؾ حقوؽ اإلنساف ليؤالءستمر بسبب وىذا موضوع نقاش أخبلقي م اإلنساف، .(82)وتمؾ ىي أزمة مستمرة

العنصرية في رفض قوانيف اليجرةلذلؾ أعتقد أنو يجب أف يصبح ىدؼ أخبلقيات اليجرة ورفض التمييز العنصرؼ قيمة التسامح الديني والحرية الدينية، والتأكيد عمي منح الجنسية

ضد المسمميف، وا عادة تقييـ لكل القوانيف غير األخبلقية التي تحـر المياجريف المسمميف مف ي الجنسية وتدعـ التمييز الديني ضدىـ، فيناؾ تاريخ طويل ومخزؼ مف الحصوؿ عم

التمييز الديني ضد المسمميف تحت أسـ القوانيف، فتمؾ القوانيف تنتيؾ قواعد القانوف الدولي .قانوف الحظر اإلسبلميلحقوؽ اإلنساف، مثل

يجرة ىوحق حق ال، وترؼ أف القيود المفروضة عمي اليجرة اليجرةتعارض أخبلقيات ة ، وترؼ أف 1948ا لئلعبلف العالمي لحقوؽ اإلنساف عاـ وفق إنساني سياسة اليجرة المقيد

، وترفض أخبلقيات الميبرالية الديمقراطية ىي التي تميز الدوؿ القومية فقط وليس الدوؿ في ظل أؼ هاليجرة معاممة المياجريف بطريقة غير أخبلقية، وترؼ أف ىذا مف الصعب تبرير

.(83)نظرية فمسفية أوأخبلقيةالتعصب والتمييز ضد المياجريف المسمميف وتعارض عدـ وال تقبل أخبلقيات اليجرة

وترفض أخبلقيات ا بسبب الفوارؽ الثقافية،وترؼ أنو غير مبرر أخبلقي قبوليـ واستبعادىـلي تغيير اليجرة جرائـ الكراىية ضد المسمميف , وتدعوا الرأؼ العاـ وسحب التي تزيد كل يـو

فوبياو سبلممف تفاقـ مشكمة اإلاآلراء السمبية ضد المياجريف المسمميف،ألف تمؾ اآلراء تزيد Islamophobia.

,الحق في المعاممة المتساوية بيف المواطنيف والمياجريفتدافع أخبلقيات اليجرة عف كما خبلقيات اليجرة حقوؽ وتدعـ أ.(84) وترفض المعايير العنصرية في قبوؿ المياجريف

بقوة مف خبلؿ بناء جدار حماية بيف تطبيق قوانيف اليجرة وحماية حقوؽ المياجريف

)82(Crens, Joseph. H (1992): Migration and Morality, A liberal Egalitarian Perspective, Ethical issues in the Transnational Migration of people and money, University of Pennsylvania press, pp, 26-27.

)83)Ibid, p,29. )84)Ibid,p,40.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

دوف تعرضيـ لمتعذيب اإلنسانيةفي المعاممة وتؤكد عمي حقوؽ المياجريف اإلنساف، وعمى ىذا تتطمب أخبلقيات اليجرة ،(85)أواالعتقاؿ أواالحتجاز التعسفي أوالترحيل القسرؼ

وال يمكف أف أوليبرالية، ء أوتحويل جذرؼ في سياسة الدولة الميبرالية ألنيا ليست أخبلقيةإلغا .(86)تساعد عمي ما يجب القياـ بو في الممارسة

المنيج المثالي والواقعي في أخالقيات اليجرة -3Realistic and idealistic approaches to Ethics of immigration

أخبلقية وفقا لممنيج أؼ مشكمة أخبلقية ويحاوؿ أف يجد ليا حموال ينظر أؼ فيمسوؼ إلى األخبلقي الذؼ يتبناه، لذا تختمف الحموؿ والرؤػ األخبلقية وفقا الختبلؼ المناىج الفمسفية

, وعمى ىذا, يتأثر النقاش األخبلقي حوؿ " أخبلقيات اليجرة " لدؼ كل فيمسوؼاألخبلقية ألخبلقي الذػ يتبناه، لذا كاف لزاما عمينا أف نعرض منيج بشكل عاـ بمنيج الفيمسوؼ ا

جوزيف كارنيز في أخبلقيات اليجرة، ىل استخدـ المنيج المثالي أـ المنيج الواقعي؟.استخدـ المنيج المثالي والواقعي معا ولـ يعتمد عمي أحدىما دوف الواقع أف كارنيز

، ثـ ةالمثالي والمنيج الواقعي عمى حد وذلؾ بعد أف شرح سمات ومميزات المنيج ،اآلخر -ؾ كاآلتي:أوجو النقص في كبل المنيجيف، وذل أوضح

:سمات المنيج المثالي: " يظير المنيج المثالي ما يجب عمينا فعمو فيقوؿيوضح كارينز سمات المنيج المثالي

حينما يكوف ىناؾ وأنو يجب أف تكوف األخبلؽ فعالو ،ا بسبب قوة التزاماتنا األخبلقيةأخبلقي فيذا يزيد مف فاعمية واجباتنا ،بيف الموضوع األخبلقيبيننا و نوع مف االرتباط العاطفي

.(87)األخبلقية وحينما تتوافق األخبلؽ مع اىتماماتنا طويمة األجل"

)85(Carens, Joseph. H (1996): Realistic and Idealistic Approaches to the Ethics of Immigration, International Migration Review, Center for Migration Studies of New York, p, 159.

(86) Carens, Joseph. H (2011): Immigration and Citizenship, p, 123. (87) Carens, Joseph.H (1996): Realistic and idealistic Approaches to the

Ethics of immigration, pp, 160 -161.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

رتبط بااللتزامات األخبلقية،ت تيالنص عند كارنيز عف سمات المنيج المثالي ال يعبر ىذا ويناقش كارنيز كيف تصبح األخبلؽ أكثر .عمينا فعمو لكى نصبح أكثر إنسانيةوما يجب

فاعمية مف وجو نظر معرفيو، ويؤكد عمي أف المنيج المثالي ىوالذؼ تصبح فيو األخبلؽ فيقوؿ: " أف األخبلؽ تصبح أكثر فاعمية في المنيج المثالي، وذلؾ حيف إنسانية،أكث ر

ومعتقدات الناس المشتركة حوؿ الصواب والخطأ، وينعكس ذلؾ تتوافق مع معرفتنا األخبلقية .(88)مارستنا العممية ومبادئنا األخبلقية في م

المنيج يمنعناومف جية أخرػ، يعرض كارنيز عيوب ومزايا المنيج المثالي، فيقوؿ: " ، ولكنو في ضعفوالمثالي مف تحدؼ المؤسسات والسياسات الظالمة في األساس وىذا أساس

المقابل يقـو بتقييـ الواقع الحالي في ضوء المثل العميا لدينا، ولكف ىذا المنيج ال يساعدنا .(89)في اإلجابة عمي سؤاؿ حوؿ كيفية التصرؼ في ىذا العالـ غير المثالي"

واعتقد أف حجة كارينز حوؿ ضعف المنيج المثالي في مواجية الواقع غير مقنعو التقييـ األخبلقي لمسياسات الحالية بلمنيج المثالي ىوالذؼ يقـو فإذا كاف ا ،بدرجة كبيرة

الذؼ ، فيوأيضاوتصبح سياسات عادلة وليست ظالمة ،البلأخبلقية لكي تسمؾ سبيل العدالةيخبرنا بما يجب عمينا فعمو ويصبح فعمنا صوابا أخبلقيا، فكيف بعد ذلؾ يدعي كارينز أف

، اعتقد أف العكس الظالمةأماـ تحدؼ السياسات ال يصمد يكمف في أنوأساس ضعفو التقييـ ىذا ىوالصحيح وىوأف السياسات الخاطئة الظالمة ىي التي يجب أف ال تصمد أماـ

بظمميا تصبح ضعيفة وأف المنيج المثالي قوؼ مف قبل المنيج المثالي ألنيا األخبلقي ليا فيىوالذؼ يستطيع أف يساعدنا وليس ضعيف كما زعـ كارنيز، كما أف ىذا المنيج المثالي

ىذا العالـ غير العادؿ لكي ال تتصرؼ بطريقة نفعية. معالتعامل

(88) Ibid, p, 163. يعكس ىذا النص طبيعة األخبلؽ النسبية عند كارينز حيف تقـو عمي معتقداتنا المتغيرة النسبية حوؿ

الصواب والخطأ، لذلؾ يضيع معني الصواب والخطأ أوالخير والشر بعد أف يقع في دوامة النسبية وذلؾ الناس المتغيرة، فالتاريخ يشيد أف معتقدات الناس في كثير األحياف عمي معتقدات حينما تبني األخبلؽ

ة.قد تكوف خاطئ)89(Carens, Joseaph (1996): Immigration, Politic and Ethics, Appropriations

and Idealism, International Migration Review, 30 (1): pp, 166-167.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

:سمات المنيج الواقعييوضح كارنيز صفات المنيج الواقعي فيقوؿ: " وفقا لممنيج الواقعي فإنو ال يمكف لممرء

النسبة ليـ عمي المدؼ أف يطمب مف الناس أف يتصرفوا باستمرار ضد ما يعتبرونو األفضل بكانت األخبلؽ تتعارض مع مصالح الناس عمي ، فمثبل كمما الطويل وكأنيـ قديسيف وأبطاال

، وعمي سبيل المثاؿ، مف مطالب األخبلؽ كمما كانت تمؾ األخبلؽ أضعف ،المدؼ الطويل .(90)اعطاء نصف ثروتنا لمفقراء المياجريف، وىذا أمر غير معقوؿااليثارية و المثالية جية أخرؼ، مف مزايا المنيج الواقعي:" إنو يريد تفادؼ وجود فجوه كبيرة بيف الواقع ومف

وبيف ما يجب أف يكوف، ويركز عمي ما ىوممكف بالنظر إلي الحقائق القائمة، ولكنو قد . (91)ما ىوغير مسموح بو أخبلقيا" يبرر ،المنيجيف في أخبلقيات اليجرة كارنيز استخدـ فمقد ،يجيفمف المن ونظرا لعيوب كبل ، المثالي والواقعي معايقوؿ: " تتطمب المناقشات األخبلقية حوؿ اليجرة كل مف النيجيف، ف

وعمي ىذا، استخدـ كارنيز المنيج .(92)لكي تتكوف لدينا مجموعة كاممة مف وجيات النظر"" حدىما دوف اآلخر، قائبل: أرفض أف يعتمد عمي المثالي والواقعي في أخبلقيات اليجرة و

بأىمية مكتممة في بعد ي النظرية المثالية أوالنظرية الواقعيةحظمف وجية نظرؼ، لـ تأخبلقيات اليجرة، كما أف ىناؾ فجوة بيف المنيج المثالي والواقعي في أخبلقيات اليجرة، وال

(90) Ibid, p, 163 مع مصمحة الشخص األناني مثبل, فطريق األنانية المثالية عي أف تتعارض األخبلؽ اعتقد إنو مف الطبي

األخبلؽ إلي تضحية وليس الحرص عمي مصمحة وتحتاج في االتجاه المعاكس لطريق المصمحة, كارنيز, أما إذا تصرفنا جميعا مثل كارنيز فستندلع الكارثة, أومنفعة, وىذا ىوالمعقوؿ بخبلؼ وجية نظر

ناسي كارنيز قيمة اإليثار والتضحية والمساعدة لمفقراء. لذلؾ ت(91) Ibid, p, 164.

ممزمة األخبلؽ أف يرػ الذؼ ىوبز توماس إلي ترتد أنيا أوالواقعية الواقعي المنيج عيوب مف أنو أعتقد يمكف ال الدوؿ فإف, الدوؿ معاقبة عمي قادرة عالمية سيادة توجد ال إنو وبما, السيادة صاحب وجود في أوالمياجريف. نحوالغرباء أخبلقية أوالتزامات عقود بأؼ ممزمة تكوف أف

(92) Ibid, p, 169.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ؽ تعتبر موجية بشكل أساس لمعمل مف يجب أف تزيد ىذه الفجوة أكبر مف البلـز ألف األخبل . (93)أصحاب النظرية المثالية"

النص عند كارينز أف المناقشات األخبلقية في اليجرة تحتاج إلي كل مف يوضح ىذا النيجيف، ولكف متي نستخدـ المنيج المثالي ومتى نستخدـ المنيج الواقعي؟، يقوؿ كارينز: "

فإننا ميجرة، وحينما نصف الوضع الراىف بأنو غير عادؿحينما نرفض النظرة التقميدية لالعالـ ذلؾ ولكف حينما تكوف المثالية متطرفة وتبعدنا عف المثالي، المنيج عمي نعتمد

.(94) الواقعي والحقيقي والحقائق الفعمية يفضل المنيج الواقعي"قعي( يكمل اآلخر، وأف يعبر ىذا النص عند كارنيز أف كبل مف النيجيف )المثالي/ الوا

كارينز رفض المنيج المثالي المتطرؼ فقط الذؼ يبعدنا عف الواقع ورفض المنيج الواقعي المتطرؼ الذؼ يرمينا في قبضة األنانية ومصمحتنا الشخصية عمي حساب مصالح

اآلخريف.كمف تفيقوؿ: " يدافع كارنيز عف المنيج المثالي المعتدؿ في حق اليجرةوعمي ىذا,

مسموح بيا أخبلقيا، االمشكمة في المنيج الواقعي المتطرؼ أنو يقبل مثبل العبودية ويرؼ أنيفي القرف السابع والثامف عشر، كانت العبودية في أمريكا مؤسسة اجتماعية مستقرة، ولـ ف

يكف موجود سوؼ االرتباط العاطفي مع العبيد وكاف الغاء العبودية غير ممكف مف الناحية وأصبح غير أخبلقيا، ياسية الواقعية إلي أف تغير الواقع وأصبح وجود العبيد غير مقبوؿالس

.(95)ا بالعبودية " مسموح أخبلقي النص عند كارينز أف المنيج المثالي يستطيع تغيير الواقع فعبل كما في حالة يؤكد ىذا

تماـ بالواقع والحقائق التجريبية إلغاء العبودية، لذلؾ ال يحتاج الفبلسفة األخبلقييف إلي االىلذلؾ يجب عمي فبلسفة األخبلؽ أف يتطمعوا ،فقط، فيذا الواقع قد يتغير مثل حالة العبودية

(93) Carens, Joseph. H (1996): Realistic and idealistic approaches to the Ethics of Immigration, pp, 164 -165.

(94) Carens, Joseph.H (1992): Migration and Morality, A Liberal Egalitarian Perspective, p, 46.

(95) Carens, Joseph. H (1996): Realistic and Idealistic Approaches to The Ethics of Immigration, p, 165.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

إلي المثل العميا وليس الفعمية لكي يستطيعوا تغيير ىذا الواقع لؤلفضل بشرط أف ال ننفصل دا عنو.عف ىذا العالـ الواقعي الحقيقي ونسبح بعي

أف المنيجاف ضرورياف ألخبلقيات اليجرة وكل منيـ يكمل اآلخر, ويجب أف نتمسؾ أؼ (: " ينبغي عمي 1986يقوؿ كارينز ) ،ا لذلؾبالمثالية المعقولة والواقعية المعتدلة وتأكيد

المرء أف يستخدـ النظرية الواقعية المعتدلة في اليجرة حينما يكوف ىدؼ المرء ىوتقييـ ت معينو أوتحديد أىداؼ طويمة األجل، وأف يستخدـ المنيج المثالي مؤسسات أوممارسا

.(96)المعتدؿ ليضع المعايير األخبلقية والمثل العميا لميجرة "يؤكد ىذا النص عند كارينز أف كل مف المنيج المثالي والواقعي لو مزاياه وعيوبو، لو

أفضل لمتعامل مع قضايا يساعدنا عمي اكتساب فيـ منيما نقاط قوه وضعف، وكل منيج اليجرة.

ولقد أكد كارينز عمي نفس المعنى في ىذه العبارات أيضا، فيقوؿ: " تكمف قوة المنيج ي اضفاء إلا عمي إخبارنا بما يجب القياـ بو ىنا، ولكف يميل ىذا النيج الواقعي في أنو قادر

كم ف قوة المنيج المثالي في وت، (97)الشرعية عمي الظروؼ الحالية حتي لوكانت غير عادلة" لدية وفي نفس الوقت أنو ال يوجد لديو مثل ىذا االتجاه ولكنو أقل ارتباطا بالظروؼ الحالية

.(98)امكانيات أكثر أىمية" : أمرين توضح ىذه النصوص عند كارينز

قد يبرر المنيج الواقعي المتطرؼ بعض األمور غير العادلة ويرؼ إنيا مبرره -األول سموح بيا أخبلقيا، وتمؾ ىي مشكمتو األخبلقية.وم

ا عف ما ىوجائز ومسموح بو أخبلقيا، بالرغـ مف أف المنيج المثالي يدافع دائم -الثاني .ينفصل عف العالـ الواقعي أحيانا وتمؾ ىي مشكمتو األخبلقية ولكنو قد

(96) Carens, Joseph.H (1986): Rights and Duties in an Egalitarian Society, journal political theory, Vol 14, Issue 1, pp, 33 -34.

(97)Carens, Joseph. H (1996): Realistic and Idealistic Approaches to The Ethics of Immigration, p, 165.

(98)Carens, Joseph.H (1986): Rights and Duties in an Egalitarian society, p p, 33 -34.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

مف المشاكل ألنو ينقل ا:" يعاني عدد المتطرؼ وعمي ىذا، يرؼ كارنيز أف المنيج المثالي الفرد مف المشكمة الفعمية إلي مناقشات نظرية مثالية مجردة، وىذا االنتقاؿ ليس دائما

ولوأني ،يفشل ىذا المنيج في االنتقاؿ مف ظروفنا الواقعية إلي ظروفنا المثالية لذلؾ ،واضحا .(99)أفضمو كثيرا ألنو يعني االقتراب مف المثل األعمى "

تطرؼ يختفي عنؾ يف كارنيز أنو" حيف النظر إلي اليجرة مف منظور مثالي م ويض عدد مف المشكبلت الميمة، عمي سبيل المثاؿ، في عالـ عادؿ تماما لف يكوف ىناؾ الجئوف

تضيع وتنيب حقوقيـ لذلؾ فبل يجب االكتفاء وف ومياجروف مؤقتوف أوعماؿ موسمي .(100)ا في دراسة أخبلقيات اليجرة"وحدى المتطرفة بالنظرية المثالية

وصفوة القول، يمكننا أن نستنتج اآلتي: المتطرؼ المثالي المنيج ،(1987" ) والمواطنيف األجانب" مقالتو في كارنيز رفض-1

المنيج في االطبلؽ عمي االعتبار في والواقعية التجريبية الحقائق تؤخذ ال أنو: " قائبل، فقط ".المتطرؼ المثالي

مف" مقالتو في الواقعي المتطرؼ المنيج بل كارنيز المنيج المثالي المعتدؿ وعارضق-2 ىناؾ أف ورأؼ المياجريف عمي التقديرية الدولة ورفض سمطة (،1996؟", )يدخل أف يجب .المجتمع في دمجيـ يجب لذلؾ, استبعادىـ وعدـ المياجريف قبوؿ في أخبلقي واجب

معا، اىج المثالية والواقعية ", كبل النيجيف )المثالي، الواقعي( قبل كارنيز في مقالتو " المن-3، ولكف كارينز مثبل في كتابو "أخبلقيات اليجرة " البعضبعضيما فنيما يكمبلوأكد عمي إ

ويشيد عمي ا بالمذىب المثالي فقط ورافضا لممنيج الواقعي تماما( كاف متمسك 2013عاـ )ودفاعو عف حقوؽ المياجريف في العضوية، المواطنة، ذلؾ موقفو مف الحق في اليجرة

.الحقوؽ األخبلقية، االقتصادية والحماية مف االستغبلؿالمنيج المثالي والواقعي في معالجة قضايا متأرجحا بيفإذا ما كاف جوزيف كارنيز

الذػ تمسؾ بالمنيج الواقعي فقط، حيف يقوؿ: " جمستون اليجرة، فيمكننا أف نشير إلي يجب أف نؤكد عمي المذىب الواقعي فقط في التعامل مع قضايا اليجرة، ألف المنيج المثالي ال يصمح لمتعامل مع قضايا اليجرة، لذلؾ فإف النظرية الواقعية ىي الصورة المثمي لمتعامل

(99) Ibid, p, 168. (100) Ibid, p, 164.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

مع تحديات اليجرة، في العقود األخيرة ظير البديل "الواقعي" لمنظريات المثالية في السياسة، ىذا المنيج الواقعي ىورفض الفكر الطوباوؼ، ويجب أف يقدـ الواقعيوف عددا مف ىدؼ

يرجع مرة أخرؼ فيقوؿ أف جمستون ولكف .(101)"وىرية والممحة لمنظرية المثاليةاالنتقادات الجالواقعية مف الممكف أف تكوف غير مكافئة لممثالية، وىذا واضح في قولو: " لـ يتضح بعد إذا

إيجابيا متماسكا لممثالية وىناؾ الكثير مف النقاش بيف المثالييف اقعية تشكل بديبل ما كانت الو والواقعييف، والخبلفات بينيـ عميقو ولـ تحسـ بعد، ولكف األكيد أف السياسة ال تيتـ سوػ

.(102)بالمنيج الواقعي أما األخبلؽ فيكفييا المنيج المثالي وحده " جوزيف كارينز والمنيج الواقعي عند ديفيد ميمرالمنيج المثالي المعتدل عند

اليجرة وبالتالي رفض القيود المفروضة عمي إذا كاف جوزيف كارينز دافع عف حق ليبراليا عف ما يجب أف االيجرة، وطالب بقبوؿ المياجريف وعدـ استبعادىـ، وقدـ دفاعا مثالي

حقوؽ المياجريف باستمرار, وجعل تكوف عميو سياسة اليجرة لكي تكوف عادلة، ودافع عف ا في العالـ، ودافع عف مبدأ تكافؤ الفرص وجعل لو األولوية عف حق األولوية لؤلشد فقر

الدولة في تقرير المصير الوطني، ورفض القومية ونادؼ بالعالمية، وىوفي ذلؾ كاف متمسكا أخبلقيات اليجرة" " يج المثالي، وذلؾ في كتابةبالمبادغ الميبرالية ومعتمدا عمي المن

عمي النقيض تماما مف كارنيز بسبب االختبلؼ ميمر ديفيد(, فإننا يمكننا أف نجد 2013)لذلؾ نجده يدافع عف القيود المفروضة عمي لمغايو، في منيجيما، فقد كاف منيج ميمر واقعي

ر والسيادة اليجرة ويقدـ دفاعا واقعيا عف مراقبة اليجرة عمي أساس الحق في تقرير المصي

(101) Agalston, William (2010): Realism in political theory, European Journal of Political theory, Vol9, Issue(4):pp, 386-387.

النظرية الواقعية التي تتفق يوضح ىذا النص عند جمستوف أنو يقدـ فقط بديبل لمنظرية المثالية، وىي . القيـ األخبلقية وما يجب أف يكوف مع المصالح الوطنية ونظرية المصمحة وتتعارض مع

(102) Ibid, 388. اعتقد أنو مف الخطأ أف يزعـ جمستوف أف الفمسفة األخبلقية ىي صاحبة المنيج المثالي، والفمسفة

السياسية تحتاج إلي النظرية المثالية لكي ال تكوف السياسية ىي صاحبة المنيج الواقعي، ألف الفمسفة، ويجب أف يكوف الحاكـ أخبلقي والسياسة أخبلقية، واعتقد أف جمستوف ةسياسة ميكافيمية قمعيو قبيح

يعبر عف استمرار ألعماؿ توماس ىوبز وميكافيمى في األنانية والتمسؾ بالقوة والمصمحة الشخصية تبرر الوسيمة. ووالغاية أوالوطنية المزيفة

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المطمقة لمدولة في تقرير مف يجب أف يدخل؟، ويقمل مف قيمة مبدأ تكافؤ الفرص، ويجعل )الغرباء في , ميمرففي كتاب األولوية لممواطنيف ويتمسؾ بالقومية بدال مف العالمية.

ولذلؾ 103))قدـ فمسفة واقعية لميجرة تنطمق مف العالـ كما ىو, نجده ي(2016وسطنا(,)أف نستخدـ المنيج الواقعي في وصف العالـ الحقيقي، وأف ال نتجاىل الواقع يقوؿ:"يجب

السياسي في أزمة اليجرة الحالية وحل مشاكميا المعقدة والتعامل معيا باستخداـ منيج واقعى .(104)وليس مثالي, لذلؾ يجب أف نبدأ بالفعل مف العالـ كما ىو"

ـ المنيج الواقعي في مسألة اليجرة، ومف " يجب أف نستخد ميمروعبلوة عمي ذلؾ, يقوؿ غير المعقوؿ أف نعتبر المساواة في الفرص أكثر أىمية مف تقرير المصير الوطني، وعمينا

فالواجبات التي نديف بيا متابعة مصالحنا الوطنية وأف نجعل األولوية لمسكاف األصمييف، .(105)نديف بيا لمغرباء لمواطنينا أكبر مف الواجبات التي

ا بالمذىب الواقعي لذلؾ رأػ أف عمي ىذا النص عند ميمر كيف كاف متمسك يوضح ابع مصالحيا الخاصة، ومف مصمحتيا حق تقرير المصير الوطني وليس مراعاة ت الدوؿ أف ت

ألف ،ومف ثـ كاف ديفيد ميمر عمي طرفي النقيض مف جوزيف كارنيز، مبدأ تكافؤ الفرص

(103) Kukathas, Chandran (2017):On David miller, on immigration control, Singapore management university, Critical Review of International Social and Political Philosophy, Vol20, Issue 6,p, 198.

(104) Miller, David (2017): Migration and Justice, A reply to my critics, Critical Review of International Social and Political Philosophy, Vol 20, Issue 6, pp, 768-769.

And see Miller, David (2016): Stranger in our Midst, Harvard University press, Harvard, p, 13.

(105) Owen, David (2016): Refugees, Economic migrants and Weak Cosmopolitanism, Critical Review of international social and political Repository, University of Southampton Institutional,20(6), pp, 751-752.and sea Miller, David (1988): The Ethical Significance of Nationality, Ethics, Vol 98, Issue4, pp, 665-666.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

ورفض تقرير المصير ورفض جعل األولوية لؤلشد فقرا، لذلؾ دعـ بقوه تكافؤ الفرص ميمر جعل األولوية لممواطنيف األصمييف.

بالمنيج الواقعي دافع عف األولوية يجب أف تكوف ألبناء األرض ميمرومف أجل تمسؾ وليس لؤلجانب والغرباء، ودافع عف القومية المتيافتة، وأعتقد أف المثالية تتجاىل الواقع

.(106)"إننا ينبغي أف نحل المشاكل األخبلقية المعقدة ال أف نتعالى عميياقائبل:" اسي، السي ،واعتقد أف ميمر ينتمي إلي النظرية الواقعية المتطرفة التي ال تيتـ بما يجب أف يكوف

والتي تركز عمي الواقع السياسي, لذلؾ رفض الواجب أوما يجب عمينا فعمو, وانطمق مف وولـ يتجاوز ما ىوكائف إلي ما ينبغي أف يكوف، ورفض التطمع إلي العالـ العالـ كما ى

لذلؾ اعتبر المياجريف غرباء في حيف اعتبر المزعومة،المثالي، واعتقد أف ىذه ىي العدالة كارنيز المياجريف مواطنيف ورفض عدـ التمييز بيف المياجريف والمواطنيف في الحقوؽ

الفرؽ في النظر إلي مشكمة المياجريف بيف كارنيز أف ىنا والمعاممة, ما أحاوؿ أف أوضحو .كل منيما وميمر يكمف في اختبلؼ المنيج عند

ذا ما كاف تمسؾ بالمنيج المثالي والواقعي المعتدؿ في أخبلقيات جوزيف كارنيزوا نجد بالمنيج الواقعي فقط في أخبلقيات اليجرة، فإننا يمكننا أف ديفيد ميمراليجرة، وتمسؾ

ا المنيج الواقعي رفض المنيج الواقعي في اليجرة عمي نحوقاطع معتبر Bader فيت بدرأف يرادؼ األخبلؽ عند ىوبز، قائبل: " تعتمد العبلقات الدولية عمي النظرية الواقعية التي ترػ أف الدوؿ ليست مقيده باألخبلؽ في تعامبلتيا مع األفراد األجانب، وتعتمد ىذه النظرية

اقعية عمي افتراض ىوبز الذؼ يرػ أف األخبلؽ ممزمة لمدوؿ في وجود صاحب السيادة، الو وبما أنو ال يوجد سيادة عالمية قادرة عمي معاقبة الدوؿ، لذلؾ فإف الدوؿ ال تكوف ممتزمة

(106) Parvin, Phil (2016): Idealism, Realism and immigration, David Miller's, Strangers in our Midst, Journal of critical Review of international social and political Philosophy, Vol20, Issue, 6.

And See, Fine, Sarah (2016): Migration, Politics Philosophy, and the real world symposium on David Miller's Strangers, Vol20, Issue (6), pp, 719-720.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

أخبلقيا بأؼ عقود، ولذلؾ فميس ىناؾ واجبات مف أؼ نوع عمي الدوؿ تجاه األجانب .(107)"نرفض النظرية الواقعية فإننا نرفض كذلؾ األخبلؽ اليوبزية وحينماوالمياجريف،

اعتقد أف حجة فيت بدر مقنعو أخبلقيا, وكـ كاف محقا في اعتقاده بتشابو المنيج الواقعي باألخبلؽ اليوبزية األنانية، ولذلؾ أعتقد أف النظرية الواقعية تفشل أخبلقيا في صيانة

والمثل األعمى. األخبلؽ والتطمع نحوالكماؿ Utilitarian approach of Joseph المنيج النفعي عند جوزيف كارينز-3

Carens استخدـ جوزيف كارنيز المنيج النفعي في الدفاع عف حق اليجرة في تناولو لقضايا

اليجرة المختمفة، ولذلؾ نجده يقوؿ: " النفعية ىي فمسفة تعمل عمي تعظيـ المنفعة الكمية "maximize total Utility" بأنو ينبغي أف يكوف ىدفنا تحقيق أقصي قدر ر، وىي التي تقر

مف المنفعة العامة الكمية والصالح العاـ، فيي مرتبطة بفكرة التكمفة والعائد, وفييا يتـ تحديد مقاة عمي عاتقنا، كما يتـ تحديد أخبلقية الفعل مف حيث نتائجو، أؼ الفوائد واألعباء الم

تعظيـ المنفعة أوالمصمحة واب األخبلقي ألؼ فعل عمي مدػ إسيامو فييعتمد الص .(108)"العامةوتقدـ النفعية تبريرات قوية لحق اليجرة، ومف أىـ ىذه التبريرات النفعية، أف اليجرة

نيا تحقق مكاسب في االقتصاد وتحقق نمواقتصادؼ كبير ومكاسب أفضل لرفاىية اإلنساف وا د بشكل كبير مف القدرة االنتاجية وتحدث زيادة في االنتاج العالمي وزيادة نفعية ىائمة، وتزي

ألنيا في الناتج المحمي وتوفر عمالو رخيصة، أؼ أف نتائج اليجرة االقتصادية تفوؽ اعبائيالذلؾ فيناؾ حق في اليجرة مف المنظور تستفيد مف مواىب المياجريف في اقتصاد الدولة,

ىذه التبريرات النفعية لميجرة في مقالتو "األجانب والمواطنوف"، النفعي.ولقد قدـ كارنيزأنو قد يرغب الكثيريف مف الفقراء والمضطيديف في (، فمثبل يقوؿ في حق اليجرة: "1987)

(107) Bader, Veit (2005): The Ethics of Immigration, University of Amsterdam, p, 336.

)108) Carens, J.H (2003): Who Should Get in?, the Ethics of Immigration admissions, Ethics, p, 91.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

مغادرة بمدانيـ األصمية في العالـ الثالث لممجيء لممجتمعات الغربية، وال يجب استبعادىـ .(109)مف منطمق النفعية "

ضح ىذا النص عند كارينز أنو يجب قبوؿ الفقراء مف أجل تعظيـ الفائدة والمنفعةيو ،أوالمصمحة لجميع المواطنيف والمياجريف معا. كما يشير كارنيز: " وفقا لمنفعية المتبادلة

وليس مراعاة فائدة ، فإنو يجب عمي كل شخص أف يراعي مصالح جميع األشخاصإف اليجرة فعل أخبلقي ألنيا تعمل عمي تعظيـ المنفعة ومصمحة بعض المواطنيف، لذلؾ ف

ا لممنيج والمصمحة المتبادلة لكبل الطرفيف، ومف ثـ تبدوقيود اليجرة غير مبررة وفق ذا ما كاف جوزيف كارنيز استخدـ المنيج النفعي ودافع بو عف حق اليجرة .(110)النفعي" وا

ورأؼ أف فوائدىا تفوؽ تكاليفيا أواألعباء ،برره أخبلقياورفض قيود اليجرة ورأؼ إنيا غير م ا المنيج استخدـ أيض ميمر ديفيدفي حيف نجد ،التي يجب أف تتحمميا الدولة المضيفة

النفعي ولكنو توصل الي نتائج متعارضو تماما مع كارنيز، فمثبل يقوؿ: "يجب أف تصبح المياجريف مع االحتياجات اليجرة أقل تكمفة لمدولة المستقبمة، كما يجب أف يتوافق قبوؿ

االقتصادية ألصحاب العمل في القطاعيف العاـ والخاص في الدوؿ المستقبمة، لذلؾ يقر .(111)المنيج النفعي بفرض قيود شديدة عمي اليجرة "

واعتقد أف جوزيف كارنيز لـ يكف نفعي حيف قاؿ: " لدينا التزاـ عميق باحتراـ جميع تساوييف ولدينا التزامات أخبلقية نحوالغرباء ميما كانت العواقبالبشر كأشخاص أخبلقييف م

دولة أؼ عمي ويجب، المياجريف تجاه السياسات مف معينة أنواع تحظر العدالة أف كما ويجب، أخبلقيا بيا المسموح السياسات مف مجموعة تستخدـ أف ديمقراطية إنيا تدعي

، الحكـ في الحرة إرادتيـ عف عبيرالت ويجب لممياجريف عادلة معاممة عمي الحصوؿ مف األجانب الستبعاد سبب يوجد وال، الحكـ في المحكوميف مشاركة تتطمب فالديمقراطية

)109) Carens, Joseph.H (1987): Aliens and citizens, the case for open borders, p, 263.

)110) Carens, Joseph.H (1996): Realistic and Idealistic Approach to the Ethics of Immigration, p, 163.

)111)Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship p,191.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ولكنو كاف نفعي لمغاية حينما صرح بأف" ىناؾ مكاسب صافية ، (112)"القرار صنع عمميةذا ما كاف جوزيف كارنيز قبل المن .(113) " لميجرة أىميا العمالة الرخيصة يج النفعي, فإننا وا

يفي يقوؿ رولز: " يفشل المذىب النفعي في أفو يرفض المذىب النفعي، رولز جون نجد تصبح أف ويجب، والفوائد األعباء يقيس ألنو األخبلقية يصوف وال، حاال األسوأ باحتياجات

(114) "أكثر واألعباء أقل الفوائد

المبحث الثاني: حقوق وواجبات المياجرين النظرية )المفيوم/ اليدف(لمطمب األول: حقوق وواجبات المياجرينا مفيـو حقوؽ وواجبات المياجريف. (1) ىدؼ حقوؽ وواجبات المياجريف. (2)

المطمب الثاني: واجبات المياجرين النظرية التكيف الثقافي (1) االندماج الثقافي واالجتماعي. (2)

المطمب الثالث: حقوق المياجرين النظرية ليبرالية/ إنسانية عالمية حقوق ) النظرية جرينالميا حقوق ( سمات1)

(.العدالة نظرية عمي تستند/ديمقراطية .لممياجريف وابنائيـحقوؽ العضوية االجتماعية -(2) حقوؽ الجنسية )المكتسبة بالميبلد/ والمزدوجة(.–( 3) حقوؽ المواطنة )الموروثة/ المزدوجة/ الديمقراطية/ متعددة الثقافات(. -(4)

)112(Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of Immigration, p, 13. )113(Carens, Joseph.H: Who Belongs?, Immigration, Democracy and

Citizenship, Ch 10, the claims of community, p, 25. )114( Rawls, John (1976): Distributive Justice, p,38.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

الهتحث الثاني

حقىق وواجتاخ الههاجرين النظريح

عند في ىذا المبحث سوؼ نمقي الضوء عمي حقوؽ وواجبات المياجريف النظرية : تمييد وذلؾ بعد أف نقـو بتوضيح اإلشكالية األخبلقية الموجودة بالفعل بيف تمؾ جوزيف كارنيز،

ىي و النظرية الحقوؽ تمؾكيد عمي الغاية المرجوة مف التأاستكشاؼ الحقوؽ والواجبات، و وكذلؾ ، اإلنساف العالمية العدالة وحقوؽ وقيـ قيـ الديمقراطية والمساواة لجميع البشر تعزيز

باإلضافة إلي ،الثقافي واالندماج المعقوؿ التكيف تتمثل فيالتي واجبات المياجريف توضيح المواطنةة والجنسية و حقوؽ العضوي فيوالتي تكمف حقوؽ المياجريف النظرية توضيح

-التالي: وذلؾ عمي النحو الهطلث الأول

نفهىم حقىق وواجتاخ الههاجرين

في النظرية أف ىناؾ فجوه متنامية بيف حقوؽ وواجبات المياجريف ()ىيجنز بيتريرؼ فالقواعد الميبرالية األخبلقية وبيف ما تنطوؼ عميو السياسة المعاصرة بالفعل تجاه المياجري

لذلؾ يقوؿ: "إف الحقوؽ والواجبات التي ينبغي أف يتحمميا وفقداف حقوقيـ العممية،المياجروف ىي مف بيف أكثر المواضيع التي نوقشت بشده في األخبلقيات السياسية في ، وىناؾ اختبلؼ كبير وبشكل ممحوظ حوؿ حقوؽ وواجبات المجتمعات الميبرالية اليـو

ف كاف ىناؾ إجماع كبير مف بيف الفبلسفة والرأؼ العاـ، يالمياجريف في الخطاب الشعب وا .(115)حوؿ العديد مف المسائل المتعمقة بحقوؽ وواجبات المياجريف في المجتمعات الميبرالية"

ذف ىناؾ اتفاؽ عمي حقوؽ وواجبات المياجريف بيف الفبلسفة وىناؾ اختبلؼ حوؿ حقوؽ إ سائل االعبلـ.وواجبات المياجريف بيف المواطنيف وفى و

() بيتر ىيجنزPeter Higgins ىواستاذ مشارؾ في الفمسفة ورئيس قسـ الدراسات النسائية في جامعة ميتشجاف الشرقية، تدور ابحاثو

.1913وىومؤلف كتاب عدالة اليجرة، عاـ حوؿ القضايا المتعمقة بالعدالة العالمية,. Higgins, w.peter (2018): the Rights and Duties of immigrants in liberal

societies philosophy compass )115)Higgins, w.peter (2018): the Rights and Duties of immigrants in liberal

societies, philosophy compass, Vol13, Issue 11, p,1127.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

وواجبات اأف تمؾ الحقوؽ والواجبات ليست حقوق ميمر ديفيدومف ناحية أخرؼ، يرؼ توازف عادؿ بيف تمؾ الحقوؽ والواجبات مف كبل يكوف ىناؾ يجب أفقانونية فقط، بل

، لذلؾ يقوؿ: " ىناؾ حقوؽ لممياجريف وواجبات عمييـ، ىناؾ واجبات نحوالدولة مف الطرفيفمياجريف وواجبات عمي الدولة لممياجريف، وىناؾ واجبات عمي المواطنيف األصمييف قبل ال

مييف تعديل ممارساتيـ وثقافاتيـ الستيعاب تجاه المياجريف، يجب عمي ىؤالء المواطنيف المح ستقبل ليـ د، ويجب عمي المياجريف أف يندمجوا في الثقافة الوطنية لممجتمع الم جد الوافديف ال مـ المغة الوطنية وبعض جوانب مف تاريخ الببلد وثقافاتيا السياسية، ويجب عمي ويجب تع

الدولة االستجابة لطمبات المياجريف طالما استطاعوا أف يدخموا الييا، فإذا كانت الدولة تدعـ ،ويجب أف يؤخذ ىذا في الحسباف ،يتعيف عمييا بدء دعـ المساجدفبناء الكنائس فقط، .(116) " ف أف يصبحوا قادريف عمي قبوؿ مسؤوليات المواطنةويجب عمي المياجري

-:ىدف تعزيز حقوق وواجبات المياجرين-2تعزيز الديمقراطية وحقوؽ اإلنساف ورفض التمييز تيدؼ حقوؽ المياجريف إلي

التأكيد عميأصوات المعارضة، و ورفض القضاء عميتحرر مف الييمنة, وال العنصرؼ,ه الغايات المقبولة أخبلقيا في الواقع وممارسة ىذواحتراـ اآلخريف، صعود قيمة التسامح

. (117)المعاصر, وتيدؼ معا وسياسية حقوؽ المياجريف ىي حقوؽ أخبلقيةومف جية أخرؼ، نجد أف

عدـ التمييز إلي الحقوؽ األخبلقية تيدؼو حقوؽ اإلنساف،إلي حماية الحقوؽ السياسيةلعرؽ والجنس، ومف واجبات المواطنة واجب طاعة القوانيف ودفع عمي أساس اأواالستبعاد

ىناؾ ترابط بيف الحقوؽ والواجبات، أفيجد كارنيز: " وعبلوة عمي ذلؾ، .(118) الضرائب

)116 ( Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship, pp,112-113. يوضح ىذا النص عند ديفيد ميمر أف كل طرؼ لو بعض الحقوؽ ضد اآلخر وعميو بعض الواجبات

.وااللتزامات نحواآلخر, ويجب أف تتوازف الحقوؽ مع الواجبات)117( Favell, Adrian (1997): Citizenship and Immigration: pathologies of a

progressive philosophy, Journal of Ethics and Migration Studies, Vol23,Issue 2, pp,178-179.

)118) Carens, Joseaph (1986): Rights and Duties in the Egalitarian Society,pp,44-45.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

، فأنا عمي بعض الواجبات لذلؾ امتمؾ بعض الحقوؽ، ويجب جدا ضرورؼ وىذا االرتباطتصبح الواجبات عبء أخبلقي ثقيل وأمر أف تتساوؼ الواجبات مع الحقوؽ بالضرورة لكي ال

يجب أف يحدث توازف عادؿأؼ أنو سخيف لمغاية وأمر مضمل يفتقر إلي األسس األخبلقية، .(119) وال يجب أف تتآكل واجبات المواطنة بسبب ضياع حقوؽ المواطنة ", بينيما

ا رامب خطاب ومما شجع حركة حقوؽ المياجريف عمي الظيور حاليا ىواستخداـ دونالد ت تخمف مميء بالعنصرية حديثة رجعي م ـ كافاليجرة، وك رفض عنصريا بشكل صارخ حوؿ

، وجعل ىناؾ قمق وجنس الميبرالية والمساواة، وىذا حوؿ اليجرة إلي مشكمة عرؽ بعيد عفو يقوؿ: " اعتقد أنو مف النفاؽ بالنسبة لدونالد ترامب ماثيوز ديالنعنصرؼ أبيض، ونجد

لمشاعر المعادية لممياجرييف مع توظيف مياجريف غير شرعييف في أعمالو في نفس إثارة االوقت، وىذا فيو استغبلؿ طبقي، لذلؾ فإف ىذا الترامب ىوحالة شاذه، وكـ ىوأحمق ألنو

في شركاتو المياجريف غير الشرعييف يستمر في دعـ تقييد اليجرة وفي نفس الوقت يوظف .(120)التجارية"

يالهطلث الثان

واجتاخ الههاجرين

رأؼ كارينز أف ىناؾ واجبات ممقاه عمي عاتق المياجريف كما أف ليـ حقوؽ أيضا، ومف التكيف الثقافي، واالندماج االجتماعي. أىـ ىذه الواجبات،

التكيف الثقافي:-1، وىي لغة وثقافات المجتمع المضيفيحدث ذلؾ التكيف الثقافي بمعرفة المياجريف

، بمعنى أف ال قبوؿ ومعقوؿتكيف م ويجب أف يصبح ىذا التكيف الثقافي ،ثقافية واجباتتكيف وليس تطابق أوضياع ىوية نتوقع تطابق المياجريف مع المواطنيف، لذلؾ فيو

المياجر وذوبانيا وانصيارىا تماما في المجتمع الجديد، وحينما يحدث ىذا التكيف المعقوؿ دماج ليـ في المجتمع، وفي ذلؾ يقوؿ كارينز: " يجب عمي مف قبل المياجريف يحدث االن

وأف يحدث التكيف الثقافي ىؤالء المياجريف معرفة المغة ومعرفة ثقافات المجتمع المستقبل،

)119) Ibid,p,48. )120( Matthew, Dylan (2014): the Case for open Borders, op.cit,,p, 144.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

وباإلضافة إلي ذلؾ، يرؼ كارينز:" يجب أف يكوف ىناؾ نوع مف التكيف .(121)"المعقوؿيف، ومف المتوقع أف يتعمـ المياجريف الثقافة المتبادؿ بيف المياجريف واألغمبية مف المواطن

ويجب عمي المياجريف أف يكتسبوا كل األدوات االجتماعية لمعمل ،السائدة في المجتمع .(122)بفاعمية في المجتمع الجديد بما في ذلؾ إتقاف المغة الرسمية "

ياجريف أف " يجب عمي الم إلي أنو: (2013كارينز في "أخبلقيات اليجرة"،)شير كذلؾ ي .(123)" يتقنوا المغة الرسمية وعمييـ أف يتقبموا بعض الممارسات الراسخة في الوالية

كارينز " أنو يجب عمي الدوؿ في المقابل دع ـ قيـ التسامح يصرح ،ومف جية أخرؼ ب "وفي المقابل يج. (124) واحتراـ التعددية الثقافية" لممياجريف الميبرالي ودعـ اليوية الثقافية

.(125) أف نطالب المياجريف أف ينضموا إلي مجتمعنا بشكل معقوؿ""مف أىـ واجبات المياجريف قبوؿ المبادغ األساسية لمديمقراطية ميمر ديفيدويرؼ

الميبرالية حيث يتـ التأكيد عمييا بالفعل في ممارسات الدولة، ويجب عمينا أف نوضح أف تطمب الدولة المضيفة مف المياجريف اإليماف بلالقبوؿ أقل مف اإليماف، بمعني أف ال

.(126)"القبوؿ فقط بالمبادغ الميبراليةيجب عمي جريف الثقافية عمي النحواآلتي: "إلي واجبات الميا ميمر ديفيدكما أشار

المياجريف امتصاص معظـ جوانب الثقافة الوطنية كشرط لقبوليـ في المواطنة، ويجب عمي المغة الوطنية، ومف المتوقع أف يحدث االندماج بشكل عفوؼ، ولقد جعمت المياجريف تعمـ

بعض الدوؿ الوصوؿ إلي المواطنة مشروطا بتعمـ المغة الوطنية وبعض االلماـ بتاريخ

)121)Carens, Joseph. H (2011): Immigration and Citizenship, p, 114. )122)Ibid,p,115. )123( Carens, Joseph (2013):the Ethics of immigration,p 59. )124(Carens, Joseph (2009):Fears versus Fairness Migration, Citizenship and

Transformation of political community pp,162-163. )125(Carens, Joseph (2008): Immigration, Democracy, and Citizenship,

Oxford University Press, Oxford, pp,21-22. )126( Miller, David (2012): Grounding Human Rights, Critical Review of

international Social and political philosophy, Vol15, Issue (4): pp,409-410.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

مؤسسات الدولة المعنية التي يتـ الدفاع عنيا عمي ىذا األساس، ومف المتوقع أف يندمج .(127)ر الثقافة الوطنية" المياجريف ثقافيا وأف يقبموا عناص

Integrationاالندماج: -2يشير مصطمح االندماج إلي مجموعة واسعة مف الطرؽ والتي يصبح فييا المياجروف

مستقبل، ولكف قد يكوف االندماج ثقافي أواجتماعي أوقانوني, فأؼ اعضاء في المجتمع ال ارينز في ىذه العبارة: " يندمج اندماج يقصد كارينز؟، يتضح نوع االندماج الذؼ يقصده ك

المياجروف حينما يصبحوف اعضاء في المجتمع ويصبحوا مؤىميف لمحصوؿ عمي الجنسية، .(128)ويتكيفوا مع الثقافة السائدة في مجتمع ليبرالي معيف، حينئذ يحدث االندماج الثقافي"

أؼ أنو اندماج ثقافي واجتماعي معا. الدوؿ الميبرالية مف المياجريف إتباع القواعد الحالية مف قد تتوقعويوضح كارنيز أنو "

المجتمع، ولكف اتباع تمؾ القواعد مشروطا وليس مطمقا، فيومشروط بأف تفرض ىذه القواعد كما .(129)غرضا مشروعا عاما وال تفرض عبئا كبيرا يمكف تجنبو بسيولة مف المياجريف "

ياجريف االلتزاـ بممارسات التربية المدنية لذلؾ يجب يضيف كارنيز أنو " قد يتوقع مف المومع ذلؾ فإف السياسات التي ،معارضة اختبارات الكفاءة المغوية والمدنية لقياس االندماج

يوضح ىذا النص أف .(130)مسموح بيا أخبلقيا"المياجريف في المجتمع ماج ندتحفز عمي اع ثقافة المجتمع المضيف ليـ ويتعمموا اندماج المياجريف يحدث حينما يتكيف المياجريف م

المغة الوطنية لمبمد المستقبل ليـ ويتقبموا المبادغ الديمقراطية وقوانيف البمد الجديد.ذا كاف يوصي بتحقيق االندماج االجتماعي والثقافي لممياجريف بالتكيف الثقافي كارنيزوا

باالندماج القانوني ميمريوصي ، كارنيزويرفض اختبارات المواطنة، نجد عمي النقيض مف ، لذلؾ يقوؿ ميمر:" تعد اختبارات المواطنة مطمب القانونية المواطنة اتعف طريق اختبار

)127( Ibid,pp,421-422. (128) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of Immigration, p, 63.and sea

Carens, Joseaph (2005): Integration of Immigrants, Journal of Moral Philosophy, Vol2, Issue1, pp, 29-

30. (129) Ibid,p, 67. (130) Ibid,p, 80.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المياجر , لذلؾ يجب وصوؿلدػ المياجرقانوني يتـ بغرس الميارات المغوية واالجتماعية ما كاف جوزيف اذا . و (131)" في البمد المضيف لو إلي مستويات عالية مف االنغماس الثقافي

المعقوؿ والحفاظ عمي اليوية الثقافية لممياجر واحتراـ الثقافي كارينز ينادػ باالندماجلي انغماس ثقافي ميمراالختبلفات الثقافية ليـ، نجد لي ىوية ثقافية مشتركة وا يدعوا اجريف ، ويعني :" أف يتشارؾ الميالتكامل الثقافيويقصد بو واجتماعي وقانوني لممياجريف،

تصبح لدييـ مع المواطنيف في ثقافة مشتركة، ويصبح لدييـ نفس القيـ والخبرات، وبالتاليعند االندماج القانوني فقط بل تعداه إلي ديفيد ميمرولـ يقف .(132)"ىوية ثقافية مشتركة

االندماج االجتماعي الذؼ يعني التفاعل المنتظـ لؤلشخاص الذيف يعيشوف في مكاف معيف :"يعني ميمرـ البعض عبر مجموعة متنوعة مف السياقات االجتماعية، لذلؾ يقوؿ مع بعضي

وىذا يشجع (133)االندماج االجتماعي المشاركة الفعالة ألنيـ أعضاء فاعميف في المجتمع" .(134)عمي وقف الممارسات غير المقبولة في حق المياجريف في مجتمع ليبرالي"

االجتماعي مف التواصل والثقة وبالتالي يقمل مف يحسف االندماج ووفقا لرأؼ ميمر، " احتماؿ نشوب صراع بيف الجماعات، لكف عمي الدولة أف تسف سياسات تحفز وتشجع عمي االندماج كما أنو مف مصمحة المياجريف تعمـ الثقافة المجتمعية لممكاف الذؼ يعيشوف فيو

، مشتركة وطنية ىوية يسيل تطوير اآلف، كما أف االندماج )االجتماعي والثقافي والقانوني(تسمح لممجتمع العمل بشكل أكثر فاعمية، ويجب عمي المياجريف تبني المعايير السياسية واالجتماعية في المجتمع المضيف، ويجب أف يصبح دمج المياجريف في الثقافة ىدفا

العامة مشروعا، وعمي الجانب اآلخر يجب أف يطمب مف المواطنيف تعديل ثقافاتيـالستيعاب المياجريف، وىذا يشجع عمي دمج المياجريف في الثقافة وبناء ىوية وطنية

(131) Miller, David (2015): Is there Human Rights to immigrate?, Center for the study of Social Justice,Oxford University press, Oxford, p, 136.

)132) Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship, op,cit, p, 198.

(3) Miller, David (2015): Justice in Immigration, European Journal of Political Theory, Vol14 Issue 4, pp, 398-399.

(134) Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship, p, 198.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

يتضح مف ىذا النص عند ميمر أف االندماج لديو يعنى ىوية ثقافية مشتركة .(135)شاممة"الكمي المياجر في اليوية الوطنية لمبمد المضيف لو، وىذا االندماج وىوية وذوباف لشخصية

عند كارنيز الذؼ يعنى الحفاظ عمي حقوؽ الجزئي ختمف عف االندماج يعند ميمر االختبلفات الثقافية لمغير ولذلؾ فيواندماج معقوؿ. المياجريف في

وعمي ىذا فيل تشبو قوانين االندماج في أوروبا والواليات المتحدة األمريكية سرير ؟ ()بروكرست

نياية بالنسبة لممياجريف إلي سرير بروكرستقوانيف االندماج تتحوؿ في الالواقع أف ، كما أف قوانيف االندماج غير ألف البشر يختمفوف في أفكارىـ وخمفياتيـ االجتماعية المرعب

االختبلفات الثقافية ال تراعيمعقولة وغير عادلة مثميا تماما مثل أسطورة بروكرست التي سبة إلي كثير مف المياجريف إلي سرير تتحوؿ بالنفإف قوانيف االندماج لممياجريف، لذلؾ

، وعمي المياجر مستقبل البمد المستقبمة، يجب تفصيل فعمي قدر قوانيفمرعب، بروكرست ال مف قيـ قدر سرير االندماج ىذا، عمييـ أف يتخموا عف كل ما حصموا عمييـ في بمدانيـ

ماليـ، وألف البشر لكى يخدموا الواقع الجديد ال بما يخدـ طموحيـ وآ ومعتقدات وأحبلـيختمفوف ليس في احجاميـ فقط، ولكف في أفكارىـ ومستوياتيـ العممية وخمفياتيـ الثقافية..

(135)Ibid, () :سرير بروكرست

اعتاد أف ،Prokrustesأوقاطع طريق مرعب يدعي بروكرست اف حداد أقوؿ االسطورة اليونانية ت ل بناه عمي جبل عقييف إلي مدينة أثينا، وقد عاش بروكرست في ميعترض طريق المسافريف المتج

ا عمي قياسو وطولة و تمام م ص ا ف ا حديدي وكاف يممؾ سرير ،ايفالوس عمي الطريق المؤدؼ إلي أثيناسطورة ىذا الرجل. والمفارقة المؤلمة في قصة بروكرست ىي أنو يقـو بدعوة أومنو أخذت ،وعرضو

لذ وطاب.. ولكف ويطعمو ما وتفمة ويحسف ضياقالبحر أوالبر يمتقي بو في معسافر قادـ عبر م أؼ ا الذؼ فصمو تمام هكاف يأخذه لمنـو عمي سرير ،ويحيف موعد نومو وكراـ ضيفابعد أف ينتيي مف

د ضيفو عمي السرير، فإذا كاف د م كاف بروكرست ي ،سب مع غاياتو، ليبدأ بعد ذلؾ مسمسل الرعبليتناذا كاف أقصر كاف يمط دطع رجمية وأر قوؿ مف السرير يقـو بالضيف أط افو لتتناسب مع السرير، وا

فالميـ في النياية أف يتناسب حجـ الضيف مع سرير ،جسد ضحيتو حتي تتفكؾ وتنكسر مفاصمو .بروكرست

Lola L Lopess (1983): Normative theories of rationality: Procrutes bed, Behavioral and brain Science,Vol 6, Issue (2),pp, 256-257.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

وىذا دماج في القارة األوروبية تتحوؿ في النياية إلي سرير بروكرست.نفإف قوانيف االلذلؾ سية عمي سيؤدؼ بالتأكيد إلي تشوىات ودمامل في عممية االندماج، ستترؾ آثارىا القا

الجديدة وسيكوف مف الصعب عمي المياجريف لمممة آثارىا النفسية، المياجريف شخصياتضيوؼ" اليـو مف المياجريف وما يزيد الواقع قسوة ىوتجاىل الحكومات األوربية أف "

. ويجب أف نأخذ في االعتبار أف عممية االندماج ال تتـ بيف ليمة سيصبحوف " مواطني" الغدنما عممية تحتاج إلي أربع أوثماف سنوات، عمي أف يبقي أصحاب االختصاص وضحاىا، وا

ال فإف سرير بروكرست سيفككيـ عنوه تاركا تشوىات عمي عمي تماس مع اختصاصيـ، وا فرض قوالب جامده عمي والتي تعني مغالطة بروكرستأحبلميـ وطموحاتيـ، وىذه ىي

وتعني عجز ، ا مع الواقع المخطط مسبقالكي تتناسب قسر أوالعقوؿ األشياء أواألشخاص .(136) اإلنسانية عف استيعاب الوجود العالمي، وىذا لو سمسمة مف العواقب الوخيمة

الهطلث الثالث

حقىق الههاجرين النظريح

: يؤكد كارنيز عمي حقوؽ المياجريف النظرية في العديد مف مقاالتو وكتبة األخبلقية تمييد يجادؿ كارنيز في الفصوؿ حقوؽ ، ويرؼ أف وسبلمة المجتمع السممي مف أجل التعايش

الثمانية األولي مف كتابو " أخبلقيات اليجرة" عف إيجاد نظاـ قوؼ لحقوؽ المياجريف، فيقوؿ: العيشرفض حقوؽ المياجريف مف أجل رفع شعار "ت"يجب عمي كل دولة ديمقراطية أف ال

.(137) "معا

)136)Oancea, Alis (2007): Procrutes or Proteus ?Towards a philosophical Dimension of research assessment, Education.

(137) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of immigration, mapping the Ethics of immigration, p,7.

And see Carens, Joseph. H (2011): immigration and citizenship, p, 103.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

:ظريةسمات حقوق المياجرين الن - أوالافترض كارنيز أنو يوجد اجماع أخبلقي عمي ىذه االلتزامات االجماع األخبلقي عمييا، -1

األخبلقية تجاه المياجريف، ورفض عمي ىذا األساس القيود األخبلقية عمي المياجريف فمثبل نجده يقوؿ: " تشكل القيود األخبلقية عمي حقوؽ ،واليجرة، كما رفض ضياع حقوقيـ

شبل أخبلقيا ذريعا بعد الديمقراطية والدولة الميبرالية، وبعد كل ىذا االجماع المياجريف ف .(138) مف الفبلسفة " النظرية األخبلقي عمي حقوؽ المياجريف

حيث يوضح كارينز بعض حقوؽ المياجريف، مثل الحق في األمف حقوؽ قانونية:أنيا -2، فيقوؿ: " يستحق المياجريف الذيف والحق في اإلقامة واألماف والحق في محاكمة عادلة

بعض قانونياليسوا مواطنيف التمتع ببعض الحقوؽ التي يتمتع بيا المواطنوف، فيـ يستحقوف الحقوؽ مثل الحق في األمف والحق في محاكمة عادلو إذا ما اتيموا بجريمة ما، وقد تختمف

واطنيف الموجوديف في شروط المحاكمة العادلة مف بمد آلخر، لذلؾ يحق لجميع غير المدولة ما مف الناحية األخبلقية التمتع ببعض الحقوؽ القانونية التي يتمتع بيا

.(139)المواطنيف"يوضح كارنيز كيف أف ىذه الحقوؽ ىي حقوؽ عالمية، :!غير آمنةو حقوؽ عالميةأنيا -3

وىذه وعالمية تعني أنو مف المفترض أف يستمتع بيا كل إنساف حاضر في دولو معينو، أف حقوؽ المياجريف ليست آمنو ومع ذلؾ يرؼ كارينز ،الحقوؽ كميا ىي حقوؽ اإلنساف

.(140) وحق الدولة في االستبعاد بسبب الحق في الترحيلتماما

(138) Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of immigration, pp, 5-6. الخطاب في المياجريف حقوؽ عمي أخبلقي اجماع يوجد أنو بخبلؼ ما ذكره كارنيز ال اعتقد بمصالحة سوؼ ييتـ ال, نفعى مجتمع األمريكي فالمجتمع فة،الفبلس أوبيف المواطنيف أوبيف الشعبي

فقط ويشيد عمي ذلؾ الواقع المعاش نفسو كل لحظو, كما أنو قد عارض الكثير مف الفبلسفة .المعاصريف لو كما سنرػ ألنيـ رفضوا تمؾ الحقوؽ لممياجريف

And see Carens, Joseph.H (2008): Immigration, Democracy and Citizenship, pp,31-32.

(139) Carens, Joseph (2008): Immigration, Democracy and citizenship, p, 25. (140) Ibid, pp, 26-27.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

: تمثمت أخبلقيات اليجرة عند كارينز في الدفاع عف تقـو عمي نظرية العدالةأنيا -4 ا إلي نظرية العدالة، فمثبل يقوؿ: "تحظر العدالة أنواع حقوؽ المياجريف النظرية, واستندت

معينو مف السياسات والممارسات البلأخبلقية تجاه المياجريف مثل االحتجاز القسرؼ لفترات طويمة، وعدـ االىانة والمعاممة البلإنسانية والحرماف مف النـو لفترات طويمة واالستجواب

جموعة مف السياسات األخبلقية الرحيمة مثل الوحشي، ومف جية أخرؼ تتطمب العدالة مالحق في عدـ التمييز الجنسي أوالعرقي، والحق في البقاء وعدـ الترحيل والحق في

.(141)العفووتوحيد األسرة"قسـ جوزيف كارينز حقوؽ المياجريف :والعممية تصنيف حقوؽ المياجريف النظرية -5

حقوؽ وقسـ حقوؽ المياجريف العممية إلي ، المواطنة والعضوية والجنسية النظرية إلي حقوؽ ثقافية )مثل احتراـ التعددية الثقافية واحتراـ التنوع الثقافي والدفاع عف األقميات المسممة(،

ومف جية أخرؼ، نجد وحقوؽ أخبلقية تتمثل في مواجية التحديات التي تواجو المياجريف،، مثل حقوؽ المقيميف الدائميف، كارينز يتحدث عف حقوؽ كل فئة مف المياجريف عمي حدؼ

وحقوؽ المياجريف المؤقتيف، حقوؽ المياجريف غير الشرعييف، حقوؽ العماؿ المؤقتيف أو الموسمييف.

قسـ حيث : ويل كاميمكامحقوؽ النظرية لممياجريف يختمف عف تصنيف ل كارنيزتصنيف -6فمثبل نجده ،تمثيمية حقوؽ المياجريف إلي حقوؽ ذاتية وحقوؽ عرقية وحقوؽ كاميميا ويل

،يقوؿ: " يمكننا أف نقسـ حقوؽ المياجريف إلي حقوؽ ذاتيو وحقوؽ عرقية وحقوؽ تمثيميةمف أىـ الحقوؽ الذاتية، الحق في البقاء والدمج في المجتمع، ومف أىـ الحقوؽ العرقية

ة، حقوؽ ومف أىـ الحقوؽ التمثيمي ،مناىضة العنصرية وتعديل المناىج الدراسية التعميمية .(142)تمثيميـ في المحاكـ السياسية"

حقوق العضوية االجتماعية ثانيا:

المياجريف حقوؽ تصبح فكيف, المياجريف حقوؽ في الكبيرة المفارقة عف كارنيز عند النص ىذا يعبر ..وؽ المياجريف ىي حقوؽ مشروطو وليست مطمقة, لذلؾ فحق؟آمنو غير الوقت نفس وفي حقوؽ عالمية

(141) Carens, Joseph (2013): the Ethics of Immigration, p, 169. And see Carens, Joseph (2008): Immigration, Democracy and Citizenship, p,

18. (142) Ibid, pp, 27-32.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

The Rights of Social Membership يؤكد كارينز في الفصل الثامف مف كتابو "أخبلقيات اليجرة ", عمي حق العضوية

ستقبمة، االجتماعية لممياجريف الذيف مكثوا مدة طويمة في المجتمع المضيف أوالدولة المأف الحق في العضوية لممياجريف يولد ليـ حقوقا كثيره ومطالب أخبلقية أقوؼ، مثل وكيف

يجب أف يتمتع " ، لذلؾ يقوؿ:الحق في البقاء، وعدـ الترحيل، وىذا يحمي حقوقيـ مف التآكلاألشخاص الذيف يعيشوا داخل دولة ديمقراطية بالعضوية االجتماعية، ومع مرور الوقت

ذه العضوية االجتماعية وتولد مطالب أخبلقية أقوؼ بالبقاء وبحماية جميع حقوؽ تزداد ىطية نتيجة ىذه العضوية المياجريف، ويصبح ىناؾ التزامات أخبلقية عمي الدوؿ الديمقرا

. يوضح ىذا النص عند كارنيز أف حقوؽ العضوية تنبع مف المبادغ (143)"لممياجريفعمي الدوؿ الميبرالية في االلتزاـ األخبلقي نحوالمياجريف ا قويةالديمقراطية التي تضع قيود الترحيل. بالبقاء وعدـ االستبعاد أو

رػ إنيا حقوؽ قوية، ومف جية أخرؼ، يدافع كارنيز عف حقوؽ العضوية االجتماعية، وي ليـ حقوؽ قوية تشمل يصبح بعدما يحصل المياجريف عمي حق العضوية، لذلؾ يقوؿ: "

.(144)ف والتعميـ العاـ والرعاية االجتماعية والسماح باإلقامة المؤقتة"األمالحق في ، مرور الوقت"عند كارينز عمي حجة "تستند نظرية العضوية االجتماعية ، وعمي ىذا

إف طوؿ اإلقامة لممياجر ىوالمعيار األساسي وليس الوضع القانوني لممياجر، " لذلؾ يقوؿ:فكمما زادت مدة اإلقامة الميـ طوؿ المدة، ر شرعي،مياجر شرعي أوغيالأؼ سواء كاف

.(145)"كانوا مياجريف غير شرعييف كمما زادت حقوؽ المياجريف حتى لوومف جية أخرػ، يوضح كارنيز كيف أف حق العضوية لممياجريف ليس حق مطمقا ولكنو

ة بمجرد يجب أف يحصل المياجريف عمي حق العضوي"حق مشروطا، ويقدـ الشروط فيقوؿ: ، وال يوجد مبرر خمس سنوات متصمة األقل مكوثيـ في ىذا المجتمع فترة طويمة عمي

(143) Carens, Joseph (2013): the Ethics of immigration, the theory of social membership, ch8, p, 161.

(144) Ibid, pp.27.32. )145) Carens, Joseph (2008): Immigration, Democracy and citizenship, p,18. يوضح ىذا النص أنو قد يكوف المياجر غير شرعي أوغير قانوني, ومع ذلؾ يكتسب حقوؽ قانونية

.ف حائبل أماـ سيادة الدولة وحق تقرير المصيربسبب عضويتو االجتماعية التي تق

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

فيذا يعطييـ حق عضويتيـ ،طالما قد عاشوا بسبلـ لعدة سنوات ،أخبلقي لطردىـ أوترحيميـالمستمرة، وىذا يعطييـ حق البقاء، حتي لودخل ىؤالء المياجريف الببلد بطريقة غير

، لذلؾ فإف ؾ القانوف ليس بنفس األىمية األخبلقية لواقع عضويتيـشرعية، فإف انتيااألشخاص المولوديف داخل المجتمع يجب منحيـ حق العضوية في المجتمع ومف ثـ حق

.(146)"الجنسية عمي النحو ،حق العضوية عمي أساس حجة الزمفعمي اعممي ويقدـ كارينز مثاال

ا لمعمل كعماؿ مؤقتيف، لمانيا الغربية أشخاص أية، قبمت بعد الحرب العالمية الثانالتالي: "لمانية بيـ كأعضاء في ألاوبعد أف ظموا لمدة خمس أوعشر سنوات، اعترفت الحكومة

.(147)صبحوا عاطميف عف العمل"أالمجتمع، ولـ يكف مف المقبوؿ طردىـ حتي لو وؽ اإلنساف وحقوؽ حق(, بيف 1984وربط كارينز في مقالتو "األجانب والمواطنوف" )

تصبح العضوية االجتماعية ليا وظيفة في " قائبل: لممياجريف بنجاح، العضوية االجتماعيةتوليد حقوؽ اإلنساف األساسية, وىي حقوؽ مشتركة بيف المياجريف والمواطنيف، والدولة

لنص يؤكد ىذا ا .(148)في بواجباتيا بفاعمية"مسؤولة عف حماية حقوؽ العضوية، وعمييا أف ت عمي ضرورة حماية تمؾ الحقوؽ مف قبل الدولة ألنيا حقوؽ أخبلقية وحقوؽ قانونية ضرورية

أيضا.، والتي ترؼ: " حجة الزمفعند كارينز في نظرية العضويةويكمف االدعاء الرئيسي في

ف العيش في مجتمع طويبل يجعل المياجر بمرور الوقت عضوا فيو، وكونو عضوا يولد لو أ .(149)طالبات بالحقوؽ القانونية"م

(146) Mattews, Dylan (2013): What gives us a Right to Deport people?, Joseph Carens on the Ethics of Immigration, p, 63.

(147) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of Immigration, p, 169. "، عمي أساس "حجة الزمففي المجتمع الجديد حق العضوية لممياجريف وىنا يبني كارينز دفاعو عف

ـ.طردى لذلؾ يكتسب المياجريف حق العضوية المستمرة وتنتفي حجة الدولة بترحيميـ أو(148) Carens, Joseph (1984): Aliens and Citizens, social membership, pp,

174-148. (149) Carens, Joseph (2015): the Ethics of Immigration, pp,159.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

ويوضح كارينز نظرية العضوية أكثر فنجده يقوؿ: "إف المياجريف الذيف عاشوا فتره طويمة بما يكفي ليصبحوا اعضاء في المجتمع يحق ليـ التمتع بنفس الحقوؽ التي يتمتع بيا

لذيف بنوا حياه : "إف المياجريف اكما يشرح معني العضوية فيقوؿ .(150)األعضاء اآلخروف"وعبلقات داخل مكاف معيف، ليـ الحق في أف يتـ االعتراؼ بيـ كأعضاء مف قبل المؤسسات التي تحكـ ىذا المجتمع وأف يعامموا كأعضاء، ألنيـ بنوا حياه داخل ىذا

وعمي ىذا يجادؿ كارينز بأنو تزداد المطالبة بحقوؽ المياجريف في العضوية .(151)المجتمع"ومف ثـ يقوؿ " يعد بعد اإلقامة كمما قضوا مزيدا مف الوقت في ىذا المجتمع،االجتماعية

إف النقطة الميمة في العضوية .(152)والوقت بمثابة حجة قوية لمعضوية االجتماعية"" يعني وجود شبكة كثيفة مف الروابط والعبلقات إف كونؾ "عضوا اجتماعيااالجتماعية

والعبلقات الروابط، لذلؾ يقوؿ كارينز " إف ىذه إلقامة الطويمةاالجتماعية التي تتكوف بفعل ا، وىذه العضوية االجتماعية تشكل بعض االجتماعية ىي التي تشكل العضوية االجتماعية

.(153)مف أىـ المصالح األساسية لمبشر وتولد مطالب أخبلقية بحقوؽ العضوية"مرور خمس اعتقد أف " ، فيقوؿ:عضويةالتي تكفي ألخذ ال القانونية المدةويوضح كارنيز

سنوات مف اإلقامة المستقرة دوف أؼ ادانات جنائية يجب أف تكوف كافية لجعل أؼ شخص ، فالمياجريف الذيف يمكنيـ اثبات انيـ قد عاشوا لمدة عشر سنوات مع عضوفي المجتمع

األخبلقي عدـ وجود سجل جنائي ليـ ينبغي أف يتحولوا إلي أعضاء في المجتمع، والمنطقأعضاء في المجتمع بمرور الوقت المياجريف دافع عنو ىو، أنو يصبح األشخاصاالذؼ ويجب االعتراؼ بيذه العضوية بموجب القانوف، إذف لواستقروا بدوف إذف رسميحتي عمييـ

.(154)مرور الوقت يخمق مطالب أخبلقية بالعضوية والبقاء"

(150) Ibid, p, 161. (151)Ibid, p, 165. (152) Carens, Joseph (1984):Aliens and citizens, social membership,

49(2):pp,147-148. (153) Carens, Joseph (2013):the Ethics of immigration,pp,159-160. (154) Carens, Joseaph (1987): Who Belong,Theoretical and Legal Questions

about acquired Citizenship, the University of Toronto, Law Journal,Vol 37, Issue(4), pp, 425-426.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

: ويمكننا أن نستنتج اآلتيية تحمي حقوؽ المياجريف مف التآكل وتولد ليـ حقوؽ قانونية ومطالب حقوؽ العضو -1

أخبلقية بالبقاء حتي لوكانوا مياجريف غير شرعييف. حقوؽ العضوية تنبع مف المبادغ الديمقراطية الميبرالية.-2أقاـ جوزيف كارنيز دفاعة عف حقوؽ العضوية لممياجريف عمي أساس حجة الزمف، -3

ف العبلقات الكثيفة داخل المجتمع بفعل اإلقامة الطويمة.وتكويف شبكة قوية مفسواء كانوا شرعييف ،حق العضوية لممياجريف ال يعتمد عمي الوضع القانوني ليـ-4

أوغير شرعييف، فيـ يمتمكوف حقوؽ العضوية.حقوؽ العضوية االجتماعية لممياجريف تقف أماـ حق الدولة في تقرير المصير وحق -5

في ترحيل المياجريف كما أف حق مطمقحق لة, لذلؾ فأف حق الدولة ليس سيادة الدو المياجريف ليس مطمق في أخذ العضوية، بل ىوحق مشروط أيضا ويتوقف عمي عدـ وجود

.سجل جنائي ليـ وطاعة القوانيف ودفع الضرائب والتكيف الثقافيوأف ليـ حق ياجريف،لما حق العضوية ألبناءوباإلضافة إلي ذلؾ، يدافع كارنيز عف

أخبلقي بالعضوية االجتماعية، لذلؾ نراه يقوؿ " إف أطفاؿ المياجريف لدييـ ادعاء أخبلقي ضد الدولة بأف ليـ حق أخبلقي في العضوية االجتماعية وبالتالي في تمقي التعميـ العاـ

.(155)جزءا مف ىذا المجتمع" األنو بمرور الوقت يصبحو حجة العضوية االجتماعية نصيب األسد مف أخبلقيات اليجرة فقد أخذت ،وعمي ىذا

بقوة، لذلؾ نراه وألبنائيـ لممياجريف عند كارنيز، حيف دافع عف حقوؽ العضوية االجتماعيةىناؾ حق إنساني في العضوية االجتماعية، وىونوع مف الحقوؽ األخبلقية التي يقوؿ: "

فالعضوية االجتماعية ىي حق إنساني ،يجب أف يتمتع بيا جميع البشر ضد جميع الدوؿوعمي ىذا، فإف العيش .(156)وليس قانوني، وىي التي تزيل الفوارؽ بيف األعضاء والغرباء"

عضاء في أ في المجتمع يجعل الناس اعضاء فيو طالما ال توجد إدانة تمنعيـ مف أف يكونوا : " كمما طاؿ أمد عيش المجتمع ولدييـ اىتمامات في المجتمع، وىذا واضح في ىذه العبارة

المياجريف في المجتمع، كمما أصبحت مطالبيـ بالعضوية أقوؼ، فيؤالء المياجريف قد عاشوا

(155) Ibid, p,2,6,169. (156) Ibid, pp, 160-161.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

عضاء في المجتمع، وىذه العضوية معترؼ بيا رسميا أ فترة طويمة بما يكفي لضماف أنيـ .(157)مف خبلؿ منح الجنسية"

بفعل بقائيـ في المجتمع مدة ويؤكد كارينز عمي أف حق عضوية المياجريف مرىوف وأف ىذه المدة الطويمة ىي التي تذيب الفوارؽ بيف المواطنيف األصمييف وبيف ،طويمة

"يجب االعتراؼ بالمياجريف كعضودائـ وبشكل فورؼ في المجتمع :لذلؾ يقوؿ، المياجريف .(158)" بعد ىذه المدة الطويمة التي يقضوىا بيننا وىذا يجعميـ مواطنيف

أف حقوؽ العضوية االجتماعية ال تعتمد عمي إذف كارينز نقطة ميمة وىي " ضح و وي social membership does not depend upon official" قانوني" رسمي أووضع

permission or legal status" ، (159)دانات جنائية"إوذلؾ طالما مكث المياجر بدوف. دوف إذف قانوني ألف العضوية العضويةكارينز عف حق المياجريف في دافعوعمي ىذا، ي

ذف رسمي في الدخوؿ لمببلد، وأنو مف حق في المجتمع ال تعتمد عمي تأشيرة قانونية أوا المياجر غير الشرعي العضوية االجتماعية حتي لودخل الببلد بدوف إذف رسمي قانوني،

النظر عف لذلؾ يقوؿ: "يصبح األشخاص الذيف يعيشوف في مجتمع ما، أعضاء فيو بغضوضعيـ القانوني، ومع ذلؾ يجب أف يحصموا عمي حق قانوني في البقاء واإلقامة الدائمة،

واعتقد أف كارينز قد اقترب مف الحقيقة وأتفق معو, فحق .(160)"وأف يأخذوا حق الجنسيةالعضوية ليس حق قانوني فقط، إنو حق أخبلقي في المقاـ األوؿ، وأف حجة مرور الوقت

أخبلقيا، وىذا يتفق مع الحس األخبلقي السميـ، وال يجب حرماف المياجريف حجو مقنعة

(157) Carens, Joseph (2011): immigration and citizenship, op,cit, pp.111-112.

(158) Ibid, p, 113. And see Carens, Joseph (2010): Who Gets the Right to Stay?, Immigrants

and the Right to Stay, the MIT Press, p, 114. (159) Ibid, p, 115. (160) Carens, Joseph (2013): the Ethics of immigration, p,47.and sea

Carens, Joseaph (2003): who should Enter ?, Immigration acceptance Ethics, Ethics and International Affairs,Vol 17,Issue1,pp, 98-99.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

الذيف مكثوا مده طويمة مف حقوؽ العضوية أوالجنسية ألف ىذا يتعارض مع مبادغ الديمقراطية والميبرالية.

The Right to a Nationalityحق الجنسية: -2أوما د"لجنسية المكتسبة بالميبلا" دافع كارينز عف حق المياجريف في الحصوؿ عمي

ألنو رأؼ أنو ، "الجنسية المزدوجة" "، كما دافع عف حق"Naturalization "جنس الت يسمي "يجب عمي الدوؿ الميبرالية السماح لجميع المياجريف المقبوليف بالتقدـ بطمب لمحصوؿ عمي

قامتيـ ومشاركتيـ في الحياة االجتماعية إالجنسية نظرا لطوؿ The Right to acquired Nationalityق الجنسية المكتسبة: ح -1، (161)"يد الجنسية اال بطوؿ مدة اإلقامة، إنو ال يجوز تقيالزير مايكلمف وجية نظر

:" يجب عمي الدوؿ الديمقراطية اذا ما اعترفت , فيقوؿويستكمل كارنيز ما بدأه مايكل الزيريجب عمي لمياجريف كأطفاؿ صغار،ا ما يصل، فحينحق الجنسية يـبالمياجريف أف تمنح

دوف قيد أوشرط وبشكل تمقائي، لذلؾ يجب معارضة الدوؿ الميبرالية أف تمنحيـ حق الجنسية اختبارات المغة والكفاءة، كما أنو يجب أف تصبح اختبارات الجنسية مدروسة ومتوازنة

يا كأساس لتحميمي واستخدمت قنعةحجة مايكل الزير م ىذا وجدت وليبرالية، وعمي يجب أف يكوف ىناؾ حق في اإلقامة الدائمة لجميع أنو " ميمركما يؤكد .(162)"الخاص

كما يجادؿ ميمر بأف .(163)"مع ما مدة طويمة بما فيو الكفايةالمياجريف الذيف عاشوا في مجتجميع المياجريف الذيف أصبحوا مقيميف بصفة دائمة، يجب أف يكونوا مؤىميف لمتقدـ بطمب

.(164)( سنوات"10إلي 5لمحصوؿ عمي الجنسية بعد فتره زمنية طويمة مف )

(161) Walzer, Michael (1983): Sphere of Justice, A defense of Pluralism and Equality,United States, pp,59-60.

ف رولز في كتابو نظرية يجادؿ مايكل الزير لصالح نوع مف المساواة المعقدة ويعارض جو .1971العدالة,

(162) Carens, Joseph (1013): the Ethics of immigration, p, X. And see Carens, Joseph (2010): The most Liberal Citizenship Test is none at

All, pp, 19-20. (163) Miller, David (2015): Is there Human Right to Immigrants?, Oxford,p,81. (164) Ibid, p, 62.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

وجوزيف , سيبل بف حبيب,توضح كل ىذه النصوص عند مايكل الزير، ديفيد ميمر منح حق الجنسية إذا ما بقي ضرورة حق الجنسية يرتبط بالزمف أيضا، أؼكارنيز، أف

قد أف ىذا اإلجماع الفمسفي عمي منح حق ا، ولكف أعتالمياجريف مدة طويمة في مجتمع مالجنسية لممياجر إذا ما بقي مدة طويمة ال يصمد وال يتحقق في الممارسة العممية أوعمي أرض الواقع، فيناؾ قوانيف ظالمة تحـر المسمميف مف حق الحصوؿ عمي الجنسية، مثل

عنصرؼ لصالح اليندوس، قانوف استبعاد المسمميف مف الجنسية اليندية في اليند, وىوقانوف ينزع مف المسمميف الجنسية ال لشيء سوػ إنيـ مسمميف، فمف شروط الحصوؿ عمي الجنسية اليندية أف ال تكوف مسمما، لذلؾ يجد المسمميف الينود أنفسيـ بيف أمريف، إما أف يتركوا دينيـ ويصبحوا ىندوس أوأف يرحم وا إلي مخيمات البلجئيف، وكبل األمريف مر

وصعب، ومف الواضح أف قوانيف التسامح الديني ال تنطبق عمي المسمميف!.( مف 15:"أف حق الجنسية يتفق مع المادة )() سيال بن حبيبتوضح ومف جية أخرؼ،

اإلعبلف العالمي لحقوؽ اإلنساف، التي تنص عمي: "إنو ال يجوز حرماف أؼ شخص مف ال يجوز أخبلقيا ألؼ دولة أؼ أنو ، سيةجنسيتو تعسفا، ولكل شخص الحق في الجن

األصمية في مقابل منحيا جنسيتيا، فمثبل عمي ديمقراطية أف تحـر أؼ شخص مف جنسيتومانية أوجنسية لأرض الواقع، خيرت ألمانيا أبناء المياجريف أما أف يحصموا عمي الجنسية األ

رب الدوؿ الديمقراطية يوضح ىذا النص عند سيبل بف حبيب كيف تض .(165) بمد ميبلدىـ! بعرض الحائط بقوانيف حقوؽ اإلنساف وتنتيكيا بدوف وجو حق.

() وىي مديرة 1950ىي استاذة الفمسفة والعمـو السياسية في جامعة بيل, ولدت عاـ : سيال بن حبيب، ترتكز أعماليا عمي 2008إلي عاـ 2002برنامج األخبلقيات والسياسة واالقتصاد مف عاـ

جرة البشرية وحصمت عمي العديد مف النظرية السياسية النسوية والنظرية النقدية, وقد اىتمت باليفي جامعة بيل تخصص الفمسفة (BA)الجوائز, ولدت في اسطنبوؿ بتركيا, واخذت الدكتوراه

المعاصرة الغربية، تأثرت بػكل مف )ىانا ارندت, يورجيف ىابرماس، ايمانويل كانط(.Seyla Benhabib (2004): the Rights of Others, Cambridge University press,

Cambridge. (165) Benbabib, Seyla (2004): the Rights of Others, Aliens, Residents and

Citizens, Cambridge University press, Cambridge, pp, 23-24.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

عف مشكمة انعداـ الجنسية، في كتابيا )السياسة، الضمير، الشر( أرندت ىانا وتعبر " تعد مشكمة انعداـ الجنسية مف أكثر المشاكل صعوبة والتي تواجو القرف الحادؼ فتقوؿ:

إلغاء حقوؽ المواطنة في التعامل مع األقميات والبلجئيف مف قبل والعشريف،ألنيا تعني .(166) الدولة القومية، وىذا يتناقض مع مفيـو المجتمع العالمي

الجنسية بمثابة المكافئ الحديث لئلقطاع أف تصبح كارنيز، رفض ومف جية أخرػ فسيولد في النمسا، : " إذا كاف الشخص محظوظا، لذلؾ يصرح قائبل أواالمتياز اإلقطاعي

ولكف قد يولد في بنجبلدش أوالسوداف أوكوريا الشمالية ويكوف محكوما عميو أف يحيا حياة الفقر، وىذا ال يبدوعادال، وبالتالي أرفض وجية النظر التقميدية في الجنسية بالميبلد

.(167)"والتي توازػ االمتياز اإلقطاعي لممواطنيف فقط ألطفال فع كارنيز عف حق منح الجنسية المكتسبة بالميبلد داوعبلوة عمي ذلؾ،

بفعل العضوية في المجتمع، بمعني أنو حينما naturalizationأيضا أوالتجنس المياجريناالنتماء الكامل بمعني الجنسية يصبح المياجر عضوا في المجتمع، فإنو يجب أف يأخذ

أؼ : " اقترح انو يجب عمي أؼ مولود في وىذا واضح في اقتراحو اآلتي ،تمقائيالممجتمع يعيش فترة طويمة في المجتمع الديمقراطي أف يحصل عمي الجنسية بمرور و دولة ديمقراطية

الوقت تمقائيا، كما أنو يجب أف يحصل أؼ شخص عمي الجنسية حينما يصل إلي مرحمة قانونيا في أخذ حقافيوبذلؾ يكتسب لو،ضيف الرشد ويعيش فترة طويمة في المجتمع الم

، ويجب عمي الدوؿ أف تتصرؼ بطريقة أخبلقية وأف تحتـر حقوؽ اإلنساف وأف الجنسيةا أف ىذه تعطي الجنسية المكتسبة عند الوالدة ألبناء المياجريف أيضا، وقد يبدوبدييي

لذلؾ اقترح كارنيز بأنو يجب أف يحصل أؼ شخص عمي ، (168)الممارسة ليا معني أخبلقي"

(166) Arendt, Hannah (1994): politics, Conscience, Evil, philosophy and Society, Kateb Princeton University, pp, 134-135.

يظير ىذا النص عند أرندت أف ىناؾ توترات حادة بيف حق الجنسية لممياجريف الذؼ يتفق مع حقوؽ .اإلنساف العالمية وبيف حق الدوؿ ذات السيادة في تقرير المصير

(167) Carens, Joseph. H (1087): Aliens and Citizens, p, 169. (168)Carens, Joseph (2011):immigration and citizenship, p,109.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

لذلؾ ال يجب التمييز بيف , "(169)تمقائيا حينما يولد في دولة ديمقراطية ليبرالية الجنسية .(170) المياجريف المقيميف وبيف المواطنيف في حق الجنسية

باإلضافة إلي ذلؾ، يؤكد كارنيز عمي أنو ال يوجد حق لمحكومة في تقرير إذا ما كاف ف وسيحصموف عمي الجنسية أـ ال، ألنو ىؤالء األطفاؿ أبناء المياجريف سيصبحوف مواطني

حق الدولة في أؼ أف ال يوجد أؼ مبررات أخبلقية لحرماف ىؤالء األطفاؿ مف الجنسية،في البمد المستقبل تقييد الجنسية لممياجريف يتقمص أماـ المدة القانونية التي يقضييا المياجر

األطفاؿ أبناء المياجريف مف فمثبل ينادؼ باآلتي: "سيكوف مف الظمـ استبعاد ىؤالء ,لووفي الواقع أف ىؤالء األطفاؿ لوكانوا مولوديف في بمدىـ لما تـ حرمانيـ مف ،الجنسية

الجنسية، لذلؾ فإنو حينما تقـو الدولة الديمقراطية بحرماف ىؤالء األطفاؿ مف الحق في طية وتخالف وغير ديمقرا الحصوؿ عمي الجنسية، تصبح دولة ظالمة وبيا قواعد غير عادلة

والشيء األخبلقي السميـ ىواعطاء الجنسية ليؤالء المواليد مف ،المبادغ الميبراليةحق الجنسية المكتسبة بالوالدة ألطفاؿ يوضح ىذا النص عند كارنيز أف .(171)المياجريف"يوضح كارنيز ومف جية أخرػ، تمقائي تتقمص فيو سمطة الدولة. حق قانوني ىو المياجريفوالمبررات وراء ضرورة منح ىؤالء األطفاؿ الجنسية، عمي النحوالتالي: " إف ىؤالء األسباب

األطفاؿ أبناء المياجريف ينتموف إلي المجتمع، ويصبحوف أعضاء فيو فاعميف ويكونوا شبكة وىذا الحق في مف العبلقات، لذلؾ يجب منحيـ الجنسية بسبب عضويتيـ في المجتمع،

مف الناحية اور وليس حق قانونيا فقط، بل يتعمق أيضا بما ىوصواب الجنسية ال يتعمق بالدستيؤكد ىذا النص عند كارنيز أف الحق في منح الجنسية ألبناء المياجريف ، (172)"األخبلقية

حق قانوني وأخبلقي أيضا.

(169)Carens, Joseph (2013): the Ethics of immigration,p,60. (170) Carns, Joseph (2011): Immigration and Citizenship, p, 110. And see Carens, Joseph (1998): Why Naturalization should be easy?: A

response to Noah Pickus, Social Justice, Vol 23, No 03, p,65. (171) Mattews, Dylan (2013): what gives us a right to deport people?, Joseph

Carens on the Ethics of immigration, p,56. (172) Ibid, p,57.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ليس حقا مطمقا الحق في الجنسية ألبناء المياجريفومف جية أخرؼ، يرؼ كارنيز أف شروط مف أجل الحصوؿ مف ال مجموعة، لذلؾ يقدـ جوزيف كارينز احق مشروط بل ىو

التالي: "يجب أف يجتاز المياجريف عقبات معينة مف أجل عمي النحو عمي الجنسية،أف ، والتكيف مع قوانيف الدولة مرور الوقت الكافي لمتأقمـالحصوؿ عمي الجنسية، أوليا ، وبعض ال يكوف لدؼ الشخص سجل إجرامي جنائيوأف يكوف لديو دراية بالمغة العامة

الدوؿ تتطمب مستوؼ عالي ومعيف مف الدخل لكف ىذا يبدولي شكبل مف أشكاؿ التمييز ضد .(173)ا يوضح معرفة بتاريخ البمد"الفقراء، كما تتطمب بعض الواليات اجتياز اختبار

ط بمرور الوقت أخذ الجنسية ترتب شروط ،األوليوضح ىذا النص لكارينز أمريف: ىناؾ فرؽ بيف ،الثانيبالمغة وعدـ وجود سجل إجرامي. والمعرفة الجيدةوالتكيف الثقافي

الحصوؿ عمي الجنسية والمواطنة، فقد تمنح الجنسية تمقائيا ألبناء السكاف األصمييف دوف أف يكوف ليـ والء حقيقي لمبمد، أما المواطنة تحتاج إلي قيمة الوالء.

ـ شروط الحصوؿ عمي الجنسية عند كارينز،" حجة الزمف"، لذلؾ يقوؿ: "كمما ومف أى طالت مدة بقاء الناس في المجتمع، كمما أصبحت مطالبيـ األخبلقية أقوؼ وبعد فترة مف

يجب أف " وعمي ىذا يرؼ كارينز أنو .(174)الزمف يمكنيـ الوصوؿ السيل الي الجنسية"لذلؾ فإف رة طويمة أوبمرور الوقت عميو، يكتسب أؼ شخص الجنسية حينما يقضي فت

في دولة ديمقراطية تخصيص الجنسية عمي أساس مكاف الوالدة ىو إجراء مطموب أخبلقيا .(175)"ليبرالية

الدفاع عف الجنسية المكتسبة بالميبلد ألطفاؿ ويمضي جوزيف كارينز قدما في مواطني الوالية ويعيشوف في تمؾ فيقوؿ:"إف األطفاؿ الذيف يولدوف ألبويف مف المياجريف،

(173)Carens, Joseph (2008): Immigration, Democracy and citizenship, p,24. (174)Carens, Joseph (2003): Who should get in?, The Ethics of Immigration

admissions, pp,106-107. And see, Carens, Joseph(2016): in Defense of Birth Right Citizenship, Migration in political Theory,The Ethics of Movement and Membership, Oxford University press, Oxford,p, 17.

(175)Carens, Joseph(2008): Immigration and Citizenship, Access to Citizenship, p,109.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

الوالية، يجب أف يمنحوا الجنسية تمقائيا ألف والدؼ الطفل مواطنيف مقيميف، كما أف ىذا الطفل يتربى وينشأ في الوالية ويحصل عمي تكوينو االجتماعي ويتأثر بقوانيف تمؾ الدولة

عمي الجنسية عند وسياساتيا، وىذا يفسر لماذا يجب عمي أطفاؿ المياجريف الحصوؿ، كما أف العدالة تتطمب الوالدة، ومف البدييي أف ىذه الممارسة منطقية مف الناحية األخبلقية

مف الدوؿ الديمقراطية الميبرالية المعاصرة منح الجنسية عند الوالدة ألحفاد المياجريف ولة أف " أنو مف الخطأ األخبلقي عمي الد عمي يؤكد كارنيز ومف ثـ،. (176)"المستقريف

ترفض منح الجنسية لممقيميف عمي المدؼ الطويل، وأف تتحجج الدوؿ الديمقراطية باختبارات التي تتضمف متطمبات أكثر صرامة لممعرفة المدنية الجنسية غير المتوازنة وغير المعقولة

جادة المغة الموجودة وىي تمثل عقبات أماـ التجنس وىنا يرفض كارنيز المبالغة .(177)" وا .لكي ال تصبح حجة في عدـ قبوؿ المياجريف واستبعادىـ اختبارات الجنسيةفي the Right of Dual Nationalityالجنسية المزدوجة حق -2طمب الدولة الديمقراطية الميبرالية مف المياجريف الذيف يريدوف أف يحصموا عمي ت

يؤكد كارينز عمي ا؟، يجنسيتيا أف يتخموا عف جنسيتيـ األصمية كشرط ضرورؼ ألخذ جنسيتألطفاؿ المياجريف ويدافع عنيا ويقدـ حجج أخبلقية عمي لممياجريف و حق الجنسية المزدوجة

يحصموا عمي جنسية والدييـ عند الوالدة في النحوالتالي: " يجب عمي أطفاؿ المياجريف أفجنسية في مف ال يـ، وال يوجد أؼ سبب أخبلقي في حرمانطالما عاشوا فييا دولة ديمقراطية

الوالية التي ولدوا فييا وحيث يعيش آباؤىـ، ومف جية أخرؼ، أصبحت الجنسية المزدوجة

(176) Ibid, p, 107. (177) Carens, Joseph (2010): the most liberal citizenship test none at

all,Oxford University Press, pp,10-20. ة أف تمنح كل الدوؿ الغربية الجنسية لؤلطفاؿ المشكوؾ فيو أخبلقيا مف الناحية العممياعتقد إنو مف

فميست كل الدوؿ تمنح ىذا الحق ألبناء المياجريف, ويشيد بذلؾ المياجريف المولوديف عمي أرضيا،حوؿ ىذه المبادغ األخبلقية اأخبلقيا الواقع السياسي, واذا ما كاف جوزيف كارنيز اعتقد أنو يوجد إجماع

مستحيل بسبب التوترات ة ألبناء المياجريف, ولكنى أعتقد أف اإلجماعلشروط أخذ الجنسية المكتسب .المتأصمة حوؿ ىذا الموضوع

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

واسعة االنتشار، ألف المزيد مف األطفاؿ لدييـ آباء مف جنسيات مختمفة ويرثوف جنسية كل .(178) واحد منيـ"

ية أخرؼ انو ال يوجد سبب وجيو لمتنازؿ عف أؼ جنسوعمي ىذا، يدافع كارينز عف: " كشرط لمحصوؿ عمي الجنسية في المكاف الذؼ نعيش فيو، وال يوجد مبررات أخبلقية تدعوالدولة إلي مطالبة المياجريف بالتخمي عف جنسيتيـ السابقة كشرط لمحصوؿ عمي

كما يوضح كارنيز كيف أف الجنسية .(179)"جديدة في المكاف الذؼ يعيشوف فيوالجنسية الإف الجنسية المزدوجة منتشرة إلي يا ألبناء المياجريف، حيث يقوؿ: "المزدوجة مقبولة أخبلق

ألف حد كبير وعمي نطاؽ واسع وال يمكف تجنبيا ومقبولة أخبلقيا بالنسبة ألبناء المياجريف ،عددا أكبر مف األطفاؿ لدييـ آباء مف جنسيات مختمفة ويرثوف وضع الجنسية مف كل منيـ

جنسية الدولة التي ولدوا فييا ،ة تصبح حق أخبلقي مكتسبوىكذا، فإف الجنسية المزدوج .(180)وجنسية والدييـ معا، وىذا مف المنظور األخبلقي"

أما مف الناحية الواقعية، فيرؼ كارنيز أف ىناؾ مبلييف مف األشخاص الذيف يحمموف جة، ولقد الجنسية المزدوجة، ففي ىولندا وحدىا يحمل مميوف مواطف ىولندؼ الجنسية المزدو

تغيرت القوانيف، فبعد أف كاف الطفل يحمل جنسية أبيو فقط، أصبح يحمل جنسية والديو نسية المزدوجة، حيث يقوؿ ويقدـ كارينز أمثمة حياتية مف الواقع السياسي عمي الج .(181)معا"

ال تطالب بعض الواليات مثل استراليا وكندا مف المياجريف التخمي عف جنسيتيـ السابقة "، أؼ أف المياجريف يمكنيـ االحتفاظ بجنسية الوالية التي ولدوا فييا تياألخذ جنسي كشرط

باإلضافة إلي جنسية والدييـ، وىناؾ بعض االعتراضات والتحديات عمي الجنسية المزدوجة أىميا أف ىؤالء المياجريف مزدوجي الجنسية سيخضعوف إلي مجموعتيف متعارضتيف مف

(178) Carens, Joseph (2008): Immigration, Democracy and Citizenship, pp,29-30.

(179) Carens, Joseph (2008): Immigration and Citizenship, Access to citizenship, p, 110.

(180) Carens, Joseph (2013): the Ethics of Immigration, p, 68. (181)Carens, Joseph (1999): Ethics, Citizenship and Community: A

contextual Exploration of Justice, an Evenhandedness, 2edition, p,32

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

واج والطبلؽ(، واعتقد أنو يجب اتباع قوانيف وقواعد الدولة التي القوانيف )مثل قوانيف الز .(182)يعيش فييا الشخص"

ويحاوؿ أف يجد ليا التحديات التي تواجد الجنسية المزدوجةيشرح كارنيز في ىذا النص يرفضلكي يدافع عف حق الجنسية المزدوجة لممياجريف لذلؾ ليا ناسبة م أخبلقيةحموال

أمريكيوف مف أؼ جنسية، ويرؼ أنو مف الممكف أف يصبح المياجروف ،تطرفةالقومية المنو نفسو كاف مياجر كندؼ وحصل عمي إحيف يوضح ،مثبل، ويقدـ الدليل العممي عمي ذلؾ

الجنسية فيومواطف مزدوج الجنسية لذلؾ نراه يقوؿ: "أنا مواطف أمريكي، ولدت وترعرعت في يرلندييف الثالث والرابع مف سبللة المياجريف الكاثوليؾ اإل الواليات المتحدة بصفتي مف الجيل

إلي منطقة بوسطف، وال أتذكر إنني سمعت ليجة ايرلندية في حياتي، وأنا مواطف كندؼ ، ألف 1985ويضيف كارنيز قائبل:" لقد ذىبت أنا وزوجتي إلي كندا في عاـ .(183)أيضا

يف أكاديميتيف، وفي النياية أصبحنا العثور عمي وظيفت مف ىذا المكاف الذؼ تمكنا فيووأصبحنا مقيميف دائميف أومياجريف مواطنيف كندييف دوف التخمي عف جنسيتنا األمريكية"

ية حفادؼ مياجريف، لذلؾ فأنا أممؾ جنسأمقيميف ألكثر مف عقد، وأنا مياجر متميز و .(184)"مزدوجة، األمريكية واليولندية

ذا كاف كارنيز قد رأؼ أف الم ياجريف لدييـ مطالب أخبلقية وحق أخبلقي في الحصوؿ وا عضاء في المجتمع بحجة مرور الوقت عمييـ، فإف ىذا سبب أ عمي الجنسية وأف يكونوا يجب ف في دوؿ ديمقراطية، حيث يقوؿ: "طالما أنيـ يعيشو لمواطنةأخبلقي لحصوليـ عمي ا

يجب أف يحصموا عمي أف يصبح المياجريف اعضاء اجتماعييف مع مرور الوقت ومف ثـواطنة؟ وما ىي .فماىي الم(185)الجنسية كما أف ىذا أساس المطالبة األخبلقية بالمواطنة"

.؟أنواعيا عند كاريف

(182)Carens, Joseph (1984): Aliens and Citizens, social membership, p,151. (183) Carens, Joseph (2013): the Ethics of Immigration, chapter 2, p,43. (184) Carens, Joseph (2008): Immigration, Democracy and Citizenship,p,107 (185) Ibid, p, 169.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

Citizenship The Rights of( )حقوق المواطنة-3

() :اطية والعدالة تعني المواطنة عند ويل كاميمكا، احتراـ القيـ األساسية والحرية والديمقر المواطنة االجتماعية وحقوؽ اإلنساف.

kymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, A Liberal of minority Rights, op.cit, p,187.

وتعني المواطنة عند ديفيد ميمر الوالء تجاه المجتمع واليوية الوطنية المشتركة، لذلؾ فيي دليل عمي قوؼ لمحفاظ عمي المجتمع, كما تحتاج إلي مستويات عالية مف التعاوف التماسؾ االجتماعي وىي أسمنت

بيف المواطنيف، ويجب عمي المواطنيف أف يتشاركوف في ىوية وطنية ويجب أف يكوف والء المواطنيف لدولتيـ".

Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship, op,cit, p, 141. ر في موضع آخر أف المواطنة تعني ميثاؽ لمحرية المتبادلة، حماية الدولة وكذلؾ يرؼ ديفيد ميم

لممياجريف ودفاع المياجريف عف الدولة، فيذه المواطنة ليا وجياف مف الحماية وتعمل عمي تحقيق تكافؤ الفرص في مجتمع متعدد الثقافات".

Miller, David (2012): Grounding Human Right, Vol15, Issue4, pp, 422-423. وتعني المواطنة عند ليندا بوسنيؾ االنتماء أوالدمج الديمقراطي، فالمواطنة تعني االدماج داخل المجتمع. وتقدـ ليندا بوسنيؾ المواطنة عمي إنيا تحمل وجييف داخل المجتمع السياسي، الوجو األوؿ

مغرباء داخل أراضي الدولة القومية. ىوادماج المواطنيف ثـ العضوية الشاممة, والوجو الثاني ىواالستبعاد لويتـ التعامل مع المواطنة عمي أنيا مقياس لبلندماج االجتماعي السياسي، فإما المواطنة واالدماج

.أواالستبعاد والترحيل والطردBosniak, linda (2006): the Citizen and the Alien, Dilemmas of Contemporary

Membership, Princeton University Press,pp,20-21. ويرؼ راينر بوبوؾ أف الحصوؿ عمي المواطنة ىوأفضل حالة لتحقيق المساواة وتعبر عف حالة االنتماء لممجتمع ويجب أف تمتد حقوؽ المواطنة إلي ما وراء القومية وأرض الدولة إذا ما أرادت

حقوؽ األساسية المتساوية.الديمقراطيات الميبرالية أف تظل وفيو ومخمصة لمبادئيا الخاصة بالBaubock, Rainer (1994): Transnational Citizenship: Membership and Rights

in international Migration, Edward Elgar publishing, p,29. ( أف التحوؿ إلي المواطنة يجب أف يعتمد عمي مبادغ األخبلؽ عند كانط في 4991ترؼ ارندت )

العالمي, وىذا الحق يتمخص في أف ىناؾ التزامات أخبلقية لمدوؿ المضيفة نحوحق حسف الضيافة Ibid, p, 11 المياجريف نتيجة لمديمقراطيات الميبرالية, مثل حقوؽ المواطنة والحق في اإلقامة الدائمة.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

الديمقراطيةويعتمد عمي المواطنةيسمط كارينز الضوء عمي الغموض الذؼ يحيط بمسألة وىذا في مجتمع عمي نحودائـ يجب أف يكوف مواطنا فيو، يشكل شخص يعالتي ترؼ أف

يعطي المياجر حق المواطنة وحق البقاء بعد أف يمنح حق العضوية في المجتمع وحق الجنسية/ العضوية/حق )الجنسية، وأكد كارينز عمي أف كل ىذه الحقوؽ لممياجريف,

ي المياجر في المجتمع المضيف.ترتبط بحجة الزمف ومرور وقت طويل عم المواطنة( -وقسـ كارنيز حقوؽ المواطنة إلي: مواطنة مكتسبة/ ديمقراطية/ متعددة الثقافات، كاآلتي:

المواطنة المكتسبة بالميالدحقوق -أوال The Rights of Birthright Citizenship

طنيف والسكاف نقد كارينز المواطنة المكتسبة بالميبلد حينما تكوف حق مكتسب لمموا وفي نفس الوقت دافع عف المواطنة المكتسبة بالميبلد حينما تصبح حق األصمييف فقط

المواطنة المكتسبة بالميبلد لممواطنيف مكتسب ألبناء المياجريف، ورأؼ إنو يجب أف تكوف دافع كارينز عف حقوؽ العضوية المكتسبة بالميبلد ألبناء , وبعد أف اولممياجريف مع

يف، دافع كذلؾ عف حقوؽ الجنسية المكتسبة بالميبلد ألبناء المياجريف، نجده يدافع المياجر وىذا عمي النحوالتالي: " أيضا عف حقوؽ المواطنة المكتسبة بالميبلد ألبناء المياجريف.

اعتقد أف الطريقة التي ينظـ بيا العالـ اليـو غير عادلة في األساس، إنيا امتداد لمنظاـ طبقي، فحينما تصبح المواطنة وضع موروث ومصدر لبلمتياز تصبح ظالمة، اإلقطاعي ال

في أمريكا الشمالية أوأوروبا، فيذا يشبو إلي حد كبير اغني األنو حينما تكوف مواطنا مف بمد كونؾ ولدت في طبقة النببلء مف العصور الوسطي وىويعزز الي حد كبير احتماالت الحياة

اكبير افريقيا فيذا يشبو الي حد أسيا و أفي اكونؾ مف مواطني بمد فقير كما أف ،الجيدة المرفيةوىذا يحد بشكل كبير مف فرص كونؾ ولدت في طبقو مف الفبلحيف في العصور الوسطي،

لي اآلف يحتفظوف حياة المرء، واعتقد أف ىذه الترتيبات االجتماعية ىي التي شيدىا البشر وا

ة ويمكننا أف نبلحع أف المواطنة الحديثة تختمف عف المواطنة القديمة والتي كانت ترجع إلي اليويالجماعية الوطنية التي تعني االشتراؾ في المغة والديف والعرؼ والتاريخ، والذكريات المشتركة والمصير

المشترؾ.Benhabib, Seyla (2004): the Rights of others, Aliens, Residents and Citizens,

Ch4, transformation of citizenship, pp,131-132.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

كذا رفض كارينز المواطنة بالميبلد لمسكاف األصمييف لمبررات . وى(186)بيا رغـ إنيا ظالمة"أخبلقية حينما تتشابو مع اإلقطاع وفي نفس الوقت أيد المواطنة الموروثة كحق ألبناء المياجريف الذيف ولدوا عمي ىذه األرض، فيقوؿ: " تعني المواطنة الموروثة لممياجريف، منح

ثبل إذا ولد الطفل في الواليات المتحدة، فسيحصل حق المواطنة عف طريق مكاف الميبلد، فمذا كاف الوالديف مف المغرب وتركيا مثبل، فسيحصل الطفل عمي ،عمي الجنسية األمريكية وا

. (187)"مريكية والمغربية والتركية( معاثبلث جنسيات مختمفة وىي )األ، 2008" عاـ مقراطيةؤكد كارينز مرة أخرؼ، في كتابة "اليجرة والمواطنة والديوكذلؾ ي

إف األطفاؿ الذيف ولدوا في الوالية التي انتقل س المعني حيث نراه يصرح قائبل: "عمي نفإلييا آباؤىـ وتربوا فييا وقضوا فييا شبابيـ لدييـ مطالب أخبلقية بالمواطنة، وىذا أمر

.(188)"لرفض حقيـ في المواطنة امقبوؿ وال توجد بدائل مسموح بيا اخبلقي ولكف أيضا اعتقد أف كارينز لـ يدافع عف المواطنة الموروثة مف الناحية النظرية فقطو

ا في السطور القادمة، حيث يقوؿ " اعتقد كثير مف مف الناحية العممية، وىذا يتضح جمي القراء إنني أرفض المواطنة الموروثة كميا، وأف المواطنة الموروثة غيرعادلة في جوىرىا،

أوضح أف المواطنة الموروثة ليا عادة تأىيل سمعة المواطنة المكتسبة وأريد أفولكني أريد إ نيا أمعني أخبلقي ويجب أف تصبح ممارسة أخبلقية في الدوؿ الديمقراطية الميبرالية، طالما

.(189)تشمل أطفاؿ المياجريف المستقريف وكذلؾ أطفاؿ المواطنيف أيضا"

(186)Carens, Joseph (1999): Culture, Citizenship, and Community: A contextual Exploration of Justice as Evenhandedness, 2nd Ededition, p,32. and see Carens, joseph, H.(2013): the Ethics of Immigration, p,20.

(187) Ibid,p, 35. (188)Carens, Joseph (2008): immigration, Democracy and citizenship, pp,19-

20. (189) Carens, Joseph (2016): in Defense of birthright Citizenship, Migration

and political, p, 205. يؤكد ىذا النص عند كارينز أف المواطنة الموروثة أوالمكتسبة بالميبلد تصبح أخبلقية فقط حينما تضـ

صبح ظالمة مثل اإلقطاع حينما تقتصر عمي أبناء أطفاؿ المواطنيف وأطفاؿ المياجريف معا، وتف المواطنيف.المواطنيف دو

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

، ورأؼ أف المواطنة الموروثة ألطفاؿ المياجريفدافع كارينز عف حق ومف جية أخرؼ: ىذا الحق قانوني وأخبلقي معا، وفي ذلؾ يقوؿ مثبل: "ىناؾ فكره أخبلقية مفادىا أف المياجريف األطفاؿ الذيف قدموا إلي الواليات المتحدة لدييـ مطالب خاصو بالمواطنة وربما

ة ومقنعو أيضا، ألنو ال يمكف إلقاء المـو أقوؼ مف والدييـ، واعتقد أف ىذه الفكرة حقيقية لمغايعمي األطفاؿ لوجودىـ ىنا، لقد نشأوا في ىذا المجتمع ولدييـ أصدقاء واتصاالت، وىذا ىوالمكاف الذؼ ينتموف إليو حقا، وعميؾ أف تدرؾ ذلؾ مف خبلؿ منحيـ الوضع القانوني،

نيـ مسؤولوف عف انتيا ؾ القواعد، لكف األطفاؿ ويمكف أف نقوؿ أف آبائيـ قد اخطأوا، وا ليسوا مسؤولوف عف انتياؾ القواعد، فيؤالء األطفاؿ ىذا وطنيـ وىذا ىوالواقع، واعتقد أف

األخبلقية التي ترفض منح المواطنة الكثير يوافق عمي ذلؾ، لذلؾ عمينا رفض السياسة غير .(190)ا "المكتسبة ألبناء المياجريف ألنو ليس ليا ما يبررىا حق

ة عمي ذلؾ، يدافع كارينز عف سمعة المواطنة المكتسبة، أوالمواطنة بالميبلد، وعبلو ويشرح السبب في أف منح الجنسية عمي أساس الوالدة ليس طريقة مقبولة فحسب، بل ىوبالفعل أمر مطموب أخبلقيا في دولة ديمقراطية ليبرالية حيث يقوؿ: " تشترط العدالة

يبرالية المعاصرة الجنسية عند الوالدة ألحفاد المياجريف أف تمنح الدوؿ الديمقراطية الم . (191)"بالميبلد المكتسبة المواطنة حق تمكنيـ أف عمييـ طويمة فترة مرور وبعد المستقريف

وعمي الرغـ مف ذلؾ، يوضح كارينز كيف أف المواطنة بالميبلد قد يساء فيميا أو مف عمي طوؿ الحدود المكسيكية، يبدو التالي: "في مدف تكساس استخداميا، عمي النحو

الشائع أف تعبر النساء المكسيكيات الحدود بطريقة غير شرعية وأف يصمف إلي باب المستشفى العاـ المحمي وىف عمي وشؾ الوالدة، والمستشفى ممزمة أخبلقيا بقبوؿ ىؤالء

(190) Mattews, Dylan (2013): what gives us A right to Deport people?, Joseph Carens on the Ethics of immigration, pp, 23-24.

يف المولوديف في المجتمع يعبر ىذا النص عند كارينز عف ضرورة منح حق المواطنة ألبناء المياجر المضيف حتي لوكاف اباؤىـ موجودوف في الببلد بصورة غير شرعية أوقانونية، ألف ىذا ليس ذنبيـ, وأؼ سياسة أخبلقية تحـر ىؤالء األطفاؿ مف حقوؽ المواطنة والجنسية تصبح سياسة ظالمة وغير أخبلقية

.لةويجب رفضيا وتقيميا أخبلقيا لكي ترجع إلي طريق العدا(191)Carens, H Joseph (2013): The Ethics of immigration, in Defense of

Birthright citizenship, pp, 37-38.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

مؾ المستشفى، فإنيـ النساء ألنيف يحتاجوف إلي الرعاية الطبية وحينما يولد األطفاؿ في تيولدوف عمي أراضي أمريكية ويصبحوف مواطنيف أمريكييف تمقائيا، وبعد بضعة أياـ تعود تمؾ النساء إلي المكسيؾ مع أطفاليف، وحينئذ يحصل ىؤالء األطفاؿ المكسيكييف عمي مزايا

لي الجنسية األمريكية، وقد يكبر أطفاليف في المكسيؾ ويكونوا قادريف عمي السفر مف وا .(192)الواليات المتحدة لممطالبة بالحقوؽ واالمتيازات"

فقد يمنح الطفل جنسية الفارؽ بيف المواطنة والجنسية،يوضح ىذا النص عند كارينز دولة ما وىوال يعيش عمي أراضييا وقد ال يمنح الطفل جنسية الدولة التي يعيش فييا بسبب

المواطنة تعني االنتماء واالندماج مع الوالء, السياسات الظالمة تجاه المياجريف، كما أف، كما أف ىناؾ فرؽ بيف المواطنة المكتسبة بالميبلد وبالتالي فيي تختمف عف الجنسية تماما

المواطنة والمواطنة الديمقراطية أيضا، وىذا يجعمنا نتناوؿ بالنقاش األخبلقي قضية ()الديمقراطية

(192)Carens, H Joseph (1987): In who Belongs, theoretical and legal Questions about Birthright citizenship in the United States, journal Toronto,p,413.

() الديمقراطية ىي حكـ الشعب بنفسو مف أجل تقرير المصير, وأف يحكـ المواطنوف وتكوف السيادة لمشعب، وتحتـر الديمقراطية االختبلفات الثقافية, لذلؾ فالدوؿ الديمقراطية ىي الدوؿ متعددة الثقافات, فمثبل الديمقراطية

ي المتنوع والمتعدد الثقافات وىذا يعزز شرعية لدؼ الشعب البريطاني تعني أف يحكـ الشعب البريطان الديمقراطية تعني عدـ تجريد األقميات مف حقوقيا. لذلؾ فإفالدولة الديمقراطية.

Anaya.James (2004): Indigenous People in international law, Oxford, Oxford University press.

لمدولة القومية المقيدة اقميميا، يوترفض المثل األعم وتيتـ الديمقراطية الميبرالية الحديثة بالحريةوتصور المواطف كموضوع لمحقوؽ والواجبات، وىذا نشأ مع تجربة اإلقطاع واالنتقاؿ منيا إلي الدولة, وىذا أدؼ إلي التوسع في حقوؽ المواطنة وممارسة الحقوؽ والواجبات والتمتع بيا مف خبلؿ القيمة

.المتساوية لجميع البشرBenhabild, sayla (2004): the Rights of others, Aliens, Residents and Citizens,

pp,2-3. وتعني المواطنة الديمقراطية عند ويل كاميمكا السبلـ واألمف الفردؼ مع غياب شبة كامل لمعنف

وجد بيا انقبلبات واالرىاب مف قبل الدولة ولذلؾ فالدولة الديمقراطية التي بيا مواطنة ديمقراطية ال ي

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

Democratic Citizenship Rightsة ثانيا: حقوق المواطنة الديمقراطيأف تكوف الدولة ناجحة بشكل خاص في إشراؾ األفراد تعني المواطنة الديمقراطية

وأف تكوف العبلقات بيف المواطنيف والدولة قوية وذلؾ والمياجريف معا في األنظمة السياسيةعبارة يمكننا أف نستنتج ومف ىذه ال .(193)بعد دمج األفراد والمياجريف في األنظمة السياسية

المواطنة الديمقراطية ىي التي تأتي مف العبلقة الناجحة بيف الدولة الديمقراطية أف عضاء في المجتمع أ وحينئذ يتحوؿ ىؤالء المياجريف إلي مواطنيف و والمياجريف الشرعييف،

نامية ولدييـ انتماء تجاه ىذا المجتمع الجديد،وىذا كاستجابة لممشكمة األخبلقية المتوعدـ الفشل في ىذا الدمج لممياجريف دمج المياجريفتعني فالمواطنة الديمقراطيةلميجرة،

رباء بيننا.في المجتمع لكي ال يصبحوا غ وعمي ىذا، فقد عالج كارنيز واحدة مف أصعب القضايا األخبلقية في الفكر المعاصر

ناؾ والء وطني في عالـ مف ؿ, ىل يمكف أف يكوف ىءوىي المواطنة الديمقراطية، وتسايجب الدفاع عف المواطنة الديمقراطية كحق المتغيرة؟، فمثبل يقوؿ كارينز: "القوميات

يوجد بيا احتراـ لمحرية الفردية بما في ذلؾ حرية التعبير وحرية المعارضة، كما تعني المساواة و عسكرية، بيف األغمبية واألقمية في المشاركة السياسية ورفض التمييز بيف األغمبية واألقميات ورفض التيميش

.الثقافي واستيعاب األقمية القومية "kymlicka, Will (1999): Multicultural Citizenship, A liberal of minority,

pp,278-279. عف أفضل شكل مف أشكاؿ الحكـ بسبب المشاركة Millوتعبر الديمقراطية عند جوف ستيورات مل

السياسية ومشاركة المحكوميف في االنتخابات والنقاش العاـ واختيار ممثل يعبر عف أفكارىـ, كما قراطية حكـ الشعب لنفسو، ونقوؿ عمي النظاـ السياسي أنو نظاـ ديمقراطي بقدر ما تعكس تتضمف الديم

.محتوؼ قراراتو السياسية إرادة الشعب وتعني الديمقراطية المباشرة أف يصوت كل مواطف عمي التشريع Donner, Wendy (1991): the liberal self: John Stuart Mills, Moral and political

philosophy, Cornell University press, p, 124. (193) Favell, Adrian (1997): Citizenship and Immigration, op, cit, pp, 174-

175.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

لممياجريف الذيف أمضوا فترة طويمة مف الزمف عمي األقل خمس سنوات وىذا األمر مقنع مف . (194)الناحية األخبلقية "

لذلؾ نجده يرفض المواطنة المقيدة عند طية،وبما أف جوزيف كارينز أيد المواطنة الديمقرا لي أنو مف األفضل قص ر المواطنة والجنسية ارسطو، وذلؾ عمي النحواآلتي: يشير أرسطوا

عمي اآلباء واألميات واألجداد الذيف كانوا مواطنيف أصمييف، ويرؼ أف ىذا أمر مرغوب فيو، ادة أعداد مواطنييا، فقد تمنح ولكف إذا ما كانت المدينة بحاجة إلي توسيع صفوفيا وزي

ذا ما وجد بعض األشخاص ال يحمموف المواطنة ألولئؾ الذيف لدييـ أجداد غير مواطنيف، وا .(195)جنسية عمي اإلطبلؽ فقد تكوف ىذه محنة ولكنيا ليست ظمما"

, ىل يمكف لدولة ديمقراطية اليـو أف تقيد المواطنة كما فعل لذلؾ تساءؿ كارينز رسطو؟، لذلؾ يقوؿ: " اعتقد أنو ال يمكف أف يوجد أؼ ألطريقة التي اقترحيا أرسطووبا

نو ليس مف حق الدولة حرماف أؼ أشخص يمكف أف يدافع عف مثل ىذه الممارسات اليـو و شخص مف الجنسية أوالمواطنة طالما يعيش مدة طويمة فييا وأف مثل ىذه السياسات غير

األغمبية الديمقراطية ت عف حكومة منتخبة مف قبل ا طالما إنيا نتجمسموح بيا أخبلقي .(196)" ()الميبرالية

(194) Carens, H Joseph (2008): Immigration, Democracy and Citizenship, pp,33-34.

دمج ذؼ قدمو كارينز بالدمج,يعبر ىذا النص عف إشكالية الوالء الوطني لؤلقميات، والحل الة, ولكف قد يفشل المياجريف في ىذا الدمج ليس المياجريف ومنحيـ حق المواطنة الديمقراطية الفعال

لنقص في تكيفيـ ولكف بسبب التعسف في المعاممة ضدىـ.(195) Carens, Joseph (2003): Who should get in?, The Ethics of immigration

admissions, pp,95-96. And see Carens, H.Joseph (2008): immigration, Democracy and Citizenship,

p, 202. ():الميبراليةLiberalism

تنظر الميبرالية إلي الفرد عمي إنو مستقل وقادر عمي التصرؼ وتركز عمي الحرية الفردية وعدـ ـ حقوؽ اآلخريف, وحرية التعبير وحرية اإلكراه وعمي حق تقرير المصير األخبلقي وعمي التسامح واحترا

تكويف المجتمعات ىي مف أىـ الحقوؽ التي ارتبطت عادة بالميبرالية. وغالبا ما كاف ينظر إلي الميبرالية عمي إنيا ميتمة في المقاـ األوؿ بالعبلقة بيف الفرد والدولة, وكذلؾ ينظر إلي الفردية والحقوؽ الفردية

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

الضيقة، التي ال ()القوميةويشرح كارنيز معني الديمقراطية وكيف أنيا تختمف عف ال بالمواطنيف األصمييف وترفض المياجريف وتستبعدىـ، لذلؾ فإف القومية المتطرفة إتعترؼ

وتصف ميبرالية، وغالبا ما يتـ انتقاد الميبرالية عمي إنيا مفرطة في الفردية,عمي إنيا السمة المميزة ل .الميبرالية العبلقة بيف الفرد والمجتمع عمي وجو الخصوص

Kymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, A Liberal of Minority Rights, p,94.

أىمية كبيرة لمحرية الفردية وتؤمف بوجود حق افتراضي والميبرالية ىي فمسفة أخبلقية وسياسية تعطي في اليجرة وأف الناس يجب أف يتمتعوا بحرية لمقياـ بكل ما يحموليـ طالما أنيـ ال ينتيكوف حقوؽ

اآلخريف وىي تؤمف بأف ىناؾ التزامات أخبلقية تجاه الغرباء وأنو يجب أف ندافع عف اليجرة.Carens, Joseph (2011): Immigration and Citizenship, Journal Ethics in A

Global world, p, 103. (196)Carens, Joseaph (1998): Immigration and Citizenship In the twenty –first

century, Will Radman publication. () :القوميةNationalism

ة الممحة لبلنتماء إلي أمو، وىي تتضمف اإليماف بالحاج patriotism القومية ترادؼ الوطنيةواالنتماء إلي قيـ أمتنا وخصائصيا, والقومية ىي أكثر مف مجرد حب البمد فيي نوع مف الرومانسية السياسية والغراـ بيف المواطف ووطنو الذؼ يجعمو مستعدا لمتضحية بحياتو مف أجميا,

فكرة أف القومية ذاتيا تنطمق وبالنسبة لمعظـ الناس فقد شابت فكرة القومية بعض الشبيات مثل مف العنصرية, كما إنيـ يشتبيوف في أف العنف والكراىية وانعداـ الثقة في اآلخر يتجسد في القومية, وعمي ىذا فإف القومية مف وجية نظر ىذه الشكوؾ ىي شر يجب التغمب عميو, وما

خير شاىد. يحدث مف اغتياالت وعنف في حق المياجريف المسمميف في المانيا وفرنساKok-chortan (2002): Nationalism, for and mainly (against),Vol5, Issue4,

pp,433-434. تشدد عمي عدـ التسامح يرؼ البعض أف القومية المتطرفة ىي نوع مف الوطنية الضيقة التي لذلؾ

ف غير مبرر أوأسباب معقولة, ولقد مع اآلخريف، وقد تعني اإليماف المتعجرؼ بتفوؽ أمة عمي األخرػ متعيدت كتابات الفيمسوؼ السياسي ديفيد ميمر بتزويد القومية بأساس معيارؼ, ولكف قد تتحوؿ تمؾ

القومية إلي قومية عنصرية ضيقة تتعارض مع العدالة التوزيعية.D M Weinstock (1996): Is There a moral case for Nationalism?, Journal of

Applied Philosophy.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

تتطمب الديمقراطية تقبل المياجريف وتدمجيـ في المجتمع " تتعارض مع الديمقراطية التي، وال يوجد مفيـو موافقة المحكوميف، وينبغي اشراؾ المياجريف في العممية السياسية

لمديمقراطية يمكف أف يبرر استبعاد األشخاص الذيف قضوا حياتيـ بأكمميا في مجتمع ، لذلؾ فإف وعضاء فيأ ديد واصبحوا ديمقراطي ولدييـ مشاركة ديمقراطية في المجتمع الج

المبادغ الديمقراطية تختمف عف القومية العنصرية التي تحث عمي الكراىية لآلخر ورفضو ، وفى المقابل، تنادػ الديمقراطية بأنو مف والعضوية واستبعاده وحرمانو مف حقوؽ المواطنة

في سف البموغ مف قبل أطفاؿ الضرورؼ أخبلقيا توفير اكتساب تمقائي لممواطنة عند الوالدة أو .(197)المياجريف"

ولقد عرؼ ستيفف ناتسوف الوطنية بأنيا حب المواطف لوطنو واالنتماء لو والرغبة في التضحية مف وىي تعني حب البمد أجمو واالستعداد لمموت في سبيمو مف أجل تعزيز مصالحة في المقاـ األوؿ،

واالستعداد لمتضحية مف أجميا واالىتماـ برفاىيتيا, ومية المعتدلة ورفض القومية المتطرفة التي تؤدؼ الي كرة األجانب.ويجب تأييد الق

Nathanson, Stephen (1993): Patriotism, Rowman, Morality and peace, London, p, 49. ولقد رفض تولستوؼ المفكر الروسي القومية المتطرفة ووصفيا بأنيا غير أخبلقية وتتعارض مع

وال تنطوؼ سوؼ عمي األنانية.القاعدة الذىبية في األخبلؽ Tolstoy, Leo (1987): on patriotism and patriotism, or peace?, Writing on

Civil Disobedience and Nonviolence, New society, p, 138. فقد فييا العدالة العالمية نانية الجماعية ي وكذلؾ رفض باروف القومية المتطرفة ورأؼ أنيا نوع مف األ

., لذلؾ فإف القومية الضيقة والوطنية المتطرفة ليست فضيمة دوماحث عمي كراىية البمداف األخرػ وتBaron, Marcio (1989): Patriotism and Liberal Morality, in mind, value and

culture, p, 269. مع حب جميع وكذلؾ رفضيا ماكنتير ورأؼ إنيا غير أخبلقية وغير مقبولة أخبلقيا ألنيا تتعارض

األوطاف.واعتقد أنو يجب أف يكوف ىناؾ قومية عادلة غير ضيقة, تعنى أف والئي الحقيقي لبمدؼ مشروط وليس مطمق، مشروط بمبادغ العدالة العالمية وحقوؽ اإلنساف, أؼ يجب أف يصبح والئنا لمبشرية وليس

لمجتمع معيف.(197)Carens, H.Joseph (2008): Immigration, Democracy and citizenship,

pp, 22-23.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

282

عمي الضيقة القومية أف، األول, أمور ثبلثة لكارينز النص ىذا مف نستخمص أف ويمكننا فالقومية عرقية وعدوانية ويريد أصحابيا الحصوؿ الديمقراطية، المواطنة مف تماما النقيض

والوطنية فيي دفاعية وعبلقة أخبلقية عمي أكبر قدر ممكف مف السمطة والقوة أما المواطنة حق مثل، المياجريف حقوؽ عمي بالتأكيد الديمقراطية المواطنة ترتبط، الثاني, في حد ذاتيا

المواطنة تعنى ،الثالث،بالميبلد المكتسبة التمقائية المواطنة حق ومنح، االستبعاد عدـ .أوأجانب وغرباء دخبلء اعتبارىـ يمكف ال المياجريف أف الديمقراطية

لمواطنة الديمقراطية ا حق في رفضة ()نوح بكوسومف ثـ، رد جوزيف كارنيز عمي بدافع أوبحجة المواطنة الديمقراطيةال يجب رفض لممياجريف، وذلؾ عمي النحواآلتي: "

مصير مشترؾكما ادعى نوح بيكوس، فنحف جميعا زمبلء في الحفاظ عمي اليوية الوطنيةلظمـ والتشوىات االجتماعية العميقة عف طريق تحريؾ نتائجيا في االتجاه ويجب الحد مف ا

يقدـ كارنيز في ىذا النص أىـ تحديات المواطنة المزدوجة والجنسية وىي .(198)الصحيح"عمي اليوية الوطنية، حجة الحفاظ عمي اليوية الوطنية، فمنح المياجريف حق المواطنة يؤثر

() :نوح بيكوسNoah Pickus استاذ مشارؾ في الدراسات السياسية العامة بجامعة ديوؾ، ومدير معيد كيناف لؤلخبلقيات، كما ىو

إنو استاذ الممارسة في كمية سانفورد لمسياسة العامة, باإلضافة إلي أنو يعمل مستشار لخدمات المواطنة (, والماجستير مف جامعة 1995مريكية، حصل عمي الدكتوراه مف جامعة برينستوف )واليجرة األ (.1986( والبكالوريوس مف جامعة ويسمياف )1990برينستوف )

ومف أىـ مؤلفاتو: اليجرة والمواطنة في القرف الواحد والعشريف، واإليماف الحقيقي والوالء، اليجرة (2007والقومية المدنية األمريكية)

,Immigration and citizenship in the twenty-first centuryبل في كتابة: فمثRowman, little field publisher , قدـ فيو قوانيف قوية تحكـ الجنسية المزدوجة والوصوؿ إلي

المواطنة ودافع عف اليوية الوطنية ورفض أف يتحوؿ المياجريف إلي مواطنيف أمريكييف، ودعي إلي الحد رة لكي نزيد الوالء الوطني وفي كتابة, دافع نيكوس عف القومية ودعي لمحفاظ عمي اليوية مف اليج

الوطنية وكيف أف القومية ليا تأثير كبير في تأسيس أمريكا. Noah Pickus (2007): True faith and Allegiance immigration and American civic

Nationalism, Princeton university press. (198) Carens, H. Joseph (1998): Why Naturalization should be easy?: A

Respose to Noah Pickus, Vol 23, Issue 3.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

282

ابة عمي ىذا التحدؼ، بحجة المصير المشترؾ والحد مف ويقدـ كارينز حجة مقنعو لئلج الظمـ وانتصار العدالة.

ذا ما كاف جوزيف كارنيز قد رد عمي في رفضة لحقوؽ المواطنة نوح باكوسوا ، ألنو رفض مواطنة كريستين جوبككذلؾ عارض موقف الديمقراطية لممياجريف، فإنو

،ابط عمي اليجرة مف منطمق سيادة الدولةالمياجريف بل حتى رفض حق اليجرة وأيد الضو نيز وجية ، لذلؾ عارض كار لممواطنيف فقط كما رفض دمج المياجريف مف منطمق األولوية

يجب رفض وجية نظر جوبؾ، ألف ىناؾ التزاـ بالمبادغ " نظر جوبؾ بشدة، قائبل:طنة الديمقراطية وعمي الدوؿ أف تحتـر حقوؽ اإلنساف، وكيف أنو ال تتعارض الموا

.(199)"الديمقراطية مع سيادة الدولة(، نجد أف 2000")والدولة القومية واذا ما رجعنا إلى كتاب جوبؾ نفسو، "المياجريف

: " يجب أف يقوؿ جوبؾحيث كارينز كاف محقا في رفض وجية نظر جوبؾ العنصرية، مف أجل حماية يكوف لدينا مصالح قوية تجاه مواطنينا فقط، ويجب تأييد قيود اليجرة

المصمحة العامة، وال يجب أف يحصل المياجريف عمي أؼ امتيازات ألف ىذا يثير استياء كما ولمسيادة ولممواطنة ()القومية لمدولةعتبر مواطنة المياجريف تحديا قويا األغمبية، لذلؾ ت

مف النظرية المواطنة، وذلؾ انطبلقا أنو يمكف استيعاب المياجريف دوف منحيـ الجنسية أو

(199) Carens, H. Joeseph (2013): Ethics of immigration, pp, 71-72. () :الدولة القومية

ية، وتعزيز اليوية الثقافية المجتمعية، تكافح الدولة القومية لتحقيق أربعة أىداؼ ىي السيادة اإلقميموىناؾ توترات حادة بيف المبادغ العالمية لحقوؽ اإلنساف وزيادة المشاركة الديمقراطية، وتقرير المصير.

.وبيف متطمبات تقرير المصير التي تنادؼ بيا الدولة القوميةBenhabib, Seyla (2004): the Rights of others, Aliens, Residents and Citizens,

pp, 4-5. ويرؼ سيبل بف حبيب أنو نتيجة صعود االقتصاد العالمي ورأس الماؿ الحر وتكنولوجيا المعمومات وظيور المجبلت االلكترونية كاف ىذا يشكل نياية لمدولة القومية. وتعتمد الدولة القومية عمي مبدأ

ؾ سمسمة مف التناقضات بيف حقوؽ اإلنساف السيادة اإلقميمية لذلؾ فيي ترفض حق اليجرة، ومف ثـ فينا العالمية ومبدأ السيادة اإلقميمية, وتقف القومية أماـ العولمة وصعود المواطنة متعددة الثقافات.

Ibid, pp,9,11.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

289

ق: أف الغرب قدـ حاألول يوضح ىذا النص أمريف، .(200)"النفعية القائمة عمي المصمحة: أف الغرب رفض الثانيالمواطنة والعضوية والجنسية, قف حع بديبل لممياجريف االستيعاب

.حقوؽ المياجريف في المواطنة والجنسية ألنيـ غرباء ال يستحقونياألف ،ف تصبح المواطنة مفيوـ أخبلقي وليس مفيـو قانوني فقطيجب أ ،وصفوة القوؿ

اعادة كما يجب .(201)التصور القانوني لممواطنة غير كاؼ عمي حد تعبير اآلف تـو ىاؼتشكيل المواطنة لكي تصبح مواطنة ديمقراطية تتسع لتشمل كل الثقافات، ويجب ممارسة

اطنة الديمقراطية لتشمل جميع الثقافات . أؼ أنو حينما تتسع المو (202)المواطنة الديمقراطية تصبح مواطنة مرنو متعددة الثقافات. فما ىي المواطنة متعددة الثقافات؟.

Multicultural Citizenship Rightsحقوق المواطنة متعددة الثقافات:ثالثا: لممياجريف إلي حق المتساوية انتقل جوزيف كارينز مف الدفاع عف حق المواطنة اطنة الموروثة ألبناء المياجريف إلي حق المواطنة المزدوجة لممياجريف ثـ حق المواطنة المو

الديمقراطية التي تتسع لتشمل المواطنة متعددة الثقافات والتي تحافع عمي حقوؽ المياجريف -الثقافية، وذلؾ عمي النحواآلتي:

أوال: دفاع كانيز عن المواطنة متعددة الثقافات: ( عف المواطنة 1999والمواطنة والمجتمع ") () الثقافةيف كارنيز في كتابة" دافع جوز

وقدـ مطالب أخبلقية بالحفاظ عمي الثقافة واليوية لممياجريف واألقميات ،متعددة الثقافات

(200) Joppke, Christain (2000): Immigration and the Nation- State, the United States, Oxford University, Oxford,ch1,p, 80.

(201)Tomhave, Alan (2013): Global Government and Global Citizenship, International Journal of Applied Philosophy, 27(2):pp, 288-289.

(202)Benhabib, Seyla (2004): the Rights of others, Aliens, Residents and Citizens, p,26.

() :الثقافةCulture عد الثقافة ىي البنية التحتية لمنظر إلي العالـ، والتي يستطيع مف خبلليا أؼ شخص أف يعيش ت

.حياة جيدة، حياة كريمة وىي التي تعكس مصالح المرء ومعتقداتو ورغباتوKymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, A liberal of Minority Rights,

p,175.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

282

القومية، وعمي ضرورة تطبيق تمؾ النظرية األخبلقية عمي الحاالت الفعمية في الممارسة، طنة اإلقميمية ىي سجف فكرؼ وأخبلقي يجب التحرر منو مف خبلؿ لذلؾ يقوؿ: "إف الموا

فيـ المواطنة األكثر انفتاحا عمي التعددية، لذلؾ يجب التحرر مف المفيـو التقميدؼ لممواطنة وتعني المواطنة متعددة الثقافات، احتراـ االختبلؼ ألنو يجب االعتراؼ بيوية وثقافة الغير،

يقة والقومية المتطرفة والتسامح "بإدماج المياجريف" في الثقافي ورفض المواطنة الض"، ويجب عمي المياجريف أف يقوموا بعممية " Integration of immigrant المجتمع

Cultural، وىذا يتفق مع التنوع الثقافي Cultural A deptationالتكيف الثقافي" Difference (203).ومف جية أخرؼ ,(204)باتووىى التي تعكس مصالح المرء ومعتقداتو ورغ

يقدـ كارينز أمثمة عممية عمي المواطنة متعددة الثقافات بالسماح لمطالبات المسممات في ال يجب أف نحظر عمي الفتيات المسممات في " يقوؿ:مدارس فرنسا بارتداء الحجاب، لذلؾ ولكف ،مانيـعف إي ف ال يؤذؼ أحدا، فيـ يعبروف فقطفرنسا ارتداء النقاب عندما يكوف عممي

يد اليوية األكثر أمانا، ألنيا تعتمد عمي االنتماء وليس عمي اإلنجاز وىي تعبر عف وىي مصدر لتحد معتقدات الفرد وأفكاره, وترتبط الثقافة ارتباطا مباشرا باحترامنا لذاتنا وكرامتنا وىي أبسط حق ليبرالي،

.Ibid,p, 89وىي تعني الحفاظ عمي الحرية الفردية. اص عمي المغة في الثقافة، ويشير إلي أنو يجب عمي الدولة أف تمتـز بدعـ ويركز كاميميكا بشكل خ

ثقافة اجتماعية محددة مف خبلؿ استخداـ لغتيا في الوثائق والمؤسسات العامة وتصبح ثقافة األقمية .Ibid,p,101,130 القومية عرضة إلرادة ثقافة األكثرية أواألغمبية مف السكاف األصمييف

الثقافة اليوية الفردية، لذلؾ يمنحنا التراث الثقافي شعورا باالنتماء ويزودنا باألماف العاطفي كما تشكل والقوة الشخصية, ومف ثـ فإف الفشل في اظيار االحتراـ الواجب لمعضوية الثقافية لآلخريف يشكل

ضررا لآلخريف. Kymlicka, Will (1985): Lliberalism, Community and Culture, Oxford university

press, p, 175. (203) Carens, H.Joseph (1999): Culture, Citizenship and Community, pp,

466-469. (204) Kymlicka, Will (1985): Multicultural Citizenship, A liberal of minority

Rights, p, 81. متعددة الثقافات تقـو عمي دمج ويمكننا أف نستخمص مف ىذا النص عند كارينز، أف المواطنة

المياجريف وحماية جميع حقوقيـ واستيعاب ثقافتيـ، وىي التي تقف عمي النقيض مف المواطنة الضيقة .بمفيوميا التقميدؼ. كما أف المواطنة متعددة الثقافات تحتـر االختبلفات الثقافية وتعارض القومية الضيقة

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

282

عمينا أف نرفض ختاف اإلناث ألف ىذا ال يتفق مع حقوؽ اإلنساف في الديمقراطيات .(205)الميبرالية"

ي فيـ جديد لممواطنة األكثر انفتاحا بن رفض كارينز المفيـو التقميدؼ لممواطنة وت وىكذا يجب أف يظير في وىذا ينبع مف مفيـو العدالة وبرىف عمي أنو عمي التعددية الثقافية

الممارسات العممية، لذلؾ لقوؿ: " يجب أف توجينا فكرة العدالة إلي االتجاه الصحيح بيف المواطنة متعددة الثقافات أف العبلقة، كما Multiculturalism التعددية الثقافيةوىو

مجتمع ، وىذا يقمل مف التفاوتات وعدـ والمساواة في الوالمساواة ىي عبلقة تكاممية بشكل عاـالمواطنة متعددة الثقافات . يوضح ىذا النص عند كارينز أف (206)´عمي نحوعممي ممموس

وتعني دمج المياجريف في ثقافتنا تقـو عمي حجة المساواة األخبلقية لجميع البشر, .واستيعابيـ وعدـ استبعادىـ

دفاع كارنيز األخالقي عن المواطنة متعددة الثقافات:ثانيا: ز عف حقوؽ المواطنة متعددة الثقافات مف خبلؿ تأييد كل مف ويل كاميميكا دافع كارين

وراينر بوبوؾ في دفاعيما عف حقوؽ المياجريف, ومعارضة كل مف كريستياف جوبؾ، مايكل عمي النحواآلتي: الزير، ديفيد ميمر وليندا بوسنيؾ،

ويل كاميمكا -(1) في دفاعة عف حقوؽ التنوع الثقافي وعمي يؤيد جوزيف كارينز وجية نظر ويل كاميمكا

.(207) ضرورة االعتراؼ باالختبلفات الثقافية في الدوؿ الديمقراطيةذا ما رجعنا إلي كتاب كاميمك (، نجده يقوؿ: 1995المواطنة متعددة الثقافات" )ا "وا

لية التعامل "يجب االعتراؼ بالخصائص الثقافية المميزة لممياجريف، ويجب عمي الدوؿ الميبرامع الثقافات األخرػ بنفس الطريقة التي تتعامل بيا مع مواطنييا األصمييف، لذلؾ يجب

(205) Carens, H. Joseph (1999): Culture, Citizenship and Community, p, 70. نعترض ال إلينا كسياح, األوربييف ىؤالء يأتي فحيف, بالمثل المعاممة مبدأ نطبق أف يجب إنو واعتقد

مع يتفق ما ارتداء عمي نجبرىـ وال وبينيـ بيننا والدينية الثقافية الفروؽ وعمي االئقة غير مبلبسيـ عمي بيا. ينعموف التي بالديمقراطية تمتعن ال ونحف اإلسبلمية ثقافتنا

(206) Ibid,p.71. (207)Carens, Joseph.H (2000): Culture, Citizenship and Community, chapter

five.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

282

االمتناع عف التدخل في ثقافات المياجريف حتي وأف كانت تعتبر غير ليبرالية في يا عمييركز كارنيز في كتابة " المواطنة متعددة الثقافات" عاـ وكذلؾ .(208)نظر األغمبية"

في الفصل الثالث بعنواف " الميبرالية والثقافة " عمي توجيو المدح األخبلقي إلي( 1995) Societal"ولكنو ينتقد مفيـو " الثقافة المجتمعية لدية ،Will kymlicka()ويل كاميميكا

Culture" المزاعـ ف مفيـو الثقافة المجتمعية يقوض أكا يلذلؾ يقوؿ كارنيز " يزعـ كاميمياجريف واألقميات القومية الصغيرة والضعيفة ويولد فيما أحاديا لممواطنة القومية األخبلقية لمم

واعتقد أف جوزيف كارينز كاف مخطئا بحق ويل .(209) مف المواطنة متعددة الثقافات"بدال لي المواطنة يروج ويدافع عف الثقافة المجتمعية، أوأنو كاميميكا في اعتقاده أف كاميميكا يدعوا

ويشيد عمي ذلؾ كتابات كاميميكا العديدة فمثبل بدال مف المواطنة متعددة الثقافات، القومية(. نجد كاميمكا 1995) "،في كتابو "المواطنة متعددة الثقافات" نظرية ليبرالية لحقوؽ األقمية

التنوع الثقافي بعد أف أصبح التنوع الحالية يقوؿ مثبل.." ال يشجع مفيـو الثقافة المجتمعيةثقافي سمة أساسية لممجتمع المعاصر، ويبدوأنو مف المرجح أف يصبح أكثر أىمية في ال

(208)Kymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, A liberal of minority Rights,p, 17.

() :ويل كاميميكاwill kymlicka : وفيمسوؼ سياسي، تحمل كتاباتو الميبرالية والثقافة المجتمعية تاذ في قسـ الفمسفة, جامعة أوتاو, أس ىو

والمسائل المتعمقة بالعضوية االجتماعية, ويركز عمي المواطنة متعددة الثقافات وحقوؽ األقمية, درس تيا مطبعة جامعة ولد في لندف وىومؤلف لسبعة كتب نشر 1962التنوع العرقي لممجتمعات مف مواليد

وىى: اكسفورد, (.1990الفمسفة السياسية المعاصرة ) -2(. 1989الميبرالية والمجتمع والثقافة )-1 ( والذؼ حصد العديد مف الجوائز. 1995المواطنة متعددة الثقافات )-3 (.1995حقوؽ ثقافة األقميات )-5(. 1992العدالة في الفمسفة السياسية )-4 (. 2000المواطنة في المجتمعات المتنوعة )-6(. وىوحاليا استاذ الفمسفة في جامعة كوينز وىومدير مركز 2006التعددية الثقافية ودولة الرفاىية ) -7

رلتوف, األبحاث في المركز الكندؼ لمفمسفة بجامعة اوتاوا واستاذ زائر في قسـ الفمسفة بجامعة كا العبلقة بيف الديمقراطية والتنوع.الفمسفية, ومف أىـ أعمالو

Baund, Michael. J. (2014): Will Kymlicka, the Canadian Encyclopedia. (209)Carens, Joseph. H (2000): Culture, Citizenship and Community,

Liberalism and chapter pp, 156-157.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

282

ويجب فيـ التنوع الثقافي لذلؾ يجب تغيير مفيـو الثقافة المجتمعية المستقبل القريب،لمقضاء عمي الصراعات العرقية الثقافية، فالنوع الرئيسي مف العنف الدموؼ في جميع انحاء

ات الثقافية كما يحدث في يوغوسبلفيا وروندا وأوروبا الشرقية وآسيا العالـ سببو الصراع .(210)الوسطي، وسيطر ىذا عمي كثير مف النقاش األخبلقي في السنوات األخيرة"

ف كاف كارينز قد اعترض عمي مفيـو الثقافة المجتمعية عند كاميميكا، وذلؾ في كتابو وا فيذا يرجع إلي سوء فيـ لمفيـو الثقافة المجتمعية، (، 2000"الثقافة والمواطنة والمجتمع " )

(,ألنو أكد عمي 2013" أخبلقيات اليجرة"،) يشيد بفكر ويل كاميمكا في كتابةكارنيز ال إفإحقوؽ المياجريف كثيرا، فيقوؿ: " دافع ويل كاميميكا عف حقوؽ المياجريف واألقميات القومية

.(211)ؼ بيا مثل االعتراؼ بخصائصيـ الثقافية " ورأػ أف ليـ مطالب قانونية يجب االعتراواذا ما رجعنا إلي كتاب ويل كاميميكا " المواطنة المتعددة الثقافات"، نجد أف جوزيف

أخبلقية قوية في الدفاع عف وجية نظر كاميميكا، فمثبل يقوؿ كاميميكا: " اكارينز لو أسباب ادغ الميبرالية وعمي أساس فيـ التعددية يجب أف يأخذ المياجريف حقوقيـ عمي أساس المب

االعتراؼ ومف أىـ ىذه المطالب التي يطمبونيا مف الدولة المضيفة ىي مطالب ،الثقافية، لذلؾ يجب الحفاظ عمي بخصائصيـ الثقافية مف أجل االندماج في المجتمع بشكل أفضل

يتجزأ مف القيـ الميبرالية حقوؽ المياجريف واألقميات الثقافية ألنيا حقوؽ عالمية وىي جزء ال ادد مف قبل النقنقالكثير مف تعرض ويل كاميمكا لم. والجدير بالذكر، إنو قد (212) الديمقراطية

خوفا مف أف تزداد ىذه مطالب وحقوؽ (عف حقوؽ المياجريف والمفكريف)وذلؾ حيف دافعقوؽ المياجريف، ف ح، وتعامل معيا كاميميكا بجدية وقدـ حجج معقولة لمدفاع عالمياجريف

بشأف المطالب المتزايدة لممياجريف، لذلؾ يجب مراجعو ىذه كبير ىناؾ قمق فنجده يقوؿ: "الحقوؽ لممياجريف والعمل عمي تحقيق المعقوؿ منيا وال يجب رفضيا تماما لكي ال نرفض

.(213)كميا اندماجيـ

(210)Kymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, A liberal of minority Rights,p,1.

(211)Carens, Joseph (2013):the Ethics of immigration, p, 76. (212)Kymlicka, will (1995): multicultural citizenship,ch5. (213)Ibid,pp,67-68.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

282

وحقوؽ () األقميات القوميةالدفاع عف حقوؽ عمي Kymlickaومف ثـ، أصر ويجب المياجريف، ورأؼ أف الدوؿ الميبرالية يجب أف تدعـ الحماية الخارجية لثقافة األقميات

، مف أجل تفعيل حقوؽ المياجريف التي تعد امتداد صالح لمقيـ التمتع بعضوية ثقافية آمنوالميبرالية األساسية وأىميا االستقبلؿ الذاتي ومكافحة القمع مف أجل تحقيق المساواة

كا في الفصل السابع مف كتابة "المواطنة متعددة يوكذلؾ ناقش ويل كاميم (214)الميبراليةالثقافات" أىمية التنوع الثقافي ورحب بو ودعي إلي ضرورة رفض المواطنة القومية ورحب

متعددة الثقافات.. لذلؾ بقبوؿ المواطنة متعددة الثقافات وقدـ أمثمة عمي دوؿ بيا مواطنةيادة التنوع الثقافي داخل ثقافة األغمبية أوعند السكاف األصمييف، مف أجل يجب ز يقوؿ: "

خمق مجتمع أفضل، فدولة مثل كندا تعبر عف حالة مف التنوع الثقافي العميق مع ثقافات متنوعة وتمؾ ىي المواطنة متعددة الثقافات لشعوب متعددة الجنسيات، وتمؾ المواطنة ال

(215)تؤثر عمي اليوية الوطنية"

يوضح ىذا النص لويل كاميمكا أنو عمد إلي تعزيز الشعور بالمواطنة المشتركة بيف المياجريف والسكاف األصمييف في الدوؿ متعددة الجنسيات، وقدـ حالو حقيقية لممواطنة

ز اندماج المياجريف، لذلؾ فمثل تمؾ المواطنة تعمل عمي تعزي متعددة الثقافات، وىى كندا،ماج الناجح لممياجريف دليل عمي نجاح المواطنة متعددة الثقافات واالندماج إف االنديقوؿ "

الفاشل دليل عمي فشل المواطنة متعددة الثقافات، لذلؾ يجب عمي الدوؿ الميبرالية االمتناع

() :األقميات القوميةNational Minorities ت تشترؾ في بعض أوكل التاريخ أوالمجتمع أوالمغة أوالثقافة، ويشار إلييا بأنيا أمو ىي مجموعا

أوشعب أوثقافة، ويصبح كل واحد مف ىؤالء أقمية مف خبلؿ االستعمار أوالغزوأوالتوسع. واألقميات ب االعتراؼ القومية تتميز مف حيث الثقافة، واذا ما كانت ىذه األقميات ترغب في االحتفاظ بثقافتيا، فيجلذلؾ يجب ،بيا عمي إنيا مميزه وليا حقوؽ، وىذه الحقوؽ ليست مؤقتو ولكنيا متأصمو لؤلقميات القومية

استيعاب حقوؽ األقميات القومية مف خبلؿ اإلقرار بحقوؽ التمثيل الخاصة بيـ.Kymlicka, Will (1989): p, 168. (214) Kymilcka, Will (2001): Contemporary Political Philosophy, Oxford

university press, pp, 331-332. (215)Kymlicka, will (1995): multicultural citizenship, A liberal of minority

Rights, p, 198.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

288

عف التدخل في ثقافة المياجريف وأف تستوعب ثقافات الغير، وأف تعترؼ بالخصائص ومف جية أخرؼ، دافع ويل كاميمكا عف المواطنة متعددة ( 216) الثقافية المميزة لممياجريف"

نيج ما بعد القومية وىي تعني أف نشجع الثقافات، قائبل: "تعد المواطنة متعددة الثقافات ىي ألف االختبلفات العرقية تزعزع عمي دمج المياجريف في المجتمع لكي نضمف االستقرار

. (217)وا مواطنيف حقيقيف بفعل االندماج"االستقرار، ويجب عمي المياجريف أف يصبحوعمي ىذا النحو, يقرر كاميمكا أف الدفاع عف التعددية الثقافية ليس أمرا سيبل، ألف ىناؾ

تحديات كثيرة تواجو التعددية الثقافية، لذلؾ يقوؿ:" إف النضاؿ مف أجل التعددية الثقافية يعد حكـو عميو بالفشل أوأف لديو فرصة أقل لمنجاح عمي أنو م ، ولكف ال يوجد دليبل اصعب اأمر

ولذلؾ يجب التحوؿ مف نيج القومية الي النيج المتعدد لمجنسيات، في عالـ ما بعد القومية، ا في كيفية ، وىذا يعد إنجازا رائعا، وذلؾ حينما نفكر ممي وبيذا نصل إلي المواطنة العالمية

تعمل عمي تعزيز دمج األقميات الثقافية في المواطنة متعددة الجنسيات التي بناء أجنداتالمجتمع األوسع عف طريق تسييل مشاركتيا في المجتمع مف خبلؿ االعتراؼ بأصوليا

كما أشار ويل كاميمكا في كتابة " المواطنة .(218)الثقافية مف أجل ضماف العدالة والمساواة"تستوعب جميع لكي تكوف قادرة ضرورة أف تتسع الثقافة المجتمعية لمتعددة الثقافات"، إلي:"

لي ضرورة أف تبتعد عف القومية الضيقة ، وفي نفس الوقت، فإف االختبلفات الثقافية وا المياجريف يرغبوف في االندماج في المجتمع والثقافة التي يدخمونيا ويرغبوف في االحتفاظ

ج المياجريف في ببعض ثقافاتيـ، لذلؾ يجب توفير الحماية الثقافية لمجماعات العرقية ودم

(216) Ibid, p, 168. (217) Ibid, p, 203.

ب بضرورة دمج يستكشف ىذا النص عند ويل كاميميكا كيف دافع عف المواطنة متعددة الثقافات, وطال .المياجريف مع السكاف األصمييف ورفض استبعاد المياجريف

(218)KuKathas, Chandran (1997):Cultural toleration, in Will Kymlicka and lan Shapiro, New york, New york university press.

ي المدؼ الطويل، ويؤكد يعزز ىذا النص عند كاميميكا الشعور بالمواطنة بيف المياجريف المقيميف عمعمى أف المواطنة متعددة الجنسيات ىي تطور أخبلقي لممواطنة القومية التي تؤدػ الي المواطنة

.العالمية

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

282

لؾ يؤكد ويل كاميميكا في كتابة .وكذ(219)ثقافة األغمبية وىذا يعمل عمي خمق مجتمع أفضل"ف الحديثة يجب أ الديمقراطياتأف معظـ عمي( 2000المواطنة في المجتمعات المختمفة" )"

ميمشة ، لذلؾ يقوؿ: "توجد مجموعات أقميةتحتـر االختبلفات الثقافية واليوية الثقافية لمغيريجب استيعاب ىذا تختمف لغتيا أوعرقيا أودينيا عف تمؾ الخاصة باألغمبية، لذلؾ

ويجب احتراـ اليوية إلنياء التوترات بيف المواطنة والتعددية الثقافية االختبلؼ الثقافي .(220)" تعدد الثقافاتلمغير في مجتمع م Cultural identityالثقافية

موقف ويل كاميميكا في دفاعو عف احتراـ التنوع الثقافي وقد أعجب جوزيف كارنيز ب لي ضرورة دمجيـ في المجتمع مع االعتراؼ لممياجريف واليويات الثقافية المختمفة ليـ وا بخصائصيـ الثقافية المميزة، وفي ذلؾ يقوؿ كارنيز: " يدافع كاميمكا مرارا وتكرارا عف حقوؽ

مي ثقافاتيا وتمؾ الحقوؽ يحق المطالبة بيا في األقميات الثقافية المياجرة لمحفاظ عذا ما كاف ويل كاميمكا قد دافع عف احتراـ التنوع الثقافي .(221)الممارسات الحالية " وا

دافع أيضا عف اإلغبلؽ الثقافي والتجانس لممياجريف، ولكف دفاعة ىذا ليس مطمقا، ألنو قد حالة الطوارغ في حالة معينة وىي ةالوطني واليوية الوطنية ورفض التعددية الثقافي

، فتمؾ ىي الحالة الوحيدة التي تعمق فييا بالعدواف وحينما تكوف الدولة ميددة واألزماتيجب الحفاظ عمي الثقافة الوطنية لتنوع الثقافي، وفي ذلؾ يقوؿ: "مثل حرية ا ،الحريات

ة أخبلقيا، لذلؾ يجب في خطر، وىذا يعبر عف مصمحة أخبلقية مشروع الدولة حينما تصبح .(222)حماية ثقافة الشعب أوال في أوقات الخطر"

(219) Kymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, p, 204. (220) Kymlicka, Will (2000): Citizenship in Diverse societies, Oxford university

press, OUP. (221) Carens, Joseph. H (1997): Liberalism and culture, Journal

constellations, Vol4, Issue 1, Black Well publishers, pp,36-37 (222)Kymlicka, will (2001):Politics in the vernacular Nationalism,

Multiculturalism and Citizenship, New york, Oxford University press, ch2.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

Rainer Baubockراينر بوبوك -2كاف جوزيف كارينز قد دافع عف المواطنة متعددة الثقافات، يمكننا أف نجد ما واذا

( قد دافع عف التنوع الثقافي ثـ تعداه إلي الدفاع عف التنوع 2000) Baubockبوبوؾ عقائدؼ والديني أيضا.ال

عف التنوع الثقافي ثـ عرض دفاعة عف التنوع العقائدؼ baubockويمكننا عرض دفاع : " يعد التنوع الثقافي ىوالقيمة الجوىرية الحقيقية، ومعظـ Baubockعمي النحواآلتي، يقوؿ

جب الدفاع عفيالنظريات الميبرالية ترؼ إنو حقيقة واقعية وليس مجرد قيمة جوىرية، لذلؾ ، ويجب االعتراؼ التنوع الثقافي بأف ندافع عف قيمة التسامح في المجتمعات الميبرالية قيمة

الثقافي بثقافات الغير مف أجل الحفاظ عمي الكرامة والحرية، وقد يكوف ىناؾ خوؼ مف التنوع الثقافي عندما يقوض التجانس الثقافي، ويجب أف تستجيب المواطنة الديمقراطية

ألننا لدينا الثقافي، لمتنوع الثقافي في المجتمع الديمقراطي, ويجب التركيز عمي قيمة التنوع .(223)واجبات أخبلقية تجاه البشرية"

ذا ما كاف " قد رأؼ أف التنوع الثقافي قيمة أخبلقية إال أنو رآه أيضا مأزؽ baubockوا مأزؽ أخبلقي وليس قيمة جوىرية يصبح التنوع الثقافي " baubockيقوؿ أخبلقي، كيف؟،

، وىذا الخوؼ لو ما لممجتمع ويقوض التجانس الثقافي أخبلقية حينما يضيع اليوية الثقافية .(224)يبرره أخبلقيا "

يتيح التنوع الثقافي فيـ فيقوؿ: " مزايا التنوع الثقافي،Baubock ومف جية أخرؼ، يشرح ي تعميق وعينا الذاتي بحيث تنخرط الثقافات نقاط القوة والضعف في ثقافتنا ويعمل عم

التنوع الثقافي بزعـ أنو Baubockوكذلؾ أيد .(225)المختمفة في حوار مفيد لمطرفيف" يحافع عمي حقوؽ المياجريف ويجعل المياجريف يتمتعوف بالعضوية الشاممة والحقوؽ

(223)Baubock, Rainer (2000):Cherishing diversity and promoting political community, cultural and political theory, London, Macmillan.

(224)Baubock, Rainer (1994):Transnational Citizenship: Membership and Rights in international Migration, p,67.

(225)Baubock, Rainer (2000):Cherishing diversity and prompting political community, Cultural Diversity and political theory, p,168.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المياجريف وادماجيـ األساسية المتساوية، لذلؾ يقوؿ: " يساعد التنوع الثقافي عمي قبوؿ .(226)كمواطنيف وكأعضاء في الديمقراطيات الميبرالية"

ألسباب بل دافع أيضا عف التنوع الدينيفقط عف التنوع الثقافي baubockولـ يدافع "يساعد التنوع الديني عمي منع الصراعات الدينية والتصعيد والعنف ، فيقوؿ:أخبلقية

.(227)ج في المجتمع"والكراىية ويشجع عمي االندماومن جية أخري، دافع كارنيز عن حقوق المواطنة متعددة الثقافات بأن عارض كل

, لذلك عارض كريستيان جويبكي، مايكل الزير, ديفيد ميمر, من الفالسفة الذين رفضوىا .ليندا بوسنيك

ذا ما كاف جوزيف كارينز نادؼ بالتعدد Christaim Joppkeكريستين جوبكي -1 ية وا في كتابة أخبلقيات اليجرة قائبل:" ()كريستين جوبكي الثقافية، لذلؾ نجده ينتقد موقف

رفض جوبؾ حقوؽ األقميات، ولـ يفيـ التنوع الثقافي ولذلؾ عارض الثقافة اإلسبلمية بصورة .(228)غير حيادية"

ذا ما رجعنا لكتاب ( نجد أف 2000نفسو " اليجرة واألمة والدولة" ) كريستين جوبكيوا عمي جوبكي وكاف تقييمو لو موضوعيا، فمثبل نجد حكمو األخبلقي ا في كارنيز كاف محق

)226(. Baubock, Rainer (1994): Transnational Citizenship: Membership and Right in International Migration, p,40.

(227)Baubock, Rainer(2011):Temporary Migrants, partial Citizenship and Hyper migration,p,692.

() :كريستيان جويبكي كريستاف جوبيؾ ىوعالـ اجتماع سياسي ألماني واستاذ كرسي عمـ االجتماع العاـ بجامعة برف

نسية واليجرة استشيادا عمي بسويسرا، ومف بيف أكثر المؤلفيف استشيادا عمي نطاؽ واسع في مجاؿ الجنطاؽ واسع في مجاؿ الجنسية واليجرة, ينتقد جوبيؾ بشكل أساس التعددية الثقافية وىويعرؼ نفسو بأنو

(، اكسفورد وبريطانيا.2010ليبرالي راجعي ومف أىـ كتبة " المواطنة واليجرة" ) تحدة والمانيا(، مطبعة اكسفورد، في الواليات الم1999اليجرة والدولة القومية )-2 (. 1998اليجرة تتحدػ الدولة القومية، ) -3

Joppke, Christian (2010): Citizenship and Immigration, Cambridge. (228)Carens, Joseph: Culture, Citizenship and Community, Cultural Difference

p,102.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

جوبكي يقوؿ: " يجب رفض التعددية الثقافية التي تناصر األقميات وتتعارض مع القوميةقاـ ألجل التعددية الثقافية ىي حجج ىشة وضعيفة وال تراعي ، كما أف الحجج التي ت الوطنية

مثل ،ومية األمريكية، وتظير العقـ مف خبلؿ الواقع وتعمل عمي تعزيز ىوية األقمياتالقغوطا تمارسيا األقميات المسممة مثل الصبلة والحجاب فيناؾ ض تعزيز ىوية اإلسبلـ،

.(229)" ليذه التعددية الثقافية اوالمدارس اإلسبلمية، لذلؾ يجب وضع حدود وقف كريستياف جويبكي في مقالتو "اختبار المواطنة وكذلؾ نقد جوزيف كارينز م

(، قائبل "رفض جويبكي المواطنة متعددة الثقافات ورأؼ إنيا تتحدؼ 2010الميبرالية )(، وعمي 1998القومية، وىذا ىوما اكد عميو جويبكي في كتابة " اليجرة والدولة القومية" )

.واعتقد أف جويبكي استمر في (230)ىذا فقد رفض حقوؽ المياجريف في االختبلؼ الثقافياليوية, كما ةرفض التعددية الثقافية لذلؾ رفض الحجاب اإلسبلمي في كتابة الحجاب: مرآ

أف موقف جوبكي الرافض لمتعددية الثقافية نابع مف إيمانو بالدولة القومية وعدـ احترامو لمقيـ الميبرالية والمساواة.

Micheal Walzerمايكل الزير -3قد جوزيف كارينز موقف مايكل الزير الرافض لمتعددية الثقافية، فيقوؿ:" اعتقد أف انت

خوؼ مايكل الزير مف التعددية الثقافية ال معني وال مبرر لو أخبلقيا، وذلؾ حيف حاوؿ أف يدافع عف التجانس الثقافي بأف تمارس الحكومة القوة الكافية مف أجل الحفاظ عمي الثقافة

يوضح ىذا النص .(231)ذلؾ يجب عمي الحكومة استبعاد االختبلفات الثقافية" الوطنية، لعند كارنيز أسباب رفضة لموقف مايكل الزير المعارض لمتعددية الثقافية والتي تكمف في أف الزير مف أنصار قيود اليجرة والحفاظ عمي الثقافة واليوية الوطنية، لذلؾ دافع عف التجانس

ختبلفات الثقافية.الثقافي واستبعد اال

(229)Joppke, Christain (2000): immigration and the Nation- state: the United States, ch,3.

(230)Joppke, christain (2010): the most liberal Citizenship test is none at all, Journal How liberal are citizenship tests,p,20.

(231)Carens, Joseph. H: Who Belongs?, immigration, Democracy and Citizenship,p,15.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

, فقاؿ: " مف الصعب أيضا بتوجيو النقد األخبلقي لحجة الزير جيمس ىدسون وقاـ ال فعمي الحكومات تصديق ىذه الحجة وعندما تقـو الحكومة بذلؾ تصبح خاطئة تماما، وا

ائد أف تمنع التجارة الخارجية كذلؾ وأف تفضل العزلة المستمرة، وربما لـ يدرؾ ما الزير فو .(232)طالما أف األغمبية متجانسة ثقافيا " ،بيف مختمف الثقافاتي التبادؿ الثقاف

يحاوؿ الزير أف يرسـ صورة مف التضامف الوطني والقومية المغمقة في أمة مف الناس يشتركوف في لغة وديف وتقاليد مشتركة, بينيـ مشاعر قوية ويتحدوف في غرض مشترؾ.

، يرؼ الزير " أف رفض ثقافة ؟لو آثار ضارة عمي الساحة الثقافية ولكف ىل التنوع الثقافي .(233)الثقافية"وتقاليدنا األجانب لو ما يبرره تماما ألنيـ ال يشاركوننا قيمنا

التوحيد الثقافي ضمحاولة فر ":ألف ضعيفة الزير مايكلأف حجة ىدسون جيمسويرؼ جانب واجبارىـ عمي التصرؼ بشكل مف أجل التجانس الثقافي عف طريق استبعاد األ

.(234) " غير مبرر أخبلقيا كما إنو يدعـ السموؾ األناني لدينار مختمف أم ومما سبق، يمكننا أن نتوصل إلي اآلتي:

تعرض موقف مايكل الزير مف رفض التنوع الثقافي لمنقد األخبلقي مف قبل العديد مف -1 الفبلسفة وليس فقط جوزيف كارينز.

أف ىناؾ تنوع في الثقافات في المجتمعات الديمقراطية الغربية, وىذه حقيقة سياسية أعتقد -2 غير قابمة لبلختزاؿ أوأف ينكرىا أحد مثل الزير.

أعتقد إنو ال يتـ الحفاظ عمي الثقافة بالقوة كما اعتقد الزير، وأف الثقافة القوية ىي التي -3 اإلسبلـ وحجتيـ أف الثقافة اإلسبلمية وىذا يبرر الخوؼ مف تفرض نفسيا عمي الجميع،

ليس فييا ديمقراطية ليبرالية أوحرية، كيف واإلسبلـ قائـ عمي مبدأ الشورؼ، كما يقوؿ عز قن اىم ينفقون وجل، " ز مما ر يم و ين اورىم (, و"39",)سورة آؿ عمراف، آية و أ مرىم شور ى ب ش و

مين في األ مر ف إذ ا ع ك م ى للا إن للا يحب المت و ل ع ك .(159سورة آؿ عمراف، آية " )ز مت ف ت و

(232) Hudson, James, L (1986): the Philosophy of Immigration, Vol8, Issue 1,pp, 56-57.

(233)Walzer, Micheal (1983): Sphere of Justice, New York,p, 67. (234)Hudson, James, l(1986): the philosophy of immigration, NoI.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

إذا ما كاف الغرب يرفض اآلخر، فيذا يتنافى مع مبادغ الغرب الديمقراطية القائمة عمي -4 .واحتراـ اآلخر الحرية

ىواالختبلؼ، واالختبلؼ ىوسبب تناسي مايكل الزير وأمثالو أف األصل في الحياه -5 األشخاص في قوالب جامدة مف واضعيأف عمييـ ال يجبلذلؾ التطور وصنع الحضارة و

المتعجرفة. العنصرية أجل االندماج في ثقافاتيـ الغربيةكاف مايكل الزير رفض التعددية الثقافية تماما، ودعي ما والغريب في األمر، أنو اذا

غبلؽ الثقافي مف أجل التجانس الثقافي وذلؾ باستبعاد المياجريف وعدـ إلي التوحيد واال Global"نجده بعد ذلؾ يرحب بالمواطنة العالمية إال إننادمجيـ في المجتمع,

citizenship" ،وىذه مفارقة كبيرة، كيف وىويؤسس وضرورة أف يصبح المواطف عالميلي المواطنة العالمية، أ عتقد أف حل المغز يكمف في أنو دعي إلي لمقومية المتطرفة يدعوا

المواطنة العالمية ليس لكل البشر، أؼ ليس مف حق كل البشر أف يصبحوا مواطنيف ف فقط في الغرب أف يعيشوا في مجتمع عالمي يصميعالمييف، بل مف حق المواطنيف األ

ل الزير، حيث ا ليـ، ويشيد عمي ىذا كتابات مايكمفتوح أماميـ وأف يصبح العالـ بأسره ممك نجده يقوؿ: " إف المواطنة العالمية ىي التي ينتقل فييا الفرد مف المواطنة الضيقة إلي المواطنة العالمية، وىي ال تعني الوالء فقط إلي األرض التي تحممنا، بل الوالء إلي البشرية

لي اإلنسانية كميا، وأف يتحوؿ الفرد بدال ي كونو ا في مجتمع محمي إل مف كونو عضو أوا .(235)" تتحقق فيو العدالة التوزيعية وتتوزع السمع عالميا مجتمع عالمي ا فيعضو ( عمي أف: " المواطنة العالمية 1998ويؤكد الزير في كتابة "المجتمع العالمي "، )

، تعني أف ىناؾ عقد اجتماعي عالمي بيف المواطف والعالـ بأسره يجعل العالـ كمو وطنيجب تقييد اليجرة لمحد مف الفوضى العالمية ومف أجل أفضل توزيع عمي ومع ذلؾ ي

. (236)" المواطنيف، ومف أجل دولة موحدة عالميا،

(235) Walzer, Micheal (1999): Globalization and Global public Goods, Citizenship.

(236) Walzer, Micheal (1998): International Society, what is the best we can Do?, Ethical Perspectives, p, 211.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

David Miller( ديفيد ميمر)-3" أخبلقيات الرافض لمتعددية الثقافية في كتابة ميمررفض جوزيف كارنيز موقف ديفيد

قا بشأف موقفو مف ميمر، ألنو إذا ما رجعنا لكتاب ميمر اليجرة"، واعتقد أف كارينز كاف مح، يرفض التعددية الثقافية واستيعاب ثقافة اآلخرنفسو،" التعددية الثقافية واليجرة "، نجده

قائبل: "إف قبوؿ التعددية الثقافية يعمل عمي تآكل السمات الثقافية لممجتمع وضياع ىويتو الثقافية حتي يتمكف المواطنيف مف الحفاظ عمي الوطنية، لذلؾ يجب رفض االختبلفات

، ولكي يتمكنوا مف رؤية أنفسيـ كحامميف لمتقاليد الثقافية التي تمتد إلي الوراء اليوية الثقافية .(237)تاريخيا"

يقدـ ديفيد ميمر في ىذا النص أسباب رفضو لممواطنة متعددة الثقافات والتعددية ودعـ دولة واليوية الوطنية األصمية الثقافة الوطنيةفاظ عمي الح) الثقافية، والتي تتمثل في

, وتأييد القومية بدال لممواطنيف فقط وليس لممياجريف جعل األولويةلذلؾ الرفاىية لممواطنيفقبوؿ حق ورفض حق اليجرة و قيود عمي اليجرةمف العالمية(, لذلؾ أيد ميمر وضع عدـ دمجيـ في المجتمع ألنيـ غرباء !.المياجريف وعمد إلي استبعاد المياجريف و

وفي كتاب ميمر " القومية والمواطف واليوية الوطنية" نجد ميمر يدافع عف القومية والتي ، ولذلؾ يقوؿ:" لدينا واجبات أخبلقية أكبر تجاه الحفاظ عي الرفاىيةا في تعتبر عامبل ميم

عف تمؾ التي نديف بيا لمغرباء، ويجب رعايانا المواطنيف، وتمؾ الواجبات األخبلقية تختمف

() ديفيد ميمر ( وىواستاذ النظرية السياسية بجامعة اكسفورد وزميل رسمي لكمية نوفيمد 1946ولد ديفيد ميمر عاـ )

ىـ أعمالو, العدالة االجتماعية والمواطنة واليوية الوطنية,وىومعروؼ بدعمة لمقومية في اكسفورد، ومف أ نو يجب أف يحمل المواطنيف ثقافة مشتركة. الميبرالية وا

Professor David Miller (2018): Curriculum vitae, Nuffield College, university of Oxford.

(237)Miller, David (2005): immigration, the case for limits, contemporary Debate in Applied Ethics, Wiley- Blackwell, pp, 199-200.

عزز ىذا النص عند كاميميكا الشعور بالمواطنة بيف المياجريف المقيميف عمي المدؼ الطويل، ويؤكد ي لتي تؤدػ الي المواطنة عمى أف المواطنة متعددة الجنسيات ىي تطور أخبلقي لممواطنة القومية وىي ا

.العالمية

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

.واذا (238) أف نعزز مف رفاىيتنا في المقاـ األوؿ وأف نجعل األولوية المطمقة لمواطنينا فقط "ما كاف ديفيد ميمر جعل األولوية لممواطنيف فقط بدافع القومية الضيقة، ولـ يجعل األولوية

بنقد فمسفة ميمر المتطرفة ألنو رأؼ أف يونجحاال كما فعل توماس ناجيل، لذلؾ قاـ ألؤلسو .(239) لدينا التزامات أخبلقية تجاه كل البشر وليس فقط مع مواطنينا

جوزيف كارينز موقف ديفيد ميمر مف المواطنة متعددة الثقافات وقدـ اعتراضات في نقد ميمر رفض كتابو " أخبلقيات اليجرة"، يمكف أف نوجزىا في اآلتي: " مف الواضح أف ديفيد

المواطنة متعددة الثقافات وقدـ حجج واىية وغير مقنعة أخبلقيا مثل حجة األولوية لممواطنيف .(240)وحجة استقرار الثقافة الوطنية وحجة التأثير عمي اليوية الوطنية"

ذا ما رجعنا إلي (، نجد أف 2008ميمر نفسيا، "المياجريف واألمـ والمواطنة"، ) مقالةوا محقا في وجية نظره ىذه بشأف ديفيد ميمر، حيث نجد ميمر يصرح باآلتي: " كارينز كاف

اتعد المواطنة متعددة الثقافات غير محمودة ألنيا تيدد استقرار الثقافة الوطنية، وىذا يعد أمر ، وذلؾ بسبب العادات األخبلقية المتنوعة والتنوع الديني لدؼ المياجريف، ولذلؾ اصعب

طمق في تحديد مف يجب عميو أف يدخل وعمي الدولة أف تراعي مصالح فممدولة الحق الماألعضاء الحالييف، أؼ جعل األولوية لممواطنيف، كما يجب عمي الدولة استنساخ الثقافة

وكذلؾ يرؼ .(241) الوطنية، وعمي سبيل المثاؿ فرض لغة البمد باإلكراه عمي المياجريف"متعددة الثقافات خطره ألنيا تؤثر عمي دوؿ المواطنة ديفيد ميمر في موضع آخر، أف

كالتالي: " يجب أف نأخذ في االعتبار أف المواطنة ،برىف عمي فكرتواعتقد أنو و الرفاىية

(238) Miller, David (2000): Citizenship, National identity, Cambridge, polity press, p, 27.

(239) Young, L. m (2000): Inclusion and Democracy, Oxford, Oxford university press, p, 89.

)240)Carens, Joseaph (2013): the Ethics of immigration,p, 196. (241)Miller, David(2008): Immigration, Nations, and Citizenship, Volume 16,

Issue 4. يوضح ىذا النص عند ديفيد ميمر كيف رفض المواطنة متعددة الثقافات ورفض التعددية الثقافية,

ريف وعمي عدـ احترامو باإلكراه عمي المياج وعمد إلي تأييد سمطة الدولة المطمقة في فرض المغة .لمقيـ الميبرالية لمديمقراطية أو

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

متعددة الثقافات تسمح بزيادة التنوع العرقي وتعمل عمي زيادة أعداد المياجريف الذيف يؤثروف مستويات اإلنفاؽ عمي الرعاية الصحية عمي اقتصاد المجتمع المستقبل وىذا لو تأثير عمي

واالجتماعية، ويجب أف نراعي أنو قد ارتفعت نفقات الرعاية االجتماعية عبر العالـ الغربي ا في أمر المواطنة متعددة الثقافاتوىذا يضر بدولة الرفاىية، ومف ثـ يجب أف ننظر كثير

.(242)سياسات خاطئة وغير مجديو وال تعود بالنفع " ألنيا)نقد -التقييم األخالقي لموقف ديفيد ميمر في رفضة لحقوق المواطنة متعددة الثقافات:

.النقد(يمكننا أف نجد مفارقة كبيرة في فكر ديفيد ميمر، ألنو بعد أف برىف عمي رفضة حق

عف التعددية الثقافية واليجرة، نجده يدافع عف المواطنة المتساوية، فمثبل, تحدث ميمر(، في معرض حديثة 2008المتساوية في كتابة "المياجريف واألمـ والمواطنة، ) المواطنة

عف العبلقة بيف المياجريف والمواطنيف األصمييف أومواطني الدولة المستقبمة، فذكر أف ىناؾ ممياجريف واجبات أخبلقية لو التزامات أخبلقية نحوالدولة تجاه المياجريف كما أف ىناؾ حقوؽ

تعني المواطنة المتساوية أف كل فرد في المجتمع السياسي يجب أف آلتي: "وذلؾ عمي النحوافبل ا درجة واحدة،يتمتع بحقوؽ وواجبات متساوية، أؼ أنو يجب أف يصبح المواطنوف جميع

ينبغي أف نتحدث عف مواطنيف مف الدرجة الثانية ويتطمب األمر مف الدولة تكافؤ الفرص وؿ المياجريف إلي مقيميف دائميف يجب منحيـ مجموعة في مختمف المجاالت، وعندما يتح

.(243)فالمواطنة المتساوية تعني المساواة في الحقوؽ" ،كبيرة مف الحقوؽ عمي الفور ومما سبق, يمكننا أن نستنتج من ىذا النص أمرين:

دافع ميمر عف المواطنة المتساوية لممواطنيف فقط وليس المواطنة المتساوية بيف ،األول المواطنيف والمياجريف، أوحقوؽ المواطنة المتساوية لممقيميف الدائميف مف المياجريف الذيف

تحولوا إلي مواطنيف فقط، وبالتالي رفض المواطنة المتساوية بيف المواطنيف والمياجريف.أيف ىي المواطنة إذا ما كانت المواطنة المتساوية تعني المساواة في الحقوؽ, ،الثاني

ة وىوينادؼ باألولوية لممواطنيف بدال مف الغرباء؟، أيف ىي المواطنة المتساوية المتساوي

(242) Miller, David (2012): Grounding Human rights, Vol15, Issue 4, pp, 409-410.

(243)Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship,p,78.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

وىوينادؼ بالحفاظ عمي اليوية الثقافية لممواطنيف األصمييف وفي نفس الوقت يرفض التنوع الثقافي الذؼ يأتي بو المياجريف؟!

() ليندا بوسنيك-4قض والغامض مف المواطنة متعددة رفض جوزيف كارينز موقف ليندا بوسنيؾ المتنا

الثقافات في كتابة " أخبلقيات اليجرة"، الفصل الخامس قائبل:" عالجت ليندا بوسنيؾ المواطنة متعددة الثقافات بصورة غريبة ومربكة فيي تارة تدافع عف المواطنة العالمية وتاره

المجتمع وتعبر عف الفشل أخرؼ تعتبر المواطنة متعددة الثقافات خطرا عمي القومية وثقافة .(244)األخبلقي الجسيـ بحق اليوية الوطنية وقيـ المجتمع"

اعتقد أف كارينز كاف محقا بشأف موقفو مف ليندا بوسنيؾ، فمقد رفضت بوسنيؾ المواطنة واعتبرتيا مواطنة مقسمة، ثـ نادت بالمواطنة العالمية ورفضت القومية متعددة الثقافاتة ثـ دافعت بعد ذلؾ عف حقوؽ المياجريف غير الشرعييف، ويمكننا تقسيـ والمواطنة الضيق

موقفيا إلي ثبلث مراحل، المرحمة األولي وىي التي ترفض فييا حق المواطنة لؤلجانب، والثانية التي تنادػ فييا بإدراج الجميع ومنح الجميع المواطنة المتساوية، والمرحمة الثالثة

مياجريف وأىميا حق عدـ التمييز بيف المواطنيف والمياجريف.والتي تنادػ فييا بحقوؽ ال: نجد بوسنيؾ تقوؿ في كتابيا " المواطف واألجنبي" معضبلت العضوية المرحمة األولي

(، في الفصل األوؿ بعنواف" المواطنة المقسمة": " تعبر المواطنة المقسمة" 2006المعاصرة )"Divided Citizenship" متعددة الثقافات أومواطنة ما بعد القومية أومواطنة عف المواطنة

األجانب التي تعد خطرا كبيرا عمي الدولة القومية ألنو يجب الحفاظ عمي المجتمع في المقاـ ومف ثـ، فإنو يجب أف يتـ تقنيف اليجرة، ألف ىذا يخمق حالة مف االرتباؾ األخبلقي، ،األوؿ

مف االنقساـ األخبلقي ويجب الحفاظ عمي المجتمع لذلؾ فإف مواطنة األجانب تعكس حالة

() ليندا بوسنيك ، وىي خبير بارز 1958مف مواليد عاـ معة روتجرز في كمية الحقوؽ، جا ىي استاذ في القانوف

في قضايا اليجرة والمواطنة والقومية العابرة لمحدود والمساواة, وىي مؤلفة كتاب "المواطف واألجنبي"، معضبلت العضوية المعاصرة مطبعة برينستوف.

Linda Bosniak (2006): the Citizen and the Alien, Dilemmas of the Contemporary Membership, p,4.

(244) Carens, H. Joseph (2013): the Ethics of immigration, pp,81-82.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

يز ضد األجانب، لذلؾ ال يجب يوصيانتو قبل أؼ شيء، وتمؾ المواطنة الميجنة يقع فييا تمكما أف ىناؾ نوع معيف مف ، حقوؽ لؤلجانب أوأؼ مساواة قانونية ليـأؼ أف نتحدث عف

متعددوالجنسية أتوا مف خارج عدـ المواطنة يسمي "االغتراب"، فاألجانب عادة مياجروف المواطنة أكثر مف مجرد وضع فإف االقميـ إلي مجتمع ديمقراطي ليبرالي ومع ذلؾ

قوؿ في تفمثبل ،: نجد فييا بوسنيؾ تتراجع عف موقفيا وتتخبطالمرحمة الثانية.(245)قانوني"والمواطنة الفصل األوؿ بعنواف " المواطنة المقسمة ": " أف كل مف المواطنة المتساوية أ

الديمقراطية أوالمواطنة متعددة الثقافات أوالمواطنة العالمية )مواطنة ما بعد القومية( ىي/ محافظوف أعمي إنجاز لمديمقراطية، ولقد دافع عف ىذه المواطنة جميع الفئات )ليبراليوف/

جية ومف .(246)شيوعيوف(، وكميـ ادعوا إنيا تحقق رؤيتيـ األخبلقية الخاصة"/ ديمقراطيوف "، في أخرؼ، اشارت ليندا بوسنيؾ في الفصل الخامس " الحدود والغموض في المواطنة

والمواطنة القومية، لذلؾ "، إلي التناقض بيف المواطنة العالمية كتابيا "المواطف واألجنبيالمواطنة ا ألف إف المواطنة العالمية والمواطنة القومية يتصادماف مع بعضيما دوم تقوؿ: " المواطنة اإلقميميةوبالتالي ترحب باليجرة, في حيف أف ة ال تحتاج إلي حدود مغمقةالعالمي

وبالتالي تقيد اليجرة، لذلؾ ال تتعايش المواطنة العالمية مع المواطنة تحتاج إلي حدود مغمقةوتجادؿ ليندا بوسنيؾ بأف "المواطنة تعني الشمولية إلدراج .(247)القومية ذوالحدود االقميمية"

لجميع" واالعتراؼ بيـ، وىذا ىوااللتزاـ الذؼ تـ التعبير عنو مف خبلؿ أفكار المواطنة ا" . (248)"مقراطيةالمتساوية والمواطنة الدي

(245)Bosniak, linda (2006): the citizen and the Alien Dilemmas of contemporary membership, p, 61.

معيا أؼ حقوؽ يوضح ىذا النص عند بوسنيؾ إنيا رفضت كل مف المواطنة متعددة الثقافات ورفضت لممياجريف ألنيـ أجانب وىذا نابع مف رفضيا حق اليجرة ودفاعيا عف القومية وليس المواطنة العالمية

(246)Bosniak, linda (2006): The Citizen and the Alien,pp,34-35. ي مطمب يعبر ىذا النص عف دفاع ليندا بوسنيؾ عف المواطنة باعتبارىا تجسد قيـ الديمقراطية، ولذلؾ في

ف, األوؿ, مواطنة المواطنيف األصمييف، الثاني, فيواأف المواطنة لدييا تحمل وجي ولكف يبدو الجميع, .متعددة الثقافاتالمتكاممة األجانب, وىؤالء ال يتمتعوف أبدا بحقوؽ المواطنة مواطنة المياجريف

(247 )Ibid,p,120. (248)Ibid,p,63.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

ومما يثير الدىشة، إنو بعد أف رفضت بوسنيؾ حقوؽ المياجريف في المواطنة ألنيـ عضوية المعاصرة، غرباء، نجدىا تطالب في كتابيا " المواطف واألجنبي", معضبلت ال

(، بالمواطنة العالمية التي ترفض القومية الضيقة والوطنية المتطرفة وتدعـ المواطنة 2008)مع مبادغ العولمة ومطالبيا المواطنة المعاصرة تتفقتقوؿ: " ، فالمتساوية وتتفق مع العولمة

وتمؾ مف السمات والتي تقـو عمي استيعاب المواطنة متعددة الثقافات في الدوؿ الديمقراطيةىذه ىي واالعتراؼ بيـ، فالمواطنة المعاصرة تعني ادراج الجميع األساسية لمعولمة،

، فالجميع أعضاء تعني منح الجنسية لمجميعالتي المواطنة المتساوية أوالمواطنة الديمقراطيةفي المجتمع، لذلؾ يجب رفض القومية المتطرفة التي تتعارض مع اليجرة والمواطنة

ولكف كيف نادت بوسنيؾ بالمواطنة العالمية ورفضت القومية وطالبت بأف .(249)معاصرة"الالجميع أعضاء في المجتمع، وىى تقوؿ في نفس الكتاب إنو ينبغي أف نستثني مواطنة األجانب حتي عندما يساىموا بشكل إيجابي في مجتمعاتنا المحمية، وىذا يعبر عف موقفيا

أنيا حينما قالت أف الجميع أعضاء في المجتمع كانت تقصد المتناقض والغريب, واعتقد جميع المواطنيف اعضاء في المجتمع واستثنت المياجريف الذيف وصفتيـ بالغرباء مف قبل.

ومما يزيد األمر غرابو، أف بوسنيؾ رفضت القومية بعد ذلؾ واعتبرتيا غير أخبلقية، خبلقي غير مسموح بو أخبلقيا، ألنيا ترفض عتبر القومية المتطرفة خطأ أفمثبل تقوؿ:" ت

لذلؾ تعتبر القومية ،المياجريف واألجانب وتدعوا إلي التمييز بيف المياجريف والمواطنيفالمتطرفة ىي الخطيئة األكثر شيوعا ألنيا تعتبر األجانب والمياجريف حادث منحرؼ، وتقبل

يختفي التمييز بيف المواطف واألجنبي ، ويجب أف يماالقومية المتطرفة التمييز العنصرؼ بينوعمي ىذا النحو، تجاوزت ليندا بوسنيؾ مرحمة المواطنة .(250)ويدوب الخط الفاصل بينيما "

Globalمتعددة الثقافات التي رفضتيا، وقفزت بدوف وجو حق إلي " المواطنة العالمية " Citizenshipلمواطنة متعددة الثقافات ، لذلؾ تقوؿ " تأتي مرحمة المواطنة العالمية بعد ا

ورفض المواطنة الضيقة، وتنبع مف الحقوؽ وااللتزامات األخبلقية تجاه المياجريف ألف المواطنة ليست محصورة في حدود الدولة القومية فيذا المفيـو قد عفي عميو الزمف، بعد ما

(249) Boshiak, linda (2008): the citizen and the Alien, Dilemmas of contemporary membership chapter3.

(250)Ibid.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

يع العديد مف أصبحت المواطنة اليـو أكثر تعقيدا في ىذا العالـ المعولـ، لذلؾ يجب توسالسمات األساسية لممواطنة لغير المواطنيف عمي أساس وجودىـ داخل الحدود الوطنية في

.(251)الواليات المتحدة وذلؾ عمي أساس المساواة والعدالة" وترفض التمييز غير ،، وفييا تنتقد ليندا بوسنيؾ الفيـ الضيق لممواطنةالمرحمة الثالثة

لذلؾ تقوؿ: " ىناؾ ،المواطنيف الذيف مكثوا فترة طويمة مف الزمفالمبرر بيف المياجريف و ويجب رفض المعاممة التمييزية طبيعة معقدة لممواطنة في البمداف الديمقراطية الميبرالية

، ةال أخبلقيو مشروعةغير ممارسة ؟!، ألف ذلؾ يعدلؤلجانب وال يوجد مبرر لكرة األجانبوالمياجريف وال يجب ترحيميـ بعد فترة طويمة زية لؤلجانب التميي ةوال يجب تفضيل المعامم

وعبلوة عمي ذلؾ، .(252)تفاقية حقوؽ اإلنساف" امف 3مف الزمف، وىذا مضموف المادة نادت ليندا بوسنيؾ برفض قيود اليجرة وطالبت بحقوؽ المياجريف ومنح الجنسية والحماية

تقوؿ: "يجب تزويد ىؤالء فلشرعييف، ليـ وحقيـ في التعميـ حتي حقوؽ المياجريف غير االغرباء ببعض الحقوؽ األساسية، وأف نرفض القومية الضيقة، ألننا نعيش في عالـ ما بعد القومية, وأنو حتي المياجريف غير المسجميف يجب أف يتمتعوا بالحماية، فالحكومة األمريكية

ميـ حقا يمتمكو األطفاؿ غير لدييا قيود قميمة عمي تنظيـ اليجرة، باإلضافة إلي جعل التعالشرعييف، ويجب أف نمنح ىؤالء المياجريف حقوؽ المواطنة كامبل، ويجب رفض المواطنة مف الدرجة الثانية، ألنيا مشكمة وتحتاج إلي عبلج، ويجب حصوليـ عمي المواطنة

ص عند بوسنيؾ إنيا دعمت حقوؽ نيعبر ىذا ال .(253)والجنسية مف الدرجة األولي" ياجريف حتي غير الشرعييف في المواطنة والجنسية, وتوجد نصوص سابقو ليا, صرحت الم

نيـ ال يستحقوف حقوؽ المواطنة المتساوية ألنيـ غرباء! فييا برفض أؼ حقوؽ لؤلجانب وا

(251)Boshiak, linda (2006): the Citizen and Alien, Dilemmas of Contemporary Membership, Princeton university press, p, 171.

(252) Ibid,pp, 178-179. And see Murphy, Hardy (2005): in Defence of Multinational Citizenship,

university of Wales press, Cardiff, Michael Murphy. (253)Ibid.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

المبحث الثالث: حقوق المياجرين العممية المطمب األول: حقوق المياجرين الثقافية

افية لممياجريف عند كارنيز؟.ىوالمقصود بالحقوؽ الثق ما (1)الثقافية عند )ويل كاميمكا/راينر بوبوؾ(, الحقوؽ دفاع كارنيز األخبلقي عف (2)

)مايكل الزير/ كريستياف جوبؾ/ ديفيد ميمر/ ليندا بوسنيؾ( األخبلقية ؿ توومعارض دفاع كارنيز األخبلقي عف حقوؽ األقميات المسممة في الديمقراطيات المعاصرة. (3)

الثاني: حقوق المياجرين السياسية المطمب الحق في محاكمة عادلة.–( 2نتخابات.)الحق في المشاركة في الحياة السياسية واال -(1) الحق في التمتع بحقوؽ اإلنساف. -(3)

المطمب الثالث: حقوق المياجرين القانونية يف والمواطنيف(.الحق في عدـ التمييز بيف )المياجر –( 2) الحق في توحيد األسرة. -(1) حق عدـ الترحيل واالحتجاز القسرؼ. -(4) .المياجريف الحق في عدـ استبعاد -(3) حق العفوالعاـ. -(5)

المطمب الرابع: حقوق المياجرين األخالقية الحق في بقاء المياجريف. -(2) الحق في قبوؿ المياجريف ودمجيـ في المجتمع. -(1)

الهتحث الثالث

Practical Migrants Rights جرين العهليححقىق الهها دافع كارنيز عف حقوؽ المياجريف العممية في العديد مف مقاالتو وكتبو الفمسفية، فقد

والسياسية والقانونية واألخبلقية وىب نفسو لمدفاع عف حقوؽ المياجريف الثقافية -وذلؾ عمي النحواآلتي:واالقتصادية،

الهطلث الأول

Cultural Rights فيحالحقىق الثقاتأكيده عمي ىي أكد كارنيز عمي الحقوؽ الثقافية لممياجريف بثبلثة طرؽ, الطريقة األولي رده عمي الفبلسفة الرافضيف لمثل تمؾ التعددية والطريقة الثانية احتراـ التعددية الثقافية،قيمة

الطريقة الثالثة مف ،و ميمكاالثقافية مف أمثاؿ جوبؾ وميمر وبوسنيؾ، وتأييده لموقف ويل كا خبلؿ دفاعو عف األقميات الثقافية المسممة، وذلؾ عمي النحواآلتي:

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

Respect for Multiculturalismاحترام التعددية الثقافية:-1دعي كارنيز إلي ضرورة احتراـ االختبلفات الثقافية وعمد إلي التشجيع عمي المواطنة

المتطرفة، واحتـر التمييز بيف األقميات واليويات الثقافية متعددة الثقافات ورفض القوميةالمختمفة، واحتـر التنوع الثقافي داخل ثقافة األغمبية مف أجل االعتراؼ بالخصائص الثقافية المميزة لممياجريف، والدمج المعقوؿ لممياجريف الذؼ يختمف عف الييمنة وتبلشي ىوية

، وضرورة تفعيل ىذه الحقوؽ في الممارسات الحالية، المياجريف في اليوية الوطنية بالقوةوعدـ التمييز بيف المياجريف والمواطنيف ورفض استبعاد المياجريف مف منطمق المبادغ

الدوؿ الديمقراطية الميبرالية أف تنتيؾ قيـ ي"ال يفترض ف :الديمقراطية، لذلؾ يقوؿ كارينزوىي طرؽ غير مشروعة أخبلقيا في ،ياجريفالديمقراطية ومبادغ الميبرالية باستبعاد الم

.(254)الحفاظ عمي الثقافة العامة الوطنية وىذا ليس مقبوال وال يمكف الدفاع عنو أخبلقيا "ومف جية أخرؼ، نادؼ كارنيز بضرورة استيعاب االختبلفات الثقافية لممياجريف في

اطية واحتراـ اآلخريف واحتراـ التنوع وأكد عمي العبلقة القوية بيف الديمقر ،الدوؿ الديمقراطية" يجب عمي الناس في ظل الدوؿ الديمقراطية المعاصرة أف :الثقافي لؤلقميات، لذلؾ يقوؿ

،ا في ظل التعددية الثقافيةا مشترك ا سياسي يعيشوا في ظل اختبلفات عميقو وأف يبنوا مجتمع ، وىذا واالجتماعي تنوع الديني والثقافيعبلقة قوية بيف الديمقراطية واحتراـ التبايف وال وىناؾ

ببساطة نتيجة ال مفر منيا الحتراـ الحقوؽ والحريات الفردية التي يفترض أف تمنحيا الدوؿ يوضح ىذا النص عند كارنيز أف الديمقراطية تشجع عمي (255)عضائيا"أ الديمقراطية لجميع

لثقافي يخالف القيـ الديمقراطية، استيعاب االختبلؼ والتنوع الثقافي، وأف معارضة التنوع ا لذلؾ قامت الحقوؽ الثقافية عند كارنيز عمي دعامة القيـ الديمقراطية وقيمة المساواة.

قيمة التعددية الثقافية وباإلضافة إلي ذلؾ، يؤكد كارنيز عمي إنو توجد عبلقة قوية بيف نو يجب احتراـ االختبلفا جميع البشر، وقيمة المساواة بيف ،ت الثقافية بيف المجموعاتوا

)254(Carens, Joseph.H (2005): Who belongs?, Immigration, Democracy and Citizenship, Ch10, the claim of community.

ية ىوحق احتراـ التعددية الثقافية والذؼ يكمف في ىذا النص عند كارينز أف أوؿ الحقوؽ الثقافيوضح .عدـ االستبعاد أواإلقصاء لممياجريف الذؼ يستوجب حق دمج المياجريف في الثقافة العامة

)255( Carens, Joseph. H (2008): Immigration, and citizenship p, 140.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

ويرفض كارنيز عمي ىذا األساس الييمنة مف األغمبية عمي األقميات، فيقوؿ: " يجب أف نحتـر االختبلفات الثقافية بيف المجموعات وأف ندرؾ قيمة التنوع الثقافي لكي ال نقع في فخ

ة عمي ذلؾ: يركز عبلو .(256) الييمنة ولكي ال نضيع حقوؽ األقميات أماـ األغمبية السائدة"ويخمص إلي أف العبلقة بيف العبلقة بيف االختبلؼ الثقافي وتكافؤ الفرص، كارنيز عمي

عاـ وتقـو عمي العدالة كإنصاؼ, التعددية الثقافية والمساواة ىي عبلقة تكاممية بشكل كدليل عمي التكيف الثقافي وادماج المياجريف، فيقوؿ: "لقد () كيبكويعرض كارينز حالة

ا ولقد تكيف المياجريف وتعمموا المغة بؾ عمي سمات مجتمعيا المتميز ثقافي يحافظت ك .(257)بؾ احتراـ وقبوؿ التعددية الثقافية".يالفرنسية، وتعمـ المجتمع في ك

عبلقة عكسية بيف معدالت اليجرة العالية واحتراـ وكذلؾ يؤكد كارنيز عمي أنو توجد لذلؾ يقوؿ: " تعتبر كندا بمد استقباؿ عادة رفاىية المتقدمة،التنوع الثقافي وبيف دولة ال

لممياجريف عمي عكس العديد مف البمداف في أوروبا وأسيا وأفريقيا، لذلؾ توجد ىجرة واسعة دماج المياجريف ال يتعارض مع احتراـ ثقافاتيـ وقوانيف اليجرة أخبلقيةالنطاؽ في كندا، ، وا

جربة كندا مع المياجريف تعبر عف أقوؼ رد ودليل عمي أنو وىوياتيـ المختمفة، لذلؾ فإف تومف جية . (258)توجد عبلقة قوية بيف معدالت اليجرة المرتفعة ودولة الرفاىية المتقدمة"

أخرؼ، رأؼ كارنيز ضرورة تقديـ حاالت واقعية لمتعددية الثقافية، وفي نفس الوقت عرض الديمقراطية لتمؾ االختبلفات الثقافية، لذلؾ استجابات المواطنيف المخيبة لآلماؿ في الدوؿ

)256(Carens, Joseph. H (1990): Difference and Domination: Reflections on the Relation between pluralism and Equality, Vol32, pp, 226-227.

ضيع حينما تخضع لمييمنة مف قبل يوضح ىذا النص عند كارنيز أف حقوؽ األقميات الثقافية ت لكي األغمبية، وأنو لكي نحافع عمي حقوؽ تمؾ األقميات الثقافية يجب الحفاظ عمي ىويتيا الثقافية وذلؾ

.نحقق قيمة المساواة بيف المياجريف والمواطنيف() .كيبؾ ىي إحدػ المقاطعات الشرقية في كندا، وتعد أكبر مدف المقاطعة بعد مونترياؿ

)257)Carens, Joseph. H (2000): Culture, Citizenship and Community, ch5. )258) Joseph Carens, Mary Liston (2008): immigration and Integration in

Canada,Journal Migration and Globalization, pp,223-224. and see Carens, Joseph (1995): is Quebec Nationalism Just?, Perspectives

from Anglophone, MICGLL, Queen's University, Canada press.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ا أف يكوف ىناؾ مجموعة مف الحاالت الممموسة في مناقشات يقوؿ: "مف المفيد أخبلقي بؾ الكندية، ومف الضرورؼ أف نقدـ أحكاـ تقيميو حوؿ الطرؽ يالتعددية الثقافية، مثل حالة ك

ي الدوؿ الميبرالية، فمثبل حينما التي يستجيب بيا األشخاص لبلختبلفات في الثقافات ف, وقاـ واضعي السياسات 2010 وعدت إدارة أوباما بعمل إصبلح شامل لميجرة في عاـ

ا في الواليات مميوف مياجر غير شرعي يعيشوف حالي 11لمعمل عمي تشريع يمنح حوالي االقتراح نجد إنو قد القي ىذا ،يـ غير القانونيا إلضفاء الشرعية عمي وضعالمتحدة طريق

يكشف ىذا النص عند كارنيز عف رفض األغمبية لحقوؽ األقميات (259)معارضة شديدة". في الرأؼ العاـ. الثقافية ورفض حق اليجرة مف األساس

حينما قاؿ:" يجب السماح لممياجريف ، Veit Bader بدر فيتعبر عنو وىذا ىوما ريف مع تواريخيـ وتقاليدىـ وعاداتيـ بالحفاظ عمي ىويتيـ الثقافية، فحينما يصل المياج

وقيميـ واحتفاالتيـ الدينية وأنماط المباس والعادات الفكرية، ومع ذلؾ يرغبوف باالندماج في المجتمع الجديد، ولكف ىذا المجتمع الجديد يرفضيـ بحجة أنيـ يشكموف تيديدا لميوية

.(260)الكراىية الشديدة ليـ"الوطنية لذلؾ يتـ استبعادىـ وقمعيـ وال يتـ إدماجيـ بسبب

الرد عمي الفالسفة الرافضين لمحقوق الثقافية لممياجرين: -2كريستياف جوبؾ حيف رفض االختبلفات الثقافية، وعارض الفيمسوؼعارض كانيز

مايكل الزير حيف رفض تقبل ثقافة األجانب، وأيد دفاع كاميمكا عف حقوؽ المياجريف اآلتي: عمي النحو الثقافية،

في كتابو" أخبلقيات اليجرة", قائبل:" رفض جوبؾ جوبك كريستينانتقد كارنيز موقف -حقوؽ األقميات، ولـ يفيـ التنوع الثقافي ولذلؾ عارض الثقافة اإلسبلمية بصورة غير حيادية

)259) Carens, Joseph.H(2004): Using Multicultural practice to challenge, the

privileged position of states in multicultural theory, Journal Ethnicities,

Vol4, issue1, pp,129-130.and see, Carens, Joseph (2010): Immigrants and

The Right to Stay, the MIT press. (260)Bader, Veit (2005): The Ethics of Immigration, Immigration and the

Significance of Culture, Nationalism and Multiculturalism in a world of

Immigration, pp, 141-142.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

.وىذا ىوما عبر عنو كريستيف جوبؾ أيضا: "إنو ال يجب تعزيز (261)واعتبرىا ضغوطا" (262)تعزيز ىوية اإلسبلـ، فيناؾ ضغوطا تمارسيا األقميات المسممة " ىوية األقميات مثل

لذلؾ يجب منع وحظر الحجاب اإلسبلمي ومنع كل حقوقيـ وتجميدىا في الممارسة وحيز .(263)التنفيذ

حيف حاوؿ الرافض لمتعددية الثقافية الزير مايكلكذلؾ انتقد جوزيف كارينز موقف - ألف (264)الثقافي بالقوة، وأكد عمي استبعاد االختبلفات الثقافية " أف يدافع عف التجانس

دولة عالمية ومجتمع .ومع ذلؾ دعي إلي (265)المياجريف ال يشاركوننا قيمنا وتقاليدنا الثقافية" .(266)عالمي" الرافض لمتعددية الثقافية واالختبلفات ميمر ديفيدرفض جوزيف كارنيز موقف -

ألنو (267)غير مقنعة أخبلقيا اجل الحفاظ عمي الثقافة الوطنية واعتبرىا حجج الثقافية مف أوطالب الدولة باستنساخ (268) أعتبر المياجريف غرباء وال يجب احتراـ ىويتيـ الثقافية

.(269) الثقافة الوطنية وفرض لغة البمد باإلكراه"

(261)Carens, Joseph: Culture, Citizenship and Community, Cultural Difference p,102.

(262)Joppke, Christain (2000):immigration and the Nation- State, ch,3. (263)Joppke, Christain (2010): the most liberal Citizenship test is none at all,

Journal How liberal are citizenship tests,p,20. (264)Carnes, Joseph.H(2005):Who Belongs?, immigration, Democracy and

Citizenship,p,15. (265)Walzer, Micheal (1984): sphere of Justice,p, 67. (266)Walzer, Micheal (1999): Globalization and Global public Goods,

citizenship,p, 173. (267)Miller, David (2005): Immigration, the case for limits in contemporary

Debate in Applied Ethics, p,5. (268)Miller, David (2000): Citizenship, National identity,op,cit, p,27. (269)Carens, H. Joseph(2013): the Ethics of immigration, p, 80,.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

الثقافية ألنيا اعتبرت الرافض لمتعددية بوسنيك ليندارفض جوزيف كارينز موقف - خطرا كبيرا تعد التعددية الثقافية " ومف ثـ تقوؿ:، (270)"ددية الثقافية خطرا عمي المجتمعالتع

لمقاـ األوؿ، وصيانتو قبل أؼ عمي الدولة القومية ألنو يجب الحفاظ عمي المجتمع في ا (271)"شيءي استيعاب االختبلفات ألنو دعي إل كاميمكا ويلأيد كارنيز موقف وفي المقابل، -

الثقافية واحتراـ اليوية الثقافية لمغير في مجتمع متعدد الثقافات واعترؼ بالخصائص الثقافية .(272)ميزة لممياجريف الم :الدفاع عن الحقوق الثقافية لألقميات المسممة-3دية الثقافية قدـ كارينز حاالت ممموسة لمدفاع عف الحقوؽ الثقافية لممياجريف واحتراـ التعد

اعتبر رفض مف المياجريف، وحيف وذلؾ حيف دافع عف حقوؽ األقميات المسممة الثقافيةالثقافة اإلسبلمية عنصرية غير مقبولة ودعي إلي قيـ التسامح الميبرالي، لذلؾ يقوؿ: " تصور أمريكا الشمالية وأوروبا الثقافية اإلسبلمية في أغمب األحياف عمي أنيا تيديد ثقافي

المعتقدات والممارسات اإلسبلمية تتعارض مع االلتزاـ يا تعتقد أفنأللمديمقراطيات الميبرالية، الديمقراطي الميبرالي بالمساواة بيف الجنسيف بزعـ أف اإلسبلـ يتطمب تشوية األعضاء

واعتقد التناسمية األنثوية وضرب الزوجة وتعدد الزوجات وفرض الحجاب عمي النساء بالقوة،القواعد والممارسات منتقدؼ اإلسبلـ يسيئوف فيـ جوىر اإلسبلـ الحقيقي ويسيئوف عرضأف

مف وأف ىذه الصورة عف اإلسبلـ مبالغ فييا، فاإلسبلـ جوىرة التسامح والتقوؼ ،اإلسبلميةمبالغات غير مقبولة كما أنيا يف وال تعكس جوىر اإلسبلـ الحقيقي يالكتاب الغرب قبل

لذلؾ تـ تيميش اإلسبلـ تاريخيا داخل المجتمعات الغربية ،خبيثة ألغراض سياسية Liberal"وما يجب عمينا فعمو أف نستخدـ التسامح الميبرالي" ،الديمقراطية الميبرالية

toleration(273).

(270)Ibid, p, 81. (271)Boshiak, Linda (2006): the Citizen and the Alien, Dilemmas of

contemporary membership,p, 81. )272(Carens, Joseph.H (2000): Culture, Citizenship, and Community: A

contextual Exploration of Justice as Evenhandedness, p, 43. )273)Ibid, p, 44.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

وكذلؾ تطرؽ كارنيز إلي قضية الخوؼ مف اإلسبلـ والمسمميف ورفض التمييز ضد أساس دينيـ وثقافاتيـ الدينية، ورأؼ أف ىذا تمييز عنصرؼ المسمميف واستبعادىـ عمي

بغيض ألسباب غير حقيقية، لذلؾ ينادؼ كارنيز: " بأنو ال يجب استبعاد المياجريف المسمميف عمي أساس الديف، فبل يوجد مبرر أخبلقي إلقصائيـ كما أف ىذا يتنافى مع

رغـ أف الديف غالبا ما ،ستبعادمبادغ الديمقراطية، وبالطبع فإف اإلسبلـ ىومحور االوكثيرا مف الناس في أوروبا وأمريكا يخافوف مف اإلسبلـ والمسمميف، ،يتشابؾ مع العرؽ

وتعمـ الدوؿ الغربية أف التمييز العنصرؼ ضد المسمميف ال يتفق مع مبادئيا الميبرالية، ولكنيا مبررات زائفو حت ذرائع واىية و كما إنيـ يحاولوا اخفاء ما يفعمونو ت، تخشى مصالحيا أوال

.(274)تدخل في بند النفاؽ مف أجل ارضاء قوؼ عظمي : أف المبادغ الديمقراطية ال تتفق مع األوليستكشف ىذا النص عند كارينز أمريف،

وأف التمييز العنصرؼ التمييز العنصرؼ الذؼ يتضح في استبعاد المياجريف المسمميف، أما تعارض مع االلتزامات األخبلقية األساسية لميبراليةوالتحيز في قبوؿ المياجريف ي

: ىومدؼ الخوؼ مف اإلسبلـ والمسمميف في الغرب ألسباب مضممة وليست حقيقية، الثانيلذلؾ فيي سياسة غير ليبرالية ومشكوؾ فييا أخبلقيا. ومرة أخرػ، يحسب ىذا الموقف

ية ونظرية المشاىد الحيادؼ ولـ يتبع شاىد حيادؼ اتبع الموضوعم الجرؼء إلي كارينز فيو الحشد.ويؤكد كارنيز مرارا وتكرارا في الكثير مف مقاالتو وكتبو الفمسفية عمي استيداؼ اإلسبلـ

المفكريف الغربييف ألسباب غامضة ومبالغ لدؼ وسائل االعبلـ و فيوالمياجريف المسمميف

خاصو بصفو اإلسبلـ وعف عامو بصفو المسممة األقميات عف كارنيز جوزيف دفاع أف واعتقد مف الغفير الحشد ىذا مع ينساؽ لـ نزيو محايد موضوعي فيمسوؼ فيوبذلؾ لصالحو، يحسب موقف

.اإلسبلـ عمي اليجـو في الغربيف المفكريف)274)Carens, Joseph (1996):Muslim Minorities in liberal democracies,

Misunderstanding Policy, Public Policy and social welfare, Vol 21, issue 6,pp,178-179.

Ans see Carens, Joseph. H (2008): live in Domestics, seasonal workers, University of

Toronto.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

تيدؼ اإلسبلـ بشكل عاـ يقوؿ: " لقد اس لذلؾ بتوجييات سياسية خبيثة، فييا وغير حقيقيةومجتمعات المياجريف المسمميف عمي وجو الخصوص لمنقد مف قبل الكتاب الغربييف ووسائل

واعتقد أف جوىر ىذه االنتقادات غير حقيقي ومبالغ فييا وتخدـ مآرب ،اإلعبلـ الغربيةلمسمميف المتحضرة في أخرؼ شيطانية وغير ظاىرة إذا ما قورنت بممارسات المياجريف ا

" وعمي ىذا، طالب كارنيز بالتسامح مع الثقافات .(275)المجتمعات الديمقراطية اليـوشكل المجتمعات اإلسبلمية تحديا أكبر لممجتمعات " ت :اإلسبلمية وعدـ التعصب لذلؾ يقوؿ

حوا مع تمؾ وينبغي عمي الكتاب الغربييف أف يتسام األخرػ، الميبرالية مف المجتمعات الدينية .(276)" أخبلقيا برر لمثل تمؾ الممارسات غير المقبولةالثقافات اإلسبلمية، وال يوجد أؼ م

ومف ثـ, يقوؿ كارينز:" إنو ألمر مخيف أخبلقيا أف نرؼ أف الدوؿ الديمقراطية ترغب في والحاؿ في تجاوز مبادئيا الميبرالية خوفا وقمقا مف االختبلفات في الثقافة واليوية، كما ى

ر المباس الديني لممسمميف, فيناؾ مشاعر معادية لممياجريف المسمميف، وىناؾ انزعاج ظ ح برر د ومناىض لؤلقميات المسممة وىناؾ ذعر عمي األمف القومي، وكل ىذا غير م شدي

, (277)وغير مقبوؿ" ة الغرب، أف ىناؾ فرؽ ثقافي بيف اإلسبلـ وثقافمف جية أخرؼ، يرؼ بعض الفبلسفة "و

وأف الدوؿ الغربية الديمقراطية غير قادرة عمي استيعاب ذلؾ االختبلؼ الثقافي والديني، ويطالب المياجريف المسمميف باالعتراؼ بالفرؽ الثقافي في الدوؿ متعددة الثقافات، وىذا

.(278)يعني أنو ال يوجد مخطط سيل الستيعاب اإلسبلـ أخبلقيا ودينيا وسياسيا

)275) Carens, Joseph (1998): Islam, Immigration and group recognition,Vol2, Issue3, pp, 475-485.

)276) Carens, Joseph(1991):Democracy and respect for difference, Fiji case, The Journal of Moral Philosophy, p,247.

)277) Carens, Joseph(2011): immigration and citizenship,p,113. يستكشف ىذا النص عند كارنيز أمريف, األوؿ الصورة القاتمة لمغرب عف الثقافة اإلسبلمية, الثاني: أف

أراد أف يطبق المبادغ الديمقراطية عمميا، لذلؾ رفض حظر المباس الديني لممسممات وىذا يوضح كارنيز ا.التي يديف بيا والواقع العممي والممارسات التي يريدى لديو بيف مبادئو األخبلقية أنو ال توجد فجوه

)278)Paul Statham,Koopmans, Ruud (2005): Resilient or Adaptable Islam?, Cultural Pluralism, Religion and Migrants, Vol5, Issue4, pp, 429-430.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

ح ىذا النص أف الدوؿ الديمقراطية الميبرالية غير قادرة عمي استيعاب ثقافة يوض المياجريف المسمميف ألنيـ مسمميف أؼ بسبب دينيـ، وفي نفس الوقت يطمب مف المياجريف

في مثل تمؾ الدوؿ الديمقراطية الثقافي واالجتماعي المسمميف التكيف الثقافي واالندماج وىذه مفارقة أخرػ! األساس، مف الفاشمة في استيعابيـ

ػ في التسامح مع األدياف األخر ميمر ديفيدومف جية أخرؼ، يشيد كارنيز بوجية نظر حقوؽ المياجريف أف مف أىـ واالعتراؼ بالثقافات المحمية لممياجريف، فمثبل يقوؿ ميمر:"

ـ ليسوا مطالبيف وعمي المياجريف أف يعمموا أني الثقافية, التسامح مع األدياف األخرػ، ،لذلؾ يجب عمينا االعتراؼ بالثقافات المحمية لممياجريف ،بالتخمي عف معتقداتيـ الدينية

فمثبل ىناؾ طمبات مف الجمعيات اإلسبلمية في بريطانيا بزيادة التمويل الحكومي لمدارس عميما مستقبل تطمب تالتي تثقافة اإلسبلمية ال اإليماف المسمـ، فيناؾ موارد غير كافية لتدريس

لؤلطفاؿ المسمميف وتشجيع التبادؿ الثقافي ويجب أف نمبي المتطمبات اإلسبلمية وتفضيبلت .(279)اآلباء المسمميف ويجب توفير أرضية مف التسامح الديني"

أف ىناؾ عداء غير مبرر وال أخبلقي تجاه المياجريف المسمميف، بيتر جينويؤكد ا لمواليات المتحدة ، فيقوؿ: "بعد ما أصبح دونالد ترامب رئيس ويحاوؿ أف يوضح أىـ أسبابو

ووعد بناء جدار بيف الواليات المتحدة والمكسيؾ وحظر مف اليجرة ذات األغمبية المسممة وقيد بشده قبوؿ المياجريف المسمميف في العديد مف دوؿ الشرؽ األوسط وشجع عمي خطاب

وىوما وصفتو وسائل اإلعبلـ في كل مكافـ و اإلعبلالكراىية ضد المسمميف في الصحافة و الذؼ ييدؼ إلي حماية الشعب األمريكي مف اليجمات اإلرىابية مف "بالحظر اإلسبلمي"

كأفراد متساويف في القيمة , وىذا ينتيؾ المبدأ الميبرالي باالحتراـ المتساوؼ لمجميع،المسمميف .(280)األخبلقية "

)279) Miller, David (2012): Grounding Human Rights, Vol15, Issue 4,p,413. )280)Higgns, W. Peter (2018): the Rights and Duties of immigrants in liberal

Societies, p, 1228. اعتقد أف المسمـ ىواالستثناء الوحيد لمقاعدة الميبرالية وىذا يعبر عف ممارسات غير ليبرالية وعنصرية

الديف, كما إف ىذا يتعارض مع االلتزامات األخبلقية لمدوؿ الميبرالية, في اختيار المياجريف عمي أساس .طمقو في اختيار المياجريف واستبعادىـ ألنيـ مسمميفمطة م ومف جية أخرػ فالدوؿ الميبرالية ال تممؾ س

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

وىذا بيف كراىية اإلسبلـ وكيفية تعبئة الثقافة العنصريةت ولقد اعترؼ كارينز بالتوازيا مف منطمق رفضة لمظمـ ووقوفو إلي مناصرة العدؿ وعدـ رغبتو في حماية األنظمة غير

وىذا يعبر عف ثقافتنا ، العادلة، لذلؾ يقوؿ: " مف العدؿ االعتراؼ بالكراىية الشديدة لئلسبلـ .(281)صب غير المبرر الواقع عمي اإلسبلـالعنصرية الشديدة، لذلؾ يجب رفض التع

في المجتمع، وىذا يـضد المياجريف المسمميف مف اندماج ويضيف كارينز:" يقمل التعصبسبلموفوبيا في فرنسا ىي يفسر االندماج الفاشل لممياجريف المسمميف في فرنسا، فظاىرة اال

.(282)"نسحاب مف فرنساشجع المسمميف باالالسبب في االندماج الفاشل لممياجريف وىذا وعمي ىذا األساس, يمكننا أن نستنج اآلتي:

كمف أىـ مبادغ الميبرالية الديمقراطية في احتراـ التعددية الثقافية واالختبلفات الثقافية ت-1وتشجيع اندماج المياجريف, مع مبلحظة أف االندماج ال يعني أف تسحق األغمبية األقميات

، كما أف االندماج لممياجريف يرتبط بعدـ فية وتخضعيـ لبلستبعادوتمنعيـ مف حقوقيـ الثقا التعصب أوالتحيز ضدىـ، فالتعصب أكبر عائق أماـ االندماج

، وىناؾ آراء سمبية في الرأؼ ىناؾ عداء غير مبرر وال أخبلقي تجاه المسمميف المياجريف-2والتمييز الديني الخبيث ريةبسبب ثقافة التعصب والعنص العاـ تجاه المياجريف المسمميف

والذؼ يتجسد في مشكمة الحظر اإلسبلمي الذؼ يستبعد المياجريف المسمميف ويعتبرىـ مجرميف، ومف ثـ يمحق األذػ بالمسمميف بحجة الحفاظ عمي األمف القومي والمصمحة

كي، الوطنية، ومف جية أخرػ، ىناؾ صداما أساسيا بيف قيـ اإلسبلـ وقيـ المجتمع األمريوىذا يفسر زيادة أعداد جرائـ الكراىية في الغرب المعادية لممسمميف المتمثمة في حرؽ المساجد والمصاحف، باإلضافة إلي اإليذاء النفسي والجسدؼ الذؼ يتعرض لو المياجروف المسمموف كل يـو وكل لحظة أماـ مرأؼ ومسمع العالـ كمو، لذلؾ فإف ىذا المجتمع الدولي

ذؿ في الدفاع عف حقوؽ المسمميف اإلنسانية مف استبعاد وتحيز وقتل ووحشية متيـ بالتخاضد المسمميف، بسبب العصبية العمياء والخوؼ مف اإلسبلـ، باإلضافة إلي تخاذؿ الحكاـ

)281)Carens, Joseph(1992): Migration and morality: A liberal Egalilarian perspective.

)282)Carens, Joseph(1999): Culture, Citizenship and Community, ch5, Cultural Adaptation and integration of Immigrants, p, 109.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

المسمميف في قبوليـ االضطياد الديني لممسمميف الضعفاء بسبب سياستيـ النفعية التي ال فقط .تعترؼ سوؼ بمصالحيـ الشخصية

الفشل ،وؿاألخبلقية في حق المسمميف ثبلثة أمور: األتوضح ىذه الممارسات غير -3 ،المسمميف لتزامات األخبلقية نحوالمياجريفاألخبلقي الجسيـ في وفاء الدوؿ الميبرالية باال

ف السياسات التمييزية وغير النابع مضد المياجريف المسمميف اال أخبلقي ثاني، التحيزالثالث, يتعارض التحيز ضد المياجريف المسمميف ، الليبرالية ! التي تدعي إنيا لية لمدوؿالميبرا

مع احتراـ مبدأ القيمة المتساوية لجميع األشخاص وىذا المبدأ ينبثق مف االلتزاـ بالقيـ كما يتعارض التمييز ضد المياجريف المسمميف مع مبادغ المواطنة العالمية التي ،الميبراليةوىذا يعبر عف فشل سياسات اليجرة الحالية في تمؾ الدوؿ الديمقراطية الميبرالية، تدعييا

.لمدوؿ الميبرالية المطموب االرتقاء إلي المستوػ األخبلقياستمر التحيز المعادؼ لئلسبلـ في االرتفاع بعد أحداث الحادؼ عشر مف سبتمبر, عمي -4

المسمموف األمريكيوف لتقديـ دينيـ باعتباره الرغـ مف الجيود الواسعة النطاؽ التي يبذلياوتنفيذ ،نقيضا لئلرىاب, لذلؾ يجب االعتراؼ باالختبلفات الثقافية ورفض الصراعات الثقافية

تمؾ السياسات عمميا. الهطلث الثاني

Political Rightsالحقىق السياسيح

مثل حق ،ا المياجريفيشير كارنيز إلي أىـ الحقوؽ السياسية التي يجب أف يتمتع بي ،والحق في محاكمة عادلة ،المشاركة في الحياة السياسية وحق المشاركة في االنتخابات

وذلؾ عمي النحواآلتي: ،والتمتع بحقوؽ اإلنساف األساسية ،والحق في عدـ الترحيل The Right to Participate in Politicalحق المشاركة في الحياة السياسية:-1

life ؤكد كارنيز عمي ضرورة عدـ تجاىل مخاوؼ المياجريف ويدافع عف عدـ حج ب ي

أصواتيـ في الحياة السياسية ويرفض الييمنة عمي األقمية وضياع حقوقيـ، وفي ذلؾ يقوؿ:"ال يجب تجاىل مخاوؼ المياجريف، ومف غير المقبوؿ أخبلقيا حجب أصواتيـ في

لمرغوب فيو أخبلقيا ضياع ىوياتيـ المستقمة بفعل الحياة السياسية وعدـ تمثيميـ، ومف غير االييمنة، فمف غير المقبوؿ أخبلقيا أف نتوقع تطابق المياجريف مع المواطنيف ولذلؾ ال يجب

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ومف جية أخرؼ، يوضح كارنيز قيمة .(283)غياف األغمبية عمي األقميات الميمشة " ط ل المياجريف يشعروف بالمواطنة نيا ضرورية في جعأالمشاركة في الحياة السياسية و

الحقيقية، وىي التي تجعميـ مواطنيف حقيقييف بفعل عضويتيـ في المجتمع بعد أف أمضوا " قد يكوف المياجريف مواطنيف في المجتمع السياسي الجديد فيو مده كافية، وفي ذلؾ يقوؿ:

حقيقييف إال بفعل نظر إلييـ كأعضاء ولكنيـ ليسوا مواطنيف حقا، وليس مف المرجح أف ي .(284)المشاركة في الحياة السياسية"

حق المشاركة في االنتخابات:-2 The right to Participate in Elections

في االنتخابات واعتبره في التصويت المقيميف الدائميفأو دافع كارنيز عف حق المياجريف وأصر عمي أف يشارؾ باإلضافة إلي أنو مف أىـ الحقوؽ السياسية ضرورة أخبلقية

المياجريف في السياسة والقوانيف التي تطبق عمييـ، وبرىف عمي أف ىذه الحقوؽ السياسية " تقدـ مبادغ الشرعية الديمقراطية لممياجريف تتفق مع مبادغ الديمقراطية، لذلؾ يقوؿ:

وانيف التي لممياجريف البالغيف حق القدرة عمي المشاركة السياسية والمشاركة في تشكيل القتحكميـ، واختيار الممثميف الذيف يطبقوف تمؾ القوانيف بالفعل عمييـ، وعمي المياجريف أف يدركوا أف ليـ صوت في المجتمع الذؼ يعيشوف فيو وأف صوتيـ سيكوف ميما مثل صوت

.(285)المواطنيف األصمييف والمقيميف ألف لدييـ حق في التصويت" عني في عبارة أخرؼ، فيقوؿ: " ينبغي إشراؾ المياجريف في ويؤكد كارنيز عمي نفس الم

العممية السياسية والحياة السياسية، وتمؾ المشاركة ىي مشاركة ديمقراطية بعدما أصبحوا .(286)أعضاء في المجتمع بفعل المبادغ الديمقراطية"

)283) Carens, Joseph. H (2008): Immigration and Citizenship, p, 112. )284) Ibid,p,123. )285) Carens, Joseph(2010): Immigration, and Citizenship, Access to

Citizenship,p, 34. )286) Carens, Joseph(2008): immigration, Democracy and citizenship, p,23. توضح ىذه النصوص عند جوزيف كارنيز ما يجب أف يكوف لممياجريف مف حقوؽ سياسية، أما ما

أف يكوف وما ىوكائف ىوكائف في الواقع، فالوضع مختمف تماما، فيناؾ فجوة كبيرة بيف ما ينبغي !.ومتجسد في الممارسة الفعمية, وىنا تكمف المشكمة

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

: (2004في كتابيا " حقوؽ اآلخريف " ) حبيب بن سيالترؼ المستوؼ العممي،وعمي شروع وغير مباح يعتبر حق التصويت لممياجر غير م مف دواعي األسف األخبلقي أنو"

وغير مسموح بو أخبلقيا وذلؾ عمي أرض الواقع والممارسة الفعمية، فمثبل رفضت المحكمة ( إصبلح قانوف االنتخابات، ورفضت أف تمنح المقيميف 2000الدستورية في ألمانيا عاـ )

وؽ التصويت عمي أساس أف األجانب المقيميف ليسوا مواطنيف، وبالتالي مف المياجريف حق .(287)غير مؤىميف لمتصويت"

( أف 2000في كتابة " فمسفات االستبعاد " ) كول فيميب، رفض المستوؼ النظرؼ وعمي يعطي لممياجريف أؼ حق في االنتخابات، قائبل: " تقتصر الحقوؽ الديمقراطية عمي

وليس الغرباء، وتنادؼ المبادغ الديمقراطية بأنو يجب استبعاد الغرباء مف المواطنيف فقط .(288)المشاركة في القوانيف، لذلؾ يجب استبعاد المياجريف مف االنتخابات"

ويمكننا أف نبلحع أف كل مف الذيف أيدوا حق المياجريف في التصويت وكل الذيف المبادغ تمؾ حجة واحده وىي يعارضوا حق المياجريف في التصويت قد استندوا عم

ويكمف المغز في أف الذيف أيدوا حق المياجريف في المشاركة السياسية قد حولوا الديمقراطية، المياجريف إلي مواطنيف بفعل العضوية في المجتمع، وبالتالي أصبحوا مواطنيف مثل السكاف

بينيـ وبيف المواطنيف األصمييف وليـ نفس حقوؽ المواطنيف في التصويت, وال يجب التمييزأما الطرؼ اآلخر الذؼ طالب بضرورة استبعاد المياجريف مف المشاركة ،األصمييف

ومف الفبلسفة الذيف جعموا السياسية، فذلؾ يكمف في أنيـ اعتبروا المياجريف غرباء، ، ومف الفبلسفة الذيف اعتبرواوفيت بدر جوزيف كارنيزالمياجريف مثميـ مثل المواطنيف نجد

.ديفيد ميمر وفيميب كوؿالمياجريف غرباء The Right to a Fair trialالحق في محاكمة عادلة: -3يمضي جوزيف كارنيز قدما في الدفاع عف حقوؽ المياجريف السياسية، فيدافع عف حق

المياجريف في محاكمة عادلة ويبرىف عمي أف المياجريف ليسوا مجرميف بل مياجريف وال

)287) Benhababib, Seyla (2004): the Right of others, Aliens, Residents and citizens, p,24.

)288) Cole, p.(2000): philosophies of Exclusion, liberal political theory and Immigration, p, 79.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ييز بينيـ وبيف المواطنيف، ويطالب بحماية المياجريف مف االعتقاؿ التعسفي يجب التمأوالترحيل القسرؼ، وفي ذلؾ يقوؿ: " يجب ممارسة حقوؽ المياجريف السياسية بشكل فعاؿ مف خبلؿ بناء جدار حماية لممياجريف وأف ال يتعرضوا لمترحيل أواالعتقاؿ أوالقبض عمييـ

.(289)لمة واعتبارىـ مجرميف مسبقا ومعاممتيـ كالمجرميف"وعدـ محاكمتيـ محاكمة ظا يوضح ىذا النص عند كارنيز أمرين:

: أف حق المياجريف في محاكمة عادلة يعبر عف حقوؽ المياجريف العممية وليست األول النظرية والتي تظير في الممارسات الفعمية نحوىـ.

افة حقوؽ المواطنة وليسوا مجرميف، لذلؾ : اعتبر كارنيز المياجريف مواطنيف وليـ كالثاني رفض أف يتعرضوا لبلعتقاؿ أوالترحيل القسرؼ.

The Right not to be Deportedالحق في عدم الترحيل: -4رفض كارنيز حق الدوؿ في ترحيل المياجريف بعد القبض عمييـ، والسبب مرور وقت

ي تحصنيـ مف عدـ الترحيل ودافع عف حقوؽ العضوية لممياجريف التطويل عمييـ، ودافع وفي ذلؾ سمطة الدولة في ترحيل واستبعاد المياجريف،ورأؼ أنيا تقف أماـ عف حجة الوقت

يتآكل حق الدوؿ في القبض عمي المياجريف وترحيميـ بمرور الوقت عمييـ ألنيـ يقوؿ: "لمياجريف وضع حينئذ يصبحوف أعضاء في المجتمع، وتصبح الدولة ممزمة أخبلقيا بمنح ا

وعدـ ترحيميـ، أؼ أف مرور الوقت يخمق مطالب أخبلقية قوية بالبقاء وعدـ إقامة قانونية .(290)الترحيل لممياجريف"

لحق في عدـ الترحيل ليس حقا مطمقا ومف جية أخرؼ، يشير كارنيز إلي أف ا ا مف قبل الدولة ، ألنو قد يكوف الحق في الترحيل حق مشروعا ومبررا أخبلقي لممياجريف

وذلؾ حيف يتـ الترحيل مباشرة بعد وصوؿ المياجر إلي المجتمع الجديد، وفي ذلؾ يقوؿ: " وقت طويل عمييـ يصبح لمدولة حق في ترحيل المياجريف واستبعادىـ وذلؾ قبل مرور

وعمي ىذا، يؤكد كارنيز عمي حق .(291)ا"وحينما تتـ عممية الطرد في وقت مبكر نسبي

)289) Carens, Joseph.H (2011): Immigration and Citizenship, p, 123. )290) Carens, Joseph. H (2009): Who Gets the Right to Stay, the Journal of

Global Justice, p, 79. )291) Ibid,p,34.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

توجد مطالب "ف في البقاء وعدـ الترحيل بعد مرور الوقت عمييـ لذلؾ يقوؿ كارينز: المياجريوأىـ اعتبار ىومرور ،أخبلقية قوية لممياجريف بالحق في البقاء العتبارات أخبلقية كثيره

، حيث تؤثر المدة الزمنية بالحق في البقاء، فكمما طالت مدة بقاء المياجر في الوقت عمييـ .(292)كمما ازداد ادعائو األخبلقي بالبقاء وعدـ الترحيل"وطنو الثاني،

ال يربط كارينز بيف الحق في البقاء وعدـ الترحيل بالوضع القانوني ومف جية أخرؼ، ، فقد يكوف المياجر غير شرعي ودخل الببلد دوف إذف رسمي ومع ذلؾ لو حق في لممياجر

ب حقوؽ المواطنة والعضوية، وفي عدـ الترحيل بعد مرور وقت طويل عميو ألنو سيكتسذلؾ يقوؿ كارنيز: " قد يقوؿ البعض أف المياجريف غير الشرعييف يجب إال يتمتعوا بحقوؽ ذا ما كاف ىؤالء المياجريف قد قانونية عمي اإلطبلؽ، ألف وجودىـ ذاتو غير قانوني، وا

ـ حتي لوكانوا استقروا ولكف دوف إذف، فيذا ال يعني ضرورة سحق يـ أوطردىـ أوترحيميحق الدوؿ في ترحيل المياجريف حتي لوكانوا غير مياجريف غير شرعييف، لذلؾ فإف

شرعييف ليس حقا مطمقا، فمع مرور الوقت يصبح لممياجريف مطالب أخبلقية بالبقاء وعدـ في المجتمع بغض النظر عف الوضع الترحيل، ويصبح المياجريف مواطنيف وأعضاء

.(293)القانوني"ويقدـ كارنيز أسباب أخبلقية قوية لعدـ ترحيل المياجريف، ومف أىـ ىذه األسباب،

دائـ افيقوؿ:"يعيش المياجر دائما في خوف ،وحجة الزمففي المجتمع العضوية االجتماعيةمف الترحيل، ومف الممكف أف يتعرض لمحوادث والنصب، ومع ذلؾ يمتنع عف تبميغ

ؼ مف الترحيل مع أنو يمتمؾ منزال ويدفع الضرائب ويمحق السمطات ويضيع حقو ألنو يخافي المجتمع، لذلؾ اأطفالو بالمدرسة ويصبح لدييـ شبكة عبلقات كثيفة بعدما أصبح عضو

وعمي ىذا األساس يقرر كارينز اآلتي: "إنو .(294)مف غير المقبوؿ أخبلقيا طردىـ وترحيميـ"

)292) Carens, Joseph.H (2010): Immigrants and the Right to stay, the MIT press.

)293( Carens, Joseaph (2008):the Rights of Irregular Migrants، Vol22, Issue 2, p, 176.

)294) Ibid

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

بروا مياجر ال يحق لمسئولي اليجرة أف ي ا قضي في الببلد أربعيف عاما مثبل، بأنو ال يحق ج لو البقاء ويجب عميو الترحيل فورا وأمامو أربعة أسابيع لمغادرة الببلد، فمف العبث األخبلقي إجبارىـ عمي الترحيل أومغادرة مكاف عاشوا فيو حياتيـ كميا ميما كانت الجوانب

.(295)القانونية"ة حجة الزمف وأنيا تفوؽ حق الدولة في الترحيل أىمييوضح ىذا النص لكارينز

يكوف أخبلقي حينما ينكر أىمية حجة العضوية والزمف، وأنو ال، وأف القانوف قد واالستبعادعمي الترحيل بعد ما تربي ونشأ في مكاف ما حتي ما مف الخطأ األخبلقي إجبار شخص

دومف القسوة والبلإنسانية اقتبلع لوكاف قد أتي بدوف إذف رسمي، وفي ذلؾ يقوؿ كارنيز: " يبفالضرر ،قيود اليجرة باسـشخص قضي عشريف عاما وكاف عضومساىـ في المجتمع

لمدولة ال يتناسب مع الخطأ الناتج مف الدخوؿ غير المشروع لممياجريف الناجـ عف الترحيل .(296)" المستقبمة

فعمي سبيل المثاؿ إذا ما يرؼ كارنيز"أف غير المواطنيف يخشوف ترحيميـ ألؼ سبب، ا ما تحتجزىـ السمطات كانوا ضحايا لجريمة ما، فمف غير المحتمل أف يبمغوا عنيا وأحيان

لفترات طويمة ويتـ استجوابيـ بدوف محاميف، وكاف مثاال واضحا عمي ىذه الظاىرة سبتمبر 11ىواالستجواب المط وؿ لمشباب العرب والمسمميف في الواليات المتحدة في أعقاب

ذلؾ مف ترحيل كثيرا منيـ، وأصبح تيديد الترحيل يموح في األفق ويؤثر ى، وما تم2001 .(297)عمي قدرتيـ عمي التمتع بممارسة حقوقيـ"

الذؼ ال يطبق سوؼ عمي معضمة القانون الجنائييوضح كارنيز وعبلوة عمي ذلؾ، "إف ىناؾ يقوؿ كارينز: لذلؾ ع،يطبق القانوف عمي الجميالمياجريف فقط، والمفترض أف

يوضح ىذا النص عند كارنيز أنو يوجد حق أخبلقي لممياجر في البقاء وعدـ الترحيل بغض النظر خوؼ مف عف الوضع القانوني، وأنو قد يضيع الكثير مف حقوؽ المياجريف غير الشرعييف بسبب ال

.الترحيل وانيـ قد يتعرضوا لبلستغبلؿ وقد تنتيؾ حقوقيـ)295) Carens, Joseph. H (2003): the Ethics of Immigration Admissions,

Vol17, Issue 1, pp, 96-97. )296) Ibid )297) Carens, Joseph. H (2008); Immigrants, Democracy and Citizenship, p,

27.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

نقطة بالغة األىمية وىي أف القانوف الجنائي ال يطبق إال عمي المياجريف فقط في تنفيذ قوانيف اليجرة والترحيل، ومف جية أخرؼ، ال يطبق ىذا القانوف الجنائي عمي الدولة التي

وتسئ معاممتيـ وتخفق في يثبت إنيا تسيء معاممة المياجريف حيف تنتيؾ حقوؽ المياجريف .(298)أداء واجبيا األخبلقي في االلتزاـ بالمبادغ الميبرالية "

The Right to enjoy Human Rightsحق التمتع بحقوق اإلنسان: أف الدوؿ الميبرالية عميحقوؽ المياجريف فيتفق جميع الفبلسفة الذيف يكتبوف ع

كارنيز: " يجب الموجوديف داخل أراضييا، لذلؾ يرؼ مطالبة بحماية حقوؽ اإلنساف لجميع ذلؾ الحق في األمف الشخصي أف يتمتع المياجريف بحماية حقوؽ اإلنساف األساسية بما في

أف " ميمر ديفيد.وبالمثل يرؼ (299)" وحرية الفكر والتعبير والديف والحق في محاكمة عادلةومف جية .(300)ميع الحاضريف فييا"الدوؿ الميبرالية يجب أف تضمف حقوؽ اإلنساف لج

أخرؼ، يؤكد كارنيز عمي ضرورة حماية حقوؽ اإلنساف األساسية لممياجريف، لذلؾ يقوؿ: " ونتبع المنيج المعاكس، ويجب عمينا حقوؽ اإلنساف عمي محمل الجديجب عمينا أف نأخذ

إلنساف إنشاء جدار حماية بيف تطبيق قوانيف اليجرة والمسؤولية عف حماية حقوؽ ااألساسية، فالعيش والعمل في مجتمع يجعل المياجريف أعضاء فيو مع مرور الوقت، حتي

لذلؾ فمف الخطأ األخبلقي طرد المياجريف ،لووصموا واستقروا دوف إذف أوتصريح رسميالذيف كبروا وكانوا أطفاال عند وصوليـ, ويجب أف نمنحيـ وضع اإلقامة كمقيميف دائميف"

قوؽ السياسية تميد لمحقوؽ القانونية لممياجريف.وتمؾ الح, (301) Legal Rightsالحقوق القانونية-ثالثاحقوؽ العضوية يدافع كارنيز عف أىـ الحقوؽ القانونية لممياجريف والتي تتمثل في

الحق في لـ شمل األسرة، الحق في عدـ التمييز بيف المياجريف والمواطنة والجنسية, و ي عدـ استبعاد المياجريف، الحق في العفو، وذلؾ عمي النحوالتالي: والمواطنيف، الحق ف

)298) Carens, Joseph. H (1013); the Ethics of Immigration, p,94 )299) Carens, Joseph (2008): Immigrants, Democracy and Citizenship, p,93. )300) Miller, D.(2012): Grounding Human Rights, p, 426. )301) Carens, Joseph.H (2014): When Immigrants lose their Human Rights,

the New York Times.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

The Right to unite the Familyالحق في لم شمل األسرة -1توحيد األسرة الذؼ يتفق مع المبادغ الديمقراطية ياجريف فيمدافع كارنيز عف حق ال

"ىناؾ واجبا :يقوؿ كارنيزذلؾ وفي سق مع مطالب العدالةإلنساف ويت ا ويستنبط مف حقوؽ وىذا الواجب ،أخبلقيا عمي الدوؿ الديمقراطية الميبرالية يكمف في توحيد األسرة الكبيرة

األخبلقي لتوحيد األسرة يقف أماـ حق الدوؿ في قبوؿ المياجريف، وىذا الحق األخبلقي . (302)يتمشى مع حقوؽ اإلنساف وقيمة العدالة والمبادغ الميبرالية"

أف ىناؾ حالتاف ميمتاف عمي األقل تطغي عمي ومف جية أخرػ، يشير كارنيز إلي ، ولذلؾ يقوؿ: حق الدولة في السيطرة عمي اليجرة وىي حالة لـ شمل األسرة وحالة البلجئيف

" تمتـز الدوؿ الديمقراطية أخبلقيا بواجب لـ شمل األسرة والبلجئيف، لذلؾ ال يوجد مبررات يود المفروضة عمي مبدأ لـ شمل األسرة، وىناؾ حق أخبلقي لممياجريف في أخبلقية لمق

العيش مع أسرىـ وىذا يضع حدا قويا لحق الدوؿ ببساطة في تحديد سياسة القبوؿ الخاصة بيا، لذلؾ ال يجب أف تتخمي الدوؿ الديمقراطية عف مبدأ لـ شمل األسرة ألنيا حيف تتخمي

.(303)فإنيا تتخمي عف مبادئيا الديمقراطية وعف العدالة معا" عف واجبيا في لـ شمل األسرةليس حقا مطمقا، بل أف حق الدوؿ في االلتزاـ بمبدأ لـ شمل األسرة، وكذلؾ، يوضح كارينز

، بشروط معنية، وفي ذلؾ يقوؿ كارينز: " قد تتخمي الدوؿ الديمقراطية عف مشروطا اىوحق ذا لـ التزاميا بمبدأ لـ شمل األسرة ، إذا ما كاف المياجريف يمثموف تيديدا لؤلمف القومي، وا

.(304)يجتاز ىؤالء المياجريف اختبارات القبوؿ المعقولة"

)302) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of Immigration, p, 190. يوضح ىذا النص أف ىناؾ تعارضا بيف الحقوؽ, الحق في توحيد األسرة وىو)حق عالمي في الحياة األسرية لممواطنيف ومعترؼ بو عمي نطاؽ واسع في وثائق حقوؽ اإلنساف الدولية ويتفق مع العدالة

.وحق الدوؿ في اختيار المياجريف الميبرالية(,والمبادغ )303) Carens, Joseph. H (2008): Immigration and Citizenship, pp, 126-127. )304) Ibid, pp,127-128.

يشير ىذا النص إلي أمريف: األوؿ, أنو إذا كانت الدوؿ الديمقراطية عمييا التزامات أخبلقية بمبدأ لـ الحق يتجمد إذا ما كاف المياجريف يمثموف تيديدا أمنيا ولدييـ ممف جنائي, أؼ شمل األسرة إال أف ىذا

ظروؼ استثنائية فقط كأف يشكل األقارب مف الدرجة ظل إنو ال يجوز تقييد مبدأ توحيد األسرة إال في

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

292

يرؼ كارينز أنو "يجب أف تعترؼ جميع الدوؿ الديمقراطية بمبدأ لـ : ذلؾ إلي وباإلضافة بل يجب عمي الدولة تنفيذ شمل األسرة، وىذا لو األولوية عمي السمطة التقديرية لمدولة، ف

قوانيف اليجرة مف الناحية القانونية، فميس مف الصواب أخبلقيا القياـ بذلؾ دوف مراعاة يوضح ىذا النص فكرة محورية .(305)لمضرر الذؼ يحدث لممياجريف في مثل ىذه الحالة"

رة.مبدأ لـ شمل األسرة عمي قوانيف اليجلوىي أنو يجب أف تفوؽ األىمية األخبلقية

يقدـ كارنيز األسباب األخبلقية اللتزاـ الدوؿ الديمقراطية بمبدأ لـ شمل األسرة، فيقوؿ: و "إف لـ شمل األسرة يمثل بوضوح مصمحة حيوية ألنو يمكف أف تتأثر نوعية حياة الناس

عف طريق فصميـ عف أطفاليـ أووالدييـ أوأخواتيـ، وبالتالي فإف معظـ الدوؿ بشكل كبيرسرىـ المباشريف قراطية الميبرالية تتضمف أف يتمكف المواطنوف والمقيموف مف حث أفراد أ الديم

عمي االنضماـ إلييـ، وقد يتـ االعتراض عمي أف لـ شمل األسرة يمكف أف يحدث ليس فقط داخل دولة معينة، ولكف خارجيا أيضا، فمكل مقيـ الحق في المغادرة واالنضماـ إلي أسرتو

وىذا ـ ىناؾ، إال يمقي ىذا الشؾ عمي وجود حق معنوؼ في لـ شمل األسرة؟،وسيتـ قبوليويستجيب كارنيز لمثل ىذا التحدؼ باإلشارة إلي أف ,(306)" يمثل تحدؼ لحق توحيد األسرة

المواطنيف والمقيميف ليس لدييـ مصمحة حيوية في لـ شمل األسرة، ولكف لدييـ مصمحة عاشوا، لذلؾ يقوؿ: "يتعيف عمي الدولة أف تضع مبدأ حيوية في االستمرار في العيش حيث

لـ شمل األسرة في اعتبارىا وفي أولوياتيا، وبالتالي ال يمكف أف تتخمي عف التزاميا .(307)األخبلقي بقبوؿ أفراد األسرة المباشريف لممياجريف والمقيميف الحالييف"

وؽ األخبلقية لممياجريف، يرؼ كارينز أف حق توحيد األسرة مف أىـ الحق, وعمي ىذا وعبر عف ذلؾ، قائبل: " مف أىـ حقوؽ المياجريف المؤقتيف " حق توحيد األسرة"، ولكف تقمق

وجود أفراد األسرة ىوأحد الدوؿ التي تقبل المياجريف المؤقتيف مف وجود عائبلتيـ ألف ميل العائبلت ت، حيث العوامل الرئيسة في تحويل المياجريف المؤقتيف إلي مياجريف دائميف

وليست يجب أف تصبح اختبارات القبوؿ مقبولة األولي أواألسرة تيديدا لمسبلمة واألمف العاـ, الثاني, .سريةقاسية لكي ال تستخدـ كذريعة إلعاقة اليجرة األ

)305) Carens, Joseph (2003): Who Gets the Right to Stay, Global Justice. )306) Carens, Joseph (2003): who Should get in?, p, 97. )307) Ibid, p,96.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

إلي تكويف اتصاالت اجتماعية، خاصة عندما تشتمل العائبلت عمي أطفاؿ، وىذا يعمل عمي ايجاد شبكة عبلقات قوية، وعمي النقيض مف ذلؾ فإف العماؿ المؤقتيف الذيف تركوا عائبلتيـ في المنزؿ لدييـ حافز أقوؼ لمعودة إلييـ، لذلؾ فإف لمدوؿ مصمحة في منع توحيد

ذا ما كاف لمدوؿ مصمحة في منع توحيد األسرة .(308)لمعماؿ المؤقتيف عمي أرضيا" األسرة وا " تعترؼ االتفاقيات فإف ىذا يخالف ما ىوموجود في الوثائق الدولية، فمثبل يقوؿ كارينز:

والوثائق الدولية لحقوؽ اإلنساف بحث أفراد األسرة المباشريف في العيش معا كحق أساس مف فمف الصعب أف نطمب مف العماؿ المؤقتيف أف يظموا بعيديف عف أسرىـ حقوؽ اإلنساف،

.(309)لسنوات"وعمي ىذا يؤكد كارينز عمي أف الدوؿ الديمقراطية ممزمة أخبلقيا بقبوؿ أفراد العائمة

والحق في شمل الواحدة، كما أف جمع شمل األسرة يتعمق بالكثير مف الدعاوؼ األخبلقية،" فنجده يقوؿ: الحق في السيطرة عمي اليجرة ومف سمطة الدولة في القبوؿ،األسرة يقمل مف

ؿ وال تكوف ءميما كانت مصمحة الدولة في السيطرة عمي اليجرة، فإف ىذه المصمحة تتضاحق الناس في العيش مع جمع شمل األسرة، ومف الواضح أف المياجريف في كافية أماـ حق

، لذلؾ ال يجب عمي لة في سياسة القبوؿ التي تختارىاأسرىـ يضع حدا أخبلقيا لحق الدو الدولة أخبلقيا أف تضع قيودا تتعارض مع مبدأ لـ شمل األسرة, أؼ أف المواطنيف والمقيميف الشرعييف يجب أف يكونوا قادريف بشكل عاـ عمي انضماـ أزواجيـ األجانب وأطفاليـ

ما أف لو األولوية عمي السمطة التقديرية ك القاصريف وىذا ىوالصواب مف الناحية األخبلقية، .(310)لمدولة في تطبيق قوانيف اليجرة"

ذا كاف كارنيز يرؼ أف العدالة تتطمب مف الدوؿ الديمقراطية جمع شمل األسرة وأف ما وا حق األشخاص في العيش مع أسرىـ يفوؽ حق الدولة في وضع سياسة القبوؿ، إال أنو رأؼ

الحق في شمل األسرة ، كيف؟ يقوؿ كارينز: " سرة ليس حقا مطمقاالحق في شمل األأف ىذا ال يجب أف تمتـز الدوؿ الديمقراطية أخبلقيا بقبوؿ ، حيث امطمق اال يمكف تصوره كحق

)308) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of immigration, p, 143. )309(Carens, Joseaph (1994): the Rights of immigrants, p, 156. )310) Ibid, p,141.and see,Carens, Joseph (2009): The case for Amnesty,

Boston Review, Vol34, Issue 3, pp, 9-10.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

299

األشخاص الذيف لدييـ عقوبات قانونية ويشكموف تيديدا لؤلمف القومي، حتي لوكانوا مف .(311)"أفراد العائمة

في الواقع قد يقبل المياجريف أحيانا وظائف تبقييـ بعيدا عف أسرىـ ومف جية أخرؼ، حتي عندما يكوف ليـ بدائل اقتصادية مقبولة ومعقولة، فيذا اختيارىـ وقرارىـ، ولكف ال يجب

ىذا الخيار، لذلؾ يقوؿ كارينز: " ال يجوز لمدولة أف تطمب مف عمييـ عمي الدولة أف تفرضحق أساسي مف حقوؽ اإلنساف كشرط لمدخوؿ واإلقامة، فيناؾ المياجريف التخمي عف حق، ولكف قد يقبل المياجريف أحيانا وظائف تجعميـ بعيديف عف أخبلقي في الحياة األسرية

أسرىـ ألف دخميـ ال يكفي الصطحاب أسرىـ معيـ وقد يتوافر لدييـ دخل كافي ولكف ال .(312)طرح خيار جمب أسرىـ معيـ" ي لتمييز بين المياجرين والمواطنينعدم االحق في -3

The Right not to Distinguish between Immigrant and Citizens رفض كارنيز التمييز بيف المواطنيف والمياجريف عمي أساس الجنس والعرؽ والديف، ورأؼ

أف ىذا غير مقبوؿ أخبلقيا، لذلؾ يرؼ " أنو ينبغي منح المياجريف الحالييف مزايا الحقوؽ القانونية، كما أف التمييز عمي أساس العرؽ أوالديف غير مقبوؿ أخبلقيا، ويجب عمي الدوؿ أف توضع قواعد رسمية لعدـ التمييز واحتراـ التعددية الثقافية وتقبل االختبلؼ الثقافي، وكذلؾ ال تسمح العدالة الديمقراطية بالكثير مف الفوارؽ بيف حقوؽ المياجريف وحقوؽ

.(313)المواطنيف، ويجب أنو ال يوجد مبرر أخبلقي في معاممة المياجريف بشكل مختمفويرؼ كارينز "

، وال يجب التزامات أخبلقية بمكافحة التمييزأف يكوف ىناؾ سبب وجيو لمقياـ بذلؾ، وىناؾ ترفع شعار " العيش عمي أؼ دولة ديمقراطية أف ترفض حقوؽ المياجريف، ويجب عمييا أف

.(314)"معا

)311) Ibid, p,142. And see, Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of Immigration, p, 127.

)312) Ibid, p,143. )313) Carens, Joseph (2013): the Ethics of Immigration, pp,169-171. )314) Carens, Joseph(1994): the Rights of immigration, university of Toronto

press, pp,146.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

ويرفض القوانيف التي تميز بيف التمييز ضد المياجريفوعمي ىذا، يعارض كارينز قيمة المساواة والقيـ مع يتعارض المياجريف والمواطنيف بعد فترة طويمة مف الزمف، ألف ىذا

ؿ الفوارؽ القانونية في الدوؿ الديمقراطية ءمثبل: " يجب أف تتضا ، فيقوؿالديمقراطية والعدالةرالية )أوروبا وأمريكا الشمالية( مع مرور الوقت، ذلؾ يجب رفض القوانيف التي تقيد الميب

وصوؿ المياجريف إلي مختمف مزايا الرعاية االجتماعية، ىذا التمييز غير مسموح بو .(315)أخبلقيا"

الحقوؽ القانونية التي (،2003كما تستكشف مقالة كارينز "مف يجب أف يدخل؟", ) المياجريف في الدوؿ الديمقراطية الميبرالية، والتي تقـو عمي العدالة وحجة متع بيايجب أف يت

تقييد الفروؽ إلي فيقوؿ: " يجب أف يتـ فيـ العدالة الديمقراطية بشكل صحيح لكي يتـ الزمفباإلضافة إلي إنو كمما طالت مدة بقاء المياجريف في حد كبير بيف المواطنيف والمياجريف،

كمما أصبحت ىناؾ مطالب أخبلقية أقوؼ في الحصوؿ عمي نفس الوضع القانوني المجتمع، لذلؾ ،ويؤكد كارينز عمي نفس المعني، في مقالة أخرؼ .(316)الذؼ يتمتع بو المواطنوف"

نراه يقوؿ: " اعتقد أف العدالة الديمقراطية التي يتـ فيميا بشكل صحيح تقيد إلي حد كبير لذلؾ ال ينبغي أف تختمف الحقوؽ ،أ بيف المواطنيف والمقيميفالفروؽ التي يمكف أف تنش

والواجبات القانونية لممواطنيف األمريكييف عف الحقوؽ والواجبات القانونية لممياجريف الذيف .(317)يعيشوف في المجتمع لمدة طويمة"

ياجريف ويمكننا أف نبلحع أف كارنيز ال ينادؼ بإزالة الفروؽ القانونية تماما بيف الم ألف بتقميل الفجوة بيف حقوؽ المواطنيف وحقوؽ المياجريفوالمواطنيف، ولكنو يطالب فقط

قدرة عمي التصويت، فمثبل يقوؿ: ىناؾ بالفعل فروقا بينيما في برامج الرعاية االجتماعية والؽ ال يجب توسيع اليوة القانونية بيف المواطنيف والمياجريف مع االحتفاظ بمزيد مف الحقو "

)315) Carens, Joseph(2002): Citizenship and Civil society, what Rights for Residents?, New York, pp, 112-113.

)316) Carens, H. Joseph (2003): who Should Get in?, the Ethics of immigration Admissions, p, 95.

)317) Carens, Joseph: Reflection America's citizens and Immigration, Citizens and Residents: who belongs?, p,31.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

292

لممواطنيف مثل بعض برامج الرعاية االجتماعية وعدـ القدرة عمي الحصوؿ عمي جواز سفر .(318)أمريكي"

عدـ التمييز بيف المياجريف "، عمي أف "مقالتو عدـ التمييز في القبوؿ ويؤكد كارينز في ديمقراطية فبل يوجد دولة في دولة ديمقراطية ليبرالية يعبر عف التفوؽ األخبلقي لتمؾ الدولة,

يمكف أف تمنع بشكل شرعي المياجريف مف أصل أفريقي مف االندماج بسبب أصوليـ العرقية رغـ أف ىذا ىوما فعمتو كندا والواليات المتحدة واستراليا مف قبل بشكل واضح في

وذلؾ عمي ,كاميمكا وويل ميمر ديفيدمع كل مف كارنيزوتتشابو وجية نظر .(319)الماضي"انو يجب عمي الدوؿ الديمقراطية الميبرالية عدـ التمييز ألسباب ميمر ديفيديرؼ النحوالتالي:

دينية وثقافية، ويجب تحقيق المواطنة المتساوية " فيقوؿ: يجب عمينا اعطاء أسباب وجييو ، فمثبل نجد ىولندا قبمت المياجريف ورفض التمييزبقبوؿ البعض ورفض البعض اآلخر

ورفضت المياجريف ا وبأجر جيد والذيف يتحدثوف اليولندية بطبلقةالمتعمميف تعميما عالي سياسة ىجرة عادلة، لذلؾ تقوؿ: أنو يجب عمينا تبني كاميمكا ويلوكذلؾ رأت .(320)"الفقراء

ال يجب عمينا اختيار المياجريف عمي أساس العرؽ كما فعمت العديد مف الدوؿ في "ساوية مف خبلؿ اعطاء األولوية لذوؼ خمفيات الماضي ألف ىذا فيو انتياؾ لممواطنة المت

.(321)"عيل المواطنة ولكف في دولة قوميةعرقية معينة، ويجب عمينا تف The Right not to be excludedالحق في عدم االستبعاد -4يعني الحق في االستبعاد، حق الدوؿ المطمق في استبعاد المياجريف وكأنو أمر مسمـ

االستبعاد قبل دخوؿ المياجريف أراضي ريف قد يكوف عمي الحدود وىوبو، واستبعاد المياج

)318) Ibid,p,314. )319) Carens, Joseph H (2003): Who Should Get In ?, The Ethics of

Immigration Admissions, p, 107. )320) Miller, David(2012): Grounding Human Rights, Vol4, Issue 3,p, 232. )321) Kymlicka, Will(2001):Nationalism, Citizenship, Oxford University press,

Oxford, Ch8,p,186. ميمر وويل كامميكا, إنو ال يجب التمييز عمي ديفيد كارنيز و جوزيف توضح ىذه النصوص عند كل مف

وتمؾ ىي اليجرة االنتقائية, مف أجل الوصوؿ إلي العدالة التعميـ, الديف, أو العرؽ أو أساس الجنس أو في اليجرة.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

الدولة بالترحيل مف عمي الحدود, وقد يكوف االستبعاد مف االستقرار داخل الدولة بعدما يكوف دخل المياجريف الدولة المقصودة، وقد يكوف االستبعاد مف الحصوؿ عمي العضوية

وىوموقف الموقف األوؿالفبلسفة بشأف االستبعاد، أوالجنسية. وىناؾ موقفاف متعارضاف مف مؤيد لحق الدولة المطمق في االستبعاد كما عند مايكل الزير وكريستوفر ىيث ويمماف،

المياجريف كما عند جوزيف كارنيز وسارة فايف.، موقف رافض الستبعاد والموقف الثانيأجل تأييد حق الدولة في أيد حق االستبعاد مف يمثل الفريق األوؿ مايكل الزير الذؼ

السيطرة عمي اليجرة بحجة حق تقرير المصير، كما أيد كريستوفر ىيث ويمماف حق الدولة المطمق في االستبعاد، أؼ استبعاد جميع األجانب مف المجتمع، ووجد أف حق الدولة في

في االستبعاد يتفق مع حق الدولة المطمق في تقرير المصير وحرية تكويف المجتمعات. و : " يجب أف تتمتع الدولة بسمطة تقديرية واسعة الستبعاد المياجريف مف ويممانذلؾ يقوؿ

ويمثل الفريق الثاني، سارة فايف .(322)أجل حماية الثقافة الوطنية واليوية الوطنية واالنتماء ".:" إنو ال تتمتع الدوؿ بحق أخبلقي في استبعاد سارة فاينوجوزيف كارنيز، وترؼ

، ينبغي إيجاد مبررات قوية ليذا الحق، وال توجد حجج أخبلقية قوية لتبرير ىذا المياجريف .(323)" المطمق في االستبعاد الحقضرورة عدـ استبعاد ويناشد ب استبعاد المياجرين المسممين،قضية يؤكد كارنيز عمي و

ألف ىذا المجتمع،االندماج في أطفاليـ مف الجنسية ومف المسمميف أواستبعاد المياجريفوفي ذلؾ يقوؿ: " ال يوجد في نياية المطاؼ ،االستبعاد لممياجريف غير مسموح بو أخبلقيا

وأف ىذا يتطمب موافقة ،االستبعاد ومبادغ الديمقراطيةبرر أخبلقي لمتوفيق بيف ىذا أؼ م ولذلؾ، يؤكد كارنيز عمي أف" استبعاد .(324)المحكوميف بطرؽ مثل التصويت واالنتخابات"

.(325)يعبر عف الفشل األخبلقي في إدماجيـ في المجتمع" المسمميف مياجريفال

)322) Wellman, Christopher Heath (2011): Debating The Ethics of Immigration: Is There a Right to Exclude ?, Oxford University press, Oxford

)323) Fine, Sarah (2013): The Ethics of Immigration, The Right to Exclude, Vol8, Issue3, p, 260.

)324)Carens, Joseph. H (2008): Immigration, Democracy and Citizenship, p, 22.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

292

(, عمي رفضو 1988ومف جية أخرػ، يؤكد كتاب كارنيز "القومية واستبعاد المياجريف" ) مف قبل الدوؿ الديمقراطية، وأف المسمميف المستمر لسياسة االستبعاد غير المبررة لممياجريف

األولوية لممواطنيف وحجة حجة مثلقبوؿ أخبلقيا ولو مبررات واىية ىذا االستبعاد غير موقد قاـ ,وحجة الحفاظ عمي الثقافة الوطنية وحجة الحفاظ عمي اليوية الوطنيةاألمف العاـ

وفضح قصورىما في النظر إلي الحقائق، وىذا يتضح في العبارات ذه الحججكارنيز بتفنيد ىضمونو "احتماؿ زعزعة استقرار الحياة السياسية واالجتماعية اآلتية: " ىناؾ اعتقاد زائف م

لذلؾ يجب رفض اليجرة واستبعاد المياجريف لممسمميف، اليجرة فتح باب لمبمد مف خبلؿوجعل األولوية لممواطنيف والتمييز لصالحيـ "، لذلؾ أعتقد إنو يجب رفض حجة المسمميف

، كما يجب رفض مبدأ السيادة الوطنية ميفالمسم التمييز لصالح المواطنيف ضد المياجريف .(326)باستبعادىـ دوف مبرر" المسمميف مف الدوؿ عمي المياجريف

The Right to amnestyالحق في العفو-4لي اصدار يستند كارنيز عمي نطاؽ واسع عمي المبادغ الديمقراطية الميبرالية ويدعوا

امة والبقاء، وىذا يكفل ليـ الحق في عفومتجدد يمنح المياجريف غير المصرح ليـ باإلقاإلقامة الدائمة لذلؾ يقوؿ: " إف المياجريف غير المصرح ليـ الذيف عاشوا في الواليات

لذلؾ يعد .(327)المتحدة لفترة طويمة مف الزمف يجب أف يمنحوا حق البقاء والعفوفي الببلد"بعد مكوثيـ فترة طويمة، ومف حق العفومف أىـ الحقوؽ القانونية لممياجريف غير القانونييف

"إف التيديد المستمر ثـ يقترح كارنيز وضع معايير أخبلقية لمقيود عمي الترحيل فيقوؿ:في و .(328)بالترحيل لممياجريف يضر أكثر مف فعل عبور الحدود بطريقة غير مشروعة"

ورأؼ المسمميف يوضح ىذا النص عند كارينز كيف رفض سياسة االستبعاد البلأخبلقية لممياجريف وتنتيؾ حقوؽ اإلنساف. العدالةمتطمبات المبادغ الديمقراطية وال مع قيـ أنيا ال تتفق مع

)325) Carens, Joseph.H (2008): Immigration, Democracy and Citizenship, p, 22.

)326) Carens, Joseph. H (1988): Nationalism and the Exclusion of Immigrants, lesson from Australian immigration policy, p, 181.

)327) Carens, Joseph(2010): Immigrants, and the Right to stay, MIT, press,pp,3-4.

)328) Ibid, p,6.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

ي مفاداىا "، في الفصل األوؿ، يوضح القضية التيز "المواطنيف والحق في اإلقامةكتاب كارنالديمقراطيات الميبرالية يجب أف تمنح حق العفوالعاـ عف المياجريف غير الشرعييف الذيف " أف

إنو قد يقمق كثير " العاـ"، يرػ: بينما في مقالة كارنيز "حالة العفو .(329)استقروا لفترة طويمة"ر مف كثيالألف العفوعف المقيميف لفترات طويمو مف شأنو أف يشجع مف المواطنيف،

قد الديمقراطية الميبرالية المياجريف عمي القدـو دوف إذف قانوني، واإلجابة لدؼ أف الدوؿ كعمالة رخيصة مف أجل استغبلليـ ألراضييا تشجع المياجريف غير القانونيف عمي الدخوؿ

يوضح ىذا النص عند كارنيز أف حق العفوالذؼ دافع .(330)"ومف أجل النمواالقتصادؼ لدييانيز لممياجريف غير الشرعييف ليس مف أجل مصمحتيـ ولكف مف أجل المصمحة عنو كار

الوطنية واستغبلليـ اقتصاديا وىذا انطبلقا مف المنيج النفعي وحب المصمحة .ومف جية أخرؼ، يرؼ كانيز أنو ال يجب أف يكوف المياجريف خائفيف مف الترحيل بعد

. (331)" لدولة ممتزمتيف بالقانوف ولـ يخالفوهما يقرب مف خمس أوسبع سنوات قضوىا في اوىذا ليا العديد مف األسباب أىميا العضوية، واعتقد أف حجة كارنيز بالعفوعف المياجريف

العفولف يمنح إلي المياجريف إال حينما يحصموا عمي العضوية بمرور الوقت وىويكافئ الحق إلي:" ضرورة إصدار عفومتدفق يمنح في البقاء وعدـ الترحيل. ومف ثـ، يدعوكارنيز

المياجريف غير المصرح ليـ بالبقاء ويعطييـ فرصة لتنظيـ أوضاعيـ بمجرد وجودىـ فترة .(332)طويمة مف الزمف"

)329) Ibid, p,12. and see Carens, Joseph (2009): The case for Amnesty,Time weakens the state right to deportation, public Affairs Quarterly, Vol6, issue (1):pp,43-44.

)330)Carens, Joseph (2009): The case for Amnesty, Time erodes the States Right to deport, 34(3):9-10.

)331) Ibid, p,12. يثيت ىذا النص أف حق الحكومة في ترحيل المياجريف غير الشرعييف ليس مطمقا, ألف ىذا الحق يضعف مع مرور الوقت حينما يصبح المياجريف أعضاء في المجتمع, حينئذ يجب عمي الحكومة أف

.تمنح المياجريف غير الشرعييف إذنا قانونيا بالبقاء)332) Carens, Joseph(2010): Immigrants and the Right to stay,the MIT

press,p,76.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

298

عفوعاـ يسمح ليـ حق في يوضح ىذا النص إنو يجب منح المياجريف غير الشرعييف تمع المضيف فترة طويمة، أؼ أف أىـ بالبقاء في وضع قانوني كمقيميف اذا تـ بقائيـ في المج

اعتبار ىومرور الوقت، وحينئذ تصبح الدولة ممزمة أخبلقيا بمنح وضع اإلقامة القانونية لممياجريف غير الشرعييف.

Ethical Rightsالحقوق األخالقية: رابعا:مياجريف دافع كارنيز عف الحقوؽ األخبلقية لممياجريف والتي تتمثل في الحق في قبوؿ ال

وعدـ استبعادىـ، والحق في البقاء في المجتمعات الميبرالية والحق في دمج المياجريف، :وذلؾ عمي النحوالتالي

The Right to accept Immigrantالحق في قبول المياجرين: -1صرح كارنيز بأف أىـ حقوؽ المياجريف األخبلقية في المجتمعات الميبرالية ىوحق

المياجريف وعدـ استبعادىـ مف المواطنة والجنسية بعد أف يصبحوا اعضاء في القبوؿ، قبوؿ المجتمع ولذلؾ رفض المعاممة التمييزية العنصرية ضد المياجريف في الدوؿ الديمقراطية،

وليس العكس كما يعتقد وحق قبوؿ المياجريف يتفق مع حق اليجرة ويؤدؼ إلي دولة الرفاىيةيعد حق قبوؿ المياجريف في المجتمعات الميبرالية مف أىـ ز: "ارنيالكثيريف، وفي ذلؾ يقوؿ ك

، وبعد قبوؿ المياجريف يجب أف يصبحوا أعضاء في المجتمع الحقوؽ لممياجريف األخبلقية، ولذلؾ فبل توجد مبررات أخبلقية ثـ يحصموا عمي حقوؽ المواطنة الكاممة بفعل مرور الزمف

.(333) وعدـ قبوليـ" مميفالمس المياجريف وعدـ قبوؿ لمتمييزويقدـ كارنيز مثاؿ عممي عمي قبوؿ المياجريف بدولة مثل كندا، قائبل: " تعتبر كندا عادة

بمد استقباؿ لممياجريف عمي عكس استراليا والواليات المتحدة، وفييا ىجرة واسعو وقبوؿ ية ألنيا تحافع عمي ناجح لممياجريف، وىي بذلؾ تعتبر مثاؿ حي لمدولة الديمقراطية الميبرال

ىناؾ عبلقة عكسية بيف معدالت اليجرة قوانيف اليجرة وحماية المياجريف والبلجئيف، و .(334)"المرتفعة ودولة الرفاىية

)333) Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of immigration, behind legal citizenship to inclusion, pp, 76-77.

)334) Joseph Carens, Mary Liston (2008): Immigration, and Integration in Canada, pp,220-221.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

292

the Right to stayالحق في البقاء: -2أشار كارينز إلي أىمية حق البقاء في المجتمع، وكيف إنو يعد مف أىـ حقوؽ المياجريف

الزمف في المجتمع المضيف لو،فترة طويمة مف أف يمضي المياجر ذلؾ بعد و ،األخبلقيةألنو سيصبح عضوا في ىذا المجتمع، لذلؾ يقوؿ:" كمما زادت مدة بقاء الشخص في مجتمع ما، استحق ىذا الشخص العضوية االجتماعية، وىذا ينطبق عمي ىؤالء األشخاص الذيف

خبلقية لطوؿ مدة اإلقامة وىذا ينعكس في منح فيناؾ أىمية أ ،استقروا دوف إذف قانونيا لمحق في فيناؾ أساسا أخبلقي ،العفوالعاـ لممياجريف غير المصرح ليـ وعدـ ترحيميـ

يوضح ىذا النص أف مرور الوقت يخمق مطالب أخبلقية بالبقاء وبالتالي ينتفي .(335)البقاء" ف.عف المياجري العاـحق الدولة في الترحيل ويوجب حق العفو

ومف ثـ، تحتل قضية الحق في البقاء الكثير مف النقاش الفمسفي والتي تعبر عف ضرورة نو عمي الرغـ أاصبلح شامل لقضية اليجرة مف قبل واضعي السياسات، ويرؼ كارنيز: "

مف أف الدوؿ ليا الحق في السيطرة عمي حدودىا، فإف حق الدولة ليس مطمقا في ترحيل ف قوانيف اليجرة، ومع مرور الوقت يطالب المياجروف بالحق في البقاء، اولئؾ الذيف ينتيكو

عف وضعيـ حينما يكتسبوف حق العضوية في المجتمع الذؼ تربوا فيو بغض النظر .(336)"نوني، وتمؾ مطالب أخبلقية معقولةالقاف " ورأؼ أف المياجريحجة " الحق في البقاء" عمي حجة " مرور الزمفولقد بني كارينز

يكتسبوا وضع قانوني بمرور الوقت عمييـ، وتصبح ىناؾ مطالب أخبلقية قوية بالحق في كمما ،لذلؾ يقوؿ: " كمما طاؿ بقاء الناس في المجتمع ،البقاء وعدـ الترحيل وأخذ العضوية

أصبحت مطالبيـ األخبلقية أقوؼ بالبقاء، وبعد فترة مف الزمف، تجعل ىؤالء المياجريف في يتشابو مع وضع المواطنيف، لذلؾ يحق لممياجريف بعد مرور خمس سنوات وضع قانوني

ونحوذلؾ أف يتمتعوا بنفس الحقوؽ القانونية لممواطنيف وعمييـ أف يخضعوا لنفس االلتزامات

)335) Carens, Joseph(2011): Immigration and Citizenship, p,125. )336) Carens, Joseph (2010): Immigrants and the Right to Stay, MIT press,

p,178. إذف الحق األخبلقي في بقاء المياجريف يتعارض مع حق االستبعاد والترحيل ويتفق مع حق منح

..نةالعفوالعاـ وينبع مف حقوؽ العضوية والمواط

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

القانونية باستثناء حق التصويت والحق في شغل المناصب العامة العميا ولذلؾ يتوافر ليـ يصبحوف أعضاء في المجتمع ولدييـ مطالب أخبلقية تنبع حق الحماية مف الترحيل ألنيـ

(337)مف ىذه العضوية، ومف أىـ ىذه المطالب األخبلقية الحق في البقاء"

عمي الحق في البقاء، فيقوؿ: " بعد الحرب العالمية عمميا ويقدـ جوزيف كارنيز مثاال عمل وقالت: " أنتـ ىنا مؤقتا كعماؿ الثانية، قبمت ألمانيا الغربية أشخاصا مف أماكف أخرؼ لم

ضيوؼ"، لكف بعد فترة مف الوقت عميكـ العودة إلي دياركـ، ولكف بعد أف ظموا ىؤالء العماؿ الضيوؼ لمدة خمس أوعشر سنوات، أقرت الحكومة االلمانية في مرحمة ما، أنيـ أعضاء

ا عاطميف عف في المجتمع، لذلؾ لـ يكف مف المقبوؿ طردىـ أوترحيميـ حتي لوأصبحو العمل، وحق البقاء يعني أف يصبح ىؤالء المياجريف مواطنيف، حتى لوكانوا مياجريف غير

لذلؾ ، (338)شرعييف، وذلؾ ألنو قد يوجد مقيميف دائميف ال يحصموا عمي حق المواطنة " يرؼ كارنيز أنو: " مف الخطأ األخبلقي اجبار شخص ما عمي مغادرة المكاف الذؼ نشأ فيو

قي تكوينو االجتماعي وكوف صبلت أكثر إنسانية، حتي لووصل بدوف إذف رسمي, حيث تم .(339)" وىذا يعطيو حق أخبلقي في البقاء

The Right to integrate Migrantsالحق في دمج المياجرين-5اشار كارنيز إلي حق دمج المياجريف في المجتمع وذلؾ بعد أف يتمتع المياجريف بحق

االستبعاد وحق البقاء بعد فترة زمنية طويمة، وتمؾ الحقوؽ األخبلقية مف القبوؿ وحق عدـ حق في القبوؿ وحق في البقاء وحق في الدمج تأتي نتيجة حقوؽ العضوية والمواطنة،

يتمتع المياجروف بالحقوؽ نفسيا التي يعرؼ كارينز معني الدمج قائبل: " يعني الدمج أف

)337) Carens, H. Joseph: Reflection on America's citizens and Immigration, Citizens and Residents, p,53.

القانوني الوضع عمي يتوقف وال االجتماعية بالعضوية يرتبط البقاء في الحق أف النص ىذا يوضح .لممياجر

)338) Carens, Joseph (2013): the Ethics immigration p, 166-167.and sea Carens, Joseaph (2003): Who should get in ?, vol17, Issue1,pp,104-105.

)339) A bizadeh, D. Miller, Baubock: Review on, the Ethics of Immigration by Joseph Carens.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المياجريف كنتيجة لمحصوؿ عمي المواطنة المتساوية بيف يتمتع بيا المواطنوف، ويأتي دمج المياجريف والمواطنيف، لذلؾ يرفض الدمج الناجح لممياجريف المعاممة التمييزية لصالح

مف شروط دمج ويعزز الدمج المساواة بيف المياجريف والسكاف الحالييف، و المواطنيف، قاليد المجتمع، ومف الجيل أف نتوقع المياجريف ضرورة أف يتأقمـ المياجريف عمي عادات وت

.(340)تطابق المياجريف مع المواطنيف" ومف جية أخرؼ، نادؼ كارينز بدمج المياجريف بشكل قانوني في الدوؿ الديمقراطية

الميبرالية المعاصرة، وطالب بضرورة أف يتمتع المياجروف بالحقوؽ التي يتمتع بيا -المواطنوف، ودافع عف مبدأيف:

والتمييز بيف وأسبابا قوية، تتطمب تبريرالممواطنيف األصميف : المعاممة التفضيمية ولاأل المياجريف والمواطنيف يتطمب أسبابا قوية.

: كمما عاش المياجروف مدة أطوؿ في المجتمع المستقبل، كمما زادت مطالبيـ الثاني المتكاممة التي تتطمب االدماج بالمساواة في الحقوؽ، وفي نياية المطاؼ يصل إلي المواطنة

.(341)الناجح لممياجريف أنواع المياجرين وحقوقيم االقتصادية :المبحث الرابع

المطمب األول: حقوق المقيمين الدائمين حقوؽ المواطنة والجنسية واالندماج في المجتمع. -(1) .واحتراـ التنوع الثقافي حقوؽ التعددية الثقافية-(2) وعدـ الطرد أوالترحيل أواالستبعاد. حقوؽ اإلقامة -(3) حقوؽ البحث عف عمل. -(4)

)340) Joseph Carens, Mary Liston (2008): Immigration and Integration in Canada, comparing immigration policy In Developed countries,pp,209-210.

الدمج الناجح لممياجريف نتيجة طبيعية لحصوؿ المياجريف يصبحيوضح ىذا النص عند كارنيز أنو عمي حقوؽ المواطنة المتساوية, كما يعزز الدمج مف تفعيل قيمة المساواة ورفض التمييز

التكيف. مج المياجريف( بعبلقة قوية بمدؼ قدرة المياجريف عميالعنصرؼ, وكذلؾ يرتبط )د

)341) Carens, Joseph. H (2005): the Integration of Immigration, Vol2, Issue 1, pp, 40-41.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

المطمب الثاني: حقوق المياجرين غير الشرعيين حقوؽ العضوية والجنسية والمواطنة. -(1) مة عادلة وعفومتجدد.كمحاالحق في الحق في البقاء و –( 2) الصحية. والحق في تعميـ مجاني, والحق في األمف والرعاية حقوؽ العمل, –( 3)

المطمب الثالث: حقوق العمال المؤقتين حقوؽ العضوية والجنسية والمواطنة. (1) .الحق في البقاء والحق في توحيد األسرة (2) .حقوؽ العمل والتعويض عف المخاطر (3)حقوؽ الحماية التأمينية والحماية مف االستغبلؿ، والتعويض عف البطالة والمعاش (4)

التقاعدؼ. ية لميجرة عت األخالقية والواقالمطمب الرابع: المعضال

لغاء حقوؽ المواطنة معضمة دمج المياجريف (1) .ومعضمة انعداـ الجنسية وا معضمة الحماية الدولية, الحماية مف االستغبلؿ الجنسي وسوء المعاممة ومف جرائـ (2)

العنف واالبتزاز والتعذيب وفقداف الكرامة واالحتجاز المطوؿ. واستبعادىـ وترحيميـ. عتبارىـ مجرميفعضمة تجريـ المياجريف وا م (3)

الهتحث الراةع

أنىاع الههاجرين وحقىكهو

Types of migrants and their Rights يتضمف ىذا المبحث أنواع المياجريف عند كارنيز وىـ المقيميف الدائميف والعماؿ الموسمييف

فة خاصة ويركز عمي المؤقتيف والمياجريف غير الشرعييف والبلجئيف، ويعرض حقوقيـ بصالحقوؽ االقتصادية وحقوؽ العمل والحماية مف االستغبلؿ باإلضافة إلي حقوؽ العضوية

التالي: كالتاؿوالجنسية وتوحيد األسرة والحق في البقاء وعدـ الترحيل، وذلؾ

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

حقوق المقيمين الدائمين:-1 The Rights of Permanent Residents

لمقيميف الدائميف في كتابة " أخبلقيات اليجرة" بأنيـ "ىـ عرؼ جوزيف كارنيز اي المياجريف الذيف تـ قبوليـ بصفة مستمرة لكنيـ لـ يحصموا بعد عمي الجنسية، وتقتضي

.(342)العدالة إزالة الفوارؽ القانونية بيف المواطنيف والمقيميف" حقوؽ العمي حماية أصر حيثأما عف حقوؽ المقيميف الدائميف، فقد عرض ليا كارنيز

حقوؽ االندماج في المجتمع وحقيـ في مثل ممقيميف الدائميف اإلنسانية األساسية ل القانونيةالبحث عف عمل وحقوؽ الرعاية االجتماعية وحقيـ في االختبلؼ الثقافي وحقوؽ دمجيـ في

ي حقوؽ المجتمع وعدـ استبعادىـ أوترحيميـ بدوف مبرر أوسبب قوؼ، فمثبل يشير كارينز إلفي الفصل الخامس، فيقوؿ: تتطمب العدالة المقيميف الدائميف في كتابة " أخبلقيات اليجرة ",

حينما يمكث المقيميف لفترة القانونية بيف المواطنيف والمقيميف إزالة الفوارؽ الديمقراطية لذلؾ يحق لممقيميف الدائميف الحصوؿ عمي نفس الحقوؽ المدنية واالقتصادية ،طويمة

لذلؾ يجب ،ييا المواطنيف في دولتيـ الديمقراطية الميبراليةماالجتماعية التي يحصل عو وال يجب أف يعانوا مف مشكمة دوف شرط أوقيد بعد عدة سنوات مف اإلقامة الجنسيةمنحيـ

.(343)" انعداـ الجنسية أوسحب الجنسية منيـ ف أىـ حقوؽ المقيميف الدائميف، مباعتبارىا حقوؽ المواطنة المتساويةكارنيز إلي ويشير

فبل يجوز المتساوية، يتمتع المقيميف الدائميف بحق الوصوؿ إلي المواطنة يجب أف فيقوؿ: "وال يجوز حرمانيـ مف ة،سياسيالو أ ةجتماعياالو أ ةقتصاديأواال ةخبلقياأل تيميشيـ مف الناحية

، فيذا خطأ أخبلقي جسيـ خروف الفرص االقتصادية والتعميمية التي يتمتع بيا المواطنوف اآل .(344)مف منظور ديمقراطي"

ومف جية أخرؼ، يعبر كارينز عمي ضرورة ادراج المقيميف الدائميف في المجتمع وىوما يقوؿ:" يجب أف ف ويوضح شروط ىذا اإلدماج الناجح، في المجتمع، باالدماج الناجح يعرؼ الصحية بحقوقيـ االقتصادية في الرعاية نعترؼ مصالح المقيميف و وزنا أخبلقيا أكبر لنعطى

)342) Carens, Joseph(2013):the Ethics of immigration, ch 6,pp,90-91. )343) Carens, Joseph.(1992):Migration and the Morality, pp, 36-37

)344) Carens, Joseph(2011): immigration and Citizenship,p,116.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

ىوحصوؿ الدمج ىذا مظاىر أىـ ومف قانوني بشكل المياجريف وحينئذ يتـ دمج ،والتعميـ المقيميف بيف التمييز وعدـ الحقوؽ في والمساواة المتساوية المواطنة عمي الدائميف المقيميف

بيف المساواة لتعزيز األكبر ؤوليةالمس يتحمل أف المستقبل المجتمع وعمي, والمواطنيفوعمى ىذا يحدث الدمج الناجح لممياجريف حينما . (345)"الحالييف والسكاف الدائميف المقيميف

يتـ االعتراؼ بحقوؽ المياجريف في المواطنة المتساوية.وأنو يجب احتراـ االختبلؼ ضرورة احتراـ التعددية الثقافيةوكذلؾ يؤكد كارنيز عمي

، فيقوؿ: " أف التعددية الثقافية مناسبة ومبلئمة لمديمقراطية مف منظور أخبلقي، الثقافيفالتنوع الثقافي والديني الذؼ ينسبو الناس إلي التعددية الثقافية ىوببساطة نتيجة ال مفر منيا

.(346)الحتراـ الحقوؽ والحريات الفردية" حقوق المرأة يمقراطية في لذلؾ يرفض كارينز التجاوزات التي تحدث مف الدوؿ الد

مع مطالب العدالة والديمقراطية فيقوؿ: " يجب االعتراؼ تعارضويرؼ أنيا ت المسممةبثقافاتيـ وىويتيـ وأف يعامموا باحتراـ كأعضاء في المجتمع، وأف ترتدػ المرأة المسممة ما

.(347)ة مشروعة" تعد مطالب أخبلقياإلنسانية تشاء طالما إنيا ال تؤذؼ أحدا، وىذه الحقوؽ ويرؼ كارينز أف التمييز بيف حقوؽ المقيميف الدائميف وحقوؽ المواطنيف يكمف فقط في

ومف جية أخرػ، ىناؾ .(348)شغل وظائف تنطوؼ عمي األمف القومي وصنع السياساتلحماية القانونية وا وحقوؽ المواطنة حقوؽ اإلنسافحقوؽ أخرؼ لممقيميف الدائميف غير

"، ز في مقالتو " المواطنة والمجتمع، عرضيا كارينالعمل حقوق ىي دية الثقافيةواحتراـ التعد"يحق لممقيميف الدائميف البحث عف العمل فيقوؿ: جزػ،م حق البحث عف عملوالتي تعني

،المدر لمدخل، ألف الحرماف مف الوصوؿ إلي العمل يشبو الحرماف مف الوصوؿ لمحياةشريعات الصحة والسبلمة والحق في االنضماـ إلي حرمانيـ مف حقوؽ العماؿ مثل ت

ي برامج التأميف االجتماعي الممولة والحق في معاشات الشيخوخة فالنقابات، والحق

)345) Carens, Joseph (2010): Immigration and the right to Stay,p, 43. )346)Carens, Joseph (2013): The Ethics of Immigration, pp,121-123. )347) Carens, Joseph (1994): the Rights of Immigrants,Journal of Ethics,

p,67. )348) Carens, Joseph.H (2013): The Ethics of immigration, pp, 101-102.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

،موؿ ىذه البرامجوتعويضات البطالة والتعويض عف الحوادث طالما يدفعوف الضرائب التي ت ستبعادوجد أؼ مبرر أخبلقي الوال ي ،لذلؾ ال يجب أف يتـ خرؽ ىذا المبدأ في الممارسة

وكذلؾ يشير كارنيز إلي: " إنو ال ينبغي أف يحـر .(349)المقيميف الدائميف مف ىذه الفوائد" .(350)المقيميف مف مزايا الرعاية االجتماعية، وال ينبغي السماح بأؼ تمييز"

حقوق المياجرون المؤقتون -2 The Rights of Temporary Immigrants

في كتابة " أخبلقيات اليجرة"، ويعرفيـ المياجرون المؤقتون أنواعكارينز يذكر جوزيفوالزائريف لفترة قصيرة لمعمل يفيالطبلب الدولكالتالي: "يشمل المياجروف المؤقتوف كل مف

، ويعرؼ المياجروف المؤقتوف المتعة أوالعماؿ الضيوؼ المؤقتيف أوالعماؿ الموسمييف أوسنوات بتأشيرة عمل بضع يتـ قبوليـ لفترة تتراوح بيف بضعة أشير أو بأنيـ ىـ اولئؾ الذيف .(351)مؤقتة في مجاؿ معيف"

بأنيـ Temporary Works العمال المؤقتينيعرؼ جوزيف كارنيز ومف جية أخرػ، مجموعة مف العماؿ يعمموف لفترة مؤقتة وتقبميـ الدوؿ الديمقراطية وليـ مدة إقامة وتأشيرة "

بأنيـ Seasonal Works العمال الموسميينوكذلؾ يعرؼ كارنيز .(352)مؤقتة"األشخاص األجانب الذيف يأتوف إلي دولة لمعيش والعمل في جزء مف السنة ولكف لدييـ "

. (353)إقامة دائمة في بمد آخر، البعض يأتي لمدة شير أوشيريف والبعض اآلخر لعدة أشير"اؿ تقديـ الرعاية الصحية المباشرة وفي ويوجد عماؿ موسمييف في مجاؿ الزراعة وفي مج

)349) Carens, Joseph. H (2008): Citizenship and Civil Society: what rights for residents?, Journal Dual Nationality, social Rights and federal Citizenship in the US and Europe, New York, pp, 103-104.

)350)Ibid, p,106. And see Carens, Joseph (2011): Immigration and Citizenship, p, 117.

)351) Carens, Joseph.H (2013): The Ethics of Immigration, p, 113. )352) Carens, Joseph. H (2008): Live in domestics, Seasonal Workers, pp,

425-426. )353)Ibid, p, 170.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

مجاؿ الصيد، والعماؿ الموسمييف أصحاب ميف موسمية يخضعوف لقوؼ السوؽ وقانوف .(354)العرض والطمب

لذلؾ ،دافع كارنيز عف حقوؽ المياجروف المؤقتوف حينما يقضوا مدة طويمة في المجتمع أف المياجريف المؤقتيف يستحقوا المزيد ىناؾ اتفاؽ عاـ بيف الفبلسفة الذيف يعتبروف يقوؿ: "

مف الحقوؽ كمما طالت مدة اقامتيـ، وبعد ذلؾ سيكوف مف المشكوؾ فيو أخبلقيا أف تطمب ومف جية أخرػ، يرؼ كارينز"أف .(355)الدولة مف المياجريف العودة إلي بمدىـ األصمي"

حقيـ أف يحصموا عمي ومفالمياجريف المؤقتيف يتحولوا إلي مقيميف دائميف بطوؿ اإلقامة، لمترحيل مف الدوؿ المضيفة ويجب أف يحصموا عمي حقوؽ ، وال يجب أف يتعرضوا الجنسيةالكامل لجميع اإلدماج ألنو يتطمب االلتزاـ بالمبادغ الديمقراطية الميبرالية كاممة، المواطنة

قامة الدائمةحق اإلوليـ وضع المقيميف الدائميفالسكاف المقيميف وعمييـ أف يحصموا عمي .(356)"إذا ما مكثوا لمدة خمس سنوات

ودفاعة عف حقوؽ بوبوك راينروالجدير بالذكر، انو قد أشاد كارنيز بوجية نظر ذا ما رجعنا إلي مقالة راينر نفسو، "الع ماؿ الموسمييف، المواطنة المياجريف المؤقتيف، وا

، فمثبل يشير وبوؾ إلي أنو بوبوؾ ر", نجد أف كارنيز كاف محقا في موقفو مف راينالجزئيةمعضمة دمج تثير اليجرة المؤقتة والمياجروف المؤقتوف تحديات أخبلقية مختمفة، أىميا "

.(357)"المواطنة الجزئية ليـ ي الحقوؽ أوكمواطنيف متساوييف ف المياجريف المؤقتيفء المياجريف المؤقتيف أنو عمي الدوؿ الديمقراطية مسؤولية أخبلقية كبيرة تجاه ىؤالويضيف: "

ووضع كامل عينة إذا ما استقروا في اراضييا ومكثوا مدة طويمة، فيذا يمنحيـ حقوؽ ثقافية م وذلؾ تحقيقا لمعدالة العالمية، يشاطر الفبلسفة األخبلقيوف ىذا الرأؼ بشكل عاـ، لممواطنة

مي المدؼ ع مقيميف دائميف ا أف المياجريف المؤقتيف يصبحوف لكنيـ يفترضوف ضمن

)354) Ibid, p, 172. )355) Carens, Joseph. H (2013): The Ethics of Immigration, p, 113. )356(Carens, Joseph (2008): Live –In Domestics, Seasonal Workers, pp,

430-432. )357) Baubock, Rainer(2011): Temporary Migrants, partial Citizenship and

Hyper emigration, Critical Review of international social and Political Philosophy, Vol14,Issue 5,pp, 678-679.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

حينما يصبح المياجريف المؤقتيف ليسوا مجرد زوار " وكذلؾ يرػ بوبوؾ: .(358)"الطويلويجب أف يصبح المجتمع المستقبل ليـ ممتـز عابريف يصبح ليـ حقوؽ إقامة وعمل وتعميـ،

لمساواة وعدـ التمييز، ولكف مف دواعي األسف األخبلقي أف يستعد المياجروف المؤقتوف باالسكف أوالتعميـ أوالرعاية الصحية دوف المستوؼ المحمي الذؼ يضعو العمل أو لقبوؿ شروط

سيئة ليس عف طيب خاطر، االمجتمع المستقبل، فيـ يقبموف في كثير مف األحياف ظروف سببا اولكف لكي ال يغادروا إلي بمدانيـ األصمية، وال يمكف أف تكوف موافقتيـ التي فييا قير

يؤكد ومف ثـ. .(359)المعاممة االستغبللية والتمييزية لممياجريف المؤقتيف" كافيا لمتسامح مع، فيقوؿ: حقوؽ الجنسية والمواطنةراينر بوبوؾ عمي أنو ينبغي أف يأخذ المياجروف المؤقتوف

الجنسية يصبح المياجروف المؤقتوف مواطنوف جزئيوف، لذلؾ يجب أف يحصموا عمي "أف عدـ أخذ الجنسية المزدوجة يجعل المياجروف ، مع الوضع في االعتبارالمزدوجة

المؤقتيف يفتقروف إلي الشعور باالنتماء كما أف الوصوؿ إلي وضع المواطنة يجعل .(360)المياجريف المؤقتيف يحصموف عمي أفضل حماية ممكنة مف التمييز واالستغبلؿ"

الحق في ويصبح ة حق اإلقام ويشير راينر بوبوؾ عمي ضرورة أف يأخذ المياجريف المؤقتيفحينما يمكث المياجريف المؤقتيف مدة زمنية قوة مع طوؿ مدة اإلقامة فيقوؿ: "أكثر البقاء

طويمة مع مرور الوقت، يصبح الحق في البقاء أقوؼ، ويصبح مف غير المسموح بو أخبلقيا .(361)ترحيميـ" طردىـ أو

ينيحقوق المياجرين غير الشرع-3The Rights of illegal immigrant

مياجروف يدخموف الببلد بشكل " بأنيـ: المياجرون غير الشرعيينيعرؼ جوزيف كارنيز غير قانوني وقد يدخموا بشكل قانوني ويتجاوزوا مدة التأشيرة ثـ يحصموا عمي تأشيرة الجئ وأحيانا يتيربوف مف مراقبة اليجرة في لحظة عبور الحدود وفي بعض الحاالت يتـ التسامح

)358) Ibid, p, 680. )359) Baubock, Rainer (2011): Temporary Migrants, partial Citizenship,

pp,680-681. )360) Ibid,p,31. )361) Ibid,p,33.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

أوىـ المياجريف غير النظاميف أوغير القانونييف (362)" راالمياجريف غير المصرح ليـ سمع أف المياجريف بوبوك راينرويرؼ .(363)الذيف دخموا الببلد واستقروا فييا بدوف إذف قانونيمزموف بالمغادرة، ا بمزيد مف اإلقامة وىـ م غير النظاميف ىـ " مياجروف ال يممكوف تصريح

غير القانوني ىوالذؼ يدخل الببلد دوف إذف وتصبح حريتيـ القانونية مقيدة فالمياجر ويخضعوف لواجب قانوني لمخروج مف الببلد وآخروف دخموا مف خبلؿ القنوات المشروعة

.(364)ثـ مكثوا في الببلد بعد ما انتيت مدة تأشيرتيـكسياح أوعماؿ ضيوؼ أوطبلب , فقد رفض كارنيز النظرة التقميدية لممياجريف أما عف حقوؽ المياجريف غير الشرعييف

غير الشرعييف التي ترؼ إنيـ ال يمتمكوف حقوؽ قانونية، ورأؼ أنيـ يمتمكوف حقوؽ واسعة لمجرد كونيـ داخل الدولة، ولذلؾ يقوؿ: "ىناؾ مجموعة واسعة مف الحقوؽ التي يجب أف

والحق في ،فاظ عمي ممتمكاتيـوالح الحق في األمفمثل غير الشرعييف يمتمكيا المياجريف والتمتع بنفس ظروؼ حقوؽ العمللمحياة، وكذلؾ الرعاية الصحية وتمقي عبلج طبي منقذ

العمل التي يتمتع بيا العماؿ اآلخروف ويحق لؤلطفاؿ المياجريف غير الشرعييف الحصوؿ ىذه المكمفيف بحماية مف اولئؾ ويجب أف يتوافر جدار حماية ليـ تعميـ مجانيعمي .(365)"الحقوؽ يميز جوزيف كارنيز بيف الحقوؽ التي يجب أف يتمتع بيا المقيموف الدائموف والحقوؽ

ولكف البقاء في حقالوالتي تتمثل في ، التي يجب أف يتمتع بيا المياجروف غير الشرعييفمع الحق في البقاء ىذا يكتسبو المياجريف غير الشرعييف بسبب طوؿ مدة بقائيـ في المجت

المضيف، فيقوؿ: "مف أىـ الحقوؽ التي يتمتع بيا المياجروف الشرعيوف عف المياجريف غير الشرعييف ىوالحق في البقاء، ولكف كمما زادت مدة اإلقامة لممياجريف غير الشرعييف تزداد

)362) Carens, Joseph. H (2002): The Rights of Residents, in Dual Nationality, Social Rights and Federal Citizenship in U.S. and Europe.

)363) Carens, Joseph(2013): The Ethics of Immigration, Ch7, p,155-156. )364) Baubock, Rainer(2011): Temporary Migrants,partial Citizenship, and

Hypere migration, European University institute, critical review of international social and Political Philosophy, Vol14 pp,665-666.

)365) Carens, Joseph.H (2008): Immigration, Democracy and citizenship, pp, 33-34.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المطالبة بالعضوية ألنيـ يشكموف روابط تجعميـ اعضاء في المجتمع وينعكس ىذا أؼ .(366)حتي لوكاف غير مصرح ليـ" مية األخبلقية لطوؿ مدة اإلقامةاألىاالعتراؼ في

" يحق لممياجريف غير النظاميف أوغير الشرعييف أف يتمتعوا بمعظـ الحقوؽ وأف يكتسبوا إنووكذلؾ يؤكد كارنيز عمي ضرورة أف .(367)حقا معنويا في البقاء بسبب طوؿ مدة اإلقامة"

الحق في األماف ماية حقوقيـ اإلنسانية األساسية مثل يتمتع المياجريف غير الشرعييف بحالشرطة مف السرقة والقتل وكذلؾ الحق في الحصوؿ عمي محاكمة وحق حماية واألمفوكذلؾ يجب أف يكوف المياجريف قادريف عمي ،ويجب ممارسة تمؾ الحقوؽ بفاعمية ،عادلة

يا تمؾ الجريمة أوحتى شيود الذىاب لمشرطة أواإلببلغ عف جريمة ما إذا ما كانوا ىـ ضحاأوأف يكونوا قادريف ،دوف الخوؼ مف أف يتـ القبض عمييـ أوترحيميـ مف قبل موظفي اليجرة

كما يحق ألبناء ،ىويتيـ ىشفستعمي طمب المساعدة دوف خوؼ مف أف تكتشف الم التعميـفي المدارس العامة، ألف تعميـ مجانيالمياجريف غير الشرعييف أف يحصموا عمي

.(368)وىويعكس مدؼ ديمقراطية الدولة" األساسي حق مف حقوؽ اإلنسافذا كاف يحق لمدولة السيطرة عمي حدودىا فإنو يحق ليا استبعاد المياجريف غير وا

ولكف كمما طاؿ أمد البقاء في الدولة المستقبمة كمما ازداد الطمب عمي العضوية ، الشرعييف .(369)بالبقاءويصبح ىنالؾ مطالب أخبلقية قوية

وعمي ىذا يعطي كارنيز أىمية أخبلقية لمرور الوقت عمي المياجر غير الشرعي الذؼ وربما حتي في ،حق في البقاءدخل الببلد دوف إذف رسمي أوقانوني مف الدولة، فيرؼ أف لو

إف الحق األخبلقي لمدوؿ في إلقاء القبض عمي فمثبل يقوؿ: " ،المواطنة وعدـ الترحيلعمييـ في الدولة مع مرور الوقت ويتبخر ريف غير الشرعييف وترحيميـ يتبلشىالمياج

ومع ازدياد اعداد المياجريف غير القانونييف تزداد أىميتيـ ويكتسبوف مطالب المستقبمة،

)366)Ibid,P,34. And see Carens, Joseph.H (2008): The Rights of irregular immigrants, Vol22, Issue2, p, 178.

)367) Carens, Joseph(2008):Live In Domestics, Seasonal workers, and others Hard to locate on the map of Democracy,pp,179-180. And see Carens, Joseph.H (2011): immigration and citizenship, p, 122.

)368) Carens, Joseph.H (2008): Immigration and Citizenship, pp, 122-123. )369) Carens, Joseph .H (2008): Live in Domestics, pp, 182-183.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

عمي حق في اإلقامة اأخبلقية ويصبح ليـ عضوية اجتماعية معترؼ بيا قانونيا ويحصمو المياجريف غير ومف جية أخرؼ، يقترح كارنيز أف " .(370)نة"الدائمة ويصموا إلي المواط

حقوؽ الشرعييف في دولة ديمقراطية يحق ليـ مجموعة واسعة مف الحقوؽ بما في ذلؾ ، ألنو في دولة والحقوؽ القانونية وحقوؽ التعميـ العاـ وحماية أماكف العمل اإلنساف

.(371)ديمقراطية ال يوجد أحد خارج نطاؽ حماية القانوف"كما يشدد كارنيز عمي أنو يجب تطبيق ىذه الحقوؽ في الممارسة العممية، ولذلؾ إنشاء جدار حماية بيف المكمفيف بحماية ىذه الحقوؽ وانفاذىا وأيضا يجب عمي الدوؿ ”يقوؿ:

متجدد عاـ عفوكارينز إلي إصدار وكذلؾ يدعو .(372)"لميجرةمف المسؤوليف عف قوانيف حيمة يمنح المياجريف غير الشرعييف طريقا جديدا لتنظيـ أوضاعيـ بعد س إنسانية ر عمي أس

مع مرور الوقت، يصبح لدؼ المياجريف د مدة زمنية طويمة، لذلؾ يقوؿ: "مكوثيـ في الببلغير الشرعييف مطالب أخبلقية بالبقاء ويجب منح العفوالعاـ لممقيميف غير المصرح ليـ

ح ىذه النصوص أف حق الدوؿ في السيطرة عمي اليجرة توض .(373)والموجوديف لفترة طويمة"يتضاءؿ أماـ مرور الوقت الذؼ يكسب المياجر ىذا الحق وأف ،امطمق اوالمياجريف ليس حق

، ولكف عمي بالبقاء وأخذ العضوية والمواطنة وعدـ الترحيل غير الشرعي مطالب أخبلقيةمقة في تقييد اليجرة بحجة الدفاع أرض الواقع، يرػ الكونجرس األمريكي سمطة الدولة مط

عف األمف القومي.

)370) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of immigration, p, 156. )371) Carens, Joseph. H(2008): the Right, of irregular migrants, vol22,

issue2, Journal Ethics and international Affairs, Cambridge university press, pp, 174-175.

يوضح ىذا النص عند كارنيز أف الحق األخبلقي لمدوؿ في ترحيل المياجريف غير الشرعييف يتآكل مع مرور الوقت، فبل يجوز لمدوؿ استبعادىـ

)372) Ibid, p, 180. )373) Carens, Joseph(1987): Aliens and Citizens, the case for open Borders,

pp, 271-272. And see Carens, Joseph(2010):immigrants and the Right to stay, mitpress,p,138.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ذا كاف جوزيف كارينز طالب مع المياجريف غير الشرعييف وضرورة اصدار بالتسامحوا ، بوبوبك راينرليـ، فإننا نجد مفكريف آخريف رفضوا مثل ىذا التسامح األخبلقي مثل عفوعاـ

اطية مع المياجريف غير الشرعييف ألف ال يجب أف تتسامح الدوؿ الديمقر يقوؿ: "وفي ذلؾ وضعيـ غير قانوني وىذا وضع غير مقبوؿ ألنو يتعارض مع سيادة القانوف، فالمياجر غير

الطرؼ عف اليجرة غير غض كما أف الدولة التي ت ،شخص غير مرغوب فيو الشرعي ىوالتقميل مف القانونية ىي دولة براجماتية توفر فرص اقتصادية لمزيد مف المياجريف مع

حقوقيـ إلي الحد األقصى وىي تفعل ذلؾ لمصمحة اقتصادية وعمالو رخيصة فقط، ويجب عمينا أخبلقيا أف نرفض ىذه الحيمة الشيطانية لميجرة غير القانونية، فالتسامح مع المياجريف

.(374)غير الشرعييف يقـو عمي أسس براجماتية وليس أسس إنسانية"ي حوؿ حقوؽ المياجريف غير الشرعييف يحتوؼ عمي جدؿ مماثل اعتقد أف النقاش الفمسف

( أنو يجوز لمدولة أف تعتقل 2016)وميمر( 2006) بوسنيكبيف جميع الفبلسفة، فمثبل يرؼ المياجريف الذيف دخموا أرضيا دوف إذف قانوني، طالما أف ىذا يتـ دوف انتياؾ لمحقوؽ

.(375)"لمياجريف غير الشرعييفاإلنسانية ليؤالء اوأنيـ يجب أف (376)أنو مف الخطأ األخبلقي إجبارىـ عمي المغادرة كارنيزبينما يرؼ

ال يحصموا عمي العضوية االجتماعية حينما يتزوجوا مواطنا أومقيما دائما قانونيا، لذلؾ " إف طوؿ اإلقامة ىومجرد شيء ميمروفي المقابل يقوؿ .(377)يخضعوا لمترحيل" أفيجب

.(378)احية األخبلقية، ويفوقو المشاركة في نظاـ التعاوف االجتماعي"ثانوؼ مف الن

)374) Baubock, Rainer(2011): Temporary Migrants, partial Citizenship, and Hyper emigration, pp,683-684.

اتفق مع راينر بوبوؾ, فالدوؿ األوربية حيف تفتح ذراعييا لممياجريف غير الشرعييف ليس ألسباب إنسانية ولكف مف أجل أسباب اقتصادية نفعية وتوفير عمالة رخيصة وقياـ دولة الرفاىية.

)375) Bosniak, Linda (2006):The Citizen and the Alien, p, 193. And Miller, D (2016): Strangers in Our Midst, p, 117. )376) Carens, Joseph.H (2016): the Ethics of Immigration, p, 148. )377) Ibid,p,149. )378) Miller, D (2016):Strangers in Our Midst, pp,124-125.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

، فبينما يرؼ المياجريف غير الشرعييف في البقاء وؽ ىناؾ اختبلؼ أخبلقي عمي حقإذف المياجريف غير الشرعييف مثل المواطنيف األصمييف حينما يعيشوا فترة طويمة مف أف " كارنيزف حق البقاء ال يتأثر بطولة المدة التي يمكثيا المياجر، إ" يقوؿ: ميمرنجد ،(379)الزمف"عمي إظيار ارتباطات ممموسة بالمجتمع وىذا يكسبو حق البقاء يتأثر بمقدرة المياجر ولكف

وكذلؾ ىناؾ اختبلؼ أخبلقي بيف الفبلسفة في حق المياجريف غير . (380)بشكل دائـ"يجب مطالبة أرباب العمل بالتحقق " أنوميمر، فبينما يقوؿ البحث عف عملالشرعييف في

مف تصاريح العمل الخاصة بالموظفيف والعامل الذؼ ليس لديو رخصو عمل يحـر مف يقوؿ: "يجب أف ال يحـر المياجريف غير الشرعييف مف الحق في كارنيز، نجد (381)عممو"

.(382)البحث عف عمل ويجب رفض احتجازه إلي أجل غير مسمي" Seasonal Workersن حقوق العمال الموسمي -4

يدرة، ويضع مسؤوليات أخبلقية عمي الدوؿ يدافع كارنيز عف حقوؽ العماؿ المؤقتيف الم الديمقراطية الميبرالية التي تقوـ بسمب حقوؽ ىؤالء العماؿ المؤقتيف، ويرؼ أف ىذا غير

الموسميف في فنجده يقوؿ: "تعترؼ العديد مف الدوؿ الديمقراطية بالعامميف مقبوؿ أخبلقيا،يقتضي منيـ العمل فقط في تمؾ المينة والرحيل في نياية الموسـ الحصاد الزراعي ولكف

الزراعي لذلؾ ال يستطيعوف الوصوؿ إلي اإلقامة الدائمة ويفتقدوا الكثير مف الحقوؽ مثل وأنا أعارض أف تتمتع الدوؿ الديمقراطية بسمطة تقديرية أخبلقية مطمقة ،جمع شمل األسرة

.(383)غير مقيدة في تقييد حقوؽ العماؿ"يوضح كارنيز أنو يجب عمي الدوؿ أف تبتعد عف نظرية المصمحة أوالمنفعة وتقترب مف

ليس مسموحا لمدولة الديمقراطية أف حقوؽ العماؿ المؤقتيف, فيقوؿ: " نظرية العدؿ وأف تدعـفالدوؿ الديمقراطية ،الموسميف تتخمي عف مسؤولياتيا األخبلقية تجاه ىؤالء العماؿ الضيوؼ

)379) Ibid. )380) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of Immigration, p, 133. )381) Miller, D (2016): Strangers in Our Midst, p,125. )382) Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of Immigration, p, 132. )383) Carens, Joseph.H (2008): Live- in- Domestic, Seasonal Workers, and

other, hard to locate on the Map of Democracy political science, pp, 428-429.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

مغي لدييا مسؤولية أخبلقية نحوىـ طواؿ ىذه الفترة المؤقتة، وليس مسموح ليا أخبلقيا أف ت تمؾ الحقوؽ ألف ىذا ال يتوافق مع العدالة الديمقراطية الميبرالية، كما أف إلغاء حقوقيـ

.(384)"السياسة اال أخبلقيةف تتبني ىذه يتناقض مع العدالة، وليس مف الحكمة ألؼ دولة أ Rights of Temporary Workersحقوق العمال المؤقتون -5: يشير كارنيز إلي أنو قد تقبل الدوؿ الديمقراطية األشخاص المياجريف الحق في البقاء-1

ة إقامتيـ لكي ال يمر عمييـ وقتا طويبل فبل يحق ليـ المطالبة لمعمل عندىا، ثـ تحد مف مد ولكف إذا ما قامت تمؾ الدولة بتجديد التأشيرة ليؤالء العماؿ المؤقتوف فيجب أف بالبقاء،

، وفي ذلؾ يقوؿ كارنيز: "إذ إقامة دائمة، والحصوؿ عمي حق أخبلقي في البقاءيكوف ليـ ما قبمت دولة ديمقراطية شخصا ما بتأشيرة عمل مؤقتة، فقد تطمب الدولة منو بشكل معقوؿ

ذا ما قامت الدولة بتجديد التأشيرة المؤقتة بشكل ي صبلحية تأشيرتو، المغادرة عندما تنتي وا ال يجب أف و ألن التأشيرة المؤقتة إلي تأشيرة دائمة بتحويل ممزمة حتما الدولة ، فإفمتكرر

.(385)تطمب الدولة منيـ المغادرة في غضوف فترة محددة": يوضح كارنيز أف ىناؾ حجج تطبيق مبدأ المعاممة بالمثل وحقوؽ اإلنساف األساسية-2

أخبلقية لمنح العماؿ المؤقتيف معظـ الحقوؽ القانونية التي يمتمكيا المواطنوف والمقيموف، ويجب عمي الدوؿ الديمقراطية االلتزاـ بحقوؽ اإلنساف العامة ومبدأ المعاممة بالمثل، حتي

.(386)الزوار والسائحيف يجب أف يتمتعوا بحقوؽ اإلنساف ""يواجو ىؤالء العماؿ قائبل: مأساة العمال الموسمينة أخرػ، يشير كارنيز إلي ومف جي

الموسمييف ظروؼ عمل أسوأ بكثير وتحت وطأة الحاجة يرضخوف ويقبموف، ويخدموف كرىيف ومف أجل رواتب أقل وتحت وطأة ظروؼ أسوأ األشخاص في الدوؿ الغنية وىـ م

.(387)ودوف أدني حماية فعالة عمي اإلطبلؽ"

)384) Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of immigration, temporary workers, ch6, pp, 115-116.

)385) Carens, Joseph.H (2011): immigration and Citizenship, p, 119. And see carens, Joseph. H (2008): Live in Domestic, pp, 429-430. )386) Ibid,p,120. )387) Carens, Joseph. H (2013): in Defense of Birth right citizenship

migration in political theory, p, 34

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

التي الحقوؽ بنفس المؤقتيف المياجريف يتمتع أف يجب أنو عمي كارنيز وعمي ىذا، يشدد السابقة الحقوؽ ىذه ويوضح العمل شروط وبنفس الدائميف والمقيميف المواطنيف بيا يتمتع :اآلتي النحو عمي حدؼ، عميمنح المياجريف : يشير كارنيز إلي أنو "ينبغي أف ي الحقوؽ االقتصادية واالجتماعية-3

المؤقتيف نفس مجموعة الحقوؽ االقتصادية واالجتماعية التي يتمتع بيا المواطنوف والمقيموف , (388)"بعدما شاركوا فييا الدائموف، ألنو ليس مف المقبوؿ أخبلقيا استبعادىـ مف تمؾ الحقوؽ

والسبلمة )مف قوانيف الصحة حقوؽ العمل ،ومف أىـ تمؾ الحقوؽ االقتصادية واالجتماعيةالبرامج , حقوؽ جازات مدفوعة األجر(والحد األدنى مف األجور وأجر العمل اإلضافي واال

)برامج لبرامج االقتصاديةا، حقوؽ )تعويضات البطالة وخطط التقاعد اإللزامي( االجتماعية الرعاية الصحية والتعميـ والترفيو(.

والحد والسبلمة الصحة قوانيف عف تعبر التي ىي: فيقوؿ العمل حقوق كارنيز ويعرؼ الصحية الرعاية وبرامج األجر مدفوعة والعطبلت اإلضافي العمل وأجور األجور مف األدنى التأميف برامج مف المؤقتيف العماؿ استبعاد يجب وال ،الصحي التأميف وبرامج والتعميـ خطة في لغمبا دفع منيـ يطمب ألنو العمل مف الدولة تحرميـ أف يجب وال الصحييجب بالمثل, لذلؾ المعاممة تصبح أف ويجب المنافع عمي يحصموا أف يجب لذلؾ، التأميف

أف يتمتع المياجريف المؤقتيف بالحد األدنى مف معايير ظروؼ العمل المقبولة داخل مجتمع ديمقراطي معيف، ويجب عمي الدولة أف تنظـ ظروؼ العمل لممياجريف المؤقتيف بنفس

.(389)ي تنظـ بيا ظروؼ العمل لممواطنيف والمقيميف الدائميف"الطريقة التكما أف ،ونقاش فمسفي طويل عمي حقوؽ العماؿ المؤقتيفأخبلقي وىناؾ اختبلؼ

يجوز ألصحاب العمل ( أنو "2016) ميمر ديفيدىناؾ عدـ اتفاؽ أخبلقي عمييا، فمثبل يرؼ طالما أنيـ مماثبل واطنيف مقابل عمبل مف الموظفيف المأقل أف يدفعوا لمعماؿ المؤقتيف

كما يرؼ ميمر .(391). ويرفض كارنيز ذلؾ (390)يحصموف عمي الحد األدنى مف األجور"

)388) Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of immigration, in Defense of Birthright citizenship,

)389) Ibid,pp,199-120. )390) Miller,D (2016):Strangers in Our Midst, p,98.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

المياجريف والعماؿ المؤقتيف مف مخطط التأميف االجتماعي استبعاد مثبل إنو يجبع كارنيز كما يداف .(393)يطالب كارنيز بعدـ استبعادىـفي حيف . (392)والمعاشات التقاعدية

. بينما يرؼ ميمر أف ىذه القيود (394) ال يتقيدوا بعمل معيفعمي حق العماؿ المؤقتيف في أف .(395)مسموح بيا أخبلقيا ومقبولة أخبلقيا وليس فيو ظمـ لمعامل

تعويض عف باإلضافة إلي ذلؾ، يرؼ كارنيز أنو مف حق العماؿ المؤقتيف الحصوؿ عمي التعميـ اإللزامي ألطفاليـ ومف حقيـ ،خطط التقاعد اإللزاميالمرض واإلصابة والبطالة و

الترفيو، وال يوجد أؼ مبرر أخبلقي الستبعاد العماؿ المؤقتيف مف والرعاية الصحية وبرامجبرامج الترفيو في الممارسة العممية ألف مثل ىذه البرامج يتـ تمويميا مف جمع الضرائب

وقد يكوف ،لمجتمع األسوأ حاال والمحتاجيف والفقراءالعامة والتي ىدفيا مساعدة أعضاء امسموح أخبلقيا استبعاد الوافديف الجدد مف ىذه البرامج االجتماعية واالقتصادية ولكنو غير

.(396)مرغوب فيو أخبلقيا"منح يؤكد كارنيز عمي أنو ينبغي أف ي : في المجتمع حقوؽ العضوية الكاممةأما عف

قوؽ العضوية الكاممة، فيقوؿ: " تتركز حجتي األخبلقية عمي "األىمية العماؿ المؤقتيف حاألخبلقية لمرور الوقت"، فكمما طالت مدة اإلقامة، زادت المطالبة بالعضوية الكاممة في

ف بنفس الحقوؽ التي يتمتع بيا المواطنوف و المجتمع، لذلؾ يجب أف يتمتع المياجر نفسيا مع مرور الجنسيةوغالبا ما يحصموا عمي األصميوف ثـ يحصموا عمي المواطنة منيا

.(397)الوقت ما عدا الحق في التصويت وشغل المناصب العامة"

)391) Carens, Joseph (2013): the Ethics of immigration, p,121. )392)Miller, D(2016): Strangers in Our Midst, p, 99. )393)Carens, Joseph (2013):the Ethics of immigration,p, 124. )394)ibid, 123. )395) Miller, D (2016):Strangers in Our Midst,p,101. )396) Carens, Joseph. H (2001): immigration, and Citizenship p, 220. And see Carens, Joseph (2008): Live in Domestic, pp, 421-422. )397) Carens, Joseph. H (2008): Live in Domesstic,pp,440-441.and see

Carens, Joseph. H (2009) Fear vs Fairness: Migration, Citizenship and

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

، فقاؿ: "حينما قامت ألمانيا الغربية محنة العمال الضيوفعف مايكل الزيرولقد عبر بتوظيف عماؿ مف تركيا بمختمف الوظائف الشاقة نسبيا، كانوا يحصموف عمي أجر أقل

لذلؾ يعترض مايكل الزير عمي ىذه .(398)"يحصل عميو اليد العاممة المحمية بكثير مماظالمة ويطالب بأنو يجب أف يحصل ىؤالء العماؿ الضيوؼ عمي ياالممارسة ويرؼ أن

حقوقيـ وعمي المواطنة المتساوية ومعاممة الضيوؼ كأنداد ويجب منح ىؤالء العماؿ عمي دافع كارنيز عف , كذلؾ (399)يجب معاممتيـ معاممة متساوية"المدؼ الطويل حق المواطنة و

، لذلؾ يقوؿ:حقوؽ العضوية االجتماعيةحقوؽ العماؿ المؤقتيف في الحصوؿ عمي معظـ .(400)ومنع العماؿ مف االختيار تحت االكراه أوالجيل" حماية الكرامة اإلنسانيةيجب "

الميػػػاجريف راطيػػة الميبراليػػػة نحػػوالػػدوؿ الديمق أوضػػح كػػارنيز واجبػػػات ومػػف جيػػة أخػػػرػ، ستعده لمقياـ بما ينبغي عمييا في المقاـ يجب أف تصبح الدوؿ الديمقراطية م قائبل: " ،المؤقتيف

فقػػػط مػػػػع ىػػػػؤالء الميػػػػاجريف المػػػؤقتيف، ويجػػػػب أف تمبػػػػي الػػػػدوؿ مجػػػػرد التسػػػػامحاألوؿ ولػػػيس الػػدوؿ الديمقراطيػػة متطمبػػات العدالػػة حتػػي لوأضػػرت بمصػػالحيا، ويجػػب أف تصػػبح سياسػػات

مشروعة أخبلقيا عمي مستوؼ أعمق، فالمياجريف غير الشػرعييف يحػق ليػـ أخبلقيػا الحصػوؿ والكثيػر منيػا ال يحظػى بػاالحتراـ فػي الممارسػة العمميػػة، مجموعػة مػف الحقػوؽ القانونيػةعمػي

ا عرضػػػػيـ لمترحيػػػػل مػػػػف قبػػػػل السػػػػمطات، مػػػػألف أؼ محاولػػػػة لمميػػػػاجريف لممطالبػػػػة بحقػػػػوقيـ ت احتػػػراـ حقػػػوؽ الميػػػاجريف فػػػي ىومطمػػوب مػػػف الناحيػػػة األخبلقيػػػة مػػػف الػػػدوؿ الديمقراطيػػػة ىػػػو

أف تصبح واقعا سياسيا، وأف ترغػب تمػؾ الػدوؿ فػي خدمػة ب يـ وتفعيل حقوق الممارسة العمميةلػػػذلؾ يجػػػب أف تتصػػػرؼ الػػػدوؿ بطريقػػػة تتوافػػػق مػػػع مبػػػادغ ،العدالػػػة ولػػػيس خدمػػػة مصػػػالحيا

.(401)ةالديمقراطي العدالة

Transformation of Political community, in kasper Lippert- Rasmussen, Nationalism and Multiculturalism in a World of immigration, pp, 161

)398)Walzer, Micheal (1983): spheres of Justice,p,59. )399)ibid, p, 60. )400)Carens, Joseph: in Defense of Birth right Citizenship, p, 54. )401)Ibid.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

إنو ليس مف المقبوؿ أخبلقيا قبػوؿ ىػؤالء العمػاؿ الموسػميف ثػـ حصػوليـ ويضيف كارنيز " ، ويجػب عمػي كػل الػدوؿ الديمقراطيػة ةعمي إقامة طويمة ومع ذلؾ يحرمػوا مػف حقػوؽ المواطنػ

.(402)أف تعترؼ بحقوؽ ىؤالء العماؿ الموسميف"يؤالء المياجريف المؤقتيف، فيقوؿ:" ل حقوؽ الحماية مف االستغبلؿوكذلؾ عرض كارنيز

يتعرض الكثير مف العماؿ الموسمييف ألنواع كثيرة مف االستغبلؿ ألنيـ يجيموف حقوقيـ، يضطر العماؿ الموسميف في الدوؿ , لذلؾ ومع ذلؾ يقبموف ىذا االستغبلؿ ألنيـ مضطروف

ألف ،السوؽ طره تحت وطأة الظروؼ االقتصادية وبسعر أقل مف الغنية قبوؿ وظائف خ مارسة تمؾ الحقوؽ، ىؤالء العماؿ ليسوا عمي عمـ كاؼ بحقوقيـ وال يمنحوا فرصا فعالو لم

ومع ذلؾ فيـ عمي استعداد تاـ لقبوؿ مثل ىذه الشروط وىذا النوع مف العمل بأجر أقل مف .(403)الراتب بسبب الضرورة االقتصادية"

اآلتي: عمي النحو العمال الموسميناستغالل إشكالية ومف جية أخرؼ، يوضح كارنيز العماؿ الموسميف يعد دائما إشكالية مف الناحية األخبلقية في الدوؿ غبلؿ"إف است

الديمقراطية، ولكف ىذا االستغبلؿ لمعامل الموسمي يجعمو يعمل بأجر أقل مثبل في الرعاية ر معقولة، وكذلؾ الصحية أوفي المنتجات الزراعية وىذا يجعل المنتجات الزراعية بأسعا

الحاؿ مع مقدمي الرعاية الصحية تصبح بأسعار معقولة، ولكف ال يجب أف تصبح المنتجات الزراعية أوالرعاية الصحية بأسعار معقولة مف خبلؿ استغبلؿ المياجريف العماؿ الموسميف ألف فعل االستغبلؿ غير أخبلقي، ولكف يكفي أنيـ يتمتعوا بنفس الحقوؽ

يكشف ىذا النص عند كارنيز عف قبولو استغبلؿ المياجريف طالما إنيـ .(404)لممواطنيف"يتمتعوا بحقوؽ المواطنة، ولكف أليست حقوؽ المواطنة نفسيا تمنع اسنغبلؿ المياجريف وعدـ

!, ولكف يبدوأنو كاف واطنيف وتقر بالمعاممة المتساويةالتمييز في الحقوؽ بيف المياجريف والمالمصمحة والفائدة التي سنحصل عمييا مف العماؿ المؤقتيف, وىي نفعيا حينما تحدث عف

العمالة الرخيصة.

)402) Carens, Joseph. H (2008): Live- in- Domestics, Seasonal works, pp, 431-432.

)403) Carens, Joseph. H (2013): the Ethics of Immigration, Ch7, p, 128 . )404)Ibid, p,129.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

، حيف قالت: مآساة استغالل العمال المؤقتينبقمميا (2004) سيال بن حبيبورسمت تـ منحيـ الج نسية بعد ,يوجد سبعو وثبلثوف ألف مياجر في القوات المسمحة األمريكية"

ولكف مف أجل أومف أجل قضية، مرتزقة، يحاربوف ال لنصرة حقوفاتيـ في حرب العراؽ كماؿ، واقترح البعض منح المياجريف الذيف ينضموف لمقوات المسمحة األمريكية حق حاجتيـ لم

الجنسية عمي الفور، وىذه ليست المرة األولي التي يخدـ فييا المياجريف في الجيش النضماـ إلي الجيش األمريكي مكانا إليواء األمريكي، ومع إلغاء التجنيد العالمي، أصبح ا

أعدادا كبيرة مف المياجريف ذوؼ الدخل المنخفض الذيف يريدوف أف يمقوا بأنفسيـ في النار .(405)حرفيا مف أجل أف يكفوا أسرىـ وأطفاليـ"

اعتقد أف ىذا النص الذؼ قدمتو سيبل بف حبيب يجسد معاناة المياجريف غير الشرعييف ظروفيـ االقتصادية أسوأ استغبلؿ مف قبل الدوؿ األوربية الديمقراطية. واستغبلؿ

وطالب بأف ال يستبعد ىؤالء لممياجريف، حقوؽ الحماية التأمينيةكما أشار كارنيز إلي أنيـ يدفعوف مف رواتبيـ لتغذية ىذه المياجروف المؤقتوف منيا بل يجب دمجيـ فييا لسببيف،

"برامج الحماية التأمينية ىي برامج :عاممة بالمثل، فمثبل يقوؿ كارنيزالبرامج، ومف أجل الملتوفير التعويض عف الحوادث وعف البطالة وعف التقاعد اإلجبارؼ، وتموؿ ىذه البرامج مف الضرائب التي يتـ جمعيا مف ىؤالء العماؿ المؤقتيف، فكيف يستبعدوف منيا، لذلؾ فإف مف

فكيف ال ،ؿ المؤقتيف ألنيـ يدفعوف في خطط التأميف ىذهالظمـ استبعاد ىؤالء العمايحصموف عمي الفوائد وىذا ينتيؾ المبدأ األخبلقي "المعاممة بالمثل"، وىذه الممارسات غير

.(406)عادلة، وال توجد أسباب أخبلقية لمثل ىذه الممارسات الظالمة"وحق المعاش التقاعدؼ حق ، والتي تتمثل فيكارنيز حقوؽ الحماية التأمينية وضحوي

, فيقوؿ: " يجب السماح لممياجريف المؤقتيف بالحصوؿ عمي معاش التعويض عف البطالةتقاعدؼ، طالما أنيـ يتحمموف تكاليف ىذه البرامج، كذلؾ يجب السماح لممياجريف المؤقتيف

)405)Benhabib,Seyla (2004): the Rights of others, Aliens, Residents, and citizens, ch6, cosmopolitan federalism.

)406) Carens, Joseph.H: in Defense of Birth right citizenship migration in political theory, p,12.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

الدخل بالتعويض عف البطالة مثل المواطنيف والمقيميف الدائميف طالما دفعوا في برامج دعـ .(407)عند البطالة"

نو غالبا ما ينطوؼ العمل أل ،حقوؽ التعويض عف مخاطر العمل وأيضا يشير كارنيز إلي عمي مخاطر إصابة أومرض وغالبا ما يمحق الضرر بالعماؿ بسبب اإلىماؿ مف جانب ي صاحب العمل أوالعامل أوكمييما, وفي ذلؾ يقوؿ كارنيز: " غالبا ما ينطوؼ العمل عم

مخاطر إصابة أومرض أوحوادث، لذلؾ يجب تعويض ىؤالء العماؿ بدال مف التقاضي، وقد يكوف مف الخطأ في األساس السماح ليؤالء العماؿ المؤقتيف أف يعمموا تحت ظروؼ العمل

باإلضافة إلي .(408)" ادوف المستوؼ فيما يتعمق بالصحة والسبلمة حتي لوتـ تعويضيـ مالي الحصوؿ عمي الحماية مف الشرطة و مثل ,حقوؽ اجتماعية أخرؼ مي ذلؾ، يؤكد كارنيز ع

طالما الرعاية الطبية والتمتع بنظاـ التعميـ المجاني وااللزامي واستخداـ المرافق الترفييية مبدأ المعاممة بالمثل. تفعيل ساىموا فييا مف أجل

،ياجرين المؤقتينإشكالية العمالة غير الميرة من الم ومف جية أخرؼ، يوضح كارنيز مشكمة أخبلقية تكمف لذؼ العماؿ المؤقتيف غير الميرة أوذوؼ الميارات فيقوؿ:"ىناؾ

ممارسة شائعة في سوؽ العمل تتمثل في تقييد العماؿ المؤقتيف المنخفضة, كما أف ىناؾ في مينة أوقطاع معيف، ويفمت مف ىذه الممارسة أصحاب الميارات العالية مثل مبرمجي

بيوتر والميندسيف واألطباء واألكاديمييف، فيؤالء ال توجد لدييـ مشكمة، المشكمة تكمف الكم، كما أف تقييدىـ داخل سوؽ العمل المحميلدؼ العماؿ المؤقتيف غير الميرة حيث يتـ

المواطنيف والمقيميف الدائميف غير راغبيف في القياـ بالعمل المتدني واألجور المتدنية، وىذا ويفسر كارنيز ىذا السموؾ التعسفي حياؿ ىؤالء .(409)غير مبرر أخبلقيا" سموؾ تعسفي

فإف المواطنيف ،أنو في الدوؿ الغنية ذات الرفاىية العالية"المياجريف المؤقتيف، فيقوؿ: والمقيميف الدائميف لف يرغبوا ببساطة بتولي وظائف خطيرة ودونية كما أف معدؿ األجور

الحد األدنى مف األجور مف أجل مواجية النقص المستمر في منخفض، لذلؾ يوصي بزيادة

)407)Carens, Joseph(2008): The Rights of Immigrants, p, 181. )408)Carens, Joseaph (1988): immigration and Welfare State,p,39 )409) carens, Joseaph (20014): When Immigrants Lose their Human Rights,

p, 411.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

ولكف مف دواعي األسف األخبلقي أف يستغل أرباب العمل ىؤالء ،العمالة غير الماىرةالعماؿ المؤقتيف غير المينييف بسعر منخفض، وىذا فيو استغبلؿ وعدـ إنصاؼ ألنو يجبر

ويعرض كارنيز أمثمة .(410)سعر السوؽ" ىؤالء العماؿ المؤقتيف عمي العمل بأجر أقل مفقدمي م –مربيات األطفاؿ –الوظائف الدونية لمعماؿ المؤقتيف غير الميرة )الخادمة المنزلية

الرعاية الصحية لممسنيف والمرضي(, وىؤالء قد يتعرضوا لبلعتداء الجنسي ألف ىؤالء .(411)وتضيع حقوقيـ ىباء العماؿ يعيشوف في منزؿ أصحاب العمل

يجب أف ننصف العدالة وال نضحي بيا مف أجل مصالحنا ويؤكد كارنيز عمي إننا ، فيقوؿ: "اعتقد إنو ال يجب التضحية بشيء مف العدالة مف أجل تحسيف رفاىيتنا ورفاىيتنا

معاممة بكيفية يتعمق مشترؾ أخبلقي قمق ، إذف ىناؾوذلؾ حيف نظمـ ىؤالء العماؿ المؤقتيف أجل مف بالبقاء ليـ والسماح بإنصاؼ معاممتيـ يجب، بالفعل ىنا وديفالموج األشخاص

.(412)"الفقر مشكمة عمي القضاءيوضح ىذا النص عند كارنيز إنو دافع عف حق اليجرة بسبب القضاء عمي مشكمة

الفقر، لذلؾ فسنناقش ىذا الحل الذؼ قدمو لعبلج مشكمة الفقر. شكمة الفقر العالميالحل الذي قدمو كارنيز لمعالجة م

التحويبلت المالية بالخيار األوؿ يتعمق قدـ كارنيز خياراف لمعالجة مشكمة الفقر العالمي، رسميا العامميف إلي الوطف األـ وتنقل إلي أىميـ في الدوؿ الفقيرة، وىذا يقمل مف الفقر التي ي

والبديل أوالتعويض ىوىذه العالمي، ولكف قد تسمب حقوؽ ىؤالء العماؿ المؤقتوف أوتضيع، يشجع لذلؾ (413)التحويبلت المالية التي ترسل إلي الوطف األـ، وىذا فيو اخفاء لمظمـ"

أفضل الخيار الثاني؟، يرؼ كارنيز أف " كارينز الخيار الثاني ويرفض الخيار األوؿ، فما ىوكي يأتوا إلينا مساعدة ىؤالء الفقراء ل طريقة لمعالجة مشكمة الفقر العالمي والبطالة ىو

)410) Carens, Joseph. H (2013) The Ethics of immigration, pp, 121-122. )411)Ibid,p,123. )412) Carens, Joseph.H (2008): Live- in- Domestics, p, 430. (5) Carens, Joseph. H (2014): When Immigration Lose their Human Rights, p,

412. )413) Carens, Joseph.H (2016): in defense of Birth Right Citizenship, the

Ethics of immigration, p, 80.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

مف تشجيع األغنياء عمي توظيف المزيد مف الخدـ المنزلييجب " فيقوؿ: كخدم منزلي،أعدادا كبيرة مف العماؿ المنزليف مف العماؿ المؤقتيف الذيف استيرادويجب الشعوب الفقيرة،

جب ولكف ي يعمموف في الميف الوضيعة مف الدوؿ الفقيرة لمعالجة مشكمة الفقر العالمي؟!، .(414) !عادلة" معاممة ىؤالء الخدـ المنزلي معاممة

ات اليجرة " صدـ مشاعرنا ياعتقد أف ىذا النص عند كارنيز الموجود في كتابة " أخبلق دفاعو المثالي عف حقوؽ اعتقد أنو نسف كل ما قاـ بو مف األخبلقية، وكل توقعاتنا

عف أخبلقيات اليجرة العادلة، الحديث المياجريف عمي كافة األصعدة، بعد أف تناسي وسقط منو المصمحة الشخصية، طريق توافق مع يالعدالة ال طريق والعدالة في اليجرة، ألف

يستقدـ األغنياءوليس مف متطمبات العدالة أف مبدأ المعاممة بالمثل الذؼ طالما دافع عنو، ذا ىوما يجب أف ىل ىكخدـ منزلي وعمالو رخيصة، ىـاألشخاص الفقراء لكي يعمموا عند

تقدمو الدوؿ الغنية ليؤالء الفقراء؟، أف نزيد مف معاناتيـ واآلميـ وال نأخذىا عمي محمل الجد، ىل ىذا ىوواجبات الدوؿ األكثر ثراء تجاه الدوؿ األكثر فقرا أف تستعبدىـ مف جديد

يف مطالب أ, ؟مشروع أخبلقيا في استعمار مف نوع جديد؟، ىل فعل االستغبلؿ واالستبعادالمذىب المثالي الذؼ تغني بو كثيرا وحصد مف خبلؿ التغني بو العديد مف الجوائز الدولية، أيف فكرة االحساف المحايد؟، وأيف حجاب الجيل الذؼ صرح ىوأكثر مف مره إنو يتبني حجاب الجيل مف أجل عدـ التمييز، الواقع إنو أخل بشروط حجاب الجيل عند جوف راولز,

اإلنساف لديو وقيمة المحافظة عمي الكرامة اإلنسانية، أيف حديثو عف العدالة أيف حقوؽ ومتطمباتيا األخبلقية مف اعبلء لحقوؽ المياجريف عمي المصمحة الشخصية؟.

لذلؾ اعتقد إنو فشل في منح الفقر مكانة مركزية في أخبلقيات اليجرة، وكاف األجدر بو اء عمي الفقر بالتنمية المستدامة لتمؾ الشعوب الفقيرة أخبلقيا أف يقدـ حموؿ فعالو لمقض

ومساعدتيا في محنتيا بدال مف استغبلؿ ابنائيا كخدـ ومرتزقة في الجيش، ولـ يفطف إلي مبدأ التضحية كعبلج لمفقر وتقديـ المساعدات لتمؾ البمداف الفقيرة لممساعدة في إنقاذىـ مف

ألغنياء، لذلؾ فأنا أرفض الحل الذؼ قدمو كارنيز في براثف الفقر بدال مف جمبيـ كعبيد عند اعبلج الفقر, وادافع عف مبدأ التضحية ألنو مقنع لمغاية مف الناحية األخبلقية، كما إنو يمبي

ال يدافع عف حقوؽ لذلؾ أعتقد إنو أوأف نفعمو، المذىب المثالي وما يجب أف يكوف متطمبات

)414)Carens, Joseph.H (2013): the Ethics of Immigration, p, 153.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

ية التي تقـو عمي مص دماء الفقراء واستغبلليـ المياجريف، ولكنو يدافع عف دولة الرفاىأكثر وأكثر، ومف ثـ سحقا لتمؾ الرفاىية التي تقـو عمي أكتاؼ المياجريف الفقراء المطحونيف وتسمح ليـ بمعاناة إضافية عمي معاناتيـ األصمية مف أجل حصوؿ تمؾ الدوؿ

الغنية عمي مزيد مف الخدـ والعبيد لتقاـ دولة الرفاىية .مرة أخرؼ: "ىؤالء األغنياء لدييـ واجبات أخبلقية والغريب في األمر، أف كارنيز يقوؿ

نحوالفقراء، والدوؿ الديمقراطية ليست حرة مف الناحية األخبلقية في التخمي عف واجباتيا أؼ واجب أخبلقي ومف ثـ، . (415)األخبلقية نحوالعماؿ المؤقتيف ومعاممتيـ عمي نحوعادؿ"

رينز مف األغنياء نحوالفقراء وىـ بالفعل يتمقوف أجر ما يقوموف بو مف عمل يتحدث عنو كاىؤالء األغنياء ىـ الذيف يستغموف الفقراء حينما ،شاؽ بأجر زىيد لكي تشيد دولة الرفاىية

يحتاج السوؽ المحمي ليؤالء الفقراء لمعمل كعبيد في الوظائف الشاقة التي ال يريدىا السكاف دونية، ىل ىذا الواجب األخبلقي يتجسد في المعاممة العادلة فقط وظائف األصمييف ألنيا

ليـ كما ذكر كارنيز؟!،أعتقد أف الحل الذؼ قدمو كارنيز يذكرنا بأفبلطوف في المدينة الفاضمة حيف أوصي فقط بمعاممة العبيد معاممة حسنة!، أيف حديثو عف المساواة األخبلقية

المتساوية لكل البشر, ومبدأ المعاممة بالمثل؟, ومف جية لكل البشر، والقيمة األخبلقية أخرػ، اعتقد أف ىناؾ حموؿ أخرؼ غير ىذا الحل النفعي البغيض، مثل تقديـ المساعدة

أوبرمانلذلؾ أتفق مع والعوف لتمؾ الدوؿ الفقيرة، والتشجيع عمي التنمية المستدامة لدييـ،Oberman ي البقاء في أوطانيـ، وأنو يجب حصوليـ حيف قاؿ " أف لمفقراء حق إنساني ف

.(416)"ة إلي خارج ببلدىـ وجمبيـ كعبيد!عمي مساعدات غذائية دوف الحاجة إلي اليجر الهطلث الراةع

حقىق الههاجريندفعيل الذحدياخ الذي دىاجه

، مف المعضبلت والعراقيل التي تواجو تنفيذ حقوؽ المياجريف عمميا كبيرة ىناؾ مجموعة مشكمة التعصب والتمييز ، مثلأف تمؾ التحديات تتعارض مع أخبلقيات اليجرة النظريةكما

العنصرؼ ضد المياجريف بصفة عامو والمياجريف المسمميف بصفة خاصو الذؼ يعد أكبر

(415) Carens, Joseaph (2016):In Defense of Birth Right Citizenship, the Ethics

of Immigration, p, 150.

)416) Oberman, Kieran (2011):Immigration, Global Poverty and the Right to

Stay, political studies, 59(2): pp, 264-265.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

عائق أماـ االندماج، فيناؾ مشاعر كبيرة معادية لممياجريف المسمميف, مشكمة استبعاد دمج المياجريف في الدولة حاكمتيـ محاكمة عادلة، مشكمة المياجريف وترحيميـ وعدـ م

مع االعتراؼ بيوياتيـ الثقافية المختمفة، ومشكمة كمواطنيف متساوييف في الحقوؽ المستقبمة ساءة المعاممة وخطاب الكراىية ضد المياجريف وال الحماية الدولية مف االستغبلؿ الجنسي وا

خطاب عنصرؼ لكراىية األجانب بفضل الخطاب سيما المسمميف، حيث تستخدـ الحكوماتواالبتزاز والتعذيب واالعتقاؿ التعسفي مشكمة العنف , السياسي والمبالغة في وسائل االعبلـ

تجريـ المياجريف واعتبارىـ مشكمة وفقدانيـ كرامتيـ اإلنسانية، لممياجريف واالحتجاز المطوؿ ة عمي اليجرة وا غبلؽ القنوات القانونية وكذلؾ مشكمة القيود الصارمة المفروض مجرميف

لدخوؿ المياجريف وتكثيف الطرد والترحيل مما يضطر المياجريف إلي المجوء إلي القنوات مشكمة االضطياد الديني لؤلقميات المسممة ، باإلضافة إلي غير المشروعة والميربيف

التمييز ضد المياجريفالتحيز و و في الرأؼ العاـ، المسمميف الكراىية الشديدة لممياجريفو استغبلؿ انعداـ الجنسية، و في الدوؿ الديمقراطية الميبرالية، باإلضافة إلي مشكمة المسمميف

واستغبلؿ العماؿ الضيوؼ وضياع حقوقيـ االقتصادية والقانونية العماؿ غير الميرة ظروفيـ واألخبلقية، ومشكمة استغبلؿ المياجريف المؤقتيف والعماؿ الموسمييف واستغبلؿ

االقتصادية الصعبة باإلضافة إلي أنيـ يجيموف حقوقيـ.ىناؾ موقفاف عمي طرفي النقيض في المناقشات الفمسفية في ىذا الصدد, ،عمي ىذا,و

ممارسة مثل الفريق األوؿ، يعترؼ بوجود ىذه التحديات واالنتياكات لحقوؽ المياجريف في ال ، أما الفريق الثاني مف الفبلسفة، ىـ بوسنيك ليندا ،جرانت ستيفاني، بوبوك وراينر كارنيز

الذيف رفضوا االعتراؼ حتي بمثل ىذه الحقوؽ لممياجريف بحجة إنيـ غرباء وال توجد حقوؽ ولذلؾ البد مف جعل األولوية لممواطنيف فقط بدال مف والسكاف األصمييف إال لممواطنيف -اآلتي: وذلؾ عمي النحو مر,مايكل الزير وىنرى سدجويك وديفيد مي الغرباء, مثلمف الفبلسفة الذيف اعترفوا بمثل تمؾ االنتياكات في حقوؽ بوبوك راينر: يعد الفريق األول

يعبر تفعيل حقوؽ المياجريف، المياجريف، لذلؾ يقوؿ:" ىناؾ تحديات كبيرة تقف أماـيتمتعوف التحدؼ األوؿ عف كيفية دمج المياجريف كمواطنيف متساوييف في الحقوؽ و

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

:" أف ىناؾ مشكمة مستمرة في ستيفاني جرانتوكذلؾ يذكر (417)بالحقوؽ األساسية "انتياكات حقوؽ المياجريف الثقافية واالقتصادية واالجتماعية، ورفض حقيـ في الرعاية الصحية والتعميـ والسكف البلئق، وتكمف المشكمة في اإلىماؿ المتعمد لعدـ تنفيذ حقوقيـ

لذلؾ فإف ىؤالء المياجروف تواجييـ مشكمة ،ـ االعتراؼ بيا مف األساساإلنسانية لعدالحماية الدولية لحقوقيـ األساسية دوف تمييز, وباألخص العماؿ غير الميرة وىـ يشكموف

ا النتياكات حقوقيـ السيما حينما يعمموف في القطاع غالبية المياجريف، وىؤالء أكثر تعرض ىـ يجيموف حقوقيـ األساسية, ويقع عمي عاتق الشرطة ونظاـ غير الرسمي كخدـ منزلييف و

العدالة الجنائية واجب حماية المياجريف مف االعتداء والسرقة بدوف أؼ تمييز ورفض المعاممة الميينة ليـ وتعذيبيـ بطريقو ال آدمية واستخداـ عقوبة الجمد المبرح لممياجريف

رباب لمعاممة واالستغبلؿ الجنسي لمنساء مف قبل أوعدـ المساواة في المعاممة، واإلساءة في ا .(418)"العمل، فيقوؿ:" إنو في أوقات التوتر السياسي يصبح الدولية الحمايةمعني جرانتويوضح

المياجريف أوؿ مف يشتبو فييـ أوكب ش فداء، ولقد شجعت الحكومة عمي العنصرية وكراىية ، وتزيد 1882ف االستبعاد الصيني المشيف عاـ األجانب مف المياجريف والبلجئيف مثل قانو

مشكمة االستغبلؿ مع مرور الوقت، وباألخص مشكمة االستغبلؿ الجنسي لمنساء ومشكمة إساءة المعاممة ومشكمة االنتياكات التي تحدث بدوف تسجيل ويفمت حينيا أصحابيا مف

.(419)العقاب وتضيع العدالة "مشكمة فقداف الكرامة اؾ مشكمة جوىرية وىي وكذلؾ يرػ ستيفانى جرانت أف:" ىن

حيث يتحمل المياجريف اإلساءة كاستراتيجية لمبقاء عمي قيد الحياة، اإلنسانية لممياجريف، حيث يتـ وضع سياسات اليجرة خارج إطار وىذا ىووضع العديد مف المياجريف اليـو

أف يتمتعوا بالحماية مميوف مياجر حوؿ العالـ، يجب 185حقوؽ اإلنساف، ويوجد أكثر مف

(417)Baubock, Rainer (2017): Temporary Migrants, partial Citizenship and Hyper migration, p, 76.

(418)Grant, Stefanie (2005): Migrants Human Rights: from the Margins to the Mainstream، MPI, Ch 3

(419)Ibid, Ch 3.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

بموجب المبادغ العامة لمقانوف الدولي لحقوؽ اإلنساف، حتى لودخل المياجر بشكل غير .(420)شرعي، فيناؾ واجب عمي الدولة لمحماية مف التعذيب أوالمعاممة الميينة "

، إساءة المعاممة لممياجريف:" أف مف أىـ انتياكات حقوؽ اإلنساف، بوسنيك لينداوترػ عاممة المياجريف عمي إنيـ مجرميف أومذنبيف بسبب وضع اليجرة غير الشرعية مع وم

األنشطة اإلجرامية الدولية مثل االتجار بالمخدرات وغسيل األمواؿ واإلرىاب, باإلضافة إلي جرائـ العنف واالبتزاز في حقيـ وانتياؾ كرامتيـ اإلنسانية، وعدـ وجود آليات فعالو لشكاوؼ

لتالي اإلفبلت مف العقاب نسبيا، وقد يعاني المياجريف مف التعذيب المياجريف وباأوالممارسات الخطرة أواالعتقاؿ أواالحتجاز المطوؿ والتعسفي، وىناؾ حاالت كثيرة بائسة مف وفيات المياجريف عمي أيدؼ رجاؿ األمف، وكذلؾ مشكمة الترحيل القسرؼ إلي أماكف

مشكمة تجريـ مة أخرػ خطيرة تواجو المياجريف وىي خالية مف البشر، كما أف ىناؾ مشكواعتبارىـ يعمموف بشكل منتظـ مع األنشطة اإلجرامية الدولية مثل اإلرىاب المياجريف

.(421)وغسيل األمواؿ واالتجار بالمخدرات " أىـ التحديات والعقبات التي تواجو حقوؽ بوسنيك لينداتذكر ومف جية أخرؼ،

فتقوؿ:" عمي الرغـ مف أف ريف الفقراء،لممياج مة التمييز واالستبعادمشكالمياجريف ىي الفقراء ىـ أكثر احتياجا لميجرة كاستراتيجية لمبقاء عمي قيد الحياة ومع ذلؾ فإنيـ يعرضوف

اة التنوع الثقافي وا غبلؽ القنوات القانونية لمدخوؿ و مف ثـ لجوئيـ لبلستبعاد والتيميش، ومعاد تكث يف الطرد والترحيل، وىذا مف دواعي التيريب اليف يستغمونيـ أكثر، و إلي عصابات

.(422)األسف األخبلقي " : وىـ الذيف رفضوا حقوؽ المياجريف وجعموا األولوية لممواطنيف األصمييف، الفريق الثاني

واليوية الوطنية وحق الدولة في االستبعاد بدوف مبررات مف العصبية ودافعوا عف القوميةل حرية تكويف المجتمعات ورفضوا احتراـ االختبلفات الثقافية ورفضوا حقوؽ المياجريف أج

(420)Grant, Stefanies (2005): Migrants, Human Rights,ch3. (421)Bosniak, Linda.S (1991): Human Rights, State Sovereignty and the

protection of undocumented Migrants under the International Migrant Workers Convention, The International Migration Review, Martinus Nijhoff publishers, Vol25, Issue 4, pp, 741-742.

(422)Ibid, p,757.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

" يجب أف يكوف لدينا التزامات :Macedoفمثبل يقوؿ المسمميف عمي وجو الخصوص،أخبلقية تجاه مواطنينا وليس فقراء العالـ، لذلؾ يجب أف نعطى أولوية ووزف خاص لمصالح

(423)"لفقراء ألنيـ غرباء.عف جعل األولوية لممياجريف ا ف األمريكييفم امواطنينا األقل ثراء ريف المسمميف المحتمميف عف االقصاء المشروع لممياج Beltran بيمترانوكذلؾ دافع

يجب التأكيد عمي حق االستبعاد ألنو مف أىـ الحقوؽ الشرعية لمدولة، فالعدالة قائبل: " لحماية مف اإلرىاب والحفاظ عمي األمف, وىناؾتتطمب مزيدا مف االقصاء مف أجل ا

.(424)"مبررات ليذه السيطرة عمي اليجرةبا مف أجل و بوقف ىجرة المسمميف إلي أور Caldwell كالدويل كريستوفروأيضا يطالب

ال يدينوف بالوالء لممجتمعات المسمميف ىذه األسباب الواىية، فيقوؿ:" ىؤالء المياجريفمة ليـ، باإلضافة إلي إنيـ يتعاطفوف مع أعداء الغرب ويحرضوف ضد األوربية المستقب

مستقبمة ليـ، الحضارة العممانية لمغرب كما إنيـ يحاولوف فرض إرادتيـ عمي المجتمعات ال .(425)"حتي حق الحرية الدينية؟ وال يجب أف نستخدـ معيـ التسامح أونعترؼ ليـ بأؼ حقوؽ

الكراىية الشديدة المعادية لئلسبلـ بصفة عامة واضح مف ىذا النص عند كالدويل ولممياجريف المسمميف بصفة خاصو والتي تنبع مف التعصب ضد اليجرة اإلسبلمية ومف الحظر اإلسبلمي الذؼ فرضو ىذا الترامب والذؼ يقضي باستبعاد المياجريف المسمميف

ا ثقافتو العنصرية غير وتجريميـ واعتبارىـ إرىابييف, ويعكس ىذا النص عند كالدويل أيض المبررة أخبلقيا والتي تكمف في عدـ تقبل االختبلفات الثقافية والدينية لآلخر ألف كميـ

الذؼ يقطع أوصاؿ مف يختمف معو في الرأؼ أوالعقيدة. ومف جية أخرػ، يعبر بروكرستالمشحوف موقف كالدويل عف الرأؼ العاـ األمريكي المحمل باآلراء السمبية ضد المسمميف و

ضدىـ، ويمعب ىذا الرأؼ العاـ دورا كبيرا في عممية صنع القرارات مف قبل صانعي

(423) Macedo, S.(2007): The Moral Dilemma of U.S.Immigration Policy: Open Borders Versus Social Justice,p,65.

(424)Beltran, Enrique.c (2019): Legimate Exclusion of Would be Immigrants: A View from global Ethics and the Ethics of International Relations, Social Sciences, Vol8, Issue 8, pp, 17-18

(425) Caldwel l, Christopher (2009): Immigration, Islam and the West, center for international studies, MIT Cambridge,p,3.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

السياسات، وعمي ىذا, فأف ىذا الغرب الذؼ تغني دوما بقيـ الديمقراطية والميبرالية واحتراـ حقوؽ اإلنساف واحتراـ التعددية الثقافية، تبدومبادئو وقيمو مزيفة وغير حقيقية، أوكأنو

ستثني المسمميف مف حقوؽ اإلنساف، فسمح ليـ بمثل ىذا االضطياد الديني كما حدث مع ا..... والغريب في األمر كما يقوؿ ديالنمسممي اإليجور وبورما ومسممي اليند اليـو

:" أنيـ يعتقدوف أنيـ يعيشوف في عالـ أخبلقي حيث توجد مبادغ أخبلقية تعمل، وأف ماثيوز .(426)يبرره أخبلقيا وأف ىذه السياسات الوقحة ليا ما يبررىا أخبلقيا " كل ما يفعمونو لو ما

لخادهح ونذائج التحثا

الشخصية األكثر أىمية وتقديرا في أخبلقيات اليجرة، لقيامو قبل *يعد جوزيف كارنيز ىو أؼ شخص آخر بوضع األبعاد المعيارية لميجرة العادلة بالمطالبة بحقوؽ المياجريف الثقافيةوالقانونية والسياسية واألخبلقية، كما أف النقاش الفمسفي حوؿ شرعية ضوابط اليجرة لـ يكف

" فضل أخبلقي كبير في مناقشة ىذه لذلؾ كاف لكتابو "أخبلقيات اليجرة مف قبل، موجوداالقضية الحرجة مف وجية نظر أخبلقية، ومف جية أخرػ، لـ يفحص أؼ فيمسوؼ آخر

اتيا كما فعل كارنيز وطالب بأف تتبع الدوؿ الديمقراطية الميبرالية معضبلت اليجرة وتحديسياسة أخبلقية عادلو في اليجرة، سياسة ترفض اليجرة االنتقائية، لذلؾ لـ يطالب كارنيز ببناء جدار عازؿ كما فعل ترامب ونتنياىوبل طالب ببناء جدار حماية لممياجريف يحمي

العضوية والجنسية والمواطنة ليـ وألبنائيـ مثميـ مثل حقوقيـ اإلنسانية ويعطييـ الحق في المواطنيف األصمييف بفعل الزمف وطوؿ المدة التي يمكثيا المياجر في الدولة المضيفة لو.

*اعتمد كارنيز عمي قيـ أخبلقية في الدفاع عف حقوؽ المياجريف مثل قيـ الميبرالية األخبلقية لجميع البشر، ومبدأ المعاممة بالمثل، قيـ والديمقراطية والتعددية الثقافية، والمساواة

التسامح والعفو، وكاف ييدؼ إلي دمج المياجريف في المجتمع مف أجل خمق مجتمع أفضل ومف أجل العيش معا، لذلؾ رفض استبعاد المياجريف وترحيميـ وطالب بالعفوعف المياجريف

ية األخبلقية لمرور الوقت عمييـ.غير الشرعييف ودافع عف حقيـ في البقاء بفعل األىم

(426) Matthews, Dylan (2013): what Gives us a rigt to depor people?, p, 198.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

*دافع كارنيز عف حق اليجرة وحق المياجريف الضعفاء والفقراء في اليجرة مف أجل تحسيف وضعيـ وفي نفس الوقت رفض اليجرة االنتقائية أوىجرة األدمغة ألنيا تضر بالدوؿ

المرسمة وتزيد مف تخمفيا وفقرىا، لذلؾ فيي ىجرة غير مشروعة.النظرة التقميدية لميجرة التي ترؼ أف لمدوؿ حق مطمق في قبوؿ المياجريف *رفض كارنيز

واستبعادىـ، ورأؼ أف حق المياجريف في لـ شمل األسرة وعدـ الترحيل والبقاء أقوؼ مف حق الدولة في ممارسة سمطتيا التقديرية عمي المياجريف

تفق مع المواطنة متعددة *تتعارض أخبلقيات اليجرة عند كارنيز مع القومية المتطرفة وتالثقافات لذلؾ يجب إصبلح القومية لتصبح أكثر شموال وتتسع وتستوعب االختبلفات

.كاميمكا ويلالثقافية، عمي حد تعبير *بالرغـ مف أف حقوؽ المياجريف حقوؽ عالمية وتتفق مع حقوؽ اإلنساف إال إنيا حقوؽ

الديمقراطية وكثيرا ما يموت المياجريف عمي غير آمنة، وكثير ما يتـ انتياكيا مف قبل الدوؿ أيدؼ رجاؿ األمف ببل حساب أوعقاب، وكثيرا ما تتبني الدوؿ الديمقراطية الميبرالية سياسات غير أخبلقية مثل سياسات الترحيل واالستبعاد والتمييز العنصرؼ والديني باإلضافة إلي

برالية بعرض الحائط بقوانيف حقوؽ انتياكات حقوؽ اإلنساف، وكثيرا ما تضرب الدوؿ المياإلنساف. *لذلؾ توضح سياسات اليجرة الحالية أف تمؾ الدوؿ الديمقراطية فشمت في االرتقاء إلي المستوػ األخبلقي المطموب لمدوؿ الميبرالية بسبب الممارسات غير الميبرالية التي تنتيؾ

وؿ الديمقراطية فشمت في الوفاء االلتزامات األخبلقية لمدوؿ الميبرالية، كما أف تمؾ الد)كيجرة األطباء المياجريف مثل تفضيل اليجرة االنتقائية بواجباتيا األخبلقية نحو

ا لميجرة، واستبعاد ورفض ىجرة الفقراء والضعفاء األكثر احتياج والميندسيف والميرة(, المياجريف المسمميف وىؤالء ىـ المياجريف غير المرغوب فييـ.

عف حقوؽ المياجريف المسمميف ورفض استبعادىـ وأوضح أف ىناؾ سوء ز ارني*دافع كاعتبارىـ مجرميف أوارىابييف، ورأؼ فيـ لئلسبلـ، ورفض التحيز ضد المسمميف واإلسبلـ أو

ودافع عف احتراـ معتقداتيـ واختبلفاتيـ ا وليس لو أسباب حقيقية،أف ىذا غير مبرر أخبلقي لمرأة المسممة في ارتداء ما تشاء مف زؼ إسبلمي، وىذا الثقافية كما دافع عف حقوؽ ا

يحسب لو, ولكف مف جية أخرػ، لسوء الحع، نجد طريقة كارنيز في معالجة مشكمة الفقر نفعية لمغاية وفييا استغبلؿ لممياجريف غير الميرة عمي حساب التضحية بالعدالة، ولـ

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ق كارنيز في كيف يمكف أف تكوف !, وكذلؾ لـ يحقتطيع أف يبرر ىذا الموقف النفعييساليجرة غير المشروعة جزأ ال يتجزأ مف القطاع الرأسمالي، فالدوؿ تتورط في اليجرة غير المشروعة ألنيا تحتاج إلي قوة عاممة رخيصة ويمكف االعتماد عمييا، فكيف تصبح ىجرة

ليف في ىذه ، كذلؾ لـ ييتـ بيجرة النساء وما يحدث!غير مشروعة بعمـ الدوؿ والحكومات الرحمة الشاقة مف استغبلؿ جسدؼ.

كال و أخالقيات اليجرة بين جرة بصورة جذرية فربطي* حاول كارنيز إصالح أخالقيات ال -من:، التي تعبر عف ضرورة إصبلح شامل لميجرة مف قبل واضعي أخالق اصالح اليجرة -

لممواطنيف بعد مرور وقت السياسات بدمج المياجريف وأف يكتسبوا نفس الحقوؽ القانونية وتفعيل المواطنة الديمقراطية.طويل ، التي ترتبط بمعايير قبوؿ المياجريف وقيود اليجرة، لذلؾ أخالق قبول المياجرين -ليـ عمي المعايير العنصرية في قبوؿ المياجريف واالختيار العرقي تمؾ األخبلؽ ترفض

.يةأساس العرؽ والجنس والديف أوالطبقة االجتماع، وىي التي تتعارض مع أخبلقيات قبوؿ المياجريف، وترػ أف أخالقيات قيود اليجرة -

ىناؾ حق مطمق لمدوؿ في السيطرة عمي اليجرة وأف الدوؿ تتمتع بسمطة تقديرية مطمقة في تقييد حقوؽ المياجريف ووضع الشروط التي تناسبيا عمي المياجريف مف أجل حق تقرير

، ظ عمي اليوية الوطنية وثقافة المجتمع والحفاظ عمي األمف واألمافالمصير الوطني والحفا لذلؾ فإف السمطة التقديرية لمدولة ليست مطمقة في تقييد حقوؽ المياجريف ولكنيا مشروطة.

تؤكد عمي أنو يجب أف يصبح قوانيف اليجرة أخبلقية، وذلؾ ، أخالقيات قوانين اليجرة -الوصوؿ إلي اليجرة أووصوؿ المياجريف إلي مختمف رفض القوانيف التي تقيد مف خبلؿ

تح الجنسية، موتمؾ األخبلؽ ترفض قوانيف اليجرة العنصرية في ،مزايا الرعاية االجتماعيةوترفض قوانيف ادماج المياجريف البروكرستية ألنيا غير معقولة وغير عادلة وال يجب أف

لي احتراـ ثق افات المياجريف وىوياتيـ المختمفة، تتحوؿ إلي سرير بروكرست، ألنيا تدعوا وتيتـ تمؾ األخبلؽ بطوؿ اإلقامة وليس الوضع القانوني لممياجر ألنو يدوب بفعل الزمف

نتياؾ القانوف مف قبل المياجريف غير ا وطوؿ اإلقامة، كما تؤكد تمؾ األخبلؽ عمي أف

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

لؾ يجب تعديل في المجتمع، لذالشرعييف ليس بنفس األىمية األخبلقية لواقع عضويتيـ . قوانيف الجنسية والمواطنة لممياجريف

العدالة في اليجرة، ومشكمة العدالة ال تنفصل التمى ترتبط ب، العدالة العالمية أخالق - .عف األخبلؽ والسياسة

، فيناؾ مسؤولية أخبلقية في قبوؿ المياجريف وعدـ استبعادىـ، أخالق المسؤولية -وؽ المياجريف في العضوية والمواطنة والجنسية بفعل حجة والدولة مسؤولة عف حماية حق

الزمف.، التي ترفض الوطنية الضيقة أوالقومية الشرسة التي ترفض أخالق المواطنة العالمية -

.لممجتمع فقطالخير اإلنساني وتتبني ضيق األفق والمصمحة الضيقة ية والتي تشجع عمي دمج التي ىي نيج ما بعد القوم أخالق المواطنة متعددة الثقافات -

, لذلؾ يجب احتراـ التنوع الثقافي لؤلقميات واالعتراؼ المياجريف واالعتراؼ بثقافات الغير بفائدة االختبلفات الثقافية لكي ال تتجمد الثقافة.

وىوياتيـ لممياجريف الثقافية التعددية احتراـ عمي تقـو التي، الثقافية التعددية أخالق - مفة.الثقافية المخت

، والتي تعني أف المياجريف يكتسبوا وضع قانوني بمرور أخالق العضوية االجتماعية -وقت طويل عمييـ ألنيـ أصبحوا أعضاء في المجتمع، لذلؾ فأف تمؾ األخبلؽ تدافع عف عضوية جميع أفراد المجتمع، وترػ أف حقوؽ العضوية في المجتمع ال تحتاج إلي إذف

الميـ تكويف عبلقات وروابط في المجتمع المستقبل. أوتأشيرة قانونيةقانوني التي تتبني العولمة وتبحث عف العدالة العالمية وعما ىوأفضل األخالق الكوزموبوليتية -

لممجتمع العالمي, ووالء تمؾ األخبلؽ لمبشرية كميا وليس لمجتمع معيف.ياجريف في حقوؽ ، التي ترفض التمييز بيف المواطنيف والمأخالقيات عدم التمييز -

الجنسية والمواطنة، واعتبار المياجريف مثل المواطنيف بعد مرور وقت طويل عمييـ.، والتي ترفض استبعاد المياجريف مف العضوية والجنسية االستبعاد أخالقيات عدم -

واالندماج في المجتمع، وترػ أف استبعاد المياجريف غير مبرر أخبلقيا ويعبر عف الفشل في الوفاء بالقيـ الميبرالية الديمقراطية.األخبلقي

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

، والتي تعبر عف حقوؽ المياجريف في قوانيف الصحة والسبلمة والحد أخالقيات العمل -األدنى مف األجور وأجر العمل اإلضافي واالجازات مدفوعة األجر وبرامج التأميف الصحي

لي ح ق المياجريف في البحث عف والرعاية الصحية مف منطمق مبدأ المعاممة بالمثل، وتدعوا عمل مجزؼ، ورفض عمميـ في ظروؼ سيئة ورواتب أقل وأجور متدنية وتطالب بحقوؽ

التعويض عف مخاطر العمل مف إصابة أومرض أوا ىماؿ مف جانب صاحب العمل.، ىناؾ عبلقة قوية بيف معدالت اليجرة المرتفعة وقياـ دولة أخالقيات الرفاىية -

، لذلؾ دافع كارنيز عف حق نمواالقتصادؼ في الدولة المستقبمة لممياجريفالرفاىية وزيادة ال .اليجرة مف أجل قياـ دولة الرفاىية

ذا ما كانت اليجرة مشكمة، فكيف يمكن حميا أوايجاد الحمول ليا؟ )العممية والنظرية( وا *يمكف القضاء عمي مشكمة اليجرة بالقضاء عمي أسبابيا مف ظمـ وفقر واضطياد

، فحينما تختفي أسباب اليجرة ستختفي اليجرة ألنو حينما يصبح العالـ عادؿ, وقمع بوحرو سيكوف االختبلفات بيف المجتمعات صغيرة، لذلؾ اذا ما أردنا أف تختفي اليجرة فعمينا أف نعيش في عالـ عادؿ ومنصف يحتـر فيو جميع البشر ويصبح ليـ قيمة أخبلقية متساوية

ت التعايش السممي، لذلؾ فإنو في عالـ مثالي وعادؿ لف تكوف ىناؾ مف أجل تفعيل ممارساحاجة لضوابط اليجرة ولف تصبح اليجرة مشكمة، لذلؾ يجب النزوع نحوعالـ أكثر إنسانية

.جون رولزوتأميف الحقوؽ األساسية لمجميع واستيفاء مبدأ المعاممة بالمثل، عمي حد قوؿ ي تمؾ اليوتوبيا عمي األرض ويندر وجود مجتمع ونظرا ألنو ال نستطيع أف نعيش ف

الشعوب العادلة، الشعوب الكريمة التي تكـر حقوؽ اإلنساف فبل تختفي اليجرة وستظل عمينا ايجاد الحموؿ النظرية والعممية ليا.فموجودة لذلؾ

الحمول النظرية لمشكمة اليجرةدؿ التوزيعي مف أجل تخفيف *يجب أف نجعل األولوية لؤلسوأ حظا ولمفقراء وتحقيق الع

الظمـ بتصحيح التفاوتات االقتصادية، لذلؾ فإف الحل األخبلقي لمشكمة اليجرة يكمف في وقيمة األولوية ال تتصارع مع قيمة المساواة، فمف العدؿ جعل األولوية األولوية لمفقراء،جعل

، ويجب أف حرمانا وفقرا األولوية لمف أكثرولكنو في فالعدؿ ليس في المساواةلمفقراء، لذلؾ ندرؾ أف لدينا التزامات أخبلقية تجاه كل البشر وليس فقط نحومواطنينا، لذلؾ يجب أف

نصحح معتقداتنا عف السعادة ونقدـ األولوية لمنفعة األشخاص األقل حظا واألسوأ حاال.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

جون وعمي ىذا فإف الحل األخبلقي لمشكمة اليجرة ال يكمف في حجاب الجيل عند توماسولكنو يكمف في التغيير األخبلقي لنا وأف نصبح إيثارييف أكثر كما ذىب رولزوفي مساعدة الدوؿ الغنية لمدوؿ الفقيرة، وتخفيف حدة الفقر في ،سكانمون وتوماس ناجيل

في كارنيز، ورفض وجية نظر جيمس ىيمفيدالدوؿ الفقيرة النامية لمعالـ الثالث بمساف األولوية لممواطنيف.في جعل جوبك كريستين وجية نظر معالجة الفقر وكذلؾ

*يجب اصبلح ممارسات اليجرة في االطار األخبلقي الذؼ توفره القيـ الديمقراطية بل قالميبرالية، فاذا ما كاف لمدوؿ حق في السيطرة عمى اليجرة فاف ىذا الحق ليس مطم

ميبرالية مقيدة أخبلقيا في ممارسة ىوحق مشروط بعدـ التمييز ببل مبرر, لذلؾ فإف الدوؿ ال ىذا الحق.

*ىناؾ فجوة خطيرة في الوقت الحالي بيف الممارسات القانونية واالجتماعية لميجرة وبيف ما يجب أف يكوف لممياجريف مف حقوؽ وبيف ما ىوكائف ومتجسد في الواقع وفي

.كول فيميبالممارسة الفعمية العممية، عمي حسب تعبير جب عمينا سد تمؾ الفجوة بيف النظرؼ والعممي، بيف المثالي والواقعي، بيف لذلؾ ي

القوؿ والفعل، بيف الخطاب والممارسة ، بيف مايجب أف نفعمة وبيف ما يمكننا القياـ بو لكي وذلؾ عف طريق ال يصبح خطاب أخبلقيات اليجرة خطاب وىمي تنفيو الممارسات القائمة

ألخبلقية الميبرالية والممارسة العممية، واظيار كيف يمكف لمثل ذوباف الحواجز بيف القيـ اتمؾ المناقشات النظرية والمعيارية أف تكوف مرتبطة بالممارسة العممية، وأف ال يكوف ىناؾ انفصاؿ بيف النظرؼ والعممي، وأف نطبق تمؾ المبادغ النظرية ونحوليا إلي ممارسات فعمية،

رسة وأف تنعكس المبادغ األخبلقية عمي الحاالت الفعمية وفي وأف نجد حموال مقبولة في المماالممارسة، "ووضع سيناريوىات أخبلقية ممموسة وقابمة لمتطبيق لمقضاء عمي مشكمة

، في اليجرة قابمة لمتطبيقأخبلقية المياجريف وحقوقيـ الميدرة مف أجل التوصل إلي نظرية Adrian Favellعمي حد قوؿ

، لذلؾ يجب عمي الشعوب الديمقراطية األكثر يات قارب النجاةيجب تفعيل أخبلق*غني مساعدة الشعوب األكثر فقرا والمغموبة عمي أمرىا والتي تعيش تحت وطأة الفقر, لذلؾ يجب عمي الدوؿ الغنية أف تتحمل أعباء أخبلقية لتحسيف ظروؼ فقراء العالـ، عمي حد قوؿ

في قانوف الشعوب. رولز جون

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

ل مبدأ قرابة النسب، فمبدأ قرابة النسب يفرض عمي الدوؿ الغنية أف تفي *يجب تفعي بواجباتيا نحوالشعوب الفقيرة.

يجب حل إشكالية القانوف الجنائي، بالدمج بيف سيادة القانوف ونيج حقوؽ اإلنساف, *زالة التعارض بينيما, وأف يصبح القانوف أخبلقي أكثر, ويجب التعامل مع انتياكات قوان يف وا

اليجرة مف قبل المياجريف باعتبارىا مسألة إدراية وليس جريمة جنائية، ويجب العمل عمي إيجاد توازف أخبلقي يجمع بيف إنفاذ قوانيف اليجرة وحقوؽ المياجريف، فيناؾ تطبيق وحشي لتمؾ القوانيف عمي المياجريف، فالقانوف ال يطبق إال عمي المياجريف فقط ، أما الدوؿ التي

إنيا تنتيؾ حقوؽ المياجريف ال يقع عمييا أدني مسؤولية أخبلقية أوجنائية، لذلؾ يجب يثبت أف نسعي إلي حكومة عالمية تستطيع أف تحاسب الدوؿ عمي انتياكات حقوؽ اإلنساف كما

إلي حكومة مركزية ىدفيا حماية جون ستيورات ملوكذلؾ دعي كانط ايمانويلزعـ .(427)لؤلضرار السياسية وضد التعرض لطغياف األغمبية األقميات السياسية مف التعرض

*يجب تفعيل شروط الضيافة العالمية والنظر إلي العالـ نظرة كوزموبوليتية عالمية، الفقراء واعتبار جميع األفراد ىـ مواطني األرض، فيناؾ التزامات أخبلقية لمدوؿ الغنية نحو

مصمحتيا فقط وأف تحتـر ل مف أجل العمالدوؿ تمؾ المياجريف، لذلؾ ال يجب عمي مف متطمبات العدالة، وعمي ىذا يجب إبطاؿ النظرة القومية الضيقة والنظر إلي العالـ نظرة كوزموبوليتية عالمية, "فجميع األفراد ىـ مف مواطني األرض، واألرض ممؾ لمجميع،"عمي

. والرواقيين كانطحد تعبير اإلنساف وتحسيف الوصوؿ إلي العدالة، * يجب تفعيل حقوؽ المياجريف بتعزيز حقوؽ

"ويجب زيادة وعي الحكومات والسياسييف ووسائل اإلعبلـ والجميور بحقوؽ اإلنساف" عمي ، فحقوؽ اإلنساف التي يجب أف يتمتع بيا المياجروف ىي نفس بوسنيك لينداحد تعبير

لذلؾ يجب رفض التمييز الحقوؽ التي يتمتع بيا المواطنوف في الدوؿ الديمقراطية الميبرالية،بيف المياجريف والمواطنيف في الحقوؽ طالما كاف ىؤالء المياجريف مستقريف ومكثوا مدة طويمة، ولكف حقائق التاريخ تكشف لنا أف تمؾ الدوؿ الديمقراطية ذاتيا ىي التي يتـ فييا

غي أف تصبح انتياكات حقوؽ اإلنساف ألنيا تتنكر لتمؾ الحقوؽ التي تدعييا. وعمي ىذا ينب

(427) Feinberg, J. (1984):The Moral Limits of Criminal Law, New York,

Oxford University Press.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

حقوؽ اإلنساف معايير ممزمة وشفافة، ويجب عمي صانعي السياسات اتخاذ الخيارات عمي أساس القيـ الميبرالية والديمقراطية، ويجب ضماف حقوؽ اإلنساف حتي " إذا ما تـ ترحيل

بيترالمياجريف، يجب أف يتـ ذلؾ دوف أؼ انتياؾ لحقوؽ اإلنساف " عمي حسب تعبير .جين

اجماع فمسفي عمي أف ىناؾ واجبات أخبلقية عمي الدوؿ الديمقراطية ىناؾ * نحوالمياجريف واألقميات، لذلؾ يجب عمي المجتمعات الميبرالية أف تحمي حقوؽ اإلنساف لجميع الموجوديف في أراضييا، مواطنيف أومياجريف، موثقيف أوغير موثقيف، فالشعوب

.بالك مايكلؽ اإلنساف، عمي حد تعبير الميبرالية ىي التي يحتـر فييا كافة حقو *يجب زيادة الوعي بأف سياسات التعددية الثقافية ال تؤدؼ إلي تآكل دولة الرفاىية، لذلؾ يجب تغيير مفيـو الثقافة المجتمعية ليشمل التنوع الثقافي، فالعدالة تتبني التعددية

ألف الشعور اآلمف باالنتماء الثقافية، لذلؾ يجب أف يتمتع المياجريف بعضوية ثقافية آمنة يجب أف ندعـ الحماية الخارجية لثقافة ومف ثـ ، الثقافي لو أىمية كبيرة في حياة األفراد "

. كاميمكا ويلاألقميات " عمي حد تعبير المنيج المثالي المعتدؿ ونبعد عف المنيج في أخبلقيات اليجرة *يجب أف نستخدـ

سوؼ عف مصالحنا الشخصية ويتجاىل مصالح اآلخريف. الذؼ ال يبحث ىالنفعي البراجمات* يجب أف نفعل األخبلؽ الكوزموبوليتية في اليجرة لكي ال ندافع عف المصالح القومية الضيقة ولكي نستطيع أف ندافع عف حقوؽ األقميات، ويجب أف نرفض القومية المتطرفة

وىي سبب عدـ التسامح مع العنصرية، ويرجع سبب كره المياجريف إلي القومية المتطرفة المياجريف.

* يجب أف نرفض النظرة النفعية في اليجرة التي تقاـ عمي أساس المكسب والخسارة, األعباء والفوائد, ألنيا سياسة متوحشة تغتاؿ مصائر الشعوب الفقيرة.

*يمكف أف يصبح ىناؾ والء وطني في عالـ مف القوميات المتغيرة بإدماج المياجريف واستيعاب المياجريف. الغربية المجتمعية ةقافثالفي

الحمول العممية لمشكمة اليجرة*يجب إنشاء جدار حماية بيف المكمفيف بحماية حقوؽ اإلنساف والمسؤولوف عف تنفيذ

تطبيق حقوؽ المياجريف عمميا في يعمل عمي نظام دولي صارم مف خبلؿ قوانيف اليجرة

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

لتمكيف ضحايا الجرائـ مف المياجريف آليات فعالة ودومف شأنو يعمل عمي وج الممارسة،مف التبميغ والشيادة ضد المواطنيف الجناة دوف الخشية مف ترحيميـ، ولكف مف دواعي األسف األخبلقي أنو قد يكوف الجناة أنفسيـ ىـ مف الشرطة وقوات األمف، فكثيرا ما شاىدنا

الخوؼ مف أؼ عقاب، أيف القانوف مياجروف يعذبوف ويموتوف عمي أيدؼ قوات األمف دوف ، فكما بو بنود تحفع حق الدولة في لدوليا يجب تغيير ىذا القانون , لذلؾ الجنائي ىنا؟

السيطرة عمي أراضييا، يجب بالمثل أف توجد قوانيف حازمة ضد انتياكات حقوؽ اإلنساف حقوؽ اإلنساف.لممياجريف، تنتصر لحقيـ مف تمؾ الدوؿ المدعية لمديمقراطية والحرية ول

في جميع أنحاء العالـ بالتركيز عمي المياجرين المسممين العام تجاه ي*يجب تغيير الرأتنعدـ جرائـ و النماذج المشرفة مف المياجريف المسمميف لكي يذوب ذلؾ التحيز البغيض

في تغيير تمؾ دور االعالم والصحافةوالتركيز عمي المسمميف المياجريف الكراىية ضد ة البغيضة عف اإلسبلـ والمسمميف، أيف دور الدعاة واألئمة المسمميف؟ الصور وأف يكوف ليا كممة مسموعة تفعيل دور أخصائي اليجرة ومنظمة اليجرة الدولية *

ورقابة دولية عمي ما يحدث لممياجريف مف انتياكات لحقوقيـ، وأف تعمل تمؾ المنظمات ية التي تتبناىا الدوؿ الديمقراطية في قبوؿ تقييـ أخبلقي لمسياسات غير األخبلق عمي

المياجريف أواستبعادىـ, وأف يكوف ىناؾ تقييـ أخبلقي لمضوابط والقيود القانونية عمي اليجرة مف قبل أخصائي اليجرة ومنظمة اليجرة العالمية.

*يجب بناء المؤسسات الدولية التي تيتـ بفقراء العالـ ليعيشوا حياة كريمة إلي الحد ويجب تفعيل ىذه المؤسسات الدولية وجعميا مثل بنؾ الفقر وبنؾ الغذاء العالمي، دنى، األ

الذيف يعانوف مف الفقر المدقع الدوؿ والشعوب أكثر فاعمية في المستقبل لتحتضف , مف أجل أف نقمل الفجوة بيف الفقير والغني، بيف مف يممؾ ومف ال يممؾ، ويموتوف جوعا

اليجرة مف الدوؿ الفقيرة إلي الدوؿ الغنية. والتي تؤدػ إلي ظاىرة* إذا ما اعتبرت الدول الغربية اليجرة مشكمة بالنسبة ليا وليست مكسب اقتصادي ليا، فيجب عمييا أن تكف عن نيب ثروات العالم الثالث من أيام الحقب االستعمارية،

.ي اليجرة الدائريةوىذا يؤدي إلي اليجرة االقتصادية فيرجعوا إلييا تارة أخرى وتمك ى

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

كائهح الهصادر والهراجع

أوال: مؤلفات جوزيف كارنيز: 1) Is Quebec Nationalism Just?, Perspectives from Anglophone,

MCGILL Queen's University, Canada Press, 1995.

2)Culture, Citizenship and Community: A contextual Exploration of

Justice as Evenhandedness, Edition 2, 1999.

Justice, an Evenhandedness, Oxford University Press, 2000.

4) Immigration, Democracy and Citizenship in The Twenty –First

Century, Palgrave Macmillan, New York, 2008. 5) Immigration and The Right to Stay, Who Gets the Right to Stay ?,

Kindle Edition, MIT press, 2010.

6) The Ethics of Immigration, Oxford Political Theory, Oxford

University Press, 2013.

-مقاالت جوزيف كارنيز:ثانيا:

1) Rights and Duties in an Egalitarian Society, Journal Political

Theory, Vol14, Issue 1, 1986.

2) Aliens and Citizens, The Case Fore Open Borders, The Review of

Politics,Vol49, No 2, Cambridge University Press, 1987. 3) Who Belong ?, Theoretical and Legal Question about Acquired

Citizenship, The University of Toronto, Law Journal, 1987. 4) In Who Belongs?, Theoretical and Legal Questions about

Birthright Citizenship in the United States, Journal Toronto, 1987.

5) Immigration and The Welfare State, Princeton University Press,

1988.

6) Difference and Domination , Reflections On the Relation

Between Pluralism and Equality, Vol32, 1990.

7) Democracy and Respect for Difference, Fiji Case, The Journal of

Moral Philosophy, 1991.

8) Refugees and the Limits of Obligation, Political Theory, European,

Journal of Protection, Vol6, Issue 1, 1992.

9) Migration and Morality, A Liberal Egalitarian Perspectives, Ethical

Issue in The Transnational Migration of people and Money, University

of Pennsylvania, 1992.

10) The Rights of Immigration, university of Toronto Press, 1994.

11) Realistic and Idealistic Approaches to The Ethics of

Immigration, International Migration Review, Center For Migration

Studies of New York, 1996.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

12) Immigration, Politic and Ethics, Appropriation and Idealism,

International Migration Review,Vol30, Issue 1, 1996.

13) Muslim Minorities in Liberal Democracies, Misunderstanding

Policy , Public Policy and Social Welfare, Vol21, Issue 6, 1996.

14) Liberalism and Culture, Journal Constellations, Vol4, Issue 1,

Blackwell Publishers, 1997.

15) Why Naturalization Should be Easy?, A Response to Noah

Pickus, Social Justice, Vol23, No 3, 1998. 16) Islam, Immigration and Group Recognition, Journal Citizenship

Studies, Vol2, Issue 3, 1998.

17) Immigration and Citizenship in The Twenty –First Century, Will

Radman Publication, 1998.

18) Open Borders and Liberal Limits, A Response to Isbister, The

International Migration Review, Vol34, No2, 2000.

19) The Rights of Residents In Dual Nationality, Social Rights and

Federal Citizenship in U.S and UROPE, 2002.

20) Citizenship and Civil Society, What Rights for Residents ?, New

York,2002.

21) Who Should Get In?, The Ethics of Immigration Admissions,

Ethics and International Affairs, Vol17, Issue 95, Cambridge, 2003.

22) Who Should Enter?, Immigration acceptance Ethics, Ethics and

International Affairs, Vol17, Issue 1, 2003.

23) Using Multicultural Practice to Challenge, The Privileged

Position of States in Multicultural Theory, Journal Ethnicities, Vol4,

Issue 1,2004.

24) Integration of Immigrants, Journal of Moral Philosophy, Vol2,

Issue 1, Toronto, 2005. 25) The Rights of Irregular Migrants, Ethics and International Affairs,

Vol22, Issue 92, 2008. 26) Live In Domestics, Seasonal Workers and Others Hard To

Locate On The Map Of Democracy, Political Science, University of

Toronto, 2008. 27) The Case for Amnesty, Boston Review, Vol34, Issue 3, 2008. 28) Citizenship and Civil Society, What Rights for Residents, Journal

Dual Nationality, Social Rights and Federal Citizenship in U.S.A and

EUROPE, New York, 2008. 29) Immigration and Integration In Canada, Journal Immigration and

Globalization, New York, 2008. 30) Nationalism and the Exclusion of Immigrants, Lesson from

Australian Immigration Policy, 2009.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

228

31) Fears VS. Fairness Migration, Citizenship and Transformation

of Political Community, New York, 2009. 32) Who Gets The Right To Stay?, the Journal of Global Justice, 2009.

33) The Most Liberal Citizenship Test None at all, New York, 2010.

34) Immigration and Citizenship, Journal Ethics in A Global World,

University of Toronto, Canada, 2011.

35) Reflection on America Citizens and Immigration, Citizens and

Residents, Center of immigration, New York, 2012.

36) When Immigrants Lose their Human Rights, The New York,

2014.

37) An Over View of The Ethics of Immigration, On The Rights of

Exclusion, Ethics and Immigration Policy, Critical Review of

International Social and Political Philosophy, New York, 2014.

38) Expanding The Brain Drain Debate, Journal Law, Ethics and

Philosophy, Issue 4, Oxford, 2016.

39) In Defense of Birth Right Citizenship Migration in Political

Theory, The Ethics Of Movement and Membership, Oxford University

Press, Oxford, 2016.

40) The Ethics of Immigration, Revisited Response to Brock, Febre,

Risse and Song, Journal of Applied Philosophy, Vol33, Issue 4, 2016.

مراجع بالمغة اإلنجميزية: ثالثا: ال

1) Arendt, Hannah (1994): Politics Conscience, Evil, Philosophy and

Society, Kateb Princeton university.

2) Baubock, Rainer (1994): Transnational Citizenship: Membership

and Rights in International Migration, Edward Elgar Publisher.

3) Baubock, Rainer (2000): Cherishing Diversity and Promoting

Political Community, Cultural and Political Theory, Macmillan,

London 4) Bader, Veit (2005): The Ethics Of Immigration, University of

Amsterdam.

5) Benhabib, Seyla (2004): The Rights of Others, Aliens, Residents

and Citizens, Yale University Press. 6) Blake, Michael (2015): The Ethics of Immigration by Joseph

Carens, Oxford University Press, New York.

7) Bosniak, Linda (2006): The Citizen and The Alien, Dilemmas Of

Contemporary Membership, Princeton University Press.

8) Brock, G (2009): Global Justice, Oxford University Press, Oxford.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

9) Cole, Phillip (2000): Philosophies of Exclusion, Liberal Political

Theory and Immigration, Edinburgh University Press, Edinburgh.

10) Cutting, Gary (2014): When Immigration Lose Their Human

Rights, New York.

11) Donner, Wendy (1991): The Liberal Self: John Stuart Mills,

Moral and Political Philosophy, Cornell University Press.

12) Freudenberbg, Eitan (2008): Necessary and Sufficient Finding The

Ideal and Just World, Equality and Impartiality,USA.

13) Feinberg, J. (1984): The Moral Limits of Criminal Law, New

York, Oxford University Press.

14)Gillan Brock and Micheal Blake (2015): Debating Brain Drain,

Emigration, Oxford University Press, Oxford.

15) Grant, Stefanie (2005): Migrants Human Rights from The

Margins to The Mainstream, MPI.

16) Jaconson, David (1996): Rights Across Borers, Immigration and

The Decline of Citizenship, Political Science, The John Hopkins

University Press,London.

17) Joppke, Christain (2000): Immigration and The Nation-State, The

United States, Oxford University Press, Oxford.

18) Hooft, Stan Van (2013): Cosmopolitanism, Edition 2, Rout Ledge,

London.

19) Hooft, Stan Van (2014): Philosophy for Global Ethics,

Cosmopolitanism and Patriotism, London.

20) Holifield, James. F (1992): Immigrants, Markets and States, The

Political Economy of Post ware Europe, Harvard University Press.

21) Kymlicka, Will (1985): Liberalism, Community and Culture,

Oxford University Press, Oxford.

22) Kymlicka, Will (1995): Multicultural Citizenship, A Liberal of

Minority Rights, Clarendon Press, Oxford.

23) Kymlicka, Will (2000): Citizenship In Diverse Societies, Oxford

University Press, OUP.

24) Kymlicka, Will (2001): Contemporary Political Philosophy,

Oxford University Press, Oxford.

25) Kymlicka, Will (2001): Nationalism, Citizenship, Oxford

University Press, Oxford.

26) Miller, David (1995): On Nationality, Oxford Political Theory,

Oxford University Press, USA.

27) Miller, David (1999): Principles of Social Justice, Justice and

Global In quality, Harvard University Press, Harvard.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

28) Miller, David (2000): Citizenship, Nationality, Identity, Polity

Press, Cambridge.

29) Miller, David (2002): Equality and Justice, Nuffield College,

Oxford.

30) Miller, David (2005): Immigration, The Case for Limits,

Contemporary Debate in Applied Ethics, Wiley – Black Well.

31) Miller, David (2008): Nations and Citizenship, Nuffield College,

Oxford.

32) Miller, David (2016): Stranger In Our Midst, Harvard University

Press, Harvard.

33) Murphy, Hardy (2005): In Defense of Multinational Citizenship ,

University of Wales Press, Cardiff.

34) Nagel, Thomas (1991): Equality and Priority, Oxford University

Press Oxford.

35) Nagel, Thomas (1996): Critical Essays, Other Minds, Oxford

University Press, Oxford.

36) Nathanson, Stephen (1993): Patriotism, Morality and Peace,

Rowman ,London.

37) Nussbaum, Martha.C (2007): Frontiers of Justice, Disability

Nationality, Species Membership, Cambridge, London.

38) Panel Chair, Oliviero Angeli (2007): Kant On Citizenship and

Exclusion, University of Dresden, Germany.

39) Pickus, Noah (2007): True Faith and Allegiance Immigration and

American Civic Nationalism, Princeton University Press. 40) Pogge, Thomas (2008): World Poverty and Human Right,

Cambridge Polity, Cambridge.

41) Rawls, John (1971): A theory of Justice, United States.

42) Rawls, John (1976): Distributive Justice, Philosophy Politics and

Society, Oxford.

43) Rawls, John (1999): The Law of People With the Idea of Public

Reason, Cambridge.

44) Reinhardt, Karoline (2009): Kant's Cosmopolitan Right and Right

To Exclusion, University Tubingen.

45) Reinhardt, Karoline (2019): New Publication: Migration and

Cosmopolitan Right, On Immanuel Kant Philosophy University

TUBINGEN.

46) Scanlon, Thomas (1998): What We Owe To Each Other, Harvard

University Press, Harvard.

47) TiTo Boeri, Herbert Brucker (2012): Brain Drain and Brain

Gainy, The Global Oxford University Press.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

48) Tolstoy, Leo (1987): On Patriotism, Or Peace, New Society.

49) Walzer, Micheal (1983): Sphere of Justice, New York, Basic

Books.

50) Walzer, Micheal (1995): Pluralism, Justice and Equality, With

David Miller, Cambridge University Press.

51) Young, L.M (2000): Inclusion and Democracy, Oxford University

Press, Oxford.

ر ومراجع بالمغة العربية:رابعا: مصاد(: قانوف الشعوب، وعود إلي فكرة العقل العاـ، ترجمة دمحم خميل، المركز 2007جوف رولز ) (1

القومي لمترجمة، القاىرة.(: العدالة كإنصاؼ، إعادة صياغة،الطبعة األولي، ترجمة حيدر حاج 2009جوف رولز ) (2

لبناف. إسماعيل، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ( حمدؼ شعباف: اليجرة غير المشروعة )الضرورة والحاجة(، مركز األخبلؽ األمني، القاىرة.3

خامسا: مقاالت بالمغة اإلنجميزية: 1) Agalston, William (2010): Realism In Political Theory,

EUROPEAN Journal of Political Theory, Vol 9, Issue 4.

2) Baron, Marcio (1989): Patriotism and Liberal Morality Value and

Culture, In Mind.

3) Baubock, Rainer (2010): The Most Liberal Citizenship Test Is

None at all, Journal How Liberal are Citizenship Test, Critical Review

of Political Philosophy .

4) Baubock, Rainer (2011): Temporary Migrants Partial Citizenship

and Hyper migration ,Critical Review of International Social and

Political Philosophy, Vol 14, Issue 5.

5) Beitz, Charloss R. (2000): Rawls's Law of Peoples, Rules For A

vanished Westphalian World, The University of Chicago Press,Ethics,

Vol110, No 4.

6) Beltran, Enrique. C (2019): Leginate Exclusion of Woud be

Immigrants: A view From Global Ethics and The Ethics of

International Relations, Social Science, Vol8, Issue 8.

7) Bosniak, Linda.S (1991): Human Rights State, Sovereignly and The

protection of Undocumented Migrants Under The International

Migration Review, Martinus Nijhoff Publishers, Vol25, Issue 4.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

229

8) Buchannan, Allen (2000): Rawls's Law of Peoples, Rules For A

vanished Westphalian World, The University of Chicago Press, Ethics,

Vol110, No 4.

9) Cald Well, Christopher (2009): Immigration, Islam and The West,

Center for International Studies, MIT Cambridge.

10) Erskine, Toni (2002): Citizen of Nowhere or The Point Where

Circles Intersect ?, Impartialist and Embedded Cosmopolitanism,

Review of International Studies, Cambridge University Press.

11) Favell, Adrian (1997): Citizenship and immigration: Pathologies

of A Progressive Philosophy, Journal of Ethics and Immigration Studies,

Vol23, Issue 2.

12) Fine, Sarah(2013): The Ethics Of Immigration, The Right to

Exclude, Vol8, Issue 3.

12) Fine, Sarah (2016): Migration, Politics Philosophy, and The Real

World Symposium on David Miller's Strangers, Vol20, Issue 6.

13) Higgins, W. Peter (2018): The Right and Duties of Immigrants in

Liberal Society, Philosophy Compass, Vol13, Issue 11.

14) Hudson, James (1986): The Philosophy of Immigration, The

Journal of Libertarian Studies, Vol vii, No 1, Northern lllinois

University.

15) Joppke, Christain (2010): The Most Liberal Citizenship Test Is

None at All, Journal How Liberal are Citizenship Tests.

16) Kok-Chortan (2002): Nationalism for and Mainly, Vol5, Oxford. 17) Kukathas, Chandran (1997): Cultural Toleration, In Will Kymlick

and Ian Shapiro, New York University Press, New York.

18) Kukathas, Chandran (2017): On David Miller, on Migration

Control, Singapore Management University, Critical Review

International Social and Political Philosophy, Vol20, Issue 6.

18) Kymlicka, Will (2001): Politics In The Vernacular Nationalism,

Multicultural and Citizenship, Oxford University Press, New York.

19) Lola L Lopess (1983): Normative Theories of Rationality,

Procutes Bed, Behavioral and Brain Science, Vol6, Issue 2.

20) Mathews, Dylan (2013): What Gives Us A right To Deport

People?, Joseaph Carens On The Ethics of Immigration.

21) Mathews, Dylan (2014): The Case For Open Borders, The Case

For Open Borders, The Science and Ethics of Immigration.

22) Matthew, Gbney (2014): The Ethics of Immigration by Joseph

Carens, Migration Studies.

23) Macedo, S.(2007): The Moral Dilemma of U.S Immigration

Policy: Open borders Versus Social Justice.

أخالقياث الهجرة العالميت عند جىزيف كارنيس د. هدي دمحم عبد الرحمن جاب هللا

والتربىيت اإلنسانيت واالجتماعيتمجلت وادي النيل للدراساث والبحىث

222

24) Miller, David (1988): The Ethical Significance of Nationality,

Ethics, Vol 98, Issue 4.

25) Miller, David (2008): Immigrants, Nations and Citizenship,

Journal of Political Philosophy, Vol16, Issue 4, Nuffield College Oxford.

26) Miller, David (2010): Why Immigration Controls are Not

Coercive: A reply To Arash Abizadeh, Political Theory, Vol 38, Issue

1.

27) Miller, David (2012): Grounding Human Rights, Critical Review

of International Social and Political Philosophy, Vol15, Issue 4.

28) Miller, David (2014): Immigration, The Case For Limits, In

Contemporary Debate In Applied Ethics, Wiley – Black Well. 29)Miller, David (2015): Is There Human Rights To Immigrate?,

Center for The Study of Social Justice, Oxford University Press, Oxford.

30) Miller, David (2015): Justice in Immigration European, Journal

of Political Theory, Oxford.

31) Miller, David (2017): Migration and Justice, A Reply To My

Critics,Critical Review of International Social and Political Philosophy,

Vol20, Issue 6.

32) Oancea, Alis (2007): Procrutes or Proteus?, Toward as A

Philosophical Dimension of Research A ssessment, Education.

33) Oberman, Kieran (2011): Immigration, Global Poverty and The

Right to Stay, Political Studies, Vol59, Issue 2. 34) Oberman, K. (2013): Can Brain Drain Justify Immigration

Restrictions?, Ethics.

35) Owen, David (2016): Refugees, Economic Migrant and Weak

Cosmopolitanism, Critical Review of International Social and Political

Repository, University of Southampton In Slititational, Vol20, Issue 6.

36) Parvin, Phil (2016): Idealism, Realism and Immigration, David

Miller's , Strangers In Our Midst, Journal of Critical Review of

International Social and Political Philosophy, Vol20, Issue 6.

37) Paul Statham, Koopmans, Ruud (2005): Resilient or Adaptable

Islam?, Cultural Religion and Migrants, Vol5, Issue 4.

38)Scanlon, Thomas (2003): The Diversity of Objections Inequality,

the Lindley Lecture, University of Kansas, Essays in Political

Philosophy, Cambridge University Press, Cambridge.

39) Tomhave, Alan (2013): Global Government and Global

Citizenship, International Journal of Applied Philosophy, Vol27, Issue2.

40) Weinstock, D.M (1996): Is There a Moral Case For Nationalism?,

Journal of Applied Philosophy.

محكمت مجلت علميت –مجلت وادي النيل للدراساث والبحىث اإلنسانيت واالجتماعيت

(ISSN : 2536 - 9555)

222

سادسا: مقاالت بالمغة العربية:

(: اإلتجار بالبشر، الوجو القبيح لميجرة العالمية، مجمة السياسات 2006برنستوف ماكينمي ) يوليو. 165الدولية، عدد

سابعا: الموسوعات والقواميس الفمسفية بالمغة اإلنجميزية:

1)Addims, Jane (2006): Settlement, Encyclopedia of Philosophy.

2) Audi, Robert (2015): Immigration, The Cambridge Dictionary of

Philosophy, Cambridge University Press, Cambridge.

3) Baund, Michael,J (2014): Will Kymlicka, The Canadian

Encyclopedia.

4) Blackburn, Simon (2016): Immigration, Second Edition, Oxford

Dictionary Press, Oxford.

5) Collins, Harper (2010): Immigration, 4 Edition, English Dictionary.

6) Kukathas, Chandran (2002): Immigration In The Oxford Handbook of

Practical Ethics, Oxford University Press, New York.

7) Merriam-Webster (2010): Immigration, 4 Edition, Webster New

World College Dictionary.

8) Merriam– Webster (2019): Definition of Brain Drain, Cambridge

Advanced Learners Dictionary, Cambridge University Press.

معاجم بالمغة العربية: .1980عجـ الوجيز، معجـ المغة العربية، دار التحرير لمطباعة والنشر، القاىرة، الم