Objections On Qiyas (in Arabic)

24
) ١ ( اﺿﺎت اﻻﻋ اﻟﻘﻴﺎ س. ﻌﻠﻤﲔ ﳏﻤﺪ ﺷﻬﻴﺪ

Transcript of Objections On Qiyas (in Arabic)

)١(

س� القيااالع�اضات

علمني حممد شهيدم .د

)٢(

مقدمة

احلمد هللا الذي بنعمه تتم الصـاحلات، وزاد الـذين اهتـدوا هـدى وآتـاهم

تقواهم،أمحده محد معترف بالفضل وعارف باجلميل بوافر آالءه علينا، وأحتمي جبنبه من

النار يوم اجلمع ال ريب فيه فريق يف اجلنة وفريق يف السعري،وأشـهد أن حممـدا عبـده

لغ رسالة ربه، ناصح أمته بكل حرف من القرآن يتلى، ورسوله،هادي البشرية مجعاء ، مب

.أما بعد .وعلى آله وصحابته ومن اهتدى ديه إىل يوم تشخص فيه األبصار

وقد قال اهللا جل وعـال يف فإنه مما ال جرم فيه أن اإلسالم دين كامل،كيف ال ،

سـالم اليوم أكملت لكم دينكم وأمتمت عليكم نعميت ورضيت لكـم اإل (( حمكم تنزيله

لقد بني الرسول صلى اهللا عليه وسلم أمور الدين وعلمها للصحابة ، فشمل بيانه . ١))دينا

األشياء اليت حتتاج إليه األمة، حىت قال الصحايب اجلليل سلمان الفارسي رضـي اهللا عنـه

والدين غري قابل للزيادة وال النقصان، فكـل مـا ). علمنا نبينا كل شيء حىت اخلراءة:(

من أحدث يف :(إلسالم ما ليس منه فهم مردود، كما ورد يف احلديث الصحيحأحدث يف ا

).أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

وملا انتشر اإلسالم يف جيع أحناء املعمورة ودخل فيه كثري من األمم وبعد الزمـان

وكثرت احلوادث واملسائل اجلديدة احتاج املسلمون إىل بيان ذلك بيانا شافيا مستمدا من

ومعروف لدى اجلميع أن النصوص قليلة وحمددة، واحلوادث كـثرية وال . رآن والسنة الق

تتناهى صورها، كل ذلك حباجة إىل أحكام حىت ال تؤدي إىل خلو كثري من احلوادث عن

األحكام ،لذا حبث العلماء القدامى واجلدد يف دليل شرعي يعمل به تفاديا من الوقوع يف

. ٢ ))وما جعل عليكم يف الدين من حـرج ((قد قال اهللا تعاىل احلرج واملشقة يف الدين و

وذلك الدليل الذي تكلم فيه العلماء واختلفوا يف العمل به ويف حجيته اختالفا كثريا هـو

.القياس:

أود أن ألفت إىل شيء مهم وهو أنه ال داعـي إىل القيـاس يف ويف هذه املقدمة،

م من احلوادث أو فيما تستجد فـيهم مـن معرفة شيء من أحكام اهللا تعاىل فيما تنزل

مسائل يوم أن كان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم فيهم يعلمهم ويهديهم إىل احلق ويبني

٣: سورة املائدة ١ ٧٨: سورة احلج ٢

)٣(

هلم الكتاب واحلكمة ويزكيهم إذ كان مرجعهم يف كل ما تعرض عليهم مـن حـوادث

ون مـن حكـم وتنزل م من النوازل ، فإذا كانوا معه مل يذهبوا حيت يسألوه عما يريد

حني تدعوهم داعية إىل السؤال،وإذا كانو على بعد عنه فعرض هلم ما احتاجو إىل معرفة

حكم اجتهدوا يف معرفته مث عرضوه عليه بعد حضورهم إليه، فإذا أقر اجتهادهم كـان

سنة بإقراره، إما عدل م عنه إىل احلق والصواب وكان يف بيانه هلم مبلغا عن اهللا سبحانه

على أي وضع كان هذا البيان، سواء أكان ذلك بقول أو فعل أم إقرار ملا فعلوا أو وتعاىل

.قالوا

وبوفاته صلى اهللا عليه وسلم انقطع هذا البيان ومل يكن أمام الناس يومئذ إال تطبيق

ما عرفوه وحفظوه على ما يعرض هلم، فإن ظهر هلم أنه مما عرض على الرسول من قبل

هذا احلكم، وإن ظهر هلم أنه حكمه مستوحني ما تلقوه عن الرسول فبني حكمه أعطوه

صلى اهللا عليه وسلم مسترشدين مبا شاهدوه من قضاءه بينهم وتطبيقه ملا نـزل علىمـا

.حدث

ويف هذا البحث املتواضع أتوخى النقاش عن موضوع من موضوعات أصول الفقه

القياس واالعتراضات اليت وجههـا : الذي كثر فيه األخذ والرد بني علماء األصول وهو

وكما سبق أن أشـرت يف . املنكرون على هذا الدليل الرابع من أدلة األحكام الشرعية

: مستهل املقدمة أن العلماء يف قول خمتلف يف هذا الدليل بني ناف ومثبت ، فالبعض قال

ليـل سـوى ال دليل عل حكم اهللا تعاىل إال كتاب اهللا وسنة رسول اهللا واإلمجاع، وال د

بينما قال اآلخرون وهم اجلمهور إن القياس دليل شـرعي مـن أدلـة األحكـام ذلك،

لذا، نشأ اخلالف يف كثري من املسائل اليت بنيت أحكامها عنـد اجلمهـور علـى .وبياا

القياس، إذ أعطيت هلا أحكام نظائرها مما دلت عليه النصوص الشتراكها معها يف علة ما

. نما ردها املنكرون إىل أن األصل يف األشياء اإلباحةأعطي هلا من أحكام، بي

)٤(

الباب األول

يف تعريف موضوع البحث

تعريف االعتراضات: الفصل األول

اللغوي التعريف: أوال

واعترض . " االعتراضات مجع االعتراض ، مصدر اعترض على وزن افتعل من عرض

اعترض دونه أي : أو الطريق ، ويقال الشيء أي صار عارضا كما تكون اخلشبة يف النهر

٣. حال، واعترض له أي منعه

التعريف االصطالحي: ثانيا

من التعريف اللغوي السابق استطعنا القول بأن املراد باالعتراض هنا املنع للقياس

من أن يكون دليال شرعيا، أي أن مينع وحيال القياس من ثبوته وكونه دليال يف األحكـام

.لشرعية ا

: لذلك مسى االمام الغزايل أقوال الذين ينكرون القياس باالعتراضات والشبه حيث قـال

وتارة يردون رأيهم إيل العمومات ومقتضى األلفاظ وحتقيق مناط احلكم دون القياس …

القول يف شبه املنكـرون : " وقال أيضا . ٤" … فهذه مدارك اعتراضام وهي مخسة

. ٥" للقياس

وسيأيت يف الصفحات اآلتيـة . من هنا اتضح لنا معين االعتراض الذي أريد به هنا

تعريف : الفصل الثاين.ذكر أقوال القائلني بالقياس وأقوال املنكرين له وكذا األجوبة عليها

القياس

أذكر تعريف القياس من حيث اللغة واالصطالح،إذ إن ذلك أن إنه من املستحسن

املوضوع قبل الدخول فيه ألن معرفة الشيء فرع عن تصوره وليكون جزء مهم من أجزاء

.عونا

٢/٥٩٤:املعجم الوسيط ٣

٢/٢٤٦:املستصفى للغزايل ٤ املصدر السابق ٥

)٥(

قوال علماء اللغة أعريف اللغوي أذكر بعض تويف ال. ومكمال للموضوع األساسي

من املعاجم اليت كتبوها، أما التعريف االصطالحي فإين ذكرت عـددا مـن تعريفـات

ة للقياس ، وقد اختلف علماء األصول واجلدير بالذكر أن هناك تعاريف كثري. األصوليني

. فيها اختالفا كثريا وتضاربت أقواهلم

التعريف اللغوي: أوال

القياس يف اللغة التقدير ، ومنه قست الثوب الذراع إذا قدرته به ، وقاس الطبيب اجلراحة

٦" إذا جعل فيها امليل يقدرها به ليعرف غورها

التعريف االصطالحي : ثانيا

٧)) محل فرع علي أصل يف حكم جبامع بينهما : (( قدامة قال ابن

املراد باحلمل هنا اإلحلـاق ، فـالفرع كـاألرز، : " قال الشيخ حممد األمني الشنقيطي

٨" واألصل كالرب ، واحلكم كتحرمي الربا ، واجلامع كالكيل

مجهـور ما ذكره القاضـي واختـاره : (( يف احملصول وقال اإلمام فخر الدين الرازي

محل معلوم علي معلوم يف إثبات حكم هلما أن نفيه عنهما بأمر جـامع : احملققني منا أنه

وقد وافق اإلمام الغـزايل هـذا . ٤))بينهما من إثبات حكم أو صفة أو نفيهما عنهما

القياس هو إثبات مثل : (( وقال أيضا مستنبطا لتعريف أيب احلسني البصري ٩. التعريف

وقال صاحب ، ١٠)) علوم آخر ألجل اشتباههما يف علة احلكم عند املثبت حكم معلوم مل

١٢ ))القياس هو مساواة املسكوت للمنصوص يف علة احلكم. …: (( ١١ت فواتح الرمحو

٢/٧٧٠:، واملعجم الوسيط ٣/٧٢٣:انظر القاموس احمليط للفريوز آبادي، باب القاف ٦ ٢/٢٣٧:روضة الناظر وجنة املناظر البن قدامة٢ ٧ ٢٩١:الفقه مذكرة أصول ٨ ٥/٥:احملصول يف علم أصول الفقه٤ ٩

٢/٢٢٨٦:انظر املستصفى ١٠ هو العالمة عبد العلي حممد نظام الدين األنصاري ١١ ٢٤٦:فواتح الرمحوت، ٥/١١:احملصول يف علم أصول الفقه ١٢

)٦(

يف مسألة القياس _ يف اجلملة _ وكما تقدم ذكره أن العلماء انقسموا إيل فريقني

هذا الباب اختالفهم يف ثبـوت القيـاس ، منهم املقرون ومنهم املنكرون ، وسأذكر يف

وبعد ذلك أخصص فصال مستقال يف ذكر االعتراضات والشـبه . وعدمه مع ذكر األدلة

.ملنكر القياس وأجوبة القائلني به عليهما

)٧(

لباب الثاينا

ذكر اخلالف يف ثبوت القياس وعدمه

.ذكر اخلالف يف اجلملة : الفصل األول

سواء كان يف حجيتـه _ كما تقدم _ن العلماء اختلفوا يف القياس اختالفا كثرياإ

ومبـا أن البحـث . وثبوته أو يف إمكان وقوعه عقال وشرعا أو يف جواز التعبد به وعدمه

املتعمق يف هذا املوضوع حيتاج إيل جهد ووقت أكثر ، فإين سوف أذكر فقط اخـتالفهم

ويف –ا اخلالف إيل فريقني اجلمهـور والظاهريـة مجلة حيث إين قسمت العلماء يف هذ

) .ومعهم النظام وطائفة من املتكلمني البغداديني ( -مقدمتهم ابن حزم الظاهري

ن القياس دليل شرعي من أدلة األحكـام إ: قالوا ) وهم مجاهري العلماء( املقرون : أوال

.وبياا ، وجيوز التعبد به عقال وشرعا

اإلمام واحلاكم يرد عليـه لىال يستغين أحد عن القياس وع: (( دقال اإلمام أمح

١٣)) األمر أن جيمع له الناس ويقيس

وإذا مل يكن فيه بعينه طلب الداللة علي سبيل احلق فيـه … : (( وقال اإلمام الشافعي

هذا القول قاله الشافعي يف كتابه الرسالة معرفـا . ١٤)) باالجتهاد ، واالجتهاد القياس

.قياس لل

ومـذهب مالـك رمحـه اهللا القـول :((وقال اإلمام أبو احلسـني القصـار

١٥)).…بالقياس

:األدلة من الكتاب

١٦) فاعتربوا يا أويل األبصار( ـ قوله تعاىل ١

وحقيقة االعتبار مقايسة الشيء بغريه كما يقال اعترب الدينار بالصـنجة : ( قال ابن قدامة

١٧)) وهذا هو القياس

٦٥: املسائل األصولية للقاضي أيب يعلى ١٣ ٤٧٧:الرسالة للشافعي ١٤ ٥١:صولاملقدمة يف األ ١٥ ٢:سورة احلشر ٢ ١٦ ٢/٢٤٤:روضة املناظر وجنة املناظر ١٧

)٨(

فهذه اآلية تقرر سنة من سنن اهللا : بعد أن ساق تفسريا هلذه اآلية بكاملها رانقال ابن بد

يف خلقه هو أن ما جرى على النظري جيرى على نظريه وأنه حيث وجد املقدمات توجـد

١٨)) …النتائج

١٩) فإن تنازعتم يف شيء فردوه إىل اهللا والرسول :(( ـ قوله تعاىل٢

هللا تعاىل أمر املؤمنني عند التنازع واالختالف يف شـيء وجه الداللة أن ا:((قال ابن بدران

ومعـىن الـرد إىل اهللا . ليس هللا وال لرسوله حكم صريح فيه أي يردوه إىل اهللا والرسول

والرسول إرجاع املختلف فيه إىل كتاب اهللا وسنة رسوله فيلحق الـنظري بـنظريه، ومـا

٢٠)) بالقياستنازعته األشباه فبأقرب الشبهني وال يتحقق ذلك إال

:من السنة

ـ حديث معاذ بن جبل رضي اهللا عنه ملا أرسله النيب صلى اهللا عليه وسلم إىل الـيمن، ١

احلمد هللا الذي وفق رسول ((أجتهد رأيي وال آلو، فقال النيب صلى اهللا عليه وسلم :..وفيه

.))رسول اهللا إىل ما يرضى اهللا ورسوله

.رواه مسلم)) …اجتهد احلاكم فأخطأ فله اجر إذا:(( قوله صلى اهللا عليه وسلم _٢

ه وسلماحلديث الذي رواه أبو داود يف سننه من حديث عمر سأل النيب صلى اهللا علي_ ٣

أرأيت لو متضمضت مبـاء :(( أنه قبل امرأته وهو صائم، قال النيب صلي اهللا عليه وسلم

))…وأنت صائم

من الصائم على املضمضة باملاء يف إفسـاد ففي هذا احلديث قياس القبلة :( قال ابن بدران

فهو قياس للقبلة على املضمضة جبـامع أن :( وقال الشيخ حممد األمني الشنقيطي) الصوم

.)الكل مقدمة الفطر

٢٣٨:أصول الفقه البن بدران ١٨ ٥٨:سورة النساء ١٩ ٢٣٩:صول الفقه البن بدران أ ٢٠

)٩(

من أصرح األدلة على إثبات القياس ما ثبت يف الصحيحني من قصة : قال الشيخ الشنقيطي

بيه فقاسه صلى اهللا عليه وسلم علـى أوالد الذي ولد له ولد أسود خيالف لونه لون أمه وأ

٢١) فلعله نزعه عرق:( اإلبل احلمر يكون فيها األوراق ، وقال فيه صلى اهللا عليه وسلم

:من العقل

وأكتفي يف هذا الدليل ببعض ما ذكره ابن قدامة يف كتابه روضة الناظر وجنة املناظر، من

:ذلك

ثري من احلوادث عن األحكام لقلة النصوص ـ أن عدم العمل بالقياس يؤدي إىل خلو ك١

.وكون الصور ال اية هلا

.ـإننا نستفيد بالقياس ظنا غالبا والعمل بالظن الراجح متعني٢

٢٢.ـ إمجاع الصحابة رضي اهللا عنهم على احلكم بالرأي يف الوقائع اخلالية من النص ٣

٢٩٦:مذكرة أصول الفقه ٣

٢٣٥،٢٣٤:انظر روضة الناظر البن قدامة ٤

تولقد أورد القائلون بثبوت القياس وحجيته أدلة كثرية من الكتاب والسنة واكتفي

ببعضها لعدم اتساع اال يف هذا البحث، وألنين سوف أذكر بالتفصـيل اعتراضـات

.يف االعتراضات علي القياس _ كما هو واضح _ املنكرين للقياس ، فموضوع البحث

: قـالوا ) ظاهرية ، النظام وطائفة من املتكلمني البغداديني وهم ال( املنكرون : ثانيا

. القياس ليس حبجة وال بدليل شرعي ، وال جيوز التعبد به عقال و ال شرعا

وذهب أصحاب الظاهر إيل إبطال القياس يف الـدين : " ابن حزم األندلسيقال

، إيل …ا إ ال بنص من كالم اهللا مجلة وقالوا ال جيوز احلكم البتة يف شيء من األشياء كله

٢٣.." وهذا هو قولنا الذي ندين اهللا به … : أن قال

٢٩٥:مذكرة يف أصول الفقه ٢ ٢١ ٢٩٦:مذكرة أصول الفقه ٣ ٢٢ ٥/٣٧٠:اإلحكام يف أصول األحكام لنب حزم الظاهري ١ ٢٣

)١٠(

وألصحاب هذا القول أدلة كثرية يردون ا قول القائلني بالقياس ويعترضون علي ثبـوت

وسأذكر أدلتهم واعتراضام يف الباب التايل مع إيراد بعض أجوبة علماء األصول . القياس

.عليها

)١١(

لباب الثالثا

ذكر االعتراضات علي القياس واألجوبة عليها

: ، وقالوا ٢٤)) ما فرطنا يف الكتاب من شيء : ( متسك املنكرون للقياس بقوله تعايل -١

.معناه بيانا لكل شيء ملا شرع لكم

أين يف كتـاب اهللا : كما قال اإلمام الغزايل -: اضواجلواب علي هذا االعتر

وفيها حكم اهللا تعايل شـرعي . …تعايل مسألة اجلد واألخوة والعول واملبتوتة واملفوضة

اتفق الصحابة علي طلبه والكتاب بيانا له ما يتمهد طريق االعتبار وبالداللة علي اإلمجاع

إن : " ، وقال أيضـا " ون الكتاب قد بينه والسنة وقد ثبت القياس باإلمجاع والسنة فيك

املنكرين للقياس قد حرموا القياس وليس يف كتاب اهللا بيان حترميه ، فيلزمهم ختصيص قوله

)) .خالق كل شيء (( تعايل لكل شيء لكما خصص قوله

قـالوا وهـذا . …سورة ) وأن احكم بينهم مبا أنزل اهللا : ( استدلوا بقوله تعايل -٢

القياس ثابت بالسنة واإلمجاع ، وقد دل عليه الكتاب املنزل :اجلواب . بغري املنزل حكم

فكيف ومن حكم مبعىن استنبط من املنزل فقد حكم باملنزل ، مث هذا اخلطاب مع الرسول

صلي اهللا عليه وسلم وقد قاس املنكرون عليه غريه فأقروا بالقياس يف معرض إبطال القياس

.

وأنـتم : ، قالوا للمقـرين )) فردوه إيل اهللا والرسول : (( تعايل واستدلوا بقوله - ٣

.تردون إيل الرأي

ال ، بل نرده إيل العلل املستنبطة من نصوص النيب :" كما قال اإلمام الغزايل -: اجلواب

علي اهللا عليه وسلم ، والقياس عبارة عن تفهم نعاين النصوص بتجريـد منـاط احلكـم

٣٨األنعام آية سورة ٢٤

)١٢(

ثر له يف احلكم ، وأنتم فقد رددمت القياس من غري رده إيل نـص وحذف احلشو الذي ال أ

٢٥" النيب صلي اهللا عليه وسلم وال إيل معىن مستنبط من النص

إن الصحابة ولزموا لعمل مبا أمروا به ومل يتكلفوا : قال اجلاحظ حكاية عن النظام - ٤

واخلالف ، ومل ما كفوا القول فيه منن إعمال الرأي والقياس مل يقع بينهم التهارج

يسفكوا الدماء لكن ملا عدلوا عما كلفوا وختريوا وتآمروا وتكلفوا القول بالرأي

"…جعلوا اخلالف طريقا

، …هذا االعتراض من عجز عن إنكار اتفاقهم علي الرأي: (( رد اإلمام الغزايل

ويدل علي فساد قوله ما دل علي أن األمة ال جتتمع علي اخلطأ ويـدل علـي منصـب

٢٦)) الصحابة رضوان اهللا عليهم واإلخبار عليهم

إنه مل خيض يف القياس إال نفر يسري من قدمائهم : " اجلاحظفيما حكاه النظامقال - ٥

ال نسم سـكوت : ، قال الداوديية …كأيب بكر وعثمان وزيد بن ثابت ) أي الصحابة

مساء تظلين وأي أرض تقلـين أي : " مجعهم من إنكار الرأي والتخطئة فيه إذ قال أبو بكر

.."إذا قلت يف آيات اهللا برأيي

وذكر النظام بعض الصحابة اآلخرين الذين ذموا الرأي وأنكروا عليه كما نقلـه اإلمـام

: " ولقد أجاب اإلمام الغزايل علي هذا االعتراض بقوله . ٢٧الغزايل يف كتابه املستصفى

هاد والقول بالرأي والسكوت عن القائلني به إنه قد ثبت بالقواطع من مجيع الصحابة االجت

، وثبت ذلك بالتواتر يف وقائع مشهورة كمرياث اجلد واإلخوة وتعيني اإلمام إيل البيعـة

ومجع املصحف والعهد إيل عمر باخلالفة وما مل يتواتر كذلك فقد صح من آحاد الوقائع

٢٨.." بروايات صحيحة ال ينكرها أي أحد من األمة

ما التوجه علي الروايات الواردة من بعض الصحابة عن ذم الرأي فهو أنـه لـو وأ

صحت هذه الروايات وتواترت أيضا لوجب اجلمع بينها وبني املشهور من اجتـهادام ،

٢/٢٤٥:املستصفى ٢٥ ٢/٢٤٦:انظر املستصفى لإلمام الغزايل ٢٦ ٢/٢٤٦: املستصفى ٢٧ ٢/٢٤٧:املصدر السابق ٣ ٢٨

)١٣(

فيحمل ما أنكروه علي الرأي املخالف للنص أو الرأي الصادر عن اجلهل الذي يصدر ممن

.غري حمله ليس أهال لالجتهاد أو وضع الرأي يف

إن الصحابة إن قالوا بالقياس اختراعا من تلقاء أنفسهم فهو حمـال ، وإن : قالوا -٦

…قالوا به عن مساع من النيب صلي اهللا عليه وسلم فيجب إظهار مستندهم والتمسك به

هذه مؤنة كفينها ، فإم مهما أمجعـوا علـي : " قال الغزايل يف الرد علي ذلك

بت بالقواطع إن األمة ال جتتمع علي اخلطأ ، بل وضعوا القياس واخترعـوا القياس فقد ث

استصوابا برأيهم ومن عند أنفسهم لكان ذلك حقا واجب االتباع فال جيمع اهللا أمة حممد

٢٩.." علي اخلطأ ، فال حاجة بنا يف البحث عن مستندهم

هة بالسنة وبرهـة تعمل هذه األمة برهة بالكتاب وبر: (( واستدلوا أيضا باحلديث - ٧

)).بالقياس فإذا فعلوا ذلك فقد ضلوا

أريد باحلديث الرأي املخـالف : –كما قال اإلمام الغزايل –اجلواب علي هذا االستدالل

ستفترق أميت نيفا وسبعني فرقة أعظمها فتنة : (( للنص ، بدليل قوله صلي اهللا عليه وسلم

)).احلرام وحيرمون احلالل علي أميت قوم يقيسون األمور برأيهم فيحلون

إن االختالف ليس من دين اهللا ، ودين اهللا واحد ليس مبختلـف ، : قال الشيعة - ٨

ويف رد اخللق إيل الظنون ما يوجب االختالف ضرورة والرأي منبع اخلالف ، فإن

كان كل جمتهد مصيف فكيف يكون الشيء ونقيضه دينا ، وإن كـان املصـيب

.ا كظن ذاك والظن والظنون ال دليل فيها واحدا فهو حمال إذ ظن هذ

أن الذي نراه تصويب اتهدين وقوهلم إن الشيء ونقيضه كيـف :اجلواب علي ذلك

جيوز ذلك يف حق شخصني كالصالة وتركها يف حق احلائض والطاهر : يكون دينا ، قلنا

يكـون كيـف : ، وقـوهلم …والقبلة يف حق من يظنها إذا اختلف االجتهاد يف القبلة

٢/٢٥٣:املصدر السابق ٢٩

)١٤(

بل يؤمر اتهد بظنه وإن خالفه غريه ، فليس رفعه داخـال : االختالف مأمورا به ، قلنا

٣٠.حتت اختياره ، فاالختالف واقع ضرورة ال ألنه أمر به

النفي األصلي معلوم واالستثناء عنه بالنص معلوم فيبقى املسكوت عنه :قال املنكرون_ ٩

ع املعلوم على القطع بالقياس املظنون؟على النفي األصلي املعلوم، فكيف يندف

العموم والظواهر وخرب الواحد وقول املقوم يف أروش اجلنايات والنفقات وجـزاء :اجلواب

، كل ذلك مظنون ويرفع به النفي األصلي ، مث نقول، حنن ال نرفـع ذلـك إال ..الصيد

د الظن نقطـع بوجـود بقاطع ، فإنا إذا اتبعنا باتباع العلة املظنونة وظننا فنقطع بوجو

٣١. احلكم عند الظن فال يرفع ذلك إال بقاطع

كيف يتصرف بالقياس يف شرع مبناه علي التحكم والتعبد والفرق بني : قالوا -١٠

أنه يغسل من بـول الصـبية : وجاءوا أيضا بأمثلة منها . املتمثالت واجلمع بني املتفرقات

.واحليض وال جيب من البول واملذي ويرش من بول الصيب، وجيب الغسل من املين

حنن ال ننكر اشتمال الشرع علي التحكمات والتعبد فـال :" قال اإلمام الغزايل: اجلواب

قسم ال يعلل أصال وقسم يعلم كونه معلال كـاحلجر : جرم نقول األحكام ثالثة أقسام

لنا دليل علـي علي الصيب فإنه لضعف عقله ، وقسم يتردد فيه وحنن ال نقيس ما مل يقم

كون احلكــم معلال ودليل علي عني العلة املستنبطة ودليل علـي وجـود العلـة يف

.٣٢.." الفرع

إن النيب صلي اهللا عليه وسلم قد أويت جوامع الكلم ، فكيف يليق بـه أن : قالوا -١١

يترك الوجيز املفهم ويعدل إيل الطويل املوهم ، فيعدل عن قوله حرمت الربـا يف كـل

.وم أو كل مكيل إيل عد األشياء الستة لريتبك اخللق يف ظلمات اجلهل مطع

٢/٢٦١:املستصفى ٣٠ ٢/٢٦٤،٢٦٣:املصدر نفسه ٣١ ٢/٢٤٧،٢٤٦:املصدر السابق ٣٢

)١٥(

لو ذكر النيب صلي اهللا عليه وسلم األشياء الستة وذكر معها أن ما عداها ال ربا : اجلواب

فيه وإن القياس حرام فيه ، لكان ذلك أصرح وللجهل واالختالف أدفع ، فلم يصـرح ،

حتمال لأللفاظ العامة والظواهر وعلي أن يبني اجلميع وقد كان قادرا ببالغته علي قطع اال

، وإن مل يفعل فال …يف القرآن املتواتر ليحسم االحتمال عن املنت والسند مجيعا

سبيل إيل التحكم علي اهللا ورسوله فيما صرح ونبه وطول وأوجز ، واهللا أعلم بأسـرار

عبد العلماء باالجتـهاد وأمـرهم مث نقول إن علم اهللا تعايل لطفا وسرا يف ت. ذلك ككله

٣٣.بالتشمري عن ساق اجلد يف استنباط أسرار الشرع

وقد ذكر اإلمام الغزايل يف كتابه املستصفي شبها عقلية أخرى وأجـاب : قلت

عليها بإجابات قوية وحامسة ، وذكرت بعضا منها لكي ال يطول الرد من اإلمام الغزايل

. ٢٥٨إيل ٢٥٦: الكتاب املذكور للمؤلف من صفحة وحده ، وللتوسع أكثر أرجع إيل

عددا مـن األدلـة العقليـة اإلمام الباجيويف إحكام الفصول يف أحكام األصول ذكر

، وأذكر هنا بعض األدلة الـيت ) ٤٧١إيل ٤٥٨: بداية من صفحة ( للمنكرين للقياس

:متسكوا ا وهي كالتايل

عن اهللا تعايل أنه حرم النبيذ للشدة املطربة وأنه حرم إن احلاكم بالقياس خيرب: قالوا -١٢

.التفاضل يف الرب للطعم واالقتيات وال جيوز اإلخبار عن الباري تعايل بالقياس

: جواب اإلمام الباجي

إنه إمنا خيرب عن ذلك كله بإخبار اهللا لنا به إذ دلنا صحة القياس وتعبدنا به وأمرنا

العلة اليت يستدل عليها عالمة لنا علي احلكم من حتليل وحتـرمي ، أن حنكم مبوجبه وجعل

فكل قاس علي الوجه الذي أبيح له القياس خمرب عن اهللا تعايل مبا جعل له من األدلة علـي

احلكم وأمره باالقتداء ا كما خيرب عن اهللا تعايل مبا ظهر علي لسان رسوله صلي اهللا عليه

٣٤.باعه فيها وسلم من السنن اليت أمر بات

٢/٢٥٦:املستصفى للغزايل ١ ٣٣ ٤٦٧:إحكام الفصول للباجي ٢ ٣٤

)١٦(

لو كان احلكم بالقياس مصلحة لكان حسنا ، فإذا ي عن احلكم به فيما : قالوا -١٣

.أمر به يف احلكم بالنص كان يه قد تناول احلسن وذلك مستحيل علي الباري

أن هذا يبطل بالسنة الواردة عن طريق اآلحاد، فإنه قد أمر باحلكم ا ما :اجلواب

رآين وإمجاع ، ومنع من احلكم ا إذا تعـارض مـع الكتـاب مل مينع من ذلك نص ق

.إن يه قد تناول احلسن كذلك يف مسألتنا مثله:واإلمجاع ، ومل جيب لذلك أن يقال

إن العبادات مبنية على املصلحة ، وحوش لعباد إىل الطاعة واجتناب املعصية، :قالوا -١٤

م الغيوب،وإمنا طريق القياس غلبة الظن، فال وذلك أمر ال سبيل إىل معرفته إال بتوقيف عال

.مدخل له يف املصاحل

مل قلتم أوال إنه يستحيل على الباري تعاىل التكليف إال :أوال أن يقال هلم:اجلواب

إنه ال مينع أن يكون املقصود بالتعبد االستصـالح : ثانيا. لالستصالح وما دليلكم عليه؟

دة ويكل ذلك إىل اجتهاد املكلف ما وكل تعـيني ويعلم املصلحة يف ترك النص على العبا

اإلمام والقاضي والسعاة وأصحاب احلرب إىل اجتهاد املكلف، وعدل عن الـنص علـى

.ذلك ملا علم فيه من املصلحة يف ترك النص عليه

روايات من الصحابة يف دعم ) إحكام الفصول (وقد أورد اإلمام الباجي يف كتابه

نه دليل شرعي كما أنه ذكر الشبه واالعتراضات على هذه األدلة جواز التعبد بالقياس وأ

ومما قاله الباجي يف الرد على أدلة املنكـرين للقيـاس مـن .وأجاب عنها بإجابات كافية

:الكتاب

أنكم تزعمون أن العمل بالقياس يف الدين حرام،فاتلوا علينـا قرآنـا بتحـرمي "

حترميه واملنع من احلكم به ،وعلى أننا قـد القياس،وأن ذلك قد بني بالكتاب،وإال مل جيب

٣٦" دلبل لنا على العمل بالقياس ٣٥بينا أن اآليتني

))تبيانا لكل شيء((وقوله تعاىل)ما فرطنا يف الكتاب من شيء:((قوله تعاىلومها ٣٥ ٥٢١:إحكام الفصول يف أحكام األصول ٣٦

)١٧(

، حيث منعوا )وأن احكم بينهم مبا أنزل اهللا:((وقال يف اجلواب على استدالهلم بقوله تعاىل

وا فأنتم قد حكمتم يف القياس بغري ما أنزل اهللا، وإال فاذكر" من احلكم بغري ما أنزل اهللا ،

٣٧. لنا ما أنزل اهللا من النص بتحرميه

٥٢٧:إحكام الفصول وأحكام األصول للباجي ٣٧

)١٨(

الباب الرابع

الرد على ابن حزم الذي هو من أشد الناس ردا على القياس

من املعروف أن هنا بعض املخالفني للجمهور يف مسألة االستدالل بالقيـاس ويف

فا ومحلوا على القائلني بالقيـاس مـن الذين ردوا القياس ردا عني الظاهريةمقدمة هؤالء

، فإنه رد القـول أبو حممد بن حزم األندلسياألئمة اتهدين محال شنيعا ، وباخلصوص

رمحهم اهللا وشنع عليهم )أبو حنيفة،مالك،الشافعي،وأمحد(بالقياس ومحل على أئمة اهلدى

جتهد يف شيء مل تشنيعا عظيما وسخر م سخرية ال تليق به وال م وجزم بأن كل من ا

يكن منصوصا عن اهللا تعاىل أو سنة نبيه فإنه ضال وأنه مشرع ومحل على األئمة وسـخر

فتارة يسخر من ايب .من قياسام وجاء بقياسات كثرية مالئمة وسفهها وسخر من أهلها

حنيفة رمحه اهللا تعاىل وتارة من اإلمام امحد وتارة من اإلمام الشافعي مل يسلم منه أحـد

٣٨. م يف قياساممنه

ومن عرف احلق عرف أن األئمـة رمحهـم اهللا أوىل :"قال الشيخ حممد الشنقيطي

بالصواب من ابن حزم وأن ما شنع عليهم هم أوىل بالصواب منه ،وأنه هو محل علـيهم

٣٩" …وهم أوىل باخلري منه وأعلم بالدين منه وأعمق فهما لنصوص الكتاب والسنة فيه

بعض األدلة من القرآن اليت استدل به ابن حزم يف رده على وسرد الشيخ يف كتابه

.القياس،وقد سبق اجلواب عن أوجه االستدالل هلذه اآليات يف األبواب السابقة

إن اهللا حرم أشياء وسـكت :"ومما متسك به ابن حزم من األقوال يف الرد على القياس قوله

إن ما مل يأت يف كتـاب وال سـنة :عن أشياء ال نسيانا رمحة بكم فال تسألوا عنها،وقال

وهـو : "ورد الشيخ الشنقيطي ذلك بقوله". فالبحث عنه حرام وهو معفو ال مؤاخذة فيه

أن ما يسكت عنه الوحي منه ما ميكن أن يكون عفوا كما : باطل من جهات كثرية ،منها

، …)أي ابن حزم(قال

٤٢٧-٤٠٣:صفحة انظر شرح الشيخ حممد األمني الشنقيطي يف مذكرة أصول الفقه الذي سجله الشيخ عطية حممد سامل رمحهم اهللا تعاىل من ٣٨ ٤٠٨:مذكرة أصول الفقه ٣٩

)١٩(

وب ومثل لذلك بوجوب صوم شهر واحد وهو رمضان وسكت الوحي عن وج

أما إنه توجد أشياء ال ميكن أن يكون عفوا وال بد من النظـر :" شهر آخر، وقال الشيخ

، فليس كل ما سكت عنه الوحي ميكن أن يكون عفوا، بل الـوحي …فيها واالجتهاد

٤٠"يسكت عن أشياء وال بد من حلها،ومن أمثلة ذلك مسألة العول

صحابة ومن بعدهم كثري من إن احلقيقة الفاصلة يف هذا أنه ورد عن السلف من ال

اآلثار املستفيضة يف ذم الرأي والقياس،وأمجع الصحابة والتابعون على العمـل بالقيـاس

فمن مجد على النصوص .واستنباط ما سكت عنه مما نطق به الوحي،هذا أمر ال نزاع فيه

٤١.ومل يلحق املسكوت عنه باملنطوق به فقد ضل وأضل

وجهها الشيخ الشنقيطي بقولـه ) يف ذم الرأي والقياس(ة وهذه اآلثار الواردة من الصحاباعلم أوال أن ما ورد عن الصحابة من ذم الرأي والتحذير منه إمنا يعنون به الـرأي :" ٤٢

على العمل ) أي الصحابة(الفاسد ، كالقياس املخالف للنص أو املبين على اجلهل،إلمجاعهم

:اقي السعود بقولهبالرأي فيما ال نص فيه ،وإىل هذا أشار صاحب مر

به الذي على الفساد قد ي# وما وري من ذمه فقد عين

كما قال الشيخ الشنقيطي يف ملحق مذكرة أصول الفقه -وخالصة ما سبق ذكره

وعلى كل حال فالقياس هو قسمان،قياس صـحيح وقيـاس :" -موفقا وجامعا للخالف

ينطبق على القيـاس الفاسـد، فاسد، فما جاء به الظاهرية من ذم القياس والسلف فهو

وعلى كل حال فالقيـاس … :، وقال…والصحابة كانوا بإمجاع على القياس الصحيح

الباطل هو املذموم والقياس الصحيح هو إحلاق النظري بالنظري على وجه صحيح ال شك يف

٤٣" صحته

٤٠٩:مذكرة أصول الفقه ٤٠ ٤١٢:املصدر السابق ٤١ ٢٩٤:املصدر السابق ٤٢ ٤٢٧،٤٢٥:مذكرة أصول الفقه ٤٣

)٢٠(

الباب اخلامس

ذكر شروط صحة االستدالل بالقياس

عرض األقوال يف دليل القياس واالعتراضات عليه واألجوبة على ذلك،عرفنـا بعد

أن القول الراجح الصحيح هو القول بثبوت دليل القياس وجواز العمل به،ولكن ذلك ال

بد من مراعاة الشروط والضوابط يف االستدالل بالقياس ليكون هذا الـدليل صـحيحا

سن يل أن أذيل هذا البحث بذكر الشـروط ويف هذا الباب األخري حي. وموافقا للنصوص

جلواز االستدالل بالقياس كما خلصها الشيخ حممد صاحل العثيمني رمحه اهللا تعاىل، وهـي

:.كالتايل

أن ال يصادم القياس دليال أقوى منه، فال اعتبار بقياس يصادم النص أو اإلمجـاع أو )١

اس املصادم ملـا ذكـر ويسمى القي.-إذا قلنا قول الصحايب حجة –أقوال الصحابة

.فاسد االعتبار

أن يكون حكم األصل ثابتا بنص أو إمجاع ، فإن كان ثابتا بالقياس مل يصح القياس )٢

عليه وإمنا يقاس على األصل األول ألن الرجوع إليه أوىل وألن قياس الفرع عليه الذي

صـل جعل أصال ،قد يكون غري صحيح، وألن القياس على الفرع مث الفرع على األ

.تطويل بال فائدة

أن يكون حكم األصل علة معلولة ليمكن اجلمع بني األصل والفرع فيها،فإن كـان )٣

.حكم األصل تعبديا حمضا مل يصح القياس عليه

أن يكون العلة مشتملة على معىن مناسب للحكم يعلم من قواعد الشرع اعتباره )٤

اسبة فيه مل يصح التعليل بـه كاإلسكار يف اخلمر، فإن كان املعىن وصفا طرديا ال م

.كالسواد والبياض مثال

أن تكون العلة موجودة يف الفروع كوجودها يف األصل، كاإليذاء يف ضـرب - ٥

الوالدين املقيس على التأفيف، فإن مل تكن العلة موجـودة يف الفـرع مل يصـح

١.القياس

)٢١(

. واردة على القياسوهذه األمور عرفت يف علم األصول مبا يسمى بالقوادح أو األسئلة ال

وقد تكلم علماء األصول القائلون بالقياس يف هذه املسألة واختلفوا يف بعـض األمـور

وذكر ابن قدامة يف كتابه روضـة . املتعلقة بالعلل وقوادحها وغري ذلك من مسائل أخرى

الناظر وجنة املناظر هذه القوادح وأوصلها إىل اثين عشرة قادحا وشرح كل قادح شرحا

ومبا أن موضوع هذا البحث قاصر على ذكر االعتراضات على القياس، فأترك ملن . مفصال

أراد أن يتوسع يف املسألة املذكورة الرجوع إىل باب األسئلة الواردة على القياس أو قوادح

. العلة يف كتب األصول أو إىل الكتاب املذكور البن قدامة

)٢٢(

اخلامتة

بحث املتواضع أقول ملخصا ملا تقدم ذكره يف األبواب السابقة إن ويف خامتة هذا ال

القول الراجح هو القول بثبوت القياس كما ذهب إليه مجهرة العلماء منهم أئمة اتهدين

األربعة أبو حنيفة ، مالك، الشافعي وأمحد رمحة اهللا عليهم أمجعني، وألن الصحابة أقـروا

عدة وقائع كما ورد يف األحاديث واآلثار اليت جاءت على االجتهاد واستعمال القياس يف

.منهم يف ذم القياس ، إذ مقصدهم يف ذلك القياس املخالف للنص وهو القياس الفاسد

ولكن ال يعين هذا أن يستعجل بالعمل بالقياس دون أن يبحث وينظر يف األدلة الشـرعية

أو السنة أو اإلمجاع ، وال بد األخرى،وإمنا يعمل به إذا مل يكن هنالك دليل من الكتاب

.من مراعاة شروط صحة العمل بالقياس املتقدم ذكرها يف الباب األخري من هذا البحث

وعليه،إذا وردت إلينا مسألة من املسائاللدينية فعلينا البحث أوال يف دليل من الكتاب،وإن

تهادات املرافقـة مل يوجد ينظر يف السنة الصحيحة، مث اآلثار الواردة من الصحابة واالج

.القياس:للشرع واملعتمدة على الدليل الصحيح ومن ذلك

هذا وإن ما كتبته ومجعته من بعض الكتب األصولية يف هذا البحث ليس إال بداية

إللقاء الضوء على مسألة االعتراضات على القياس ، وهو يف حاجة إىل كتابـة مبسـطة

.وفيا وشامال ملباحث أخرىووحبث موسع وإملام أكثر ليكون املوضوع مست

واهللا أسأل أن ينفعين مبا كتبت ومجعت يف هذا البحث املتواضع وينفع كل مـن

.تصفحه، إنه ويل ذلك والقادر عليه، واحلمد هللا رب العاملني

* * *

)٢٣(

فهرس املراجع

القرآن الكرمي -١

صحيح اإلمام مسلم -٢

-خلاطر العاطر البن بدرانروضة الناظر وجنة املناظر البن قدامة وشرح نزهة ا -٣

.الرياض -م ١٩٨٤/هـ١٤٠٤مكتبة املعارف، الطبعة الثانية،

مكتبة ابن تيمية -)هـ١٣٩٣:ت(مذكرة أصول الفقه للشيخ حممد الشنقيطي -٤

هـ.١٤١٦، الطبعة الثانية

مطبعة دار احلـديث طبعـة . اإلحكام ألصول األحكام أليب حممد األندلسي -٥

هـ١٤٠٤األوىل

هـ حتقيق وتعليق ٣٩٧،.أصول الفقه لإلمام أيب احلسن املالكي تاملقدمة يف -٦

حممد السليماين

.بريوت ٣ترتيب القاموس احمليط على طريقة املصباح املنري دار الفكر طبعة -٧

.املعجم الوسيط إلبراهيم أنيس ، الطبعة الثانية -٨

الرسالة حملمد بن إدريس الشافعي حتقيق أمحد شاكر ، مطبعة ومكتبة مصطفى -٩

.احلليب

.إحكام الفصول يف أحكام األصول لإلمام الباجي - ١٠

هـ١٣٢٤، سنة٢املستصفى لإلمام أيب حامد الغزايل ط - ١١

بريوت ٢،١٩٩٢جابر العلواين ط. احملصول يف علم األصول للرازي حتقيق د - ١٢

.املسائل األصولية من كتاب الروايتني أليب يعلى احلنبلي - ١٣

العثيمني رمحه اهللا تعاىل، مؤسسة األصول يف علم األصول للشيخ حممد صاحل - ١٤

.بريوت -الرسالة

فواتح الرمحوت للعالمة عبد العلي حممد بن نظام الدين األنصاري ، املطبعـة - ١٥

.مصر احملمية -األمريية ببوالق

)٢٤(

فهرس املوضوعات

١ مقدمة البحث

٣ تعريف موضوع البحث

٣ تعريف االعتراضات يف اللغة واالصطالح

٤ تعريف القياس

٦ اخلالف يف القياس

٦ قول اجلمهور يف ثبوت القياس

٩ قول املخالفني للقياس

١٠ االعتراضات على القياس

١٧ الرد على ابن حزم

٢٠ شروط صحة االستدالل بالقياس

٢٢ اخلامتة

٢٣ فهرس املراجع

٢٤ فهرس املوضوعات