توظيف التراث في القصيدة الشعبية القبائلية.pdf - Université ...

112
1 ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن ﻣﻴﺮة- ﺑﺠﺎﻳﺔ ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب واﻟﻠﻐﺎت ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ ة : ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻻﺳﺘﻜﻤﺎل ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺗﺨﺼﺺ: أدب إﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺒﺘﻴﻦ: إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذ: ﺗﺮزي ﻟﻴﻠﻴﺔ ﺳﻌﻴﺪ إﺑﺎون إﻓﻮزار ﻣﺮﻳﻢ ا ﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ2014 - 2015 ﻴﻒ اﻟ ﺗﻮ ﻴﻒ اﻟ ﺗﻮ ﻴﻒ اﻟ ﺗﻮ ﻴﻒ اﻟ ﺗﻮ ﻴﺔ ﺸﻌ ﻴﺪة ا ﻟﻘﺼ ﱰاث ﰲ ا ﻴﺔ ﺸﻌ ﻴﺪة ا ﻟﻘﺼ ﱰاث ﰲ ا ﻴﺔ ﺸﻌ ﻴﺪة ا ﻟﻘﺼ ﱰاث ﰲ ا ﻴﺔ ﺸﻌ ﻴﺪة ا ﻟﻘﺼ ﱰاث ﰲ ا ﻴﺔ ﺋﻠ ﻟﻘ ا ﻴﺔ ﺋﻠ ﻟﻘ ا ﻴﺔ ﺋﻠ ﻟﻘ ا ﻴﺔ ﺋﻠ ﻟﻘ ا ﺷﻌﺎرٔ ﺷﻌﺎرٔ ﺷﻌﺎرٔ ﺷﻌﺎرٔ " " " ﻘﻼت ﻳﺖٔ $ ﻟﻮﻘﻼت ﻳﺖٔ $ ﻟﻮﻘﻼت ﻳﺖٔ $ ﻟﻮﻘﻼت ﻳﺖٔ $ ﻟﻮ" " " ﳕﻮذ;pma&ﺎٔ ﳕﻮذ;pma&ﺎٔ ﳕﻮذ;pma&ﺎٔ ﳕﻮذ;pma&ﺎٔ

Transcript of توظيف التراث في القصيدة الشعبية القبائلية.pdf - Université ...

1

بجاية -جامعة عبد الرحمان ميرة كلية اآلداب واللغات

قسم اللغة واألدب العربي

:��ة��

مذكرة مقدمة الستكمال شهادة الماستر في اللغة واألدب العربي

أدب: تخصص

:إشراف األستاذ : داد الطالبتينــــــــــإع

سعيد إباون ترزي ليلية إفوزار مريم

2015 -2014 لسنة الجامعيةا

رتاث يف القصيدة الشعبية رتاث يف القصيدة الشعبية رتاث يف القصيدة الشعبية رتاث يف القصيدة الشعبية توظيف التوظيف التوظيف التوظيف ال

الق�ائليةالق�ائليةالق�ائليةالق�ائلية

�منوذ&ا�منوذ&ا�منوذ&ا�منوذ&ا """"لون$س �يت م�قالتلون$س �يت م�قالتلون$س �يت م�قالتلون$س �يت م�قالت""""�شعار �شعار �شعار �شعار

2

شكر وتقديرامني أن نتقدم بالشكر اجلزيل مع كر انه ملن شيم الكرم االعرتاف بشيم األ

الذي تفضل باإلشراف على " سعيد إباون"فائق االحرتام والتقدير إىل األستاذ املذكرة ومل يبخل علينا بالنصائح والتوجيهات والتشجيع املستمر واملعاملة الطيبة، وصربه له علينا، وإىل كل أساتذة قسم األدب العريب الذين ساعدونا يف مشوارنا

امعي، فاللهم أجزل هلم اجلزاء والعطاء ووفقهم إىل ما حتب وترضى إنك مسيع اجل .جميب

3

إهداء

بلسان قائل وقلب صادق أحنين أمام من خلقين ووهبين العلم وأفاض علي

"اهللا سبحانه وتعاىل"بالتعلم

.إىل أمجل صورة بداخلي ومنبع احلنان الذي ال ينتهي، بصوا ودعواا أمي

.إىل من سهل علي سبل التعلم ومل يدخر جهدا، متمنيا يل النجاح أيب

نسيمة ونبيلة وأخي العزيز :إىل أخوايت اللوايت كنا يف عوين ومصدر طاقة يل .مجال وزوجته

إىل مجيع األهل واألقارب وإىل صدقايت اللوايت ال تتسع هلن القائمة وإىل

.ذا العملرفيقيت الغالية ليلية اليت شاركتين ه

.إىل مجيع هؤالء أهدي مثرة جهدي

مريم

4

إهداء بسم اهللا الرمحان الرحيم

:أهدي مثرة هذا اجلهد املتواضع ، صاحبة الكرم إىل أصدق عاطفة وأنبل حنان وىل أعظم وأنبل إنسانة يف الوجود إ

واجلود، إىل أعز ما يتملكه الفرد ويفتخر بامتالكه

.عين أمي الغالية متمنية رضاك

، ووفر يل كل الظروف إىل من فتح درب العلم أمامي ومل يبخل علي بعطفه وحنانه حىت اشتد عودي، لواله ملا وصلت هلذا اليوم

.أيب العزيز متمنية رضاك عين

.إىل أخوايت األحبة ،أمتىن هلم النجاح يف مشوارهم الدراسي

.أخي احلبيب ياسر:إىل خفيف الظل والروح

.واألقارب الذين ال تتسع هلم القائمة إىل مجيع األهل

الذي لت منه معىن األدب " سعيد إباون"إىل أستاذي املشرف على هذا البحث .قبل العلم

.وإىل كل من ساعدين يف اجناز هذا البحث

.إىل كل من يعرفين من قريب أو بعيد أهدي مثرة جهدي هذا

يةليل

5

مقدمة

6

من أهم املقومات اإلبداعية البارزة اليت تركز عليها منه األدب الشفوي خاصة الشعر يعد قل إلينا عرب األجيال واليت القت رواجا وانتشارا يف تالثقافة األمازيغية اليت استطاعت أن تن

حيائي املتجذر لشخصية األمة مبا األوساط الشعبية قدميا وحديثا، فمنذ أن وجد وهو احلامل اإلبفضل اللغة األمازيغية اليت تشكل وعاء إطارا : وحمتوى إطارا والنمو، االستقراريقدمه من عوامل

وحمتوى بسبب الفاعلية الزمانية شامال للمكونات األساسية ألصالة هذه األمة وعراقتها،بة من أجماد وقيم ومبادئ وأخالقيات، ل املتعاقورثته لألجياما واحلضارية لتلك الشخصية بكامل

ئ ام ومبادظوفق ن شعاليتجلى عرب موارده الرتاثية اليت تعترب مرآة عاكسة حلياة اتمع، الذي خاصة، فالرتاث قدمي قدم اإلنسانية، حيث عرفه اإلنسان البدائي منذ وجوده على سطح

رة أي شعب من الشعوب، األرض، فهو بذلك يشكل اإلطار التارخيي الذي تنطلق منه حضااحلصيلة اإلنسانية لكافة جوانب تطور هذه الشعوب جنباتهفهو مبثابة الوعاء الذي جيمع بني

ومنوها، فهو روح األمة ونبض وجودها وهويتها، إنه املخزون احلضاري والثقايف الذي يرثه اخللف ه،متمن امتداد تاريخ أعن السلف،فيشكل لديه القيمة الثابتة اليت يبىن عليها هذا اخللف ض

ن التواصل إقامة الصلة بني املاضي واحلاضر،حيث إين واملستقبلي انطالقا من حاضره ووجوده اآل .الرتاث هو الذي خيلق لألمة وجودها الفاعلمع

الشعبية القبائلية إىل طرق باب البحث عن ظاهرة توظيف الرتاث يف القصيدة وما دفعناالذين حافظوا بكل براعة وثبات على إىل األصالة وجذور األجداد إىل كل ما يرمز ناهو ميل

جالل إفعله إزاء إجنازام هو الوقوف هلم بكل إميانا منا بأن أقل ما ميكنالقيم واملبادئ النبيلة،ني الذين سامهوا بشكل أو بآخر يف يني والشعراء القبائلعباملبد نا، ومن جهة أخرى تأثر وتوقري

، وبذلك استطاعوا أن حيافظوا اهلادفة إىل ترسيخ أصولهمن خالل مؤلفام حياء هذا الرتاثإعلى هذا املوروث الثري بطرق فنية راقية استهوت القلوب واألفئدة، كما أنارت العقول

سي حمند "كأمثال القبائليفصاروا بتلك األعمال اخلالدة أعالما للرتاث صائر، البو ليكون حمورا يف موضوع حبثنا اخرتناهالذي " يت منقالتلونيس أ"، و"سليمان عازم"،و"وحمند

اجلوهرية اليت اإلشكالياتهذا بدراسة مناذج عن توظيفه للرتاث يف قصائده املتنوعة، بطرح بعض :حتتاج إىل حتليل موضوعي قصد اإلملام باملوضوع واليت تتمثل أساسا يف

7

املتنوع واملتواتر عن األجيال السابقة ذا كان الرتاث هو ذلك املخزون الثقايف والفين إ: أوالهذا الرتاث يف أشعار ومظاهر جتسيد إحياءاملعرب عن القيم احلضارية والتارخيية، فما هي صور

.لونيس أيت منقالت؟

قد اختذ من الرتاث منطلقا وسندا "لونيس أيت منقالت "إذا كان الشاعر: ثانيا .يف مؤلفاته؟ إبداعيةيقة بطر يصوغهاإىل أي مدى استطاع أن ،فألشعاره

.إىل أي مدى استطاع الشعر القبائلي بأن حيافظ على الرتاث؟: وأخريا

، اعتمدنا على املنهج الوصفي التحليلي الذي أجل اخلوض يف غمار هذا البحثومن يف ذلك إىل بعض املراجع واملصادر اليت سامهت يف تانرأينا أنه األنسب لطبيعة املوضوع مستند

تطور " ، حتت عنوان "حممد جالوي"املوضوع يف اجلانبني النظري والتطبيقي مثل كتايب معاجلة كما "الرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت"و" الشعر القبائلي بني التقليد واحلداثة

."حملمد جالوي "الديوان الشعري للونيس أيت منقالت"اعتمدنا أيضا على

تباع خطة إ ، ارتأيناة اإلشكالية املطروحة يف هذا البحثعن األسئلاإلجابة ومن أجل عطاء حملة عن إفقد مت افتتاح هذا البحث مبدخل عام متحور حول : وانب الدراسةجلشاملة

السياسية، االجتماعية، : بذكر خمتلف املعطيات ،اخللفيات العامة املشكلة للبيئة القبائليةحول الرتاث بتبيان مفهومه وأمهيته وكذلك هموضوعور الذي يدلفصل األول اوالثقافية، مث يليه

.العودة إىل الرتاث الشعيب الفصل دوافععناصره، كما أدرجنا ضمن نفس

أما يف ما خيص الفصل الثاين فقد انصب على أهم الروافد الرتاثية اليت هلا رابطة مع أشعار اعر، مث عدنا إىل التفصيل نبذة عن حياة الش بإعطاء، وافتتحنا الفصل "لونيس أيت منقالت"

ستشهاد والتحليل بكل األنواع الرتاثية اليت يف املصادر الرتاثية املعتمدة يف أشعاره مع التمثيل واال .وضوع ليكون خامتة له، وأخريا قدمنا انطباعا عاما حول املإبداعاتهجسدها الشاعر يف

8

:لــــــــــــــــــخدملمحة عن الخلفيات العامة

المشكلة للبيئة القبائلية

9

لكونه يزخر بعادات إعجامحمط باتمع القبائلي،حيث كاناهتم الكثري من الباحثني واجلماعات اليت تكشف لألفرادويتجلى ذلك يف احلياة العامة تقاليد متيزه عن باقي اتمعات، و

ء واملناخات اليت تكسب هذا اتمع ذلك التمايز و االنفراد يف أطره باخلصوص عن تلك األجوا .واالجتماعية والثقافيةالسياسية

ىل تقدمي صورة عامة عن هذا اتمع وميكن استجالء ذلك إلباحثني وذهب العديد من اوالوقوف ،من خالل الوقوف عند أهم مميزات البيئة القبائلية بدءا بالسياسية واالجتماعية والثقافية

عند غريه من ال جندهاعليها حىت صار له هاته اخلصوصية اليت عند أهم املعطيات اليت مر .اتمعات األخرى

:السياسية الخلفية: الأو

ري شؤونه على غرار منطقة القبائل اليت يلكل جمتمع سياسة وقوانني يعتمد عليها يف تس تقليدييفتقد إىلتمع حيكمها نظام خاص يدعى بالنظام العروشي فهو يعرب عن تنظيم سياسي

الشؤون العامة، رييالقبيلة هي اليت تسن القوانني مبا تراه مناسبا لتسفمركزي مهيمن، تنظيم

مهما للمجموعات الريفية المغربية ،وتشكل منذ القدم الحجر القبيلة تمثل قطبا سياسيا"ـــــف 1."األساسي لفهم التركيبة السوسيولوجية لهذه البلدان

ويستند نظام القبيلة إىل منح الزعامة لشيخ القبيلة أو جموعة من احلكماء الذين يتمتعون فهم يلعبون دورا أساسيا يف ،وذ من خالل بعض خصاهلم اليت تؤهلهم لذلكبروحاملسؤولية والنف

،أو ما يتعلق بتعديات خارج إطار تقع بني أفراد القبيلة الواحدةالنزاعات واخلالفات اليتفك .)مع قبائل أخرى(القبيلة

1-A-laroussi, pour une sociologie des ruptures, la tribu au Maghreb médiéval, série sociologie : 2eme,Vol :VI : presse d’ORBISIMPRESSION,1997, p.13.

احملافظةبعة الزيتونة، الشعر التقليدي، مط 1، ج )بني التقليد واحلداثة(تطور الشعر القبائلي وخصائصه : حممد جالوي: نقال عن . 57، ص2009السامية لألمازيغية، تيزي وزو،

10

:للقبيلة بالشؤون الداخلية ما يتعلق -1املتخاصمون فيلجأ األفراد،الفكه حادة تستدعي التدخل العاجلخالفات ما تقعغالبا

احلل املناسب الذي يرضي قصد عرض خالفهم وإجياد" ثامجاعث "ـــــاحلكيم أو ما يسمى ب إىلاملتخاصمة ،وبذلك ختضع له األطرافالقرار الذي يراه صائبا اختاذىل ،فيعمداحلكيم إالطرفني

،وقد تلف من منطقة إىل أخرىئل ملدة خت،ويتم انتخاب رؤساء القبادون تفاوض أو طعن فيهأو احنرف عن املبادئ األخالقية،ومن أمثلة القوانني اليت ساءت سريرتهيتعرض الرئيس للعزل إذا

فرض عقوبات مالية مقدرة من طرف الرئيس يف حالة اخلروج عن قاعدة أو "ثامجاعث"تعمل ا .عرف سائدين يف اتمع

ا دافعها األساسي هو اجلهل والسذاجة وسيطرة لغة رمب ،أما عن نوعية اخلالفات فهي كثريةوقد يتطور ، ،أو منبع ماء أو معربد األفراد يتقاتلون على شرب أرضفكثريا ماجن ،القوة واهليمنة

.أحيانا كثرية ليؤدي إىل مراشقات باستعمال السالحالنزاع

:بالخالفات الخارجية ما يتعلق -2

ا الداخلية من كقوة موحدة متجاوزة خلالفا كتلالتيعتمد التنظيم الداخلي للقبائل على ،من بينها تصدي اتمع القبائلي للغزو ، وأمثلة ذلك عديدةأجل مقاومة الدخيل األجنيب

،واألمر نفسه بالنسبة ا الغازي من التوغل داخل املنطقةالرتكي طيلة قرون حيث مل يتمكن هذذلك إال بعد له تىهلة األوىل إال أنه مل يتأالو لالحتالل الفرنسي الذي حاول غزو القبائل منذ

كل منطقة و "والقبائل ال جتمع فيما بينها أي عالقة سياسية صلبة .الزمنقرابة نصف قرن من ن القبائل التي تتفاوت فقرا تحتها مجموعة م ،تنظويال تشكل إال شبه فدرالية اسمية

،ذات حرية ها إلى كسور وقرىحربا، هذه التي تنقسم بدور عقيدة و ،اقوة و ضعف ،وغنىلواء وحدة سياسية االحتاد حتتإال أن هذا االنشطار ال مينعها من ،1"واستقاللية

كالتبادالت املشرتكة بينهما ملواجهة أي عدو مشرتك، وذلك محاية للمصاحل" الصف"تدعى

.60، ص)بني التقليد واحلداثة(حممد جالوي، تطور الشعر القبائلي - 1

11

األمر التجارية، القرابة الدموية، املصاهرة، كما يتم بعد ذلك تقاسم العواقب سواء تعلق .بالكسب أو اهلزمية

مثيل هلا خالل وقد ظهر هذا التكتل يف أى صوره عندما أبدى أبناء املنطقة شجاعة ال صمدوا ملدة طويلة إىل أن متكن ا وقفة رجل واحد يف وجه الغزاة و إذ وقفو ،املقاومات الشعبية

ىختلفة واحدة تلو من التوغل إىل عمق املنطقة لتسقط بذلك القبائل امل" راندو"اجلنرال .األخرى

وقد أكد مولود معمري هذه التحوالت العميقة اليت طرأت على اتمع القبائلي التقليدي

ل كانت بالنسبة للقبائ 1871قد حاولت إظهار كيف أن األعوام التي تلت هزيمة ل":قائالتي تحد من إسقاط آخر العراقيل ال:توسعالاالستعماري كان في مرحلة النظام، فترة حاسمة

تفكيك ما تبقى من ،النفي واالغتيال،القتل والتشريد ،يعامتجالااالقتصادي و تطوره .1"القبائلي القديموالتنظيم الجهاز السياسي

:الخلفية االجتماعية: ثانيا

مل يتمكن املستعمر الفرنسي من االستحواذ على منطقة القبائل إال يف حدود منتصف القرن حدى دراساته وصفا شامال هلذا إلقول الباحث مولود معمري الذي قدم يف حيث يؤكد هذا ا 19

لمستعمر الفرنسي تعد منطقة القبائل آخر منطقة وطأتها أقدام ا":اتمع التقليدي العريق قائالظلت هذه المنطقة تقدم ) 19(التاسع عشرالقرن ، فإلى غاية منتصف في شمال الجزائر

ارث ومنسجم ، مجتمع محدود منغلق على نفسه من صورة حية لمجتمع تقليدي متو ومن .فمن ناحية التضاريس تشكل جباله العالية المحاطة به حصنا منيعا: ةجوانب عد

ولم تخضع ،بالد القبائل لم تعرف االستعمار األجنبي منذ أمد بعيدالتاريخية الناحية ولوجي، أصبحت ملجأ السوسيومن الجانب .لى المغرب األوسطألنظمة الحكم المتعاقبة ع

1-M.Mammeri, culture savante, culture Vécue, p.28. .63، ص )بني التقليد واحلداثة(حممد جالوي، تطور الشعر القبائلي وخصائصه: نقال عن

12

ومن حيث .لكل األفراد الذين يجمع بينهم إحساس لغوي ودموي مشترك ياضمامنا .1"برية مثبتة الوجود ضمن محيط معرباللغة،ظلت ممارسة اللغة البر

وال شك أن منطقة القبائل تتميز عن غريها من املناطق األخرى بقساوة الظروف باملناطق األخرى كما تعد منذ القدم بالتفافهامنيعا فمن حيث تضاريسها تشكل حصنا،املناخية، فقاوموا تلك الصعوبات بالدفاع عن وعلى الرغم من ذلك صمد سكاا صلبة وعرة،ككتلة

.حار ومعتدل صيفا ،، فمناخها بارد، قاس شتاءمتاما انعزاهلاحرمة األجداد وأدى ذلك إىل

أوجان "ب العيش فيها فيقول ق اجلبلية ما يصعتتسم منطقة القبائل بصعوبة التوغل يف املناط

القبائل من حيث الساللة ينحدرون من أصل واحد، إذ ": "Eugène Daumas -دوماسفوذ شامل على البالد كلها، ولكن فيما بعد، ، يحظى بنفيما مضى شعبا متالحمايمثلون

سواحل سحاب إلى الجبال كمعاقل لالحتماء، تاركين الاالن على مرغماوجد نفسه ل كسر على مر الزمن ، لينشطروا بعد ذلك إلى كسور كبرى ، حتى أصبح كللمنافسين لهم .2"غريب عن غيره

أب اتمع القبائلي العيش على نفس وترية الطبيعة اجلبلية القروية فواجه كل حتديات ودني الذي مل يؤثر احلياة حىت األحداث اهلامة كإقامة األتراك يف السواحل، والقدوم الكثيف للمرابط

على نظامهم اليومي، وإن ما مييز هذه املنطقة عن غريها ذلك النمط املعيشي لألشخاص مثل ما :تمدون يف املنظومة اإلنتاجية علىيتعلق بالنشاطات اليت ميارسها السكان، حيث يع

:النشاط الزراعي -1

ىل وهذا راجع إيعاين سكان منطقة القبائل من عدة صعوبات وعراقيل يف هذا اال، ،حبكم أن هذه املنطقة تستحوذ عليها األراضي جمموعة من العوامل الطبيعية والتضاريسية

إىل تسميدها وإخضاعها للمناوبة الزراعية الضرورية اليت يفرضها القاحلة،مما دفع بالفالحني

1- op.cit, p 208. .51،ص50، ص)بني التقليد واحلداثة(حممد جالوي، تطور الشعر القبائلي وخصائصه: نفال عن

2-E.Daumas ,Moeure et coutumes de l’Algérie, Ed sindbad, paris, 1988,p 130. .51، ص م ن :نقال عن

13

تقليدية ائيةوسائل بدالتقليد الفالحي، يضاف إىل ذلك، أن الفالحني يف هذا اال يستخدمون ،والفأس، واملنجل اليدوي، وكذا وسائل لتخزين املؤونة لفرتات ث اخلشيبا،واحملر احلرث بالثريان أمهها

حيث يلجأ إليها األفراد يف األوقات العسرية يف فصل " Ikufan - إكوفان"طويلة أو ما يسمى ب .الشتاء خاصة

Tibhirinى ذلك يف القيام بالبستنة ولقد اهتم الفرد القبائلي باألرض اهتماما كبريا، ويتجلويف األخري ينتفع ، ، والتلقيم، والتسييج، واحلراسة، والسقيفهو يقضي أغلب أوقاته يف الغرس

إن المحاصيل الزراعية للقبائلي في ":يف قوله" أوجان دوماس"مبحاصيل زراعية معتربة،خلصها –الفول –الحمص -اللوبية : هذا المجال كثيرة ومتنوعة، فمن خضرواته الفالحية نجد

كما يقوم بزرع ... الفلفل األحمر –الشمندر –البصل –الخيار –اللفت –القرنون فاح، المشمش، جاص، التالبرتقال، اإل: كه من كل نوع خاصةالتبغ والبطاطا، ويملك الفوا

.1"اللوز، والعنب

إذ إن غرس ،ناسب الطبيعة اجلبليةوتعد زراعة الزيتون الزراعة األساسية ألهل القبائل ألا تللصعاب املناخية ويعمر طويال، وشجرة الزيتون يف األعراف القبائلية تعد الزيتون يعرف مبقاومته

، وتبقى شجرة الزيتون موا، إذ تباع األرضإرثا من موروثات األجداد مما جعلهم يقدسوا ويعظ . غري مباعة

يوجه القسط األوفر ف، كميات كبرية ومعتربةمن هذا املنتوج وقد يبلغ أحيانا املردود السنوي لذا يستحيل ،تحضري الوجبات الغذائية باعتباره املادة األساسية يف التغذيةولمنه لالستهالك

.ق ااورة نظرا لنوعيته الرفيعةااالستغناء عنه، والكمية الفائضة منه تسوق يف األسو

1-E.Daumas, p141. .53،ص)بني التقليد واحلداثة(خصائصهحممد جالوي، تطور الشعر القبائلي و : نقال عن

14

:النشاط الصناعي والحرفي -2

، مما دفعه إىل باال الصناعي واحلريفي اهتماما عظيما تمع القبائلي التقليدأوىل اصناعة اخلشب بكل فروعه كالنجارة، مثل سب مهارات نادرة يف شىت ااالتاإلبداع وك

.واحملفورات، والبنادق، واارف، والقباقيب ولوازم احلياكة

ى صناعة الصوف، كحياكة الربانيس، أما عن الصناعة النسيجية فهي تعتمد أساسا علالقبعات البيضاء، وفضال عن الصناعة النسيجية جند صناعة و واألغطية، واأللبسة الصوفية،

، وصناعة القراميد مبادة أخرى ذات االستعمال املنزيلكالقلل و األواين الفخار بشىت أنواعاألسود املصنوع بدوره من كانت تستغل مادة الزيتون الفائضة لصناعة الصابون الفخار، كما

، أو حببال الزغب أو والقفف باستغالل مادة احللفاء رة صناعة األحص ،رماد شجرة الدفلة .شعر املعز

حة المتنوعة كالبارود تداول صناعة األسل"ـــب لمنطقة القبائويتميز النشاط الصناعي يف وهذه الصناعة .رصاصوالبطاريات، وصناعة الخراطيش والالسيوف والخناجر والمدافع،

.1"الالزمةهي التي زودت القبائل المتناحرة بالمادة الحربية

املوسيقية اليتباإلضافة إىل ما سبق، جند أن الفرد القبائلي اهتم كثريا بصناعة اآلالت .تناسب متطلبات التعبري عن أجواء األفراح واملناسبات السعيدة اليت حيتفل ا السكان

ل ذات الوقع املوسيقي ، القصبة، وبعض الوسائالناي: املوسيقية املتداولة ومن أهم اآلالت .الدربوكة، والدفكالبندير و

الذي جيوب اجلبال "العطار"،مهنة اجلوال املهن اليت شاعت يف تلك الفرتةومن بني

فيخرج معبأ ببعض المواد الحانوتية التي تشمل ،وهو معروف يف بالد القبائلوالسهول، على مواد تجميل نسوية مثل الحنة، المسك، الكحل، إضافة إلى بعض األدوات أساسا

تدوم رحلة و .،والمقص، والكبريتالخيط واإلبر، وشفرات الحالقةك:تحتاجها األسر التي

.55-54، ص)بني التقليد واحلداثة(حممد جالوي، تطور الشعر القبائلي وخصائصه: ينظر -1

15

، وعندما ير على األرجل أو على ظهر الدابة، ويسال التجارية عدة أسابيع أو شهورالجو ن المال يستغله في شراء كميات من الصوف أو بعض ينتهي من عمله يحصل على مقدار م

.1الدواب للركوب أو الثيران للحرثاألمالك ك

:الغربة وأثرها على المجتمع القبائلي -3

اجتماعية متواترة بني األجيال، فالفرد القبائلي انتهج هذا عادةتعترب هذه الظاهرة أال وهو حتسني الظروف املسلك لعدة عوامل إال أا تلتقي يف قاسم مشرتك واحد

،املعيشية،فهناك من يسعى لتوفري لقمة العيش ألوالده كاقتناء ثريان للحرث كمصدر للرزقأحالمه ومنهم من عزم العقد على بناء حياته فيكد ويشقى ليال و ارا من أجل حتقيق

أما ري،األسوكضمان على تواصل التواجد ،كالزواج الذي يعد من بواعث االستقرار النفسيعن وجهات االغرتاب واهلجرة فهي غري حمددة، فبعضهم يفضل املناطق الساحلية احمللية

.والبعض األخر يتوجه إىل ما وراء البحار خاصة فرنسا

:الخلفية الثقافية للمجتمع القبائلي -4

تعد الثقافة القبائلية يف احلقب املاضية يف عمومها ثقافة شعبية حمضة بسبب انعدام العلمي، فهي ثقافة شفوية نابعة عن حكمة اإلشعاعية الكفيلة ببث ؤسسات الثقافية الرمسامل

يف هذا " مولود معمري "،فكما قال دة يف اجلوانب احلياتية املتعددةاألجداد، وخربم األكي

فإن األفراد في المجتمع القبائلي التقليدي يسهرون جاهدين على تقليد موروث ":الصددالذي يرون فيه النموذج األمثل، ويبعدون بذلك عن أنفسهم عناء االجتهاد أو األجداد،

للحياة، ال يمكن في الخطأ، وتصبح بذلك عادة األولين قاعدة مثاليةخطأ الوقوع فاألفراد يعملون على تقليد موروثهم الذي يرون فيه النموذج املثايل، أما عن .2"االستغناء عنها

.56، ص)بني التقليد واحلداثة(حممد جالوي، تطور الشعر القبائلي وخصائصه: ينظر - 1 2-op .cit, p27.

. 46م ن ، ص

16

ي تفتقد إىل التقليد الكتايب الناقل حلركة الوعي الثقايف ذات إنتاج نوعي هذه الثقافة الشفوية فه :يف جماالت أدبية، تارخيية، وعلمية وهؤالء األفراد يعتمدون أساسا على

:القبائلي قبائلية -1

وهذه القاعدة املثالية تقوم أساسا على جمموعة من القيم واملبادئ اليت تشكل نسج مة ألا دف إىل زرع األخالق السامية والسلوك الفاضل الناطق العالقات االجتماعية القائ

، ويعتربوا من مقومات لعزة و الوفاء بني أفراد اتمعوا بالعفة والشرف، والصدق واألمانة،الشخصية القبائلية، ما جعلهم يقدسوا أعظم تقديس واالمتثال هلا أمر واجب على

.رباط القرية والقبيلة ككل اجلميع، وال متثل رباط شرف شخصي بل

:مبدأ العناية -2

يهدف إىل ة يف اتمع القبائلي التقليدي، فهو ميثل هذا املبدأ إحدى املقومات الفاعلانضواء الفرد حتت منط اجتماعي مجاعي، حيسسه بضرورة املسامهة الفعلية يف البناء والتشييد

عن العنصرية االجتماعية بعيدااألعباء واملسؤولية وجيعله فعاال يف اختاذ القرارات البناءة واقتسام على خلق ذلك الشعور االجتماعي املوحد واملشرتك واالبتعاد ما يساعدوحب الذات، وهذا

.الفرد عالة على اتمع ال يكونعن التواكل كي

اتمع عتربه من املقومات الفعالة يف العناية الذي اأ تناوله ملبد يف"اوجان دوماس"ويقول

سلطان يؤسس ،بل سلطان ال يضاهيه سلطان أخر، تمثل سلطان القبائللعناية ا"القبائليالقبائلي يمكنه أن يهجر امرأته وأبناه وبيته،ولكنه اليهجر .لضرائباالحق وال يفرض

عن باقي به التفردسكوي ،المتثال الذي يشرف الفرد القبائليهذا ا على اإلطالق،"لعنايةا" 1."خرىاألقوام األ

1-Op. cit-, P 170. .65،ص ) بني التقليد واحلداثة(الوي ، تطور الشعر القبائلي وخصائصه حممد ج: نقال عن

17

: الحركة الدينية -3

لعبت الزوايا مع النصف الثاين من القرن التاسع عشر دورا هاما يف تنوير العقول بالثقافة حيث خصص يوسف نسيب ،والعلم الغزير من خالل ما تقدمه من خدمات جليلة وفاعلة

وايا يف اتمع ،فأبرز من خالهلا األدوار األساسية اليت تلعبها الز دراسة خاصة عن هذه احلركةاالت التنظيمية والتثقيفية والنضالية،فأصبحت الزوايا مع النصف الثاين التقليدي السيما يف ا

من القرن التاسع عشر مراكز لإلشعاع الثقايف والعلمي وهيئات متعددة اخلدمات ومساجد

وقبة تتألف الزاوية من مسجد،":، ومستشفيات،وقد وصفها أوجان دوماس بقولهومكتبات، وحجرة أخرى لدراسة لتالوة القرآن التي تحوي قبر المرابط الذي تحمل اسمه، ومحال

العلوم، ومدرسة ابتدائية خاصة بالتالميذ الصغار، وإقامة خاصة بالطلبة الذين يقصدونها من بعيد لمزاولة دراستهم المعمقة، وإقامة أخرى أين يستقبل عابري السبيل والمحتاجين،

ة بهذا الشكل مقبرة المعدة لمن أراد أن يدفن بجوار شيخه المبجل، والزاويوأحيانا ال .1".أوى مجانيمتشبه جامعة دينية و

ما يزيد هذه الزوايا تألقا وعظمة هو استقطاا لعدد هائل من الطلبة الذين يقصدوا من و فقه والكل صوب وحدب من أجل التحصيل العلمي الذي تقدمه من خالل حتفيظ القرآن

إىل جانب فروع اللغة العربية كالنحو والصرف وعلم العروض وعلوم ،وعلوم التفسري واحلديث .أخرى

بفعل شأاالرمحانية اليت ذاع الطريقةوبذكر الزوايا ودورها ال ميكن نسيان أو جتاهل افة إىل مهامها املقدسة يف جماة حركات التبشري والتنصري أثناء احلقبة االستعمارية، باإلض

وعقود الزواج، تدخلها يف إجياد احللول للمشاحنات والنزاعات وتوثيق خمتلف العقود العقارية من " حلسنيأو حمند "ومن أشهر شيوخ الفقهاء ألتباع الرمحانية جند الشيخ . والرتكات واملواريث

.من أيث وسيف" حمند أمزيان"ثاقا، والشيخ

1-Op . Ccit, p170. .66،ص )بني التقليد واحلداثة(حممد جالوي، تطور الشعر القبائلي وخصائصه : ال عنقن

18

أشكال أدبية ثرية ما أنتجته البيئة القبائلية من احمليط الثقايف الديين إىل هذايضاف األسطورة واحلكاية واخلرافة :منها تواصلها الشفويتتناقلها األجيال عن طريق ومتنوعة ظلت

إنتاجات شعرية،ثرية ومتنوعة متثل ىلواألقوال املأثورة من أمثال وحكم وألغاز وأحاجي،إضافة إوتطلعاته،كما تكشف هذه اإلنتاجات عن عدد لهأماو حزانه أديوان الشعب الناقل ألفراحه و

.كبري من األمناط الشعرية املميزة وسعة املوضوعات واألغراض

:مكانة الشعر والشاعر في الحقل الثقافي األمازيغي

باهتمام زائد يف حيظى لشعر والشاعر فالنشاط الشعريلأوىل اتمع القبائلي عناية خاصة يعد مرآة عاكسة للجوانب االجتماعية والفكرية حلياة األفراد ذائلية إالبيئة التقليدية القب

يلعب دورا يف نقل أخباره وعاداته ذديوان اتمع املفضل لديهم إ" ألسفروا"ـواجلماعات فوانشغاالا وتقاليده وحكاياته اليت يتوارثها جيل عن جيل للتعبري عن عواطفه وأهواءه وأفراحه

.ر هذا اتمع وأجمادهثآبتخليد م ليومية

فهو املرتجم ينتمي إليهعد حامل لواء القوم الذي يالتقليدي القبائليفالشاعر يف اتمع كما يلعب من خالل إبداعاته أدوارا كبرية فهو ه، ئبادوم هو احلامي لقيم،وهاألمني عن اهتماماته

اص قصائده تعد أفتك من الرص ،فاجلنبو احملمس للمقاتلني يف ساحة املعارك،والرافض للتخاذل بطلقة رصاص على أن ميوت بكلمة قاهلا الشاعر تظل لدرجة يفضل الفرد املوت بالسكني أو

منطقة القبائل قائمة على نظام عروشي قبائلي باعتبار أن .مالزمة له إىل أخر يوم يف عمرهومن ،قاتلنيمس املوحياخرها فيردد م منها شاعرتغذيه النزاعات واحلروب فكان لكل قبيلة

واالنتماء إىل القبيلة واليت تنقل لنا تفاخرهم وتباهيهم االعتزاز لروحالنماذج الشعرية العاكسة املناظرة الشعرية املشهورة اليت جرت بني ،على سبيل املثال ال احلصر ،، نذكرباألنساب واألعراق

".ث يراثنآمن " اللهحمند أو عبد "، والشاعر"أيث جناذ"من " قاسيو يوسف أ"شاعر ال

19

مبديا اعتزازه بقومه ومتغنيا مبفاخرهم وأجمادهم خاصة أثناء " يوسف أقاسي"يقول الشاعر 1:قائال ،احلرب

Nek d Ajennad men lasl-iw أنا أصلي من أيث جناذ yettruzun leεdu أهل التفوق وقهر األعداء

Meyya i irekben ur iris أهبة قتالهم بمائة فارس d amnay nettεuddu هي عدة فرساننا األشداءتلك

Njbbed ddal s lehris نتقن سحب دال البنادق mi aγ-yezra uεdaw yeknu تنحني أمامنا قوات النزالء

ومربزا ماهلا من رصيد " يراثن آث"مدافعا عن قبيلته " حمند أو عبد الله"الشاعر ويرد عليه

2:قائال ،ايلبطويل كبري ومقام مشرف يف السمو والتع

Maεloum lasl-iw d Ayirat معلوم أن أصلي من إراثن

iggad ilemdem cciεa أهل الشهرة وعلو الهمة Ur ak-ttcih win tifrat ال يرغبون في السلم

mi ara weqεen di Ifetna عند خوضهم غمار الفتنة Zellun-aγ medden rrexlat تذبح لنا أسمن الكباش

mi ara nemlil d lkarma لضيافةفي محافل الكرم وا

ةأدوار الشاعر عند حدود املهام املذكورة سلفا بل يتجاوزها ليلعب أدوارا ريادي فوال تتوقى يف جمال النصح والتوجيه أو يف اجلانب املعريف والتعليمي واحلكمة إذ إن كلمته تلقى صد

- 1 -A.hanoteau, Poésies populaires de la Kabylie du Djurdjura, p.275-276. : نقال عن.71، ص)بني التقليد واحلداثة(تطور الشعر القبائلي وخصائصه حممد جالوي،

2 - Ibid . p. 275- 276 . 71م ن ، ص : نقال عن

20

إن الشعراء ..."حني يقول"هداحلسني جما"بشكل واسع يف األوساط االجتماعية وهذا ما يؤكده في البيئة األمازيغية عموما، يعدون من أرقى الطبقات عقال، وأرقها شعورا، وأبعدها نظرا،

رسموا بها المثل العليا إذ أدركوا حقائق الحياة وصاغوها في أشعارهم حكما رائعة، 1."للمجتمع

أضحى مبثابة وسيط وقد ترقى هذه الوظائف بالشاعر القبائلي إىل أعلى املراتب حىتالعالقات بني القبائل املتشاحنة ضمن التعايش طيدديبلوماسي أو رجل سياسي يسعى إىل تو

تعزيز العالقات والروابط بني السلطة املركزية والقبائل املختلفة كما قد متنحه هذه املهمة ،السلميوعصيام أفرادهابتمرد ، حيث عرفت هذه املناطقخاصة يف أوقات الشدة اليت عاشتها املنطقة

الشاعر مولود معمري على االنقياد وهذا لتفضيلهم احلرية واالستقالل، ويف هذا الصدد يقدم حبيث يسرد له العديد من املواقف اليت يقوم فيها كنموذج حي على ذلك،" سياقو يوسف أ"

تراك مع نشب بين األالخالف الذي في": فمثال،رجل سياسي فاعل، ويتشكل كسفريالبدور ففوضوه ألن يمثلهم ،الشاعررأيهم اجتمع حول شخص هذا نجد أن" ،ث جناذيأ"قبيلة

قل لهم : يجيبه القومو ؟، وقال لهم ماذا تريدون أن أقول لقائد األتراك ،أمام هذه السلطةنفهم من خالل هذا القول، أن الشاعر ميلك نوعا .2"عما شئت ونحن نساند مساعيك بالطو

.والنفوذ، وحيظى مبقام مبجل، مياثل الرجل السياسي والديبلوماسي يف الوقت الراهنمن السلطة

، ص1992، 1احلسني ااهد، حملة عن األدب األمازيغي باملغرب، جملة أفاق، مطبعة املعارف اجلديدة، الرباط للمغرب، ع - 1 .74، ص،)بني التقليد واحلداثة(صه القبائلي وخصائحممد جالوي، تطور الشعر : نقال عن، 140

2-M. Mammeri, poèmes kabyles anciens, p101. .76.75، ص،)بني التقليد واحلداثة(حممد جالوي، تطور الشعر القبائلي وخصائصه : نقال عن

21

:الفصل األول التراث ومضاميـــــــــــــــــنه

22

:تمهيدمما ال شك فيه أن لفظة الرتاث من املفردات اليت عرفتها اللغة منذ القدم، فهي متثل أبعادا

السلوك البشري واحلياة ودالالت خمتلفة، إال أا تصب من حيث املغزى اجلوهري يف أمناط تربز فيما متلكه من تراث احلضرية لألفراد واألقوام واجلماعات، لذا فإن أصالة أي أمة من األمم

ضف إىل ذلك ما ختزنه الذاكرة اجلماعية أميثل بدوره كياا، ويكشف عن جوهرها احلضاري، .ةاليت حتتفظ بكنوز الثقافة والعادات والتقاليد واألصالة املوروث

يعد الرتاث روح األمة ونبض وجودها وهويتها، كما يعرب عن مدى قوا من خالل تلك ودرجة ، األمة تكمن يف مدى قوة تراثها القيم واملبادئ احلضارية اليت اعتمدت عليها، فقوة

التفوق يف هذا الرتاث تعود ال حمالة إىل مدى ثبات املقومات ورقيها مع احلفاظ على التواصل ل عل شدة تعلقه برتاثه من خالري، ينقله جيل عن جيل، حبيث إن كل جيل يربهن البش

املختلفة، وسعيه إىل املضي به قدما قصد منافسة األمم األخرى، احملافظة على املوروث مبجالتهيعزز مفهوم التواصل بني وهذا الرتاث. فاملستقبل ال يبىن بدون حلقات املاضي القريب أو البعيد

.لاألجيا

وما جتدر اإلشارة إليه أن الرتاث امتداد طبيعي لسلسلة من القيم واألعراف املتداولة منذ زمن بعيد، لذا وجب على كل أمة أن حتافظ عليها وتدعمها باختيار أجنع الوسائل، وال تدخر

وقد أثارت قضية الرتاث .جهدا يف ترقية هذا الرتاث الذي يعرب دون شك عن هويتها، وأصالتهايف الواقع الثقايف والعريب بشكل خاص جدال واسعا يف أوساط املفكرين واملثقفني، وتعددت

كونه يعترب من ،لذلك اآلراء واملواقف حول مفهوم الرتاث ومدى انعكاسه على احلياة املعاصرةأهم املواد األساسية اليت حظيت باهتمام كبري باعتباره يشمل موروث أمة من األمم من أفعال

.وعادات وتقاليد وفنون وكل ما يتعلق بتجارب الشعوب

د التيارات األساسية اليت صارت حمل اهتمام حد أضحى استلهام الرتاث وتوظيفه أوقحتديد الرتاث من ارتأيناالعديد من الكتاب والباحثني والشعراء، ونظرا ألمهية هذا املوضوع

.الناحية اللغوية واالصطالحية

23

:ماهية التراث -1 :المدلول اللغوي للتراث -أ

، وأن التاء "ورث"ة من كلمة مشتق ERITAGEجتمع املعاجم على أن كلمة الرتاث مبدلة من الواو، وتدل على املال الذي يورثه األب ألبنائه، وقد وردت هذه اللفظة مرادفة

احلسب، عىن املال، والثاين مبملصادر أخرى كاإلرث والورث واملرياث، حبيث جعلوا األول مبعىن

يراث وقيل الورث والم. الورث واإلرث والتراث والميراث ما ورث ": وهذا ما جنده يف قوهلم 1"في المال واإلرث في الحسب

وسوى ،2"بالكسر فيهما ورثا ووراثة وإرثا ورثت الشيء من أبي أرثه ": وقالت العرب

الورث والورث ": ة من هذه املادة فيقولء املشتقبني كلمة الرتاث وبقية األمسا األعرايبابن 3".والوارث والتراث واحد واإلرث

بأن ال توجد للتراث مادة معينة وبناء على ذلك فإنها ": "هارون عبد السالم"ويعتقدالتي تدور معانيها حول حصول المتأخر على نصيب مادي أو " ورث"مأخوذة من مادة

، أو موصى، أو نحو ذلك ولقد أجمع اللغويون معنوي ممن سبقه، من الوالد، أو قريب، ثم قلبت الواو "أي الوارث"على أن التراث ما يخلفه الرجل لورثته، تاءه أصلها الواو،

.4"فصارت تراثتاء ألنها أجلد من الواو وأقوى

. 502، ص1997، دار صادرة، بريوت لبنان1مادة ورث، ط: ابن منظور، لسان العرب - 1 .502ص م ن، - 2 .502م ن، ص - 3

، 1988، 1، دار السلفية للنشر العلم، مص، ط)حول حتقيق الرتاث(هارون عبد السالم، دراسات نقدية يف الرتاث العريب - 4 .77ص

24

ملال، ملعاجم اللغوية أي ارتاث باملعىن نفسه الذي يورد يف االوقد ذكر القرآن الكرمي كلمة

أكلون ي"،أي ) 19اآليةالفجر ( ﴾لما وتأكلون التراث أكال ﴿: ويظهر ذلك يف قوله تعاىل 1".المال المخلف أكال لما أي ضريعا ال تبقون على شيئا منه

ووردت أيضا كلمة املرياث والرتاث يف القرآن الكرمي لتشمل العلم واحلسب، كما ورد يف

واجعله يعقوبيرثني ويرث من آل ﴿لسان زكريا عليه السالم سورة مرمي على قوله تعاىل يفدون املال ألن املال ال قيمة له عند األنبياء ، 2"النبوةوراثة "مبعىن )06مرمي اآلية (﴾ربي رضيا

هعلم هورث"أي.﴾ورث سليمان دوود﴿:وكذلك يف قوله تعاىل. لتوريثه ألبنائهم والتنافس عليه 3."تهونبو

عمرو بن "من االستعماالت النادرة لكلمة الرتاث مبفهومها املعنوي ما جاء يف معلقة و 4:حيث يقول"كلثوم

نايون المجد د ــــاح لنا حص ــــأب ف ـــــــــــــــــورثـنا مجد علقمة بن سير م ـــــــــــــــــــــــورثت مهل ناـــــــرا نع ــــــــــزهي نه هال والخيـ اخريـ م ذخر الذ ناــــــــــــــــــبه وما جميعا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوعتابا وكلث م نلنا تـراث األكرميـ

ا حصون المجد هذا الرجل الشريف من أسالفنا وقد جعل لنأننا ورثنا مجد "مبعىنأي غلب أقرانه عن المجد، ثم أورثنا مجد ذلك، فيقول ورثت مجد مهلهل ،قهرا وعنوة

، دار اإلمام مالك ، باب الواد 1الشيخ عبد الرمحان بن ناصر السعدي، تيسرب الكرمي الرمحان يف تفسري كالم املنان، ط-1 . 68ص 2009جلزائر،ا

.450ن، ص.ينظر، م - 2 .561ن،ص.م - 3

شرح القصائد العشر، صنعة اخلطيب التربيري، حتقيق الدكتور فخر الدين قبارى، وزارة الثقافة العربية، الطباعة الشعبية للجيش، -4 .350،349، ص2007اجلزائر،

25

مآثرهم ومفاخرهم وشرفنا أي حزمنا ،ومجد عتابا ومجد كلثوم وبهم بلغنا ميراث األكارم 1".وكرمنا

:المدلول االصطالحي -ب

دراسات النقدية مصطلح الرتاث من بني املصطلحات اهلامة والذائعة يف حقل العادات، الفهو كل ما توارث خالل األزمنة وعصور مضت، يشمل كل من واإلنسانية،

األفعال اليت تنصب يف جماالت عديدة قيم، و العراف، و األفنون، و السلوكات، و التقاليد، و الو ات حيث يعرب عن أخالقياا وتطلع. اجتماعية، وثقافية، ومادية يشرتك فيها مجيع أبناء األمة

.اجليل الصاعد حنو بناء مستقبل أفضل

المخزون الثقافي المتنوع والمتوارث "ذلكهو الرتاث إىل أن "إمساعيل سيد علي"يشري من قبل اآلباء واألجداد والمشتمل على القيم الدينية والتاريخية والحضارية والشعبية، بما

بين التراث أو مبثوثة فيها من عادات وتقاليد سواء كانت هذه القيم مدونة في كتبإن التراث هو روح : سطورها أو متوارثة أو مكتسبة بمرور الزمن، وبعبارة أكثر وضوحا

الماضي وروح الحاضر وروح المستقبل، بالنسبة لإلنسان الذي يحيا به وتموت شخصيته .2"فقدهوهويته إذا ابتعد عنه أو

مث تطورت إىل وهرا ملنظومة فكريةوميكن أن نستخلص مما سبق أن املوروث يعترب لبا وجقدمي قدم اإلنسان، كونه نتاج خربات ،زيادة على ما سبق ،والرتاث. إحساسات مجاعية مشرتكة

، ميارسون تلك وفق حاجياميستخدمونه حيث هم صناعهومعارف السابقني، فالناس ليت تنتقل من جيل إىل طات املتمثلة يف األغاين الشعبية، واحلكايات اخلرافية واألساطري االنشا

والطقوس ،العادات والتقاليد، األزياء فهو يتسع ليشمل كل شيء".جيل عن طريق احملاكاة

فخر الدين قبارى، وزارة الثقافة العربية، الطباعة الشعبية شرح القصائد العشر، صنعة اخلطيب التربيري، حتقيق الدكتور -1

. 349،350ص ، 2007للجيش، اجلزائر، ، ص 2007إمساعيل سيد علي، آثار الرتاث يف املسرح املعاصر، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، دار املرجان، الكويت، -2

64 .

26

في المناسبات، كطقوس الزواج والميالد والسبوع والوفاة، والختان والزرع المختلفةاتهم اليومية وعالقتهم والحصاد والرعي ونحوها، بل يتسع ليشمل سلوكيات األفراد في حي

عملية انتقال هذه الفنون املختلفة بشىت ميادينها من جيل إىل جيليفويدخل 1".باآلخرينث يقيم عادات الناس وتقاليدهم ا جعلها ختضع لبعض التغريات، فالرتامم عاملي الذاكرة واحلفظ

.وأفكار ومشاعر آراء ربون عنه من عوما ي

ية مثل األشعار والقصائد املتغىن ا، يتكون اجلزء األكرب من الرتاث من احلكايات الشعبوقصص اجلن الشعبية وقصص بطولية وأساطري، كما يشمل أيضا على فنون وحرف وأنواع الرقص واللعب واألمثال واأللغاز، واألعياد الدينية وغريها، فهذا النوع عندما يضيع من الذاكرة

سهل حفظه ونقله على مر ي يعرض للنسيان والتغيري وليس كاملدون الذي اباعتباره شفوي

الماضي ووعيه وذاكرته، كما سجلته عقول ذلك الماضي من حفظفهو بذلك ":رالعصو فالسفة ومفكرين وأدباء وعلماء وفنانين، مع ذلك فإن هذا التراث العميق اليزال يعيش

سان فالرتاث له عالقة مباشرة باإلن2".فينا بشكل أو بآخر وإن لم ندرك ذلك تمام اإلدراككونه هو احللقة اليت تربطه مع خمتلف النشاطات الرتاثية مثل األسطورة واألمثال الشعبية، كما

.تساعده على التمسك بالقيم األخالقية اليت ورثها من األجداد

صميم الحياة إن التراث الشعبي ينبعث من":يف هذا السياق "أمحد رشدي"ويقول ته من مظاهر حياتهم المختلفة، وعمل أجيال ونظرااليومية للناس ويستمد موضوعاته

وأساس التراث الشعبي قريب من . عديدة للبشرية من ضروريات حياتها من أفراح وأحزان أما شكله النهائي من صنع الجماهير المغمورة المجهولة، ،األرض التي تشقها الفؤوس

3".أولئك الذين يصنعون نصف الواقع

.13، ص2003، دار الوفاء اإلسكندرية، 1احلديث ، طحلمي بدير، آثر الرتاث الشعيب يف األدب - 1 ، للنشر والتوزيع، دار املعرفة اجلماعية 1فاروق أمحد مصطفى ومرفت العشماوي عثمان، دراسات يف الرتاث الشعيب، ط -2

.21،ص2008سكندرية، اإل.05، ص1954، دار املعرفة للنشر، بريوت، 1أمحد رشدي صاحل، األدب الشعيب، ط - 3

27

فبعضهم ،يف حتديدهاختلفوا رتاث ينتمي إىل زمن املاضي و ال أن على الباحثون قد اتفقو

أما يف ما خيص مقومات الرتاث فقد اختلف الباحثون 1".كل ما ورثناه تاريخيا"إىل يرد الرتاث

هو الجانب ": عند حممد عابد اجلابري مثالحول حتديد الفرتة الزمنية اليت ينتمي إليها، فالرتاث لفن، والكالم ية اإلسالمية، العقيدة الشرعية، اللغة، األدب واالفكري في الحضارة العرب

2".والفلسفة، والتصوف

يضم التراث إلى الجانب الفكري ": مفهوم الرتاث بقوله "رياض وتارحممد "ويوسعمبعىن أنه إىل جانب اال 3".ات والتقاليد، والمادي كالعمرانكالعاد االجتماعي: جانبين

أي ما يعرف باملوروث الثقايف من علوم وفنون، وعادات ،ثقافة بشكل عامالفكري احملصور يف الوتقاليد، يشتمل الرتاث على جانب مادي كالعمران الذي يظهر يف البنايات العتيقة من قصور

التراث يمتد من الماضي ثم وصوال إلى الحاضر ويشكل أحد "وأصبح. وآثار خمتلفةالشعب وتكون ألمثال الشعبية التي تعيش في وجدانمكونات الواقع كالعادات والتقاليد وا

دعامة أساسية كونهفالرتاث عبارة عن حلقة تربط احلاضر باملاضي 4".مجمل حياته الخاصة .هيشكل إحدى مكونات فهو ،للواقع املعيش

أن الرتاث عرف تطورا يف اللفظ والداللة قبل أن يصبح إىل ويشري بعض الباحثني حييل مفهومه إىل ما أنتجه الشعب عرب األجيال يف خمتلف ااالت ،المصطلحا شائع االستعم

من ثقافة وحضارة وما انتقل إليه نتيجة اتصاله بغريه من األمم، فاتسع مدلوله ليدل على كل ما ويف مجيع طبقاته بدائية كانت أو ، امليدان املادي واألديب يف املاضي واحلاضريفينتجه الشعب

من قيم أخالقية، وما ميثلهوما ،اهره فيما ميارسه الشعب يف العادات والتقاليدمتحضرة وتبدو ظو يزاوله من فنون وما ،حيسه من مشاعر ووجدان وما يتداوله من قصص وحكايات وأمثال وأشعار

، املؤسسة الوطنية اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، 5، موقفنا من الرتاث القدمي، طتجديدني حنفي، الرتاث والحس -1 .13، ص2002

.30، ص1991، 1حممد العابد اجلابري، الرتاث واحلداثة، مركز الدراسات الوحدة العربية ط- 2

.20، ص2000ة املعاصرة، إحتاد كتاب العرب، دمشق، حممد رياض وتار، توظيف الرتاث يف الرواية العربي - 3 . 20ن، ص .م- 4

28

وصناعة تقليدية موروثة، كلها تعيش يف أعماقه الواعية والالواعية، تكيف مزاجه وتطبع .تشغل بذلك وجودهصيته، ومتيزه و شخ

كل أنماط اإلبداع الشعبي الشفوي المدون ":أن الرتاث هو "مد رجب النجارحم"ويرى ، والنغمة والحركة، وتشكيل المادة التي تنطوي عليها الثقافة الشعبية والمتمثلة في الكلمة

من اإلبداع األدبي كالمالحم والتمثيل الشعبي والحكايات الشعبية واألمثال ابتداءدات والعبارات الدارجة، واأللغاز الشعبية وانتهاء بجمالية الطقوس والمعطيات، والعا

1".والتقاليد والمعارف الشعبية

هتم بشكل أساسي بالثقافة الشعبية املتعددة الفروع من اويبدو أن التعريف السابق قد از الشعبية، وكذلك باإلضافة إىل احلكايات واأللغ كالم منظوم ونغمة وحركة كالرقص الشعيب،

األمثال واحلكم املتواترة بني طبقات اتمع مما خيلق جوا من اإلبداع الفين واألديب الذي يصاغ .وبصيغة خمتصرة فهو ميثل جوهر الثقافة واألدب بكل فروعها. بطريقة شفوية أو مكتوبة

نطقه ن المصطلح الشامل الذي"فيعرف الرتاث الشعيب على أنه "خورشيدفاروق "أما لنعني به عالما متشائكا من الموروث الشعبي الحضري، والبقايا السلوكية التي بقيت عبر

في الضمير العربي لإلنسان التاريخ، وعبر االنتقال من بيئة إلى بيئة، ومن مكان إلى مكان وهو بهذا المصطلح يضم البقايا األسطورية أو الموروث الميثيولوجي ]...[المعاصر

هذا . سواء ظل على لغته الفصحى أو العاميةقديم، كما يضم الفولكلور النفعي لعرب اللالمصطلح أيضا المدون والشفوي هو تراث منقول عبر المكان والزمان وظل يقاوم كل

2".األدبمحاوالت طمسه حتى وصل إلينا بصورة محددة واضحة في المطبوع من هذا

بيا حضاريا ال يعرف الثبات، حبيث إنه ال شامل يضم موروثا شعفهوم الرتاث عن ميعرب ينحصر يف حيز جغرايف معني ألنه ينتقل من جمتمع إىل أخر سواء كان ذلك ببقاياه األسطورية

حممد رجب النجار، توفيق احلكيم واألدب الشعيب، أمناط من التناص الفولكلوري عن الدراسات والبحوث اإلنسانية -1 .08،ص 2008،الكويت،1واالجتماعية، ط

.12م،ص1992.ه1412، 1، املوروث الشعيب، دار الشروق، طخورشيدفاروق - 2

29

الذي ميارس بلغة فصحى أو يعلوجي، كما أضاف هذا الباحث الفولكلور النفو ثيأو املوروث املل الصمود أمام حماوالت الطمس، بالرغم يصل إلينا بأمانة بفضهذا الرتاث ما جعللغة عامية،

ال متت بأي صلة إىل من كثرة املستجدات اليت تعصف باتمع ونعين ا ظهور عادات أجنبيةغرسه بأسلوب غري مباشر يف فتم عالمتراثنا، بل هي عبارة عن غزو ثقايف روجت له وسائل اإل

.جمتمعنا

ل ما تركه وورثه السلف للخلف أو أن التراث هو ك":قولوبصيغة جد خمتصرة ميكن الالجيل الذي مضى للجيل الذي يعيش بعده ويتركه بدوره للجيل الذي يليه، فالتراث روح

فحسب هذا التعريف، فإن الرتاث يعين 1".في كيانها عبر العصور واألجيال األمة التي تسريإلمهال وحماوالت الطمس ما خلفه األجداد وأصبح متواترا من جيل إىل آخر شريطة أال يتعرض ل

بطريقة مباشرة أو غري مباشرة، وميثل يف نفس الوقت روح األمة إذا ما حافظت على إرثها .األصيل على مر الزمن

ن وجود اختالفات واضحة يف فهم الرتاث وأبعاده يدل على اهتمام إوخالصة القول الفكرية االجتاهاتختلف مب اإلحاطةوحماولة دراستهدفعهم إىل الرتاث ماني ذا الباحث

ح فكل منا يعلم مة اليت ال تعىن برتاثها أمة بال رو علما أن األ القدمية واحلديثة واإليديولوجياتأن املاضي حلقة ذهبية تربط باحلاضر واملستقبل، لذلك علينا أن حنافظ عن مقوماتنا احلضارية،

ال ميكن للسلوكات الدخيلة على جمتمعنا و قصر أاليت يقودها تراثنا األديب، فمهما طال الزمن أتى إال بتضافر ، لكن ذلك ال يتناأن تطمس كيانه، وذلك من خالل التمسك بثوابت تراث

ى ومجع الشمل ملنع تغلغل أفكار أجنبية، خاصة وأننا نواكب زمنا مشحونا ؤ اجلهود وتوحيد الر بعد عن أصول ثقافتنا وديننا باملغريات، وأصبحنا نستورد عادات غري أخالقية بعيدة كل ال

ال خيدم مصلحة األمة بقدر ما يفتح الباب على مصرعيه وهويتنا، وذلك بالتقليد األعمى الذي كل فرد سعىجيب أن يللتخلف والتقوقع يف استهالك خملفات الغري اليت تعرقل عجلة النمو، و

ة ضد كل ما ميس بقيم تراثنا ه وبدرجة مسؤوليته إىل التسييج بكل الوسائل املتاحتبقدر استطاع

.77العنتيل فوزي، الفلكلور ما هو، دار النهضة العربية للنشر القاهرة، د ت، ص - 1

30

وهو مبثابة الذخرية الثمينة اليت تعرفنا حبياة أسالفنا ،ايد الذي يعرب عن قدسية طويلة املدىاملرسخة يف ذاكرة والتقاليدوالعادات ية، كما يعد منبع القيم عملالقدمني الذهنية والروحية و األ

الشعوب اليت ال يوجد الغابرة لألمم و ية خيار الشعوب فيستخدم الرتاث يف إعادة بناء الفرتات الت . والقومية هلا إال شواهد ضئيلة و متفرقة ويستخدم أيضا إلبراز اهلوية الوطنية

:أهمية التراث -2يعد الرتاث مرآة عاكسة لروح الشعب وقضاياه وضمريه وشخصية الوطنية والقومية فهو

قبل األجداد واآلباء، واملشتمل يف طياته قيما ميثل ذلك املخزون الثقايف املتنوع، واملتوارث من دينية، وحضارية، وشعبية مبا فيها من عادات وتقاليد وأعراف، فهو يعترب عامال مهما أساسيا يف

ة، وتكمن أمهية الرتاث الشعيب تطوير األمم باعتبار أحد أهم املعامل الثقافية سواء احمللية أو القومي :يف

لإلنسان املعاصر فالرتاث الشعيب هو مرآة األمة وذاكرا ومستودعها يساعد يف تعميق الرؤيا. أالغين باملعارف والعلوم واإلجنازات اليت حققها على مر العصور، مما جعل اإلنسان املعاصر يلجأ

.1إليه يف كثري من األحيان لصقل معارفهخفية واحملفزة لتطورنا للرتاث أصالة وقيمة حضارية، ففيه الكثري من الكنوز واألسرار امل. ب .، والرتاث الشعيب لألمة متصل يؤثر فيه املاضي عرب احلاضرستمرارنا عرب املراحل املستقبليةوا

الرتاث الشعيب مستودع ميكن أن تستمد منه الكثري من البواعث واملنطلقات احلضارية .تلذي من شأنه أن يرفع والنفسية والروحية، اليت حتفز طاقتنا اجلديدة لنصب يف جمرى اإلبداع ا

.طاقات احلاضر

تكمن أمهية األدب الشعيب يف أنه يعرفنا على احلياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية . ثا وأغانيها اوالثقافية يف قبيلة من القبائل ويف فرتة من الفرتات، وذلك من خالل أمثاهلا وحكاي

2.الشعبية

.21، ص2003،)مصر(، إسكندريةرأثر األدب الشعيب يف األدب احلديث، دار الوفاء للطباعة والنش: حلمي بدير: ينظر -1

.13،16، ص2009، 1نية لألدب الشعيب، طدراسات نقدية يف األدب، الرابطة الوط: بولرباح عثماين: ينظر - 2

31

نشر األفكار، وتشكيل شخصية واعية، فهو ليس يهدف الرتاث الشعيب إىل غرس القيم و .جوسيلة للرتفيه فحسب، أي أن األمثال اليت قيلت يف مرحلة من املراحل حتمل يف طياا عرب،

فحسب، بل حتمل يف طياا متاعاإل غايتهاوكذلك احلكايات اليت حتكى لنا قبل النوم ليس . هدفا يصل إلينا بأسلوب مجيل وبسيط ومشرق

الرتاث الشعيب بتداول النصوص الشعبية العربية باعتبارها فنا أفرزه فنان الشعب يسمح . حالعريب، وجسد فيه وجدان األمة على طول تارخيها وعكس فيه أماهلا ومهومها، وخماوفها وأحالمها، والذي يسمح بدراسة هذه النصوص الشعبية العربية املتداولة مشافهة وتدوينا

مبعىن 1.دمه لنا من جوانب مهملة يف تكوين وحدات الشعب العريبالستخالص ما ميكن أن تق . أن النصوص الشعبية العربية القدمية هلا قابلية التأثري يف النصوص الشعبية املعاصرة

ويعد جزءا من املوروث ،والفنانني آلباءلالرتاث الشعيب هو جزء من املوروث الثقايف .خالشعيب مصدر من مصادر الثقافة واإلنتاج األديب، وحبكم احلضاري أيضا ألمتنا، وعليه فالرتاث

.طبيعة البيئة جنده ميثل إحدى مكونات ثقافة الكاتب

تكمن قيمته اجلمالية والفنية يف حسن توظيفه وطريقة الكاتب يف معاجلته، فالرتاث الشعيب .د 2.هاتوإبداعيعد مصدرا ثريا حيث يلجأ إليه الكاتب يف تشكيل صوره

لرتاث الشعيب وخباصة األديب منه منطا فكريا يربز حقائق احلياة بل وجيعلها تدور حول يعد ا. ذ .الثقافة والتفكري

يشكل الرتاث أحد املعامل الثقافية احمللية أو القومية اليت استطاعت أن تكون باألمس .رة يف مضامينها يف مقاومة االستعمار، بوصفها أداة، وبوصفها روحا أيضا اجتمعت ا األم

ا اليوم يف أمهية الرتاث الشعيب يف مواجهة رياح امواجهة سياسة االستئصال، كما جند مربر العوملة، فكذلك كان تفعيل الرتاث الشعيب يف القصيدة الشعبية القبائلية عملية مصاحبة

.السرتجاع األمة ذاكرا الثقافية الشعبية لتحتضن ا وتنطلق يف ضتها

.11، ص1992، 1فاروق خورشيد، املوروث الشعيب، دار بريوت القاهرة، ط: ينظر - 1 .7- 6م ن، ص : ينظر - 2

32

:التراث وظائف -3

والوظيفة تعين أن يكون له دور معني يف . ل شكل من أشكال الرتاث وظيفة معينةلك: م يشرتكون يف أربعة وظائف وهياتمع، فاألسطورة واألمثال واحلكايات الشعبية وغريها، كله

.1"أنماط السلوكوالتالؤم مع [...] عن النفس، و تثبيت القيم الثقافية حوظيفة التروي"

:عن النفس حوظيفة التروي.أالفلكلور عن حماوالت الفرد للهروب من ضغوط احلياة سواء كانت تلك الضغوط يكشف

اإلنسان عند هروبه من هذه الضغوطات يلجأ إىل إعمال خياله، أنجنسية أو غري ذلك أي فينشئ حكايات أو أساطري يعرب ا عما خيتلج يف نفسه، ومامل يستطع حتقيقه على أرض

. الواقع

:ظيفة تثبيت القيم األخالقية والثقافيةو . بإن اإلنسان حباجة ماسة إىل قيم ومعارف ثقافية تساعده يف حياته، فكان من وظائف

.الرتاث ترسيخ القيم والعادات ونشرها من خالل تلك األمثال واحلكايات

:وظيفة المأثورات في مالئمة سلوك اإلنسان.ت

وجعله يسري وفق السلوك املالئم للجماعة وعدم لرتاث الشعيب دور يف تسوية اإلنسان لمن اخروجه عن األخالق، فهي تعلم اإلنسان ضبط النفس واالبتعاد عن الرذيلة، إذ جند كثري

احلكايات واألمثال اليت تبحث على الصفات احلميدة والسلوك احلسن الذي يتماشى مع تبع الرذيلة والذي يصبح مصريه يالذي األخالق واليت توضح لنا يف النهاية حالة اإلنسان الشرير

. الضياع

.72، ص1972، 1، العدد3صالح رشدي، املأثورات الشعبية والعامل املعاصر، جملة علم الفكر الكويتية، الد - 1

33

:دوافع توظيف التراث في الشعر -4

سعى العديد من الباحثني إىل إبراز الدوافع اليت جتعل الشاعر يهتم بالرتاث ويقوم بتوظيفه، من باحث إىل آخر، إما بسبب املنطلقات، أو حىت بسبب وتباينت ومهما اختلفت اآلراء

ه األشكال، فإن ذية، وهذا راجع لوجود فوارق بني هشعر ورواية ومسرح من اإلبداعياحلقل ؟تلك الدوافع تظل متقاربة، فما هي هذه الدوافع اليت تؤدي بالشاعر إىل توظيف الرتاث

:الدوافع الواقعية.أ

كانت الظروف اليت عاشتها اجلزائر خالل العهد االستعماري وخملفاته بعد االستقالل ل والدوافع احلتمية للعودة إىل الرتاث العريق، فقد تفطن العديد من الكتاب إحدى أهم العوام

ومنها بوجوب تغير البنى الفكرية واالجتماعية والسياسية والثقافية "والشعراء اجلزائريني الوثبة الحضارية لكن لتحقيق ،واالنغالقمراجعة التراث ال من أجل التقديس

.لذي حاول طمس اهلوية الوطنية وتزييف التاريخعرب مقاومة االستعمار ا1"المنشودة

:الدوافع النفسية.بوطغيان ، إن األوضاع املزرية اليت مرت ا اجلزائر واحنالل قيم اخلري والفضيلة داخل اتمعمن سطوة اجلانب املادي على الفكر واحلياة جعلت الشاعر يلجأ إىل أحضان الرتاث هاربا

سه بالغربة وجبفاف احلياة وتعقيدها، وباعتباره املعني اخلصب الذي الواقع املعيش، وذلك بإحسا .ينهل منه للتعبري عن التمزق والتشتت النفسي الذي يعانيه اإلنسان اجلزائري

:الدوافع الثقافية.تللتعبري عن مكنوناته ومشاكله، منهرتف غلقد وجد الكاتب اجلزائري يف الرتاث مصدرا ي

قائق يف املاضي مما جعله يستغين عن االرتباط بغريه، حيث وجدها وكذا ما كان خفيا من ح

.11الرتاث يف الرواية العربية املعاصرة، ص ، توظيفروتا حممد رياض - 1

34

، فكلها تنصب يف وغريهاتنطوي على ألوان كثرية كالقصص البطويل وقصص الفرسان واألساطري .طورهتوعاء الثقافة اجلزائرية املميزة، فقد ساهم الرتاث يف ضة الشعر القبائلي و

:الدوافع الفنية.ثلشاعر املعاصر بثراء الرتاث باإلمكانيات الفنية، وباملعطيات والنماذج ا إحساسوتتمثل يف

اليت من شأا أن متنح قصيدته طاقات إحيائية وتعبريية وتأثريية مماثلة نظرا ملا يكتسبه الرتاث من الشاعر املعاصر يف إضفاء نوع من ةحضور حي يف وجدان األمة، وتتمثل كذلك يف رغب

الشعبية من أساطري حيث يستخدم األشكال ،ئيةعلى عاطفته الغنااملوضوعية والدرامية .لتجربة الذاتيةلوحكايات خرافية وأقوال مأثورة كقناع وكمعادل موضوعي

:الدوافع القومية.جاإلحساس القوي به يعزز دائم البحث عن سبيل تظهر يف تعلق الشاعر برتاثه فهو عد الدعامة األساسية والركيزة اليت متيز مالمح األمة بالشخصية القومية ألمته وبأصالتها، كونه ي

.الرتاجعال عن سواها والعودة إليه ال يعين الضعف و

:الشعبي عناصر التراث -5الرتاث الشعيب غين بعناصره املختلفة، ومتنوع يف مضامينه الثرية باملادة الرتاثية

كيانا حيا تسوده العالقات الوثيقة وموضوعاا، ذلك أن الرتاث الشعيب بعناصره جمتمعة ميثل والتفاعل الدائم، فهو السجل األديب والفكري لإلنسان الشعيب يف تعاطيه مع الكون والطبيعة

:وقضايا اتمع، والسياسية، فهو يقدم هذا السجل األديب والفكري بأشكال متعددة أمهها

:األسطورة. أ

نسان القدمي الذي تعجب مما حييط به أول ما نشأت األسطورة جاءت للرد عن أسئلة اإلريا من ظواهر الكون وأسرار الطبيعة، فأصبح يتأمل فيه ويطرح تساؤالت حياول أن جيد هلا تفس

وقد تعددت مفاهيم األسطورة فكل باحث يعرفها من زاوية .وشرحا عن طريق استخدام العقل :لغويحمددة، وقبل اخلوض يف هذه التعاريف نعرج أوال على مفهومها ال

35

قولون ياألباطيل، وأحاديث ال نظام لها، و واألساطيرما سطره األولون، ": األسطورة هيفالن إذ زخرف له أسطر فالن اليوم، واإلسطار الخطأ، وسطر فالن على : للرجل إذا أخطأويقصد من هذا الكالم أن األسطورة هي من إبداع القدماء، وتتضمن عنصر .1"األقاويل ونمقها

.عدم الصحةاخليال و

: وقد وردت األسطورة مبعىن األكاذيب يف القرآن الكرمي بصيغة اجلمع يف اآليات التالية

إن هذا إال ﴿: وكذلك يف قوله]25/ األنعام[.﴾فروا إن هذا إال أساطير األولينيقول الذين ك﴿تملي عليه تتبها فهي األولين اك أساطيروقالوا ﴿: قولهويف ،]83/ املؤمنون[.﴾أساطير األولين

.]5/الفرقان[.﴾بكرة وأصيال

فمثال الباحثة ،أما اصطالحا فقد تباينت اآلراء واملواقف يف تعريف األسطورة وطبيعتها

محاولة لفهم الكون بظواهره المتعددة، أو هي "ترى أن األسطورة هي " نبيلة إبراهيم"ور من فلسفة أولية تطتفسيرله، إنها نتاج وليد الخيال، ولكنها ال تخلو من منطق معين و

مبعىن أن األسطورة هي احملاولة األوىل لإلنسان القدمي لتفسري 2."عنها العلم والفلسفة فيما بعد. م والفلسفةأن األسطورة كانت سببا يف ظهور العلكون باالعتماد على عنصر اخليال، و ظواهر ال

.في شكل موضوعيلدوافع داخلية إخراجعملية "أن األسطورة هي: ويف تعريف أخر جندمن جلوء الغرضف3".والغرض من ذلك حماية اإلنسان من دوافع الخوف والقلق الداخلي

األسطورة هي "أنوهناك من يرñ ،اإلنسان القدمي إىل األساطري إذن هو محايته من اخلوف والقلق نسان أن يكتشف نظام هذانوع من التفكير ساد في مرحلة ما قبل الفلسفة، وحاول فيها اإل

ي هي تفسري اإلنسان البدائي للظواهر أ4".الروابط الخفية التي تكمن وراء مظاهرهالكون و إىل يكاذيب وخروج من الواقعالطبيعية للكون، واألسطورة يف تراثنا العريب تعين قصص اآلهلة واأل

.363ت، ص. ، دار صادر، بريوت، ل4لسان العرب، مادة سطر، ج: ابن منظور - 1 .17، ص3أشكال التعبري يف األدب الشعيب، دار غريب، القاهرة، ط: نيلة إبراهيم - 2

.18ن، ص.م - 3

م، املؤسسة اجلامعية 1999-ه1419، 1رة واألدب الشعيب، طأولية النص، نظرات يف النقد والقصة واألسطو : طالل حرب -4 .92للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، لبنان، ص

36

صاحب القولي الم الجزء"واخلرافة، وهذا ما أكده النقاد العرب الذين عدوا األسطورة الالواقعي .2"معقول أو أقاصيص اآللهةالالافات و الخر "وكذلك كوا تعين. 1"للطقوس البدائية

ومن خالل ما ذكرناه سابقا نستخلص أن مفهوم األسطورة يصب يف قالب واحد وهو أا يلة من صنع خيال اإلنسان البدائي حاول من خالهلا تفسري مظاهر الكون وأسراره باعتبارها الوس

.تزيل اخلوف عنه الوحيدة اليت

:القصص الشعبي.ب

تعد احلكاية العجيبة شكال قصصيا ذا طابع عاملي يطلق عليها :الحكاية العجيبة-1

أما يف اللغة العربية فقد le conte de féesأوle conte merveilleuxباللغة الفرنسية مصطلحي ما هو متداول عندنا اصطلح عليها مصطلح احلكاية اخلرافية أو السحرية أو حكاية اجلن أو

" مثاشهوتس"يف حني يف اتمع القبائلي يطلقون عليها اسم ،فية، واحلجاية، وخرافةيباخلر

الحكاية الخرافية، لكننا ا تعارف بعض الباحثين على تسميتهنقصد بالحكاية العجيبة مو"ور هذه فضلنا تسميتها الحكاية العجيبة انطالقا من بنيتها الحافلة بالعجائب، إذ تص

ات الخارقة والحيوانات التي تعقل و الحكاية عالما عجيبا مليئا بالسحر والسحرة واألدالن والسحرة يحول اجلن والغتتمحور وضوعاا مبعىن أمن 3".وتتكلم أحيانا والجن والعفاريت

.وغريها من األمور اخلارقة للعادة والعجيبة

ا تسمو بشخصياإذ"، ا يف ظل عامل مليء بالسحر واألملتتميز احلكاية اخلرافية يف كو األدب المعبر عن الرغبة تعد"، فهي 4"اتي يحلم بهالالعدالة الشعبي إلنسانتحقق ل

احلكاية اخلرافية ف، 5"تغير الوجود كله بلالداخلي اإلنسان اإلنسانية الملحة في تغير وجود

.3، ص1999، 3األسطورة والرتاث، املركز املصري لبحوث احلضارة، ط: سيد القمين - 1

.85، ص1954، دار املعرفة، القاهرة، فرباير 1البطل يف األدب واألساطري، ط: شكري عياد - 2

.127أولية النص، نظرات يف النقد والقصة واألسطورة واألدب الشعيب، ص: طالل حرب - 3 .91أشكال التعبرييف األدب الشعيب، ص: نبيلة ابراهيم -4

.91الشعيب، ص األدب أشكال التعبري يف: نبيلة ابراهيم- 5

37

،شفافة خفيفة الوزن واحلركة بشخوصها حبيث تفقدها جوهرها الفردي وحتوهلا إىل أشكال تسمواجل فهي تسمو م فوق الواقع الداخلي واخلارجي، فمواضيعها تتخذ طابعا سحريا و عجيبا، وتع

قيق العدالة حت وتسعى إىلالعالقات البشرية والسلوكات األخالقية، موضوعاا الشؤون الدنيوية و ة اليت حيتاجوا فهي حتكى من على الناس فتشعرهم بالراح العبءختفيف احلب يف اتمع و و

.أجل التسلية و الرتفيه على النفس وألخذ العرب منها

احتلت الصدارة ف"، قد منح دارسوا األدب الشعيب العاملي للحكاية اخلرافية عناية خاصةو لماعالوغيرهم، كما خصص Ante Arnéأنتي أرني في التصانيف العالمية، مثل تصنيف

نبيلة توالتي قام"Dasmarchen"كتابا سماه " ن دير الين ريش فو فريد" األلماني .1"فنياتهاالخرافية نشأتها مناهج دراستها، بترجمته تحت عنوان الحكاية إبراهيم

تخلص أن احلكاية اخلرافية هي أدب نثري شعيب يعرب عن ومن خالل ما سبق نس .وآماله رغباتهمشكالت اإلنسان الشعيب وحيقق له

: قصص الحيوان -2

تأيت يف سياق ضرب املثل ألخذ العرب وهي حكايات ال ترتبط روايتها مبناسبة معينة، و منها، ففي هذا النوع جند أن احليوانات هي اليت تلعب الدور الرئيسي، تتكلم وتفكر، فهي

هي من القصص التي ال ترتبط روايتها ":يف قوله "بورايو"شبيهة باإلنسان، وهذا ما أكده تقوم الحيوانات بأدوار رئيسية تأتي عادة في سياق ضرب المثل، و دة وإنمابمناسبة محد

دمية في تلخيص تجربة أو وصول إلى آفي هذا النوع من القصص وتشترك مع شخوص ، وتعطي الحكاية للحيوان روحا ووعيا وتجعله شبيها باإلنسان، وعظيةغاية أخالقية و

نات ويستخدمها في نسج خيوط ويستغل المجتمع الشعبي معرفته بطابع الحيوا

.139،ص2007فنون الشعبية يف اجلزائر، جانفي األدب الشعيب اجلزائري، دراسة ألشكال األداء يف ال: عبد احلميد بورايو -1

38

أو الالذعألخالقي للناس، أو تقصد النقد لى الدرس اعفهي دف إىل التأكيد 1".القصة .تسلية والرتفيهلاهلجاء لتصرفام إىل جانب أا وضعت أصال ل

:ألقوال المأثورةا. تاملرة من لوة أومن املعروف أن املثل هو عصارة جتارب اإلنسان يف احلياة و مثرة جتاربه احل

تواصله مع اآلخرين، وال ميكن ألي إنسان أن يتفوه مبثل إال بعد أن خالل احتكاكه بالناس و

المثل هو فكرة وطريقة تفكير في اآلن "ـف. يكون قد خرج من احلياة بتجربة أعطته درسا كبرياالجماعة نفسه، فكرة ألنه يلخص تجربة عاشتها الجماعة، وطريقة تفكير ألنه يوضح نظرة

2".تجارب و ما تؤمن به من معتقدات إلى ما يمر بها من

الحجة والحديث وقد مثل به تمثيال "املثل على أنه "حممد توفيق أبوعلي"وقد حدد وامتثله وتمثله وتمثل به، والمثل صفة الشيء وتمثل بالشيء ضربه مثال، والمثل يدل على

المختلفين في الجنس والمتفقين والمماثلة ال مناظرة الشيء بالشيء، والمساواة تكون بين فاملثل ،3"ه هو مثله على اإلطالقهوفقهه كفقنحوه كنحوه : تكون إال في المتفقين تقول

فالمثل الشعبي يعتبر صفوة "يعكس التفكري الناجع والسليم للفرد، ورؤيته البعيدة لألمور، إلنساني، وهو زبدة الكالم الصادر األقوال، وعصارة األفكار ألجيال سبقتنا عبر التاريخ ا

مواقف الجدل عن البلغاء والحكماء، أجمع المتحدثون على صوابه لالستشهاد به في 4".ومختلف ضروب الكالم

املثل الشعيب قول مأثور موجز العبارة يتضمن فكرة صائبة، أطلقه شخص يف ظرف من املناسبات اليت تشبه الظرف الظروف مث شاع على األلسن وأخذ الناس يتداولونه يف خمتلف

، فهو يرى "نبيل حلمي شاكر"وقد يلتقي املثل مع احلكمة، حسب . الذي قيل فيه ألول مرة

.124القصص الشعيب يف منطقة بسكرة، ص: عبد احلميد بورايو - 1

.142أولية النص، نظرات يف النقد والقصة واألسطورة واألدب الشعيب، ص: طالل حرب -2 .32، ص1988بنان، ، دار النفائس للنشر، ل1حممد توفيق أبو علي، األمثال العربية والعصر اجلاهلي، ط -3 .5موسوعة األمثال اجلزائرية، شرح وحتليل، دار احلضارة، اجلزائر، ص: رابح خدوسي -4

39

أن المثل يفيد معنيين، معنى ظاهر ومعنى باطن، أما الظاهر فهو حدث من أحداث "مثل ا يلتقي الالتاريخ أو ما إلى ذلك، وأما الباطن فمرجعه إلى الحكمة واإلرشاد وهكذ

فعلى الرغم من الشبه املوجود بني احلكمة واملثل يف العديد من 1".والحكمة في المؤديإال أن احلكمة ال تقوم على مثل هذه اخللفية القصصية أو احلديثة، بل ،اخلصائص والفنيات

ا هي عبارة موجزة قاهلا فرد من األفراد ذو نظرة عميقة وفكرة صائبة وذو جتربة وخربة وتأيت غالب .لتوجيه سلوك الفرد إىل ما فيه اخلري سواء يف الدنيا أو اآلخرة

:القيم والمبادئ. ث

لدى إهلاميامتثل إحدى اجلوانب الرتاثية اهلامة اليت تناقلتها األجيال واليت شكلت مصدرا وال خيلو تراث أي جمتمع على وجه األرض من قيم ومبادئ يتصف ويتحلى ،العديد من الشعراء

.ي مبثابة الركيزة اليت يستند إليهاا، فه

أن لكل ثقافة معاييرها الخاصة بها، فإن المرغوب "وقد أكد الباحثون االجتماعيون فيه يختلف تبعا لذلك من ثقافة إلى ثقافة، وبالتالي تختلف القيم من ثقافة إلى ثقافة فما

بأنه ذو قيمة سلبية، تراه ثقافة ذا قيمة، تحكم عليه ثقافة أخرى بأنه غير ذي قيمة، أي 2".خطأ هوما يراه مجتمع ما صوابا، يراه غير

خر، إال أا تساهم يف تكوينه وتنميته، حيث القيم رغم اختالفها من جمتمع آل هذه إن .يسوده التكافل والتآزر االجتماعي، و احلب والتقدير واالحرتام املتبادل

:العادات والتقاليد. ج

د باهتمام واسع يف الدراسات الفلكلورية، فالعادة ظاهرة أساسية حظيت العادات والتقالي، فهي حقيقة أصلية من حقائق الوجود االجتماعي، ةمن ظواهر احلياة االجتماعية اإلنساني

1ب خطوات لنشر، .، آ1أمثالنا الشعبية، صورة من األدب الشعيب، األمثال يف القرآن واحلديث النبوي، ط: نبيل حلمي شاكر -

.100.99سورية، دمشق، ص .57م، ص1980،دار النهضة العربية، بريوت، االجتماعيةم والعادات فوزية دياب، القي: ينظر -2

40

األعراف، ولكنها ختتلف يف تفاصيل هذه التقاليد و ة كبرية من العادات و فلكل جمتمع جمموع

وتمتاز العادات والتقاليد "تمعات وميزة كل جمتمع،العادات وطريقة أدائها خلصوصية اتها وقوتها المعيارية، فهي تتطلب امتثاال جماعيا، وقبوال وموافقة اجتماعية قد تصل بقدر

إلى حد الطاعة المطلقة، وتختلف العادات والتقاليد من مجتمع إلى األحيانفي بعض 1".آخر، كما أنها تتغير بتغير الزمن

اد ختلو أي أمة من عادات وتقاليد، أبدعها اخليال هذا القول أنه ال تك ويتضح من خاللوحىت يف ،وباإلضافة إىل ذلك فهي يف تغري مستمر كون كل أمة ختتلف عن األخرى ،ياجلماع

اتمع نفسه، ذلك أن اجليل اجلديد غري اجليل القدمي فهو حيدث فيها بعض التغريات اليت :لعادات جندتناسب عصره، ومن بني هذه ا

.دورة احلياة كالوالدة، البلوغ، والزواج، والوفاةعادات - . عياد واملناسبات املختلفة كاحلجعادات األ - . احمليطعادات الفرد واتمع و -

، وهذا ما يضفي عليها ث من جيل إىل جيلوهذه الظاهرة يتم اكتساا عن طريق التوار ، فهي تقوي اتمعو ب تأثريها الكبري يف حياة الفردىل جان، إاحرتاما وقدسية ويزيد من تثبيتها

.كذلك تساهم يف تكوين أسرة حمرتمة، و البيئةالرتباط بالوطن والقوم و يف املرء شعور ا

:المعتقدات.ح

تمثل "الرتبية السلوكية اليت يتقلدها الفرد داخل جمتمعه، حيث تعد أحد عناصر الثقافة و السالفة فة التي يتلقاها الفرد، ويمارسها داخل التجمعات جانبا مهما من جوانب الثقا

م الخارجي وعالم ما ، ومن وحيها يتشكل سلوكه وفلسفته في الحياة وتصوره للعالالذكر

، 2008، اإلسكندرية،دار املعرفة اجلامعية، 1فاروق أمحد مصطفى ومرفت العشماوي، دراسات يف الرتاث الشعيب،ط -1 .198ص

41

ومن اخلصائص املميزة للمعتقدات الشعبية، أا ذات أفكار عامة، ومن إبداع ، 1"وراء الطبيعة .خميلة الفرد واتمع

اتمع الشعيب لسائدة يف أوساط لويل الصاحل من أهم املعتقدات ااالعتقاد با دويع

أنهم رجال مقربون إلى اهللا لهم "،حيث يعتقد فيهم اجلزائري، وخاصة يف منطقة القبائلى األفعال الخارقة عل أكثر من غيرهم ولهم مقدرة عجيبةإمكانيات االتصال به

رة على ويظل الضريح رمزا لهذه القدقدرات بعد وفاتهم منفس ال متظل لهوالمعجزات، و .2"الفعل

على أم إليهمؤالء األولياء الصاحلني مرتبة عالية فهم ينظرون أفراد اتمع هلقد أوىل و فهم قادرون على إغاثة الضعيف، ،اخلري للناس ومينعون عنهم الشر رجال صاحلون يفعلون

ها من األمور اخلارقة اليت ميكن أن ري غوكذلك إضعاف القوي وشفاء املريض وإحضار البعيد و ، ذلك أن اتمع يعترب هذه املواهب عبارة ميكن للشخص العادي أن يقوم االيت اليفعلوها، و

.من اهللا قدمها ملن خيشاه ويعبده عن منح

عن العقيدة اإلسالمية الصحيحة، وقد حارب اإلسالم مثل هذه العقائد باعتبارها خروجا . ر ما يسمى بالبدع واخلرافات اليت ال أصل هلافهي تدخل يف إطا

.21،ص عبد احلميد بورايو، القصص الشعيب يف منطقة بسكرة - 1 .22، ص ن.م -2

42

:الفصل الثانيتجليـــــــــــــــــــات التراث في شعر

لونيس أيت منقالت

43

I. نبذة عن حياة الشاعر لونيس أيت منقالت: حمطاتهمما الشك فيه أن احلديث عن الرتاث يستوجب منا الوقوف على حمطة هامة من

والشعر، الغناءن بينها األساسية وهي اجلانب الثقايف الذي يستند أساسا على خمتلف الفنون، ماللذان يعربان عن األصالة وهوية اتمع، كما يعكسان صورته من خالل استلهام ما يعيشه

، لفنان يف هذا املقام بصقل إبداعهاألفراد من مستجدات ومشاعر وانفعاالت مستمرة، فيقوم القي شغوفا باالطالع على ية مجيلة، جتعل املتعنها بطريقة فن الفين للتعبريمتخذا أسلوب التحليل

أة على مواكبتها، ورمبا وجد فيها احلل الشايف هلا إذا كان كثرية جتعله أكثر جر أحيانا مهومه، و هذا الفن هادفا حيمل رسالة نبيلة حيملها فنان يتميز باحلس املرهف، مولع بانتقاء اللفظ

كاملطرب الشاعر القبائلي تكوين فرد صاحل مسؤول فعال،خلدمة اتمع و النظيف، طموح

. الذي يعد قامة و قمة يف الفن القبائلي األصيل" يت منقالتلونيس أ"

: مولده ونشأته .أ

إغيل "يف قرية 1950سنة " لونيس"بــــــاملكىن " أيت منقالت عبد النيب"ولد الفنان سورة احلال، عانت الكثري ترعرع هذا الشاعر الكبري بني أحضان أسرة مي. بوالية تيزيوزو"أمباس

رغم صغره حاقدا مما جعل الشاعر ،من ويالت االستعمار الغاشم على غرار العائالت اجلزائرية 1.توج بتأليف قصائد رائعةهذه املأساة إهلاما شعريا رائعا استمد من على االستعمار و

:دراسته وتعليمه .ب

رقوا أبواب املدارس نظرا للظروف من األطفال الذين مل يط "لونيس أيت منقالت"كان إال بعد بلوغه احلادي عشر سنة ومل يلتحق بالدراسة ،وا يعيشوااالستعمارية القاسية اليت كان

حنو العاصمة أين أمت دراسته االبتدائية وبعدها انتقل 1962من عمره، حبيث إنه غادر قريته سنة أين تعلم حرفة النقش ،Champmanœuvre-مشا نوفر"إىل املعهد التكنولوجي الكائن حبي

.15كتبة الوطنية اجلزائرية، د ت، صالرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت، وزارة الثقافة، امل: الويحممد ج: ينظر -1

44

على اخلشب، فأصبح فنانا مبدعا يف الزخارف اخلشبية، فلم يبد بعد ذلك أي اهتمام يف

1."لم أكن ذكيا ألمتهن حرفة اصطياد الشهادات": مواصلة الدراسة األكادميية وهو يقول

:موارده الثقافية.ت

الع على خمتلف الكتب مما أثرى ثروته هو االط" أيت منقالت" ـكان املورد األساسي لبعض بستواه الثقايف باحتكاكه مبورصيده الثقايف والعلمي، فهو فنان عصامي استطاع أن يرقى

وقد قال يف هذا "أمني معلوف"االعتكاف على مؤلفات و األدباء من خالل حتليل مؤلفات

ول على اهدا إلى الحصالفكرية ألديب ما أسعى جعندما أكتشف القيمة الفنية و ": الصدديبدو و "أمين معلوف"اإليديولوجية، وأنا معتكف على منتجات كامل سلسلته اإلبداعية، و

وإىل جانب 2،"حترامااله أديب مقتدر يستحق كل العناية و لي من خالل ما قرأت له أن تواضعة األصالة املتجذرة يف بيئته املالعرف و املطالعة، فقد اعتمد هذا الشاعر أيضا على قيم

اليت تعرب عن خصال حبيث متكن الشاعر من بناء شخصية قومية من خالل الصفات النبيلة شهامة، إىل جانب مبادئ التكافل والتآزر الاألجداد، كالشجاعة، الرجولة، وقيم النبل و

." تاقبايليث"واالحرتام املنتشر بني أفراد اتمع اليت يطلق عليها قاعدة

وأساطري كم حتعبريية ثقافية من أمثال شعبية و أشكال ،الفنيةما زاد من ثقافته و .ها على إبداعاته الشعرية، واخلياليةاوحكايات خمتلفة أضف

:مساره المهني.ث

يف وظيفة دائمة، حبيث إنه اشتغل موظفا لدى " أيت منقالت"مل يستقر الشاعر لونيس وبعدها عني موظفا يف ،زائر العاصمةوزارة األشغال العمومية عندما استقر رفقة عائلته باجل

.16ص ، حممد جالوي، الرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت - 1 .16ن، ص .م - 2

45

إحدى املؤسسات املالية الفرنسية وهي آخر مؤسسة مالية فرنسية استقرت يف بالدنا على حد . 1قوله

، اشتغل من جديد موظفا يف "إغيل أمباس"عاد إىل قريته مسقط رأسه 1970و يف سنة وبعدها .ل من البليدة وقسنطينةك أداء اخلدمة العسكرية يفالبلدية وسرعان ما استدعي إىل

لك بدأ يف التأليف حىت ذاع اره مهنة له وبذيواخت هفن استقر بقريته وعزم على مواصلة درب .سيطه يف كل أرجاء الوطن

:مشواره الفني.ج

يف حصة فنية إذاعية 1967، مث شارك يف بداية 1966بدأ الشاعر حياته الفنية يف سنة Ighnnayen -ين أوزكاإغن"وكانت حتمل اسم " شريف خدام"حل من تقدمي الفنان الرا

ouzeka" إن بكيت"الغد، وقد أدى أول أغنية يف رصيده حتت عنوان اأي مطربوMa terud " وحثه القصيدة ومما زاد من املقدم إعجابا به هو إشراف الشاعر شخصيا على تنظيم

2.على املواصلة يف هذا اال

رفقة جمموعة من الشباب فرقة غنائية تسمى مبجموعة " منقالتلونيس أيت "أسس ، لكنها مل تدم طويال بسب عدم التنسيق بني أعضاء الفرقة، مث عزم على االستمرار "إميازيغن"

يف مشواره لوحده عند إائه للخدمة الوطنية، فبدأ يف مشواره خبطى ثابتة حنو النضج والكمال وأضحى الفنان منكبا على البحث أصبح الفن شغله الشاغلالفين بعد أن تفرغ للعمل، ف

لقبائلي املعربة توسيع اخليال من خالل موارد إهلامه وإبداعه، إىل أن أصبح رمزا من رموز الفن او .عن رسالة سياسية

:مواضيع كتاباته.ح

عار انطلق الشاعر يف املراحل األوىل يف كتاباته من املواضيع الرومانسية املنصبة على أشاحلب والغرام، هذه هي مسة القصائد اخلالدة، وهذا هو جوهر الشعر والطواعية والقابلية على

.18الرتاث و احلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت، ص: ينظر حممد جالوي - 1 .19ن، ص.م: ينظر - 2

46

كما جند أن أشعاره تتحدث عن ضالته يف تلك األشعار، واحد كل التأويل املتعدد، حبيث جيد .باب يف اتمعبذلك ميس ا شرحية الشالم املهجر والفراق، و آ

فقد تناول لونيس مواضيع سياسية بنوع من ،العاطفيةة و سيانإىل جانب املواضيع الرومالتمرد املباشر، بل يعرب عن موقف هذا اال ال يتمتع باجلرأة و التحفظ، فأغلب ما كتبه يف

سياسي سطحي بطريقة غري مباشرة، كما يكتب الشاعر عن الظروف االجتماعية وشيم .الرجولة، وقيم اتمع

:مؤلفاته وكتاباته.خ

1:نتاجات الشاعر القبائلي لونيسإو إبداعاتهذا اجلدول يتضمن بعض

القصائد الشريط

اجلمال الفاتن-1Azin Areqaq

1. Azzin Areqaq - 2. Materud - 3.Idaq wul - 4.yirtargit - 5.weklegh rebbi - 6.Alwaldin - 7.ghef yismim - 8.lkaysa.

الغريب-2Daγrib

1. Daγrib - 2.Ma slbeγ - 3. Lwiza - 4.lbir nssem -5.Sligh i utaksi - 6.Tabrat nsslam -7.Maketbeγ.

شجرة الدفلى-3Attegra

ilili

1.selbeγ- 2.wara sedelmeγ-3.Rugaγ zzehriw-4.Anef-iyi-5.Gamila-6.Attegra ilili-7.inniγ-as-ikkkr - 8.Beεdeγ-tebεed.

املوانسة-4Iwwiy-idmedden

1.Iwwiyi-d medden-2.fkigh iγbelan-awal-3.uγaled-4.Akka id aassyeqna-5.Atafat-6.Beεdeγ-te bεed-7.ye bda wuliw.

حتدثت عنك-5Achal ihedreγ-

fellam

1.Achal ihedreγ-fellam-2.urgiγ-3.Aberrani- 4. La hmadiγ fellam-5.lehlak-6.zriγ mazal-7.Itran.

أريد أن أقول-6Beγiγ adiniγ

1. Beγiγ adiniγ-2.Acuγer-3.Ruh ad qqimegh 4.Aγabrid-5.Atin mehneγ-6.J SK-7.Adenbdu-8.tekthbdhiyi.

.22.21 الرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت، ص: مد جالويحم -1

47

II .منقالت التراثية في أشعار لونيس أيت دفاو ر لا

رات وموارد متنوعة يستمدها املبدع حسب ثتستند بعض األعمال األدبية الراقية إىل مؤ ه اإلبداعية، تصاغ يف تصوير عميق لواقع مشحون باألحداث والتغريات من رغبته الذاتية وميول

خالل تأليف قصائد تتأرجح بني األصالة واحلداثة، وهذا ما عرفته القصيدة القبائلية اليت شهدت تطورا ملحوظا من خالل تنوع وثراء مواضيعها، حيث جلأ البعض من الشعراء إىل إضفاء بعض

ل توظيف بعض العناصر الرتاثية، وبذلك فتح اال الواسع لتأويلها اللمسات الفنية من خالسريعا من أجل رفع اإلام والغموض، وهذا ما تفسريها وحتليلها، بل أحيانا تتطلب تدخالو

املكتبة الثقافية ذا النوع من اإلبداع ىالذي أثر "منقالت أيت "دأب عليه الشاعر القبائلي، واألقوال )احلكاية العجيبة، قصص احليوان(سطورة والقصص الشعيب اختذ من األحيث الفين، واملعتقدات الشعبية، منطلقا أساسيا ،لعادات والتقاليداو ،ملبادئا،والقيم و )أمثال وحكم(املأثورة

استقى منه خمتلف صوره وأخيلته اليت تعود أصوهلا إىل ذلك اإلرث الثقايف واملعريف الذي تناقلته حلقات تواصلها الزمين، من أجناس شفوية وما ترىب عليه احلس الفردي األجيال عرب

وكل هذه املوارد الرتاثية هي مربط الفرس يف . ئ أخالقية عريقةواالجتماعي من قيم ومباد : دراستنا هذه، فارتأينا إىل مناقشة هذا املوضوع وفق ما يلي

: توظيف األسطورة.1

كمادة حيوية ملؤلفاته، فأخذ حياكيها بطريقة فكرية األسطورة "منقالت أيت"اختذ الشاعر ات يه، ملا هلا من جذور شعبية، حتمل يف طياا رموزا وبنل ذكية، فأصبحت مصدر ملهما

.متعددة

هذا الشاعر أن يصوغها يف سياق درامي وإحياء فكري ومعريف مجيل جعلت استطاعو الحظ يف هذا الشأن أن هذا الشاعر مل أن ما يالقارئ يعيش األحداث بكل شوق ومحاس، إال

هذا و يوظف األسطورة بشكل مفرط كبقية املوارد الثقافية األخرى اليت اعتمد عليها يف كتاباته،

ولكن رغم حرص الشاعر في العودة إلى األساطير ":بقوله"حممد جالوي"ما أشار إليه إذا ما قورن بتوظيفه القديمة، فإننا نالحظ أن توظيفه الفني لها لم يكن بقدر كثيف

48

لألشكال التعبيرية األخرى من حكاية وخرافة وقول مأثور، هذه التي تسجل حضورا واسعا بتوظيفه لألسطورة "أيت منقالت لونيس "أن الشاعر إال .1"جاته وإبداعاتهانتإفي مختلف

ا يبنيه منذا القدر استطاع أن يثري مبا يستلهمه من عناصر فنية، وأن يضفي على مجلة من موذلك خدمة ألهدافه الفنية وغاياته اإلبداعية واليت ،بعدا اجتماعيا معاصرا هوراتصوت أخيلته

. يريدها وينشدها، وهذا ما يتجلى يف منت صوره الشعرية

هو تقريب املسافة بني اجلمهور والشاعر هاهلدف األساسي من توظيف األسطورة يف شعر و

تعد ملهم تشكل روح الشعر وهاجسه الدائم، و ال أن األسطورة كانت وال تز "باعتبارالشعراء على مر الزمان، فقد كان هناك باستمرار توافق بين الشعر واألسطورة من جذور شعبية رائجة، ولهذا كان توظيف األسطورة في الشعر يهدف إلى تقريب المسافة بين

مثيل وتنحدر إليه من حق الت الجمهورتمثلها هذا يالشاعر وجمهوره عبر رموز مشتركة، .2"أحقاب سحيقة يلفها السحر والغموض، فتشكل لديه مرفأ روحيا موصوال باألجداد

واليت " Anzarأنزار " األسطورة اليت ذاع صيتها يف األوساط الشعبية هي أسطورة و اعتمدها يف موضع واحد فقط يف أشعاره، واليت خصصنا هلا دراسة موضوعية لبعض جوانبها

: وهي

:ملخص أسطورة أنزار. أ

هي من بني األساطري الشائعة يف اتمع القبائلي منذ القدم، تندرج ضمن األساطري لظواهر الكونية، فسر ا اإلنسان لالكونية أو الطقوسية اليت يعرب من خالهلا اإلنسان عن تصوره

.مصادر الرزق واخلرياتظاهرة من الظواهر الطبيعية وعلل خبلفياا كاألول فعل تساقط األمطار

وتروي هذه األسطورة أن أنزار وهو إله املطر أحب فتاة خارقة اجلمال،تعود على مشاهدا وهي تستحم يوميا يف إحدى الوديان، وكلما حاول التقرب منها ليعلن هلا عن

نت كا ان يف كل مرة حياول التقرب إليهامشاعره اجتاهها، ارتعدت منه خوفا والذت بالفرار، وك

.28حممد جالوي، الرتاث واحلداثة، ص -1 .27ن ، ص .م- 2

49

إىل أن سئم إله املطر من هذا التصرف وغضب غضبا شديدا لدرجة أنه بالصد والرفضتقابله 1:قائال. هددها بقطع املاء عنها وعن قريتها

aql-i yezmeɣ-d igenwan تها أنا اخترقت السماوا

Ayiwen n yitran م األوحدــــــــــــــــــــــــــأيها النج

f k-iyi aqejjud I m-fkan ك وضياهـــــــــــــــأنعمي ببهائ

neɣ ad am - kkseɣ aman ك المياهــــ قطعت عنوإال

تبادله احلب، ومن جهة ثانية ما هو الفوقعت الفتاة املسكينة يف حرية من أمرها فمن جهة 2:ذنب قريتها حىت يعمها اجلفاف، فأجابته ذا القول الناقل حلريا وقلقها

Ttxil-k ay agellid n waman األمطار إلهيا فضلك

A bu- tɛessabt n lmeṛjan صاحب التاج المرجاني

Neki keč i wumi yi- d- fkan ني هدا لك الغير أنا

na uggadeɣ imennan ɛ Me لكن خوفي من قول الغواني

ف عن سيالا غضب اإلله، فأمر الوديان أن جت فاشتدصارحت اإلله حبريا هذه ملاو فلما جفت مياه الوادي من حتت قدمي الفتاة أدركت فضل اإلله وعظمته، فأزاحت عن

ا هذا اإلله العاشق صاحب اخلري يرضىجسدها الفتان ثوا احلريري، لتظهر يف صورة اليت 3:ة إليه قائلةلياه لقريتها، متضرعة له ومتوسوليغفر هلا وليعيد امل

ay anzar , ay anzar أنزار، ياأنزار

ay ajeğğig n uzaɣer أيها الورد الساحلي

inser ɛ a sifrr-as-d l أعد للوادي المنابع

Ruhad d- terred ttar واالنتصارلك علي الفوز و

.29صحممد جالوي، الرتاث واحلداثة، - 1 .30ن، ص.م - 2 .30ن، ص.م - 3

50

طحب فتاته ويأخذهازوجة له ص، وعاد إله املطر ليالساطعبنورها فجأة انشقت السماء و وبالتايل استعادت القرية حيويتها وعادت املياه إىل ، أعايل السماء واخرتقتفحملها على أكتافه

.جماريها

:الممارسة الطقوسية ألسطورة أنزار.باألوساط ظل اتمع القبائلي يؤمن ويصدق ذه األسطورة، فانتشرت ممارستها يف

حل القحط واجلفاف يف البالد ما القبائلية، إذ ظلت متارس ممارسة طقوسية كل االجتماعية .ليعيد إله املطر أنزار إليهم الغيث املفقود

:وملخص املمارسة الطقوسية هلذه األسطورة يتجلى وفق الطريقة اآلتيةإحدى املنازل لتنظيم كلما حل القحط واجلفاف يف البالد، جتتمع جمموعة من النساء يف

عروسا ألنزار، واليت يشرتط فيها أن ابنتهااحلماة اليت تقدم اختيارمراسيم االحتفال، ومن مث تكون من أشرف نساء القرية، وأن تتوفر على قدر كاف من احلسن واجلمال، وتكون نيتها

ن نساء وفتيات وعند حلول املوعد، جتهز العروس لينطلق املوكب الذي يتشكل م.صافية صادقة 1:و أطفال، ليجوب اجلميع أرجاء القرية مرددين بصوت واحد

anzar , anzar أنزار، أنزار ay agellid ṛṛez-d aɣurar يا إله لطف هذا الحر ma n wedrarɛad tebb nne لتينع خيرات الجبال

ad ternu tin n uẓaɣer كذا غيرها في السواحل و

ع الصدقات عند كل باب، مبا يف ذلك من دقيق وزيت وحلم من خالل هذا الطواف جتموخضر، وعند الفراغ من عملية الطواف يلتقون يف نقطة واحدة سواء كانت مسجدا أو معبدا، فيجتمع اجلميع لتبدأ عملية حتضري الوليمة، والطبق الرئيسي احملضر يف هاته احلفلة هو

1-Genevois.(H), p398. .31أشعار لونيس أيت منقالت، صحممد جالوي الرتاث واحلداثة يف : نقال عن

51

األواين، وتصب مياه الغسيل يف الساقية الكسكسي، وعند االنتهاء من عملية األكل تغسل targa التذكري اإلله حبرمان جريا.

، حيث تأيت احلماة )إله املطر(مث بعد ذلك تأيت العملية اهلامة فتقدم العروس لزوجها أنزاربالعروس وسط مجهور غفري، وجتردها من ثياا كلية، وتدعوها لتطوف باملسجد أو املعبد سبع

1:قطرات من املاء قائلةبإله أنزار طالبة به aghenja يدها مغرفا مرات وهي حتمل يف

A y at waman awit-d aman يا آلهة األمطار، منوا علينا بالمياه

Nefka tarwihtiwi tt-yeb منالكم األرواح فداء وقرباناو γan

سلة إليه بكالم شاعري تذكره مث بعد انتهاء الفتاة من الطواف تتجه العروس إىل خطيبها متو 2:بطول املأساة اليت حلت باألهايل بعد انقطاع املياه، فتقول

Yeqqur wemdun yettafwar كالبر قحط حل ب

Yeqqel I iselman d azekka سمك أصبحت قبرا لل

Yeqqim umeksa yendel والراعي غارق في الهم والشرور

Tura r رحين غدت المراعي جدب و بو γan akk ikusa

Tajmaεt texla telluz الجماعة أفلست و جاعت

Thers-iyi amzun d talafsa كالرقطاء اشرأبت يو إل

ة باإلله أنزار دو بعد انتهاء الفتاة من مناجاة اإلله، تنطلق أصوات النسوة بشكل مجاعي لإلشا 3:شعارا مضموا كالتايلفريددن أ ،ومدح العروس وإظهار مجاهلا تارة أخرى ،تارة

Ay anzar,ay agellid أيها اإلله ،أنزار

Sserr-ik hed wer t – yesεi سرك غائر أوحد

Tuγed taqcict am tyaqut قوتفزت بفتاة كالي

Terna amzur d imlaγwi دشعرها حريري مم

1-Génvois.(H),p399. 31الرتاث واحلداثة، ص: نقال عن حممد جالوي .

2 32، ص الرتاث واحلداثة: حممد جالوي- 3 32ن، ص .م -

52

A ttan eg-as afriwen ألهمها أجنحةخذها و

Kecmet deg igenni ruhet وفي غور السماء بها اصعد

Ref m tlaba rqiquen من أجل حسنها الفتان

Itennid i wi ifuden swet أرويت كل ظامئ عطشان

أين تجتمع الفتيات في سن الزواج ليشاركن خطيبة أنزار التي "مث تأيت املرحلة األخرية ما تنتهي اللعبة وذلك أمام الجمهور، ول zerzariالزالت عارية لعبة يطلق عليها زرزاري

مث 1".المحددة بوقت من الزمن، تدفن الكرةالمستعملة داخل حفرة أعدت لذلك من قبل 2.تتوجه الفتيات بكلمات وداع إىل إله املطر، على أمل أن يرضى بالعروس ويعيد الغيث للبالد

Neqda- d taγawsa فزنا بالمطلب المقصود

Taryalt tu المنشود بالندقران العروس γ lmekkna

Agellid yers-ed γer lqεa اإلله إلى األرض ينزل

Tislit tsebbeb terda و العروسة راضية به بعل

Ay agllid awi-d lehwa ر أيها اإلله أعد إلينا اإلمطا

Annaγ tfud lqaεa رفقا، األرض كساها االصفرار

Akken ad tefk ssaba لكي تثمر النعم والعلف

Akkenni d- tefkam ddakira العسل والخلف كما أثمر

ذه األقوال تنتهي مراسيم االحتفال، ويعود الكل إىل ديارهم قبل مغيب الشمس آملني أن إله و أنزار لن خييب توسل العروس وأن الغيث سوف ينزل عما قريب وهذه القناعة قد أكدها روائي

.32حممد جالوي، الرتاث واحلداثة، ص: ينظر - 1 2- Génevois(H),400. 33. 32حممد جالوي الرتاث واحلداثة، ص: نقال عن .

53

أستطيع القول، بأن األمطار "شارك يف إحدى هذه املمارسات الطقوسية بقولهاألسطورة الذي 1".تعرف النزول أياما قالئل بعد هذه المناشدة ألنزار

جميء سطورة أنزار، طرأت عليها حتوالت عدة خاصة بعد ألوهذه املمارسة الطقوسية املغرف " العروس"لفتاة إىل بالد القبائل، إذ أسقط عنها البعد احلسي، فناب عن ا املرابطنيiflew الذي يزين على شكل عروس وتقام حوله املمارسة الطقوسيةو.

:عر ألسطورة أنزاراتوظيف الش. ت

يف ووظفهاأسطورة أنزار صياغة شعرية وفنية ومجالية، "لونيسأيتمنقالت"صاغ الشاعر tesdhelmedh- iyi urظلمتين وما أنا بظامل "إحدى روائعه وإبداعاته الشعرية بعنوان

dhlmegh " ملواد وعناصر هذه ه مهامما جعله خيلق عدة صور شعرية عن طريق توظيفه واستلصورة األسطورية لملوضوعية هلذه العناصر ولااألسطورة، ولكن قبل البدء يف الدراسة التحليلية و

:عطاء حملة عن مضمون هاته القصيدةإجيدر بنا ،واستخراجها

:مضمون القصيدةبني حمبوبته، مستلهما قصة حب بينه و ن الشعر العاطفي، حيث تناول فيها الشاعر هي م

يف ذلك عناصر وموارد أسطورة أنزار، فجاءت على شكل احلوار الذي كان بني أنزار والفتاة اليت حيبها، وذلك مبختلف أجواءها وكذا ممارستها الطقوسية ليضفي على ذلك احلب صفة

.كلية متالمحة األجزاءاألسطورية، وخيلق صورة

صاغها بطريقة فنية رائعة، تنم عن تشبعه بالرتاث القبائلي ذه األسطورة و وقد استعان القدمي املشحون باخليال، فعمد إىل إسقاطها يف قصيدته هذه مما جعلها تتضمن دالالت معنوية

بناء كمقومات فنية في ليوظفهاإذ استلهم الشاعر العديد من عناصرها، "، ةعميقمفردة التي تتآزر في وحدة عضوية على نحو بنيوي متفجر بالدالالت، وتنمو نموا هالصور

لتتالءم في بؤرة داللية موحدة لتكون بذلك . تكامليا داخل السياق الصوري الشامل

Génevois.(h),p401. -1. 32حممد جالوي الرتاث واحلداثة ، ص: نقال عن

54

أن هذه القصيدة تمتاز ببنية "ويضاف إىل ذلك .1"الصورة الكلية وهي القصيدة ذاتهاها مجموعة من الصور الجزئية تية متالحمة األجزاء، كونخاصة، إذ تشكل كتلة فن

بقدرة الشاعر الفائقة يكلية توح ةلخلق صور المتالحقة والتي تنصهر في قالب متكامل، فقد استطاع هذا الشاعر أن خيلق أسطورة أخرى غري أسطورة 2".في مضمار الخلق واإلبداع

حلبيب كل طاقاته من أجل إسعاد أنزار، حيث صور لنا قصة حب صادقة واليت كرس فيها اوإرضاء حبيبته، وذلك بفضل صدق حب الشاعر يف هواه، لكن يف األخري يفشل احلب

.وبالتايل فشل العالقة العاطفية اليت مجعت بني الشاعر وحمبوبته

النهاية السعيدة : األوىل وهي: أما عن هاته القصيدة فقد تفرغت إىل ايتني متناقضتني االنفصالالطويلة مت مل مشل احلبيبني حتت سقف واحد، واتفاقهما على عدم وبعد املعاناة

إن املقطع الرابع يف هاته القصيدة ميثل إذ والبقاء معا إىل األبد، وبالتايل يفوز احلب األبدي،هذه النهاية حسب األصل األسطوري يف جممل نسيجها وبنيتها، أما املقطع اخلامس واألخري

الثانية للقصيدة نفسها فهي تعيسة أسفرت بفراق احلبيبني إىل األبد وفشل احلب، فيمثل النهايةواليت ميكن تصنيفها ضمن النهايات املأساوية حسب حتميات الواقع وعراقيله، حيث جند أن هذا الواقع املرير قد حطم حلم الشاعر أي حلمه األسطوري اجلميل، فانصدم بواقع ال يؤمن

شاعر الصادقة، واقع متنع فيه ذكر كلمة حب، واقع القيود واحلواجز والعراقيل باحلب األبدي واملفهو واقع حيكم على تلك العالقات بالفشل مسبقا، ويعتربها إمث حيث يعرض املتحابني

.لعقوبات صارمة قد تبلغ حد القتل أو النفي

تضمنة فيها أهم الصور الرتاثية امل استخراجذه القصيدة سنحاول ناهلومن خالل دراستوذلك إلبراز أوجه التشابه بينها وبني أسطورة أنزار وهذا ما يتضح من خالل هذا اجلدول الذي

:لتبيني الصورة الشعرية فيها اعتمدناه

.36الرتاث واحلداثة، ص :حممد جالوي - 1 .34، ص ن.م - 2

55

"ظلمتين وما أنا بظامل"قصيدة أسطورة أنزار

العاشق هو إله أنزار واملعشوق هي العروس )الفتاة اليت تذهب إىل الوادي كل يوم(

يت منقالت املعشوق هي أاشق هو الشاعر لونيس الع إحدى النساء

1:لفتاة يظهر من خالل قولهلحب اإلله

ها أنا اخترت السماوات aql-i yezmeɣ-d igenwan

أيها النجم األوحدA yiwen n yitran

أنعمي ببهائك وضياه Fk – iyi aqejjud i m –fkan

2:الل قولهحب الشاعر للفتاة يظهر من خ

احبن احترق

lemḥibba -nneɣ tettwaqqed

جمارذي في موقد Di lkanun tger iwur γu

أكثروا عليه الحطب

Syesɣarentettwassed

ليصعب إطفاء النار Akken yiwen ur tt- isnusu

رفض الفتاة لطلب أنزار، والدليل على ذلك :ديدها بقطع املاء، قائال

ءوإال قطعت عنك الماNeγad am- kkseγ aman

:رفض الفتاة حلب الشاعر هلذا يلومها ويعاتبها، قائال

ظلمتني وما أنا بظالمTessedmed- iyi ur delmeγ

وإن ظلمت فمن غير قصدRasdelmeγ mebla lebγi

قوة عروس أنزار تكمن يف مجاهلا، إذ جعلت :اإلله أنزار يقع يف حبها، ويظهر ذلك يف قول

كاليقوت فزت بفتاة

ر تكمن يف مجاهلا، وهو ما يظهر من حبيبة الشاعقوة :خالل قول

ينبت الورد ويتفتق

.29الرتاث واحلداثة، ص: حممد جالوي -1يت منقالت، ترمجة أشعار من اللغة األمازيغية إىل اللغة العربية، تقدمي يوسف نسيب، أللونيس الديوان الشعري :حممد جالوي2-

.)الشعر العاطفي( 97، ص 2007عاصمة الثقافة العربية، منشورات زرياب، اجلزائر،

56

Tuγed taqcict am tyaqut

حريري ممددشعرها Terna amzur dimlaγwi

خذها وألهمها أجنحةAttan eg-as afriwen

وفي غور السماء بها أصعدKecmet deg igenni ruhet

من أجل حسنها الفتانRef m tlaba rqiqen

أرويت كل ظامئ عطشانItennid i wi ifuden swet

A d-yemγi lwerd ad yefsu

ويشبه جمالك الخالقAd –imettel di ssifa -m

العشب يغدو بساطا تحت قدميكLehcic am- yuγal d usu

والسماء من أعاليك كساءIgenni daεdil fell -am

زار اليت فازت بأنزار، يف هذه الصورة استنسخ عروس أن وأضفى صفاا على حبيبته

جلوء إله أنزار إىل شىت الوسائل اليت متكنه من :الفوز حببيبته وذلك عن طريق قطع املاء،قائال

وإال قطعت عنك املياهNeγad am - kkseγ aman

يرتقي بذاته حبيبته لدرجة إرضاءيسعى ألجل الشاعر ح غيما ميطر غيثا، ويف اشقة إىل مصاف اآلهلة ليصبالع

:ذلك استنساخ واضح أللوهية أنزار إذ يقول

بح غيماصأنا سأNekk ad uγaleγ dagu

ومن العلى أهديك سالماSi nnig- m am–d -hduγ sslam

أمطاره منعشة للجذورLehwa s -d-iheggun azar

بأمري يجود بها السحابnekk ara t -id -yaznen fell-as

مبنح نفسها ألنزار وذلك عن ترضى الفتاةطريق نزع ثوا عن جسدها الفاتن، متوجهة

وهي كن الشاعر من استنساخ صفاة عروس أنزارمت

57

:إليه بالتضرع والتوسل قائلة

أنزار، يا أنزار

Ay anzar, ay anzar

أيها الورد السحاليAy ajeggig n uzaγer

أعد للوادي المنابعAsif rr -as-dlεinser

ولك علي الفوز واالنتصارRuh add – terred ttar

:متوسلة ليعرب عن حبه حلبيبته، إذ يقول

عروس أنزار قادمةAd -tas teslit- n-wenzar

منديلها األلوانلورد الهدي سيA s- tefk I lwerd lfuda-s

البرق يومض كالمصباحLebreq ad- iwt am lefnar

فيبرز لي جمالها الفتانAd id-ibeggen ssifa-s أمطاره المنعشة للجذور

Lehwas-d- iheggun azar

بأمري يجود بها السحابnekk ara t- id yaznen fell-as

وصول اإلله أنزار إىل رغبته وحصوله على ها معه لالفتاة، فانشقت السماء وعاد ليحم

وتسرتجع الوديان جرياا واألرض اخضرارها .وخصوبتها

للشاعر، فقد وصل إىل غايته، الشيء نفسه بالنسبة فيلمع الربق، ويعود الغيث وتسرتجع األرض خصوبتها،

:فيقول

البرق يومض كالمصباحLebraq ad -iwt am lefnar

فيبرز لي جمالها الفتانAd I -d-ibeggen ssifa-s

أمطاره المنعشة للجذورLehwas-d iheggun azar

58

بأمري يجود بها السحابnekk ara t- id- yaznen fell-as

ينطلق اإلله مع فتاته باجتاه السماء،وبالتايل أصبحت هاته األسطورة رمزا حيا للحب

.القوي

يعيش الشاعر وحبيبته احلب الذي لطاملا متناه، إذ :يعدها حبمايتها، فيقول

يا جميلة بين الورودAtin mid-zzin lenwar

أنا في حماك قائم مهابAd am-ili γd aεessas

وكل هذه النماذج عبارة عن صور استعارها الشاعر من األسطورة التقليدية القبائلية أنزار، وأسقطها على موضوع قصيدته، فالشاعر باستلهامه هلذه املقومات األسطورية قد مد بينه وبني العامل األسطوري جسرا فنيا، يقوم على أساس اخليال، وقد أدى اتصال كل تلك العناصر الرتاثية

ومتكنه من وسائل جلزئية إىل بناء صور شعرية كلية متالمحة األجزاء وهذا ما يظهر قدرة الشاعرا .التعبري الشعرية يف أرقى مستوياا

ولكن إن كان هذا الشاعر قد استطاع خلق عامل مثايل متحرر من كل القيود، عامل نوية واليت افتقدها يف عامله تتحقق يف ثناياه تلك النشوة الغرامية بكل أبعادها احلسية واملع

الواقعي، فسرعان ما يستفيق من حلمه فتنتهي سفرته األسطورية،ليجد نفسه حتت وقع الواقع ، إذ يقول يف الفقرة بسبب القوانني العرفية ومسوم التقاليدر حيث ختتنق تلك األحالم املشرقة املري

:األخرية

A tan unebdu yewwed ها قد حل القحط والحر

Yewwed- d wass- iw d wass-im ه إلى النهاية نؤولوب

nekk seg genni ad I - yesfed أنا من علياء السماء أنقشع

kemm am-yesserγ afriwen- im وأنت سيلحق بك الذبول

59

G giγ-kem ad I - tsemhed أر��ودعا ومنك العفو

γas fehm-it deg –yiman- im وفي مصابك لألمر تعليل

Lemhibba-w γer -m teγled ي لك أخطأ السبيلحب

tusa - d tεedda ur teqqim حل، ثم عليه الرحيل

للقصيدة، فهي النهاية اليت تبناها الشاعر فهذه الفقرة متثل املقطع األخري يف البناء الكلي لنوع من ته وتقاليده املتعصبة ينفي هذا االقصة حبه األسطورية، ذلك أن اتمع القبائلي بعاد

العالقات الغرامية غري املبنية على رباط شرعي وهو الزواج واخلروج عن هاته التقاليد والقوانني .، فيعاقب صاحبها عقابا شديداةوخرقها يعد خروجا عن العرف والعاد

استطاع أن يصوغ أسطورة أنزار " لونيس أيت منقالت"وخالصة القول جند أن الشاعر خربة فنية عميقة يف استلهامه للمواد الرتاثية، ون قصيدته كونه ميلك مضمشعرية، تتالءم و صياغة

لداللة اضاءات رحبة كثيفة بالدرامية و فقد استفاد منها رمزا وداللة الحتواء القصيدة على ف، وذا يرتقي الشاعر العريف لرتاث األجدادبطريقة توحي إىل متكنه الفكري و الغامضة ووظفهاالفرد تسطورة إىل مستوى خدمة القضايا الواقعية احلساسة، ليعرب ا عن معانابعناصر هاته األ

.املعاصر يف جمتمعه الذي يتحكم إىل منطق العادات والتقاليد واألعراف

:توظيف القصص الشعبي. 2،فإن القصة الشعبية هي "أيت منقالت"األسطورة قد لعبت دورا يف إبداعات إذا كانت

متثل إحدى ركائز أحاسيسه املرهفة،والقصة الشعبية متوارثة أبا ذا الشأن،إذهاألكثر توظيفا يف ،من خالل أبعادها التارخيية،باإلضافة را الشاعذعن جد مما جعل حظها وافر يف بناء شخصية ه

ا من ذا غالبا ما تنتهي مبغزى يرشد إىل النبل والفضيلة،وهأ ما تتمتع به من بصرية هادفة،إال إىل .أن يغرس القيم واملبادئ يف اتمع القبائلينه أش

60

وما جتدر اإلشارة إليه أن هذا القصص الشعيب املتداول نابع من طبقة الفالحني البسطاء جنده حيمل رسالة الكرم واحملبة،كما و غد أفضل،وزرع بعض الشيم كاإلثارة، إىلين يسعون ذال

وما .قلية والفكرية،فتضيء هلم درب حيامصقل مواهبهم وتنمية قدرام الع ىللصغار حيثهم عل اتمع أاوساط أجعل القصص الشعيب حيظى برواج كبري هو ذلك االعتقاد السائد يف

.اخل...لوجنة و واغزن،و أحداث حقيقية حتركها شخصيات موجودة يف األزمنة الغابرة كالغولة،

دة وحوهلا أحفادها يرتبعون وتزيينا عندما تنشطها اجل اوما يزيد يف القصة الشعبية رونقال اس،فنجدهم محفيسهرون معها وقتا طويال بشوق و ،"الكانون"مدفأة حجرية تدعي حول حكي القصص الشعيب اقتصار"عبد احلميد بورايو"قد علل و . من هذه اجللسات الدافئة ميلون

ا يكتنفها من الشك أن ظلمة الليل،بم":الفرتة الليلية يف اتمعات القبائلية بقوله ىعلدمج المستمع في عالم القصة الخرافي الزاخر ىغموض،عامل أساسي مساعد عل

اضوءبالخوارق،وهو ما يسمح بانطالقه في عالم الخيال إلى أبعد الحدود،بينما قد يقف 1".،ليرده إلى عالم الواقع والحياة اليوميةاالنطالقحائال دون هذا لنهار

:أنواع القصص الشعبي

إذ بالرغم من أما خيتلفان ،نوعني أساسني متكاملني ىقصص الشعيب القبائلي عليرتكز الما يشرتكان يف قواسم عديدة دف إىل أ يف بعض العناصر كالشخصيات واألبطال، إال

:مسعى واحد، وتوجهإىل نفس الوسط الشعيب مبختلف أطيافه، وهذان النوعان مها

:الحكاية العجيبة -أخياليني، أبطال عتمد على، وتة العجيبة األكثر انتشارا يف اتمع القبائليتعترب احلكاي

ضف إىل ذلك أحداثها ألكن أثرها البالغ يف احمليط االجتماعي أكسبها مصداقية عظيمة، املشوقة، املصوغة يف قالب ساحر، وطريقة فنية يف السرد، ومن أمثلة تلك الشخصيات نذكر

. اخل " ...علي ن أخف ايس "على سبيل املثال شخصية

.47عبد احلميد بورايو ،القصص الشعيب يف منطقة بسكرة ،ص- 1

61

: قصص الحيوان -بعرف هذا النوع أيضا تواجدا هاما يف اتمع القبائلي، إذ ميس القصص احليواين بالدرجة

إن هذا النوع يتمتع بروعة تركيب .األوىل الصغار الذين جيدون ضالتهم يف التعلق بعامل احليوانة لألحداث حسب املوضوع املقرتح والدراسة التحليلية األحداث وحسن اختيار األنواع احليواني

ملكر، فبذلك تستعمل افمثال غالبا ما جند شخصية الذئب اليت ترمز إىل الذكاء اخلارق و . للقصةباإلضافة إىل الغولة ،كمحور رئيسي يف القصة، وكذلك األسد الذي يرمز إىل القوة واجلربوت

.وغريها

: راعتأثير القصة الشعبية على الش

مادة كتاباته من ،وكغريه من الشعراء القبائليني ،"أيت منقالت"الشاعر القبائلي استمد ن حياة اإلنسان القبائلي مرتبطة ذه اإلبداعات القصصية، فاستطاع هذه القصص املتنوعة، أل

أن يغرس يف هذا القصص روحا فنية إبداعية، رائعة زودها بلمسات شعرية "أيت منقالت"لرتاث القصصي، حيث يؤكد الباحثون أن البيئة هلا دور فعال بااهتمام عظيم إىل ية توحي شفو

وما ساعد هذا الشاعر على النبوغ يف ،خصاب ختيالته وتصوراتهإيف إذكاء شاعرية الشاعر و الفهم الواعي هلذا املوروث والفهم الصحيح ملكوناته ومعطياته، وقد اعتمد على وهذا النوع ه

فاعتمد على طريقة االستنساخ املباشر للنص احلكائي يف ،رة الرامزة ملختلف املواقفاإلشايلجأ إىل إضفاء الطابع ،و القتباس سواء من املشاهد أو األحداثاو ،املضمون الشعري

العصري،مبا خيدم طموحاته،فالدارس للقصيدة القبائلية يالحظ حضور املادة القصصية مبختلف يلي أمثلة عن توظيف الشاعر للقصص الشعيب يف إجنازاته،ومن هذه أشكاهلا،وسنعرض فيما

" يف قصيدتني األوىل بعنوان" علي ن اخف ايس"اإلجنازات نذكر توظيفه ملشهد من حكاية ".وكلت أمري هللا"والثانية بعنوان ، "انتظرته وظفها يف قصيدتو " أخيت عيشة "كما اقتبس العديد من العناصر احلكاية من حكايات

يف "الذئب والقنفذ"، ووظف وقائع قصة "يا حفار القبور"،وقصيدة "املرض"املعنونة فاعتمد على طريقة االقتباس وتوظيف تقنية النص الغائب بتوظيف " أضيئوا لنا األنوار "قصيدته

62

مستويات بارزة وعديدة يف ىعناصر أو مشاهد قصصية يف النسيج الفين للقصيدة، وتوزعت علوهذا ما سنحاول االعتماد عليه ،الصور واألخيلة يف النسيج العام هلذه القصائدعملية خلق

:أثناء دراستنا هلذه القصائد واحلكايات وفقا هلذه الطريقة

":علي ن اخف ايس" ملخص حكاية

الذي تعرض ملطاردة " علي"، قصة البطل "علي ن اخف ايس"يروي لنا مضمون حكايةا الكائن الشرير يف معظم القصص الشعبية اليت تعرف على أ شرسة وعنيفة من قبل الغولة

القبائلية،واليت حتمل صفات عديدة،وتستمد قوا من خالل سفك دماء البشر، وأكل حلومهم، يفلت من قبضتها،وينجو بأعجوبة ليهرب إىل أعماق الصحراء احلكاية أنفاستطاع بطل هذه

م خليبتها وأصرت ما تلتحق به الغولة اليت مل تستسل القاحلة طالبا الغيث والنجاة، لكن سرعانعلى النيل منه،وقد أدرك بطل احلكاية عزمها على بلوغ مقصدها فاهتدى إلجياد حل ينجيه من شرها، وهذا املخرج يتمثل يف امتطائه لنخلة طويلة جدا تكاد تبلغ السحاب، وذا تعجز الغولة

ت تقذفه بشىت عن اللحاق به نظرا الرتفاع النخلة، لكن بالرغم من هذا أصبحت دده، فراحمكاا ولن تربحه إىل أن ينزل بنفسه، يف ستظله بكل الوعود املخيفة بأا الشتائم وتتوعد

.تلتهمهل وترتقب سقوطه بفعل الرياح واألمطار والثلوج

أما إذا حاولنا البحث والغوص يف أصول هذه احلكاية الشعبية، فنجدها متداولة يف وص، هؤالء الذين ما يزالون صقلها الكبار يف السن على وجه اخلاألوساط الشعبية القبائلية، ويتنا

حمتفظني ومتمسكني ذا الرتاث القبائلي، وموروثه القصصي، أين تلعب الذاكرة الشعبية دورا يف وتعد هذه احلكاية من بني القصص الشعبية اليت الزالت راسخة يف األذهان ،انتقاهلا وشيوعها

ظهر من خالل ما ترويه أحد العجائز يف منطقة القبائل، أين جندها إىل يومنا هذا، وهو ما ي 1:حتفظ هذه احلكاية، وترويها حملمد جالوي قائلة

علي أو "عجوز من قرية قنتور، بلدية حيزر، والية تيزي وزو، قريبة منعهد الشاعر اجلوال " علجة أو موسىال"عن رواية األشعار -1 .55حممد جالوي، الرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت، ص: ، نفال عن"عمريوش

63

Itedra yidi ayemma حكايتي يا أمي

Am-win I t- tube الغول يتبعهكالفار و ε teryel

T tubεi- t almi d ssehra إثره نحو الصحاري

Yuli γef tezdayt tedwel ومن النخلة كان منجده

Tenna-y-as rres -d ay amcum قال له أيها الشقي انزل

Skra n win tubεeγ yewhel فكل فار مني صائده

Ma urk- id- igir uqebli إن لم يأتي عليك الحر

Agris adk-id-isaγdel فالجليد قارسة مبارده

Taksumt-ik ard ad tt-cceγ لحم جسدك سآكله

جثتك سألتهمهوعظم

و الروح الى بارئها ترفع

Iγsan-ik ad ten-zedheγ

T arwiht γer bab-is tewsel

":علي ن اخف ايس"المغزى العام الذي تصبو إليه حكاية

املعىن العام الذي ترمي إليه هذه احلكاية هو االنتظار الطويل الذي يؤدي يف األخري إىل طويال، ولكنها مل تيأس، حيث متسكت بأمل اكاية وقتفالغولة انتظرت بطل احل خيبة األمل،

سقوطه من تلك النخلة، لكن يف األخري قضى عليها ذلك األمل وأودى حبياا،فهذه القصة .بال فائدة االنتظارتضرب مثال يف طول

:توظيف لونيس أيت منقالت لهذه القصة في أشعاره

ده رغم اختالف األغراض اليت كتبت قام الشاعر بتوظيف هذه القصة يف العديد من قصائ قصيدة فيف". انتظرت"وقصيدة "وكلت أمري "قصيدة : فيها، ومن بني هذه القصائد نذكر

64

ها توظيفا فنيا،حيث تناول في "علي ن اخف ايس"وظف مشاهد من حكاية "وكلت أمري"ة املعيشية املزرية، القضايا االجتماعية املنتشرة يف أوساط البيئة القبائلية أال وهي الوضعيإحدى

لدرجة عدم قدرته على تلبية احلاجيات صة رب عائلة عاىن الفقر واحلرمانفهي تتناول قنه إنسان بسيط يعاين هو وعائلته الفقر املدقع، أطلبات األساسية يف احلياة، ومن صفاته توامل

العيش بسط احلقوق، وهو احلق يفأأا حماطة بوسط تنتهك فيه سوى اليت ليس هلا ذنب ولشدة معاناة هذا اإلنسان، كان يرى املسؤولية األسرية مبثابة وحش خميف .بكرامة وهناء وسعادة

عله ينقذه من الشبح، وهي تنتمي إىل وسيلة التضرع إىل اهللا والتمسك بيده ووجد يالحقه، .املوضوع االجتماعي

:"علي ن اخف ايس"حكاية و " وكلت أمري"ه الشبه بين قصيدة أوج

ا قريبة جدا من احلكاية السالفة أ جند ،ا يظهر من خالل حتليلنا ملضمون القصيدةمإىل البيئة القبائلية انتمائهوذكاء وموهبته الفطرية وحبكم الذكر، إذ استطاع الشاعر، بكل فطنة

واطالعه على املوروث الثقايف القبائلي، أن ينقل لنا ظاهرة اجتماعية متفشية يف البالد بشكل .يف، متخذا مرجعية تراثية سابقة متمثلة يف احلكاية اخلرافيةكث

ويظهر هذا التشابه بني مضمون هذه القصيدة والصورة املتشكلة يف احلكاية يف املالحقة العنيفة والشرسة، وكذا االنتظار الطويل ففي احلكاية عاىن البطل من مالحقة الغولة، ليجد يف

" علي" النخلة الطويلة، أما يف القصيدة استبدل الشاعر البطل األخري املخرج واألمان واملنقذ يفبأحد الشخصيات وهو رب العائلة، والذي بدوره عاىن من مالحقة وحش شرير هو الفقر

1:قولالوحش الذي شبهه بالغولة فيواحلرمان، هذا

Ttxile a lleh εawen-iyi إلهي ساعدني إليكتوسلت

Aqli am- win turga teryal إني شبيه بفريسة الغول

Maγliγ a lleh refd-iyi إذا تعثرت إلهي خذ بيدي

دمي يوسف نسيب، الشعر االجتماعي، حممد جالوي الديوان الشعري لونيس أيت منقالت، ترمجة األشعار من اللغة العربية، تق -1 323، ص 2007منشورات زرياب، اجلزائر،

65

احلكاية والصورة هو بدوره وجه شبه بنيطال انتظار الغولة، و مثلماطال انتظار العائلة

.املوظفة يف القصيدة

Wekkleγ rebbi zzher yettesen وكلت أمري لربي في حظي النائم

Lattrragu طال انتظاري فلم يستجب γ mazal yuki

وجد بدوره رب العائلة يف النخلةيف احلكاية ملجأ " علي" ويف األخري مثلما وجد البطل .ملجأ يتمثل يف الدعاء إىل اهللا والتضرع إليه

Arebbi cfu-yi legruh يارب اشف جروحي

"يت منقالتأ"وظف الشاعرفقد " Urgiγ" "صبرت، ترقبت"قصيدة وأما يف وهي الغربة ،احلكاية، فتناول وضعية أخرى من القضايا املنشورة يف البيئة القبائليةمضمون هذه

، إذ نقل جتربة معاناة امرأة قبائلية ائهموما ينجر عنها من أمل الفراق بني األحبة والشوق للقتعاين من فراق زوجها املغرتب، فظلت ترتقب عودته بشوق وأمل، لكن االنتظار طال،

.لتنتهي يف األخري إىل االستسالم لألمر الواقع واخلضوع للحزن واليأسوالزمنمر،

:"Urgiγ"وجه الشبه بين الحكاية ومضمون قصيدة

، كما رأينا سابقا، عانت الغولة من االنتظار الطويل على "علي ن اخف ايس"يف حكاية حياا، نفس ينزل البطل من النخلة الطويلة، لكن انتظارها ذهب سدى، وقضى علىن أمل أ

واليت انتظرت بشوق زوجها املغرتب، لينقضي هذا األمل يف "انتظرت"الشيء مع بطلة قصيدة ونظرا لطول انتظار هذه األخرية، فلقد أحسن الشاعر . رؤية الزوج املغرتب إىل خيبة أمل وحزن

1:تشبيهه بانتظار الغولة، وهو ما يظهر من خالل قوله "يت منقالتألونيس "

Urgaγ win turga teryel رهينة الغول الشرس ترقبت

γas ul yettragun yuyes وفي قلبي عشش اليأس واآلهات

حممد جالوي الديوان الشعري للونيس ايت منقالت ، ترمجة األشعار من اللغة األمازيغية إىل اللغة العربية ، الشعر االجتماعي، - 1 339ص

66

Raguyuγal dlbatel ترقبي تكلل بالتعب واالنتكاس

. تستسلم الزوجة مثلما مل تستسلم الغولة، ملاالنتظارهذا لكن رغم

Ussan ttεeddin fell-i األيام تمضي علي مسرعة

Akken la ttεeddin Fell-am مضي بالمثل عليككما ت

Win yenterren dnekkini غير أني األكثر محنة

DAcu ur qebleγγγγ silgiha-m حيث خضت الصعاب من أجلك Lexyal-im yedder γγγγuri-i طيفك حي في مخيلتي

Asakka ttεeddin leεwamγ حولبالرغم من مرور

، واليت تكررت يف من احلكاية ةلعبارة واحد"لونيس أيت منقالت"فتوظيف الشاعر

دى إىل أما فهذا Win turga teryel :ه، ويظهر ذلك من خالل قولمهاذكر السالفالقصيدتني على إيصال هخدمت غرض الشاعر، وساعدت اثنايا القصيدتني، وبدورهفي معاين عديدة ظهور

.ةاملعىن وتقريبه ملن له معرفة ذه احلكاية الشعبية القدمي ":أختي عيشة"ملخص حكاية

انتشارا تهي من القصص الشعبية الرائجة يف األوساط الشعبية يف منطقة القبائل،عرفقصة تراجيدية مأساوية درامية بامتياز، تناولتها األلسن منذ القدم إىل يومنا هذا، هي واسعا،

على زت هذه احلكاية حاهي اجلدة، ف موقد النار وراويهاتروى يف سهرات السمر الليلية وسط ئليني، لتألف على شكل مكانة واسعة يف احمليط الشعري حيث احتفت ا أقالم الشعراء القبا

تها فيما بعد أقالم املبدعني والباحثني، ويضمنها الشعراء كصورة شعرية تنم على ولقصيدة تدايت أ"والراقي، ويعد قدرة وبداهة هؤالء على الكتابة يف هذا اال وحسهم اإلبداعي العميق

.ما سنحاول توضيحه من خالل دراستنا ألحد روائعه الشعرية ذاواحد منهم، وه "منقالت

تروى هذه احلكاية قصة عائلة، كانت على موعد ذات يوم الستقبال بعض الضيوف من اللحم هلذه املناسبة، لكن الزوجة مل اوإعداد وليمة هلذا احلدث، فاشرتى رب العائلة بعض

67

تستطع منع نفسها ومقاومة رغبتها الشديدة يف تناوله، لتجد نفسها يف ورطة كبرية وتطرح عدة .لضيوف؟ ماذا سيفعل هلا زوجها عندما يعرف فعلتها هذه؟لتساؤالت يف نفسها ماذا ستعد

هي أسئلة كثرية تدور يف ذهنها، وانتاا خوف كبري، لدرجة وصل ا األمر إىل أن تقوم بذبح االبنةغضبت ، ا الصغري، حىت تقدمه طعاما للضيوف، وذلك دون أية رمحة وشفقة عليهابنه

أخيها الصغري، فتحصرت على فراقه، فقامت شديدا لفقدانعيشة من فعلة أمها، وحزنت حزنا جبمع عظامه على شكل حزمة وقامت بدفنها بالقرب من البيت،ومنذ ذلك اليوم وهي تذرف

مرور األيام انبعثت روح األخ الصغري على هيئة محام، كان حيط كل الدموع دون توقف، وبعدمساء على أحد جدران وشرفات البيت، ويبدأ يف التغريد بلحن شجي، وبنربة ملؤها احلزن واليأس، حيكي ألخته كامل تفاصيل قصته وما حدث له، وهي تنصت إليه وتبكي، وذات يوم

التأثر لدرجة انشقت األرض حتت قدميها وابتلعتها مسعته أمه، وهو يروي قصته فتأثرت أشد .وهي حية، لتلتحق بابنها الذي غدرت به وقامت بذحبه، و يكون مصريها األخري حتت الرتاب

حتولت إىل قصيدة رائعة جمهولة اليت " أخيت عيشة"وسنقوم بسرد مقطع من قصيدة حكاية 1:املؤلف وهذا مقطع منها

يوف سلخني، والض يأمي ذبحتني، أب إلتهموني

Yemma tezla- iyi, baba yuza-yi ,iwiziwen ccan- iyi

-ɛica weltma ttxil-mjmeε iγsan أختي عيشة، أترجاك لمي عظاميiw

Txil-m hader ad tettud أترجاك أبعدي النسيان

Iγsan-iw sbur-asen لعظامي أسسي األمانو

Teged-ten di dduh tecnud هدهدهم في المهد باأللحان

Sluγa-m ad twensen غناؤك يشعرهم بحنان

Teged-asen amdiq ger lehyud ثم أودعهم بين الجدران

لعلجة لسع، منقولة عن نفس الرواية املشار إليها سابقا يف األوساط الشعبية بشكل واومنتشرة القصيدة جمهولة املؤلف -1 .56أوموسى، نقال عن حممد جالوي، الرتاث و احلداثة يف أشعار لونيس ايت منقالت،ص،

68

Mi ten – tejmed bedd arγue-sen تفقديهم إن غمرتك األحزان

... ...

Rruh-iw ad d-yettruhu روحي عليك تتردد

Ad kem-id yefqed ma tudned لتطمئن على حالتك

Am yetbir add-yettrusu م يحط و يتفقدكالحما

Mi d -yeqqim yid-m ad tferhed لرؤيته تزداد فرحتك

Fehm-as mi ara d-yettmesli أفهمي من كالمه المقصد

lexber adam-t-id-yessiwed فكل األخبار منه تأتيك

ية روائعه الشعر ىحدفيإهذه احلكاية الشعبية "يت منقالتألونيس "وظف الشاعر

، وهي تنتمي إىل الشعر العاطفي ينقل من خالهلا جتربة حب فاشلة "Lehlak"املرض"ةاملعنونبسبب اخلداع، واخليانة أو خوف احلبيبة من جتربة احلب ورفضها هلذه الفكرة بسبب القيود اليت تفرضها العادات والتقاليد، وهو ما يظهر من خالل القصيدة، فطغى على لغتها اللوم

بأسلوب تصوير رائع وعميق، و أضناه العشق من طرف واحد حزين جاءت بصوت و والعتاب، .ينم عن قدرة فائقة يف التعبري، ومتكن من أساليب الكتابة الشعرية الراقية

، نظرا "أخيت عيشة"احلكاية الشعبية القبائلية "يت منقالتأ"لقد استخدم الشاعر ب يفكالمها فيه لوم وعتاب لشخص قر ،يهموضوعها مع املوضوع الذي طرحه وتطرق إل لتماشى

من القلب، مع إحداث تغيري طفيف يف الشخصية، أين استبدل األم يف احلكاية باحلبيبة يف .ب احلبيبة ورفضه له حبح من قبل األم باحلبيب املقتول واستبدل الطفل املذبو ،قصيدته

لصور الشعرية يف هلذه القصة الشعبية كصورة من ا "يت منقالتأ"إن توظيف الشاعر على مدى متكنه من تقنيات الكتابة و قصيدته هذه، إمنا يدل على قدرته اإلبداعية الراقية والرائعة

.وخلفياته الواسعة حول الرتاث القبائلي

69

":المرض"بقصيدة "عيشة أختي" عالقة حكاية ا فق كثري ، فقد و "لونيس أيت منقالت"احلكاية وقصيدة هذه وجد أوجه تشابه كثرية بني ت

يف لذبح اكان : من القصيدة واحلكاية جند عل من التشاات املوجودة يف كلول، اختياره يفللعطاء واحلنان وليس وسيلة ااحلكاية من طرف األم البنها، واليت من املفروض أن تكون مصدر

باألمان، لكن حدث العكس أين قامت بذبح مللخيانة والغدر، وأن تصون أبنائها، ومتدهأن يرف جفنها وبذلك تصبح مصدرا للخطر، وتضع حدا حلياة ابنها وهذا دونطفلها الصغري

األم باحلبيبة، اليت هي أقرب استبدلأما يف القصيدة ، األخري الذي يعاتبها على فعلتها هذه :1الناس إىل احملبوب وهو الشاعر، واليت حيبها ويهيم ا لدرجة املرض واملوت، إذ يقول

lehlak I d-teggid deg-i ته في من مرضما خلف

Ur yeεi amdawi ممتعضدوائه مستعص

F lgal-im I di-yextar أجلكلقد اختارني من

Am- wakken yeggul fell-i واقسم حين انتابني

Ard iqqim γur-i أن يعيش في جسدي

Alamma subben lecfar حتى تغمض لي الجفون

Ula id-ixdem yimetti ءفال تجدي الدموع فدا

Rruh la ixessi روحي ماثلة لالنطفاء

Am lgaz yeggan lefnar كالوقود النافذ للمصباح

فالشاعر بصدد وصف املرض وهو مرض احلب، الذي الزمه وأودى يف األخري حبياته، بالرغم مما

.عانه فلم يلق جتاوبا من طرف حبيبته، وهو ما يظهر من خالل لومه هلا

ىل اللغة العربية، الشعر إغية يألشعار من اللغة األماز ليت منقالت، ترمجة أديوان الشعري للونيس الحممد جالوي، -1 .76العاطفي،ص

70

Siddunit tekksed -iyi قد انتزعت مني الحياةل

Urgiγ-am rebbi اهللا أمري فيك موكل

Di lmut adi-d-irren ttar. ليجعل الموت علة للقصاصيف هذه األبيات نلمس لوما وعتابا للحبيبة، هذه األخرية اليت قللت من حبيبها الذي

كاية والقصيدة يظهر يف قتل األم البنها، بدوره يتوعدها بنفس املصري، فالتشابه األول بني احلولوم هذا األخري هلا يف القصيدة ويظهر رفض وصد احلبيبة حلبيبها الذي اعتربه كالقتل، ولوم هذا

أما التشابه الثاين، فيتجلى يف انبعاث روح امليت أي روح الطفل الصغري على هيأة ، األخري هلاالشيء بالنسبة للقصيدة، لكن هذه املرة تنبعث محام، ليزور أخته ويقص عليها قصته، نفس

:وهو ما يظهر من خالل روح احلبيب على شكل محام يلوم حبيبته

Rruh- iw ad n-yas dahmam روحي في انبعاث كالحمام

Ad n-yawed s axxam إلى بيتك مقصد ومقام

.... ….

Ad n-yuγal d afrux n- yid ستتحول روحي كطائر الليل

Ad n- yas ur tebnid لى حين غرةيأتيك ع

أما التشابه الثالث واألخري، فيظهر يف اية كل من األم واحلبيبة أال وهو املوت، وهذا ما ها، تتأثرت وانشقت األرض وابتلعفيتجلى يف احلكاية حني مسعت األم عتاب ولوم االبن وبكاءه

:وهو نفس املصري الذي توعد به الشاعر حبيبته

Si tmedlin i diyi- rran المصفف علي من البالط

Atas i d-yeggw ran كثير منه ما قد تبقى

Am-tent-rren i kemmini سيضعونه على قبرك

Ad tezdγed ger yizekwan وستسكنين بين األرماس

Dixxamen imsawan ديار متساوية األساس

Lgar-im d nekkini فأنا من سيكون جارك

71

قرب من حبيبها، فكل احلب الذي مل جيمعهما يف الدنيا الية احلبيبة بوذا تكون ا .يجمع بينهما يف اآلخرة، وتكون من نصيبهس

":يا حفار القبور"مضمون قصيدة تتلخص يف فقدان الشاعر حلظه " يا حفار القبور " "لونيس أيت منقالت"قصيدة الشاعر

ثمان حظه اهول، فهو الوحيد الذي يعرف فبدأ يتوسل إىل حفار القبور من أجل إخراج جمكان دفنه وبعدها بدأ يصف ردود أفعال الناس حينما يرونه قابعا أمام حظه، ويف األخري

. ؟ اتييتساءل إن كان حيا أم مفتتمثل أساسا " عيشة أخيت "لقصة " أيت منقالت"أما ما يتعلق مبواطن توظيف الشاعر

سردها الصيب على أخته عن مأساة الذبح اليت تعرض هلا من طرق أقرب يف أن الذكريات اليت الناس إليه وهي أمه، جندها متاثل ذكريات التعاسة واحلزن اليت كشف عنها الشاعر، وهو يف مرحلة الصبا اليت حتمل أيضا احلزن العميق، كما جند يف احلكاية أن الصيب مل تقم عليه مراسم

إليه يف القصيدة عند وصفه لألثر البالغ الذي عان منه الشاعر عندما محلوا اجلنازة وهذا ما أشار : 1وهذا ما يظهر يف هذه األبيات ،فن وبعدم تالوة القرآن على روحهحظه دون ك

D ccfaya n- win mezzi yen إنه من ذكريات الصبا

Ur tettuγ ara ass-nni ذلك اليوم أبدا ولن أنسى

Wwin-t-id b نأحضروه من غير كف γir lekwfen

eddan akini tiziε ةوتجاوزوا به الربو

Ur as-d wwin imrabden فلم يتلو عليه الطلبة

Ur run fell-as lγaci ولم يبك عليه الناس

Dzzehr- iwi- igemmuten تلك هي جنازة حظي

Metlen-t meskin d-ilemzi قد دفنوه في عز الشباب

.110و 109ص ، Mkp ،2008النشر ، 2007إىل 1967سم سعدوين، لونيس ايت منقالت من بلقا-1

72

يف احلكاية كانت األخت ترتدد دوما على قرب أخيها باحلسرة واألمل، ضف إىل ذلك أن أ .أمام حظه املدفون هألوقاتوهو ما يطابق قضاء الشاعر

بطريقة فنية مشحونة باخليال الواسع والدالالت املوحية جتعل الشعر هذه القصيدة صاغ الذي تطرق إليه، فهي قصيدة والتأملي يالقارئ متشوقا إىل معرفة أسرارها للموضوع احلكم

عندما ادرامية مأساوية بالدرجة األوىل، باإلضافة إىل توظيفه للخطاب الذي زاد املوضوع رونقكان حياور حفار القبور جبملة من األحاسيس اجلياشة اليت تنبع بصدق وتعرب عن ذلك النزيف

.ة حتمل مجالية كبريةبطريقة رائع وقد أحسن التعبري عن ذلك ،من جراء صدمة الفراق

بطريقة فنية رائعة، فلم ينقلها " أخيت عيشة"احلكاية الشعبية " أيت منقالت"قد ضمن و بأسلوب مباشر، وإمنا استعارها لينقل من خالهلا جتربة وجدانية وإنسانية، بطريقة خيالية، ليخلق

.روثاتهأمجل صور تنم عن عمق وذكاء هذا الشاعر ومتسكه بالرتاث القبائلي ومو

"Ccεlt-aγ tafat"أضيئوا لنا األنوار"قصيدة

يف هذه القصيدة مشاهد ومواقف استمدها من القصص على لسان وظف الشاعر الشعرية أكسبها نوعا من الغموض والتعتيم يف املعىن هان يف نسيجه الفين ألبرز صور احليو

احلكايات، ولعل السر يف ذلك والداللة، إذا ما قورنت بغريها من الصور اليت قدمتها مشاهديعود إىل حمدودية انتشار هذا النمط القصصي يف البيئة القبائلية، حيث مل يلق رواجا يف األوساط الشعبية مقارنة مبا حتظى به احلكاية الشعبية، حيث يصعب على املتلقي مهمة

الفهم الصحيح ملا استحضار عناصر املشهد الذي توحي إليه، ذلك مايولد متاهات داللية تعيق جتسده الصورة من أبعاد ومعان متخفية، ومن أمثلة توظيفه لقصص احليوان، قوله يف قصيدة

1:"األنوار أضيئوا لنا"

Ad aγ-d- ttafen في نظرهم أصبحنا

DnekW ni id ssebba علة لكل المصائب

.225يت منقالت، الشعر السياسي، ص أحممد جالوي، الديوان الشعري للونيس - 1

73

Dilmux n- wuccen في دماغ الذئب

I -yettili ddwa يكمن الدواء

شعرية إحيائية، الشاعر عرب فيه عن ما يرمي إليه بصورةأن خالل هذا املقطع جند ومن

بأسلوب فين يساعده على استحضار تلك و استمد من خالهلا خلفية تراثية قصصية خرافية، .اخللفية الرتاثية القصصية

يف يف املقطع السابق إىل نص غائب عائد إىل قصة خرافية متداولة " أيت منقالت"ويشري هذه القصة أن ملك احليوانات فحوى، و "الذئب والقنفذ"األوساط الشعبية القبائلية ،وهي قصة

األسد تعرض ملرض مزمن،فزارته املخلوقات الغابية بغية االطالع على أحوال صحته وحاولوا أن من يقدموا له األدوية ملساعدته على الشفاء، وملا جاء دور الذئب لزيارته اقرتح دواء كغريه

املخلوقات، ولكن بطريقة فيها حيلة، إذ رأى أن الشفاء العاجل له ال ميكن أن يكون إال إذا تقدمي القنفذ علىاجلميع تفقفا.فاستحسن الس هذا الرأي. شرب من دم القنفذ الذي ينافسه

كضحية لكن بشرط التخلص من الذئب املكر والذكي، والذي يستحوذ على الغنائم واخلريات، بلغوا القنفذ عن مقصدهم وبالوسيلة أهتدوا إىل وسيلة متكنهم من التخلص منه إىل األبد، ففا

اليت ميكن أن تنجيه من اخلطر احملدق به، فلما امتثل أمام األسد أخربه بأنه موافق بأن يقدم له دمه، لكن بشرط أن ميزج مبخ الذئب ليكون فعاال وشافيا، ويف األخري يقع الذئب ضحية ذكائه

.وفطنته وحيلته، ويبلغ اتمع احليواين مقصده وغايته أال وهي التخلص منه إىل األبد

":لونيس أيت منقالت"عالقة هذه القصة بقصيدة لتكتمل " لونيس أيت منقالت"ملا نعود ملضمون هذه القصة جيب علينا ربطها بقصيدة

د بعد فرتة أحداث أكتوبر فمضمون هذه القصيدة يدور حول أوضاع البال ،دالالا ومعناها، والتحول الكبري الذي ظهر فيها يف مستويات عديدة وفتح الباب لظهور الدميقراطية 1988

ولكن رغم حلم الشاعر بتغيري ،ومسحت مبيالد التعددية احلزبية وحرية التعبري، وحقوق اإلنسانطول القصيدة من خالل أوضاع البالد واملستقبل الزاهر الذي ينتظرها، يظل يراوده الشك على

74

قبل هذه املرحلة بكل سلبياا واليت ساد خماوفه املتمثلة يف السياسة والنظام األحادي الذي يصدق بأا انتهت وإىل ال وساط الشعبية، مما جعل الشاعر استطاعت أن تتوغل جبذورها يف األ

.فتكا األبد، وأقر بأا ستبعث ضمن هذه املرحلة اجلديدة يف أشكال أكثر

ففي هذه القصيدة يوجه حتذير إىل أبناء أمته الذين صدقوا بنيتهم ما يقدمه احلاضر من فرحة ومهية مؤقتة، فيدعوهم لتوخي احلذر من سياسة احلكم، ألن هذا احلكم يعد حكما متسلطا وذو وحشية وجربوت قاهر وفتاك، ال خيتلف يف نظره عن ذلك اتمع الغايب املتجسد

، الذي يعكسه مضمون اخلرافة السابقة الذكر، فهو خيشى الذكاء "لذئب والقنفذا"يف قصة والفطنة، ويسعى إىل متسك هؤالء حبقوقهم واملطالبة باسرتجاعها يف حال ما إذا استولوا عليها، وهو ما يظهر يف الشخص األمازيغي على وجه اخلصوص، الذي يظل حمل أنظار السلطات

من وعي حقيقي مبطالبة الشرعية واليت تزعج السياسة احلاكمة القمعية السياسية، نظرا ملا ميلكجتاه هذا الشخص الفعال يف البالد، ولن تتواىن بأن توجه له ضربات وحشية واملتمثلة يف سلب

.لغته وثقافته وكيانه التارخيي واحلضاري واليت هي نبض حياته كلها وال يستطيع العيش دوا

اإلفصاح عنه، وما يقدمه النص و عالقة وثيقة بني ما يصبو إليه وذا نالحظ أن مثةالقصصي، وهذا ما خيلق عمقا يف الدالالت وحيجب بذلك املعاين املراد تبليغها، فالداللة تكمن

وهذا ما يوصلنا إىل معاين .يف الصراعات املوجودة يف العصر خاصة يف اال السياسي والثقايفبعد مجايل تعكس لنا طريقة الشاعر الرائعة يف التعبري عن هذه تفجر دالالت إضافية ذات

.الصور الشعرية وكذا توليد أبعاد ودالالت بعملية توظيف مثل هذا القصص الشعيب القدمي

لقصص ا مناستلهم موارد تراثية كثيفة وغنية " أيت منقالت"وخالصة القول، إن الشاعر ويظهر من خالل توظيفه . نوعيهبلشعبية القبائلية رواجا واسعا يف األوساط ا يالشعيب الذي لق

ملعطيات هذه القصص، ولقد أحسن توظيفها بطريقة فنية رائعة تنم على قدرته الفائقة على أساليب الكتابة الشعرية واطالعه على جزء من هذا املورث الشعيب والرتاث القبائلي، وقد وظفه

أبعاد موحية وأكسبها بذلك أبعادا جديدة بطريقة حمكمة أدت إىل خلق معاين ودالالت و .أبعادها األصليةإىل تنضاف

75

:توظيف األقوال المأثورةتعترب األقوال واحلكم من أعمدة الرتاث القبائلي، ملا له من صدى عميق يف اتمع

هو قول موجز موزون ومقفى أو نثر ": املثل القبائلي بقوله" يوسف نسيب"القبائلي، ويعرف ويشرتك املثل القبائلي يف الكثري من 1".ج تجربة حياتية وحامل لحكمة ورزانة شعبيةمرسل نتا

وذلك سواء من حيث الشكل أو ،اخلصائص مع األمثال األخرى النابعة من ثقافات متنوعةاملضمون وهلذه األمثال واحلكم خصائص مشرتكة كتوظيف البيان وألوان البديع، مما يعطيها

الوقع املوسيقي الناجم عن السجع الذي يتخلل اجلمل والعبارات، صبغة مجالية من خاللناهيك عن املغزى الذي يرتك يف النفس أثرا بالغا، وما زاد األمثال قيمة أدبية وفنية، هو متخضها أحيانا عن القصص واألحداث اليت تعترب مرجعها وموردها األصلي، أما احلكم فلها بعض

وعا ما عن األمثال، فهي تتمثل يف عبارات أو مجلة موجزة غري اخلصوصيات جعلتها ختتلف نالشخص احلكيم، واألكيد أن من صفاته هانابعة من قصة واقعية وتتضمن فكرة صائبة يعرب عن

أمثالوهذه األقوال املأثورة من ،أنه يتمتع بتجربة رائدة يف احلياة وعقل راجح وحلم واسعختتلف عن باقي األقوال املأثورة العاملية حيث تشرتك معها يف وحكم موجودة يف بالد القبائل ال

.الكثري من اخلصائص سواء من حيث الشكل أو املضمون

":أيت منقالت"دور األقوال المأثورة في إبداعات

وجدناه قد وظف يف أعماله األقوال املأثورة اليت أيت منقالت من خالل دراستنا لشعرأشكاال ت عندهاختذو قدرات الشاعر اإلبداعية، تذ غسية اليت تعترب إحدى الروافد األسا

ليصوغها بعد ،متنوعة ألنه قام بفحصها وتفقدها بنظرة عميقة ودقيقة تدل على الفهم الصحيحذلك يف قصائده بلمسات فنية استطاع أن يسرتق ا فؤاد القارئ وهذا دليل على أنه عكف

إذ شكلت كل من األمثال واحلكم ،اث األمازيغي القدميباهتمام على مثل هذا اجلانب من الرت كيان جتربته الشعرية اليت تغذي إحساساته اإلبداعية بشكل فياض ومستمر ومتد خمتلف صوره

1 - Nacib (y), proverbes et dictons kabyles, Ed, andalouses,Alger, p22. .63اثة يف أشعار لونيس أيت منقالت، صالرتاث واحلد" حممد جالوي: ال عنقن

76

كثيف وغين باملعاين واإلحياءات اليت تغوص بدالالا يف عمق الذاكرة اجلماعية برصيدالشعرية ذه وانا باهرة يف بنيتها ومضموا، وقد اعتمد أثناء توظيفه هلللمجتمع القبائلي مما أكسبها أل

على طرق وأساليب متنوعة تعكس سعة اطالعه على هذا املوروث الثقايف الضارب يف األقوال .القدم

وقد استحدث هذا الشاعر طرق وأساليب جديدة لتوظيفها، فهو مل يأخذها يف قوالب غرضه وذلك دون املساس باملعىن األصلي للقصيدة اليت جاهزة وحاضرة، بل قدمها مبا خيدم

عن و أوظف فيها هذه األقوال وهذا التوظيف قد يكون بطريقة مباشرة أو بطريقة غري مباشرة، .طريق التضمني

:طرق توظيف األقوال المأثورة وهي إتباع طريقة القدامى يف استلهام مثل هذا املوروث، فلقد صاغها : المنحى التقليدي

وهذا املنحى التقليدي يقوم أساسا على " سي حمند وحمند"بطريقة فنية رائعة خاصة ما تعلمه من :طريقتني بارزتني مها

: طريقة التضمين المباشروهو أن يقوم الشاعر بتضمني إحدى تلك األقوال املأثورة يف ثنايا صوره الشعرية بطريقة

خالل ما يقدمه الشاعر من معاين املتلقي منذهنية مباشرة، وذلك بغاية إحداث الوقع املؤثر يف وعرب مؤكدة من األسالف إىل األخالف، ويتجسد ذلك التوظيف من خالل إسناد القول إىل السابقني، كما جنده قد حتدث على طريقة األسالف بنفس األسلوب وبنفس األفكار، حيث

االفتتاحيات املسنودة إىل األسالف ومن هذه، الزمنعلى مر اعترب أقواهلم أقوال سحرية ال تفىن

، أوما يشاا من مقوالت "Akken qqaren imezwura، كما يقول األولون": املعروفة

-Imezwuraggan، األولون قالوا في المثل": مشتقة من هذا املعىن اإلسنادي مثل

77

dlemtel"،"قالوا قديماNnan dimneza" ،لألسالف وغريها من األقوال االفتتاحية اإلسنادية 1:، يقول"لسي حمند وحمند"فيما ورد يف منت الصورة الشعرية وسنعطي مثاال

Ihar meskin deglεemr-is ضاق ذرعا في العمر واأليام

Texled tirect dukerfa اختلط الحابل بالنابل

Akkagi ay tt-yufa هذا قول القائل

Uhcayci deg awal-is مداصاحب النباهة والم

اده بطريقة ،فتم إسن"اختلط الحابل بالنابل"املوظف يف هذه القصيدة هو فالقول

،وقد متكن الشاعر أن يؤكد املعىن املراد "قول صاحب النباهة والمدام": مباشرة إىل قائله وهوومثل هذا القول اإلسنادي يتجلى بشكل واسع يف إبداعاته، ، غه مبضمون هذه القصيدةيبلت

قوال بانتهاج طريقة التضمني املباشر، وذلك بإسنادها بطريقة صرحية فيلجأ إىل توظيف هذه األمبا لقائلها من األجداد السالفني، وذا التوظيف يصبو إىل تلقيح مضمون تلك الصورة الشعرية

وهي تصلح بأن تكون ،عليه املثل أو احلكمة من فلسفة تقوم عليها التجربة املعاشة يشتملومن هذه األقوال املأثورة املوظفة بطريقة التضمني املباشر يف قصيدتني ، قانونا من قوانني احلياة

، يصف من خالهلا حالته "Kul yiwen lgihaγerimalلكل منا وجهته"األوىل حتت عنوان :ه مع حبيبتهتبعد فشله يف عالقة حب مجع

: Zik-nni akka id-qqaren فكما جاء في القول السائر

Azru yegarben لدائرا الحجر المتدحرج"

Muhal ad yejmeεlehcic "ال يجمع الحشيش في تدحرجه

ويف هذه القصيدة نالحظ إسناد القول املأثور باستعمال االفتتاحية املعروفة عند ، فاستطاع الشاعر من خالل هذا التوظيف املباشر بأن يدعم فكرته "قالوا"أجدادنا يف املاضي

ن جتربة حياتية، فاستطاع أن يفصح عن حالته املزرية، فشبه وضعيته مبا يضمنه القول املأثور م

1- Boulifa(A.S), recueil de poésie kabyle,Ed, Awaal, paris, alger, 1990,p110. .67الرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت، ص: حممد جالوي: نقال عن

78

الوحدة انوكذا حالت احلجر املزاح من مكانه، فنجدمها كالمها يعاني ،الذاتية بعد فشله يف احلب .واالغرتاب، حيث غادر موطن الدفء إىل األبد وجتسد كل هذا بطريقة متشاة وضمنية

أن المخاوف مصدرها نبع األمان "وظف القول املأثور ، ف"lxufالخوف"قصيدة يف أما :، حيث"اإلخاءو

Ah…nnan-tdi zzman قالوا في الماضي...آه

Lxuf yekka-d si laman الخوف وليد األمان

إن الثقة "يتضح من خالل مضمون هذه الصورة الشعرية أن توظيف هذا القول املأثور وقد "قالوا في الماضي"ادية مباشرة باستعمال عبارة قد مت أيضا بطريقة إسن ،"مصدر الخوف

استعان به الشاعر ليبني ويعلل حبسرة ما يالحظه يف األخوة من أبناء الوطن الواحد من فتور العالقة بينهم، وما حل بينهم من خيانة، فكلما يرتاءى له بصيص من األمل لبلوغ غايته

ها وإطفاء بريقها، وهذا ما يظهر يف خربة أجدادنا املنشودة، إال وجاءت األيادي اخلائنة لكسر .األقدمني اليت برهنت أن اخلوف واخليانة يصدر من الناس األكثر قربا

ويلجأ الشاعر إىل توظيف القول املأثور توظيفا مباشرا وذلك بعدم اإلشارة إىل اإلسناد، فنذكر . حية السالفة الذكرمبعىن أنه يوظف املثل أو احلكمة دون أن يلجأ إىل استعمال االفتتا

بيت قبل مالا هيئو ": ، نالحظ فيها أن القول املأثور"وكلت أمري"مثال قصيدة .، قد مت توظيفه بطريقة مباشرة دون إسناد"Hegganusu qbel naddamالمنام

وهذا التضمني املباشر الذي ال يلجأ إىل إسناد األقوال املأثورة يظهر يف العديد من الصور يف قصائده، فيعد وسيلة فنية مساعدة على تعميق معانيه وتأكيدها مبا يضمره القول الشعرية

املوظف من دالالت ثرية موحية بالعودة إىل املرجعية الثقافية، وهذا ما يتضح من خالل املقطع

:"Aεettarأعطار"األخري من قصيدته

Lemhibba-nsen d asawen حبهم تعب وشر

Tamusni-nsen d aγilif أحزانو ومصاحبتهم غبن

79

أعايل جبال جرجرة ترد فيها مند من قبل امرأة ر صورة استغالل مباشر لقول مأثور و ويف هذه ال :قالتفن تذبح هلم جديا إكراما هلم أعلى ضيوفها حني طلبوا منها ب

Tamusni-nsen d aγilif مصاحبتهم غبن و أحزان"

Lemhibba-nsen d asawen "ومحبتهم تعب وشر

مثال سائرا تتناقله األلسن جيال بعد جيل، ويضرب يف مواقف الطمع بعد ذلك فأصبحفهذا الشاعر قام بتوظيف هذا املثل يف صوره الشعرية ليعرب . والتمادي حنو استغالل أمالك الغري

يدل على الطمع لاختذ أبعادا سياسية وإيديولوجية عن موقف مشابه ملا ذكرناه سابقا، فمالك الغري من خالل العالقات اليت تقوم بني األشخاص لينتقل إل�مستوى واستغالل أ

ذا العنصر املعشش يف داخل كيان أمته، كما رفضت تلك املرأة هلفض اصارعبيناألمم،فهو ر تال .ضيوفها الطامعني

:طريقة االقتباسيف قد وظف القول املأثور "لونيس أيت منقالت" من خالل هذه الطريقة جند أن الشاعر

بصفة أساسية وركز وذلك من خالل احلفاظ على مقوماته األصيلة، ،منت شعره بطريقة مباشرةعلى ما تقدمه هذه األقوال من دالالت دون التقيد ببنيتها األصلية اليت قيلت فيها ألول مرة،

بطريقة فنية رائعة وإبداعية، ومن هذه صاغها ومن خالل هذا االقتباس جند أن الشاعر قد

، يصف من "Afennanأفنان" قصيدته منننتقي هذا النموذج هماذج العديدة من إبداعاتالنوانشقوا بفعل وحدة متكاملة، يفتنافر بعد أن كانوا الحل م نخالهلا وضعية أبناء وطنه الذي

:الدسائس واألحقاد

Hman skud mlalen واوبدفء اللقاء تنعم

Yekcem wuccen di ttnasfa تربع موإذا الذئب وسطه

Mkul yiwen anda yerra فشتت القطيع واندفع

Ur ksan ur d-uγalen فصار الرعي واإلقبال عدم

80

بعد متزق وتشقق ،لت إليه وضعية أبناء أمتهآففي هذه الصورة الشعرية يشبه الشاعر ما ، فتشتت حبالة قطيع من الغنم بعدما اندس يف أوساطه الذئب املكر ،بفعل مكر وحسد األعداء

فاقتبس منها ما احتاج إليه ،األقوال املأثورة عودته إىلوحدته وتضامنه، حيث وفق الشاعر يف ائلية ن املشبه به مأخوذ مما تقدمه بعض األقوال املتداولة يف األوساط الشعبية القبإمن معان إذ

Matferqed taqdiεtذئب منه نصيبلإذ تشتت القطيع ف":من جتارب وحكم، مثل قوهلم

uccenadyawi taγat كالذئب المشتت للقطيع"أوAm uccen ifrqen tajlibt" تربع "أو ."Ikcem wuccen ger wulliالذئب وسط القطيع

استطاع أن يرسم صورة حية ،وبفضل ما اقتبسه الشاعر من معاين هذه األقوال املأثورة )قطيع الغنم(كاملشبه به إحيائية دة ذات أبعاد عن وضعية أبناء أمته، خاصة يف توظيفه لعناصر ع

الذي يوحي بغفلة هذا القوم، والذئب املتمثل يف العنصر الدخيل واملوحي بنباهة اخلصم وقدرته يف استغالل نقاط الضعف ويوجه رسالة حتذير إىل أبناء أمته وينبههم إىل اخلطر احملدق م

.والذي قد يوصلهم إىل الفناء والتالشي

:المنحى التجديدي" لونيس أيت منقالت" إذا كنا قد بينا فيما قدمناه سابقا من مناذج شعرية حمللة أن الشاعر

قد انتهج إىل حد كبري ج القدامى يف استلهام األقوال املأثورة وتوظيفه يف عملية خلق صوره،األكثر باستحداث طريقة فنية جديدة ميارسها من خالل هذه العملية وجندها باملقابل قامإال أنه

.بكثري من اجلدة واألصالة جتربته الشعريةواليت أكسبت استعماال يف أعماله اإلبداعية

اليت تشكل " lukanلو كان"قصيدتها هذا اجلانب يظهر من خالهلومن بني القصائد اليت صورة متكاملة وكلية، تقوم عناصرها على قول مأثور مت توظيفه بصيغة مقلوبة مغايرة لصيغته

:ة اليت قيل فيها ألول مرةاألصلي

Mi trebhed medden akk inek عند غناك الكل بك يشهد

Mi teγlid hed werk-issin وعند فاقتك، الكل عنك يبعد

81

قلوبة املن الشاعر مل يتقيد بالصيغة األصلية هلذا القول بل عمد إىل توظيفه بالصيغة إحيث .سواء من حيث شكله ومضمونه أو داللته

Mi teγlid medden akk inek قتك الكل بك يشهدعند فا

Mi trebhed hed werk-issin وعند غناك الكل عنك يبعد

جديدة، فإذا كان افعمد الشاعر إىل قلب اللفظتني يف سياق القول املأثور ليضفي أبعادن ،فإهذا القول يرمي إىل إظهار طبع اإلنسان من عيوب ونقائص، خاصة صفة الطمع واملنفعة

يف هذا القلب عمد إىل إظهار املدلوالت الناقلة لواقع حيايت معايش مناقض حنو حتقيق الشاعر مدنية فاضلة يعمها اخلري والسعادة، إذ رسم من خالهلا منوذجا مثاليا يتمثل يف الرجولة احلقة

.فاضال امتين ان تكون جمتمعأواليت من شأا

ظيفه هلذا القول بصيغة القلب أن ميد منت متكن هذا الشاعر من خالل تو إذن وهكذا صورته الشعرية هذه بإحياءات ذات أبعاد داللية متخفية ال يفهم قصدها إال باجلمع بني الوجه

.األصلي هلذا القول املبتكر ومن القول املوظف أيضا

:وسنعمد إىل إعطاء أمثلة أخرى من قصائده حول توظيف األقوال املأثورة وهي كاآليت

"الويزة: "دةقصي : الصورة الشعرية املوظفة

Xelten waman d yimetti اختلط المطر بدمعي

Achal i ruγ كم كان بكائي مرا

وقد بكى الجو معي سيبقى ذلك اليوم رمزا،

Lhal la yettru yid-i Ass-enn a s -cfuγ

Ihzen ula d ignni لتشاركني السماء حزني

82

، استعمل فيها طريقة "حتى السماء بكت عليه": دة هوالقول املوظف يف هذه القصي .التضمني غري املباشر

يضرب هذا املثل عند تزامن وفاة شخص وسقوط : املغزى العام أو املضرب هلذا القول .األمطار، وكأن السماء بكت ملوته

" كالنا بعيدين: "قصيدة Nnan medden kra yaγenال يبكي الرجل مهما عانى تقول الناس":الصورة الشعرية

aregaz ur yettru"

"ال يبكي الرجل مهما عانى": القول املوظف

"ستقول النا"طريقة مباشرة باستعمال اإلسناد : طريقة التضمني يضرب يف رفع اهلمم والدعوة إىل الصرب : املغزى أو املضرب

" انتظريني: "قصيدة

Nnan widi-s"يءالحرب قبل كل ش" :لقد قال من نادانا": الصورة الشعرية

issawlendlgirra-i-yezwaren"

"همي األول واألسبق": القول املوظف طريقة مباشرة: طريقة التضمني

يقال يف حاالت العسر، و ضيق الوقت، أين حناول دائما البدء باألهم : املغزى أو املضرب .فاألهم

"Amcumالشقي ": قصيدة "Nnan di ttiq id- yettban werfiqيققالوا في الضيق يظهر الصد": الصورة الشعرية

"في الضيق يظهر الرفيق": القول املوظف طريقة مباشرة: طريقة التضمني

.يقال يف مقاييس الصداقة املثلى: املغزى أو املضرب

83

ويف األخري ميكنا القول أن هذا الشاعر من خالل قصائده هذه استطاع أن حيدث ثورة إحدى ىستخدمه يف طريقة توظيفه لألقوال املأثورة، فتعد من خالل املنهج التجديدي الذي ا

صيد فين ومعريف واسع، وهي من أكثر الروافد الرتاثية ر املصادر الرتاثية الغنية اليت أمدت جتربته بحضورا وأمهية يف مساره اإلبداعي، إذ ال نكاد نعثر على قصيدة من القصائد السالفة الذكر غري

قوال املأثورة، حبيث جلأ إىل توظيفها بشكل كثيف بانتهاجه لطريقة مطعمة بقول من هذه األحينا آخر، وهو يهدف من خالل ما جتسده من مبتكرة القدامى حينا، أو باستخدامه طرق فنية

أن يعرب عن اللحظة الراهنة وذلك من ،جتارب مؤكدة من طرف األجداد، وأفكارهم الصائبةملليء جودة يف األمة وما يعيشه يف عامله الواقعي اخالل كشف العيوب والنقائص املو

.الصراعات احلضارية املستدمية واملفروضةباالنتكاسات واالنكسارات و

:توظيف المعتقدات الشعبيةمتثل املعتقدات الشعبية جانبا من جوانب الثقافة الناشئة يف اتمع القبائلي بالنظر إىل

مدى عصور طويلة من الزمن، إذ يتلقاها الفرد يف حياته أصوهلا العريقة اليت جتذرت فيه على اليومية ويف وسطه املعيشي لذلك يعمل على اقتباس فلسفته وحتليله هلا يف فهم األشياء من

.خالل تصوراته لكل ما هو حمسوس

وما جتدر اإلشارة إليه أن املعتقدات متثل حيزا شاسعا معقدا بسبب كوا من خبايا ب اإلملام جبميع جوانبها وأصوهلا، وهذا راجع الختالفها من منطقة إىل أخرى النفوس إذ يصع

ومن شخص إىل أخر وال تلقن لآلخرين مما يستدعي تدخل اجلهد الفردي لصقل القدرات لونيس أيت "الفكرية واخليالية اليت يتمتع ا بعض األعالم يف اال األديب والفين على غرار

".منقالت

ر الشعراء فسخ ،قدات إحدى املوضوعات اهلامة اليت تناولتها القصيدة القبائليةتعد املعت واإلشادة ،ن جهودهم خلدمة هذا التوجه االعتقادي لغاية الرتويج لنشاط الزوايا من جهةو القبائلي

املعتقدات السائدة يف " لونيس أيت منقالت"، فقد عايش الشاعر من جهة أخرى خبصاهلمالقبائلية، لكن استطاع ختطي قدسيتها، بل وأخذ يكشف عن املغالطات األوساط الشعبية

84

واألفكار البدعية، وفيما يلي عرض لبعض األمثلة عن توظيف هذه املعتقدات الشعبية يف قوالبه .الشعرية املتنوعة

، "Imsebridenالسبيل وعابر " كقصيدة:وظف املعتقد الشعيب يف العديد من قصائدهعة شعرية تراثية يرددها الزوار حني توجههم لزيارة األولياء أو أحد األضرحة هي عبارة عن مقطو و

1:املقدسة وسنعرض عليكم بعض من مقاطع هذه القصيدة يقول

Zlut tixsi اذبحوا الشاة

Rnut awren وجهزوا الدقيق

Lembat γur-wen لقد قصدناكم للمبيت

A d-nzur سنزور

استطاع أن ينقل يف طياته روح الطاعة ،الشاعر من خالل هذا املقطع الذي قدمهوالتقديس هلؤالء األولياء الصاحلني، فاختذ هذا املقطع كوسيلة أساسية ليبين أفكاره الرائعة هلذه املمارسة الطقوسية، ويف املقاطع املوالية تظهر يف جوهرها روح التحدي لكل الصعاب ورفضه

ر عقوهلم هلذه األفكار اخلرافية اليت حتجب بصائرهم، فالزيارة للقيود املكبلة إلرادة األفراد وحتريالزيارة اليت من شأا أن حتارب مثل هذه املمارسات ليس فقط من هياليت حيلم ا الشاعر

فجاءت هذه املقاطع بأسلوب ،وإمنا ميس كيان اتمعات ككل، طرف الفرد أو اتمع القبائلي 2:م هذه القصيدةارمزي إحيائي، إذ يقول يف خت

γurwat aεdaw احذروا من العدو

Yettragu-kwen إنه في انتظاركم

Syibckiden بأسلحته

Γef legal-is من أجله

Id d wass i d-nlehhu ليال و نهارا سرنا

A nnegr-is يا خيبته

.247غة األمازيغية ، إىل اللغة العربية، ص للونيس ايت منقالت، ترمجة األشعار من الل يديوان الشعر الحممد جالوي، - 1

2 249ص حممد جالوي، الدوان الشعري للونيس أيت منقالت، ترمجة األشعار من اللغة األمازيغية إىل اللغة العربية، -

85

Saqerru-s I d-nteddu ناقطع رأسه مقصد

جنده يلتقي مع بعض من أراء احلركة ،توذا املوقف الرافض ملثل هذه املعتقداتطهري العقول من تلك األفكار املكبلة للخيال وتصورات لرت جهودها خ ساإلصالحية اليت

.اإلنسانهذه علىإىل جانب هذا املعتقد، فإن الذاكرة الشعبية القبائلية قد احتفظت بشكل كثيف

هذا خاصة عند كبار السن، املعتقدات واليت ظلت متارس بشكل مستمر إىل غاية يومناكاالعتقاد بوجود قوى غيبة تشكل عاملا روحانيا يعيش مع عامل البشر كاجلن اليت تظهر على أشكال خمتلفة كصورة حيوانية أو على هيئة بشر هلا قدرة خارقة يف إسعاد اإلنسان أو إيذائه

وتظهر بعد غروب ،ملقابرواجد يف الديار املهجورة وقرب اتوت ،فهي يف الغالب حتمل طابع الشرالشمس،فاإلنسان عندما يصاب مبفعول هذه القوى الغيبية فهو ال يشفى إال بعد أن تقام له

.بعض الطقوس السحرية، اهلدف منها دفع هذا املخلوق الغريب من جسده

املرض ،ولعل من أشهر هذه املمارسات الطقوسية املعتمدة يف األوساط الشعبية القبائليةوهي عبارة عن ذبيحة تقدم كفدية إلنقاذ روح هذا املريض ليسرتجع " أسفل"باسم املعروف

بعيدا عن ، فيذهب به املريض إىل مكان خالصحته ويشرتط يف هذه املمارسة ذبح ديك أسودبيته، ويطلب منه أكل تلك الذبيحة لوحده دون أن يشاركه أحد، وعندما ينتهي من هذه

ى منها يف املوضع الذي كان فيه، كرمز من رموز دفن العلة إىل األبد العملية، يقوم بدفن ما تبق .دون رجعة، مث يعاد املريض إىل بيته، ليشف بعد ذلك ببضعة أيام

:في قصائده" Asefelأسفل"توظيف الشاعر لمعتقد بتوظيف هذه املمارسة االستشفائية النابعة من " لونيس أيت منقالت"قام الشاعر

1:، إذ يقول فيها"انتظريني"بية يف أوساط اتمع القبائلي يف قصيدته املعنونة املعتقدات الشع

Mi beddlen-beddleγ حين ارتدينا زي المهمة

Lehwayeg i-y- kkseγ ودعتني أثوابي المخلوعة

134الديوان الشعري للونيس أيت منقالت، ص: حممد جالوي - 1

86

Rgant ad i-d-yerr wesfel وترقبت عودة القربان

يد مبا حتمله من دالالت إحيائية، بل مل يتق" أسفل" فالشاعر عندما وظف هذه اللفظة أيفقام بتشبيه حالة اجلندي الذي يتأهب لاللتحاق بساحة املعركة ،وظفها ليعرب عن موقف حيايت

واحلفاظ على وطنه، فشبه اجلندي بتلك الذبيحة املشرتطة، واليت هليقدم روحه كفدية إلنقاذلنا إىل استحالة عودة اجلندي يلتشبيه حي، وهو ذا اةتقدم إلنقاذ صحة املعلول من الروح الغيبي

ساملا من جهة، ويكشف أيضا على سياسة احلكام القمعية اليت تقضي بتقدمي أبناء الشعب قد استطاع من خالل هذا املعتقد الذي و الواحد كقرابني للحفاظ على العرش من جهة أخرى،

إذا كانت لنا معرفة سابقة يف وظفه بأن يكسب قصيدته دالالت متخفية ومستمرة ال تدرك إال . ضاءات هذا املعتقد، وبذلك يتم فهم ما حيمله من خلفياتبف

:توظيفه لمعتقد الحلم في أشعاره

االعتقاد الشائع أن األحالم تتحقق يف احلياة املستقبلية لألشخاص، حيث يتم حتقيقها يستطيع اإلنسان أن يدرك أخرى، ال حبها ألول مرة، أو قد تأخذه صوربالصورة اليت يراها صا

املقدرة على تفسري األحالم، فاألحالم الذين تتوفر فيهممعانيها إال باللجوء إىل بعض الناس تقوم على جمموعة من الرموز املوحية بوقائع حدثت أو ستحدث مستقبال، فيعترب معتقد احللم

بكثرة يف أشعاره على " تلونيس أيت منقال"من التقنيات واألساليب اليت اعتمد عليها الشاعر تلك اإلبداعات اليت من و بعض القضايا، لوجهة نظره تقدمي اختالف مواضيعها، وحاول

:اعتمدت على هذا املعتقد نذكر

":Anida n-teggam mmiأين تركتم ابني"قصيدة

والبيئة ،لطاملا شهدا وعهدا خمتلف اتمعات عامة القصيدة قضيةيتناول مضمون هذه لفه يف النفوس من حزن، إذ نقل لنا وما خيئلية خاصة، أال وهي الغربة وأمل فراق األحباب القبا

بطريقة رائعة ومميزة معاناة أم قبائلية من فقدان ابنها يف ديار الغربة، وشوقها لسماع أخبار جيدة عنه، فتنتقل من قادم وعائد من ديار الغربة إىل آخر، لينتهي ا املطاف يف األخري إىل

حاول أن ينقل لنا صورة الوضع ، فهي وفاة ابنها العزيز على قلبهااالصطدام باحلقيقة املرة، و

87

املأساوي بطريقة فنية مميزة، اعتمد فيها على أسلوب احلوار، األول مجع بني االبن مع أصدقائه مثله، ليديل الثالثة واحلوار الداخلي املتمثل يف حوار األم مع نفسها، حيث مجع رفاقه املغرتبني

والتضرع إىل اهللا خبار أمه بوفاته طالبا منها الصربإهلم بوصيته األخرية اليت تفيد بأن يقوموا ببعد ذلك ينتقل الشاعر إىل أرض الوطن، ليصور لنا احللم الذي انتاب األم مث ، سبحانه وتعاىل

1:، يقول الشاعر على لسان األمساسها بأن مكروها قد وقع البنهاوإح

Urgaγ yir targit le لمي مزعج هذه الليلةح εca

γufren-iyi-d lmeytin لتزورنيعادت األموات

Ttfeγitbir di tala اوعند النبع، أمسكت حمام

Segyifassen-iwi di -t-Wwin خلسة اختطف من يدي

Uγaleγttfeγ abuqal ريقا من الماءإبثم حملت

املقطع يقوم أساسا على جمموعة من املعاين والدالالت فاحللم الذي رأته هذه األم يف هذا

الرامزة بوقائع حدثت أو ستحدث مستقبال، فعند نبع املياه يتم اللقاء باألموات، حيث ينتزعون من بني يديها محاما وهو االبن املغرتب املتويف، ومن مث تأخذ وعاء من املاء أين يتم سقوطه من

قد حل بابنها اما اء منه، فهذه الرموز توحي بأن مكروهبني أيديها، فيتكسر ويتسرب امل . املغرتب

اجتاه قضية الغربة، لرؤيته الشاعرهذه التقنية على إبراز سري القصة، ونقل عملتقد و صور لنا معاناة األم، فعمد إىل دفع هذا احللم ليتحقق مبختلف الرموز اليت قدمناها سابقا، و

لتفسري ذلك احللم الذي انتاا، قصد إدراك ما خيفيه، إىل أن فأراد بذلك أن جيعل األم تسعىحد األصدقاء الثالثة مبا شعرت به حني رأت احللم املزعج، واملتمثل يف وفاة االبن الغايل أخيربها

.يف ديار الغربة

. 342قالت، احملور االجتماعي، ص الديوان الشعري للونيس أيت من: حممد جالوي - 1

88

طريق "عتقد، جند قصيدة ومن النماذج األخرى اليت وظف فيها الشاعر هذا املإذ حاول من خالهلا أن يتناول عدة قضايا، منها ما ميسه شخصيا، ،"Abridn temziالصبا

واتمع القبائلي خاصة، وذلك عن طريق حديثه لألحداث اليت ،ومنها من ميس اتمع عامةمرت يف حياته، باستخدام حلم رآه يف منامه، ومن بني األحداث اليت تطرق إليها نذكر قضية

حلمه أنه مقيد وأسري يف طريق طويل مساه طريق حياته، فلقد رأى الشاعر يف ه،صديقموت فهو أول شيء التقى به يف هذا احللم رفقة صديقه، وهو من بني الذين سلبتهم املوت من

:1كرم راسخة يف القلب، إذ يقولا احلياة، فتبقى ذ

Mugreγ-d ahbib yemmuten التقيت بذاك الصديق المتوفى

Walaγ-t kan tendef tasa ففاض حزني عند لقياه

Yenwa wiss dacu i- ibeddlen لقد ظن إن في األمر جديدا

yefreh mi diy- d- iwala فسر لما ضمني برؤياه

Mazal-ik deg wulawen انك لتزال في خلدنا

Nettemwali di tnafa منام يتيح لنا لقياكو

ه ملعتقد احللم، تصوير بندقيته اليت سلبت منه، ومن املواضيع اليت تطرق إليها أيضا بتوظيفحيث نالت البندقية مكانة هامة يف أوساط الثقافة الشعبية القبائلية، فهي رمز من رموز الرجولة

" لونيس أيت منقالت"واالفتخار، وقد حظيت مبكانة كبرية لدى الشعراء القبائليني، وها هو :، من خالل قصيدة طريق الصباواحد منهم، إذ يتذكر اليوم الذي صدرت منه

Muggreγ-d tamekwhelt mm- sin صدفت بندقيتي تراءت

Nemyeεqal mid-teflali تعارفنا عند الطلعةو

Γefterkast d tibzimin على قاعدتها خلخال

Yedbaε uheddad n At yanni بنقش بني يني مطبوعة

.236الديوان الشعري للونيس أيت منقالت، ص: حممد جالوي -1

89

ه يتذكر ما مر به يف حياته كما تناول أيضا عرب هذا املعتقد قصة حب، أين جند، ومن خالهلا يرتجى معشوقته بأن ال جره، "درب الصبا"العاطفية ويرويها لنا يف هذه القصيدة

فتناول موضوع احلب بطريقة ساحرة موحية، حيث قام بتصوير معاناته الشديدة حول رفض يت تظهر من خالل تكرار احلبيبة له وتركها له، وما ساعده على ذلك توظيفه لتقنية التكرار ال

هذه ، إضافة إىل ذلك وجود عدة تشبيهات يف منت"Ur di-ttaggaال تهجريني"لكلمة :تلك احلبية، ويظهر ذلك يف متيل تريد قصبةبيشبه روحه : الصورة الشعرية، فنجده تارة

Leεmer-iw yecba aγanim فروحي قصبة غصة

تميل حيث تريد يدك

Ad yettara S anida s-yehwa i-wfus-im

:يقولفشبه نفسه بورقة متزقها احلبيبة مىت شاءت، مث

Leεmer-iw yecba lkaγed فعمري شبيه بالورقة

Ger ifassen- im ها هو بين يديك

Cerrg-it uqbel ad truhed مزيقيه قبل أن ترحلي

:قوليفه قلبه مبنتزه ترى فيه احلبية أشعاره بشيمث يرحل بعيدا ل

Ul- iw yuγal dlemri ةآفقلبي أضحى كالمر

Deg- sad twalid ستشاهدين فيه

Skra tekseb yakk tayri كل ما للحب من أمالك

مث فيها قصة حب فاشلة بني حبيبني، يتناول ،الشاعر يف هذه األبيات السالفة الذكراليت قام ،األقوال املأثورةبدأ مطلعها بقول من ية أخرى ييواصل الشاعر طريقه، ويبدأ برواية حكا

"ال نحس بقيمة الشيء إال بعد فقدانه": بتوظيفها بطريقة غري مباشرة وهو

Dass mi nettnadi ur nettaf فتذكرت أيام كنا في حرمان

Dassmi la teggeγ lqima وتذكر عندما كنت أقيم

I wayen ixerben ur yufaf كل حشف غير نقي

90

Ma zriγ ttejra terka ما رأيت كل شجرة يابسةكل

Tettban-iyi-dd axalaf تبدولي كغرس فتي

عن قصة حب، و يظهر يف حتليلنا هلذه القصيدة أن الشاعر قام مبعاجلة عدة قضايا كالصداقة، عن توظيف معتقد احللم، الذي يعد وسيلة ناجعة يف نقل رؤياه بطريقة غري مباشرة، تنم طريق .خيال وقوة إبداعسعة

جند أن الشاعر سافر بنا من خالهلا إىل عامل األحالم الربيئة وأشركنا "قل لهم" قصيدةويف ويدعوهم إىل العودة إىل أرض الوطن ،يف رغباته املكبوتة، حيث قام بنقل أحالمه إىل املغرتبني

رأت على البالد ليضعنا أمام يت طاستطاع أن ينقل لنا حقيقة التغريات الفاملليئة باألمان والسالم، مبل قصد منه ذلك احلل ،مر الواقع، ويبني لنا أن كل ما رآه يف هذا احللم أمر ال ميكن حتقيقهاأل

1:هقوليف ويظهر ذلك الذي يأمل أن يتحقق

Aya d-nniγulac-it فما قلته خيال

N-wid it- yessaramen هو مجرد أمل األملين

kul yiwen yesεa targit لكل واحد أحالمه

Glut-aγ- d stirga-nwen فتأتون بأحالمكم

سدها مضمون هذه الصورة، يتضح أنه قد اختذ من املعتقد الشعيب جتوذه املعاين اليت ذه السائد يف بيئته متكأ فنيا لبناء أجزاء قصيدته، وذلك من خالل خربته ومعرفته اإلبداعية

.ها كمعني لبناء أفكاره وتصوراتهذاملمارسات، إذ اخت

غىن هذه املادة الرتاثية يف منت صوره الشعرية سنعرض بعض النماذج على ولنؤكد :اإلضافية اليت استعمل فيها الشاعر بعض هذه املعتقدات منها

،قد وظف املعتقد الشعيب املتمثل "Txerreq targit yiss-iفي سفرة الحلم" يف قصيدةمن اختصاص املرأة تستعملها يف مواجهة الرجل،خاصة فيما خيص هو الذي السحور يف

1 386،ص 2007إىل 1667بلقاسم سعدوين، لونيس ايت منقالت، شعر وأفكار من -

91

العالقات الشخصية والعاطفية، حيث تستخدم بعض العقاقري املأخوذة من احليوانات، أو :1وهذا ما يظهر من خالل قول الشاعرالنباتات،

Terrid-iyi azrem d ccac جعلت لي الحية عمامة

Ma d tiγirdemt d amessak وجعلت لي العقرب إبزيما

Terrid udem-iw yestewhac جعلت وجهي موحشا

lhemlmi wayed at-ittak ليصارع هما بل هموما

املعتقد الشعيب الذي هو عودة بتوظيف الشاعر قام ، "Lehlak المرض" قصيدةويف تأيت على عودة األرواح بعد موا، فباألرواح، إذ جرى االعتقاد يف األوساط الشعبية القبائلية

:2شكل فراشة طائرة، حيث تأيت يف الغالب ليال، لتزور أهل البيت واألقارب يقول

A n - yuγal d afruxn- yid روحي تنبعث كطائر الليل

A n –yas ur tebnid يأتيك على حين غرة

الشاعر يف هذه املقاطع بصدد وصف روحه املقتولة بسموم حبه، فتنبعث نفسه بعد رب، فهذه الروح تتقمص هيئة فراشة حاملة معها لوم وعتاب إىل هذا احلبيب الوهلان دفنه يف الق

.والغادر

، وظف معتقد التطري، وهي من املمارسات "Attejra ililiشجرة الدفلى"قصيدةيف الشائعة يف أوساط اتمع القبائلي، حيث يتنبأ األفراد بالشؤم أو التفاؤل، مبجرد قيامهم لبعض

أو مصادفتهم لبعض الظواهر الطبيعية مثال، أو بعض الكائنات، فمثال يعتقد أن جتاوز األفعال، لف ذلك قد يلحق صاحبه بالسوء، اذا خإعتبة الباب ألول مرة، جيب أن يتم بالرجل األمين، و

:3فيقول يف هذه القصيدة

eγγSyir adar i d-ff منطلقي كان بخطوة شؤم

- .119، صن.م1

76.يت منقالت، احملور العاطفي، صأالديوان الشعري للونيس :حممد جالوي - 2

.l 61،صن.م - 3

92

Asmi kem-mlaleγ حين جمعني اللقاء بك ذات يوم

Ikellex zzehr-iw fell- i فلقد تالعب الحظ بمصيري

γileγ d lwerd i neqleγ في ظني قد غرست وردا مزهرا

Mi ruheγ ad Ferrgeγ فلما دنوت ألمتع به النظر

Ufiγ-n ttejra ilili انقلب إلى غرس الدفلى يغوي

خلطوة حنو اللقاء، إذا جتاوز عتبة ففي هذه الصورة يربط الشاعر فشله يف عالقة حب با

.هو رمز للشؤم، وسوء العاقبة وسوء احلظو الباب بالقدم اليسرى،

قد شكلت إحدى الروافد الرتاثية اهلامة يف منت ،املعتقدات الشعبية أن خالصة القولو ، فهو يقف موقف رفض واستنكار هلذه املمارسات اخلرافية اليت "لونيس أيت منقالت"أشعار

وقد يقف من جهة أخرى موقف والء وتعظيم، حيث ،تدخل أصحاا يف متاهات كبريةقد نقلها بطريقة رائعة تنم على مقدرته ومعرفته ا بغية خدمة قضايا العصر السياسية، كالسياسة

ونقده عندما تطرق إىل اللغة األمازيغية، ألا املرآة العاكسة للثقافة ،احلاكمة، والنظام السياسي .بائلية، كذلك خلدمة قضايا اجتماعية مثل تطرقه ملوضوع الغربةالق

:توظيف القيم والمبادئمتثل القيم واملبادئ إحدى الروافد الرتاثية اهلامة اليت تناولتها الثقافة القبائلية وتناقلتها األجيال، فهي تعرب عن جمموعة من القواعد األخالقية الرتبوية اليت نسجت عالقات حمكمة بنياألفراد، فخلقت جوا من االحرتام املتبادل والصفات احلميدة اليت يسعى كل فرد من أجل التحلي ا، فاتمع القبائلي كغريه من اتمعات األخرى عرف هذه القيم واملبادئ منذ زمن

، فعلى الرغم من كون اللفظة صغرية "ثقبيليث"البعد الروحي والفكري لكلمة هوشكلت ل ،بعيدإال أا تعد أنبل املبادئ السامية اليت ظلت راسخة يف اتمع القبائلي، ،يث تركيبهامن ح

مصدرا إهلاميا غنيا ساعد الشعراء على تفجري طاقام اإلبداعية، حيث أمدم خبلفية ثقافية و متنوعة ومكنتهم من إكساب جتربتهم الشعرية قوة وأصالة، إال أن املالحظ خاصة يف الوقت

93

هذاو من النفور عن هذه القاعدة وهذه القيم واملبادئ بفعل عدة عوامل، اهناك نوعأن اهن الر دفع الشاعر لونيس أيت منقالت إىل الوقوف كاحلصن املنيع ضد كل من حاول االنسالخ ما

، حبيث صار يعاتب بشدة هذا االحنراف من خالل قصائده اليت نظهرها "ثقبيليث"عن قاعدة :فيما يلي

:للقيم والمبادئ "يت منقالتألونيس "ظيف الشاعرتو هذا اجلانب الرتاثي أو هذه القاعدة العرفية املتمثلة يف قاعدة رالشاعحني تناول

لت إليه وضعية أمته األصيلة بعد انسالخها آنتكاسة ملا اليبة وانوعا من اخل، يظهر "ثقبيليث"أبناء بيئته عن هذا املبدأ الذي حيمل عن هذا العرف، فنجده يصور ويصف بأمل شديد ختلي

عنصر التكاتف واألخوة والوحدة والتكامل، وقاموا باستبدال هذه العناصر بأفكار متناقضة

، " Awalالقول" حتمل يف طياا عوامل الصراع والتصادم، و هذا مايظهر يف قصيدته املعنونة 1:إذ يقول

Taqbaylit macci yiwet ضحت متعددةالقبائلية أ

…Ayahbib ...يا حبيبي

Kul yiwen taqbaylit- is لكل واحد قبائليته

نه إويه من قيم ومبادئ متوارثة، فحت، بكل ما "ثقبيليث"فهذه األبيات قد تناولت مبدأ

يلجأ يف الغالب إىل توظيف كل ما ينضوي حتته من عناصر ومقومات أساسية توظيفا دقيقا، يت يتحدث عنها واليت استقطبت اهتمامه واعتربها كمرجعية ثقافية ولعل من بني هذه املقومات ال

اإلعانة، الشرف، : ليت حتظى برواج واسع يف البيئة القبائلية نذكر منهااملختلف إبداعاته و لربنوس والبندقية، وسنعرض لكم واو املرأة قاعدية كاألرضالرجولة، أو ما صاحب ذلك من قيم

اجلوانب الرتاثية، واألكثر هذه اعاته اليت حتوي جانبا مهما من فيما يلي بعض النماذج من إبدمتثيال يف صوره الشعرية، حيث ال ميكننا اإلملام مبجملها يف هذا املقام، نظرا لسعة توظيفه

.ملعطيات هذه املادة يف مساره اإلبداعي

1 128منقالت، ص أيت حممد جالوي، الرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس -

94

:"Leεnaya لعناية"لقاعدة "يت منقالتألونيس "توظيف ، حيث يبني لنا ممارسة اتمع "Aguالغيم" القاعدة يف قصيدتهقام الشاعر بتوظيف هذه

1:القبائلي املعاصر هلذه القاعدة املتوارثة عن األسالف يقول

Leεnaya-kteceba amesmar حمايتك شبيهة بالمسمار

Yersan di tesga yeqqim اندك المودع في الركن و

Nekk ak-d -gganiγ amnar عند بابك أترجاك في انتظار

Seg- ufus-ik ad cceγ alqim برغيف من يديك أحضى عساني

مضمون هذه القصيدة يوحي إىل أحد أبطال الثورة التحريرية املنفيني بعد فرتة االستقالل،

، بطريقة "لعناية"ساته ونكسته بتوظيفه لقاعدة أإبراز معاناته وحزنه وم الشاعر إىلإذ عمد البطل احملارب الذي دفعت به ظروف اترتة، فصور لنا هذموحية، حيث محلت عدة دالالت مس

االستقالل إىل أن يقع حتت عناية اخلصم من الذين حكموا أمور البالد، حيث هلم حرية فاعلة غري ناجعة و أضحت غري ،حيثالتصرف والعناية اليت أوحى إليها الشاعر يف هذا املقطع

يزداد،و الكفة أين يصاب املستغيثعن األجداد، حيث تنقلب فيها ةمتوارثكما كانت أن يعرب عن حالة استطاع هلذه القاعدة الرتاثية الشاعر توظيفوبفضل غطرسة ونفوذا، املستغاث

معاين ودالالت ريفجت منأيضا ومتكناهلوان اليت عاشها هؤالء األبطال غداة االستقالل ، .أن فازوا باحلرية حالة االضطهاد والظلم املفروضة عليهم بعديف تنصب يف جمملها

:Tirrugza"الرجولة"لمبدأ "يت منقالتأ"توظيف الشاعر ه من أبعاد قد استقطبت اهتمام الشاعر، فإن الرجولة بكل ما حتمل"لعناية"إذا كانت

فتعد من القيم النبيلة باعتبارها ،نتاجاتهإ، قد تكررت يف العديد من روحية وفكرية ومعنوية شخصية اإلنسان القبائلي، فهي تشمل األسس األخالقية اليت ترىب املعدن األصيل البارز يف

عليها احلس الفردي واجلماعي للمجتمع القبائلي التقليدي، فهذا اتمع يفتقد الرجولة احلقة

.292ص، الرتاث واحلداثة يف أشعار لونيس أيت منقالت: حممد جالوي - 1

95

اليت عهدها عند األجداد السالفني، فهذه الرجولة تقدم مناذج لرجولة ازامية حمطمة بطبع الغرور أعماله بنقد الذع لكل هذه من العديد يبينه يفالطمع، وهو ما حاول أن واألنانية، يغدوها

املمارسات اليت من شأا اإلخالل بفعالية الرجولة احلقة، إذ يالحظ أن الفشل والرتاخي املوجود يف صفوف أبناء أمته يكمن يف التخلي عن مثل هذه القيم النبيلة املتوارثة عن األجداد، وهذا ما

1:، حيث يقول"Amdahأمداح"نربزه يف قصيدة سنحاول أن

Lferh – ik ay aqbayli سعادتك أيها القبائلي

Ma ara tesled yiwen a k-yini عند سماعك لقول القائل

Tirrugza d kecci d bab-is أنت أشجع فرسان الرجولة

Sanda i das-yehwa ak- yawi لعاجلتنساق لرأيه عجال

A s-tuγaled d lfuci لوبندقية تغدو القات

Ara Yrefad ger iffessen- is بين يديه تظل محمولة

A k-itt يمدحك بالقول الخاذل εemmir syimi

بيات يصور لنا الشاعر الوضعية اليت آل إليها الفرد القبائلي بعد أن ختلى ففي هذه األ

كل ااالت، فأصبحت تستغل بشىت عن أبعادها الروحية احلقيقة الضامنة حلياة أفضل، وهذا يف فتاك يستعمله ااملكر واخلداع، فهي أصبحت سالح آلياتالطرق من طرف الغري بتوظيف

.كاإلخالل بوحدة األخوة، ومل يبق من الرجولة إال مظهرها اخلارجي أغراضهاخلصم يف خدمة

لب املمارسة واإلخالل يف ص واالستنكارهذه اإلبداعات اليت قدمها تقوم على الرفض و من األجداد، فيصب اهتمامه هلذه القيم القاعدية اليت تشكل يف املتوارثةالعرفية هلذه القيم

ألكثر حضورا يف منت ، خاصة منها ااآلخرينجوارها التميز الذي ينفرد به عن باقي الشعراء ة ن أغلبية النصوص اليت أنتجت وتناولت هذه القيم كمادة تراثيإ، إذ صوره الشعرية

196حممد جالوي، الديوان الشعري للونيس أيت منقالت ، ص - 1

96

م ، ملا يفرضه العرف هلذه القيحدود التعظيم والتمجيد والتقديس وإبداعية،جندها تقف عند .املتوارثة

:يت منقالت للبندقية كقيمة عرفيةأتوظيف الشاعر لونيس

، كإحدى القيم "البندقية"القصيدة القبائلية الكثري من الدالالت والصور املوحية عن نقلتبين عليها اتمع القبائلي، واليت متثل لألمة رمزا من رموز الدفاع عن نواملبادئ الرئيسية اليت ي

سالف السابقة لألجيال الالحقة، فهي تبني هيبة ووقار ه األتاإلرث املادي واملعنوي الذي خلف .هوكمال تهرمحو شخصية الرجل القبائلي

، و إمنا يبني لنا ما توظيفه هلذا املقوم الرتاثي، ال يقف موقف تقديس ومتجيدأثناء فالشاعر ن البندقية باختالف أميليه واقع البيئة القبائلية املعاصرة املمارسة هلذه القيم املوروثة، فنجد

، فهذه القيمة ترد يف "Abeckitيظأبشك"، "tamekkhltمثكحلت"، "lfuciلفوشيا"كتسميتهالة الفاعلية، فهي مل تعد إبداعاته حاملة معها لدالالت ورموز وإحياءات خمتلفة، فهي خملة ومعط

رث األجداد، وال حتمل لشخصية الفرد إبة املهمة اليت تقوم على الدفاع عن يمتلك تلك اهل :1، إذ يقول"أعطار"وهيبة، وهذا ما سنحاول إبرازه يف قصيدة االقبائلي وقار

γef lgal-is εemren agraw من حولها األقوام متجمهرة

zgiγ-d mebεid am tili وأنا من بعيد أترقب كالظل

Mi rri وكلما حاولت عنها الدفاع γ ad hadreγ ayla-w

yehsel lemdekk di lfuci وقعت البندقية في العطل

ويتجلى ذلك يف أربعة عناصر وظفها ،اإلحياءاتبهذه املقاطع اليت قمنا بعرضها مليئة

من كل وظائفها الرتاثية، فأبناء بيئته ن البندقية معطلة وليس هلا فاعلية وقد جترده أالشاعر ليؤكد ب تعد مليستخدموا يف ميدان احلفاظ على اإلرث الذي تركه أسالفنا السابقني و أضحوا ال

.وسيلة للدفاع عن قدسية هذه املوروثات وقيمها النبيلة

142،ص2007 -1967بلقاسم سعدوين، لونيس ايت منقالت، شعر و أفكار من - 1

97

."درب الصبا"و هذا ما عرب عنه أيضا يف قصيدة

Muggreγ-d tamekhelt mm-sin صدفت بندقيتي تراءت

Nemyeεqal mid-teflali وتعارفنا عند الطلعة

γeftarkast d tibzimin على قاعدتها خالخل

Yedbaε uheddad n At yanni بنقش بني يني مطبوعة

Asminjebbu ditγaltin عندما كنا نجوب التالل

lγerb ma neqsed-asyeγli قوة الغرب كانت أمامنا مدحورة

Ziγ yesserka-tt win tt- iwwin باإلهمال اليوم أفسدها الحائز

Jebdeγ zznad yefruri تهشم زنادها قبل الطلقة

أنه مل يعد وهيمن خالل هذه األبيات تتجلى نفس التصورات اليت يرمي إليها الشاعر ومل ،ها أجدادناليختدم القيم واملبادئ اليت ترىب عال و ،للبندقية نفع يف ظل املمارسات االجتماعية

وذا ،عظمةالقوة و للمقومام الرتاثية املوروثة، ومل تعد تشكل مصدرا أساسيا على تعد حتافظ .وهذا ما عرب عنه يف هذه األبيات.فهي تقضي على شخصية الفرد القبائلي وعلى أخالقه النبيلة

Dacu i aγ- d- tegga tanaslit ما ورثنا عن األصالة

Disem –is degyimi nettawit غير اسم على الشفاء مقالة

Uden –is a medden iεreq -aγ عباد اندثر ياجوهرها

من خالل قصائده ااستطاع أن يقدم لن "يت منقالتأ"ن الشاعر أ، وخالصة القولهذه القيم واملبادئ بالنظرة السوداوية القامتة اليت حتدوها خيبة أمل حتمل انكسارات، وهذا ال

تبيان هدفه من وراء ذلكبل كان د أن يغرس روح التشاؤم يف نفسية القارئ، يعين أنه قد أرا ،جلماعي بالتشبع واالرتواء من منابعه الصافيةاقيمة هذا املقوم الرتاثي، وتوجيه احلس الفردي و

يف أسس غريتستطيع األجيال الالحقة حمو تلك االنكسارات اليت سيطرت عليها رياح الت هكذاو تمع األصيل والعريقوقواعد هذا ا.

98

:توظيف العادات والتقاليد

لكل جمتمع من اتمعات العريقة عاداا وتقاليدها اخلاصة ا، واتمع القبائلي كغريه من اتمعات الثقافية األخرى حيمل يف ثناياه عادات وتقاليد خاصة به اكتسبها منذ القدم، ألن

وتظهر هذه العادات ،حيطه، فيأخذ عنه عاداته وتقاليدهمبر اإلنسان يولد بال خربة، فيبدأ بالتأثما اعتاده الناس ة هيوالعاد ،حيث تعترب برناجما يوميا حليام ،ميارسها األفراد األفعال اليتيف

أن يأيت جيل ويسري على ج جيل سابق يف ووكرروه يف املناسبات املختلفة، أما التقاليد فهتنتقل حلقاا من جيل ألخر، وقد يصاحب هذا االنتقال بعض من إذا سلسلة وفه ،أمور شىت

التغريات سواء كان ذلك بالزيادة أو بالنقصان،إما سلبا أو إجيابا يتفق مع ظروف وقيم كل جيل ومنه قد غزت هذه العادات والتقاليد العديد من إبداعات الشعراء ،وكل جمتمع، كما قد تتالشى .يب يف أشعارهم باعتبارها حتمل مكانة عريقة وأصيلة لديهمالقبائليني، فقد كان هلا نص

:للعادات والتقاليد في متن أشعاره "يت منقالتأ"توظيف لونيس رؤيته لعادة الزواج التقليدي ،يف أشعاره الشاعرمن بني العادات والتقاليد اليت وظفها

تعد هذه القضية إذ جتماعية،يف األوساط الشعبية اال سيتهاالشائع يف منطقة القبائل واليت ذاع من القضايا اليت ظل اتمع القبائلي متمسكا ا واعتربها من العادات والتقاليد املوروثة عن

هذه بتزويج الوالدين ألبنائهم بالفتاة اليت تقرب العائلة سواء من بىنالتقيد ا، وت البد األجداد، فهم من خيتاروا ويرون أا مناسبة له دون العم أو ابنة اخلال مثال كابنةجهة األم أو األب

وهذا ما ينقص من االحرتام بينهم، وقد تناول الشاعر هذه ،األخذ بعني االعتبار رأي الطرفني

يدعو من خالهلا إىل " Alwaldin ياياوالد"إبداعاته الرائعة بعنوان ىحدإالقضية من خالل والديه عن العدول إقناعينقل حماولة االبن الزواج، إذ لقرارات املصريية يف يف اختاذ ا رحرية االختيا

قرارمها بتزوجيه بفتاة ال حيبها، ويدعومها بأن يرتك له حرية االختيار يف هذه العالقة اليت هي عن 1:رابطة شرعية مقدسة، من خالل قوله

Alwaldin anfet-iyi والداي أترجاكما دعاني

1 3 21حممد جالوي، الديوان الشعري للونيس ايت منقالت، ص -

99

Ur ttharet γer zzwag–iw وال تتسرعا في أمر زواجي

من خالل هذه األبيات نلتمس رغبة االبن القوية بالتحرر من تلك القيود والتقاليد و حرية االختيار يف أذهان اتمع القبائلي واالنفالت من هذه البدع اليت تسلب الفرد املرسخة

.وتقضي على شبابه

γastessnem textarem-iyi حتى وإن أحسنتم االختيار

Ugadeγ ad weddreγ temzi-w ع مني شبابيفأخشى أن يضي

بعد هذا ينتقل الشاعر إىل اقرتاح بعض املواصفات اليت يتمىن توفرها يف شريكة حياته املتكررة وهذا يدل على إصراره "أريد"واليت يريد أن خيتارها فيستهل الشاعر هذه الصورة بكلمة

.على قراره

Bγiγ tin ara di- ihemmlen فتاة أحالمي أريدها

Ad tzux gar tezyi win- is جوهرة بين األخريات

Bγiγ an- nehder an- nemlil أريد أن نتعارف باللقاء

Uqbel ad-teddu tislit قبل أن تكون لي عروسة

يف نفس الوقت يصور لنا ،ويظهر هذا اإلصرار من خالل اختيار شريكة حياته بنفسههؤالء إذا ما فشل وتعثر يف زواجه من الفتاة اليت خيتارها خوفه من كالم الناس تفاديا لسخرية

ختار مصريه والديه له، وذلك لن يكون إال إذا حبث عن السعادة اليت لن حيصل عليها إال إذا ا .بنفسه وهو ما عرب عنه

Win ara izewgen bessif فالمتزوج عنوة وقصرا

D lmuhal ad yaf lehna يبين عن عشه الهناء

الشاعر بعض األعراض النفسية اليت قد تنجم عن العالقة الزوجية املبنية على ويعرضعدم الرضا بني الطرفني، وهذا ما يدل على إصراره على حرية االختيار ومن بني هذه األعراض

:نذكر

إذ غالبا ما حيس االبن بالظلم من طرف الوالدين حني يصران على :اإلحساس بالظلم- يه، رأخذ بقرير مصريه دون األت

100

Medden ur das- qqaren ahlil لن يتألم لنا أحد

A tan yemma-s tγurr-it و لن يقول بأن أمه غرت به

فإذا حتقق ما كان خياف منه الشاعر وهو زواجه من :االنطواء على النفس والعزلة- .معىن هلاامرأة ال حيبها فسوف يعيش مضطربا نفسيا ومعزوال، فال لذة له يف احلياة وال

yettarra iman-is diirrif يعيش تعيسا مهمشا

.حيس بالتعاسة إزاء عدم اختياره للفتاة اليت أرادها فهو:التعاسة فيحياته-

Dlmuhl ad yaf lehna يبين عن عشه الهناء

: الغيرة من الناس وحسدهم -

yusem si-medden merra يرى الناس بالحقد والخيالء

:طرقاتالتشرد في ال -

Axxam yeqqel-as daγilif يغدو البيت موحشا

Xir- as taguni n berra م في الخالءاويعشق الهي

يدعو يف األخري والديه إىل ترك حرية االختيار له وعدم إرغامه على الزواج دون رضاه وترك

: األمر بيدي اهللا سبحانه وتعاىل

Ur di-γeddert a lwaldin والدي لما منكما الغدر

Gget- iyi ad Xedbeγ s ssefa دعوني أقترن عن حب

101

وضوع املنفس فيها تناول واج التقليدي، فأبدع قصيدة أخرى بقضية الز الشاعر لقد تأثر

والديه و وارية جرت بني االبناحل، أوردها بالطريقة "yebda wul-iw"انشق قلبي نصفين"بعنوانالفكرة اليت تنبين كشف من خالهلا رفضه هلذه ، وبايصران على تزوجيه بابنة خالته غص انذل ال

. تقاليد احمليط الذي ينتمي إليه واليت حتد من رأي األبناءعليها عادات و : 1الشاب يقول ef sin yebda wul-iwγ انشق قلبي نصفين

ef tin yebγa lexater -iwγ من أجل معشوقتي

yiwen webrid iwulem الحل المالئم واحد

Ugin lwaldin-iw والدي رفضالكن

Tin γe fi rehneγ temz-iw من رهنت من أجلها شبابي

من خالل هذه األبيات عن رغبته يف الزواج من فتات أحبها مصطدما عرب الشاعر : برفض والديه، وإصرارمها على تزوجيه من ابنة خالته ويظهر من خالل

Nebγa yelli-s n-xalti-k نريد ابنة خالتك

Ak- tcebbeh ddunit-ik حياتك جميلة لتجعل

Awal-is d awal-nneγ و كلمتها هي كلمتنا

يف واملتمثلة بالدرجة األوىل ،من هنا تظهر األهداف من الزواج التقليدي بالغصبما حيرص الوالدين خاصة األمهات يف البيئة القبائلية القدمية، احتقيق املصاحل العائلية، إذ كثري

كون هلا سندا وعونا يف وقت الشدة وال اتائهن من قريبتهم خاصة ابنة اخلالة لعلهعلى تزويج أبن .يتجرأ على تركها نظرا للقرابة القوية اليت جتمعهما

Alwaldin fehmet-iyi يا والداي افهماني

Mayella themmlem-iyi إذا كنتما تحباني

lazem ad tettmennim lehna ينبغي أن تتمنيا لي العيش السعيد

71ص، 2007-1967بلقاسم سعدوين، لونيس ايت منقالت، شعر وأفكار من- 1

102

Mauγeγ yelli-s-n-xalti إذا تزوجت ابنة خالتي

Ur-tt-b ال أحبها وال تريدني γiγ urdi- tebγi

Ur neεdil I l و ال نلتقي في التفكير εqliya

Anfet-aγ an-nnadi أتركانا لنبحث

Nettat d ne kkini هيو أنا

kul yiwen ad yaf i-yebγa ليجد كل منا ما يريد

وأراد أن يبلغ رسالة مفادها ،اعر من خالل هذه األبيات التعبري عن رأيهلقد حاول الشجيب عليهما أن يفهماه وأن ميشيا مع رغبته، ويصطدم يف األخري باألمر الواقع املر الذي يعد

.لقيمها والتقاليد وخرقمثل هذه املطالب خروجا عن العادات

Ma tugid lwaldin-ik إن عصيت والديك

Ruh ad-teggabed isem-ik ب رغبتكفاذهب لتجر

Ur k-nesεa d mmi-t-neγ فأنت لست ابننا

Ruh ad tebdeled ism-ik اذهب لتغير اسمك

-Yidi- k-lhaga ur ال شيء معنا يشركك γ-tecrik

-Later-ik-sitjaddit و سنمحو أثرك من أصلك γeffeγ

إما أن ،بق له سوى خيار صعبمل ي ،وأمام هذا الرد الذي لقيه الشاب من طرف والديه وأن يرضخ لرغبة والديه فيتزوج من ،قلبه وأهوائه بزواجه من امرأة اختارها بنفسه لهيتبع ما ميلي

لقبول امر الواقع و لألابنة خالته اليت ال يكن هلا أدىن مشاعر احلب، وبذلك يضطر إىل الرضوخ . تعاىلومن مثة يسلم أمره إىل اهللا ،مبا اقرتحه عليه والديه

هيالغاية اليت قصدها من وراء ذلك أنوميكننا القول من خالل حتليلنا هلاتني القصيدتني إىل التحرر من القيود اليت تفرضها العادات والتقاليد واليت تؤسر الفرد القبائلي، ويسعى ةدعو ال

رية ألا تعمل على كسر حقوق اإلنسان خاصة فيما يتعلق حب ،إىل القضاء عليها ائيا

103

ل جمرد أمل يتطلع ظيهذا لكن ،يف مثل هذه القضايا املصريية واحلساسة أرائهماختيارهم وإبداء . الشاعر إىل حتقيقه

":العقود"للتراث المادي في قصيدته "يت منقالتأ"توظيف

حب عن أبياا األوىل جيد فيها تعبريا مباشرا للشاعر يف "العقود"إن املتأمل يف قصيدة عرب عن قسوة الشوق ذلك وبعد ،وطنه بذكر ما يشد اإلنسان إليه من عدة جوانبالشاعر ل

الذي ال يرحم حني مغادرة الوطن العزيز، وبني أنه مهما بعد اإلنسان عن وطنه، ومهما طال .مل الوحش وأنني الفراقأغيابه فإنه دائما يرتعش من

الرتاث املادي الذي يتمثل يف مث انتقل الشاعر إىل تصوير مجيل ورائع من خالل توظيفيف هذه القرية والذي ميثلالعقد وهو رمز للجمال والرتبية به تتباهى املرأة يف املناسبات السعيدة

فتخر جبمال طبيعته اخلالبة اليت تظهر على اجلبال الشاخمة مث يتوسع ذا يعندما القصيدة :1لاملفهوم إىل متثيل البالد ككل ذه العقود عندما يقو

Tamurt-iw بلدي

Dizurar γef idurar كالعقود على الجبال

من خالل هذه األبيات يصف مجال بلده بالعقود املدالة على اجلبال دون أن تشد بأي حبل حىت تصل إىل السماء من شدة مشوخها وعلوها مث يبدأ يتحدث عن رجولة وشهامة

:أهل البلد يف قوله

Ad twalid nnif سترى الشرف

win akken iγef dak da hkan الذي حدثوك فيه

Ad twalid lhif سترى الحيف

yettruzun irgazen ur knan يكسر الرجال وال ينحنون

Ad twalid Asif سترى الوادي

.312، ص 2007إىل 1967شعر وأفكار من منقالت لونيس أيت: بقاسم سعدوين-1

104

Anda akken yettazzal laman الذي يجري فيه األمن

رغم من قسوة العلى ف ،يف هذه األبيات يتحدث الشاعر عن رجولة وشهامة أهل بلدهحتدث و وال ميدون أيديهم ألحد، ألحد جندهم أناس بسطاء كرماء ال يركعون ،العيش والفقر

أيضا على األمن الذي يسود القرية وهذا بفضل هؤالء الرجال املقتدرين، فهذه القسوة هي اليت رية بأا راضهم وأمالكهم، مث يصف هذه القغربت الناس على الرجولة ومحاية أهل البالد وأ

مكان خالب ورائع اجلمال، فيها رائحة األصالة واألخوة اليت تنشأ بني الناس فيعرب عن بلده أنه حىت الطبيعة ترمز إىل و بلد اجلمال واألصالة وكذا احملافظة على أصوله املتجذرة واملتأصلة،

لت أو الصمود واحلفاظ على األصالة من خالل وصفه لصمود شجرة الزيتون أا مهما ذب . للسالم واألصالة ايبست فتظل رمز

105

خاتمة

106

للمجتمع لذا عكفت كل األمم منذ القدم باالهتمام الشعر القبائلي مرآة عاكسة يعدالت احلياة، ومن تلك األمم العريقة نذكر اتمع القبائلي الذي كان له ابرتاثها يف خمتلف جمقد توصلنا من خالل ا اال، إذ جنده حافل جبميع عناصر هذا الرتاث، و حضورا قويا يف هذ

أنه استعرض أهم املظاهر والصور الرتاثية اليت كان يتمتع " لونيس أيت منقالت"أشعار يفحبثنا .ا اتمع القبائلي

ة، ويعد توظيف الرتاث يف النسيج الفين للقصيدة القبائلية من بني املظاهر احلداثية اهلامنظرة حوله ،وحاولنا قدر املستطاع أن نقدمفقد حاولنا أن جنيب على األسئلة املطروحة سابقا

النتائج اليت ظها الوافر من الدراسة واالهتمام، ومن أهم باعتباره من املواضيع اليت مل تنل ح :ما يأيت توصلنا إليها

ائلية خاصة يف منت أشعار شكل الرتاث حيزا قويا وفعاال يف النسيج الفين للقصيدة القب -، إذ تظهر العالقة الكامنة بني النص الشعري والروافد الرتاثية كعامل من "لونيس أيت منقالت"

ابن البيئة القبائلية عايش " أيت منقالت"التجربة الفنية والشعرية، وكون الشاعر إخصابعوامل اطالع ملثل و سعة او التنم على مقدرته هذه املعطيات الرتاثية واستلهمها بطريقة فنية رائعة ومميزة

هذه األجناس املتوارثة كاألسطورة، والقصص الشعيب، واألقوال املأثورة من أمثال وحكم، واهلدف .منها هو معاجلة تلك القضايا املتفشية يف بيئته

وإحياءات واعتمد اواستخدم رموز ،وقد وظف الشاعر هذه األفكار بطريقة غري مباشرةنية احللم ليعرب عن قضايا جمتمعه، وذلك ليستفز املتلقي وحيرك فضوله ليستشف كذلك على تق

.من خالهلا الدالالت اليت ترمي إليها

ارتبط توظيف الرتاث عند هذا الشاعر بالشعر خاصة، إذ هناك من عده كتقنية لإلبداع -الته اإلنسانية اخلاصة وهذا يوحي بتجربته وانعكاس العامل من خالل رؤيته الذاتية وانفعا ،نفسه

فيدعو املتلقي ليشاركه املتعة واللذة واألمل يف نفس الوقت، ذلك أن الرتاث مرتبط باملبدع حيث مل ولإلنسان وللفكر من يعكس لنا مميزاته الفكرية ومرجعياته من جهة، ويعرب عن وجهة نظره للعا

.جهة ثانية

107

المح املويساهم يف الكشف عن إن دراسة الرتاث ضمن ظاهرة شعرية معينة يساعد -العامة اليت تربط أبعاد تلك الظاهرة، وكذلك معرفة طبيعة مرحلة شعرية معينة عند الشاعر

.بدراسة خمتلف ابداعاته

من خالل إبداعاته أن يرتقي بتجربته الشعرية إىل " لونيس أيت منقالت"متكن الشاعر -وروثاا واالستفادة بكل ما حتتويه البيئة أعلى مستوى والذي تغوص فيه الذاكرة الشعبية وم

.القبائلية من قضايا حملاولة اقرتاح احللول هلا

مهم من جوانب العادات لى جانب استطاع هذا البحث الذي قمنا بعرضه أن يعرفنا ع - .ا باعتبارها إرث األجداد اوالذي ما زال متمسكالقبائلي تقاليد اتمع الو

ي دورا كبريا يف احلفاظ على الروافد الرتاثية اليت خلفها لنا األجداد، لعب الشعر القبائل -وكذا التعريف بالبيئة والثقافة القبائلية ومحايتها من االندثار وكذلك حماولة محاية اهلوية واللغة

.األمازيغية من الزوال

إن موضوع الرتاث متشعب وشائك يعمه الغموض يف أعماق البحث عن مقوماته -، وما قدمناه يف الدراسة التطبيقية ليس إال اما قدمناه يف اجلانب النظري يظل بسيطفكل

مل اخلطأ والصواب يف جممله أو يف بعض عناصره، ويبقى أملنا الوحيد أن تكون تاجتهادا حيلونيس أيت "لدراسات أخرى تنصب يف فلك هذا املوضوع ويف شعر ادراستنا هذه منبع

.خاصة" منقالت

108

والمراجع صادرائمة المق

القرآن الكريم :المصادر: أوال

.1997، دار صادر، بريوت، لبنان، 1مادة ورث، ط: ابن منظور،لسان العرب-1 .خدوسي رابح،موسوعة األمثال اجلزائرية، شرح وحتليل، دار احلضارة، اجلزائر، دت-2

:المراجع: ثانيااملعرفة ، دار 1الرتاث الشعيب، ط عثمان، دراسات يفأمحد مصطفى ومرفت العشماوي -1

. 2008، اإلسكندرية ، والتوزيعاجلامعية ، ، دار النقاش للنشر،لبنان1اجلاهلي، ط العربية العصرأبو علي حممد توفيق، األمثال -2

1988 . .،دت 3إبراهيم نبيلة ، أشكال التعبري يف األدب الشعيب ، دار غريب ، القاهرة ، ط -3 .2003، ، دار الوفاء،اإلسكندرية1ث، طثر الرتاث الشعيب يف األدب احلديبدير حلمي،أ-4عبة يف يف الفنون الش بورايو عبد احلميد ، األدب الشعيب اجلزائري،دراسة األشكال األداء-5

. 2007 جانفي ، ،اجلزائر .1986،للكتاب، اجلزائر. و. م، بسكرة منطقةبورايو عبد احلميد،القصص الشعيب يف -6 .1،1991، طدراسات الوحدة العربيةاجلابري حممد عابد، الرتاث واحلداثة، مركز -7، الشعر 1، ج "بني التقليد واحلداثة "جالوي حممد، تطور الشعر القبائلي وخصائصه -8

. 2009التقليدي، مطبعة الزيتونة، احملافظة السامية لألمازيغية، تيزي وزو، أشعار لونيس أيتمنقالت، وزارة الثقافة، املكتبة الوطنية جالوي حممد، الرتاث واحلداثة يف-9

.اجلزائرية، دت، الديوان الشعري للونيس أيتمنقالت، ترمجة األشعار من اللغة األمازيغية إىل مدجالوي حم-10

.2007زائر ،منشورات زرياب، اجل ، اللغة العربية،تقدمي يوسف نسيب

109

، املؤسسة الوطنية اجلامعية 5من الرتاث القدمي، ط ، موقفناالتجديدحنفي حسني، الرتاث و -11 . 2002للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت،

،حرب طالل،أولية النص،نظرات يف النقد والقصة واألسطورة واألدب الشعيب-12 .ت و النشر و التوزيع بريوت لبناناملؤسسة اجلامعية للدراسا م ، 1999ه ، 1،1419ط

. 1992، 1وروث الشعيب، دار الشروق، ط خورشيد فاروق، امل-13رجب النجار حممد، توفيق احلكيم واألدب الشعيب، أمناط من التناص الفولكلوري عن -14

. 2008، الكويت، 1الدراسات والبحوث اإلنسانية واالجتماعية، طب، كتاب العر الرياض وتار حممد، توظيف الرتاث يف الرواية العربية املعاصرة، احتاد -15

. 2000دمشق،

.1980دياب فوزية، القيم والعادات االجتماعية، دار النهضة العربة، بريوت، -16

، النشر2007إىل 1967سعدوين بلقاسم، لونيس أيتمنقالت، شعر وأفكار من -17MKP2008.

دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، دارأثار الرتاث يف املسرح املعاصر، ، إمساعيلسيد علي -18 .2007املرجان، الكويت،

ن واحلديث آشاكر حلمي نبيل، أمثالنا الشعبية، صورة من األدب الشعيب، األمثال يف القر -19 .،سوريا، دمشقللنشر ،طواتأ خب ،1لنبوي، طا

، دار 1، طبن ناصر السعدي، تيسري الكرمي الرمحان يف تفسري كالم املنان عبد الرمحان-20 .2009اجلزائر، اإلمام مالك، باب الواد

، دار "حول حتقيق الرتاث"هارون، دراسات نقدية يف الرتاث العريب حممد عبد السالم -21 .1988، مصر، 1السلفية للنشر العلم، ط

. 1954، دار املعرفة، القاهرة، 1عياد شكري، البطل يف األدب واألساطري، ط-22، 1طالوطنية لألدب الشعيب، الرابطة عثماين بولرباح، دراسات نقدية يف األدب، -23

2009. .ت.فوزي العنتيل، الفلكلور ما هو، دار النهضة العربية للنشر، القاهرة، د-24

110

.2007قباري فخر الدين، وزارة الثقافة العربية، الطباعة الشعبية للجيش، اجلزائر،-25 .1999، 3القمين سيد، األسطورة والرتاث، املركز املصري لبحوث احلضارة، ط -26

:المجالت: ثالثا، 3رشدي صاحل أمحد، املأثورات الشعبية والعامل املعاصر، جملة علم الفكر الكويتية، الد-01

.1972، 1العدد

111

المحتويات رســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــفه

06 .......................................................................مقدمة

:مدخل لمحة عن الخلفيات العامة المشكلة للبيئة القبائلية

09 ........................................................الخلفية السياسية. 1

11 ......................................................الخلفية االجتماعية. 2

15 .........................................القبائلي الخلفية الثقافية للمجتمع. 3

18 ..........................مكانة الشعر والشاعر في الحقل الثقافي األمازيغي.4

: الفصل األول راث ومضامينهــــــــــــــــــــــــــالت

22 .......................................................................تمهيد

23 ............................................................ماهية التراث. 1

30 ............................................................أهمية التراث. 2

32 ...........................................................وظائف التراث. 3

33 ..................................ر القبائليلتراث في الشعدوافع توظيف ا .4

34 ...................................................عناصر التراث الشعبي . 5

34 .................................................................األسطورة. أ

36 ........................................................القصص الشعبي. ب

38 .........................................................األقوال المأثورة. ت

39 ........................................................العادات والتقاليد. ج

41 ..............................................................تادقتعملا. ح

112

:الفصل الثاني "منقالت أيت لونيس"تجليات التراث في أشعار

I .43 .....................................................نبذة عن حياة الشاعر

II. 47 ..........................."منقالت لونيس أيت"الروافد التراثية في أشعار

47 .......................................................................تمهيد

47 ........................................................توظيف األسطورة. 1

59 ..................................................توظيف القصص الشعبي. 2

74 ..................................................لمأثورةتوظيف األقوال ا.3

83 ..............................................توظيف المعتقدات الشعبية.4

92 .................................................توظيف القيم والمبادئ – 5

98 .................................................توظيف العادات والتقاليد.6

103 ................................"العقود" ةفي قصيد التراث المادي توظيف.7

106 .......................................................................خاتمة

108 .....................................................قائمة المصادر والمراجع