ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺒﲑ اﻟﻘﺮآﱐ -...

Çan a k ka l e O ns e k i z M ar t Ü n iv e r s i t e s i İ l ah i y a t Fa k ü l t e s i D e r g i s i

2 0 13 /1 , C i l t 2 , Sa y ı 2 ( Sa y fa 9 - 4 5 )

توظيف اللغة الصامتة يف التعبري القرآين د. مخيس فزاع عمري∗ �لتعاون مع د. رمضان دمري∗

Khamees Fazaa OMAİR∗ Ramazan DEMİR∗

امللخص

بني والتفاهم االتصال وسائل أهم من بوصفها الصامتة للغة القرآنية الداللية الوظيفة البحث هذا يستعرض

ما فكثريا الصامتة �للغة يعرف ما فهناك أنفسنا، عن Iا نعرب اليت الوحيدة الوسيلة ليس الكالم إن البشر إذ بين

أم �لوجه سواء احلركات تلك و اآلخرين، مع احلديث أثناء معينة يف وإمياءات حبركات نقول عما ونعرب نتحرك

بل يسبقه يف سياقات اتصالية قائما يوازي املنطوق، علما تعد املشي أو اجللوس طريقة يف كله �جلسم أم �ليدين

يظل أن الصعب فمن واحلركة، الكالم مها للتعبري، بطريقتني تتصرف فإنك �آلخرين تتصل خمتلفة، فحينما

متثل وكلها واألطراف والعني، كالوجه وأعضائه، اجلسد حركات ساكنا بل يشمل خماطبك جسد أو جسدك

.كبري بشكل فيهم وتؤثر لآلخرين املعاين توصل مساعدة أدوات

التعبري القرآين.، اللغة الصامتة، القرآن، املنطوقة اللغة، اللغة الكلمات املفتاحية:

Sözsüz Dilin Kur’ân-ı Kerim’in İfadelerinde Kullanımı

Özet

Bu makalede insanlar arasında en önemli iletişim vasıtalarından birisi olması yönüyle

sözsüz dilin (beden ve işaret dili vb.) Kur’ân-ı Kerim’deki delalet işlevi incelenmektedir. Çünkü

sözlü dil, kendimizi ifade ettiğimiz tek araç değildir. Bunun yanında bir de sözsüz dil vardır.

Nitekim çoğu zaman başkalarıyla konuşma esnasında söylemek istediğimizi belirli işaret ve

hareketlerle ifade ederiz. Söz konusu hareketler ister yüz mimikleri ile ister eller ile olsun veya

yürüme ya da oturma poziyonundayken bütün beden ile olsun konuşma diline denk hatta çeşitli

iletişim bağlamlarda ondan üstün sağlam bir bilgi sayılır. İnsanlar birbirleriyle iletişim kurarken

kendilerini ifade etmek için iki ana yol izlerler. Bu iki yolun birincisi hepimizin bildiği ve

konuşma dili dili diye tanımlanan sözlü dil ikicisi ise sözsüz dil şeklinde ifade edebileceğimiz

جامعة األنبار، كلية الرتبية، القائم، قسم اللغة العربية.، األستاذ املشارك ∗ قسم اللغة العربية وبالغتها.قلعة الثامن عشر من آذار/مارس، كلية اإلهليات، جنقجامعة ، األستاذ املشارك ∗

∗ Doç. Dr., Enbar Üniversitesi, Eğitim Fakültesi, Arap Dili Bölümü, Kâim-Enbar-IRAK. ∗ Doç. Dr., Çanakkale Onsekiz Mart Üniversitesi, İlahiyat Fakültesi, Arap Dili ve Belâgatı Anabilim Dalı

Öğretim Üyesi, [email protected].

10| Çanakka l e Onsek i z Mart Üniv ers i t e s i İ l ah iya t Fakül t e s i Derg i s i

(beden ve işaret dili gibi) sözlü dil dışında kalan bütün iletişim şekilleridir. İletişim halinde

mütekellim ve dinleyicenin bedenlerinin hareketsiz bir şekilde sabit durması çok zordur. Tam

aksine göz, yüz mimikleri ve bedenin diğer tüm organları iletişimde kullanılabileceği gibi beden

de bir bütün olarak iletişimde kullanılır. Çünkü beden ve onun organları, meramı başkalarına

ulaştıran ve onları büyük ölçüde etkileyen yardımcı araçları temsil eder.

Anahtar Kelimeler: Dil, Sözlü Dil, Sözsüz Dil, Kur’ân, Kur’ânî Tabir.

The Usage of Silent Language in Qur’anic Expressions

Abstract

The present research reviews Qur’anic semantic function for the silent language as being the

most important means of communication among humans. Talking is not the only way that we

express ourselves; rather, there is what is known as the silent language. We often move and

express what we say through certain movements and gestures while talking with others. Those

movements, whether using face, hands, the whole body, the way to sit or walk are regarded as a

separate science equivalent to the spoken one or maybe preceding it in different communicative

contexts. When you communicate with others, you act in two ways to express, i.e. speaking and

movement. It is difficult to keep your body or your addressee’s body static, but there are body

movements, which represent aids to convey meanings to others and affect them significantly.

Keywords: Language, Spoken Language, Silent Language, Qur’an, Qur’anic Expressions.

تقدمي:

ني، �سم هللا أبدأ، والصالة والسالم على نبينا حممد الذي جاءw xحسن مبدأ، وعلى آله وصحبه أمجع

العلمي، حبثهم طريقة يف جيددوا أن الباحثني على أوجب ملموسا؛ تطورا العلمية األحباث تطورت : فقدأما بعد

حظيت ذلك على معني، وبناء حد عند تقف وال تتطور، اليت البشرية واحلياة يتناسب مبا مسريته يطوروا وأن

صة األحباث �إلسهامات وتوجت إجنازها مت اليت الدراسات يف جتلت �لغة؛ wمهية التواصل مبنظومات املتخص

والتطبيقية وهذا البحث يستعرض الوظيفة الداللية للغة النظرية الدراستني بني التعاون إىل تعود اليت أمهية، األكثر

ث صور املعىن ببساطته وتعدده، الصامتة بوصفها من أهم وسائل االتصال والتفاهم بني بين البشر،كما يظهر البح

جبالئه وغموضه، بثباته وحتوله، وبقدرة تلك اللغة الصامتة يف هذه احلاالت مجيعها على أداء وظيفتها بيسر

وسهولة، وما يضاف إىل ذلك من معطيات املعجم واملقام، ومن األمور املسلم Iا أن النشاط الكالمي ال يتكون

ن أحداث كالمية وامتدادات نطقية تكون مجال تتحدد معاملها بوقفات أو من مفردات فحسب، بل يتكون م

�للغة الصامتة نعرب Iا عن أنفسنا، فهناك ما يعرف اليتالكالم ليس الوسيلة الوحيدة ف بسكنات أو حنو ذلك؛

وإمياءات معينة أثناء احلديث مع اآلخرين، وكثريون �تون حبركات ال ،فكثريا ما نتحرك ونعرب عما نقول حبركات

قرآين ل ا ري ب ع ت ل ا يف ة ت م صا ل ا ة غ ل ل ا ف وظي ت |11

حينما تتصل �آلخرين فإنك تتصرف بطريقتني للتعبري، مها فوقد ال نالحظها بوضوح، ،إرادية قد تكون الفتة

من وافر ، وقد حظيت تلك اللغة بنصيبالكالم واحلركة، فمن الصعب أن يظل جسدك أو جسد خماطبك ساكنا

الستخالص يعرضها إمنا لذلك، يتعرض حينما والقرآن القرآين، اخلطاب يف لغة واجلمالية للوحات التعبرييةا

،مجيعها حاالته يف اإلنسان الكرمي القرآن تناول وقد طريقها، هلا ينري للبشرية، دليال ولتكون العرب والعظات،

توظيف اللغة الصامتة يف التعبري (حبث ؛ فجاءومهزوما نا وسعيدا ومنتصراحزي وماشيا، فاواق وغضبا، فرحا

يفرزه السياق من ، ومالقرآنية wبعادها العرفية العامة، وأبعادها الذوقية الذاتيةحماولة لتلمس الداللة ا )القرآين

لتعرف ومن مث ولوج االستعمال القرآين ل ،تشييد البناء التحليلي لالستعمال القرآينمن خالل ، فائض يف املعىن

القرآنية، فالدراسات والداليل، األسلويب بعدها وبيانمن خالل استقراء األلفاظ غة على قرآنية الداللة هلذه الل

القرآين الدال على النص خالهلا من يدرس اليت البحوث من النوع هذا إىل تفتقر الباحث، حدود اطالع على

التعامل كيفية يف حياة الناس، بواقع ارتباط من له ملا �لدرس جدير املوضوع فلسفة االتصال الصامت وهذا

والنظر البحث على القائم التحليلي االستقرائي املنهج هذا البحث يف منهجي وكان احلياة، شؤون شىت مع

عرضها wسلوب سهل و شفهيةاآل£ت اليت حتتوي إشارات غري جاستخرا من خالل القرآنية اآل£ت يف والتحليل

ما حسب والبالغية اللغوية اللطائف بعض وإيراد استخراج الدالالت واملعاين اليت حتملهامن خالل وميسر

من واالستفادة واحلديثة القدمية ملصادرا خالل من هافيمعرفة آراء املفسرين مث املناسب موضعه يف كل أمكن،

:)1(يف املطالب اآلتية وقد اقتضت طبيعة هذا البحث تناوله ،طبيعة البحث حسب النوعني

،املصطلح التمهيد: حتديد

،املطلب األول: توظيف حركة العني

،املطلب الثاين : توظيف حركة اليد

،املطلب الثالث: توظيف حركة الرأس

.املطلب الرابع: توظيف حركة الرجل

إضافة إىل خامتة نسجل فيها أهم النتائج اليت توصلت إليها الدراسة.

1 سبق أن نشرت حبثا عن توظيف حركة الوجه واملوسوم بـ ((توظيف احلقل الداليل يف البيان القرآين )) (الوجه االنساين أمنوذجا) نشر يف جملة اللغات واآلداب العدد

فالحاجة لتكرار ما قد كتب. 2012السنة الثالثة العام 7


اللغة الصامتة مفهوم التمهيد:

عن قوم كل يعربIا أصوات :)هـ392( جين ابن عرفها كما هي أو الصوتية، الرموز من نظام اللغة إن

أكد ابن جين أوال الطبيعة الصوتية للغة، فقد تعريف دقيق، يذكر كثريا من اجلوانب املميزة للغة أغراضهم، وهذا

، وذكر أيضا أªا تستخدم يف جمتمع فلكل قوم لغتهم. ويقول الباحثون التعبرير وظيفتها االجتماعية يف كما ذك

، هلااالجتماعية للغة والوظيفةاحملدثون بتعريفات خمتلفة للغة، وتؤكد كل هذه التعريفات احلديثة الطبيعة الصوتية

ائية وتوليدية لذهن املتلقي أن تتيح اللغة مبا متتلكه من طاقة إحيف 2خروتنوع البيئة اللغوية من جمتمع إنساين آل

ينطلق إىل عوامل تكمن وراءها ، يكتشف املتلقي أبعاد هذه الطاقة اإلحيائية عندما حياول الوصول إىل الفهم بغية

و ذاك أن توظيف املفردة أو الكلمة Iذا املعىن ا ذاملعىن إحتقيق التواصل فاللغة ال تنهض وحدها هنا لتأدية هذا

معىن آخر وهكذا فان الدال واملدلول لكلمة ما ال يوثق بينهما أي لالنفتاح على استعداداعتها جيردها من مواض

تفاعلها مع السياقات اتفاق ابدي بل مبدئي ويعد جهد املتلقي يف اكتشاف الدالالت اليت استمد±ا املفردة من

اتصال سياقا ونسقا وعالقات ووسائل التداولية اليت وردت فيها ، فاملعىن Iذا يكمن يف الفعل االتصايل كله

، وهذا ما أشار إليه اجلرجاين فاملعىن ال ينكشف إال من خالل وضع الوحدة اللغوية يف سياقات خمتلفة

) بقوله : ( واأللفاظ ال تفيد حىت تؤلف ضر� خاصا من التأليف ، ويعمد Iا إىل وجه دون وجه من هـ471(ت

هو عملية تبادل االفكار يتم من خالهلا نقل معلومات او افكار معينة بشكل تصالفاال ،3)الرتكيب والرتتيب

حيث متثل اللغة أساسا فعاال يف عملية االتصال اإلنساين فهي أداة فاعل من مرسل اىل مستقبل بشكل هادف

املادية والتصورية والفكرية و قوام احلياة الروحية ودالالت وهيوهي عبارة عن نظام من الرموز هلا معان االتصال،

اللغة وسيلة الفرد لقضاء حاجاته، وتنفيذ مطالبه يف ،و وا³تمع اخليالية Iا يعمق اإلنسان صلته واتصاله �لفرد

ونه ويستفسر، ويستوضح، وتنمو ثقافته، وتزداد خرباته نتيجة لتفاعله مع البيئة اليت ؤ ا³تمع، وIا أيضا يناقش ش

ما دام اإلنسان ، و امقدمة وظائفهتعريفات اللغة، فإن الوظيفة االتصالية تقف يف ينضوي حتتها وأ£ ما كانت

.41 – 40، ص. 1م.، ج. 1952ابن جين، أبو الفتح عثمان: اخلصائص، حتقيق حممد علي النجار، دار الكتب املصرية، القاهرة، 2 القصص القرآين، أطروحة دكتوراه، عماد عبد ، وينظر البىن والدالالت يف لغة 3م : ص. 1983هـ ـ 1403اجلرجاين لعبد القاهر، أسرار البالغة، دار املسرية، بريوت، 3

.28م.، ص. 1992حيىي، كلية اآلداب، جامعة املوصل،


الصمت يف لغة ،كما أن)4(منذ القدم �حلاجة إىل التخاطب والتفاهمر يعيش يف مجاعات وبيئات، فإنه شاع

تشكل اليت اجلمالية، والظواهر اإلحيائية، �لطاقات يعج مستوى إىل ينطلق �للغة دالليا، نص¼ا متثل النص القرآين

اإلنساين من حيث اللغة على داللية، وتنقسم أشكال االتصال أسلوبية دراسة النص لدراسة هذا خصبة تربة

:قسمني

اللغة اللفظية: وهي اتصال منطوق أو مكتوب تتحكم فيه قواعد اللغة ويستخدم رموزا هلا دالالت -1

معينة

اإلشارات، وأعضاء اجلسم ، ويطلق عليها لغة االتصال غري : وهي اتصال بلغةاللغة الصامتة -2

ال تواصل بين اإلنسان قام على فكرة أساسية وهي أن يف التعبري القرآين عنوان صامتةلغة الال فوتوظي.)5(اللفظي

املنطوقة، بل يتعدى ذلك ليشمل حركات اجلسد وأعضائه، كالوجه والعني، واألطراف اللغةيتوقف عند حدود

أو املقروءة الكلمات على استخدام واملعاين األفكار نقل يقتصر (( ال أبوعياش: نضال يقولواهليئة العامة،

خالل من تبادهلان اليت من تلك أكثر وتكاد تكون االتصال، خالهلا من يتم أخرى وسائل هناك بل املنطوقة،

املشاعر طابع من الغالب يف وتكون لفظية، غري ننقل رسائل ما غالبا احلقيقة فإننا ويف اللفظي، االتصال

والذي ،)6(املعارف)) وتبادل األفكار عن للتعبري الغالب يف اللفظي االتصال يكون بينما واألحاسيس والعواطف،

قال ،تلك املسألةمن املصطلحات الدالة على ااستخدام القرآن كثري القرآن، يدرك بكل وضوح نصوص يف يتأمل

أي أومأت إليه أي إىل أشارت ،٢٩مرمي: ))فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان يف المهد صبي@ا ((: تعاىل

قال رب اجعل يل آية قال آيـتك أال تكلم :((قال تعاىل، و املعىن أشارت إليه أن كلموه :وقيل عيسى فتكلم،

م إال رمزا Xإال إشارة بيد أو رأس أو ((إال رمزا )):، قال الزخمشري يف قوله ٤١آل عمران: ))الناس ثالثة أ

4 ينظر: جلطالوي، الدكتور اهلادي، قضا£ اللغة يف كتب التفسري ، املنهج ، التأويل، اإلعجاز، تونس، 1418هـ ـ 1998م. ص. 24، و استيتيه، د. مسري شريف-

) ) و منال 10م، صـ(2006/ ³34لد (جملة دورية حمكمة تصدر عن ا³لس الوطين للثقافة والفنون واآلداب الكويت، ا - لتواصلية، عامل الفكرثالثية اللسانيات ا. 35م.، ص. 1997 -االتصال الثقايف، منشأة املعارف، اإلسكندرية -عبد املنعم

5 ينظر: ابو عرقوب، إبراهيم، االتصال اإلنساين ودوره يف التفاعل االجتماعي ، دار جمدالوي ، عمان، 1993م.، ص. 4، العيسوي، عبد الرمحن، علم النفس

.18م.، ص. 2004 –ه 1425اإلداري، دار الراتب اجلامعية، بريوت، 6 ينظر: أبوعياش، نضال، االتصال اإلنساين من النظرية إىل التطبيق، ط 1، كلية فلسطني التقنية، 2005 م.، ص. 119، وينظر: عودة حممود، أساليب االتصال

2007، وبين يونس، حممد حممود: سيكولوجيا الواقعية واالنفعاالت، عمان: دار املسرية، 24، ص. 1988والتغيري االجتماعي، اإلسكندرية: دار املعرفة اجلامعية، .40م.، ص.


ويظهر من هذه اآلية أن ، )8(و�ليدوقال البغوي: واإلشارة قد تكون �للسان و�لعني ،)7(غريمها وأصله التحرك

كان يكثر من استخدام (صلى هللا عليه وسلم)، وقد ثبت أن الرسول مسد الكالم، وأدى الرسالة نفسها الرمز سد

هذه الرسائل ويدرك معناها للتعبري عن مشاعره مما يدل على معرفته wمهيتها لغة للتواصل بينه وبني ا³تمع وقدر±ا

ريد املخاطب، كما كان املتلقي يفهم هذه اللغة، ويفقه معناها، دل على ذلك كثري من على توصيل ما ي

(رضي ، ومنها ما روى البخاري: عن أنس بن مالك (صلى هللا عليه وسلم)األحاديث اليت صحت عن الرسول

ألن )9()) يه وسلم)(صلى هللا عل أنه يقول: (( كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك يف وجه النيب هللا عنه)

الرسول عليه الصالة والسالم خيشى أن تكون هذه الريح عذا�، فتظهر بعض التغريات على وجهه الشريف، ولعل

ستـلزماته، النظر يف �عث كث عنده، وفاء للخوض يف مطالب هذا البحث، واستكماال مل

أول ما ينبغي امل

يـعقبه توضيح املقومات اليت يستند إليها، فقد تناولت الدراسات اللغوية مفهوم اللغة الصامتة الباحث على الدرس ل

من جوانب خمتلفة وما وجد يف تلك املصادر من حملات سيضطر الدارس إىل الغوص يف أعماقها القتناص بعض

دراسة تستوعب مستو£ت(اللغة من تلك اإلشارات يف حماولة للوصول إىل مفهوم حمدد ميكن على أساسه أن تقوم

أو دى املتلقي إ�ن املوقف، كالتعجب، أو االستغراب أو املسرةالصامتة)،وما يتضمن ذلك األمر من أحاسيس ل

أو التحقري، وقد وجدت اللغة الصامتة درسا عميقا يف مباحث التعبري الغضب أو احلزن أو اخلوف أو التعظيم

، فقد حوى القرآن الكرمي آ£ت كثرية تشري إىل ا هلا أن يتفهموا مدلول الكلمةضو القرآين خاصة استدعت ممن تعر

اللغة الصامتة وذلك من خالل توظيفها يف قضا£ يلمسها كل من يتدبر آ£ته فهي ألفاظ ذات طابع مجايل يف

ري، سواء أكان اجلرس والداللة والظالل فحيثما يتعرض القرآن ألي غرض من األغراض فأنه يستخدمها يف التعب

معىن جمردا، أم مدح أشخاص، أم فئات معينة، أم تبيان واقعة، أم قصة فيها عربة ألويل األلباب، أم مشهدا من

مشاهد القيامة....اخل، وقد متيز القرآن الكرمي بكثرة استعماهلا وتوظيفها يف داخل السياق ، مث أن املعىن احلاصل

عنه فنيا وبالغيا أبلغ وأوقع يف النفس من الكالم الصريح ، وكثريا ما وقع هذا يف �إلملاح اىل الشيء لدى التعبري

النظم القرآين ، فالقرآن الكرمي يبتعد أحياx عن املباشرة القولية والتحديد الصريح لألشياء يف مواقف خمصوصة

ه عن الرÒبة اليت حتدث من طول لتحريك الفكر، والبعث على التأمل فيها ، وهذه السمة الفنية يف القرآن تبعد

7 الزخمشري، حممود بن عمر، الكشاف عن حقائق التنزيل، حتقيق: عبد الرازق املهدي، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، 4\389.

8 ينظر: البغوي، احلسني بن مسعود الفراء، معامل التنزيل، دار طيبة، املدينة املنورة، 1997م 2\36. 9 البخاري، حممد بن إمساعيل البخاري، صحيح البخاري، دار الفيحاء، دمشق، 1999م.، احلديث: 1034.


،وأحاول يف هذا امليدان أن أتناول هذا املصطلح يف ضوء معطيات )10(استخدام األلفاظ يف معان حمدودة مألوفة

النص القرآين، وما ذكره أولئك الرجال من شواهد فصيحة، لتحديد مسار املصطلح، وصوال إىل أن تلك القضية

ن زوا£ متعددة، فهي حصيلة اجلهود العلمية الختصاصات متنوعة، فلم تكن حمددة قد جتاذبتها أقالم الدارسني م

ر يتناوهلايف سلك علمي معني، فاللغوي يدرسها،والبالغي ي وعامل االجتماع ،وعامل النفس يهتم Iا ،عىن Iا،واملفس

حمددا ملا يسمى (اللغة ولعل من الصعب أن يضع الباحث تعريفا ،، وكل يدلو بدلوه يف هذا املصطلحكذلك

فضال عن أن تقدير جانب كبري منها شيء نسيب خمتلف التعريفات اليت وضعها أهل اللغةوذلك لكثرة الصامتة)،

من شخص إىل آخر ومن نص إىل آخر، فحني نرجع إىل كتب اللغة القدمية اليت تناولت املصطلح جند أن هناك

ا على درجات متفاوتة يف الداللة ولكنها جتتمع يف النهاية لكي تفيد أن تعريفات كثرية للغة الصامتة قسمته

األصل يف التوحد هذا فإن . ولغا±م أجناسهم اختالف على مجيعا البشر بني بين مشرتكة لغة املقصود Iا أªا

X أيـها الناس إc خلقناكم من ذكر وأنـثى وجعلناكم شعو وقـبائل لتـعارفوا إن ((: واملنشأ ورد يف قوله تعاىل

، وال نزاع يف أن لكل قوم من العلماء اصطالحات ١٣احلجرات: ))ن اe عليم خبري أكرمكم عند اe أتـقاكم إ

خمصوصة يستعملوªا يف معان خمصوصة، إما ألªم نقلوها حبسب عرفهم إىل تلك املعاين أو ألªم استعملوها فيها

وما ذكر من مصطلحات عن اللغة الصامتة ميكن )11(ا³از شائعا، واحلقيقة مغلوبة على سبيل التجوز، مث صار

وال حيكم التفريق بني املصطلحات إال االختيار حسب ،ريق السياق الذي وردت فيه الفكرةالتفريق بينها عن ط

االتصال وظائف بعض اجلاحظ أدرك ، ولقدالذي يرغب يف إيصاله إىل املتلقيوضوح املعىن يف نفس املتفنن

من أنواع الدالالت احملققة للمعرفة مما يدلل على اهتمام علماء العرب Iذا الضرب حيث جعل ذلك الصامت

املنزلة ،اخلط :املنزلة الثانية ،اللفظ: املنزلة األوىل نظرا ألمهيته وقد أشار إليه اجلاحظ يف املنازل اخلمس وهي:

ل أو النصبة، وما يهمنا هي املنزلة الثالثة، فرأى وهي احلا :املنزلة اخلامسة العقد،: الثالثة: اإلشارة، املنزلة الرابعة

أªا يف كثري من األحيان تغين عن اللفظ إذا ما أردت أن تنقل معلومة يف جمتمع ما وال تريد ان يشعر بك أحد

عني للخطيب مثال وقتما يزاوج بني اللفظ واإلشارة يقول:(( فأما وقد أفرد اجلاحظ لإلشارة معىن خاصا فهي امل

وقد يتهدد رافع ،والسيف، و�لثوب اجب ، واملنكب إذا تباعد الشخصانشارة فباليد و�لرأس و�لعني واحلاإل

10 ينظر: عرار، مهدي أسعد: البيان بال لسان، دار الكتب العلمية، بريوت، 2007، ص. 28 ، السيد شفيع، التعبري البالغي ، القاهرة، 1977م.، ص. 16. 11 الرازي، فخر الدين احملصول، منشورات جامعة اإلمام حممد بن سعود اإلسالمية، 1980م.، 647/4، وينظر حممد الثاين بن عمر بن موسى، التقييد واإليضاح

.285ه.، 1422لقوهلم: ((ال مشاحة يف االصطالح (حبث): جملة حكمة، املدينة املنورة، السعودية،


السوط والسيف فيكون ذلك زاجرا رادعا ويكون وعيدا وحتذيرا واإلشارة واللفظ شريكان ونعم العون هي له ونعم

وبعد فهل تعدو اإلشارة أن تكون ذات صورة الرتمجان هي عنه وما أكثر ما تنوب عن اللفظ وما تغين عن اخلط

معروفة وحلية موصوفة على اختالف يف طبقا±ا وداللتها ويف اإلشارة �لطرف واحلاجب وغري ذلك من اجلوارح

مرفق كبري ومعونة حاضرة يف أمور يسرها الناس من بعض وخيفوªا من اجلليس وغري اجلليس ولوال اإلشارة مل يتفاهم

، وIا ة عند اجلاحظ أبعد من مبلغ الصوت، ومبلغ اإلشار )12(اخلاص وجلهلوا هذا الباب البتة)) الناس معىن خاص

تكون حركة فتؤدي ، وعرفوا عالقا±ا �لشيء املشار Iا إليه الن اإلشارة قدوا Øويلهايتفاهم الناس بسهولة إذا علم

لذات مؤدية فاإلشارة نظام داليل غري لفظي إذن، فهي يف اللغة مدلوال معينا، وهذا املدلول يتحصل من غري نطق

أن يف البالغيني من وغريه اجلاحظ به جاء ما الكالم هذا التواصلية، ويوافق الوظيفة وهي اللسان، مع الوظيفة

أما ،ذلك يف تعني اللسان قد بل إليه، مرسل إىل مرسل من األفكار إيصال خالل من للتواصل، مقيمة اإلشارة

الفرصة وانتهاز الداللة عنده وضوح فالبالغة البالغة، �ب من اإلشارة حسن جعل فقد الصناعتني صاحب

ميكن أن يظهر االتصال غري اللفظي األفكار املشاعر واملقاصد احلقيقية لشخص ما؛ و )13(اإلشارة وحسن

ولذلك يشار يف بعض األحيان للسلوكيات غري اللفظية ªwا تصرحيات ((ألªا ختربx عن احلالة العقلية احلقيقية

الة تنتقل إىل املستقبل، وأن وتبني األحباث أن االتصال غري اللفظي هو اجلزء األهم من أي رس ،)14(للشخص))

الرسالة غري اللفظية املنقولة غنية ومعقدة يف طبيعتها، وحتتوي على تعابري الوجه، وحركات اجلسم، واليدين،

والقدمني، ومالبس الشخص املرسل، ونظراته، وتوتره، وانفعاالته... وما إىل ذلك و يف دراسة قام Iا عامل النفس

حدد بقياس دقيق االثر الكبري الذي حتدثه اللغة الصامتة فقد أكتشف أن .م1967عام األمريكي ألربت مهرابيان

بلغة اجلسد، و جتدر اإلشارة إىل أهم % 55بنربة الصوت و % 38يكون �لكلمات و فقط من اإلتصال % 7

مزا£ االتصال غري اللفظي:

أوال: يعرب عن معلومات وجدانية، ال يعرب عنها بطريقة لفظية.

Ûنيا: االتصال غري اللفظي يعطي معلومات متصلة مبضمون الرسالة اللفظية؛ فهو ميدw xدوات لتفسري

تعبريات الوجه. ،ات اليت نسمعها، مثل: نربة الصوتالكلم

12 اجلاحظ،البيان والتبيني، دار الكتب العلمية، بريوت، 55/1 ؛ والبخالء، دار صادر، بريوت، 49/1.

13 ينظر :البيان والتبيني: 56/1 ، صليبه، مجيل، املعجم الفلسفي، بريوت، 1971م.، 86/1. 14 العسكري، أبو هالل حسن بن عبد هللا، الصناعتني، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، ص25.


.)15(ألنه غالبا ال ميكن التحكم IاÛلثا: الرسائل غري اللفظية تتميز بصدقها؛

تعريف اللغة الصامتة، ªwا: لغة غري لفظية تشمل: احلركات، اإلشارات، واإلمياءات، والتعابري وميكن

الصادرة عن أجزاء من جسم اإلنسان، يف مواقف خمتلفة. وهذه اللغة حتمل دالالت ومعاين رمزية، وتساعد على

((هي الرسائل بقوله: األمني وعرفها حممد ،)16( عليهم بطريقة إجيابية أو سلبية التواصل مع اآلخرين، والتأثري

وتشمل متعددة، قنوات عرب تداوهلا ويتم اخلمس، حواسنا عرب ونتلقاها نعيشه، الذي الكون يف املوجودة التواصلية

وسائل وتتجلى ،بنيتها ضمن من واليت تعترب اللفظية اللغة مع تتداخل اليت تلك حىت التواصلية الرسائل كل

وأوضاعه، اجلسد وهيئة اجلسد، وحركات واإلمياءات، وتعبريات الوجه، العني، سلوك عرب اللفظي غري االتصال

وترتيب الزمن، ومفهوم والوقت، والصوت، الصناعية، واملنتجات واملظهر، واملسافة، والذوق، واللمس، والشم،

وميكن أن جتمع رؤى العلماء يف املصطلح ليستنتج منها تعريف يكون اكثر )،17(واالصطناعية)) الطبيعية البيئة

توافقا مع دراستنا فيقال: ان اللغة الصامتة بطبيعتها لغة غري كالمية تشمل أساليب التواصل البشري من خالل

وهي لغة اجلسدي،، إضافة إىل التالمس واالتصال يها تعابري الوجه، ووضعيات اجلسماإلمياءات اجلسدية مبا ف

، فليست قادمة، و متداولة يف املشارق واملغارب، و معمرة و متا بعينه وال لغة معينة بل عامليةعامة الختص شعب

وقبل أن أضع القلم خامتا هذا التمهيد أود أن أقول: إن ،شعب دون غريه أو إقليم دون آخر خمصوصا Iا

صرx، فقد أفاض القدامى يف بيان مضمونه، وكان لكل واحد منهم أسلوبه مصطلح (اللغة الصامتة) مل يكن وليد ع

يف إبراز معىن املصطلح، وما ذكره احملدثون من ز£دات ال خترج يف جوهرها عما عاجله القدماء، وما اختلفوا فيه

مساء هلا ترتاوح من تعريف للمصطلح فهو يشري يف النهاية إىل مفهوم واحد هو صمت اجلوارح، وما عداها فهو أ

بني االتصال غري اللفظي ولغة اجلسدولغة البدن ولغة االشارة واللغة الصامتة واحلركات اإليضاحية و تعبريات

اجلسم وهواختالف يف التسمية ال غري، فأ£ كانت تلك احلركات والتعبريات سواء �لوجه أو اليدين أو حىت �جلسم

غة صامتة،وقد اختار الباحث مصطلح (اللغة الصامتة) ملا حيمل من دالالت كله يف طريقة اجللوس أو املشي تعد ل

15 ينظر:وليمز، أسرار لغة اجلسد،تعريب: مركز دافنشي، إبداع للنشر والتوزيع، القاهرة سوزان دينس، 2008م.، ص. 13.

16 السامل، عبد هللا عبد الكرمي، أمهية لغة اجلسم يف االتصال مع اآلخرين، جملة اإلدارة، ا³لد، 3، العددان (3 ، 4) 2001م.، ص. 11. 17 أمحد، حممد األمني موسى، االتصال غري اللفظي يف القرآن الكرمي، الشارقة دار الثقافة واإلعالم، 2003 م.، ص. 94.


لألسباب تنسجم وما يتعني أن تكون عليه فكرة املوضوع من وضوح وحتديد يتفقان ومضمون البحث، وذلك

18:تيةاآل

ن أ حني يف عليها االتفاق مت معينة wصوات عنها تعبريال مت رموز ال إ هي ما احلقيقة يف األلفاظ أن -أ

.صوت بدون صامتة بقيت الصامت االتصال رموز

منهما دون إدراك وغالبا بصمت اىل املستقبل املرسل من الرسائل تسرب الصامت االتصال يف يتم - ب

.إحساس أو

دوره احلركي بقي وإن اللفظ عن -عادة النطق حمل هو الذي- اللسان فيه يصمت اتصال أنه -ج

ولن أشغل بدقائق وتفصيالت حول مصمت، فهو أصمت يتكلم فلم لسانه إذا اعتـقل للرجل ويقال اإلشاري،

التسمية أكثر مما ذكر قاصدا لباب الفكرة، مستعينا مبا قاله علماء اللغة والتفسري والنفس واالجتماع الذين عاجلوا

الته فرب للتعرف على قاموس دال واهد يستحق أن نسعىعامل رحب حتفل مبخزون كبري من الش املوضوع فهي

ورب نظرة أصدق �لتعبري من مجل، ورمبا كان الصمت أبلغ من الكالم. إشارة أبلغ من عبارة

توظيف حركة العني املطلب األول:

Iا صامتة تنطق اجلسد لغة ويرتمجها اجلسم، على حمسوسا أثرها النفس فيظهر مكنوxت تعكس العيون

والتعبري بيانه عن األحيان من يف كثري اللسان يعجز قدكالم من النفس يف ما تبث صادقة لغة فتغدو أعضاؤه

نفسه، يف ما إخفاء اإلنسان استطاع ورمبا اجلسد، فتظهره أعضاء خجال ورمبا وخوفا، حترزا أخفاه رمبا أو ،عنه

فقد تنطق العيون �نفعاالت عينيه يتحكم أن يستطيع لن لكنه ،بزمام انفعاالته وأمسك ،حركاته ضبط وحاول

، وقد كان لتنوع حركة العني يف البيان القرآين أثر واضح يف إبراز 19حبب صادق عميق تعجز الكلمات عن بيانه

وكثريا ما «، قال األلوسي: انفعاال±م النفسية سلبا وإجيا�كثري من املعاين اليت كشفت عما يف قلوب أصحاIا، و

أساس اللغة للمبصر ، والعني20»يف القلبيعرف اإلنسان حمبه ومبغضه من خالل النظر، ويكاد النظر ينطق مبا

سرور، فرح و حياء و حب و خوف و من اآلخرين عن اليت تصدر التعبريات كل لك تنقل اليت فهي الصامتة،

.28م.، ص. 1999ال ووسائله بني النظرية والتطبيق، املكتب اجلامعي، محد غباري والسيد عطية، االتص 18 .5ينظر: العني يف الشعر العريب، ص. 19 .78، ص. 26األلوسي، أبو الفضل حممود، روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، ج.، 20


، 21كوسيلة لفهم ما يف نفوس اآلخرينلعيون للتعبري عما يف نفسه لآلخرين، و وخيانة ،واإلنسان يتعامل مع لغة ا

، النظرة وزاوية العني حركة ، وفقتواصلية وظائف تؤدي خمتلفة تعبريية أشكاال البيان القرآينالعني يف لغة وتتخذ

ومن ذلك:

أوال: دالة البكاء

ومنها الدموع اليت ،من مهوم اإلنسان يراود مما لآلخرين انطباعا يعطي تظهر ما فسيولوجية تغريات هناك

واألنف واألسارير الوجنتان Iا تنقبض والعينني الوجه يف تنهمر، واليت حتمل رسالة قوية وظفها بيان هللا بكيفية

الكرمي القرآن يف )، وقد وردت22الغلب( مقاومة عن احلزن أو العجز عند يعرض وذلك العينني من الدمع ويسيل

لذي خمتلفة من خالل السياق االتصايل اطيا±ا تعبريات يف حتمل وجاءت العني الباكية، عن حتدثت نصوص

:وردت فيه وهي

أـ تعبري الصدق:

املعاين عن البيان القراين رمبا حتدثت الدموع وxبت عن اللسان يف بيان املشاعر واألفكار فتحدث

وال على الذين (( :تعاىلهللا الكرمي ، يقول للقرآن بسماعها Øثرا العيون من املنهمرة الدموع رمستها اليت الصادقة

مع حزc أال جيدوا ما إذا ما أتـوك لتحملهم قـلت نـهم تفيض من الد لكم عليه تـولوا وأعيـ ال أجد ما أمح

ال دا اآلية يف البكاء جاء هنا تظهر النفوس على حقيقتها وتقوم اجلوارح بوظيفتها ،فقد ،٩٢التوبة: ))يـنفقون

أن شك وال هللا، سبيل يف اجلهاد يف املشاركة من متكنهم لعدم ينهم؛أع الذين فاضت البكائني هؤالء صدق على

يف يدور مبا وأنبأت عيوªم نطقت ) فهؤالء23املناسبة( هذه يف يقال أن ميكن كالم أي يفوق التأثري ما من للبكاء

و�لتايل وسعه، يف ما كل بذل حيث الصادق شدة احلزن دليل وهذا، ألسنتهم تنطق أن قبل مشاعر، من نفوسهم

اهتزت القرآن هذا من الرسول إىل أنزل ما مسعوا إذا إªم (( قطب سيد يقول ،واللوم احلرج ورفع العفو كان

ال والذي الذي مسعوه، �حلق العنيف العميق التأثر عن تعبريا �لدمع أعينهم وفاضت قلوIم، والنت مشاعرهم،

التأثر Iا يبلغ حني البشرية النفس معروفة يف حالة وهي الغزير، الدمع إال التعبري من كفاء األمر أول يف له جيدون

.126م.، ص. 1999؛ القرين، عوض بن حممد، حىت ال تكون كال، دار األندلس، جدة، 123اإلنساين، ص. ينظر: أبو عياش، االتصال 21

22 ينظر: حممد الطاهر، ابن عاشور، التحرير والتنوير، مؤسسة التاريخ، بريوت، 1420هـ 10\282. 23 ينظر: القرطيب، حممد بن أمحد، اجلامع ألحكام القرآن، حتقيق: عبد الرزاق املهدي، دار الكتاب العريب، بريوت، 2006م. 14\421.


التأثر من احلبيسة الشحنة وليطلق ,القول يؤديه ما ال ليؤدي الدمع فيفيض القول Iا يفي أن من أعلى درجة

.)24العنيف))( العميق

تعبري الكذب: -ب

هم عشاء يـبكون : ((تعاىلهللا يقول فاملتظاهر �ألمر ينكشف أمره ألهل ١٦يوسف: )) وجاءوا أ

ªهمالبصرية ولو استخدم التمثيل فإ�عشاء يبكون هذا متثيل النفعال طبيعي غريزي فطري؛ ليس م جاءوا أ

فهو يتباكى، wن يفرك عينيه، أو �يت ببعض ريقه ويقربه من عينيه، لإلنسان فيه جمال اختيار؛ ومن يريد أن يفتعله

االتصال الصامت من فكان أن يكون الضوء خافتا؛ لذلك جاؤوا أ�هم عشاء ميثلون البكاء وال يسرت ذلك إال

هو الرسالة األوىل -كما نفهم من النص القرآين–خالل استخدام لغة العيون، حيث كان البكاء بني يدي والدهم

اليت نقلوا اخلرب من خالهلا مث استخدموا لغة اإلشارة، وذلك من خالل الدم الذي جاءوا به على القميص، حماولة

قل اخلرب Iذه الصورة جيعله أكثر قوة وØثريا، فعلى الرغم من أن البكاء للتدليل على صدق دعواهم، وال شك أن ن

إال -وبغض النظر عن اقتناع سيدx يعقوب عليه السالم بذلك-مل يكن إال دموع التماسيح، وأن الدم كان كاذ�

رسالة اليت يريدون ايصاهلا، أن إخوة يوسف ما جاءوا Iذه القرائن الصامتة إال لعلمهم ªwا تدعم موقفهم وتقوي ال

البكاء وألن((انفعال كان تصنعا؛ بكاءهم أن على دليل هو إمنا العشاء بوقت وحتديده، رجوعهم وقت وبيان

هو الظلمة وقت فكان أمرهم ينكشف ال �لبكاء حىت تصنعهم إخفاء أرادوا فيه فقد لالختيار جمال ال فطري

) ، وهنا 25التصديق))( وعدم احلذر سيكون موقفهم فإن هذا التصنع اآلخرون اكتشف ما فإذا ولذلك األنسب،

م مقاهلم ولغة عيوª و حاهلم من تنجلي الكذب أمارات فكانت تنطق لغة الصمت مبا تعجز الكلمات عن بيانه

.قبل العبارات اليت تلفظوا Iا

احلزنجـ): تعبري

هم وقال X أسفى على يوسف وابـيضت عيـناه من احلزن فـهو كظيم (( تعاىل: قال )) وتـوىل عنـ

فسيدx يعقوب مل يتمالك نفسه حزx على فراق الكرمي القرآن يف احلزن مشاهد أبرز هو املشهد ، وهذا84 سفيو

هللا إىل والشكوى والبث والبكاء واهلم الكمد مع احلزن مجع فقد ابنه فذرفت عينه اليت تكلمت من دون صوت

24 قطب، سيد، يف ظالل القرآن، دار الشروق، القاهرة، 1987م.، 2\962.

25 ينظر : ، الشعراوي، التفسري، 11\6882.


فراق الصرخة احلزينة، وزاده Iذه أبدا يندبه ينساه لن من وحده ليندب الناس فاعتزل البصر ضعف عنه ونتج تعاىل

�لدموع منهما يتنفس فهو البكاء آÛر من �لقرحة وعيناه أصيبتا ،بكاء على وبكاء حزن، على حزx الثاين ولده

، )26( وأعصابه حساب جسمه على ولكن ويتجلد الغيظ يتجرع واحلسرات كما �آلهات، رئتيه من يتنفس كما

على واحلسرة لوعات األسى ±جم وهكذا (( احلزن من املرحلة هذه يصف وهو اخلطيب الكرمي عبد الشيخ وقال

وأن الدموع، قطرات تبللهما أن على عينيه أىب الدفني الذي احلزن من عيناه ابيضت لقد حىت ،الكبري الشيخ

أشرف أن أظهرت املرحلة ، وهذه)27فحمة سوادمها وأحالته رمادا))( على أتت حىت ،فيهما املشتعلة النار تطفئ

والبياض والقلب �لبكاء والعني ،((£اسفى)) بقوله مشغوال كان فاللسان الغم يف غريقة كانت اإلنسان أعضاء

الغم. ذلك وصف يف مبالغة وهذا منه، املاء خروج ميكن فال شد اململوء الذي الوعاء يشبه الذي الشديد �لغم

�نيا: دالة اخلوف

ا واألسى والصدق والكذب، احلزن مشاعر بوضوح لنا تنقل دموعها خالل من العني كانت إذا ªكذلك قادرة فإ

هو الذي حيدد لغة اخلوف من وضوحا عن الكالم، وان املوقف االتصايل تقل ال وبصورة والفزع اخلوف مشاعر إبراز على

:خالل

الذليلة التعبري `لعني - أ

،احلساب يوم املوقف بسبب هول هو إمنا اخلشوع وهذا القيامة، يوم اخلاشعة األبصار عن الكرمي القرآن حدثنا

تشر خشعا أبصارهم خيرج ((: تعاىل قال حقيقته اخلضوع ((واخلشوع ٧القمر: ))ون من األجداث كأنـهم جراد منـ

) 28سوء املعاملة))( من تشاهده ما فظيع من يف االخنفاض واخلوف جمازا به األبصار لإلنسان ووصف هيئة وهو والتذلل،

ها (( تعاىل: والذلة، وقال اخلزي من فيه هم وما القيامة يوم حال الكفار اآل£ت هذه تصور حيث وتـراهم يـعرضون عليـ

فسهم وأهليهم يـوم القيامة خاشعني من الذل يـنظرون من طر ف خفي وقال الذين آمنوا إن اخلاسرين الذين خسروا أنـ

إن املرعب إذ أو اخلطري املكان من يهرب أن اإلنسان املألوف ومن ،٤٥الشورى: ))أال إن الظالمني يف عذاب مقيم

هنا لغة صامتة من و ،العيين للهرب يضطرون العذاب ولذلك من اهلرب يستطيعون الكافرين ال ولكن صامت، فعل رد اهلرب

تصوير حال املشركني يف اليوم اآلخر، وهم يعرضون على xر جهنم ساكنني متواضعني وقد أصاIم الذل، فال يقدرونخالل

من أعينهم ميلؤون ال النظر يسرتقون أي (( اجلزائري: قالذليل، فجعل نظرهم إليها نظر اخلائف ال ،على النظر لسوء حاهلم

26 مغنية، التفسري الكاشف، 349/4.

27 خلطيب، التفسري القرآين للقرآن، 517/7؛ وينظر: نوفل، سورة يوسف دراسة حتليلية، ص. 10. 28 التحرير والتنوير، 16\1144.


اخلاسر، اإلنسان حلالةالنظر لتلك اللغة الصامتة هو اسرتاق السلوك العيين، ف)29( منها)) خوفهم النار لشدة إىل النظر

أحد يراه ال أن أمل على وخشوع، بذل أجفانه حيرك فهو تنبئ عنه، فحاله جهنم، xر على عرضه عند �هلالك تيقن الذي

.واهلوان الذل على الدالة الصامتةاللغة Iذه فيقوم جهنم، xر برؤية عينيه ميأل يستطيع أن ال أنه أو

املندهشة التعبري `لعني -بلنا قد كنا يف غفلة من (( قال تعاىل: تـرب الوعد احلق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا X ويـ هذا بل واقـ

حتسب حسابه، ومل تتوقعه، ال شيئا ترى حني �يت البصر وشخوص: ((الشعراوي يقول، ٩٧ ألنبياء:ا ))كنا ظالمني

ترى أن أردت وإذا تطرف، ترمش أو أن حىت تستطيع فال العني، على يتحرك الذي األعلى جفنك جيمد مندهشا، فتنظر

البصر ال شاخص – التكوينية وبغريزته شعور بال – فرتاه �له يف يكن مل بشيء يفاجأ شخص إىل فانظر البصر شخوص

الذين ا³رمني على وطأة أشد وهي من أهوال عظيمة، القيامة ما يف يوم هالبصر سبب والتعبري بشخوص )30))(جفنه ينزل

وال حتسنب ((هللا: يف قول واضحة الصورة كما نرى )31(أجفاªم تتحرك ال النظر يدميون تراهم يرون ما وهلول لفرط اخلوف

رهم ليـوم تشخص فيه ا يـؤخ ا يـعمل الظالمون إمن مهطعني مقنعي رءوسهم ال يـرتد إليهم طرفـهم األبصار اe غافال عم

مفتوحة عيوªم ولكن بعيوªم، يطرفون ال شاخصة، عيوªم (( تثبت الشربيين قال ٤٣- ٤٢إبراهيم: ))وأفئدتـهم هواء

) 32))(أيديهم بني ما شغلهم قد لألجفان، حتريك غري من ممدودة

الدائرة التعبري `لعني - جـ

هللا تعاىل: الشديدان فيقول يعرتيهم اخلوف والفزع وكيف احلرب، ±يأت ما إذا املنافقني حال الكرمي القرآن يصور

ال رأيت الذين يف قـلو�م ويـقول الذين آمنوا لوال نـزلت سورة فإذا أنزلت سورة حمكمة وذكر فيها القت ((

غري Òئهة بنظرات ينظرون همـنإ ٢٠)) حممد: مرض يـنظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأوىل هلم

اه يف عيوªم تستقر ال Ûبتة، احلرب من خوفا ذلك كل املوت، سكرات يعاجل كاإلنسان الذي متاما واحد اجت

م يعين مبا نظرا±م ستكشفه اخلوف هذا أن ريب ) وال33( ªم، يكشف بل عليهم، االعتماد ميكن ال جبناء أIكذ

:تعاىل قوله املعىن هذا يف جاء له، وقد املصاحبة والعالمات اخلائف، سيكولوجية إىل الكرمي القرآن حيث أشار

نـهم كالذي يـغشى علي ه من الموت فإذا ((أشحة عليكم فإذا جاء اخلوف رأيـتـهم يـنظرون إليك تدور أعيـ

29 أبو بكر, جابر بن موسى، أيسر التفاسري لكالم العلي الكبري، مكتبة العلوم واحلكم، املدينة املنورة، 2003، 4\620.

30 الشعراوي، التفسري، 2\256. 31 الرازي، التفسريالكبري، دار الكتب العلمية، طهران، 19\41؛ الزخمشري، الكشاف، 2\382.

32 الشربيين، مشس الدين حممد بن أمحد، تفسري السراج املنري، دار الكتب العلمية، بريوت، 2\149. 33 الزخمشري، الكشاف، 3 / 255.


ة على اخلري أولئك مل يـؤمنوا ف أعماهلم وكان ذلك على اe ذهب اخلوف سلقوكم �لسنة حداد أشح eأحبط ا

فهذه اآلية تبني درجة اخلوف اليت بلغها هؤالء، حىت خرست ألسنتهم ونطقت عيوªم ١٩: األحزابيسريا ))

تثري مضحكة، ذاته يف الوقت وهي ،اجلوارح متحركة املالمح، واضحة شاخصة، صورة (( وهي قطب: سيد يقول

)، وهو 34(اخلوار)) املرتعش �جلنب اخلوف يف حلظة وجوارحه أوصاله تنطق الذي اجلبان الصنف هذا من السخرية

دوران وهي ،علمية حقيقة إىل تشري الكرمية اآلية ،فهذه النفسية التعبريية �لوظيفة العينان فيه تقوم صامت، موقف

شبيها فيصري املخ مهاد منطقة يف الالواعية العصبية املراكز وختتل اإلدراك، فيبطل اخلوف، شدة من العني مقلة

فدوران ، )35( ميوت ىتح اتساعها على وتثبت حدقته، وتتسع مقلته تدور إذ املوت من عليه يغشى الذي حبالة

يف االرجتاف حركة (( إن اذ الشخصية، اتزان عدم يعكس وهذا للخوف، املصاحبة املؤملة العالمات من العينني

اال سنة العصيب اجلهاز أطباء يعرفها مل الدماغ جذع يف اإلصا�ت املرضية تصاحب اليت من العالمات وهي العني،

هي تدور اليت العني مصحوبة بعالمات الدماغ جذع يف إصابة فكل املخلوعة الدمية عني يسمونه مبا ،1959

القرآين ) فشبه اخلطاب36(املوت)) إىل سريعا تنتهي عميقة غيبوبة حالة يف خالهلا املريض يكون مميتة، إصابة

يف جمسدة حينها يف املنافقني لتبقى نظرات املوت من عليه املغشي بنظرات اآلية سياق وفق املنافقني نظرات

مو±م. إىل يفضي قد القتال ألن ، واجلنب اخلوف من قدرا كبريا ومعانيها هيئتها يف حتمل نظرات وهي األذهان،

العداء دالة�لثا:

تعبري الكراهية: )أ

عوا الذكر ويـقولون إنه لمجنون (( تعاىل: قال ))وإن يكاد الذين كفروا ليـزلقونك �بصارهم لما مس

)):وإن يكاد الذين كفروا ليـزلقونك �بصارهم (( تعاىل: وقوله مكانه، عن حناه إذا وأزلقه يقال: زلقه ٥١القلم:

العداء من على داللة فيه النص وهذا)، 37(لك هللا جعله الذي مقامك عن فيزيلونك wعينهم ليصيبونك أي

عليه هللا صلى هللا رسول إىل ينظرون كرههم وحسدهم شدة من الكفار فهؤالء واحلسد، واحلقد السخط خالل

لفعلوا، عليه القضاء من خالهلا استطاعوا فلو ساخطة من خالل موقف عيوªم االتصايل، كارهة نظرة وسلم

34 سيد قطب، يف ظالل القرآن، 5\2837.

35 الثعاليب، أبو منصور، فقه اللغة وسر العربية، ص. 86. 36 شريف، عدxن، من علم النفس القرآين، دار العلم للماليني، بريوت، 1987م.، ص. 170.

37 ابن منظور مجال الدين حممد بن مكرم ، لسان العرب، حتقيق: عامر أمحد حيدر، دار الكتب العلمية، بريوت، 10\144.


يف بعني أحدا يصيب أن أحدهم أراد إذا العرب عادة من ((وكان املاوردي: عيوªم قال من عصمه هللا ولكن

وال منه ماال أكثر وال أشجع وال منه أقوى رأيت ما îÒ فيقول ماله أو لنفسه يتعرض ثالÛ، جتوع أو ماله نفسه

ا)38( هو وماله)) فيهلك بعينه فيصيبه أحسن، يكاد لكأنه حىت والبغضاء الكراهية شدة من ذلك يكون ، وإمن

حدجوه مسعوا القرآن كلما للقرآن، كراهيتهم لشدة النيب كانوا عهد يف الكفار من كان ما يقتلك ببصره وهذا

.)39(الغيظ شدة من �كلونه يكادون عيوªم بسهام

:واللمز اهلمزتعبري )ب

وقال ١١ القلم: ))مهاز مشاء بنميم (( قال تعاىل: املعىن هذا تفيد آ£ت تعاىل هللا كتاب يف جاء

وأصله الوجه يف احتقارا وازدراء واللمز العيب �لفعل يكون اهلمزو ١اهلمزة: )) ل مهزة لمزة ويل لك (( تعاىل:

wقدار االستهانة يصور حركيا صامتا تعبريا اآلية )، وقد جسدت40( خفي كالم مع والشفة والرأس �لعني اإلشارة

وما وملز مهز املعجمية ملاديت البنية على واعتمادا اهلازئة، واحلركة الساخرة �للفتة �لقول واإلشارة، ،وكراما±م الناس

وقد فرق أهل اللغة بني اهلمز ،)41 (تعبريية حركية مساحة يتضمنان واللمز اهلمز فإن املفسرين بعض إليه ذهب

وقد استعمل القرآن )،42واللمز، قال ابن األعرايب ((اهلماز العيابون يف الغيب، واللماز املغتابون يف احلضرة))(

الكرمي اللمز دون اهلمز يف حديثه عن املنافقني وصفا±م مما يدل على أن معاين اللمز أشد وأوقع من حيث طعن

، وبذلك اقرتبت داللة اللمز إىل االفرتاء وتلفيق األ�طيل، وبني اهلمزة واللمزة ترابط املنافقني wصحاب احلق

شج يف املسلك والقصد، فاهلمزة ((وصف مشتق من اهلمز وهو أن يعيب أحد أحدا �إلشارة �لعني أو وتوا

، )43�لشدق أو �لرأس عند توليه ويقال هامز، ومهاز، وصيغة (فـعلة) تدل على متكن الوصف من املوصوف))(

ن أقدارهم، وذكرهم مبا ال حيبونه، وهي ومرجع هذه األقوال واحد وهو تعبري صامت ميثل الطعن يف الناس واحلط م

تصوير حال املتصف Iا تصويرا يتجلى فيه بلوغ املعىن يف الوصف.

الغمز جـ) تعبري

38 املاوردي، علي بن حممد، تفسري املاوردي ، دار الكتب العلمية، بريوت، 6\74.

39 الزخمشري، الكشاف، 4\148. 40 ابن عاشور، التحرير والتنوير، 30\472.

41 سيد قطب، يف ظالل القرآن، 6\3972. 42 لسان العرب، 132/15 (مهز).

43 ابن عاشور، التحرير والتنوير، 537/30.


إىل بعضهم أشار يأ القوم تغامز غمزا، ومنه يغمزه غمزه ،واجلفن واحلاجب �لعني الغمز هو اإلشارة

يغمز الكفار إªم ،٣٠املطففني: ))وإذا مروا �م يـتـغامزون (( قال تعاىل: ،)w44يديهم ( أو wعينهم بعض

، بعينيه لبعض ((يغمز بعضهم: قطب سيد وقال ،)45( واستهزاء سخرية املؤمنني واأر كلما بعيوªم بعضا بعضهم

األدب، سوء عن تكشف واطية وهي ضعيفة املؤمنني، من للسخرية بينهم متعارفة حبركة �يت أو بيده، يشري أو

األوغاد �خلجل والربكة وهؤالء وإصابتهم قلوب املؤمنني، يف االنكسار إيقاع بقصد التهذيب، من والتجرد

ض هل يـراكم من وإذا ما أنزلت سورة نظر بـعضهم إىل بـع (( )، وقال تعاىل:46( ساخرين)) عليهم يتغامزون

موقف لآلية الداليل يصور السياق ١٢٧التوبة: )) أحد مث انصرفوا صرف اe قـلوبـهم �نـهم قـوم ال يـفقهون

أعماقهم يف متور اليت املشاعر من حزمة بينهم عن النظرات تبادل ويكشف ، الكرمي القرآن نزول من املنافقني

اخندع حيث املنافقني، أسرار كشف �ملوقف االتصايل للعني الذي مرتبطة نظرا±م، تلك النظرات يف وتتجلى

منهم يتوجس فإنه عيوªم يف الغمز حلركات انتبه اإلنسان إذا وكأن التحذير، �ب من وذلك Iم؛ املؤمنني بعض

غيظا أو Iا سخرية أو هلا إنكارا �لعيون بعض تغامزوا إىل بعضهم نظر(( السعود )، قال أبو47حذره( فيأخذ شرا

يستطيعون ال حيث ونظرا±م عيوªم تكلمت تفضح أسرارهم سورة أنزلت ) فكلما48( ))خمازيهم من فيها ملا

لغة تكون نظرا±م وقد ، حمددة أفكار أو مشاعر عن تعرب حركات وكلها )49حضور املؤمنني( يف wفواههم التكلم

من أحد))، يراكم ((هل السؤال التوجيه يكون وIذا الكرمي، القرآن نزول مساع كراهة اهلرب على ليتفقوا إشارية

�فتضاح عرفوا دالالت الرعب حني طياته يف حيمل املنافقني بني فيما التغامز وهذا املنافقني، لنظرات حركيا تعبريا

النفس علم يف نصوصا وجند )،50آ£ت ( من حبقهم نزل والسخرية مما اإلنكار املؤمنني و من خوفا أمرهم

اجتاه أن الرغم وعلى ، اجتماعيا حدÛ يكون أن ما ميكن شخص نظرة اجتاه إن إذ تقدم، ما تعزز االجتماعي

.)51 بينهم( فيما األفراد سلوك يف مهم يقوم بدور أنه إال بسيطا أمرا يبدو النظرة

.4/386م.، 1988األعلمي خليل بن أمحد الفراهيدي، العني، حتقيق:مهدي املخزومي وإبراهيم السامرائي، مؤسسة 44

45 الرازي، التفسريالكبري، 101/31. 46 سيد قطب، يف ظالل القرآن، 3861/6. 47 ابن عاشور، التحرير والتنوير، 10\96.

48 أبو السعود، حممد العمادي، إرشاد العقل السليم إىل مزا£ القرآن الكرمي، دار إحياء الرتاث العريب، بريوت، 4\113. 49 الزخمشري، الكشاف، 2\222.

50 القرطيب:التفسري،7\290؛ الزخمشري، الكشاف 2\222. 51 يوليم المربت و والس المربت، علم النفس االجتماعي، ص. 76.


اليد توظيف حركة املطلب الثاين:

رسائل من خالل لغة الصمت واللغة املنطوقة حتمل فهي االتصال يف أثرا األصابع وإشارات اليد حلركة إن

وتوضحه، وقد املعىن املتلقي وجتسد إىل رسالة واحدة يف السياق القرآين، فال تنفك إحدامها عن األخرى، لتؤد£

اليد، حركات أو واإلشارات اإلمياءات وساطةب إشارات واضحة املعامل يف التعبري القرآين متثل االتصال وردت

هلا، ومتممة املنطوقة اللغة مع مرتافقة اللغة هذه تكون والفعل، وقد احلركة على اإلنسان قدرة يقوم على وأساسه

فقد ، واحدة بداللة لألصابع أو للكفني احلركة الواحدة ربط الصعب ومن املرادة، إيصال املعلومة يف مستقلة أو

يرتبط الكفني الداليل للغة االتساع ولعل ، االتصايلالسياق حيددها شىت دالالت للكفني الواحدة احلركة تؤدي

البشري اجلسم يف الوحيد واجلزء ، امتداد الدماغ أداة هي اليد أن وذلك ، والدماغ الكفني بني العصبية �لعالئق

عن التواصل واللغة الصامتة اليدوية تنمي ،)52(اخلارجي العامل املميزة مع والرابطة العينني، حتت دوما يكون الذي

على يتعارفون الذين األعمال أصحاب لدى أو والصاخبة، املكتظة يف األماكن أو املنظورة، املسافات يف بعد

هذه ألن ،)53(الر£ضية الفرق عند وكذلك احلديث، أثناء يف غريهم عن قصدهم بغية إخفاء معينة إشارات

أو مقصودة حركات كانت سواء وردود الفعل، والعواطف واالنفعاالت املشاعر عن بليغا تعبريا تعرب إمنا احلركات

متثله وما اللغة، هلذه متثيل من العظيم هللا كتاب يف جاء ما هو املطلب هذا يف خيصنا والذي، )54( مقصودة غري

الدالالت: ،ومن تلكاملوقف االتصايل ومفاهيم، يعني على إبرازها من معان

دالة الندم: -1

التقليب - أ

وأحيط بثمره فأصبح يـقلب كفيه على ما أنـفق فيها وهي خاوية على عروشها ويـقول (( قال تعاىل:

تين مل أشرك ب فإن واحلسرة الندم عن كناية (( الرازي: يقول كما الكفني وتقليب ٤٢الكهف: )) ريب أحداX ليـ

أحاط لقد) 55( ))األخرى على إحدامها ميسح وقد ،األخرى على يديه إحدى يصفق حسرته عظمت من

اآلخر يفهم ) وهي إشارة56وحسرة( ندما ببعض بعضهما ويضرب كفيه يقلب جعله ومثره ،مما الكافر جبنة اهلالك

52 ينظر: �كو نتايل، لغة اإلشارات، (ترمجة : مسري شيخاين) ص. 42.

53 حممد األمني موسى، االتصال غري اللفظي يف القرآن الكرمي، ص. 22. 54 عبدهللا عوده، أدب الكالم، ص. 122.

55 ينظر: الرازي، التفسري الكبري، 21\109. 56 ينظر: الزخمشري، الكشاف، 15\410.


اآلخرون عنك يتخلى ومؤازرة او نصرة األعوان حولك ألن يلتف مدعاة يكون قد وهذا وندما، حسرة منها

اجلنتني صاحب من كان كالذي متاما حسرتك، قبل حولك من مع أنت سلوكك على ذلك يعتمد .وحيدا لتبقى

:التعبري من نوعني السياق xصر ويتضمن من له يكن ومل رزقه، فمحق هللا، بنعمة كفر إنه حيث

،يقلب كفيه)) (( :تعاىل قوله يف يدوي حركي تعبري -1

أحدا)). بريب شرك أ مل ليتين £ (( ويقول :بقوله تعبري لفظي -2

النفسي السياق بداللة بل فحسب الرتكييب السياق بداللة ال يسبق التعبري القويل اليدوي والتعبري

مشهد العني نقلت فقد القويل، الفعل قبل فسيولوجي تفاعل إىل أفضى دمار البستان مشهد إن إذ كذلك؛

السلوك قبل يظهر اليدين احلركي فسلوك الكفني، بتقليب جتسد فسيولوجيا أمرا أصدر الذي إىل الدماغ الدمار

موافقة فسيولوجية مع عمليات تتفاعل اليت حبواسنا وغريمها والسمعية البصرية املشاهد نستقبل إننا إذ اللغوي،

داللة وتتفق، الفسيولوجي والتفاعل مناسب للحواس قويل بفن شاهدxه عما نعرب مث املؤثرة املشاهد لطبيعة

حركة فإن تقدم مبا ) واستئناسا57البستان( ما أصاب على الندم تصور الداللتني فكال والقويل، احلركي التعبريين

كثافة السياق حيوي هذا يف اليدوي احلركي التعبري ويبدوأن احلركة �ختالف داللتها صامتة ختتلف لغة اليدين

احلركي الوصف فيكون ... كالم أو مسد كلمة يسد مما اجلسدية احلركة تغدو إذ القويل التعبري يف تتوافر ال داللية

.)58االعتياض( مبدأ على قائما الشريف سياقه يف

العض -ب

٢٧الفرقان: )) ول سبيالويـوم يـعض الظامل على يديه يـقول X ليـتين اختذت مع الرس (( :قال تعاىل

املبني، احلق من هللا من عند به جاء وما الرسول طريق فارق الذي الظامل ندم عن تعاىل خيرب (( كثري: ابن يقول

وعض الندم، ينفعه ال حيث ندم القيامة يوم كان فإذا الرسول، سبيل غري أخرى طريقا وسلك فيه، مرية ال الذي

وهذا التعبري الصامت حيتاج إىل Øمل فهو كناية عن شدة الندامة وفرط التحسر ، )59وأسفا))( حسرة يديه على

قد ،إن املوقف الذي يعيشه هذا ا³رمفلم يقل القرآن ( يعض أصابعه ) أو( يعض يده ) بل قال ( يعض يديه )

وهو ،موغلة يف االضطرابعر نفسية تتملكه مشا ،فهو يعيش وسط مشهد مهيب ،أحدث هلعا عظيما يف نفسه

57 ينظر: وليم المربت، علم النفس االجتماعي، ص. 178. 58 ينظر: مهدي عرار، البيان بال لسان، ص. 197.

59 ابن كثري، تفسري القرآن العظيم، 3\108.


فهو قد عض يديه معا هلول ما يرى كذلك فإن القرآن الكرمي ،رى ويشاهد, �ت ال يشعر مبا يعملهلول ما ي

بل يتكرر منه ،فهو مل يعض يديه مرة واحدة فقط ،يعض ) الذي يفيد التجدد والتكراراستخدم الفعل املضارع (

كما إنه معروف أن شىء من العض بسبب ما يرى من أهوال يوم القيامة وهو ينسى األمل النا ،العض لديه ويتجدد

ألن اهلول العظيم الذي يعيشونه داخل ،ة ا³رمني ال يشعرون Iذا االمللكن هؤالء العصا ،العض حيدث أملا

عند هذا ويبدو ان التعبري اليدوي سبق التعبري القويل ،قد انساهم شعورهم �ألمل ،لقيامةأنفسهم من مشاهد يوم ا

الندم من ما يعانيه لشدة بينهما جيمع أو وتلك، هذه بني يداول هو إمنا عليها يعض واحدة يد تكفيه فالالظامل

،)60( جتسيما فيجسمها نفسية حالة إىل Iا يرمز معهودة حركة اليدين، وهي على عضه يف املتمثل الالذع

wن عظيما، مبلغا واحلسرة الندم بلغ به شخص حال عن صامتةلغة لنا ترسم أيدينا بني اليت اآلية أن والظاهر

على الشديد ندمه بسبب القيامة، يومبائسة ال حالته النفسية على داللة وذلك عليهما، ويعض فمه يف يديه يضع

.والظلم الكفر يف طريق سريه وبسبب وأهله، للحق اتباعه عدم

دالة البسط -2

الطلب - أ

يه إىل له دعوة احلق والذين يدعون من دونه ال يستجيبون هلم بشيء إال كباسط كف (( :قال تعاىل

لغ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إال يف ضالل عملتـ يس قد والكف اليد وبسط ١٤: الرعد ))الماء ليـبـ

اعي أي ب،ل للط ليبلغ املاء يدعو الذي كالظمآن هللا، دون من إهلا يدعو فالذي )61 (ليجيبه إليه يومئ املاء كالد

وما له، يستجيب ال املاء ألن أبدا، �تيه فال بيده إليه ويشري بلسانه، عليه يقدر وال تناوله يريد بعيد، من إىل فيه

وهي اليت حتق، اليت وهي احلق، هي واحدة فدعوة الهف، جاهد متحرك xطق هنا إليه واملشهد ببالغ املاء

عداها وما �طل وما عداها ه، وهدا ورمحته عونه وطلب عليه واالعتماد إليه والتوجه هللا دعوة إªا تستجاب

ذراعيه ميد ظمآن ملهوف منهم واحد هذا الشركاء انظروا من لغريه الداعني حال ترون أال .هباء عداها وما ضائع

واللهفة اجلهد بعد ببالغه، هو وما يبلغه، فال فاه ليبلغ املاء �لدعاء، يطلب يلهث مفتوح وفمه كفيه، ويبسط

. )62(الشركاء يدعون حني الواحد �î الكافرين دعاء وكذلك والعناء،


61 الزبيدي، حممد مرتضى احلسيين Òج العروس، حتقيق: عبد العليم الطحاوي، دار اهلداية، 1976م.، 144/19. 62 سيد قطب، يف ظالل القرآن، 4\2051.


البطش -ب

X أيـها الذين آمنوا اذكروا نعمت اe عليكم إذ (( :قال تعاىل :منها آية، من أكثر املعىن هذا على دل

املائدة: ))أيديـهم فكف أيديـهم عنكم واتـقوا اe وعلى اe فـليـتـوكل المؤمنون هم قـوم أن يـبسطوا إليكم

وقال عز ٢٨املائدة: ))لئن بسطت إيل يدك لتـقتـلين ما أc بباسط يدي إليك ألقـتـلك (( وقال تعاىل:١١

لسوء وودوا لو (( :وجل قفوكم يكونوا لكم أعداء ويـبسطوا إليكم أيديـهم وألسنـتـهم ))تكفرون إن يـثـ

إليكم يبسطون ((الزخمشري: قال )63(البطش معىن على للداللة السابقة اآل£ت يف اليد بسط جاء ٢املمتحنة:

واإلحلاح، السياق، يف العنف عن عبارة وهذه من أجسادكم إلينا أخرجوها أرواحكم هاتوا :يقولون أيديهم

احلق، عليه من إىل يده يبسط املسلط الغرمي فعل Iم يفعلون وإªم تنفيس وإمهال، غري من اإلرهاق، يف والتشديد

من أنزعه حىت مكاين، أرمي وال الساعة، عليك يل ما إيل أخر له ويقول ميهله، وال يف املطالبة عليه ويعنف

يكون Iا ألنه �لتحديد استخدام لغة اليد جاء ،)64(�لعذاب)) عليهم أيديهم �سطو معناه :وقيل أحداقك

يفوق ما السامع يف التأثري عمق من حتمل هذه اآل£ت يف استخدمت اليت اليد احلقيقة وحركة على والقتل البطش

اآلخر املعنوي التعبري ذلك من حيوية أكثر وكفها، األيدي بسط حركة اذ إن لذلك املعنوي الوصف حيمله قد ما

هذا كان لو كما يف التعبري؛ الكاملة الشحنة تطلق الطريقة هذه ألن واحلركة؛ الصورة طريقة يتبع القرآين والتعبري

.)65 (املتحركة احلية صور±ا يف هلا عنها مربزا يعرب اليت احلسية للواقعة مصاحبا األوىل؛ للمرة يطلق التعبري

تعبري الغيظ -3

لكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا (( :قال تعاىل وإذا ها أنـتم أوالء حتبونـهم وال حيبونكم وتـؤمنون

، يف ١١٩ آل عمران: ))خلوا عضوا عليكم األcمل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن اe عليم بذات الصدور

:تعبريان هذا النص

.آمنا)) قالوا لقوكم ((وإذا املتمثل يف قوله تعاىل: :التعبري الكالمي -1

عليكم األcمل من الغيظ)). عضوا ((وإذا خلوا :يف قوله تعاىل املتمثل التعبري الصامت: -2

63 اآللوسي: روح املعاين، 6 \145. 64 اجلزائري، أيسر التفاسري، 45/5.



حالة ويف ،التعبري الكالمي بوساطة اإلميان �دعاء والنفاق الكذب يكون واملواجهة اللقاء حالة ففي

الناس من كثري تعبري صامت يلجأ األصابع وهو عض بوساطة املؤمنني من والغيظ الكفر يكون والغياب الفراق

لكن األمل، يسبب األصبع ((فعض :الشعراوي يقول الغيظ حنو خمتلفة، انفعالية مواقف يف أصابعهم عض إىل

وال ،)66(االنفعال)) يف وخلل اضطراب نتيجة قسرية كمسألة األصابع عض إىل اإلنسان يدفع �لغيظ االمتالء

للتعبري املنافقون أن ينطقه ميكن لغوي تركيب أي عنها يعجز داللية كثافة ذو املضمر اللغوي اخلطاب أن خيفى

التعبري يغيب وملاذا ؟ االنفعالية املواقف من كثري يف األxمل عض إىل يلجأ ملاذا ولكن. وغيظهم كفرهم عن

أن يف خالف وال ،املواقف االنفعالية يف لألxمل العصبية �لوظيفة تتعلق اإلجابة أن يبدو ذا±ا؟ املواقف يف اللغوي

حميطه مع الفكرية تفاعالته وعن عن انفعاالته اإلنسان يعرب إذ تفاعل، أو النفعال استجابة هو اللغوي التعبري

القرطيب جتلياته يقول من واحد األxمل وعض ،اجلسمي التعبري معينة إىل مواقف يف يلجأ ولكنه والفكري، املادي

.)67تغيريه))( على يقدر ال ما به نزل أو عليه، يقدر ال ما فاته الذي املغضب فعل من األxمل وعض ((

اخلوف: تعبري -4

حالة يف السلوك وحيدث هذا ، األذن يف اإلصبع وضع واإلÛرة االنفعال عن النامجة التعابري الصامتة من

أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبـرق جيعلون أصابعهم يف آذا§م من (( تعاىل: قوله من خالل اخلوف

لكافرين األصبع يف األذن لكفها عن اذ إن وضع رأس١٩ البقرة: )) الصواعق حذر الموت واe حميط

أصابعهم يف عن مساع األصوات القوية الشديدة املزعجة، إذ إªم يبالغون يف إدخال السماع حيمل داللة االمتناع

السبابة، أن املعهود إدخال إىل اآللوسي وذهب )،68آذاªم فوق العادة املعتادة يف ذلك فرارا من شدة الصوت(

يضع أن املألوف ومن، )69املسلك املعهود( يسلكون وال كانت إصبع أي يدخلون دهشتهم فرط من فكأªم

مدمر، خميف صوت مساع يرتقب حينما صوت مدو أو مسمعه إىل يتناهى حينما أذنه يف إصبعه طرف اإلنسان

يصدر فهل ،الرعد من �ت ومل الصواعق، من جاء املخيف الصوت املدوي مصدر أن اآلية يف الالفت ولكن

أم الرعد املدوي صوت األذن، يف اإلصبع وضع إىل الدافع ،وما الصواعق من أم الرعد من املدوي املخيف الصوت

66 الشعراوي، التفسري، 3\1417.

67 القرطيب: اجلامع ألحكام القرآن، 4\280. 68 ينظر: االنتصاف حباشية الكشاف، 91/1.

69ا اآللوسي: روح املعاين، 1\ 279.


من اآلية يف اخلوف وسياق جهة ورعد من صعق ملاديت املعجمية البنية يف التأمل إن احلارقة؟ الصاعقة من اخلوف

الرعد عناصر اجتماع عن xجم آذاªم يف أصابعهم وضع دفعهم إىل الذي اخلوف سبب أن إىل يفضي أخرى جهة

صوت ومساع حالة احلرب يف والسيما ،املواقف بعض يف الناس إليه يلجأ غريزي سلوك وهو ، والصاعقة والربق

حيميهم االنفجار وصول صوت منع أن منهم ظنا آذاªم óغالق اللغة الصامتة املتمثلةإىل الناس فيسارع انفجار،

).70املوت( من

تعبري الكراهية: -5

غفر هلم (( :تعاىل احلركي من خالل قولهتتمثل �لتعبري الكراهية حالة جعلوا وإين كلما دعوتـهم لتـ

موقفهم فقد عرب قوم نوح عن ٧نوح: ))استكبارا واستكبـروا وأصروا واستـغشوا ثيابـهم أصابعهم يف آذا§م

الرافض هلذه الدعوة، حبركات وإشارات تدل داللة واضحة، ليس على رفض الدعوة وحسب بل على عدم

للكالم، االستماع كراهية على �إلصبع األذن إغالق داللة تقتصر االستعداد لسماعها من نوح عليه السالم فال

عجزهم يعري الكالم فكأن املتكلم، على دللر والرباهني �ألدلة اإلتيان عن السامع على عجز كذلك تدل فهي

االستماع لدعوة احلق، املتكلم كراهية على األذن إغالق يدل كما آذاªم، سد إىل فيلجؤون ضعفهم ويكشف

، وقد تكون كراهة النظر إىل وجه من ينصحه)71( ((سدوا مسامعهم عن استماع الدعوة)) :قال الزخمشري

إىل ليصل وحتني الفرصة مواجهة، واجههم الداعي ألن الفرار، يستطيعوا مل فإذا ((: قطب سيد ويرشده، يقول

الضالل، على وأصروا عليه أنظارهم، تقع أن وكرهوا أمساعهم، إىل صوته يصل أن كرهوا بدعوته، أمساعهم

ليبلغهم فرصة كل وحتني الدعوة، على الداعية صورة إلصرار وهي واهلدى، احلق لصوت االستجابة عن واستكربوا

يف األصابع وضع يف تربز العنيدة، البشرية الطفولة مالمح ثنا£ها من الضالل، تربز على هم وإصرارهم إ£ها؛

هذه ويعزز ،)72( ))الكامل الطفويل العناد صورة بكلماته يرسم والتعبري �لثياب، والوجوه وسرت الرؤوس اآلذان،

.73 الدعوة كراهة فرط من إليه كراهة النظر يروه لئال الثاين احلركي التعبري الداللة

املبحث الثالث: توظيف حركة الرأس

70 ينظر : مارى كالدابوت و رينيه شوشول، الضوضاء، ترمجة : xدية اجلندي وxجي مسري شحاتة، دار املستقبل العريب، القاهرة، ص. 27.

71 الزخمشري، الكشاف، 604/4. 72 سيد قطب، يف ظالل القرآن، 6\3712.

73 اآللوسي: روح املعاين، 123/29.


حركات الرأس متثل لغة صامتة فهي وسيلة من وسائل االتصال والتفاعل االجتماعي بني البشر، ولقد

تعددة، كالتويل أبرز القرآن الكرمي عن طريق تنوع حركات الرأس سواء يف الدنيا أو يف اآلخرة كثريا من املعاين امل

، فقد يغدو الرأس لساx فصيحا يف )74(واإلعراض عن مساع احلق، والغضب، والذل واالنكسار والتعجب وغريه

سياق اتصايل لنص ما ورمبا اكثر تعبريا منه من خالل املسلك والقصد وقد تعددت الدالالت اليت تغين عن اللفظ

وتقوم مقامه واليت وظفها البيان القرآين بدالالت خمتلفة ومتنوعة، وقد اخرتت منها ما �يت:

أوال: داللة الذل

عن الذل الذي حيصل لإلنسان يوم القيامة نذكر منها ما �يت: يف القرآن آ£ت تعرب

تنكيس الرأس: -1

ولو تـرى إذ المجرمون cكسو (( تعاىل: وهذا هو حال ا³رمني يوم القيامة كما حيكيه القرآن يف قوله

عنا فارجعنا نـعمل صاحلا إc موقنون التنكيس يف اللغة من ،١٢السجدة: )) رءوسهم عند ر�م ربـنا أبصرc ومس

ونكس رأسه أماله ونكسته تـنكيسا، النكس قلب الشيء على رأسه نكسه ينكسه نكسا فانـتكس، "(نكس)

)" ، وتنكيس الرأس حيمل يف طياته تعبريات الذل من )75والناكس املطأطئ رأسه ونكس رأسه إذا طأطأه من ذل

م يف حق نفسه؛ ألنه مل خيرت هلا طريق اإلميان، وتركها ترتدى يف خالل تلك الصورة املعربة عن ذلك اإلنسان ا³ر

)،76محأة الكفر والضالل، حىت إذا لقي ربه شعر �خلزي والندم، واعرتف �خلطأ، وطأطأ رأسه ذال وانكسارا، (

، وإعالن اليقني مبا شكوا ه مشهد اخلزي واالعرتاف �خلطيئة، واإلقرار �حلق الذي جحدوه((إن قال سيد قطب:

، وطلب العودة إىل األرض إلصالح ما فات يف احلياة األوىل وهم xكسو رؤوسهم خجال وخز£ (عند رIم) فيه

الذي كانوا يكفرون بلقائه يف الدنيا ولكن هذا كله جييء بعد فوات األوان حيث ال جيدي اعرتاف وال

تظهر من خالل تنكيس الرأس هلا Øثريها يف اآلخرين حيث قد يؤدي وهذه التعبريات واملشاعر اليت )،77إعالن))(

)، كما أن إظهار اآلية حلال ا³رمني يوم القيامة وتنكيس رؤوسهم 78تنكيس رأسك للشماتة ممن xصبته العداء(

قيامة، ((وال ريب أن إمنا هو إشارة ترهيب وحتذير للناس، مبا يؤدي إىل تغيري السلوك مبا جينبهم هذا املوقف يوم ال

74 ينظر: أبو عرقوب، االتصال اإلنساين، ص. 30.

75 ينظر: الزبيدي، Òج العروس، 16\576. 76ينظر: املاوردي، التفسري، 4\359.

.5/2811سيد قطب، يف ظالل القرآن، 77 .243\3ينظر: الزخمشري، الكشاف، 78


، سواء ما كان فيهما من هلا كل خري، وأن حيميها من كل شرغريزة حب اإلنسان لنفسه تدفعه إىل أن حيقق

عاجل، وما كان من آجل، ومن هنا حترص النفوس املوفقة على وعي هداية القرآن، وهدي الرسول، وتعمل

ا مصروفة عن هذه السعادة جاهدة على أن حتفظ منهما ما وسعها اإلمكان أما ªالنفوس الضالة املخذولة فإ

بصوارف اهلوى والشهوة، أو حمجوبة عن هذا املقام حبجاب التعصب، واجلمود على الفتنة، أو مرتطمة بظالم

فالصمت هنا محل من الدالالت ماال حيمله الكالم، هذه الدالالت ،)79اجلهل يف أوحال الضالل والنكال))(

طيع أن تتفكر فيها حني تدرك أن القصد ليس إلقاء عبارات يف اهلواء، مث املضي قدما دون أن يلوي على تست

شيء، بل القصد توصيل رسالة ذات مالمح حمددة، وهذه الرسالة ال يستطيع اللفظ وال املقام ساعتها أن يتحملها

ألن املقام مشحون �لتوتر.

رفع الرأس -2

اىل مصورا حال الظاملني يف صورة تفيض �هلول والرعب تنفريا من الكفر وترهيبا منهيقول هللا تبارك وتع

يصور القرآن يف هذا ، ٤٣إبراهيم: ))مهطعني مقنعي رءوسهم ال يـرتد إليهم طرفـهم وأفئدتـهم هواء ((

صورة �لغة -السياق بعد بيان عدم غفلة هللا تعاىل عما يعمله الظاملون، وبيان أن عاقبة ظلمهم العذاب ال الغفلة

الشدة واخلوف من خالل لغة صامتة معربة لإلنسان الظامل يوم القيامة وقد أقبل مسرعا خائفا، ومد عنقه وصوب

يرفعه عنه، وأخذ ينظر إليه يف ذل وخشوع، قال صاحب التفسري امليسر: "يوم رأسه، وأقبل على الشيء ببصره فلم

يقوم الظاملون من قبورهم مسرعني إلجابة الداعي رافعي رؤوسهم ال يبصرون شيئا هلول املوقف، وقلوIم خالية ليس

لنا أنه جمرب على ولقد جاءت هذه اللغة الصامتة لتبني )،80(ثرة اخلوف والوجل من هول ما ترى"فيها شيء؛ لك

ع: الذي يرفع قن ال يشتهيه، قال األزهري: "املرفع رأسه وفتح عينيه، لريى ما ال حيب أن يراه، وأنه مسرع إىل مصري

ع رفع )، وقال الرازي:(( واإلقنا 81خشوع" ( و يف ذل. قال: واإلقناع: رفع الرأس. والنظر رأسه ينظر يف ذل

فقوله مقنعي رءوسهم أي رافعي رؤوسهم، واملعىن: أن املعتاد فيمن يشاهد البالء .الرأس، والنظر يف ذل وخشوع

79 حممد عبد العظيم الزرقاين، مناهل العرفان يف علوم القرآن، ختريج: أمحد مشس الدين، دار الكتب العلمية، بريوت، 1996م.، ص. 307.

80 التفسري امليسر، ص. 261. 81 األزهري، أبو منصور حممد بن أمحد، ±ذيب اللغة، حتقيق: حممد عوض، بريوت 1\172.


وإقناع )))،82أنه يطرق رأسه عنه لكي ال يراه، فبني تعاىل أن حاهلم خبالف هذا املعتاد وأªم يرفعون رؤوسهم (

ا هو تعبري عن: الرأس رفعه، ورفع الرأس يف هذه اآلية إمن

الذل -1

شدة الفزع والذعر من هول املوقف وشدته -2

سلب اإلرادة -3

ا هي إشارات ترهيب يفهمها اللبيب فيجتنب وهذه التعبريات الثالث املستنبطة من رفع الرأس، إمن

نواهي هللا لينجو بنفسه من ذلك املوقف ومعاxته وقد يكون حلركة رفع الرأس مضمون آخر هو اإلنكار والتعجب

)، وقد تواىل يف هذه 83ا يدفع الشخص املقابل ملزيد من التوضيح أو التفسري أو حىت تغيري املسار قوال أو فعال (مب

اآلية عدد من صور الصمت للداللة على الذل واالنكسار والذهول واالستسالم الناجتة عن اهلول والرعب يوم

، فهذا اإلنسان الظامل يكون بصره يوم القيامة ذه احلركات املتواليةالظاملني Iالقيامة اليت رمسها التعبري القرآين هلؤالء

شاخصا وميشي بسرعة، ورأسه مرفوع، وعيناه مفتوحتان ال يستطيع إغالقهما، �لرغم من أن احلال تتطلب غري

ذلك، إال أن كل ما حيصل معه كان رغما عنه.

�نيا: داللة التعجب

قل ((جاءت هذه احلركة يف القرآن الكرمي يف خطاب كفار قريش يف إنكارهم للبعث يف قوله تعاىل:

قل الذي فطركم أول مرة أو خلقا مما يكبـر يف صدوركم فسيـقولون من يعيدc كونوا حجارة أو حديدا

نغضون إليك رءوسهم ويـقولون مىت هو قل عسى أن يكون قريبا ، جاؤوا Iذه ٥١ - ٥٠اإلسراء: )) فسيـ

ا �لقائل حيث اللغة الصامتة وهي هز الرأس وحتريكه ليشككوا مبا يسمعون، ويستبعدوا حصول ذلك، ويستهزئو

) حينما كان 84تنقل هذه اآلية مشهدا من مشاهد تعجب الكفار الذين كانوا يهزون رؤوسهم وحيركوªا تعجبا (

الرسول صلى هللا عليه وسلم خيربهم wن هللا القادر على البدء قادر على اإلعادة وأصل النغض: حتريك الرأس من

نغض الشيء وأنغض، حترك واضطرب. وأنغضه هو أي : " منظورأعلى إىل أسفل أو العكس حنو الغري، قال ابن

82 ينظر الرازي، التفسري الكبري، 17\32. 83 ينظر الشعراوي، التفسري، 12\7597.

84 جالل الدين احمللي وجالل الدين السيوطي، تفسري اجلاللني، دار ابن كثري، اململكة العربية السعودية، ص. 287.


ب من الشيء ( ه هو وهذا الذي قاال ،قال ابن عباس وقتادة: حيركوªا استهزاء: ") وقال ابن كثري85حركه كاملتعج

، وتقول )86ألن اإلنغاض هو التحرك من أسفل إىل أعلى أو من أعلى إىل أسفل"( ،الذي تعرفه العرب من لغا±ا

حدثت فالx فأنغض رأسه: حركه إىل فوق وإىل أسفل يفعل ذلك إنكارا ملا حدثته به، أو تعجبا منه، أو استهزاء

وسخرية مبا مسع والتصوير يف هذه اآلية يربز أمرين أوهلما صورة اهلوان هلؤالء الكفار أمام هذه احلجج الدامغة

يكون عليها حاهلم وهم ينظرون إىل الرسول صلى هللا عليه وسلم وحيركون وÛنيهما: صورة االستهزاء والسخرية اليت

. سفل استنكارا لقوله واستهزاء بهرؤوسهم من أعلى إىل أ

�لثا: داللة اإلعراض

عندما يرفض اإلنسان موقفا أو حكما أو توجيها أو إرشادا فإنه يلوي رأسه إعراضا وصدودا واستكبارا

وإذا قيل هلم (( تعبري الفريد تصويرا حلال املنافقني Iذه اللغة الصامتة من خالل قوله تعاىل:واستهزاء، فجاء هذا ال

غفر لكم رسول اe لووا رءوسهم ورأيـتـهم يصدون وهم مستكربون تـعالوا ولوي: الالم ، ٥املنافقون: ))يستـ

وهذه اآلية ) 87( والواو والياء اصل صحيح، يدل على إمالة للشيء يقال: لوى يده يلويها ولوى برأسه: أماله

الكرمية إمنا تبني شدة ما يف قلوب املنافقني من احلقد على اإلسالم حبيث مل يستطيعوا إخفاءه فظهر من خالل

إمالة الرأس، ولذلك جاء الفعل مشددا للمبالغة، ولقد كان اإلعراض واالستكبار واضحا يف حركة رؤوسهم بدليل

ذ إن رؤوس الكفر إذا دعوا إ، )88، لكنهم أبوا ذلك(ر إىل رسول هللالالعتذاأن املؤمنني من أقارIم حاولوا معهم

يف التفسري امليسر: "وإذا قيل هلؤالء املنافقني: أقبلوا )، و 89( إىل هللا ورسوله رأيتهم يلوون أعناقهم إعراضا وتكربا

ا بدر منكم من سيئ القول وسفه احلديث، يستغفر لكم رسول هللا ويسأل هللا لكم املغفرة Òئبني معتذرين عم

يعرضون عنك، وهم -أيها الرسول–والعفو عن ذنوبكم، أمالوا رؤوسهم وحركوها استهزاء واستكبارا، وأبصر±م

ويشخص التصوير حبركة يل الرؤوس يف هذه اآلية الكرمية لغة .)90(ون عن االمتثال ملا طلب منهم"مستكرب

85 ابن منظور، لسان العرب، 7\238.

86 ابن كثري، تفسري القرآن العظيم، 3\58. 87 ابن فارس، مقاييس اللغة، 5\218.

88 ينظر: البقاعي، نظم الدرر، 7\610. 89 ينظر: الطربي، جامع البيان، 17\144.

90 التفسري امليسر، إعداد خنبة من العلماء óشراف صاحل بن عبد العزيز آل الشيخ، 2009م.، ص. 555.


بيان بشاعة إعراضهم، وإظهار الزراية Iم والسخرية منهم وال خيفى ما يف صامتة لصورة قبيحة للمنافقني، قصد Iا

هذا التعبري من الكناية عن التكرب واإلعراض.

رابعا: داللة االنكسار

يسعى التعبري القرآين من خالل التصوير �حلركة الصامتة إىل إبراز هذه الصورة املرعبة كأªا واقع مشهود

، ومع أن التعبري حبركة نكس الرؤوس كناية عن االنكسار فهو حيمل يف طياته مع االعرتاف يتابعه السامع بعينيه

�خلطيئة واإلقرار �حلق الذي جحدوه، والشعور �لعجز فهم كالعاجز الذي نراه حني يفقده ما هو فيه من الرعب

قام أثرا �لغا يف فهم هذه الداللة واهلول يطامن برأسه إىل األرض ذال وانكسارا وندما، وال شك أن للسياق وامل

ويتجلى ذلك فيما حدث لقوم إبراهيم عليه السالم حني كسر إبراهيم مجيع أصنامهم، وعلق الفأس يف رقبة

حني ،63األنبياء: ))نطقون قال بل فـعله كبريهم هذا فاسألوهم إن كانوا يـ ((كبريهم، فلما سألوه عن الفاعل،

ذلك أطرقوا برؤوسهم؛ ألªم أحسوا ªwم على خطأ، وأنه على صواب، وأن هذه األصنام اليت ال تدافع عن نفسها

مث نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤالء يـنطقون ((: ليست جديرة wن تعبد من دون هللا، قال تعاىل

رأسه طأطئاملوالنكس: قلب الشيء على رأسه. ويف التنزيل xكسو رؤوسهم عند رIم. والناكس: 65األنبياء: ))

): (( قلبوا على رؤوسهم حقيقة لفرط إطراقهم خجال 92قال الزخمشري(و )91ل (ذ و نكس رأسه، إذا طأطأه من

يقول القرطيب: نكسوا على رؤوسهم أي ردوا على ما كانوا عليه يف أول و وانكسارا واخنزاال مما Iتهم به إبراهيم))

اللغة الصامتة يف اآلية األوىل جاءت ) و 93(ال: أدركهم الشقاء فعادوا إىل كفرهم"األمر. وكذا قال ابن عباس. ق

على سبيل الكناية للداللة على االرتداد عن الرأي الصواب والعودة إىل الكفر بعد وضوح احلق هلم، وعدم قدر±م

على إثبات صدق معتقدهم.

املطلب الرابع: توظيف حركة الرجل:

ضية حركة الرجل عناية جليلة، ووجهنا إىل فهمها يف آ£ت عدة، Òرة أمرا، وÒرة اعتىن القرآن الكرمي بق

على حثا، وÒرة حتفيزا لنا من خالل بيان اشتماهلا على كثري من املعاين والدقائق يف البيان والنظم مبا يوجب

حيث ورد يف كتاب هللا تعاىل آ£ت كثرية تتكلم عن لغة الرجل، فقد جاء يف اآل£ت الباحثني اجتالءها وتدبرها،

91 ابن منظور، لسان العرب، 6\241.

92 الزخمشري، الكشاف، 125/3. 93 القرطيب، اجلامع ألحكام القرآن، 11\302.


، وكلها تعترب من أشكال املشي اليت اضع أخرى wلفاظ أخرى منها السريذكر املشي �للفظ نفسه، وجاء يف مو

خصية صاحبها فلها متثل هيئات صامتة وكل هيئة يف حد ذا±ا رسالة يقرأها ويفسرها من ينظر إليه وتنم عن ش

فمن دالال±ا يف البيان ،)94العديد من املعاين كاحلياء والتكرب والتواضع والقلق واخلوف وجذب االنتباه وغريه(

:القرآين على سبيل االنتقاء ال االستقصاء

أوال: داللة السعي:

مت يبذل اإلنسان فيه ، و السعي عدو دون الشد، وهو تعبري صا)95: مشي سريع دون العدو (السعي

جهدا وحركة، وتلك احلركة تكون يف االجتاهات كلها وبشكل تقدمي، ألن هناك هدفا لإلنسان من وراء سعيه

وجاء من (( :التصايل القرآين ومنها قوله هللاوقد ورد هذا التعبري يف القرآن الكرمي بدالالت خمتلفة حبسب السياق ا

، ووصف الرجل wنه يسعى أي لبيان اهتمامه ٢٠يس: ))X قـوم اتبعوا المرسلني أقصى المدينة رجل يسعى

وال شك أن سلوكه هذا فيه ترغيب للناس كما أنه يعد ممن يقتدي به غريه ،ارعته لتغيري املنكر ونصيحة قومهومس

ة ال املشي والسري بسرعة ففي (سعى) ((رصد هامشي لبعد السعي يف داللته على اجلدية واحلث واملواظب)، 96(

ان Ûبت وعمل ، والدعوة إىل اإلصالح ، جبنبل هو اشرتاك فعال يف حسم النزاع، وفض اخلصومة، فحسب

، الح والفصلما خرج كان يطلب اإلص ) فكأنه أول97، حىت عد الرجل ساعيا))(متواصل، وجهد ملموس

، فيكون من أوحي إليه أو أرسل ألجل ذلكويقصد التدخل حللحلة ما وقع بني املرسلني وقومه بروحية وثقة

، ورمبا عاطفة، فضال عن كونه فعال حركيا، فهو سعي فكري ال خيلو من السعي إعماال للذهن وحشدا للشعور

و أفا من ان مينع وصول املكان، أو يتأخر يف وصوله، لفت خو ، فكأن الرجل يتيشري بـ(يسعى) إىل اخلوف والرتقب

يتوقف إلªاء اخلصومة ملصلحة الرسل ويف قوله ((وجاء رجل من أقصى المدينة)) وتقدميه (( ما يبكت القوم به

تقليل أو توقع ، وإذا احتيج إىل ة السعي على النصح واملبالغة فيهما يعضد داللو ،)98اعظم والتعجب منه اكثر ))(

داللة اخلوف مع السعي الفكري العقيدي يف اآلية السابقة، فإªا واضحة مع حتصل الفكر والعقيدة يف قوله تعاىل

ليـقتـلوك قال X موسى إن المأل °مترون وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى(( عن مؤمن آل فرعون :

94 ينظر: أبو عرقوب، االتصال اإلنساين، ص. 33. 95 األصفهاين، الراغب، املفردات حتقيق: صفوان عدxن: دار القلم، دمشق، 2002م.، (سعى). ص. 238؛ وينظر الثعاليب، فقه اللغة وأسرار العربية، ص. 143.

96 ينظر: البقاعي، نظم الدرر،252/6؛ ابن عاشور، التحرير والتنوير، 22\366. 97 الصورة الفنية يف املثل القرآين، ص. 265.

98 درة التنزيل وغرة التأويل، ص. 390.


) وأمارات 99فالسياق الكلي الذي يذكر فيه خرب هذا املؤمن وسعيه سياق مملوء �خلوف( ٢٠القصص: فاخرج))

.والضعفاحلزن

�نيا: داللة الضرب:

بن �رجلهن وال يضر ((ضرب الرجل يف األرض وذلك للفت األنظار وهذا فعل النسوة، فيقول هللا:

علم ما خيفني من زينتهن ، فقد مضت اآلية تنهى لوقاية هي املقصودة Iذا اإلجراء،وملا كانت ا 31النور: )) ليـ

املؤمنات عن احلركات اليت تعلن عن الزينة املستورة، و±يج الشهوات الكامنة، وتوقظ املشاعر النائمة، ولو مل

عن الزينة ، ويف ذلك تنبيه من هذه املرأة ملن حوهلا أن انظروا إيل، فهي وإن مل تتكلم بلساªا إال أªا يكشفن فعال

أوصلت مرادها من خالل لغة صامتة تتمثل بصوت خلخاهلا، وهذا الفعل من أفعال اجلاهلية اليت حرمها اإلسالم،

ولقد كانت النساء يف اجلاهلية تضرب أرجلها يف ملا فيه من خطر وإشاعة للفاحشة وإيقاظ للشهوة لدى الرجال.

األرض وهي متشي ليسمع ما تلبسه من خلخال صامت، وقد ªت اآلية عن مثل ذلك ألن الرجل ضعيف النفس

الذي تغلب عليه شهوة النساء، سيكون هذا الفعل �لنسبة له مثريا بدرجة أكرب مبا يدفعه للنظر إليهن والوقوع يف

. )100ور(احملظ

�لثا: داللة املشي:

لهم من القرون ميشون يف مساكنهم إن يف ذلك آلXت (( :قال تعاىل أفـلم يـهد هلم كم أهلكنا قـبـ

رصد )، وفيه101واملشي مبعىن املمر( ،النتقال من مكان إىل مكان óرادةاملشي ا ١٢٨ طه: )) ألويل النـهى

تعاىل على اهلدى وأمن العذاب وقد اخذ املشي دالالت متنوعة منها: ، ومحد هللاداليل إىل التفكر واالعتبار

اهلون: - أ

قد ميشي اإلنسان مشية لينة هينة، وذلك إذا كان مهموما، أو حمزوx، أو مهزوما، أو ضعيفا بدنيا أو

،î لناس. وهذا نفسيا، أو ألنه من أصحاب الوقار والتواضع، فال خيتال يف مشيته وال يتكرب، تواضعا�ورمحة

c وإذا خاطبـهم اجلاهلون قالوا سالما وعباد الرمحن الذين ميشون على األرض هو (( املعىن جنده يف قوله تعاىل:

، قال الزخمشري: ((" هوx ": حال أو صفة للمشي مبعىن: هينني، أو مشيا هينا، واهلون: الرفق ٦٣الفرقان: ))

99 ينظر: اجلوهري، خمتار الصحاح، (طلق) ص. 396.

100 ينظر: الرازي، التفسري الكبري، 208/23؛ سيد قطب، يف ظالل القرآن، 4\2514. 101 ينظر: الوجوه والنظائر يف القرآن الكرمي، 42؛ واملفردات (مشى): 489.


نني ويف اآلية السابقة بيان بلغة صامتة حلال املؤم )،102واللني، واملعىن: أªم ميشون بسكينة ووقار وتواضع))(

الذين اختذوا أوامر هللا نرباسا هلم يف حيا±م حيث يصف الطربي مشية هؤالء بقوله إªم ميشون �حللم والسكينة

وهذه املشية يقرؤها اآلخرون على أªا )،103والوقار، غري مستكربين، وال متجربين، وال ساعني فيها �لفساد (

لقمان: واقصد يف مشيك ""تواضع منك، وهذا يوحي لآلخرين مبا تتصف به من األخالق الطيبة وقال تعاىل:

، قال الزخمشري: "واعدل فيه حىت يكون مشيا بني مشيني: ال تدب دبيب املتماوتني، وتثب وثيب 19

ى األرض مشية سهلة هينة، ليس فيها تكلف وال تصنع، وليس فيها خيالء وال ميشون عل . أªم)104الشطار"(

السوية ، وعما يستكن فيها من مشاعر والنفساملشية ككل حركة تعرب عن الشخصيةف ،تنفج، وال تصعري خد

ها . فيمشي مشية سوية مطمئنة جادة قاصدة، فيعلى مشية صاحبها ، ختلع صفا±ا هذهاملطمئنة اجلادة القاصدة

لك من المرسلني إال إنـهم ليأكلون الطعام وميشون يف (( :)، وقال تعاىل105وقار وسكينة ( وما أرسلنا قـبـ

وهذا املشي بعينه ويلحظ فيه ٢٠ الفرقان: )) األسواق وجعلنا بـعضكم لبـعض فتـنة أتصربون وكان ربك بصريا

.، واحملادثة ، فضال عن املراقبةواالنبساط والبشر واللنيمدلول التواضع

املرح: -ب

املرح يف املشي يشي �خليالء والتكرب، وقد ªى القرآن الكرمي عن تلك املشية مشية التبخرت والتمايل

لغ اجلبال طوال(( :واإلعجاب �لنفس يف قول هللا )) وال متش يف األرض مرحا إنك لن خترق األرض ولن تـبـ

ك للناس (( ، وقوله:٣٧اإلسراء: لقمان: ))تال إن اe ال حيب كل خم وال متش يف األرض مرحا وال تصعر خد

ة الفرح والنشاط حىت جياوز قدره... أي متبخرتا خمتاال"(املرح ، قال ابن منظور: "١٨ ، ومن Øثري هذه )106شد

املشية يف اآلخرين: إغاظتهم وإظهار اهليمنة والقوة عليهم، وهي منهي عنها إذا كان التعامل بني املسلمني بعضهم

وهذه املعاملة اليت تظهر من )،107يف احلرب إلغاظة العدو ودب الرعب يف قلوIم( البعض، ولكنها مستحبة

102 الكشاف: 283/3.

.19/68وينظر: ابن عاشور، التحرير والتنوير،؛ 37\19جامع البيان: 103 .3/283الكشاف 104

105 ينظر: يف ظالل القران 330/3. 106 ابن منظور، لسان العرب، 2\591.

107 ينظر: ابن كثري، التفسري، 3\46.


نـهم)) خالل مشية املسلم تدخل يف عموم قوله اء على الكفار رمحاء بـيـ (( حممد رسول اe والذين معه أشد

.29 الفتح:

االستحياء: -ج

قد تكون املشية إمياءة إىل احلياء أو اخلجل فيحكي لنا القرآن قصة إحدى ابنيت الرجل الصاحل اللتني

فجاءته ((سقى هلما سيدx موسى عليه السالم أغنامهما ملا أرسلها أبوها إليه ليجزيه أجر ما فعل، فيقول:

ا كانت متشي مستحيية ،٢٥ القصص: ))إحدامها متشي على استحياء ªواالستحياء مبالغة يف احلياء، واملعىن أ

حلال، أي: مستحيية متخفرة، وقيل: قد استرتت بدون تبخرت أو تثن أو إظهار لزينة ، قال الزخمشري (( يف موضع ا

)، ويف هذا منع للعابثني وأصحاب نيات السوء أن يقرتبوا أو ميسوها بسوء، وجاء املشي للوحي 108بكم درعها))(

من (( إذ متشي أختك فـتـقول هل أدلكم على : �الستحياء واهلدوء، وذلك يف سياق قصة موسى إذ يقول تعاىل

.ىل وحي هذه اللفظة يف هذا السياقوميشي االطمئنان والتوكل إ ،25 :القصص يكفله ))

خامتة البحث:

بعد هذا التطواف املمتع يف روضة من ر£ض القرآن الكرمي فال بد من أن نضع مالمح وتصورات حلديث

:هذه الرحلة وألقيم الئحة wهم النتائج اليت ميكن بياªا مبا �يت

إن القران الكرمي قد حوى يف سوره كثريا من الفاظ اللغة الصامتة وقد وظف هذه االلفاظ توظيفا -1

دراسة قامت على فكرة أساسية وهي أن التواصل اإلنساين ال بيانيا يتناسب مع سياق اآل£ت الواردة فيها تلك

عضائه، كالوجه والعني واألطراف يتوقف عند حدود الكلمات املنطوقة بل يتعدى ذلك ليشمل حركات اجلسد وأ

كلها متثل أدوات مساعدة توصل املعاين لآلخرين وتؤثر فيهم بشكل كبري.

اللغة الصامتة أسلوب اعتادته البشرية لبيان الفكرة اليت تنبع يف حماور±ا وكالمها يف أحايني كثرية ألªا -2

الذي تريده، ذلك ما أكدته نصوص القرآن الكرمي، ال ترى غريه يصلح إليصال ما يف القلوب من املعاين �لشكل

إذ إنه خاطب البشر كافة ولذلك جاء على طرائقهم وأساليبهم يف التعبري.

اللغة الصامتة ظاهرة عامة يف القرآن الكرمي يلمسها كل من يتدبر آ£ته فهي ألفاظ ذات طابع مجايل -3

ري، سواء أكان معىن جمردا، أم مدح أشخاص، أم فئات معينة، أم يف الداللة واالغراض ،فأنه يستخدمها يف التعب

108 الكشاف: 388/3. وينظر: سيد قطب، يف ظالل القرآن، 2686/5.


تبيان واقعة، أم قصة فيها عربة ألويل األلباب، أم مشهدا من مشاهد القيامة....اخل، وقد متيز القرآن الكرمي بكثرة

استعماهلا وتوظيفها يف داخل السياق.

إن املفسرين كانوا على قدر كبري من الدقة يف ميكن القول �طمئنان حيمل يف طياته األدلة الكافية -4

تناول داللة اللغة الصامتة، وعلى جانب أكرب من االستيعاب، فقد كانت وقفا±م هنا وهناك منبعا أصيال استقى

منه الباحث كثريا من الدرر النفيسة.

دور يف حتقيق األهداف wقل أمهية توظيف اللغة الصامتة يف العملية الرتبوية والتعليمية ملا هلا من -5

جهد وزمن.

تكمن أمهية اللغة الصامتة يف ترمجة ما يدور يف خلجات النفس، وإظهاره على أعضاء اجلسم -6

اخلارجية، دون سيطرة من اإلنسان عليها يف كثري من األحيان، فهي بذلك تشكل عامال مهما يف عملية التواصل

البشري.

لية التواصل, واليت ميكن تقسيمها حبسب التصور القرآين إىل حركات تلعب اليد دورا مهما يف عم -7

تتعلق �ليد واألصابع.

املصادر:

جملة دورية حمكمة تصدر عن ،، عامل الفكرثالثية اللسانيات التواصلية ،مسري شريف استيتيه، •

م.2006يناير/ 3)، 34الكويت، ا³لد ( ،وطين للثقافة والفنون واآلدابا³لس ال

حممد علي النجار، دار الكتب املصرية، :، حتقيقاخلصائص، ابن جين، أبو الفتح عثمان •

.القاهرة

.م2000هـ/1420 ،بريوتمؤسسة التاريخ، التحرير والتنوير، ،مد الطاهرابن عاشور، حم •

دار هارون، عبد السالم :د ابن زكر£، معجم مقاييس اللغة، حتقيقمحأابن فارس، أبو حسني •

.م1991 ،اجليل


دار الكتب عامر أمحد حيدر، ، لسان العرب، حتقيق:منظور، مجال الدين حممد بن مكرم ابن •

.1424 ،العلمية، بريوت

، دار آرام للنشر والتوزيع، واإلعالم يف ا³تمعات املعاصرة أبو إصبع، صاحل خليل، االتصال •

.1999عمان،

جمموعة النيل ،ة يف نظرية االتصال غري اللفظياجلسم (دراس لغة ،مدحت حممد ،أبو النصر •

.2006، القاهرة ،العربية

،دار جمدالوي ،االتصال اإلنساين ودوره يف التفاعل االجتماعي ،إبراهيم أمحد ،أبو عرقوب •

.1993 عمان

،واحلكم العلوم مكتبة ،الكبري العلي لكالم التفاسري أيسر ،موسى بن جابر ،اجلزائري بكر أبو •

.2003، املنورة املدينة

السليم إىل إرشاد العقل أبو السعود، القاضي حممد بن حممد بن مصطفى العمادي احلنفي، •

بريوت، دار الفكر، حممد صبحي حسن حالق، :مزا£ الكتاب الكرمي، خرج أحاديثه وعلق عليه

م.2001/ه1421

التقنية فلسطني كلية :الناشر التطبيق، إىل النظرية من اإلنساين االتصال ،نضال عياش، أبو •

.2005 ،فلسطني

دار الثقافة الشارقة الكرمي، القرآن يف اللفظي غري االتصال، موسى األمني حممد أمحد، •

م. 2003 واإلعالم،

: علي حسن هاليل، الدار املصرية ±ذيب اللغة، حتقيقمحد، أاألزهري، أبو منصور حممد بن •

.للتأليف

،: صفوان عدxن داوودي، دار القلمالراغب، مفردات ألفاظ القرآن، حتقيقين، األصفها •

.2002دمشق،

دار إحياء روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين، ،لوسي، أبو الفضل حمموداآل •

.بريوت، الرتاث العريب


بريوت. دار اجلليل،ترمجة: مسري شيخاين، ،�كو نتايل، لغة اإلشارات •

. 2007 ،عمان ،املسرية دار واالنفعاالت، الواقعية سيكولوجيا ،حممود حممد يونس، بين •

دار الفكر ، صحيح البخاري، البخاري، أبو عبد هللا حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن بردزبه •

م.2001/ه1421للطباعة والنشر والتوزيع،

.1997 ،املنورة املدينة طيبة، دار التنزيل، معامل، الفراء مسعود بن احلسني البغوي، •

بريوت، دار الفكر العريب، ،ديزيرة سقال :حتقيق ،أبو منصور، فقه اللغة وأسرار العربية الثعاليب، •

1999.

.بدون Òريخ ،ان عمرو بن حبر، البيان والتبيني، دار الكتب العلمية، بريوتاجلاحظ، أيب عثم •

.بدون Òريخالبخالء، دار صادر، بريوت ،اجلاحظ •

.م1983/ـهـ1403، دار املسرية ، بريوتأسرار البالغة ، عبد القاهر، اجلرجاين، •

، تونس، ة يف كتب التفسري، املنهج، التأويل، اإلعجازقضا£ اللغ ،اهلادي ،اجلطالوي •

.م1998/هــ1418

م.1979 جماالته، مكتبة عني مشس، ح الدين، علم االتصال مفاهيمه نظر£تهجوهر، صال •

،احلديث اجلامعي املكتب ،والتطبيق النظرية بني ووسائله عطية، االتصال والسيد غباري مد •

1999.

، التفسري الكبري، دار الكتب العلمية، طهران.الدين الرازي، اإلمام الفخر •

وجوه يف األقاويل وعيون التنزيل حقائق عن الكشاف ،عمر بن حممود القاسم أبو الزخمشري، •

.بريوت ،العريب الرتاث إحياء دار املهدي، الرازق عبد :حتقيق التأويل

: عبد العليم وس، حتقيقالزبيدي، حممد مرتضى احلسيين، Òج العروس من جوهر القام •

.1976، دار اهلداية، الطحاوي

دار محد مشس الدين،أ :ل العرفان يف علوم القرآن خرج لهالزرقاين، حممد عبد العظيم، مناه •

.1996 ،بريوتالكتب العلمية،


، دار الفكر، بدون ائق التنزيلالزخمشري، أبو القاسم جار هللا حممود بن عمر، الكشاف عن حق •

Òريخ.

. ع،3 .م ،جملة اإلدارة ،ة اجلسم يف االتصال مع اآلخرينأمهية لغ ،عبد هللا عبد الكرمي ،السامل •

3، 2001.

.1977 ،رؤية بالغية نقدية، القاهرة ،التعبري البالغي، السيد شفيع •

بدون ،بريوت ،دار الكتب العلمية ،تفسري السراج املنري ،الشربيين، مشس الدين حممد بن أمحد •

Òريخ.

.1987 ،بريوت ،دار العلم للماليني من علم النفس القرآين، ،شريف، عدxن •

الثقافة.قطاع الشعراوي، حممد متويل، تفسري الشعراوي، أخبار اليوم، •

.م1971/ـهـ1391، املعجم الفلسفي، بريوت ،مجيل ،صليبه •

م.2001/ه1421 ، دار الفكر، بريوت،جامع البيان عن Øويل آي القرآنالطربي، ابن جرير، •

.1عدد ،33مج ، وأثرها يف اإل�نة، جملة دراسات عرار، مهدي، لغة اجلسم •

1952القاهرة، العربية، الكتب إحياء دار الصناعتني،، هللا عبد بن حسن هالل أبو العسكري، •

.

.2010 ،دمشق ،لغة ودالال±ا يف القران الكرمي، دار النهضةأبنية املبا ،مخيس فزاع، ريعم •

جملة جامعة تكريت للعلوم ،ثر االستبدال الصويت يف التعبري القرآينأ ،مخيس فزاع، ريعم •

. 2012£ر أ ،5ع 19م نسانية،اإل

م.2004/ه1425بريوت، علم النفس اإلداري، دار الراتب اجلامعية،، عبد الرمحن ،العيسوي •

،بريوت دار النهضة العربية،يب االتصال والتغيري االجتماعي، عودة، حممود: أسال •

.م1988/ه1408

والتطبيق، غباري وعطية، حممد سالمة حممد، السيد عبد احلميد، االتصال ووسائله بني النظرية •

.1991اإلسكندرية،


املخزومي وإبراهيم السامرائي، مهدي :محد العني، حتقيقأالرمحن اخلليل بن الفراهيدي، أبو عبد •

هـ.1408 مؤسسة األعلمي للمطبوعات، بريوت،

دار الكتب العلمية، ، األنصاري، اجلامع ألحكام القرآن محدأالقرطيب، اإلمام أبو عبد هللا •

.1988، بريوت

.م1999/ه1419 ،جدةدار األندلس اخلضراء، تكون كال، ال حىت ،القرين، عوض بن حممد •

م.1987/ه1408قطب، سيد، يف ظالل القران، دار الشروق، القاهرة، •

الضوضاء، ترمجة: xدية اجلندي وxجي مسري شحاته، دار ،مارى كالدابوت و رينيه شوشول •

بدون Òريخ. ،، القاهرةاملستقبل العريب

النكت والعيون تفسري املاوردي، راجعه علي بن حممد بن حبيب،املاوردي البصري، أبو احلسن •

م.1992/ه1412السيد بن عبد املقصود بن عبد الرحيم، دار الكتب العلمية، بريوت، :وعلق عليه

.1997 ،اإلسكندرية ،منشأة املعارف ،االتصال الثقايف ،منال عبد املنعم •

مشاحة يف االصطالح (حبث): جملة احلكمة، التقييد واإليضاح لقوهلم: ال ، موسى محد الثاين •

.املدينة املنورة، السعودية

.2010، السعودية ،مكتبة جرير للنشر ،ما يقوله كل جسد ،جو ،وxفار •

، دار احلرية حامت الضامنالكرمي، حتقيق: ن آ، الوجوه والنظائر يف القر ، هارون بن موسىموسى •

.1988 للطباعة،

، القاهرة ،إبداع للنشر والتوزيع تعريب: مركز دافنشي ،سوزان دينس ،أسرار لغة اجلسد، وليمز •

2008.

داب، والدالالت يف لغة القصص القرآين، أطروحة دكتوراه، كلية اآل البىن ،حيىي، عماد عبد •

.1992، جامعة املوصل

ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺒﲑ اﻟﻘﺮآﱐ -...

Documents

Transcript of ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﰲ اﻟﺘﻌﺒﲑ اﻟﻘﺮآﱐ -...