أﻋﻤﺎل اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﱄ اﻷول - ARID

202

Transcript of أﻋﻤﺎل اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺪوﱄ اﻷول - ARID

اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

-2البليدة -جامعة علي لونيسي كلية اآلداب واللغات

ا قسم اللغة العربية وآدا أعمال امللتقى الدويل األول

اجلزء األول .ريب احلديث واملعاصر للنقد الغريب احلديث واملعاصرالنقدي الع مسايرة اخلطاب

ر - األسباب( )اآلفاق - اآل إعداد وتقدمي

عبد احلليم ريوقي. د ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2019 نوفمرب 26 - 25املنظم يومي ا بقسم اللغة العربية وآدا كلية اآلداب واللغات

راجلزائ/ 2جامعة البليدة اجلزائر/ اجلزائر العاصمة -القبة -دار اخللدونية للنشر والتوزيع

ISBN:3 -103 -07 -9931 -978: الرتقيم املعياري الدويل

<oè‚£]<êe†ÃÖ]<ë‚ÏßÖ]<h^ޤ]<°â†i†‘^ù]æ< <

El÷^ÓcIÑ^ÊaIl^è‚ D< <

اجلزائر/ اجلزائر العاصمة -القبة -دار اخللدونية للنشر والتوزيع ISBN:3 -103 -07 -9931 -978: الرتقيم املعياري الدويل

جلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبيةا وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

-2البليدة -جامعة علي لونيسي كلية اآلداب واللغات

ا قسم اللغة العربية وآدا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أعمال امللتقى الدويل األول ترهني اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر

ت -آفاق -إشكاالت( )حتد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

2019 نوفمرب 26 - 25املنظم يومي ا بقسم اللغة العربية وآدا كلية اآلداب واللغات

اجلزائر /2جامعة البليدة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرئيس الشريف 2رئيس جامعة البليدة / خالد رامول : د.أ

املشرف العام عميد كلية اآلداب واللغات/ جويدة عباس . د

رئيس امللتقى عبد احلليم ريوقي. د

:تقدمي . والصالة والسالم على أشرف املرسلني دمحم عليه أزكى صالة وتسليم﷽

أن مجعنا يف هذا امللتقى العلمي الدويل، الذي حيمل عنوان ترهني اخلطاب النقدي نشكر هللا وحنمده كثريا .العريب احلديث واملعاصر

م در اسيت اجلامعية العليا، حني الحظت وجود إشكاالت متعددة حتيط فكرة امللتقى تعود لسنوات خلت أخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر أمهها تعدد املصطلحات واملفاهيم، وإشكالية مسايرة النقد الغريب احلديث

، كما واملعاصر، إذ تستغرق كل نظرية أو منهج نقدي أو لساين يظهر عند الغربيني سنوات عديدة للوصول إلينات الغربية على النصوص العربية ، ووجد يف كثري من الدراسات الحظت إشكالية تطبيق بعض املناهج والنظرإشكالية املقاربة واملقارنة بني النقد العريب والنقد الغريب احلديث وما أثري حول هذه النقطة من آراء بني مرحب

.ومستهجن ومستبعد للفكرةهذه اإلشكاالت يف موضوع ملتقى دويل فاحتني اجملال للباحثني والدارسني إلضاءة حماوره فأرد أن جنمع

.واالستماع لآلراء واألفكار وتبادهلا يف هذه القضا واحملاورلفكرة وساعدوا يف تنظيمها لفكرة ، ومت عقد امللتقى بفضل هللا أوال ، مث بفضل رجال ونساء آمنوا لفعل آمنا و

.هاوجناحوقد شارك معنا يف هذا امللتقى العديد من الباحثني واملشاركني من داخل الوطن وخارجه، فمن داخل الوطن

ت؛ من الشمال واجلنوب والشرق والغرب حثون ودارسون جاؤوا من أغلب الوال البليدة، تيبازة، عني : شارك معنا ي وزو، جيجل، املسيلة، الربج، سطيف، قسنطينة، عنابة، وهران، الدفلى، املدية، بومرداس، جباية، البويرة، تيز

...تلمسان، مستغامن، الشلف، غليزان، سيدي بلعباس، اجللفة، غرداية، كستان، السعودية، اإلمارات، األردن، مصر، حثون ودارسون من اهلند، و ومن خارج الوطن شارك معنا

، تونس، املغرب، ا ستضافة كل 17، وكان عددهم ..لسودانالعراق، سور مشاركا من خارج الوطن، كما تشرفنا تنة ، وأ.من أ بشري إبرير من جامعة عنابة ضيفي شرف للملتقى فزادا امللتقى . د.د عبد الكرمي عويف من جامعة

. جة وسروراامللتقى قصده وحقق أغلب أهدافه، وهذا وبتوفيق من هللا، كانت األجواء التنظيمية رائعة وممتازة، وبلغ

واألساتذة -الذين فاق عددهم سبعني مشاركا من داخل الوطن وسبعة عشر مشاركا من خارجه- بشهادة الضيوف . والطلبة

ومل يكن هلذا النجاح أن يكون لوال فضل هللا سبحانه وتعاىل، ومن بعده رجال ونساء ساعدو يف كل كبرية لذكر منهموصغرية، لبيداغوجيا، .أ: د خالد رامول، وكل نوابه.أ: رئيس اجلامعة: خنص د سعيد بوخاوش املكلف

لنشاطات والعالقات العامة، أ. د لبحث العلمي، أ.صراح قويدر رابح املكلفة د .د نصر الدين بوحساين املكلف الستشراف .عادل مزوغ املكلف

ئبيها د.اللغات دكما نشكر عميد كلية اآلداب و لبحث العلمي، .جويدة عباس، و علي منصوري املكلف لبيداغوجيا، وكذلك السيد األمني العام للكلية اآلداب واللغات، ونشكر رئيس قسم اللغة .ود مروان عدو املكلف

ا د ل مصلحة الوسائل رشيد شهبة على جمهوداته معنا، وكل الشكر والتقدير للسيد يوسف قادري مسؤو . العربية وآدا .لكلية وكل العاملني معه وخاصة أعوان األمن

فاطمة قسول و . اللجنة التنظيمية، وكذلك د كل الشكر للدكتورة الفاضلة رجاء مستور رئيسوالشكر أيضا وكل من ساعدهم وساعد من مجهور األساتذة، والشكر اجلزيل... حمفوظ بن عربية، .حنان مزهودي، د. د

د خليفة .بومجعة الوايل وكل أعضاء اللجنة العلمية، والشكر كذلك موصول لـ أ. د.لرئيس اللجنة العلمية للقسم أم يف قرطي رئيس اجمللس العلمي ولكل أعضائه، ووافر الشكر واالمتنان ألعضاء اهليئة العلمية للملتقى على جمهودا

.حتكيم البحوثالتحالف من أجل التجديد الطاليب الوطين : الجتماعي املتمثل يف املنظمة الطالبيةونشكر شريكنا ا

AREN عباس، مصطفى دمحم صالح بوقفة، : وعلى رأسهم رئيس املكتب الوالئي عبد الوهاب تومي ومعهين، شهاب الدين كركوب، فايزة بن عيسى .للملتقىقدموا الكثري . ، وغريهم كثري من الطلبة والطالبات...بوز

دي املوهبة واإلبداع وكل مناضليه من الطلبة وعلى رأسهم الطالبة نشكر الناديني العلميني للطلبة وأقصد مسية فقري، وكذلك منتدى البحوث والدراسات والرتمجة وكل مناضليه وعلى رأسهم الطالب املتميز سلماين دمحم،

م اجلميلة اليت ال تنسى وبقيت من مجيعاشكرا لكم وكذلك الطالب عمر شريف فاروق، ألنكم صنعتم تلك األا كانت قطعة مجيلة جدا ومتميزة علما وعمال ت السعيدة اليت تروى على أ .الذكر

شكرا لكل من زار من داخل الوطن وخارجه، شكرا لكل من أسهم ونظم وساعد ومد يد العون لنا ولو لسداد والرشاد، واحلفظ لنا ولكم وندعو هللا أن يوفقنا حفظكم الرمح. البتسامة ن مجيعا وإىل أن نلتقي ندعو لكم

نية للملتقى لنلقاكم مجيعا .لبعث طبعة .حتيايت واحرتامايت

عبد احلليم ريوقي. د .رئيس امللتقى

:ديباجة امللتقىلبالغة وفنو ا، خاصة يف العصر العباسي الذي كانت فيه البالغة رافدا ارتبط النقد العريب القدمي ارتباطا وثيقا

اية عصر النهضة تقريبا، ومع بداية القرن العشرين ظهرت مهما من روافد النقد آنذاك، وبقي األمر كما هو عليه إىل لرتاث النقدي الع أصوات عدة تنادي بتبين املناهج النقدية الغربية، ريب، وبطبيعة وقابلهم من دعا بوجوب التمسك

مل هذا وجنل ذاك .احلال هناك دائما من ميسك العصا من وسطها، ممن قالوا ال ويف األخري أثرت عوامل كثرية يف انفتاح اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر على املدارس النقدية الغربية

ا ومناهجها ، واملدرسة الشكالنية، ...ارخيي، والنفسي،الت...... النقد االجتماعي،): النسقية والسياقية(ونظر التناص، ، والتفكيكية، السميائية، األسلوبية، نظرية القراءة والتأويل،....املدرسة البنوية، مدارس األدب املقارن،

.....والتداولية، الشعرية،ت متع ا جنم عنه إشكاالت وحتد ددة ومتنوعة، عرفها هذا االنفتاح على املناهج النقدية الغربية ونظر

اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر، أمهها املسايرة الزمنية ، فعندما تظهر نظرية أو منهج نقدي عند الغرب، ولألسف يف مرات ال تصل إلينا فإنه ال يصل إىل الفكر العريب إال بعد مرور عشر سنوات من ظهورها أو انتشارها ،

ته ره، وله أيضا حتد .النظرية النقدية إال بعد أن تبدأ يف األفول عندهم، وهذا التأخر له أسبابه وآومن اإلشكاالت كذلك إشكالية املصطلحات واملفاهيم، فالدارس العريب جيد مصطلحات عدة للمفهوم

تعددت املصطلحات واملفاهيم، هذا التعدد خلق تذبذ واضطرا الواحد وجيد مفاهيم عدة للمصطلح الواحد، وهنات واملناهج .يف الفهم يف أحايني كثرية، وكذلك صنع تداخال وتنازعا بني النظر

إلجابة على ت الغربية على النصوص العربية فإشكالية أخرى، ميكن معاجلتها أما تطبيق هذه املناهج والنظري هل مي: أسئلة كثرية منها ت الغربية على النصوص العربية أم بعضها فقط؟، و كن تطبيق كل هذه املناهج والنظر

شكل أو آلية ميكننا تطبيقها؟ وما هي حدود هذا التطبيق؟، وهل تستثىن بعض النصوص العربية من تطبيق هذه ت الغربية عليها؟ ....املناهج والنظر

قي وفيا لرتاثه النقدي العريب األصيل، وكلما تناولوا نظرية أو كما جند من الدارسني والباحثني العرب من بملقارنة واإلسقاطات مبا هو موجود يف الرتاث النقدي العريب، ليثبتوا أن هذه النظرية لدراسة إال وربطوه منهجا غربيا

، وهنا أيضا ....ي العريب،أو ذلك املنهج تكلم عنه العلماء العرب قدميا أو نظروا له أو هو معروف يف الرتاث النقدتنبجس إشكاالت أخرى عن حدود هذه املقارنة بينهما، وما هي شروط هذه اإلسقاطات ، وأصوهلا العلمية

....واملوضوعية،يهدف امللتقى أساسا لإلجابة عن هذه اإلشكاالت وإشكاالت أخرى عرفها اخلطاب النقدي العريب احلديث

.واملعاصر

:حماور امللتقى ــــــــــــــــــــــــــ

.النقدي العريب احلديث واملعاصر للنقد الغريب احلديث واملعاصر مسايرة اخلطاب -1ر - األسباب( )اآلفاق -اآل .تعدد املصطلحات واملفاهيم يف اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر -2ت -اإلشكاالت - األسباب( )التحدت -3 .احلديثة واملعاصرة على النصوص العربية تطبيق املناهج والنظر ) اإلشكاالت والبدائل -حدود التطبيق -إمكانية التطبيق( .املقارنة واملقاربة بني النقد الغريب احلديث واملعاصر والنقد العريب القدمي -4 ).احلدود -الشروط -الطرائق والكيفية(

.توصيات امللتقىت -آفاق -إشكاالت( ني اخلطاب النقدي احلديث واملعاصر تره: امللتقى الدويل )حتد

ا 2019نوفمرب 26-25املقام يومي اجلزائر/ 2جامعة البليدة. كلية اآلداب واللغات -بقسم اللغة العربية وآدااعة اجتمعت جلنة التوصيات للملتقى بدءا من الس ،2019نوفمرب 26يف اليوم الثاين واألخري من امللتقى يوم

:الواحدة زواال بقاعة األساتذة بقسم اللغة العربية ، وضمت اللجنة األساتذة اآلتية أمساؤهم .رئيس امللتقى ...................اجلزائر/ 2جامعة البليدة / عبد احلليم ريوقي. د - .رئيس جلنة التوصيات.........................األردن/ جامعة فيالدلفيا/ مروان العالن. د -تنة/ د عبد الكرمي عويف .أ - عضوا........................اجلزائر/ جامعة ت. د - عضوا.............األردن/ جامعة احلسني بن طالل/ علي دمحم ذ عضوا...........................تونس/ جامعة منوبة/ جليلة يعقوب. د - عضوا..........................اجلزائر/ جامعة بومرداس/ علي صاحلي. د - عضوا....................اهلند/ كريال/ كلية فاروق/ عباس بن عبد هللا. د - عضوا............................اجلزائر/ جامعة وهران/ صديقي غامل. د - عضوا..........................اجلزائر/ 2جامعة البليدة / سامل شرايب . د - عضوا..........اجلزائر/ بوزريعة/ ساتذةاملدرسة العليا لأل/ سامية حمصول. د -

:وخلصت اللجنة إىل جمموعة من التوصيات، وهيمثنت اللجنة فكرة امللتقى اليت كانت متميزة هادفة شاملة لكل إشكاالت النقد احلديث واملعاصر، فمحاوره -

نيا إشكالية تعدد مسايرة ومواكبة الفكر النقدي الغريب احلديث، : تعاجل أهم قضا النقد املتمثلة يف لثا إشكالية تطبيق املناهج النقدية ، وأخريا إشكالية املقاربة واملطابقة بني النقد املصطلحات واملفاهيم،

واقرتحت اللجنة إقامة امللتقى كل سنتني انطالقا من النتائج اليت حققها هذا امللتقى، . العريب والنقد الغريب .اخل....املناهج النقدية، املصطلحات وتعددها،: اعلى أن خيصص للملتقى موضوعا حمدد

أوصت اللجنة بقبول املداخالت الواردة من الدول املختلفة اليت تصب يف موضوع امللتقيات وحماورها، ألجل - .إثراء مواضيع امللتقيات وبعث جمال للتبادل الثقايف والفكري وتبادل اخلربات واألفكار

ت - .النقدية واللسانية احلديثة خاصة اجلديدة منهاوجوب مسايرة الدراسات للنظرإمنا نسعى إلجناز . جتاوز فكرة هل تصلح املناهج الغربية إلسقاطها على النصوص العربية أو ال تصلح -

دراسات عملية إجرائية تتجاوز البقاء يف حدود التنظري ونقد ما قام به العلماء املتقدمون والسعي حنو ما جاء .به الغرب

لدراسات النقدية واللغوية احلديثة واملعاصرة الدعوة - .إلنشاء خمرب يعىن لعمل على طبع أعمال امللتقى ليستفيد منها الباحثون - . أوصت اللجنة

ملكان نفسه . وهللا املوفق للصواب .رفعت جلسة جلنة التوصيات على الساعة الثانية زواال إال ربع

أعمال امللتقى الدويل األول ني اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصرتره

ت -آفاق -إشكاالت( )حتد ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ت اجلزء األول حمتو .النقدي العريب احلديث واملعاصر للنقد الغريب احلديث واملعاصر مسايرة اخلطاب

ر - األسباب( )اآلفاق -اآل الصفحة عنوان املقال

حدود املسايرة واالختالف_ تلقي التفكيك يف النقد العريب املعاصر 22 )2جامعة اجلزائر(بوبكر النية .د

النقد العريب احلديث املعاصر ومسألة املثاقفة 32 )تيبازة(املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا بوخالفة إبراهيم/أ

غواية اخلطاب النقدي الغريب ورهان املواجهة 49 )مخيس مليانة(ملفوف صاحل الدين جامعة بونعامة اجلياليل /تيشوداد سعاد

مسايرة اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر للنقد الغريب احلديث واملعاصر 56 اجلزائر/2جامعة البليدة/ يوقيعبد احلليم ر .د

ت واقع اخلطاب النقدي العريب املعاصر يف ظل العوملة اإلعالمية األسباب والتحدسني 62 )مخيس مليانة(جامعة اجلياليل بونعامة/ صدوقي

املاضي واحلاضر واملستقبل: اللغة العربية يف اهلند 73 .اهلند-ية فاروق، كرياالقسم اللغة العربية، بكل يب.كي. عباس.د

راهن اخلطاب النقدي التفاعلي العريب 77 عرجون الباتول.د

اخلطاب النقدي املثاقف دراسة مقارنة بني خطايب خلدون الشمعة وجابر عصفور 82 نصرية عالك املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا ــ تيبازة.د يثالعقل املستقيل يف النقد العريب احلد" 101 اململكة األردنية اهلامشية-عيسى عبد الشايف إبراهيم املصري عمان/د

-حنو مشروع بنوي لساين- اخلطاب النقدي العريب املعاصر من انفتاحية السياق إىل حدود النسق 115 شنويف ميلود. د/كروشي نصرية

سات البينية وأثرها على النقد األديبالدرا 121 مخيس مليانة–لعجيسة طاهر جامعة جياليل بونعامة/أ

ا العربية؛ دراسة حتليل يةالنصوص اهلندية وترمجا 134 كلية فاروق ، كاليكوت، كرياال، اهلند /يب . يو. دمحم عابد /د

مقاربة مفهومية ابستمولوجية:املمارسة النقدية وصناعة اخلطاب النقدي 147 املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا ــ تيبازة يوسف مقران/د.أ

أثر النقد الغريب يف النقد العريب احلديث 164 -2-نور الدين بالز جامعة البليدة/ هديصالح الدين م

ت اللغة العربية يف عصر اإلعالم الرقمي آفاق وحتد 176 السودان /ميسون سالمة

ي يف النقد األديب العريب احلديثصدى التطور املنهجدن .د 181 اململكة املغربية-جامعة القاضي عياض-إبراهيم

لعملية مدى عنايةآليات تبليغ اخلطاب األديب يف الرتاث العريب القدمي و اإلبداعية النقد العريب القدمي مار/أ 195 -2-جامــعة البلــــــيدة- فاطمة الزهراء

22

حدود املسايرة واالختالف_ تلقي التفكيك يف النقد العريب املعاصر بوبكر النية. د

)2جامعة اجلزائر ( : تقديـــم

تكن بطريقة متماثلة، التفكيك نفسه مل -سواء كانت قراءة أو فهما أو متثال-إن ضيافة التفكيك يف النقد العريب املعاصر ثرت اللغة ينئ عن كل متوضع سكوين، كان هذا صراعه منذ البداية ألحرى مع امليتافيزيقا، اللغة أيضا تسكنها امليتافيزيقا، أو

ميش، كان البقاء دوما للمدلول ولل ريخ إقصاء و شكال متعددة من السلطة، اللغة مدلول األقوى، هكذا مليتافيزيقا، حىت صارت ال تسبق الواقع بقدر ما ،)Jacques Derrida" (جاك دريدا"شاءت الفلسفة لبلوغ احلقيقة، احلقيقة أيضا فكرة ميتافيزيقية حسب

ال يوجد شيء" (دريدا"متثل الحقة من لواحقه، لذا البد من اخرتاق كل املفاهيم، والنصوص خباصة، النص هو الداء األكرب يف اعتقاد لكثافة الفكرية ، يف النص تعشش املفاهيم القارة واملستقرة، وتزداد)خارج النص يف مواجهة ذلك تكون . توسعا ومسكا كلما تدعمت

الكتابة متمردة إذن، البد من الكتابة أوال، األمر أبعد من أسبقية الكتابة عن الصوت، ال تفكيك بدون كتابة، وال كتابة بدون صول إىل ثقوب النص، ال يهم األمرين، إن كانت الثقوب موجودة يف النص سلفا، أو هي بفعل التفكيك، ما دام تفكيك، ومن مث الو

هناك طاقة خمتلفة تنبثق من تلك الثقوب، واليت حتدث تناقضات النص على مستوى الكتابة، وصراعات التأويالت على مستوى شيء مغاير متاما، ستكون الدراسة حول " دريدا"شيء، وأن نكتب عن " ادريد"التلقي، تلقي التفكيك خيتلف أيضا، أن نكتب بـ

االفرتاض األول، أي الرتكيز على اجلانب التأثريي يف تلقي التفكيك، أي على النقاد العرب الذين جتاوزوا قراءة وفهم التفكيك إىل .متثله

.تفكيك، ترمجة، هوية، سلطة، معىن:الكلمات املفتاحية

من التفكيك إىل االختالف: د العايلعبد السالم بنعب، واتبع حذوهم بتمثله لعديد من أفكارهم، )نيتشه وهايدغر وفوكو ودريدا(فالسفة االختالف " عبد السالم بنعبد العايل"قرأ لن يتعلق األمر إذن '': قائال 1"جماوزة امليتافيزيقا_ أسس الفكر العريب املعاصر"، يصرح بذلك يف مقدمة كتابه "دريدا"خاصة أفكار

ريخ . تباع منهج تركييب خيلق الوحدات ويقيم التيارات ويصنف الفلسفة املعاصرة اجتاهات ومدارس ومذاهب قامة لن يتعلق األمر ريخ مضاد والوقوف عند احملاوالت اليت: رمبا كان عكس ذلك هو الصحيح(..) موحد لتلك الفلسفة سعى فيها إننا سنتوخى إقامة

ريخ امليتافيزيقا بل يقلب التاريخ امليتافيزيقي ذاته ريخ يقلب ميثل هذا الكتاب ذروة النضج . 2''التاريخ إىل حماكمة الفلسفة إلرساء لة كثريا، بدأ برتمجة مصطلحات التفكيك املفتاحية وحماو " دريدا"، وفيه واضب على فلسفة "عبد السالم بنعبد العايل"الفكري لـــ

. ويلها، لكن سرعان ما استحوذ عليه التفكيك ليكون سبيال لفهم املعرفة ونقدهاا، يظهر العمل التفكيكي الذي قام به الباحث يف مقابلته بني مفاهيم عديدة مث حماولة تفكيك املعاين امليتافيزيقية املتعلقة

اخل، ليجعل الثنائيات املذكورة ...اخلطأ، القراءة والكتابة/ احلقيقة النسخة، الذات،/ االختالف، النموذج/ اهلوية: من ذلك حديثه عن

23

إذا كان مفهوم اهلوية قد ارتبط دائما مبفهوم الوحدة، فذلك ال يعين أن هذه الوحدة '': شيئا واحد، فال هوية بدون اختالف مثال يقولمل (..) قة اهلوية مع نفسها، ولكي يفهم التوسط كتوسط لكي تتجلى عال. هي الفراغ الذي يدوم يف انسجام فاتر بعيدا عن كل عالقة

ا ،إن كانت اهلوية ترد إىل الوحدة(..) يعد من حقنا أن نتمثل وحدة اهلوية كمجرد انسجام عليه هي ما هي ليست اليت الوحدة فإ

مسألة عن بعيدا اهلوية مسألة طرح نإلمكا يعد مل اخلصوص، على وهيجل األملانية، املثالية منذ .وتغاير اختالف هي اليت الوحدة

.3''االختالف بتصدع يتعلق فاألمر األصل، مفهوم عن وبعيدا احلضور، فلسفة خارج والرتاث اهلوية يف النظر عادة االختالف مفكر يطالب

متوحشة بفلسفة رتاثال عن حديثنا ارتبط لقد ":اخلطييب" تعبريات بعض مستلهما يقول .وحدة كل وتعديد تطابق كل وخلخلة الكائن

، اهلوية بناء يف كلحظة إال والسلب االختالف إىل ينظر وال مطلق، خارج يف به وترمي اآلخر ترفض اهلوية عن إلقحام األوان آن لقد واأل

ميتافيزيقا من قاضهإلن املتعددة ألصوله واإلصغاء وكثرته غناه يف بل املفردة، صيغته يف ال الرتاث، إىل والنظر ذاته وجود يف اإلنفصال

التاريخ، وعن اللغة، عن ومبفهومنا الفلسفية، بثوابتنا ذلك من أقوى بصفة يتعلق األمر إن .خللود ومهنا لتزكية استغالله وعدم الذاتية،

يعطي ما ذلك ألن االختالف، على مفتوحا تركيبا اهلوية تركيب وإعادة الثوابت يف التفكري إعادة ينبغي أي ،4ذاته الكائن وعن واهلوية

.5''ذاته هو يكون أال ينبغي خمالفا يكون ولكي خمالفا، يكون أن ينبغي الشيء يكون فلكي'' :العايل بنعبد يقول كينونتها، للذات كعملية إليها ينظر امليتافيزيقي الفكر يف الكتابة أن االختالف فالسفة غرار على "العايل بنعبد" يرى والكتابة القراءة مسألة ويف

كلمة وإمنا تفاضليا، فضاء وال ويالت، لعدة تكثيفا الدليل وال ملعاين يفيض نسقا ليس النص وأن اهلوية، منطق عليها يهيمن حصر

الذي ذاته امليتافيزيقا بفكر أي الداخل، من التصور هذا "العايل بعبد" ينقد .وحيدده املعىن حيصر الذي احلد هو عندها واللفظ .ولفظا

لتوليد لنسبة نو أمرا الكتابة كانت وإذا للكتابة، مفعوالت ليست املعاين كانت إذا :يقول .اخللود معانيه ليعطي الكتابة إىل يلجأ

الكتابة جسم يف الفلسفي احلوار تسجن أن ،)يكتب مل سقراط دام ما( األخري يف قبلت ملاذا األقل، على أو امليتافيزيقا، تقبل فلماذا املعىن،

ا؟ مليتافيزيقية املعاين وتلطخ 6مباد يف الثانوي دورها تتعدى ال لكي اإلنتاج، إمكانية الكتابة من يسحب حيث حبذر، الفكرة هذه مع امليتافيزيقي الفكر يتعامل

كاملؤسسات د،والتقلي احملافظة إىل تسعى اليت ملؤسسات املكتوبة النصوص ارتبطت لذا التكرار، عرب والوحدة االستمرار على احلفاظ

الصوت وتقدمي القراءة فعل إعالء يتم املقابل ويف املكتوب، النص عرب ونفوذها سلطتها متارس اليت والتعليمية، والكنسية القضائية

من الكتابة تتحول حىت احلضور، فلسفة جتاوز من البد التصورات هذه ولتفكيك الغياب، على واحلضور واألثر، العالمة على واللوغوس

تكون أن للقراءة البد أي التمركز، من تنفر بطريقة القراءة إعادة عرب وتعريته فضحه إىل وترسيخه وتوضيحه املنطوق رغبة تلبية يف فتهاوظي

.واحدا شيئا والكتابة القراءة تصبح هكذا والتأويل، التفكيك إىل الستناد وذلك الكتابة مثل أيضا منتجةلرتمجة، فمهد لذلك "بنعبد العايل"وذلك ما سار عليه سلوب دريدا يف ترمجته لكتبه، وحاول جماوزة امليتافيزيقا حيث فكر

أن لربط الوثيق بني الرتمجة والتأويل، مشريا إىل أن النظرية السيميولوجية املعاصرة اليت ترى أن اللفظ فائضا يف املعىن، وأن النص ما، 7ة، ال تدع لنا مفرا من االنتقال بنظرتنا إىل الرتمجة من أبعاد التطابق إىل أبعاد التأويليكتب حىت يدخل يف دوامة التأويل الالمتناهي

مبددا التصور الذي يشرتط يف اللغة أن تكون إخالصا لروح النص وعدم خيانته، ال توجد خيانة يف الرتمجة، ألن كل نص حىت وإن

24

تظل غري مرتجم فهو ترمجة، مبعىن أنه مكون من تناصات واقت يف النص 8باسات جيري حتويلها داخل عالقة عنف ولعبة خياتتم حىت داخل اللغة ''فكرة األصل املتعال، فالرتمجة " بنعبد العايل"وخارجه، بذلك يكون النص األصلي ترمجة أيضا، هكذا يفكك

لضرورة ترمجة الواحدة نفسها، ألن الكالم نفسه إذا نطق به وكتب داخل اللغة األم يكون يف حاجة إىل لتايل فإن هناك ويل، وا كما ينقل بنعبد العايل عن هيدغر .9''داخل اللغة األم ذا

ن الرتمجة حالة إبداعية و وسيلة للتفلسف، وليست جمرد نقل للكتب " بنعبد العايل"يعود يف آخر كتابه لرتسيخ االعتقاد حلظة إعداد النص وترمجته وتوفريه، مث حلظة حلظة استخدامه وإعمال الفكر : ظتنيذا املعىن ال ميكن الفصل بني حل''من لغة ألخرى

إذا كان معظم الفالسفة املعاصرين مرتمجني، فليس ذلك سعيا منهم إىل توفري نصوص، وإمنا وعيا منهم أن ترمجة النصوص . فيه 10''ء من عملية التفلسفالفلسفية وإعادة ترمجتها من صميم املمارسة الفلسفية، وأن فعل الرتمجة جز

الذي يناقش "هابرماس"يقدم الكاتب مثال على أن النص ليس سوى ترمجة، وعملية حتويلية لالقتباسات والنصوص بنص لفرنسية تقتبس بدورها نصوصا إجنليزية"أوسنت"فيه دريدا الذي حياور ألملانية يقتبس نصوصا ، مثل هذا 11، حيث نص مكتوب

عتباره مبدعا ال يقل أمهية عن املؤلف الذي يكتب النص، وهذا ما يشيد به التصور يفرض حال يف سعيه حملو " بنعبد العايل"املرتجم فاملرتجم مؤلف مرتجم، وليس ''، لذلك "زجيمونتباومن"احلدود بني الثنائيات النوعية، ومن مث السري على منطق األزمنة السائلة بتعبري

هتة على الغالف، والذي قلما املرتجم هو ذلك الذي يرتك خ حرف ارجا، وال تفتح له دفتا الكتاب إال بصعوبة، والذي يوضع امسه . 12''يتحدث عن حقوقه على غرار ما يقال عن حقوق املؤلف

دى به نقاد ما بعد البن)املؤلف ككينونة حمددة(يهدم هذا املنطق آلية رد املكتوب إىل منشئ إنساين فرد ، يوية ، وذلك مما م إىل رت ) املؤلف الوظيفة(وعلى خالف فوكو ). موت املؤلف(يف دعو االحتفاظ " دريدا"حاول ) املؤلف كائن نصي(وروالن

ائية تستعصي ملؤلف لكن من خالل تبديل املواقع وخلط احلدود، حيث يكون املؤلف والكتابة مندغمان يف لعبة غياب وحضور ال للغة فيما يذهب الفصل والتمييز، ألن األ ملؤلف والكتابة بقدر ما يرتبط أيضا، حيث " بنعبد العايل"ويوافقه"دريدا"مر ال يرتبط

ا تكلم '' اللغة هي الفاعل الذي يوجد من وراء عملية التفكري نفسها وهي ال تفرتض أي شخص يتكلمها وال أي شخص يسمعها ألا وتكتب نفسها 13''ذا

:علي حرب والتفكيك املعريفالستناد على فضاءات التعدد، والتخالف، والتجاور، والتعايش، " علي حرب"حاول نقد اهلوية األحادية املنغلقة، ألحرى توسعا معرفيا ينفتح على أصعدة خمتلفة، إذ يقدم 14واالنفتاح املرتاسل هال من مقوالت التفكيك، وصانعا تشتتا نقد أو ،

ومن املمكن ، رتبت على حنو عرضي، إذ ال اتصال بينها، وال مفهوم ينظمها، وال سريورة ختضع هلاكتابة متعددة املداخل مجعت و ا من اآلخر أو من الوسط أو من الفصل األول نفسه، وال فرق يف ذلك وغريها 16"املمنوع واملمتنع"و" نقد النص"ففي كتبه . 15قراء

حىت يتيح للنقد أن يستنطق ويكشف ما شاء له االستنطاق ) الذات، احلقيقةاهلوية، (إىل نسف املفاهيم املستقرة " علي حرب"سعى .والكشف

25

تستقر املفاهيم اآلنف ذكرها يف اخلطاب مهما كان نوعه، لذا ال ميكن فهم ممارسة علي حرب للتفكيك دون العودة إىل ت إشكاليات واسعة فلسفية ونقدية كاملعىن مفهوم اخلطاب وطرق اشتغاله، كما تقود املسألة إىل مناقشة عدة قضا ومفردات ذا

سواء كان –واخلطاب عند علي حرب بكل أشكاله . واحلقيقة والنقد والقراءة، وهي مفردات ارتبطت ارتباطا وثيقا بفلسفة التفكيكخفي ما ينطوي عليه من ميارس نوعا من احلجب والتعمية مستغال سلطة احلقيقة والعقل والدين، لي -لغو أدبيا أو فكر أو حىت وقائع

والنقد لكونه واقعا يف . الالمعقولية، ومبا أن اخلطاب ميارس هذا النوع من التعمية فهو جيعلنا أمام مفهومني آخرين، مها النقد والقراءةت كان لزاما عليه التخلص من هالة القدسية املضفاة على اخلطاب، وكشف ضروب احلجب والوصول إ ىل مواجهة مثل هذه اخلطا

لتخلي على مبدأ التعامل مع األفكار كما لو كانت ثوابت ''منطقة الالمفكر فيه أو املسكوت عنه، وذلك ال ميكن حصوله إال مطلقة أو أقانيم مقدسة أكانت دينية أو قومية أو علمانية، فاألفكار املطلقة املتعالية على جمرى األحداث املهملة لوزن الوقائع

مثل هذه األفكار املوروثة، . 17''راب والدمار على ما جرى التعامل معه مثل مقوالت الوطن والعروبة واإلسالموالتجارب قد جرت اخلهلوية أي هويتنا الثقافية وتراثنا العريب اإلسالمي ت إمنا تتعلق . اليت تعمل عليها اخلطا

سلطة مبفهومها الواسع، أي أن السلطة املهيمنة ، يستمد مشروعيته اعتمادا على ال"علي حرب"وفقا هلذا، إن اخلطاب عند ا نوع من القدسية، اليت جتعلها تفربك احلقيقة، وتوحد املعىن فيما هي متارس اإلقصاء والتهميش يف حق كل تضفي على خطا

لية املعىن وديكتاتورية احلقيقة''" علي حرب"خمتلف، وهذا ما يسميه ، 19''اسرتاتيجية الرفض''، كما يسميها يف موقع آخر 18''إمربوهي تعابري تدل على املضامني االيديولوجية اليت متارس نوعا من احلجب على الشيء الذي تسميه أو تصفه، وهذا ما يسميه كذلك

لواقع واقع األشياء واألحداث أو الذوات والكلمات، بوصفها هوية ''لفكر األحادي، لتعامل مع ماهيته املتعلقة الذي يضفي يرتتب عن ذلك نفي أي إمكان وجودي للتعدد والتنوع، أو لاللتباس واإلشكال . تعالية صافية وحيدة املعىن والداللة أو الوجه والبعدم

.20''أو للتوتر والتعارض أو للحركة والسريورة، أي نفي كل ما يشكل مصدر احليوية والقوة ومنبع الثراء واالزدهار

يقوم عليها اخلطاب والفكر األحادي، هي ما ينبغي على الناقد التفكيكي فضحها، وكشف هذه املمارسات اإلقصائية، اليت بتا وحاضرا يف . مالبستها وآليات اشتغاهلا ما جيعلنا أمام مفهوم جديد يزحزح النقد القائم على البحث عن املعىن بوصفه معطا

عند حدود اخلطاب األديب أو " علي حرب"جه، وال يتوقف النص، واالستعاضة عنه بنقد يقوم على تفكيك املعىن وإعادة إنتااآللة القدمية قد صدأت وال بد '': يبدو ذلك واضحا يف قوله. الفلسفي، بل يتعداه إىل اآلليات النقدية وعدها خطا جيب تفكيكه

. 21''من تفكيكهاات ومفاهيم جديدة تستهدف املعىن يف تطوير املمارسة النقدية حماولته ابتكار مصطلح" علي حرب"مما يدل على جهد

؛ املصطلح األول التفكري يف "املمنوع من التفكري"، "املمتنع عن التفكري: "املختفي وراء اخلطاب، من بني املصطلحات اليت وضعهاملمتنع هو نقد للعوائق املمنوع هو تركيز على نقد السلطات اخلارجية السياسية أو الدينية، املادية، أو الرمزية، يف حني أن التفكري يف ا

التفكري يف املمنوع هو تفكري يف املسكوت عنه أو املهمش أو : بكالم آخر. الذاتية للفكر، أي تفكيك آلليات الفكر وأنظمته وأبنيتهت جديدة للتفكري وابتكا ر عدة املنسي، يف حني أن التفكري يف املمتنع هو خرق حلدود املمكن وتغيري شروط املعرفة، أي خلق امكا

.22معرفية جديدة أكثر فعالية ومضاء

26

ت كحقائق مطلقة وغري قابلة للتجاوز هو ما يقطع السبيل لكل تفكري خمالف، وهو ما مينع التفكري، وقد إن قبول اخلطا، حيث حاول إثبات أن احلقيقة ليست معطى قبلي حناول "احلقيقة"عن ذلك كثريا، خصوصا يف نقده ملقولة " علي حرب"حتدث

ا وال هي معينة أمامنا لكي نعمل على استشرافها، '': استعادته والتنقيب عنه فاحلقيقة ليست غائبة وراء لكي نعمل على استعادينسجم هذا الفهم مع اعتبار احلقيقة صناعة بشرية . ''وإمنا ما نشيده من عالقات وروابط مع احلدث والواقع ومع النفس والغري والعامل

"...هايدغر"، و"دريدا"، و"فوكو"ومن بعده " هنيتش"كما رآها الة من العقل معىن هذا الكالم أن احلقيقة نسبية ومتغرية تبعا لتغري األحداث واملواقف واألشخاص، بعد أن كانت حماطة

، ألن مفهوم "االستعباد"و" احلقيقة"بني " علي حرب"والتعايل، الذي يضع ما حتت احلقيقة يف موضع التابع ال غري، لذلك ربط ائية ا كشيء مطلق وموضوع جاهز ميكن اكتسابه بصورة يقينية و ا هو نفسه مفهوم االستعباد، إذ يتصورو احلقيقة عند دعا

رخيية النشط املعريف وطابعه النسيب .23مستبعدين بذلك

مستقل عن القارئ، وهذا يقتضي نقل متوضع املعىن حيث يكون غري" علي حرب"إن التخلص من يقينية املفاهيم حسب ته ق ملا ميسيه يف كتا أي . 24''داء االصطفاء وفك االستثناء''التصور الذي يقدمه الباحث لكل من املعىن واحلقيقة والقراءة هو الرت

التطور واإلبداع، مثل هذا الطرح يتيح التعدد ويفتح األفق أمام. أنه احلل األمثل للخروج من فخ األصولية، وعبادة األمساء والشعارات، وهو ما مييز منهجية التفكيك من غريها من املنهجيات، إذا سلمنا أن "علي حرب"وهو اجلانب اإلجيايب يف التفكيك حسب

التفكيك ليس جمرد أسلوب يف التفلسف وأوسع من أن حيصر يف جمموعة من ''للتفكيك منهجية أصال، فعلي حرب ذاته يرى أن لذلك يتجنب مقولة املنهجية ويستعيض عنها مبقولة النقد التفكيكي، بوصفه اسرتاتيجية لفضح ضروب النبذ . 25''اإلجراءات املنهجية

ته ت، فحقيقة الفكر ليس ما يظهره، بل ما يسكت عنه ويضمره يف خطا ا العقل والفكر يف اخلطا .والتهميش، اليت يسر به، يفكر أو يريده ما االنسان ليس وهلذا ونسيان استبعاد على قوموي كبت أو صمت على ينبين'' "حرب علي" لدى الفكر إن

لذلك ،26''أكون ال حيث وأفكر أفكر ال حيث أوجد أ أخرى بكلمة يريده، ال أو فيه يفكر وال جيهله الذي الشيء ذلك ألحرى إنه

العالقات ظل يف التفكري على ميتنع مبا أو عقائدية، ةسلطوي ألسباب به التفكري مينع مبا'' تتعلق اليت العوائق لكل تقويض التفكيك يكون

ا فقدت اليت القدمية واملفهومية املسيطرة، جتديد إىل سعيه يف "حرب علي" يقصده كان ما لضبط وهذا .27''والداللة الكشف على قدر

28''تفكيكها من بد وال صدأت قد القدمية اآللة'' حيث النقد مفهومن مقاربة كل القضا وجتاوز كل املفاهيم السائرة يف النقد العريب، فهل التفكيك قادر على ذلك؟ بتجديد مفهوم النقد ميك

ألحرى ما صالحية " علي حرب"يعود أوال إىل قضية األصالة واملعاصرة، ومدى مشروعية نقل التفكيك إىل احلضارة العربية، أو من تلقي املثقفني العرب للتفكيك، فهو يرى أن الفكر " علي حرب"ف ميكن أن نتبني مبدئيا موق. تطبيقه على النصوص العربية

" علي حرب"الناضج واخلالق هو الفكر الذي حترر من كل املاورئيات العقلية والالهوتية، وهذا ما قام به التفكيك أيضا، لذا سيتبىن أن النقاد واملثقفني " علي حرب"وية، ويرى مثل هذا الفكر ويتحمس له، وينربي لرافضي التفكيك خوفا على القيم ودفاعا عن اهل

م االيديولوجية دومنا مناقشة لألفكار املنقولة، أو يلجؤون إىل تطبيقها بشكل حريف، مما يؤدي إىل العرب، يتمرسون بعقائدهم ومتويهانتجت يف عصور مضت من الواقع، فلن حناول إقحام األفكار اليت ينتجها الغري أو اليت أ ''": علي حرب"فشل التجربة النقدية، يقول

27

فتأيت النتائج معكوسة أي سلبية ومدمرة ذلك أن األفكار أ كان مصدرها ومنتجها، ال تطبق بل حتتاج أن يعاد إنتاجها .29''وابتكارها

فكار " حرب"يبدو لتفكيك، مثل هذه اإلشادة مل يكن "دريدا"مولعا حبذها لي" دريدا"، لكنه مل يقدم فلسفة إحتفائية مل يشأ النظر إىل فكر شارح " دريدا"أيضا، كان دريدايبحث دائما فيما وراء املعرفة حيث املفاهيم تشتغل وترسخ نفسها، يعين أن

ت ومناهج، هذا لفلسفته بقدر ما كان يتوق إىل من يعمل على تفكيك التفكيك، بل وتفكيك كل ما استقرت عليه املعرفة من نظرن االسهام الذي قدمه إمنا ينطلق من أفق تفكيكي أكثر مما ينطلق من " ي حربعل"ما كان يقوم به أيضا الذي يرتك االنطباع

ملعىن احملدد اخلاص الذي حيصر األمر يف اسرتاتيجيات ومن حذا حذوهم، وهذا " ييل"وأتباعه األمريكيني من نقاد " دريدا"التفكيك .30كموه وفقا ملقوالت دريدية حبتة وشطوا يف ذلك أميا شططفحا " علي حرب"ما مل ينتبه إليه بعض نقدة

أكثر من جمرد أسلوب للتفلسف، وأوسع من ''يذهب علي حرب إىل التفكيك كفضاء نقدي وشكل من أشكال التفكري نزوعه للغة الشعرية ، حىن اللغة تفقد صرامتها الداللية مثلما كان دريدا يفعل يف 31''أن حيصر يف جمموعة تقنيات أو إجراءات منهجية

ا تنفتح على املعايشات ": حرب"اليت تقول ما ال تقول، يقول إن جاز يل احلديث عن أعمايل على سبيل التقييم، بوسعي القول إألسلوب ملصلحة املفهوم، بل حتاول صوغ األفكار . الوجدانية وتستخدم األساليب البيانية والتقنيات البالغية وهكذا فهي ال تضحي

، وهذا ما يضفي على اللغة طابعا من االتساع الداليل والقابلية الزدهار صراع التأويالت، حيث ال 32''نطق التأليف والتشكيلمب .من اعتبار اللغة الشعرية وسيلة حنو بلوغ املعرفة مثلها مثل الدليل املنطقي والربهان العقلي" حرب"يستنكف

" األثر"لتأمل يف املوقعة الذي يكتسبها مفهوم " علي حرب"م التفكيكية عند ولعلنا نلمس جانبا آخر من اشتغال املفاهي)Trace( ا " علي حرب"، بوصفه كلمة مفتاحية تفكيكية، يف استثمار ، بذلك "أثر احلدث"هلا عند تعريفه للحقيقة من منطلق أ

يديولوجيات خمتلفة، فأن تكون احلقيقة أثرا يعين ما ترتكه الوقائع من انطباعات يف تفتقد احلقيقة اجلانب الرتاتسندايل فيها وتتلون وبيانه أن الفكر هو عالقة ''. وعلى هذا األساس يهتم علي حرب ببيان العالقة بني الفكر، احلقيقة، احلدث. الذوات لتصبح حقائق

.33''احلدث، ومفعوال من مفاعيله" أثر"حلقيقة بقدر ما تفهم احلقيقة بوصفها

حرب قد نص على إثبات هذا التعالق كما هو واضح إال أن ما مل يفعله، على التحديد، هو تدقيق صيغة ومع أن علي عتبار أن " أثر"فالقول إن احلقيقة . التعالق، وإحكام صورة املصافحة مفتاح " األثر"للحدث، ال يذلل اإلشكاالت بقدر ما يؤججها

لكن املؤلف ال يبدو عابثا حبجم . ناطق اإلعتام واالشتغاالت االستعاريةمفهومي ينطوي على الكثري من الكثافة والطيات وماإلزعاجات اليت ميكن أن يسببها ذلك ما دامت وجهته، يف األفق التفكيكي الذي ميخر عبابه، هي وجهة العقل األقل معقولية،

34اغماواملفهوم األقل مفهومية، واخلطاب األقل تنصيصا، والكائن األقل متاثال ووحدة وتن

: كمال أبو ديب ومجاليات التجاوزا على النصوص، حيث حاول حتديد مظاهر " كمال أبو ديب"بدأ لبنيوية وأفكارها وتطبيقا مشروعه النقدي مطمئنا

ا املناهج البنيويةـ لكنه سرعان ما حتول من النسق شعرية النص وتقدمي آليات واضحة للتحليل، معتمدا على األنساق املغلقة اليت أفرز

28

االنتقال االبستيمولوجي من فكر الوحدة إىل فكر التجاور والتعدد من / أصول هذا الشك" أبو ديب"رح يش. املغلق إىل األثر املفتوحوكان بني أبرز اإلشكاليات اليت واجهتين '': خالل أعماله السابقة اليت سعت لتشتغل يف ميدان الشعرية مبفاهيم البنية والوحدة، فيقول

ويف مراحل مبكرة من عملي بدأت أفكر عن موقف متشكك بل (..) يال االنصهاري جدوى مجاليات النابعة من مفهوم الوحدة واخلرافض أحيا للوحدة وجلماليات الوحدة، وأدعو إىل السعي الكتشاف مجاليات التشظي والالتناغم، مدعيا أن مجاليات الوحدة تتجذر

ارت ومل تعد تصوغ موقف اإلنسان املعاصر من أصال يف رؤية رومنسية صوفية لإلنسان والطبيعة واملا وراء، وزاعما أن هذه الرؤية قد ا .35''الوجود أو من اآلخر أو من نفسه أو من العمل اإلبداعي ذاته، ال على صعيد التلقي وال على مستوى اإلبداع

وي الذي يرى العامل يف رؤ تناسقية جاء ليؤكد الالتناغم هذا املوقف املنقلب عن الفكر احلداثي البنيوي الشمويل الطوتناغم العامل والوجود، وذلك ما يعرب عن انقالب املوقف الفكري أليب ديب يف زمن ما بعد احلداثة؛ زمن انكسار النصي واللتشظي والتجاور / احلداثيات ت الصغرى اليت تقرأ العامل يف ال جتانس وتصبح اجلمالية قائمة وحتدد ت الكربى، وبزوغ السرد السرد

.لنسق والبنيةال

ملوازاة مع حتوالت الشعرية العربية على مستوى األشكال " كمال أبو ديب"واظب على التفكيك قراءة وممارسة نقدية، واملضامني، من العمود القصيدة إىل الشكل احلر الذي طرأ على الكتابة الشعرية منذ اخلمسينيات، وقد حتمت هذه التحوالت على

لتفكيك، النقد جتديد وتطوير معطياته اخلاصة، ونلحظ ذلك يف اجلهود النقدية لكمال أبو ديب الذي يبدو متأثرا التأثر العميق الختالف مقابل " مجاليات التجاوز"خاصة يف كتابه لكثرة مقابل الوحدة، و الذي انبثق من صورة للفكر منزوعة املركز، حتتفل

لتشظي مقابل النسق، أي هو كتا الشجرة، املراتيب، املكتمل ، الكالسيكي، واملردود إىل نواة مركزية –ب يناوئ الكتاب التماثل، و . متثل نقطة األصل

بوصفه مصطلحا يرتكب من " اجلذمور"الذي اخرتع مصطلح " جيل دولوز"أيضا مببدع املفاهيم " أبو ديب"يذكر فكر ري حمدود حبيث تلغى البداية والنهاية ومتتلك كل فقرة منه قابلية الربط تعددية املداخل وتكون كل الكتابة فيه ضمن عدد من األبعاد غ

القاموسية، وابتكارات البناء اليت تسقط يف حماكاتية ترتكز الكتابة اجلذمورية على احليل الطوبوغرافية والرباعات. 36ية فقرة أخرىذه الطريقة كثريا، وقد كرس . ة تقنيةصورة، أو نرجسي/ موجهة حلل عرى وحدة مدعمة يف بعد آخر من أجل كتاب كتب دولوز

مناخات هذه الطرائق من التأليف بدعوته إىل موت املؤلف وبداية الكتابة كأثر عن إنتقال من حقبة لوغوسية األبعاد إىل " دريدا" .مشهد متمركز على املستوى املعريف

ينحو . أن تكون الكتابة متمركزة على املستوى املعريف يعين أن تسري يف مناحي شىت خمتلفة، ألن للمعرفة مداخل عديدة، حيث يتناغم اجلانب الشكلي مع اجلانب املعريف، وذلك من أجل "مجاليات التجاوز"على شاكلة هذه الكتابة يف " كمال أبو ديب"

ا من تدفقات لعب حر يف حركة الدوال ضمن الصفحة املكتوبة، إىل جتاوز النص بلورة شعرية جديدة تنطلق، يف املست وى من مستو . األديب حلدوده واخرتاقه جملال النص النقدي

الستناد إىل مآخذ التفكيك، " كمال أبو ديب"لرغم من إقبال على فلسفة التفكيك، فقد سعى إىل جتاوز فكر دريدا ت على تناقض التطبيق الدريدي على النصوص ملا كانت املقوالت النظرية قد أقرته، " أبو ديب"النقد يركز ففي مستوى من املستو

29

إىل أن اللغة ال تقول ما تريد أن تقوله، وأن هناك يف النصوص األدبية مساحة أساسية تلعب فيها املفارقة " دريدا"فبينما يذهب عند املمارسة، حياول أن يؤكد هذه األفكار بواسطة " دريدا"يالحظ أن " أبو ديبكمال "ويتكفل النقد بكشف هذه التناقضات، فإن

ا تقوله، خمالفة بذلك تصورها النظري القائم على درة كل ما تزعم أ لغة حامسة ال متتلك أدىن درجات اهلالمية، لغة تقول بقطعية ا تريد أن تقوله ق التفكيك الذي يقوض مرتكزه التصوري بطريقة مضحكة كما يرى هذا هو مأز . 37استحالة أن تقول اللغة ما تزعم أ

.38أبو ديبا " أبو ديب"جيانب مل تكن قطعية، ألن احلديث " دريدا"الصواب يف حكمه على التفكيك، فلغة التفكيك اليت كان ينطق

قصاء بىن حمددة من اللغة، وهذا ما كان حياربه يف األساس، ويظهر احلكم الضيق لكمال يف "دريدا"بلغة قطعية يدفعه افرتاض مسبق على أي مستوى يضع دريدا مقولته عن املعىن؟ على : ما ال يسأله الدرس النقدي لدريدا هو التايل'': موضع آخر، حينما يقول

عىن عند ذلك أن سؤال امل. املسألة هنا يف سياق قاصر كما يبدو" أبو ديب"يضع 39''مستوى الكلمة أم اجلملة أم النص املكتملت املقرتح األلسين احملصور . كلمة، مجلة، نص: دريدا مطروح يف مستوى أمشل من مستو

شئ من منزع ألسين، شأنه يف ذلك شأن " كمال أبو ديب"إن حكم التناقض الذي حيكم به على التفكيك يبدو أنه لنسبة إىل األلسين غرضا خصوصيا، إن مل يكن نظاما إذا كانت اللغ'': األمر قائال" بول ريكور"عديد النقاد يف الغرب، يوضح ة

مستقال من الروابط الداخلية اخلالصة، حبسب تعبري هجلمسلف، فإن جممال كامال من املسائل األساسية حول اللغة تستبعد عندئذ لعمليات املنطقية اليت ال ميكن ردها إىل أي من ا: منها قبل كل شيء. من األلسنية لبنيات اللغوية، أو بشكل أعم، عالقة عالقة اللغة

لواقع يت عالقة اللغة لثقافة عموما، وبعدها وبصورة خاصة لوقائع األخرى من جمال االتصال االجتماعي، و أن : االتصال اللغوي ا، تلك هي وظيفتها األساس؛ هذه املسألة الضخمة هي املسأل ة اليت ميكن وضعها حتال أو تسند اللغة إىل مطلق شيء آخر غري ذا

كلما ارتقت اللسانيات لكي تصبح علما، بفضل النقاء، كلما طردت : لكن هذه املسألة تثري مفارقة. السند أو املرجع: حتت عنوان .40''من حقلها ما يتعلق بعالقة اللغة بغريها من اجملاالت

، ألن غاية اللسانيات الكشف عن كيفية حتقق يعي دريدا هذه املسألة إذ يشتغل يف جمال أوسع من جمال فاعلية اللسانياتهل املعىن أفق ال يتحقق : يتساءل" كمال"املعىن أي القيام برحلة علمية إىل غاية تقرير املعىن بشكل من األشكال، وهذا ما جعل

برمتها للمساءلة، على مستوى الكلمة؟ أم أفق ال يتحقق على مستوى اجلملة؟ أم أفق ال يتحقق على مستوى النص؟ أسئلة مطروحة بل إن اسرتاتيجيات التفكيك تقتضي ". كمال أبو ديب" أما التفكيك فال جيد نفسه مضطرا لالختيار بني البدائل الثالثة اليت يتيحها

هل هذه التساؤالت ضرورية؟: وضع نفسها حتت طائلة سؤال آخر

النقاط اليت خيالف فيها دريدا، فإذا كان دريدا من التساؤالت اآلنف ذكرها التدليل على أحد أهم" كمال أبو ديب"يريد ته املعرفية املتعددة، فإن يثبت " أبو ديب"يرى أن املعىن إرجاء مستمر، سواء على مستوى الكلمة أو على مستوى النص، نظرا إلمكا

، "زئربية املعىن"احث مصطلح يف املستوى األول يطلق الب. إمكان القبض على املعىن على مستوى الكلمة، وينفيه على مستوى النص، ونالحظ أن املصطلح األول من الناحية الشكلية خيتلف عن املصطلح الثاين يف حرف "زئبقية املعىن"ويف املستوى الثاين مصطلح

30

ية هذه مستلهمة من تلك احلركة الدريد" أبو ديب"واحد فقط، لكن ينشأ عن ذلك االختالف تعلق داليل متباين متاما، وتبدو فكرة ).différance( و) différence(البارعة يف التفريق بني مصطلحي

الزئرب والزوبر هو ما يظهر من : زأبروزئربية ال ينفتحان على تواردات غنية يف القاموس''إىل أن زئربية املعىن " أبو ديب"يشري التغري والسرعة : ل داليل واسع يدخل يف مشموالتهيف حني أن الزئبقية تفتح على حق. 41''درز الثوب وزأبر الثوب زأبرة صار له زئرب

، والزئبقية تشتغل )différance(بنحو ما تشتغل به لفظة " كمال"إن الزئربية تشتغل يف مقرتحات . 42واالختالفية والتحرك واملفاجأةيستند على رهان زئربية " دريدا"هو أن " أبو ديب"وفحوى ما يلح عليه ). différence(على الشاكلة اليت تشتغل عليها لفظة

لعالمة ، لكنه عندما يباشر النصوص مباشرة تطبيقية فإنه يتخلى على زئربيته اخلاصة العالقة اللغوية حني يطرح املسائل طرحا نظرتفريق صطناع ال" أبو ديب"إن ما يسعى إليه. اللغوية ليطبق يف مستوى آخر هو مستوى زئربية النص ال زئربية كل عالمة على حده

ن إرجاء املعىن ميكن أن يتحقق على مستوى النص ككل، غري أنه من املتعذر حتقق هذا الالمتناهي على مستوى األرجاءهو القول ، وذلك ما يربر تباينه مع "دريدا"ولعل ما يدفع مسعاه هذا هو رغبته يف التفوق وإنشائه سياقات مقارنة بينه وبني . الكلمة املفردةن الناقد املنسجم يف طروحاته النقدية غري مرغوب فيه داخل الطرح الدري دي يف بعض جوانبه وحماولته جتاوز التفكيك أيضا، مؤمنا

.املقوالت اليت تؤسس لالختالف، وختلق تعددا يف التعدد ذاته

:خامتةا تشرتك يف نقطة هامة، وهي إعادة حلحلة املفاهيم إن النماذج التفكيكية اليت طرحناها ورغم تباين جماالت اهتمامها، إال أ

رخيية خمتلفة صامتا يعاين الوثوقية النقدية حىت املستقرة خللق االختالف والتشكيك يف املسلمات اليت جعلت النقد العريب يف فرتات لوثوقية كالتفكيك مثاليف تلقيه للمقا ت النقدية اليت ال تؤمن سات مل تتجاوز الرتمجة والفهم يف تلقيها للتفكيك، افعديد الدر . ر

سقاطات نقدية قاصرة على ممارسة التفكيك فتناقضت مع روح فعوضا أن تقوم بتفكيك الفهم توقفت عند فهم التفكيك، راضية عتباره فكرا ال يتوافق مع طبيعة اخلطاب والنص العريب، وهي التفكيك ذاته، ولعل هذا أدى إىل نشوء دعوات مناهضة للتفكيك

ها استطاعت جبهودها النقدية أن جتدد –على سبيل املثال ال احلصر –دعوات بعيدة عن الصواب، بدليل أن النماذج اليت ذكر .الفكر يف خمتلف اجملاالت املعرفية

:اهلوامش

                                                             .1991، 1دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، املغرب، ط جماوزة امليتافيزيقا،_ عبد السالم بنعبد العايل، أسس الفكر العريب املعاصر 1 .20، ص املصدر نفسه2 .90، 89املصدر نفسه، ص ص 3 .13، ص 1985الرتاث واالختالف، دار التنوير، بريوت، _ عبد السالم بنعبد العايل، هايدغر ضد هيغل 4 .93، 92، ص ص املصدر السابق5 .134، ص ص نفسه6 .30ص ، 1992، سبتمرب 5، مج2جملة عالمات يف النقد، جدة، جعبد السالم بنعبد العايل، الرتمجة واالختالف، 7

31

                                                                                                                                                                                                 .303، ص املرجع نفسه8ط، سعبد السالم بنعبد العايل، الرتمجة واملثاقفة، 9 .8ص ، 1989نوفمرب، - ، أكتوبر62/ 61، ع6جملة الوحدة، الر

.50، ص 2019، 1عبد السالم بنعبد العايل، القراءة رافعة رأسها، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، املغرب، ط 10 .17، ص املرجع السابق11 .29عبد السالم بنعبد العايل، الرتمجة واالختالف، ص 12 .30، ص املرجع نفسه13 .10، ص 1995، 1الدار البيضاء، ط/ نقد الذات املفكرة، املركز الثقايف العريب، بريوت: علي حرب، املمنوع واملمتنع 14 .7، ص 1993، 1علي حرب، نقد النص، املركز الثقايف العريب، بريوت، الدار البيضاء، ط 15 .2000، 1الدار البيضاء، ط/ ، املركز الثقايف العريب، بريوتاملمنوع واملمتنع: علي حرب، النص واحلقيقة16 .84، ص 1998، 1ار البيضاء، طالد/ علي حرب، املاهية والعالقة حنو منطق حتويلي، املركز الثقايف العريب، بريوت 17 .33، ص 2010بريوت، / علي حرب، املصاحل واملصائر صناعة احلياة املشرتكة، منشورات االختالف، الدار العربية للعلوم، اجلزائر 18 .34املرجع نفسه، ص 19 .33، 3املرجع نفسه، ص 20 .135، 134ص ص ، 2005، 1الدار البيضاء، ط/ املركز الثقايف العريب، بريوتعلي حرب، نقد احلقيقة، 21 .248، 237ص ص ، 1998، 1دار الكنوز األدبية، بريوت، ط، حوارات وحماور: علي حرب، الفكر واحلدث 22ت الفكر 23 ت نقدية وسجالية: علي حرب، أسئلة احلقيقة ورها .97ص ، 1994، 1دار الطليعة، بريوت، ط ،مقارشرونعلي حرب، املصاحل واملصائر، 24 .31ص ، 1، ط2010اجلزائر، / منشورات االختالف، بريوت/ الدر العربية للعلوم .24، ص 1995، 1الدار البيضاء، ط/ نقد الذات املفكرة، املركز الثقايف، بريوت: علي حرب، املمنوع واملمتنع 25 .134علي حرب، نقد احلقيقة، ص 26 .63قد النص، ص علي حرب، ن 27 .136، ص املصدر السابق28 .86، 85ص ، 2008، 1الدار البيضاء، ط/ املركز الثقايف، بريوت، حنو منطق حتويلي: علي حرب، املاهية والعالقة 29 .125، 79، ص ص 1994، 2، جملة النص اجلديد، نيقوسيا، ع)علي حرب بني االستثمار واالحتكار(ميجان الرويلي، ثرثرة احلرية أم حرية الثرثرة 30 .24، ص نقد الذات املفكرة: علي حرب، املمنوع واملمتنع 31 .59، ص 1997، 1، دار الكنوز األدبية، بريوت، ط)حوارات وحماور(علي حرب، الفكر واحلدث 32 .8، ص املصدر نفسه33 .201، ص املصدر نفسه34 .19ص ، 1997، 1ار العلم للماليني، بريوت، طد، أو تشابك الفضاءات االبداعية كمال أبو ديب، مجاليات التجاوز 35ألف سطح، وقد : الرأمسالية والشيزوفرينيا: كاظم جهاد، والنص هو فاحتة اجلزء الثاين من مؤلفهما املشرتك: جيل دولوز وغيتاري فيلكس، اجلذمور، ترمجة 36

.35، 33ص ، 1996، أفريل 6وداعا دولوز، جملة نزوى، عمان، ع. قطب الفلسفة الفرنسية اجلديدة_ جيل دولوز: نشر املرتجم هذه املقدمة ضمن .78، 77، ص ص املصدر السابق37 .64املصدر نفسه، ص 38 .ن صاملصدر نفسه، 39 . 15، ص 1989، خريف 8علي مقلد، جملة العرب والفكر العاملي، مركز اإلمناء القومي، بريوت، ع : بول ريكور، فلسفة اللغة، ترمجة 40شرونبطرس البستاين، حميط احمليط، 41 .265ص ، 1993، بريوت، لبنان، املكتبة العربية للعلوم .88كمال أبو ديب، مجاليات التجاوز، ص 42

32

املعاصر ومسألة املثاقفةاحلديث النقد العريب Modern and contemporary criticism and the issue of intellectuals

أستاذ حماضر أ/ بوخالفة إبراهيم )تيبازة(املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا

:امللخصفالثقافة ال ميكنها أن تعيش يف . إن تواصل احلضارت والثقافات سنة كونية ال يعرض عنها جمتمع ما، إال ويكون مآله الزوال

ا الذاتية، فال بد من االحتكاك آلخر الفضاءات املغلقة، وال ميكنها أن تتنفس هواء ال يتجدد، كما ال ميكنها أن تتطور مبحض قدرا .ل تطوير الذات وجتاوز القصور والضمور الذي يعرتي األجساد بفعل سوء التغذيةمن أج

لثقافة الغربية احلديثة من خالل جتربة االستعمار، مث من خالل البعثات والثقافة العربية، مثلها مثل بقية ثقافات العامل، احتكت منهم من دعا إىل التماهي املطلق . هب شىت يف موقفهم من التماس مع الغربالعلمية والرحالت البينية، وذهب املثقفون العرب مذا

ديدا ملعامل اهلوية العربية واإلسالمية، وم عتباره نهم معه، وإحداث قطيعة معرفية مع الذات، ومنهم من دعا إىل اإلعراض عن الغرب ول أن نسلط الضوء على معامل املثاقفة مع الغرب ومصائرها التارخيية ويف هذا املقال حنا. من اعتدل يف موقفه، وأخذ العصا من الوسط .بدءا من عصر النهضة وإىل ختوم األلفية الثالثة

.املثاقفة؛ احلداثة؛ ما بعد احلداثة؛ الثقافة؛ االستشراق؛ النقد؛ النقد الليبريايل: الكلمات املفاتيحAbstract : The communication and the continuation of barriers and cultures is a cosmic universal year that no society expose unless it has disappeared. Culture cannot exist in enclosed spaces it can’t breathe air that’s not renewed nor it develop by its own capabilities ( abilities ). So it’s necessary to contact and rub each other for self development and transcend the inertia and atrophy of bodies caused by malnutrition The Arab culture is same as the rest of the world cultures it has come into contact with modern western culture and through the experience of colonialism and then through scientific missions and religious journeys. These Arab intellectuals have various doctrines in their attitude towards contact with the western culture. Some of them called for absolute identification and the creation of a break with self knowledge. And some of them called for a retreat from the western culture as a threat to the features of Arab and Islamic identity. And some of them straighten in the position of taking the stick from the middle In this article we try to shed light on the features of culture intellectual with the western and its historical destinies from the renaissance to the boundaries of the third millennium. Key Words: Intellectuals,Modernism, postmodernism, Culture, Orientalism, Criticism, Liberal

Criticism. :مدخل عام

. يف البدء ال بد من اإلقرار أنه ال شيء يقتل الثقافة كالعزلة عن حميطها اخلارجي، بدعوى احملافظة على اهلوية والنقاء الثقايف ت . ، مثلها مثل األفكار هي كائنات مهاجرة وعابرة للحدود، وهي إن صح التعبري أجسام مغناطيسية تعلق ببعضها عن بعدوالنظر

ا ا مل تتمكن من احملافظة على لو لنموذج األصويل، غري أ لقد كانت الثقافة العربية يف عهدها األموي من أشد الثقافات متسكا

33

ين . ة والثقافية العميقة اليت مست األمة العربية يف عمقها احلضاريبسبب التحوالت االجتماعي لرتاث اليو فاتصل العلماء العرب لذكر يف جمال النقد األديب لعاملية وحصلت عمليات مثاقفة يف كل جماالت املعرفة، وخنص إن مثل هذا التواصل . الذي كان حيظى

اة جديدة وفتحت آفاقا فكرية ومجالية مل تكن معهودة يف النصوص القدمية اليت تعود بنا إىل العصر واحلوارية أكسبت النقد العريب حي .اجلاهلي

وجد العرب . إن الذي حصل يف مطلع القرن العشرين وما تاله من عصور أدبية يف الوطن العريب هلو شبيه مبا أشر إليه أعاله اأنفسهم أمام تراكمات معرفية ومجالية ون ومع التماس الثقايف واالنفتاح السياسي بني الشرق والغرب نشطت . قدية ال عهد هلم

واحلديث هنا متعلق مبناهج النقد األديب بني ضفيت املتوسط، والنظرت اجلمالية والنقدية املهاجرة . عمليات املثاقفة عرب قنوات متعددةأدبية إشكاليات ابستيمولوجية ونقدية - لتماس املتسارع واملتعالق مع عوامل خارجلقد طرح هذا ا. طوال وعرضا بني العرب والغرب

رها على اهلوية احلضارية للعرب؟ هل حنن فعال عاجزون . مؤرقة ما هي أسباب التبعية اليت وجد أنفسنا حياهلا جتاه اآلخر؟ ما هي آزون عن إبداع حداثة عربية بعيون عربية؟ تلك هي أسئلة هذه املداخلة عن الوالء ألصولنا دون التفريط يف احلداثة؟ هل حنن عاج

بعة من قناعات ذاتية وأخرى متسلطة ومهيمنة .احلفرية حبثا عن وضع مريح للناقد العريب املوزع بني إيديولوجيات لقد عجز . ة، وأخرى وطنية خاوية أو تكاد تكونغربية قاهر املثقفون العرب اليوم يف وضع ال حيسدون عليه، موزعون بني خيارات

الختالف عن سواها واملشكلة هو أن . الطابع الكوين للعلم واملعرفة رغم .رواد النهضة عن إجياد صيغة حلداثة عربية متميزة، وموسومة ن واحلضارات اآلسيوية، وأفرغوها . الغرب ال يصدر علما دون إيديولوجيا، وال تكنولوجيا دون قيم لقد نقل العرب حداثتهم عن اليو

عجز كما نقل الغرب احلديث حداثته عن املسلمني وأسبغ عليها روحه األوروبية؛ فهل. من حمتواها الروحي، وجعلوها عربية خالصةخذونه عن الغرب على املصفاة احلضارية، أم أن ذلك ال يعنيهم؟ هذا ما سنجيب عنه يف هذه املداخلة العرب احملدثون أن ميرروا ما

.وهللا من وراء القصد :اآلليات واحليثيات: املثاقفةعتباره ، مصطلح معروف يف الذاكرة اللغوية للعرب منذ عصر ال)Acculturation(املثاقفة العالقة الثقافية املتبادلة مع "تدوين،

ريخ املصطلح القدمي يشري إىل وضعية أخرى لعملية املثاقفة 1"احلضارات األجنبية يف عصر النهضة العربية فقد كانت تعين . غري أن .تبادل املعرفة والثقافة بني طرفني داخل حضارة واحدة، ويف إطار لغة مشرتكة

عتباره حالة أنطولوجية، املثاقفة هي ذا االختالف، والقبول به التماس بني ثقافتني خمتلفتني، من حيث اللغة والقومية، والوعي ، ومرغو فيه، . وحماولة اإلفادة من هذا االختالف، واستثماره يف معرفة الذات من خالل اآلخر ومن شرطها أن يكون التواصل إراد

رخيها . ة وانثروبولوجية وسياسية وأخالقيةومن ورائه أهداف معرفي من هذه الناحية فهو احتكاك حضاري، أفادت منه الشعوب عرب الطويل، وال يزال هذا التماس موصوال على قدم وساق، بل إن الوعي به ال يزال يتعاظم بتعاظم وظيفة املعرفة يف حياة البشر، وحركة

. التنوير األبديةتم ملثاقفة بني الشرق والغرب احلديثني، وأثر تلك املثاقفة يف جمال النقد األديب بشكل خاص، وإن كان سوف يف هذه املقاربة

يت يف مرحلة متأخرة عن . هذا األخري ال ينبت يف أرض عذراء من العلوم واملعارف غري األدبية إن النقد األديب نشاط بعدي، غري أن هذا ال ينتقص من أمهيته القصوى يف تطوير العقل البشري ومداركه العامة . إلنسانية عمومااألنشطة املعرفية يف العلوم ا

وهو ال ينفصل عن النقد االجتماعي أو الفلسفي أو التارخيي، فكل تلك األنشطة تصدر عن ملكة العقل والذاكرة اجلمالية . واخلاصةا العمليةاليت تراكمها اجلماعة الثقافية خالل نشاطه حنن إذا يف عصر زوال احلدود بني التخصصات، وتواشج كل . ا العلمي وممارسا

لغ التعقيد ت األوىل . أصناف املعرفة يف كل واحد مرتاكب، يف تشكيل ابستيمولوجي ومن هنا، فإننا سنحاول القبض على البدا

34

لقوة لعمليات االحتكاك بني العرب والغرب احلديث، انطالقا من الظا هرة االستعمارية، وهي وإن كانت يف شقها السياسي استحواذ ا يف شقها املعريف كانت دخوال طوعيا يف عمليات مثاقفة ميش وإلغاء للوجود، إال أ على األرض، وما يتبع ذلك من عمليات قمع و

لعرب، وأحل دف جتاوز حالة القصور والركود اليت أملت تطويلة املدى، م سلسلة من اهلزائم والنكسات على كل املستو .قت أنه استفز الوعي العريب ونبه إىل حالة الركود احلضاري اليت أملت -إن صح أن تكون لالستعمار حماسن-إن من حماسن االستعمار

م يف مؤخرة الركب احلضاري .لعرب، وألقت لقد كان بدافع . املثاقفة من قبل الطليعة العربية مل يكن يف جوهره معرفيا وإمنا كان سياسياإننا نؤكد وبكل يقينية أن الدافع إىل

وسندعم ما ندعيه . سؤال النهضة، واخلروج من التبعية السياسية للغرب الكولونيايل، واإلفالت من قبضة املركزية الغربية املتغولةلقد كان الكل يبحث عن . العزيز، وجابر عصفور، وقبلهما طه حسني ومجاعة الديوانبشهادات ملثقفني عرب، من أمثال محودة عبد

قد، دون االنسالخ عن . اخلالص القومي ولكن كل على شاكلته هنالك حمافظون يدعون إىل التفاعل على الثقافة الغربية بعقل . ملظلمبينما يدو آخرون إىل التخلص من كل ما يعود بنا إىل املاضي ا. الذات

بعد جتربة االستعمار، وتفكيكه بفضل حركات التحرر، انبثقت إىل الوجود فئة من املستنريين العرب، ممن أفادوا من لغة املستعمر إن الوضع احلضاري . وحداثته وعلومه، وراحوا يناضلون من أجل حترير العقل العريب من سباته، وحيررون الثقافة العربية من أساطريها

. وهذا هو الوضع الذي ولد أسئلة النهضة الكثرية. رب هو سبب جلب االستعمار، وهو الذي أبقى األمة العربية يف مؤخرة األممللعوتعلم املشرقيون علوم الغرب بكل . من أجل ذلك انطلقت البعثات العلمية إىل الغرب، وكان الشرق األوسط سباق إىل هذه البعثات

ا، وكل يف خت متفرعا م إىل أوطا غري أن اإلشكالية الكربى . وانطلقت بعد ذلك، وبشكل مبكر، حركة الرتمجة. صصه، ونقلوا جتارخذ بعني االعتبار اخللفية احلضارية رت على مصر، مل بليون بو هي أن جهود النهضة اليت انطلقت مبكرا، ورمبا بدءا من محلة

لغرب انطالقا طرة احلداثة للعرب، واتصلت من فراغ ثقايف مفتعل، وهو األمر الذي شكل قطيعة ابستيمولوجية مع الرتاث، فرضها أالعربية، وانبثقت عنها معركة نقدية بني مشروعني للنهضة، أحدمها حمافظ يقف موقفا نقد من احلداثة الغربية على غرار عبد العزيز

إىل االنفتاح على الغرب واقتفاء أثره، وأوهلم الليبرياليون األوائل من جيل طه حسني وحسني محودة، وكل علماء األزهر، واآلخر يدعو دي احلداثيني العرب ويتزعم عتبار وأن املعرفة ذات طابع كوين، على غرار ما يدعو إليه هم مروة وحممود أمني العامل ومن حنا حنوهم،

ب وأصبحت التصني. جابر عصفور وكمال أبو ديب فات اجلوهرانية، من قبيل العقل العريب والعقل اجلرماين، والعقل األمريكي من وقد تعزز هذا املوقف مع حركة العوملة احلثيثة، اليت قضت على كل األصوات الناشزة، واملعارضات . األساطري اليت عف عليها الزمن

.العاملثالثيونالقضا القومية سيئة السمعة اليت يثريها ; املزعجة،ا . لقد ذاب الكل فيما يسمى الثقافة العاملية اليت ال تعدو أن تكون أمريكية فمع مطلع األلفية الثالثة تراجعت أورو عن قياد

يمنة اللغة االجنليزية على كل اللغات احلية .للحضارة العاملية لصاحل أمريكا، وترجم ذلك ن الثقافات األقلوية داخل الثقافة لقد كان للعرب حا لة مثاقفة مع حضارات أجنبية ومل يكن األمر على ما هو عليه اليوم من ذو

نية وعلوم الطبيعة . املهيمنة حلاجة امللحة للتواصل مع الثقافات األجنبية، فرتمجوا الفلسفة اليو بعد تبلور مرحلة التدوين شعر العرب م مل يقفوا موقف املنبهر والعاجز، بل طوروا ما تلقوه وأسبغوا عليه الطابع العريب، وروجوه . ا شابه ذلكوالكيمياء والفلك، وم غري ألغة التعقيد وكثرية، . للغرب، بدل احتكاره ا لعناصر أجنبية ومع توسع الثقافة العربية طوال وعرضا، ومع تشعب فروعها، واستيعا

نت اللغة العربية على قدر ة عجيبة على استيعاب احلداثة وكل ما هو غريب وعجيب، كما كشفت عن طاقات علمية خالقة من أا للمصطلح العلمي على غري العادة قد أكسب اللغة العربية اخلربة "ومن املؤكد أن اتصال العرب بقوميات غريبة عنها . خالل استيعا

لدال الت الوجدانية والعواطف اجلياشة، إىل لغة تستوعب الدالالت العلمية بكفاءة املناسبة لكي تتحول من لغة تداولية، مشحونة

35

لغ األمهية من الناحية الثقافية. 2"عالية فقد كانت الثقافة اإلسالمية . لقد كان التعدد اإلثين الذي انبثق عن الفتوحات اإلسالمية، ن واملمارس ات الثقافية واإلنتاج األديب بشكل عام، وأفضى ذلك إىل ثقافة كونية زادها االنفتاح متساحمة مع التعدد اللغوي وتعدد األد

وأضحت اللغة العربية أكثر قدرة على التجريد وصياغة النظرت، واستنتاج القوانني يف كل . على الغريب واألجنيب ثراء وعمقا وقوةفالعزلة تقتل الثقافة وتوهنها، وتعيق تطورها . قاطعا على أمهية االنفتاح على اآلخرلقد كانت تلك الوقائع الثقافية دليال. جماالت املعرفة

لية الثقافية اليت ال خيطئها اإلدراك يف زمن تغول الغرب، بزعامة أمريكا حنن إذا . ومتنع جتددها، وبذلك يسهل اخرتاقها من قبل االمربمشهد قدمي، يعود إىل القرون الوسطى، ملا كانت احلضارة اإلسالمية مهيمنة علميا . بإزاء مشهدين خمتلفني للمثاقفة بني الشرق والغر

وعسكر وثقافيا على كل شعوب األرض، بينما املشهد احلديث يقف فيه العرب موقف الضعيف واملتطفل على احلضارة الغربية، وقد .اع اجملد الغابرأنساه ضعفه يف قواه الكامنة، وزهده يف العمل على اسرتج

:جهود املثاقفة يف عصر النهضةرخيية كثرية على تصدر مصر حركة النهضة العربية احلديثة، بفعل احتكاكها املبكر مع الثقافة الغربية من خالل محلة تضافرت عوامل

رت يف القرن الثامن عشر نوع من االحتكاك الثقايف، االحتكاك بني أحال أنثروبولوجيو العشرينات االستعمار إىل "لقد . بليون بولدرجة األوىل، فقد كانت أول من أشرف .3"ثقافات خمتلفة ومبا أن مصر هي أوىل الدول اليت وقعت حتت طائلة االستعمار الثقايف

بليون مبصر، كانت مرفقة جبيش من العلماء يف كل . على حركة التنوير على الطريقة الغربية . جماالت املعرفة العلمية ملا حلت محلة إن التأسيس لنظرية نقدية حديثة، كان يف حاجة إىل خلفية حضارية غري تقليدية، فالبيئة العربية بشكلها القدمي كانت عاجزة عن

عتباره نشاطا عقليا ومجاليا ومعرفيا ال يتشكل إال ض. إبداع أو تقبل معرفة حديثة من أرضية اجتماعية وسياسية إن النشاط النقدي إن . "معينة، وقد أريد هلا أن تكون امتدادا حلركة التنوير اليت هزت اجملتمعات العربية غداة انسحاب االستعمار من األراضي العربية

تمثل يف األخذ من مصدر آخر بداية النقد يف هذا العصر كانت تتطلع إىل االتصال مبرجعية معرفية جديدة تنقلها إىل العامل اجلديد، تإن العقل العريب قبل أن متر عليه أنفاس الغرب مل يكن قادرا على تقبل . 4"غري الثقافة العربية التقليدية، ذلك هو الثقافة األوروبية

ت الغربية احلداثية أن بعبارة أخرى، يتوجب على املثقفني العرب، وقبل جلب النظر . مقوالت الفكر الغريب يف كل جماالت املعرفةإن الثقافة بكل . فخارج هذا اإلطار ال ميكن للنقد الغريب أن يستقر يف العامل العريب. جيلبوا إطارها االجتماعي والتارخيي والسياسي

ا يف أي بقعة فتنبت وتثمر وتزهر ا ليست حبو زراعية نلقي على سبيل على سبيل إن نظام اإلنتاج الرأمسايل . أشكاهلا وكل جتليا، ألنه متواشج مع سلسلة من التحوالت التارخيية ذات الطابع الثقايف واالجتماعي، و ال املثال مل يكتب له الظهور والنجاح إال يف أورو

عتبار . ميكن استالله منفردا، وصبه يف جسم اجتماعي غريب، ألنه لن يكتب له النجاح ها جنسا أدبيا خذ الرواية على سبيل املثال، إنه مل يكتب هلا النجاح والشيوع يف العامل العريب، إال بعد أن أخذ النظام الرأمسايل موطئ قدم يف الشرق . دخيال على الثقافة العربية

يف الرواية هذا النظام الرأمسايل، حىت وإن كان هجينا، فقد تزعمته بورجوازية عربية وجدت . األوسط، مث امتد يف دول عربية أخرىا، فتلقتها وتبنتها متاشيا مع حركة التثوير اليت وضع فييها الوطن العريب، بدرجات متفاوتة . جنسا أدبيا يستوعب مهومها وطموحاا ملحمة بورجوازية، قد تولدت نتيجة أفول جنم امللحمة املوصول ه وهكذا جند أنفسنا مشمولني بتعريف جورج لوكاتش للرواية على أ

وهذه الشروط التارخيية هي . فتارواية مل يكن هلا أن تولد إال يف جمتمع بورجوازي، أو طبقي، حيكمه منط إنتاج رأمسايل. حبقبة اإلقطاعومل يكن للرواية العربية أن تشيع وتنجح يف الوطن العريب لوال أن االستعمار الذي دمر أمناط اإلنتاج ما قبل . سليلة اجملتمعات الغربية

كما أنه أنشأ حداثة هجينة وضعيفة . الرأمسايل يف الدول العربية اليت احتلها، وأحل بدهلا أمناط إنتاج شبيهة بتلك املوجودة يف املرتوبولا فالغرب الذي سخر كل . يف مستعمراته العربية قادرة على استقبال منتجات احلداثة الغربية، واستهالكها دون القدرة على حماكا

36

وإعالمييه ومبشريه للدعوة إىل الدميقراطية عرب العامل، قد أقام جهازا قانونيا رهيبا من أجل منع هذه الدميقراطية يف مستعمراته، جيوشه .ألن ذلك هو النقيض املطلق لوجوده

ل التطور العلمي والنضج يف القرن التاسع عشر، تشكلت حركة النهضة العربية مدفوعة مبا ملسته يف الغرب احلديث من قوة بفض در الطهطاوي . السياسي الذي أفضت إليه الثورة الفرنسية، والثورات العلمية يف فرنسا وبريطانيا وأملانيا وملعارضة هذه احلركة،

ا يف عهد دمحم علي حوايل مائتني ومخسني طالبا ملواجهة حر ) 1801-1813( سيس مدرسة األلسن، اليت بلغ عدد طال كة إىل ستواجه حركة . وقد قام طلبة تلك املدرسة برتمجة بعض علوم أورو احلديثة إىل العربية. النهضة اليت مل تكن علمانية، ومل تكن سلفية

إن العقل احملافظ ال يزال ينظر إىل الكون. التحديث استبداد السلطة العثمانية، واستبداد حمافظي املؤسسة الدينية ممثلة يف األزهرتعين واإلنسان نظرة تقليدية، يف إطار مرجعية دينية حسرية، وترى يف التحوالت العاملية اهلائلة على الصعيد احلضاري حقيقة خاملة، ال

ا البعثات لقد كانت). الرجل املريض(العامل اإلسالمي الذي اختزل يف االمرباطورية العثمانية املتهالكة، واليت وصفها الغرب املرتبص حيتني األوىل هو تشجعهم على االنفصال عن الدولة املركزية، والثانية، حثهم على حتديث : العلمية للغرب عامال مساعدا للعرب من

م على الطريقة الغربية، يف الظاهر على األقل ملعىن الغرامشي وهو مسعى فيه حماذير كثري . بلدا بع ة، إن ما يريده الغرب هو جمتمع ت جمهرية يسهل االنفرا ا ليس أقلها ضرب اهلوية العربية اإلسالمية يف عمقها، وتفتيتها، وليس آخرها تفتيت العامل العريب إىل كيا د

.واحتواؤهاذه احملاذير ومل يروا يف املسألة إال جانبها املشرق غربية واغرتفوا من علومها ولذلك أقبلوا على اجلامعات ال. مل يبال احلداثيون العرب

ا النقدية دون حتفظ ا ونظر ا أن ندخل : "صرح طه حسني قائال. وآدا منذ عوديت من أورو أخذت أفكر يف الطريقة اليت نستطيع نتبني من خالل . 5"سواءاألدب العريب املعاصر يف تيار اآلداب العاملية، وذلك من حيث موضوعه، ووسائله، ومناهج دراسته على ال

على غرار مندور ومجاعة -ال ينوي طه حسني وأشياعه، . هذا التصريح الفكر االستاليب الذي كان الليبرياليون العرب مشبعني بهافة الغربية جلب املناهج الغربية لتجديد الثقافة واجملتمع والعقل الرؤية للعامل، وإمنا يتوقون جلب موضوعات الثق-الديوان واليساريون

م يطمحون إىل غربنة اجملتمعات الغربية . ووسائل سردها وتوثيقها –وهي) Occidentalisation des sociétés arab(إن املنهج الفرنسي هو أدق "ويذهب طه حسني أبعد من ذلك عندما يؤكد . دعوة استشراقية-كما هو معلوم لدى اخلاصة والعامة

ثري احلملة الفرنسية على مصر وما أعقبها من جهود حتديث وغربنة 6" النفساملناهج وأفعلها يف ويبدو أن طه حسني كان حتت م وعقائدهم م واستيهاما م وهزائمهم وخيبا م كل انتصارا م ومرو ت . قد ضمن الغربيون آدا ومن رحم كل تلك السرد

م وآلخريهم. يةواألشعار انبثقت النظرت النقدية الغرب م الكبري. فهي رؤيتهم للعامل، وإدراكهم لذوا وانطالقا من هذه . إمنا متثيل لكواملعطيات لنا أن نتخيل ماذا يعين جلب النظرت النقدية من سياقها الغريب وحلمها يف الواقع العريب لنحلل نصوصا عربية أنتجتها

رخيية غري موت "استعارت الثقافة العربية مقوالت نقدية غربية مثل . لنضرب لذلك مثال. غربيةعقوال عربية، وضمن سياقات وحتيل هذه املقولة إىل مقولة فلسفية سابقة عليها، متعلقة بعدمية نيتشة، . ، وذلك ضمن املنهج البنيوي يف مقاربة النصوص"املؤلف

ن ال. وهي موت اإلله ريخ البشرية كلها، ومن منظور الفكر الغريب اإلحلادي، هي واملقصود من ذلك أن هللا يف األد يت ظهرت خالل م على الفئات املسحوقة، وقد تفطن الغرب بدءا من عصر التنوير إىل هذه فكرة ابتدعها األسياد املهيمنون، من أجل تسهيل سيطر

ن، كما . بيعة بقوة املعرفةاخلرافة، وماتت فكرة اإلله يف الثقافة الغربية نتيجة التنوير وغزو الط وهكذا مل يعد اإلنسان يف حاجة إىل األدلفن واجلمال بدال . مل يعد يف حاجة إىل آهلة بل لقد حتول هو نفسه إىل إله، حيتل مركز العامل، ويشرع لنفسه، ويشغل حياته الروحية

د إىل هذه الفلسفة العدمية اليت تغيب عن الثقافة العربية قدميها إن فكرة موت املؤلف اليت انبثقت عن النقد البنيوي تستن. عن الدين

37

لضرورة إىل استحضار . وحديثها إن استالل هذه املقولة النقدية من حميطها الفلسفي واملعريف وحلمها يف جسد الثقافة العربية يفضي .املبىن واملعىن

لنقد الغريب مقولة موت اإليديولوجيا، وهي إن أخذت بعني االعتبار تفضي إىل استدعى النقد احلداثي العريب يف سياق شغفه عندما طبق مفهوم موت املؤلف حىت على النصوص املقدسة، وقع املفكرون والنقاد العرب يف . "التحرر من قبضة املقاربة التارخيية

ا تفرتض موت الصانع : أبعاد دينية ومعرفية يف الوقت نفسهإشكالية ذات ا متارس تطبيق مفهوم متعال (.....) دينية أل ومعرفية أللتاريخ وامليتافيزيقا وجودا ورؤية، واألمران معا، وموت الصانع وموت التاريخ، : على طبيعة النص العريب والقارئ العريب املشبعني

ومع ذلك، ورغم خطورة احملاذير، فإن احلداثيني العرب سيمضون قدما يف جهود حتديث اجملتمع . 7"ة العربيةيرفضهما منطق الثقافن يف والثقافة على النمط الغريب؛ بل إن جيال كامال من احلداثيني دعوا إىل علمنة احلياة العربية، بكل صورها، وطرحوا خيار الذو

لغة السوءالثقافة الغربية كشرط من شروط الن بعة من عقيدة استشراقية . هضة؛ وهي دعوى كما هو واضح لغرب بعض مناهج النقد اليت مل تكن موجودة يف الرتاث النقدي العريب، من بني ما جلبه رواد النهضة العربية لدى احتكاكهم

أبرز من متثل هذا املنهج وطبقه على نصوص عربية نقصد بذلك التحليل النفسي لألدب؛ و . وتبدو غريبة على جسد الثقافة العربيةإن هذا املنهج يستند إىل خلفية فلسفية نشأت يف بيئة غربية، استفادت من مدرسة التحليل النفسي اليت . كثرية، جورج طرابيشي

فاإلنتاج األديب . الذات اإلنسانيةأسسها سيغموند فرويد، واليت حتيل كل النشاط البشري إىل الليبيدو، وهو الطاقة اجلنسية الكامنة يفإن الفلسفة . كله ودون استثناء متأثـر بدوافع جنسية جيب البحث عنها يف ثنا النصوص، من أجل فهم البنيات العميقة لألدب

ظرت غريبة على الفكر فهي كما نرى ن. اإلسالمية ال تتقبل أن يكون اإلنسان نتيجة لدوافعه اجلنسية أو لرغباته اجلنسية املكبوتة . العريب، استـلت من بيئتها الفلسفية واملعرفية وحشرت حشرا يف بيئة عربية

من بني املناهج النقدية اليت جلبها النقاد العرب من الغرب النقد املاركسي، وهو من جتليات احلداثة الغربية اليت دمرت أنساق لعامل االقتصادييفس. املعرفة القروسطية يف الغرب فكل دوافع . ر املنهج التارخيي سليل النظرية املادية للمعرفة كل النشاط البشري

مش العوامل النفسية والروحية والثقافية عن تفسري التاريخ إن كل حروب . السلوك البشري ذات طبيعة اقتصادية، مادية، بينما يستند هذا التفسري بدوره إىل مقولة . خري هي قتال مرير حول املصاحل والغنائم املاديةاإلنسان هي بسبب الصراع الطبقي، وهذا األ

جيادل ماركس أن الوضع املادي للبشر هو الذي حيدد . فلسفية ماركسية ذات أبعاد خطرية يف حالة تسللها للوعي العريب واإلسالمينتيجة بيولوجية وكيميائية جلملة الشروط املادية اليت ينتجها وضعه يبدو اإلنسان من خالل هذا القانون. وعيهم، وليس العكس

وواضح من هذه املقدمات أن الفلسفة اليت ختلق يف جوفها املنهج التارخيي املاركسي هي فلسفة غريبة على العقل العريب، . الطبقينسجام املكو ليس وعي البشر انعكاس مرآيت لوضعه املادي، والذي . ننيالذي يؤمن أن اإلنسان هو مادة وروح، وال تصلح حياته إال

وإن هذا األخري كائن متعدد . إن الشرط املادي هو بعد واحد من أبعاد اإلنسان. حيرك التاريخ اإلنساين ليس الصراع الطبقي فحسببل هو تفاعل كل معطيات الواقع . ية ملنتجهبعبارة أخرى ال ميكن االطمئنان إىل أن األدب هو جمرد انعكاس للشروط املاد. األبعاد

إن اإلنتاج األديب هو كل ذلك، فال ميكن اختزاله يف . واملتخيل، املادي والروحي، كما أنه التقاء جلميع األزمنة احلاضرة واملاضية والراهنةلثقافة نرى أن عمليات املثاقفة اليت شهدها عصر الدوافع الليبيدية وال املادية وال الروحية فحسب؛ انطالقا من هذا اإلدراك اجلديل ل

لقصور اجلبلي، ليس فقط من قبل الكولونيالية النهضة قد متت يف ظل املركزية الغربية، وأن أصوات اهلامش كانت مغيبة وموسومة إننا نلمس هذا التحيز للغرب . قي بغيضووكالئها يف الداخل، ولكن من قبل الفئات املثقفة على النمط الغريب، واملشبعة بفكر استشرا

لقد شكل هؤالء جبهة اجتماعية . يف األوساط العربية خصوصا يف الفئات املسيحية الداخلة يف النسيج االجتماعي للشعوب العربية . داعية لليبريالية الغربية والفكر الغريب يف كل جماالت املعرفة، متحالفني مع قوى الداخل واخلارج

38

كاتب حداثي آخر، عرف بتشيعه للفكر الليبريايل وله جهود تذكر يف النقل عن املستشرقني، ودعم جهودهم يف علمنة اجملتمع م نقلة للرتاث الغريب، وليس أكثر من ذلك م ليسوا قادرين . والثقافة العربية، إنه حسني مؤنس الذي ينظر إىل العرب القدماء على أ إ

لعقل الغريبعلى إبداع أ ضة علمية دون االستعانة كان حسني مؤنس يعيد صراحة ما قاله أصحاب التفسري العرقي للتاريخ، . "ية ، توجت وجهات نظر سابقة، قال فيها أن العقلية اآلسيوية عقلية 1951جاعال من العرب نقلة ال غري، كما جاء يف مقالة عام

وكل شيء تبدعه العقلية اآلسوية يبقى . لتدرج، والتغري فيها ال يتم إال عن طريق االنقالب واالنفجارجامدة غري تطورية، ال تعرف القد كان حسني مؤنس وطه حسني وسالمة موسى ومندور وأمثاهلم مثرة من مثار املستشرقني الذين أشرفوا على . 8"كما ظهر أول مرة

رت بليون بو . حتديث مصر منذ محلة ضة "جيادل مندور لغرب، وهلذا ترا ندعو جاهدين إىل نقل الثقافة الغربية إن كنا نريد أنه ال سبيل للتقدم إال بواسطة االتصال

بطنة هذه ليست دعوة إىل املثاقفة مع الغرب، اليت تعين التفاعل اإلجيايب، واألخذ والعطاء، واألثر والتأثري، ولكنها دعوة م. 9"حقيقية .إىل استرياد ثقافة الغرب واستبعاد ثقافة الذات

شاعت الدراسات النقدية يف الوطن العريب، على ضوء املناهج التارخيية سليلة املاركسية، والتحليل النفسي لألدب، وظهر نقاد بيشي ومصطفى صفوان، وحممود أمني العامل عرب كثريون ينتمون إىل مدارس التحليل النفسي واملدرسة املاركسية، ومن أمههم جورج طرا

ثري مبادئ الثورة الفرنسية على غرار طه . وحسني مروة املاركسيان بينما ظهر نقاد ليبرياليون، متشيعون للثقافة الفرنسية، وواقعون حتت كتب طه حسني يف نقده يشكك يف . حسني وأمحد لطفي السيد، اللذين دعيا إىل حماكاة الثقافة الفرنسية ومبادئ التنوير الفرنسي

على غرار ما أحدثه . هوية الشعر اجلاهلي مستفيدا من الشك املنهجي لديكارت، وأحدث هذا موجة استياء يف أوساط احملافظنيكيف جيب لقد درس طه حسني عند املستشرق الفرنسي كارلو نلينو وعلمه. أنصار احلداثة الغربية من ماركسيني وفرويديني والكانيني

متحان "يعتقد ذلك املستشرق أن . أن منحص الرتاث ونشكك يف املسلمات وكيف نزاول النقد التارخيي تقدم العلوم مرتبط بل متعلق م ومعارفهم بدقة التمحيص والنظر لقد استوعب طه حسني هذه املبادئ املنهجية . 10"آراء السلف، واختبار مجيع ما يسعنا من جتار

لغةوراح ي لقد أقر طه حسني أن املستشرقني الذين تعاونوا مع . سقطها على الرتاث العريب واإلسالمي، دون حتفظ، بل حبماسة علموا بكفاءة ) "1935-1844(وأجنتسيو جويدي ) 1938-1872(املصريني يف جمال التعليم اجلامعي من أمثال كارلو نلينو

وراح يقارن بتهكم مضمر بني نظام التعليم داخل أروقة األزهر، ونظام التعليم ). ريخ األدب(ل عالية الطلبة املصريني األصول النظريةن يف النظام الثقايف للغرب من قبل الليبرياليني العرب، وليس . 11"يف اجلامعة املصرية على أيدي املستشرقني إىل هذا احلد بلغ الذو

" جب"ولقد قال . كان املستشرقون ينظرون إىل الرتاث العريب نظرة دونية، ويعتربونه دليال على الرتكيبة البشرية الناقصة. املصريني فقطرخيهم الثقايف كلهمن قبل أن رفا واحدا من رفوف املكتبة امللك إن مرحلة التنوير يف . ية أغىن من كل ما أنتجه العرب واألفارقة خالل

فكل شيء قابل للشك والتقويض، إذا مل يستقم مع املنطق الغريب، . الغرب قد أزالت القداسة عن كل النصوص الثقافية للرتاث الغريبم، وراح هؤالء يطبقونه على تراثهم ليغريوا مبا فيها النصوص الدينية، وقد كان منهج ا لشك الديكاريت يعلم للشباب املصري يف جامعا

.كثريا من املسلمات، وكانت تلك معركتهم مع احملافظني العربذكر طه حسني أن من بني ما . لقد أسهب طه حسني يف احلديث عن فضل أستاذه اإليطايل على حركة حتديث النقد العريب . علمة أن العامل السياسي كان له دورا حامسا يف تغيري بنية القصيدة العربية وشعرية لغتها وعلى اخلصوص يف العصور اإلسالمية األوىلت

تعلم أيضا أنه ميكن املوازنة بني الشعر العريب وآداب األمم . وكان لروح العصر بصمتها يف كل األنشطة الشعرية مبختلف مراحلهااالقدمية . فما هو مشرتك بينها ميكنه أن يضيء كثريا من جوانب النصوص املعتمة. ، ألن الشعوب اإلنسانية تتشابه يف كثري من مسا

إن . لفهم مرحلة من مراحل التاريخ األديب ال بد على الناقد أن يفقه العصر الذي يسبق تلك املرحلة، وما ميكن أن يستشرفه احلاضر

39

فكل عصر أديب حيمل بذورا تعود إىل . عرف القطيعة بينها، وأن االنتقال بني عصر وآخر ال يتم طفرة واحدةالعصور األدبية ال تيف اجملتمعات البشرية هناك قوى تعمل يف الوقت نفسه يف اجتاهني متعارضني، . "ماضيه، وأخرى وليدة احلاضر وأخرى يف مرحلة جنينية

جتاه االلتقاء مع اآلخر والتآلف معهقوى تنمو حنو احلفاظ على اخلصائص ال . 12"ذاتية، بل وحىت على تعزيزها وتقويتها، وقوى تسعى . لذلك ال يتم إدراك أبعاد الظاهرة األدبية، أو فهم العصر األديب إال من خالل احلفر فيهما طوال وعرضا

اما علمانيا، يلتزم نوعا من احليا جتاه األفكار والتيارات الوافدة من كان النظام اجلامعي يف الدول العربية ذات األنظمة الشمولية نظ يف ظل هذا النظام الثقايف كان التعامل مع فكرة احلداثة وال سيما املناهج والنظرت . " الغرب؛ وقد ساعد ذلك كثريا عملية املثاقفة

ية تيار من طلبة الدراسات العليا ومن عدد من األساتذة من الذين احلديثة ميضي قدما إىل األمام، فتكون يف أجواء الثقافة األكادميت اجلديدة اليت ظهرت يف الغرب بعد توا يؤمنون أكثر من ذي قبل، بضرورة جتديد النظرية النقدية عرب االنفتاح الواسع على النظر

ركان الوطن العريب، وعربها تنفذ فلسفات الغرب كانت احلداثة املظفرة تشق طريقها بشكل حثيث يف كل أ. 13"لسانيات دو سوسورمل تعد من . لقد اخرتقنا الغرب يف عمقنا الثقايف واإليديولوجي والقيمي إىل درجة افتقد معها خصوصياتنا األكثر محيمية. األكثر حتررا

ن يف العقول لترتك جراحات وكدمات يف وعي إن األفكار كائنات مهاجرة وعابرة للحدود، تستقر . حدود فاصلة بني القوميات واألدال يزال . الذات املفكرة، وتفعل فعلها يف العالقة مع اآلخر الثقايف لتسمه بعالمة النقص والقصور والعجز عن الفعل الثقايف واحلضاري

.الغرب يفكر يف الشرق تفكريا عنصر حىت بعد انسحابه عن مستعمراتهوتوىل األكادمييون . ي انطبعت املناهج والنظرت اليت تسربت إىل املغرب العريب بطابع لسانيات دوسوسرييف سبعينيات القرن املاض

ات يف هذه البلدان ترمجة الفكر النقدي اجلديد، وعلى إثر ذلك شاعت األسلوبية والتداولية والشعرية والبنيوية وعلم السرد والسيميائي املختصون وخصوصا من املغرب وتونس على ترمجة عيون املؤلفات من اللغة الفرنسية إىل اللغة العربية، انكب . 14والبالغة اجلديدة

م على ضوء تلك املعارف الوافدة، لتحول وجه الثقافة العربية حتويال جذر لقد طبقوا تلك املناهج النقدية احلديثة . ونشطت كتاواملالحظ أن . صناعة املثقف العريب الذي حيمل هم حتديث اإلنسان واخنراطه يف مهوم الوطنعلى الرتاث وأحدثوا نقلة نوعية يف

عمليات التحديث اليت تنوعت أساليبها وطرائقها من بعثات علمية إىل جهود ترمجية، إىل رحالت استكشافية وملتقيات دولية، لقد استطاعت . وجية واإليديولوجية اليت كانت تعيق عملية املثاقفةاستطاعت أن تكسب رهان احلداثة وتتجاوز العوائق االبستيمول

عتبارمه ا احلركة النقدية أو النقد الدنيوي بتعبري إدوارد سعيد، أن حييد العامل الديين ويضمن عدم تدخله يف النقد األديب واألدب لعامل إن النقد ا. شكلني مجاليني للتفكر يف العامل ويف اإلنسان، بشكل عام ستكشاف مجايل وفلسفي ودنيوي، يتأثـر سلبا أو إجيا

وإن . ومبا أن اإليديولوجيا عامل الزم احلضور يف كل األنشطة اللغوية، فإن تسللها إىل العمل األديب ال يكون إال رمزا. اإليديولوجيلضرورة إيديولوجيومادام اإل. غياب اإليديولوجيا عن النص، هو يف حد ذاته موقف إيديولوجي .نسان كائنا ثقافيا فهو

لغة التعقيد ، إن صراع احلداثيني مع احملافظني اختذ أشكاال متعددة، ومر على حمطات كثرية، وواجه عوائق ابستيمولوجية وجمتمعية ريخ األدب يف مصر، . "ونومع ذلك فقد حاز على الرهان، مرفودا بقوى اخلارج وقوى التاريخ اليت ال تركن إىل السك إن نشأة علم

يت يف طليعتها الدافع . يف أواخر القرن التاسع عشر مل تكن نشأة أدبية خالصة بل مثة دوافع خارجية كانت تساهم يف هذه النشأة، لتابع هو الطرف األضعف، وا 15"ذلك أن هذه النشأة كانت على خلفية الصراع الثقايف والسياسي بني التابع واملتبوع. القومي ملقصود

أما املتبوع فهو األتراك الذين كانوا يعاضون كل جهود التحديث اليت ال تتم حتت أعينهم، وملصلحة بقاء امرباطوريتهم، وكذلك فاحلداثة . للعربكان االستعمار يسعى إىل اإلخضاع الثقايف . االستعمار الغريب الذي كان مناهضا لكل حتديث حتت جناح القوميات

ضة التابع ال تعين الكولونيالية يف شيء. خارج منظور املركزية الغربية هي عمل مناوئ لالستعمار . إن

40

:عصر املثاقفة ما بعد النهضةلألنظمة العربية يساعد وكان االجتاه العلماين. كان توجه اجملتمعات العربية حننو حنو التجديد أمرا حمسوما، وكان ينجز بسرعة حثيثة

بدأت قيم احلرية والدميقراطية وحترير املرأة من الفكر القروسطي تتجسد بشكل الفت يف كثري من اجملتمعات . على جهود التحديثء والنقاد تعمل على تشكيل ثقافة معاصرة، ومشل ذلك طبقة النقاد الذين حمضو . العربية ا جهودهم وتشكلت طبقه من املفكرين واألد

لدرجة األوىل على الرتمجة، والبعثات العلمية . إلنشاء نظرية نقدية مواكبة ملا حيصل يف الغرب الذي ندين له بكل شيء ويعتمد ذلك .وامللتقيات الدولية اليت تعاجل كربى قضا النقد املعاصر

ة حديثة مستوحاة من مقوالت النقد اإلجنليزي، ومن أهدافها يف مصر تشكلت مجاعة الديوان اليت حاولت تكوين منظومة نقدي والتيارات الفكرية اليت 16"تغيري األعراف األدبية اجلامدة اليت كانت حتظى برعاية الشخصيات واملؤسسات الدينية وال سيما األزهر"

ا . اختذت من طاب اهلوية سندا لدعولتطوير منظومة نقدية يف األدب والفكر احلديثني وفتح قناة ثقافية مع مجاعة الديوان ي شكل املازين والعقاد وعبد الرمحان شكر

الغرب ال ميكن إغالقها، وهو الدافع األول إلنضاج األفكار النظرية واملنهجية ذات املرجعية األوروبية لقياس درجة العصرنة ومقاومة لثقافة االجنليزية، وخصوصا يف جمال الشعر والنقدكان ذلك . 17جهود العودة إىل ماضي الثقافة العربية وكان . الثالثي املصري مشبعا

اليوت مرجعا لإلهلام الشعري، بينما كان كل من ويليام هزلت وشيلي وجورج وليم وفريديريك هيغل وفريديريك فون شليغل . اس. تت النقدية ذات امل واهلدف من هذا التنوع هو إشاعة . شارب الفلسفية املختلفةوجون لوك وسانت بوف وإدموند بريك مصدرا للنظر

.معايري جديدة لفهم األدب احلديث بشعره ونثرهته ووسائطه"الكتاب حتت عنوان . خرج علينا املازين بكتاب يف النقد يعرض خالصة فكره اجلديد وتتلخص . 1915سنة " الشعر غا

حتدث املازين أيضا عن مبدأي . قول الشعر جتنبا للصنعة والتكلف وأشعار املناسباتاحللم والطبع يف: شعريته يف املبادئ التاليةإلحالل هو أن حيل اللفظ بدل الصورة، ألن اللفظ . اإلحالل واالقرتاح بدل التصوير الرباين اخلايل من املشاركة الوجدانية واملقصود

كان . مجاعة الديوان أيضا اللغة الرمزية ولغة اخليال، والوضوح وقوة النسج األسلويبمن مبادئ شعرية . أقدر على محل العاطفة واخلاطرةسيس أدب أكثر "املازين يسعى من خالل جهوده النقدية إىل حترير الشعر، بل اإلبداع عموما من هيمنة الفكر الديين املطلق، وإىل

حلياة االجتماعية الدنيوية . 18"ارتباطا تالقح بني العقليتني الغربية والعربية نسقا ثقافيا خاليا من روح الثقافة الدينية اليت كانت مهيمنة على العقل العريب قبيل أنتج ال

، وهو النقد الذي يتخذ معايريه "النقد الدنيوي"أو " النقد الدميقراطي"هذا النسق يتكون نسيجه مما مساه إدوارد سعيد . صدمة احلداثةسعى النقد احلداثي إىل تغيري األفق النظري للقصيدة العربية وحتريرها من البالغة التقليدية . ن روح العصر وقيمه اإلنسانيةاجلمالية م

ملفهوم القدمي، اليت تتشكل من البحور الشعرية، وال تتجاوز ذلك إىل عمق احلاسة الشعرية وبذلك أضحت القصيدة . واملوسيقى ويل العامل ووصفه وتغيريهالعربية منسجمة مع .روح العصر شكال ومضمو وقادرة على

نه جيعل حدا بني " كتاب يف النقد واألدب: الديوان"كتب العقاد واملازين كتا آخرا يف النقد األديب مسياه ؛ ووصف الكتاب إنه كتاب يبشر بعهد . بية من تقاليد الصناعة اللغوية التقليديةعهدين، وحيدث قطيعة مجالية بني املاضي واحلاضر وخيلص احلياة األد

إن املزاج العام هلذا املؤلف يدعو إىل حماربة . اللقاح بني الشرق والغرب وبتواصل املشاعر اإلنسانية املتعالية على القوميات واألعراقبروح السخرية من " الديوان"ينضح كتاب . ثة الناشئة وبقا املاضيالقيم الثقافية اجلامدة، فهو تعبري قوي عن الصراع املرير بني احلدا

طرة الثقافة املاضوية من أمثال أمحد شوقي وحافظ إبراهيم واملنفلوطي ومن بعد ذلك عبد الرمحان شكري، الذي انسحب عن فلك أا شوقي، وأرجعها إىل مجود الذائقة حاول العقاد على سبيل املثال أن يكشف عن زيف الشهرة األدبية اليت. مجاعة الديوان حظي

41

لتمييز بني . اجلمالية للقارئ العريب لتمييز بني السمني والغث، وكما ال يسمح لشكل الذي يسمح إن معايري اجلمال مل تتطور .عقلية ماضوية وأخرى حداثية

لقد كان . أدب املنفلوطي بنفس األدوات النقدية اليت اعتمدها العقادعزا العقاد شعرية شوقي إىل االحتيال األسلويب، وعاجل املازين رخيية هلا . فهما أراداها خماضا كليا وشامال وحامسا. العقاد واملازين مدفوعني برؤية تلفيقية ملفهوم احلداثة العربية بينما احلداثة عملية

لعالقة مع الغرب الكولونيايل، وبتفشي مسارات متدرجة وعقالنية ومتواشجة مع املستوى احلضاري لألمة العربية، وهي مشروطة بسبب ذلك انفرط عقد مجاعة الديوان ومل يكتمل مشروعهم النقدي، . الفكر االستشراقي يف الثقافة العاملية، والغربية بشكل خاص

جمات عشوائية بعيدة عن العلمية واملوضوعية حلة اإلحياء مرحلة ضرورية يستعيد فيها العقل العريب صورته إن مر . ألنه كان عبارة عن أعتقد أن مجاعة الديوان اندفعت يف . املاضية وتسعيد الشعرية العربية مستواها الذي وصلت إليه وقيمها اليت متيزها عن الشعرية الغربية

إن . داثته اليت ال عالقة هلا مطلقا مبا حصل وحيصل عند العربأحضان الثقافة الغربية اندفاعة عاطفية منبهرة بربيق الغرب وجاذبية حرخيية، غري أن الذي حصل ال يسمى مثاقفة . حتديث الثقافة العربية من خالل عملية مثاقفة واعية هي ضرورة

ي حصل بني الشرق والغرب والذ. املثاقفة هي احتكاك ثقايف إرادي وواعي، يعتمد على عالقات التأثر والتأثري واألخذ والعطاء إلمالءات الغربية الرجل املريض . كان الغرب ميثل دور األستاذ، والشرق ميثل دور التلميذ. كان حتت أعني املركزية الغربية، وكان أشبه

بني الرجل األبيض ذلك هو الذي حصل وحيصل . ميدد على طاولة العمليات اجلراحية الستئصال أورامه اخلبيثة من طرف طبيب ماهره من امللونني .ورعا

ت غربية ال عالقة هلا مل يتمكن جيل النصف األول من القرن العشرين من إنتاج رؤية نقدية متماسكة، ومل يزد على أن جلب نظرلنقد الليبريايل بزعامة طه حسني مل تكن إن النظرت النقدية اليت أنتجتها مجاعة الديوان أو مجاعة ا. لواقع العريب وصبها بلغة عربية

لية، والتخلف احلضاري، وحالة اجلهل املستشرية يف اجملتمع العريب إن . "سليلة الواقع العريب املتأزم بفعل االستعمار، والوصاية االمربواحلياة، واخلروج من عبودية املفاهيم اخلروج من هذا املأزق الفكري والنظري يتم من خالل استنباط ذلك من الواقع اإلشكايل للثقافة

ال بد وأن يكون الداخل هو العامل األكثر حسما 19"واالنصياع لغوايتها جبعلها عوامل مساعدة على تكوين الرؤية املعرفية والفلسفية. ، وتطويرها، وليس أكثر من ذلكيف عملية إصالح املنظومة النقدية، وال بد أن يكون الغرب عامال مساعدا على جتاوز أخطاء الذات

والغرب مل يفعل أكثر من تدمري بىن . إن النهضة اليت ال تنطلق من الذات ستكون هجينة ومدمرة للنظام األديب والثقايف عمومات األدبي. الثقافات األصالنية دون أن يطرح هلا بديال ة والنقدية فهو يدعو إىل قبول النموذج الغريب للحداثة واسترياد النظر

إن التفوق األورويب يف جمال العلوم والتقنيات هو ظاهرة . "والفلسفات الغربية، ولكنه يطرح آليات طرد متنع حتويل اآلخرين إىل املثلختالف ، وقبول مبدأ اال20"حديثة العهد، لذلك جند ندهلام يدعو األوروبيني الذين وقعوا حتت إغراء املركزية اإلثنية إىل بعض التواضع

.الثقايف الذي يثري االنفتاح وخيصب عوائدهإن اإلخفاق القاسي الذي واجهته . "مل تنجح جهود املثاقفة يف أن تكون إجيابية على مستقبل الثقافة العربية يف منطلقها اخلاطئ

ا على إجياد رؤية معرفية تسعفها بتكوين مجاعة الديوان، يرجع يف ظين إىل عجز هذه اجلماعة عن حيازة اللغة النقدية أوال وعدم قدرنيا غري أن فشل هذه احلركة يف إحداث حتوال نوعيا يف الفكر النقدي . 21"األفق النظري الذي حتتاجه عملية قراءة األدب العريب

م الفكرية والعلمية من جتارب اآلخرين الذين كاثرو بعلومهم وب العريب، مل مينع جهود التحديث من متابعة اجلهد واالستفادة ثورابدا األسطورية، واخرتقوا حياتنا وفرضوا وجودهم علينا من خالل االستعمار االستيطاين والثقايف الذي ال يزال ممتدا إىل اآلن، حىت وإن

.وأن الثقافات العاملية يف طرقها إىل التوحد واالندماج يف توليفة حضارية ذات بعد كوين

42

وحييلنا امسها ". أبولو"حركة نقدية أخرى يف إطار عمليات املثاقفة مع الغرب يف جمال مدارس النقد األديب، وهي حركة تشكلت إذا ن ومن هنا، ومنذ البداية يتضح االجتاه الرومنسي هلذه احلركة، وهو أهم مظاهر التجديد يف . إىل إله النور والفن واجلمال عند اليو

أسس أمحد زكي أبو شادي هذه احلركة لتجاوز فشل اإلحيائيني والديوانيني يف تكوين . اليات اإلنشاء الشعريالقصيدة العربية ومج . مدرسة نقدية حداثية منسجمة مع روح املرحلة العربية ومتماهية مع إشكاليات اجملتمع العريب

ء سور والعراق وجعل هلا فروعا يف القاهرة واالسكندرابطة األدب اجلديد أسس أبو شادي رية، وكان هدفها شد االرتباط مع أدوواضح من هذا األفق العريب، الرغبة يف إنشاء خطاب نقدي جديد على نطاق واسع، من . وفلسطني واهلند وسائر األقطار العربية

ثقف موقفا نقد من احلداثة الغربية بشكلها خالل تغيري القيم اجلمالية للشعرية العربية، متأثرة مع احلركة الرومنسية الغربية اليتأللقاب والرتب، والتحزب الذي يتناىف . املتوحش مسها تتناول فيها قضا الشعر؛ وكانت تتحاشى التفاخر أصدرت اجلماعة جملة

لقصيدة العربية يف م. مع الشعرية الرومنسية ا، ومستواها الفين، وقد حددت لنفسها أهدافا، ومن أمهها االرتقاء ا وتيما وضوعا .ومناصرة النهضة الفنية يف جمال الشعر

صالح اجلانب األخالقي الذي يتحكم يف توجيه املمارسة النقدية، جتنبا ملا وقعت فيه مجاعة أبولو من التحامل انشغل أبو شادي ووضعها النقدية، /النظريةصرفه هذا املنحى عن حبث املشكلة وقد . على اخلصم وجماملة الصديق بغض النظر عن مستوى الشعرية

من أجل إنشاء خطاب نقدي حديث ال بد من حتديث العقل النظري للعرب، وحتديث الواقع االجتماعي . موضع التساؤل. 22"اليت تدعى تقليديةهي هدم العالقات االجتماعية والعواطف واألعراف واملعتقدات "فاحلداثة من منظور آالن توران . والسياسي

إن بنية العقل العريب مع مطلع القرن العشرين، كانت ال تزال أسطورية وخرافية يف جوهرها، رغم تسرب مظاهر احلداثة الغربية إىل قلبضم بعد منطق فأساليب التفكري ال تزال بدوية وأحيا بدائية. املمارسة االجتماعية، غري أن هذه احلداثة مل متسس إال السطح ، مل واحلداثيون العرب ممثلون يف االنتلجنسيا العربية مل يتمكنوا من حتديث . العصر، ومل تتمثل القيم اليت تنسجم مع متغريات الواقع العريب

ء والنقاد من ورائهم هم أيضا أخطأوا هذه ا. العقل العريب ومحله على تقبل قيم التغيري ومبادئ العصر ألهداف، فأخطأوا كما أن األدإن نقاد مجاعة . بذلك حركة التجديد والتحديث، وبسبب ذلك مل يتمكنوا من تكوين نظرية نقدية حداثية تتصادى مع واقعها التحيت

من كانوا أبعد من أن ينخرطوا يف جمال فكري معقد، هو النظرية بوصفها مكو ابستيمولوجيا "الديوان وأبولو واإلحيائيني من قبلهم ت اخلطاب النقدي إن اخلطاب النقدي االجتماعي أو األديب يقتضي جهازا مفاهيميا ينسجم مع معرفية العصر وأمناط . 23"مكو

فالتغيري . التفكري والعيش واملعايري اجلمالية والقيم الروحية، وإن كل ذلك مل يتمكن رواد اإلصالح والثوريون العلمانيون من النفاذ إليههو الذي ينطلق من الذات، وينفذ إليها حماوال تغيريها من الداخل، من خالل تغيري القناعات، وإزالة السحر واخلرافة احلقيقي

تيه من فوق، وتتعاىل . واألسطورة وكل ما يعيق التفكري العقالين إن عمليات التغيري تنطلق من القاع األسفل للمجتمع، بدل أن غري أن عمليات التحديث ال تقتصر على العامل الثقايف، على . إال السطح، على غرا ر ما كان يفعله العقادعليه، بلغة ذهنية ال متس

ا اإليديولوجية والسياسية وعلمائها، من أجل دعم جهود احلداثيني ا وأجهز . أمهيته الكبرية؛ إذ ال بد أن تتدخل الدولة مبؤسساا األنظمة العربية مل متسس إال البىن الفوقية للمجتمع، مثل إنشاء املدارس واملعاهد واجلامعات واحلاصل أن عمليات التغيري اليت أجنز

ا، والعمل على إعادة إنتاج نظامها اإليديولوجي الذي . ودور الثقافة وقد سخرت الدولة كل هذه املؤسسات من أجل الرتويج لسياسا .يضمن هلا استمرار املصاحل

سيادة الثوابت النصية، والتماثلية غري "يعزو املثقف املصري اليساري حممود أمني العامل فشل جهود التحديث يف احلركة النقدية إىل كانت . 24"ةوجي التارخيية، والثنائيات التوفيقية والرؤى الالعقالنية واجلزئية والوصفية والتعميمات املطلقة واإلسقاطات الذاتية واإليديول

الثقافة العربية هي أزمة عقليات وصراع متشنج بني املتشيعني للغرب بشقيه الرأمسايل والشيوعي، وبني املنتصرين لألصالة والرتاث بكل

43

تتجاوز حدود الشعر حبصر املعىن،"وجيادل الشاعر السوري أدونيس أن مسألة احلداثة يف الوطن العريب . ثوابته ويقينياته وأساطريهت. وتشري إىل أزمة ثقافية عامة، هي مبعىن ما أزمة هوية وترتبط كذلك بصراع اجملتمع . فهي ترتبط بصراع داخلي متعدد الوجوه واملستو

مل تكن احلداثة العربية دون مثن، وأقله تشظي اهلوية وخلخلة النظام األديب الذي تفاجأ مبا هو غريب . 25"العريب مع القوى اخلارجيةمل تكن احلداثة العربية عملية ذاتية املنشأ وطبيعية، بل كانت نتيجة . عنه، قد اقتحم عليه سكونه إللغائه أو الدوس عليه حتت النعال

.االحتكاك القسري مع اآلخر :مصائر املثاقفة ما بعد احلداثة

ضي قدما يف إن نقاط االرتكاز اإليديولوجية، اليت يستند إليها األصوليون، على صالبتها مل متنع مسارات املثاقفة مع الغرمبن امل

ن يف الغرب واالخنراط يف شروطه التحديثية، من خالل . مشروعها التدمريي للنظام الثقايف العتيق جتاه الذو لقد كان كل شيء يسري ئط كثرية، كالرتمجة، واختالط الشعوب، واجلامعات احلديثة، واجملالت العلمية وامللتقيات الدولية اليت كانت تغرق العرب يف وسا

استطاعت احلداثة . فقد جلبنا النظرت النقدية والفلسفات اليت تولدت عنها، رغم ما يشكله ذلك من حماذير. مقوالت الفكر الغريبمل يبق . قنا يف عمقنا احلضاري لتشك يف أمناط عيشنا وطرائق تفكري ومسلماتنا امليتافيزيقية وعاداتنا املقدسة واملدنسةالغربيىة أن خترت

بت يف الواقع العريب كل شيء مسه التحول، ومتكن اجليل الثاين من احلداثيني، وخصوصا يف العراق من إرساء تقاليد حداثية . شيء وهكذا عرفت البنيوية طريقها إىل العقل العريب، يف . القصيدة العربية، وما تبع ذلك من معايري مجالية وأخالقية حمدثة يف جمال بنية

. الوقت الذي فقدت فيه وهجها يف أوروومل يكن هذا احلدث . ملاضيأدى التطور الطبيعي لنظام التعليم اجلامعي يف الوطن العريب إىل اعتناق البنيوية يف سبعينات القرن ا

لتفسريات الدغمائية للظواهر وال التفسريات اليت ال -املاركسية أو الدينية–اعتباطيا؛ فقد ظهر منط جديد من املثقف، مل يعد يؤمن ديثة واملوصولة بلسانيات دو تغادر دائرة التاريخ وهكذا صري إىل تغيري املناهج القدمية يف دراسة اللغة والتعرف على األفكار اللسانية احل

ليت أحدثها دوسوسري والشكالنيون الروس يف الغرب . سوسري لقد انبثق نوع من التمرد على الرؤية التارخيية للغة واألدب، شبيهة . احلديث

توا يؤمنون بضرورة جتديد "ممن ومع تطور فكر احلداثة يف العامل العريب انبثق تيار من املثقفني واملختصني يف العلوم اإلنسانية ب اجلديدة اليت ظهرت الغرب، بعد لسانيات دوسوسري وخصوصا فرنسا، املهد 26"النظرية النقدية عرب االنفتاح الواسع على النظر

ائر واملغرب معرفتهم املتقدمة استغل مثقفو املغرب العريب من تونس واجلز . التارخيي لكل الثورات احلديثة يف كل جماالت املعرفة اإلنسانيةم على كبار النقاد الفرنسيني، يف النصف الثاين من القرن العشرين، لينقلوا لنا أهم ما أنتجه العقل للغة الفرنسية، كما استغلوا تلمذ

ا، وعلم السرد وبذلك ظهرت على الساحة العربية األسلوب. الغريب يف جمال الدراسات األدبية والنقد يف جماالت املعرفة ية بكل تفرعاوكان هذا بفضل الرتمجة اليت عرفت نشاطا حمموما يف املغرب مع أواخر . والشعرية والتداولية والبنيوية والسيميائيات والبالغة اجلديدة

.القرن العشرين ومطلع القرن اجلديدا ومدارسها؛ ولدى العرب كان هناك توجه حمموم هو يف الغرب كان هناك تزايد حمموم يف إنتاج املفاهيم النقدية مبختلف توجها

وكان املرتمجون يسوقون ما يقرأونه يف . اآلخر يف استهالك ما ينتجه الغرب، انطالقا من موقف املنبهر العاجز عن النقد والتجاوزعت. اجلامعات العربية على أنه احلل األمثل ملشكلتنا الثقافية بارها الدولة األكثر نقال لعلوم الغرب يف جمال النقد ما بعد برزت املغرب

دور احلداثة، مث تلتها بريوت حبكم اإلرث االستعماري والعالقة احلميمة مع فرنسا، والتوجه العلماين للطبقة الثقافية، والنشاط احملموم لألصالة يف إنتاج مفاهيم عربية خالصة تتناغم مع مشكلة التبعية الثقايف للغرب مل تدع العرب يت"غري أن . الطباعة والنشر متعون

كما عجز –لقد عجز العرب الفرونكفونيون . 27"اإليقاع املؤثر إليديولوجيا التيار القومي اليت طبعت الثقافة العربية يف ذلك الوقت

44

مكان الكل أن يدرك أن النظرت . لعريبعن إبداع معرفة مقبولة ومقنعة وذات فهم واقعي لطبيعة األدب ا-األجنلوفونيون من قبلهم وفالبنيوية على . النقدية املعاصرة كلها مأخوذة عن الغرب، وملحومة يف جسد الثقافة العربية دون أن يكون هلا أساس يف الوعي العريب

ا تستند إىل رؤية فكرية، وم حيث ترى النظرية املادية . نظور فلسفيسبيل املثال وإن كانت منهجا ملعاجلة الظواهر النصية، إال أوال حيتاج العقل اإلنساين إىل عناصر أو معطيات من خارج . للمعرفة أن الكون هو عبارة عن نص يقرأ وفيه ما يكفي لتأويله وفهمه

لنص ومن هنا إمي. نصية لتأويلها وشرحها-وكذلك النصوص األدبية ال حتتاج إىل عناصر خارج. لتفسريه)الكون(النص ان البنيوية مليتافيزيقا، وهي حقيقة مل متنعه من إبداع حضارة علمية. املغلق خبالف الغربيني الذين وجدوا يف الكنيسة . إن العقل العريب مشبع

. رعائقا للتطور العلمي، ومل يتمكنوا من التحرر إال عقب الثورة الفرنسية اليت حررت العقل الغريب من معوقات التفكري احللقد استوحى دو سوسري املنهج البنيوي من مؤلفات فريد؛ توجد إشارات يف السرية الذاتية لدو سويسري تؤكد حيازته على كل

يذهب . "فهو الذي أوحى إليه بفكرة النظام املوجودة بداخل اجلهاز النفسي للكائن اإلنساين. مؤلفات فرويد كما تؤكد إعجابه بفكره 28"ظرة سيكولوجية تؤكد هيمنة حزمة من املؤثرات الالواعية والالعقالنية وحتكمها يف التصرفات السلوكية والفكرية لإلنسانفرويد إىل ن

ومن هنا، فإن مسألة األخالق . يؤمن فرويد جبربية احلياة النفسية. ولقد كانت مثل هذه األفكار سببا يف قبول البنيوية يف الفكر العريبلعقالين مبعناه التقليدي، اإلنسان املسئول عن أعماله وسلوكه هي جمرد وهم، ألن اإلنسان مدفوع إىل ما يسميه اجملتمع واإلنسان ا

تفضي هذه الفكرة الفلسفية إىل عبثية . أخطاء، وهي يف حقيقتها حاجات بيولوجية يسعى اإلنسان إىل إشباعها بدافع حب البقاءاحلياة يف . واإلهلية، ما دام الفرد يندفع حنو العمل أو حنو اجلرمية بدافع الواعي وقهري، تنتفي معه اإلرادة اخلرية القوانني كلها، الوضعية

فالرغبة يف التدمري ويف . ظل هذه الفلسفة هي صراع مرير بني غريزيت حب البقاء واالندفاع حنو املوت، وهذه األخرية تتمثل يف العدوانيةا يف العمليات العسكرية ويف جرائم القتلالقتل جتد فهل تنسجم مثل هذه األفكار مع النظام الثقايف العريب واإلسالمي؟ . أكثر جتليا

لفكر األخالقي وبقداسة قيمة احلياة وحرمة اآلخرين؟ ال أرى إال أن هذه املناهج هي اليت أحدثت فوضي يف ذلك النظام املشبع إىل أداة تفكري هجينة، وخلطة من متناقضات، قد تفقد فيها الذات نقطة ارتكازها، ومعاملها احلضارية، وحتال إىل العقل العريب وحولته

.حالة من االستالب الثقايف البئيسالوعي والتفكيكية هي األخرى أفرزها التمركز الغريب حول الذات، وهي نتيجة فلسفات عدمية، تؤمن بغياب املعىن والفوضى يف

لقد استقبلت . والتشتت، وغياب الوحدة واالنسجام، وكلها فلسفات غربية ال عالقة هلا بروح الثقافة العربية، ال قدميا وال حديثاعتبار التجانس بني الثقافة األوروبية واألمريكية واليهودية مل كان مثة ع. "وال شيء من هذا يف الوطن العريب. التفكيكية يف أمريكا

ات دؤوب يف العواصم الغربية لتأسيس االجتاهات واملدارس واملناهج والنظرت، يقابله استهالك متزايد يف العواصم العربية هلذه املنتج. 29"الثقافية بطريقة تكشف عن االستعمال العشوائي ملفاهيم متعارضة من مذاهب نقدية وفكرية قائمة على فلسفتني متعارضتني أصال

دا وكأن األكادمييني العرب يتسابقون حنو الغرب وكأنه غنيمة حضارية موضوعة مثة، ملن حيلو له أن يتخذها وصفة للنهضة ال لقد بتيه العالج من خارج ذاته. بديل عنها . وكأن اجلسد العريب مريض ينتظر أن

يار السردت الكربى الشاهدة ع لى السقوط األخالقي للغرب احلديث، والفلسفات اليت تدعو من أهم مسات ما بعد احلداثة، اعتبار أن كل شيء هو عبارة عن لعبة، وعبث، والجدوى وإن كل الفلسفات الغربية املسنودة من . 30إلشاعة الفوضى يف الكون

ئي من أفق، تعتـبـر مدمرة إذا نفذت إىل عم وإن هذا هو الذي . ق الثقافة العربيةطرف عقيدة عدمية ال ترى ملا بعد الكون الفيزملطلق ه من املثاقفة غري الواعية وغري العقالنية وغري املتكافئة . حصد

ومن أهم هذه االجتاهات . عرفت االجتاهات ما بعد البنيوية بعدائها للبنيوية، أي للنص املغلق الذي يستبعد التاريخ واإليديولوجيا ليفا، تنظريا . لقراءة والتلقي والتأويل والتفكيكيت نظرية ا لبنيوية يف العامل العريب، ترمجة و وقد ترمجت هذه املناهج يف ذروة الولع

45

نه ووجد املعارضون للبنيوية يف العامل العريب ضالتهم يف هذه املناهج اليت تؤكد هلم أن زمن البنيوية قد وىل وأثبت فشله يف وط. وتطبيقاوقد عول أصحاب االجتاه . فاحللقة املفقودة يف التحليل البنيوي هي العالقة اجلدلية بني اإلنتاج األديب وقوى اإلنتاج بشكل عام. األول

أخذت ترتجم إىل "ويف هذا اإلطار . اليساري على الرتاث الكالسيكي للماركسية من أجل إيقاف طغيان القراءة البنيوية للنصوصلقد ترمجت هلذا الناقد . 31"األفكار اليت متارس نقدا ابستيمولوجيا للفكر البنيوي، ويف مقدمتهم الناقد اإلجنليزي تريي إيغلتون العربية

، 1992، ونشر يف بغداد سنة 1990، من قبل إبراهيم جاسم العلي عام "مقدمة يف النظرية األدبية"احملسوب على اليسار اجلديد لقد أسعفت مثل هذه اإلطاللة على الفكر الغريب يف جمال . لنفس الكاتب الربيطاين" النقد واإليديولوجيا"صاحل كما ترجم فخري

هتمام لفكر البنيوي الذي حظي ا يف الثمانينات، بسبب انشغال اجلميع النقد اليساري العريب يف التخلص من إحباطاته اليت مين .ذي كانت البنيوية حتتضر يف بلدها األم فرنساالعرب بشكل ملفت، يف الوقت ال

يف سبعينات القرن املاضي ظهرت نظرية املبدأ احلواري للناقد الروسي املاركسي، وكان يهدف إىل إخراج النص األديب من شرنقة على يد مجيل 1986بغداد سنه يف الثمانينات، وصدر ب" قضا الفن اإلبداعي عند دوستويفسكي"لقد ترجم كتاب . الفضاء املغلق

ملغرب سنه " املاركسية وفلسفة اللغة"نصيف التكرييت وتبعه كتاب . وقد ترمجته ميىن العيد. 1986لنفس الكاتب الروسي؛ وقد صدر ا الشكالنيون الروس فقال ختني يف مناسبات عديدة عن موقفه من البنيوية اليت بشر ملرء نفسه مع إنين ضد أن حيبس ا"لقد عرب

عمال دوستويفسكي اهتدى إىل مبدأ . 32"النص، وما يتبع ذلك من ترسيمات شكلية ونزع للسمات الشخصية ومع احتكاكه ت السابقة له واليت تشرتك معه يف حوارية النصوص، حيث أن كل خطاب، عن قصد أو عن غري قصد، يقيم حوارا مع اخلطا

ت اليت ستأيت وحيدس ردود فعلهااملوضوع نفسه، كما يقيم حوار ليخرج النص بذلك من سجنه الورقي وجيوب 33"ات مع اخلطاحات جزئية ختني قبوال . التاريخ حيث له صالت مع نصوص أخرى قد قيلت يف املاضي وتقال يف احلاضر، مع انز وجدت حوارية

الذي يدرس فيه أعمال دوستويفسكي، وقد ترمجه " ليل اخلطاب الروائيحت"واسعا يف الساحة النقدية العربية مع ترمجة دراساته حول ت هندسية تقتل أد بية أمحد برادة ليضيفه إىل املكتبة العربية وخيلصها من املناهج الشكلية اليت تدخل القارئ يف متاهات شكلية وبيا

.األدب، بدل أن حتييهاجتاه اخلارج، فيما - اليت بدأت مشواراها النقدي بنيوية-يف أواخر الستينات كانت جوليا كريتيفا تفتح فجوات من داخل النصوص

وبذلك يشتد اخلناق على . 34"التقاطع داخل نص لتعبري مأخوذ من نصوص أخرى"وهو ،)intertextualité" (التناص"مسته رت وكريسيفا وميشال فوكو وغريهم كثري يف فرنسا املنهج البنيوي يعزل النصوص عن العامل، بينما . البنيوية من أشياعها األولني، روالن

قاد الفرنسيون وعلى لقد ترمجت إىل اللغة العربية كتب كل هؤالء الن.مهمة األدب، ليس جمرد وثف الواقع، بل العمل على تغيريهرت ومع تكاثر املؤلفات اليت . ، والقائمة أطول من ذلك"هسهسة"و" امرباطورية العالمات"و" لذة النص"اخلصوص كتب روالن

لبال عبد العزيز محودة يف مشروع. تنتقد املنهج البنيوي بدأ النقاد العرب يراجعون مواقفهم من هذا املنهج ه ومن بني هؤالء خيطر لنسبة لشكري حممد عياد يف كتابه مل يكن العرب قادرين ". املوقف من البنيوية"النقدي األخري املكون من ثالثة أجزاء، وكذلك األمر

م، بل انتظروا أن يؤول األمر إىل ذلك لدى الغرب لينحوا حنوهم وبذلك يؤكدون . على اختاذ موقف نقدي من البنيوية، انطالقا من ذان حداثته وكل علومه وما لبثوا أن استقلوا سلب ؤهم األولون ملا أخذوا عن اليو يتهم وعجزهم عن االستقالل عن الغرب كما فعل آ .ال يزال العرب إىل اليوم ميارسون دور التابع، والتلميذ املولع بتبعيته ألستاذه. عنهانتقال اجلنس الروائي إىل العامل العريب لينافس املكانة اليت حيوزها الشعر، مث لقد مسحت عمليات املثاقفة مع الغرب يف جمال األدب

ومع هذا االنتشار للسرد أصبحنا يف حاجة ماسة إىل منظومة نقدية ترافق العمل . لتصبح الرواية مهيمنة على ساحة اإلنتاج األديبعتباره ميكن من استخراج والذي كان متاحا .وتؤسس جلمالية اخلطاب الروائي. التخييلي مع تعاظم أمهية الرواية هو املنهج البنيوي،

46

لعامل "غري . البنيات اليت يتشكل منها اخلطاب الروائي أن الذي كشف ظهر البنيوية هو الرواية، بوصفها جنسا أدبيا ذا صلة مرجعية النص الروائي هو إعادة إنتاج مجالية للواقع، وانطالقا . 35"لسانية الصرفةاخلارجي، فال ميكن اختزاهلا إىل جمرد جمال صاحل للتطبيقات ال

لتاريخ وية بداخل -ال بد من اخلروج إىل العالقات اخلارج. من هذا اإلدراك فال بد من وصله نصية من أجل تكوين رؤية للعامل .لنقديةوبذلك فإن النظام البنيوي ال يسعفنا من أجل هذه املرامي ا. العملليس جماال معرفيا خاصا "فهو . بقي اآلن أن نعرج على طريقة وتوقيت دخول النقد الثقايف للوطن العريب، كنشاط، مث كممارسة

ون مبذاته، استخدم نقاده املفاهيم اليت قدمتها املدارس الفلسفية واالجتماعية والنفسية والسياسية يف تراكيب وتباديل معينة، ويقو الثقافة الشعبية اليت كانت مهمشة من قبل . 36"بتطبيقها على الفنون الراقية والثقافة الشعبية، بال متييز بينهما من حيث الكيف

على سبيل املثال كانت نصا مزدرى ومهمال، "ألف ليلة وليلة"إن . املؤسسة الثقافية الرمسية أصبحت موضوعا أثريا لدى النقد الثقايفعند ذلك انتبه النقاد العرب إىل هذا الرتاث السردي اخلصب الذي طاملا . أن ترجم إىل اللغات األوروبية وأشاد به الغربيون كثرياإىل

.أمهلته الثقافة العاملة ألنه يستقي شخصياته من احلضيض االجتماعي، ومن كل الفئات الدنيا والعلياجلانب اجلمايل يف النصوص معرضة عن كان هذا النشاط النقدي قد انبىن يف الغر تم ب على خلفية معارضة املناهج النسقية اليت

وكانت انطالقته األوىل من أمريكا، وعلى خلفية انسحاق األقليات االجتماعية داخل . األنساق الثقافية املضمرة وراء مجاليات اإلنشاءالنتقاد على الوضع املزري . ذلك، السود والنساء ماكنة الرأمسالية املتوحشة؛ واملقصود من وراء كانت الدراسات الثقافية تستعرض

ومع تعاظم شأن هذه الدراسات، نشأ ما يسمى النقد الثقايف الذي وجد حال . للنساء والسود يف جمتمع يدعي حقوق اإلنسان واحلرية .الثقافة الشعبية/لثنائية الثقافة العاملة

وطن العريب، فقد عرف النقد الثقايف يف العشرية األخرية من القرن العشرين، تلك اليت شهدت حتوالت درامية بسبب أما يف ال افتت األنظمة العربية على التطبيع مع إسرائيل، واالحنياز ألمريكا، . اليت غريت كثريا من القيم املقدسة عاصفة الصحراءحرب فقد

كما شهدت املرحلة منو اخلطاب الديين الرافض لكل هدنة مع املرجعية الغربية، والعودة إىل األصول . سابقابدل االحتاد السوفيايت .عتبارها مصدرا للخالص من االستعمار الثقايف واهليمنة الغربية على كل األصعدة

اضي يعترب اللغة والبالغة قيمتني مجاليتني مقدستني، وهو كان اخلطاب الديين املعارض الجتاه األنظمة الرمسية يف تسعينات القرن امل عتبارمها سدا منيعا حيجب األنساق املضمرة يف هذا اجلو احملموم . ما يتعارض مع أواليات النقد الثقايف الذي ينظر إىل اللغة واجلمالية

لية- لتحوالت الدرامية يف الوطن العريب الثقايف حيزا يشغله مستغال فرصة الرفض الشعيب للبنيوية وجد النقد - بفعل وطأة االمربعتبارمها يتعارضان متاما مع الثقافة العربية القائمة على ترصني مركزت من النوع التقليدي، أو امليثولوجي، أو "والتفكيكية افة الشعبية التحتية اليت كانت مقصاة من التمثيل يتخذ النقد الثقايف موضوعاته من الفولكلور ومن الثق. 37"امليتافيزيقي، أو التوافقيريخ النقد األديب .طيلة

:اخلامتةفقر احلضارة إن إفراغ املعرفة اإلنسانية من جوهرها احلواري، حبيث ال نرى يف الذات إال بئرا جافة وال نرى اآلخر إال نبعا دافقا، ملما ي

النهضة فاخلطأ الذي اجرتحه جيل . اإلنسانية وحيرمها من مبدأ االختالف الثقايف، الذي يغين اإلنسان يف قيمه العليا وأخالقه العامةضته يف الوقت ال ذي هو أنه جتاهل الرتاث اإلنساين الضخم الذي خلفته احلضارة العربية واإلسالمية، والذي لو اله ملا حقق الغرب

زيد من قرن من التقدم العلمي، بشهادة مؤرخي أورو املنصفني. حتققت فيه . إن الغرب مدين للمسلمني اليت يرتبع عليها األدب العريب القدمي قلما جند هلا نظريا يف األدب الغريب املعاصر، واملستشرقون هم أدرى الناس وإن كنوز األدب

هذه احلقائق جتاهلها رواد النهضة العربية وارمتوا . ويعود الفضل هلؤالء يف توثيق أمهات الكتب العربية وحفظها من التلف. ذه احلقيقة

47

ا النماذج العليا للمعرفة اإلنسانية، وأن الرتاث العريب ليس له يف حضن الغرب، و راحوا يرتمجون آدابه ومناهجه وعلومه اإلنسانية على أ . إال أن يلقى يف سلة املهمالت

والتيه نقل العرب مناهج النقد األديب لدى الغرب، وحلموها يف جسد ثقايف أجنيب عنها، وكان من نتائج ذلك حالة من الفوضى وكان ال بد من عمليات تلفيق فكري وفلسفي جلعل تلك املناهج تبدو مقبولة وقابلة . اليت وقع فيها املتلقي العريب هلذه املعرفة الوافدة

كان ال بد من أن يتحرك القراء واملثقفون العرب إىل قلب املركز لكي يفهموا لغته ويستوعبوا مناهجه، بدل أن يكيف . للتطبيقلقد آل العامل اليوم بفعل العوملة إىل أحادية . ملرتمجون ما ينقلونه ليتالءم مع العقل العريب ويسايره، وينسجم مع قضا العرب ومهومهما

لقد أضحت الثقافة العاملية اليوم أكثر من أي . فكرية وثقافية تؤكد مركزية الغرب وسلطته القاهرة لثقافات وآداب الشعوب األقلويةوقت مضى يف حاجة ماسة إىل التعدد الصويت والرأي اآلخر، والعقل املضاد، إثراء حلياة البشر من خالل التنوع والتمايز الباعث على

.التنافس احلر :اهلوامش

                                                             

.78ص . 2009لبنان، ط األوىل -عودة، تكوين النظرية يف الفكر اإلسالمي والفكر العريب املعاصر، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريوت ظم-1 .89ظم عودة، تكوين النظرية يف الفكر اإلسالمي والفكر العريب املعاصر، ص -2 .122ص . 1990ة، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط الثانية جريار لوكلريك، االنثروبولوجيا االستعمار، ترمجة جورج كتور -3 .152املرجع نفسه، ص -4ط، ط األوىل -5 شرون، الر . 60ص . 2010عبد هللا إبراهيم، الثقافة العربية واملرجعيات املستعارة، الدار العربية للعلوم .املرجع والصفحة نفسهما-6ظم عودة، تكوين-7 .146النظرية، ص ، .165ص . 1993حمسن جاسم املوسوي، االستشراق يف الفكر العريب، املؤسسة العربية للدراسات والنشر، بريوت، ط األوىل -8 .61عبد هللا إبراهيم، الثقافة العربية واملرجعيات املستعارة، ص -9

.183ظم عودة، تكوين النظرية، ص -10 .183املرجع نفسه، ص -11سة، ترمجة حسن قبيسي، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، كلو -12 .164ص . 2008د ليفي شرتاوس، مقاالت يف اإل .180- 179املرجع نفسه، ص -13 .180املرجع نفسه، ص -14

.186ظم عودة، تكوين النظرية، ص -1515 .206املرجع نفسه، ص -16 .207- 206املرجع نفسه، ص -17 .209عودة، تكوين النظرية، ص ظم-18 .218ظم عودة، تكوين النظرية، ص -19 .152، ص 2004ليبيا، ط األوىل -جريار لوكلريك، العوملة الثقافية، ترمجة جورج كتورة، دار الكتاب اجلديد، طرابلس-20 .219ظم عودة، تكوين النظرية، ص -21 .17ص. 1998صباح اجلهيم، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، ط األوىل آالن توران، نقد احلداثة، اجلزء الثاين، ترجة -22 .222ظم عودة، تكوين النظرية، ص -23 .235ظم عودة، تكوين النظرية، ص -24 .2050املرجع نفسه، ص -25

48

                                                                                                                                                                                                 .252ظم عودة، تكوين النظرية، ص -26 .253نفسه، ص -27 .256نفسه، ص -28 .254نفسه، ص -29 . 09ص . 2009لبنان، ط األوىل - اسة ما بعد احلداثة، ترمجة حيدر حاج إمساعيل، مركز دراسات الوحدة العربية، بريوتليندا هتشيون، سي-30 .301ظم عودة، تكوين النظرية، ص -31 .303ظم عودة، تكوين النظرية، ص -32 .36، ص 1992بغداد، ط الثانية -ةتودوروف تزفيتان، املبدأ احلواري، ترمجة فخري صاحل، دار الشؤون الثقافية العام -33، ترمجة أمحد املديين، دار الشؤون الثقافية )يف أصول اخلطاب النقدي اجلديد(أجنينو مارك، مفهوم التناص يف اخلطاب النقدي اجلديد، ضمن كتاب -34

. 1987بغداد 1العامة، ط .304ظم عودة، تكوين النظرية، ص -35 .13، القاهرة، ص 2003يف، ترمجة وفاء إبراهيم ورمضان بسطاويسي، اجمللس األعلى للثقافة، ط أألوىل إيزابرجر آرثر، النقد الثقا-36 .344نفسه، ص -37

49

غواية اخلطاب النقدي الغريب ورهان املواجهة ملفوف صاحل الدين / سعاد تيشوداد

)مخيس مليانة(جامعة بونعامة اجلياليل :ملخص

ر جدال يف كيفية تناوله للنصوص ،ويف عدم الثبات يف كد حضور وهيمنة النقد األديب يف أواخر القرن العشرين ،مما أ لقد فهمها ،وتعدد القراءات النقدية ،مما أدخل النقد العريب احلديث يف رهان من الصعوبة واملواجهة ،من التأسيس إىل مسايرة للممارسات

ت النقدية الغربية احلد لنظر يثة ،فربزت تيارات فكرية متضادة عرقلت العملية النقدية ،منها من أنطلق من الرتاث النقدي بوصفه ثر ألخص يف جمال املمارسة النصية وقراءة النص ،وجعل حداثية ،ومقابالت ضدية إثباتية لصحة الرتاث النقدي إسقاطاتالنقدية ،و

ة ،مقابل الذات الغربية يف اجملال النقدي ،ذلك بوصف املمارسة النقدية الرتاثية وصفا حديثا العريب ،حماولة إلثبات الذات العربي،فالقراءة النقدية احلديثة واملعاصرة تطورت وتعددت يف جمال النقد الغريب ،على غرار النقد العريب الذي عرف إشكالية املصطلح ،تعدد

ت النقدية وكذا املناهج ،مما جيعل النقد العريب املفاهيم ملصطلح واحد ،كما جند التداخل والتنا عن راهن الساحة يغيبزع يف النظرزمنة ومهية ،وممارسة عكسية ،كأن الزمن و الفكر النقدي العريب مل يتحرك من مستوى التقليد والنقل املعريف الذي ضاع يف النقدية

ريخ الصالحية ،نظرا لتعدد املناهج حلقة الزمن ،فوصل متأخرا مبعطى نقدي غري مكتمل ،غري ساري الفاعلية النقدية ،ليتجاوز النقد حلداثة ال املعاصرة ،هذا ما جعلنا يف هذه الورقة البحثية نبحث يف .واملدارس النقدية ،املرتمجة أعماهلا عن الغرب هلذا حق القول

لنموذج الغريب تج عن التبعية الغربية والتقليد املشكل الذي أحاط راهن النقد العريب ،وسبب االغتواء ،هلذا هل النقد العريب احلديث خر فكر النقدي ودخوله صراع الزمن ؟ ال ت املمارسة النقدية العربية الغربية ،وكيفية على منواهلا ؟ ما سبب بد من تتبع جتاذ

.مواجهة هيمنة النقد الغريب .هيمنة .يث ،التقليد ،الرتاثية النقد ،العريب ،الغريب، احلد: كلمات مفتاحية

Abstract : The presence and dominance of literary criticism was confirmed in the late twentieth century, which caused controversy in how it deals with the texts, and the inconsistency in its understanding and the multiplicity of critical readings, which introduced modern Arab criticism in a bet of difficulty and confrontation, from the founding to keep pace with modern Western monetary practices. Contradictory currents emerged that hindered the monetary process, including those from the critical heritage as rich in critical theories, especially in the field of textual practice and reading the text, and make modern projections, and interviews against the proof of the validity of the Arab monetary heritage, an attempt to prove the Arab self, as opposed to the Western self The critical field, by describing the traditional monetary practice as a modern description, modern and contemporary critical reading has evolved and multiplied in the field of Western criticism, such as the Arab criticism, which defined the problem of the term, the multiplicity of concepts for one term, as we find overlapping and conflict in critical theories as well as approaches, making Arab criticism Missing the current stage of the monetary arena in fictitious times, and the reverse practice, as if the time and the Arab critical thinking did not move from the level of tradition and knowledge transfer, which

50

was lost in the cycle of time, arrived late with an incomplete cash, not valid monetary activity, to exceed the cash validity date, Criticism of curricula and critical schools, translated work from the West. This is the right to say modernity, not contemporary, this is what made us in this paper to look at the problem that surrounded the current Arab criticism, and the reason for the temptation of the Western model, so is the modern Arab criticism is the result of Western dependence and tradition ? What is the reason for the delay of our critical thinking and entering the struggle of time? The implications of Western Arab monetary practice and how to counter the dominance of Western criticism must be followed.

Keywords: criticism, Arab, Western, modern, tradition, heritage :متهيد

ا لقد عرف النقد العريب تطورا يف املناهج النقدية يف العقود األخرية من القرن املاضي ، رغم اإلشكاالت و التعقيدات اليت مر الفكر العريب سواء يف املمارسة النقدية أو األدبية واملؤثرات الداخلية واخلارجية اليت أحاطت به ، فأصبح التفاعل مع األخر الغريب

يا وحضار ، فكان التأثر والتأثري نظرا حلب اكتشاف اآلخر يف مقابل االنغالق على الذات ، وجند وعي الناقد العريب جبدلية ثقافاالختالف يف االحتكاك والتالقح املعريف واألديب ، فانتقل هذا اجلدل للدرس النقدي ، فقد ظل النقد األديب يف الوطن العريب بني

وفكر جتديدي انفتاحي على منجز األخر الغريب ، فظهرت معارك فكرية وأدبية بني املدرسة –تراثي – منجز فكري ونقدي عريبرخيية ،واألخذ .النقدية التقليدية واملدرسة النقدية التجديدية هلذا بقي الدرس النقدي يرتاوح بني رفض النقد الرتاثي واعتباره ميثل حقبة

عتباره يواكب العص كان الغرب يشهد منذ بداية هذا القرن إرهاصات حتول عميق يف بنيته املعرفية مل '' ر ومتطلباته لذا لنقد الغريب ج الدراسات النقدية ،وفرضت نفسها عليه في الوقت الذي عرف فيه النقد الغريب تطورا كان الرتكيز على ف.1'' تلبث أن طالت

ألعمال النقدية ا لغربية املرتمجة ،غري أن يف هذا النقل ظهرت جدلية أخرى مل جيد النقد العريب هلا جتديد الرتاث النقدي ومقابلته احلل احلاسم حلد اآلن ،متثلت يف أزمة املصطلح النقدي ومدى التطابقات واالختالفات ، بقي الناقد العريب يبحث عن ذاته النقدية

نقد النقد ،و الرتاث النقدي يف مقابل النقد احلديث ،وأسس للنقد ،يف مقابل األخر ،سواء الناقد الغريب أو الناقد املضاد ،فظهرالرتكيز على االجتاهات النقدية العربية ،واالجتاهات اليت تنامت على "مبدارس نقدية اليت إن دلت على املفهوم الغريب أكثر ،هلذا كان

امشية يف املشهد الغريب احلديث ،وامنا كانت اجتاهات تلك االجتاهات مل تكن اجتاهات ه...الساحة العربية يف تفاعلها مع الغرب لغة األمهية ،وان اختلفت يف بعض تفاصيلها الرتكيبية والداللية ،عما آلت إليه يف النقد العريب احلديث 2"رئيسية ،و

:املمارسة النقدية العربية وغواية النقد الغريب - 1ملقارنة ،لتنتقل إىل احملاكاة ،ملا للنقد الغريب من إغراء يف طريقة تعامله مع العالقة بني النقدين العريب و الغريب ول االمر ،بدأ

من املزا يف النقد العريب احلديث تولدت من احتكاكه مبناهج النقد الغريب اجلديد ،تعددت مسالك البحث " النصوص لذا جند ا عهد قبل ربع قرن ،وقد أخصبت هذه احلركية النقدية وتنوعت اإلشكاالت املبسوطة وبرزت مفاهيم مستحدثة ،مل يكن للعرب هلم

عادة قراءة الرتاث يف ضوء ما استجد من تساؤالت وما اكتسبه نقد من جتربة ذات شأن 3"اجلديدة اجتاها عين ة يف مقابل العربية ، حىت غدت األساس للمتلقي مناهج النقدية الغربيللتطور التعدد و الجند رغم تلك احلركية النقدية العربية إال أننا

حثا وأستاذا ودارسا وطالبا ،هذا املتلقي الذي أصبح يف حرية من أمره من جهة املنهجية و الفوضى النقدية أمام هذا التعدد العريب ت غربية نشأت يف ظروف خمتلفة و يف بيئة خمالفة للنسق الثقايف العريب ، هذه ا ملناهج هلا اخللفيات الفلسفية واجلذور واالنتشار لنظر

51

احلداثة العربية هي حماولة حبث عن شرعية املستقبل ،بعد أن فقد املاضي " هلذا اعترب شكري دمحم عياد أن .الفكرية الغربية غري العربية 4"بسرعة تفوق سرعتنا بكثري –ومازال –لكن العامل الغريب كان يتطور ... شرعيته التارخيية

ذا جند تلقي املناهج النقدية املعاصرة لدى العرب يعرب عن ثورة يف املنهجية اليت أحدثتها تلك املناهج واليت محلت معها كما هائال هل رخيية " من املصطلحات و املفاهيم النقدية هلذا تسعى بعض املناهج إىل الرتكيز على معطيات املرجع اخلارجي ـ، من جمتمع ومرحلة

رة ،ومبشاعره الذاتية ووقائع شخصي يف حني تسعى مناهج أخرى إىل حصر اهتمامها مبادة األدب ... ة تتصل بشخص املؤلف ته الداخلية ،للكشف عن عالقاته البنيوية وطرائق تشكلها أو معطياته األسلوبية ودالالته السيميولوجية وقيمه اجلمالية ليس ...ومكو

. قيم العمل األديب كلها ،سواء أكان املنهج قائما على معطيات العلم أم سواها من املعطياتمبستطاع منهج نقدي واحد أن يستوعب 5 "وهو درس يفضي بنا إىل واحدة من النتائج املهمة

لقد دخل النقد العريب فخ العوملة و احلداثة ،دون تدقيق يف ما له وما عليه من خصوصية نصية ،وخصوصية ثقافية ، فجاءت ،فهذه 6"قناعان ال يرتدد احلداثيون يف ارتدائهما عند تسويق مشروعهم النهضوي ،ومها قناع التغريب ،وقناع الرتاث " مقنعة بــــــ احلداثة

ينقسم املوقف العريب إزاء هذه املسألة إىل موقفني ،موقف " اخلصوصية النقدية انقسم حوهلا الدارسون ملوقفني مؤكد ومنكر ،وعليه مثة خصوصية تذكر ،وأن األطروحات النقدية الغربية ،طروحات إنسانية ، ال ينبغي أن نرتدد يف تبنيها ،وقد حنتاج يف يرى أنه ليس

ذلك إىل احداث بعض التعديل ،وموقف آخر يذهب إىل أن مثة خصوصية يف ذلك النقد يصعب ختطيها ،إال بقدر قليل من التعديل لطبع ، فهو يف الغالب حماصر لكن للناقد العريب احلريص على عوملة ... املناهج النقدية ،ضمن منجز الغرب الثقايف عموما مربراته

7"قوة املنجز الغريب وروعته ي كثري من األحيان ،وقوة املعارضة الثقافية احملافظة يف الثقافة العربية نفسها :بني قوتني أن دراسة "...لكونيرجع لنقدية اليت تعاجل النصوص السردية خاصةا هلذا يعترب عبد الرحيم الكردي سبب االختالف يف املناهج

السرد هي حماولة لتطبيق منهج علمي على مادة غري علمية ، ومل خترج طبيعة السرد عن أصلها اإلنساين املنقلب املتمرد على قوانني ختالف ، فوجد)املادة، واملنهج ، والباحث ( من أضالع البحث العلمي اخلالص ... الثبات اجتاهات الدراسات السردية ختتلف

،غري أن الدراسة السردية والشعرية السردية اتقد كان املنهج النقدي اجتاها للدراس،ف8" اجملاالت املعرفية األيدولوجية لعلماء السرد لفلسفي ،الذي يعتمد االنطباعية تشكلت فيها املضمرات اإليديولوجية أكثر، فطبقت عليها شىت املناهج النقدية ذات الطابع ا

أن بعض النقاد فهموا حركة النقد حسب تقسيمات أخرى " يفهم فهم سطحيا تقليد رغم والغموض ،هلذا كان التفاعل النقدي التقسيم ،مثل الصراع بني القدمي و اجلديد ،أو الكالسيكية و احلداثة ،فإن واقع األمر يشري إىل أن هذا التقسيم األخري أقرب إىل

األيديولوجي السجايل ،الذي يعرب عن تقييم أحد الفريقني لنفسه ولآلخر ،ومع ذلك فإن هذا التقسيم على ما فيه من حتيز واختالل لتناول النقدي ،فكرا وتذوقا وحتليال يف مسارات ... ،مهم لفهم الصورة بشكل أفضل ثريات غريبة كثرية أدت إىل االنعطاف

9" جديدة يعمد الناقد العريب للتخلص من األحكام الذاتية واالنطباعية اليت طاملا غلبت على العملية النقدية ، وإلكساب النقد العلمية

د ،كانت احلاجة للمناهج النقدية، منها السياقية املتمثلة يف املنهج التارخيي واملنهج االجتماعي واملنهج النفسي ،فنجد انفتاح النقى املناهج النقدية املعاصرة صار حتمية ملسايرة التطور النقدي العاملي ،فأصبحت لتلك املناهج ضرورة ختص العملية النقدية العريب عل

ة ،غري أن الناقد واملمارس للعملية النقدية تعرتضه إشكالية املنهجية املطبقة يف هذه املناهج اليت غالبا ما تكون مأسسة خبلفيات فلسفية خمالفة تتناسب مع اآلخر الغريب ،فيربز اهتزاز لآل النقدي العريب يف إشكالية حتديد املصطلحات اليت مل يفصل فيها ومعرفية من بيئ

بعد ،فغياب وعي التفاعل بني األ واآلخر وافتقاد احملاورة البناءة و اهلادفة يف التخطيط النقدي لالستفادة من هذا األخر الغريب .وجماراته يف التطور

52

ي حال، وعليه فـــــ إن دراسة هذا " من بني املناهج النقدية اليت أثرت يف الدراسات النقدية النقد التارخيي، حبيث ال ميكن استبعاده ن ولوجه ساحة النقد العريب أمر ال غىن عنه يف جمال التأريخ للمناهج النقدية املنهج النقدي التارخيي اآلن و الكشف عن مالبساته إ

10 "يثة، فقد كان هلذا املنهج من التأثري على احلركة النقدية العربية يف العصر احلديث ما مل يتهيأ لسواه من املناهج احلدت واملناهج تلتقي يف جمموعة من املميزات املشرتكة ،وتشرتك أيضا يف ... "لرجوع هلذه املمارسة النقدية تعترب مجيع هذه النظر

الرتكيز على النص أو اخلطاب ،سواء أكان صورة لغوية أم صورة بصرية أم صورة ثقافية عامة : جلامعة ،ومنها جمموعة من اخلصائص اسم التالقح والتثاقف والتنوع ، واالرتكان إىل التعددية املعرفية والفكرية والثقافية والع لمية، ،واالنفتاح على املناهج النقدية األخرى

عتبارها خلفية إبستمولوجية ضرورية لعملييت التنظري والتطبيق ،واالنتقال من حقل الفلسفة واالنطالق من اخللفية الفلس فية أو العقدية 11..."إىل حقل األدب ونقده

عرف النقد العريب " من حيث املعارف النقدية، أومن حيث اللغة النقدية هلذا تسارعا و حتوال ،املمارسات النقدية احلديثة شهدتلقياس إىل ما كان عليه األمر حتوال كبري 12 "ا على مستوى لغته الواصفة أو كيفية تعامله مع النص ، أو ترسانته االصطالحية ،

مشاكل النقد العريب - 2 يرفع من املستقبلي الذيغياب التخطيط استشرافية، مع اليت مل توضع هلا سياسة جتديديةاملمارسة النقدية العربيةوجد اخللل يف لقد

.النقدياملستوى النقدي من مرحلة التقليد إىل مرحلة املمارسة واإلبداع النقدي املساير للتطور رة لقد بعة لوجهات الفكر الفلسفي دخل النقد العريب يف إشكالية غياب احلياد يف اعتماد املناهج النقدية مما جيعلها

ثر مبا سبق لذلك جند الدكتور يوسف وغليسي يذكر سس هلا، هلذا جند الدرس اجلامعي قد رة أخرى الذي ن " واإليديولوجي وصف املصطلحات اللسانية والسميائية اليت هي املعني األساس للقاموس النقدي اجلديد جل الدراسات والبحوث متفقة على

فالدكتور دمحم حلمي خليل يقرر أن املصطلحات اللسانية أصبحت تشكل عبئا كبريا على الدارس األكادميي املبتدئ (ملشكلة، 13 "واملتقدم

هناك بعض النقاد يتسرتون وراء " النقاد جملموع النصوص األدبية فـــــــجتلت مشاكل النقد العريب األكثر خطورة ،يف معاملة االختصاص بدعوى أن املنهج كذا ال يصلح إال لنقد نصوص من مستوى معني ،أو عصر حمدد ،أو يصلح للتعامل مع شكل أديب

ملاضي ،إ كما أنه من ... ضافة إىل خربة احلاضر دون شكل آخر ،هذا يربره االختصاص ،ألنه يشرتط من الناقد أن تكون له معرفة ا و ال يعرف غري اجلاحظ وايب حيان ا و فلسفا ختالف اجتاها ت النقدية احلديثة قدا معاصرا جيهل متاما النظر العسري أن نتصور

14" عروفة آنذاك التوحيدي واجلرجاين ،ومن خالهلا ينقد الرواية و املسرح و القصة القصرية اليت مل تكن أجناسا أدبية ماملمارس للدرس النقدي جيد نفسه أمام هالة من الغموض النقدي ،فهو مبجرد دخوله يف مفهوم نقدي تقابله املعارضات هلذا إن

ت يف احلقل الواحد ،وال يعرف من أيها يغرتف ، " املفهوم دون تربير مؤسس هلذا حني جيد الدارس نفسه أمام ركام هائل من الكتاا الدقيقة وال ومن مث كان علينا الوقوف مع الدراسات ... كيف يصل إىل الكتاب الذي يلخص له املعرفة ،فال يتوه يف ختصصا

15"االكادميية وحدها لننتزع منها بعضا مما نريد من فهم ومعرفة ا قاصرة بطريقة ترمجتها أصعب تناقضات املمارسة النقدية، جند اعرتاف املنظرين النقدين العرب بسوء هذه املناهجف ،فيعتربو

ترمجة املصطلح يف اخلطاب السيميائي املعاصر تتسم : " املتعددة ، فهذا أشهر كتاب املنهج السيميائي رشيد بن مالك اعترب أنعليها الضطراب الذي حيول دون بث وتلقي الرسالة العلمية ويؤدي ففي مجيع احلاالت إىل نسف األسس اليت ينبغي أن ينبين

16 "التواصل العلمي

53

" مشكلة توحيد املصطلح ،فانتقلت من مشكلة فكرية إىل مشكلة إجرائية ختص النقد العريب ،هلذا متيز هناك أيضا استجدت عريب ،مما نزوع بعض علمائنا ومفكرينا إىل املصطلح األجنيب املألوف لديهم ،حبكم تعليمهم ،وثقافتهم األجنبية أكثر من ألفة البديل ال

17" أوجد عند اشكاال متثل يف ترسيخ شيوع املصطلح الغريب يف ثقافتنا العربية رزوح نقد العريب املعاصر حتت هيمنة املناهج الغربية ، وكف حركته عن إبداع ما هو أصيل " يف مشاكل النقد العريب ترتكز

اء حمنة الغربة املنهجية اليت يعيشها نقد العريب الذي متفرد ،ينطلق من واقع مهومنا الثقافية اخلاصة وطبيعة النص اإلبداعي املتميز ،إلت(يعزف حلنه على هامش اآلخر ،مما يستلزم استنبات مقدمات لبناء رؤية نقدية تنعتق من إسار التشبث بصروح املاضي )نو

18" وتتجاوز تقليد اآلخر يف آن معا )" دراسة يف املناهج (نقد النقد ،املنجز العريب يف النقد األديب ' قد صنفني ، فحبيب مونسيفي كتابه أغلب دارسي النقد جيعل النف

لنقد السياقي " ...يذكر يف تقسيم الدارسني للنقد إىل قسمني مها ينطلق من النص إىل ... نقد سياقي وآخر نسقي ،ويريدون ا الع بعا له يدور يف فلكه خارجه مث يعود إليه مبا استحصد من معرفة إ ملية اليت تعطي للسياق أولوية على النص ،وجتعل هذا األخري

لقدر الضيق يف أحايني قليلة . 19 "أما النقد النسقي فهو النشاط الذي يغلق الباب يف وجه السياق إال على الرغم " فكر جاك دريدا األيديولوجي ـفـــــــــ فمن بني املناهج اليت اعتربت ذات ممارسة غامضة ، املنهج التفكيكي ملا حيمله من

ا فلسفة سلبية عدمية ،تشكك يف كل شيء ،وليس ذلك من أجل الوصول إىل اليقني ا ممارسة ...من إجيابيات التفكيكية ،فإ إاجتنا ماسة إىل منهجية ومن هنا فح...لالختالف من أجل االختالف ،وتقويض متعمد من أجل اهلدم ،ال من أجل البناء والرتكيب 20 "البناء والتثبيت والتأسيس ،ال إىل منهجية تقويضية تستهدف اهلدم والتقويض والبعثرة والتشتيت

ملوضوعاتية على املنهج النقد الثقايفكوهي أكثر تداوال يف املمارسة النقدية ، ،قد استحدثت مناهج حديثةل لتيما الذي اهتم إال ... فعلى الرغم من أمهية املنهج الثقايف يف التعامل مع النص أو اخلطاب األديب من كونه ظاهرة ثقافية " حساب مجالية النص هلذا

لبنيات الشعرية وال لسانية والسيميائية ، ألنه أن هذا املنهج يقصي من حسابه الفن واجلمال والوظيفة الشعرية، ومن مث ال يعرتف لرسائل الثقافية يتعامل مع النص أو اخلطاب األديب واجلمايل تعامال ثقافيا خارجا مبتذال ،على أنه نص نسقي ال يزخر إال

ينصب االهتمام ...ومن أهم سلبيات النقد املوضوعايت السقوط يف الدراسة املضمونية السطحية ... اإليديولوجية ليس إال ضوعايت على املضمون و التيمات والصور املتكررة واملتواترة ،على حساب التقنيات التعبريية واألسلوبية واللسانية والصيغ اجلمالية املو

21 "الفنية والشكلية قي النقد رغم تطور النقد يف العامل الغريب وانتقاله من املناهج الكالسيكية إىل مناهج جديدة تتواكب وطبيعة النقد احلديث ،ب

ملمارسة النقدية ألن خر حركة الرتمجة ،وكذا غياب السياسات النقدية اليت تتكفل على النقد –اليوم –ما يالحظ " العريب متأخرا و العريب احلديث واملعاصر أنه مازال حبيس الدراسات النقدية املضمونية املباشرة ،ومل جيرب بعد املوضوعاتية البنيوية أو األسلوبية أ

وعلى الرغم من ذلك ،يبقى املنهج التكاملي ،يف اعتقاد ،منوذجا نقد مثاليا جيمع حسنات كل املناهج النقدية ... السيميائية ت الوصفية ،وينصب اهتمامه على كل العناصر البنيوية اليت تشكل النص اإلبداعي ،سواء من الداخل أم من اخلارج 22 "واملقار

ليس هناك أخطر من نقد ال " العريب يوجد عدم االستناد على املوضوعية و اللجوء العشوائية فــــــ اكل النقد بني مش أيضا من إننا حباجة إىل حبوث تقرتح علينا حتويل السجال ...يستند إىل رؤية مشولية موضوعية ،وكل نقد البد أن يعتمد على منهج متكامل

،وحتويلها أو تعويضها بقراءات شاملة جمردة عن اهلوى ،والتعصب ،والتطرف، وبذلك نستطيع برفض كل القرارات ذات البعد الواحد وأن ميتلك منهجا نقد سليما ال حيتاج يف ضوئه إىل النبش " ...النهوض والتقدم متسلحني بكل نقاء املوروث ، وعاملية املعرفة

23 "منزع ذايت ،أو عاطفي ، أو طائفي، أو قومي وإمنا يتجه إليها جمردا من أي .ألدوات اليت ينقدها نفسها

54

التقوقع حول فكر حمدد دون االطالع على الفكر املضاد ، عدم توسيع أفق البحث املضمرة ،النقد العربيمن بني مشكالت مثقفني واعني هلم خربة التسرت وراء االختصاص ال ينتج إال مثقفني من مستوى متواضع وحمدد، وحنن حباجة إىل " هلذا اعترب النقدي

ا ...املاضي ومفهوميات العصر، وإن من غري املفيد االحنسار يف دوائر ضيقة من االختصاصات األدبية مل حياولوا اخلروج عن حلقاا، وفلسفتها ت النقدية احلديثة على اختالف اجتاها 24"واالطالع على النظر

إن املنهج ...الرتكيز على الشكل ،وفصل النص عن أي ارتباط مببدعه " يف مشكالت الدراسات النقدية للنصوص إسرافهاف من املزاوجة ...البنيوي ال ميكن له وحده القيام بتحليل النصوص اإلبداعية وبيان فعلها يف حركة اإلنسان ،والثقافة واجملتمع ،وهلذا لبد

س من استثمار أكثر من منهج فاملنهج .بني املناهج بعضها أو كلها وحنن ندرس النصوص األدبية أي منهج وسيلة ال غاية ،والإن من املفارقة حقا أن تتشكل مناهج يف الغرب مث متوت فيه لتبقى حية عند دائما من غري أن نفلح .ملام بكل أبعاد العمل األديب لإل

25 "األخذ، والفهم والتطبيق يف اكتشاف منهج خاص بنا ،وإن من املفيد أن نستند إىل مناهج غري إذا احرتسنا يف لقراءة النقدية ، نقف على أكثر العوائق اليت فاقمت غواية النقد الغريب للمشهد النقدي العريب ، اليت متثلت يف عدم االهتمام

قد ألدوات النقدية األكادميية منها ،فمدارسة املناهج النقدية و األساليب التحليلية ،يعترب نقدا أوليا ،ومشروع مصغر لصنع ملم يتميز بغياب العربية الدرس النقدي يف أغلب اجلامعات احلديثة والرتاثية ،هلذا اعترب تعطيله من أهم املعيقات يف املمارسة النقدية، ف

فقدذا ،هلالتخطيط، ورسم سياسة واضحة هذا "د أمامه سوى أمناط جاهزة ،ومناهج مكتشفة فلم جي... اختذت هذه الثقافة اجلاهزة أمناطا متعددة سواء على املنهج "

ملمارسة النقدية العربية التقصري يف تنمية الدرس اجلامعي كان سببا يف أمخاد الروح النقدية ،وأعدم فكرة ظهور طاقات نقدية ،تنهض .،خارج اطار التقليد و الرتمجة احلرفية

وذلك يستلزم " قد وضع سياسة نقدية تتماشى وتطور احلركة النقدية العاملية على القائمني على التخطيط العلمي ملقاييس النف أن يقيموا ...وإن املطلوب من اجلامعات أن تشرتط على دارسي األدب شعره ونثره ...التنسيق بني اجلامعات إلعادة االعتبار للفلسفة

نفسه مناهج القدماء ، ميكن مد اجلسور بني الثقافات املتباعدة رسائل تعي املناهج احلديثة يف النقد األديب والفين ،وتعي يف الوقت ت الفردية ... زما ومكا ،سواء أكانت هذه الثقافات عربية أو أجنبية ،وإمنا من خالل "وذلك ال ميكن بلوغه يف حدود اإلمكا

حثون من مجيع اجلامعات العربية ،وتقف وراءه جها 27"ت ممولة ،سياسية ،وعلمية حصيلة جهد حبثي مجاعي يشرتك فيه خامتة

الفكر العريب احلديث يشهد صراع يف توجهه حتو احلذاثة االتباعية و احلداثة املتحظة ،وبني احلذر و املغامرة ،تشتت حماور اللغة السردية والنقدية للمتلقي وقضا نقدية ،أحاطت حبياته الثقافية لتصل للحياة األدبية ،هو الكاتب والناقد ،قائد الفكر وترمجان

ا ،اليت تكون قد نقضت يف ذلك الوقت اليت تستغرقه الرتمجة. هلذا فاالشتغال برتمجة املؤلفات األدبية الغربية ،و حماولة فهم مستجداخاصية اآلنية الزمنية و يف الوصول للمتلقي الدارس ،فحصلت سقطة زمنية بني الدراسات النقدية الغربية و العربية ، هلذا مل تتوفر

اآلنية الضدية ،حيث يكون الرد النقدي وفق ما يعاصر توجهاتنا ، ال وفق ما كان مقابل ماهو كائن ،مبعىن وفق منعدم يقابل متجدد .،لتكون النتيجة حتمية هلذا النقد املتجدد

لبد من االهتمام بسلك النقد التعليمي يف املعاهد واجلامعات لكي يكون للنقد العريب مستقبل ،يعيد أجماد النقد يف القرون األوىل ، من ،دمج النقد مبستوى املمارسة النقدية أكثر من شرح العملية ،ألن هذا الطالب هو النواة املستقبلية للعملية النقدية ، لبد من التغيري

وسه النقدية ،فهو ال يعري املواجهة العربية أية أمهية ، الداخل النقدي العريب ، ألن اآلخر الغريب ، لن يتوق عن غواية كل متطلع لدر

55

ا هامشا ،مغلوب على أمره، فهما يف حكم احلاكم واحملكوم ، لكن بوجود سياسة ألنه يعترب عمليته النقدية املركز املهيمن، وما دولت ضة الفكر العريب نقدية تعتمد املوضوعية النقدية ،سيكون النقد العريب قد عاد لرهان املواجهة ، و .ايل

:اهلوامش ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.15ص .سوسة تونس .دار دمحم علي احلامي للنشر والتوزيع .1ط.العريب احلديث واملدارس الغربية النقد .1998.دمحم الناصر العجمي -1 .353ص .لبنان .بريوت /املغرب .الدار البيضاء .املركز الثقايف العريب .3ط.دليل الناقد األديب .2002.سعد البازعي .ميجان الرويلي -2 .15ص .مرجع سابق.واملدارس الغربية النقد العريب احلديث.دمحم الناصر العجمي -3 . 10ص.الكويت .جملة عامل املعرفة . 177العدد.املذاهب األدبية والنقدية عند العرب و الغربني .1993.شكري دمحم عياد -4ت ا. 2015. صاحل هويدي -5 . 166ص..سور . شقدم.دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع .1ط .ملناهج النقدية احلديثة ،أسئلة ومقار .43ص.السعودية .مركز التأصيل للدراسات والبحث .1ط.ظاهرة اهدار السياق يف اخلطاب احلداثي .2016.سعد بن مقبل بن عيسى -6 .81-78ص.لبنان .بريوت / املغرب .الدار البيضاء. املركز الثقايف العريب .1ط.االختالف الثقايف ثقافة االختالف .2008.سعداليازعي -7 .83ص.مصر.القاهرة .مكتبة اآلداب. ط.د.السرد ومناهج النقد األديب .2004 .عبد الرحيم الكردي :ينظر-8 .355-354ص . مرجع سابق دليل الناقد األديب .سعد البازعي .ميجان الرويلي -9

.204ص.مرجع سابق .السرد ومناهج النقد األديب.عبد الرحيم الكردي -10ت النقد األديب ومناهجهفي مرحلة ما بعد احلداثة.2011.مجيل محداوي -11 .471ص .املغرب.لناظورا.مؤسسة املثقف العريب . ط.د. نظر .25ص.اململكة العربية السعودية .جدة.،النادي الثقايف 51ج.جملة عالمات يف النقد ز 2004 .ينظر سعيد يقطني -12 . 53ص.أطروحة دكتوراه ،جامعة وهران .اخلطاب النقدي العريب اجلديد إشكالية املصطلح يف. 2005-2004 .يوسف وغليسي -13ت النقد يف حتليل آليات اخلطاب النقدي املعاصر .2011.حسني مخري -14 ط .دار األمان .1ط.سرد اجلزائر .منشورات االختالف .املغرب .الر

.105-104ص. .197ص .اجلزائر.وهران . منشورات دار األديب. ط.د.دراسة يف املناهج(األديب املنجز العريب يف النقد،نقد النقد .2007.حبيب مونسي-15 . 72ص.اجلزائر .دار القصبة .ط .د.مقدمة يف السيميائية السردية .2000.رشيد بن مالك -16 .42ص.لبنان .بريوت .بيسان للنشر والتوزيع واالعالم .1ط.اشكالية املصطلح يف الفكر العريب .2010.على بن إبراهيم النملة -17ت -18 .167ص .مرجع سابق.صاحل هويدي ،املناهج النقدية احلديثة، أسئلة ومقار .5ص.مرجع سابق .حبيبمونسي نقد النقد ،املنجز العريب يف النقد األديب -19ت النقد األديب ومناهجه .مجيل محداوي -20 .65،64ص .مرجع سابق .نظر .392- 125ص .سابقالاملرجع .مجيل محداوي -21 .394ص .املرجع نفسه .مجيل محداوي -22ر لعييب -23 .185 -184ص .األردن.عامل الكتب احلديث .1ط .االجتاهات واملناهج ،واإلجراءات،لبحوث اللغوية واألدبية ا.2009.هادي ر لعييب -24 .191ص.السابقاملرجع .هادي ر لعييب ،املرجع نفسه -25 .193ص .هادي ر لعييب -26 . 178ص .املرجع نفسه .هادي ر لعييب ،املرج-27  .209ص.نفسه عهادي

56  

مسايرة اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر للنقد الغريب احلديث واملعاصر

عبد احلليم ريوقي. د اجلزائر/ 2جامعة البليدة

:مقدمة، فالناقـد اجلـاهلي كـان يصـحح وينقـد األشـعار انطالقـا مـن وجـوه بالغيـة لنقد األديب العريب منذ العصـور األوىل البالغة ارتبطت

الشاعر اجلاهلي ينظم أشعاره وينقحها انطالقا من أوجه بالغية، وإن كان الناقد والشـاعر اجلـاهلي يـدركون املفـاهيم البالغيـة ولكـن مـن و اخل، واتســعت البالغــة فيمــا بعــد العصــر اجلــاهلي، لتصــبح يف العصــر ...غــري مصــطلحات يف كثــري مــن األحيــان، أو أن هــذا فــن بالغــي

صــادر أخــرى مــن القــرآن الكــرمي والســنة الشــريفة، وأصــبحت هــذه املصــادر نبعــا يهتــدى بــه وتعــرف النــاس علــى اإلســالمي ذات مــوارد ومــا وهــذبت الكثــري مــن املفــاهيم البالغيــة، يف العصــر العباســي أصــبحت البالغــة هــي الفــن النقــدي املهــيمن كثــري مــن مــواطن البالغــة وفنو

ها ككتب اجلاحظ واملربد وابن قتيبة، وسـيبويه الـذي ذكـر على الساحة النقدية، بدءا من كتب تناثرت فيها م صطلحات بالغية بني ثناا يف كتابـه ، وأول كتــاب مجعـت فيــه البالغــة وهـو كتــاب البــديع البـن املعتــز وهلــم "الكتــاب" وفصـل بعــض املفـاهيم البالغيــة ومصــطلحا

ين والفا رسـي واهلنـدي وتسـربت للبالغـة العربيـة والـيت حافظـت علـى هويتهـا جرا، ومـا عرفتـه البالغـة آنـذاك مـن تـدفق مصـادر النقـد اليـوالعربيــة ولكنهــا أضــافت مــن هــذا وذاك، وال نــرتك هــذه الفــرتة قبــل أن نشــري إىل كتــايب عبــد القــاهر اجلرجــاين الــذي كــان منعرجــا مهمــا يف

ــل منــه العلمــاء وبنــاء البالغــة ممــا ورد فيــه أو توســعوا انطالقــا منــه واســتمر األمــر كمــا هــو عليــه إىل غايــة بدايــة عصــر ريــخ البالغــة ملــا .النهضةاية عصر االحنطاط وبداية عصر النهضة ظهرت عدة مؤلفات تـدعو لتبـين النقـد العـريب اخلـالص املتمثـل يف النقـد البالغـي ومع

1899"فلســفة البالغــة "وكتــاب ) 1897-1875( حلســني املرصــفي " الوســيلة األدبيــة إىل العلــوم العربيــة" والرتاثــي، ومنهــا كتــاب ريــخ علــم األدب عنــد اإلفــرنج والعــرب وفكتــور هيغــو 1907منهــل الــرواد " لروحــي اخلالــدي، وكتــاب 1904جلــرب مشــوط، وكتــب

لـرتاث مـن خـالل إحيـاء النقـد القـدمي املتمثـل يف البالغـة دالنقـ ، وظهـر1للقسطاكي، و هي كتب بدت فيهـا حمـاوالت لتجديـد العالقـة لنيـل الـدكتوراه يف األدب العـريب مـن جامعـة 1912األكادميي على يـد بعـض الدارسـني مـنهم أمحـد ضـيف املصـري الـذي ابتعـث سـنة

الســوربون فلمــا عــاد دعــا لــرتك أســاليب النقــد العــريب القــدمي املتمثــل يف البالغــة واالنفتــاح علــى النقــد الغــريب كمــا دعــا طــه حســني وأمحــد 2قد الغريب أمني لتبين الن

ا بضـرورة ولو الـيت أسسـها أمحـد أبـو شـادي، ينـادي أصـحا وكانت مجاعة الديوان العقاد و إبراهيم املازين وعبد الرمحن شكري ومجاعة .، واملقصود هنا هو التوسط بني هذا وذاك3تبين النقد الغريب دون إمهال النقد العريب اخلالص املتمثل يف البالغة

النقد العريب احلديث على األشكال والفنـون النقديـة الغربيـة، كمنـاهج النقـد عنـد املدرسـة الشـكالنية، واملدرسـة البنويـة، وانفتح ن البالغــة هــي ...والســميائية، واألســلوبية ا يف هــذه وتلــك، فمــثال يــرى بيــري جــريو ، ومبــا أن كالمنــا حــول البالغــة فالبالغــة هلــا امتــدادا

ن علم األسـلوب هـو وريـث البالغـة القدميـة ،4أسلوبية القدامى ، والبالغـة عنـد الكثـريين 5وهذا ما يذهب إليه الدكتور صالح فضل ، والســرقات األدبيــة يربطهــا الكثــري مــن الدارســني ...، وبعــض الفنــون البالغيــة كالتضــمني واالقتبــاس واحلــل والعقــد6هــي الشــعرية نفســها

،،أمربتو إيكو يرى أن البالغة القدمية هلـا رؤيـة قدميـة 7ول دمج البالغة كأداة وكرؤية للنظرية التداوليةالعرب بنظرية التناص، ومنهم من حيات احلديثة كنظرية التأويل ونظريـة القـراءة ن 8اجتاه املتلقي فالبالغة تفطنت لدور املتلقي يف عملية التواصل قبل النظر ومـنهم مـن يـرى

.9ملدارس اللغوية واللسانية احلديثة البالغة هلا امتدادات يف فكر ا

57  

هذه املناهج الغربية أصبحت مهيمنة كلية على مناهج النقد يف الفكر واألدب العريب، واملشكل هنا هو مدى مواكبة الفكر .واألدب العريب هلذه املناهج

ت القرن املاضي ما بني الشكالنية الروسية هر يف األدب العريب إال بعد لكن مبادئها مل تظ 1930- 1915ظهرت مع بدا 10...بفعل أفكار مؤسسها شكلوفسكي وإخنباوم 1930و 1915الشكالنية الروسية عاشت ما بني اخلمسينات،

لشكالنيني، وأصبح املنهج الشكلي له مكانه يف الساحة النقدية جند دراسة لرجوع إىل الدراسات األوىل اليت اهتمت و، وكذا رونيه 1955الصادر يف طبعة أوىل سنة ) املذهب-الشكالنيون الروس، التاريخ(فكتور إرليتش يف كتابه الناقد األمريكي نظرية ( 1949، بل ميكن الرجوع إىل كتابه األول صحبة أو ستني وارين، الصادر سنة 1963) مفاهيم نقدية(ويليكي يف كتابه

11 .امةحيث أشار إىل الدراسات الشكالنية إشارات ه) األدبت للتعرف على مبادئ الشكالنية عندما 1972حمي الدين صبحي إىل العربية سنة الدكتور ترجم ويف الفكر العريب كانت أوىل البدا

1955وسنة 1972وبني سنة . لرونيه ويليك واوستني وارين، وتداولته الدراسات اجلامعية واألوساط األدبية) نظرية األدب( كتاب .فرق كبري

وانتشرت أفكارها يف أور بعد أن أخذ تالمذة (1913‐1857 )ظهرت أفكارها مع العامل فردينان دي سوسري البنوية دي سوسري على عاتقهم إثراء أفكار أستاذهم فخرجت عدة مدارس من ضلعها وشاعت بعد اخلمسينيات منها املدرسة الوظيفية

(fonctionnelle) املدرسة النسقية) 1908و(ين ومارتي، وأندري )1982-1896( كبسون رومان مع 

(glossématique) املدرسة التوزيعية) 1965 - 1899( مسليف مع  (distributionnelle) مع بلومفيلد )املدرسة ) 1928و ( تشومسكي نعوم مع  (générative)املدرسة التوليدية) 1949 -1887ولعل أول العرب الذين كتبوا يف البنيوية هو املفكر  )1909و ( ريساه. س.مع ز  (transformationnelle)التحويلية

بداعاته الفكرية يف اجملال الفلسفي، ولعل كتابه من أوائل الكتب العربية اليت وضعت يف " مشكلة البنية" زكر إبراهيم املعروف وظهرت ترمجته ،  1969سنة"  فلسفة موت اإلنسان،: البنيوية" ترجم كتاب غارودي ، و 1976التنظري للبنيوية فقد أصدره عام

قد تونسي، كتابه عن )يف لبنان(فقد ترجم كتاب جان بياجيه عن البنيوية ،1979لعربية عام ، مث ألف عبد السالم املسدي، معروفة منذ بداية اللسانيات، وإسهامات الدكتور عبد الرمحن احلاج صاحل يف جمال اللسانيات أكثر من أن يشار إليها، وهي

رئيسا لقسم اللغة العربية ، وقسم اللسانيات، وما تضمنته مقاالته 1964الستينيات، إىل يومنا هذا، وخاصة عندما عني سنة قشها سنة جبامعة السوربون، اليت تضمنت بعدا 1979وإسهاماته العلمية يف جمال اللسانيات، خاصة رسالته يف الدكتوراه اليت

.اللساين احلديثآخر للفكر ت األوىل للمفكرين العرب يف البنوية خاصة واللسانيات عامة يف حدود السبعينيات فرق اية اخلمسينيات والبدا وبني

.كبري، وإن كنا نؤكد على جهود الدكتور عبد الرمحن احلاج صاحل يف ميدان اللسانيات منذ منتصف الستينيات، وشاع فيما بعد عندما تبنته 1969النقد الغريب عندما تكلمت عنه جوليا كريستيفا يف حماضرات هلا سنة ظهر يف التناص

رت ودريدا وفليب سولرس  TEL QUELجمموعة يف حدود منتصف السبعينيات، ويف فكر العريب ويف حدود ...ومنهم روالن هو 1985، صدرت طبعته األوىل عام "-اسرتاتيجية التناص -طاب الشعري حتليل اخل"علمنا أن الناقد دمحم مفتاح يف كتابه الرائد

ت احلقبة البنيوية وما  أول كتاب يعاجل التناص بتوسع واضح، ألن الكتاب كله يعاجل جتليات املصطلح واملفهوم مستفيدا من كتاستقاللية نقدية، الذي طبع يف العراق عام ترمجة جابر عصفورزويل أديث كري ) عصر البنيوية ( رمبا كان كتاب وفهم عميق، و  بعدها،

وكذلك الناقد كتاب يذكر فيه هذا املصطلح بشكل نعريف، أولهو ) تناص ال( إىل، والذي ضم حمموعة من التلميحات 1985ت العمل األديب " صربي حافظ الذي نشر مقاال موسوما بـ  .198612سنة " التناص وإشار

58  

، وفيه تكلم 1979بنيس الذي صدر عام  للدكتور دمحم" الشعر املعاصر يف املغرب ذ مقاربة بنيوية تكوينيةظاهرة "وال ننسى كتاب لنص الغائب، ومل يدخل التناص ب إشكالية املصطلح حني مساه عن فكرة النص الغائب، والنص الغائب هنا هو التناص وهو من

.اية التسعينياتكفعل نقدي ومنهج إجرائي يف الفكر العريب إال يف يل األسلوبية  charle ballyاليت ظهرت يف األربعينيات وشاع املفهوم واملصطلح على يد دوسوسري وتلميذه شارل

 traité de stylistiqueعندما ألف كتابه مبحث يف األسلوبية الفرنسية  (1947‐1865) française 1909سنة يل، مث تطور مع فوسلري، سبيتزر، داماسو ألونسو وبيار جريو وميشال وظهرت األسلوبية يف العصر * -13 احلديث على يد شارل

اية اخلمسينيات14أريفيه وريفاتري .، ومن هنا فاألسلوبية شاعت يف الفكر الغريب منذ بداية الستينيات أو اية اخلمسينيات وصلتنا حنن يف منتصف السبعينيات هو الدكتور دمحم اهلادي يف الفكر العريب ألسلوبيةارواد و وشاعت مع

" يف الشوقيات األسلوبخصائص "كتاب تناول األسلوبية هوأفضل و ...وصالح فضل الطرابلسي والدكتور عبد السالم املسدي،نيات، وترسخت ، وكل الكتب اليت تكلمت عن األسلوبية نشرت مع بداية الثمانيم1981سنة صدر اهلادي الطرابلسي دمحمللدكتور

.كمنهج نقدي فيما بعد، واآلفــاق هنــا هلـا اجتــاهني إمــا بقــاء األمــر كمــا هــو )يف حــدود علمنــا( فمشـكل املواكبــة متــأخرة بنحــو عشــر ســنوات علـى األقــل

مراكـز حبـث متخصصـة عليه، الثاين ويكمن يف وضع آليات متابعة وترمجة لكل ما يدور يف الساحة النقدية والفكرية، هذا طبعا بتكـوين حثــني متميــزين للقضــاء علــى ظــاهرة التــأخر املســجل يف قضــية املواكبــة للمفــاهيم النقديــة والفكريــة، هــذا إن مل يف هــذا اجلانــب ويؤطرهــا نعمــل علــى وضــع آليــات نقديــة خاصــة بنــا ونتخلــى عــن التبعيــة الفكريــة والنقديــة، فأدبنــا لــه خصائصــه ومميزاتــه ال يقبــل يف بعــض املــرات

.تطبيق مناهج أخرى هذا ما سنراه يف األسطر القادمة حبول هللاـذا الـرأي فنسـجل أمـرا آخـر وهـو تعـدد ت ومفـاهيم نقديـة غربيـة إن قبلنـا كما قلنا سـابقا فـاألدب العـريب أصـبح جمـربا يف تطبيـق نظـر

الرتمجـة مـن الوسـائل األساسـية للرقـي اللغـوي يف أيـة " املصطلحات واملفاهيم النقدية، إشكالية املصطلحات ترجع أساسا ملشكل الرتمجة،لدرجـة األوىل علـى الرتمجـة مـن جهـة [...] لغة للغـة العربيـة وتـوفر الكتـاب العلمـي متوقـف إن مشكل توفر املراجـع واملصـادر العلميـة

للغة العربية من جهة أخرى الـيت ظهـرت يف عصـر احلاضـر أعجـزت إىل إال أن كثـرة املفـاهيم العلميـة[...] وتوفر املصطلحات العلمية لغـرض إذ بقيـت مبعثـرة غـري منتظمـة ] املبنيـة علـى الرتمجـة[ إال أن هـذه األعمـال الفرديـة [...] حد كبري واضـعي املصـطلحات ال تفـي

:وعلى سبيل املثال 15ء يف Structuralismeيقــول الــدكتور عبــد الــرمحن احلــاج صــاحل ترمجــة كلمــة بكلمــة بنيويــة وهــو خطــأ ألن هــذه الــواو هــي

هـذا خطـأ يف الرتمجـة مـن غـري الرجـوع 16األصل فقلبت واوا كما يف قرية ال نقول يف النسبة إليها قريوي فنقول قروي واألصح كلمة بنويةمسني متقاربني إما بنيويـة إىل أصول النحو العريب املبين على القياس والوصف، هذه الكلمة املشار إليها سابقا يكاد يتفق عليها اجلميع

.و اختالف املصطلحات اختالفا كلياأو بنوية وهو األصح ما أرد قوله هنا ه، فقـــد اختلـــف النقـــاد )الشـــعرية عنـــد أغلـــب الدارســـني( للغـــة األجنبيـــة poétique /Poetics مصـــطلح: وعلـــى ســـبيل املثـــال

منهـا مـن مقـال وقـد اقرتحـوا بعـض الرتمجـات ) اللغـة العربيـة(إىل لغـة اهلـدف ) اللغـة األجنبيـة(املصـدر واملرتمجون يف ترمجته وتعريبه من لغة ظم، وهي" مفاهيم الشعرية" للدكتور سعد بوفالقة، وكتاب 17 :حسن

18خلدون الشمعة.د:بويطيقا - 19سني الوادح :بويتيك -

للغة العربية فقط على ا املصطلح كتب ، télévision/تلفزيون ،cinéma/شاكلة سينماوهنا نرى أ .، ومل يكن هناك جهد لوضع مصطلح عريب يكتنف املفهوم أو املصطلح الغريب على األقل...microscope/ميكروسكوب

59  

21دمحم الويل ودمحم العمري، و20مجال الدين بن الشيخ: استعمل هذا املصطلح من قبل الكثري من الدارسني العرب منهم :الشعرية - 26نور الدين السد. د ،25أمحد مطلوب.د 24وسامي سويدان 23عبد السالم املسدي.، ود22كاظم جهاد

28عبد هللا الغذامي. د 27،سعيد علوش.د :الشاعرية -مـــا ترمجـــة للمصـــطلح فقـــط دون النظـــر يف املفهـــوم فكلمـــة إن ترمجناهـــا إىل العربيـــة فنجـــد poétiqueاملصـــطلحان الســـابقان نـــرى أ

.عرية أو الشاعرية بشكل أقل احتواء لهمصطلح الش 29يوئيل يوسف عزيز.د: فن الشعر - 30 .فاحل صدام اإلمارة والدكتور عبد اجلبار دمحم علي :فن النظم - 31علي الشرع .د: نظرية الشعر -

ا قصرت علـى الشـعر، فـاملفهوم يف ال نقـد الغـريب ال يعـىن بـه الشـعر هذه املصطلحات انطلقت من رصد املفهوم للظاهرة، والعيب فيها أ .فقط بل األدب عموما وهناك خطأ يف فهم أن املفهوم مقصور على الشعر لتضمنه معىن الشعر يف املصطلح

وحســني الغــزي ومحــادي 35والطيــب البكــوش 34، والــدكتور فهــد عكــام33عبــد الســالم املســدي .،د32توفيــق حســني بكـار :اإلنشــائية - 36صمود

38دمحم خري البقاعي.ود ،37مجيل نصيف.د :)إلبداعا(الفن اإلبداعي أو - 40وجميد املاشطة 39جابر عصفور.د: علم األدب -

، يف الفكر الغريب poétique /Poeticsهذه املصطلحات انطلقت من رصد املفهوم فاحتوته احتواء كامال، فمصطلح زات األدب مبعىن آخر ما هي شروط الداخلية واخلارجية حىت ومن خالل مفاهيم خمتلفة ميكن استنباط أنه يدور حول خصائص وممي

، ليس هذا فحسب بل ما هي خصائص ومميزات األدب عموما وما شروطه الداخلية ...تصبح القصيدة قصيدة والرواية روايةلشهرة بيننا كمصطلح الشعرية ا لذي ترجم املصطلح دون واخلارجية، وعلى هذا فإننا منيل للمصطلح األخري علم األدب وإن مل يكن

.النظر يف مفاهيمهترمجها النقاد العرب ترمجات خمتلفة ) التفكيكية عند أغلب الدارسني( déconstructionواألمر نفسه يف مصطلح التفكيكية

:أمههاا كـان يف الـنص تعـين اسـتنباط مـ déconstructionترمجهـا انطالقـا مـن فهـم املفهـوم، فكمـا أن 41عبـد هللا الغـذامي: التشرحيية-

وما خفي منه وفيه، فكذلك علم التشريح نشرح لنكتشف املالبسات واخلفاتعـين اإلزالـة، أو العكـس، dé، فــ déconstructionاكتفى برتمجة املصطلح ومل خيـض يف املفهـوم، 42دمحم البقاعي :التفكيكية-

، فـإن change/rechangeإعـادة، / تعـين جتديـد réغـري مرئـي، و invisible/ مرئي  visibleتعين غري مثال  inكما أنdé تعـــين العكـــس للكلمـــة املركبـــة معهـــا فكلمـــة تعـــينconstruction تعـــين البنـــاء عنـــد تركيبهـــا مـــعdé ،تعـــين اهلـــدم، التفكيـــك

ا تعين اإلزالة dé، أي أن ....التقويض .تنقل الكلمة املركبة معها إىل ضدها، ألانطلــق مــن منطلــق البــازعي يف ترمجــة املصــطلح لكنــه اختــار التقــويض والــذي هــو فعــال 43ميجــان الرويلــي ســعد البــازعي و :التقويضــية-

لتكنولوجيا أكثر من أي أمر آخر ألجزاء، وأصبحت مرتبطة .عكس البناء ألن التفكيك مرتبط أصال " التشـرحيية" هـو déconstructionومن هنا نالحظ أن أحسن ترمجة للمصطلح من بـني مـا وضـع مـن ترمجـات ملصـطلح

لشـكل الـذي قبـل بـه ا تعرب عن املفهـوم أو هـو مصـطلح يكتنـف مفهـوم أو جـزءا منـه، وإن مل يكـن مقبـوال ترمجة عبد هللا الغذامي، أل .مصطلح التفكيكية

لنـا هذه عينات فقط مـن اخـتالف املصـطلحات للمفهـوم الواحـد يف الفكـر العـريب، ذكـر بعضـها فقـ ط يف مفهـومني فقـط فمـا بــذكر كــل املصــطلحات املختلفــة للمفهــوم الواحــد ويف كــل املفــاهيم، واحلقيقــة أن إشــكالية املصــطلحات أمرهــا هــني ألنــه ال يــؤثر علــى

60  

ا، إشكالية تعدد املصطلح تؤثر على اجلانـب ا لتطبيقـي حبيـث التطبيق بقدر ما يؤثر على التنظري، فأمساء األشياء ال تؤثر على استعماالحــث عمــل رســالة أو مقــال أو حبــث ــا ليســت ...إذا أراد دارس أو مــر مصــطلح واحــد فقــط ألنــه يهمــل البقيــة لظنــه أ ، فإنــه إن علــم

حـث اخلـوض يف التفكيكيـة، وهـو ال يعلـم أن هلـا عـدة مصـطلحات فعنـدما يقابلـه مصـطلح التشـرحيية أو التقويضـية منه، فمثال لو أراد يت حبثــه مبتــورا مــن عــدة أقــوال وآراء ومعلومــات قيلــت يف كنــف يف كتــب الن لتــايل م فإنــه يعتربهــا مصــطلح ملفهــوم آخــر، و قــاد ومقــاال

.املصطلحات األخرىالذي يؤثر حتما على عمليات ومناهج النقد هو اختالف املفاهيم للنظرية الواحدة، فهنا الباحث أو الدارس إن أساء فهم املفاهيم فقـد

.ضل ممن بعدهضل وأـــه عكـــس مـــا كـــان يف ـــا ال تكتنـــف املفهـــوم وال تعـــرب عن بعـــض املصـــطلحات ال تعـــرب عـــن املفهـــوم بشـــكل كلـــي مـــا معنـــاه أ

تــج عــن ســوء فهــم أو تقــدير مــن الدارســني املرتمجــني أو تــداخل بــني املصــطلحات أو العفويــة يف املصــطلحات النقديــة القدميــة، وهــذا ام يف كثري من املراتباالستخدام، وهو م لغموض واإل .ا يدفع

:هوامش البحث                                                            

356-355، ص 2002، 3املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، املغرب، ط، سعد البازعي و ميجان الرويلي،، ينظر، دليل الناقد األديب - 1 357ص ،سعد البازعي و ميجان الرويلي،، قد األديبدليل النا ،ينظر - 2 362-360ص ،و سعد البازعي ميجان الرويلي،،دليل الناقد األديب ،ينظر - 3 23ص ،1994 ، 2ط ،سور ،حلب ،مركز اإلمناء احلضاري ،ترمجة منذر عياشي ،ينظر األسلوبية، بيري جريو - 4 03ص ،1992 ، مصر،القاهرة ،مؤسسة خمتار ،صالح فضل ،-إجراءاتهمبادئه و -علم األسلوب ،ينظر - 5ص ،1986 ،1ط ،ضمن سلسلة املعرفة األدبية ،دار توبقال للنشر ،مريودمحم الع ترمجة دمحم الويل ،جان كوهن ،بنية اللغة الشعرية ،ينظر - 6 منه 15، كذلك ص 9منة، جملة دراسات أدبية، االتصال اللساين بني البالغة والتداولية ،ينظر -7 ، ماي 1ع ،اجلزائر ،تصدر عن مركز البصرية للدراسات ،سامية بن

. 47، ص 2008 29 ص ، 1998، 10جملة عالمات،ع ،العماري.ترمجة دمحم مالحظات حول سيميائيات التلقي، أمربتو إيكو، ،ينظر 8 -

ا ،ينظر - 9 وما بعدها 310ص ،يدمحم العمر ،البالغة العربية أصوهلا وامتدادا10 Voir introduction. Erlish Victor ،Russian Formalish، History، Doctrin ( 3éd 1981) Yalle

Up 2أمحد بوحسن، الشكالنيون الروس والنقد املغريب احلديث، ص - 11 1986، 02جملة عيون املقاالت، املغرب، ع صدر يف، - 12 175ص ،د يوسف وغليسي، طاب النقدي العريب اجلديداملصطلح يف اخل ةإشكالي ،ينظر -13

ن ذلك كان سنة عبد السالم املسدي - * ، وقد أشار الدكتور يوسف 21ص ،عبد السالم املسدي ،، ينظر األسلوبية واألسلوب1902يرى 2اهلامش ،175ص ،يوسف وغليسي ،إشكالية اخلطاب النقدي ،ينظر ،وغليسي لذلك

92عالق، صفاتح ،ب الشعرياألسلويب للخطا التحليل ،ينظر 14 - 371ص 1عبد الرمحن احلاج صاحل، حبوث ودراسات يف اللسانيات العربية ج - 15دية املفهوم يف التعريب والرتمجة خاصة، جملة اجملمع اجلزائري للغة العربية، اجلزائر، ع ينظر، - 16 ، 12عبد الرمحن احلاج صاحل، األخطاء يف

.19م، ص 2010/هـ1432حمرم

61  

                                                                                                                                                                                                

إىل العربية من مقال متميز للدكتور سعد بوفالقة، الشعرية العربية بني (Poetics)وقد استقينا هذه املعلومات املتعلقة برتمجة مصطلح - 17ظم" مفاهيم الشعرية" كتاب نمو الرتاث واملعاصرة، .وما بعدها 14ص ،حسن

.أرسطوالتعريب القدمي الذي وضعه بشر بن مىت يف ترمجته لكتاب وهذا ) الشمس والعنقاء(يف كتابه - 18 ).البنية القصصية يف رسالة الغفران(يف كتابه - 19 كتابه الشعرية العربيةيف - 20 يف ترمجتهما كتاب جان كوهن - 21 يف بعض مقاالته - 22 األسلوب واألسلوبية ، يف كتابهالذي يراوح بني ترمجتني مها اإلنشائية والشعرية - 23 ). نقد النقد(يف ترمجته لكتاب تودوروف - 24فن الشعر وأصوله اليت تتبع للوصول إىل " اجتاهني ميثل األول مصدر صناعي ينحصر معناه يف ،وأشار إىل أن الشعرية ،)الشعرية(يف حبثه - 25 . 1989 ،40اجمللد – 3ج –يف جملة اجملمع العلمي العراقي –ية الشعر ،أمحد مطلوب"يدل على شاعرية ذات متيز وحضور، والثاين شعر .يف كتابه، الشعرية العربية - 26 .املغرب ،الدار البيضاء ،74 ،ص ،معجم املصطلحات األدبية املعاصرة - 27 19ص ،1985، 1ط ،اململكة العربية السعودية ،اخلطيئة والتكفري - 28 ) يف اجتاهات النقد احلديث –فن الشعر البنيوي وعلم اللغة (تاكيفينج دوارد سإيف ترمجته لدراسة - 29كوبسون كتابترمجة يف - 30 "أفكار وآراء حول اللسانيات واألدب" رومان )تشريح النقد(يف ترمجته ملقدمة كتاب نورثروب فراي - 31 ،)نالبنية القصصية يف رسالة الغفرا(يف مقدمته لكتاب حسني الواد - 32 إىل الشعرية –أيضا (Poetics)مع اإلشارة إىل أنه يرتجم ) األسلوبية واألسلوب(يف كتابه - 33نس - 34 ،)النقد األديب والعلوم اإلنسانية(يف ترمجته لكتاب جان لوي كان - 35 )مفاتيح األلسنية(يف ترمجته لكتاب جورج موما - 36 ).أسسه وتطوره إىل القرن السادس –لعرب التفكري البالغي عند ا(يف كتاختني - 37 )قضا الفن اإلبداعي عند ديستويفسكي(حيث طبع حتت عنوان ) شعرية دستويفسكي(يف ترمجة كتاب ميخائيل رت - 38 )نظرية النص(يف ترمجته ملقال روالن ،الديث كريزويل) عصر البنيوية(يف ترمجته لكتاب - 39 ).البنيوية وعلم اإلشارة(رمجته لكتاب ترنس هوكز يف ت - 40 "اخلطيئة والتكفري من البنيوية إىل التشرحيية"يف كتابه - 41 حبوث يف القراءة والتلقي" يف كتبه عامة وخاصة يف كتابه الذي ترمجه عن األملانية - 42 "دليل الناقد األديب" يف كتابيهما - 43

62

واقع اخلطاب النقدي العريب املعاصر يف ظل العوملة اإلعالميةت .األسباب والتحد

سني )طالب دكتوراه/ (صدوقي )مخيس مليانة(جامعة اجلياليل بونعامة

:ملخصت واإلشكاليات اليت تظل تالحقه طول حقبه الزميسري لتحد نية اخلطاب النقدي العريب املعاصر مثل غريه يف طريق يعج

ا، وعلى مدى قرون دة يف عامل النقد بصفة عامة، ومع اليت تواجد ظهرت وبرزت ألوان وألوان متعددة ألشكال تطمح لنيل الرت يف مرمى أكثر عمقا وأكثر اتساعا عن -زمن العوملة-انقشاع النور على زمن ليس كمثل سابقيه من األزمنة تت تلك التحد

ت التهديد الختطاف الكلي للخطاب النقدي العريب املعاصر يف ظل تواجد البديل على الرصيف، لذا جاءت هذه غريه، بل وا من اإلفرازات اليت برزت من خالل منابر ت املتواجدة، مع اقرتا املداخلة وهي حتاول التماس ذاك اخلطر مع ذكرها للبدائل وللتحد

. العوملة املختلفة يف األسواق اإلعالمية .الثقافة، العوملة، اإلعالم اخلطاب النقدي، النقد األديب، األدب، النقد الثقايف،: كلمات املفتاحيةال

Abstract : The contemporary Arab critical speech, like others, is on a way that is full of challenges

and problems that remain to be pursued for the length of its time period, and for centuries it has emerged and has emerged colors and colors of various forms that aspire to gain leadership in the world of criticism in general. With light on a time that is not like its predecessors - the time of globalization - these challenges are deeper and wider than others, and the threat of the total abduction of the contemporary Arab monetary speech under the presence of the alternative on the pavement has become more widespread. This intervention, therefore, came as it tries to seek that danger, while mentioning it to the existing alternatives and challenges, as it approaches the advances that emerged through the different platforms of globalization in the markets of media. Keywords: Critical Discourse, Literary Criticism, Literature, Cultural Criticism, Culture, Globalization, Media

:مقدمة ومدى يقع على عاتق جل الباحثني واملنغمسني يف حقل النقد العريب املعاصر، إدراك مدى تشعب املشاريع النقدية العربية

تنوعها واختالفها، ومما ال شك فيه أن املشروع النقدي يف األساس ينطلق من أسس وقواعد سطرها النقاد واملفكرون، وهذا قصد عربية يف خمتلف ميادينها األدبية، والفكرية، وحىت السياسية، وذلك طبعا يف سبيل إجياد حلول واستخالص مناقشة وضعية الثقافة ال

إىل أن معظم تلك املشاريع هلا خمرج للمشاكل املستعصية، وإجياد خارطة طريق متكن من رسم معامل آلفاقها املستقبلية، وجيدر اإلشارةقد يف اهذأخرى، و خصوصيات ختتلف من جتربة إىل يعود لطبيعة املرجعيات الفكرية واخللفيات املعرفية اليت يستند إليها كل

غمار جتربة املثاقفة مع م على خوضز مشروعه، ولقد بزغ فجر نقد العريب املعاصر مع قسط وافر من جمهودات نقاده، خاصة بعدما ع لذا بدا وكأنه ،صل إليه هذا األخري من أطروحات فكرية ومناهج نقديةلالستفادة مما تو ،مطلع القرن العشرين) ونقصد الغرب ( األخر

ضة ثقافية وأدبية عربية جديدة، حيث ترتب على هذا الفعل دف مواكبة أوىل مالمح وعلى –حث عن منوذج يهيأ له الظروف قد، ومنها أعمال كل من ظهور مشاريع نقدية متعددة ومتنوعة على حسب تنوع واختالف انشغاالت واهتم -مدى عقود امات كل

وغريهم، ولقد أسهمت كل تلك املشاريع يف إقامة التحوالت النقدية الكربى اليت عرفها مسار .. العقاد، امحد ضيف، ميخائيل نعيمة

63

املؤسس، أي أما فيما خيص النقد األكادميي فقد كان ينطلق من ثالثية حتدد طبيعة األدب، وهي املفهوم املعريف .خطابنا النقديمع تطور الفكر البشري تتطور معه آليات تفكريه، مثلما تتغري مع ،1إىل املنهج النقدي، وأخريا املنظومة االصطالحية إلضافةالنظرية،

لعامل الذي هو جزء منه، وهذا املبدأ يستقيم مع التطاكا ذلك أشكال وأمناط تعبريه، ومن هنا تتغري ادر ور ته لألشياء احمليطة به ولتطور التارخيي للحضارات ا ذا الشكل ي 2التارخيي املنطقي للمعرفة يف عالقا يف ا كبري ا لنا استثمار ر د ص ،ويذكر أن انتقال احلضارة

تطور الفكر البشري الذي هو دائما ما يطور أدوات تفكريه من حيث أنه يسعى إىل حياة أكثر انفتاحا على اخللق واإلبداع وجتديد يف ميدان األدب بصفة عامة بسبب الثقافة التكنولوجية اليت ارتفعت إىل جديدا ية، ويف ذات السياق يشهد الزمن احلاضر شكال الرؤ

هلا مساحها بفضل وسائطها االلكرتونية الرقمية جبعل الكل منفتحا ب س األفق وغريت من إيقاع التعامالت الفردية واجلماعية، كما حي اإلبداعية الفردية واجلماعية لنفسها فضاء خصبا وط الثقافة الرقمية، ويف ظل هذا الشكل اجلديد وجدتعلى بعضه، ضمن شر

لالستثمار يف التعبري واألدب حتت فيض اإلمكانيات التقنية واملعلومات املعرفية اليت أصبح الوصول إليها سهال ممكنا يف كل الظروف ت واألحوال، ولعل هذا التحول يف أدوات التوا لشكل اخلدمايت السريع والفعال،خلق للنقد وللنقاد الكثري من التحد صل مع املعرفة،

ت يرفع كعبها كلما تقدمنا يف العصر احلديث، مع اختطاف العوملة لكل امليادين واستحواذها على كل األروقة، وما هو معروف اليت ته تب عي يف حماضرة ألقاها عن النقد العريب أنه يتطور، وتتنوع مناهجه ونظر عا لتطور الفكر اإلنساين، لذا قال الدكتور عبد القادر الر

ا برزت العديد 2009سنة يف مؤسسة عبد احلميد شومان يف عمان، أنه ويف ظل العوملة اليت استشرت بكل أشكاهلا وتشعبت حاالأو األطروحات متثلت يف النقد الثقايف، والنص الرقمي، والصورة ولعل أبرز هذه الدعوات ،من الدعوات اليت مل تعهدها العصور السابقة

ا ا على مثقفي العصر إلجياد أجنع األسئلة الالزمة حلل مشكال الرقمية، والعامل االفرتاضي، وهي جماالت مستحدثة تفرض واقعها وذات واقع اخلطاب النقدي العريب املعاصر يف مرمى ومع الثورة املعلوماتية اليت محلتها العوملة معها خالل السنوات األ. 3املعقدة خرية

لنقد الثقايف والذي هو حسب ما ت جديدة مل يتعامل معها من قبل، خاصة مع بروز ما يعرف يرى بعض الباحثني يف جمال حتد مبشروع نقدي غريب، ة اجلزء األخري من ثالثيته حول النقد يؤكد الدكتور عبد العزيز محودة يف خامت إذ النقد األديب أنه ليس إال افتتا

وهو النقد الثقايف الذي هناك مشروعا نقد جديدا جيري الرتويج له اليوم يف أروقة املثقفني العرب،"، أن " اخلروج من التيه" العريب .4ميثل افتتا جديدا مبشروع نقدي غريب ختطته األحداث داخل الثقافة أو الثقافات اليت أنتجت

: اخلطاب النقدي العريب املعاصر قع وا-1

تعترب اللغة اإلبداعية هي من تنتج النقد بوضعها السابق واملؤسس بتميزها، ومن جهته يكون النص اإلبداعي مدار العملية يعرف على النقدية، ومع حتول النص النقدي إىل عمل إبداعي شعري يتطلب قراءة من أجل فك شفراته وعالماته، أصبحنا أمام ما

ن ،وليس بديهيا أن نؤكد على منطلق عروبة النقد من عربية لسان أبنائه وسحنة اخلطاب النقدي هأنه نقد النقد، أو ما يصطلح عليه املقصود هو العرض الالحق دمهم وأجسادهم، يف ظل غربية منطقهم وغرينة معارفهم، وان كنا نركن إىل هذه البديهية كمنطلق، إذ

الذي أنتجه نقاد عرب ضمن احلقل الثقايف العريب، وحتديدا ضمن احلقل الفرعي الذي يسمى النقد األديب، وصاغوه يف لنقد العريبالسرد دائما ما يرتبط مع اإلنسان وذلك يف عدة مواضع قصد إشباع حاجاته يف نقل األخبار من جهته.5اللغة العربية

ا واملعلومات،ويستند يف األساس على احلكي، حبيث يعترب وسيلة اتصالية مهمة جتمع بني أفراد اجملتمع، تتشكل يف اللغة مكتوا، وترتدي من األجناس ته، ومنطوقها، رمسها وإشارا األدبية قدميها وحديثها، ومن هنا برزت احلاجة إلنتاج طرائق ترصد مكو

ه األشكال، فكانت نقطة االنطالق من نصيب القرن وتستنبط العالئق فيما بينها، وبرزت أيضا احلاجة إىل إرساء أسس تضبط هذ . العشرين الذي وقع على ظهوره الفعلي

64

تبحث املناهج السياقية يف دراستها عن عناصر خارج جمال النص األديب، وجتعل من حياة املؤلف وسريته شرطا أساسيا لتحليل ياق منطلقا مرجعيا يعتمد عليه يف سرب أغوار النص وإضاءة جوانبه من الس ، تتخذ6النص، وعامال مساعدا على تفسري إبداعاته

حة للناقد أدوات إجرائية ينطلق من خالهلا حماوال الشرح والتفسري والتحليل، وهذا 7الداخلية ، مع إمكانية تعزيز ذلك من خالل اإليتمكن النص األديب من جتسيد كل من املنظور االجتماعي طبعا من خالل جلوئه إىل جماالت معرفية تربر استنتاجاته املتحصل عليها، و

كيد استحواذه على درجة من اإلملام والفكري إىل جانب أيضا األيديولوجي لألديب ويقدم ميزات العصر الذي ينتمي إليه، مع عرض النقاد إىل حياة األديب دراسة ،منذ القرن السادس عشر ت8مبحيطه الداخلي سواء تعلق األمر بعائلته أو قوميته أو حقبته التارخيية

ريخ وحياة املؤلف وحتليال، ليزداد مع منتصف القرن التاسع عشر، ومع أوائل القرن العشرين كان تركيزه على السياق النفسي، وعلى ذي ميكن للنص األديب جيدر الذكر أن السياق ال. 9ومشاعره وعواطفه وسريته الذاتية الباطنية، وتعامل مع النص على أنه وثيقة نفسية

أن يتفاعل ضمنه يتداخل ليحمل يف جعبته املناهج التارخيية واالجتماعية والنفسية، وهذا طبعا من أجل أن يشمل كل الظروف اليت يف تفكري ظهر فيها وانبثق منها، ألن وجوده يف الغالب مل يظهر من العدم، وإمنا بزغ من خلفيات متباينة، إذ أن اجملتمع يف الغالب يؤثر

عتبار أن األدب هو أرض األيديولوجيات اخلصبة دون منازع، ومن هنا تتضح الرؤية الكاتب وانتمائه، وحىت توجهاته األيديولوجية ثري وعي املؤلف وحركية الواقع والتاريخ يف الكتابة، ويف رؤي ة اليت قادت العديد من الباحثني إىل الدراسة يف البىن االجتماعية، وعن

.10لكاتب للعامل،وقد اتكأ هذا االجتاه على الفلسفة وعلم االجتماعاستمرار وذلك يف كل مقاربة نقدية، على أساس أن النص األديب ا آليات حاضرة لغة يف كو متتلك املناهج السياقية أمهية

اقات التارخيية واالجتماعية والنفسية، ومن هنا متصل مبرجعه وحمكوم بسياقه الداخلي، وهو خيضع يف ذات الوقت إىل جمموعة من السيإىل املؤثرات اخلارجية اليت أحاطت مبيالده واحتضنت تكوينه، فكان هلا تعترب املناهج السياقية تقارب النص اإلبداعي وهي مستندة

ا املختلفة وأصوهلا املعرفية وتطبيقا ا امليدانية، موضوع الدراسة وليس األعمالالتأثري املباشر أو غري املباشر، وهذا من خالل مستوعتبار أن النص يف جوهره حامل ملعرفة أوىل، وأن املمارسة النقدية هي اإلبداعية، حيث أن حقل حبثها ليس املعرفة وإمنا معرفة املعرفة،

نية تشتغل على معرفة أوىل أحكام نقدية تشمل مجيع إصدار ، يف العموم تعترب املناهج السياقية يف الغالب عاجزة عن11معرفة العناصر الفنية املكونة للنص، وهذا بسبب االقتصار على املضامني الفكرية، أو معرفة املشاكل النفسية اليت كانت سببا يف وجود

ا مناهج لفهم النص، ووفقا هلذا التصور ففهمنا للنص خيتلف ويتباين من منهج آل .خرالنص، هلذا توصف من قبل اخلرباء ر على علم يف الوقت الذي حتوم حوله كم هائل من املشاكل واملخاطر، حبيث ت وضع اخلطاب النقدي العريب اليوم أشهر من لقد صار وضعه يف ضغط رهيب قابل لالنفجار يف أي حلظة، خاصة مع ارتفاع أسهم فلسفة براغماتية تسعى جلعل اخلطاب النقدي يف

لعمل امل در للدخل، أي التفتيش عن التخندق االسرتاتيجي يف سريورات الثقافة العربية من أجل حتصني االسم ال مضمار ما يعرف ت العديد من الباحثني ت التجربة، مع انتشار العوملة يف العصر احلديث ومع ما محلته معها من نسمات إبداعية يف جل الكتا

عناية املركزة، وذلك جراء املضايقات اليت فرضتها عليه الفورة اإلبداعية كما أصلفنا يتنبئون بدخول النقد العريب املعاصر إىل غرفة الت اليت كان قد أمهلها الذكر، فبات غري قادر على السري يف خط واحد مع التجارب واحلساسيات، وحنن نالحظ العديد من الكتا

ا حتصد جوائز دولية عالية املقام وحت صد قراءة يف أوساط املثقفني بدل اآلالف املاليني، ومع اإلقرار بوجود ومهشها النقد العريب وإذا ا اجتهادات فردية ا أعمال تعد على أصابع اليد وال ترقى إىل مستوى أكرب من أ بعض النماذج الرائدة من املشاريع النقدية إال أ

قي املؤسسات االجتماعية اليت يفرتض أن لبعض الباحثني فقط، وسط غياب كامل للعمل اجلماعي لدى املؤسسات األكادميي ة أو النقد وفلسفته تعد من بني أدوات بنائه وحتصينه، لكن ما هو ملموس يف أرض الواقع لدى عدد كبري من النقاد غري ذلك متاما إذ أن

استالب ذلك وصاحب ،النقدي الدرس غاية نه به واالحتفاء الغرب، من ترمجوه أو نقلوه ملا النقاد بعض احلقيقة هي تعصب

65

النقدية لغتهم الذين كانت والنقاد املرتمجني من ذلك هناك الكثري جبانب الذات، من وقلل-أي الغرب–اآلخر من أعلى حضاري، حساب على التنظري يف لغوا كما املتخصص القارئ األحيان بعض ويف العادي، القارئ على تعال وفيها املستوى، وعالية مبهمةت أكثر انعزاال وتقوقعا داخل احلقيبة األكادميية 12التطبيق ألدب عموما أن حال عدد غري يسري من النقاد ، وال خيفى على املهتم

وابتعادهم ألشواط وأشواط عن واقع احلياة الثقافية، مما خلق نوع من احلساسية يف العمل النقدي يف اجململ، وصورة ذاك املشهد فيها ما وهذا والناقد الكاتب بني الفهم سوء الكبري حيث أن العالقة بني األديب والناقد من شوطها األوىل تقوم علىمن الضبابية الشيء

،يف حني يرى الناقد يف 13األدبية احلركة تطور وعملية دينم عتبارها اجلادة النقدية احلركة ضعف يف وتسبب بينهما القطيعة إىل أدى املنتجة -الفنية األعمال أو األشكال وتفسري حتليل يستطيع حبيث اجملتمع يف عالية وثقافة كافية ةودراي خربة ذو شخص نفسه أنه هو

أغوار أن يبصر يستطيع ال أنه يرى و هو الناقد إىل بريبة ينظر األديب فإن املقابل ،ويف14الصحيحة لصورة منحوله -املبدعني قبل من يقلل فهمه وفق وهذا النص، يف السلبية النواحي إىل يتعرض أن احلاالت أسوأ يف خيشى ورمبا أراده، عما التعبري إىل يصل وأن نصه، األديب جتعل خلوف املمزوجة النرجسية هذه به، وهلذا يرى الكثريون أن واالهتمام يكتب ما قراءة عن الناس ويبعد األدبية، قيمته من .15لها عدو الناقد يف يرىكون العالقة بني الناقد والكاتب هي عالقة تكاملية، مواكبة للتطور يف احلركة األدبية العاملية، ولكن يف الوقت ذاته يفرتض أن ت

لألسف فان هذا الدور قد غاب إىل حد بعيد عن أرض الواقع فباتت عالقة الناقد واألديب بني أمرين أفضلهما مر، إما افرتاق هلدا والقرابني واختالف أو نفاق وخداع، فال خيفى على أحد حال بعض ء وهم يقرتبون من النقاد لعلهم - أن صح التعبري-األد

حيضون مبدح ألعماهلم، ويف نفس املضمار يسعى بعض النقاد خللق جسور الذاتية من خالل أعماهلم، فالبعض ينقد أعمال أحدهم هزيال نقدا العالقة هذه أنتجت جملرد االختالف يف األيديولوجيات وامليوالت، ولقد النص حتليل يف مبهمته يقوم ال فالناقد ركيكا، وأد

فيبقى ومتيزه؛ تفوقه عن نفسه يف وقر ما إىل يطمئن األديب أن كما والضعف، اجلودة مواطن من فيه ما وبيان شفراته، وفك وتفسريه،فلة 16وتطويره عمله جتويد إىل منهما أي يسعى فلن الطرفني بني تسود اجملاملة مادامت هكذا،. اجلمود من هلا يرثى حالة على ،ومن

القول االعرتاف كون أن هذه العالقة املسمومة بني الطرفني قد أنتجت تراجع كبري يف كل من النقد واألدب، ولعل هذا ما يفسر فرار سسات الثقافية، حبيث أنه أصبح من امللتقيات والتظاهرات األدبية والنقدية اليت تعمد إلقامتها بعض املؤ -فرارهم من األسد-العديد

أكثر انتشارا مالحظتك للحضور الذي أضحى مقصورا فقط على بعض األصدقاء والزمالء، يف صورة جلسة عائلية ملناسبة ما، وقد ت فيه كل شيء يلعب على الطاولة وال خيفى على أحد تلك ضعفت كثريا األدبية لدى الناس وبشكل اكرب يف العصر احلايل الذي العالقة اليت ترتك دوما انطباعا مشني، كما أن العديد من الناس ابتعدوا كثريا عن القراءة والكتابة، وذلك طبعا راجع للشرخ الكبري

الذي أحدثه التوتر الكبري بني عالقة األديب والناقد، وأصبحت فقدان الناس للثقة هي البضاعة األكثر رواجا يف سوق سيخرج اجلميع ت ينمو يف وسط هذه املعركة القائمة بنيمنها مف إذ األدب والنقد، وحنن من هنا نرفع األصوات لس، وتتسع الفجوة أكثر مع جيل

يت يوم ال يعود فيه النقد واألدب يف ثوب الغريب فقط، أننا ينحدر يف جحر وإمنا نلتمس ابتعاد األجيال عن امليدان، وحنن خنشى أن .كبري وكبري جدا ليتمكن من جلبه واسرتجاع مكانته ومهدهضب ال يصله إال ذو نفس

هذا اجليل الذي يكرب اليوم حتت أنغام العوملة واليت ال يزال مفهومها يثري جدال واسع يف كل األروقة وهو يصنع نقاشا صاخبا بني ولت إىل قوة فاعلة يف النظام الدويل املعاصر، بل وقداملثقفني واملفكرين االجتماعيني واالقتصاديني، وال ميكن إنكار أن العوملة قد حت

أمجع العامل شهدها اليت الكربى التحوالت إثر على وذلك البشر مجيعا مبختلف أعمارهم ومراتبهم، حياة يف مؤثرة فعلية قوة أصبحتك ببعيد، فقد أصلفنا الذكر عن فباتت كل األوعية الثقافية وغريها تشهد خطر الغزو، وما صاحبنا عن ذل التسعينات، مطلع منذ

مشاكل النقد العريب املعاصر اليت حتوم حوله، وعن طبيعة أرضه اليت أصبحت قريبة من االجنراف، وما هذا إال جو أكثر مالئمة تريده

66

ائيا، إن احللقة األهم على اإلطالق لدى النقد العريب املعاصر تكمن يف ع القته مع األخر، أي العوملة يف غزوها، لتخفيه من الوجود ت جيد يف حقول املعرفة األخرى ما يغنيه ويشبع عطشه الفكري املتلقي من الناس، وهو الذي يصل إليه عرب أمواج العوملة، اليت الذي

وال تستورد له ما يشاء يف الوقت الذي يشاء، وهذا ما زاد اخلطاب النقدي العريب سقما، كون أن الشعوب العربية تستهلك العوملةشياء حتما حتل حمل أشياء أخرى قدمية، تيك العوملة ت من تنتجها، لذا وحنن نرى ونسمع اخلطاب الذي حياول جاهدا للقول أنه

إىل املتحف، وهذا حسب ما يدور يف ذهن العديد والعديد من جيل اليوم، وهم يروجون له يف خمتلف الضروري أخذ النقد األديب .ا العوملة على طبق من ذهب أمام اجلميعاملنصات اليت وضعته

:جديدةثوب جديد ومنصة .. .الثقايفالنقد -1س به من األسئلة اليت تصب مجيعها للبحث يف ثنا عندما نود االنطالق يف احلديث عن النقد الثقايف يثور يف أنفسنا عدد ال

ودعا له لنصوصي مثلما قال عنه األكادميي السعودي عبد هللا الغذامي،هذا امللف اجلديد، وهل جاء فعال ليبشر مبوت النقد األديب ا، الغذامي مسح لنفسه 17وكرر ذلك جمدد عاما بعد الندوة يف جريدة احلياة 1997من تونس على اثر ندوة عن الشعر انعقدت سنة

الذي حدده فنسنت ليتش قايف يف معناه احلديثللسري يف هذا االجتاه كونه يعد من بني األوائل الذين حاولوا تبين مفهوم النقد الثمبا ، و 18واستخدم أدواته الستكشاف عدد من الظواهر الثقافية العربية اليت مل تستطع خمتلف مدارس النقد األديب السابقة التصدي هلا

ن حيفر فيها ويغوص، اعتربت ظاهرة أدبي ة عرفت النور يف زمن ما بعد أن حقل النقد الثقايف به العديد من املواقع اليت تسمح له ت الكثرية، لذا من البداية عمل احلداثة يف جمال األدب والنقد، ولقد جاء بعد املوجة الكبرية اليت شهدها امليدان على هامش االضطرا

ملضمرة، والبحث النقد الثقايف على تقدمي بديل منهجي جديد يتمثل يف املنهج الثقايف الذي يعمل على استكشاف األنساق الثقافية ا الثقايف النقد الغذامي فيها ودراستها يف سياقها الثقايف واالجتماعي والسياسي وحىت التارخيي، وذلك من أجل فهمها وتفسريها، يعرف

نه الثقافية األنساق يف قراءة..الثقايف يف كتابه النقد اللغة علوم أحد فهو مث ومن العام، النصوصي النقد فروع من فرع: " العربية وغري رمسي غري هو ما وصيغه، وأمناطه جتلياته بكل الثقايف اخلطاب عليها ينطوي اليت املضمرة األنساق بنقد معين األلسنية وحقول

بكشف معين لذا وهو اجلمعي، الثقايف املستهلك حساب يف منها كل دور حيث أيضا ومن بسواء، سواء كذلك هو وما مؤسسايتت لدينا أن فكما اجلمايل، البالغي أقنعة حتت من املخبوء كشف مهه وإمنا ألديب، النقد أنش كما اجلمايل ال فإن اجلماليات يف نظر

ت إجياد املطلوب تدشني يف البالغي للمعهود تكريس وإعادة صياغة إعادة هو مما القبح، مجاليات عن مبعىن ال القبحيات يف نظرويبدو أن الدكتور ".النقدي وللحس للوعي املضاد وفعلها األنساق حركة كشف هو القبحيات بنظرية دو اجلمايل وتعزيزه، وإمنا املقص

كملها، وبتايل هذا النص حبجم يتمدد أكثر ليصبح الذي نفسه النص مفهوم وهو حيلق يف هذا الفضاء إمنا ينوي تفجري ثقافة ما ت يعام السطحية، وإمنا القراءة بواسطة رؤيتها يصعب مضمرة وأنساق نسقأ حامل بوصفه لالذي مل يعد نصا مجاليا أدبيا فقط، لذا

صرحية، دالالت ذات نصوص على وليس" كلية جمازية" بدالالت مرتبطة مضمرة أنساق على أصبح لزاما يف األساس الوقوف مشروعه يف تغدو الكلمة هذه أن يؤكد لكنه ،"يةالبن أو واحد نظام على كان ما" النسق لكلمة املتداولة الداللة يرفض ال والغذامي .19يتحدد ال عنده والنسق" خاصة اصطالحية ومسات داللية قيما يكتسب مركز مفهوما " النقدي

أن جل الظواهر اليت تعرف النور البد هلا بعد ذلك من مراحل للتطور والتقدم أكثر، وهذا ما مل خيفى عن النقد ت من املعروف لوجود، ولقد عملت الدراسات الثقافية كثريا من اجل ذلكال عتبارها النقطة األهم للقيام بعملية التطوير، أي ثقايف احلديث العهد

األحباث الثقافية اليت ظهرت قبل فرتة القرن التاسع عشر يف حقل العلوم اإلنسانية جبميع فروعها وميادينها، وذلك منذ انبثاق الثورة ا الصناعية، وركزت الدراسات الثقافية عملها على أمهية الثقافة بوقوفها على عمليات إنتاج الثقافة وتوزيعها واستهالكها، وهذه مبا أ

ا تقرر أسئلة الداللة واالمتناع والتأثريات األيديولوجية، وهكذا فالدراسات الثقافية توسع ا جملال متثل اإلنتاج يف حال حدوثه الفعلي، فإ

67

، هذا التداخل يف الفعل الثقايف من حيث كون الثقافة تعبريا عن الناس، ويف الوقت 20والداللة واالمتناع نس والعرق واجلنوسةليشمل اجل، الدراسات حتتوي على دورا مهما يف مساءلة العلوم 21ذاته هي أداة للهيمنة، هو تداخل أساسي له قمة مركزة يف الدراسات الثقافية

حلقل االجتماعي والعلوم اإلنسانية، وهذا ما يسمح هلا إفراز النظرية البنيوية وما بعدها، وحتقيقا ملا ميكن أن تتجه املنضوية حتت لواء اا ألسباب منهجية تصطدم جذر مع حنوه ما بعد البنيوية من دورها يف احلياة العامة، وهذا الدور أوضحته ما بعد البنيوية يف صور

ا ودافع نشاطهامضمون طرحها، ولكن الدرا لقد كشف النقد الثقايف زيف الكثري . سات الثقافية انتبهت لذلك وتبنته لتعده نقطة قوا غري املنقودة، فأصبحنا أشد وعيا بدور الثقافة، أي النظام الداليل يف تكوين من الفرضيات املسبقة وهشاشة أساسها، ومسلما

، إن سبل فهمنا النصوص و . 22نشاطنا التفسريي، هي سبل حتدها وحتددها سياقات املؤسسة الثقافيةمعارفنا وطرق تفكري ها لعقود،مع املوجة الكبرية اليت سار فيها عامل النقد بني فرضية إعدام النقد الثقايف لنظريه األديب أو بقاء األول يف قمة اهلرم اليت دام في

استيقظ بعض الباحثني على التوجه حنو ضرورة عدم السري خلف هذا االنشقاق، بل يتوجب السري يف املضمار الذي يقر بدور كل ن الثاين يكمل األول، واألول يدعم الثاين، فالقول أن النقد الثقايف وقع على فرضية البداية والنهاية املعتادة يف جل جزء مع االعرتاف

ر جارف، إذ أن ميدان األدب والنقد ال حمل فيه للبداية والنهاية، ألنه حسب ما يري الكثري من املتخصصني اجملاالت فقد وق ع يف يت إنتاج فان النتاج األديب والنقدي هو احلياة واحلياة ال تتوقف، وخصائص النتاجات األدبية والنقدية هي أن أحدمها يكمل األخر، و

قدا أو شارحا للناتج السابق الالحق بوصفه ركنا مكمال أو .23أو مغذدة يف عامل النقد، كان لزاما أن يظهر معه ألوان ترب ز مع مرور ردحا من الزمن على ظهور النقد الثقايف كوعاء يقدم نفسه مرشحا للر

لذا ارتفعت إىل السقف عدد من النقاط اليت مدى اإلشكاليات اليت تالحقه وتطارده، مثله مثل غريه من األوعية الفكرية والعلمية،جاءت يف رف اإلشكاليات والنقائص أو العيوب، واليت برزت أكثر بعد أن شبع النقد الثقايف عند عبد هللا الغذامي من الشعر يف

ت من الضروري شقيه القدمي واحلديث، لت معظم الدراسات من ذلك، لكن مع االقرتاب من زمن العوملة االقرتاب من حيث عند سواء العريب اليوم، الثقايف النقد منها يعاين اليت الكربى هلذا فان املعضلة امليادين اإلبداعية من اخلطاب والسينما واملسرح والرواية،

انه هي اجلديد، اجليل عند أو رواده عن يبتعد فهو وبذلك واحلديثة، القدمية األدبية النصوص مقاربة يف أيديولوجي منظور إىل ار األربعينات إىل الدارسني، بعض يذهب كما والنقد ألدب عائدا قصد، دون من أو قصد عن احلداثة، بعد وما احلداثة طروحات

م املاضي، القرن من واخلمسينيات الواقعية يف جتلت اليت لألدب االجتماعية الوظيفة على والتعويل األيديولوجي املضمون تغليب أ املنعم ،وقد اجته الباحث عبد24الرأمسايل اخلطاب عيوب خيفي الذي الربجوازي األدب مواجهة يف االلتزام إىل سارتر عوةود االشرتاكية،

إىل االعتبار أن النقد الثقايف قد انتهك اخلصوصية واالستقاللية النسبية "الثقايف النقد" نقد يف أدبية عجبالفيا يف مقاله مراجعاتنا بذلك األديب النقد صارللنشاط األديب والفين، ف األدب يفقد وبذلك آيديولوجي، خطاب بطبيعته هو الذي الثقايف للخطاب مر

ت سائر عن متيزه اليت النسبية استقالليته األخرى، إىل جانب ذلك فقد اعترب العديد من اخلرباء أن املنهجي الثقافية واألنساق اخلطاته من قصي لتايل لشعرية،ا والوظيفة واجلمال الفن حسا أو النص مع يتعامل ألنه والسيميائية؛ واللسانية الشعرية لبنيات يعرتف ال و

ذا ليسفقط، اإليديولوجية الثقافيةل لرسائ إال يزخر ال نسقي نص أنه على مبتذال خارجيا ثقافيا تعامال مجايلاألدبيو اخلطاب و .25وتفصيال مجلة األديب النقد ووظيفة هيته،وما األدب خصوصية مع الثقايف املنهج هذا يتناىفت يبتعد عن األدب ويغرتب عنه ويتنافر يف عالقته معه، مما قد يشكل فجوة ال خيرج ن النقد الثقايف لذا يذهب الكثري للقول

عن األدب يف حال السماح -املشار إليها سابقا–منها أحد يف ميدان األدب منتصرا، وقد يزيد النقد الثقايف من غربت األجيالإىل أحضان لنفسه البقاء يف دائرة املشاكل اليت أشر إليها، من أجل ذلك أضحى من الضروري عليه اخلروج إلنقاذ األدب وإرجاعه

مكانه تغري تلك الصورة اليت رمست على جبينه من أجيال اليوم من الشباب املنغمس يف فيضان العوملة اليت جرفت معها كل شيء، و

68

إبراز عيوب اخلطاب الشعري والثقايف العريب قبل بعض النقاد العرب املعارضني هلذا االجتاه، والذين يعيبون عليه تركيزه الدائم علىحسب رأيهم، لذا يكون من مجيل الفعل اعادت النقد الثقايف إىل مدرجات اجلامعة من اجل استشراف مستقبله على ضوء املواضيع

لغة يف زمن العوملة، ونشري هنا للموضوعات اليت اجلديدة اليت عرفت ا متلك أمهية ها الدراسات الثقافية وحتليل اخلطاب، خاصة وألصورة، اإلشهار، ودراسات النقد التفاعلي الرقمي وغريها، ويتوجب على املهتمني اإلملام قدر اإلمكان مبا جياوره من علوم تتعلق

ا، ونشري إىل علم االتصال وعلوم اإلعالموخاصة العلوم اليت أصبحت اليوم ا وانعكاسا ثريا ت تتجاوز كل احلدود يف واإلعالفبإمكان هذه املواضيع اجلديدة يف بيت الدراسات النقدية أن تقدم نوع من أوجه تطوير القراءة النقدية .... واإلشهار وحىت املوضة

ا، وهذا طبعا ا املتغلبة على جل مشاكلها ومعوقا مع صد األبواب عن تعصب نفر من النقاد لآلراء والقضا القدمية اليت جتاوز .متطلبات هذا العصر

: نقد اخلطاب اإلعالمي- 2يعرف اخلطاب يف أي جمتمع على انه تلك املمارسة االجتماعية، وهو جممل القول والفعل، ومن جانبها تقوم قنوات االتصال

خلطاب اإلعالمي، ومن حسن القول االعرتاف يف كون أن معظم واإلعالم مبجملها بعم لية نقل هذا اخلطاب حتت لواء ما يعرف ت اإلعالمية ن النقل اإلعالمي يف جل اخلطا هلا من التحيزات ما جيعل بعضها للعلن وبعضها األخر حتت الطاولة، لذا فان القائل

ملوضوعية والدقة، يرد عليه قد جانب الصواب، ألن ما يقع فيه هذا األخري من أخطاء التهوين أو االختزال أو نهأزقته قد اتسم واستثنائية، وهلذا درة حاالت يف إال للواقع مماثل إعالمي خطاب يوجد ال التضخيم، ال تكاد ختفى عن الصغري قبل الكبري، لذلك

إنتاج وتوزيع واستهالك اخلطاب يف كل ميادينه، ومن أجل وضع حتليل اخلطاب اإلعالمي قيد التشغيل من أجل كشف ونقد عمليةت الغش واخلداع والتظليل يف أي ممارسة إعالمية سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أومرئية، أيضا التنقيب والتفتيش عن كل مستو

رات عديدة، منطلقها شديد وحتليل اخلطاب حسب العديد من الباحثني مل ينشأ من داخل علوم اللغة ولكنه أتى من التقاء تياويف سبيل فهم الدالالت ،26االختالف، ظهرت يف أورو وأمريكا يف الستينيات من القرن املاضي وال يزال االلتقاء يتطور يوما بعد يوم

أو مكتو ، وملا كان قسم االجتماعية مجيعها تدور كل التحليالت حول دراسة االجنازات اجملاوزة للجملة، وذلك إن كان االجناز شفوكبري من هذه األحباث منصبا حول ميادين جتريبية، كان ال بد هلا من إجياد مصطلحات حملية وقد مت ذلك يف الغالب جبهل ما كان ت حتليله، أين وقع تعميم دك احلواجز بني خلطاب ومقار يقع يف ميادين جماورة، فبدءا من الثمانينات، ازداد أكثر اهتمام الباحثني

حتليل " على غرار هاريس مصطلح ، ويطلق عليه بعض الباحثني27خمتلف التيارات النظرية اليت اختذت من اخلطاب موضوعا هلا ".للسانيات النصية " أو ما يسمى أيضا " اخلطاب

عتباره دراسة عموما على العالقة اليت تكون بني النص واملقام، وحتليل اخلط" حتليل اخلطاب " هذا، ويطلق مصطلح اب عتبارها نشاطا راسيا يف مقام ومنتجا لوحدات وحتليل اخلطاب عند علماء ،28تتجاوز اجلمل للخطاب، فهو الفن الذي يدرس اللغة

.29اللسانيات االجتماعية يعين االهتمام ببنية التفاعل االجتماعي خاصة واملتحققة بوسائل أمهها احلوارفانه يندرج ضمن سلسلة املقابالت الكالسيكية وخاصة خطاب مقابل مجلة فاخلطاب ميثل " اخلطاب " ح ويف إشارة حنو مصطل

وحدة لسانية متكونة من مجل متعاقبة، وأيضا خطاب مقابل لسان، فاللغة من هذه الناحية نسق قيم مقدرة تقابل اخلطاب، جند أيضا ،وإذا اندرجنا حنو علم اللغة جند أن 30وأيضا جند خطاب مقابل ملفوظ خطاب مقابل نص حيث اخلطاب يعترب إقحام نص يف مقام،

كلمة اخلطاب تشري إىل حتليل املنطوقات على مستوى أعلى من اجلملة، وبتوسعها إىل األبعاد البالغية للغة، أي القيود السياقية على م أو الكتابة كأمر نسقي ليس فقط على مستوى إنتاج النص، يف حني أن التحدي الذي يثريه مفهوم اخلطاب هو فهم وتنظيم الكال

ت يف اجململ تفرض علينا الفصل بني ما هو خطاب عام يف النحو أو تشكيل الكلمة، بل على املستويني الداليل والتداويل، واخلطا

69

اإلعالمي، وهي حتليل اخلطاب اجملتمع وبني ما هو خطاب إعالمي دقيق، يف ظل وجود موجة من الدراسات تشح عن تناول ملفاتت اللغوية، فنال ا تشهد يف عصر العوملة أيضا تداخال كبريا بني املستو حظ يف اللسان العريب أبعد عن غريه من األلسن العاملية، كما أ

ى املستوى الفصيح واملستوى العامي وهذا يعود يف األساس للمؤسسات اإلعالمية اليت تعمل على تشريع هذا املزج قصد اللعب علالنضواء حتت غطاء حاجة املستهلك للخطاب الذي يفهمه ويستوعبه، ويعترب نقد اخلطاب ر الربح املادي، وهي تعذر نفسها أو يف التواصل تقان، يلعب فيها منطق اإلظهار البصري واملصاحبة اللسانية دورا حمور ت وأنساق متظارفة اإلعالمي دراسة ملكو

ومن أجل ذلك تتسارع بل تتنافس خمتلف الوسائل اإلعالمية من أجل ، 31تأثري واإلقناع وتغري وجهات النظراللغوي مث احلجاج والحتقيق االتصال الناجح وضمان جناح األهداف املنشودة من وراء العملية اإلعالمية، ومن هنا يرتفع إىل السقف مدى أمهية نقد

مضمون العملية اإلعالمية، لوهلة من الزمن اعترب بعض اخلرباء أنه ليس هناك تعريف اخلطاب اإلعالمي كونه ينصب يف أزقة نقد وإثراء ا اختزال الصورة، ومن بينها حداثة ظهوره يف أدبيات شامل وكامل ملفهوم نقد اخلطاب اإلعالمي، وذلك يعود لعدة عوامل من شأ

ألعمال اإلعالمية بشكلها السياسي واالقتصادي واالجتماعي اإلعالم واالتصال، ومع هذا فقد ذهب البعض لتعريفه على أنه دراسة ا .32وكمية والرتفيهي وتقييم املمارسات املهنية وتفسريها وحتليلها عرب مقاييس إحصائية

لغة يف كونه يعترب جامعا للتجربة املهنية والتأطري املعريف، وذلك يف طرحه لرؤية نقدية مؤث مهية رة حبكم قربه النقد اإلعالمي حيضا إىل جانب طبيعة عمله يف إنتاج املعلومات ... الصحفي واإلعالمي من خمتلف املعلومات السياسية واالجتماعية واالقتصادية وغريها

ت من الواضح جدا االنزالقات املوجود يف اخلطاب اإلعالم، وسواء كان ذلك عن وتوزيعها، خالل احلقبة الزمنية املتأخرة اليت نعيشها لتضليل اإلعالمي أو قصد أو من دون قصد، لذا حيتوي نقد اخلطاب اإلعالمي على حصة األسد يف مواجهة ودحض ملا يعرف

التدقيق فإن املراحل السابقة، يف ضرورية واملشهورة التقليدية اإلعالم وسائل أخبار و النقد يف التدقيق كان سوق األخبار الزائفة، وإذاكثري، فيها الكذب أن وخباصة أوجب، و أوىل هو بيننا، سريع بشكل تنتشر اليت االجتماعي، التواصل تشبكا أخبار يف والنقد،ويعترب هذا اهلدف من األهداف احليوية 33سلبية اجتاهات يف الناس لتهييج مفربكة؛ وصور أخبار استخدام هو حيصل ما وأخطر

عها، كما أن وظائف النقد أيضا تذهب يف اجتاه وضعه ألسس التعامل مع مبختلف أنوا املنوطة على عملية النقد للمادة اإلعالميةمكانه أن يقدم للجمهور املستهلك تقيم شامل للمضامني اإلعالمية املنتشرة، مع الرسالة اإلعالمية اليت يتعرض هلا اجلمهور، إذ

ا العوملة اإلعالمية خاصة مع التطور امل ا وطور فقد أصبح ذهل يف جمال تكنولوجيات اإلعالم واالتصال،مالحظة املشاكل اليت أفرزأيضا للنقد اإلعالمي ميدان ميكنه التواجد به وهو غايته يف احلفاظ على وعاء اهلوية الذاتية والثقافية إىل جانب اخلصوصيات احلضارية

يسعنا املقام لذكر إمكانية النقد اإلعالمياليت تعد من النقاط األساسية للشعوب قاطبة، ومتيزها عن ما هو أصلي وما هو غريب، كما دف تزويده مبا حيتاجه من إمكانيات حسن انتقاء ما يعرض أمامه من املواد للمسامهة يف تطوير مهارات التفكري لدى الفرد املتلقي

.اإلعالمية املختلفةالباحثني يف هذا الشأن هو االختالف املتباين نقد اخلطاب اإلعالمي كغريه يشكو من إشكاليات عديدة، ولعل من أبرز ما يواجه

حول استخدام حتليل اخلطاب واإلجراءات املتبعة يف حتليل املادة العلمية اليت تتعلق مبجال عمل أصحاب االختصاصات املختلفة يف اإلعالمي اخلطاب نأ إذ اإلعالمي، اخلطاب حتليل يف أوضح بصورة االختالف علوم اإلعالم واالتصال على وجه اخلصوص، ويبدو

، اإلعالم مل يعد مبفرده موضوعا 34املسموع اإلعالمي اخلطاب عن وكذلك املرئي، اإلعالمي اخلطاب عن حتليله طريقة يف خيتلف املقروءعلى احملك بقدر ما أصبح شريكا كبريا يف ذلك مع اخلطاب الناظم له، الذي يكسب أدائه وسلوكياته الشرعية الكاملة، حيث أصبح

خصما عنيدا ألخالق وقواعد املمارسة، وهي تتخفى بعيدا عن العملية النقدية اليت يف بعض األحيان تنخدع يف بعض األوقات لتكنولوجيات احلديثة اليت مترر تلك املمارسات دون أن ينتبه هلا أحد، هذه القضية تعد إشكالية يف غاية األمهية تقع على عاتق النقد

70

وكشفها، ويف حال فشله يف مواجهتها سيكون مستقبل اإلعالم والعريب خاصة على حافة النهر، إىل جانب الذي يكلف بضبطها مع الواقع املعاش على األرض، ونقصد بذلك -واخلطاب جزء منه-إشكالية أخرى واليت تشكو استمرار انفصام األداء اإلعالمي

واجتماعيا عن جمر -فاخلطاب ينتمي إىل عامل اللغة-لغته ابتعاد يواجه النقد أيضا حاجزا كبريا يف إذ... ت احلال سياسيا واقتصاد االجتماعي الواقع أن أم الواقع تصنع اللغة مفادها هل التصدي هلذا االنفصام املتشعب كثريا يف امليدان، حيث تثور من هنا إشكالية

ا أم قائمة قعالوا املادية األشياء هل أخرى بعبارة اللغة؟ حيدد الذي هو ، وهنا يبدوا 35اخلطاب خالل من إال معىن تكتسب ال أزد على هذا إشكال أخر ينخر جسد نقد اخلطاب واضحا من خالل املالحظة مدى ختبط النقد يف حماولته ملعاجلة هذا املوضوع،

ت وطبيعة العالقة بينهما، أي بني احلقب الزمنية املتناثرة ت املتداولة، لذا يتجول النقد اإلعالمي وهو تنوع اخلطا وبني اخلطالإلفصاح عن حقيقة الفرضية القائمة بشأن الصراعات الواضحة يف اخلطاب السياسي واالجتماعي واإلعالمي واالختالفات الكامنة

.عكس ذلك تكاملية أم صراعية أم تنافسية بينهم، كما من شأن النقد أيضا الكشف عن العالقات إن كانت فعال ورغم من ذلك فانه ميكن أن يزيح نقد اخلطاب اإلعالمي من طريقه كل ذلك من خالل اإلفصاح واالعتماد الكامل عن مدارس

معتمدة وحمرتفة يف حتليل ونقد اخلطاب اإلعالمي، وهي اليت حتمل معها مسات معرفية ومنهجية متعددة، تكون خمتلفة لكنها لن تكون بعض وتتكامل فيما بينها من خالل استخدامها للمفاهيم املشرتكة واليت تعمل على تطويرها وحتسينها، متصارعة بل حتمل عن بعضها ال

ت املعرفية للمدارس اجلامد و الثابت الطابع بنزع وهذا قد يكون ممكننا أكثر يف ظل عصر ما بعد احلداثة واخلاص يف الكربى والنظر احلداثة، بعد وما البنيوية بعد ما وتيارات اجتاهات بني الرؤى يف التكامل حماوالت رصد ميكن اإلطار هذا يف االجتماعية، العلوم

.36احلداثة بعد ما ونظرية النقدية النظرية بني التالقي وحماوالت : خالصة ات لقد مر اخلطاب النقدي العريب املعاصر منذ بزوغ فجره مبراحل متعددة ومتنوعة، ارتفع فيها كعبه لفرتات واخنفض لفرت

بني معجب به، إىل متعلق به، -أي اإلنسان–أخرى، وكان حاله حال غريه من األوعية الفكرية اليت يتعرف عليها اإلنسان، فتجده يت من حث عن غريه، وذاك يف حال انفتح الباب أمامه قصد التنقيب والعثور عن خمتلف األوعية الفكرية املنتشرة، سواء كانت إىل

يت من عقول العصر املتطور احلديث، وهي بذلك تسعى خلدمة اإلنسان ومتطلباته، لذا كان اخلطاب بطون الزمن املا ا ضي، أو أالنقدي العريب املعاصر منذ األول مرتبعا على عرش األدب، وهو ال خيشى يف ذلك لومة الئم، الن املساحة وما فيها مل تكن لغريه،

عريب تعب وأتعب بفضل اخلالفات واإلشكاالت اليت ظلت تطارده من بيت إىل بيت، ومن بقصد أو من دون قصد، إىل أن النقد الليسقط النقد األديب أرضا، وهو يف ذلك يطمح قصيدة إىل أخرى، فـرفع الستار على النقد الثقايف، الذي جاء حسب بعض اخلرباء

لع وملة اليت سهلت نوعا ما من طريقه، ففتحت أمامه األبواب لتحيده من الطريق والوقوف مكانه، والنقد الثقايف دون سلفه رزق م عديدة، لذا هددت ومن شواكها، ترسم مجال املنظر ليوم وتقطف املناظر أل وعبدت الطرقات، لكن رغم ذلك مل تكن إال وردت

خذ اخلطيئة خالل خمتلف منابرها األوىل والثانية معا، أي مل يسلم منها ال النقد األديب وال النقد الثق ايف، وهي ال تغفر ذنبا وقع، إال ووتسحب الفاتورة، فمعها كان كل منهما يعيش يف خطر دائم وخيشى دوما االنزالق إىل حافة النهر يوما ما، يف ظل منابرها اإلعالمية

.اليت جتاوزت كل احلدود وذهبت يف كل االجتاهاتترهني اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر، املقام يف جامعة : األول عملنا يف هذه املداخلة على هامش امللتقى الدويل

احلديث العريب النقدي اخلطاب يف واملفاهيم املصطلحات تعدد :جلمهورية اجلزائرية، ويف حموره الثاين املعنون -2البليدة–علي لونيسي اإلعالمية من خالل توضيح األسباب العوملة ظل يف املعاصر يبالعر النقدي اخلطاب واملعاصر، أن نقدم صورة أكثر وضوحا عن واقع

ت املتواجدة، عملنا على ذلك بكل ما متكنا من الوصول إليه ضمن إطار البحث العلمي ووفق املنهجية املعتمدة واالقرتاب من التحد

71

عن التحيز أو إصدار األحكام املنحرفة عن يف البحث والتدقيق عن املعلومة، وطرحها يف قالبها العلمي املوزون والبعيد كل البعد .الصواب أو املتحيزة ، وهللا ويل التوفيق وهللا من وراء القصد

:اهلوامش 

                                                             . 16/09/2019ريخ االطالع ، 07/06/2014، 4475اجتاهات النقد العريب املعاصر، جملة احلوار املتمدن العدد ،رامي أبو شهاب1مالت يف املفاهيم، من أوراق املؤمتر العريب األول للثقافة الرقمية طرابلس : زهور كرام، األدب والتكنولوجيا.د 2 .2007أسئلة ثقافية وريخ االطالع ، املوقع االلكرتو 18/02/2009األردنية أمحد الطراونة، أسئلة النقد العريب يف عصر العوملة، صحيفة الرأي 3 .16/09/2019ين، .351، نسخة الكرتونية، الصفحة 2003ن التيه، مطابع السياسة، عامل املعرفة، الكويت ماخلروج عبد العزيز محودة،.د4 66 نسخة الكرتونية، الصفحة ، الطبعة األوىل2009عبد اجلليل بن دمحم األزدي، أسئلة املنهج يف النقد العريب احلديث، املطبعة والوراقة الوطنية، املغرب 5شرون بريوت، لبنان 6 .198، الطبعة األوىل نسخة الكرتونية، الصفحة 2007أمحد يوسف، القراءة النسقية، الدار العربية للعلوم ض، دار البشائر لنشر والتوزيع، اجلزائر يوسف وغليسي، 7 . 118الصفحة ، نسخة الكرتونية،2002اخلطاب النقدي عند عبد املالك مرشرون بريوت، لبنان 8 . 176، الطبعة األوىل نسخة الكرتونية، الصفحة 2007أمحد يوسف، القراءة النسقية، الدار العربية للعلوم .177أمحد يوسف، املرجع نفسه، الصفحة 9

.54، الطبعة األوىل، الصفحة 2003أمحد محيدوش، إغراءات املنهج ومتنع اخلطاب، دار األوطان للنشر والتوزيع، اجلزائر .د 10 .2004حبث يف جتليات القراءات السياقية، احتاد الكتاب العرب، دمشق : دمحم بلوحي، آليات اخلطاب النقدي العريب احلديث يف مقاربة الشعر اجلاهلي 11 . 26/09/2019 بتاريخالطالع ، مت ا08/06/2016مصطفى عطية مجعة، اخلطاب النقدي املعاصر، مقال موقع الرأي، نشر بتاريخ . د 12 . 26/09/2019، مت االطالع بتاريخ 12/12/2012، موقع ديوان العرب، نشر بتاريخ ألديبعادل عامر، عالقة الناقد 13بل كلية الفنون اجلميلة، نشر بتاريخ 14 ، مت االطالع عليه بتاريخ 11/02/2014األستاذ كاظم الزبيدي، مفهوم الناقد، شبكة جامعة

29/09/2019 . ، مت االطالع بتاريخ 18/08/2019دمحم عبدهللا القوامسة، العالقة بني الناقد واألديب، موقع جريدة الدستور األردنية، مت النشر بتاريخ . د 15

29/09/2019 . .، املرجع نفسهدمحم عبدهللا القوامسة. د16 .8نسخة الكرتونية، الصفحة 2005ة العربية، املركز الثقايف العريب، الطبعة الثالثة بريوت، لبنان عبد هللا الغذامي، النقد الثقايف قراءة يف األنساق الثقافي17بل العراق، نشر بتاريخ : علي عبد األمري عباس، احملاضرة احلادية عشر 18 ، مت 19/12/2019التعريف بنظرية النقد الثقايف، كلية الفنون اجلميلة جامعة

. 29/09/2019االطالع بتاريخ .علي عبد األمري عباس، املرجع نفسه 19، خمرب الدراسات 2019مساعيل فاطمة الزهراء، واقع النقد العريب املعاصر وظهور النقد الثقايف، جملة دراسات معاصرة، اجمللد الثالث العدد الثاين جوان .د 20

ملركز اجلامعي تيسمسيلت اجلزائر، الصفحة .17النقدية واألدبية املعاصرة 2011، دروب للنشر والتوزيع عمان، األردن يف ترويض النص وتقويض اخلطاب.. مسارات النقد ومدارات ما بعد احلداثةحفناوي رشيد بعلي، .د21

.138الطبعة األوىل، نسخة الكرتونية، الصفحة ، الطبعة األوىل نسخة الكرتونية، الصفحة 2007ديث األردن ، عامل الكتب احل)3(مسارات معرفية معاصرة، سلسلة النقد املعريف : دمحم سامل، أنسنة النص22

54 . ، نسخة الكرتونية، الصفحة 2002سعد البازعي، دليل الناقد األديب، نشر املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء املغرب، الطبعة الثالثة .ميجان الرويلي، د.د 23

80 . . 02/10/2019، مت االطالع يوم 28/01/2018يا، صحيفة العرب، لندن نشر يف عواد علي، النقد الثقايف واأليديولوجالكاتب 24 .02/10/2019، مت االطالع يوم 08/01/2012مجيل محداوي، النقــــد الثقايف بني املطرقة والسندان، موقع ديوان العرب، نشر بتاريخ 25ر، التبليغ والتطبيع يف اخلطاب اإلعالمي، اجمللة الدو 26 . 184، الصفحة 2018، مارس 13العدد 05لية لالتصال االجتماعي، اجمللد رقم خرية مكر

72

                                                                                                                                                                                                الصفحة نسخة الكرتونية، ، 2008تريك شارودو ودومينيك منغنو، معجم حتليل اخلطاب، ترمجة عبد القادر املهريي ومحادي صمود، دار سيناترا تونس 279. .44صفحة تريك شارودو ودومينيك منغنو، املرجع نفسه، ال 28ح ورقلة، ف29 ، 2007يفري نعيمة سعدية، حتليل اخلطاب واإلجراء العريب، جملة األثر أشغال امللتقى الدويل الثالث يف حتليل اخلطاب، جامعة قاصدي مر

.80الصفحة الصفحةنسخة الكرتونية، ، 2008تونس تريك شارودو ودومينيك منغنو، معجم حتليل اخلطاب، ترمجة عبد القادر املهريي ومحادي صمود، دار سيناترا30

180. ر، التبليغ والتطبيع يف اخلطاب اإلعالمي، اجمللة الدولية لالتصال االجتماعي، اجمللد رقم .أ 31 .183، الصفحة 2018، مارس 13العدد 05خرية مكاراإلنسانية واالجتماعية، جامعة دمحم الصديق بني حيي، جيجل حماضرات يف النقد اإلعالمي، كلية العلوم : هند عزوز، مطبوعة بيداغوجية بعنوان .د 32

. 08، نسخة الكرتونية، الصفحة 2016/2015 . 03/10/2019، مت االطالع يوم 30/08/2016بدر االبراهيم، يف مواجهة التظليل اإلعالمي، موقع جملة الفيصل، نشر بتاريخ 33 .04/10/2019، مت االطالع يوم 28/05/2007موقع جريدة احلياة، نشر بتاريخ دمحم شومان، إشكاليات حتليل اخلطاب اإلعالمي، 34 .دمحم شومان، املصدر نفسه 35 .دمحم شومان، املصدر نفسه 36

73

املاضي واحلاضر واملستقبل: اللغة العربية يف اهلند يب.كي. عباس. د

.اهلند -أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية، بكلية فاروق، كرياال ملخص

ا يف اهلند بشكل عام حيث هلا نصيب كبري وحظ وافر يف خدمة اللغة العربية هذه الورقة ستتطرق إىل تطور اللغة العربية وآداا ت اهلند بل تلقى 28واهلند دولة تتكون من . وآدا والية حاليا حيث ال ميكن أن تغطى هذه الورقة حالة اللغة العربية يف مجيع وال

هلند ا العامة للغة.األضواء إىل صور العربية وبثقافتها قد بدأت منذ قدمي الزمان وتدوم حىت اآلن وهلا و من املعروف أن عالقة اهلند ا يف اللغة . أبعاد خمتلفة ومنها دينية وجتارية وأكادمية ومهنية س أجنبت اهلند زمرة من علماء اللغة العربية والذين سامهوا إسهامات ال

ا نثرا وشعرا وستلفت هذه الورقة أنظار املهتمني . أصبحت جزء ال يتجزأ من ثقافة اهلندوال غرو أن يقال أن اللغة العربية . العربية وآداحلاضر ومتطلع ا منذ الزمن املاضي مرورا ا يف اجلزائر إىل اهتمام أهايل اهلنود بدراسة اللغة العربية وآدا ا إىل للغة العربية وآدا

هلند كما وكيفا وهلم جرااملستقبل وإىل الفعاليات املتنوعة اليت تقام يف اهلند لتعز وختتم الورقة مشرية إىل دراسة . يز تطور اللغة العربية ت اهلند ا يف والية كرياال منوذجا جلميع وال .اللغة العربية وآدا

هلند .املاضي: اللغة العربية األدب العريب والعلوم اإلسالمية إال قد ترك فيها تعتز اهلند حقا برتاثها الثقايف اإلسالمي واألديب فنجد أنه ما من جمال من جماالت

ا را ال يستهان إن للهند إسهامات يف آداب اللغة العربية ال يوجد هلا نظري يف أي بلد آخر : ورمبا ال نبالغ إذ نقول. العلماء اهلنود آء وشعراء عرفوا بفصاحة اللسان العريب خارج العامل العريب، فنهض من أرض اهلند على مر العصور مفسرون وحمدثون وفقهاء وأد

ريخ األدب العريب والثقافة اإلسالمية م املتخصصة ال ميكن التغاضي عنها ملؤلف يف وانتشرت اللغة . املبني، وهلم أدوار رائعة يف جماالنتشار اإلسالم، فرتوى كتب التاريخ أن اهلنود الذين أسلموا يف أقاليم السند كانوا يتحدثون إىل العرب بلغتهم وكانوا العربية يف اهلند

غري أن انتشار اللغة العربية يف اهلند على نطاق ملموس حصل يف القرن الرابع اهلجري عندما وصل إىل عرش األقاليم . يرتدون زيهم .اهلندية أسر عديدة من املماليك واخلليجيني والتغلقيني والسادات واللودهيني واملغول

ريخ إسه امات اهلنود يف آداب اللغة العربية إىل عهد الفتوح اإلسالمية العربية الذي شهد ورود العرب إىل هذه البالد والذين يرجع رض اهلند يف ويف هذا . هجري 60اختذوا منها وطنا هلم ويف مقدمتهم أبو حفص احملدث املصري وهو من أتباع التابعني ومات

لذات كان قد ذهب عدد من اهل نية واهلندية . نود إىل العامل العريبالعهد ويف بالط اخللفاء العباسيني التقت الثقافات العاملية اليو . 1والفارسية مع الثقافة العربية عن طريق الرتمجة

الختصار ي، رأت اهلند منذ طلوع مشس اإلسالم على أفقها نشاطا ملحوظا يف اللغة العربية يف كل من العهود العريب والغزنو وض من هذه البقعة من . والغوري ودولة املماليك وعهد اخلليجيني والتغالقة والعهد املغويل وعصر االحتالل االجنليزي والعصر احلديث

ء وشعراء عرفوا بفصاحة اللسان العريب املبني وخرج منها صفوة من العلماء ولفيف من رجال . األرض اخلصبة على مر العصور أدريخ األدب والثقافة اإلسالمية الفكر والقلم ال را خالدة ال يسوغ مبؤلف يف ذين لعبوا دورا رائعا يف جمال الشعر واألدب ، وتركوا آ

.العامة ال ميكن ألحد أن يغض الطرف عنها ويبخس حقهاهلند واللغة العربية ا لو حتد:" يقول يف هذا الصدد الشيخ رمحة هللا حافظ الندوي يف مقالته املعنونة ا وإجنازا ثنا عن اهلند ومسامها

فنتحدث عن حبر ال ساحل له، كلما يغوص فيه إنسان فإنه يستخرج حلية ويستكشف لؤلؤا مل يقف عليه من قبل، ألن رصيد اهلند

74

راكز العامل اإلسالمي من هذه اللغة املباركة كبري وعظيم، ومتعدد النواحي ومتنوع اجملاالت، وال نبالغ إذا قلنا إن اهلند تعترب من أكرب ما وأدوارها الرائعة يف خدمة اللغة العربية بكل ما حتمل الكلمة من معان، والعريب اليت سجل التاريخ اإلسالمي وما زال يسجل إجنازا

بالغة بشىت سواء يف جمال التأليف والرتمجة أو الشعر واألدب، أو القصة واملسرحية، أو اللغة وفقهها، أو علوم النحو والصرف، أو الأنواعها وأقسامها، فقد استخدمت اهلند هذه اللغة املباركة وسيلة وأداة لتوصيل املعلومة والتعبري عن فحوى الكالم، والشرح والبيان، ء والكتاب الذين سواء كان ذلك عن طريق خدمة العلوم الشرعية أو املوضوعات األدبية أو القصصية أو غري ذلك، فأجنبت اهلند األدء العرب الكبار، وهلم قدرة فائقة على الكتابة يف موضوعات األدب والنقد لوا شهرة واسعة، وتضاهي أعماهلم األدبية أعمال األدملقاالت العلمية والبحوث الفكرية والتحقيقية والقصص الدينية، كما اشتهر بعض العلماء يف واالجتماع والسياسة، وفاضت أقالمهم

ء العرب، بل نبع يف اهلند يف القرن الرابع عشر اهلجري مؤلفون فاقوا العامل اإلسالمي الصحافة العربي م عن األد ة ، وال تقل أمهة كتاكله يف سرعة التأليف وكثرة املؤلفات وضخامة اإلنتاج وكان كل واحد منهم جممعا علميا نشيطا، وقد قام بعضهم شخصيا مبا ال تقوم

2."ر األحيانبه جمامع علمية يف أكثر العلمية واألدبية اليت خلفها العلماء اهلنود يف شىت اجملاالت ولذلك نكتفي بذكر ويف هذا السياق ال ميكن اإلحاطة بكافة اآل

تلك اجملاالت فقط ومن أمهها التفسري، احلديث النبوي وعلوم الفقه والعلوم العقلية وعلم اللغة وفن الشعر وفن الرتمجة والصحافة .العربية وهلم جرا

احلاضر: اللغة العربية يف اهلندللغة العربية ويف العصر احلاضر، لقد توسع نطاق اللغة . وأنتجت فيها أعماال غزيرة يف خمتلف العلوم والفنون شعوب اهلند اعتنت

ا يف ربوع اهلند عندما انتشرت شبكة املدارس اإلسالمية مبا فيها دار الع لوم ديوبند، ودار العلوم ندوة العلماء لكناؤ وغريها العربية وآدامث بدأت اجلامعات . لقد اهتمت هذه املدارس اهتماما كبريا يف تعلم اللغة العربية والعلوم اإلسالمية. من املدارس العربية واإلسالمية

تم بتدريس اللغة العربية فلعبت هذه كل منها وال تزال تلعب دورا ملموسا يف ا يف اهلند اهلندية .تطوير اللغة العربية وآداقبال كبري من جانب مواطين اهلند، الذين حيرصون على تعلمها ألسباب مهنية ودينية، ويف جانب حتظى دروس اللغة العربية

ا يف العشرات من اجلامعات احلديثة ومئات . متخلني عن شغفهم بتعلم اللغات األخرى كاللغة اإلجنليزية ويتم تدريس اللغة العربية وآداراس هندو وأليغرة مسلم . اخلاصة يف مجيع أحناء اهلندالكليات احلكومية و وحتتل جامعات مثل اجلامعة امللية اإلسالمية وجامعة

وتقدم جامعة إنديرا . واجلامعة العثمانية وجامعة مدراس الصدارة كأكثر املراكز نشاطا وموثوقية يف تعليم اللغة العربية احلديثة يف اهلنديت جامعة دهلي وجامعة بركة هللا . تعليم اللغة العربيةغاندي املفتوحة دورات يف ت خمتلفة و فضال عن ذلك جامعات كثرية يف وال

.خصوصا يف والية كرياال ضمن اجلامعات اليت تقدم شهادات جامعية وبعد جامعية يف العربيةدرجات خمتلفة يف اللغة العربية، كدرجات الليسانس يف الوقت الراهن أقسام اللغة العربية يف اجلامعات والكليات املختلفة ويقدم

.واملاجستري، وحماضرات مسائية لبعض الوقت، وحتديدا شهادات ودبلومات ودبلومات متقدمة يف اللغة العربية والرتمجةد فقط بل يف العامل العريب ويعد قسم اللغة العربية واحدا من أقدم أقسام اجلامعة امللية اإلسالمية، ويتمتع بشهرة واسعة ليس يف اهلن

ويقدم القسم يف الوقت الراهن درجات خمتلفة يف اللغة العربية، كدرجات الليسانس واملاجستري، وحماضرات مسائية . واإلسالمي أيضا .لبعض الوقت، وحتديدا شهادات ودبلومات ودبلومات متقدمة يف اللغة العربية والرتمجة

لذكر هنا أن وزارة الدفاع للغات األجنبية، كما جتذب دروس اللغة وجدير اهلندية أيضا تقوم بتعليم اللغة العربية يف مدرستها اخلاصة .العربية الكثري من غري املسلمني أيضا

75

خالصة القول أن اللغة العربية مازالت من اللغات الدخيلة يف اهلند على مدى عصورها اإلسالمية الطوال، ومل حتظ أبدا بدرجة سست فيها مدراس عربية، ومراكز اللغ ة األم ورغم ذلك انتشرت اللغة العربية وتطورت الفنون اإلسالمية األدبية يف أحناء اهلند، فقد

ء وكتاب وشعراء وصحفيون وأكادميون حىت يضاهي عدد العلماء ثقافية وكليات أقسام اجلامعات خلدمة اللغة العربية وخترج فيها أد .اء العرباهلنود كبار العلم

هلند املستقبل: اللغة العربية س به من الكليات احلكومية واألهلية مما يشري 23تدرس اللغة العربية يف الوقت احلاضر يف اهلند يف أكثر من جامعة وعدد ال

هر للغة العربية يف اهلند حيث قد يتزايد عدد دارسيها يوما بعد يوم وهلذه الظاهرة أسب اب كثرية ومن أمهها الفرص الوافرة إىل مستقبل هلند لغ إذا قلت ليست هناك بطالة ملن تعلم اللغة العربية وكذلك تتم . لدارسيها داخل اهلند وخارجها يف اجملاالت العديدة ، وال أ

سره إىل قرية تعديالت الزمة يف املناهج الدراسية يف اللغة العربية مبا يالئم متطلبات وظروف عصر املعلوماتية اليت ح ولت العامل هلند واليت تليب حاجات الطلبة الدراسني وتفتح أمامهم آفاقا جديدة . صغرية و كما يتم جتديد املناهج الدراسية يف دراسة اللغة العربية

ا يف اهلند . من العلم والعمل .ووالية كرياال هي خري منوذج يف دراسة وتدريس اللغة العربية وآداا يف والية كرياال منوذجادراسة الل غة العربية وآدا

م، حيث -ملبار قدميا -عالقة أهل كرياال عريقة تضرب جذروها إىل اليوم الذي بدأ فيه العرب ركوب منت األمواج بتجارونزل القرآن بلسان عريب وملا جاء اإلسالم، . ترددوا على سواحل كرياال، بل استوطنوها، ونشأ جيل خليط من أعراق العرب وكرياال

ا نيب اإلسالم، أفصح العرب، صارت العربية ألهل كرياال لغة دين ودعوة بعد أن كانت لغة جتارة واقتصاد وترعرت . مبني، وحتدث ليفا، نظما ونثرا وذاع صيتهم يف آفاق ال عامل العريب، اللغة العربية واسوى ساقها، وخرجت علماء أفذاذا يف سائر علوم العربية تدريسا و

واآلن ، يتعلم مئات اآلالف من أبناء املسلمني هذه اللغة فيما يقارب . بل جعلت بعض كتبهم مقررا للتدريس يف معاهد العامل العريبمخسة عشر ألف مدرسة إسالمية أهلية، ومئات املدارس احلكومية من أول صف من صفوف املدرسة ويتدرجون يف تعلمها حىت أعلى

.، وهو الدكتوراهمستوى دراسيدراسة األدب العريب كانت قبل عشر سنوات يف والية كرياال تعين بدارسة األدب العريب يف مصر فقط ، وأخريا قد وصلت الدراسة

ت من مجيع أحناء العامل العريب يف املقررات الدراسية يف السنوات . إىل عديد من الدول العربية األخرى قد اندرجت قصص وروات الروائية اجلزائرية أحالم مستغامني . رية األخ حثا يتعلم قصص القاص اجلزائري طاهر وطار وآخر يتعلم روا وميكنك أن ترى

ت ت سودانية ومنها روا ت دمحم زفزاف ودمحم شكري خناتة بنونة وهناك من يتعلم روا ت مغربية ومنها روا وهناك من يتعلم رواج ت غسان كنفاين وجربا إبراهيم جربا الطيب صاحل، وأمري ت إميل حبييب وروا ت فلسطينية ومنها روا السر وهناك من يناقش روا

ت رجاء ت سعودية ومنها روا ت إبراهيم نصر هللا وهناك يتعلم عن روا ت أردنية ومنها روا ربعي املدهون وهناك من يدرس عن روات سعود السنعوسي وطالب الرفاعي والسيد عبد الوهاب الرفاعي العامل والغازي القصييب وهناك من يتع ت كويتية ومنها روا لم روا

صر ت ت وقصص ومسرحيات إماراتية ومنها مسرحيات صاحب مسو الشيخ سلطان بن دمحم القامسي وروا وهناك من يتعلم رواضر يف دراسات األدب العريب يف اهلندوهذه الدراسات تشري إىل. مرمي الشناصي . الظاهري وإبراهم مبارك ود وال تقتصر . مستقبل

ت فقط بل تتجاوز إىل دراسات شعرية ومس األدبية ، دارسوا األدب ألجل إجراء هذه الدراسات . رحية هذه الدراسات على الرواهلند يسافرون إىل البلدان العربية املختلفة ويشاركون يف فعاليات ثقافية خمتلفة ومنها مشاركتهم يف معرض القاهرة الدويل العريب

.للكتاب ومعرض الشارقة الدويل للكتاب وهلم جرا

76

ء والشعراء ت كرياال تستضيف كثريا من الندوات الوطنية والدولية حيث يشارك فيها األد وكذلك الكليات واجلامعات يف واللعربية والذي يقام سنو يف والية كريال حيث يشارك فيه األكادميون واألكادميون من الدول العربية ومن أمهها مهرجان الثقافة ا

للغة العربية يثري اللغة . والكتاب والشعراء من مصر واملغرب واجلزائر واإلمارات العربية املتحدة والكويت وحضور هؤالء الناطقني ا يف اهلند عموما ويف والية كرياال خاصة ابقات شعرية سنو يف والية كريال ومنها مسابقة دار اليامسني وكذلك تقام مس. العربية وآدا

هلند ومسابقة د هلند. للشعر العريب . سعاد الصباح للشعر جها ت هندية أخرى حسب ا وإذا سارت وال الختصار والية كرياال تسري يف خطوات إجيابية يف دراسة اللغة العربية وآدا و

هراستكون للغة العربية م وهذه هي أفكار متواضعة قدمتها عشوائيا وموجزا وجيب إضافات كثرية إليها لكي أن تكون هي . ستقبال .وأرجو منكم التسامح والعفو. شاملة وكاملة اإلحاالت

ض، الطبعة الثانية، الثقافة العربية يف اهلند، مركز امللك عبد هللا بن عبد العزيز الدويل خلدمة اللغة العربية، اململكة العربية السع .1 .2016ودية، الر .2012الشيخ دمحم، اللغة العربية يف كرياال، أجيو مارت كاليكوت، الطبعة اآلوىل . د .2، https://www.madarisweb.com/ar/articles/4653:واقع اللغة العربية، الرابط معراج أمحد معراج الندوي،.د .3

10/05/2019:املؤرخا، الرابط. د .4 للغة العربية وآدا :مظفر عامل، دور اجلامعات احلكومية اهلندية يف النهوض

st_55.htmlpo-http://www.nidaulhind.com/2016/12/blog06/05/2019:، المؤرخ                                                              

ض، ط) 1 .9، 8:، ص2016، 2الثقافة العربية يف اهلند، مركز امللك عبد هللا بن عبد العزيز الدويل خلدمة اللغة العربية، اململكة العربية السعودية، الرض، طالثقافة العربية يف اهلند، مركز امللك ) 2 133:، ص2016، 2عبد هللا بن عبد العزيز الدويل خلدمة اللغة العربية، اململكة العربية السعودية، الر

77

راهن اخلطاب النقدي التفاعلي العريب عرجون الباتول.د

جامعة شلفكلما تطور الفكر البشري، وتطورت آليات تفكريه، تغريت أشكال تعبريه، ومن مث تغريت إدراكاته لألشياء واحلياة والعامل،

لتطور التارخيي، فقد عرف األدب مراحل خمتلفة تبعا لطريقة وهو مبدأ يتماشى مع التطور التارخيي املنطقي للمعرفة يف عالقتها .عرضه، مستندا يف ذلك إىل مراحل تطور الفكر البشري، فمن الشافهية إىل الكتابية ووصوال إىل الرقمية التفاعلية

ا يف العامل الغريب، وهلذا عالقة مبدى اخنراطنا يف حالة التطور عامة إن هذه األخرية ال تزال متأخرة يف العامل العريب عن نظريلذهنية العربية ومدى انفتاحها على تقبل املستجدات، كما اإلبداعومدى توفر على مناخ يسمح مبثل هذا خاصة، وهو أمر يتعلق

.الة النص األديب عامليايتعلق األمر أيضا بوضعية النقد األديب وقدرته على متابعة تطورات حتعرف العملية اإلبداعية يف ظل الثورة املعلوماتية، جماالت جديدة ومغايرة لتجليها حيث انعكست جتربة هذا التجلي املغاير

حينما غادرت الثابت وانفتحت فراضيات جتريبية مغامرة، اختلطت فيها قنوات التشكيل األديب، وختلخلت .على صورة األدب وقراءتهإلبداع األديب التجرييب يف ا ألجناس األدبية فأصبحت بعد تلك التحوالت احلاجة ماسة جلماليات أدبية تستوعب املتغريات اليت أملت

ت املألوفة ومعه التفكري النقدي من التحديدات التقليدية حول هيكل العملية عصر املعلوماتية وحترر السؤال األديب من تبعات النظر .اإلبداعية

ومن معطف األدب الرقمي ظهر شكل سردي تفاعلي هجني جيمع بني التقنيات السردية املألوفة واملطورة على امتداد التاريخ السردي الطويل، وبني التقنيات الرقمية املعلوماتية اليت يتم استدعاؤها وتوظيفها لتصبح تقنيات

ف إىل تقنيات السرد الذي أصبح يعتمد يف تبلوره وتشظيه كتابية وصيغا سردية جديدة أيقونية، لغوية وغري لغوية، تضا مسامها يف بنائها ومشكال لعواملها لدرجة أنه القارئوحركته على املسار والصوت والصورة، مولدا نصوصا تفاعلية جديدة ينخرط فيها

مكانه أن يشارك يف كتابتها إىل جانب السارد يشعر أن مبقدورة تلمس الكلمات، والضغط عليها وأن احلكاية املسرودة يف يده وليهكل العملية Strategyو من الواجب علينا أن حناول و نقرتح اسرتاتيجية اإلبداعيةحيث تغري هيكل العملية . والشخصيات

كتجل جترييب جديد ومغاير، انعكس على صورة األدب وقراءته، كما غري أسئلة نظرية األدب اليت جعلتها جتربة اجلديدة اإلبداعيةت املألوفة، األدب التفاعلي تفارق كل ما هو مألوف وتنفتح على فرضيات جديدة، تسمح بتحرير السؤال األديب من تبعات النظر

. ة حول األدب جبميع أطرافه النص، املتلقي، الكاتب وحىت الناقدوحترر التفكري النقدي من التحديدات التقليديخلطاب و النقد وحيث أصبح من الالزم علينا أن جندد اليات االشتغال على اخلطاب الرقمي التفاعلي و جندد الوعي دها من خالل ابداع جديد يقوم على الرتابط و التفاعل و االسهام يف تشكيل وعي جديد و فتح املسارات اجلديدة و االفاق اليت تر

لعلوم البالغية للسانيات و يتسلح ليس فقط لصورة و التشكيل و املوسيقى و على علوم تتصل و امنا ينفتح على جماالت تتصل على االشكالية اإلجابةوملا تضمن موضوع امللتقى عدة حماور تؤطر . و التواصل اإلعالماملعرفيات و الذكاء االصطناعي و الرقميات و ت احلديثة و املعاصرة على النصوص العربية حيث سنسعى يف مداخلتنا تط" املطروحة فقد وقع اختيار على احملور الثالث بيق النظر

اىل معاينة اشكاليات النقد الراهن و املتعلقة أساسا بتحديد االطار املفاهيمي لألدب التفاعلي و أدواته االبداعية الراهنة و ا على البعد اجلمايل و الفين للواقعة االدبية .انعكاسا

األديبول مساءلة نظرية التلقي يف ظل التوظيف الفين ملعطيات الثورة املعرفية التكنولوجية و ما أفرزه التعالق بني الفعل كما سنحا .واملعطى التكنولوجي من مفاهيم جديدة للقارئ و الناقد الراهن

78

: رهانـات النقد وجتديد آليـات االشتغال على السرد التفاعلـي -ألد ب التفاعلي عموما والسرد منه خصوصا على أن إرهاصاته مل تكتمل بعد، ويتفقون أيضا على أن العملية جيتمع املهتمون

اإلبداعية تسبق عملية التنظري، ومن هذا املنطلق حيق التساؤل عن كيفية حتديد النقاد للذين ما زال أغلبهم أوفياء لإلبداع الورقي م التفكيكية ملواكبة عملية نقد التج . ارب األدبية اليت هي وليدة الوسائط التكنولوجية واالشتغال عليهاألدوا

يفتح السرد التفاعلي أفقا رحبا يف التعامل معه، من حيث منح احلرية املطلقة للقارئ، إذ يتحول إىل موجه للنص عن طريق ذا تكون له كلمته اليت يقوهلا ونصه الذي خيتار، إضافة إىل فسح اجملال واسعا لكتابة القارئ تنشيط بعض الروابط وجتاوز أخرى، و

ت ت والنها .للنص من جديد، وتغيري ما ال حيبه مبا حيبه والتحكم يف البدات حضور املتلقي يف النص من خالل لعودة إىل مسارات النقد جند ارتباط مصطلح التفاعلية يف العملية اإلبداعية مبستو و

، لكن التفاعلية اليوم تعين إجناز ذلك يف ظرف زمين قياسي، ومن قبل جمموعة ال منتهية من )لنصا(عملية إنتاجه وبعثه من جديد يوش : 1املتفاعلني واملتنافسني يف اآلن ذاته، فمن عوامل تشكل التفاعلية يذكر جعفر

.املادة املدخلة إىل البيئة الوسيطة استيعابعامل السرعة اليت تشري إىل معدل - .ذي يعني عدد االحتماالت للفعل يف أي زمن معطىعامل املدى ال -ا - . عامل التنظيم والذي يدل على قدرة النظام ومدى سيطرته على التغريات يف البيئة الوسيطة يف حالة طبيعية ميكن التنبؤ

.وعلى الناقد أن يتفاعل مع هذا النص، وفق ما يعنيه املصطلح نفسهلكشف عن جممل احتماالت تلقي العمل التفاعلي، فالنقد التفاعلي هو ذلك العمل النقد ي الذي يقوم فيه الناقد

ودالالت كل منها، والظالل اليت تلقيها كل قراءة على العمل السردي األديب التفاعلي يف تفاعل حقيقي معه، والذي يسمح له شكال وطرق ووسائل خمتلفة ومتعددة ومتنوعة ويسمح أيضا لكل ق قدا ملا يقرأ بعيدا عن التقاليد لغوص يف أعماقه ارئ أن يكون

مكان النقد أن يكون أكثر ديناميكية، وتطورا وجتددا . األدبية املعروفة، ففي الطور االلكرتوين والتفاعلي للنصوص األدبية أصبح .ومواكبة لتطور النصوص وجتددها بتغري القراءات

مبا أن صفة التفاعلية صارت يف الثقافة الغربية املعاصرة : " بني األدبية والتقنية قائالكما أن احلركة النقدية تشتغل على التداخل مصطلحا دارجا بسبب كثرة استعماله وتداوله يف احلياة اليومية للفرد، دون إضطراب يف الكتابة األدبية النقدية اليت تتخذ من التقاطع

األدب الرقمي من : يف كتابة االلكرتوين *RaneKiskimaaالجتاه يبحث كوسكيمابني األدب والتقنية حمورا الشتغاهلا، ويف هذا ا النص إىل النص املتفرع وما وراءه

"fromtext to hypertext and beyond " ن مصطلح التفاعلية مصطلح إشكايل أدبيا، ألن كل أدب تفاعل يف إىل القول لتفاعلية والذي يعني أربعة وظائف للمتلقي املتفاعل موردا أراء كثري من النقاد الغر 1"اية املطاف ب ومنهم رين كوسكيما املتعلقة

:2مع النص الرقمي .ويعده العمل الالزم لتأويل القراءة :التأويل -ويتم من خالل تفعيل العمليات التأويلية اليت تتيح للقارئ اإلحبار عرب عقد وروابط النص بفاعلية وفق مساراته التشعبية : اإلحبار -

. املختلفة إعادة تشكيل النص: التشكيل -

لوسيط التكنولوجي غري م ح النص األديب عن الوسيط الورقي املتعارف عليه منذ قرون واستبداله ن وظيفة الكاتب إن انز جديدا يهتم ووظيفة املتلقي وأربك املشهد النقدي الذي أصبح خيشى فقدان مكانته إن مل يسارع إىل مواكبة التيار، وخيلق شكال نقد

79

لقارئ وجعله ميشي يف خط متقطع مع الناقد، بل وقد بدراسة األدب التفاعلي، ذلك أن هذا األخري غري من عالقة النص األديب .خلى عنه شيئا فشيئا إن مل يتدارك النقاد اهلوة بينهم وبني األدب والقارئ اجلديدينيت

". فاخلصائص اجلمالية للنص األديب قد تعدت اللغة املكتوبة على الورق إىل لغة أخرى يكتبها احلاسوب، وهي اللغة الربجميةLa lange de programmation"

تلف مواد العمل األديب اجلديدة من صوت وصورة وحركة وفيديو وروابط تشعبية وهذه اللغة هي املسؤولة عن توليف خمقدا من نوع ت اهلائلة اليت يتيحها الوسيط التكنولوجي، ومن هنا يرى عبد املنعم تليمة أن هذا األدب سوف يفرز وغريها من اإلمكا

قدا ت األدبية، ولكن لنظر بعاد الفنون األخرى وعلى نفس القدر سوف يتطور خاص ليس يف صورته القدمية امللم موسوعيا ملما املتلقي، فلم يعد يتلقى اللغة عرب الوسيط الورقي، ولكنه يتلقى عمال فنيا متكامل األبعاد من صورة وصوت وحركة عرب احلاسوب، فال

ذا الوسيط اجلديد اونعتقد أنه على النقد أن يهتم أوال . 1بد أن يكون ملما خذ لتقنية يف االعتبار وأن . وقبل كل شيء إن اإلبداعات التفاعلية اليت متتاز خباصيتها يف إطار هذه اللعبة ويف التطور الشامل للفن الرقمي، متنحنا فرصة مجالية أصيلة

ملعرفة اخلاصة ليمارس فيبد لنا أنه من املهم على الناقد الرقمي أن يتجنب فخ التخصص، فإذا كان ع 2"وأمنوذجا خمتلفا ليه أن يلم لرغم من كون هذه األخرية تندرج يف أحكامه بدقة علمية أعمق فإن عليه أن يبقى منفتحا وحذرا يف آن اجتاه الظواهر الفنية األخرى

.التيار املضاد للتطور التكنولوجيلتكنولوجيا اجلديدة أفرز هذا األدب التفاعلي التجرييب اجلديد الذي هو يف حاجة ماسة إىل روح نقدية إن احتاد األدب

جديدة، وفهم نقدي جديد، يعرب عنهما بلغة نقدية جديدة أيضا، تنفض عن النقد عباءة اللغة التقليدية املألوفة واملقبولة مع النصوص لدكتور السيد جنم إعطاء تعريف هلوية النقد الورقية التقليدية، ومن هنا وحبثا عن نقد جترييب جديد يالئم العملية اإلبداعية حاول ا

لسرد على األقل " الرقمي سرار التقنيات : " يف قوله" املرتبط سرار التقنيات السردية املشهدية و هو التناول املوضوعي الواعي ي درجة جناح أنتج ، وهنا سيلتقي 1"العمل الرقمي التكنولوجية، يف حتليل النص السردي الرقمي، مع بيان قدرة املبدع املستخدم

الناقد يف بعض األحيان مع القارئ التفاعلي الذي أشر له من قبل الذي يتلقى النص مباشرة مث يبدي رأيه، فيعلق، وحيلل ويشارك يف .إبداعه كي حيتل موقع املبدع الثاين الذي كان حيتله الناقد سابقا

لنسبة للنقد، حيث أصبح لزاما على الناقد التفاعلي أن يبحث له عن موقع آخر، وأن يفارق بني هي فعال إشكالية صعبة يت من نظرة خارج نصية، بينما نظرة الق ارئ ممارسته املهنية التوصيفية وممارسة القارئ العفوية، وعادة ما يكون الفرق أن ممارسة الناقد

ر أن يلم جبوانب التقنية والربامج املعلوماتية إىل احلد الذي يسمح له داخل نصية حبكم املشاركة التفاعلية، مث عليه كما سبق وأن أشهيك عن إبراز مجاليات توليفية العمل اإلبداعي الواحد، وجيب أن ت الفنية ودراسة خمتلف عناصر النص األديب، بتفكيك املكو

ت النقد هذه اليت نتكلم عنها هي مرهونة أيضا برواج الظا هرة اإلبداعية حىت تتحقق أكثر وتكتمل، فاإلبداع يسبق نشري هنا أن رها . التنظري دائما، وحنن مازلنا نعيش حالة إعوزاز شديدة حيث ال يتعدى عدد الكتاب اجلادين يف ميدان األدب الرقمي رؤوس األصابع

واية، وتواكبها خطوات النقد تسري جتربة األدب التفاعلي خبطى السلحفاة، وتكاد ال تتجاوز الر : " يقول إبراهيم أمحد ملحمالتفاعلي اليت ما زالت أكثر ثقال من تلك اخلطى وما أستشرفه اآلن، هو أن هذه القراءات ستؤسس ما حيرض الدارسني على تشكيل خر اخلطاب النقدي عن مواكبة اخلطاب خطاب تفاعلي خمتلف ألن مشكلتنا حنن العرب جتاه احلداثة تتمحور يف الغالب حول

.1... "إن ما يتشكل هش أو غري مقبول، فهو ال ميتلك فلسفة متجذرة: بداعي، وهو ما يقود إىل التسرع يف القولاإلفإن كانت عملية التأليف األديب التفاعلي تعرف انتشارا مهما يف التجربتني األمريكية واألوروبية، بفعل إجيابية الشروط

إلخنر اط املوضوعي إنتاجا وإبداعا يف الثقافة الرقمية، إضافة إىل نشاط البحث العلمي الذي يعد التقنية واملعلوماتية، واليت تسمح مناخا خصبا لتطوير العالقة مع التفكري اإلنتاجي الرقمي، فإن التجربة العربية ما تزال تعرف بطئا من حيث إنتاج اإلبداع التفاعلي،

80

ا يف احلياة العامة والعلمية يف اجملتمعات العربية، غري أنه إنتاج وإن كان ضئيال، فإنه وذلك ألسباب بنوية ذات عالقة بواقع التكنولوجيدته يف الزمن العريب احلايل، وهلذا فإنه إنتاجا حيرر النقد يعرب عن حتد حضاري تقين وإبداعي كبري، يفرض شرط احرتامه وتقدير ر

القراءات النقدية هلذه النصوص الرقمية التفاعلية جاءت من طرف النقاد خجولة ، فحىت تلك 1العريب أيضا من أسئلته املعتادة والبعيدة متاما عن التمرس النقدي اجلديد الذي حمتشمة بعيدا عن آليات نقدية إلكرتونية جديدة تضاهيه يف الفاعلية اإلبداعية نقد

جلوانب التكنولوجية ا من خالل أشر إليه من قبل، وهو إملام الناقد املستخدمة يف إنتاجات املبدع الرقمي ومتابعة تفاصيل تكو .االقرتاب منه والتحاور معه ومع نصه التفاعلي

مدخل : " لكن أهم من طرق بوابة النقد التفاعلي اجلديد حنو حماولة لتجريب االشتغال على هذا املنت اجلديد يعنون كتابه بـ اصطالحيمبحاولة املالمسة االصطالحية دون الغوص يف تفعيل اعرتافوهو ..." مقدمة يف " أو ...." حنو حماولة " أو ...." إىل

: حقيقي ومنها من النص إىل النص املرتابط : سعيد يقطني -

.مدخل إىل مجاليات اإلبداع التفاعلي مدخل إىل : فاطمة الربيكي -

.األدب التفاعلي األدب والتقنية : أمحد ملحم -

.التفاعلي مدخل إىل النقد مقدمة يف : أجمد محيد التميمي -

.إخل .... النقد الثقايف التفاعليمالت مفاهيمية: زهور كرام - . أسئلة ثقافية و

ضج يضاهي رواج اإلبداعات التفاعلية الرقمية، فإعادة حتديد دور النقد ال ميكن كيد على غياب نقد تفاعلي رقمي وهو إلبداع سيس نظرية للنقد من خالل حفنة من الكلماتأجرأته إال إذا اهتم وعليه فخوضنا يف ...الرقمي التفاعلي ويصعب علينا

هو دراسة هذا األدب التجرييب اجلديد يعترب حماولة لدراسة أدب يف طور التكون مل تكتمل بعد معامله ومل تتضح تقنياته يف أدبنا العريب، فمليدان كسعيد قيمة مضافة لألدب العريب املكتوب لكننا ما ت وهناك فعال اجتهادات قدمها العديد من املهتمني نزال يف البدا

يقطني وزهور كرام وفاطمة الربيكي ودمحم سناجلة وسعيد بنكراد وغريهم يشتغلون على هذا النص التجرييب ويسعون إىل بلورة جهاز .تغريات املستحدثة على العملية اإلبداعية اجلديدةمفاهيمي مستنبط من النص التفاعلي عموما والسردي خصوصا ومن امل

فمحاولة نقد منوذج تفاعلي جترييب هي حماولة لنقد منوذج نصي مركب خبالف النصوص الورقية اخلطية واألحادية البعد، ت املتنوعة للنص التجرييب التفاعلي اجلديد وال .ذي هو يف طور التكونلذلك على الناقد أن يبحث يف التعالقات املمكنة بني املكو

:أمهية اختيار هذا املوضوع- من منطلق كون قراءة العمل األديب لتحليل واملساءلة أنه يعد واجبا حضار تكمن أمهية تناول اإلنتاج التجرييب التفاعلي العريب

دوات املرحلة .هي عبارة عن حلظة التفكري دففمن واجب الباحث األكادميي تتبع هذا احل لرصد والتحليل والتقييم آلليات اإلنتاج والعرض والتلقي :دث

دراسة أحدث الظواهر التجريبية األدبية الراهنة اليت تفتح أفاقا جديدة البحث العلمي وتواكب املستجدات التكنولوجية - .املعاصرة وتثري مكتبتنا العربية

81

االتحفيز للتفكري يف مرحلة أدبية جديدة علينا حنن - .العرب االخنراط فيها ويف الوقت نفسه البحث يف شروطها ومالبسالنص واإلبداع والنقد وفتح املسارات اجلديدة واآلفاق املستقبلية عن طريق اقرتاح إسرتاتيجية جتريبية - ترهني وجتديد الوعي

.جديدة، هليكل العملية السردية التجريبية اجلديدةسرد التفاعلي واجلمع بني البالغة العربية والتكنولوجيا الرقمية التفاعلية واإلسهام يف تشكيل وعي حماولة إجياد طرائق لتحليل ال -

لصورة والصوت لعلوم اللغوية والبالغية ولكن عليه أيضا أن ينفتح على جماالت تتصل نقدي جديد يتسلح ليس فقط .والرابط النصي والتفاعل

لنسبة لنا حنن العرب معناه دخول مرحلة جديدة من العمل : و على حد قول سعيد يقطني ان دخول عصر املعلومات الثقايف وحتصيل املعلومات، والعمل على تطوير ممارستنا الثقافية لتتالءم مع العصر، عصر اإلعالميات واملعلومات، ودخول العصر

طراد وتوظيفها يف خمتلف اجملاالت ) الوسائط املتفاعلة ( ة جديدة للتواصل اجلديد معناه االنتقال إىل ممارسة ثقاف والعمل على تطويرها . "

:اهلوامش 

                                                            يوش، األدب التفاعلي، املصطلح والتاريخ والتحول، مقال رقمي على الرابط -1 :جعفر

http:// attanafousunv-mosta. Da/indes. Php/2/46-18-21-52 . 01/05/2013 يـدرس وجيـري أحبـاث " أسـتاذ الثقافـة الرقميـة بقسـم الفـن والثقافـة والدراسـات يف خمتـرب أغـوار جامعـة يوفاسـكوال ) Raine Koskimaa(ريـن كوسـكيما *

اللعبة، وقد درس على نطاق واسع حول قضا الثقافـة الرقميـة واألدب الرقمـي، اسـتجابة خاصة يف جماالت النصية الرقمية، وسائل اإلعالم للربجمة والدراسات .حولية، وعضو اجمللس االستشاري األديب ملنظمة األدب االلكرتوينsybetextالقارئ وهو حمور مشارك يف سلسلة

يوش، األدب التفاعلي، املصطلح والتاريخ والتحول، مقال رقمي على الر – 2 :ابطجعفر http:// attanafousunv-mosta. Da/indes. Php/2/46-18-21-52 . 01/05/2013

.16/12/2007، 169يراجع عبد املنعم تليمة، جريدة اجلريدة، العدد –3http: // 193 – 2000 -40 -42 - / ALjarida / category. Aspx? Id= 49.

.2010عبده حقي، جريدة االحتاد : مي، ترإدمون كوشو، أسئلة النقد يف مواجهة اإلبداع الرق -4http: // w ww. Alittihad. Com / paper .php? Name = neus file= artiche x sid = 46753

.242عز الدين املناصرة، علم التناص املقارن، حنو منهج عنكبويت تفاعلي، ص – 5 .10، ص 2013، 1التفاعلي، عامل الكتب احلديث، إربد، األردن، طاألدب والتقنية، مدخل إىل النقد : إبراهيم أمحد ملحم –6مالت مفاهيمية، ص : يراجع -7 .19زمور كرام، األدب الرقمي، أسئلة ثقافية و

82

اخلطاب النقدي املثاقف دراسة مقارنة بني خطايب خلدون الشمعة وجابر عصفور

نصرية عالك. د أستاذة حماضرة املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا ــ تيبازة

:ملخص ثر بل تعكس نفسية وشخصية وهوية وثقافة يف آن تإن املثاقفة يف اخلطاب النقدي ليس ثري و فهي تنطوي على لذلك. جمرد

ن أن يتوىل لتايل، فليس أهم لكل دارس م . إىل خطاب مثاقف آليات هي اليت ختتفي وراء ترشيح أي خطاب نقدي لكي يتسحيلت النقدية اليت تفرزها املمارس ات البحث يف هذه اآلليات ويتومسها يف مجلة من املظاهر اليت تدل عليها على مستوى خمتلف اخلطا

قد ــ من جهة، وصالت بني هذا الفكر النقدي واخلطاب النقديوهو ما يكشف أيضا عما يسترت من عالقات بني . النقدية ألي ومن تفاعل هذه املفاهيم ميكن استجالء إرهاصات املثاقفة النقدية ضمن .اخلطاب النقدي وما يدعى الوعي النقدياألخري أي

ت العر ستدراج فضل ال ميكن التوسع يف مفهوم كذلك و . بيةالكتا بعض النقاد يف هذا املثاقفة على الصعيد النقدي وال فهمها إال سقوط : خطاب خلدون الشمعة وخطاب جابر عصفور، الوافرين مبالحظات نبيهة، من قبيل من كل وقد لفت انتباهنا . املضمار

داة التفكيكبء االبستمولوجي، ومعارضة أزمة املنهج يف النقدالواحدية النقدية، واملثقف جتاه الع من هنا . ، نقد النقد وحماورته نطالقا من منهجيات؛ أي املثاقفة النقدية شعاعا متقدما من بعيد ميكن مالمستها ضمن تتعرض مداخلتنا هلذا املوضوع بوصف خلفيا

هجة عثر عليها يف إرهاصات .نقد الرتمجات، و خلفية األدب املقارن: لى غرار كل منحمددة ع منـ اخلطاب النقدي ــ الثقافة ــ املمارسة النقدية ــ غائية اخلطاب النقدي ــ املنظومة املعرفية :الكلمات املفاتيح

مقدمةوخلدون الشمعة مندجمة ضمن يف خطايب جابر عصفور اليت أسفر عنها اخلطاب النقدي املثاقف تتمظهر املثاقفة النقدية إن

ما يف حركة التأسيس االبستمولوجي للمثاقفة النقدية تلك . خطاب مشرتك أنتج بدورمهجموعة من مقوالت نقدية تعد مثرة إسهاماو اآلخر ــ كما قرينيه ويعترب مفهوم املثاقفة النقدية شيئا غري معطى سلفا لذلك رفعنا رهنا ماثلة يف مسار بناء هذا املفهوم اهلالمي ــ ه

ولكي تتم الفائدة . من هنا قامت ضرورة معاجلة هذا املفهوم املصوغ نسبيا من خالل تناول بعض جتلياته). املثاقفة واخلطاب النقدي(، والذي أمكن اللبنانية" الشعر " جملة ، الذي أسهمت فيهالتأسيس االبستمولوجيحبسن استجماع القوى وتركيزها على حدث

ت النقدية الغربيةقتضى مب انفتاح النقاد على املناهج والنظر تعريف املثاقفة النقدية 1.1

كورة اآلراء القائلة بـ النقد " الذي ليس إال وجها من أوجه ) النقد األديب املثاقف(تتوجيا ملا يدعى " املثاقفة النقدية " ظهرت يصة العصر، ولكن شد " الثقايف « ما اعترب عبد هللا الغذامي أن النقد األديب يتالشى وراءه ألنه عاجز عن أداء دور الذي يعد خص

ملقابل، سنرى أن جابر عصفور، بصفته ينتسب حرفيا إىل احلقل النقدي، ال يعترب الثقافة إال جماال . 1»الكاشف عن اخللل الثقايف ملمارسة النقدية لضرورةلذلك جعل خطابه متمرك . متصال ا تنتمي إليها وليست . زا حول دمج هذه األخري يف الثقافة اليت يرى أ

لذلك ــ ال حمالة ــ . كلمتا الثقافة واألدب ــ لدى خلدون الشمعة ــ سوى كلمتني متالزمتني، وال تغرب إحدامها إال لتتالشى األخرىفيما عمد كل من الناقدين ــ خلدون الشمعة وجابر ) املثاقف(يف هو نلمس ذاك النوع من النقد الذي هو أديب ولكنه بنعت إضا

83

ما الغزيرة يف جمال الدراسات األدبية والنقدية والثقافية) األديب(عصفور ــ إليه من توسيع آفاق ذلك النقد وهو . من خالال إسهاماليدنو من العلمية من قبل االختصاص الدقيق، بعد تشكله التوسيع الذي مس األركان الثالثة اليت جيب أن تتوفر يف كل اختصاص

).املوضوع، واملنهج، والغاية(وشيوعه يف احلقل الثقايف، وهي تعريف املثاقفة النقدية 1.1

)املثاقفة النقدية(تسمية 1.1.1با نعتيا )املثاقفة النقدية(لقد صيغت تسمية . ختزاله لتظهر حقيقته يف مجلة بسيطة، وكشأن كل مركب ميكن تبسيطه أو ا2مرك

ستشراف عصب اجلملة الذي هو واإلسناد « : ، كما أورد السكاكي"نسبة تفيد معىن " ، واإلسناد يف أحد تعريفاته )اإلسناد(وذلك فكل . »اليت جماهلا النقد املثاقفة « : والفائدة هنا ميكن قيدها كاآليت. 3»هو تركيب كلمتني أو ما جرى جمرامها على وجه يفيد السامع

لتمثيل املفهوم ) املثاقفة النقدية(قد تبنينا تسمية و . ما يتمحور من التعريفات هلذا املفهوم املركب هو تفريع على هذه اجلملة املفيدةنلهيك عن ساره الطبيعي،مع أن التنويعات اليت تدرج عليها هذا املفهوم معتربة ومع ذلك فلم ينحرف جراءها عن م. الذي يعنينا هنا

ــ كما جاء يف أحد ) املثاقفة املبدعة(بل نشاهد اقرتان أحد عناوينها الفرعية بناقد خلدون الشمعة، وهو . أهليته يف االشتباك معهان الناقد السوري خلدون الشك أ«: نصوص أزراج عمر املتتبع للتطورات اليت عرفها خطابه النقدي ــ كما مر علينا سابقا، فيؤكد بقوله

ا، وهو أيضا من األمساء السباقة للتنبيه إىل الشمعة يقف إىل جانب أبرز نقاد األدب يف مشهد النظرية النقدية العربية املعاصرة وتطبيقاحلوار اخلصب معها يف إطار ضرورة االنفتاح على كنوز الثقافة الغربية ــ وخاصة النقد األديب الغريب األكثر تطورا وحداثة ــ وإىل إقامة ا

، وقد بذل الكثري من اجلهد لبلورته وتكريسه يف مسرح النقد األديب العريب إىل جانب مسامهات كوكبة من املثاقفة املبدعةمشروع .4»املفكرين والنقاد العرب

يف مقابل ــ وإىل ) اثة النقديةاحلد(أقرب إىل تسخري مصطلح ) املثاقفة(نسبة إىل مصطلح ) املثاقفة النقدية(وتكريس مصطلح وهذا هو املميز الكبري ملناهج النقد احلداثية املعاصرة اليت نبتت جذورها يف تربة العامل الغريب وتغذت من ). احلداثة(جانب ــ مصطلح

التحول الذي وقع يف املنظومة الفكر الفلسفي الغريب، أبني دليل على هذا االرتباط احلميم بني احلداثة النقدية وجذورها الفلسفية هو الداخل واخلارج، الشك : يف القرن العشرين اذ ميكن القول إن املصطلحات اليت يستخدمها النقاد مثل األديباملصطلحية للنقد

ر، اخلطاب، املكتوب، واليقني، التأويل، الظاهراتية، امليتانقد، امليتالغة، اللغة الواصفة، الذات واملوضوع، النصية، التناص، اهلوة، االنتشاا..املنطوق كما أن هناك عامل الشيوع الذي لعب دوره يف هذا اخليار، إذ . 5اخل، مأخوذة من حقل الفلسفة السابق عهد للناقد

بشكل قد عملية املثاقفة النقدية تطورا ملحوظا يف املناهج واملفاهيم وطرائق التحليل ] فيه [ فرضت « فرضت التسمية يف الوقت الذي دف إىل التحاور واالستفادة التقدمية نه عملية تثاقف ضرورية من . 6»يراه البعض خضوعا للهيمنة الغربية، وقد حيكم عليه آخرون

خلطاب النقدي لكل من جابر عصفور وخلدون الشمعة تندرج ضمن سياق التحول الذي هنا يظهر أن عوارض املثاقفة اليت علقت قد إىل غريه ال يزال بيد أنه كثريا ما توظف الكتابة من أجل . خذ أشكاال خمتلفة من زمن إىل آخر، ومن ثقافة إىل أخرى، بل من

.احلفاظ على االنسجام الكلي للمقوالت النقدية اليت يرافع لصاحلها ذلك اخلطاب النقدي "املثاقفة النقدية " مفهوم 2.1.1

نتهاج أسلوب االنتقاء والرتكيب ــ ميكن لنا أن نقرتح مفهوما بناء على ما تقدم م ن الشرح والتحليل يف الفصول السابقة ــ و :للمثاقفة النقدية يف إطارها العريب، هو كاآليت

. ابرة للقاراتجسر للتواصل بني األفكار اليت تظهر يف جمال النقد، ويتم استغالهلا من خمتلف الثقافات العاملثاقفة النقدية هي ت الذات إىل جا مبين على الرؤية النقدية النابعة عن وعي مبكنو نب وتدل أيضا على ضرورة التعامل مع ظاهرة املثاقفة تعامال ند

84

قضية احلداثة اخلربة الواعية للبشر، مبنأى عن التلفيقات املتناقضة، لكي ال تستحيل إىل جمرد التماهي مع التجربة الغربية والسيما يفت الثقافة اإلنسانية، والسيما مع ما يدعى قصيدة الرؤ اليت أوحت على الرؤ الفكرية والنقدية وآلت اليت مست األدب ومجيع مستو

ت املثاقفة وانفتاح الشاعر العريب والناقد العريب على الثقافات واآلداب الغربية . آية من آبعة ألفراد معينني وما ميس انتماءهم وملا كانت املثاقفة تشري يف أكثر األقوال عمومية إىل ما يطرأ من تغيري يف منط معيشة

إن املثاقفة الثقايف، نظرا لقيامها على التفاعل واالحتكاك املباشر واملستمر بني هؤالء األفراد املتعارفني والوافدين من ثقافات خمتلفة، فا تدل على ما حيدث من تبدالت يف أي شكل من أشكال التفكري والنشاط العقلي النقدية تتقاطع معها وهو ما يسمح . يف كو

ني، حلديث عن املثاقفة بني النقد األديب الغريب بقدميه وحديثه والنقد األديب العريب احلديث بصة استثنائية؛ مع مراعاة اختالف الثقافتت الفكرية واملعرفية واالجتماعيةوللتفاعل املباشر واملستمر بني ه وتعمل املثاقفة النقدية الواعية حينئذ على . اتني الثقافتني على املستو

لغريب، ما دام ذلك اخلطاب قمينا ملاضي، وال يتناوش العريب بلورة هذا املزيج يف شكل خطاب نقدي ال يتعارض فيه احلاضر .جلمع بني االنسجام واالختالف

ملشرق « وحيدد جابر عصفور اإلطار املرجعي اجلديد للمثاقفة النقدية بوصفه ملاضي، والغرب املتقدم يعين استبدال احلاضر وإذا كان قطب الرحى األول هلذا اإلطار املرجعي يتعني وفق مبدأ التناسب املفضي إما إىل اإلثبات أم النفي ــ ما يعين . 7»املتخلف فإنه كان يعين بداية أول قطيعة حادة مع الرتاث بوجه عام، ومن مث بداية « كييف أم الرفض جتاه قطب الرحى الثاين ــ التمثل والت

الذي أصبح اللحاق به ) املتقدم(على أصول نقدية ليست من صنعه، وال من تراثه، بل من صنع الغرب ) احلديث(تعويل الناقد العريب ولكن كان التعامل مع هذه األصول النقدية اجلديدة، األوربية األصل، واملواكبة حلركة أدبية . ألزمة التخلفــ منذ ذلك الوقت ــ حال

الذي ) الرومانسية ــ التعبري(جديدة ترنو ــ بدورها ــ إىل أور يعين نوعا جديدا من االستعادة يف حقيقة األمر، هي استعادة نقد اآلخر نية أصبح أدبه ونقده إطارا م حية حية، وقوة فاعلة توجه آلية قراءة الرتاث من وهذه اآللية تراوحت، . 8»رجعيا للقيمة األدبية من

من منظور جابر عصفور، بني قطيب النفي واإلثبات ــ كما أسلفنا ــ نفي كل ما ال يتناسب مع اإلطار املرجعي اجلديد وإثبات ما ا ويلية، مت م كل لسان، لتحل " البديع " إزاحة ما قيل من نصوص عن يوافقه، يف عملية املقصور على العرب، الذي فاق به لسا

إن البالغة ليست مقصورة على أمة دون أمة، وال على ملك دون سوقة، : " حملها نصوص أخرى، من مثل ما قاله أبو أمحد العسكرينية وكالم العجم وكالم وال على لسان دون لسان، بل هي مسوقة على أكثر األل سنة، فهم فيها مشرتكون، وهي موجودة يف كالم اليو

رخيية. 9»" اهلند وغريهم وتبعا للوضع السابق، يظهر أن . 10بل هذا ما جيعل قراءة الرتاث النقدي يف منظوره ــ كما مر علينا ــ عملية تنطبع بطابع عدم االستقرار يف كثري من املفاهيم اليت كان ) دبية والثقافيةاأل(هذه املثاقفة هي اليت جعلت العديد من األعمال النقدية

ا ــ كل من جانبه املتميز عن اآلخر؛ على غرار مفهوم الذي أصابه عند جابر عصفور ــ " احلداثة " ، ومفهوم "النص " النقاد يطلقوهلذا يهم للتوصل إىل إدراك نصيب املثاقفة من . 11أحد الدارسني لهوهو ) املد واجلزر(متدد وانكماش يف آن، أو بتعبري فيصل دراج

ا خطاب جابر هذا األمر، وكذا كيف وجد الناقدان خصوصا فيها مسلكا وجناة من متابعات التناقضات وتبعات التخاذل اليت وسم وقد . 12كان نقد النقد ــ على غرار نبيل سليمان وغريهفكما أشر كثريا ما أعاب غريمها ــ يف أر . عصفور يف موقفه من رواية األسواين

ا كلمة . 13ألفينا خلدون الشمعة يدعوها بنظرية املثاقفة بينما أصر بعض النقاد على استهالك أكرب ما ميكن من املفاهيم اليت جتود الثقافة النقدية « داللة ) لثقافةا(وهو ما يقصد به دمحم عبد املطلب حينما أضاف إىل ما حصره من دالالت مصطلح ). الثقافة(

ت حتوال هائال اهتزت هلا ركائز ت القرن العشرين، وكيف شهدت هذه البدا ت القرن التاسع عشر وبدا ا ا اليت صاحبت ومنجزاقفة ــ يف الغالب ــ ليست هذا عالوة على أن املثا. 14»هذه الثقافة من الكالسيكية إىل الرومانسية إىل الواقعية، يف الشكل واملضمون

ة الناقد ومقاوماته وهو يقع يف ملتقى طرق ثقافات أثناء تعاطيه للكت جتة عن خماضات داخلية، ووليدة معا ابة اختيارا ذاتيا، بل هي

85

يت تكريسا لوصية الناقدين جان . النقدية وما يتولد من املفاهيم املرافقة من خالل خطابه النقدي كلود كارلوين وجان كلود فيللو فهي تني " ومل يكن علماء النقد وكذلك أنصار . لقد أضاع الناس منذ سانت بوف كثريا من روح املغامرة النقدية« : اليت تضمنها هذا البيان

لتايل ــ وجيب خاصة أال " تكون ــ جمردة من يف النقد، واالنطباعيون يشعرون أنه ميكن أن يكون للنقد وظيفة خالقة، وهي ليست هذا، جمموعة كاملة من النقاد الذين مارسوا نوعا من " اإلبداع " ويبدو لنا جليا أنه ميكن أن جنمع، حول مفهوم . اجملازفات الفكرية

، واست مرارا االلتزام الشخصي احلي، يف سبل غالبا ما اختلفت، ولكنها كانت دائما حريصة على أداء عمل مبدع قد يكون اختيار .15»ورحلة

ميدان نقد الرتمجات لنسبة لألول، ويف ضوء لقد مارس الناقدان خلدون الشمعة وجابر عصفور مهمة نقد الرتمجات، يف إطار حقل األدب املقارن

ت النقد من الغرب إىل امليدان العريب فيما خيص الثاين ــ كما أسلفنا لطبع مدارس فكرية خمتل. نقل نظر فة حول العالقة بني وتوجد فهناك البعض الذي ما زال يعد الرتمجة نشاطا هامشيا، ويرفض أفكار جمموعة األنظمة « دراسات الرتمجة واألدب املقارن، ومع ذلك

.16»األوربية هؤالء الباحثون مييلون بوضوح يف توجههم إىل املركزية . املتعددة ويتمسك مبفهومه عن األدب بوصفه قوة حتضر عامليةويشكل حقل األدب املقارن الذي شارك يف تصديه مليادين حبثية معاصرة كصورة اآلخر واالستشراق واملثاقفة وخطاب ما بعد

يف ضوء األدب املقارن مبحثا مرتامي األطراف وواسع ) املثاقفة(لذلك فقد شكل مفهوم الكولونيالية، جماال خصبا لدراسات الرتمجة، ت والسيما عند اآلداب والنقود اليت تواجدت يف ملتقى طرق عدة لغات عاملية ووطنية وحملية، كشأن األدب يف أمريكا واعتبار اجلنبا

ر األدبية املولدة اليت دفعت لفرنسية على املستوى التكتل الفرنكفوين وكذا ما تعرفه بعض البالد العربية من اآل حبركة األدب املكتوب التجديد والتحديث ــ من جهة ــ وهذا منذ مطلع القرن العشرين؛ وكذا من اآلداب الناشئة حتت وطأة االستعمار الذي متيزه النهضة و

لقضية الوطنية والنضال يف سبيل اهلوية واتسعت رقعة املثاقفة يف رحاب األدب املقارن حىت صار من املستحيل إذن ــ . مظاهر االلتزام ألدب املقارن . اإلحاطة جبميع األطر اليت لفت هذا املفهوم يف ضوء األدب املقارن وهي كثريةواألمر كذلك ــ وتتضح عالقة املثاقفة

لعدة اليت يسخرها له األدب املقارن ويفلح يف نسبة . يف كون هذا األخري يفتح آفاقا أمام كل من اقرتب من مرافئ املثاقفة أن ينجو آلخر من دو سنيت ــ ثره لسيت « ن أن يقع فريسة اإلعجاب املخل، والسيما ما يعرب عن طريق الرتمجة اليت ــ كما تعتقد سوزان

حجام غري " فذة مفتوحة على عامل آخر " جمرد من هذه التعبريات الزائفة املستهلكة؛ ولكنها قناة تفتح، وغالبا ما يقابل هذا أو أاألدب « هذا، مع العلم أن .17»ذ عربها التأثريات األجنبية إىل الثقافة احمللية، فتتحداها بل تساهم أيضا يف حتويل مسارها قليل، وتنف

وقد ظهرت بعد احلرب العاملية األخرية فقط أعداد كبرية جدا . املقارن وحده يضم عددا ال حيصى من املواضيع، واملشكالت اجلديدةة، والببليوغرافية، واملعاجم، والتواريخ األدبية مما ينتفي معه العذر ألي كان لالحتجاج جبهله للمؤرخني واألمساء من الكتب املدرسي

نيتولوفيفري يناقشان يف مقدمتهما جملموعة املقاالت بعنوان . 18»واملشكالت ن 1990) الرتمجة، التاريخ والثقافة(ومع ذلك فإن ،ميش الرتمجة داخل األدب املقارنالوقت قد حان إلعادة الت ومع تطور دراسات الرتمجة بوصفها حقال معرفيا . 19فكري يف عملية

نية ريخ الثقافة، فإن الوقت قد حان للتفكري يف ذلك فقد أصبحت « . قائما بذاته، وله منهجيته املستمدة من علم املقارنة ومن لرتمجة الرتمجة من قوى التعبري يف تطور الق ومع نضج األدب .20»وى العاملية، إذ مل يعد ممكنا إجراء دراسة أدبية مقارنة دون االهتمام

ت املواجهة له فقد عرف عقد التسعينيات من القرن العشرين طرح عدد من التساؤالت حول جدوى املقارن وقدرته على رفع التحدا تنماألدب املقارن وجند صدى هلذه التساؤالت يف دراسة حلسام . 21ي الوعي القومي، وتقرب مابني األمموالرتمجة اليت من املعروف أ

بتساؤالت وجمادالت صاخبة ) قرن العوملة(يستقبل األدب املقارن القرن احلادي والعشرين « : اخلطيب يشكك حينها يف جناعته قائال ألنظمة األخرى، وال يكاد يضاهيه يف ذلك أي نظام معريف حول حتديد منهجه ومنطقه ومنطقته ومستقبله وأدوات حبثه وعالقاته

86

وقد يرجع ذلك إىل حداثة هذا النظام وتفجر اخلالفات والنزاعات . آخر، يف دنيا العلوم اإلنسانية بوجه خاص، ودنيا العلوم بوجه عاممجـا أيضـا . يف داخله وحوله من قبل أن يبلغ رشده ويشتد أزره عن طبيعة امتداداته املنهجية واملعرفية إىل خمتلف ولكن قد يكون ذلك

تز جذوره وأغصانه بقوة مع االهتزازات الكربى اليت تتعرض هلا األنظمة اجملاورة له عضويـا والسيما أشكال املعرفة املعاصرة، حبيث .22»بالنقد األديب ونظرية األد

ا تتخ ت خمتلفة، منها مقدمات املرتمجني أنفسهم، وكما ال خيفى على كل من مارس نقد الرتمجات فإ ذ أشكاال عديدة ومدوينشر عادة يف دورية ) حبث قصري عام وشامل ودقيق(أو تقدمي ترمجات من قبل غري املرتجم، وكذا عرض حال كتاب حول ترمجة

صة ــ جملة يعاين نقطة : حبث طويل ومستقص : دمييةالكويتية على سبيل؛ ومذكرات أكا" عامل الفكر " املصرية أو " فصول " متخصوهذا، قبل أن يتوىل حملل الرتمجات .معينة ويعاجلها، يتناول ظاهرة شائعة عند املرتمجني، وإن كان األمر يتعلق أكثر بتحليل الرتمجات

قدها العمل برصد ما يصبح هذه املرة هفوات يف نظره ومتابعتها فتقوميها ومراجعتها ا خطوة علمية فال. و س من املعاينة إذا قصد يحسن إدراج املعاينة ضمن ما تقتضيه الرتمجة كمادة علمية وتطبيقية يف آن واحد حي ث ومرحلية ال خترج عن التشخيص األويل، بل إ

ا مسبقا لعل املتعامل مع ه من تلك املشكالت فيعد يتم تعداد املشكالت القائمة يف اللغة املصدر والتعريف ها يدرك سلفا ما قد جيا .هلا العدة املطلوبة

ويف سياق إيضاحنا لعالقة املثاقفة النقدية بنقد الرتمجات، يهم التنويه بتعليق جابر عصفور على ترمجة سليمان البستاين إللياذة نية اليت تكشف لديه عن ثقافة األديب املرتجم الو اسعة بل عن انفتاحه املدهش على كافة الثقافات، يشرح محاسته هومريوس عن اليو

تز ملباهج الغرب، بل يرجع األمر عنده إىل البصرية اليت للرتمجة املبنية على النظرة العقالنية قبل أن تكون مسألة املشاعر العربية اليت سره، وتؤكد البعد اإلنساين الذي بلغه ال ن تصل معىن األدب مبعىن العامل م بفكرهم النافذ ملا اخرتعه اليو عرب القدماء يف استيعا

لعقالنية اليت بين عليها الفكر التنويري . 23واهلنديون والفرس وكانوا قناة لألروبني والعرب احملدثني ومعروف أن جابر عصفور مأخوذ حية أخرى هي الذي عرف حيوية ونشاطا غري مسبوقني انطالقا من أفكار إمانويلكانط يف أحد مشاربه، واملمتدة إىل ابن رشد من

هذا، لوال ما نلفيه عند بعض احملسوبني على التيار السلفي يف الثقافة العربية . حية املثاقفة أو املقابسة كما يدعوها خلدون الشمعةن وعبادة القيصر اإلله ال روماين وما اصبغ به من أساطري اليهودية من التعصب على الفكر الغريب حتت حجة انتسابه إىل وثنية اليو

، ومع صحة هذا االنتساب فإن ذلك الفكر متكن من 24اخل.. ومفاهيم املسيحية واستعباد اإلنسان وغلبة روح السيطرة على الرقيق إلجنليزية واألملانية ال ميكن التحرر من التقاليد وزيفها، مث إن هذه املصادر تشكل نسيجا نصيا تتقامسها الثقافات الغربية من الفرنسية وا

. 25إجحادها" بعنوان ) 1907ــ 1836(والناقد إذ يقدم قراءة لرواية رائد من رواد النهضة العربية، وهو األديب اللبناين خليل اخلوري

فرجني. وي عتباره حيزا تؤدي فيه ، وقبل مناقشته للخوري نقد يف أفكاره؛ يصف القسم الفكري السابق على الرواية "إذن لست لقص التمثيلي الذي يربهن على ما يرمي إليه هذا القسم الفكري أو يتضمنه من أفكار ويقدر حرص اخلوري على اهلوية . دورا أشبه

ا يف ويدافع عنها ضد التفرنج أو التغريب، أو تقليدها غريها مبا تفقدها خصوصيتها وأصالته" الوجود األهلي " العربية اليت يسميها الذي يعين عندها التحضر والتقدم يف مدارج احلضارة اإلنسانية، لكن مبا يبقي على اخلصائص الثقافية " التمدن " وهو ليس ضد . آنا يف معىن الثقافة...أخالق وآداب( ا حضارة عن حضارة، ماد ومعنو) وما يقرتن ويرى الناقد . 26واهلوية احلضارية اليت ختتلف

ضتها أن اخلوري ال ينكر جمد احلضارة العربية القدمية وفضلها على احلضارة الغربية اليت أخذت عن العرب الكثري الذي أقامت عليها وذلك على . 27احلديثة، فتقدمت إىل األمام، وأضافت إىل ما أخذت عن العرب، ومل تتوقف عن اإلضافة، يف طريق تقدمها الصاعد

ويضرب الناقد مثال ابن رشد الذي بلغ ذروته األخرية، ومع ذلك فقد . بعدما وصلوا إليه من تقدم النقيض من العرب الذين انتكسوا

87

م يف ذلك شأن الشرق كله الذي يعاين من االحندار الذي أخذ العرب يرتاجعون قر بعد قرن إىل أن وصلو إىل التخلف الكامل، شأ . جعله يقع موقع النقيض من الغرب املتقدم

لشرق يف استعماالته له يف روايته، فيجده يعين به األقطار العربية واإلسالمية هكذا ميعن الناقد يف تفكيك ما يقصد اخلوري الشرق " اليت تقع موقعا أدىن، بل موقع النقيض من الغرب األورويب اليت احتلت املوقع األعلى من احلضارة اإلنسانية اليت وضعت هذا

وكذلك يتوقف الناقد يف حتليل السؤال الذي يطرحه اخلوري . يف الثنائية بني تقدم الغرب وختلف الشرقيف الدرك األسفل للتخلف، " كيف السبيل لتقدم الشرق كي يصل إىل ما وصل إليه الغرب ؟ هل هو التقليد لكل ماهو : على نفسه، ضمنا وصراحة، أال وهو

لعادات ؟ وماذا ء وليس انتهاء عن اخلصوصية الثقافية واهلوية احلضارية ؟ مث يشري إىل ما يدركه اخلوري من أن غريب، ابتداء من األزالتقليد الكامل يؤدي إىل وجود مسخ مشوه، لن ينجح يف أن يكون شرقيا، وأن يتقبله الغرب ألن هذا الشرق، مهما أسرف يف

خذ الشرق ما يتفق من إمكان تقدمه واحلفاظ التقليد، لن يكون هو األصل قط، ولن يكون هو نفسه كذلك؛ واحلل األحكم هو أن، والفرنسي فرنسيا مث يفرتض الناقد بناء على فهمه . 28على خصوصيته ويرتك ما دون ذلك، كي يكون العريب عربيا، واإلجنليزي إجنليزنه على الشرق االستعانة بوسائل التقدم الغريب، وخمرتعاته املادية، وكل ما تغ ختصارلرسالة الروائي : تين به األخالق واآلداب،

ا مما يؤكد اهلوية العربية لقيم األخالقية والروحية ومايتصل .29الوجود األهلي للعرب الذي ميايز بينهم وبني غريهم، فيما يتصل لنسبة جلابر عصفور أصبحت مقبولة وشائعة يف زماننا الذي أصبح يعرف قدر التنوع ويف املآل األخري، فإن هذه األفكار

" البشري اخلالق الذي هو الوجه املالزم للتنوع الثقايف اخلالق الذي أصبح شعار أقطار الكوكب األرضي اليت تضمها منظمة ا الثقافية هدفا أساسيا من " اليونسكو إذ أصبح حتقيق التنوع الثقايف اخلالق حلضارات الكرة األرضية واحلفاظ على خصوصيا

الميكن التخلي عنها يف أي ختطيط للتنمية البشرية اليت تغريت مفاهيمها، وأصبحت الثقافة يف مركز خططها املعرفية أهدافها، ووسيلة أن لكل قوم قابلية خاصة إىل نوع التمدن، مناسب " ولكن يعرتض الناقد على ما يذهب إليه خليل اخلوري من . 30اجلديدة للتنمية

م، ال ميكن استبد خر، إال على خطر من فقد أحسن الصفات البشرية إىل أخالقهم وآدا ذه " اله ويشرح الناقد ما يعنيه اخلوري نه .، ويقصد ما يتميز به أهل كل أمة من خصائص"الوجود األهلي"الصفات البشرية

التأسيس االبستمولوجي 3رة االهتمام لتأسيس االبستمولوجي ما عكف عليه الناقدان من إ وذلك . مبوضوع املثاقفة على الصعيد النقدي نقصد هنا

ألكيد، بتبين كل منهما خلطاب منفرد ومتقاطع مع قرينه يف آن، وبوصف تلك املثاقفة ــ أوال وقبل كل شيء ــ فسحة لألمل اجلديد وا مبنيا على مراجعة األسئلة السابقة يتضمن رصيدا معرفيا وفكر تغيري واالجتهاد يف طرح أسئلة جديدة، على غرار السؤال وخطا

ماذا تغري يف الثقافة العربية منذ اجلاهلية إىل اليوم ؟ وهو السؤال الذي خيفيه يف الغالب سؤال ماكر ــ كما : الذي طاملا ظل مقموعا بتا يف الثقافة العربية منذ اجلاهلية إىل اليو : 31يصفه دمحم عابد اجلابري م ؟ بيد أن للتأسيس االبستمولوجي املعين هنا ماذا بقي

سهامات الناقدين يف اإلجابة " الشعر " مقدمات جتلت يف إسهام جملة اللبنانية، جيدر التعريج عليها ضمن املطلب اآليت قبل التنويه .عن هذه األسئلة املطروحة

اللبنانية " الشعر " إسهام جملة 1.3ا كل بطريقته مل تكن املثاقفة النقدية ل تبصر النور بشكلها احلايل لوال اإلسهام املثمر للعديد من النقاد الذين آثروا اإلدالء

بيد أن إسهام كل من . اخلاصة وبصورة غري مباشرة، وسبقوا إىل اإلحلاد عن ركام اآلراء التقليدية اجلافة، بعيدا عن التصورات اخلياليةملخاطرة يف كثري من األحيان نظرا لعدم الناقدين خلدون الشمع ة وجابر عصفور ينطوي على داللة خاصة نظرا لتميزه، مع أنه مليئ

حة لظهوره ولوال جدارة الوقوف عند هذا اإلسهام لصحت املؤاخذة واملعارضة على اندفاعنا لتناول املثاقفة النقدية . يؤ الظروف املرج

88

واحلال أنه إذا كان النقد العريب يف وضعه احلايل ــ عموما ــ يف غىن عن مزيد من املعضالت واملشكالت . 32توهي ال تزال يف حالة تشت ه وتنظيم شؤونه لسعي عمليا ــ على . النقدية الباطلة، فهو أحوج ما يكون إىل ترتيب قضا كما يفرتض منا الرد على هذا االعرتاض،

بناء موقف يعاد االعتبار فيه للمثاقفة النقدية بوصفها تتيح إمكانية الذود عن الدينامية النقدية العربية يف حال األقل ــ إىل ترصد فرصة ة تواجدها يف خطر ثقافيا، والسيما على إثر ما مس هذه املثاقفة من أنواع التخليط بينها وبني احلداثة ــ من جهة، والعوملة ــ من جه

ت املتنوعةنية؛ ومن مث تقزمي م هلو مع العلم أن هناك من رمى . من اإلثنية والثقافية واجلنسية وغريها: قامها يف القضا املرتبطة حقا اهلوية والثقافة اليت ضمنها تتشكل املعاين وذلك على الرغم من االرتباط الوثيق بني. 33فكرة اهلوية بوصفها متثل فكرة ومهية

ا يضل أفراد اجملتمع طريقهم، فإن هلذا ولئ. 34اجتماعيا لبوصلة اليت بدو يلور إىل تشبيه الثقافة فرضية العمل األساسية « ن انتهى مة عن سائر السفن اجملتمعية اليت انطلق منها هي أن سفينة كل جمتمع تشق طريقها يف حبرها أو يف فضائها الثقايف اخلاص يف عزلة

«35 . حدى ر التمييع والتشويش على الثقافة العربية، والسيما واستمساكا مع بزوغ جنم دعامات املثاقفة النقدية اليت تصدت آلسست ابتداء من العام " الشعر " ، ننوه بفضل جملة 36اجملتمعات املتشبعة إعالميا ريخ صدور بيان الكتابة 1957اللبنانية اليت ــ

الفعال يف رفع مشعل املثاقفة النقدية، وما نزعت إليه اجمللة بفعل هذه املثاقفة من إنزال الشعر احلديث اجلديدة ليوسف اخلال، بدورها، مقتصرا على القضا الوجودي معرفيا خنبو ، مبا تتمتع به من حساسية ميتافيزيقية أنطولوجية، جعلت من الشعر خطا ة منزلة الرؤ

سيس رؤاها النقدية، ونظرا ألمهية هذه اجمل. 37الكربى لبحث يف املرجعيات اليت استندت إليها اجمللة يف لة فقد اكرتث كثري من النقاد وموقفها من التجربة الشعرية، وما أسسته من عالقة محيمية بني الشعر والوجودية، مبا يستتبع ذلك من حديث عن رؤية اجمللة وموقفها

فضال عن استجالئها ملدى . يف النقد األديب احلديث كيوسف اخلال وخالدة سعيد عراء أسهموامن االلتزام، وتوجيه النظر لنقاد وشوهذا ما يلح عليه أحد . ثري النقد اجلديد األمريكي يف نتاج نقاد هم رواد من مثل جربا إبراهيم جربا وإحسان عباس ورشاد رشدي

سيها، وهو بول شاوول، يف قوله ثقافية كانت أو غري ثقافية تعيش أو متوت انطالقا من " ظاهرة " ، فإن كل وكما هو معلوم« : مؤسلواقع يأت هلا وأطلت منها" شعر " وجملة . عالقتها لذات أي جممل الظروف اليت وهي يف هذا . ميكن تقوميها من هذا املنظار

خاصا لعدم ارتباط " شعر " ات، حىت ومل تكن جملة اجملال لعبت دورا مهما جدا على صعيد الشعر احلديث يف الستين اجتاها شعر يف ممارسة الكتابة اإلبداعية، شعرائها ونقادها مبفهوم واحد للشعر وبكتابة واحدة للشعر، حىت ولو كان العمل، مهما بدا مجاعيا، فرد

متمايزةخصوصا عند بعض أبرز شعرائها، حبيث انتشرت استطاعت إىل حد كبري تكوين مناخ إبداعي حساس " شعر " فإن جملة الرتمجات املهمة لبعض أعالم " شعر " ولعل من أبرز ما قدمته جملة . عدوى هذه احلساسية إىل معظم الشعراء الذين جاءوا بعدها

ا شعراؤها أنفسهم) وخصوصا الفرنسي(الشعر الغريب احلديث .. يب شقرا، أدونيس، عصام حمفوظ أنسي احلاج، شوقي أ: واليت قام ثريها وامتدادها يف : قيمتني " شعر " وهلذا تتخذ جملة لظرف الذي نشأت فيه وقيمة مطلقة الستمرار عالقتها و رخيية لعالقتها قيمة

لة ستظهر قيمتها بشكل وبعد هذه الشهادة اليت أنصفت اجمل. 38» ]أواخر السبعينيات [ املرحلة املمتدة من الستينات حىت اليوم ا بعض الشعراء والنقاد إلنشاء جملة شعرية أو ثقافية بديلة، وفشلت يف معظمها يف إضافة أوضح عقب احملاوالت العديدة اليت قام

، ومن خالل ، ومن خالل احندار بل احنطاط معظم اجملالت الشعرية والثقافية املزروعة بكثرة يف العامل العريب"شعر " جديد إىل جملة ا الشعرية، ومن خالل املنطق التجاري واالستهالكي اليت يطبع السمات املرتدة واملتقهقرة اليت متيز مضامينها الثقافية ومفاهيمها ونتاجا

اإلبداعية مناخا فكر وتيارا إبداعيا متميزا عن كل التيارات الفكرية، و [...] » شعر«فعال، فقد خلقت مجاعة . معظم هذه اجملالتسواء من حيث الطرح التنظريي للشعر أومن حيث تفعيل هذا الطرح من خالل اإلبداع املتفرد الذي متثل يف الشعر « اليت سبقته،

أول اهتمام اجلديد بنوعيه الشعر احلر وقصيدة النثر، هذه األخرية وجدت األرض اخلصبة اليت منت وازدهرت فيها، فقد سجل أن

89

لشعر املن م، وكانت أول جمموعة طبعت لواحد من مجاعتها 1957اللبنانية اليت صدرت شتاء » شعر«ثور كان اهتمام مجاعة جدي شهر، مث تبعهما شوقي أبو شقرا ويوسف اخلال وفؤاد رفقه، وآخرون، ولكن املالحظ أن تسمية الشعر املنثور مل هو أنسي احلاج

ر(لكاتبته ) قصيدة النثر من بودلري حىت الوقت الراهن(ا فرنسيا عنوانه إال بعد اكتشاف أدونيس كت) قصيدة نثر(تصبح ) رسوزان «39.

ويف هذا السياق ال ننسى الناقد املصري الراحل لويس عوض الذي حيدثنا يف أحد اعرتافاته عن قضية ال تزال إىل يومنا هذا لفكر الغريب بص جلهاز النظري للنقد األديب الغريب بصفة خاصة، حيث مطروحة للنقاش وهي قضية عالقة النقد العريب فة عامة و

ا سيس رؤية نقدية أدبية وفكرية عربية مستقلة عن الثقافة الغربية ومناهجها ومصطلحا ت ذا اخلصوص يقول عوض . تربز صعو وه حسني، فقد تواجد الثالثة معا وقد أما أ فكنت أعاين من البلبلة بطريقة أخرى هي التناقض بني العقاد وسالمة موسى وط«

لثا يسار أوروبيا من . أحطتهم بدرجة عالية من التقدير هكذا وجدتين حينا رومانسيا يرتجم شيلي، وحينا عقالنيا ديكارتيا، وحينا ناك نقاد عرب من ويف احلقيقة فإن لويس عوض ليس الناقد العريب الوحيد الذي انتبه إىل هذه املشكلة، بل ه .40»القرن املاضي

الء املوتى واألحياء قد اعرتفوا وما يزالون يعرتفون جهرا بتبعيتهم وبتبعية كثري من زمالئهم من نقاد للمناهج النقدية الغربية، ومن هؤ املناهج، الناقدة اللبنانية املعروفة ميىن العيد اليت شخصت هذه القضية حيث جندها توضح ما يضع نقد احلديث، املستفيد من هذه

سيس فكر علمي يف ثقافتنا قادر على يف موضع القلق واالضطراب الدائمني، ويفرض عليه، للخروج من هذا املوضع، العمل على والشك أن ما أشار إليه لويس عوض وميىن العيد ميثل يف جزء منه تبعية بعض . املسامهة يف إنتاج مناهج نقدية علمية هلا صفة الكونية

رب املعاصرين للمنت النقدي الغريب على مستوى النظرية واملناهج وتطبيق املفاهيم على النصوص اإلبداعية، ولكن ينبغي القول النقاد العن عالقة املثاقفة والتأثر والتأثري بني الثقافات أمر طبيعي وضروري وبدون ذلك فإن الثقافات تتوقف عن النمو من جهة وتتحول أيضا

وقد فعلها أيضا األكادميي صالح فضل . ىق ما أو مبجتمعات معينة حمدودة ومغلقة على نفسها من جهة أخر إىل ظاهرة خاصة بعر ما أجيال النقد إىل ثالثة، األول 2002" مناهج النقد املعاصر " الذي وضع حبثا عن تطور النقد العريب، وأحلقه ذيال لكتابه : مقس

نقاد األدب، واستعرض منهم دمحم مندور : باس حممود العقاد وميخائيل نعيمة، والثاينجيل األساتذة، واستعرض فيه طه حسني وعزك املالئكة، والثالث لطبع، استعرض ذوي املنهج البنوي مثل: ولويس عوض وحسني مروة و كمال أبو : نقاد احلداثة، وهم جيله

.41ديب، وجابر عصفور، وعبد السالم املسديت النقدية الغربيةانفتاح النقاد على ا 2.3 ملناهج والنظر

ت النقدية األدبية الغربية، املستندة على أساس ما سبق عرضه، يكون انفتاح نقاد األدب يف الثقافة العربية على املناهج والنظريعازها لفكر الفلسفي الذي تطور يف الغرب، اخلطوة اإلجيابية اليت اقد بقراءة مزدوجة اهلدف، يقوم الن« إىل الدرس الثقايف املعزز

ويكون هذا الفعل واضحا . فهو يقرأ النص النقدي قراءة حماورة واختالف، ويف الوقت نفسه، ينجز قراءته اخلاصة للنص األديب املنقودشارات سريعة إلسناد. متاما يف امليتانقد التطبيقي وتدعيم احلجج على أن امليتانقد النظري ال خيلو من العودة إىل النصوص األدبية

ففي تقدير الناقد أزراج عمر فإن احلكم الصحيح على جهود طه حسني وسالمة . 42»اليت يذهب إليها الباحث يف امليتانقد النظري ت والتيارات الفكرية املدعوة موسى والعقاد واألجيال األخرى من النقاد العرب الذين ظهروا بعد هؤالء يف جمال توظيف املناهج والنظرت ويعين التوطني هنا خذ بعني االعتبار مسألة مهمة وهي مدى جناح النقاد العرب يف توطني هذه املناهج واملقار لغربية، ينبغي أن

وجتدر اإلشارة هنا إىل أن . 43تعديل وإغناء تقنيات النقد الغريب بسمات عربية هلا خصوصية تضاف إىل التجربة النقدية اإلنسانيةب إعمال الرؤية احلوارية اليت تنطلق من املساءلة، مبا هو مفيد هناك من قدم ا ملناهج النقدية من غري الدعوة إىل تبنيها، لكن من

90

ا األساسية، ويف الفعاليات اليت انتظمتها ، للقارئ العريب، وذلك يف حماولة للوقوف على كفاية هذه املناهج يف حقوهلا، ويف اسرتاتيجيا . 44وى املفهوم وإجراءاته، أو يف النمذجة التحليلية يف عمليات االسقراء والتصنيف والوصف والتحليلإن كان ذلك على مست

به الواسع أال وهو ) الثقايف(غري أن ما اعرتى هذا النوع من النقد من هاجس التعريف به مبجرد إدخاله يف العامل العريب من ال، أخر كثريا من وترية ومهمة استجماع شتات الدراسات العربية األصيلة اليت كانت سائدة ترمجة األعمال الغربية املنجزة يف هذا اجمل

إال تطبيقيا يف آفاق النقد الثقايف ولكنها زحزحت إىل مصاف النقد األديب العادي ومل تدرج ضمن التمثيالت اجلوهرية ملفهوم املثاقفةسهامه يف ممارسة التفكيك . “االستشراق ” السبعينيات من القرن العشرين وهو بصعود جنم إدواد سعيد بكتابه الشهري من والسيما

فوقع على إثر هذه القفزة النوعية نوعا آخر من الصحوة مثلتها لألسف ــ مرة أخرى ــ كتب ميكن ". اخلطاب االستشراقي " يف بنية فقد أسهمت حىت يف تغميط فضل إدوارد سعيد يف هذا املضمارتسميتها الكتب املداخل على الرغم من جناعتها إشهار أي تلك .

وميكن التمثيل بكتاب الغذامي الذي انطرح يف . املؤلفات اليت ترصد الركام املعريف املنتوج عامليا هلم إدخاله يف العامل العريب ــ كما أسلفنا والعروي مغربيا وإدوارد سعيد وخلدون الشمعة وجابر عصفور مشرقيا، الساحة اإلعالمية كموضة على حساب كل من مالك بن نيب

من مؤلف نظري يقوم على التخمينات واإلسقاطات ويعول على وغريهم غري قليل ممن كانت هلم دراسات تطبيقية جادة أكرب شأ . النقول من هنا وهناك

املثاقفة على الصعيد النقدي 3.3لسبق لعدد من النقاد، السيما الناشطني ضمن جملة الشعر والعاملني فيها والذين وقفوا عند وبعد هذه اإلملاعة حيث العرفان

، نعود إىل مناقشة ما للناقدين جابر عصفور وخلدون الشمعة من شأن يف التأسيس للعديد من املفاهيم 45حدود تغيري الطريقة املوروثةرت لدى كثري من الن قاد أصداء، وانساقت إليها األقالم النقدية الشبانية اليت اعتصرت مثرات من تلك اجمللة ومن النقدية اليت أ

شيه مع شهادة الروائي والناقد اجلزائري أمني الزاوي امل ت الفكرية ــ كما سنراه أد ما، وانسابت الحقا يف كثري من الكتا د خبلود خرب

. الشمعة إشادة التلميذ بفضل أستاذه رصد املمارسات النقدية وتقييمها وتثمينها 1.3.3

لقد تفرغ الناقدان جابر عصفور وخلدون الشمعة لعملييت الرصد والتقييم بشكل بناء ومتواصل، ال يقوم على جمرد إصدار أراء ت عشوائية وجمانية؛ بل يتوفر فيه من املزا املنصفة ما خيول استحسانية، والركون إىل انطباعات استهجانية؛ مهما تكن معززة مبقار

لنسبة خللدون الشمعة ــ يف . املساس ــ أوال ــ بطامة التفكري االختزايل احملتشم واحملتكم إىل الثنائيات التقليدية احلصرية ويتمثل ذلك ــ لثنائيات احملنطة عمليا "ثرثرة يف النقد " مقال ح الناقد زيف بعضها معرتضا على اعتالئها و . ، حيث ضرب مثال املساس لكن يوض

ملفهوم « : كما يستبق بتحذير املعاصرين من بعض املغالطات فيقول. 46عرش النظرية ومن املأثورات النقدية اجلديدة، ما أدعوه ملغالطة التارخيية ا أص. 47»النقدي اخلاطئ الذي يعتمد على ما أمسيه شزة على قواعد املنطقوهي اليت يذكر وأما . ال حماجة

لتايل معا لنبسة إليه ــ يف اخللط بني القيمة التارخيية وبني القيمة الفنية للمبدع األديب، و ملة القيمة املغالطة التارخيية فهي تتجلى ــ ا قيمة فنية فيما خيص كثري من املفاهيم النقدية ) قدياهلراء الن(وقد سبق له أن حاول التشكيك ضمن ما أمساه . 48التارخيية على أ

لية والفرويدية على األعمال األدبية وهو يرفض التفضيل بني احلكاية . 49املعاصرة وما يتصل ــ مثال ــ بتطبيقات املفاهيم النفسية السورال ) الكربى(بوتور من أن الرواية وليس مبنأى عن هذا املذهب ما رآه ميشال . 50»والرواية على أساس السمات األجناسية الشكلية

ستطاعتنا أن نبدهلا بغريها . 51حيل حملها شيء آخر، وهلذا فهي تكسب مجيع احلوادث العادية اليت التقطتها هذه الصفة، فال يعود م يف حق ج لداخل قبل إعالء صوت العداء أو إبداء أي الوافد من بعيد عرب املثاقفة هكذا كان ديدان الناقدين املثاقفني االعتناء

اليت ال حدود هلا، بل يلمس يف هذا السبق التمرد على تلك الثنائيات املتكلسة، واجلد يف احتوائها ضمن أنساق فكرية منحدرة من

91

شكت فيه تلك الثنائيات أن جتمد املمارسات النوعية للتعدد الثقايف وتنوعه، ومتكأة على التجربة الغربية خصوصا؛ بعد انسداد أفق أو ا عالة ونقمة رة طاملا قيدت تصورات األشياء واملفاهيم كأ ت األحادية إىل حد تورطها يف معيارية متحج .52حتت طائلة املقار

ريخ الن رخيية مبكرة من سست املثاقفة النقدية عند جابر عصفور ونشطت يف مرحلة اجس التمحيص نفسه قد العريب ووكان حيدوه يف دراسة هذا الرتاث استخراج ما فيه من جواهر ومآثر ال تزال املعاصر يف غضون قراءته للرتاث النقدي العريب ــ من جهة،

ملضمون لناحية الفنية قدر احتفائه يت بعد مرحلة ما يعرف. مصدرا لعطاء أديب فخم، وكان احتفاؤه يف مقاربته له وهي مرحلة لنقد القدمي الذي جرى تناوله أوال يف كتاب دمحم مندور عن النقد املنهجي عند العرب ومن جهة أخرى نلفي جابر . 53لتعريف

ء املطمورين معلنا، ضمن نشاط علمي ت ) إعالمي أكادميي(عصفور يعىن مبقاربة بعض األد نزيه وصادق، أن اخلطر على الكتاا وتقريبها إىل القراء فريضة ال تقل أمهية إىل جانب تلك . على الثقافة العربية املنسية هو خطر وعليه، تصبح فريضة التنويه والتعريف

.العاملية اليت يؤديها املفكرون جتاه الرتاث العريب ضمن جهود حتقيقها لتوفري هلا سبل تبوء مكانة يف كنف الثقافة العربية وكذا احلضارةت اجلادة والذي حيجبه الوافد من األجنيب املهيمن، يسعى بنفس التصميم إىل وعلى قدر ميله إىل ختصيص حيز للمطمور من الكتا

ت اليت تقام هلا أعراس مبناسبة نزوهلا إىل األسواق الثقا فية، واليت ال يستهان التحذير من االخنداع بتلك الزوابع اليت حتدثها بعض الكتاتدي إىل طريقها حنو اجلمهور ا ت األصيلة اليت ــ ألسباب ما ــ ال لواسع ا يف قضية تسببها ــ هي األخرى ــ يف مواراة وحجاب الكتا

قد كرجل). وما عليها من املآخذ طبعا (من القراء مع ما هلا من املزا أمن ــ على صعيد تنويري ــ ويف هذا الطريق املتقاطع يقف ت املزامحة واملراوغة فحسب، واليت حيذر من معاملتها معاملة التساهل معها . يسمح مبرور هذه األخرية ويتحقق من مشروعية الكتا

ملفهوم الذي أسنده جاك دريدا هلذا املصطلح أي لطبع هو يعمد إىل ذلك كله بنوع من دهاء إذ من دون أي . (Stratagème)و . زعم إليقاف حركة النشر، يستدرج قراءه إىل تلمس األحسن من األردأ نوراما مكو ما يرديه كناقد نصوص إىل املقارنة بينها منتجا

حد أسباب تعطيل نشره ومنع من هذه األخرية بفضل آلية التناص املوظفة م وصوله إىل الذائقة اليت ن موقف الدفاع عن اجليد املهمل فحص النصوص واملوضوعات اليت ينطوي عليها النوعان حبيث ال يتواىن ــ من جهة ــ عن . ما كانت لتخيبه لو تسىن هلا االطالع عليها

نية ــ عن طريق التفكيك إىل كسر منطق اخلطاب الوثوقي القائم على الثنائيات الواه ت، ويسعى ــ من جهة ية والومهية على من الكتامن : ؛ مسائال املعايري اليت ألفها النقد قدميا وحىت حديثا ومشككا يف بعضها)خري/شر(، و)حقيقة/وهم(، و) خطأ/صواب: (غرار

عتبار العناصر املدعمة لبزوغه فحسب اسقة واملتكاملة بل ــ يف مقابل ذلك ــ النظر إليه على أنه البنية املتن. مراقبة النص من اخلارج وكذلك من موقع قناعته أن النص . اليت تضمن استمرارية داللة جوهرية وخصوبة رمزية تضمن هلا فتك إعجاب املتذوقني لألدب الراقي

ت املتميزة ريخ العقل البشري الذي ال ختطئه الكتا وهكذا يتوج جابر عصفور. طبقة رسوبية من نصوص تضرب جذورها يف أعماق املساءلة “ النصوص األصيلة بعد دنوه ــ أو أثناء ذلك ــ من مجيع النصوص اليت يعاملها نفس املعاملة، مبا أنه يقف منها دائما موقف

وإن كان جابر . اليت هي ـ كما رأينا ــ خري مدخل للوصول إىل الداللة العميقة لكل موضوع يوضع على بساط البحث والتحليل” غالبا ما يعمد إىل قراءة املفكرين والنقاد فرادى، فهو كثريا ما يتوصل إىل نتائج ويصوغ استنتاجات ميكن أن تنطبق على جيل عصفور

كيد اهلوية الوطنية أو القومية مها األصل اجلذري « : كامل من هؤالء كمثل هذه الومضة والواقع أن صفيت التمرد على القدمي اجلامد ولقياس مع طه حسني مثال . 54»رك فيه دمحم فريد أبو حديد وأبناء جيله الذي يشا ولكنه حينما ميعن يف حبث قلة شهرة هذا األخري

أو أو هيكل أو العقاد واملازين ــ على الرغم من اجنازاته يف الكتابة التارخيية من منظور التأليف أو الرتمجة أو حىت الكتابة اجلغرافية؛ يرى أن هؤالء الثالثة متكنوا من الغوص إىل قرارة اجلرح “أمتنا العربية ” ت الفكر القومي اليت ترك فيها كتابه الرتبوية، أو كتا

يت إجراء البحث العميق لكن يظل التساؤل مطروحا إىل أن. 55االجتماعي وأنطقت أعماهلم املسكوت عنه من خطاب التحوللتايل النظر صوب ما يشمل املشرتك بني املختلفني من الوجاهة، بعد إيالء أمهية بعقد التقابل بني الثقافة العربية والث قافات الغربية؛ و

92

ا كانت ال تزال تسيل حربا مديدا، فهي ــ إىل غاية هذا التأسيس ــ مل يتم للفوارق الربيئة واخلصوصيات الطبيعية اليت على الرغم من أا وسرب أغوارها حبيث حت مل حركة املراوحة بني العام واخلاص على أن جتوب جمال املثاقفة احلاصلة بني اآلداب اليت يتمركز العناية

أخذ الثقافات واآلداب بعضها عن بعض، بوسائط الرتمجة أو غريها من األدوات كالتعليم والتثقيف والنشر " حركة " مفهومها حول سواء أفحصت هذه الوسائط الثقافية .56وير والتحسني والتحسيس بضرورة تفادي الركودواإلعالم مثال، بغية التجذير والتجديد والتط

والتقانية املستحدثة فرادى أم ممدودة منصرفة بعضها يف البعض بصورة جاذبة كهذه وملقتضيات االحتكاك ظل يفرض نفسه بدون ط قلة ألكثر املعارف انضباطا وانتظاما، وذلك يف عرف املهتمني هوادة، فهي حتيل على أدوات حضارية ممكنة للوعي ومنش ة لنشره و

نظرين هلا واحملسوبني على جمددي ت املعرفة اإلنسانية وامل متمايزين أدبني بني املواجهة عن الباحث يتكلم فأن. 57”ريخ األفكار “ حبفر

ويف هذا السياق ــ وانسجاما مع الفكرة املطروقة أعاله ــ حيسن استدعاء تعريف .58 أعالهعن املثاقفة كما ذكر الكالم إىل يقود أن بد ال ألحرى لنقد ــ أو إن علم النقد ال « : ــ بوصفه يؤول دائما إىل إنشاء حركة، حيث يقول" علم النقد " للناقد شكري عياد يتعلق وحياول استخالص مبادئ هذه احلركة، والعمل األديب، من منظار النقد، كما نقرتح، ليس يدرس نظما أو هياكل، ولكنه يدرس حركة،

، ولكنه فعل متجدد ومتغري ولذلك فإن رؤية النقد للعمل األديب جيب أن ترتكز على منوذج حركة، ال منوذج جسم، عضوي أو . ذا . 59»غري عضوي، أي أنه منوذج ذهين حمض

متجهة من الفضاء اخلارجي تقع مسؤولية رصدها وتقييم مسارها وترصد خطوات فاعليها قبل ردها أو وكشأن كل حركة فال يهم مكان إقامته يف . قبوهلا، على املتأمل فيها من موقعه كمستقبل للمفاهيم الدخيلة وحمتك بثقافة اآلخر اليت يستجلبها عن كثب

لوعي وينشد احلوار وال يرفض التبادل، وذلك نتيجة االتصال . يالداخل أو خارج حدود موطنه األصل بيد أنه يتوقع أن يكون حافال آلخر مهما تكن حظوظ التعايل بينهما والتجاهل طاغية فالفصل ــ حبسب خلدون . الطبيعي احلاصل بني القطبني واحتكاك أحدمها

لذلك فهو يلح على أن الفصل بني النقد األديب والعلوم . صل احلركة والوصولأما الوصل فهو أ. الشمعة ــ أصل السكون والثبات. فصل رمبا ميكن استخالصه من رأي ابن سالم اجلمحي يف أن الشعر ثقافة وصناعة ال يعرفها سوى أهل العلم) اإلنسانيات(األخرى

.60ولكن الفصل هنا يظل االستثناء ال القاعدة ــ كما يعقبي أحد يصبو إىل التدخل من هذا التموقع التواصلي أال خيشى الوقوع يف حرج وضع املسافات اليت هي جد مث يراد من أ

ية ضرورية؛ ألن ما يكمن وراء تلك احلركة من اخللفيات الضمنية وما تتأسس عليه من املرجعيات الثقافية والفلسفية والفكرية وحىت الدينديدا والرمزية، يراد أن يكون للوه لة األوىل من قبيل ما هو أجنيب عن احمللي يف أغلب مظاهره، ولكن يف الوقت الذي يشكل ذلك

ألصالة واحلداثة على حساب هذه األ خرية اليت بزعزعة الثقافة املستقبلة، فهذا ال يليق أن ينصب حمكا قوميا للحكم على الثقافة املؤثرة ن . مع تقدير حظوظها اهلزيلة يف هذا الشأنقد ال تعدم هاتني اخلصلتني ال تعدو أن تكون " األصالة " بل مثة من اقتنع يف كنفها

ن ــ كما يعتقد ذلك خليل " االبتكار " نوعا من النزوع حنو واهلاجس دائما التزام عريب منفتح واندماج يف العصر من دون ذور جابر عصفور وال خلدون الشمعة يف حماربة ويف إطار ما يتطلبه . 61حاوي هذا الرصد والتقييم من الواجبات وااللتزامات، مل يقص

قامة ذلك التمايز احلصيف، والتصدي ملغالطات ترتبت على نوع من املثاقفة اليت سرعان ما أسفرت عن وجهها اجلمود الفكري لتايل السعي إىل بث الوعي فيما تبني جيابيتها يف أبعاد تلك احلركة املنهجية النقديةالقبيح، و . هلما من عالمات فارقة

من النقد األديب حنو النقد الثقايف 2.3.3من هنا نلفي خلدون الشمعة آخذا على عاتقه أداء . إىل النقد الثقايف بوصفه ذا فضل على التوعيةوالتحسيس جيدر التنبيه هنا

سبل الوعي ويلتمسها يف النقد الثقايف الذي يعتربه مبثابة نقلة وليس انتقاال متجاوزا شيئا مت بناؤه ــ على هذه املهمة، إذ يتحسسن النقد الثقايف عكس ما ميكن مالحظته عند عبد هللا الغذامي الذي يدعي التجاوز يف الوقت الذي أضحى مستقرا يف األذهان

93

ومع هذه اهلفوة . 62حمله كما تكلم الغذامي يف كتابه عن النقد الثقايف، بل أصبح جزءا من موجهاتهيتداخل مع النقد األديب ومل حيل ل حظه من اإلشادة 63"إما أن تبتكر وإما أن تتبخر " اليت وقع فيها الغذامي مسايرة للتغري املستمر الذي يربره بعامل شعاره ، فقد

لفضل ا العبور من النقد « : قائال والعرفان لدى خلدون الشمعة، فيشهد له مثة نقلة معرفية شهدها النقد العريب احلديث ونعين ا متثل انتقاال، دشنها الناقد عبد هللا الغذامي. األديب إىل النقد الثقايف بل يستشرف خلدون الشمعة . 64»هذه النقلة اليت ال أعتقد أ

لقول لتنبيه . 65»وح يتضمن إعادة نظر جذرية يف احلداثة العربية إن كتاب الغذامي طم« فضل الناقد وهو يصرح غري أنه يستدرك لتحديد إىل دراسة مبكرة عنه ظهرت يف كتابه« إىل أنه ) املنظورات: (من املعروف أن النقد الثقايف يعود يف أصوله إىل ثيودور أدورنو و

توثقت صلته مبناهج اإلنسانيات مع انتشار الدراسات الثقافية يف وقد تزامن ازدهار هذا النقد و . خالل ثالثينات القرن املاضي .66»اجلامعات األمريكية

سيسا للتحول النقدي الذي شهده خطاب خلدون الشمعة النقدي؛ نرى أن اجتاه احلركة بناء على هذه املقابلة املنصفة، وتطبيقاته العامة وفريقه من املعتلني ملنابر النقد الثقايف، أي من اجتاه اليت فوض هلا قدر مسريته النقدية ليس كما يفرتضه الغذامي يف

مبعىن . 67النقد األديب ــ الذي رأيناه ــ كيف قضى مبوته، حنو شيء امسه نقد ثقايف، بل مل يتخلص ــ ولو مرة ـ من مقوالت النقد األديبــ كما طبقها الغذامي نفسه على دعوى طه " صياغة حديثة إلشارة قدمية " أن كثريا من املقوالت اليت يطلقها ال تزيد على أن تكون

م يف الرواية من هنا . 68حسني حول اختالق الشعر اجلاهلي وصلة هذه الدعوى مبا قاله ابن سالم اجلمحي عن رواة الشعر وكذفكار نقدية جديدة قد تكون غائبة عنا، بينما يست: أوال : نستفيد فائدتني لة يف الثقافة العربية، معرفة ا متأص ثريها خلدون الشمعة كأ

نيا نعتقد أن نقد خلدون الشمعة ال يزال يستهدف األدب والثقافة معا معتربا : وهذا ال خيتلف كثريا عن ممارسات الغذامي النقدية؛ لن. هذه األخرية مرجعية لتفسري سلوكات أفراد مجاعة سبة إليه حتمية ال مناص منها، والسيما حينما ذلك أن الرجوع إىل الثقافة

وال تورث توريثا، وأن مثة ا الثقافة تكتسب اكتسا عن مكانة الثقافة ــ إ قطبني نعرف أنه يساند إدوارد سعيد الذي يردد ــ متحدحتمية بيولوجية، هي حقيقة انتماء اإلبن الذي يعكس" البنوة " القطب األول يعرب عنه مفهوم . يربطان بني حركية الثبات والتغيري

فهو يعكس بدال من ذلك االختيار الذي يتيح للفرد فرصة " التبين " وأما الثاين مفهوم . لألب، حقيقة كون الكائن نتاج أبوينكما جتمع علوم اإلنسان والثقافة. 69هذا األب اجملازي رمبا كان يف بعضه هو اآلخر املغاير. اإلنتماء إىل أب ثقايف جمازي من اختياره

وغري كاف يف الوقت نفسه من هنا يلجأ ــ خلدون .70مفيدة يف فهم سلوك األفراد وتفسري بعضها اآلخر على أن ذلك يظل ضرورعن الشمعة إىل الثقافة من أجل تفهم املواقف العدائية اليت تنشأ هنا وهناك والسيما عند الغرب جتاه اآلخرين فأخذ يستفهم اآلخر

" تشغلها التنميطات السلبية يف متثيالت - تشومسكيبلغة (Deep-structure)مدى انطوائه على بىن عميقة يف فكره وثقافته معا، ه" اآلخر متياز على الرغم من . يف الفكر الغريب ــكما سنرى أد لتايل، ليس كل ما ينسب إىل هذا األخري جيسد احلقيقة و

ااالختبارات املت إن عبد هللا . عددة اليت يكون قد اجتازها وتبلور جراءها؛ ومن احملطات اليت أشر إليها أعاله، واليت يكون قد مر ته وخطابه النقدي مع الغذامي مثال أصبح ذائع الصيت ليس لتفرده املتميز بنظرية خاصة، ولكن بسحر حظه اإلعالمي وتزامن كتا

يف جماالت أخرى " احلداثة " ، مع امتعاضها من جتسيد مفهوم )النقدية(دويالت اخلليج العريب على احلداثة شبه انفتاح ظاهري لبعضكالسياسة واالجتماع والعلم، بل هي غائبة حىت يف مقامات اإلبداع وشؤون حياة اإلنسان اليومية ــ على شاكلة إقامة الفيلسوف على

هيك عن القومية العربيةكما سيأيت مع انتقاد خلدون الشمع(رأسه لروح اإلنسانية ــ لعقل البشري و ). ة ملثل هذه الوضعيات املزرية طاملا تسبب و . Bestseller«71جيب التمييز بني الكاتب العظيم والكاتب األكثر مبيعات « كما يلح ــ من جهة أخرى ــ على أنه

ها أنفسهم، من أمثال ما ذكر عن عبد هللا الغذامي الذي حظيت الصورة اليت الضرب األخري يف رفع شأن أمساء إىل مرتبة مل يتخيلو ينتجه صنعها له اإلعالم برواج بتزكية بعض النقاد مثال، على الرغم من أن اخلطاب النقدي ــ املسمى مشروعا ــ الذي اجته إليه قصدا ومل

94

االسم مرارا ويسمعه تكرارا وقد ال يستطيع أن يقرأ له نصا إىل متامه، أو مل يسبق بروية، ليس مبثل العمق الذي قد يتومهه من يتلقى هذاله عبد هللا الغذامي من التكريس اإلعالمي. له أن قرأ له حرفا واحدا : ونتساءل. ذلك أن هناك أمساء مرموقة مل تفلح يف أن تنال ما

ملقياس نفسه ؟ أم أ ن هناك من اكتسب وصقل قدرات فكرية ومنهجية ولغة واصفة ومرجعية متينة هل الطلبة يتعاملون يف اجلامعات طيل اليت تنشر لصاحله هنا وهناك، والسيما مع تكاثر املعرفة وتشعبها عرب الوسائط ينجو بوساطتها مجيعا من كثري من املزاعم واأل

خرى ؟ ؛ وهي تنتمي إىل اخلطاب النقدي بطريقة)األنرتنت(الرقمية وعلى الشابكة أو درة منه ليس هلا سابقة، أخذ ا فالغذامي إذ جتاوبت وسائل اإلعالم مع زعمه وتزعمه ــ وزعامته ــ لفكرة النقد الثقايف على أ

لتأصيل الع ستعالء، وإعادة استثمارها من أوجه أخرى سبق إىل تناوهلا ــ لمي يف استغالل الفرصة تربة خصبة الجرتار مقوالت تراثية صف وإمساعيل مظهر وإحسان عباس وخلدون الشمعة وعز الدين والتارخيي ــ نقاد أفذاذ من فصيلة جابر عصفور ومصطفى

ا بكل تواضع أما الغذامي فمن األحرى له أن يتحقق من جدوى أفكاره وأصالتها وراهنيتها عن . إمساعيل، وكل الذين خاضوا يف شعاعتبارها مصد ت، وصمودها عرب الزمن أمام ما أنتجه طريق متييزها ا على رفع ما يدعيه من التحد را للمعرفة النقدية اجلادة، وقدر

ستحقاق ومنذ عقود أولئك النقاد الذين سبقوه؛ أم هي جمرد جهود تشكر ولكنها سرعان ما تضيع يف مهب الطموح اجلامح در إىل بث إع. 72واكتساب اجملد لظن 73"موت النقد األديب " الن عما شهر به لنفسه حتت شعار المع والسيما حينما أخذا

" وبينما يبين الغذامي رأيه على . 74املزين خلرافة موت العلوم اليت يبطلها كل متخصص يف نظرية املعرفة واالبستمولوجية وفلسفة العلومذا " مشروعه " ثانوي، ويف الوقت الذي يتنبأ بتحول من مستوى السنة النهائية من التعليم ال" وصف إنشائي ــ مع عدم قناعتنا

كمله ؟: وجيب مساءلته هنا(امليسم ــ إىل علم قائم بذاته، ؛ يقرتف الرجل خطيئته الرئيسية يف أحد )مىت أسس رجل متفرد لعلم جلديد ر وض علم مكان علم آخر، أو تالشي علم يف تواريخ العلوم، تتكشف« : ، حيث يقول75سياقات النص املبش أسباب

دا ببلوغ سنع التقاعدية . 76» وجتمده، والقانون العام يف ذلك أن العلم مىت ما تشبع تشبعا يبلغه حد النضج التام فإنه يصبح مهد. هذا إذا كانت تنطوي على حقيقةفمثل هذه اجلملة اليت انطلق منها إلقامة ما اعتربه حقيقة حتمية، هي يف متناول أبسط العقول،

لسم ام النقد را على زواله ؟ وعليه ــ واختصارا ــ فال نستغرب وال نيأس على إثر ا عة ولكن مىت كان بلوغ العلم ملنزلة النضج مؤشحملمود الربيعي أن شخص وقد سبق . 77السيئة اليت يعاين منها يف العامل العريب خصوصا، ألسباب أخرى عالوة على هذه املظاهر طبعا

" نقاد احلداثة " ب ، وأصوات من اسرتاحوا لتسمية أنفسهم ]العشرين [ منذ السبعينات من هذا القرن « : مثل هذه الوضعية قائال ملسؤ ولني الثقافيني تتعاىل، ورقعة نفوذهم ــ عن طريق تويل بعض املناصب الرمسية ــ تتسع، وظهورهم يف وسائل اإلعالم يتزايد،وارتباطهم

.78»يتوطد د عامل لنسبة حلالة جابر عصفور، فإنه مل يكن من قبيل املصادفة أن ير . مبا رضي به أن يصف به نفسه" النقد الثقايف " أما

ب ذات خمارج فمع التواء شعاب ممارساته النقدية فهي شعا. وليس غريبا أن يستجيب لنداء الواجب ليتبوأ مكانته ضمن هذا احلقلما من أوهام النقيضني ا معبدة من املاضي البعيد ببالط الثقافة حيث الرتاث يتحاور مع احلداثة وما علق ، وحيث اختيار 79آمنة؛ أل

سره معا هادة من وليس أبلغ ش. وكلها أبعاد شكلت حماور الدراسات الثقافية: املوضوعات مبين على مهوم اإلنسان واجملتمع والعامل لفضل قائال « : قول يصوغه الناقد عبد العزيز محودة ــ وهو املعروف بوصفه وقع موضوع نقده وفريسة انتقاده، ومع ذلك يشهد له

قد جاد، متميز، غزير اإلنتاج، وهو ت ، وهو يف احلقيقة ال يدخر "جابر عصفور " حاولت التقاط اخليط من بدايته، فراجعت كتا .80»قريب احلداثة من املثقف العريب جهدا يف ت

كيد الذات الناقدة املسخرة يف سبيل وتعد مقاربته للموضوعات الثقافية بعدما أرهف حسه النقدي، صدى من أصداء بعا بوج. اإلسهام الثقايف االجتماعي والسياسي معا وده وحضوره إىل وال نقصد هنا ذاته الشخصية وإمنا الذات الرمزية اليت جتعل منه

95

وهذه احلقيقة يسوقها كل من فيصل دراج . الثقافة العربية كرصيد مجاعي مشرتك، السيما أن هذه الثقافة أضحت مهددة يف عقر دارهائي من وقد سبق جلابر عصفور أن عاينها يف كثري من دراساته التطبيقية للرواية العربية؛ نظرا ملا يفسحه الفضاء الروا. ونبيل سليمان

ت واملظاهر، ويتيحه اية له من اإلمكا من جمال أمامنا، كي نتأمل هواجسنا، ووجهات النظر «اتساع يفصح فيه عن املنظور مبا ال .81»وأزمات تعرتض تشكيل اهلوية " األ " املتعددة، اليت نواجهها يف احلياة، وتثري أسئلة حول

خامتة

الما موجها عن وعي شامل واسرتاتيجية حمددة، وحامال لرسالة هادفة؛ فلم يعد هناك جمال للشك وملا كان اخلطاب النقدي كا الناقد املسلح خبطاب نقدي مصوب عن قصد لذلك . يف أن الباعث على ذلك هو التكوين واخلربة واملكانة االجتماعية اليت حيظى

ذه الثنائية حيث الرغبة يف التجديد يف كل جمال . خري واملثقفسنلفي جابر عصفور يقارب بني هذا األ . وكثريا ما كان وراء ولوعه ا إدوارد سعيد ] يؤكد جابر عصفور [ فإن معناها « وإذا كانت هذه الداللة األخرية تنطوي على معىن، لكيفية اليت يكتب يقرتن

من هنا حيسب أن . 82»عامل به مع حضارة اآلخر اليت ليست حضارته يف آخر املطاف على سبيل املثال، والوعي النقدي الذي يت ألحد كتبه، جتيب عن كثري ”النص، العامل، الناقد “ الدراسة اليت كتبها بعنوان وترد ــ مرة أخرى ــ هذه املزاوجة . 83»، وجعلها عنوا

يسعى إىل «الذي يقول فيه ــ وعنه ــ أنه " آفاق العصر " ام يف كتاب جابر عصفوربني سؤال النقد األديب اخلاص والسؤال الثقايف العما يعتربه ممارسة فعل الوعي النقدي يف جمال من جماالت الفكر اليت ال ينفصل فيها سؤال النقد األديب اخلاص عن السؤال الثقايف العام

، أو ختتلف فضال عن الصراع الذي . 84»فيها النظرة إىل احلاضر عن النظرة إىل املاضي وال تتباعد فيها مساءلة اآلخر عن مساءلة األقد وآخر مبا يعكس طبيعة النظرة إىل احليزين بل يذهب إىل أبعد من ذلك حينما جيعل من كتابه . أكسبه رؤى متقطعة تباينت بني

حلركة الواعدة اليت ال يتن «ممارسة فعل الوعي النقدي يف جمال من جماالت الفكر اقض فيها اإلميان خبصوصية اهلوية الثقافية مع اإلميان ت مغايرة وصياغة أسئلة جديدة تنبذ منطق التبعية واإلتباع وتكشف عن لنزعة الكوكبية الوليدة وذلك من منطلق البحث عن إجا

ا أفرزه هذا املوقف الذي اختذه على إثر املثاقفة اليت وأهم م .85»املتحول لزحزحة جنادل الثابت انتماء إىل أفق واعد من آفاق العصر ته طالته واستقطبت فكره بوعي منه ومن غري الوعي، هو االجتهاد على وضع أسس جديدة وتصورات يستوعب من خالهلا خطا

:حول الثقافة ويف إطار نظرته إىل احلداثة وتنظريه هلا، وهي اليت ميكن عرضها فيما يليا، من أجل استخالص االنطالق من امل .1 نظور القومي ابتداء، حماوال تلمس العناصر املشرتكة للقافة العربية يف متغريا

.86املشرتك من عالقات املشهد الثقايفثريا هو العنصر األكثر داللة على حركة الواقع العريب وتوجهاته اليت ميكن أن .2 علما أن عنصر التغري الثقايف األكثر

.87تستوعبلتنوع .3 .88مستقبل الثقافة العربية ال يتحقق إال

ميكن أن نستقصي آفاق هذه املبادئ الثالثة اليت حتكم تنوع الرؤى يف خطاب جابر عصفور النقدي اخلاص من خالل خطابه املتقاطع مع وستتضح أكثر عقب التعرض ملقوالت املثاقفة يف. اإلشكاليات واآلليات اليت جتلت مثاقفته املتوارية من خالهلا

ن احلداثة ارتبطت أساسا مع العلم أن . خطاب خلدون الشمعة ثريها على األدب العريب يقر جل من قارب احلداثة وحاول تبيني ا يف جماالت خمتلفة ا التارخيية وما أفرزته جتار يف الثقافة العربية لذلك يضطر جل من تعاطى مع هذا املفهوم. حلضارة الغربية وبسياقا

إىل البدء برصد أهم التحديدات النظرية للحداثة يف الغرب، قبل الوقوف على مظاهر احلداثة، تصورا وجتربة، يف الفكر واألدب دف تبني إجرائية مفهوم احلداثة داخل احلقل العريب، ومدى دف إجراء املقارنة أو التقاط التأثريات، ولكن مطابقته العربيـني، ال

96

غري أن مشاكل احلداثة ــ وكما سبق أن جلابر عصفور أن أشار إليه ــ ليست مشرتكة بني كل . 89خلصوصية جتربة احلداثة العربيةاملشاكل تنبع دوما داخل إطار « : (Manuel Maria Karilho)90الثقافات إذ كما يرى الفيلسوف الربتغايل مانويل مار كاريلو

رخيية أو سياقية: أو لغةثقافة أو فلسفة لذا فمعيار تقوميها التارخيي ال ميكن أن يكون بكل صراحة هو معيار التقدم، وال هو . فهي أي معيار متفصل املشاكل واألجوبة يف الفضاء الدينامي إلشكاليتها كل . معيار احلقيقة، وإمنا سيكون كما أكد ذلك مايري معقوليتها

بقدر ما تقوم على إعادة بناء jugementsلية املاضي الفلسفي ال تقوم على حتقق علمي لألحكام إن معقو ” : على حدةوهذه املعقولية املقرتحة ملقاربة عقالنية مل تعد حمركة من طرف النماذج حمض العلمية، . 91“اإلشكاالت اليت تقدم نفسها كأجوبة

دراك التوتر اإلشكايل .92»ة بني التارخيانية والنزعة الراهنة جديد“ كرسم لعالقة ” تسمح

اومراجعهاملداخلة هوامش  

                                                             .08.، ص2005، الدار البيضاء ـ بريوت، 3.، املركز الثقايف العريب، طقراءة يف األنساق الثقافية: النقد الثقايفعبد هللا الغذامي، 1ا، ولكن ــ يف هذه احلال ـتدل العال 2 حد موضوعا ـ جنده على سبيل قة فيه حينما يدور املدلول حول مدار التخصص، على سبيل نعت العلم بفرعه مثال أو الدراسة

ا ال أثر هلا يف املركب اإلضايف .النسبة اليت قد يعتقد أ .86.، ص1983ر، دار الكتب العلمية، بريوت، ، ضبطه وشرحه نعيم زرزو مفتاح العلومأبو يعقوب السكاكي، 3 .التسطري من وضعنا. 15.، ص12/12/2014، لندن، 9766.، عالعربأزراج عمر، صقيع النسيان، : ينظر 4رة، : ينظر5 صيل احلداثة يف اخلطاب النقدي العريب املعاصرعبد الغين ئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، ، اهليمقاربة حوارية يف األصول املعرفية: صيل إشكالية

.65.، ص2005، )152ــ 133.ص(، خمرب املمارسات اللغوية، جامعة مولود معمري، جملة املمارسات اللغويةبوعالم إقلويل، املثاقفة واملنهج يف النقد العريب احلديث، 6

.136.ص، ]1992دار سعاد الصباح، الكويت ـ القاهرة، . [1991، )م.د(مؤسسة عيبال للدراسات والنشر، قراءة الرتاث النقدي، سلسلة دراسات نقدية،جابر عصفور، 7

.25.ص .25.املرجع نفسه، ص8 .26ــ 25.املرجع نفسه، ص9

.35.املرجع نفسه، ص: ينظر 10ض، جوان ، 16517.، عاحلياةالنقد واحلداثة وجتديد األسئلة، ": رؤى العامل " جابر عصفور يف : ينظر 11 ..2008لندن ــ الر .68.ص، 1983، دار الطليعة للطباعة والنشر، بريوت، مسامهة يف نقد النقد األديبنبيل سليمان، 12). 73ــ 62.ص( ،1996، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، )2.الشعر العريب املعاصر، ج( 03.ع/15.، مفصولخلدون الشمعة، املثاقفة اإلليوتية، : ينظر 13

.06ــ 05.، ص1979، فرباير 203.، عاملعرفةواحدية أم تعددية، : وكذلك مقاله .11.، ص2013، اجمللس األعلى للثقافة، القاهرة، القراءة الثقافيةدمحم عبد املطلب، 14، 1973، بريوت، )سلسلة زدين علما(سامل، منشورات عويدات ، ترمجة كييت سامل ومراجعة جورج النقد األديبجان كلود كارلوين وجان كلود فيللو، 15 . 99.صسنيت كساب، من األدب املقارن إىل دراسات الرتمجة، ترمجة فؤاد عبد املطلب، إليزابيث 16 ، احتاد الكتاب العرب، 124.، عاآلداب العامليةسوزان

. 60.، ص)66ــ 40.ص(، 2005دمشق، نوفمرب . 61.املرجع نفسه، ص17، 1987، اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، فرباير )110( عصفور، سلسلة عامل املعرفة ، ترمجة دمحممفاهيم نقديةرينيه ويليك، 18 .292.ص

97

                                                                                                                                                                                                سنيت، من األدب املقارن إىل دراسات الرتمجة : نقال عن 19 . 61.، ص..سوزان . 61.املرجع نفسه، ص20 .22.، ص2003حلديث، القاهرة، ، دار الكتاب ا)مزيدة ومنقحة( 2.، طاألدب املقارن بني الرتاث واملعاصرةصابر عبد الدامي، : ينظر 21- 75.ص( ، ،)عمان سلطنة( مسقط واإلعالن، والنشر للصحافة عمان مؤسسة ،35.ع ،نزوى جملة ،األدب املقارن يف عصر العوملةحسام اخلطيب، 22

81(. .461.، ص1994، )بريوت(ــ املركز الثقايف العريب ) الكويت(، دار سعاد الصباح هوامش على دفرت التنويرجابر عصفور، : ينظر 23 .22ــ 21.، ص1987، الكويت، )4سلسلة ثقافتك اإلسالمية (، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية دراسة نقدية: الفكر الغريبأنور اجلندي، : ينظر 24سنت، : ينظر 25 ط، يناير 21.، عامللتقىالثقافة والرتمجة، ترمجة مرزاق بقطاش، سوزان .24.، ص)30ــ 17.ص(، 2010، الر .327.، ص2011 ، ديب،)55سلسلة كتاب ديب الثقافية (،دار الصدى للصحافة والنشر والتوزيع الرواية واالستنارةجابر عصفور، : ينظر 26 .327.املرجع نفسه، ص: ينظر 27 .328.املرجع نفسه، ص: ينظر 28 .329ــ 328.املرجع نفسه، ص: ينظر 29 .329.املرجع نفسه، ص: ينظر 30 .01.، ص)22ــ 01.ص(، 1981، مايو 53.، عأقالمدمحم عابد اجلابري، الزمن الثقايف العريب ومشكلة التقدم، : ينظر31ا ليست وقفا على الثقافة العرب 32 مكان االستدراك محود، ماجدة: ينظر. يةحىت أنه ظهرت كتب حتمل يف عناوينه نعتا هلذه السمة العربية ــ وإن كان

.1992، دار كنعان، دمشق، النقد األديب الفلسطيين يف شتات: املثاقفة وسؤال اهلويةصالح السروي، : نقال عن. 47.، ص1998، ترمجة حليم طوسون، دار العامل الثالث، القاهرة، أوهام اهلويةجان فرانسوا بيار، 33

.48ــ 47.، ص2012، القاهرة، ، دار الكتيب للنشر والتوزيعمسامهة يف نظرية األدب املقارن .93.، ص2010 ، ترمجة حامت محيد حمسن، دار كيوان، دمشق،سوسيولوجيا الثقافة واهلويةهرملبسوهولبورن، : ينظر 34 .101.ص، 2000، بريوت، يونيو 25.، ترمجة جورج طرابيشي، أبواب، ععوملة الثقافةجان بيار وارنييه، :ينظر 35، ترمجة حامت محيد حمسن، دار كيوان، )هرملبسوهولبورن( سوسيولوجيا الثقافة واهلويةخرو، احلداثة وما بعد احلداثة والثقافة، ضمن ستيفن كروك وآ: ينظر 36

.86.، ص)92ــ 81.ص(، 2010 دمشق، .13.، صاللبنانية" شعر " دراسة يف التجربة النقدية جمللة : قضا النقد واحلداثة، ساندي ابوسيف: ينظر37 .213ــ 212.، ص)215ــ 205.ص(، 1979، دمشق، أكتوبر 212.، عاملعرفة، )حاوره خلدون الشمعة(ول شاوول، احلداثة يف الشعر العريب ب 38، مؤسسة عمان للصحافة والنشر واإلعالن، مسقط 61.، عنزوى، )دمحم املاغوط وبول شاوول(الروافد والتشكالت ": شعر " جملة حبيب بوهرور، 39 .75.، ص)84ــ 75.ص(، 2010، يناير )مانسلطنة ع(

.15.، ص2016، أفريل 10253.، عالعربمثاقفة أم تقليد منطي، أزراج عمر، : نقال عن40 .151ــ 150.، ص)180ــ 150.ص(، فصولأمحد الواصل، صورة املثقف بني رسالة الفكر ومسئولية النقد، : ينظر41صيل املفهوم( قر جاسم دمحم، نقد النقد أم امليتانقد؟42 ت نقدية( 3.ع/37.، م عامل الفكر، )حماولة يف ، اجمللس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، )مقار

.122.، ص)128ــ 107.ص(، 2009الكويت، يناير ــ مارس .15.، ص..مثاقفة أم تقليد منطي أزراج عمر، : نقال عن43 . 06.، ص.. مدخل إىل املناهج النقدية احلديثة :معرفة اآلخرعبد هللا إبراهيم وآخرون، : ينظر 44

98

                                                                                                                                                                                                دي يف التجديد خصوصا 45 سيس كتابة جديدة، : ينظر وصف أمهية هذه اجمللة ودورها الر ، بريوت، يوليو 15.، عمواقفأمحد سعيد أدونيس،

).27ــ 09.ص(، 1971رها ــ مثال ــ مقولة 46 دلة"أعذب الشعر أكذبه " ومن املغالطات اليت أ ، املعرفةخلدون الشمعة، ثرثرة يف النقد، : ينظر. ، وهي املقولة اليت عين بتكذيبها .206.، ص)212ــ 204.ص(، 1977، دمشق، 184.ع .207ــ 106.خلدون الشمعة، ثرثرة يف النقد، ص47 .107.ص املرجع نفسه،ينظر، 48 .160.، ص)164ــ 153.ص(، 1977، فرباير 180.، عةاملعرفالنقد واألدب، : خلدون الشمعة، كتاب وحتليل: ينظر49 .08ــ 07.، ص..خلدون الشمعة، مقدمة يف نظرية األجناس األدبية : ينظر 50ريس، )سلسلة زدين علما (، منشورات عويدات 2.، ترمجة فريد أنطونيوس، طحبوث يف الرواية اجلديدةميشال بوتور، : ينظر51 ، 1982، بريوت ــ . 38.صلعل هذا ما يدفع ببعض النقاد إىل أن يتبعوا . خبصوص النقمة إىل ما جيعل مفهوم الثنائية يسري القهقرى، إذ يعود أدراجه إىل جمرد العالقة الضدية نشري52

لرتكيب بينهما ) ضدية(كل مرة نعتا ) ثنائية(كلمة ا ليست من كما وجد ذلك عند رفيف صيداوي، و ) الثنائية الضدية(فيصوغون هي تعلن مسبقا أذه الصياغة لكي تدلل على أن القبح كل القبح يف الثنائية اليت ). األدب النسوي واألدب الذكوري(رواد هذا االستعمال على اإلطالق بل لعلها جاءت

، من جعل املرأة والرجل يتضادان، ال من حيث جنس كل منهما، لكن كانت تنتقد استعماهلا يكمن أوال فيما قد ينشأ عن توظيفها يف حلظات التحمس هلاوهذا هلو اخلطأ الذي بدأت احلديث عنه وقصدت تصويبه حسب قناعتها، ومن غري أن تغفل عن تربير . من حيث ما يراد أن يكون أد خاصا بكل منهما

، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء، حوارات مع روائيات عربيات: الكاتبة وخطاب الذاتي، رفيف صيداو : موقفها مبا تراه صاحلا من احلجج؛ ينظر .17.، ص2005

ضة مصر للطباعة والنشر )ترمجة كتاب األستاذين النسونوماييه( النقد املنهجي عند العرب ومنهج البحث يف األدب واللغةدمحم مندور، : ينظر53 ، دار . 1996لقاهرة، والتوزيع، ا

.88.، ص)88ــ 84.ص(، 1997، سبتمرب 466.، عالعريبجابر عصفور، دمحم فريد أبو حديد وذكرى رائد منسي، 54 .88.املرجع نفسه، ص55 .07.، ص)10ــ 07.ص(، 2012يناير ، احتاد الكتاب العرب، دمشق، 149.، عاآلداب العامليةقاسم املقداد، الرتمجة واملثاقفة، : ينظر56ت املعرفة “ هذه إشارة ضمنية لطيفة إىل أحد اجملددين يف هذا اجملال، وهو ميشال فوكو الذي جاء بشيء أمساه 57 لينضاف إىل ما كان سائدا ” حفر

ت املعرفةميشال فوكو، : مع حرصه على أن يتميز عنه؛ ينظر” ريخ األفكار “ قبله ويف عهده حتت تسمية يفوت، املركز الثقايف العريب، ، ترمجة ساملحفر .129ـ 125.، ص2005الدار البيضاء ـ بريوت،

.20.، ص..احلديثة القصة يف تراثية مؤثرات: الغريب واآلخر العريب النصخلدون الشمعة، : ينظر58 .86.، ص1986، دار إلياس العصرية، القاهرة، مقدمة يف أصول النقد: دائرة اإلبداعشكري دمحم عياد، 59 .40.ص، ..لعريب ا التفكري النقدي والنقد األديب: املفهوم املراوغخلدون الشمعة، 60 .36.، ص..احلديث ال احلداثي : نزار قباينخلدون الشمعة، : نقال عن 61 .108.ص، .. الرؤ الثقافية إىلمن النسق الثقايف : النقد الثقايفعبد الرزاق املصباحي، : ينظر62حسني ( عبد هللا الغذامي واملمارسة النقدية والثقافيةمن الغذامي بوصفه مسوقا، ض: أمحد دمحم البنكي، قراءة يف منوذج للتسويق الثقايف: ينظر 63

، )212ــ 197.ص(، 2003، )مملكة البحرين(ــ وزارة اإلعالم والثقافة والرتاث الوطين ) بريوت(، املؤسسة العربية للدراسات والنشر )السماهيجي وآخرون .203.ص

99

                                                                                                                                                                                                قراءة يف األنساق الثقافية : النقد الثقايف، عبد هللا الغذامي: أحال على 40.ص، ..العريب ألديبالتفكري النقدي والنقد ا: املفهوم املراوغخلدون الشمعة، 64

.العربية .40.صاملرجع نفسه، 65 .40.ص،..العريب التفكري النقدي والنقد األديب: املفهوم املراوغخلدون الشمعة، 66امي للنقد األديب من حيث يعتقد أنه قد جتاوزه الزمن وانتقل إىل ما زعم احرتافه وهو النقد وهو ما بينه السيد إبراهيم يف دراسة له حول ممارسة الغذ 67

ت عبد هللا الغذامي، : ينظر. الثقايف ، النادي األديب الثقايف، جدة، 28.ج/ 07.، معالمات يف النقدالسيد إبراهيم، قضا النقد األديب املعاصر يف كتا ).110ــ 53.ص(، 1998يونيو

.17.، ص1993، الكويت، )دراسة نقدية/سلسلة ن (، دار سعاد الصباح 2.، طمقاالت يف النقد والنظرية: ثقافة األسئلةعبد هللا الغذامي، 68، 2018ي ، لندن، جانف)الفكر النقدي والنقد األديب( 36.، عاجلديدالعريب، التفكري النقدي والنقد األديب:خلدون الشمعة، املفهوم املراوغ: ينظر 69 .41.ص، )43ــ 40.ص(

un dialogue avec La culture et les sciences de l’hommePropos, in -Erwan Dianteill, Avant ::ينظر70, Ed.L’harmattan, Paris, (s.d), p.07.Marshall Sahlins

، )157ــ 149.ص(، 1976، دمشق، مايو وزارة الثقافة واإلرشاد القومي ، 171.، عاملعرفةخلدون الشمعة، النقد البنيوي والنقد املقارنوالنقد اجلديد، : ينظر 71 . 156.صمالك بن نيب، : ينظر افتتاحه لكتابه. نقتبس االحتمال الثاين من صورة رمسها املفكر مالك بن نيب عن ضياع جهود األبطال هباء نظرا لبعدها عن الواقعية72

.19.، ص1986، دمشق، )سلسلة مشكالت احلضارة(ي وعبد الصبور شاهني، دار الفكر ، ترمجة عمر كامل مسقاو شروط النهضة ).64ــ 11.ص(، 2004، دمشق، )سلسلة حوارات لقرن جديد(، دار الفكر نقد ثقايف أم نقد أديب ؟عبد هللا الغذامي وعبد النيب اصطيف، : ينظر 73، ترمجة عن الفرنسية )حماورات جمموعة من الكتب( مسارت فلسفية، ضمن )فرانسوا إوالد: حوار(ميشيل سري، رحلة عرب االختصاصات املعرفية : ينظر 74

). 148ــ 135.ص(، 2004، )سورية(دمحم ميالد، دار احلوار، الالذقية بة للقراء والساحرة للعقول كالعادة؛ لقد سبق للباحث األكادميي اجلزائري غبد الكرمي شريف أن عاتبه على خطا أخرى اقتباسا لعنوان أحد كتبه اجلاذ 75

، خمرب حتليل 07.ديريدا، اخلطاب، ع» تفكيكية«الغذامي و» تشرحيية«عبد الكرمي شريف، خطيئة الغذامي من يكفر عنها؟ أو املسافة البعيدة بني : ينظر ).142ــ 117.ص(، 2010، )اجلزائر(اخلطاب، جامعة مولود معمري، تيزي وزو

، )64ــ 11.ص(، 2004، دمشق، )سلسلة حوارات لقرن جديد(، دار الفكر نقد ثقايف أم نقد أديب ؟غذامي وعبد النيب اصطيف، عبد هللا ال 76 .11.صإلبداع األديبماجدة محود، : ينظر 77 .09.، ص1997، دمشق، )سلسلة دراسات نقدية عربية(، منشورات وزارة الثقافة عالقة النقد .157.، ص)238ــ 156.ص(، 2001، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، )وما إليه(في النقد األديب نقد النقد، ضمن يف حممود الربيعي،78، املركز 3.الصورة الفنية يف الرتاث النقدي والبالغي عند العرب، ط: من). حوار الرتاث واحلداثة(تندرج كتب جابر عصفور األوىل ضمن هذا املسعى 79مفهوم و .1992قراءة الرتاث النقدي، سلسلة دراسات نقدية، دار سعاد الصباح، الكويت ـ القاهرة، و .1992ثقايف العريب، الدار البيضاء ـ بريوت، ال

عر ن الرواية، دار املدى للثقافة والنشر، زمو .1995، سلسلة دراسات أدبية، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، 5.دراسة يف الرتاث النقدي، ط: الش .1999دمشق،

.158.، ص2001، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، )ما إليه(النقد األديب وحممود الربيعي، : نقال عن80ــ 15.ص(، 2012لعرب، دمشق، نيسان ، احتاد الكتاب ا492.، عاملوقف األديبإشكالية األ واآلخر يف الرواية العربية، ماجدة محود، : ينظر 81

.15.ص، )26عاصرةجابر عصفور، تصدير الرتمجة، ضمن 82

، )15ـ 09.ص(، 1998، ترمجة جابر عصفور، دار قباء، القاهرة، )رامان سلدن( النظرية األدبية امل

.12.ص .13.املرجع نفسه، ص83

100

                                                                                                                                                                                                سلسلة الفائزون (مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية [ 1997، )سلسلة مكتبة األسرة(لكتاب ، اهليئة املصرية العامة لآفاق العصرجابر عصفور، 84 .63.ص، ] 2005، ديب، )5رقم .74.املرجع نفسه،ص85ات الثقافة القومية: ينظر86 ضة مصر ( حنو ثقافة مغايرة، ضمن جابر عصفور، متغري كر، اهليئة املصرية العامة للكتاب، ، سلسلة الف )2004أبريل 7مقال منشور جبريدة

.71.، ص)90ــ 71.ص(، 2008القاهرة، .72.املرجع نفسه، ص: ينظر 87 .72.املرجع نفسه، ص: ينظر 88دي89 ذه احلقيقة مقاله الر ، إبريل ــ )1.داثة يف اللغة واألدب، جاحل( 3.ع/4.دمحم برادة، اعتبارات نظرية لتحديد مفهوم احلداثة، فصول، م: ينظر مثال إقرار دمحم برادة

.11.، ص)24ــ 11.ص(، 1984يونيو .وكذلك تقلد وزارة الثقافة ببلده الربتغال ويعد مثقفا مثاقفا من الطراز الفذ 90 ,.Ed. PUF, paris, 1988, p.19.Science etmétaphysique chez KantMichel Meyer M ,: حييل إىل 91ت احلداثة كاريلو، مانويل مار92 .69.، ص2001، )املغرب(، ترمجة إدريس كثري وعز الدين اخلطايب، منشورات دار ما بعد احلداثة، فاس خطا

101

العقل املستقيل يف النقد العريب احلديث"“The resigning mind in modern Arab criticism”

عيسى عبد الشايف إبراهيم املصري /د اململكة األردنية اهلامشية -عمان

:ملخصحتاول هذه املقالة أن تقارب قضية استقالة العقل النقدي العريب احلديث، وذلك من خالل حتليل مواقف خمتارة لثالثة من نقاد

أمحد ضيف، وطه حسني، ودمحم مندور، فتكشف عن العالقة بني الثقافة واالحتالل، : اجليل األول والثاين يف القرن العشرين، همالثقافة، واالستشراق، واإلصالح، مث تبني أثر هذه املفاهيم يف العقل : يم نشأت يف بداية القرن العشرين، هيوتظهر خطورة ثالثة مفاه

النقدي املستقيل، مث تظهر العالقة بني النقد واحلرية، وأثرها يف القضاء على فكرة االستقالة العقلية، وتعرج على دور اجلامعة السليب . ة من أجل نقد متحرر من تبعية اآلخر، وختتم طرحها خبامتة توضح ما خلصت إليهوضرورة تغيري أمناطها التعليمي

Abstract

This article attempts to approach the issue of the resignation of the modern Arab critical mind, by analyzing the selected positions of three critics of the first and second generation of the twentieth century, namely: Ahmed Deif, Taha Hussein, and Mohamed Mandour, revealing the relationship between culture and occupation, and show the seriousness of three concepts It emerged at the beginning of the twentieth century, namely: culture, Orientalism, and reform, and then show the impact of these concepts in the critical mind resigned, and then show the relationship between criticism and freedom, and its impact on the elimination of the idea of mental resignation, and limp on the negative role of the university and the need to change its educational patterns in order Criticism free from the dependency of the other, tuna She put it up with a conclusion that shows what she came up with.

:مقدمةحبماس –على طالبه يف اجلامعة املصرية حماضراته األوىل يف النقد األديب، وأراد يومئذ قبل مئة عام شرع الدكتور أمحد ضيفي لقي أن تكون هذه احملاضرات استثنائية، تعرب عن الزمان الثقايف اجلديد الذي تطلعت مصر احلديثة إىل العيش فيه، وامتاز هذا الزمان -اجملددجا خالفت به جامعيت القرويني يف املغرب، واألزهر يف: مبزيتني إحدامها ظهور اجلامعة احلديثة، ومثلتها اجلامعة املصرية اليت اتبعت

ا؛ فاجلامعتان السابقتان كانتا دينيتني تنطلقان من منطلقات دينية، وختدمان مصر، ويعود االختالف إىل طبيعة اجلامعة وغا، واستقلت بنفسها لتكون جامعة مدنية؛ فغايتها )اإليديولوجي(االجتاهات العلمية اإلسالمية، لكن املصرية خرجت عن هذا اإلطار

م على دراسة املسائل العلمية والقضا املعرفية دراسة جمردة من األحكام املسبقة، كما أن غايتها اإلنسانية حرة العلمية جتريدية، تقو . مطلقة، فهي تدرس العلوم اإلنسانية كافة، بصرف النظر عن منشئها ومبدعها

الستشراق على العلوم العربي ت أما املزية الثانية، فهي غلبة العقل الغريب ممثال ة؛إذ كان املستشرقون العجم أساتذة العرب يف بداممن درسوا على أيديهم، سواء أكان ذلك يف القرن العشرين، وكانوا حيظون مبكانة عالية، واحرتام كبري بني أصحاب اللسان العريب

.بالدهم األصلية، أم يف اجلامعة املصرية بعد أن وفدوا إليها للتدريس فيها

102

ا، ومناهجها، ل العلموهذا يعين أن العق يفي بداية القرن العشرين كان يؤمل أن يصري عقال غربيا؛ فأصول اجلامعة احلديثة، وأساتذا متياز، وال موطئ فيها لعقل غري العقل الغريب، فمن أراد أن يلتحق ا، وطرق التدريس فيها، وموضوعات درسها كلها غربية وغا

ما من تصوراته . الشرقية، القدمية خاصة؛ ألنه سيطلع على تصورات جديدة تعارضها أو تنقضهاعليه أن يتجرد جتردا انتشار تصورات اجلامعة املدنية بدأ الصراع يدب يف األروقة العلمية؛ فمنسوبو اجلامعة الدينية أو احملافظون حسب تسمية وبعد

والعكس قياس، وبعيدا عن تفصيل القول يف هذا الصراع الغريب خصومهم هلم، مل يقنعوا مبناهج اجلامعة املدنية وال بطرق تدريسها، أو التنافس العلمي -العجيب، فإن كال الطرفني قد أفاد العلم العريب يف جانب، وأساء إليه يف جانب آخر، على أن الصراع العلمي

الصراع تصورات ممتازة يف الدروس تصدر عن مثل هذا بني املراكز العلمية هو حالة طبيعية، ومطلب منهجي؛ إذ - لطيف العبارةتاجلديد والقدمي، والشرق والغرب، وأما : قضا ساذجة، مثل العلمية ضرورة، لكن صراع املراكز العربية كان صراعا مغلقا، تضمن

ت ذلك قضية الشعر اجلاهلي، فجاء البحث يف الصواب واخلطأ، واحلق والباطل م؛ ومن آ فهي قدمية يف الدرجة الثانية من اهتماماونقل فهم الغربيني هلا، وليس التمييز بني احلق والباطل، فإذا نفيت جدا، وهي جدلية أشد ما يكون اجلدل، لكن مدارها اجلديد ه

ذلك الشعر كنت صاحب عقل علمي رصني، وإذا أثبته كنت صاحب عقل شرقي أسطوري خرايف، وقس هذا على كثري من املسائل . م العلمي الرصني عليها معلقا إىل يومنا هذاالنقدية، اليت بقي احلك

الصراع بني املدرسة القدمية من تصورات إنشاء اجلامعة احلديثة، وسيطرة عقول املستشرقني عليها، وما بثته تلك العقول وعلى هذا فإنواحلديثة، أدى هذا كله إىل استقالة العقل النقدي احلديث، فدعاة القدماء مل يرغبوا يف التجديد، فوقعوا يف إسار القدماء، ودعاة

مستقيال، -حمافظا أو حمد-احلديث رغبوا يف التجديد، لكن على منط الغرب، فوقعوا يف إسارهم، ومن مث كان العقل النقدي احلديث . ال ينهض بفكرته اخلالصة، بل أبقى نفسه رهن غريه

كيف استقال النقد العريب احلديث؟ : والسؤال اآلن حتاول هذه املقالة أن جتيب عن هذا السؤال من خالل حتليل مواقف خمتارة لثالثة من نقاد اجليل األول والثاين يف القرن العشرين، سني، ودمحم مندور، فتكشف عن العالقة بني الثقافة واالحتالل، وتظهر خطورة ثالثة مفاهيم نشأت يف بداية أمحد ضيف، وطه ح: هم

الثقافة، واالستشراق، واإلصالح، مث تبني أثر هذه املفاهيم يف العقل النقدي املستقيل، مث تظهر العالقة بني النقد : القرن العشرين، هية االستقالة العقلية، وتعرج على دور اجلامعة السليب وضرورة تغيري أمناطها التعليمية من أجل نقد يف القضاء على فكر واحلرية وأثرها

. متحرر من تبعية اآلخر، وختتم طرحها خبامتة توضح ما خلصت إليه : العقل العريب واالحتالل

قسم البالد العربية ت عنصري، أجنيب سلطةحتت ظالل -والعشرين التاسع عشر-)1(وقعت الثقافة العربية يف القرنني املظلمني -مصورة قبيحة هؤالء الغزاة العنصريون يف أثناء احتالله آنذاك؛ فكان للفرنسيني نصيب، ولإلجنليز نصيب، ولإليطاليني نصيب، وقدم

وجوه احلياة وهلألمم والشعوب يف حال تصارعها وتدافعها مع بعضها بعضا،وأنتج هذا القبح قبحا كريها ش -أشد ما يكون القبح .الدينية، والسياسية، واالجتماعية، واالقتصادية، والثقافية :العربية

لوان مجيلة زاهية ته، فقد عمل مبكر ظاهر على خداع الشعوب احملتلة، وقدم نفسه وعلى الرغم من قبح هذا الغازي وسوء غالربيق الفاتن، واللمعان اخلادع، ومن تلك األلوان أولئك املشغولني وال سيما يف عيون بتزيني كثري من معامل قباحته، كانت كفيلة

ترمجة ، وهي)االستعمار(، اليت متت ترمجتها إىل العربية بلفظة)Imperialism(استعانته بعبارات مضللة،كان أكثرها تضليال لفظة ملعىن احلقيقي الذي حتمله اللفظة يف)2(غري أمينة يف األقل ا ال توحي مدلول يف العربية هلا) االستعمار( أصل وضعها؛ فلفظة ؛ أل

103

لية(أما .)3(إجيايب مؤداه البناء، واإلقامة، والعمران مداره االستعباد، واالستبداد، واهليمنة؛ ولذا سليب خالص، احملسوس فمدلوهلا) اإلمرب . الفاضح لباس اخلري الشرعلى املعاين السلبية للفظة، ال أن يلبس كان على املرتجم أن جيد لفظا داال

لية(دعاة وشر م؛ وعلى الرغم )اإلمرب كان فاضحا جدا، توقاه العامل أمجع أشد التوقي، حىت أولئك الذين كانت هلم صلة منفعة م لباس املدنية واحلضارة، قال راميوند من انكشاف أكاذيبهم للناس مل يزدجروا، بل دأبوا :" ويليامزحبرص شديد على إلباس دعو

لية(كانت هناك محلة سياسية طويلة األمد؛ من أجل مساواة (احلديثة، واملهمة احلضارية) Civilization(حلضارة) اإلمربCivilizing Mission()4( .

ا بعض الشعوب العربية؛ وذل م على املشرق العريب ومغربه؛ وخدعت ك بسبب وصورة هؤالء الغزاة املصنوعة رافقتهم يف محالا، وخروجها عليهم يف زينتها الكاذبة، وخداع الشعوب من القوى املتغلبة أمر يسهل حتقيقه يف األغلب؛ ألن احملتل ال - عادة- تلو

ا السياسية، ويكثر فسادها، ويقل يتحقق له إخضاع اآلخر ا الدولة، فتنتكس مؤسسا والتسلط عليه إال يف فرتة من الضعف متر . عدم التدبري، ويصبح سقوطها أو إسقاطها مسألة وقت ليس غريإصالحها، فين

ويف عصر السقوط تتفكك الشعوب ويضعف تكوينها الثقايف والقومي والديين، فال جتتمع على روح واحد، بل تتعدد أرواحهم، فرتاهم كل فيهم القوي الضعيف، يتقطعون قبائل وعشائر،وينكرون مجعيتهم، ويغلبون فرديتهم، ويسيطر عليهم الكرب، ويقل الت واضع، و

. أسوأ ما يف داخل اإلنسان من كراهية، وتوحش، وجهل، حىت تبحث يف املئة عن عاقل فال جتد -من غري حياء -ويظهرونكانت -اخلالفة –وكانت األحداث السياسية اليت سبقت حقبة االحتالل األجنيب تنبئ عن ظهور احملتل وسيطرته؛ فالدولة اجلامعة

عن استقالهلا عنها، وعلى اجلانب اآلخر كانت شوكة خبريفها األخري، والدول املكونة هلا شرعت تبحث بشغف عشوائي سريع جتودرة أخرى، حىت كانت النهاية ووقع العرب احملتلني تقوى، ويزداد رة، وجهارا . مجيعا يف إسار احملتل تدبريهم املشبوه جتاه العرب، سرا

ن القرنني املظلمني التاسع عشر والعشرين؛ إذ من املعلوم أن ن هذه احلال هو أثر احملتل يف الثقافة العربيةوما يعنينا م احتالل إدد وجوده، أو تثري قلقه يف األقل، فتجده يبذل يسمح ببقاء ثقافة مكتملة البالد يالزمه فقدان اهلوية الثقافية ضرورة، فاحملتل ال قد

لقليل عليها، فيعادي قدميها أشد املعاداة، ويسفه حاضرها أشد التسفيه،وينصرف إىل نشر ثقافة خاصة القضاء ابتغاءجهدا ليس الكلية، فال هو يبقي على ثقافة الشعوب، وال هو ينشر ثقافته األصيلة، مما يؤدي إىل أن تبقى الشعوب هي جزء مشوه من ثقافته

. أن يكون ثقافة شوهاء ركيكة خالية من الثقافة، وما تظنه ثقافة ال يعدوفحرصت مؤسساته الثقافية على انتقاص لغة العرب -أس الثقافة وعمادها -وأول ما حاربه احملتل يف سعيه إىل متزيق الثقافة هو اللغة

ا يف مقابل االرتقاء بلغات حديثة امليالد، فنشرت اإلجنليزية والفرنسية وأصبحتا لغيت الثقافة، والتميز، والتحضر، والتقليل من شأوانكب العقل العريب الضعيف على دراستهما؛ ليثبت للمحتل قدرته على تعلم لغته ومتثلها يف حياته العلمية والعملية، وكان ذلك

ريب وعدم االستالب اللغوي بداية استقالة العقل العريب عامة، والعقل النقدي خاصة، كما كان عامال كبريا من عوامل مجود العقل العا، فارتقت قدرته على النتاج واإلبداع؛ فظهرت لنا صورة اغرتاب قسري للعقل مل نشهد هلا مثيال بني األمم األخر، اليت احتفظت بلغا

من بعدهم، غري أن العقل العريب ما زال أسري حقبة احملتل، فهو ينفق جزءا كبريا من ) األوروبيني واألمريكان(ارتقاء حضار جتاوز . اته يف تعلم لغات غريه من غري نتاج عظيم ميكن أن ينسب إليه يف خمتلف الصنائع واآلدابحيا بزينة العلم والعقل، وتستبطن يف أعماقها قرون وإذ كان كذلك فإن الفكرة الثقافية فكرة خطرة أشد اخلطورة؛ فهي حتيط جنبا

لثقافةالشيطان، قال تريي إجيلتون عند حديثه عن هذه الصلة ا ا السياسة بعد اتصاهلا وإذا ما كانت الثقافة :" ... لوضيعة اليت أوجدت(تعين نقد ا تعين بناء هذه )اإلمرباطور ت(، فإ أيضا، وإذا ما كانت الثقافة يف أشكاهلا اخلبيثة حتتفي جبوهر خالص ) اإلمرباطور

ن أن تكون متواطئة على حنو إجرامي مع مثل هذه السياسة من خالل إنكارها هلوية مجاعية ما، فإن الثقافة مبعناها األنيق والرفيع ميكها وظهر هذا اخلبث الثقايف جبالء يف مؤسسة االستشراق اليت قدمت خدمات جليلة إىل احملتلني قبل احتالهلم، . )5("هلا واحتقارها إ

104

كبار - خمدوعا -قناع الثقافة والعلم، حىت وقع يف شباكهاتتقنع يف عملها ب ويف أثناء احتالهلم، وبعد خروجهم، وبقيت لعقود طوالاملثقفني املستغربني، فكانوا يرون فيها الصورة العلمية العظيمة اليت جيب أن حيتذي حذوها الباحثون العرب، ومل يسقط قناع االستشراق

ا إدوارد سعيد سقوطه النهائي إال بعد الدراسة املتحررة . )6(ه املنيعةأسوار املتميزة اليت هدم لنظر إىل صنائع احملتل يف أثناء تسلطه جند أنه صنع ثالثة مفاهيم شغلت العقل العريب يف القرنني املظلمني، هي الثقافة، : و

خذ الناقد الثقايف واالستشراق، واإلصالح، طنا، وال ية دعاية -وال ينبغي له-وهي عند التحقيق مفاهيم نسقية تتضمن ظاهرا ون ظالمه إدوارد سعيد يف كتابه للمفاهيم املتداولة إال بعد فحصها وحتليل أوضاعها وظروفها؛ فمفهوم االستشراق كشف عواره، وأ

يار سلطته، أما مفهوم ت ادعاء يدعيه املتغلب لثقافته، سرعان ما ينهار ت ) اإلصالح(املشهور، والرقي الثقايف الذي راج يف بداملصلحني مثلالقرن العشري دمحم عبده، ومجال الدين األفغاين، وعبد الرمحن الكواكيب، فقد خدم : ن، وتوىل أمره جمموعة ممن يسمون

يف طبع الشعوب احملتلة بطابع اجلهل والتخلف، وجعل هذا الطابع هو -جبهل أو بقصد- احملتل الغازي خدمة عظيمة، بعد أنشاركه عن الشروط السياسية واالقتصادية اليت كانت وراءه، فاملصلح مل يعب التدابري السياسية آنذاك، السبب يف استطالة احملتلني، متغافال

وإمنا اجته إىل الشعب وأسقط عليه جل صفات السوء؛ ليلقي عليه بصفاقة املثقف أسباب االحتالل، وينزهلا عن أكتاف السياسيني ين العقل العريب منها حىت وقتنا احلاضر، وما يؤكد نسقية اإلصالح أن فكرته الذين كانوا السبب الرئيس لكثري من املشكالت اليت يعا

ا طويلة ال تنقطع، غري أن واحدا منهم ال يستطيع أن والدعوة إليها استمرت ما يقارب مئة عام، وما زالت مستمرة، فأنفاس أصحاته ومقاصده من هذا اللفظ، فما ذاك اإلصالح ال !عظيم الذي يسعون إليه ويتطلب قرو لتحقيقه؟يبني بدقة معقولة عن غا

هل كان العقل العريب يف القرن العشرين قادرا على كشف حقائق هذه املفاهيم؟ : والسؤال اآلن جتماع كلمتها أن إن مثل هذه القدرة ال ميكن أن تتحقق يف ظل الشتات الثقايف؛ فاجملتمع حيتاج إىل وحدة ثقافية خالصة تستطيع

وذلك لسبب ظاهر هو أن العرب من حيث هم جه ظالم هذه املفاهيم وقبحها، لكن العقل العريب يف ظالل احملتل مل يكن موحدا؛توا:" قومية متفردة مل تكن هلم دولة قائمة؛ فالدولة هي اليت توحد الثقافة وتكسبها مرجعية مجعية لدى أفراد األمة، قال تريي إجيلتون إن

ألمهية إال عرب مبدأ الدولة املوحدأية ثقافة قومية أو ، والعرب افتقروا إىل الدولة اليت ميكن أن )7("إثنية حمددة ال ميكن أن حتظى جتمعهم حتت ثقافة قومية أو دينية، فدولتهم اجلامعة تبددت، ودوهلم القطرية تسربت فيها تعاليم قضت على الفكرتني الدينية والقومية،

ا هي نفسهاومكنت لفكر عبثية ال تستط ا أن تقيم ثقافة عظيمة، كما ال تستطيع احملافظة على ثقافة قدمية اختذ عدوا - بغرابة -يع . جيب اجتثاثه من أرضها

وغياب الوحدة الثقافية اليت كان هلا أن جتمع الفكر العريب حتت مظلة واحدة تستعيد أعظم ما يف القدمي، وتدبر الستحداث عظيم حائرا يف اختاذ موقف حىت جتاه القاتل الذي صوب بندقيته جتاه صدره، وهذه احلرية قسمت -كعادته - املضللجديد، جعلت العريب

فرأى قسم منهم ضرورة وجود احملتل، وهم قلة متنفذة كانوا ميثلون طبقة معجبة حبياة الشعب ثالثة أقسام انتظمتها املصلحة اخلاصة،ن هلم من العروبة إال االسم، وال عجب أن يبقى أثرهم سلبيا حىت بعد رحيل احملتل، فقد أورثهم احملتل وحضارته املادية، وهؤالء مل يك

البالد فحكموها وتقلدوا فيها املناصب، فأساؤوا أشد اإلساءة يف احلكم والتدبري، حىت إنك لتشك أن احملتل خرج يوما من تلك .البالد

ن ضرورة خروج احملتل، واستقالل ا لبالد، وهم كثرة الشعب األحرار الذين كانوا يعانون من بطش احملتل وعمالئه يف آن ورأى قسم يساقون إىل القتل من أجل ما يسمى احلرية واالستقالل، وهي شعارات كان يطلقها رجاالت القسم األول، ويكتوي وهؤالء كانوا معا،

رة أخرىفتارة النفاق، أما القسم الثالث فتقنعب .بنارها هؤالء املساكني تلفيه وطنيا تراه عميال يدعو إىل التسامح مع احملتل وتقبله، و . )8(يدعو إىل إسقاطه وإخراجه، وخطر هذه الفئة ال يقل عن خطر الفئة األوىل إن مل يكن أشد منها

105

وهذا ال إىل هؤالء وال إىل هؤالء؛وتوزع املثقفون على هذه الطبقات الثالث، فمنهم أعوان احملتل، ومنهم الثائرون عليه، ومنهم املنافقون ة التعدد يف انتماء املثقف يرجع إىل الثقافة نفسها، فالثقافة وعاء املتآلفات واملتناقضات؛ لذا خيطئ من يتصور وجود ثقافة واحدة يف أم

يستعريها اخلداع، ضرب من -كما ذكر–فضال عن أن الثقافة . واحدة، حىت لو كانت تقرأ الكتب نفسها، وتغشى اجملالس نفسهاغري بريئة يف عقول اجملتمع، وكم من مثقف ظن مريدوه أنه يسعى إىل خدمة ثقافتهم، وهو على املنتحلون من أجل مترير مشاريع

هم الذين قدر هلم أن -إال قليال منهم - احلقيقة كاذب خماتل يعمل على النيل منهم ومن ثقافتهم، واملفارقة العجيبة أن هؤالءبتة االحتالليكونوارم . وز الثقافة، وشواهد على احلضارة احلديثة، وما كان هلم ذلك لو مل يكونوا

: العقل النقدي املستقيل لقد نشأ العقل النقدي العريب احلديث حتت مظلة هذه املفاهيم، فكان يتفيأ ظالل املستشرقني فال يرى ظال غري ظلهم، وحياول

ب ما يراه هلا املتغلبون، ويناضل من أجل إصالح جمتمع طبع ظلما بطابع التخلف والرجعية، وهو يف هذا كله جتديد الثقافة البالية حسه؛ كان أسري احملتل، آية ذلك ما نراه يف طريقة تناوله القضا العلمية، ويف كيفية ال ميلك لنفسه حرية التفكري يف اختيار قضا

بتتبع أخطائه وسقطاته، وإنكار إجنازاته ) األ(بذكر حماسنه وفضائله، وتضعيف ) آلخرا(معاجلتها، وهي طريقة تقوم على تضخيم . وإبداعاته

ء القدماء غفال عن طرق النظر ولعل أقبح ما ادعاه هذا العقل املستقيل أن العقل القدمي مل يكن عقال علميا، فجعل العلماء واألدشادت احلضارة العربية القدمية ضر من األساطري واخلرافات، ومعلوم أن هذا تعميم العلمي الصحيح، وجعل ما بني أيدينا من معرفة

حثو زائف، بل هو نظر كيدي أكثر منه علما أو منهجا؛ إذ مل يكن العقل النقدي العريب خاصة، عقال ساذجا أو بسيطا كما صوره فزعموا أننا منر حبداثة جديدة، ختتلف أمناطها أشد االختالف كاذبة، هذه احلقبة، الذين التفوا على العقل العريب، ونفذوا إليه من مزاعم

ضة جديدة، لكن ليس على رسم القدماء البايل، وإمنا على رسم الغزاة احملدثني الغربيني، قال عن تلك األمناط القدمية، وإننا نعيش فذلك ألن مصر اآلن يف حالة رقي ة العرب وفهمها، وإذا كان كتابنا هذا يدعو إىل سلوك طريق جديد يف دراسة بالغ:" أمحد ضيف

ضة لنا) تطور( .)9("يشبه من بعض الوجوه أن يكون عصر لنهضة )1922-1914( وحالة الرقي اليت يتحدث عنها ضيف كانت ضمن سنوات احلماية الربيطانية على مصر ، إنه يبشر

امتحت مظلة احملتل، الذي أقنعه 1921يف بداية سنة ن حالة الرقي اجلديدة هي حالة فريدة، وفراد بطريقة الغسيل العقلي أن دعوته تستدعي سلوك طريق جديد يف دراسة أدب العرب؛ إذ ال يتفق الرقي الزاهي وهذه املناهج القدمية الساذجة، ومعىن هذا

احملتل املشهورة؛ فهو ال يرغب يف معروف يف أدبياتجاءت تبعا لدعوة احملتل لتجديد الثقافة واالنبتات عن الثقافة القدمية؛ وهذا ل، بل ألن أدبيات القدمي وال ترغب يف وجوده، تستغين عن احملتل، -الرجعية كما يزعمون -القدمي، ليس ألنه سىيء أو ضعيف، أو

وآخر، راعا جزئيا بني تيار ثقايفومن مث بدأ الصراع الثقايف بني القدمي واجلديد، وهو ليس ص وتدعو إىل دحره وإخراجه هو وثقافته،كمثل الصراع بني أيب متام ونقاده، أو املتنيب وخصومه، وإمنا هو صراع بني تراث كامل يضم األدب، والسياسة، واالجتماع، والتاريخ،

. ، وحديث فقري ال شيء فيه سوى الدعوة إىل تقفي خطوات الغرب احملتل على غري هدى...والفلسفةلنهضة احلديثة، قالويستمر أمحد ضي نفوس إن كل ما يراه القراء يف هذا الكتاب جديدا، هو ما جييش يف :" ف يف بيانه التبشريي

ء الذين اطلعوا على بالغات األمم احلديثة ورأوا األطوار اليت أدركتها فكانت سبب رقيها، وكلهم يعتقد أننا ال ننهض بلغتنا األدا إىل ا يف صف اللغات احلية اآلن، العربية إال إذا دفعنا ا الذي طال وقوفها فيه، لتأخذ مكا واسعا يليق ويف التحرك من مكا

اعتقاد أنه ال يكون ذلك إال إذا تغريت طرق الدرس والتأليف عما كانت عليه منذ ألف سنة، وذلك ما نرجو أن يوفق إليه . )10("علماء اللغة واألدب عند

106

يتبع عقل -مع مجاعة التعليم الغريب -تتضوع منها رائحة احملتل، إنه خطاب احملتل املكرور لتغيري الثقافة، فالرجلواألسطر األخرية علم الكالم عند العرب، -مثال-إرث ألف عام من التأليف والتربيز والتفوق احلضاري، إنه يهدم ويهدم ببساطة غريبة ساذجة احملتل،

ء على ومشكلته الكربى التأويل، الذي مل يعهده الغرب نظرية نصية أدبية إال يف القرن العشرين، ويهدم التوثيق الدقيق لتاريخ األدرخيا جديدا مبنيا على مزاج املؤلف احلديث، وهو م، ليقدم مزاج تشكيكي ممتاز يرغب يف اجلديل، واهلامشي، اختالف روا

بالغة التحليلية احلقة اليت ظهرت عند عبد القاهر اجلرجاين ليقدم لنا تصنيفات والضعيف، ويرتك احلقيقة، واملنت، والصحيح، ويهدم الا أبعد ما تكون عن الدراسة األدبية، لكنها يوم خرجت ء تبعا للجنس والعرق والبيئة، وهي تصنيفات يؤكد التحقيق فيها أ األد

ا الباحثون واملصنفون، وترك) موضة( كانت . وطرق التأليف فيه) الرجعي(وا تراثهم العصر الغريب آنذاك فأخذ رخيية قدمها ثالثة من نقاد فرنسا، هم : على أن املقابل احلضاري الذي يقدمه أمحد ضيف لدراسة بالغة العرب هو منهجية

ة التارخيية، فالرجل ، وهؤالء الثالثة جتمعهم فكرة مجع األدب وتفسريه من الوجه)فرديناند برونتيري(، و)هيبوليت تني(، و)سانت بيف(ذا املنهج الذي ال تستدعي طروحاته كل هذا اللجاج الذي قام عنده وعند يضحي مبوروث العرب النصي ويصرف عنه النظر، ليأيت

طه حسني من بعده، فهو منهج سياقي ال يتناول النصوص، وال يستطيع تبني حقائقها اجلمالية، وال ينمي ذائقة القارئ النقدية، بل ال يستطيع تقدمي أحكام نقدية دقيقة تؤدي إىل تبني اجليد والرديء يف األدب، وال نبالغ إذا قلنا إن كتاب نقد الشعر لقدامة بن إنه

ريخ جاف، وال نبالغ -على بساطته ومدرسيته-جعفر ا األدب إىل -أيضا-هو أقرب إىل الفن من هذه الدراسات اليت استحال خر النقد العريب احلديث عن قرينه الغريب، إذ لو بدأ هؤالء من حيث انتهى إذا قلنا إن فشو هذه الد راسات التارخيية كانت سببا يف

. عبد القاهر اجلرجاين لكان وجه النقد العريب غري هذا الوجهمة بتاريخ النقد العريب القدمي؛ إذ مل تكن املخطوطات حثي هذه احلقبة مل يكونوا على دراية قد نشرت، وما نشر منها مل ويبدو أن

النقد املنهجي (، وكتاب دمحم مندور، )ريخ النقد األديب عند العرب(يدرس دراسة دقيقة، يؤكد ذلك النظر يف كتاب طه أمحد إبراهيم الكتب الثالثة، فهذه )ريخ النقد األديب عند العرب من القرن الثاين حىت القرن الثامن اهلجري(، وكتاب إحسان عباس، )عند العرب

حثي العقود األوىل من القرن العشرين على النقد القدمي كانت جائرة أشد اجلور، فمن غري املمكن أن نفاضل بني تثبت أن أحكام رائهم، كما كان القدماء، ونقاد جمردين يكتبون يف النقد النظري فقط، فأين أثر هؤالء الفرنسيني الثالثة يف نقاد كان الشعراء يتأثرون

وال خيرب ضيف وال طه حسني من بعده كيف أثرت هذه املنهجية يف النقد احلديث؟ وال !؟...شعر حافظ، أو شوقي، أو الرصايفا غربية فقط، وليس أل دابنا العربية؟، فهما مشغوالن بتطبيق النظرة الغربية أل ا خيرب أي منهما كيف ميكن هلذه املنهجية أن ترتقي

. ضة األدب العريبتساعد يف شئة، ودرس ا أمحد ضيف هي منهجية اجلامعة األكادميية، واجلامعة املصرية آنذاك كانت جامعة إن املنهجية التارخيية اليت بشر

األدب حيتاج إىل إطار منهجي، ومل جيدوا هذا اإلطار إال يف دوائر الغربيني من املستشرقني وغريهم، ومن مث جاء اختيار هذه املنهجية رخيية ضمتها درس األثري يف اجلامعة،لتكون ال مث انتقلت إىل اجلامعات العربية قاطبة، وتوالها كبار األساتذة، فتشكلت مدرسة

رخيية عليك أن تكون أستاذا جامعيا؛ وهذا التنميط املنهجي جعل اجلامعة مؤسسة مغلقة ال تعمل أسوار اجلامعة، فإذا أردت دراسة من صراع بني املناهج القدمية التارخيية واملناهج النصية - يف ما بعد-ديب، آية ذلك ما شهده القارئعلى التجديد يف البحث األ

إن املناهج السياقية احلديثة، والظاهر لنا أن هذا الصراع كان بني أدبيات احملتل املغلقة، وأدبيات املتمردين املتحررة؛ وقد يصح القول . هي بنت احملتل، أما املناهج النصوصية فهي بنت األحرار، الذين جتاوزا سدود اجلامعة وحترروا منها

م، فكثريا كان وأ األمر، فإن التحقيق العلمي الذي يدعيه املنهج التارخيي، مل يكن جمهوال عند العرب، بل كان حاضرا يف مؤلفاا من وضع ما كانوا يشكون يف م مل يسلموا بكثري من األخبار األدبية، وكانوا يرو صحة اخلرب، ويسعون إىل بيان ضعفه، بل إ

الوضاعني، وقد أشار ابن سالم يف مقدمته لطبقات فحول الشعراء إىل ذلك بدقة متناهية، غري أن أمحد ضيف مل يرق له ذلك، فابن

107

تحقيق الغريب هو الذي جيب أن نويل وجوهنا حنوه، ولعل هذا يعد قصورا يف التكوين سالم ليس غربيا، فضرب عنه صفحا، ورأى أن الالثقايف للباحثني آنذاك، وقد نعذرهم بعدم بعث اإلرث الثقايف العريب، لكننا ال نعذرهم عندما يصدرون حكما غيبيا على شيء مل

. عام ال يصلح لنهضتنا احلديثةيطلعوا عليه، وخيربوننا بتعايل املثقف إن إرثكم الثقايف طوال ألف على أن هذا الروح العلمي كان مسيطرا على بعض رجاالت تلك احلقبة من الذين تلقوا تعليما يف البالد األوروبية، فيأيت طه

راء علمية جديدة كما يزعم،1926حسني سنة دو أن عند التحقيق ال يع ، وهذا الكتاب)يف الشعر اجلاهلي( ضمها إىل كتابه م، قشه أمحد ضيف يف ما سبق، فكالمها يف اجلامعة املصرية، وكالمها ميتحان من بئر الغربيني، الفرنسيني يكون حاشية تفصيلية ملا

. خاصةريخ األدب، ويبشر كما بشر زميله من قبل بنهج جديد مل يعرفه نه يرغب يف التجديد يف طرق النظر يف وخيرب طه حسني

لفه الناس عند من قبل:" قبل، قال العرب من ريخ الشعر العريب جديد، مل ، ويدور حديث طه )11(..."هذا حنو من البحث عن حسني يف هذا الكتاب حول الشعر اجلاهلي، وانتهى فيه إىل نكرانه، وجعله شعرا مصنوعا وضعه العرب يف عصور متأخرة عما يعرف

صر الدين جلاهلية، وال يعنينا هنا موضوع الك تاب وال تفاصيله فقد قتل درسا، وانتهى بعض العلماء إىل قول مهم فيه، قال ، ولكنه أفاد العلم فوائد ليس فيه من العلم شيء، )يف الشعر اجلاهلي(لقد كنت قد ذكرت يف مناسبات سابقة أن كتاب :" األسد

مجلى ألنه نبه اجلامعيني وسائر العلماء على املنهج، يف حبوثهم وإ م وحماضرا لكن ما يعنينا هنا . )12("ىل النقد التحليلي، يف دراسا . هو استقالة العقل النقدي يف تناوله هلذه القضية اليت حتدث عنها القدماء، ابن سالم خاصة

؟ : والسؤال اآلن حثو تلك الفرتة بقضية الشعر اجلاهلي دون غريها من القضا ملاذا اهتم ا أوال يف دوائر االستشراق منذ القرن التاسع عشر، وامتدت حىت -يف تناوهلا احلديث -ر اجلاهليإن قضية الشع دارت نقاشا

، مث انتقلت بسبب اجلامعة إىل العرب، وأصبحت قضية أكادميية، )13(العشر الثاين من القرن العشرين، فهي قضية استشراقية خالصة، وتشعر أن هذا الفصل مقحم "مقدمة لدراسة بالغة العرب" يف كتابه )14(ليفأمحد ضيف يتحدث بفصل صغري عن الشعر اجلاه

إقحاما يف الكتاب، الذي يدور يف األصل حول طرق النظر اجلديدة يف األدب، ويبدو أن سبب اإلقحام هو متابعة املستشرقني يف م حول األدب العريب، فلم ختتلف نظرة ضيف اهلادئة عن نظرة طه حسني املت مردة، فكالمها جرى يف جمرى االستشراق وأنكر طروحا

غري أننا نرجح أن كثريا من الشعر القدمي منسوب كذ إىل الشعراء املعروفني، ولكن هذا ال يطعن يف صبغته :" الشعر اجلاهلي، قال . )15("العربية من حيث األسلوب

الباحثني العرب يف القرن العشرين، ومل تكن نتاج تفكريهم وعلى هذا فإن قضية الشعر اجلاهلي قضية استشراقية، مل ختطر بعقل اخلالص، بل أمالها عليهم العقل الغريب إمالء، وملا كان االستشراق جزءا من احملتل كما أثبت إدوارد سعيد، فإن العقل النقدي العريب

و بعبارة أخصر كان مستقيال، ولو كان جزءا من احملتل يفكر كما يفكر، ويدعو إىل ما يدعو إليه، أ- رضي أم رفض –آنذاك كان العقل العريب حرا ما استنفدت هذه القضية جهد الباحثني طوال قرن كامل من أجل هدم هذه الدعوى اليت ادعاها املستشرقون، وهي

رو قد واحد فقط، مث أمهلها النقاد من بعده، لكن املستشرقني أ خذ من العرب قدميا سوى أسطر معدودات عند ها من جديد، مل مث تبنتها اجلامعة، وجعلتها القضية األثرية يف دراسة األدب العريب، وكفى بذلك تعطيال للعقل النقدي احلديث، وإشغاال له عن القضا

دة . النقدية األخر اليت كانت تستدعي مثل هذا االهتمام وزجلملة فإن قضية الشعر اجلاهلي اليت شغلت الباحثني يف القر جعلها العقل االستشراقي قضية توتر دائم، تشابه إىل ن العشرين،و

صر الدين األسد حد كبري قضا وقد طويت تلك :" اخلالفات بني الفرق الدينية، فكل فرقة تتمسك بقوهلا ويبقى النزاع مستمرا، قال ، وبقي هذا احلكم العام )يف الشعر اجلاهلي( ابه املقاالت والكتب، وما فيها من ردود، ومل يعد يذكرها أحد، وبقي ذكر طه حسني وكت

ب املراء. )16("اجلارف الذي يتناقله كثري من أنصاف املتعلمني . وحسبك من قضية جدلية يلوكها أنصاف املتعلمني من

108

هل العلم -ومل يكتف طه حسني بتقفي أنظار االستشراق، بل أخذ يدعو بغرابة م إىل -ال تليق إىل استقالة مطلقة، واحنياز وإذا كان يف مصر اآلن قوم ينصرون القدمي، وآخرون ينصرون اجلديد، فليس ذلك إال ألن يف مصر قوما قد :" العقل الغريب، قال

ذه الص وانتشار العلم الغريب يف مصر . بغة الغربية، وآخرين مل يظفروا منها حبظ، أو مل يظفروا منها إال حبظ قليلاصطبغت عقليتهم د انتشاره من يوم إىل يوم، واجتاه اجلهود الفردية واالجتماعية إىل نشر هذا العلم الغريب، ن وازد كل ذلك سيقضي غدا أو بعد غد

ن ندرس آداب رخيهم متأثرين مبنهج يصبح عقلنا غربيا، و م وآداب )ديكارت(العرب و ، كما فعل أهل الغرب يف درس آدان والرومان . )17("اليو

وهذه االستقالة التامة لدى طه حسني أحبطت كل طموح إىل إنشاء نقد عريب حديث، يكون استكماال حللقات النقد القدمي ميا، وكأن األدب العريب هو للمصريني فقط، مث أراد للعقل املصري أن يكون عقال وتطويرا هلا، لقد خاطب العقل املصري خطا إقلي

غربيا، وأن يدرس آداب العرب بتلك املناهج اخلاصة به، وهذا كما قلنا سابقا من أدبيات االحتالل، فاحملتل ال يريدك عربيا موحدا، يراه ا مفرقا، ويريد أن يصدر أحكاما على خصوصيتك الثقافيةوال يريدك أن تنظر إىل إرثك بنظرتك العربية، يريدك أن تكون مشتت

لتخلف والرجعية، قال أمحد الشايب وأما إذا تنكر :" صحيحة، وال تعنيه رؤيتك هلا، وأدىن خمالفة ألحكامه ستكون التهمة حاضرة متأخر فقري، يستعصي على اإلصالح، وال هلم هذا األدب العريب، وأىب عرفان هذه اآلراء املنقولة، واملذاهب املستحدثة، فهو أدب

وهى األسباب . )18("ميت إىل هذه احلضارة والغريب أن طه حسني ينكر وجود املنهج عند العرب إنكارا شديدا، وال سيما منهج التحقيق عند علماء املسلمني، أهل احلديث

كانت تنقل إليهم، فكانوا يغربلون وميحصون حىت يطمئنوا إىل خاصة، فمعلوم عند مجيع القراء أن العرب مل يسلموا بكل األخبار اليتقي العلوم على اختالف يف الدرجة التحقيقية، أما األدب فلم ينشغلوا كثريا يف اخلرب، وإذا كان هذا يف علم احلديث، فهو موجود يف

م مل يرتكوا أمره مهال، والسبب يف ذلك أن احلادثة األدبي ة هي نوع من األدب، واألدب خيال، واملعول يف اخليال حتقيق أخباره، كما أهو طريقة نظمه وإبداعه، وليس صدقه وكذبه، ولعل هذا يفسر عدم اهتمامهم بقضية االنتحال ذات النزوع التحقيقي التارخيي،

. وانشغاهلم الشديد بقضية اللفظ واملعىن ذات النزوع اإلبداعي الفينبعة من فكر احملتل؛ ألن النقاد األحرار ال يدعون إىل مثل وأ كان األمر، فإن دعوة ط ه حسني لتغريب العقل العريب كان دعوة

م لتمثل أنظار النقاد الفرنسيني، ومل نسمع عن دعوات الفرنسيني إىل متثل أنظار هذه الدعوات، فلم نسمع عن النقاد الروس دعوستشرقون الذين جعلهم طه حسني وكالء على أدبنا، مل يكونوا يوما نقادا، ومل يكونوا فلكل أمة أدب، ولكل أدب نقاد، وامل... اإلجنليز

قادرين على تذوق نص أديب عريب، فكان تغريب طه حسني ال يتفق ومتطلبات النقد اإلنساين، اليت نبحث عنها عند النقاد األفذاذ . فقططمس عقله العريب ويلبسه عقال غربيا غريبا، لنصبح مجيعا غربيني وكان حر بطه حسني أن يبحث عن عقل نقدي عريب، ال أن ي

ن ما توصل إليه النقد الغريب احلديث بعد إماتته للمناهج حىت أكثر من الغربيني أنفسهم، وال ندري هل تناهى إىل طه حسني ه يف منهجه عامل اللغات السويسري السياقية يشابه إىل حد كبري ما توصل إليه النقاد العرب القدماء، عبد القاهر خاصة، ال ذي شا

!فردينان دي سوسري، كما أثبت ذلك يف مرحلة مبكرة تلميذه الفذ دمحم مندور؟سيسا على ما سبق فإن دعوات أمحد ضيف وطه حسني النقدية والثقافية بكل ما حتمله من ادعاءات علمية، ونزعات متعالية - و

كون دعوات نبتت يف ظل االحتالل، وتلقت رعاية حثيثة من مؤسسة االستشراق، ومل يكن هلا دور ال تعدو أن ت -على قراء العربية . كبري يف بناء النقد احلديث، وإمنا كان هلا دور كبري يف إمهال جهود النقاد القدماء وطمسها

109

ما مع العقل الغريب، وإن دعا إىل أن تكون ثقافة الناقد ثقافة أوروبية، قال دمحم وقد وجد من النقاد األفذاذ من مل ينجرف اجنرافا بعقولنا املثقفة ثقافة أوروبية حديثة أن ويف احلق إن يف الكتب العربية القدمية كنوزا نستطيع، إذا عد إليها وتناولناها :" مندور

يستفاد من دعوتنا إىل تناول الرتاث ، وإن كنا حريصني على أن ال نستخرج منها الكثري من احلقائق اليت ال تزال قائمة حىت اليومت أو آراء قحام ما مل خيطر بعقول أولئك املؤلفني القدماء من نظر كما أننا حريصون على أال . القدمي بعقولنا احلديثة أي إسراف

من تفاوت كبري يف مناهج جنهل أو نتجاهل الفروق األساسية املوجودة بني األدب العريب وغريه من اآلداب األوروبية، مبا يستتبعه ذلك . )19("النقد وموضوعاته ووسائله

وختتلف نظرة مندور عن سابقيه يف أنه أنصف املؤلفات القدمية، فثمة كنوز عظيمة فيها، وهذه النظرة تغاير نظرة االنتقاص من تلك املؤلفات والدعوة إىل هدمها وجتاهلها، لكن مندورا يعود بعقله املستقيل ويفرض علينا طريقة الكشف عن تلك الكنوز، فالعقل

أشد القصور عن تبينها وإظهارها، وال بد له من االستعانة بعقولنا املثقفة ثقافة أوروبية، فتلك الثقافة وحدها النقدي العريب قاصر القادرة على دراسة ثقافتنا وحتليلها، وهذه دعوات ال جندها إال عند الشعوب اليت خضعت للمحتل، وتشوهت بسببه ثقافتها، فأصبح

صحا ومرشداعاجزا عن فهمها، ومل يعد أمامه سوى ا . الستعانة به، ليكون له جتاه إلصاق منجزات مل ختطر على ويعود مندور يف الفقرة نفسها، لريتفع ن ال ينجرف لعقل الغريب احلديث، وينبه العريب

قحام ما مل وإن كنا حريصني على أن ال يستفاد من دعوتنا إىل تناول الرتاث القدمي بعقولنا احلدي" :عقول القدماء، قال ثة أي إسراف ت أو آراء ، والظاهر لنا أن هذا ال يصنف ضمن املوضوعية العلمية، بقدر ما هو ضرب "خيطر بعقول أولئك املؤلفني القدماء من نظر

ت مكتملة من االستقالة العقلية، فإن اتفق أن ظهر تشابه بني النظرة القدمية والنظرة احلديثة، فهذا ال يعين أن القدماء كانت هلم نظرا دعوة إىل متييز العقل الغريب، وجعله األول يف أو شبه مكتملة، كما أنه ال يعين سبق العقل العريب نظريه الغريب يف التفكري النقدي، إ

لشعوب، االبتكار واالكتشاف، وإن ظهر اتفاق بيننا وبينه فال يعدو أن يكون من قبيل االتفاقات اإلنسانية الطبيعية بني األمم واجتاه الغرب فقط، ومن استقبل تت منذ القرنني املظلمني واتفاقات األفكار ال جتعلنا حنول قبلتنا من الغرب إىل الشرق؛ فقبلة النقد

فمكثه يف فرنسا، مث غريها فسد نقده، ونزعة مندور هذه يفسرها ظرف زماين وآخر مكاين، وال يفسرها اجتاه علمي عقلي مقبول؛مصر، وإخراج كتابه النقد املنهجي عند العرب، وخصوماته مع طه حسني خاصة، تدخل ضمن أحوال خارجة عن اإلطار عودته إىل

. النقدي الصريح، فهي أحوال حول النقد وليست نقدا، وبيان ذلك حيتاج إىل تفصيل ليس هنا مكانهجلملة، فقد اتفق جل النقاد العرب على جعل النقد الغريب املركز الذي جيب أن ندور حوله، وال جمال لنا فيه سوى النقل عن و

ذا يكون العقل العريب الغرب والتطبيق على األدب العريب، مع مسحات مصطنعة من التلطف تراعي الفروق بني اآلداب اإلنسانية، وذه االستقالة إال يف رخيه؛ إذ مل يصب العقل هذين القرنني املظلمني التاسع عشر والعشرين؛ النقدي مستقيال، على حنو مل مير به يف

؛ ملظلمني؛ فقرون األنوار تبتكر فيها األمم وتبدع وتكتشف، أما احملاكاة الساذجة فال ميكن أن تنري قر ومن هنا جاءت تسميتنا هلما ا ال حتتاج إىل عقل مبدع مبتكر، ومعلوم أن تعطيل العقل يعين دخول األمة يف الظالم، وال . ت ضياءأل

: لنقد واحلريةابل هو مقيد أشد التقييد، واحلرية شرط أساس لقيام النقد، فتكون املتسلسلة االستقالة نقيض احلرية؛ فالعقل املستقيل ليس حرا،

يت خطر اس: النظرية على النحو اآليت تقالة العقل؛ استقالة العقل تعين فقدان احلرية، وفقدان احلرية يعين فقدان النقد، ومن هنا أبدا، وهي دائرة فالعقل املستقيل ليس مبستطاعه املشاركة يف تطوير النظرية النقدية أو تغيري معاملها، فنشاطه يقع ضمن دائرة احملاكاة

. مظلمة يغلقها املتبوعون على األتباع، وال يسمحون هلم بفرجة تنري ظالمهم

110

فشارك كثري منها يف بناء النظرية النقدية احلديثة، فكان للروس -عرب يف هذين القرننيكما كان ال -ومل تكن األمم كلها تبعا لغريها وبني هؤالء اختالف كبري، وتداخل ظاهر يعرفه أهل النقد، ...شكالنيتهم، ولإلجنليز نقدهم اجلديد، وللفرنسيني بنيويتهم وما تالها،

حكرا على الفرنسيني، بل شاركهم يف بنائها -مثال- لفة، فلم تكن البنيوية واملثري أن دعاة هذه النقود كانوا ينتمون إىل جنسيات خمت .غري واحد من األمم األخرى

أما العقل العريب فال حظ له يف بناء النظرية احلديثة، ومن كتب من العرب كإدوارد سعيد مثال، كان يكتب بروح جنسيته األمريكية بتلك الروح قد يستعصي عليه تقدميه لو كان يفكر بعقله العريب؛ ألن هذا العقل أصبح وليس بعقله العريب اجملرد؛ ألن ما قدمه

ت اليت تقارب أدبه، وفلسفته، - دائما-فهو ينتظر اآلخر مستقيال منذ سيطرة احملتل عليه، ليفكر عنه، ويبسط له النظررخيه لتطبيق، في...و مبراجعه األجنبية، على أن هذا العقل حتفي أشد االحتفاءوعليه هو أن يطبق فقط، أو أن يظهر تفاخره الساذج

املتعايل على بين جلدته ال يستطيع أن يستدرك على أصحاب تلك املراجع شيئا، إنه ينقل وحياكي، ويف أحسن األحوال يناقش، لكنه . ألبتةال جيدد، وال يطور، فهو مهزوم أبدا أمام اآلخر، الذي ينكره أشد اإلنكار وال يعرتف بوجوده

على أن سوء فقدان احلرية مل يقف عند احملاكاة الساذجة فقط، بل تعداه إىل عدم متابعة اجلديد يف الدراسات النقدية أيضا، فطه مليل حنو تشكيك ديكارت القدمي، وأغفل حركة نقدية كانت تباع املدرسة التارخيية الفرنسية، و حسني حصر جتديد النقد واألدب

ا نتشار متوج طروحات دي سوسري بعد أن مجع تالمذته أورو يف بداية القرن العشرين، متثلت بظهور مدرسة الشكالنيني الروس، وكما أنه أغفل نقادا كبارا ... م، وبظهور مدرسة النقد اجلديد1915سنة " اضرات يف علم اللغة العامحم "حماضراته املتفرقة، يف كتاب

كولريدج، وريتشاردز، وإليوت، وغريهم، واستبقى : موضوعات نقدهم اليت قلبت حركة النقد العاملي، مثلفلم يتحدث عنهم، وال عن فقط على مجاعته من املستشرقني وعلى أساتذته الذين درس عليهم يف فرنسا، وهذا يعين أنه كان حمصورا يف ما ميلى عليه، وليس يف

. خياراته املتحررةملناهج النقد الغربية اليت تضمنت بعضها تصورات كانت حاضرة يف النقد العريب -ت القرن العشرينيف بدا-إن هذا التغييب

القدمي، أدى إىل إحباط النقد العريب احلديث، وقطع اآلمال يف إنشاء نقد متميز أو املشاركة يف النقد الغريب، فأصول النظرية الغربية ا الناقدة، ومل يكن العقل ال عريب ضمن تلك اجلنسيات؛ فالغرب كانوا يعملون على تطوير النقد، والعرب كانوا خيتلفون حتددت جنسيا

. يف قضية الشعر اجلاهليصيل النظر النقدي؛ وكان سيتأدى إىل ذلك لو درس هذا العقل على أن الوقت كان ساحنا للعقل العريب ليكون مشاركا مهما يف

-مثال-التقليديني الساذجة، وال مناهج احملدثني اهلادمة، فعقل نقدي كعقل عبد القاهر اجلرجاين تراثه دراسة دقيقة، ومل يتبع مناهجهتمام النقاد، وأن تعاد قراءته من جديد بفهم دقيق لطروحاته، فإحياء اجلرجاين يعين إنشاء نقد نصوصي كان جيب أن حيظى

ا، لكن إمهاله، أو احلديث عنه على استحياء، جعل العرب يتأخرون يف خالص، يبحث يف طبيعة العبقرية اللغوية، ويكشف عن أسرارهات معه، وهو عقل دي سوسري ، استطاع العقل -مثال -وضع مفاهيمهم النقدية، وملا ظهر عقل لغوي غريب حيمل كثريا من املتشا

ا املتخيلة، واكتفى العقل الغريب أن يلتقط طروحاته ويبين نظرية نصوصية متقدمة، هدمت املناهج السياقية، ونقضت كثريا من تصوراإىل القول إن هذا األمر نعرفه من قدمي، لكن املعرفة القدمية تتطور وتتغري، وتنبين عليها معارف العريب بسكون معهود، وركون ساذج

. عدم املطلقجديدة، وهذا ما أدركه العقل الغريب يف تعامله مع الطروحات القدمية، فالتصور اجلديد ال ينشأ يف المة لآلخر من غري الرد عليه أو تسفيه لعودة إىل حماكاة اآلخر وهي نتاج فقدان احلرية، جند أن العقل النقدي العريب قدم حماكاة و

جاء التارخيي،آرائه؛ فهو بنظره ال خيطئ، وانتقل هذا التصور إىل التطبيق، فلما ظهر املنهج النفسي، ودعا النقاد إىل متثله وترك املنهج العرب ومتثلوه، بل جعلوه املنهج القادر على فحص األدب العريب وتفسري العبقرية األدبية، ومن أجل ذلك دعا دمحم النويهي إىل أن

ألديب لفظ)ثقافة الناقد األديب( نكون نفسانيني أكثر من األطباء النفسانيني أنفسهم، كما أوضح ذلك يف كتابه ة ، ولك أن تستبدل

111

عليهم علل الشواذ واملنحرفني، لتستقيم تسمية النقد، وملا أخذ النويهي والعقاد بتطبيق املنهج على شعراء العرب، أسقطا) النفسي( ا ريخ النقد، قد تستمتع بقراءة حتليالته لكنك ال تقنع م أصبح هذا املنهج ضمن . ومع كر األ

رات، لكنه عمل كغريه من النقاد على بيان وملا ظهرت البنيوية أسقط كمال أبو ديب ثن رة وأخطأ ا على شعر العرب، فنجح ائياجدلية اخلفاء (مكاره الشعر العريب لقارئه، ترى مثاال على ذلك يف حتليله البنيوي اللفظي لقصيدة صبوح أليب نواس، يف كتابه

). والتجلينه أدب كدية وشحادة، وهو يظن أنه يطبق جديد النقد وملا جاء عبد هللا الغذامي أطلق رصاصة الرمحة على هذا األدب، وقضى

. ، فيه كثري من التحكم املردود)النقد الثقايف( العاملي، وهو النقد الثقايف، لكن تطبيقه اكتنفته مغالطات كبرية، بل إن كتابه ا سارت على هذه األمنوذجات ا نشائها، كما أ خلاصة بتطبيقات النقد األديب احلديث، كانت مستقيلة ال عالقة للعقل العريب

ن األمنوذج مقصد عقل االستشراق الذي كان يسعى اىل سلب كل محيدة يف األدب العريب؛ فمنهج طه حسني التارخيي خيرب األوهام واألكاذيب، واملنهج النفسي خيرب بعلل الشعراء النفسية وعقدهم، وجيعلنا األعلى للشعر العريب مل يكن موجودا، فأنتم تقرؤون

فرا أشد النفور من أمام اآلخرين خنتار ألفاظا تلطيفية لشرح النرجسية أو عقدة أوديب، واملنهج البنيوي جيعل شاعرا كأيب نواس وكل هذه ... ات الثقافية حولت الشعراء مجيعا إىل متسولني وشحاذين، والدراس)الشيخ/اخلمر(الدين، ألنه وجد يف قصيدة له ثنائية

! التصورات هي نتاج االستقالة املطلقة للعقل النقدي املعاصر، فهل هذه التصورات هي اليت كانت تنقصنا يف دراسة أدبنا؟ا مجيعها خرجت من مكاتب اجلامعات؛ فنقد األديب احلديث واملعاصر هو نقد جامعي، والناظر يف هذه النقود األدبية يدرك أ

ونظمها، وقوانينها، ومناهجها، أما من جهة التحرر العلمي فهي منفتحة يف اجتاهها الذي ترغب فيه، واجلامعة مؤسسة هلا شرعتها، . رس والتحليلومنغلقة يف الوقت نفسه أمام اجتاهات تراها معارضة هلا، ومن مث فهي ال تعطي منسوبيها التحرر الكامل يف الد

وقضت اجلامعة ردحا طويال من الزمان وهي تدور يف مدارات الدرس التارخيي وحتقيق الرتاث، فقامت دراسات كثرية أثرت املكتبة ا بسيطة كما يصرح معارضوها من أصحاب املناهج احلديثة، وعلى الرغم من العربية، ومع مرور الزمان وتطور املناهج أصبحت طروحا

ا ملكت سلطة قوية جعلت املناهج األخر تذوب أمامها، فلم دهاانتقا ا فإ تتكون فيها مدارس نقدية يقيمها األساتذة ويتبىن طروحايف تشكيل مدرسة نقدية على غرار املدرسة التارخيية، فال جتد -على كثرة ضجيجهم -دعاة جل املناهج احلديثة التالميذ، فأخفق

حثون وليسوا نقادا، فهم يتمثلون مدرسة بنيوية مثال، لكنك جت حثني يف البنيوية منثورين هنا وهناك يف اجلامعات املختلفة، وهم د بناء نظرية مكتملة؛ ألن النظرية طرق التحليل البنيوي من غري أن يضيفوا إىل نظريتها شيئا؛ وسبب ذلك أن الفرد وحده ال يستطيع

. العقول أو مجعها كان أمرا صعبا يف اجلامعة العربية هي مجاع عقول سابقة وحاضرة، واجتماع هذهإذن، افتقرت اجلامعات العربية إىل املدارس النقدية املتنوعة، وغلبت عليها النزعة الشاملة اليت تدرس كل شيء، وال خترج بشيء،

ا، فهذا حداثي وذاك هذا الصراع سخافة عقلية تراثي، وحفوعهد بعض أقسام العربية يف اجلامعات وقد دب الصراع بني أساتذلقدمي ال يتزحزحون عنه، ينادون بتجديد النقد، ويضمرون يف صدورهم كراهة س متشبثون كريهة ال تليق مبكانة األساتذة العلمية، فأ

حلديث، ينقلونه على عالته، ال يفحصون ه، وال يغربلونه، التطوير والتغيري، فالقول عندهم ما قال األوائل، وآخرون متشبثون م ملكوا احلقيقة املطلقة، وتغافل الفريقان عن طبيعة النقد الفنية جلهل، والرجعية، والتخلف، وكأ ام خصومهم ويسارعون إىل ا والعلمية؛ فالفنون والعلوم عرضة للتطور والتغيري، وليس ألحد أن يفاضل بني طريقة وطريقة يف النتاج، فكل طريقة تعرب عن طريقة

لناقد ا قدمية؛ فالتطوير ليس انتقاصا، بل هو امتداد، كما ال يليق لناقد أن ينتقص طريقة قدمية أل ا، وال يليق أن تفكري أهل زما . يعيش يف زمان غري زمانه

معة، غري نفر قليل ومن مظاهر غياب احلرية، هو غياب النقاد خارج أسوار اجلامعة، فال يوجد نقاد عرب تعاطوا النقد خارج اجلا جدا، أما الكثرة الكاثرة منهم فكانت داخل األسوار، أي داخل السجن الكبري، وهذا جزء من الضعف الثقايف العام للشعوب واألمم،

112

فالعلوم اإلنسانية ليس شرطا أن حنصلها داخل اجلامعة، لكن حظ النقد السىيء حال دون أن يكون له منرب خاص خارج اإلطار لرتب واأللقاباألكادميي ذا قبع النقد الذي يعد أخطر ختصص لساين داخل هذه األقفاص املزينة . ، و

وملا كان النقد علما جامعيا، وملا كان مهمشا أو غري موجود يف الواقع، وجب على النقاد إصالح اخللل القائم يف اجلامعة، وذلك امعات مئة عام، مل تغري يف حمتواها، وال يف طريقة تدريسها؛ فاملناهج النقدية من خالل تغيري املناهج الساذجة اليت بقيت عليها اجل

وبعض هذه العلوم قد مجدت ... الفلسفة، وعلم االجتماع، وعلم النفس، وعلم التاريخ: احلديثة تفيد من علوم إنسانية خمتلفة، مثللعربية ال حتتوي أي مقرر من مقررات هذه العلوم، بل إن أقسامها يف بعض اجلامعات العربية، فضال عن أن خطط التدريس لطالب ا

كثريا من خطط بعض اجلامعات أصبحت حملو أمية الطالب فقط، فهي ال تعد طالبا متخصصا، فضال عن أن تعد طالبا متميزا ميكن . أن يسهم يف حركة النقد العاملية

ا وأواسط عمرها، لقد استحالت إىل التدريس اجملرد املشوه، وأغرقت إن اجلامعة فقدت كثريا من قيمتها اليت صنعتها يف بداأقسامها يف نواح تربوية خالصة، فنزلت من برجها العلمي الصريح، لتعيد إىل قاعات الدرس اجلامعي األصول الرتبوية اليت نشأ عليها

ا تكبلهم مبتطلبات الطالب يف مراحل الطلب األوىل، ومثل هذه اجلامعات ال ينتظر منها أن تكون مكا آمنا للمبدعني والنقاد، إزائفة، ليخرج نتاجهم زائفا، ال قيمة له، ولذلك يعمل معظم األساتذة من أجل اجلامعة، وليس من أجل العلم، واجلامعة ال تعمل من

. أجلهم، بل تكبلهم وحتد من حريتهما حىت اليوم؛ وقيامة النقد املعاصر ال تتأتى إال إن مشكلة النقد الكربى أنه نشأ يف اجلامعة، واجلامعة أص ابتها العلل من زمان نشأ

، على الرغم من أمهيته الكربى يف بناء نو لتخلص من تلك العلل، وأمهها علة األكادميية اليت جعلت ختصص النقد األديب ختصصا م سدنة النصوص، لكن االجت: األمم، فالنقاد هم أقدر الناس على حتليل الوقائع اإلنسانية ماعية، واالقتصادية، والسياسية، والثقافية، إ

م طائفة من القراء ال يستطيعون تقدمي قراءة صحيحة للوقائع، ولك أن تقارن - السياسي خاصة- العقل اجلمعي أمهلهم، واستبدل وبصورة أكثر جالء، انظر إىل التحليالت حتليل بعض الوقائع الصادر عن النقاد، بتحليل الوقائع نفسها الصادر عن املختصني،

ا بتحليالت املختصني . لدراسات السياسية السياسية اليت قدمها إدوارد سعيد، وتشومسكي، وقارإن النقد جمال خطري ومهم يف الوقت نفسه، وال ميكن حبال أن نتخلى عنه، واألمم اليت تفقده ال ميكن أن تستشعر قيمته، إنه

ألمم ألمة العظيمة، وسوى ذلك سيبقى العقل خاص لثقافة، والثقافة جتازيك املتحررة، فأعطين حرية أعطك نقدا، والنقد جيازيك . مستقيال يدعي النهضة والبناء وهو على احلقيقة يراوح مكانه، فلم يكن العقل املستقيل يوما عقل بناء وعمران

: اخلامتةديث نشأة أعجمية خالصة، فلم يكن له حظ عظيم يف تكوين نفسه بنفسه، على الرغم من أنه وبعد، فقد نشأ النقد العريب احل

رخيا متميزا يف النقد األديب، لقد ختلى العقل العريب عن ذلك التارخيبغرابة شديدة، وصرف وجهه تلقاء الغربيني، فجرى يف كان ميلك ارهم، ظنا منه أنه سينعم بنهضة علمية كبرية، تشابه إذ تراجع العقل النقدي تراجعا غري أن النتيجة كانت سلبية؛ ضة الغربيني، أ

صيل نظرية أو بنائها، بل كان ينتظر نتاجهم للتطبيق واحملاكاة -انتظار العاجز-سريعا، وأخذ مبحاكاة الغرب من غري أن يشركهم يف سي واالقتصادي، وبذلك استوى العقل العريب احلديث يف ليس غري، فاستحال عقال مستقيال خالصا، شأنه بذلك شأن العقل السيا

. جماالته املختلفة عقال مستقيالالغرب والشرق، أو بني األعراق واألجناس، وال يعين هذا أننا ضد األخذ عن الغرب، فالعلم ال يقوم على نزعات عنصرية تفرق بني

االستقالة، ضد اخلضوع أمام الغرب؛ وسبب ذلك وجيه أشد فاحلكمة ضالة يبحث عنها اإلنسان حيث كانت، غري أننا ضد ا ا أو عدم األخذ، فكل فكرة نقدية خدمت زما الوجاهة؛ فالعرب مل يكونوا جمردين من األنظار النقدية بصرف النظر عن األخذ

عديدة، أنتجت نقدا نصوصيا وبيئتها، واألمة العربية أمة نصوص سواء أكانت دينية أم دنيوية، وقامت على هذه النصوص مشكالت

113

إىل هدم ماضيه والبدء -جبهل أو بعلم-متميزا، وهلذا ال يليق بعقل يرث حركة نقدية أن يستقيل فجأة، ويكري نفسه لآلخر، ويدعو . من جديد على نسق غريب مل يكن سابقا له يف التوجيه النقدي

االنفصال عن القدمي هي حركات مشبوهة يف األغلب األعم، وعلى هذا، فإن احلركات التجديدية اليت دعت أول ما دعت إىل هي يسندها احملتل ويدعو إليها دائما؛ ألن التجديد ال ينشأ يف الفراغ، فكل جديد مبين على قدمي سابق، غري أن احملاكاة الساذجة

ننا ال منلك شيئا، وحنتاج إىل اآلخر ليمأل لنا فراغنا، وه ذا ما شعرت به أورو يف القرون الوسطى، بعد أن الفراغ احلقيقي؛ فهي تنبئنا ارا، من أجل ملء الفراغ القائم، وجدت نفسها تعيش يف فراغ ثقايف كبري، حىت دعا عقالؤها إىل االنكباب على تراث اإلغريق ليال و

لتجديد على نسقه، فتطور نقدهم األديب كما نراه اليوم . حىت إذا امتأل أخذوا وشتان بني دعوة األوروبيني إىل االنكباب على تراث أسالفهم وبني دعوة العرب إىل القطيعة بينهم وبني أسالفهم، فكان حر

م خرجوا من ف رتة بدارسي النقد األديب يف مبتدأ القرن العشرين أن يرجعوا إىل الوراء قليال لينظروا يف ما ميلكون من أنظار، وال سيما ألفراغ الثقايف، وكانت احلاجة مسيسة إىل إحياء القدمي إحياء عقليا سليما، لكنهم عزفوا عن ذلك واجتهوا حنو أفكار احملتل، هي أشبه

اليت كبلتهم وقيدت حريتهم، وجعلتهم يدورون يف دائرة من الفراغ العقلي، ولو استغل العرب إرث أسالفهم لكانوا اليوم سباقني يف . ميدان النقد األديب

إن قراءة حركة النقد األديب احلديث ال تصح مبعزل عن قراءة حركة االحتالل، فالبالد احملتلة ال تنشئ علما مستقال، وال يسمح هلا ت، وهي شرط اإلبداع األثري قامة احلر . نشائه؛ فاإلبداع ال يقوم حتت ظالل حمتل غاشم ال يسمح

جلملة، فإن العقل النقدي العريب احل ديث هو عقل مستقيل، شارك يف استقالته االحتالل، مث من تبع أفكاره من دارسي األدب والعريب، مث اجلامعة اليت طبقت دعوات احملتل وأتباعه من العرب، وال ميكن للعقل النقدي العريب أن يتحرر اآلن من هذه االستقالة

مئة عام، أصبح جزءا من أنظار النقد الغريب احلديث، وال مندوحة بسهولة؛ فرتاثه النقدي الذي كان من املمكن أن ينطلق منه قبل أمامه اآلن سوى التعامل مع النقد احلديث من حيث هو نقد إنساين عام، لكنه ال يشارك فيه وال يف بنائه، إنه حياكي ويطبق ليس

. غريحلرية يف التعبري، : قد تكون صعبة جدا، منهاوإذا ابتغى العقل العريب املشاركة يف بناء النقد اإلنساين فإن شروط ذلك متتع النقاد

ة، فالنقد حتليل األدب، واألدب هو احلياة، واحلياة جمموع عام جملاالت اإلنسان املختلفة السياسية، واالجتماعية، واالقتصادية، والثقافي . وأي قيد يكبل الناقد سيجعل نقده ساذجا

ا والشرط الثاين، إصالح اجلامعة، زمات علمية شديدة، كان من بعض أسبا وهي حاضنة النقد األديب، فاجلامعات العربية متر غياب العقل الناقد هلا، فكيف لقوانني شرعت قبل عقود كان فيها الزمان غري الزمان، والعقول غري العقول، أن تبقى راسخة حىت

. األكادميي واإلداري حىت تستطيع أن تستقطب األنظار العميقةاليوم؛ ولذا فاجلامعة حباجة إىل إعادة النظر يف تكوينها ء كثريين، لكن قد يعز علينا أن جند نقادا متميزين، قدة، قد جند يف أمة ما أد والشرط الثالث هو إرادة النقد، فليست كل األمم

ها يف ج امعاتنا، فمقرر واحد للنقد األديب احلديث ال يسعف وهذه اإلرادة ال تتحقق إال بعد تغيري أمناط الدرس النقدي اليت عهدقدا متميزا، وهذا املقرر الوحيد دليل على أن اجلامعات مبناهجها هيك عن أن يؤسس كثريا يف إطالع الطالب على مفهوم النقد،

.املوضوعة ال ترغب يف متكني إرادة النقد .النقدي مستقيالوإىل أن حيل زمان تتحقق فيه هذه الشروط سيبقى عقلنا

114

:اهلوامش 

                                                             . القرن التاسع عشر حىت اليوم احتالل بالدهم منذهذه التسمية قد يعارضها بعض الباحثني، لكنها تسمية واقعية ألحوال العرب بعد )1(ا، وإذا كان عربيا فهذا يعين أن )2( ذه الرتمجة إىل العربية، فإذا كان من مستشرقي دول االحتالل فهو منسجم وغا العقل العريب يف مل أقف على من قام

. ذلك الزمان كان مشاركا يف هذا التضليل التارخييرخيي لكانت هذه اللفظة من األلفاظ اليت اكتسبت داللة كريهة مع التطور )ع م ر ( ، مادة لسان العربانظر، ابن منظور، ) 3( ، ولو كان للعرب معجم

رها حية حىت يومنا هذا . الداليل، وذلك بسبب ما تعرضت له الشعوب العربيةبسببها من ويالت وكوارث ما تزال آ

وعرض ويليامز لتطور داللة لفظة . 202م، ص2005ة نعيمان عثمان، اجمللس األعلى للثقافة، مصر، ، ترمج1، طالكلمات املفاتيحويليامز، راميوند، )4(ا السياسية واالقتصادية) اإلمربالية( . وما بعدها 202انظر ص. وحمموال

ئر ديب، طفكرة الثقافةإجيلتون، تريي، )5( ، 1، ترمجة 99ص . م2000، دار احلوار، الالذقية، سورلى نقد ظهور نقد عميق ملؤسسة االستشراق بلسان غريب تكلم به إدوارد سعيد، لدليل على استقالة العقل النقدي العريب، فلم جيرؤ العقل العريب عإن )6(

بل إن بعض العرب هذه املؤسسة على الصورة اليت قدمها إدوارد سعيد، ورمبا لو انتهى القرن العشرون لن جند دراسة عربية كدراسة هذا العريب األمريكي، هداب االستشراق انتقدوا على إدوارد بعض تعميماته، واستحالت هذه املؤسسة اليت ماتت منذ السبعينيات من الق رن املاضي الذين ما زالوا متمسكني

تون جبديد، فإذا هم يكررون مقوالت املستشرقني القدمية م . مالذا لدعاة اإلحلاد، الذين يظنون أ 128،صالثقافةفكرة )7(، مركز 6، طالتكوين التارخيي لألمة العربية دراسة يف اهلوية والوعيانظر عرضا جامعا ملواقف املثقفني يف بداية القرن العشرين، الدوري، عبد العزيز، )8(

حدة؛ وذلك للتعرف إىل البىن وهذه املواقف حتتاج إىل دراسات تفصيلية خاصة بكل شخصية على. م2019دراسات الوحدة العربية، بريوت، لبنان، . الثقافية والفكرية اليت قام عليها العقل العريب يف القرنني التاسع عشر والعشرين

1ص. م1921، مطبعة السفور، القاهرة، 1ضيف، أمحد، مقدمة لدراسة بالغة العرب، ط )9( 2مقدمة لدراسة بالغة العرب، ص)10( 13ص. م1997مصورة عن دار الكتب املصرية، دار املعارف، سوسة، تونس، ، نسخة1حسني، طه، يف الشعر اجلاهلي، ط)11( 13تقدمي الكتاب،ص. م2012، دار جداول، لبنان، 1حسني، دمحم اخلضر، نقض كتاب يف الشعر اجلاهلي، ط)12(تصدير الكتاب، . م1986ت، لبنان، ، دار العلم للماليني، بريو 2انظر بدوي، عبد الرمحن، دراسات املستشرقني حول صحة الشعر اجلاهلي، ط )13(

لرد عليه، حىت مل يستثن أ منها، وهذا حنو لغ يف طعنه يف الدراسات اليت قامت من النقد يعد وبدوي كان من املتضامنني مع قضية طه حسني، ونراه . خروجا على أدبيات النقد العلمي الصحيح

62- 51انظر، مقدمة لدراسة بالغة العرب، ص)14( 62رجع نفسه، صامل)15( . 14ـ 13، تقدمي الكتاب، صنقض كتاب يف الشعر اجلاهلي)16( ]التأكيد من عندي[ 57، صيف الشعر اجلاهلي)17(متهيد الكتاب، . ، دار اجلكمة، بريوت، لبنان1، طريخ النقد األديب عند العرب، من العصر اجلاهلي إىل القرن الرابع اهلجريإبراهيم، طه أمحد، )18(

ب : صضة مصر، القاهرة، )19( 6ص . م1996مندور، دمحم، النقد املنهجي عند العرب، دار

115

اخلطاب النقدي العريب املعاصر من انفتاحية السياق إىل حدود النسق –حنو مشروع بنوي لساين -

شنويف ميلود. د/كروشي نصرية : امللخص

ة ، حمتضنا ومتقاطعا مع مجلالتكاثف مما ال شك فيه أن املنجز العلمي احلداثي ال يزال يتدرج يف طريقه الصاعدة حنو التوسع و لتحديد اإلسهام احلضارة العربية مل تكن مبنأى عن هذا التطور العلمي الذي مس الواقع املعريف املعاصر و و. من العلوم احلديثة

.البحثي يف النقد األديبلمة أبرز الرؤى النقدية اليت ومن هذا املنطلق املعريف تروم هاته الدراسة إىل أن تتلمس قوام التفكري النقدي لدى العرب، وخنص بذلك مل

.مثلت أهم اللبنات الفكرية احلداثية، وأسهمت بدورها يف بناء الصرح البنوي للنقد العريب املعاصر ...الثقافة الغربية –البنيوية -البنية -النقد املعاصر: الكلمات املفتاحية

Abstract : There is no doubt that modern scientific achievement continues to progress on its upward path towards expansion and sophistication. Embracing and intersecting with a range of modern sciences.The arab civilization was not immune to this scientific development.which touched the

contemporary cognitive reality and specifically the research contribution to the criticism. From this knowledge point of view.this study aims to see the structure of critical think among arabs.in this regard.we are particulary concerned about the most prominent critical visions that represented the most important building blocks of modern intellectualism and contributed in turn

to the building of the building of the building of contemporary arab criticism. keywords

:Contemporary criticism- Structure-Structiral- Western Cultur … : مقدمة

كتناه، والتقصي إىل حنو اال ،نقلب الرهان املعريف يف الواقع النقدي املعاصر من سلطة األسيقة اخلارجية إىل حدود النسق املغلقا .بنظرية نقدية تولدت من رحم الثورة اللسانية احلديثة نعطافا جذر للنهوضاملعاينة، فمثل ذلك ا

ا أحدثت انقال معرفيا يف الرؤية و املنهج؛ معلنحىت ة أن وإن كانت هوية هذا العلم حمل شك وجدل بني خنبة من الدارسني إال أالرمتاء حنو مضمره،ياخلطاب األديب نسق بنائي ال حيتاج اإلغراق يف متفصالته اخلارج .متوخية بذلك الدقة و العلمية ة بل يكتفي

النقاد املعاصرة لدى النقدية ظرية البنوية يف خضم الدراسات كيف جتلت الن : بسط اإلشكالية التاليةتوعلى هذا األساس هاته الدراسة العرب ؟

نقدية؛موجز حول البنوية كنظرية ألسنية ملخص العلمي حاولنا بداية تقدمي بتغى وللوصول إىل هذا املدارسة النقد البنوي متشبعني بذلك من الثقافة الغربية النقدية للدارسني العرب الذين عكفوا على م هيك عن مللمة بعض اآلراء

ا .وإفرازا . النظرية البنوية؛ كطريقة يف الرؤية ومنهج يف معاينة اخلطاب األديب/ 1

ا إن اخلوض يف مسائل النقد املعاصر يستدعي الكثري من اجلهد والتدقيق أل قضا غربية تسللت إىل املنظور -لدرجة األوىل –، لذا فهي حتتاج درجة عالية من االستقصاء واالستيعاب يف أصوهلا احملدثنيالعريب فأضحت من أهم اإلشكاليات اليت نظر هلا النقاد

م ا االبستمولوجية كي يكون الدارس واملتعامل معها على دراية ووعي .خبصوصتهاوخلفيا

116

كتيار فكري يهدف للكشف عن بنية الفكر الذي يشكل أساس ثقافة املاضي و احلاضر و إىل -"والناظر املتقصي ملاهية البنوية ا وحتليلها للكشف عن العالقات اليت تتشكل منها لرجوع إىل مفه 1"ـــــــــــ تقعيد الظواهر وحتديد مستو .وم البنيةال يدرك معناها إال

، أما يءبىن وهو يعين اهليئة و الكيفية اليت يوجد عليها الش ؛ أي structureمشتقة من الفعل الالتيين ".يوالبنية كمصطلح حداث بت ،تعين ما هو أصيل فيه يءيف اللغة فبنية الش 2."ال يتبدل بتبديل األوضاع و الكيفيات وجوهري و

عتباره نسقا يتميز بثالث : "تعريفا للبنية قائال jon paijuلكن طرح جون بياجيه ا نسق من التحويالت له قوانينه اخلاصة إا تنز 3." التنظيم الذايت الكلية ، التحويالت،: عناصر لشمولية أل ع إىل التماسك الداخلي للوحدة حبيث تصبح كاملة فهي تتميز

ا وليست تشكيال بتة و إمنا دائمة التحول و تظل تولد من يف ذا لعناصر متفرقة، و إمنا هي خلية تنبض بقوانينها اخلاصة، وهي غري يت وينظمها و إمنا تعتمد على أنظمتها اللغوية اخلاصة ومنه فالبنية .4 داخلها بىن دائمة التوثب، وهي ال حتتاج إىل سلطان خارجي

.ذاته متكامل بعناصره دائم االستمرارية مستقل بنفسه هي نظام منغلق علىا تتخذ أشكاال متعددة لتقدم قامس "نه J.Pأما فيما خيص البنوية فقد اعرتف جان بياجيه ا ا مشرتك من الصعب متييز البنوية أل

ستمرار." 5موحدا ا تتجدد بينها البحث عن عالقة كلية كامنة؛ لذا تعرف البنوية يف و أن البنويني هم مجاعة يؤلف فضال على أا طريقة حبث يف الواقع وليس يف األشياء الفردية بل يف العالقات بينها، ويف معناها األخص هي حماولة نقل النموذج معناها الواسع أ

6" السوسري اللغوي إىل حقول ثقافية أخرىعديدة ختمرت يف إرهاصاتويف الدراسات اإلنسانية فجأة وإمنا كانت هلا فكر األديب والنقديتنبثق يف ال" فهاته األخرية مل

، وزما لعل أوهلا ما نشأ عند النصف األول من القرن العشرين يف جمموعة من البيئات و املدارس واالجتاهات املتعددة و املتباينة مكالذلك أمكن االعتبار أن 7".غوية على وجه التحديد ألن هذا احلقل كان ميثل طليعة الفكر البنويمطلع القرن يف حقل الدراسات الل 8" .البنوية هي مد مباشر من األلسنية

أنثروبولوجية و البنوية كنظرية نقدية قد استمدت روافدها وأسسها من عدة اجتاهات؛ كألسنية ديسوسيور، وشعرية جاكبسون، و ...اوسليفي سرت

:( استثمار مجلة من املقدمات بدايتها من األفكار اليت طرحها دوسيسري والثنائيات اليت اعتمدها "فقد منت وترعرعت بناء على 9) ..."اللغة و الكالم(و ) احلضور والغياب( ،)الصوت واملعىن ( ،)االختيار والتأليف ( ، )الدال واملدلول ( ، )الداخل واخلارج

عداها من النيون الروس قد أحدثوا نقلة نوعية يف نظرية األدب فجعلوا األثر األديب نفسه حمور اهتمامهم و أغفلوا ماالشك وا ركزت على شعرية اخلطاب األديب 10"؛مرجعيات وسعوا إىل خلق علم أديب مستقل انطالقا من اخلصائص اجلوهرية لألدب أي أ

.وأغفلت ما يتعلق خبارج بنيتها " نثروبولوجية شرتاوسأيف حني استندت إىل التمييز بني الصورة و املضمون وتكمن أصالة هذا التمييز يف الطريقة اليت تصور

11 ."ورة و املضمون؛ ومن هنا تصري البنيوية نظرية يف املعرفةالعالقة القائمة بني الص

حاولت استدراك املزالق اليت "ب وقد السيسيولوجية يف اجتاه مرك والبنيوية النظريتني بيد أن البنيوية التكوينية دعت إىل املزج بني دت بعزل النص عن أي مالبسات خارجية عنه كلية وهو الفصل احلاد بني الد وقعت فيها البنوية الش اخل النص وخارجه عندما

يوية التكوينية حاولت اجلمع بني نظريتني يف اجتاه واحد؛ وتتلخص مهمتها ومنه فالبن12."كالتاريخ واجملتمع وعلم النفس واملؤلف نفسها حترتم خصوصية النص األديب وتفرده ومتيزه من الكالم اآلخر على حنو ما سبق ولكنها تراعي إىل جانب ذلك الظرفية التارخيية "يف أ

ا اليت 13."املؤطر ملعامله مؤسس هذا االجتاه و losaine goldemanويعد الناقد لوسيان غودمان . اليت ولد النص يف أحضا : متثلت يف جمموعة من النقط أمهها

117

la structure significative:البنية الدالة _ ع و إمنا تتحقق هي املبدأ األول يف مسار التحليل البنوي التكويين وال ميكن هلذه البنية الداللية أن تظهر على مجيع أفراد اجملتم

بصورة استثنائية بواسطة الفكر العلمي أو الفلسفي أو عن طريق العمل االجتماعي أو الفين الذي يقوم به أفراد متميزون ،و البنية ية شاملة التماسك الذي يسري به لتحقيق رؤ . الشمولية اليت جتمع بني األديب واجملتمع والعصر التارخيي: الدالة حتمل بطبعها خاصيتني

14.ومتكاملة للوضع املدروس

la compréhension et lexplication :الفهم والتفسري_ 15.مين الداخلي والثاين على املستوى اخلارجي وما حيايثه من بىن تؤثر على املوضوع يشتغل األول على املستوى الض

la conescience reele et possible : لوعي الفعلي والوعي املمكن ا_ ا، وحتملها العوامل املختلفة : "مييز غولدمان بينهما على أساس أن الوعي الفعلي هو حصيلة حواجز وتعريفات متعددة تتعارض

للواقع األمربيقي هلذا الوعي املمكن وهاته احلواجز اليت أشار إليها غولدمان تفرضها على الوعي الطبقي جمموعة من التأثريات ملشاكل اليت تعاين منها الطبقة أو اجملموعة كاجملم وعات االجتماعية والعوامل الطبيعية و الكونية، والوعي الفعلي يرتبط أساسا

حللول اليت تغري الواقع املعيش وتطرح بدائل جديدة 16." االجتماعية يف حني أن الوعي املمكن يرتبط la vision du monde: ؤ العامل ر _ إذ تعد االسرتاتيجية البحثية املعمقة اليت توصل إليها غولدمان حصيلة ... الغاية النهائية من وراء كل اخلطوات السابقة وهي

ت سابقة ومقوالت فلسفية معمقة، ومبفهومها العام هي وهذه الرؤية ... تصور لإلنسان والطبيعة والوجود : استيعاب معمق لنظرثري جمموعة من العوامل لذاتية الشخصية و االجتماعية اخلارجية يعرب عنها األديب أو وقد خلص غولدمان يف " الفيلسوف حتت

تعريفه لرؤ العامل من حيث أن جمموعة من التطلعات و االحساسات واألفكار اليت توحد أعضاء جمموعة اجتماعية ويف الغالب اجملموعات األخرى، إنه بال شك خطاطية تعميمية للمؤرخ و لكنها تعميمية لتيار أعضاء طبقة اجتماعية وجتعلهم يف تعارض مع

يعرب ؤ ال يستطيع أن هاته الر و 17".حقيقي لدى أعضاء جمموعة حمققون مجيعا هذا الوعي بطريقة واعية، ومنسجمة إىل حد ما .احلدس الفين عنها عامة الناس و إمنا يعرب عنها أصحاب النظرة الفلسفية و

:املعاصر إشكالية التجريب البنوي يف اخلطاب النقدي العريب/ 2يف القرن العشرين بكثري من املناهج والتيارات الغربية الوافدة نتيجة النفتاحه على ةحفل اخلطاب النقدي العريب يف السنوات األخري

حكرا على حضارة دون أخرى، وظاهرة التالقى والتمازج ضرورة حتمية للثقافة الثقافات العاملية املختلفة، ومل تكن املعرفة اإلنسانية .18.العربية بشرط عدم االرمتاء كلية يف أحضان تلك الثقافات

وحنن يف هذا الصدد حناول طرح هاته القضية من منظور وصفي يلملم بعضا من تلك احملاوالت اليت أسهمت بدورها يف إثراء يف أواخر الستينات من القرن تالبنوية لدى العرب، لكن ما جيدر بنا أن ننوه به أن بداية ظهور البنوية يف العامل العريب كان الدراسات

م 1966املصرية سنة " املصور" العشرين، ومل يكن هلا أثر قبل ذلك، وكان أول من كتب فيها من العرب هو حممود أمني العامل يف جملة ا إال يف أواخر السبعينات، وذلك عندما نشر عدد من النقاد يف " اهليكلية" اسم وأطلق عليها إال أن البنوية مل تربز ويظهر االهتمام

: ؛ ومن أبرز أعالم البنوية يف الوطن العريب نلفي مايلي 19املشرق واملغرب العريب دراسات عن البنويةا : التفكري البنوي عند عبد السالم املسدي من أمثن الدراسات اليت انتهجت املسلك البنوي اللساين نلفي تلك احملاولة اليت تقدم

ا ليست علما، وال فنا معرفيا و : "ملخصا ماهيتها يف مستهل كتابه "األسلوبية واألسلوب: "ي يف منت مؤلفه عبد السالم املسد أت وشبكة الروابط أكثر مما تتحد مباهيات إمنا هي فرضية منهجية قصارى ما تصادر عليه أن هوية الظواهر تتحد بعالقة املكو

118

ة منبعا خصيبا للرؤى املوغلة يف التجريد الشكلي على حد التوسل األشياء، وملا كان النص مقصدا من مقاصد البنوية، وكانت البنوي فقد قامت بعض املناهج يف النقد العريب متارس اخلط البنوي وتستوحي اللغة يف بناها الشكلية فام تزج ساليب املنطق الصوري أحيا

ألسلويب واشتبه األمر على كثريين ا ال خترج عن اإلطار حىت وان كانت ه20."الصوري لزي األسلويب إال أ اته الدراسة تتلبس .النقدي البنوي

ه أنه منهج نقدي يعتزم الولوج إىل بنية النص الداللية : أما الكتاب الثاين املوسوم بقضية البنوية خصصه لدراسة النقد البنوي معتربا إبعاده؛ البعد التكويين، املنهجي، الفلسفي، املعريف، املذهيب، البعد النقدي ويف األخري البعد و حمددا أ21".من خالل بنيته الرتكيبية

مضيفا بعضا من ...22 "التكوينية الرتبوي، حيث فصل يف هاته األبعاد مستطردا يف طرح روافد البنوية ؛الشكلية، األنثروبولوجية،التصور يتضح أن البنوية من منظور عبد السالم املسدي منهج نقدي حياول تقصي بنية ومن هذا . القضا اليت ختص النقد البنوي . اخلطاب األديب واستنطاق دالئله

تغيري الفكر العريب يف معاينته للثقافة و " سعى هذا الناقد من خالل إسهاماته النقدية إىل : التفكري البنوي عند كمال أبو ديب ىل نقله من فكر تطغى عليه اجلزئية والسطحية و الشخصانية إىل فكر يرتعرع يف مناخ الرؤية املعقدة، املتقصية اإلنسان والشعر إت املوضوعية، و الش دراك الظواهر املعزولة، بل يطمح إىل حتديد املكو مولية واجلذرية يف آن واحد؛ أي إىل فكر بنوي ال يقنع 23" - قافة واجملتمع والشعريف الث –األساسية للظواهر

أي أنه جتاوز تلك النظرة الضيقة والسطحية للخطاب األديب حنو االكتناه والتقصي ليشمل البنية السطحية والعميقة للخطاب البنوي املعاصر يف املمارسات اإلجرائية حول نصوص شعرية من املنظور ى ذلك من خالل تلكم وجتل . و إبراز خواصه الفنية .األديب

البنيوية ليست فلسفة وإمنا طريقة يف الرؤية ومنهج يف معاينة الوجود، : "مبينا هوية هذا العلم قائال .منت مؤلفه جدلية اخلفاء و التجليزائه لعامل وموقعه منه و ا كذلك فهي تصوير جذري للفكر وعالقته املعمق و االدراك و بصرامتها وإصرارها على االكتناه ... وأل

ت تغري الفكر املعاين لتلك اللغة و ت األساسية للشيئ، والعالقات اليت تنشأ بني هاته املكو لذاك املتعدد األبعاد و الغوص يف املكو ألديب وانية لفحص اخلطاب اومنه فالبنيوية حسب التفكري النقدي عند كمال أبو ديب هي آلية نص 24".اجملتمع وإىل ذلك الشعر

. اكتناه بنيته العميقة، بعيدا عن األسيقة اخلارجية لنظرية : التفكري البنوي عند صالح فضل ما يلفت االنتباه حول التفكري النقدي عند صالح فضل هو إصراره على تسميتها

و . حلقة براغ، علم األلسنية احلديث البنائية عوضا عن تسميتها املتداولة وقد صنف أصوهلا؛ مدرسة جونيف، الشكالنية الروسية،ت قد حددها كالتايل ا تتوسل مبجموعة من املستو : لنسبة إىل املقاربة البنوية اليت أطرها فإ

.حيث تدرس احلروف ورمزيتها وتكوينها املوسيقي من نرب و تنغيم و إيقاع: املستوى الصويت- .لصرفية ووظيفتها يف التكوين اللغوي و األديب نفسهوتدرس فيه الوحدات ا: املستوى الصريف- وتدرس فيه الكلمات ملعرفة خصائصها احلسية التجريدية احليوية و املستوى األسلويب هلا : املستوى املعجمي -ليف وتركيب اجلمل وطرائق تكوينها وخصائصها الداللية واجلمالية: املستوى النحوي - .وهو خاص بدراسة  لتحليل تراكيب اجلمل الكربى، ملعرفة خصائصها األساسية والثانوية : ستوى القولم –

ألنظمة اخلارجية عن حدود اللغة واليت ترتبط بعلوم النفس : ملستوى الداليل ا وهو ينشغل بتحليل املعاين املباشرة والصور املتصلة .واالجتماع ومتارس وظيفتها على درجات يف األدب و الشعر

ت السابقة بدور الدال اجلديد الذي ينتج مدلوال أدبيا جديدا يقود بدوره إىل املعىن الثاين، أو : املستوى الرمزي الذي تقوم فيه املستوللغة داخل اللغة 25. ما يسمى

119

ا مغاليق وشفرات اخلطاب األديب ت السبعة هي مبثابة مفاتيح تفك حية أغلب البىن األلسنية سواء والواقع أن هاته املستو من ...من الناحية الصوتية أو الصرفية ، الرتكيبية ، الداللية

قي النقاد يربز يف كيفية تناوله للخطاب : التفكري البنوي عند عبد هللا الغذامي ا عبد هللا الغذامي عن إن الرؤية النقدية اليت تفرد دارسة النص األديباألديب وسعيه املعمق يف ت

.طبيقه لتلكم اآلليات العلمية حينما يستحضرها مل

ت النقدية كالبنوية والسيميولوجيا و التشرحيية قش فيه جمموعة من النظر ملخصا ماهية ...وكتابه املعنون اخلطيئة و التكفري قد ا مد مباشر من األلسنية ا انبثقت من األفك. البنيوية أ وقد اعرتف بصعوبة حتديد هلذا املصطلح مستدال بتعريف .ار األلسنية أي أ

26 -الشمولية، التنظيم الذايت، التحول -جون بياجه وحمدداته للبنية

ن وعموما فان أهم ما مييز البنيوية من منظور عبد هللا الغذامي هو االنطالق من مبدأ العالقة فيما بني األشياء وهو مبدأ مكنها م 27..وبذلك تربز كأكرب حتول أديب يف هذا القرن مس كل وجوه الفكر اإلنساين...لرؤية املفتوحة على وظائف الظاهراتا

هيك عن وجود نقاد آخرين قد حاولوا اعتصام الثقافة هؤالء من أبرز النقاد الذين تبنوا النقد البنوي يف مدارستهم للخطاب األديب كجابر عصفور من خالل ترمجته لكتاب عصر البنوية إلديثكر يزويل ، وابراهيم زكر له " ملنهج الرؤيوي املعاصرالغربية من خالل هذا ا

ونلفي كذلك دمحم عصفور له كتاب البنيوية و ما بعدها و البنية . كتاب مشكلة البنية أوضح فيه ماهية البنوية وخصائص البنية ...28"األسطورية يف صراخ يف ليل طويل

ن ومنه ميكن القول أن النقد العريب مل يكن مبنأى عن تلك الدراسات البنوية اليت استحوذت على التفكري النقدي العريب، فبالرغم م ا نظر وإجرائيا لكن حبدود حترتم خص ا غربية األصل واهلوية إال أن هناك خنبة من الدارسني العرب حاولوا فهمها واستيعا وصيةأ

. احلديثاألديباخلطاب ا ا تقع وإمجاال خنلص إىل أن رواد البنوية يتجاوزون تلك املناهج اليت تعىن بدراسة إطار األدب وحميطه وأسبابه اخلارجية، ويتهمو

ورة الرتكيز على اجلوهر يف شرك الشرح التعليلي يف سعيها إىل تفسري النصوص األدبية يف ضوء األسيقة اخلارجية؛ ملحيني على ضر عتبار . وتلك البنية العميقة أو الشبكة من العالقات هي اليت جتعل من العمل األديب أد وهنا تكمن أدبيته. ص األديبلن لالداخلي

وهرها ، وحني و التحليل البنوي يقف عند حدود اكتشاف البنية يف النص األديب فهي ج .أن األدب كيان مستقل متاما عن أي شيئلعالقات القائمة بينها لقدر الذي يهتم و للتوصل إىل بنية األثر األديب ينبغي ختليص النص من . التعرف عليها ال يهتم بداللتها

ت 29.األبعاد الذاتية ، االجتماعية للمؤلف وبعد االختزال تتم عملية التحليل البنوي عرب تلك املستو

أن البنوية آلة – garodi حسب تصور غارودي –خذ عن النقد املعاصر يف ضوء املمارسات اإلجرائية البنوية لكن ما أ وأن أن هذا النوع من التحليل ليس إنطاق للقصيدة، " . استالب للذات اإلنسانية، بل هي طريق يؤدي إىل انغالق البنية عن التاريخ

30.بل تعذيب حقيقي للنص األديب

مل ا لتعقيد والتجريد وهي ليست سوى صورة حمرفة للنقد اجلديد أل ا شبه علم فهي تتميز و البنيوية على حد حكمهم أام و املراوغة لغموض واإل ا تتميز ن النص متعدد املعاين، ضف إىل ذلك أ لتايل عجز املنهج عن . املعىن وإن كانت تسلم و

31.على تفسري األعمال األدبية .وعد به حتقيق ما

وجممل القول ومنتهاه أن النقد املعاصر يف ظل النظرية البنوية قد أحدث انقال فكر و عمليا، ودعا إىل إعادة النظر يف كيفية . عموما مدارسة اخلطاب األديب وفحصه فكانت مبثابة تثوير فكري جتديدي للنقد العريب املعاصر

120

: اهلوامش 

                                                             118، ص2007دمشق، ،2ط دار الفكر، مناهج النقد األديب احلديث، رؤية إسالمية،: وليد قصاب - 1وريت - 2 15، القاهرة، مصر،ص1ب، طدراسة يف األصول واملالمح واإلشكاالت النظرية والتطبيقية، دار الكت- مناهج النقد األديب املعاصر: بشري 8م، ص1985، بريوت، 4البنوية،تر، عارف منمينه، بشري أوبري، منشورات عويدات، ط: جان بياجيه -3

وريت 18 - 17مناهج النقد األديب املعاصر،ص: بشري وريت -4 18 - 17مناهج النقد األديب املعاصر،ص: بشري 7البنوية،ص: جان بياجيه -5وير -6 15مناهج النقد األديب املعاصر،ص: يتبشري

85م، ص2002، القاهرة،1مناهج النقد االديب املعاصر،مرييت للنشر، ط: صالح فضل - 7 30،ص2006، املغرب، 6من البنيوية إىل التشرحيية نظرية و تطبيق، املركز الثقايف العريب ،ط-اخلطيئة والتكفري: عبد هللا الغذامي - 8ويريت - 9 29مناهج النقد األديب املعاصر،ص :بشري 76م، ص2006، االسكندرية، 1املدخل إىل مناهج النقد املعاصر، دار الوفاء، ط: بسام قطوس 10

233، ص1991، مصر، 1مشكلة البنية، دار الفجالة، ط: ابراهيم زكر - 11 143مناهج النقد األديب احلديث، : وليد قصاب - 12 143ص: املرجع نفسه - 13 .148 -147- 146م، ص 2015، اجلزائر، 1البنيوية التكوينية من األصول الفلسفية إىل الفصول املنهجية، دار األمان، ط: دمحم األمني حبري -14

152ص : املرجع نفسه - 15وريت -16 57مناهج النقد األديب املعاصر، ص : بشري

168فية إىل الفصول املنهجية، صالبنيوية التكوينية من األصول الفلس: دمحم األمني حبري - 17 12م، ص2014، األردن، 1أيوب جرجريس العطية، األسلوبية يف النفد العريب املعاصر، عامل الكتب، ط - 18 2019بتمرب ، يوليو، س16، اجمللد15دمحم بن عبد هللا بن صاحل بلعفري ، جملة األندلس، جامعة األندلس للعلوم، العدد : -النشأة و املفهوم-البنيوية -19

253، ص 6، ص1982، تونس، 3عبد السالم املسدي، األسلوبية واألسلوب، الدار العربية، ط - 20 77، ص1991، تونس، 1، دار أمية ، ط -دراسة ومناذج–قضية البنيوية : عبد السالم املسدي -21

45- 11ص: املصدر نفسه - 22 7،ص1984لبنان، –،بريوت 3وية يف الشعر، دار العلم،طجدلية اخلفاء والتجلي،دراسة بن: كمال أبو ديب -23

7ص: املصدر نفسه - 24ويريت -25 64- 63مناهج النقد األديب املعاصر، ص:بشري

31، ص 1998، 4اخلطيئة والتكفري من البنوية إىل التشرحيية، اهليئة املصرية للكتاب، ط: عبد هللا دمحم الغذامي - 26 32ص : املصدر نفسه - 27 254دمحم بن عبد هللا بن صاحل بلعفري ، جملة األندلس، ص : -النشأة و املفهوم-البنيوية -28 153- 152لبنان، ص –، بريوت 1مناهج النقد األديب السياقية والنسقية، دار القلم، ط: عبد هللا خضر حممد -29 93مناهج النقد األديب املعاصر، ص : وريت بشري -30

وريت - 31 94مناهج النقد األديب املعاصر، ص : بشري

121

الدراسات البينية وأثرها على النقد األديب طاهر لعجيسة/ أ

مخيس مليانة –جامعة جياليل بونعامة : ملخص

الدراســـــــــــــــــــــــــــات األدبيـــــــــــــــــــــــــــة يفيعتقـــــــــــــــــــــــــــد معظـــــــــــــــــــــــــــم النقـــــــــــــــــــــــــــاد والدارســـــــــــــــــــــــــــني راســـــــــــــــــــــــــــخ االعتقـــــــــــــــــــــــــــاد أن مســـــــــــــــــــــــــــتقبل العقـــــــــــــود القادمـــــــــــــة ســـــــــــــتكون ال حمالـــــــــــــة للمجـــــــــــــاالت املعرفيـــــــــــــة البينيـــــــــــــة، ألن املشـــــــــــــاريع البحثيـــــــــــــة الضـــــــــــــيقة قـــــــــــــد اســـــــــــــتنفدتــــــــــــا الفكريــــــــــــة واملنهجيــــــــــــة وأعلنــــــــــــت عجزهــــــــــــا التــــــــــــام عــــــــــــن مواكبــــــــــــة مقتضــــــــــــيات العصــــــــــــر ومتطلبــــــــــــات البحــــــــــــث العلمــــــــــــي طاقا

قاصــرة عــن مواكبــة الــنقالت والتطــورات الــيت يعرفهــا األدب مبختلــف أجناســه يف جمــال اآلداب، وأصــبحت موضــوعات متحجــرة حمنطــةويـل العمـل األديب واسـتجالء وأشكاله ، وعليه توجب تبين مقاربة تقوم على تضافر مناهج نقدية وحقـول معرفيـة متعـددة للوصـول إىل

ويليـة ت الداللة النصـية، وتفسـريها ضـمن تعدديـة دالليـة و سـم الدراسـات البينيـة أو املقاربـة ، وقـ خمتلف مستو د عرفـت هـذه املقاربـة . متعددة التخصصات . البينية ، التفكري البيين ،مقاربة متعددة التخصصات ، النقد ، ما بعد احلداثة : الكلمات املفتاحية

Abstract : The major critics are thinking that a future of literature studies will belling to interdisciplinary studies , because the ancients methods of critic was very poor and helpless to convoy different

challengers , so it should be conjunction by often methods for comprehension and explanation and exegesis of symbolic and complicated texts and finding many indexes, this is method is called critical

interdisciplinary studies . keys words : interdisciplinary, critic, postmodernism.

: مقدمة رة فهم وحتليل األعمال األدبية والوقوف على بنيتها يف صـورة ت اليت حاولت شهد النقد األديب ظهور العديد من املناهج والنظر

نيـة رة ا وظروفهـا التارخييـة والنفسـية واالجتماعيـة مـن خـالل املنـاهج السـياقية أو املناهج النسقية أو تفسريها عن طريق ربطها بسـياقات الـــيت ت القــراءة والتفكيـــك وغريهـــا مــن النظـــر رة أخـــرى حتـــت غطــاء نظـــر ويــل النصـــوص وتوليــد الـــدالالت املختلفـــة واملتعــددة

ـا كانـت تصـل إىل طريـق مسـدود . ظهرت يف مرحلة ما بعد احلداثة ورغم ما حتمله كل منهـا مـن محـوالت فكريـة وآليـات منهجيـة إىل أقصــا مشــوها بــ ل وتقــف عــاجزة لوحــدها عــن اإلجابــة عــن عديــد األســئلة واإلشــكاالت ؛ إذ تعوزهــا الشــمولية واإلحاطــة وتقــدم عمــال

ت ومنــاهج جديــدة حتمــل علــى عاتقهــا مهمــة الدراســة الدقيقــة والكافيــة لعمــل األديب ، ومــن هنــا كــان لزامــا التفكــري يف مقــار الكاملــة .املناهج السابقة وتسد نقائصها لإلبداع ، حبيث تستفيد من العثرات اليت وقعت فيها

وشـاملة إىل حـد يرتكـز علـى رؤيـة نقديـة واسـعة" وقد ظهرت دعـوات غربيـة وعربيـة يف أربعينـات القـرن املاضـي إىل تبـين مـنهج تكـاملي من معتمديه ، يف مقاربتهم لألعمال األدبية العربية ودراسة عمل أديب معـني بضرورة االستفادة من مناهج نقدية خمتلفة يف نقد ما، إميا

حيــث أن منهجــا واحــدا مل يعــد جمــد يف ظــل مــا يعرفــه األدب مــن تطــور وتنــوع ، فقــد يغطــي هــذا املــنهج جانبــا ولكنــه لــن يســتطيع 1" تقدمي الصورة كاملة ، على أنه ميكن حتقيق شيء من ذلك بتكامل املناهج النقدية حتت مظلـة النقـد التكـاملي ، والـذي مـن أهـم مبادئـه

" ال يتقيد مبنهج واحد خالل العملية النقدية ، بل يستعني جبملة من املناهج اليت يقتضـيها الطـابع الرتكيـيب املعقـد للـنص األديب " أنه ه جمرد دعوة 2 ت جتعـل "إال أن هذا املنهج القى معارضة شديدة من قبل الكثري من النقاد معتربين إ ال ختلو من عوائق وصعو

122

جمـا واقعيـا نـه جمـرد 3" منه طموحا أكثر منه منهجا عمليا ودعوة مثاليـة أكثـر منـه بر توفيـق وتلفيـق وترقيـع مـن الصـعب " كمـا وصـفوه . 4" أن يغدو منهجا قائما بذاته

لقبــول، ومل يكتــب لــه الشــي وع رغــم اعتمــاد الكثــري مــن مهمــا كانــت احلجــج الــيت قــدمها املؤيــدون واملعارضــون إال أن هــذا املــنهج مل حيــظ الدراســـات اجلامعيـــة واألكادمييـــة عليـــه يف حتليـــل األعمـــال األدبيـــة ،لتســـود بعـــدها حالـــة مـــن الرتقـــب ملـــا ســـتحمله الكشـــوفات العلميـــة

. والفلسفية يف ظل اجتاه العامل حنو مرحلة جديدة عرفت مبرحلة ما بعد احلداثة : والدراسات البينية ما بعد احلداثة - 1

ت والتيارات واملدارس الفلسفية والفكرية واألدبية والنقدية والفنية الـيت ظهـرت يف مـا بعـد " يقصد مبناهج ما بعد احلداثة تلك النظر .ومتتد من سبعينات القرن املنصرم 5" احلداثة البنيوية والسيميائية واللسانية

ويعلـوه انبهـار ؛ أمـل يف جتـاوز عثـرات احلداثـة وانبهـار بتلـك املقـوالت والسـمات الـيت انتقل العـامل إىل مرحلـة مـا بعـد احلداثـة حيـدوه أمـل لفواصـل والفـوارق الثقافيـة املعرفيـة ألن أشـكال املعرفـة هـي نفسـها تتبـع أشـكال " طبعت هذه املرحلة اجلديدة ومن ذلك أنـــها ال تـؤمن

إضـافة إىل قيامهـا علـى مجلـة مـن 6" ل الفواصـل الـيت تسـم الثنائيـات الضـدية وهلـذا ألغـت مـا بعـد احلداثـة كـ....املادة املدروسـة نفسـها وسـيلة " املقوالت واملرتكزات واملبادئ اليت كان هلا األثر الواضح يف االجتاه حنو الدراسات البينية ومن ذلك مبدأ االنفتـاح والـذي اختذتـه

لسياق ا... للتفاعل والتعايش والتسامح . 7" خلارجي هو دليل آخر على هذا االنفتاح اإلجيايب التعددي كما أن االهتمام ـــمتح مــن جمــاالت معرفيــة علميــة وإنســانية خمتلفــة مزجــا وتفــاعال لبلــوغ وقــد كــان أثــر هــذا االنفتــاح كبــريا علــى النقــد األديب ؛ إذ أخــذ يـ

يف ضـــوء جمموعـــة مـــن اللـــة ، وبنـــاء املعـــىن احلصـــول علـــى الدأقصـــى درجـــات الشـــمولية ، وقـــد أمثـــر ذلـــك ظهـــور مقاربـــة جديـــدة تنشـــد . أو املقاربة النقدية متعددة التخصصات ) interdisciplinary( التخصصات العلمية واملعرفية حتت مسمى الدراسات البينية

مل يكــــن ظهــــور هــــذه املقاربــــة بــــدعا وال فجــــاءة بــــل اســــتدعته ظــــروف وســــبقته إرهاصــــات ، وتكفــــي نظــــرة واحــــدة إىل واقــــع البحــــوث ــا الفكريــة واملنهجيــة وأعلنــت عجزهــا التــام عــن مواكبــة املشــاريع البحثيــة الضــيقة قــد اســتنفدت" والدراســات النقديــة ؛ إذ إن طاقا

وحتتــاج إىل نفخــة قويــة 8" يف جمــال اآلداب ، وأصــبحت موضــوعات متحجــرة مـــحنطة العلمــي مقتضــيات العصــر ومتطلبــات البحــثمنــا هــذه اعتقــادا راســخا أن مســتقبل الدراســات األدبيــة يفصــادقة تــنفخ روحهــا ، وهــذا مــا جعــل أغلــب البــاحثني والنقــاد يعتقــدون أ

. العقود القادمة ستكون ال مـحالة للمجاالت الــمعرفية البينيةذه املقاربة النقدية اجلديـدة ؟ فما هي اآلفاق املستقبلية للنقد يف ظل ومـا الـذي تعـد بـه الدراسـات البينيـة النقـد إن هـو سـلك تسلحه

سبيلها ؟ : ) interdisciplinarity(مفهوم الدراسات البينية -2

مـا جـاء يف عمـل أجنـزه ميتـو -من التعريفات األوىل للدراسـات البينيـة أو الــمقاربة متعـددة التخصصـات كمـا حيلـو للـبعض تسـميتها ــــا -نيســــاين عمليــــة تفاعــــل وتبــــادل للمعــــارف بــــني ختصصــــات خمتلفــــة ، وهــــو تبــــادل قــــد يفضــــي إىل أن تتكامــــل : " حيــــث عرفهــــا

كـل مكـون منهـا منتميـا إىل علـم والبينية هي تضايف حيدث بني مكـونني أو أكثـر يكـون.ا جديدان ختصصالتخصصات املتداخلة فتكو 9" من العلوم أو ختصص من التخصصات

الدراسـة البينيـة دراسـة ) : " J.T.Klein( تومسـون كاليـن جـويلوW.H.Newell) ( كمـا يعرفهـا كـل مـن ويليـام نويـل 10" مرجعها حقالن معرفيان فأكثر ، وهي دراسة جتيب عن أسئلة وعن مشاكل يعسر على نظام معريف واحد حلها

123

تتبـــدى مـــن هـــذا التعريـــف الغايـــة والســـمة النفعيـــة الرباغماتيـــة مـــن هـــذا التفاعـــل واملتمثلـــة أساســـا يف اإلجابـــة عـــن األســـئلة وإجيـــاد حلـــول ختلــف اإلشــكاالت املعقــدة والــيت تضــرب جبــذورها وفروعهــا يف علــوم وختصصــات خمتلفــة ، يف ظــل وقــوف النظــام املعــريف الواحــد عــاجزا مل

دواته ومفاهيمه احملدودة ما يستدعي االستعانة بتخصص آخر حلل املشكلة ا فضال عن معاجلتها . عن اإلحاطة نــها وقد تعددت التعاريف ومفاهيم الدراسات البينية إال أن هناك إمجاعا واتفاقا وخاصة لدى الرتبويني يعرف فيه التخصصات البينية

نوع من احلقول املعرفية اجلديدة الناشئة من تداخل عدة حقول أكاديـمية تقليدية أو مدرسة فكرية تفرضـها طبيعـة متطلبـات املهـن " 11" املستحدثة

اجلمع بني كفاءات أو أفكار آتية من ميادين علمية أو فكرية خمتلفة لتحقيق هـدف مشـرتك، " الدراسة البينية هو إذا فأساس قيام ا أو مشكل بذاته ت خمتلفة ملواجهة مسألة بذا لتوسل مبقار 12" وذلك

لدراسات : قد يتبادر إىل الذهن سؤال وهو الستعانة البينية ، أم أن هناك شروطا ومعايري يلزم هل كل املواضيع يصلح دراستها : توافرها يف هذه املواضيع ؟ من خالل التعاريف السابقة تتبدى بعض هذه الشروط والتحديدات ميكن إمجاهلا فيما يلي

ملوضوع ­ ا ، كما كالتعقيد واالتساع ؛ فاملوضوعات الواسعة ال يكفيها منهج معريف واحد ملعاجلتها واإلحاطة : ما يتعلق ا ا وتعقيدا أن اإلشكاليات املعقدة تستلزم أيضا منهجا مرتاكبا لفك انثناءا

لباحث ­ رغم أن عصر العقل املوسوعي قد وىل إىل غري رجعة إال أنه يكفي أن يتمتع الباحث املعاصر مبؤهالت : ما يتعلق . ت للتوصل إىل نظرة شاملة ودراسة وافية للموضوع علمية كسعة االطالع وحسن التوليف والرتكيب بني املناهج والنظر

:ريخ ظهورها - 3لتفكــري البيــين ســواء عنــد العــرب أو الغــرب لــذا ســنعود خطــوات قليلــة يضــيق املقــام بتتبــع جــذور الدراســات البينيــة أو مــا يعــرف أيضــا

لضــبط إىل أربعينــات القــرن املنصــرم حيــث يتبــني لنــا أن ظهــور مصــطلح تعــدد ا ت املتحــدة األمريكيــة يف "لتخصصــات كــان و لــواللضـــبط يف ســـنوات . ســنوات األربعـــني مـــن القـــرن العشـــرين لإلشـــارة إىل األحبـــاث الـــيت أجريـــت علـــى الـــذكاء االصـــطناعي وبعـــد ذلـــك، و

" العلوم والتطبيقات واملعارف املتجاورة وذات البعـد متعـدد التخصصـات اخلمسني والستني من ذلك القرن، أصبح املصطلح يطلق علىضـــيات والربجمـــة وعلـــم 13 ء والر ، فاملهـــد كـــان يف أمريكـــا ويف ختصـــص علمـــي دقيـــق يتطلـــب اشـــرتاك جمـــاالت علميـــة متعـــددة كـــالفيز

.. األعصاب وغريها متيـاز ؛ إذ كانـت " ) أي اللسـانيات ( أما يف حقل اللغة فهناك من ينسب الدراسات البينية إىل اللسانيات واليت تعد مبحثا بينيا

ـا، ر صـيغته العلميـة وصـرامته املنهجيـة، النموذج العلمـي الـذي سـعى إىل التمركـز حـول اللغـة يف ذا وأنتجـت أمنوذجـا حمايثـا يعتقـد أن آللســانيات، هــي الــيت أنشــأت تلــك جمــال اشــتغاله، كــان مــن أســباب نشــوءوانغــالق الدراســات البينيــة، واحلقيقــة أن املرونــة الــيت ارتبطــت

للسانيون أنفسهم معارف أخرى وعلوما مل تكن لتجعـل مـن اللغـة موضـوعا هلـا يف دراسـة الظـواهر ا االستبصارات البينية اليت استثمر فيهافظهــرت نتيجــة لــذلك اجتاهــات لســانية خمتلفــة كاللســانيات االجتماعيــة ، وعلــم اللغــة 14" اللغــة ذاتــه علــمالــيت خلقــت مــن أجلهــا لــوال

ضـــيات وعلـــم االجتمـــاع واألنثروبولوجيـــا والتـــاريخ كمـــا اقتحمـــت.... النفســـي، واللســـانيات احلاســـوبية والعرفانيـــة والتطبيقيـــة جمـــال الر . وغريها

Jean-Paul Resweber ) ( والرتبية والنقد األديب فقـد ارتبطـت الدراسـات البينيـة جبـان بـول روسـويربوأما يف جماالت الفلسفة حيـث يعـد interdisciplinaire La method املنهجيـة متعـددة التخصصـات: م مـع صـدور كتابـه 1981وذلك منذ سـنة

والعلـوم اإلنسـانية عـن املقاربـة متعـددة التخصصـات، وذلـك منهجيـة وتقنيـة من املدافعني يف جمـال الفلسـفة " موران إدغار إىل جانب 15" .ونظرية

124

: الدراســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات البينيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــةو النقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد األديب -4فقـد أصـبح األدب " ال ننكر مبدأ االنفتاح الذي جادت به مرحلة ما بعد احلداثة على العلوم عموما وعلـى النقـد األديب خصوصـا

نفتاحــه علــى العلــوم اإلنســانية املســاندة للدراســة األدبيــة حباجــة هــو أيضــا ماســة إىل تضــافر التخصصــات يف دراســة يف العصــر احلــديث ويله ، وقد كان هلذا التضافر والتواشج بني العلوم والتخصصات حتت مظلة واحدة عظيم األثـر علـى هـذه املقاربـة 16" النص الواحد و

ــا اجلديــدة ؛ إذ أصــلحت خللهــا وأزالــت ا تلــك الــروح النازعــة إىل التفكــري املختلــف ، ممــا يعــين النظــر يف " فتقارهــا ، وأخــص احتياجاربط العلوم أو التخصصات املختلفة حسب التجارب العاملية لإلفادة منها مع عدم الوقوف عند تلك األمناط من الـربط سـعيا إىل أمنـاط

ا قد ا جديدة أو خمتلفة ولكن أل بعـة مـن صـميم األوضـاع الثقافيـة جديدة، ليس أل تكون األكثر مالءمـة الحتياجـات علميـة وحبثيـة فمبـدأ عمـل الدراســات البينيـة يف حقـل النقـد هــو التعامـل مـع الـنص األديب يف ضــوء 17. " واالجتماعيـة وأكثـر كفـاءة يف التعامــل معهـا

مبكان احلديث يف هذا السياق عن منهجيـة خالصـة ومسـتقلة ، جمموعة من التخصصات العلمية واملعرفية ؛ ويعين هذا أنه من الصعبـا : أي. خيـدم فيـه الواحـد اآلخـر متداخلة ومتقاطعة بشكل -هنا داخل العمل األديب –بل املنهجيات املستخدمة مقاربـة منهجيـة " أ

عبة، بغيـة احلصـول علـى الداللـة، وبنـاء مفتوحة تدرس األدب ، وذلك يف ضـوء جمموعـة مـن العلـوم والتخصصـات املعرفيـة املتعـددة واملتشـذا، تكون هذه املنهجية مرنة، ومنفتحة، وموسوعية تشرتك يف. املعىن فلـيس ثــمة . بنائها جمموعـة مـن املنـاهج والتخصصـات املتعـددة و

. 18" انظـــــــرة ضـــــــيقة أحاديـــــــة، وال بعـــــــد منهجــــــــي واحـــــــد يف التعامـــــــل مـــــــع القضـــــــية األدبيــــــــة أو الظـــــــاهرة الثقافيـــــــة فهمـــــــا وتفســــــــري منهجية أساسية خالصة، بل هي منهجية املنهجيات، حيث تتكئ نظريـة وتطبيقـا علـى " وعلى هذا فإن هذه املقاربة النقدية ال تعترب .

النفتـاح علـى تعـدد اال. قي املناهج النقدية األخرى ختصاصـات، فتـدرس الظـواهر األدبيـة والثقافيـة مبعىن أن هذه املنهجية املرنة تتسـم كمـــا تعتمــد هـــذه املنهجيــة علـــى الفلســـفة، .وذلـــك يف ضــوء منظـــورات علميــة ومعرفيـــة خمتلفـــة ومتباعــدة ومتباينـــة نظــر وتطبيقيـــا املركبــة،

ضيات، واللسانيات، واهلريمونيطيقا، وع 19" ....لم التفكيكواألسلوبية، والسيميوطيقا، وعلم النفس، وعلم االجتماع، والرا املناهج السابقة سواء أكانت سياقية أم نسـقية ، فـاألوىل اعتـربت الـنص األديب وهذا يعين جتاوزها لتلك النظرة األحادية اليت اتسمت

رخييــة أو نفســية أو انعكاســا للحيــاة االجتماعيــة ، بينمــا صــبت الثانيــة اهتمامهــا علــى اللغــة بنــاء وأســلو ا جمــرد وثيقــة فدرســتها بــذاا .ولذا

ت الداللــة النصــية، وتفســريها ضــمن تعدديــة " أمــا عــن اآلليــات اإلجرائيــة فالدراســات البينيــة تعمــل علــى اســتجالء خمتلــف مســتوويليــة ؛ مبعــىن أن الــنص األديب يقــدم معرفــة إنســانية وجتربــة إبداعيــة رمزيــة متشــعبة ومركبــة، مــن الصــعب مواجهتهــا مبــن هج نقــدي دالليــة و

لـنص األديب مـن مجيـع جوانبـه النصـية سـطحا وعمقـا، واحد حمدد نظر وتطبيقيا، فالبد من االستعانة جبميع املناهج النقديـة لإلحاطـة ت خمتلفــة للمعــىن لداللــة الــيت قــد تنــتج عــن مســتو تقســيم العمــل األديب إىل نطاقــات " ويــتم ذلــك عــن طريــق 20" وذلــك قصــد الظفــر

وهنا قد يتـوىل الباحـث الواحـد دراسـة هـذه النطاقـات . 21 "وبعد ذلك ، يتم تشريح النص األديب فهما وتفسريا . صصاتمتعددة التخويلهــا اعتمــادا علــى كفاءتــه وســعة اطالعــه ، وإمــا أن يســند كــل نطــاق أو قســم إىل أهلــه مــن ذوي التخصــص الــدقيق ليقــوم الباحــث و

. البيين بتجميعها والتنسيق بينها إن جتربــة النقــد مــع العلــوم الدقيقــة ليســت جديــدة ، وقــد كــان أثرهــا عليــه كبــريا إجيــا وســلبا ، وحــىت ال يقــع النقــد األديب مــرة أخــرى

كمـــا هـــو حـــال الدراســـات البنيويـــة والســـميائية " روســـويرب يـــرفض أن يتحـــول النقـــد فريســـة الصـــرامة العلميـــة والتجريديـــة والقولبـــة فـــإن ــجرد اختزال للنصوص األدبيـة يف بنــــى وأشـكال مـن املخططـات اهلندسـية واملعطيـات الكميـة والرقميـة فحسـب ، بـل والشكالنية إىل م

ت خمتلفة ، وذلـك مـن أجـل استكشـاف املعـاين املتعـددة املتواريـة يف النصـوص املعقـدة ال بد من التعامل مع النص األديب يف ضوء مقار. "22

125

ما هي األعمال أو النصوص املعنية واجلديرة بتطبيق الدراسات البينية ؟ : وهنا نطرح سؤاال ت" –لضبط -تتعامل هذه املقاربة ت متعددة، ومستو ا خطا خمتلفـة مـن الـدالالت، مع النصوص اإلبداعية اليت حتمل يف طيا

النصـوص الشـعرية الرمزيـة والنصـوص الشـعرية اجملازيـة : واملركبـة واملتشـعبة، مثـل كما تتعامل هذه املنهجية مع النصوص الغامضة واملعقدةحية، والنصوص الصوفية كما لدى احلالج مثال، أو التعامل مع النصوص الشعرية ذات الصورة الرؤ كمـا االستعارية ، والنصوص االنز

" ...ريهم غعند أدونيس أو عبد الوهاب البيايت أو دمحم بنيس و ـــا . والغايـــة مـــن ذلـــك هـــي رصـــد خمتلـــف الـــدالالت املتعـــددة والالمتناهيـــة منهجيـــة " فهـــي ختتـــار موضـــوع دراســـتها علـــى اعتبـــار أ

شـعرية أم مسـرحية أم سـردية، وال تتعامـل مـع النصـوص املغلقـة البسـيطة ذات املعـىن منفتحة تتعامل مع النصـوص املنفتحـة سـواء أكانـتـذه التخصصـات 23"تـاج بـدورها إىل منـاهج مغلقـة للتعامـل مـع النصـوص املغلقـة األحـادي، فهـذه النصـوص حت أمـا فيمـا يتعلـق

ت متعـددة املتعددة الواجب تضافرها لتحقيق الدراسة البينية فإنه ينبغي على الناقد اآلخذ بتالبيب هذه املقاربة من االنطالق مـن مقـار، واملقاربــــة البنيويــــة، واملقاربــــة الســــيميوطيقية، واملقاربــــة ]املوضــــوعاتية [ واملقاربــــة التيماتيكيــــة كاملقاربــــة األســــلوبية، " ومتكاملــــة ومتنوعــــة

ت منهجيــــة أخــــرى نفســــية، واجتماعيــــة، وتفكيكيــــة، إلضــــافة إىل متثــــل مقــــار الفلســــفية، واملقاربــــة اهلرمونيطيقيــــة، واملقاربــــة املقارنــــة، رخيية فكل مقاربة أو منهج تعاجل مستوى أو نطاقا معينا معاجلة وافية شاملة تنضـاف بعـدها إىل حتلـيالت ودراسـات بقيـة 24 " ...و

ويالت أوىف وأقرب . املناهج للوصول إىل نتائج أكثر دقة وــا محــوالت فكريــة وإذا أخــذ مــثال قصــيدة صــوفية يف جمــال األدب واإلبــداع والنقــد، علــى اعتبــار أن القصــائد الصــوفية حتمــل يف طيا

ـا، لـذا وجـب مقاربتهـا يف ضـوء منـاهج وختصصـات علميـة متنوعـة، إذ " ودينية وفلسـفية ودالليـة يصـعب علـى مـنهج أحـادي اإلملـام رخييـا ويليـا، وأسـلوبيا، و 25" ...ميكن مقاربتها يف آن معا فلسفيا، وصـوفيا، ولسـانيا، وسـيميائيا، ونفسـيا، واجتماعيـا، وأخالقيـا، و

ـــا منهجيـــة تعتمـــد علـــى التعدديـــة يف اآلراء ، وتســـتند إىل فلســـفة التنـــوع ومنطـــق ومـــن هنـــا، فاملقاربـــة متعـــددة التخصصـــات، مادامـــت أاالخــتالف يف إصــدار األحكــام التقومييــة، فهــي تتنــاىف مــع املنهجيــة األحاديــة النســبية الــيت تقصــي املعــارف األخــرى وتبعــد كــل وجهــات

.. واملخالفةالنظر املقابلة : املرتكزات النظرية والتطبيقية واملفاهيمية - 5

26: " يــــــــــــــــجمل مجيـــــــــــــــل محـــــــــــــــداوي املرتكـــــــــــــــزات الـــــــــــــــيت تقـــــــــــــــوم عليهـــــــــــــــا املقاربـــــــــــــــة متعـــــــــــــــددة التخصصـــــــــــــــات فيمـــــــــــــــا يلـــــــــــــــي لنصــوص احلداثيــة املنفتحــة الــيت تســتلزم منهجيــة منفتحــة علــى مســتوى التلقــي والتقبــل - علــى الظــواهر الثقافيــة مــع الرتكيــز االهتمــام

حية، واالسـتعارية، والصوفية،واألسـطورية( .والنصوص املركبة واملعقدة ذات املعاين املتشعبة والغامضة مـن ...) الرمزية، واحلداثية، واالنزويـــــــــال -خـــــــــالل تشـــــــــرحيها تفكيكـــــــــا وتركيبـــــــــا . النطـــــــــالق مـــــــــن الـــــــــداخل إىل اخلـــــــــارج، والعكـــــــــس صـــــــــحيح أيضـــــــــا - فهمـــــــــا و

. اور، متــثال لفلســفة التواصــل، والتشــارك، والتحــو البحــث عــن التعدديــة يف املعــىن والتأويــل إميــا منهــا بفلســفة التنــوع واملتعــدد واملختلــف -

وتبادل وجهات النظر، واإلنصات إىل اآلخر ؛ فليس املهم هو املعىن الواحد والرؤية الواحدة، بـل املهـم هـو تعـدد الـرؤى، وتعـدد املعـاين، . .والبحــــث عــــن الــــال معــــىن

واالتســاق بــني التخصصــات املتعــددة يف إنشــاء نــوع مــن احلــوار عــرب مقاربــة الــنص يف ضــوء منهجيــات متعــددة ومتكاملــة ومتقاربــة -،واالسـتعانة بكـل املفـاهيم والتقنيـات لـدى كـل ختصـص علمـي علـى حـدة ، وذلـك يف التعامل مـع املعـارف والظـواهر الثقافيـة واإلنسـانية

جلمـع بـني ، كمـا تعمـل علـى البحـث عـن املشـرتك املفـاهيمي واملنهجـي بـني هـذه التخصصـات املتعـدد أثناء التعامـل مـع الـنص األديب ة تقسـيم الـنص عـن طريـق املنظورات املختلفة والرؤى املتعددة واملتباينة، وذلك ضمن رؤية موحدة ومشرتكة علـى مسـتوى التأويـل والتفسـري

126

ت خمتلفـــــــــــة حســـــــــــب كـــــــــــل ختصـــــــــــص علمـــــــــــي .. إىل نطاقـــــــــــات وفضـــــــــــاءات وجمـــــــــــاالت ومســـــــــــتوالســتخالص الــدالالت النصــية املتواريــة ، وتوليــد املعــاين " تنبــين عليهــا هــذه املنهجيــة الــيت النظريــة والتطبيقيــةتلكــم هــي أهــم املبــادئ

وبعــــد ذلــــك ، يــــتم االنتقــــال إىل مقاربــــة األبعــــاد النفســــية . املضــــمرة، وذلــــك عــــرب مســــاءلة الشــــكل البنيــــوي تشــــرحيا وتفكيكــــا وتركيبــــا 27"املرجعي واالجتماعية سواء أكان ذلك من الداخل النصي أم من اخلارج

:جتلي الدراسات البينية يف النقد الثقايف - 6ت النقدية الـما بعد حداثية واليت تعتمد الرتكيب واجلمع بني العلوم والتخصصات وصهرها يف يقف النقد الثقايف يف طليعة املقار

.لظواهر الثقافية واألدبية بوتقة واحدة ملعاجلة ات اللغوية والعلوم اإلنسانية لتجعل -إذا -فما العالقة بني النقد الثقايف والدراسات البينية ؟ وكيف استفاد النقد الثقايف من النظر

منه حقال بينيا ؟ لتعريف والشرح على بعض املصطلحات واملداخل لنقد الثقايف قبل اإلجابة عن هذا السؤال سنعرج .املفهومية ذات الصلة الوثيقة

: النسق الثقايف -1- 6

مهية كبرية إذ خاصة إذا عرفنا أن أقصى ما يرمي 28" يشكل قضية مركزية يف النقد الثقايف" حيظى مصطلح النسق الثقايف ، فالنقد 29" نقد األنساق املضمرة اليت ينطوي عليها اخلطاب الثقايف بكل جتلياته وأمناطه وصيغه "هو كشف و هذا األخري إليه

. الثقايف موجه خصيصا للكشف عن هذه األنساق املتوارية واملختفية خلف النصوص والسلوكات اإلنسانية املتنوعة واملتعددة إلحالالت 30" ثر من النمط نفسه مساق خيضع لقاعدة ومكون من وحدتني أو أك"هو النسقف لتأسيس أو ألداء أو قد يتعلق

ملصطلحات األدبية كالتايل :، وعرفته بعض املعاجم اخلاصة . عالقات ، تستمر وتتحول، مبعزل عن األشياء اليت تربط بينها) فوكو . م (النسق عند – 1"

ـــــــــــــــــورة منطـــــــــــــــــق التفكـــــــــــــــــري األديب يف الـــــــــــــــــنص) النســـــــــــــــــق( ويعمـــــــــــــــــل -2 . . علـــــــــــــــــى بل " 31 األبعــاد واخللفيــات الــيت تعتمــدها الرؤيــة) النســق(كمــا حيــدد -3لــيس مــن " ومــع هــذا فإنــه. مــن هــذه التعــاريف يتضــح أن النســق يتضــمن الداللــة علــى النظــام والرتتيــب ، والتسلســل

، كاللغــة، والنقــد: الســهل تنميطــه وحصــره يف ختصــص وحقــل مــا ؛ ملــا يشــغله مــن حيــز داليل واســع، حيــث يتــداول يف جمــاالت متعــددةء (وحىت املوضة واجملتمع ، واأليديولوجية ، بل ح ، بسـبب غنـاه ومشوليتـه وتعـدد داللتـه ؛) األز إذ ، وهذا يدل على قدرته على االنز

لعكـس ينـ زاح توظفه هذه الـــحقول املتباينة بداللته الــمحددة أو املتعـارف عليهـا ، فهـو ال ينـزاح تبعـا لــــمجال هـذا احلقـل أو ذاك ، بـل ـــــمجال أو احلقــــل ليصــــب يف قن . 32" اتــــهالــ

بـمــيزة التشـجري أو التفريـع ؛ أي بقدرتـه "اتصـافه وللنسق مسات تـــميزه وجتعل منه عنصرا فعاال ومهمـا يف النقـد الثقـايف ومـن ذلـك ن يتشجر عن النسق الرئيس أنساق فرعية أساسـيا يف كـل نسـق رئيسـي، الــميزة لتغدو شـرطا ، وتتعزز هذه 33" على التناسل النسقي

ن يكون قادرا على االنشطار والتفرع والتوالد .وذلك ، وهـــذه ...نســـق اجتمـــاعي، نســـق اقتصـــادي، نســـق فكـــري : فلـــو أخـــذ مـــثال النســـق السياســـي كنســـق رئـــيس فـــيمكن أن يتفـــرع منـــه

حـا جانبيــا، وهكــذا احلـال يف بق تـــجة منــه ومنبثقـة عنــه ، وليســت انز يــة األنســاق، علـى وفــق قــوة النسـق وقدرتــه علــى التوالــد التفرعـات لتعدديــة الثقافيــة والــيت ميكــن معهــا ن هنــاك تعدديــة لغويــة وتعدديــة ســاللية وتعدديــة " واالنشــطار ، مشــكال مــا يعــرف القــول

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــذا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وهكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ . 34 "ثقافيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

127

املفـردات الشـائكة " فهوم الثقافة واليت تعددت وتضاربت تعريفاها إذ تعـد مـن ينضاف إىل مفهوم النسق مفهوم آخر وثيق الصلة وهو مـــها أكثــر مــن مئــة وســتني تعريفــا ، وقــال وليــامز يف معــرض حديثــه عــن مفهــوم والغامضــة علــى رأي تــريي إيغلتــون فقــد بلغــت تعريفاتـ

ذه الكلمة اللعينة : الثقافة 35" كم أتــمىن لو أنين مل أمسع عام وعائم فإنه "ويعود سبب هذا التعدد يف التعاريف والغموض والتعقيد إىل طبيعة مفهوم الثقافة يف حد ذاته ، فما دام أنه مفهوم

37" معاين مـــختلفة عند استعماله يف سياقات خمتلفة "، كما أنه يكتسب 36" تعذر أبدا على التعريف املانع اجلامع ا يعرف وليامز الثقافة من لنظام االجتماعي "املنظور االتصايل التواصلي إنتاجا واستقباال وتعامال فريى أ نظام داليل يفضي حتما

38" املعني إىل حتمية التبادل االتصايل بني أفراده ، وحتمية إعادة إنتاجه ، وحتمية معايشته وحتمية استكشافه " ؛ حيث يطلقان مصطلح الثقافة على د تعريف كل من شرتاوس وجيميس براديلومن التعاريف ذات البعد الشمويل للثقافة جن

م مع بعضهم كل ما يتعارف عليه الفرد أو اجملتمع من معتقد وتفكري موروث، يعمل على تنظيم أشيائهم وسلوكهم وأنظمتهم وعالقاذا نظام مغروس يف الذاكرة اجلمعية الالشعورية 39" البعض ومع اآلخر املختلف ثقافيا ، وهي

عددية للثقافة ؛ فهي إذا كل مركب يشمل ما حيمله اإلنسان يف داخله من صفات تتبني من هذا التعريف الطبيعة الرتكيبية والت وأفكار وإيديولوجيات ومعتقدات موروثة ، كما تضم أمناط التفكري واليت تساعد اإلنسان على تنظيم سلوكه ، وتنظيم عالقاته داخل

اإلنسانية ، كما تشمل لغته وتراثه وشؤونه خمتلفة لتسري أموره اجلماعة أو خارجها ، وما يقوم به من عمليات إنتاجية وطرائق تنظيميةرخيه .و

إن هذا التعقيد والتنظيم يدالن على أن الثقافة يف حقيقتها نظام متوراث عرب األجيال أو نسق مضمر ينتقل عرب الالوعي اجلماعي .جيال عن جيل ، مشكال هويتها اليت متيز كل عرق عن آخر

وهكذا يتبني لنا مما سبق أن الثقافة مركبة كما أن النسق متعدد متجذر يف الثقافة، وتبعا لذلك يصبح النسق الثقايف أكثر تفرعا إذ يتداخل مع تـخصصات عديدة ،وإذا ما حاولنا رصد النسق الثقايف املضمر يف اإلنتاج الثقايف تعني علينا أيضا االستعانة بعلوم

. راعي الطبيعة األخطبوطية للنسق ؛ لــهذا كان النقد الثقايف ختصصا متعدد الروافد واملرجعيات وتـخصصات عديدة تكذا إذا فالنقد الثقايف يستمد طبيعته البينية والتعددية الـــمـنهاجية من السمة األخطبوطية للنسق وتداخله مع مـــجاالت مــختلفة ، و

ت متعددة ســمة التنوع والتعقيد لدى الثقافة ذا استحق النقد الثقايف أن يكون وجها للدراسات البينية وشكال من أشكال املقار ، و .التخصصات

ما درجة استفادة النقد الثقايف من العلوم اإلنسانية أثناء املمارسة النقدية ؟ : بقي اآلن أن نـجيب عن السؤال الثاين وهو : ة روافد النقد الثقايف من العلوم اإلنساني -2- 6

اسـتعار مصـطلحات مـن حقـول مـــجاورة ال حصـر لـــها وتبناهـا أيضـا " ال بد من اإلشارة إىل أن النقد الثقايف ما بعد احلداثي قد م عتبــاره نقــدا شــــموليا منفتحــا علــى علــم اجلمــال، وعلــم العالمــات، واملاركســية، والنظريــة األدبيــة واألنثروبولوجيــا، وعلــم االجتمــاع، وعلــ

ـــا ووظفاهـــا حبيويـــة وفاعليـــة وال ســــيما .... واحلقـــول املعرفيـــة األخـــرى الـــنفس، لكـــن النقــــد الثقـــايف وقبلـــه الدراســـات الثقافيـــة احتفيــــا وسنقتصـر يف هـذه املداخلـة علـى بيـان العالقـة بـني النقـد الثقـايف وبـني كـل مـن 40." مصطلحات األنثروبولوجيا وعلم االجتماع وغريمها

ت األخرى) السيمياء ( ماع ، وعلم العالمات علم النفس، وعلم االجت لعلوم والنظر . إذ ال يسع املقام للحديث عن عالقاته : النقد الثقايف وعلم النفس -1- 6-2

يعد التحليل النفسي أحد أهم املناهج املستخدمة لدى النقاد الثقافيني والذين استفادوا كثريا من أفكار

128

نغ ) Freud( د فرويد وحتليالت كل من سيغمون ا متكننا ) . Yang(و من تفسري " وتتجلى فعالية نظرية التحليل النفسي يف أساليب ال ميكن من خالل املنظورات األخرى حتقيقها ومرد ذلك أن هذه النظرية تساعد على فهم وسرب 41" وفهم النصوص

ا الفنانون مناطقنا النفسية العاطف "أغوار أنفسنا والولوج إىل ية واحلدسية والالعقلية واخلفية واملكبوتة ، فهذه هي املناطق اليت يتصل 42" املبدعون ويهتمون بــها وبدون نظرية التحليل النفسي لن يستطيعوا الوصول إىل التحليل أو الفهم بـمختلف جتلياته أو طبقاته بدءا من ومن املفاهيم واملصطلحات األكثر توظيفا وحضورا يف الدراسات الثقافية مصطلح الالوعي

لالشعور أو اهلو ، والوعي أو الشعور أو األ ، وأخريا الالوعي اجلماعي أو الالشعور اجلمعي ويسمى أيضا الالوعي ويسمى أيضا .أل العليا

سقاط هذه املفاهيم على الثقافة حتت غطاء النقد الثقايف سنجد أن العديد من العناصر املهمة يف النصوص ترتبط بعمليات "و، فاألنساق املضمرة تفعل 43" الالوعي لدى مؤلفي هذه النصوص ويف أنفسنا وعندما نقرأ أو نرى أو نستمع إىل هذه النصوص

ساب والتعليم كمسلك فعلها عرب الالوعي أو الالشعور اجلمعي لتستقر يف وعي كل منا عن طريق الوراثة كمسلك طبيعي أو االكت .بشري إنساين

واليت تنتقل من الضمري اجلمعي إىل الفرد نـــماذج األبطال واألساطري - حسب علماء التحليل النفسي - ومن النماذج املتوارثة ( قشها أتباع فرويد العديد من العـقد اليت " والعقد النفسية ، ونشري هنا إىل وجود صلة قوية بني هذه العناصر حيث نــجد أن

ت الذين مييلون إىل التحليل النفسي بطال وبطالت ) وبعض أصحاب النظر بطال األساطري وبطالتـــها ، وكذلك قد ارتبطت ، ، وأشهر هته العقد عقدة أوديب ، وعقدة إلكرتا ، وعقدة هرقل 44" األعمال الدرامية القدمية والذين قد تكون هلم أبعاد أسطورية

ا ألن ا املختلفة يف الثقافات وعرب األجيال املتعاقبة ، لذلك وجب االلتفات واالعتناء ا وإفرازا دراسة األسطورة "ولكل منها جتلياا املركزي يف مجيع الدراسات الثقافية وهلا عالقاتــها بكل شيء من املشاكل النفسية إىل املعتقدا لرمز والطقس هلا مكا ت وعالقتها

45" السياسية وتساهم العقد واألساطري عرب األجيال يف تشكيل صور األبطال والنماذج األصلية واليت تتحول إىل أنساق مضمرة منغرسة يف

إىل الصورة ) archetypeالنموذج األصلي ( يشري مصطلح "ذواتنا وأفكار ، نستحضرها يف كل حلظة كتابة أو قراءة ، ون والفلسفات واألعمال الفنية أو امل وتوجد النماذج األصلية بعيدا عن نطاق . وضوع العاملي املوجود يف األحالم واألساطري واألد

لالوعي اجلماعي املوجود لدى مجيع األفراد لتاريخ السابق و ا ترتبط . 46" . الالوعي الشخصي لألفراد كما أهر التفوق هو نسق متجذر مت اكتسابه من تلك الصور املنمذجة لألبطال يف األساطري والقصص فنسق حب البطولة والظهور مبظ

نغ جمموعة من السمات اليت متيز األبطال عن سائر البشر فهم أشخاص أخيار ،إيــجابيون ، هلم قدرات "الشعيب ، وقد حدد هناك تصورات مضمرة عن جمموع من الصفات "ومعىن ذلك أن 47" ...عقلية غري عادية ومهارات رائعة ، منتصرون يف النهاية

.فإذا وجدت هذه الصفات صار الشخص بطال ،و انعدامها ينفي ذلك 48" املتوخاة واليت انغرست يف الالشعور اجلمعي لألمة، وأخذت يف التناسل عرب "ومن األنساق الثقافية املضمرة اليت محلتها النصوص الشعرية بعا ومتولدا من نسق البطولة السالف 49" األجيال هو نسق الفحولة حيث القوة والتفرد والذات املتعالية ، وال يبعد أن يكون

. وقد ظهر جليا يف الكثري من نصوص املدح واهلجاء وحىت الغزل العذري .الذكرت التحليل النفسي لفهم العالقة الكامنة بني إن لـــمام واسع بنظر اإلمساك خبيوط هذه األنساق الثقافية املضمرة ال يتحقق إال

النفس البشرية وعملية اإلبداع إنتاجا وتلقيا ، ومن مث الوقوف على اآلليات اليت سامهت يف مترير وتكريس هذه األنساق وهيمنتها على . نا وحىت على سلوكاتنا شعور وعواطف

129

النقد الثقايف وعلم االجتماع-6-2-2وهنا 50" سواء كانت ثقافة عليا أم دنيا ، شعبية أم غري شعبية "يهتم علماء االجتماع بدراسة السمات الثقافية يف اجملتمع

السمات األديويوجية للثقافة الشعبية والدور " تتبدى األمهية البالغة للنقد الثقايف يف الكشف عن األنساق املضمرة واليت متثل ويركز بعض النقاد الثقافيني اهتمامهم على .... الذي تلعبه يف العامل االجتماعي والسياسي والدور الذي يلعبه الناس يف اجملتمع

لسلطة ،من خالل تناولـــهم لـمــوضوعات تت 51" السمات االجتماعية والسياسية للثقافة الشعبية ملمارسات الثقافية وعالقتها "علق دف فهم الثقافة جبميع أشكاهلا املركبة ثري تلك العالقات على شكل املمارسات الثقافية ، وتروم من وراء ذلك إىل اختبار مدى

. 52" . واملعقدة ، وحتليل السياق االجتماعي والسياسي ، يف إطار ما هو جلي يف حد ذاته سم السوسيولوجيا الثقافية واليت وق جلانب االجتماعي ميدان حبثي ومعريف جديد عرف د تولد عن الدراسات الثقافية املهتمة 53" لربط بني النص والسياق حبجة أن النص أقوال تعرب عن مصاحل وأغراض اجتماعية وثقافية وحضارية من قيمة املبادلة "تم

لتايل البحث يف الع .نسق اجتماعي ثقايف / القة بني نسق لغوي ولتفاعل بني اجلوانب الذهنية والــمادية واملعنوية ، "وتنطوي ثقافات الشعوب على العديد من األنساق الثقافية واليت تتشكل

لكن النسق يظل . ياة اإلنسانيةوأمهيتها يف تفسري حياة الــمجتمعات ، لـما حتمله من معتقدات وصور وأفكار وأخيلة ترتكز عليها احلستمرار ، نظرا لقدرته على ترسيخ القيم يف أذهان املتلقي ، واليت يف الغالب تكون متناقضة ، تبعا للمتغريات اليت منفتحا ومتغريا

54" تعرفها الثقافة ، ويعرفها اجملتمع آلخر ، : ومن أهم األنساق اليت حتاول الثقافة ووسائل اإلعالم ترسيخها نذكر التعددية الثقافية ، واهلوية ، واهليمنة عالقة األ

ثري وسائل اإلعالم ، املقدس واحملرم ... وكلها كامنة خلف النصوص والسلوكات والعادات والطقوس ... صورة اآلخر ، الشائعات ، :النقد الثقايف والسيمياء -6-2-3

بكل شيء يــمكن النظر إليه كعالمة أو رمز ويفرتض يف الوقت ذاته أن كل شيء ميكن "تم السيميائيات أو علم العالمات فهو يدرس حياة العالمات واإلشارات داخل الــمـجتمع وهذا ما جيعله أحد العلوم السيادية اليت لـــها استخدام 55" النظر إليه كعالمة

ت والسلوكات والعادات ء واإلعال يف مجيع دروب املعرفة ؛ ومن ضمنها العلوم اإلنسانية واآلداب والعلوم االجتماعية والفنون واألز .والتقاليد

ا ويرتكز اهت كلغة اجلسد وامللبس ( الناس املعاين يف استخدامهم للغة ويف سلوكهم " مام علم العالمات على الكيفية اليت يقدم ألساليب اإلبداعية جلميع األنواع الفنية ) وتعبريات الوجه الظواهر وألن اللغة هي أكثر الظواهر الثقافية شيوعا وتنظيما فإن 56" و

كما أن الثقافة ... جوهرها بىن نسقية من العالمات الدالة ؛ ولذا اتـجه حمللو الثقافة إىل دراستها من منطلق سيميائييف "الثقافية متثل ألنظمة السيميائية 57" يف تنظيم حياة البشر بنائيا -كما يرى شرتاوس -تتوسل

لنسبة للنقد الثقايف مثلت النظرية السيميائية ركيزة معرفية ونقدية متميزة يف "قد فأما عن األمهية النقدية للسيميائية وخاصة ت حول النقد ا يف األطروحات والنظر لثقافة ومفهوما مسار الدراسات الثقافية ومنهجية التحليل الثقايف ؛ إذ ارتبطت السيمياء

أصبحت النظرية السيميائية أحد أهم املداخل يف نظرا ألن الثقافة تبدو يف جوهرها نظاما للعالمات وعلى هذا األساس 58" الثقايف وهنا تتبدى . كأحد املـــجاالت املعرفية يف حقل الدراسات الثقافية ) سيميائية الثقافة (فهم وحتليل الظواهر الثقافية ، وظهر مــجال

ا حيصر الثقافة برغأمربتو إيكو تلك العالقة الوطيدة بني العالمة والثقافة ، إىل درجة جعلت شيئا ليست "م تنوعها وتعقيدها يف أ 59 ".آخر سوى نسق أنساق العالمات

130

نسقا دالليا يتضمن عدة أنساق ") رتو –موسكو ( ، كما تعد أيضا من منظور مجاعة فظواهر الثقافة هي أنظمة للعالمات ت ، طقوس ( ذا االعتبار فإن 60) " فنون ، د ، قياسا على عناصر 61" العالمة تتألف من دال ومدلول ومرجع ثقايف "و

ا تتعدد العالمات وتتعدد معها الدوال واملدلوالت وختتلف ذلك أن ختالف الظواهر الثقافية وتعدد جتليا نسق "الدليل اللغوي ، وختالف الثقافات ؛ فالثقافة تلعب دورا مهما يف حتديد أنواع العالمات واإلشارات والرموز املستخدمة العالمات واإلشارات خيتلف

62" يف جمتمع ما ذي ثقافة مميزة إدراج العالمة ضمن أنساق ثقافية متنوعة يـــجعلها تكتسب " ألن كما تلعب الثقافة بتنوعها دورا يف تـــحديد داللة هذه العالمات

.فال بد من حتديد النسق الثقايف أوال ليسهل تفسري تلك العالمة وبيان داللتها 63" جديدداللة متــختلفة ضمن كل نسق ثقايف ت والسلوكات واليت متثل دواال حاملة لــها ومن مجلة ما تعتين به السيميائيات الثقافية موضوع القيم الثقافية املتوارية خلف اخلطا

ا القيم الثقافية تـــجد يف اخلطاب مالذا "حبكم أن آمنا إلعادة التشكل وبناء عالقات جديدة يف سياق خطايب يــحفظ لـها امتداداثريها عرب التاريخ ؛ ألن هذا اخلطاب نتاج لعالقة وثيقة بني الثقافة ووعي املبدع ؛ وهذا يدعو إىل القول إن البحث يف قضا : و

ن بقيم الثقافة، فاألدب يعيد إنتاج قيم الث 64" قافة ولكن يف طورها املتعايل األدب مرم بوجود املبدع واملتلقي واخلطاب احلامل للقيم والعالمات اليت يتم تفسريها وفق الثقافة ) املرسل ( إذا فنحن أمام فعل تواصلي

فعل التواصل املبين على املواضعة والتداول املستمرين يف "الراهنة أو املتواضع عليها ، وبذلك جاء التأكيد يف األنثروبولوجيا على أن رخييا واجتماعيا جلماعة ما أو لشعب ما ، مــما يؤكد سيميائيا على قراءة أي نص أديب يف ضوء تعالق رموزه / لغة ( النسق الدينامي

65" لرمزية املرجعية للنص ) معىن دف اىل بعض الظواهر االجتماعية فإن االستعانة فلو أرد مثال كشف األنساق املتوارية يف لتحليل السيمائي للنسق االجتماعي م هلذا جند أن األنظمة اليت سادت يف اجملتمع " استكشاف نظام العالقات داخل اجملتمع وعلى اخلصوص عالقات األفراد وحاجا

لسيميائي من حتديد شرحية أو فئة أو طبقة اجتماعية، ففي التنظيم البشري هلا من العالمات واألنظمة الرمزية الثقافية، ما متكن االعشائري نرى طقوسا وعادات تتجلى يف مجلة من العالمات والرموز ما تتميز به عن نظام اجتماعي آخر يف طرائق احلفالت واألعراس

66 ."واملآمت واألعياد وغري ذلك من املظاهر الثقافيةمعىن يف عالقتها " عال الصادرة عن األفراد واجلماعات من منظور سيمياء الثقافة هلا داللة و لــهافكل الطقوس واألحداث واألف

ا نظام إشارات وأعراف أو قواعد لتفسري هذه العالمات ا ، وقد ينظر إىل هذه الثقافة على أ ، 67" . اإلشارات / لثقافة املوجودة ئية جوفاء خالية من أي داللة ، بل على العكس فهي حمملة حبموالت ودالالت ثقافية فالطقوس والعادات ليست جمرد أفعال عشوا

.واجتماعية مرتاطمة عرب زمنها الطويللصورة ؛ سواء أكانت الصور اليت يشكلها اإلنسان عن أخيه اإلنسان أو اليت كما يعتين النقد الثقايف من وجهة نظر سيميائية

وقد ... تشكلها الشعوب عن شعوب أخرى كصورة العريب عند الغرب والعكس ، أو صورة األبيض عند األسود أو العكس ، وهكذا لغ األمهية يف حياتنا سواء " ألدبية الشعرية والسردية ويف األمثال الشعبية ألن شاعت هذه الصور يف األعمال ا الصور تلعب دورا

68" فيجب أن تفسر هذه الصور . أعرفنا ذلك أم ال جاوزة ما وراحت تعززها مت) أقصد الصورة ( ومع تطور وسائل النشر والتوزيع تصدت وسائل اإلعالم هلذه العالمة الثقافية اخلطرية

ت االستشراقية أو االستغرابية ، ونظرا للدور اخلطري الذي أضحت تلعبه الصور يف حياتنا فقد "كانت تشكله وترمسه األدبيات والكتالصور ويتحدثون اآلن عن ظاهرة التمثيل ، ع إن هذا املفهوم يتناول الصور من مجيع األنوا ] إذ [ وسع النقاد الثقافيون من اهتمامهم

خذ يف حسبانه أمورا مثل من الذي يصنع يف سياق النظام االجتماعي والسياسي الذي يوجد به هذه الصور ، كما أن هذا املفهوم

131

واملهام اليت ) وبصفة خاصة الصور اليت تقدمها وتنشرها وسائل اإلعالم ( الصور ، ومن الذي يسيطر على صناعة الصورة يف اجملتمع 69" النظام االجتماعي السياسي ولألفراد ؟ جتسدها هذه الصور يف

ساطري قدمية جتعلها تكرر نفس النسق املضمر كما هو حال األساطري اليت اختلقها رخيية أو حداث وقد ترتبط هذه الصور نية، وغايتهم من ذلك أنه الغرب عن الشرق اإلسالمي برسم صورة مشوهة يف تعبري صارخ عن العنصرية وتكريسا لنسق اهليمنة والشوفي

ا خاملة وجاهلة وفاسقة ، وليس هلا قدرة ذاتية على التطور والتقدم ، أمكن ألورو "لو استطاع األوروبيون تصوير شعوب الشرق ا على هذه الشعوب . 70" أن تربر تدخلها وتبسط سيطر

: خامتة لدراسات البينة وأثرها على النقد األديب مع تعزيز ذلـك بـبعض النمـاذج واألمثلـة حاولنا يف هذه املداخلة التطرق إىل أهم ما يتع لق

واملتمثلة أساسا يف املقاربة النقدية متعددة التخصصات والنقد الثقايف إذ جتلت فيهما البينية بشكل واضح ما سـاعد علـى بلـوغ درجـات لعمـل األديب فهمـا وتفسـريا ويـال ،داعـني إىل تبـين هـذه املقاربـة وتـدعيمها تنظـريا وتطبيقـا مـن خـالل متقدمة من اإلحاطة والشـمولية و

ــا بغيــة جتــاوز مــا وقعــت فيــه املنــاهج األحاديــة الســابقة مــن قصــور ومجــود وبعثــا للكثــري مــن ــا وأدوا لتطبيــق الفعلــي إلجراءا جتســيدها . لسطحي بسبب دراستها من منظور واحد ومبنهج واحدالنصوص األدبية القدمية واملعاصرة واليت راحت ضحية التأويل القاصر ا

: اهلوامش

                                                             6جباية ، ص ، جامعة سعديل سليم ، املنهج التكاملي بني الرفض والقبول 1 34، ص 2007، 1يوسف وغليسي ، مناهج النقد األديب ،مفاهيمها وأسسها ، جسور للنشر والتوزيع ، اجلزائر ، ط 2ه ومناهجه ، منشورات جامعة السابع أبريل ، ليبيا ص 3 140صاحل هويدي ، النقد األديب احلديث ، قضا . 43يوسف وغليسي ، مناهج النقد األديب، ص 4ت النقد األديب يف مرحلة ما بعد احلداثة ، مجيل مح 5 . 16األلوكة ، ص جمموع مقاالت مجعتها شبكة داوي ، نظر . 226، ص 2002، 3 ، الدار البيضاء ، املغرب ، ط ، املركز الثقايف العريب سعد البازعي وميجان الرويلي ، دليل الناقد األديب 6 21مجيل محداوي ، املرجع السابق ، ص 7ا ،صاحل بن اهلادي رمضان ، التفكري البيين 8 ا ، جامعة اإلمام دمحم بن ، أسسه النظرية وأثره يف دراسة اللغة العربية وآدا مركز دراسات اللغة العربية وآدا

18ص سعود اإلسالمية ، السعودية 9 M.Nissani:Fruits;salads;andsmoothis :A Working definition of interdisciplinarity, Association for Integrative Studies;Newsletter p18.

. 16، ص السابق، املرجع صاحل بن اهلادي رمضان 10وينظر عمار بن عبد ، 6، جامعة األمرية نورة بنت عبد الرمحن ، ص ودراسات املرأةمركز األحباث الواعدة يف البحوث االجتماعية الدراسات البينية ، 11

. 2املنعم أمني ، الدراسات البينية ، رؤية لتطوير التعليم اجلامعي ، ص ا وداللتها ، 12 ض ) 2( 25جملة اآلداب م كاظم جهاد حسن ، يف البينية ، نشأ . 241ص ، 2013، جامعة امللك سعود ، الر . 107مجيل محداوي ، ، املرجع السابق ، ص 13، 2017اجمللد الثاىن العدد اخلامس أبريل ، اللغة والدراسات البينية ، جملة سياقاتالدراسات البينية وإشكالية املصطلح العابر للتخصصاتآمنة بلعلى ، 14

. 270ص ت النقد األديب يف مرحلة ما 15 . 107بعد احلداثة ، األلوكة ، ص مجيل محداوي ، نظر 19ص املرجع السابق ، ، رمضان اهلادي صاحل بن 16

132

                                                                                                                                                                                                ت االبتكار ، جملة اآلداب ، العدد 17 ض 2013مايو ،2 اجمللد، 25 ، سعد البازعي ، الدراسات البينية وحتد ، ، جامعة امللك سعود، الر

221 ص 105السابق ، ص مجيل محداوي ، املرجع 18 . 108ن مجيل محداوي ، املرجع فسه ص 19 . 105مجيل محداوي ، املرجع نفسه ، ص 20 . 106مجيل محداوي ، املرجع نفسه ، ص 21 . 108ص نفسه مجيل محداوي ، املرجع 22 . 106مجيل محداوي ، املرجع نفسه ، ص 23 . 106مجيل محداوي ، املرجع نفسه ، ص 24 106محداوي ، املرجع نفسه ، ص مجيل 25 . 109مجيل محداوي ، املرجع نفسه ، ص 26 . 109 – 108صص مجيل محداوي ، املرجع نفسه 27 2014 1والنقد الثقايف ، إضاءة توثيقية للمفاهيم الثقافية املتداولة ، دار الكتب العلمية ، لبنان ، طدليل مصطلحات الدراسات الثقافية ، مسري خليل 28

. 292، ص . 83ص ، 2005، 3قراءة يف األنساق الثقافية العربية ، املركز الثقايف العريب ، الدار البيضاء ، املغرب ، ط النقد الثقايف ، ، الغذامي عبد هللا 29 .228، ص 2003، 1عابد خزندار، اجمللس لألعلى للثقافة، القاهرة ،مصر ، ط :تر معجم املصطلحات،،املصطلح السردي ،جريالد برنس 30 211ص ،1985، 1، الدار البيضاء ، املغرب ، ط معجم املصطلحات األدبية املعاصرة ، سوشربسيس ، سعيد علوش 31ا، كلية الرتبية والعلوم اإلنسانية ، جامعة الرواية العراقية األهوار يف، أصواب هللا عروبة جبار 32 ، رسالة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف اللغة العربية وآدا

6ص ، 2013البصرة ، العراق ، 6ص ، املرجع نفسه ، أصواب هللا عروبة جبار 33 . 72، ص ، املرجع السابقمسري خليل 34 5ص املرجع نفسه ، مسري خليل ، 35 . 140، ص األديب البازعي والرويلي ، دليل الناقد 36 80، ص ، املرجع السابقمسري خليل 37ت والتعددية الثقافيةاملعز الدين 38 7ص، 2013، قراءات يف ضوء النقد الثقايف املقارن، الصايل للنشر والتوزيع، عمان، األردن ناصرة، اهلو 34ص ، 2007، 1دار الفكر ، دمشق ، سور ، ط ،الثقافة واجملتمع مسري إبراهيم حسن ، 39 .6ص ، ، املرجع السابقمسري خليل 40 1وفاء إبراهيم ورمضان بسطاويسي، اجمللس األعلى للثقافة ، مصر ، ط : آرثر أيزابرجر ، النقد الثقايف ، متهيد مبدئي للمفاهيم األساسية ،تر 41

.188، ص 2003 . 188آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 42 . 158آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 43 . 179 آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 44 . آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ن ، ص 45 180 آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 46 . 182 – 181آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 47 . 85ص ، املرجع السابق ، الغذامي عبد هللا 48 . 17ص ، 13جبامعة واسط ، العدد كلية الرتبيةه ، جملة كلية واسط ، ، إجراءاتمنهجه ، مه و همف :النقد الثقايف، إمساعيل خلباص محادي 49

133

                                                                                                                                                                                                 . 195 آرثر أيزابرجر ، املرجع السابق ، ص 50 . 222 آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 51 . 19ص ، 2007منشورات االختالف ، اجلزائر ، ط مدخل يف نظرية النقد الثقايف املقارن ،، حفناوي بعلي 52 . 195ص ، ، املرجع السابقمسري خليل 53 697، ص 2017، 99األنساق الثقافية يف اخلطاب الروائي عند عبد هللا العروي، جملة فصول العدد ميلود اهلرمودي ، 54 . 123 أيزابرجر ، املرجع السابق ، صآرثر 55 . 152 آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 56 690، ص 2017، 99األنساق الثقافية يف اخلطاب الروائي عند عبد هللا العروي ، جملة فصول العدد ميلود اهلرمودي ، 57 . 689ص املرجع نفسه، ميلود اهلرمودي ، 58رخيه: ، العالمة أمربتو إيكو 59 – 273ص ، 2007 1سعيد بن كراد ، املركز الثقايف العريب ، الدار البيضاء ، املغرب ، ط : تر ، حتليل املفهوم و

274 . 201، ص ، املرجع السابقمسري خليل 60 201، ص املرجع نفسه مسري خليل ، 61

62 . 45، ص 2009، اإلسكندرية ، مها فوزي معاذ ، األنثروبولوجيا اللغوية ، دار املعرفة اجلامعية 15ص ، 2014، 92- 91عدد ، القاهرة، جملة فصول .األنساق وقمع الدالالت السيميائيات الثقافية، تفعيل الفتاح يوسف ، عبد 63 4ص املرجع نفسه ، عبدالفتاح يوسف ، 64 2017، ربيع 99العدد ) 3/ 25اجمللد ( ، لة فصول، جماملصرية العامة للكتاب اهليئةالنص والثقافة ، : ربوك دريدي ، املقاربة األنثروبولوجية لألدب م 65 36ص ،   www.nizwa.com/. 1997، 12 العدد ، سلطنة عمان، ، جملة نزوى ، حتليل اخلطاب من اللسانيات إىل السيميائيات أمحد يوسف 66 .150 آرثر أيزابرجر ، املرجع السابق ، ص 67 . 131 آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 68 . 131 آرثر أيزابرجر ، املرجع نفسه ، ص 69 . 2ص 1993، 3صباح قباين ، دار طالس ، ط : ر قباين ، أساطري أورو عن الشرق ، لفق تسد ، تر 70

134

ا العربية؛ دراسة حتليلية النصوص اهلندية وترمجا يب. يو. دمحم عابد /د

أستاذ مساعد ومشرف البحوث،ا، قسم املاجستري والبحوث يف اللغة العربية وآدا

كلية فاروق ، كاليكوت، كرياال، اهلند

املقدمةتاريخ واهلند كانت شهرية لدى العرب يف قدمي الزمان كانت العالقات اهلندية العربية قدمية األمد ووثيقة الربط منذ فجر ال

وان حركة الرتمجة بدأت ونشطت يف العصر . فالتواصل التجاري بينهما قدمي يف التاريخ وحمافظ على ذلك من قبل كلتا األمتنينية يف ميادين اآلداب والعلوم العربية عن اللغات األخرى مبا فيها الفارسية والسانسكريتية واهلند إىلوالعصور املتعاقبة اإلسالمي ية واليو .والفنون

لغابني اهلند والعامل العريب العالقات الثقافية لت ليف عديد من النصوص اهلندية يف . اهتماما نتيجة هلذه العوامل لقد مت العربية من خمتلف اللغات اهلندية على اللغة إىلذا الطريق ترمجت عدة نصوص . لغات العامل إىلخمتلف ميادين احلياة وترمجة بعضها

النصوص إىلوهذه الورقة تسلط الضوء . اخلصوص اللغة اهلندية واللغة األردية واللغة امللياملية واللغة التاملية والبنجابية وغريها من اللغات :منها.اهلندية اليت متت ترمجتها اىل العربية

نة الرامالسنسكريتية اليت تنتمي إىل الشاعر فامليكيهي ملحمة شع) Ramayana(الراميانة ) Valmiki( رية هندية قدمية كتبت

للغة السنسكريتية سرية حياة راما . وتعترب من الرتاث اهلندي والنصوص املقدسة لدى اهلندوس والشاعر ،)Rama(والراميانة تعين لنظم ملحمة تروي سرية راما كما يعتقد (Brahma) اإلله برامها املغين األسطوري فامليكي يذكر يف بدايتها أنه تلقى أمرا إهليا من

ريخ امللحمة إىل القرن الثاين للميالد، وتتألف من أربعة وعشرين ألف بيت مزدوج، يف سبعة فصول، تصف . اهلندوس ويرجع ر عليها وحتريرها، وبذلك ميكن والعثو ) Sita(مغامرات وبطوالت وآالم البطل األسطوري راما، والسيما قصة اختطاف زوجته سيتا

نية» األوديسة«تشبيهها أو مقارنتها بـ ا شعرا الشاعر واملرتجم وديع البستاين وقام بتحقيقها د. اليو خليل الشيخ مبراجعة . الراميانة عر .م 2012بروفيسور ذكر الرمحن ونشرها مشروع كلمة للرتمجة، أبوظيب عام

ارتة املهاارا لسنسكريتية ) The Mahābhārata(تة ملحمة املها من أعظم الكتب املقدسة لدى اهلندوس وأطول قصيدة كتبت

نة . مقطع شعري 220,000وهي تتألف من . على مر العصور وإحدى أشهر قصيدتني ملحميتني معروفتني يف اهلند مثل الرامان، وحت م، وتعد لدى اهلنود السفر وهي ملحمة اهلند الرئيسية كما اإللياذة واألوديسة عند اليو ريخ اهلنود وأساطريهم وحكا وي

ا أيضا املسلمون يف اهلند وإسم . فرتمجت إىل األوردية. اخلامس من أسفار احلكمة وتعترب مصدرا غنيا من مصادر التصوف وقد عىن ، فقد كتبها مائة شاعر )Compiler" (املنظم"وهي كلمة معناها ) Vyasa(مؤلفها أسطوري، إذ ينسبها الرواة ملن يسمونه بـ فياسا

اراتة. وصاغها ألف منشد ا دار ورد، دمشق عام :قام برتمجتها عبد اإلله املالح اىل العربية بعنوان املها ملحمة اهلند الكربى ونشرا جمدي كامل. م 2002 ارتة ترمجة عربية أخرى اليت قام .وللمها

135

قصة جتاريب مع احلقيقةهي السرية الذاتية ملوهن داس كرجنت ) The Story of My Experiments with Truth(ربيت مع احلقيقة قصة جت

. 1921أبو الوطن اهلندي، اليت تغطي حياته من الطفولة املبكرة حىت عام ، )Mohandas Karamchand Gandhi(غاندي عتباره واحدا من 1999ويف عام من قبل جلنة السلطات " 20من القرن 100ب الروحية أفضل الكت"مت تعيني هذا الكتاب

يسرد غاندي يف سريته الذاتية قصة حياته وكيفية تطويره ). Spiritual books of the century,USA(الروحية والدينية العاملية موعة من املبادئ اليت وهي جم) Nonviolent resistance(أو املقاومة السلمية ) Insistence on truth(ملفهوم الساتياجراها

قام دمحم ابراهيم السيد برتمجة هذه . تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية يف آن واحد ملخصها الشجاعة واحلقيقة والالعنفا كلمات عربية للرتمجة والنشر، مصر عام رمجة وقد سبقتها ت. م 2008السرية الذاتية اىل العربية بتحقيق جمدي عبد الواحد عنبة ونشر

.منري البعلبكي ونشرها من قبل دار العلم للماليني، بريوتريخ العامل حملات من

ريخ العامل رو ) Glimpses of World History(حملات من ليف جواهر الل أول ،)Jawaharlal Nehru(من ات من التاريخ بطريقة جمموعة لرسائل كان يبعثها هو حمل. رئيس وزراء للهند وشخصية مركزية يف السياسة اهلندية قبل وبعد االستقالل

رو . 1933وأغسطس 1930رو البنته انديرا بينما كان يتنقل من سجن اىل سجن يف الفرتة الواقعة بني أوكتوبر ومل يكتف سلوب قصصي مم وهذا هو السر يف . تعختيار احلوادث التارخيية اهلامة بل تطرق اىل ذكر األسباب اليت تكمن وراء هذه األحداث

.م 1997وقد قام برتمجته عبد العزيز عتيق ونشرته دار اجليل ، بريوت عام . عظمة هذا الكتاب العظيمر أجنحة من

ر ، رئيس )Dr. A. P. J. Abdul Kalam(السرية الذاتية لزين العابدين عبدالكالم ) Wings of Fire(أجنحة من يسرد الكتاب سرية حياة شخص ينتقل من حياة ريفية بسيطة ليصبح أحد أبرز . د املشروع النووي اهلنديمجهورية اهلند السابق ورائ

الشخصيات اهلندية املعاصرة ، من مدير مشروع للصواريخ اهلندية إىل الرئيس احلادي عشر للهند والكتاب حيكي قصة كفاح أصبح .م 2009برتمجتها صهيب عامل ونشرته هيئة أبو ظيب للثقافة والرتاث، عام قام . جزءا من الوعي اهلندي واهلوية الوطنية اهلندية

رو غاندي إنديرا؛ قصة حياة إنديرا رو رو ) Indira: The Life of Indira Nehru Gandhi(إنديرا؛ قصة حياة إنديرا غاندي هي سرية إنديرا

رو غاندى وتذكر مواقف كثرية هلا على وه. رئيسة الوزراء اهلندية األسبق ،)Indira Gandhi(غاندى ذا الكتاب يغطى حياة إنديرا سة الوزراء مث أهم األحداث الىت جرت ىف عصرها، انتهاء بواقعة اغتياهلا إنديرا؛ قصة حياة . طريق نضاهلا وكفاحها، حىت توليها ر

رو غاندي للكاتبة األمريكية كاثرين فرانك مت برتمجته كوثر حممود دمحم اىل العربية ونشرته دار وقا) Katherine Frank(إنديرا .م 2010كلمات عربية،مصر عام

حلرية اهلند تظفر حلرية ليف أبو الكالم أزاد ) India Wins Freedom(اهلند تظفر ، )Maulana Abul Kalam Azad(من

ملؤ وأبو الكالم أزاد، . متر الوطىن اهلندى خالل حركة االستقالل اهلنديةأول وزير تربوي للهند والباحث اهلندى والزعيم املسلم الكبري رو فهو كتاب . أحد الرموز يف معركة حترر شبه القارة اهلندية من االستعمار الربيطاين، جنبا إىل جنب مع مهامتا غاندي وجواهر الل

لتفصيل طريق اهلند حنو استقالهلا دمحم لطفي اليوسفي ونشرته . د. بيلة يوسف الزواوي مبراجعة أن. وقد قامت برتمجته د. سريي يتابع .م 2011وزارة الثقافة والفنون والرتاث، قطر عام

136

خزانة الشعر السنسكرييت،كتاب قام جبمعه وحترير نصوصه املرتمجة لإلجنليزية أ ) A Treasury of Sanskrit Poetry(خزانة الشعر السنسكرييت

للغة ). A.N.D.Haksar(هاكسار . د.ن . يقدم هذا الكتاب للقارئ خمتارات شعرية من الشعر املكتوب أو املنظوم أساسا ونقله إىل العربية الشاعر واملرتجم عبدالوهاب أبو زيد ونشره . السنسكريتية القدمية ضمن مدى زمين ميتد ألكثر من ثالثة آالف عام

. م 2011لثقافة، أبوظيب عام مشروع كلمة للرتمجة التابع هليئة أبوظيب للسياحة وا تروكرل املثنوي املقدس

لتحديد األدب التاميلي املنحدر جغرافيا من جنوب اهلند، يعود عمر ) Tirukkural(تروكرل من روائع الرتاث اهلندي و The ancient(عام تقريبا، وهو عبارة عن جممع هائل للحكم واألمثال قام بنظمها احلكيم تروفللوفر 2000الكتاب إىل

Tamil poet-philosopher Thiruvalluvar .( كان من . لغة من لغات العامل 30متت ترمجة الكتاب إىل أكثر منعجاب قائال أقوال تروفللوفر قد المست شغاف روحي وال أخال ”: بني أهم قراء تروكرل املهامتا غاندي حيث ينقل عنه أنه وصفه

قام أمار حسن برتمجة هذا الكتاب اىل العربية ونشرته دار الفارايب . “احلكمة كما فعل تروفللوفرأحدا قد أغدق على البشرية كنزا من وقد سبقته ترمجة دمحم يوسف كوكان، األستاذ ورئيس قسم اللغة العربية والفارسية واألوردية سابقا، . م2015للنشر والتوزيع، لبنان،عام

.م 1976عام ) Sacred Verses(ت املقدسة كلية مجالية العربية، تشيناي بعنوان األبيا مقوالت يوغا بتنجايل

افانندا) Yoga Sutras of Patanjali(مقوالت يوغا بتنجايل ليف سوامي برا Swami(من Brahmananda (يقدم الكتاب مضمون اليوغا وأهدافها وطريقة ممارستها وما تفضي إليه من فوائد صحية . يف السنسكريتية

ا، بل قد تصري عوائق يف طريق السالك إن هي استخدمت للتفاخر أو -روحية، ونيل لقوى فوقوعقلية و طبيعية ال تقصد لذالليوغا (مقولة مقسمة يف فصول الكتاب األربعة، خصص الفصل األول منها ) 195(حيتوي الكتاب على . لألغراض الشريرة

أما الفصل الثالث فهو عن . مقولة) 55(وفيه ) لليوغا وممارستها( وخصص الفصل الثاين. مقولة) 51(واشتمل على ) وأهدافهاالذي ) التحرر(وجاء الفصل الرابع واألخري عن . مقولة) 56(اليت ميكن أن يكتسبها ممارس اليوغا على النحو السليم وفيه ) القوى(

قام عبدالوهاب املقاحل برتمجة هذا . مقولة) 33(فصل هو الغاية من ممارسة اليوغا، بل هو يف الواقع غاية كل طريق روحاين، ويف هذا ال .م 2010الكتاب اىل العربية ونشرته كلمة ـــ هيئة أبوظيب للثقافة والرتاث، أبوظيب عام

الكاماسوتراواضع هذا النص الفيلسوف . هو نص هندي قدمي يتناول السلوك اجلنسي لدى اإلنسان)Kamasutram(الكاماسوترا

سم كاما ) Vatsyayana(ا اهلندي فاتسي ، كخالصة قصرية للكثري من مؤلفات سابقة قدمية خمتلفة تعود إىل تقليد يعرف فتدلل على ) Sutra(تعين الرغبة، بينما كلمة سوترا ) Kama(، وهو يعين علم احلب، كلمة كاما )Kama Shastra(شاسرتا

الكاماسوترا فن "قام رحاب عكاوي برتمجة هذا الكتاب اىل العربية بعنوان . يامصطلح سوترا كان تعبري تقنيا قياس. سلسلة من احلكم .م 2009ونشرته مؤسسة االنتشار العريب، لبنان عام " احلب عند اهلنود كليلة ودمنة

ت والطيور) Kalila and Dimna(كليلة ودمنة ت من األساطري على لسان احليوا ألفه بيد . جمموعة حكا)Baidaba( ، انه كتب جمموعة قصص يف احلكمة واألخالق ومجعها يف كتاب أمساه بنجاتنرتا . الفيلسوف واحلكيم اهلندي)The

Panchatantra ( للغة السنسكريتية وقد ترجم بعد ذلك إىل الفهلوية والفارسية ومن مث ترمجه عبد هللا واليت تعين الفصول اخلمسة

137

ت والبهائم" كليلة ودمنة"العباسي حتت عنوان بن املقفع إىل اللغة العربية يف العصر . ومعظم شخصيات هذا الكتاب من احليواا عدة دور النشر منها دار ابن حزم و دار عامل الثقافة للنشر والتوزيع عام .م2013ونشر

روائع طاغور يف الشعر واملسرحت كثرية للمؤلف الشاعر روائع طاغور يف الشعر واملسرح كتاب روائع يف املسرح والشعر وهو أ حد الروائع من ضمن كتا

ت طاغور والكتاب يدور حول مالمح اجملتمع اهلندي الذي عاصره زمنا من خالل مقتطفات شعرية من أروع ما كتبه . اهلندي رابندراسلوب واقعي ا دار العلم للم. وعددا من املسرحيات اليت أبدعها هذا الكاتب .م 1984اليني عام ترمجها بديع حقي ونشر

ديوان دمحم إقبال؛ األعمال الكاملةهذه هي جمموعة كاملة لألعمال الشعرية للشاعر دمحم إقبال وهي عشرة دواوين، تعطي ديوان دمحم إقبال؛ األعمال الكاملة

مة عن شعر إقبال ومضامينه الفكرية ومعانيه العميقة وفلسفته وحكمته املعروفة واحلقائق التار خيية والدينية اليت بثها يف شعره صورة ا دار ابن كثري عام . وشكلت املالمح اإلسالمية واإلنسانية حملمد إقبال .م 2011ترمجها سيد عبد املاجد الغوري اىل العربية ونشر

بدائع العالمة إقبال ىف شعره األرديلعالمة إقبال بلغته األم اللغة األردية ويتألف بدائع العالمة إقبال ىف شعره األردي هذا كتاب جامع يتضمن جل مانظمه ا

منذ أول عهده . ومبينة لعبقريته ىف تفكريه وىف نزعته اإلسالمية اإلصالحية" إقبال"من دواوين أربعة وهى ىف حمتواها مؤرخة لشاعرية وتشهد له بسداد رأيه وبشاشة . مينيوجتعله ىف طليعة املتفكرين املتدبرين بني املصلحني اإلسال. حبرفة األدب وحىت رحيله عن دنيا

ملتبع نه املبتدع وما كان ترمجها اىل العربية حسني جميب املصري وحازم حمفوظ ونشره املركز القومي للرتمجة، . إميانه وصحة عقيدته و .م 2005القاهرة عام

دمحم إقبال خمتارات شعريةقبال، ترمجها اىل العربية الشيخ صاوي شعالن املصري وعبد املعني دمحم إقبال خمتارات شعرية هذه خمتارات شعرية حملمد إ

ا وزارة الثقافة والفنون والرتاث، دولة قطر عام . عبد الوهاب عزام وذ. امللوحي ود .م 2014زهري ظاظا ونشر الراما اهلندية ؛ ملحمة اإلله راما

ريخ األدب األسطوري أل نة هي أوديسة اهلند يف وهي أشهر أساطري اهلند وأحبها ). م.ق(فت حوايل القرن الثالث الراما، نفاه أبوه يف غابة الشياطني حيث لقي من املصائب واألهوال ألوا شىت، (Rama)وتتناول حياة بطل امسه راما. إىل النفوس

فظلت تنتظر زوجها (Sita)ملك الشياطني الذي متكن من خطف زوجته سيتا (Ravanan) ونشب صراع بينه وبني رافنانة كتا مقدسا . صابرة طاهرة ال تستسلم ليأس أبدا كما ) Vishnuفشنوــ ( ويعترب راما صورة جمسدة لإلله . واهلندوكي يعترب الراما

لصالة . يعتقد اهلندوس هذه القراءة من إذ تطهره . وهو حني يقرأ األسطورة إمنا يشعر متعة أدبية وارتفاعا خلقيا. وال يزال يتوجه إليه ا دار نينوى للدراسات . أوزاره مجيعا وجتعله ينجب ولدا ولو كان عقيما ترمجتها خنبة من كتاب دائرة املعارف اهلندية اىل العربية ونشر

.م 2007والنشر والتوزيع عام هكذا غىن طاغور

ترمجها اىل العربية خليفة دمحم . اجملموعةمل يتم حتديد ترتيب أي منها ضمن . جمموعة من أربعة كتب" هكذا غىن طاغور" ا املؤسسة الوطنية للكتاب عام .م 1989التليسي ونشر

يف مناهضة االستعمار والسياسات الطائفية: أبو الكالم آزاد وتشكل األمة اهلندية

138

. واألكادميي اهلندي د يف مناهضة االستعمار والسياسات الطائفية كتاب للباحث: أبوالكالم آزاد وتشكل األمة اهلنديةهذا الكتاب ليس سرية ذاتية عن حياة أبو الكالم آزاد، هو . رضوان قيصر، أستاذ التاريخ يف اجلامعة امللية اإلسالمية يف نيودهلي

ا القارة اهلندية أثناء االستعما رخيية لألحداث اليت شهد رخيي للنضال السياسي واالجتماعي والديين، ووثيقة ر الربيطاين استعراض ا يف . وقد قام برتمجته من األردية إىل العربية د. وصوال إىل االستقالل والتقسيم صهيب عامل، أستاذ مساعد يف قسم اللغة العربية وآدا

جواهر الل جميب الرمحن، أستاذ يف مركز الدراسات العربية واألفريقية يف جامعة. اجلامعة امللية اإلسالمية يف نيودهلي، وراجع الرتمجة د .م 2016رو يف نيودهلي ونشرته مؤسسة الفكر العريب، بريوت عام

الرتاث اهلندي من العصر اآلري إىل العصر احلديثمصنف هذا الكتاب هو الربوفسور ) The Indian Heritage(الرتاث اهلندي من العصر اآلري إىل العصر احلديث

ادر الذي ينتمي اىل) Humayun Kabir(مهايون كبري أسرة متيزت مبا أجنبته من العلماء األفذاذ ورجال الفكر فجده هو خان سرارمها، وشغلوا من الدولة مناصبها الرفيعة أما والده . أمري الدين أمحد من العلماء الذين برزوا يف اللغتني الفارسية والعربية وأحاطوا

ادر كبري الدين أمحد فعدا املناصب اهلامة اليت ت مخان ويف هذا . بوأها ومن بينها منصب القضاء كان من العلماء الذين يعتد ة من الكتاب يستعرض املؤلف الثقافة اهلندية يف تطورها وتفاعلها مع الثقافات املتعددة املتباينة اليت محلتها إىل اهلند الغزوات املتتالي

ا على التنسيق والتأليف اخلارج، فأثبت على وجه ال يقبل الطعن والشم التوفيق الذي حالف ها يف اإلبقاء على شخصيتها وذاتيتها وقدرمة سلوبه العلمي املمتع كيف . بني هذه الثقافات واقتباسها منها ما ينسجم وطبيعتها وخروجها من هذا كله بثقافة موحدة وشرح

ا السياسية آن ومل تفت. تناولت عمليات التنسيق خمتلف النواحي الثقافية واالجتماعية والفنية ه اإلشارة إىل إخفاق اهلند يف حتقيق وحدقام برتمجته ذكر الرمحن ونشرته دار كلمة مشروع كلمة للرتمجة، أبوظيب عام . ذاك، رغما عما بذلته من جهد متواصل يف هذا السبيل

.م 2010 أثر اإلسالم يف الثقافة اهلندية

كتاب يتناول التأثري الذي أحدثه ) Influence of Islam on Indian Culture(أثر اإلسالم يف الثقافة اهلندية را تشاند ليف املؤرخ اهلندي العريق الدكتور وهذا ). Tara Chand(اإلسالم واملسلمون يف جماالت الثقافة اهلندية املختلفة من

ويرى أن التبادل ما بني الشعوب ال . التفاعل الفكري يؤرخ للممارسات الثقافية واالجتماعية والدينية الناشئة عن التأثر والتأثري يف هذاا فكرا وثقافة، وال ميكن للتبادل التجاري إال أن يتضمن تفاعال ثقافيا، ميكن أن يقتصر على التجارة وحسب، فالسلع حتمل يف طيا

ة زبري أمحد الفاروقي اىل العربية قام برتمجته دمحم أيوب الندوي مبراجع. بل إن هذا التبادل نفسه يفضي إىل تفاعل فكري وحضاريا مؤسسة الفكر العريب، اململكة العربية السعودية عام .م 2006ونشر

رو.. اخرتاع اهلند قصة حياة جواهر الل رو ..اخرتاع اهلند رور ) Nehru: The Invention of India(قصة حياة جواهر الل Shashi(كتاب رائع لساشي

Tharoor( ليس من األعمال " اخرتاع اهلند: رو"كما يقول املؤلف عن الكتاب . اهلندي والدبلوماسي والوزير السابق،السياسيالعلمية، وال يقوم على حبوث جديدة يف سجالت حمفوظة غري مكتشفة، ولكنه تفسري حلياة غري عادية وسرية مهنية لإلرث الذي خلفه

.م 2012كتاب اىل العربية ونشرته كلمة ـــ هيئة أبوظيب للثقافة والرتاث، أبوظيب عام قام حبيب هللا خان برتمجة هذا ال. لكل هندي بني التطرف واالعتدال.. مسلمو اهلند

من ) Moderate or Militant? Images of India’s Muslims(بني التطرف واالعتدال ..مسلمو اهلندويرفض ". الراهن"هذا الكتاب تقييم دراسات وتفسريات السالم . يثة، مؤرخ اهلند احلد)Mushirul Hasan(ليف مشري احلسن

139

، كما يرفض مقولة صراع احلضارات، منطلقا "مسلمني أشرار"و" مسلمني أخيار"املؤلف التعميمات الرائجة اليت تقسم املسلمني إىل قام عبد احلفيظ الندوي برتمجة هذا . ارخييمن أن املسلمني يف اهلند هم جزء أساسي من اجملتمع اهلندي ومن وعيه االجتماعي والت

.م 2009الكتاب اىل العربية ونشرته كلمة ـــ هيئة أبوظيب للثقافة والرتاث، أبوظيب عام بني اإلسالم واملسيحية.. حتت ظالل السيوف

The Shade of Swords: Jihad and the Conflict(بني اإلسالم واملسيحية ..حتت ظالل السيوفbetween Islam and Christianity ( ليف مشري جاويد أكرب السياسي اهلندي ووزير الدولة ) M.J Akbar(من

. للشؤون اخلارجية، اهلندس " الغرب الكافر"حيث انطلقت حرب ضد ) كستان وأفغانستان(هذا الكتاب نقطة حتول كبرية، هلا عالقة جبنوب آسيا يقودها أ

قام عميد الزمان الكريانوي وراشد علي برتمجة هذا الكتاب اىل العربية ونشرته كلمة ـــ . الشهادة واجلهادمدفوعون بقيمة ) إسالميون( .م 2009هيئة أبوظيب للثقافة والرتاث، أبوظيب عام

علم الكالم اجلديد ليف شبلي النعماين، العامل البارز من أهل اهلند وعالمة اهلند األد وهذا منوذج . يب واملؤرخ الناقد علم الكالم اجلديد من

كتب شبلى . الكالم: علم الكالم، واجلزء الثاىن: إلسهامات علماء اهلند ىف التاريخ لعلم الكالم اجلديد وتقع ىف جزأين، اجلزء األول، عندما كتب موضوعا "رهعلى ك"علم الكالم بعد كتاب الغزاىل، وقد تواردت فكرته األوىل عنده أثناء إقامته ىف : النعماىن اجلزء األول

ذيب األخالق" املعتزلة واالعتزال"سم ليفه "علم الكالم"م، مث فكر ىف أن يكتب كتا بعنوان 1895عام " ىف جملة ، وانتهى من كز القومي قام جالل السعيد احلفناوى برتمجة هذا الكتاب اىل العربية مبراجعة السباعي دمحم السباعي ونشره املر . م1902مارس 18ىف

.م 2012للرتمجة، القاهرة عام رحالة هندي يف بالد الشرق العريب

ليف شبلي النعماين اهلندي نفسه اهتم شبلى النعماىن بتاريخ األمة اإلسالمية؛ . رحالة هندي يف بالد الشرق العريب من مية سعيا منه للوقوف على نظام التعليم ىف وكانت رحلته إىل البالد اإلسال. عظمة هذه األمة –من خالل مؤلفاته –فأخذ يوضح

ا ا واإلفادة أيضا من مكتبا ملفكرين ىف عموم البالد اإلسالمية والعربية. مدارسها وكليا ومل يتحرج من . وال شك أنه أفاد من لقائه ناوى برتمجة هذا الكتاب اىل العربية قام جالل السعيد احلف. ذكر هذه احلقيقة، ومل يتحرج تالميذه والباحثون ىف اهلند من ذكرها أيضا .م 2003مبراجعة مسري عبد احلميد إبراهيم ونشره املركز القومي للرتمجة، القاهرة عام

املالحة عند العربالكتاب جمموعة من أربع حماضرات ألقاها سليمان الندوي يف قاعة املدرسة العليا للجمعية اإلسالمية املالحة عند العرب هذا

وقد تناول املؤلف موضوع املالحة عند العرب من مجيع اجلوانب التارخيية والفنية واألدبية والدينية منذ العصر . م1391اي عام يف بومبذكر اجلاهلي حىت العصر احلديث مرورا بعصر النبوة واخلالفة الراشدة والدولة األموية مث الدولة العباسية فالدولة اإلسالمية يف األندلس و

كما أحبر بنا يف اخلليج الفارسي وحبر العرب وحبر اهلند والصني . القرآن عن السفن والبحر واملالحة عالوة على الشعر العريبما ورد يف قش املؤلف يف . متتبعا املوانئ اليت تطل على هذه البحار حمصيا اجلزر اليت صادفها) املتوسط(وحبر الروم ) األمحر(وحبر القلزم كما

مساعدة املالح العريب شهاب الدين بن ماجد لفاسكودا جاما يف الوصول إىل شواطئ اهلند واستخدام املالح هذا الكتاب قضيةح وتفوق املالحة العربية يف أوج عصور ازدهارها لنجوم وحركة الر قام . العريب لآلالت املالحية وخاصة البوصلة املالحية ومعرفته

.م 2013ى برتمجة هذا الكتاب اىل العربية ونشره املركز القومي للرتمجة، القاهرة عام جالل السعيد احلفناو

140

متياز.. عصر اهلند كيف سيكون العصر احلادي والعشرون هند متياز ..عصر اهلند Being Indian : The Truth about(كيف سيكون العصر احلادي والعشرون هند

Why the Twenty-First Century Will Be India's ( ا بالد العجائب من كتاب عن اهلند اليت تعرف فان كومار فرما وهذا فكرة عن الوقت الذي تتجه فيه . املوظف السابق يف وزارة اخلارجية اهلندية) Pavan K. Varma(ليف

ين أكرب سوق يف العامل، حيث سيبلغ تعداد الطبقة الوسطى فيها هذه الوقائع اليت . أكثر من نصف مليار نسمة اهلند ألن تكون لنسبة إىل أكرب دميقراطيات العامل ال ختفي اجلوانب األخرى املظلمة حيث ينتشر الفقر واألمية والتمييز اجلنسي وم ا تدعو إىل التفاؤل

ت اليت تواجه حاضره وم. إىل ذلك قام برتمجته الدكتور عبد . ستقبلهويرسم صورة متوازنة عن جناحات هذا البلد وإخفاقاته والتحد .م 2009املاجد القاضي ونشرته هيئة أبو ظيب للثقافة والرتاث، عام

فكرة اهلندليف ) The Idea of India(فكرة اهلند كتاب عجيب الذي يبحث يف الدعائم الفكرية والعملية للهند احلديثة من

ا هي وحدها اليت متكن يت. أستاذ السياسة) Sunil Khilnani(سونيل خيلناين محور الكتاب حول فكرة معينة ويناصرها ألترمجه جميب الرمحن اىل العربية ونشرته كلمةـــ هيئة أبوظيب للثقافة . األفكار األخرى من النشوء وتقودها إىل التعايش مع بعضها البعض

.م 2009والرتاث، اإلمارات واملركز الثقايف اهلندي،نيودهلي عام إبراهيم يف حالة حرب صراع النزاعات العسكرية املسيانيةأحفاد

Children of Abraham at War: the(أحفاد إبراهيم يف حالة حرب صراع النزاعات العسكرية املسيانية Clash of Messianic Militarisms ( كتاب شهري للسفري تلميذ أمحد، السفري السابق للهند يف اإلمارات العربية املتحدة

إلضافة إىل كونه دبلوماسيا، هو أيضا يبحث يف اإلسالم وغرب آسياو يبحث . حاليا سفري اهلند يف اململكة العربية السعودية وهو وسيكون الكتاب إضافة قيمة . الكتاب بدقة وتسلسل يف نقده للميول الدينية الثالثة اليت تنطوي على صراع العسكرة املسيانية

ن يقرأها طالب السياسة الدولية قام برتمجته األستاذ نسيم األخرت الندوي وأفتاب عامل اىل العربية مبراجعة للمكتبات اجلامعية وجيب أوظيب ذكر الرمحن، مدير املركز الثقايف اهلندي العريب يف اجلامعة الوطنية اإلسالمية يف نيودهلي ونشرته دار كلمة مشروع كلمة للرتمجة، أب

.م 2010عام مقاالت يف صحوة دراسات التابع: ةمواطن احلداث

Habitations of Modernity: Essays in the(مقاالت يف صحوة دراسات التابع : مواطن احلداثةWake of Subaltern Studies ( ريت ، املؤرخ الشهري واخلبري يف )Dipesh Chakrabarty(اقرتاحات ديبيش تشاكرا

كرة توطني احلداثة يف اهلند وإذ يتضح التفاوت الصارخ بني التابع أي اإلنسان البسيط املهمش يتابع املؤلف ف. نظرية ما بعد االستعمارلية وتتأصل يف رؤيته التقليدية واملثقف الذي يتبىن رؤية التنوير األورويب املتعايل ويقرتح املؤلف على قرائه حداثة مغايرة حترتم التقاليد احمل

قام برتمجته اىل ". حداثة ما بعد االستعمار"وال تقع أسرية أحضان التنوير األورويب تلك اليت يسميها فيها وتنفتح على الرؤية اإلنسانية م 2011العربية جميب الرمحن ونشرته دار كلمة مشروع كلمة للرتمجة، أبوظيب عام

يف أرض قدميةالكاتب ) Amitav Ghosh(هي حكاية شهرية ألميتاف غوش ) In an Antique Land(يف أرض قدمية

. وهي تلقي قصة عبد وسيد يف القرن الثاين عشر يف مصر. الربيطانية" بوكر"اهلندي احلائز على جائزة شاهيتا األدبية واملرشح جلائزة .م 2009وقام برتمجتها دمحم أيوب الندوي اىل العربية ونشرها مشروع كلمة للرتمجة، أبوظيب عام

141

القصر الزجاجى. رواية للكاتب أميتاف جوش، وهو واحد من أبرز الكتاب اهلنود املعاصرين) The Glass Palace(القصر الزجاجى

خذ عرب أحداث كربى ىف منطقة شاسعة . وقد تغري كل شىء 1996عام ) مينا مار(والرواية تبدأ ىف بورما وعلى مدار زمن طويل لشعوب واألعراق، منطقة اهلند وجنوب شرق آسيا خذ عرب الزمن .من العامل وغنية ختصار رواية مشبعة بروح امللحمة، رواية ا إ

.م 2010ووقد قام برتمجتها عبد املقصود عبد الكرمي اىل العربية ونشرها املركز القومي للرتمجة مصر، عام . واجلغرافيات قصص قصرية من اهلند : حصار الذكر

ت ص من أبرز أعمال هؤالء الذين كتبوا مبختلف اللغات اهلندية قصص قصرية من اهلند هذا الكتاب قص: حصار الذكر، )Amrita Pritam(تعكس هذه القصص صورة حياة البنجاب اهلندية وتقاليدها يف أعمال أمريتا بريتام . ومن خمتلف املناطق

ا املتنوعة على مدى أكثر من ستني عاما شه ادة على واقع املرأة يف اهلند، بل يف واحدة من أهم الكاتبات املعاصرات اللوايت تعد كتاة والشروط اليت تضطر املرأة سره، من خالل سرد املعا للغة األردية يف قصص عصمت . العامل كما جند خصوصية املناطق الناطقة

ندهبادهاي وفقري أ. تشغتاي وطه أفندي وسعادت حسن منتو . محد سينابيتوتتجلى صورة شرق اهلند يف القصص القصرية لطاغور وللغة اهلندية قام برتمجته ذكر الرمحن ونشرته هيئة أبو ظيب . كما حتكي قصص برمي تشاند وبشيشار براديب عن ثقافة املناطق الناطقة

.م 2009للثقافة والرتاث، عام هيكل من العظم

. هلا كتب يف البنجابية واهلندية، الكاتبة والشاعرة اهلندية و )Amrita Pritam(هيكل من عظم رواية المريتا بريتام ا سلس وجذاب يف رواية ا ت ألأسلو ن اضطرا كما ألقت الضوء 1947حداث فقد نقلت لنا برباعة صراع اهلندوس واملسلمني إ

أن على جمموعة من العادات والتقاليد اجلائرة حبق املرأة من خالل قصة پورو العروس اليت مل يعد هلا مكان يف بيت والديها بعدا هيئة أبو ظيب . اختطفت فإضطرت إىل العودة إىل خمتطفها وتقبلها للحياة اليت رمسها هلا القدر قام برتمجتها دمحم عيد إبراهيم ونشر

.م 2009للثقافة والرتاث، عام ل رحيق يف غر

ل األراضي اليت تروي قصة امرأة فالحة عايشت الفقر واسع ومصادرة) Nectar in a Sieve(رحيق يف غرقام أمحد خليفة برتمجة . ، الروائية اهلندية والصحفية الشهرية)Kamala Markandaya(واالستدالل املركب لكماال ماركاندا

ا مؤسسة األحباث العربية، بريوت عام .م 1982هذه الرواية اىل العربية ونشر التوبة

ند، نذير أمحد بن سعادت علي بن جنابت علي األعظمبوري البجنوري التوبة رواية أردية كتبها الكاتب والشاعر من أهل اهلأمر واجب بقدر استطاعة كل فرد من أفراد البشر إليصال -وهو موضوع الذي تدور حوله هذه الرواية - إن تربية األوالد . الدهلوي

لغفلة وما شابه ذلك من أمور سيطرت على مواطنينا النفع لإلنسانية عامة والتعاطف من أفراد اجلنس البشري وأما الالمباالة واإلمهال وام صاروا حباجة إىل . فهي السبب الرئيسي يف احنطاط هذا البلد - اهلند-يف هذا البلد فالناس صاروا جيهلون مفهوم التعاطف لدرجة أ

لو أن إصالح " اخلري يبدأ من البيت"ليزي أن يتعلموه مثلهم مثل األطفال وهذه الرواية مبثابة أوليات هذا التعليم وكما يقول املثل اإلجناألوالد واألسرة مسئولية واجبة لإلنسان فمن الضروري أن يكونوا مسئولني عن إصالح هؤالء الناس ذوي العالقة والذين خيضعون

ن والبالد مث أبناء إلشرافهم وسلطتهم مث اخلدم والعمال وهكذا األقرب فاألقرب أي اجلار مث أهل احلي مث أهل املدينة مث أهل الوط .م 2004ترمجها مسري عبد احلميد إبراهيم ونشرها اجمللس األعلى للثقافة، القاهرة عام . اجلنس البشري

142

مرآة العروسمرآة العروس رواية أردية لنذير أمحد بن سعادت علي بن جنابت علي األعظمبوري البجنوري الدهلوي اشتهرت يف أواخر

عت أكثر من 1869القرن التاسع عشر عام وقد عدت الرواية منوذجا هلذا الفن يف األدب . نسخة يف سنوات قليلة 100000م وسم حركة عليكره حيث . األردي يف أوىل مراحله مرآة العروس رواية إصالحية إىل درجة كبرية تعرب عن حركة سيد أمحد خان املعروفة

صالح احلياة داخل البيت اإلسالمي وحتكي الرواية قصة األختني صغري وكربي املتزوجتني . وداخل األسرة املسلمة اهتم الكاتب فيها ا تنهار أمامها واألخت . من أخني يف مدينة دهلي تعيش أخت واحدة حياة ميسرة، لديها من متع الدنيا ما تشاء ولكنها تشاهد حيا

لصعاب وتعد منوذجا للصرب واملثابرة لتتج تصور الرواية احلياة يف أسرة مسلمة . اوز يف النهاية كل العقباتالثانية حمرومة طريقها مليء ا وأفراحها وتطرح مناذج متعددة لشخصيات مثل مقرضي املال والغشاشني ا الضيقة ومهرجا سواقها املكتظة وممرا يف دهلي القدمية

2005نشرها اجمللس األعلى للثقافة، القاهرة، عام ترمجها جالل السعيد احلفناوي و . واخلدم احلاقدين واألمهات واخلطاب وغري ذلك .م

حديث الروح للغة األردية ــــــ وهي قصيدة الشكوى كتبت يف عام ن كتبهما الشاعر دمحم اقبال وقصيدة 1909حديث الروح ـــ قصيد

الدور احلضاري ملسلمني يف حيث حياول الفيلسوف دمحم اقبال بث شكواه وشجونه حول 1913جواب الشكوى كتبت يف عام ويتأمل حلال املسلمني يف كل أقطار األرض وحياول مواجهة املشكالت احلضارية لذلك كانت الشكوى هلل ملا وصل إليه حال . التاريخ

األمة اإلسالمية وجواب الشكوى كانت جواب من هللا ملسلمني على شكواه اثر نشره قصيدة الشكوى هاج العلماء ضده وأخذوا مجونه ولكن عندما قام بنشر قصيدة جواب الشكوى زالت املشحنات واللغط الذي دار حول القصيدة فكانت جواب الشكوى يها

.ونشرها يف ديوانه ونقلها للعربية شعرا رائعا الشاعر األزهري الصاوي شعالن. ارضاء للعلماء وقصائد أخرى: احلب الذي كان

شعرية لشعراء من شبه القارة اهلندية مما دفع املرتجم إىل اختيار هذه النماذج وقصائد أخرى هي خمتارات: احلب الذي كانالتعريف بكل شاعر بشكل خمتصر مع كتابة مقدمة خمتصرة تلقى الضوء على –حتقيقا للفائدة -وقد رأى املرتجم. املرتمجة عن األردية

.م 2003هيم ونشرها املركز القومي للرتمجة، القاهرة عام ترمجها مسري عبد احلميد إبرا. تطور الشعر ىف شبه القارة اهلندية ترمجان األوجاع

وحققت 1999وصدرت عام ) Jhumpa Lahiri(هي جمموعة قصصية أوىل للكاتبة جومبا الهريي ترمجان األوجاعوفق 2000للعام وصنفت كأفضل أول عمل أديب 2000بوليتزر يف األدب يف العام "نسبة مبيعات هائلة، وحصلت على جائزة

وأدرج اسم مؤلفتها 1999يف العام " هيمنجواي/بن"األمريكية، فضال عن العديد من اجلوائز األخرى منها جائزة " نيويوركر"جملة ترمجتها مروة هاشم اىل العربية ونشرها كلمة ـــ هيئة أبوظيب للثقافة . ضمن قائمة أفضل عشرين مؤلفا خالل القرن احلادي والعشرين

.م 2009والرتاث عام نقش على املاء وقصص أخرى

نقش على املاء وقصص أخرى هذه خمتارات قصصية من األدب األردي املعاصر وهي مناذج متنوعة من فن القصة القصرية اجلتها لقضا ويتناول الكتاب موضوعات متنوعة من الريف واملدينة وتناوهلا لطبقات اجملتمع املختلفة ومع. املعاصر ىف األدب األردي

.م 2003قام برتمجتها مسري عبد احلميد إبراهيم ونشرها املشروع القومي للرتمجة عام . الشباب والشيوخ وبقية شرائح اجملتمع املختلفة حديث النهر؛ من روائع اآلداب اهلندية

143

: قصرية من اهلند وماليينحديث النهر؛ من روائع اآلداب اهلندية هي أساطري من اهلند وقصائد حديثة من اهلند وقصص جور -مسرحية من فصل واحد ت ليف رابندرا ا اهليئة املصرية العامة للكتاب . من ل عبد امللك اىل العربية ونشر ترمجها سور

.م 1994عام ما وراء الطبيعة ىف إيران

كورة ما أخرج إقبال من احلتم أن ت كون له صفة الشهرة ال تتغري نوعيتها وإن ما وراء الطبيعة ىف إيران هذا الكتاب هو رهاص ينبئ عما سوف تكون عليه ا ، وتلك حقيقة تلحظها على كتاب إقبال هذا الذى كان أشبه شىء تطورت من بعد صفا

ويل ت غريها على حنو بني ال حيتمل من شك وال م ، ويبشر مبالمح عبقريته املمتدة من عبقر مجه اىل العربية تر . عقليته ىف مقبل األ .م 2005حسني جميب املصري ونشره املركز القومي للرتمجة،القاهرة عام

وقصص أخرى من اهلند: نظرات حائرة وقصص أخرى من اهلند هذه جمموعة تسع عشرة قصة حديثة وهي اختريت من خمتلف أحناء اهلند، معظمها : نظرات حائرة

قام جالل السعيد . املهمشني يف اجملتمع اهلندي متعرضا ألفكار هذا اجملتمع العريق وتقاليدهيتناول صورا من حياة الفقراء والفالحني و .م 2009احلفناوى برتمجة هذا الكتاب اىل العربية مبراجعة دمحم أسلم إصالحي ونشرته اهليئة املصرية العامة للكتاب ، عام

صلصلة اجلرسوالفيلسوف دمحم إقبال أى جرس القافلة وهو أول ديوان نشره إقبال صلصلة اجلرس هذا ديوان الشاعر اهلندي واملفكر

وقد رغب إقبال ىف تعريف القراء بتاريخ قصائده . ومنذ ذلك الوقت طبع الديوان أكثر من أربعني مرة. 1924ألردية وذلك ىف سنة ة مسري عبد احلميد إبراهيم ونشره املركز القومي قام جالل السعيد احلفناوى برتمجة هذا الكتاب اىل العربية مبراجع. ىف هذا الديوان

.م 2003للرتمجة، القاهرة عام جناح جربيل

ليف دمحم إقبال ترمجها دمحم عالء الدين اىل العربية مبراجعة جالل ) ل جربيل(جناح جربيل القصيدة متجد االنسان ــ من .م 1993ة عام السعيد احلفناوي ونشرها املركز القومي للرتمجة،القاهر

ديوان ضرب الكليمللغة األردوية وترمجه اىل العربية د عبد الوهاب عزام ونشره اجمللس األعلى للثقافة . ضرب الكليم ديوان حملمد إقبال نظمه

.م 2004مصر عام روضة األسرار

ب اىل العربية ونشره مركز األجنلو مصرية قام حسني جميب املصري برتمجة هذا الكتا. روضة األسرار ديوان الشعر حملمد إقبال .م1977مصر عام

ىف السماء ليف دمحم إقبال قام حسني جميب املصرى برتمجة هذا الكتاب اىل العربية ونشرته مكتبة األجنلو املصرية . ىف السماء من

.م 1973عام المية املرتمجة إىل العربية النصوص املاال

ر ا ترجم المية إىل العربيةالكثري من اآل اليت حتتوي على حب ابنة صياد " Chemmeen -مشني"منها رواية . ملاالجر األمساك املسلم للروائي الشهري يف والية كرياال بن Thakazhi Sivaتكازي شوى شنكرابيال" األمساك اهلندوسية

144

“Sankara Pilla- . جم هذه الرواية إىل العربية ونشرها اجمللس اهلندي للعالقات وكان العامل الشهري الدكتور حمي الدين اآللوائي تر" -Shabdikunna Kalappa احملراث الناطق"وترجم خليل جرجيس الرواية الشهرية . م1965الثقافية، نيو دهلي، اهلند عام

ن وركي ـــــ "ديب وهذه الرواية لأل. الىت تدور على مظهر مميز متماسك للزراعة واحلياة يف والية كرياال اىل العربية بنكوPonkunnam Varkey "لت عديدا من اجلوائز األدبية يف والية كرياال وخارجها.

Perumbadavam -بريومبادافام سريداران"رواية شهرية ل" - Oru Sangeerthanam Poleمثل الرتنيمة "Sreedaran"هذه الرواية اليت تتناول مرحلة يف . م1993ها عام وكاتب القصة القصرية وكاتب السيناريو كتب ، الروائي الشهري

ا هيئة أبوظيب للثقافة والرتاث، اإلمارات العربية حياة الكاتب الروسي الشهري فيودور دوستويفسكي ترمجها دمحم عيد إبراهيم ونشر .م2010عام املتحدةالمية الشهرية وكاتبة ال "-Nilavuضوء القمر"ورواية تدور على " BM Suhra-زهرة. مي . يب"قصة القصرية لألديبة املاال

قصة بنت ساذجة اليت واجهت مسؤوليات كثرية وكبرية يف سن مبكر، فقد ترمجتها مسر الشيشكلي اىل العربية ونشرها مركز سلطان بن . م2015عام اإلمارات العربية املتحدة زايد للثقافة واإلعالم،

ا املختلفة يف " BM Suhra-زهرة. مي . يب"ء القمر لكاتبة ضو "-Talaqطالق"ورواية تدور على قصة زواج املرأة ومشكالا يف اجملتمع، على النحو الذي حددها اجملتمع، فقد ترمجتها مسر الشيشكلي اىل العربية ونشرها مركز ا اليومية واألسروية ومعا حيا

. م2015عام ة املتحدةاإلمارات العربي سلطان بن زايد للثقافة واإلعالم،ير. يت. مي"فهي تبحث يف زمن احلياة لالنسان للروائي الكبري وكاتب السيناريو املشهور "Kalam -كاالم"أما رواية -فاسوديفان

“MT Vasudevan Nair،ا هيئة أبوظيب للثقافة والرتاث عام اإلمارات العربية املتحدة ترمجتها سحر توفيق اىل العربية ونشر .م 2011ع كل ما ميلك وسافر إىل " جنيب"اليت تدور على قصة عامل هندي يدعى Ghot Days“آد جيفتام ــــ "ورواية الذي

ض،اململكة العربية السعودية يف سبيل البحث عن لقمة العيش واتفق أن وصل إىل مزرعة أغنام يف الصحراء املقفرة وعاش هناك . الرا مكتبة اآلفاق، الكويت عام كاملاعز ملدة ثالث سنوات 2014حتت قسوة رب عمل بدوي، ترمجها سهيل الوايف اىل العربية ونشر

.مالمية الشهرية سان"اليت نظمها الشاعر " Veenapoovu -فينابوو"القصيدة املاال " Kumarasaan -كومارا

ا مطبعة ال1989عام مناندا إىل العربية ونشر للناقدة األدبية " هللا"والشعر املشهور . عرفة يف كاليكوت بكرياالم، ترمجها أبوبكر " هللا"شهاب غامن بعنوان / قد ترمجه الشاعر العريب البارز د" Kamala Surayya -كاماال سرا"اهلندية البارزة والشاعرة

" Moidu Moulavi - ميدو املولوي“ه على يد سبق ترمج" هللا"و. م2011هيئة أبوظيب للثقافة والرتاث عام -ونشرته كلمة سري "شهاب غامن نفسه القصيدة اإلهلية للناسك / وترجم د. بكاليكوت) IPH(أج. يب. م وأصدرته مطبعة أي 2003عام

. ، الذي عمل إلصالح اجملتمع يف والية كرياال"Sree Narayana Guru -را جورو -ويلو بيلي"و "Edassery-إدشريي"ن شعراء كرياال وأشعارهم منهم شهاب غامن لقد تعرف على كثري م/ ود

Vyloppilly "سجي داندن"وSachithanandan –" ،"كاماال سرا-Kamala Surayya" ،"كدمنيتا -Kadammanitta"سكدا كماري ــ ”، وSugathakumari "ن جوليكاد "و Balachandran ” جلندرا

Chullikkad – لوا الشهر شهاب غامن القصائد املختارة هلوالء الشعراء / ة الواسعة يف ميدان الشعر بوالية كرياال فرتجم دالذين ا ديب الثقافية،" مطر الليل ــــ قصائد الشرق والغرب"بعنوان شهاب غامن ترجم / د. م 2014سنة اإلمارات العربية املتحدة ونشر

145

ا كلمة " انتحر مايكوفسكي ومخسون قصيدة أخرىكيف "بعنوان " – Sachithanandanسجي داندن"قصائد هيئة -ونشرشهاب غامن نفسه ترجم القصائد املختارة من اثنتا عشرة لغة / د. م 2009عام اإلمارات العربية املتحدة أبوظيب للثقافة والرتاث،

ا كلمة " قصائد من اهلند"هندية اىل العربية بعنوان . م 2008عام اإلمارات العربية املتحدة اث،هيئة أبوظيب للثقافة والرت -ونشركبري . أى. فرتجم يف" VA Kabeerكبريـــ . أى. يف“ترجم بعض األقاصيص امللياملية، مت تعريب معظم هذه األقاصيص على يد

ر" بعنوان “ NP Mohammed يب دمحم ـــ. أن“األقصوصة الشهرية للقاص البارع املالياملي " املاء" أين ـــ "وقصة "وجفت اآلUnni " كاماال سرا"للقاصة اهلندية البارزة- Kamala Surayya " للقاص البارع " بيل"وقصة " زائر الظهرية" بعنوانا جملة ". الفاتورة"بعنوان " PK Parakadavuركدو ـــ . كي. يب"املالياملي الصادرة من جدة، " النوافذ"وهذه األقاصيص نشر

ويكم دمحم بشريــ "األقصوصة الشهرية ل" Hundred rupees currencyنور روبكا نوت ــ "و. ة السعوديةاململكة العربيVaikom Mohammed Basheer "ونشرت يف جملة العريب الصادرة " ورقة مائة روبية هندية"كبري بعنوان . أى. ترمجها يف

.من الكويت، أشهر "Dr. K.K.N Kuruppuكوروب ــــ . أن. كي. كي/ د"ل" Culture of Malabar Muslims"وكتاب

مت تودي ـــــ ”و Dr. Zuhra Mattumal“زهرة ماتومال ــــ / د“املؤرخني واألكادمييني بوالية كرياال لقد ترمجته األستاذ دمحم كوProf. Mohammed Kunnathunthodi "كوت عام اىل العربية ونشرها معهد مليبار للبحوث والتنمية بوداكارا بكالي

.م 2011نفسه قام برتمجتها اىل العربية " Dr. K.K.N Kuruppuكوروب ــــ . أن. كي. كي/ د"والدراسة املوجزة الشهرية ل

ساتذة املساعدون، قسم املاجستري والبحوث يف اللغة العربية عبد اجلليل، أم، األ/ ديب و . يو. دمحم عابد/ كى ود. علي نوفل/ دا، كلية فاروق، .م 2015عام “ Fosa, Dubaiـــ فوسا“كرياال ونشرها فرغ ديب ل وآدا

اخلامتةجلملة إن العالقات اهلندية العربية اليت تعود إىل العصور القدمية تتحدث عن التبادالت الثقافية والتجارية بني هذه و

وكان التفاعل املكثف . ه العالقات منذ قدميها اىل حديثهاهناك الكثري من األدلة التارخيية اليت تثبت استمرارية هذ. احلضارتني القدميتنيثري هذا التفاعل مرئي جدا يف جماالت الثقافة واحلضارة واآلداب والفنون. بني اهلند والعامل العريب متنوع اآلفاق ومتعدد األبعاد .وإن

املصادر واملراجع العربية

ري و / د وتجمال الدين الفارو و عبد الرحمن آلادرش .2008.عبد الرحمن املنعادي، أعالم ألادب العربي الهند، مكتبة الهدى، كالرالا / د ران م الدين ،الشعر العربي ك وت، –و ت، كالي .2003مبدأه وتطوره ،مكتبة عربن

ضارة ،مكتبة الهدى، .2010الدكتور جمال الدين الفارو ، دراسات الثقافة وااضرة الاسالمية ، ج أحمد شب ،موسوع هضة املصرة11: ، ،ط 8ة التارخ الاسالمي وا .، مكتبة ال

عمان الدين الندوي وة الاسالمية ، العدد تحرر ،دمحم جامعة الاسالمية ،درا العلوم حيدراباد ، الهند2009، أبرل 60ال .، اENGLISH:- Dr.E.K Ahmed Kutty (Edt.), Arabic in south India, Department of Arabic, University of Calicut, 2003. Dr.M.Sulaiman (M.S Moulavi Kadakkal ),Arabic Education in Kerala – A Status Survey, P:43,Directorate of Public

Instruction, Trivandrum,2008 Dr.Thara Chand, Influence of Islam on Indian Culture, India Press (Publication) Allahabad, 1963.

Appendix‐ Indian texts and its Arabic translations‐ an analytical study 

146

   

147

املمارسة النقدية وصناعة اخلطاب النقدي مقاربة مفهومية ابستمولوجية

أستاذ التعليم العايل/ يوسف مقران. د املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا ــ تيبازة

ملمارسة اإلبداعية، يف / ملخص ما يلتقيان ــ إىل حد ما ــ يف التكفل يصدر اخلطاب النقدي عن املمارسة النقدية، ومع أ

هجة املمارسة النقدية وجتانس اخلطاب النقدي إن . إطار جدلية اإلبداعي والنقدي، فهما يفرتقان من حيث عدة جوانب، على غرار منـل من جهة أخرى يفالوقوف عند وصف وحبث ملصطلح أوجه االختالف بينهما، هو موضوع املداخلة اليت تفص إشكالية متصلة

ت اليت حتدو يف هذا العمل إيضاح كيف أن صناعة اخلطاب النقدي . النقدي بوصفه وحدة أساسية يف اخلطاب النقدي ومن الغا .إمنا يتم مبجموعة من اإلجراءات كاختاذ املواقف مثال

.اخلطاب النقدي ــ املمارسة النقدية ــ املمارسة اإلبداعية ــ اللغة الواصفة ــ املصطلح النقدي/ كلمات مفاتيح مقدمة

النشطة والناضجة إمنا هي اليت تفسح اجملال لتشكل ــ املمارسة النقديةإن الفكرة اليت تنصب عليها هذه املداخلة هي أن ا" اخلطاب النقدي " ى الحقا ــ ما ميكن أن يدع ا وآليا شكاال ومع . الذي سرعان ما يستقل عنها لتتكون لديه كينونة منفردة

وهدفا، فأهم ما يعلق به من الصفات كونه مسارا معرضا للتغري ويدعو إىل التغيري، أكثر نفور هذا األخري من التبعية شكال ومضمو .ينما تظل املمارسة النقدية ذات الصلة بكل من العمل األديب مباشرة واملنهج الذي يقتضيه هذا األخريمما هو نتيجة قارة ومستقرة؛ ب

لقضا املصطلحية واملفهومية الوليدة عن تلك بيد أن حصة املناقشات والسجاالت اليت تصنع اخلطاب النقدي تتعلق أكثر ينا. املمارسات بشكل واع وبصورة ضمنية ذه السمة اخلاصة من الناحية االبستمولوجية هلذا ار . الرتكيز يف هذه املداخلة على التنويه

ا املصطلح يف تنظيم األنطولوجيات لنظر يف الكيفية اليت يشارك تم ملوازاة ، ومها 2وترتيبها بوساطة آلييت التعيني واإلحياء 1وت النقدية (واملوسوعي التابع واملعول على اجلذاذات املصطلحية والسياقات النصية اإلجراءان اللذان خيوهلما العمل املعجمي املدو

).املتوفرة واملتضمنة ورقيا ورقمياا تدور يف صميم املوضوع، ميكن طرح ما يكفي منها بصيغة ومن األسئلة املستعجلة اليت منضي يف حبثها يف ورقتنا هذه لكو

:الرأسيةمباشرة ضمن هذه القائمة ما هي أوجه التقابل بني املمارسة النقدية واخلطاب النقدي ؟ ا اخلطاب النقدي مقارنة مع املمارسة النقدية اليت تطال مباشرة اخلطاب اإلبداعي ما هي أهم التيمات اليت اختص

.؟ ــ سؤال متفرع عن السابق) العمل األديب( ته ؟ما هي أبعاد املصطلح النقدي ووظائفه وحتد

بني املمارسة النقدية واخلطاب النقدي 1بداية يبدو ضرور توضيح الفارق والتمييز بني النقد كممارسة، والنقد كخطاب، فالفعل أو املمارسة حسبما يرى سعيد يقطني عملية لقراءة الصحيحة، فيما يتمثل نة ما يسمى حاسيس وانفعاالت ورؤية معينة، ويتمثل هذا الفعل يف إ رخيية حمملة ا ذات تقوم

ت حمدودة تتعني يف عالقتها يف املرسل إليهاخلطاب يف نص ينج إذا التمييز بني النقد . زه مرسل ينتج ملفوظاته وفقا لقواعد خاصة وغا

148

فالنقد األديب، نشاط للخطاب من أجل التعامل مع . ممارسة تقوم به شخصية مادية، والنقد كخطاب عملية هلا وجاهتها/ كفعل زدواجية اهلوي فبدون التعرف على .3ة خطا وممارسة، وهي االزدواجية اليت سرتافقه يف أكثر من موضعخطاب سابق، وهو يتمتع

قصا ولتفصيل هذا .4طبيعة املنطلقات ونوعية القيم والرؤى املضمرة فيها، يظل احلديث عن دور اآلداب يف أي جمال من اجملاالت ).اخلطاب(وقطب ) ارسةاملم(التصور، نقوم يف الفقرات اآلتية بعملية املراوحة بني قطب

هجة املمارسة النقدية وجتانس اخلطاب النقدي 1.1 منـإن املمارسة النقدية تفرز املفهوم ومصطلحه، بينما يقف اخلطاب النقدي عند معاجلة احملورين معاجلة مصطلحية، بل يتوغل يف

ملصطلح النقدي من املرجعيات واخللفيات والتاريخ، لكون املصطلح ذاته ال ميكن فصله عن التفاصيل إىل حد التعرض لكل ما حييط املمعنة يف (Métalangage)6"اللغة الواصفة " ؛ ويقف اخلطاب النقدي عند هذه االنشغاالت وهو يفرز ما يدعى 5ريخ املفهوم

يطغى عليها الطابع االجتهادي : الدقة والصرامة، ولكن ال تعدم بعض الفوضى يف استعماهلا نظرا للطابع الشخصي الذي مييزها، أيخلطاب النقدي هيك عن التعددية النامجة عن حركة الرتمجة . الفردي الذي يرتتب عليه عدد كبري من املشكالت املتصلة هذا،

ا ال جيب أن تتعرض لالنتقاد املتزايد ألن انتظ ار التوحيد أو االنفرادية واجلماعية وعدم نضجها، واليت ــ مع ذلك ــريى بعضهم قد يفوت فرص اخلوض يف املفاهيم يف وقتها ونقلها إىل الثقافة العربية وتناوهلا ) داال ومدلوال(االتفاق على مصطلح أحادي الداليل .7تزامنيا مع الثقافة اليت شهدت ميالدها

وذلك يف الوقت الذي يتعني . 8مظاهرهمحوالت تتسع لتشمل العمل الثقايف بكل " املمارسة النقدية " وهناك من حيمل مفهوم فيه على اخلطاب النقدي أن يتخصص يف قضا معينة، بل أصبحت مسته األساسية أال خيوض إال يف جمال حمدد، فيقال اخلطاب

.اخل..النقدي الروائي أو السردي، واخلطاب النقدي الشعري، واخلطاب النقدي املسرحي، واخلطاب النقدي السنيمائي ومثة من الباحثني من . قد برز اخلطاب النقدي حىت ختصص يف ظواهر دقيقة وانصب عمله على أشكال أدبية وثقافية معينةو

لكشف عن الظواهر السلبية للخطاب النقدي املتخصص يف شىت األشكال األدبية إن املتأمل يف خطاب النقد الروائي املعاصر . اهتم ن الظواهر وامللحوظات، اليت من املمكن أن يقع حوهلا اخلالف بسبب اختالف وجهات النظر املعرفية ــ مثال ــ يقف على جمموعة م

ا تتقاطع يف بعض اجلوانب املتميزة، نذكر منها لرواية، تنظريا « والفكرية، لكن من املؤكد أ ختندق هذا اخلطاب النقدي املتعلق .9»جمال تناول الشخصيات والرؤى والفضاء والتشكيل اللغوي، وغريها من قضا الرواية وممارسة، داخل دائرة الدراسات الغربية يف

وميكن أن تتحول إىل موضوع للدراسة والبحث . يف حني أن املمارسة النقدية ممارسة متعددة اجملاالت ومتداخلة التخصصاتال ميكن قيده ) النص(وعلى سبيل املثال، فإن مصطلح . تيمات، أو فيما يتعلق ببعض املفاهيم واملصطلحات وال10على مستوى النقاد

الداللة عند الفقهاء واألصوليني، العالقة بني اللغة : يف ضوء املمارسة النقدية غري احملدودة، من دون مراعاة مخس جماالت على األقللثقافة ال رخيية، املدارس النقدية األجنبية، علم النص والفنون اجلميلة، يف امليدان الفرنسي وامليدان اإلجنليزي املتصلني عربية ألسباب

.11وما جلبه من املصطلحاتمن هنا حيدو اخلطاب النقدي هم التجانس، الذي ــ لألسف ــ قليال ما يتحقق له، وذلك نظرا لنفس املشكلة اليت تعاين منها

لتفصيل. الفوضى يف توظيف املصطلح: املمارسات النقدية وهي اليت شخصناها أعاله، أي ه ولعل . وهي املسألة اليت سنبحثها أدلغا لرتشيح األسئلة الواجب طرحها هاجس اخلطاب النقدي امل نصب على متثل هذا التجانس هو ما يؤدي به إىل أن يويل اهتماما

ا، واليت تتكاثر يف . ومتييز املؤسس منها عن غري املؤسس ومن بني األمثلة العديدة على األسئلة اخلاطئة اليت ميكن االستشهاد ت النقدية العربية احملدثة، جيدر هل تكمن املشكلة يف املصطلحات واملفاهيم : التوقف عند بعض النماذج الدالة على شاكلةالكتا

لنقص والدونية إزاء الغرب ؟ وهل تشكل النقدية املتكاثرة اليت يستعملها احلداثيون العرب ؟ مث كيف ميكن أن نتخلص من الشعور

149

لة ؟ وهل تسبب الدعوة إىل إجراء قطيعة معرفية مع الرتاث عقبة يف الرتمجة بكل ما ميكن أن تنطوي عليه من ثغرات وعيوب لب املشكاملرا " طريق التعرف عليه ؟ وأخريا هل ميلك العرب نظرية نقدية مكتملة يف البالغة على ما يرى عبد العزيز محودة يف كتابه األخري

.12املقعرة ؟ا ال ميكن ومن خصوصيات املمارسة النقدية مقارنة مع اخلطاب النقدي، كو ا تتطلب إجراءات وأدوات منهجية، وبدو

ي عمل يف إطارها، إذا حنن حباجة إىل املنهج العلمي يف املمارسة النقدية، الذي يعين حماولة املوضوعية واالبتعاد عن األهواء «القيام رهاف لغته ومصطلحيته، ذلك أن ويف املقابل، يطالب اخلطاب النقدي .13»والعالقات الشخصية يف تعاملنا مع النص األديب

املصطلح الذي يصك درجات من حيث التخصص إما على مستوى العلوم الدقيقة والطبيعية ــ من جهة، أو العلوم اإلنسانية ــ من نية، مث إنه درجات من حيث قربه أو ابتعاده عن الرمز، ومن العالمات املميزة للمصطلح قابليته ألن يصبح رمزا وع المة ليحل جهة

، حبيث يصبح يف 14التداخل والتشابك بني الدالالت املختلفة، ويكون الرمز على شكل كتابة خطية عادية، وقد يكون رمزا شكليا .تعامله مع النسخ الكتايب على أساس أنه رمز

ختاذ املواقف 2.1 صناعة اخلطاب النقدي خطاب املواقف 1.2.1

ا اخلطاب النقدي :هذه اجلهة هو انطواؤه على مواقف نقديةأما اخلطاب النقدي فما مييزه من هناك مواقف حصيفة يفيض كثرية على حساب اخلطاب اإلبداعي وال نقول إن املمارسة النقدية ختلو من املواقف والرؤى، فكما أن األدب . إىل درجة تناقلها أحيا

لنسبة للنقد الذي يتميز أكثر ما يتميز به هو اآلخر، اختاذ املواقف أ يكن شكله، يف تصويره للقضا يتخذ موقفا فكذلك الشأنر األدبية على اخلصوص بيد أن التسامح الذي يتقبل به اخلطاب النقدي التفاوت يف الرؤى واملواقف، من شأنه أن . الواضحة من اآل

ن النسبية يف التعامل مع املوضوعات يفسح له اجملال الرتياد عتبة املواقف بكل حرية واستقاللية وأرحيية، وذل ك نظرا إلميان صانعيه وهذا ميتنع على املمارسة النقدية اليت تقيدها املنهجية وهي جمسدة يف أوسع معانيها . االختبارية شرط لبناء أحكام نقدية موضوعية

). املنهج واملوضوعية واالختيار(در التذكري بقاسم مشرتك مرجعه إىل مشكلة تقليدية مفادها تطويع اللغة يف األداء ويف هذا الصدد، ومع هذا التمييز الوجيه، جي

سم فذة شفافة "املوضوعية " الذي كرسه العرف والذي يعرف ن حديثنا هو ، وتبدو اخلطوات املتبعة مألوفة متاما، فنحن نتظاهر نه نوع من فرض تفكري العقلي مع التنصل من أي اهتمام شخصي يف املعلومات اليت يتم تطل على الواقع احلقيقي، وال نتظاهر

.15التوصل إليها مع معاجلة الصيغة اليت نوافق عليها كما فرضها النص ذاته، وهكذا دواليك هكذا تقوم استطاعة اخلطاب.16»فالطبيعة النقدية يصاحبها إميان الكاتب بطرحه النقدي وبفكر اجلماعة اليت ينتمي إليها «

النقدي يف اآلداب على أن يؤدي مهمة أخرى هي العمل املستمر على خلق تيار من الرؤى اجلديدة واألفكار وتساعدها على املغامرة ا . 17يف استكشاف األصقاع اجملهولة من هنا جاء تصور اللغة الذي حيتاج إليه يف الدراسة اللغوية النقدية هو النظر إليها على أ

لتايل مراكمة جتارب . 18كل من أشكال املمارسة االجتماعيةخطاب؛ أي بوصفها ش هذه اللغة اليت تقوم مبراكمة اإلبداعات املنقولة وبيد . 20، كما متكن من ممارسة حق االختالف القائم على اإلحساس حبرية الرأي أوال وقبل كل شيء19»"رؤى حول العامل " قدمية و

يـنتها أن ولوع اخلطاب النقدي ببناء املواقف وبـنـ ــ على حساب املمارسات اإلبداعية 21 وملعرفة خطورة هذا الطابع، علينا . يتم ــ أحيا

.جراء مقابلة بني املمارسة النقدية واملمارسة اإلبداعية

150

جدلية اإلبداعي والنقدي 2.2.1املمارسة النقدية واملمارسة اإلبداعية، هل هي من املشكالت اليت تعرض هلا اخلطاب النقدي التعرف على طبيعة العالقة بني

عالقة التبعية ؟ وإذا كانت من هذا الضرب، فمن يتبع اآلخر ؟ وهل هي عالقة تبادل اخلدمات ؟هلذا تتخذ . وتكتسب هذه التساؤالت شرعيتها ومصداقيته من كون العالقة بني اجملالني قد تتأزم وتصري إىل عالقة صراع وقلق

شكل اجلدلية اليت تضفي عليها نوعا من احلركية والدينامية كما أن هلا أصوال يف طبيعة الفكر ذاته الذي قد حيدث له هذه العالقةن النقد يهتم تراتبية النقد واإلبداعوميكن وصف هذه الدينامية ــ أوال ــ من الزاوية املشهورة يف .22انفصام عن الواقع وهي اليت تقضي ومن الكتاب الذين خاضوا هذه التجربة أمربتو إيكو . النقد الذايت أو النقد املبدعمن منطلق : نيا. لق اإلثراءإلبداع من منط :الذي يقول عنه صربي حافظ 23"مالت يف اسم الوردة " والسيما بكتابه

مها الناقد اإليطايل الكبري هذا كتاب شائق فريد، ألنه ليس جمرد عمل نقدي جديد من األعمال النقدية املتميزة اليت قد« ولكنه عمل من طراز فريد ألنه ينطوي على التأمالت النقدية املستبصرة . أمبريتو إيكو إىل املكتبة اإليطالية، مث املكتبة العاملية من بعدها

قد ودارس أديب كبري حول عمله الروائي األول لدرجة األوىل م وا. لكاتب، و رته لكن تدوين الكتاب لتأمال م عما أ نطباعاألمر اجلديد قتضاب مرات. أعماهلم من جدل أو نقاش ليس سهاب مرة و . فقد فعل هذا عدد كبري من الكتاب على مر العصور

يطاليا ت يف جامعة بولونيا حث جامعي متمرس مثل أمبريتو إيكو أستاذ النقد األديب واإلشار قد و ولكن اجلديد هو أن يكتب ا،ع ت مبيعا لشهور طويلة يف شىت بلدان أور وأمريكا اليت ترجم إىل لغا لنجاح الكبري، وحيتل قائمة أروج الروا مال روائيا حيظى

رة ويتفوق عليها مجيعا برغم جديتها البالغة ت التجسس واإل ت الشعبية والبوليسية وروا مث يعود هذا . وأن يزاحم هذا العمل الرواملبدع، وتتوفر لكل منهما عن اآلخر، بصورة غري الدارس والناقد بعد ذلك ليقف من عمله هذا موقفا نقد فريدا يتوحد فيه الناقد

سرار عملية اإلبداع الروائي أو النقدي الشخصية ليات عمل كل منهما الداخلية، و .24»مسبوقة، أدق املعلومات املتعلقة خلطاب اإلبداعي هي ثنائية الشاعر الناقد، مثة ظاهرة سطرها بعض الدارس « ني الذين أولوا عناية لعالقة اخلطاب النقدي

فمحمد حسن عواد . فأغلب الذين يتعاطون النقد من الشعراء. فكثريا من الذين ميارسون العمل النقدي هم يف األصل مبدعونفأن ميارس املبدع آلة النقد . 25»ن الشعراء قبل أن ميارسوا العمل النقديوإبراهيم فاليل وعبد هللا ابن إدريس وغريهم كانوا معدودين م

ها، وظواهرها، وينتج خطا نقد ال يتناقض مبدئيا وعمليا مع التزاماته، ذلك أن جوهر األدب والفن نقد للحياة واجملتمعات، وقضاا واقصه، فمن واجب النقد أن يتمم ما بدأه الفن واألدب، كاشفا فإذا انشغل األدب والفن بقضا اجملتمع، وأظهر عيوبه ون. ومشكال

ا إلضافة إىل حماسن النصوص وعيو جلانب اإلبداعي جعل « غري أن .26منبها، ملا يرمي إليه األدب بني السطور، ء اهتمام األد .27»حظ النقد من جهدهم حمدودا، فكان الدافع املشاركة واحلضور اإلعالمي

ا على اإلبداع والنقد معا، ذلك أن بعض الشعراء تصوروا أن انصراف النقاد اجلدد لكن جيب أن ننتبه إىل ظاهرة هلا خطوروهذا « عنهم، هو نوع من رفضهم املضمر هلم، ومل يدركوا أن عملية االستغراق ما زالت صعبة أو حمالة مع كثافة املنتج الشعري،

نقد احلداثة، وإجراءاته التحليلية، وإنتاج شعرية تتوفر فيه هذه الشروط، ومتقبلة هلذه التصور اخلاطئ دفعهم إىل استحضار شروطبعا للنقد، يعمل على اسرتضائه ا حتدث خلال يف النسق األديب العام، حيث يصبح اإلبداع اإلجراءات، وخطورة هذه الظاهرة أ

ذا التوجه املغلوط، ألن التوجه الصحيح أن بعا ال متبوعا، وأعتقد أن هذا التوجه أخذ يف االنسحار ولفت نظره إليه يكون النقد .28») االستقرار املتحرك(مع دخول املغامرة اجلاحمة دائرة

إلبداع بوصفه املختلف، وهو يف الفكر التجاوز والكشف، والتعرية، ولتفادي الوقوع يف هذه املغالطة جيب االحتفاء دائما إليديولوجي مبعىن احلصر وكسر احملرم؛ حبيث يربز اإلبداع يف كل اجملاالت على أنه اجلريء، وهو ال خياف السياسي، وال يؤخذ

ستقالليتهما، « مث إن العالقة بني األدب والنقد عالقة دقيقة، . 29والتمذهب فهما يلتقيان يف كثري من العناصر، ولكنهما حيتفظان

151

يت من أفكار جمردة فقط، وإمنا نتيجة معايشة النصوص األدبية، فاألدب والنقد ال يستغين أحدمها عن اآلخر، حىت التنظري النقدي ال وميكن .31بل إن ظهور أي نوع أديب يرتبط ارتباطا وثيقا بقدرات اجملتمع الذي ينتج األدب. 30»اليت يستنبط منها أحكام نقدية

جملتمعات الغربية املقسمة إىل الربجوازية واإلقطاعية وغريها من الطبقات التمثيل ــ يف هذا الصدد ــ مبثال الرواية اليت ارتب طت وحينما يساء حتديد املصطلح النقدي أو بعض املصطلحات النقدية قد يؤدي ذلك إىل . 32االجتماعية اليت أفرزت هذا الشكل األديب

يف ظل الفراغ املهول الذي يشكو منه نقد املنصب .33يبوضع افرتاءات كادعاء وجود أو غياب بعض األجناس األدبية يف الرتاث العر .34على الرواية وبعضهم يذهب إىل أن ذلك راجع إىل الردح الزمين الطويل الذي شغله النقد الشعري واإلعجاز القرآين

تفسري حدة االختالف يف اخلطاب النقدي 3.2.1مكانه أن حيور احلقائق كما يشاء ويتحول عن الرأي السابق بطريقة من املفارقات الطريفة اليت تسم اخلطاب النقدي، هي أنه

، إذ ينطلق وينتقل من طرف إىل نقيضه وهو يتأسس على مربرات تتجدد كل مرة مر سلوم يذهب إىل أن . تعسفية أحيا فهذا ه األدبية يتاحلداثة األوىلمساه ، فيما أ35احلداثة إمنا نشأت عند العرب منذ العصر العباسي الذي اهتم بقضا : ؛ ليزعم مؤكدا كما

كان شعر بشار وأيب نواس وأيب متام بداية جديدة يف الشعر العريب، كان عالما غريبا من املعاين وهدما للتصورات اليت « ن قبوله أو تسويغه قبوال ملبدأ التحول وهلذا كا. استقرت يف الذهن بتأثري العادة والوراثة، وخلقا للغة جديدة تغري اللغة الشعرية السائدة

. 36»واهلدم والتجاوز لنسبة للناقد عتبة خرج عربها بنتيجة مؤداها أن ما أطلق عليه الشعر " فمع ما ينطوي عليه هذا الزعم من احلقائق فقد شكل

: هو ما ميثل احلداثة األوىل، إذ يواصل كالمه قائال " احملدث ن : " الصعيد النظري أول من تعاطف مع الشعر احملدث يقول على) املربد(وكان « وليس لقدم العهد يفضل القائل وال حلد

.37»عهد يهتضم املصيب، ولكن يعطي كل ما يستحق ا ترجع ــ موضوعيا ــ إىل أن اخلطاب النقدي يف تناوله للمادة األدبية والنقدية وحملاولة تفهم نزعة االختالف هذه احلادة، نرى أ

لتايل ال ميكن لصانعه إال أن حيسب لكل من هذه املعلمات . يف آن، إمنا خيوض املعركة على ثالث جبهات هي املرجع واللغة والفرد و(Paramètres)ت واالحتماالت ت واإلمكا ب ضرورة استقصائه ورصده واستقرائه وفحصه ومتييزه بغية . كل احلسا وكذلك من

عتبارها ممارسة عقلية منهجية هلا فهمه والتفكري والتأمل فيه واحتضانه واستغراقه؛ والسيما ضمن النزعة الفلسفية اليت إذا نظر إليها رخييا ويف إطار شبكة من ، فإن 38رخيها اخلاص مهمة صانع اخلطاب النقدي تدعو إىل اعتبار منظومة العلوم واملعارف آنيا و

العالقات اليت يتيحها تعامل الناقد مع اجملاالت اليت يستقي منها املنهج وينحت عن طريقها املصطلح ويصوغ املفاهيم اليت حيتاجها يف ومبا أن املصطلح النقدي يتأسس على الفكر، فإن املفهوم النقدي هو ما يوجه التسمية حنو .يممارسته النقدية عالوة على خطابه النقد

.الرؤية اليت خيتارها الناقدعتماد مقاربة تكفل توسيع نطاقوبعد النظر إىل األشياء اليت إن مفهوم اخلطاب النقدي القائم على سنة االختالف يقضي

يف حد ذاته على ) املقاربة(فما أحوجنا إىل تطبيق هذا مفهوم . اوية أثناء التأمل حوهلا من جهة أخرىجيب التفكري فيها، وبتضييق الز ا متثل جمموع اإلجراءات اخلطابية . هذا املوضوع عينه ا تتحدد عند على أ والزاوية الفلسفية اليت نقرتحها يف هذا التحليل لنستبصر

ملمارسة النقدية يف والتدابري االستطرادية املفعل ة ملساءلة كيفية اشتغال اخلطاب النقدي من الداخل وما حييطه من مقتضيات األخذ ها ن ذلك كله، ألن الفلسفة اليت اخرت ، ويف هذا 40هي خطاب الفلسفة 39امليدان وتناول اإلشكاليات املطروحة واملثرية للجدل إ

مث هل ميكن . املشروع الكلي للفلسفة مبا تقوله (Maurice Blanchot) 2003ــ 1907السياق حيدد اعتقاد موريس بالنشو

152

ما تعرف به الفلسفة من االنشطار إىل املمارسة ويؤكد وجاهة هذه املقاربة . 41للفلسفة أن تكون أي شيء آخر سوى ما تقوله ؟ .واخلطاب " نقد النقد " اخلطاب النقدي و 4.2.1

ره من تداعيات تركيز اخلطاب النقدي على بناء املواقف، فقد كان من بني العوامل اليت أفضت لعل من أجل ترسيم ما سبق ذكلتنظيم إلضفاء عليه نوعا من االنسجام "نقد النقد " إىل تبلور ما يدعى ا أعاله وكذا حدة االختالف القاضي ، اجلدلية املنوه

ا ــ كما رأيناالذي يتطلبه مطلب اختاذ املواقف على الرغم من تذ . بذلنقاد فقد اهتم النقد من أبواب نتاجه اجلم ــ مثال ــ بطه حسني منذ . ويف إطار هذا املسمى انصب اهتمام اخلطاب النقدي

جلامعة املصرية القدمية ومب تيه من اتصاله ا عهد مبكر وكان يصدر يف ذلك عما قرأه يف األدب العريب وعما أخذه من آراء بدأت لثقافة األجنبية ولعل دراسته أليب العالء املعري كانت أول كتاب حاول فيه أن يغري مناهج . كان ينشره دعاة اإلصالح واملتأثرون

.42البحث وأن يكون للحياة اجلديدة والتيارات احلديثة أثر يف دراسة األدب ونقدهإىل جتميد فضل النقد على األعمال اإلبداعية، أي دور وقد أدى هذا الضرب من النقد يف مسعاه املركز على التنظري

ها عد بني النقد والواقع األديب. املمارسات النقدية يف استكمال املمارسات اإلبداعية كما عهد واحلال أن الفكر . كأن به قد يت خالصة ونتيجة عال« النقدي هذا، يف . 43»قة جدلية مع الواقع ال خيلق من عدم وال يولد من برج عاجي وال يستورد جاهزا، بل

أزمة املناهج النقدية " الوقت الذي فتح األبواب ملناقشة معضالت متصلة مبوضوع التأزم هذا فأخذ كل فريق يعلله إما بربطه مبا يدعى ملوضوع" . أو ما سيأيت التفصيل فيه من القضا املصطلحية املرتبطة

فهذه حلقة .سجال فإنه سيشهد غيا للمعايري النقدية، وتغييبا لألعمال اإلبداعيةوحينما يكون اخلطاب النقدي عبارة عن ومع ذلك وغالبا ما يضطلع الناقد يف إطار نقد النقد دائما مبهمة البحث . مفرغة يدور عربها هذا اخلطاب النقدي متأزما يف حد ذاته

حق املواصفات اليت اليت وقفت للعلوم 44 جيدر أن نلحقها به هو أنه مبثابة االبستمولوجياعن األصول، وإذا شئنا أن نصف نقد النقد ملرجعيات م ا وتقارن بني مناهجها وأهدافها وأصوهلا وتقدم حملات عن روادها يف عالقا ا وتدرس نظر ملرصاد تتعقب خطوا

. واخللفيات حمركات اخلطاب النقدي 2

وأهم قضية يشتغل عليها هذا اخلطاب هي املصطلح . النقدي هو الزوا واملواقف والرؤىرأينا أعاله أن أهم ما يصنع اخلطاب ومن أجل . املصطلح النقدي بوصفه حمرك اخلطاب النقدي ووقوده يف آن: وعليه، ميكن نعت هذه القضية الشائكة أي. النقدي ذاته

رها يف نصنا هذااإلفصاح عن فكرتنا بكل وضوح، نشرع يف وضع حتديدات للمصطلحية اليت اخلطاب النقدي (وأوهلا مركب. نسخ ).املصطلحي

اخلطاب النقدي املصطلحي 1.2، وكون املصطلحات مقيدة حبقوهلا املعرفية، إلدراك خطورة وضرورة اإلصرار 45استعمال املصطلحات مبعىن خاص يكفي عامل

ل النقدي األديب قد يكون أكثر احلقول الفكرية حاجة إىل دراسة مث إن احلق.على فتح ملف املصطلح النقدي من قبل اخلطاب النقديح املعاين وتعدد الدالالت والتعرض للتأثر والتغري السريعني هلذا، فقد عين صانعو . 46مصطلحية وذلك بسبب التوالد املستمر وانز

ذه القضية بكل شبه مهووس ا عملية ذات " علمية "وقد حاوجلربا إبراهيم جربا إثبات أن .اخلطاب النقدي العملية النقدية بكو .47مصطلح

النقد املصطلحي 1.1.2

153

ونقصد به ذلك اخلطاب الذي ). النقد املصطلحي(يف عبارة املركب النعيت ) اخلطاب النقدي املصطلحي(ميكن إجياز مركبلدرجة األوىل. يتناول القضا املصطلحية واملفهومية وإذا لزم عليه أن يطال املفهوم وشعابه . نرى أن انشغاله ينصب على املصطلح

. (Approche onomasiologique)رورة اليت يكفلها البحث املصطلحي يف املقاربة املفهومية فليس ذلك إال من قبيل الضملصطلحات النقدية والفوضى العارمة والقا ئمة يف وذلك لكونه ــ يف وضع اللغة العربية وثقافتها ــ يقصد معاجلة املسائل اللغوية املتصلة

طى معها املثقفون والباحثون وعمدوا إىل استجالب املفاهيم النقدية بوساطتها، ما عرف ساحته، والسيما نتيجة حرجة الرتمجة اليت تعاجعا وهي تتعقب االستعماالت . تداعيات على املستوى املصطلح النقدي خاصة ويف هذا السياق، تؤدي املصطلحات دورا

وأفضل حل مللء هذا الفراغ هو خلق فرع يتوىل نقد . تتضحاملصطلحية ضمن السياقات النصية اليت تتبلور عنها املفاهيم وتتجلى و .48االستعماالت املصطلحية الرائجة

يف ماهية املصطلح النقدي 2.1.2" اخلطاب " إن بطرح إشكالية املصطلح النقدي يف إطار اخلطاب النقدي نقصد إىل حبثه ببعض املالبسات اليت تثريها لفظة

لتعريف، ألنه عمل جمرت يف تقاليد البحث ) اخلطاب(ومع ذلك، فال نريد أن حنيط مصطلح . ومفهومها املطاطي واملثري للجدلختالف اخلطوبتعبري آخر، فإن . العلمي اب لفظ غامض يضعنا حيال مشكالت لغوية لسانية وأخرى مفهومية، وكثري منها يتعلق

.اجملاالت اليت يسود فيها ويتجلى وينتج عنها تربير وظيفية املصطلح النقدي 1.2.1.2

.يف التداول والعطاء إن حتديد ماهية املصطلح عن طريق اإلحاطة بوظائفه وأبعاده، صار إجراء ابستمولوجيا وعمليا آخذاوكذلك حينما نتحدث عن األبعاد نكون قد غطينا جزءا كبريا من الوظائف، وليس أدل على أمهية هذا اإلجراء مما يقال من أن

ن يستقطب اهتماما أوسع ما ميكن أن يكون كان ولكن ملا . الوظيفة درة املخصصات النوعية اليت تلف املفهوم، لذا فهو خليق ر لطبيعة حدود أرسطو (Pierre Aubenque)الشيء ــ كما يؤثر عن الفيلسوف الفرنسي املعاصر بيار أوبينك املتصفح واملفس

مصدر انبعاث اجلوهر القائم بذاته ومدار احلديث دائما، حق أن تسند للكلمات اليت تعينه معان مستقلة توافق ذلك « التعريفيةــ ب املقابلة العينية املعادلة بني املعاين واألمور البارزة والكامنة، 49»الشيء وبعيدا عن حاجة املصطلح إىل غريه إلثبات ذاته ــ من

. ومعرفة هويتهــ واحلصري أو املطلق، تظل الكائنات واألنطولوجيات ) الطبيعي أو االصطالحي(بيد أنه، ومع هذا اإلسناد التناظري

لطابع التحول الذي : نواع عصية على التحكم، وذلك على الرغم من وجاهة وظيفة اللغة االستحضارية؛ نظرا، أوال واألجناس واألنيا )وهذا مبحث ذو شجون نركز فيه ههنا على تسجيل سقوط مبدأ التناظر املزعوم(يعرتي تلك املوجودات النغماس الوحدات : ، و

لثا اللغوية يف عالقات سياقية ومرجعية ت فإن األمور الكامنة املشار إليها أعاله ــ وكما : زداد تعقيدا وتركيبا وحشوا بشكل فاحش؛ و . 50»تشمل املعدومات املمكنة واملمتنعة « اشتهر عن األلوسي ــ

الوظائف لذا، فقد صح القول ــ من جهة أخرى ــ إنه عند استعصاء كنه الشيء يعىن بوصفه بناء على مجع الصفات وقيد وضبط العالقات وعزل السياقات ــ وترك الشيء إىل حني؛ وهذا تكريسا للعالقة االعتباطية اليت تسم الدال اللغوي واليت ال تتعارض مع لنموذج ت التسموية والتعيينية واإلحيائية، ألن الوظائف من العوارض وليست من اجلواهر؛ وعمال ما جتسده الوظيفة من الغا

صة لألوصاف الذاتية وللمالمح احملايثة املتقابلة واملتالزمة وظيفياالتوز لقيود اللغوية املخص لعالمات الوظيفية و . يعي الناهض للغة، فمن األجدر التذكري مبا صار من املتـفق عليه اآلن عند معظم بع للسانيات اليت تتكفل ويف سياق ذكر منوذج

من قرن ــ من أن هذه األخرية اليت تتوىل صياغة املصطلحات ــ ضمنيا ــ ليست قائمة بكلمات تتم مقابلتها اللسانيني ــ ومنذ أكثر

154

بدالالت على شكل تناظري، بل هي نظام من االختالفات والعالقات والتقابالت الوظيفية؛ هذا، عالوة على أن قنوات التواصل اليت ا التق(تعىن بتناقل املصطلحات صني، وبني هذه الفئة واألوساط اجلماهريية، متكنها ) ريبيةمباهيا ــ صراحة وتداوليا ــ يف كنف املتخص

من التواجد االجتماعي واحلضور املهين والتجلي التواصلي، والوظيفي يف آخر املطاف، فضال عن مقامها اللغوي واألنطولوجي ألحرى التفكري الرمزي(والفكري الرمزي ). أو

.التعيني واإلحياءالتواصل ووظيفتا 2.2.1.2من هنا يكاد معيار التواصل ينربي تلبية هلذه احلاجة امللحة، بوصفه سندا ينطلق منه يف حسم مسألة هذا التحديد الوظيفي

متياز ال تشغله عن أد الوظيفة التواصليةغري أن . استدراكا على التحديد اجلوهري قي الوظائف اليت تسلم اليت يؤديها املصطلح اء كوبسون ومن بني الوظائف اليت ). 1982ــ Roman Jakobson )1896ا اخلطاطة التواصلية املبلورة من قبل رومان

ا يف هذا السياق، وظيفتا .التعيني واإلحياءيهمنا التنويه األوجه اليت تعرضها عالقة التكامل الكائنة بني الوظيفتني من وتربز وجاهة هذا التبئري الوظيفي من خالل التضليل الذي كرسته

ــ بني القطبني من حني آلخر مث إن تعداد الوظائف . جهة، وعمق اإلشكال الذي تطرحه أزمة التعارض الناشئة ـــ عرضا أو جوهره ــ سواء يف اللسانيات أم يف نظرية التواصل وغريمها، ال رأسيا ومنذ التقليد الذي كرسه االجتاه الوظيفي بكل رابطاته وحلقاته ومدارس

ويكفي االلتفات فورا إىل شدة التضارب بني التعيني واإلحياء إلدراك درجة . يعين يف شيء خلو تلك الوظائف من شىت التعارضاتا واليت حتول ت اليت نتكهن دون التقدم يف البحث، للوعي حبجم أحجية هذا التوصيف الظريف، وااللتفاف حول مقدار الصعو

لتجاهل الذي ساد هذه . املسعى الذي يتوقع من التحليل الذي حنن يف صدد االضطالع به يف هذا السياق وجيب حينئذ التذكري .العالقة بني األوساط اجلماهريية وحىت العلمية والطالبية

هه إذا انطلقنا من مصادرة استحالة إدراك الواقع كما هو، أي أ ن هذا األخري يكمن يف اخلطاب الذي يصفه ويؤوله ويوجلواقع إىل أن يستقي وجوده من اخلطاب أكثر م لعناصر اإلحيائية والتعيينية كمستلزمات البد منها، ما يؤدي له ــ ويؤه ن قيامه أحيا

إلحياء حتما أنه قبل التوسع يف هذه الفكرة، جيب حتديد ماهية كل من الظاهرتني بيد . يف الواقع واحلقيقة؛ فإن التعيني يظل مرتبطا ).التعيني واإلحياء(

(Dénotation)املتبناة هنا حتيل على املفهوم الذي استقر يف اللغات الغربية حتت عنوان ) التعيني(إن تسمية ت الصحة يف االستخدام، فإن اجملال الداليل لكل من . إلجنليزية (Denotation)لفرنسيةو ولكن مع ما حتمله هذه التسمية من آ

لتفاوت املكرس بفضل قنوات التواص ل الكلمة العربية والكلمتني الفرنسية واإلجنليزية ال تدخالن يف عالقة تناظر مطلقة بقدر ما تتسم هيك عما هلذه الكلمات جمموعة من . سياقات اللغوية واملقامات االجتماعية والثقافيةاملفضي إىل تنوع الدالالت حبسب ال هذا،

اليت ) إحياء(تسمية : وهذا الكالم كله ينطبق على الشق الثاين من الثنائية، أي. تواريخ عريقة البد لإلحياء أن يستطلعها عن كثب .يف اإلجنليزية دائما (Connotation)يف الفرنسية و (Connotation)تقابلها تسميات من قبيل

إلشارة إليها عينيا واحتوائيا وتعداد يف الواقع واالفرتاض معا ــ من قبيل تعيني القط ) التعيني(و هو مبثابة تسمية األشياء لتعريف " أو " هذا القط عينه : " لقول) املشهود(احلاضر ، بينما تطلق كلمة "كل كائن تنطبق عليه مواصفات ومالمح القط

وإذا . على الدالالت اليت يستشعرها املتاخطبون وهم يذكرون الكلمات يف سياقات معينة، حبيث تتأثر يف بعضها لغو وحاليا) اإلحياء(درجة اخلطورة راعينا اخلاصية االصطالحية اليت تسود املصطلح يف انتظامه وفق العالقة االعتباطية الرابطة بني التسمية واملفهوم، سنعي

اليت ستنجم عن شدة االعتماد على عنصر اإلحياء يف الداللة املصطلحية؛ وذلك نظرا للطابع الشخصي الذي يالزم اإلحياء يف تلميحه ح ريثما تستقر الضيق؛ غري أنه ليس خافيا أن هذا اإلحياء يعزز ــ من جهة أخرى ــ عالقة املشاركة الطبيعية اليت تتطلبها ضرورة االصطال

وليست املشاركة االصطناعية إال وجها آخر . املشاركة االصطناعية اليت تعول كثريا على قنوات خاصة كالتعليم واإلعالم والنشر العلمي

155

على هذا «. ةللمقاربة املفهومية اليت حيدد منطلقها من املفهوم حنو التسمية مسار تكريس االعتباطية مع زوال الشوائب اإلحيائية الفرديلغىن الداخلي لألعمال األدبية، حتت ضغط االنشغال بفلسفة النحو يركز فيصل دراج نقده على تبديد حلظات التوسط، والتضحية

.51»املفهوم، وضمان عودته إىل ذاته، فيتخفف من ذلك يف ذهابه إىل الضفة األخرى ا املفهوم يف تك ر ب االحتكاك االجتماعي فهذه املالمح اإلحيائية اليت يبش وينه املتدرج، إمنا تنحت وتنقش يف التسمية من

والسياق اللغوي املضطلع بقرائنه مبجموع الدالالت املتضافرة، ولكن سرعان ما تزول مبجرد التكريس واالصطالح وفق التخصص بادر للوهلة األوىل يف أذهان املؤولني، إمنا املالمح اإلحيائية اليت هلذا، فليس التعريف هو ما ي. وامليدان، وأحيا تبعا للمدارس والتيارات

الستعمال املتكرر، واملتواتر هو ما يطفو مث إن العالقة اإلحيائية تستوجب شروطا ومتغريات يصعب . 52ختزن يف التسمية وتكرس ا، لذلك فإن إحصاء املالمح أصبح شرطا قائما إلجناح هذه اآللي ملصطلح يفرض العناية . ةاإلمساك من هنا، فكل اهتمام

مساء تقابلها دالالت قارة، كما قد لنتذكر أن . 53لدالالت اليت تنجم عن استعماله استعماال متخصصا أو عاما اللغة ليست قائمة . وغريهمإن هذا الزعم قد انتقد وصوب من قبل إدوارد سابري وفردينان دي سوسري وأندري مارتيين. يزعم

مبا تكفالنه من سبل املبادرة بوضع املصطلح النقدي وتوليده تشكالن وسيلة مشروطة بقضية ) اإلحياء والتعيني(إن آلييت نيني، . االستيعاب ن حازم القرطاجين ملا كان أكثر النقاد العرب القدماء إفادة من الفلسفة والنقد اليو « نذكر ــ يف هذا املضمار ــ

نية ليوظفها يف مشروعه النقدي بطريقة التأثر واالستيعاب، ال النقل اجملرد، والتقليد احملض كا ن البد له أن يسرتفد املصطلحات اليواالطالع الوايف والفهم الصحيح للفكر النقدي األجنيب مها أساس كل استيعاب جدي رصني لذلك الفكر « هذا، مع العلم أن . 54»حللقة الثانية من استيعاب « . ذه احللقة األوىل تتوقف احللقات الالحقة من ذلك االستيعابوعلى سالمة ه. 55» أما فيما يتعلق

. الرتمجة والعرض: الفكر النقدي األجنيب، أي نقل ذلك الفكر إىل العربية وتقدميه للقراء العرب، فإن لتلك احللقة قناتني رئيسيتني مهامرينويف احلالتني فإن الناقل، مرت ــ أن 2ــ أن ينقل األفكار النقدية األجنبية بصورة سليمة ودقيقة؛ 1: مجا كان أم مؤلفا، مطالب

الجتاه أو املنهج النقدي الذي تنتمي إليه تلك األفكار، وهي مصطلحات تشكل يقوم بصياغة وبلورة املصطلحات النقدية اخلاصة .56» فيما بينها منظومة أو جهازا مصطلحيا متكامال

ويشي هذا بفكرة هامة هي أن أغلب املصطلحات اليت نشأت عن جتربة الرتمجة يف جمال النقد األديب كانت تتناول املفاهيم ا اليت وفدت عن طريق التعليم ب املناقشات املستفيضة كما عرفتها مثيال .اليت مل يتسن هلا الدخول إىل عامل الثقافة العربية من

ن الكلمات ميكن تفريغها من معانيها مث مبا أن كل الو اقع أصله تصور ذهين كما يعتقد برتراند راسل، فاألجدر أن نقتنع هذا من شأنه أن حيقق االقتصاد اللغوي، ويساير املقولة . إعادة التفريغ فيها ما ميكن تصوره من األشياء واألوصاف حول ذلك الواقع

ويف كل مرة . ر ذلك عن مأزق االشرتاك اللفظي والتعدد الداليل الذي تناهضه الروح العلميةالفلسفية سالفة الذكر، ولكن قد يسفملرجع يف الوقت الذي يرتبط نستعني بوجاهة اآلليتني ذات الوجهتني املتكاملتني حلل هذه املعضلة، وذلك ما دام التعيني مرتبطا

لشخص ).املرسل ــ املتلقي(اإلحياء ؛ هلذا فإن املالمح الداللية اليت يشتمل عليها املصطلح متعدد 57اآلن أنه ال ميكن اختزال املفهوم يف املدلولمن الواضح

عالوة على النسبة الكائنة بني الدالالت املتعددة، تتدخل عوامل كثرية يف تكوين الرصيد . الدالالت ال تقوم دائما على االشرتاك .ورب عامل يباعد بني الدالالت يف الوقت الذي يؤمل منه التقريب فيما بينها. التعدد الداليل عليهالداليل للمصطلح وإضفاء طابع

فلنعترب ــ بصورة جمملة ــ كون احلقل املصطلحي يقوم على جمموع املصطلحات اليت تتداخل مفاهيمها، وذلك لسبب بسيط يعود إىل .58املفاهيم وليس يف حدود التسمياتالعالقات القائمة بني تلك املصطلحات يف عامل

156

ح اجتاه التعارض القائم بينهما ملرجع أن يوض ففي الوقت الذي يشري التعيني إىل . ومن شأن عالقة كل من التعيني واإلحياء ألحرى عالماتيا، يصبح اإلحياء فيه مصدرا للشبهات وسببا ل لتايل الشيء بعينه فيقوم مقامه بعد استحضاره رمز أو لغموض و

ويظل اإلحياء وفق هذا املنطلق من أوجه التعارض الذي . مدعاة للتأويل حبسب املرجعية واخللفية وليس مبا هو عليه املرجع يف حد ذاتهمزجة متضاربة هيك عن عامة الناس الذين ينظرون إىل العامل من مناظري خمتلفة و .يعيق حىت التواصل بني األخصائيني،

املصطلح النقدي وامليدان النقدي 3.2.1.2نذهب يف ثنا هذه املداخلة إىل الدفاع عن أطروحة أن الوحدة األساسية اليت متيز اخلطاب النقدي هي املصطلح النقدي؛

ن العمل الوجيه ه الذي ينهض به هو من قبيل العمل الذي يتطلب (Fonctionnement pertinent)وعليه، فإن اإلقرار وهذا يعين أن فن الكتابة . املصطلح وليس الكلمة يف مفهومها العادي واجلاري على ألسنة الناس يف مقامات التواصل الطبيعي

ت املصطلحيات اليت تعلمنا أنه . التخصصية وحركيتها هي من خاصيات اخلطاب النقدي ويف هذا السياق البد من العودة إىل أجبدمة بني الكلمة واملصطلحال توجد معارضة مطلقة و كل ما يف األمر هو أن املصطلح يرتبط مبيدان معني حيدده مفهوما . ال مطابقة

قي املعلمات كالنظامية اللغوية اليت البد للبعد اخلطايب أن يتدخل بشكل أوسع فيما خيص املصطلح. وتعريفا ما يشرتكان 59أما ، فإصطلح الدقيق والكلمة العامة، فإن املصطلح مهما يعرف يف ابتعاده عن وضعه اللغوي اخلام أو أصله ومع شبه القطيعة بني امل .فيها

ملستوى الداليل هلذا األصل وهذا الوضع؛ لذلك يرجع دائما إىل املعجم من أجل االستيضاح عن الوضعي األول؛ فإنه يبقى مرتبطا مع ضرورة التذكري أيضا ــ من جهة أخرى ــ أن تلك املصطلحيات اليت .60فهوم اجلديدالداللة اللغوية الدقيقة للمصطلح الذي حيمل امل

نتحدث يف هذه احلالة . تعاجل موضوع املصطلح ال تبتعد بسهولة عن أصوهلا حيث يطغى التقيييس والتوحيد املصطلحيني واملفهوميني .خرىعن إجراء التعيني الذي يعارض إجراء اإلحياء من هذه الناحية األ

ائية ــ كما أحملنا وإذا قيل إن للكلمات تعاريف حمددة ومؤكدة، ولكن ليس للمراجع اليت حتيل عليها تلك الكلمات تعاريف ن الكلمات قوائم خمتومة وعليه ميكن معارضة تزكية الكلمات العامة يف مقابل املصطلحات، واليت. أعاله حتمل على االدعاء

. ما يفسر هذه املفارقة هو عامل اخلربة اإلنسانية اليت تسمح مبقاربة األشياء من خالل تنوع اخلربات نفسهابيد أن . 61الدالالتت لنسبة للمرجع أي مقارنة مع حضور املرجع املوضوعي فمكو ضيات الذي ال يرضى . اخلربة غري قابلة للعزل إذ حىت يف علم الر

قبل أوقليد بوصفه كثرة من الوحدات، إىل درجة أن بعضهم اختلف يف اعتبار الواحد عددا لتضارب واملفارقات، مت تعريف العدد من . أم ال، وهو تعريف اصطالحي اعتباطي

ومهما استعصت هذه الرطانة على الفهم، وتعسر حتقيق هذه الطموحات املتعالية، فما على صانعي اخلطاب النقدي إال أن ن املصطلحات إمنا ترتبط ملتخصصني يف تلك اجملاالت وال ميكن لنا أن نغري استعمال املفردات يعوا جملاالت اليت تنتمي إليها و

لتدقيق، أن املصطلح ذو انتماء .62املهنية بدون وجود فكرة مركزة إىل حد ما عن نظام سري العمل لدى الطوائف املختلفة وهذا يعين مع العلم أن لكل . لية مجع املصطلحات مرحلة ضرورية وأولية تسبق املراحل كلهاهلذا يصبح تشخيص امليدان يف عم. إىل ميدان ما

ا ا جمموع العالقات الرابطة بني موضوعاته االصطالحية . ميدان بنيته اخلاصة اليت يتعرف ألحرى املفاهيم(ونقصد ، أي كل )أو . من امليادين االختصاصية املتنوعة عدد تنوع الفروع املعرفية املشتقةما من شأنه أن يشكل شبكة عالقات متيز ذلك امليدان عن غريه

لنقد التخصصي، بل هي مقرتحة من ميادين أخرى، أو تشمل األشكال األدبية بيد أن أكثر املصطلحات النقدية ليست خاصة ، مثة من ال مييز بني املصطلح النقدي واألخطر من هذا. 63املقرتضني من علم النفس" الوعي " و" الشخصية " بعامة، مثل مصطلح

املصطلح األديب يعين ببساطة، تعبريا اتفقت «: واملصطلح األديب، كما الحظناه ذلك عند عبد احلميد إبراهيم الذي يعرف األول قائال ما يربر هذا التعبري " يد التحد" اجلماعة على استخدامه، لريمز إىل جمموعة من األفكار أو املذاهب، ترسبت مع الزمن، وأصبح هلا من

رخيي وفلسفة مجالية، ومالمح فنية أو املصطلح، حبيث إذا أطلق فإنه يرمز على الرغم من صغره ــ إىل حركة أو فكرة، ذات سياق

157

نه يصف املصطلح النقدي، مستعمال مركب . 64» الذي كان ال يزال شائعا قبل رواج ) املصطلح األديب(وهو ما جيعلنا نستنتج .األقرب إىل التصور احلقيقي للقضية) املصطلح النقدي(ركب م

. من هنا، فكلما ظهرت تسمية جديدة يف ميدان ما أنذر ذلك بوجود مفهوم متميز يكون قد بزغ سلفا أو هو يف طور اإلجنازشد أهل االختصاص املنحى املفهومي الذي ينطلق فيه من املفهوم حنو التسمية، مستعينني ويف حال تواجد مفهوم يفتقر إىل تسمية

وهو ما يدعى يف رطانة . بشىت السبل واإلحياء واجملاز مبختلف الكلمات القريبة من احلقل املفهومي املكونلوصف والتحليل والتعيني ملقاربة املفهومية ويكاد التعامل بشىت الوسائط اللغوية واألنطولوجية . (Approche onomasiologique)املصطلحيني

دا وواضح املعامل، وال خيشى الوقوع يف اللبس مبا والتواصلية يكون أمرا طبيعيا ريثما تستقر التسمية املنشودة للغرض، ما دام امليدان حمدا يف سياقات تواصل متجانسة بفضل ما يوفره امليدان من أسباب التجانس هلذا سبقت اإلشارة أعاله إىل أن . أن األخصائيني يوظفو

يدانه وتوفره على وحدة أساسية تعزز ذلك الوضوح والشفافية أال وهو اخلطاب النقدي يصبو إىل التجانس، وذلك بفضل وضوح م .املصطلح النقدي

هواجس اخلطاب النقدي 3إن ما مت عرضه أعاله، كان من الزاوية االستشرافية املبنية على أرضية املعاينة وجس نبض الواقع الذي تتيحه املمارسات

لفائدة على ضبط أهم املظاهر اليت . املفرتض أن يكون عليهو " اخلطاب النقدي " النقدية، مع افرتاض كيان وهي الزاوية اليت ستعود لتحقق . اليت قد تفضي به إىل الوقوع يف اللبس) اهلواجس(وهذا ما نقصده حتت توصيف . جتعل من هذا اخلطاب النقدي خيفق دو

. 65»خلل الصور ) شالر(د كبرية لقراءات رمزية أو ما يسميه احملتمل النقدي هو الذي يطرح شروطا ذات أبعا« هذا، مع العلم أن ).املقابل خلطاب احلداثة(وأكرب هاجس حدا اخلطاب النقدي مظهران مها النزعة التوفيقية وخطاب التأصيل

)التلفيقية(النظرة التوفيقية 1.3نقدية عكست أبعاد اإلشكالية اللغوية لقد أدت النظرة التوفيقية ببعض النقاد إىل إنتاج خطاب نقدي احتوى مصطلحية

متياز ومن اجلدليات اليت سيطرت على اخلطاب النقدي، يف هذا اإلطار، جدلية الوافد . املصطلحية اليت سادت اخلطاب النقدي .66املعاصرين ومثة دراسات وحبوث اهتمت يف احملل األول بتبيان كيفية نقل املفاهيم النقدية إىل اللغة والنقد العربني. واحمللي

، نذكر عز الدين املناصرة الذي ومن النقاد الذين الحظنا فيهم هذا النزوع التأصيلي التوفيقي ــ املمعن يف الطابع التلفيقي أحياسلوب الفت لالنتباه وال يعدمها ) التناص والتالص(احتفل نقده بثنائيات توفيقية على غرار ثنائية اليت رغب يف إرسائها ولكن

لبحث املستقصي؛ إذ نلفيه يكتب مقاال يفيض فيه، ميكن اإلشارة إىل العينة اليت اختارها من النقد األ صالة واملنهجية يف التناول دمحم مندور وإحسان عباس، : مثل) نقاد ما قبل احلداثة(املعاصر ملوضوع السرقات لدى النقاد القدامى، متثل وجهة نظر ما أمساهم بـ

يف نقد بدوي طبانة وعبد العزيز عتيق، حبيث يهتم يف ثنا حبثه برسم املالمح األساسية: بعض الباحثني األكادمييني مثلووجهة نظر .67احلديث، من خالل عينة أساسية وكافية، متثل هذا االجتاه) علم التناص والتالص (ما قبل ما أمساه بـ –نقاد

قد النقاد يف نفس دائرة النقاد القدامى، طبانة وعتيق، يتابعان موضوع السرقات، ويدوران نلفيه يالحظ أن ويف تعقب مسار ستثناء كالمهما عن املعاين املشرتكة، حىت أن عتيق وصف االقتباس من القرآن شكاهلا املتنوعة، لسرقات من حيث اإلقرار

نه وهو أيضا نظر . يف ضرورة االنطالق من القدمي ر أن ينظر؛بينما اشرتط طبانة على املبتك)سرقة(واحلديث، رغم شهرة النصوص، لتايل يستنتج املناصرة ــ ضمن نزعته التأصيلية ــ التماهي . من اهلمذاين) سرقة(عند احلريري، على أنه ) املقامة(اقتباس النوع األديب يف و

ثر، يعد سرقة، رغم مناقشتهما ألشكال ثري و الذي وقع فيه كل من طبانة وعتيق مع مفاهيم النقاد القدامى، انطالقا من أن كل ن الفروق بني مصطلحات وأمساء وأشكال . لتالص الواردة عند النقاد القدامىا لكن سرعان ما يسجل مالحظة طبانة القاضية

158

ويبني كيف أن طبانة . أن السرقة أصبحت فنا عند البالغيني، حيث أحلقوها بعلوم البالغة إىل وهو أيضا يشري. السرقات، تكاد ختتفيبينما يلفي املناصرة أن . سرقات املازين لقصائد الشعراء األوروبيني: قات يف العصر احلديث، ويورد مثاال على ذلكيؤكد على كثرة السر

اجملدد ) أ متام(ويؤكد مندور على أن . وبطبيعة احلال، فإن رأي طبانة هنا أصوب. مندور، أشار إىل قلة السرقات يف العصر احلديثول السرقات، وأن النقاد القدامى مل يفرقوا بني السرقة وغريها، وهو ينتقد النـزعة الشكلية يف تصنيف أنواع هو بداية اخلطاب النقدي ح

لنقد الالنسوين أما عباس، فهو ينتبه إىل أن النقد . السرقات، وينطلق مثل طبانة من مفهوم املوازنة بني األصالة والتجديد، متأثرا إلخفاء الذكي، أي أن النقد القدمي، برر السرقات، : املتناقضني، أي القدمي، سوغ طريف املعادلة ملعاين املشرتكة العامة، والقول القول

: ويشرتك األربعة. ورأى عباس أن قضية السرقات حرفت النقد يف أواخر القرن الرابع اهلجري عن االجتاه الصحيح. وبرر نقيضهاأحدمها : تفاق على أن مواقف النقاد القدامى من السرقات الشعرية، أخذت اجتاهني متناقضنييف اال) مندور وعباس وطبانة وعتيق(

املتنيب والبحرتي وأ : (كما يتفقون على أن موضوع السرقات، طال شعراء كبارا. موضوعي، واآلخر متحامل وغاضب وغري موضوعيثري كما اتفقوا على أن امل. ، وطال شعراء آخرين)متام وأ نواس ت وأصبحت شكالنية، حتت صطلحات قد اختلطت وتشا

.68من موضوع السرقات) مع وضد (كما نلمح لدى النقاد األربعة، مالمح مواقف أخالقية . التصنيفات البالغية )املفتعل(خطاب التأصيل 2.3

ن تلك النظرة التوفيقية هي نتيجة طغيان خطاب التأصيل يف نطاق اخلطاب وتتكرر أيضا، يف ). العريب(النقدي ميكن الزعم م، يف وضعهم للمصطلح وتوليدهم ضوء هذا اهلاجس، جدلية الوافد واحمللي اليت عكرت صفو األشياء على بعض النقاد إىل درجة أ

نسجل مدى اهتمام وهنا.له يتنصلون من املصطلح الذي يتجذر بعمق يف حركة النقد العريب القدمي واحلديث معا ويف جوانبها املختلفةالباحث أمحد يوسف بتمديد ظالل التفكري السيميائي لتسع اإلسهام اإلغريقي أيضا، فال نريد أن منضي إىل شيء آخر من دون أن

نته، وإن مل يفصح هتمام العرب بنفس القضية وهو ما جيتهد الباحث يف سبيل إ ه عن هذا نشري إىل داللة هذا االهتمام إذا ما قارمج التأصيلي إميل بنفينست وأمربتو (وال يغيب عنا املصدر الذي اعتمده الباحث يف إثبات هذا االهتمام، إنه مصدر غريب . الرب

صيل األفكار احلديثة : ، كما أقر بذلك الباحث نفسه)إيكو هذا من شأنه أن يكسب انصرافه إىل الرتاث العريب اإلسالمي من أجل .69حبثية تتناغم وما يفعله الباحثون الغربيون على مستوى تراثهم الفكري والعلمي، والسيميائي على وجه اخلصوصقيمة

صيل ما ينقل، طغت نزعة إطالق املشاريع ا مشاريع يطلق هلا العنان هنا وهناك . ويف هذا اجلو من النقل عن الغرب و بيد أ ومحاس ال جن ندفاع أحيا اليت يتكرر استعماهلا يف معرض احلديث وعلى صفحات البحوث ) مشروع(د له أثرا سوى يف كلمة و

حثني يعملون فرادى ا. املرتاكمة، ومببادرات على املوضوعات ) املشروع(هي نزعة تنزع إىل إطالق تسمية . لكنها ال جتد من ينهض كما نقرأ يف مثل هذا . وكل من ميعن النظر فيها جيد عدم وضوح تلك األفكار. بغيواملفاهيم أو األفكار اليت مل تتضح بعد وكما ين

:الشاهده دو سوسري من انضواء « إننا ندرك ذلك االنشغال الذي كان يساور بناة املشروع السيميائي وهم يعيدون النظر فيما ار

رت اللسانيات العامة حتت مشولية السيميائيات؛ األمر ال [Roland Barthes]ذي مل يشاطره فيه بعض السيميائيني من أمثال روالن

مث إنه من املعلوم أن اللغات مجيعها متتح مصدرها [..] [Jacques Derrida]وحىت جاك دريدا [Julia Kristéva]وجوليا كرستيفا العالمة؛ حيث أشار القاضي عبد اجلبار إىل أن إفادة الكالم اليت تؤلف جوهر وجود الدال يف ] Linéarité[من خصيصة اخلطية

.70») أن حيدث بعضه يف إثر بعض، فيصح أن ذلك يفيد األقسام املعقولة، فأما إذا حدثت كلها معا فال يصح وقوع الفائدة(تتم لغ وكذلك تتخلل اخلطاب النقدي العريب نصيب كبري من االتباعية للخطاب النقدي الغريب ، فأغلب التيمات النقدية اليت

ب املوضة على غرار فيها هذا األخري ال تزال تتكرر يف اخلطاب النقدي العريب، بل حصل التطرق إىل بعض املوضوعات من .71)موت املؤلف(موضوعة

159

ب النقدي يف العصر املراحل اليت مثلت االجتاهات األساسية يف عملية تطور اخلطا يلقي الضوء على فهذا أمحد عفيفياية القرن املاضي إىل تلك املرحلة املتطورة اإلبداعية، وصوال احلديث خالل مسريته ؛ وهو يرى أن النقد األديب قد مر بعدة 72يف

:ــ بنزعة ال ختلو من خطاب التأصيل، مع أنه ركز على خصلة التجديد يف موضوعه ــ على هذه الشاكلة أوجزها مراحليتاملرحل األديب حىت منتصف القرن التاسع منذ نشأة النقد ة األوىل متثل مرحلة اخلطاب النقدي يف صورته األوىل وهي اليت

ويرى أن هذه املرحلة تنطلق يف البالغة والنقد القدميني من مبدأ . لغو تركيبيا درسا دالليا عشر تقريبا، وتركز على دراسة األسلوب). العادي(كما الحظ أن املستوى املثايل للغة يقصد به املستوى األول هلا أو املستوى . كيزا على الرتكيب والداللةاملثايل واملنحرف تر

وتتسم اللغة املثالية يف هذه املرحلة مبجموعة .بشكل عام وهو املستوى الذي استقر يف عرف االستخدام اللغوي لدى مستخدمي اللغةا استقرت على :من خصائص، هي شكلها احلايل املستخدم، فصارت لغة اصطالحية يف أعراف قواعدها وقوانينها احلاكمة، ولغة أ

لتايل فهي أسبق يف استخدامها، وكذلك صارت بقواعدها واستخدامها وسبقها مثالية؛ حيث وصفت بذلك. أسبق يف الوجود وملثالية، .فهو ميثل االستخدام اإلبداعي للغة األدب ك املثالية،أما االحنراف اللغوي عن تل ألن السبق أعطاها حق احلكم لفردية واالستخدام اخلاص، فكما ستند الناقد إىل رأي الطاهر أمحد مكي، فإن :يلي ومن مسات اللغة املنحرفة ما ا تتميز أ

ب، وإمنا تثري لو وطعما ورائحة كل شاعر يطبع الكلمات واألصوات املتفق عليها بلون جديد وأن ألفاظ الشاعر ال تعطي معىن فحسلية على مثاليتها،. وظال وحركة ومزاجا ومواقف وغريها .إذن مستوى الحق ملستواها العادي فهو إن احنراف اللغة جاء يف مرحلة

) املثايل(يف سياقها األول هلا يت قياسا على قواعد اللغة احلاكمة الحنراف وميكن تسجيل، يف هذا السياق، مدى اتسام اللغة .وقوانينها املنظمة هلا

خري، احلذف التقدمي والتأ. واملنحرف يف الداللة والرتكيب املثايل :اخلطاب النقدي حول القضا التالية ويف هذه املرحلة داردة: عن طريق النقص. البناء للمعلوم والبناء للمجهول. والذكر، التقدير والتأويل :عن طريق اإلجياز، احلذف، االختصار، الز

: وتشمل . قضا املطابقة بني العناصر. الشخص، العدد، النوع، التعيني: التصريف، ويشمل. اإلطناب، والتكميل، والتذييل، والتكريردة للمبالغة يف املعىن مات األفعال، الدالالتاستخدا هكذا، فإن درس االحنراف يف لغة األدب، هو .الزمنية، التعدي واللزوم، الز

لنقاد والبالغيني إىل درس املثايل واملنحرف األديب قضا النقد درس نقدي لغوي دارت حوله والبالغة يف تلك الفرتة، وقد أدى واحلقيقة أن هذه الفكرة مل تكن غائبة عن الوعى النقدي العريب يف عصوره املختلفة وظل اجلدل حوهلا . دقيقة يف األسلوب دراسة

إلمعان يف االبتداع وأغربوا فيه كأيب متام واملتنيب وقد فطن قدامى النحاة . مستمرا وإن كثر واشتد حول أولئك الشعراء الذين ولعوا الشعراء أمراء الكالم يصرفونه أىن شاءوا، :عن اخلليل بن أمحد الفراهيدي قوله نقل حازم القرطاجينوالبالغيني لفكرة االحنراف فقد

، وجيوز هلم ماال جيوز لغريهم من إطالق املعىن وتقييده، ومن تصريف اللفظ وتعقيده، ومد املقصور وقصر املمدود، واجلمع بني لغاتهن عن وصفه ونعته واألذهان عن فهمه وإيضاحه، فيقربون البعيد، ويبعدون القريب والتفريق بني صفاته، واستخراج ما كلت األلسح اخلليل ويف هذا . املثالية عن اللغة اللغوي، وهو احنراف أو عدول هذا اخلروج للشعراء وحيتج هلم وال حيتج عليهم إذن فقد أ

ع من نظرته التأصيلية ــ كيف أن .كثريين غريه من النحويني والنقاد والبالغيني قد الحظوا ذلك الصدد يبني الناقد ــ وهو يوسويعلق الناقد على هذه املرحلة بدافع تشبعه . املرحلة الثانية، فهي مرحلة الدرس النقدي يف ضوء علم اللغة احلديث أما

ويالحظ كذلك أن . الثاين منه وحىت بداية النصف القرن العشرين ملفاهيم الرتاثية، واصفا وقع حدثها الذي بدأــ حبسبه ــ منذ مطلعا يف شكله العام هذه املرحلة بدأ اخلطاب النقدي اللغوي يف ولكن مبصطلحات جديدة، مع اخلطاب يف املرحلة السابقة متشا

وية الظاهرة للنص اإلبداعي هي االستخدام حيث تكون الصورة اللغ اخل،.. ــ التحويلية ــ البنية السطحية ــ البنية العميقة مثل التوليدية

160

لفردية واحلداثة واالحنرافية، على حني متثل الصورة الباطنة املستوى العادي الفردي أو الفين، ومتثل اللغة يف هذه املرحلة االتصاف لسبق واملثالية واالصطالحية يف است .73خدامهااألوىل للغة، وهو ما يطلق عليه البنية العميقة اليت اتسمت

اجس التأصيل، صنع اخلطاب النقدي لذاته هالة وأمكن لبعض النقاد أن يكونوا ألنفسهم ذه اللهجةاحلادية واملشحونة قد ما لنفسه خطا نقد يفسح له اجملال إلبداء الرأي حول كل القضا اليت تشغل اجملتمع ــ كما رأينا . مسعة وشعبية وحينما يكون

.خطاب املواقفيف ركن خامتة

يبدو من خالل مقاربة التقابل اليت تبنيناها يف عرض خصوصيات اخلطاب النقدي ودراستها يف ضوء املمارسة النقدية، أن من دون االنفصال عن واقع كل من املمارسات النقدية ــ من جهة، واملمارسة اإلبداعية من جهة (Transcendant)األول متعال

لثالثة، فأسلوب التمييز بينها يساعد على توسم سبل التكامل بينها، ومرد ذلك ومهما ق. أخرى يل عن التفاضل بني هذه الكيا .املرجع واللغة والفرد: أساسا إىل التفاوت يف درجات التعامل مع املعلمات الثالثة

هوامش ومراجع 

                                                            مليتافيزيقا أو علم ما وراء الطبيعة التابع للفلسفة الراسخة يف (Ontologie)ل هو مقابل األنطولوجيامصطلح 1 الذي ظهر أول مرة عند الفالسفة الذين اهتموا

ــ 1922(Thomas Khun)مث تطور هذا الفرع الفلسفي يف إطار ما يدعى االبستمولوجيا أو علم العلوم، ونظرية املعرفة والسيما عند توماس كون . التقاليد اإلغريقيةطال مفهوم الوجودية السارترية " الوجود " وليس ) علم املوجود(و) علم الكائن(ويدعى هذا املفهوم يف العربية أيضا بــ . 1996 (Existentialisme)الذي خيالط

.1980ــ 1905 (John Paul Sartre)نسبة إىل جان بول سارتر n°157 (la terminologie: nature & Langagesie, Christophe Roche, Terminologie et ontolog ,: ينظر2

enjeux, Dir. Loic Depecker), Ed. Armand Colin, Paris, 2005, (p.48-62), p.48. .102.، ص2017، يونيو 08.، عالشارقة الثقافيةمدحت صفوت، النقد األديب ما بعد احلداثة خطاب وممارسة، : نقال عن3ا الثقافية وحتوالت اخلطاب النقدي العريب، اآلداب، ع: صربي حافظ، اآلداب: ينظر 4 .92.، ص)95ــ 85.ص(، 1994، أغسطس 08/09.منطلقا .48.، ص)77ــ 48.ص(، 1998، اهليئة املصرية العامة للكتاب، القاهرة، أبريل 04.، عإبداعمىن طلبة، اهلرمنيوطيقا املصطلح واملفهوم، : ينظر 5مللتقى الدويل الثاين حول ( 02.، عتعليمياتيوسف مقران، تعليمية اللغة الواصفة، : ينظر 6 ، ”يف ملتقى األدلة : السيميائيات والتعليميات واالتصال“ عدد خاص

ملدية مبسامهة الوكالة ، )2011نوفمرب 28و 27الوطنية لتنمية البحث اجلامعي، يومي كلية اآلداب واللغات والعلوم االجتماعية واإلنسانية ــ جامعة الدكتور حيي فارس .2012جامعة الدكتور حيىي فارس ــ املدية، سبتمرب خمرب تعليمية اللغة والنصوص،

، )19ــ 07.ص(، 1995 ، الكويت، يونيو299.، عالبيان الكويتيةالواقع واحللول، : ممدوح دمحم، إشكالية التعددية يف املصطلح العلمي العريب: ينظر 7 .11.ص

.39.، ص)43ــ 31.ص(، 1974، ديسمرب 08.، عأقالمدمحم الواقف، مالحظات حول املمارسة النقدية، : ينظر 8 .45.، ص)55ــ 45.ص(، 2006، أبريل 53.، عآفاق الثقافة والرتاثالتخندق والتحيز واملعيارية، : دمحم إقبال عروي، ظواهر سلبية يف اخلطاب النقدي: ينظر 9

جائزة (، عدد خاص جملة جيل الدراسات األدبية والفكريةالرؤية واملنهج، : عبد احلفيظ بن جلويل، املمارسة النقدية عند الدكتور دمحم مصايف: ينظر مثال 10ين ــ يناير )الدكتور دمحم مصايف ..، ص)24ــ 13.ص(، 2015، مركز جيل البحث العلمي، بريوت، كانون

، احتاد الكتاب العرب، دمشق، أبريل 480.، عاملوقف األديب، )مفهوم النص يف النقد احلديث(أمحد دمحم قدور، يف املمارسة النقدية وأشكاهلا : ينظر 11 .09ــ 08.، ص)15ــ 07.ص(، 2011

، 2003لس الوطين للثقافة والفنون واآلداب، الكويت، يوليو ، اجمل01.، ععامل الفكركرمي أبو حالوة، الفكر النقدي العريب وضرورة تصويب األسئلة، : ينظر 12 .61.، ص)75ــ 61.ص(

ملمارسة اإلبداعية، : ينظر 13 ــ 21.ص(، 2014، احتاد الكتاب العرب، دمشق، أبريل 516.، عاملوقف األديبماجدة محود، عالقة املمارسة النقدية .23.، ص)30

.65.، ص)67ــ 64.ص(، 2009، اململكة العربية السعودية، أكتوبر 05.، عأبعادملصطلح والرمز، شرف ماهر حممود النواجي، اأ: ينظر 14

161

                                                                                                                                                                                                 .67.، ص)72ــ 64.ص(، 1995، يوليو 83.، عاآلداب األجنبيةمن كتاب يف اخلطاب النقدي، -روبرت دي بوغراند، ماهية النصوص: ينظر 15، 2015، النادي األديب الثقايف، جدة، فرباير 83/ 82.، ععالمات يف النقداخلطاب النقدي عند عبد هللا عبد اجلبار، فايزة أمحد احلريب، 16 .159.، ص)162ــ 155.ص(

ا الثقافية وحتوالت اخلطاب النقدي العريب : صربي حافظ، اآلداب: ينظر 17 .95.، ص..منطلقاــ 87.ص(، 2000، يناير 102/ 101.، عاآلداب األجنبيةارسة اجتماعية، ترمجة رشا عبد القادر، نورمان فريكلو، اخلطاب بوصفه مم: ينظر 18

.91ــ 90.، ص)115 .11.، ص)54ــ 11.ص(، 2011، نوفمري 148.، عاآلداب األجنبيةمن املمارسة إىل التأليف، ترمجة قاسم املقداد، : فرنسوا راستييه، اللغة: ينظر 19 .78.، ص)81ــ 76.ص(، 2013، وزارة اإلعالم، الكويت، سبتمرب 658.، عالعريب ، جابر عصفور، اإلبداع واحلرية: ينظر 20يـنةمصطلح 21 ا كلية« : عند حسن حبراوى يف هذا السياق (Structuration)ل ورد كمقابل بـنـ يـنة ويعود هذا القصور، يف رأي روسم، إىل أن الرواية تعترب يف ذا مبـنـ

أما . 18.، ص1990، املركز الثقايف العريب، بريوت، 1.، طبنية الشكل الروائي حسن حبراوى، : ؛ ينظر»Totalité structurée et signifianteوذات داللة اللغة حسان الباهي، : يف صورنةــ فقد جاء استعمال مصدره وامسه صورن ) فعل(من ) اسم مفعول( املصورنةــ يقال اللغات (Formalisation)أي صورنةمصطلح ط(ــ دار األمان ) الدار البيضاء(، املركز الثقايف العريب 1.، طحبث يف املفارقات: واملنطق لرموز املستعملة واملصطلحات( 291.، ص2000، )الر هذا اهلامش ــ ). قائمة

.صطلحي العريب يف مقابل اللغة الفرنسية وما يرتجم من ثقافتهامثال ــ هو نوع من الرصد امل ).08ــ 05.ص(، 1970، أبريل 08.، عمواقفجي علوش، عن جدل الفكر واملمارسة، : ينظر 22مالت اسم الوردة، ترمجة سعيد الغامني ومراجعة أمحد الصمغي، دار الكتاب اجلديد املتحدة، بريو : ينظر 23 .2013ت، أمربتو إيكو، .72.، ص)76ــ 72.ص(، 1995، يونيو 06.، عإبداعمالت حول اسم الوردة، : صربي حافظ، النقد وآليات العملية اإلبداعية: ينظر 24 .89.ص، )90ــ 69.ص(، 2015، النادي األديب الثقايف، جدة، فرباير 83/ 82.، ععالمات يف النقدمحد السويلم، األسس املعرفية لنقد الرواد، 25ل إىل النظرية املهاجرة، : ينظر 26 ، 2014، احتاد الكتاب العرب، دمشق، أبريل 516.، عاملوقف األديبمالك صقور، املمارسة النقدية من الغر .06.، ص)17ــ 05.ص(

.89.املرجع نفسه، ص 27 .55.، ص)56ــ 46.ص(، 1999، يناير 01.، عإبداعدمحم عبد املطلب، جدلية احلضور الشعرى والنقدي، : ينظر 28، 2014، احتاد الكتاب العرب، دمشق، أبريل 516.، عاملوقف األديب، )قراءة يف املوضوعية(يوسف مصطفى، العالقة بني النقد واإلبداع : ينظر 29 .82.، ص)86ــ 81.ص(

ملمارسة اإلبداعية، : ينظر 30 ــ 21.ص(، 2014، احتاد الكتاب العرب، دمشق، أبريل 516.ع، املوقف األديبماجدة محود، عالقة املمارسة النقدية .25.، ص)30

ــ 45.ص(، 2000، الكويت، مايو 359/ 358.، عالبيان الكويتيةسليمان حسني، يف قضية اجلنس األديب مشكلة املصطلح واملفهوم، : ينظر 31 .48.، ص)53

.151.، ص1986، أبريل 04.، عرأسفاعباس علوان، يف سبيل حتديد املصطلح النقدي، : ينظر 32 .151.، ص1986، أبريل 04.، عأسفارعباس علوان، يف سبيل حتديد املصطلح النقدي، : ينظر 33، )15ــ 07.ص(، 2001، الكويت، سبتمرب 374.، عالبيان الكويتيةعبد العايل بوطيب، إشكالية املصطلح يف النقد الروائي العريب، : ينظر 34 .08.صلبالغة ونظرية املعىن اليت ختصص يف مضمارهاوذلك عالو 35 .ة على اكرتاثه .13.، ص)40ــ 13.ص(، 1996، النادي األديب الثقايف، جدة، سبتمرب 21.، ععالمات يف النقدمر سلوم، احلداثة النقدية األوىل، : ينظر 36 .13.، ص)40ــ 13.ص(، 1996النادي األديب الثقايف، جدة، سبتمرب ،21.، ععالمات يف النقدمر سلوم، احلداثة النقدية األوىل، : ينظر 37يعرف كانط .90.، ص)100ــ 89.ص(، 2008، أبريل 01.، عاألزمنة احلديثةميشال فوكو، ما األنوار؟، ترمجة عبد هللا البلغييت العلوي، : ينظر 38

ا ت اجلو « الفلسفة على أ ت العظمى للعقل [...] هرية للعقل البشري علم العالقات بني كل املعارف والغا أو احلب الذي يكنه الكائن العاقل للغات العقل العظمى منظومة « : ويقول جيل دولوز تعقيبا على هذا التحديد املزاجي نوعا ما. »البشري فلسفة جيل دولوز، : ينظر. »الثقافةوتشكل غا

162

                                                                                                                                                                                                

من وضع ) الثقافة(التشديد على كلمة . 05.، ص1997اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريوت، ، تعريب أسامة احلاج، املؤسسة كانط النقدية .دولوز. الفيلسوف ج

لنسبة جليل دولوز مثال هي 39 .ابتكار املفاهيم الفلسفة فلسفات ويف هذا الصدد يقال يوجد من الفسفات عدد الفالسفة، وحقا هناك تعريفات أحيا متضاربة، ظم وعلي حاكم صاحل، املركز الثقايف العريب، الدار البيضاء ــ بريوت، بني اهلرمنيوطيقا والتفكيكية: نصياتج هيو سلفرمان، : ينظر 40 ، 2002، ترمجة حسن . 292.ص) الثقافة(التشديد على كلمة . 05.، ص1997ت، ، تعريب أسامة احلاج، املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بريو فلسفة كانط النقديةجيل دولوز، : ينظر 41

. دولوز. من وضع الفيلسوف ج .04.، ص)13ــ 04.ص(، 1990، يونيو 06.، عأقالماخلطاب النقدي يف كتاب حافظ وشوقي لطه حسني، أمحد مطلوب، : ينظر 42دة، العرب والفكر النقدي، 43 .25.، ص1991، ديسمرب 42.، عالناقدطارق زمليتافيزيقا كما رأينا أعاله (Epistémologie)وذلك نسبة إىل االبستمولوجيا 44 ضت به أول مرة فلسفة . أو علم العلوم ــ ونظرية املعرفة ــ املتصل وقد

ضيات وعلم 1994ــ 1902 (Karl Raimund Popper)يف جماله على غرار كارل بوبر " أصويل " العلوم مث واصل دربه العلماء كل عامل يف الرريخ العلوم والسيما عند توماس كون . املنطق " النسق الفكري " الواضع ملفهوم 1996ــ 1922(Thomas Khun)وتبلور كثريا عند الباحثني يف

(Paradigme) .ا النظرية واملعرفية وأبعادها االجتماعية والفردية، لذلك يهتم بسري العلماء والروا ا وخلفيا ريخ العلوم وأصوهلا ومرجعيا د الذين ويدرس ت العلمية، ويقارن الفروع املعرفية ويصنفها .ساسا ونقدية؛ يف سبيل املراجعة أ (Typologique)فزاويته صنافية . يكونون قد أسسوا للنظر

اية القرن السابع، -خري هللا علي السعداين، مصطلحات نقدية: ينظر 45 ، )30ــ 28.ص(، 1974، أغسطس 08.، عاألديبأصوهلا وتطورها حىت .28.ص .45.، ص)50ــ 44.ص(، 1987، القاهرة، مايو 30.، عأدب ونقدرشيد حيياوي، حول قضية املصطلح النقدي، : ينظر 46 .19.، ص)29ــ 17.ص(، 1987، بغداد، فرباير 02.، عاألقالموجهان إلشكالية النقد املعاصر، : إبراهيم جربا، املصطلح واملنهججربا : ينظر 47اجتهادا منا لضبط هذا الفرع التخصصي الذي طاملا زكاه عبد الرمحن احلاج صاحل إذ أقره وأعطى الرخصة النقد املصطلحيوهو ما عمد إىل تسميته يف موضع آخر 48

يف سبيل ممارسة النقد يف جمال (يوسف مقران، تقاطعات املصطلحية ونظرية املعرفة : لنشر مقال لنا يف جملة اجملمع اجلزائري للغة العربية، منوها بفضل هذا العمل؛ ينظرالرصد املصطلحي ضرورة من ضرورات يوسف مقران،: ينظر كذلك. 176ــ 121.، ص2011، اجلزائر، جوان 13.، عجملة اجملمع اجلزائري للغة العربية، )للسانياتا

ت على الصعيد العريب، : صناعة املعاجم املصطلحية ــ 146.ص(، 2020، جوان )ماليز(ية، شاه ، جامعة املدينة العامل01.ــ ع 06.، مجملة الراسخون الدوليةالتحد174 .(http://ojs.mediu.edu.my/index.php/arrasikhun/article/view/27542508-ISSN: 2462

,n°157, Ed. Armand Colin, Paris, ngagesLaChristophe Roche, Terminologie et ontologie ,: ينظر4962), p.48. -2005, (p.48 1994 ,: نقله عن.Le problème de l’être chez AristotePierre Aubenque,

.05.العلمية، بريوت،ص، حتقيق علي عبد الباري عطية، دار الكتب روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاينشهاب الدين األلوسي، : ينظر50 31.ص(، 2014، احتاد الكتاب العرب، دمشق، أبريل 516.، عاملوقف األديبوفيق سليطني، يف املمارسة النقدية فيصل دراج ونظرية الرواية، : ينظر 51 .37.، ص)42ــ

Ed. Presses ,Le sens en terminologieLouis Depecker, Le signe entre signifié et concept, in: ينظر52universitaires de Lyon (Coll. Travaux du C.R.T.T), 2000, (p.), p.117.

,? v.55MetaPhilippe Thoiron et Henri Béjoint, La terminologie, une question de termes ,-: ينظر53n°01, mars 2010, (p.105-118),

، مارس 02.، عالبصائرالشمايل، معايري تشكيل املصطلح وإشكاالته يف النقد العريب القدمي، عباس عبد احلليم عباس ونضال دمحم فتحي: ينظر 54 .195.، ص)235ــ 175.ص(، 2010

).124ــ 93.ص(، 1995، احتاد الكتاب العرب، دمشق، ديسمرب 375.، عاملعرفةعبده عبود، النقد العريب احلديث والفكر النقدي العاملي، : ينظر 55 .97.، ص)124ــ 93.ص(، 1995، احتاد الكتاب العرب، دمشق، ديسمرب 375.، عاملعرفةعبده عبود، النقد العريب احلديث والفكر النقدي العاملي، : ينظر 56 .Louis Depecker, Le signe entre signifié et concept, in Le sens en terminologie, p.91: ينظر57 .Louis Depecker, Op. cit., p.97: ينظر58

163

                                                                                                                                                                                                 ,Tanja Collet, La manière de signifier du terme en discours, Méta, v.54-n°02, juin 2009: ينظر59

(p.279-294), p. ..، ص)69ــ 63.ص(، 2002، ديسمرب 18.، عقوافلبشري القمري، جنيالوجيا اخلطاب النقدي لدى عباس اجلرارى، : ينظر 60 .85.بوتنام، العقل والصدق والتاريخ، صهيالري : ينظر61، 2010، اململكة العربية السعودية، فرباير 06.، عأبعادمساته، - أنواعه - شرف ماهر حممود النواجي، املصطلح يف الثقافة املعاصرة، مفهومهأ: ينظر 62 .65.، ص)67ــ 62.ص(

، )103ــ 92.ص(، 2001، أبريل 33.، عآفاق الثقافة والرتاثوالنقدي، إبراهيم أمحد ملحم، إشكالية املصطلح يف اخلطاب اللغوي : ينظر 63 .98.ص .140.، ص)148ــ 140.ص(، 1986، الكويت، يناير 238.، عالبيان الكويتيةعبد احلميد إبراهيم، قضية املصطلح األديب، : ينظر 64 .06.، ص)17ــ 06.ص(، 1997، الكويت، مايو 322.، عبيان الكويتيةالقراءة يف اخلطاب النقدي العريب، : مر سلوم، الناقد احملتمل: ينظر 65 .)215ــ 213.ص(، 2013، يوليو 07ــ 06.، عاألزمنة احلديثةإشكالية الرتمجة إىل العربية، : فريد أمعضشو، مصطلح التفكيك: ينظر مثال 66، )سلطنة عمان(واإلعالن، مسقط والنشر للصحافة عمان ، مؤسسة56.عز الدين املناصرة، التناص والتالص يف املوروث النقدي، نزوى، ع: ينظر 67

.75.، ص)78ــ 59.ص(، 2008أكتوبر .75.املرجع نفسه، ص: ينظر 68رسطو . 23ـ 22.، ص2005، منشورات االختالف، اجلزائر، مةاملنطق السيميائي وجرب العال: السيميائيات الواصفةأمحد يوسف، 69 نقل ما يتعلق ,Meyriem Bouzaher, Ed. PUF, , Trad. Sémiotique & philosophie du langageUmberto Eco: عن

Paris, 1988, p.10. القاضي سراج الدين األرموي، : والثالث عن. 13.، صإحصاء العلومالفارايب، : ونقل القول األول والثاين املقتبسني حرفيا عن .16.، خمطوط مبكتبة األسد، دمشق، صمطالع األنوار واملنطق مع شرحه لوامع األسرار

القاضي عبد : ونقل ذلك عن. 09.، ص2005، منشورات االختالف، اجلزائر، مقاربة سيميائية يف فلسفة العالمة: الدالالت املفتوحةأمحد يوسف، 70 .105.، وزارة الثقافة واإلرشاد، القاهرة، ص7.، جاملغين يف أبواب التوحيد والعدلاجلبار،

).46ــ 33.ص(، .. البيان الكويتيةمر سلوم، موت املؤلف، : ينظر71، 2008، أكتوبر )عمانسلطنة (واإلعالن، مسقط والنشر للصحافة عمان ، مؤسسة56.، عنزوىأمحد عفيفي، جتديد اخلطاب النقدي، : ينظر 72 .89ــ 87.، ص)98ــ 87.ص(

.89ــ 87.املرجع نفسه، ص: ينظر 73

164

.أثر النقد الغريب يف النقد العريب احلديث نور الدين بالز/ صالح الدين مهدي

-2-جامعة البليدة :امللخص

ين، وال يت يت أوال والنقد األديب إن وجود النقد األديب يقوم على وجود النص األديب أو اإلبداع األديب بدرجة أوىل، فاإلبداع ذا املعىن يتخذ من اإلبداع األديب مادة له يعاجلها يقل النقد األديب عن اإلبداع لنص تطبيقا وتنظريا، وهو لتايل يعىن النقد األديب و

لذلك فالنقد األديب ال يقل أمهية عن اإلبداع، وهو ينفصل ويقومها وحيللها ويفسرها ليتوصل إىل وضع األسس املنظمة للنص األديب،بع لألدب من جهة ومنفصل عنه من جهة أخرى فهو يقوم بوظيفة مزدوجة يدرس منفصلة عن النص ليؤسس لنفسه نظرية فهو

. األدب من جهة ويدرس النقد من جهة أخرىثر يف أوائل القرن العشرين مبناهج النقد الغريب، ومن الطبيعي أ ن واملتتبع ملسار النقد األديب العريب احلديث جيد أن هذا األخري قد

افات الغربية يثري الثقافة العربية، لكن على املستوى التطبيقي جند أن واقع النقد العريب يشهد خلال منهجيا، حسب ما األخذ من الثقت ما بعد احلداثة قد ال تنطبق على ت الغربية احلديثة وخاصة تلك اليت تتعلق بروا ذهب إليه الدكتور غسان السيد ويرى أن النظر

.خالل هذه املداخلة الوقوف و التعرف على طبيعة التأثري والتأثر ومدى انعكاساته األدب العريب، وسنحاول منSummary: The existence of literary criticism is based on the existence of the literary text or literary creativity in the first place, creativity comes first and literary criticism comes second, and literary criticism is no less than creativity and therefore literary criticism means text application and theoretical, which in this sense takes the literary creativity material for him to address and evaluate and interpret To reach the foundations of the organization of the literary text, therefore, literary criticism is no less important than creativity, it separates from the text to establish for itself a separate theory. It belongs to literature on the one hand and separated from it on the other hand, it performs a dual function studying literature on the one hand and studying criticism on the other. The follower of the modern Arab literary criticism finds that the latter was influenced in the early twentieth century by Western methods of criticism, and it is natural that the introduction of Western cultures enrich the Arab culture, but at the applied level, we find that the reality of Arab criticism is systematically flawed, according to Dr. Ghassan. In his view, modern Western

theories, especially those related to postmodern novels, may not apply to Arabic literature. عتباره يشكل جوهر أي حبث أو دراسة، ومن هذا املنطلق توجبي علينا احلديث عن النقد األديب البدء بتتبع اجلانب املفهومي

ما األدب؟ وما النقد؟ وما : األدب والنقد، حماولني اإلجابة عن السؤال سنعمل هنا على الكشف عن الدالالت اليت حيملها مفهوما وجه العالقة بينهما؟

:األدبحتديد مفهوم ا وتوضيح معاملها، وكأن املعىن الذي حتمله معروف ال يتضمن أي "أدب"غالبا ما توظف كلمة دون التفكري يف حتديد دالال

رخيا ط .ويال تطور فيه معناهاإشكال، واحلال أن للكلمة

165

يف صدر افإذا كانت أغلب الدراسات اليت تناولت املفهوم عند العرب تشري إىل أنه مل يرد يف العصر اجلاهلي، فإن للكلمة حضور صلى اإلسالم للداللة على التهذيب واخللق احلسن، وكذا التثقيف والتعليم، استنادا إىل ما ورد يف احلديث الشريف، حني قال الرسول

دييب(: هللا عليه وسلم  ).أدبين ريب فأحسن

إذ استعمل بداية مبعىن التعليم ،كان خالل العصرين األموي والعباسي، وقد ورد مبعان خمتلفة "أدب"غري أن شيوع استعمال لفظ "أدب"لبيان، كما أطلقت كلمة بطريق الرواية، وأطلق لفظ املؤدب على الذي يوكل إليه تعليم أبناء اخلاصة وهو من أصحاب العلوم وا

ب األدب، إىل أن لشعر واألنساب واألمثال واألخبار، فظهرت علوم اللغة ووضعت أصوهلا، وأدرجت هي األخرى يف على العلم .منت واستقل بعضها عن اآلخر، ليقتصر معىن التأدب خالل فرتة الحقة على املأثور من الشعر والنثر

وإمنا املقصود منه عند أهل اللسان مثرته، وهي ،ىل أن علم األدب ال موضوع له يف إثبات عوارضه أو نفيهاوذهب ابن خلدون إ العزيز عتيق هذا التحديد الذي قدمه ، وقد اعترب كل من أمحد الشايب وعبد1اإلجادة يف فين املنظوم واملنثور على أساليبهم ومناحيهم

.ذلك ألن األدب ال بد له من موضوع ،ابن خلدون يتضمن الكثري من اخللطوفقا لذلك كله يبدو أن كل ما ورد عن العرب خبصوص األدب ال يشري إىل ماهيته وجوهره، بقدر ما حياول حصره يف املأثور من

ته، وحىت لسان العرب قيد داللة الكلمة يف معىن ال .تأدب والتهذيباملنظوم واملنثور، دون تقدمي مفهوم جامع يرصد مميزاته ومكوته وعناصره، وعلى خالف ذلك، فإن الدراسات احلديثة حاولت أن تقدم تعريفا لألدب يكشف عن ماهيته من خالل مكو

وإن كنا قد الحظنا تشعب داللة هذا املفهوم واختالفها من اجتاه إىل آخر، لدرجة أنه أصبح من الصعب احلصول على تعريف موحد .وشامل لألدب

ننا نعود إليه ونكرر قراءته وهكذا هذه النصوص اخلالدة هو فاألدب ،وعليه... رأى أمحد الشايب أن األدب ميتاز أول ما ميتاز رة العواطف واالنفعاالت هي اليت تكسب األثر قيمة خالدة ،ومرة اليت يقرؤها الناس مرة فهو ، 2.. ملا حتمل من قيم خالدة، وإ

إلضافة إىل محله قيما تؤكد ذلك اخللود، وقد أضاف الكاتب أيضا أنه ينحل : فيه شرطان لنسبة إليه يتوفر اخللود، واإلقبال عليه، .العاطفة، واخليال، والفكرة، والصورة: وهي ،إىل عناصر أربعة تشكل عموده وركيزته

عتباره أما عبد لفاظه عن معانيها األصليةلكالم الذي خيرج األداالعزيز عتيق فيحدد ماهية األدب للداللة على معان ،يب إلحياءات والتداعي والقرائن .، وإن كان الحظ أن ذلك ال ينطبق على مجيع أنواع األدب وأجناسه3أخرى تستفاد

ضيفا أنه ال إىل أن األدب تعبري عن احلياة وسيلته اللغة، م - مستندا إىل ما ورد عن هدسن -بينما ذهب عز الدين إمساعيل ا هوراس مند تليحقق امل ،ينقل احلياة حرفيا بقدر ما ينقل إلينا فهم األديب للحياة من خالل جتاربه الشخصية عة أو املنفعة اليت قال

، أمد بعيد، ومؤكدا يف اآلن نفسه أنه مثة أربعة عناصر تشرتك يف تكوين العمل األديب، تتحدد يف العنصر العقلي، والعنصر العاطفي .4بوعنصر اخليال، والعنصر الفين أو عنصر التأليف واألسلو

الفتاح كيليطو إىل التأكيد وهكذا تعددت التعاريف وتباينت، دون أن تقدم مفهوما جامعا مانعا ملاهية األدب، ولعل هذا ما دفع عبد، لكنها ال تشمل إال قسما من األدب، على أن التعريف الذي نود العثور عليه غري موجود، وإن كانت هناك طبعا عدة تعريفات

ا، ولن تنتج مثارها إال يف إطار نظرية قسام أخرى، ومن مثة رأى أن تعريف األدب حماولة سابقة ألوا وتبقى عاجزة عن اإلحاطة  .5شاملة لكل أمناط اخلطاب

؟ وما الذي ال يعدكيف منيز األدب عن غري : أي ،يضعنا هذا الطرح أمام إشكال يرتبط مبادة البحث األديب ه؟ وما الذي يعد أد؟  أد

166

ما نظرية األدب إىل أن إحدى طرق تعريف األدب اعتباره كل شيء مطبوع يشري رينه ويلك و وذهب إدوين ... أوسنت وارين يف كتا ،ال ختص جمال األدب، هو قول عام ومنفتح على حقول معرفية 6كرينلو إىل أن كل ما يتصل بتاريخ احلضارة يدخل يف نطاق األدب

تلك اليت تتميز : أي ،ولذلك أشار الكاتبان إىل توجه آخر يقصر األدب على أمهات الكتب... وإمنا تشمل اهلندسة والطب والتاريخ .7الشكل أو التعبري األديب مهما كان موضوعها، وهنا يكون األساس هو القيمة اجلمالية وحده

الية من شأنه أن يفتح أمامنا الباب للحديث ليس فقط عن األعمال األدبية اخلالدة أو املشهورة، بل والرتكيز على القيمة اجلم ا وعناصرها الفنية، واليت تشكل نظامها الداخلي الذي أيضا عن تلك األعمال اليت تتضمن هذا اجلانب اجلمايل من خالل مكو

رت نظام عالمات ال تتمثل كينونته يف نظر: أي ،ك اعترب األدب لغةولذل ،يفرض على املتلقي تصنيف األديب عن غري األديب روالن .8يف هذه اللغة، بل يف نظامه

:حتديد مفهوم النقدذلك أنه يعترب ضر من املعرفة والتعليق واحلكم ،ينبغي التأكيد بداية على أن النقد مالزم لألدب، على أنه غري سابق عليه

.ديب، فإذا كان األدب نشاطا إبداعيا خالقا، فالنقد فعالية وقراءة هلذا النشاطوالتقييم للعمل األإلشارة إىل املعىن اللغوي الذي حتمله الكلمة يف القاموس واملعجم، فقد ورد وقبل اخلوض يف حتديد الداللة االصطالحية للنقد، نبدأ

، والنقد والتنقاد متييز الدراهم وإخراج الزيف منها، كما قد حيمل معىن فهو خالف النسيئة ،بدالالت خمتلفة" لسان العرب"اللفظ يف إن نقدت الناس نقدوك، وإن تركتهم تركوك، ونقدته احلية مبعىن لدغته، ونقد الطائر ":إذ ورد عن أيب الدرداء قوله ،العيب والتجريح

ء لرصد أخط ،"احلب أخذه واحدة واحدة ا حىت ال يقع فيها اآلخرون، ولعل هذا ما واستعملت مبعىن تعقب األد ائهم والتشهري لشعر متييز جيد الشعر من ، وهو معىن يناظر املعىن اللغوي األصلي متييز رديئهجعل الداللة السائدة للفظ عند املهتمني من العرب

ريخ األدب عند العاستنادا إىل ذلك كله، مي صحيح الدراهم من فاسدها ن ن قبلهم - رب كن اجلزم قد تضمن إشارات -واليولدراسة، ولنا يف كتاب ن وتناولوه  .ألرسطو دليل واضح" الشعر"إىل معىن التمييز بني اجليد والرديء، فاهتم بنقد األدب فالسفة اليو

دف جتويد الشعر 9كما نشأ النقد عند العرب بداية يف شكل مالحظات على الشعر والشعراء، قوامها الذوق الطبيعي الساذج إما .10أو جتريح الشعراء، اعتمادا على االنفعال والتأثر، دون أن تكون هناك قواعد مدونة يرجع إليها النقاد يف الشرح أو التعليل

الشعر"للحكم على جودة الشعر، وإن كنا جند مالحظات جتعل يومع ظهور اإلسالم ساد ما ميكن أن نسميه املعيار األخالق كمالحظة األصمعي على شعر حسان، بيد أن التعامل مع األدب سيعرف ، 11"قائما على األهواء والشر، فإذا دخل يف اخلري ضعف

ء واملتأثرون مبا نق ل تطورا ملحوظا بدءا من القرن الثاين اهلجري، يف ظل الصراع بني القدمي واحملدث، ليخوض فيه علماء اللغة واألدن، وتطفو / عمود الشعر / اللفظ واملعىن / إىل السطح مواضيع املوازنة والوساطة، وتظهر قضا من قبيل الطبع والصنعة عن اليو

) الشعر منه على وجه التحديد(أشارت إىل التوجه النقدي اجلديد القائم على تتبع األدب ... السرقات األدبية/ القدمي واحملدث .استنادا إىل مقاييس ومعايري

ريخ النقد عند العرب أمام طبيعة النقد وخصائصهتضعنا حيث الفهم والتحليل والتفسري والتعليق ،هذه اللمحة املوجزة عن ا أن تفضي إىل اإلفصاح عن قيمة العمل األديب، استنادا إىل الذوق الذي يتأتى واحلكم متثل عناصر العملية النقدية اليت من شأ

.لدربة واملمارسةعتباره ملصطلحات األدبية املعاصرةويف معجم ا يعرض سعيد علوش جلملة من التعريفات لنقاد غربيني، ينظر بعضها إىل النقد األديب

ر ،مدرسة ذوق أو نظرية لإلنتاج األديب حيتل مكانة وسيطة بني علم األدب والقراءة، أما جون بوهلان تأي فنا وعلما، وهو عند مال يعلن استحقاق ع .12مل أديب أو عدم أحقيته يف نيل االعتبار والوجود أو الالوجودفرياه

167

نيا، وإن كانت تتفق ومن الواضح تباين التعريفات واختالفها حبسب الزاوية اليت ينظر من خالهلا الناقد إىل األدب أوال والنقد لسري ناسية هي أن يمجيعها على أن موضوع النقد هو األدب، يتصل به اتصاال وثيقا، ووظيفته األس ري سبيل األدب أمامنا ويغرينا

نفسنا ، والناقد بذلك جيعلنا نرى العمل األديب ال بعيوننا ولكن بعينه، فنفهم منه 13فيه، ويلفتنا إىل ما فيه من مجال ال نستطيع إدراكه مل ،ما يفهم هو، وخنطئ فيه ما خيطئه، وحنكم عليه حبكمه عرفة الواسعة، والقدرة اخلاصة على النظر ولذلك وجب أن يكون مسلحا

مكان املتلقي هو اآلخر أن يتملك خصائص النظر والفهم والتفسري والتعليق واحلكم حني حيتك -إذا -وعرب النقد 14والفهمقد: أي ،لعمل األديب دون وسيط .أديب دون

طار وال مي نظري وخلفية معرفية تفرض على الناقد االستناد إىل منهج وطريقة كن احلديث عن النقد دون اإلشارة إىل ارتباطه إلمكان معاجلة األدب من خمصوصة للتعامل مع اإلبداع األديب، األمر الذي يفرض علينا أن نتساءل هل النقد علم أم فن؟ وهل

 زاوية علمية؟

ناعية، فسادت الوضعية، وامتد أثرها إىل طرق دراسة إنه على مدى القرن التاسع عشر انتشرت النزعة العلمية يف ظل الثورة الص رخيه وجمتمعه األدب، ليظهر مفهوم املنهج النقدي مستفيدا من انتشار العلوم اإلنسانية وطرائقها يف دراسة اإلنسان من حيث

فسي مع شارل موران ويونغ وسلوكه، فربز بداية املنهج التارخيي يف دراسة األدب مع هيبوليت تني وسانت بوف، وبعده املنهج النت املاركسية إىل أن برزت البنيوية يف ... وجاك الكان، مث املنهج االجتماعي الذي استفاد من السياق األيديولوجي الذي أطرته النظر

لتاريخ لدعوة إىل دراسة اإلبداع دراسة علمية، مبعزل عن أي سياق خارجي يرتبط أو املؤلف أو اللسانيات، وميتد أثرها إىل النقد .ال غري) األدبية(اجملتمع، والعمل على دراسته يف ذاته ومن أجل ذاته من خالل عناصره الداخلية

عتباره وسيلة يعين ذلك أن التعامل مع األدب صار ينبين على أدوات إجرائية حيددها اإلطار النظري للمنهج الذي يتبناه الناقد  .عليهلفهم اإلبداع وتفسريه واحلكم

أال يعتمد الناقد ذوقه األديب يف : أال تتدخل ذات الناقد وهي تدرس األدب؟ وبتعبري أكثر دقة: بيد أن السؤال الذي يطرح نفسه هو دف القراءة والتحليل دون غريه من النصوص ميثل نوعا من الذوق األديب؟دراسته؟ أال مي كن القول أن نصا أدبيا

ر إنه مما ال شك فيه أن ثري وانفعاالت وأهواء، وقد أ نشأة النقد األديب كانت يف إطار الذوق األديب وما يبعث يف النفس من تغري هذه األحكام بتغري األحوال وتباين النقاد، واختالف البيئة والزمان، "ذلك إشكالية الذاتية يف احلكم على األدب، فضال عن

.، وألجل ذلك ال بد من ذوق سليم15الفردية أو املزاج اخلاصواجلنس، والرتبية أو التنشئة، والشخصية فإليه يرجع إدراك مجال األدب والشعور مبا فيه من نقص، وإليه نلجأ يف تعليل ،والذوق السليم هو عدة الناقد ووسيلته األوىل

لذوق ...به نستعني يف اقرتاح أحسن الوسائل لتحقيق اخلواص األدبية املؤثرة ذلك وتفسريه، و وكذلك اختيار النصوص األدبية متأثر 16.خاضع له، وذو الذوق اجلميل خيتار األدب اجلميل

ال ميكن أن يكون ذوقا خالصا، وإال خضع للذاتية واهلوى، وزالت عنه املوضوعية، كما ال ميكن أن -استنادا إىل ذلك - والنقد ، وخضع األدب إلسقاط القوانني العلمية عليه، سواء استجاب هلا أم مل لتظرياتوايكون علما صرفا، وإال سيطرت عليه اجلزئيات

.يستجبفال فائدة ... يقف موقفا وسطا بني العلم والفن مبعنامها الدقيق، أو هو فن منظم -على حد تعبري أمحد الشايب -إن النقد األديب

17.األدب مجالية قبل أن تكون أي شيء آخر ألن غاية ،لقوانني نقدية ال تبعث فينا شعورا جبمال األدب

168

:حتديد مفهوم النقد األديبالفصل بني النقد بوصفه علما من العلوم أخطر ما يتعرض له مفهوم النقد احلديث عند هويرى إبراهيم علي أوسط أن

ته وأسسه وبني النقد .من حيث التطبيق اإلنسانية له نظرت واألسس ال تتوحد أنفمن الواضح ، فهي مل توجد ومل تتم متجردة من هذه النظر مع النتاج األديب بوصفه عمال فرد

ا، ولكنها نتيجة لعمليات عقلية تركيبية مبدؤها النظر الدقيق والتأمل العميق للنتاج األديب ومث ا األعمال األدبية يف جمموعها ومالبسا روإذن ال منافاة بني النقد نظرا وعمال، بل البد من اجلانب األول ليثمر ،ناسها األدبية وتطورها العامليالتقومي هلذه األعمال يف ضوء أج

ت تبني امللتق ريخ الفكر اإلنساين وهي غري ىالنقد مثرته، بتقومي للعمل األديب، صادر عن نظر العام للمعارف اجلمالية واللغوية يف أمثاهلم جون استيورات ميل فيما قاله من قبل ىكما يزعم بعض أدعياء النقد وأعدائه الذين ينعي علمعزولة طبعا عن التجربة األدبية،

انعت ظامل جديب، إىلهذا الرجل نظري يقوهلا بعض الناس ساخرين فتتحول ) 1831عام ( أمسىكلمة تعرب يف حقيقتها عن إ .18وأنبلهجهد للفكر اإلنساين

علي الكشف عن جوانب النضج الفين يف النتاج األديب ومتييزها عما سواها علي طريق الشرح أوالديب ويقوم جوهر النقد األ يت بعد ذلك احلكم العام عليها فال قيمة للحكم علي العمل األديب وحده وان صيغ يف عبارات طلية طاملا كانت ترتدد والتعليل مث

ريخ فكر النقدي القدمي وقد قيمة هنقد ىالناقد يف احلكم، ولكنه ينجح يف ذكر مربرات وتعليالت تضفي عل خيطئحمفوظة يف قدا، بل قد يكون مع ذلك من اكرب النقاد، كما حدث للناقد العاملي سانت بوف يف نقده لبعض معاصريه عل حني ال ىفيسمي

قدا ىمن يصدر األحكام عل نعد ملا ينتجه ساعة األديب نقد الكاتب أو الشاعر وأقدم صورة للنقد، العمل األديب دون تربير فين فكل كاتب كبري هو ،هذا النوع من النقد علي اخللق األديب أمهيةة ومران وسعة اطالع وتقتصر ايدر ىيف ذلك عل خلقه لعمله يعتمد

لقوة ولكن نقده قاصر لفعل أو با للخلق األديب يف كل عن مهمة التوجيه والشرح، وان استمر هذا النوع من النقد مصاح قد 19.عصوره إىل يدعو يكون النقد يف مفهومه احلديث الحقا للنتاج األديب ألنه تقومي لشيء سبق وجوده ولكن النقد اخلالق قد وغالبا ما

لدعوة ما لفكرية العاملية، ومتثل لألعمال األدبية والتيارات ا إفادتهمن أدب بعد إليه يدعو نتاج جديد يف مسائه وخصائصه فيسبق كبار الناقدين واجملددين من ىليوفق بدعوته بني األدب ومطالبه اجلديدة يف العصر وهذا النوع من النقد مألوف يف العصور احلديثة لد

كثريا أداء األدب لرسالته، وأسهموا ىالكتاب وقد كان خاصة العباقرة الذين دعوا إيل املذاهب األدبية يف خمتلف العصور، فساعدوا علم إرساءيف جتدده مع أكثرمرياث اإلنسانية والشك أن قصور الثقافة النقدية لدي فلسفة مجالية حديثة تضيف جديدا إىل ىعل دعوا

خر م يف اآلداب العاملية ،ونقد معا يف هذا العصر أدبناكتابنا من ابرز األسباب يف وهذا ما يتخلف فيه هؤالء الكتاب عن نظرا 20.احلديثة

:نشأة النقد األديب احلديثت النهضة األدبية احلديثةاذكر كثري من النقاد والد اية القرن املاضي وخالل العقود الثالثة األوىل من رسني أن بدا قد برزت يف

بفضل فن ريب القدمي،مهدت لتلك النهضة عدة عوامل من املؤكد أن أمهها كان بعث الرتاث الع ومن األسباب اليت ،21القرن العشرينسيس مطبعة بوالق على وجه حمدد، الطباعة احلديثة الذي وفد إىل مصر منذ احلملة الفرنسية، فبفضل هذا الفن أمكن طبع بل منذ

.22ونشر ذلك كله وتداوله وكتب اللغة وعلومها ورسائل البلغاء، ودواوين الشعراء، كثري من أمهات كتب األدب العريب القدمية،ت ميالد النقد العريب احلديث، فإن الدكتور إىل ثالثة الفنون األدبية يرجعها يف كتابه يوسف جنم أما إذا حاولنا البحث عن بدا

:أعمال وهي على التوايل

169

.مقدمة إلياذة هومريوس لسليمان البستاين -1 .ريخ علم اآلداب عند اإلفرنج والعرب، وفيكتور هيجوه لروحي أخلالدي -2 . الوراد يف علم االنتقاد لقسطا كي أحلمصي منهل -3

.23وهناك من الدارسني من يضيف إىل هذه األعمال كتاب مقدمة لبالغة العرب ألمحد ضيفريخ النقد العريب احلديث، نظرا ملا تطرحه مع اإلشارة فإن ئق هامة يف ا تعد و ب األدب املقارن، فإ أغلب هذه الكتب تندرج يف .24مفاهيم حول األدبمن تصورات و

ت عصر النهضة األدبية احلديثة،ويف ت اليت ميكن أن نسميها جتاوزا بدا ت -نقد -بدأت تظهر بعض الكتا هذه الكتاربية الوسيلة األدبية يف العلوم الع كتاب ولعل من أبرزها - أد ونقدا –كان مهها األول واألخري إعادة بعث األدب العريب من مرقده

آل على نفسه إال أن حيمل رسالة إحياء وجتديد األدب جيل من الشباب الطموح، وبعده بقليل ظهر للشيخ أمحد حسن املرصفي،وهو جيل الرواد الذين ولدوا حول العقد األخري من ، جيل األساتذة النقاد صالح فضل هذا اجليل ذهب إىل تسميته الناقد، العريب

ميخائيل نعيمة، عباس حممود العقاد، طه حسني،: ، ومنهممعظمهم بروزم على وجه التحديد 1889عام حيث شهد القرن املاضي،وغريهم ،25...وقبلهم بقليل ولد عبد الرمحان شكري وأمحد أمني ومن بعدهم جاء إبراهيم عبد القادر املازين وزكي مبارك وأمني اخلويل

.كثريالسيما وقد تلقى معظم أفراده دراسة أكادميية يف دول سواء، حياء األدب والنقد على حدهذا اجليل محل على عاتقه رسالة إ ، لتصبح غاية النقد الرئيسية هي وكان جيب انتظار عصر النهضة، ،فأمكنهم االطالع على كل جديد يف األدب والنقد والفنون أورو

.26لعالقة جديدة بني األدب واجملتمعوكان هذا نتيجة ما مجاليا منظما،يتقييم األعمال الفنية تقيمثل مجاعة فكان من نتاج هذا اجليل ظهور تكتالت نقدية ،بداية من العشرينيات،فتأسست بعض اجلماعات واملدارس األدبية،

مريكا،ومدرسة أبولو، الديوان، لنقدية،حيث إن مما أدى إىل صدور بعض الكتب ا وكذلك مجاعة العصبة األندلسية، والرابطة القلمية فقد صدر فيه كتاب الديوان للعقاد واملازين كان عقد العشرينيات من هذا القرن هو الذي شهد انبثاق توهجهم الفكري، هذا اجليلل مليخائيل نعيمة عام ،1921 .192627ويف الشعر اجلاهلي لطه حسني عام ،1923والغر

سيس وعي نقدي جد يد يف األدب والثقافة، اعتمادا على الرتاث النقدي القدمي من جهة، هذه اإلصدارات وغريها، عمدت إىل حية أخرى .وانفتاحا على التيارات الفكرية واملناهج الغربية اجلديدة من

لنقد الغريب :عالقة النقد العريب تقوم القة تكاملية جد وطيدة،هي ع -على وجه اخلصوص -أن العالقة املوجودة بني اآلداب العاملية اليوم من دون أدىن شك

وقربت فيما بينه شبكات التواصل عامل اختزلت فيما بينه املسافات، على التأثر والتأثري السيما يف عامل أصبح مبثابة قرية صغرية،ا، والتحكم يف املعلوماتية، ا وخصوصيا ؤكد لنا جليا أنمما ي مما زاد التقارب والـتأثر أكثر فأكثر بني اآلداب على اختالف مشار

وهذا ما يؤكد ، 28ومن هنا ينبغي أن ننظر إليها من وجهها اإلجيايب شائعة يف اآلداب والعلوم والفنون واحلضارات، التأثر والتأثري ظاهرة هلينة بني النقد العريب والنقد الغريب احلديث واملعاصر ت هذه العالقة إىل ،لنا عن وجود عالقة ليست البعثات تلكورمبا تعود بدا

.29وما متخض عن ذلك من مكتسبات علمية وفنية الطالبية املصرية إىل أورو للدراسة والتحصيل،إن كثريا من أفراد هذه البعثات الطالبية،اختذوا من املناهج الغربية مالذا هلم، فتشربوا فلسفتها، وتبنوا يف معظم األحيان خلفيتها

آلخر، اإليديولوجية،ورمبا الفكرية، ب االنبهار رة أخرى فتارة من ب فاقد الشيء ال يعطيه، و ولذا جندهم يف كثري من من

170

طه - ورمبا ما فعله عميد األدب العريب من أجل إخضاعه كرها ألحد املناهج الغربية، األحيان يلوون عنق النص األديب العريب، .يقه مبدأ الشك الديكاريت خري دليليف دراسته للشعر اجلاهلي وتطب -حسني

:اجتاهات النقد األديبضة العلوم الطبيعية يف القرن املاضي، وقد ىما يسم إىل االلتفاتلقد بدأ ،استطاع عدد من الباحثني واملفكرين مبناهج النقد مع خصائص واجتاهات متعددة اهج نقدية ذاتوغريهم ممن استعملوا خالل هذا العصر من والنسون وهنكان وبريونتيري أمثال تني

اعرتتمبعاجلة الظواهر األدبية نظرا ملا حدث فيها من تغيريات، نتيجة حتوالت االهتماماتمتأثرة مبناهج العلوم الطبيعية فقد ازدادت ين يف معاجلة الظواهر األدبية، فقد كان من مظاهر هذا التغري، تغري نظرة الباحثني واملفكر والبنية الثقافية يف ذلك العصر، وقد اجملتمع

.ملنهج الوضعي الذي ارتبط بظروف هذه املرحلة بشكل مباشر االستعانة ظهرت احلاجة لديهم إىلاألكادميي اخلالص يف بداية االجتاهاألدب، اإلجنليزي والفرنسي للنقد األديب، أنكر بعض نقاد التجريبيةولكي تتوافر هذه األرضية

لنظرة االجتاهاتين، ورفضوا القرن العشر ر امليتافيزيقا، وجعله يرتبط دف حترير النقد من آ النظرية البحتة للدراسات األدبية، الوضعية بكيفية معينة ولذا رأوا أنه من الضروري البدء بدراسة الظواهر األدبية املختلفة، وفق طبيعة مناهج العلوم الوضعية وذلك لكي

، وهذا ىمن جهة والفلسفة من جهة أخر بني النقد إيل تكوين تباعد ىأد قد االجتاهقائما بذاته ولعل هذا اعييصبح النقد علما وضالنقد األديب أن يصبح علما وضعيا يود االجتاهنقص واضح يف جمال الدراسات األدبية والفنية، ويف ظل هذا إىلشك التباعد أدي بال

.30يخضوعه للتيار التأملي امليتافيزيقمن ر بعد أن ينفصل عن الفلسفة، ويتحر أثر النقد الغريب يف األدب العريب

م،اجتهدوا شعراء الغرب النقاد و إن املتتبع للمسار النقد يرى جليا أن ال وهذا عن طريق مرارا وتكرارا من أجل تطوير آداولقد اهتموا بدراسة اآلداب القدمية وأساطريها على نطاق ،التجريب املشروع وحماولة االستفادة من الثقافات األخرى قدر اإلمكان

جديدة ملا هو خمزون يف ثنا األساطري من قيم إنسانية ورؤى دينامكيةعلى إعطاء -كما أسلفنا -فعمل الشعراء والنقاد الغرب واسع،جعا من الوجهة اإلبداعية أن تقدم إض وتعابري ورموز، ا لو استغلت استغالال ليس للقاموس الشعري املعاصر افة كبرية،مكا

ا فحسب، .31بل للقيم والرؤى اإلنسانية املعاصرة يف حد ذاا اجللية على أدبنا العريب الراهن، وغريها من طرف نقاد وشعراء الغرب، اتواملؤكد أن هذه اجملهود والسيما قد تركت بصما

ولذا برز ومتثل األساطري القدمية على اختالفها بشكل الفت للنظر، وظيف الرموز،فظهر فيه ت اإلنتاج الشعري على وجه اخلصوص،العودة إىل استنطاق األسطورة ومعاودة إحياء بعض رموزها وهذا من خالل جليا أثر النقد الغريب احلديث يف الشعر العريب املعاصر،

ا ي حنياه من خالل الشعر، متأتية من أثر النقد الغريب احلديث الذي نبه ورؤاها ملقاربة الراهن واإلحالة على حقيقة العصر الذ وإحياءاء والشعراء العرب احملدثني إىل هذا العنصر اهلام الذي يغذي الشعر املعاصر هذا األثر ظهر على مستوى األدب العريب، ، 32األد

عري خاصة، أما على املستوى النقدي فحدث وال حرج .واإلنتاج الش د الغريب يف النقد العريب أثر النق

ت النقدية الغربية واملذاهب الفلسفية هذه أقل ما ميكن أن يقال لقد حصل انبهار كبري، من طرف النقاد العرب أمام النظرت األدبية املمتعة، يت يكتبها الناقد هذه الدراسات الباهرة الو ...وتلك املذاهب الفلسفية واملدارس التحليلية يف النقد األورويب النظر

م وتصيب حواسهم املبدعة بشيء يشبه ..األجنيب هناك ا تعمل يف نقاد عمل السحر فتبهرهم وتسكرهم وتفقدهم أصالة أذها إ .33التنومي

171

فإننا وإمنا كانت له مواقف جد سلبية، من أجل العمل والكد ألجل تطوير احلركة النقدية العربية، هذا االنبهار لألسف،مل يكن إن بعضهم يعتقد اعتقادا جازما أننا أقل ال نغايل وال نبالغ إذا قلنا إن موقف نقاد من الفكر األورويب يكاد يكون موقف استخذاء،

كلها أكال إذا حنن أرد أن ننشئ شعرا عربيا ونقدااو موهبة من شعراء الغرب، م و .34ن علينا أن نغرتف نظرلفكر الغريب عموما والنقدي خصوصا، ومن مثة االستخذاء دون إقامة أي وزن للرتاث ويف ظل هذه التبعية الثقافية، واالنبهار

.العريب عرب خمتلف عصوره، وحماولة االستفادة من إجيابياته، وتقومي سلبياتهعريب الباب على منابع الفكر واخلصوبة أغلق الناقد ال كل هذا األمر أوقع الناقد العريب يف مآزق كثرية ال تعد وال حتصى،حيث

ريخ منعزل انعزاال نوراح يغرتف من معني األساتذة النقاد األوروبيني دون أن يفطن إىل أن النقد األورويب ي واملوهبة يف ذهنه، حدر من رخينا، تلك القلوب،وعصور غري وكيف يتاح لنا أن نطبق أسس ذلك النقد األجنيب على شعر الذي يتدفق من قلوب غري ما عن 35تلك العصور؟

فهو مثل الكائن احلي ينمو ويرتعرع يف بيئة معينة تنطلي عليه خمتلف إن كل نص أديب إال ويتميز خبصوصياته، احلقيقة تقال، لتايل جند كل نص أديب حيمل الصفات الوراثية للبيئة اليت نشأ وترعرع فيها، ا ،و ا الطبيعية والنفسية مبختلف مالبسا ثريا

.. واالجتماعية والسياسية والثقافية وغريهاختالف العصر، والطبيعة، واجلنس البشري، وأشياء أخرى، من حيث البيئة ولذا متايزت آداب األمم واختلفت فيما بينها

ثريات نفسية،فمن املؤكد مثال أن الطبيعة اجلبلية الباردة ال بد أن تؤثر فيمن يقيمون ، والطبيعة غري التأثريات اليت حتدثها بيئة فيها أكرب ورمبا كان لضباب مشال أور ووعورة بيئتها الطبيعية وتنوع مشاهد تلك البيئة، السهول الزراعية يف أبنائها،أو البيئة الصحراوية،

ا آداب تلك املناطق، اق ووضوح الرؤية يف بالد جنوب أور كفرنسا بينما كان للصحو واإلشر األثر يف تكوين املميزات اليت ختتص ا آداب تلك الشعوب 36وإيطاليا وأسبانيا أثرها القوي يف إبراز الوضوح واحلرارة اليت تتميز

سكسوين وللجنس اجلرماين ألجنلو للجنس "فما من شك أن -ال احلصر – أما من حيث اجلنس البشري على سبيل املثال على حنو ما هو واضح عندما نقارن بني أدب أجنلو انعكست يف أدب كل هذه األجناس، ائص نفسية متميزة،وللجنس الالتيين خص

لغموض يف وأدب جرماين كاألدب األملاين وأدب التيين كاألدب الفرنسي، سكسوين كاألدب اإلجنليزي، لطبع النفعي و حيث حنس لطابع امليتافيزيقي األدب اإلجنليزي، والطابع الفكري والوضوح والرشاقة يف األسطوري الرومانسي يف األدب األملاين،بينما حنس .37األدب الفرنسي

أن هذه إال لكن رغم متايز اآلداب على األقل من حيث اختالف البيئة والطبيعة، ومن حيث اختالف اجلنس البشري، ت د الناقد العريب ينساق إىل كل ما يصدر عن الغرب،بل جن اخلصوصيات ال يعريها النقاد العرب اليوم أدىن اهتمام، من نظر

حىت يشتهي أن يطبق ما فالريي وغريهم،و فما يكاد الناقد العريب اليافع يقرأ ما كتبه إيليوت ورتشرذز وبراديل ومذاهب انسياقا شديدا، .38نايقولون على الشعر العريب مهما كلفه ذلك من تصنع وتعسف وجور على شعر ولغت

أثر النقد الغريب يف النقد العريب احلديثمتظهرات ضة النقد إىلعندما نعود جند أن جيل الرواد من النقاد العرب حاولوا جتديد ،يف العصر احلديث على حد سواء واألدبرواد

لثقافة الغربية وإطالعهم العميق على مناهج البحث يف الدراسات األدبية األوربية املناهج النقدية األدبية عن طريق اتصاهلم الوثيق لثقافة األوربية، عن النظر يف القيم الثقافية القومية، بل نراهم وهم يبذلون أقص ى احلديثة، ومل يغفل هؤالء الرواد يف حلظة اتصاهلم

جملرى العام للثقافة اإلنساني مهية ما يفعلونه ،ةجهودهم يف تطوير هذا الرتاث القومي والعمل على توثيقه لربطه م كانوا مقتنعني ألدب متجدد يستطيع أن يواكب املتغريات العاملية لقلق ا ،من أجل تعريف العامل مل لكبري ألنهفلم تكن النهضة إذن إال شعورا

172

القيم اليت توارثتها شك يف وألول مرة يتعرض األدب العريب القدمي للبحث والتدقيق وال ،يجد نفسه متخلفا عن الركبسيستيقظ فذه املهمة الصعبة ألنه كان ي العتماد على أدوات فنية غربية بعد أن بدا النقد العريب القدمي عاجزا عن القيام قوم األجيال املختلفة

.دون تعليل يف كثري من األحيان على جمموعة من االنطباعات اليسرية اليت طغت عليها حماوالت البالغة اللفظية واألحكام اجلاهزةومل يقتصر هذا األمر على الدراسات النقدية يف مصر بل امتد إىل املغرب العريب واملشرق وبالد االغرتاب اليت تواجد فيها

،فتأسست الرابطة القلمية يف املهجر الشمايل اليت تبنت مثل مدرسة الديوان املذهب الرومانسي يف األدب والنقد ،املهاجرون العربالجتاهات النقدية الغربية احلديثة مباشرا بسبب تواجدهم يف البلدان األجنبية وكان وأهم عمل نقدي ،ثر أعضاء هذه الرابطة

ل"ألعضاء هذه الرابطة هو ، وهو عبارة عن جمموعة مقاالت نشرت يف 1923مليخائيل نعيمة الذي صدر يف القاهرة عام " الغر ،الهلا إىل حتطيم املقاييس األدبية القدمية، والدعوة إىل مقاييس جديدة يف فهم األدب وتقوميهمناسبات متفرقة يدعو نعيمة من خ

وخالل هذه احلقبة ظهر نوع جديد من الدراسات النقدية القائمة على املقارنة بني األدبني العريب واألوريب، ومستفيدة من تطور األدب .دمهد هذا الفرع املعريف اجلدي املقارن يف أور

لثقافة الغربية نذكر قسطا كي ومن ابرز النقاد العرب الذين حاولوا جتديد املناهج النقدية األدبية عن طريق اتصاهلم الوثيق أحلمصي الذي خصص اجلزء الثالث من هذا الكتاب للحديث عن رسالة الغفران أليب العالء املعري، والكوميد اإلهلية للشاعر

.اإليطايل دانيتهم مما الشك فيه أن الدراسات املقارنة العربية، خاصة يف جانبها التطبيقي، قد تطورت تطورا كبريا بعد هذه املرحلة، ولكن امل

ثرهم به استفادة النقاد العرب من املنهج املقارن لنسبة إلينا 1828يف الدراسات األدبية، هذا املنهج الذي ولد يف فرنسا عام ويل فيلمان، ويقوم وفق جهة النظر الفرنسية على دراسة التأثر والتأثري بني اآلداب أي دراسة الصالة التارخيية اليت ميكن أن على يدي آب

.تنشأ بني آداب خمتلفة اللغة 1958" املقارنأزمة األدب "أما املدرسة األمريكية يف األدب املقارن، واليت نشأت بعد احملاضرة اليت ألقاها رينيه ويلك بعنوان

العتماد على التشابه الذي ميكن أن يوجد بني اآلداب .فرتى ضرورة دراسة الظاهرة األدبية يف مشوليتها إن دخول هذا النوع من الدراسات إىل النقد العريب يعين الرغبة يف وضع األدب العريب جنبا إىل جنب من سائر آداب العامل من

.أجل اكتشاف الذاتإن هذه التغريات اليت طرأت على النقد العريب احلديث، مل تسهم على الرغم من أمهيتها، يف تكوين خلفية معرفية ضرورية لتكوين

ت نقدية عربية ملتغريات النقدية الغربية ،نظر يرى الدكتور دمحم مندور أن منهج الدراسة األدبية مل ،وهكذا بقي النقد العريب متأثرا 39.يف بالد العربية وال رمست خطط ومذاهبيتبلور بعد

ويف ظل عدم حتقيق الرتاكم املعريف، أو يف ظل العجز عن استفادة من املناهج النقدية احلديثة يف تطوير النقد العريب القدمي، ذا انتشر مذهب الواقعية هك ،بقيت الساحة العريب تستقبل كل ما يصدره لنا الغرب دون القدرة أحيا على فرز الغث من السمني

.1932االشرتاكية يف األدب والنقد يف العامل العريب بعد أن أصبح املذهب األديب الرمسي لالحتاد السوفيايت منذ عام إن املكان الذي احتفظت به الستالينية للقوميات والثقافات القومية جعل الواقعية االشرتاكية أكثر قبوال لدى الوطنيني القوميني وتبىن قسم كبري من النقاد ،40فكل مذهب حداثي آخر كان يشي مبنبته األوريب وينذر مبسخ الطابع القومي والروح القومية ،العرب

ن يكون العلم األديب ذا مضمون تقدمي يناصر " األدب اهلادف، واألدب امللتزم"العرب هذا املذهب اجلديد ورفعوا شعارات وطالبوا دة وكان ،قضية العمال هلذا املوضوع جماله الواسع يف نقد الرواية واملسرحية والقصة القصرية وهي فنون أصبح هلا رواج كبري بسبب ز

.وقدرة هذه الفنون على التعبري عن املشاكل املعاصرة بصورة أفضل من الشعر ،عدد القراء واملثقفني

173

البريوتية يف تعريف "اآلداب"تشار األفكار الوجودية اليت أسهمت جملة رافق انتشار الواقعية االشرتاكية يف الوطن العريب، ان البد إذن من إفراد هذا األدب ،وكانت الرواية واملسرحية مطية الوجوديني لنشر أفكارهم ،القارئ العريب عليها منذ أوائل اخلمسينيات

إىل جانب ، م األدوات، وطريقة تناول املوضوع والسري فيهبقواعد نقد خاصة به تتمشى مع أدواته وطبيعته وموضوعاته، وطريقة استخداويوسف اخلال من أشهر أدو نيسوكان ،تدعو إىل احلداثة يف األدب والنقد "شعر"جملة اآلداب وجدت جملة بريوتية أخرى هي جملة

كما أننا نعيش ومذاهب : "أدو نيسيقول ،أعالمها الذين دعوا صراحة إىل تبين املقاييس الغربية يف دراسة األدب العريب قدميه وحديثه .41 "ابتكرها، هي أيضا، الغرب. أدبية

فيدعو إىل وعي الرتاث الروحي العقلي العريب وفهمه على حقيقته وإعالن هذه احلقيقة " شعر"أما يوسف اخلال مؤسس جملة .42الروحي العقلي األوريب وفهمه، والتفاعل معه وف أو مسايرة أو تردد، والغوص إىل أعماق الرتاثاوتقوميها كما هي دون خم

إن يوسف اخلال يرى أن يف الرتاث العريب جزءا ميتا وجزءا ال ميوت وإن كان مييل إىل الدعوة إىل جتاوز هذه الرتاث والتفاعل مع الرتاث لالستمرار يف احلياة أما عندما الرتاث األوريب، ألن اخلوف واملسايرة والرتدد ال تكون إال أمام اجلانب السليب، أي أن هذا

يتحدث عن الرتاث األوريب، فهو يدعو إىل التفاعل معه وفهمه واالستفادة منه دون تردد، إننا نعيش يف عامل حديث شئنا أم أبينا ، ال مبجرد اجملاراة وحماكاة اآلخرين، فنحن ن ريد حداثة عربية ال واحلداثة مطلوبة يف كل شيء، على أن تكون حمكومة مبنطق وجود

ل يوسف اخلال عندما أراد قطع الثقافة العربية عن جذورها، أي األرضية اخلصبة لكل جتديد، حداثة غربية، وهذا ما غاب عن سيس دف لذات، ويتكئ على احمللي رخيه هو واألدب احلي هو الذي ينطلق من الواقع الراهن دون القفز فوق التاريخ العام و

ه، ولكنه ال يضيع يف حبر رؤية تعطيه أبعادا إنسانية شاملة ومعاصرة، وهو يف حركته هذه ال يستطيع االنعزال عن عاملنا املعاصر وقضاذلك، بل حياور من مساحته اخلاصة، اليت جيب أن تبقى واضحة، ألن ذلك هو الطريق الوحيد لبلورة منهج نقدي عريب غري منقطع

.لة االغرتاب عن حاضرهعن جذوره وال يعيش يف حاني أن لكل نص يوهكذا ما إن ظهر النقد البنيوي حىت دعا إليه بعض النقاد العرب وطالبوا بتطبيقه على الدراسات العربية متناس

حلياة العقلية والثقافية والنفسية لألمة اليت أنتج فيها هذا النص ت البنيوية مستمرة والغريب يف األمر أن الدراسا. أديب خصوصية ترتبط ا انتهت يف أوربة منذ السبعينات املفاهيم وقصورها والفوضى اليت اضطرابإن دل هذا على شيء فإنه يدل على ، عند يف حني أ

ا ا واستعماال ، وهذا نتيجة طبيعية لعامل الغياب النظري واملعريف امل ،تعم ترمجا ،واكبوالطابع التطبيقي والسطحي اليت تتسم به أحياومن مظاهر الفوضى اليت تعم احلركة النقدية العربية هذا الكم اهلائل من املصطلحات النقدية اليت ال يربط بينها رابط، وتستخدم بصورة

اعشوائية وذلك بسبب نقل املناهج النقدية األوربية مع ، دون الفهم الدقيق أحيا ملعىن هذه املصطلحات، وقد تستخدم مصطلحا .43مواقعهايف غري

ويكمن اخلطر هنا يف أننا أصبحنا نستهلك االجتاهات الفكرية واملذاهب النقدية كما نستهلك السلع الغربية دون أن نفكر يف قيمتها .وجدواها والوقت املناسب الستخدامها

ل الفكر والفن ال حيدث مبعزل عن إن املناهج النقدية األوربية فرضتها ظروف حمددة عاشتها تلك اجملتمعات، ألن كل تغري يف جما أما عندما عمد إىل نقل هذه ،ولذلك كانت والدة هذه املناهج وتطورها حيدث بصورة طبيعية ،القوى األخرى الفعالة يف اجملتمع

ملوت سلفا مثلها يف ذلك كمثل ن مني الوسط املناسب، فإننا نكون قد حكمنا عليها بتة ال تعيش االجتاهات النقدية اجلديدة دون مني الظروف املناسبة الستمرارها يف احلياة .إال يف املناطق االستوائية أو املدارية وتنقل إىل خارج موطنها األصلي دون

174

واملشكلة أن النقد العريب املعاصر ال يستطع التخلص من هذه اإلشكاليات اليت عاىن منها النقد العريب احلديث منذ مطلع صف وجابر عصر النهضة ا بعض النقاد العرب مثل شكري عياد ومصطفى على الرغم من بعض الدراسات املتميزة اليت يقوم

.عصفور ووهب رومية وغريهم، ال بل إن بعضهم ينظر بعني التقديس إىل كل ما يصدر عن النقاد الغربينيهج العلمي الدقيق، وذلك ألنه مل يستطع تطوير النقد العريب القدمي نظن أن النقد العريب احلديث بعيد عن املوضوعية وعن املن إننا

وال أن يتمثل مناهج النقدية الغربية احلديثة، وال أن خيلق منهجا نقد عربيا جديدا، يستمد خصوصيته من خصوصية عالقته بواقعية، ننا لن نستطيع فهم القدميوحنن ن: يقول الدكتور شكري عياد ،دون أن ينقطع عن املناهج النقدية العاملية ـ كما يتاح لنا ،عرتف دائما

فهمه اليوم ـ إال إذا نظر إليه بعيون معاصرة، وال يقتصر ذلك على الوعي مبشكالت احلاضر ومطالبه، ولكنه يتضمن استخدام وسائل .44الفكر املعاصر أيضا

إن القاعدة األساسية ،أن يواجهها إذا أراد أن حياور النقد العامليهذه هي املعادلة الصعبة اليت جيب على النقد العريب احلديث ذا النقد يف االجتاه الصحيح موجودة وذلك بفضل جيل الرواد من النقاد العرب يف العصر احلديث الذين مجعوا بني األصالة للسري

ا إىل املستوى املنشود من أجل بلورة منهج نقدي عريب ولن يكتب هلذا املنهج واملعاصرة، وما علينا إال تطوير هذه القاعدة للوصول .نقدي واملناهج النقدية احلديثةالنجاح إال إذا مجع بني الرتاث العريب ال

:اهلوامش

                                                             

.61، ص10طالقاهرة، مصر، ملصرية، ة انهضمحد الشايب، مكتبة الألاملقدمة، البن خلدون، نقال عن أصول النقد األديب، 1 .18، ص 1993 ،10ط القاهرة، مصر، أمحد الشايب، أصول النقد األديب، مكتبة النهضة املصرية، 2 .18،19: ، ص1972، 2ط القاهرة، مصر، العزيز عتيق، يف النقد األديب، دار النهضة العربية، عبد 3 .21، ص 1968، 1ط بريوت، لبنان، ريب،، األدب وفنونه، دار الفكر العإمساعيل عزا لدين 4 .24، ص2007، 4ط الدار البيضاء، املغرب األقصى، والغرابة، دار توبقال، األدبعبد الفتاح كيليطو، 5 .31ص مدينة اجليزة، مصر، ، دار املريخ،1992رينيه ويلك و أوسنت وارين، نظرية األدب، ترمجة، عادل سالمة، ط 6 .32املرجع السابق، ص 7 .31، ص1985، 1سعيد علوش، معجم املصطلحات العربية املعاصرة، دار الكتاب اللبناين، بريوت، لبنان، ط 8 .109ص أمحد الشايب، أصول النقد األديب، 9

.109املرجع السابق، ص 10 .111 ص أمحد الشايب، أصول النقد األديب، 11 .217، 216األديب، ص سعيد علوش، معجم املصطلحات العربية املعاصرة، مادة النقد 12 . 67ص عبد العزيز عتيق، يف النقد األديب، 13 .268ص عزا لدين إمساعيل، األدب وفنونه، 14 .126ص أمحد الشايب، أصول النقد األديب، 15 .141املرجع السابق، ص 16 .166املرجع السابق، ص 17 .62، 1937لبنان، احلديث، دار الثقافة، بريوت، األديبالدكتور دمحم غنيمي هالل، النقد 18 .12املرجع السابق، ص 19 .13 املرجع السابق، ص 20

175

                                                                                                                                                                                                 .09، ص2000، 1، طاألقصىحسني املنيعي، عن النقد العريب احلديث، مطبعة سندي، مكناس، املغرب 21ضة مصر، الفجالة، القاهرة، مصر، ط 22 . 07، ص 1دمحم مندور، النقد والنقاد املعاصرون، مطبعة .09، عن النقد العريب احلديث، ص حسني املنيعي 23 .10املرجع السابق، ص 24 .142، ص 2013، 2، طاألقصىالشرق، الدار البيضاء، املغرب أفريقياصالح فضل، مناهج النقد املعاصر، 25اللغة العربية ، قسم ا08اجلدد يف فرنسا، جملة التناص، ع األكادميينيأ، غسان لطفي، جامعة جيجل، القراءة والتلقي بني النقاد 26 ، جامعة جيجل، وآدا

.54، ص2008مارس . 142صالح فضل، مناهج النقد املعاصر، ص 27لشعر العريب املعاصر، مطبعة املعارف عنابة، اجلزائر، ط 28 ، 2006، ماي 1بومجعة بوبعيو، حضور الرؤ واختفاء املنت، دراسة يف عالقة األسطورة .40ص .13العريب احلديث، ص حسني املنيعي، عن النقد 29 .152، ص 1986، مصر، 2، دار املعارف، ط)شاعر النيل( إبراهيمالدكتور عبد احلميد اجلنيدي، حافظ 30 .41بومجعة بوبعيو، حضور الرؤ واختفاء املنت، ص 31 .38املرجع السابق، ص 32 .335، ص1978، ماي 5طزك املالئكة، قضا الشعر املعاصر، دار العلم للماليني، بريوت، لبنان، 33 .336املرجع السابق، ص 34 .334املرجع السابق، ص 35ضة مصر للطباعة والنشر و التوزيع، مدينة السادس من األدبدمحم مندور، 36 .141، ص 2002، سبتمرب 2، طأكتوبروفنونه، دار .140املرجع السابق، ص 37 .335زك املالئكة، قضا الشعر املعاصر، ص 38 . 147مندور، النقد والنقاد املعاصرون، ص دمحم 39 .23، ص 1993، سنة 177والنقدية عند العرب والغربيني، عامل املعرفة، الكويت، العدد األدبيةشكري عياد، املذاهب 40 . 258، ص1984، 4ادونيس، الثابت واملتحول، صدمة احلداثة، دار العودة، بريوت، لبنان، ط 41 . 63دبية والنقدية عند العرب والغربيني، صشكري عياد، املذاهب األ 42 .98، ص1978، 1يف النقد العريب احلديث، جملة الفكر العريب، العدد املصطلح اشكاليةخلدون الشمعة، 43لالعريب، األسلوب، مبادئ علم واإلبداعشكري عياد، اللغة 44 . 06، ص1980، 1بريس، ط شيو

176

ت اللغة العربية يف عصر اإلعالم الرقمي آفاق وحتدArabic language in Digital Media

Era challenges & Prospects ميسون سالمة السودان

العربية بصورة واضحة عرب نقل املعلومات واألفكار والثقافات يعترب اإلعالم ركيزة أساسية من ركائز نشر اللغات عامة واللغة للغات املتخلفة وترمجتها وعرضها مسعيا وبصر والكرتونيا .بوسائطه املتنوعة للشعوب والدول الناطقة

ورصدها ويف هذا العصر التكنولوجي املسبوق بتدفق املعلومات وأوعيتها منطلقا أساسيا لتوظيف تلك اإلمكانيات التقنية لكي يستفيد منها اإلعالم ويتم نقلها من املقدم إىل املستمع مع بيئة وأداة تقنية تسهم يف نقلها وهذا الدور يعترب أحد أهم احملاور يف

للغة العربية وبثها للمستفيد .نقل تلك الربامج االلكرتونية أو اإلذاعية غة العربية اليت تعترب من أهم قنوات التواصل بني الشعوب مبا حتمله من ثقافات وهنا تكمن أمهية التقنية اإلعالمية يف تعليم ونشر الل

لنظر للتحدي الذي تواجهه اللغة العربية خاصة يف الدول ذات املساحة الواسعة ا لغة القرآن الكرمي، و ومهارات لغوية إضافة إىل أيت دور اإلعالم لكسر .تلك احلواجز يف تعليم اللغة العربية وجتويد االتصال ونشرهاواليت متثل ملتقى التداخل اللغوي، هنا

دف هذه الدراسة إىل :وت اليت تواجهها .1 .معرفة موقع اللغة العربية يف العصر الرقمي والتحد .التعرف على دور اإلعالم يف حل مشكالت اللغة العربية يف العصر التكنولوجي والتدفق املعلومايت السريع .2ت واملشكالت اليت تواجه اللغة العربية كوسيلة تواصلالوقوف عند .3 .التحد .وضع حلول وتوصيات كمخرجات ميكن أن يستفيد منها الباحثني ومتخذي القرار .4

ت اليت تواجهها :معرفة موقع اللغة العربية يف العصر الرقمي والتحدقويها وضعيفها، فاتسع نطاق انتشارها وامتدت أصداؤها تطورت اللغات يف ظل التحول الرقمي الواسع الذي أسهم يف إبراز

ومن هذه اللغات . إىل أبعد اآلفاق، حىت أصبحت، بدرجات متفاوتة، مسايرة للتطور، مندجمة يف العصر، وقابلة للتكيف مع املتغرياتصيت وسعة االنتشار وعموم التداول مثل هذا اليت وصلت إىل هذا املستوى، اللغة العربية اليت مل تعرف عصرا من االزدهار وذيوع ال

، ويف العصر، فهي اليوم حتتل املرتبة الرابعة بني اللغات العاملية احلية، وهي إحدى اللغات الست املعتمدة رمسيا يف منظمة األمم املتحدة .املنظمات واهليئات الدولية اليت تعمل يف إطارهاذا االعتبار، لغة ع متياز، فالطلب واإلقبال عليها يتزايدان، واستعماهلا يستمر على نطاق واسع، فلم إن اللغة العربية، املية

ا تقام العبادات، بل ا لغة القرآن الكرمي ا، أل ا لغة املسلمني يف مشارق األرض ومغار تعد لغة العرب فحسب إىل جانب كوت اجل امعات العاملية، ويف مراكز البحوث والدراسات، ويف وسائل اإلعالم الدولية، أصبحت لغة متداولة يف احملافل الدولية، ويف كرب

للغة العربية من عواصم غربية، واليت تلتزم قواعد اللغة التزاما صارما ملحوظا، مب ا ال خصوصا اإلذاعات والفضائيات الكربى اليت تبث لوضع يف غالبية وسائل اإلعالم العربية، وهو األمر الذي أدى إىل انتشار اللغة العربية على حنو غري مسبوق، وجعلها أقرب إىل يقارن

.مسايرة العصر وعدم التخلف عنه

177

، من منافع مجة، وفوائد كثرية، ومزا عدة، فإن أغراضه )النقلة الرقمية(ولئن كان هلذا التطور، الذي ميكن أن نطلق عليه ره غري احملمودة، ال ميكن أ لوضوح الكامل، يف مزامحة العاميات للفصحى يف العامل السلبية وآ ي حال، وهو ما يتجلى ن تـنكر

العريب، على رغم هذا االنتشار الواسع من خالل احملتوى العريب على شبكة املعلومات العاملية، اليت تضم مكتبات كاملة من الرتاث حلديثة يف خمتلف حقول املعرفة، ومواقع التواصل االجتماعي عرب الواتسابالعريب اإلسالمي، ومئات اآلالف من املؤلفات العربية ا

.وفيسبوك ويوتيوب وانستغرام، وعلى رغم املركز الدويل الذي أصبح للعربية وتويرتا ملموسة بشكل واضح، ر السلبية، فإ ر اإلجيابية للتواصل االجتماعي يف التطور اللغوي، وإن كانت أقل من اآل واآل

الة داللة وافية على أن العربية كسبت من الثورة الرقمية وال تزال، من حيث الكم ال من حيث الكيف، حىت وإن بقي التطور الذي ودملفهوم )تطورا حمدودا (عرفته اللغة العربية ، ألنه غري مكتمل الشروط وال مستوف للعناصر، وال يستجيب ملتطلبات التطوير اللغوي

ا من النواحي كافة، ألن نصيب الربح هنا يظل أكثر من نسبة اخلسارةالعلمي الدقي .ق الذي خيدم اللغة وجيددها وينهض فإذا . إن اللغة ترتقي يف مدارج النضج والكمال إذا ما سارت يف اجتاهني متوازيني؛ الذيوع واالنتشار، والتجديد واالبتكار

ت اليت تفتح أمامها انتشرت اللغة من دون أن تتجدد، مبىن ومعىن، أصوال وقواعد، أبنية وأوعية، اصطالحا وأخيلة، افتقدت الضمافهذا التوازن الدقيق بني مساري التطور، هو الذي يقي اللغة من اجلمود ويقويها ويكتب هلا اخللود، وحيقق . السبل حنو النضج والتفوق

، اليت ال تعكس طبيعة التطور الذي عرفته اللغة، وال تكشف حقيقة )النقلة الرقمية(عنه بـللغة، اليت هي نقيض ما عرب ) النقلة النوعية(ت األحسن واألرقى واألمجل الذي تسري يف ركابه، ألن اللغة كائن حي تسري عليه سنن احلياة اليت تـتـعارض مع التقدم حنو املستو

جادة االعتدال وامليل عن التوازن والتجايف عن التعادل، وهي شروط التطور اللغوي الطفرة واإلفراط والتفريط والعشوائية واالحنراف عن ، ومتغلغال، ومستمرا ثريه على اللغة قو .الطبيعي الذي ينفذ إىل العمق فيكون

لعصر الرقمي، واللغة العربية إذا كانت خالل هذه املرحلة، تعرف طفرة صاعدة يف عصر الثورة الرقمية، أو ما يصطلح عليه ا حتتاج إىل قدر من ا حىت ال ينفلت عيارها وينفرط عقدها)االنضباط اللغوي(فإ همة الرئيسة لألمناء وهي امل. ، للتحكم يف مسارا

ا، والذائدين عنها، والغيورين عليها، والعاملني من أجل ارتقائها، واحلفاظ على سالمتها، ومناعتها، وصال بة على اللغة العربية من محاا، للوقوف يف وجه تيارات الغزو واهلدم والتخريب، وصد موجات اإلفساد والتشويه والتمييع اليت تستهدفها، وا يت غالبا من بنيا ليت

ا اللغة التواصل االجتماعي غري املتحكم يف اجتاهاته امللتوية واملتشعبة، والذي ال تـراعى فيه القواعد واألصول واخلصوصيات اليت تتميز نطفاء شعلة األمل والعزمية واهلمة واإلصرار . العربية ا على التقدم لديهم، فكلما فاللغة، أي لغة، تنهض بنهوض أهلها، وختمد جذو

اقرتب أصحاب اللغة من سبل النهضة وصمموا العزم على بناء قواعدها، اقرتبت هي من ينابيع التطوير والتحديث والتجديد، فإذا كان وحريصا على استخدام لغة سليمة وم للغة العربية، على شبكة املعلومات العاملية، منضبطا ومتواز رنة وقادرة على التواصل االجتماعي

فذا وعميقا، أما إ ذا افهام الناس، تطورت اللغة ومنت وازدهرت، وكان األثر اإلجيايب للتواصل االجتماعي يف التطوير اللغوي، فاعال و وعشوائيا وال ينضبط بقواعد اللغة من قريب أو بعيد، وهذا هو احلاصل، فسيكون األثر سلبيا غاي ة السلبية، كان هذا التواصل فوضو

.وإن كان بدرجات متفاوتةوإذا كان الواقع يشهد أن اللغة العربية تنتشر انتشارا واسعا يف العامل الرقمي، فإن هذا الواقع يثبت أيضا، أن حالة اللغة

ا املتداو حية احلفاظ على سالمتها، ليس من الناطقني لني هلا فحسب، بل العربية اليوم ليست أحسن مما كانت عليه من قبل، من ا أعماهلم الفكرية والعلمية واإلبداعية، ومن فئة من حىت من بعض ذوي العلم واألدب والثقافة واملعارف العامة الذين يكتبون

.متهااملدرسني هلا يف خمتلف املراحل التعليمية، مبا يف ذلك التعليم اجلامعي، الذين ال حيرتمون قواعدها، وال حيافظون على صحتها وسال

178

ت احلالية لضرورة، على املستو ذه الكثافة واالمتداد، ال ينعكس إن حضور اللغة العربية يف شبكة املعلومات العاملية، ا، فهذا حضور شكلي، إن صح التعبري، وليس حضورا هلذه اللغة، فهو ال يؤدي بصورة تلقائية، إىل إغناء العربية وتطورها والنهوض

ا موضوعيا يت من احلركة الدؤوب اليت يقـوم كانت، ، يعرب عن املضمون ويتسرب إىل العمق؛ ألن التأثري اإلجيايب على اللغة، أا، لتمكينها من التكيـف مع املتغيـرات، وللوفاء مبتطلبات التطور اللغوي القا ئم أهلها من أجل جتديدها وحتديثها ومواكبتها يف صريور

فهذا هو املقياس الصحيح لتقييم الوضع . القوية، واملستند إىل العناصر األساس الذي جتعله إغناء للغة، وإمناء لرصيدهاعلى األسس .اللغوي

:التعرف على دور اإلعالم يف حل مشكالت اللغة العربية يف العصر التكنولوجي والتقينت واملشكالت :التحد

ته الواجبة مواجهتها أحيا أو تطويعها وألن لكل عصر أقنيته ووسائله، كما أن لكل عصر جيله وشبابه، ولكل زمان حتدلالستفادة منها قدر اإلمكان، فإن ذلك يدفعنا لتحويل العوائق أو مصادر التهديد إىل حمفزات وأبواب واسعة للتعريف بلغتنا وثقافتنا،

ا ويكمن فيها سر خلودها، وحتم ا عناصر قو ها كل عوامل االجنذاب إليها، كيف ال وهي اللغة اليت أنزل اليت متتلك يف ذا ل بني ثناا وحيه وتكفل حبفظ ذكره؟ هللا

مريدون من خمتلف املراحل العمرية، مت اقتطاعهم من مجهور وسائل اإلعالم بصفة " اإلعالم اجلديد"من هنا أصبح ملا يسمى اإلذاعة الربيطانية، الذي أكد أن التليفزيون يفقد عرشه لصاحل هذه األدوات عامة والتليفزيون على وجه اخلصوص، حسب تقرير هيئة

اجلديدة اليت استحدثت لغة جديدة للتواصل، فكان ال بد من االشتباك مع هذا الواقع واالعرتاف بوجوده، حىت ميكننا تشخيصه ل مهدد وجيل جاحد وتفريط يف ثوابت، عمال وتوضيح سبل التعامل معه، دون أن نظل يف حالة جلد للذات أو التحسر على مستقب

."بدال من أن نلعن الظالم علينا أن نشعل مشعة"حلكمة القائلة ا الصايف النقي، هو عرض ملرض يبدأ من وهنا أود أن أؤكد أن هذه احلالة من التباعد بني أبناء اللغة العربية ولغتهم يف ثو

رة لدى التلميذ على فهم النص، فضال عن االستمتاع به، جبانب جمامع لغوية ارتضت أن تعيش املراحل األوىل للتعليم اليت مل تنم القديف برج عال، وأن تنحت مصطلحات مقابلة ملستجدات العصر ظلت مهجورة غريبة ثقيلة رغم صحتها، ونتج عن ذلك تلك اللغة

.اليت ارتضاها الشباب لنفسهقواميسه اللغوية بنفسه، متجها إىل تركيب تعابري جديدة واخللط بني العريب لذلك قام الشباب يف العامل العريب بتسطري

.واألجنيب يف التواصل، وخاصة يف املستجدات من األمور، أو عرب االقرتاض من عامل اللغة ما يليب رغبته ويسد حاجاتهيت اإلعالم الذي ساعد على تعميق الشقة بني أهل اللغة الواحدة، والشاهد أن برامج للمواهب يف العامل ويف هذا السياق

للغة العربية، فضال عن أن الكثري من املواهب املعروضة يكرس حالة اجلفاء بني الشباب العريب وأكثرها شهرة ومتابعة، أمساؤها ليست .قلها من جيل إىل جيلوثقافته، واللغة هي أحد أهم أدوات حتصيلها وكذلك التعبري عنها، وهي الوعاء احلامي هلا واحملافظ على ن

وهنا أود أن أوضح أن الشعوب العربية تواجه واقعا دوليا يف جمال التواصل، مل تشارك يف صناعته أو وضع القواعد املنظمة له، ثرياته وتوابعه، ومن مث ال مفر من حماولة تطويعه لالستفادة منه قدر اإلمكان، لننتقل من مربع التأثر إىل مربع ولكنها ليست مبعزل عن

للغة العربية م .التأثري، وبداية الغيث أن يكتب أبناؤ تغريدات واملشكالت اليت تواجه اللغة العربية كوسيلة تواصل :الوقوف عند التحد

للغة العربية خارج دوائر التواصل االجتماعي، أسبق يف األمهية من أي حركة أخرى ترمي إىل حتديث اللغة والنهوض وجتديدها من خالل تلك الدوائر، فاللغة تنمو وتتطور وتزدهر يف املدارس واملعاهد واجلامعات، ويف وسائل اإلعالم املختلفة، ويف

179

ملساجد، ويف مراكز البحوث والدراسات املتخصصة يف هذا احلقل املعريفاجملامع اللغوية، ويف حلقات الدر وتنتقل اللغة من . س الديين ت التواصل االجتماعي، وقد اكتسبت شروط الصحة والسالمة ) اإلنرتنت(هذه املواقع مجيعا إىل شبكة املعلومات العاملية وإىل حسابهاء، لتكون الوسيلة الناجعة واألداة السليمة والقناة الصحيحة للتواصل االجتماعي على واملناعة، وامتلكت مقومات النقاء والصفاء وال

ملستوى الراق طقا ي تعدد منابره، وبذلك يكون األثر اإلجيايب للتواصل االجتماعي يف التطور اللغوي حقيقة ملموسة وواقعا حيا ا من خمتلف أحناء العاملالذي وصلت إليه اللغة العربية، سواء يف الفضاء اال .فرتاضي أم يف حياة العرب واملسلمني ومجيع الناطقني

إن هذا هو املنهاج العلمي الذي أثبت جناعته لإلصالح اللغوي الذي إذا ما قام على أسس قوية واعتمد أساليب عملية ا وجيعلها لغة حية متجددة، من منطلق أن اإلصالح يبدأ جمدية، كان مقدمة للتطور اللغوي الذي يقوي اللغة ويدعمها ويرفع من قدره

ا يف ا الذين يستخدمو من الواقع الطبيعي واحلقيقي وليس من الواقع اخليايل واالفرتاضي، فإذا صلحت اللغة لدى غالبية الناطقني ثر اإلجيايب للتواصل االجتماعي يف التطور ولذلك، فإن األ .الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل االجتماعي صلحت يف املواقع مجيعا

.اللغوي يبدأ من الذات ويعود إليها، ويكون ذا فعالية وله مردودية عملية كبريةا، كما يهرف من ال يعرف هذه اللغة، وال ولـيست اللغة العربية عصية على التعلم والفهم والتذوق واالستيعاب واإلحاطة

عتبارها أثرا من التاريخ، كما قال واحد من أبنائها، ولكنها لغة احلياة ولغة املستقبل هي بلغة تراثية تدخل املتاحف ا .لالحتفاظ .إن احملافظة على اللغة العربية هي من وجوه كثرية، احملافظة على الدين احلنيف، وعلى اهلوية الثقافية واحلضارية

رآن الكرمي، وليس تعلمها عملية آلية جمردة من املعاين الروحية فليست اللغة العربية لغة ختاطب فحسب، فهي لغة القولذلك كان تعلم القرآن الكرمي وقراءته وجتويده من أقوم السبل إلجادة النطق . فاللغة العربية قوام الشخصية العربية اإلسالمية. العميقة

للسان العريب، وعلى هذا األساس نقول أن انتشار تالوة الق د، عرب وسائل اإلعالم السليم رآن الكرمي وترتيله وجتويده اآلخذ يف االزدت التواصل االجتماعي، هو إحدى أقوى الوسائل النتشار اللغة العربية على أوسع نطاق واحملافظة وشبكة املعلومات العاملية وحسا

.عليها ومحايتهالك فإن اللغة الصحيحة السليمة اليت متتلك مقومات القوة ال بد إن التدفق اللغوي الفياض يف هذا العصر ظاهرة عاملية، ولذوعلى هذا األساس، ميكن أن نتنبأ مبستقبل زاهر للغة العربية على . أن تفرض نفسها، وإن صادفتها العراقيل واعرتضت العوائق سبيلها

إىل الدرجة العليا، فتطغى الفصحى اجلديدة اليت شبكة املعلومات العاملية وعلى مواقع التواصل االجتماعي، حني يصل التطور اللغويتساير العصر وتزول الشوائب والعوارض عنها، اليت هي من رواسب عصور التخلف والرتاجع احلضاري، وتنتشر اللغة العربية يف خمتلف

رجييا ويصبح شبه منعدم، وخيلو اجملال اآلفاق ويرتسخ األثر اإلجيايب للتواصل االجتماعي يف التطور اللغوي، حني يرتاجع األثر السليب تد .الرحب للغة الفصحى فتكون اللغة العربية غدا هي سيدة املوقف يف مجيع األحوال

:احللول والتوصياتسى كثريا للغربة اليت صارت بني األجيال اجلديدة وبني صحيح لغتهم، وهذه الغربة عرض ملرض، هو أننا يف كثري من إننا

بنائنا دفعا يف اجتاه آخر ظانني أنه اخلري، مث جند أنفسنا أمام معضلة فقد القدرة على التأثري، ألن األدوات اليت األحايني ندفع م، فبات كل منا يف واد بعيدا عن اآلخر نفسيا وفكر وإن مجعنا مكان واحد، وهذه نتيجة منطقية نستخدمها اختلفت عن أدوا

حية األسر ت غري واعية من .ةلبدالغة أو نص حمكم، والصلة مقطوعة بينه وبني استيعابه هلا، كيف نطلب من أبنائنا أن يتأثروا ببيت من الشعر أو حكمة تت غريها من ، وقد ثريها ومجال نظمها على أوالد وهي أحد أهم أدوات تشكيل الوجدان والفكر؟ كيف نعيد للغتنا سحر

هم يف نظرهم مكبلة ألفكارهم أو غري قادرة على التعبري عن مشاعرهم، فصاروا يبحثون عن اللغات أقرب إىل نفوسهم، وصارت لغت

180

شكل آخر حنتوه من وحي أفكارهم، جيمع بني األرقام واحلروف يف شكل يثري الفزع واخلوف، والغريب أن أنصاره ومستخدميه يف تزايد !مستمر

والوجدان والتأثري يف الفكر والسلوك، مث نطلب من أبنائنا أن كيف لنا أن نعطي ظهور الحد أهم أدوات تشكيل الفكر ملاء؟ ك أن تبتل حيافظوا على هويتهم وثقافتهم مع االنفتاح على ثقافات العامل، كمن ألقاه يف اليم مكتوفا وقال له إ

موم اللغة العربية استثمار هذا العامل االفرتاضي بكافة أدواته، لت نمية القدرات اللغوية ألبنائنا وتوجيههم إىل لذا على كل املعنيني ت ميكن الرجوع التحدث وكتابة لغة صحيحة بعيدة عن الشوائب، وتصفية لغتنا اجلميلة من املفردات غري العربية، عرب قاعدة من البيا

.إليها كمعينات يف التعبري والتصحيحاملفردات الدخيلة على لغتنا، والدعوة إىل نشر ما هو ومن األمهية مبكان إطالق محلة يتقدمها املتخصصون، ملواجهة

م يف ملمارسة واالستخدام، فضال عن التواصل بني طلبة اجلامعة وأساتذ يت صحيح، حىت وإن كان غري مألوف يف البداية، فاأللفة لعربية الفصحى البسيطة، وهنا يتعاظم دور وسائل ال تواصل يف نشر لغتنا بدال من ما خيص دراستهم، شرط الكتابة والتحدث

.ديدها :وفيما يلي أهم التوصيات

.دعم اشكال التعاون الثنائي والدويل اهلادفة لنشر اللغة والثقافة العربية يف اخلارج .1ا وتدريبهم .2 .اعداد معلمي اللغة لغري الناطقني .اعداد الكتب واملعاجم والوسائل التعليمية .3 .والتخطيط هلا والتقومي وإعدادهاتنظيم الدورات اللغوية .4ا .5 .عمل البحوث اللغوية وثيقة الصلة بتعليم اللغة العربية لغري الناطقني ا املتخصصة .6 .دعم دور اللغة العربية بوصفها احدى لغات االمم املتحدة ووكاالللغة العربية والثقافة العرب واألسيوية اإلفريقيةمساعدة الدول .7 .ية االسالميةعلى استئناف صلتها .احملافظة على استعمال احلرف العريب يف كتابة لغات العامل االسالمي يف افريقيا واسيا .8 .العناية بتعليم اللغة العربية يف األقطار غري الناطقة بوصفها لغة حضارة عاملية ووسيلة للتعاون الثقايف الدويل .9

خلارج سواء أكانت مدارس جاليات أو مساعدة أبناء اجلاليات العربية املقيمني خارج الوطن .10 ملدارس العربية العريب واالهتمام .مدارس مشرتكة وإنشاء مدارس عربية جديدة ودعم الربامج التعليمية للغربية يف املدارس غري العربية

:اخلامتةت اليت توا جه اللغة العربية ومدى ومن خالل أهداف هذه الورقة ميكن أن نضع إطارا متكامال لدور اإلعالم والتحد

.االستفادة من التقنية احلديثة يف نشرها وتعليمهاوالعقبات اإلشكالياتأأمل أن أكون قد وفقت يف تقدمي ورقة علمية شاملة عن اإلعالم الرقمي ودوره يف اللغة العربية، وتوضيح : أخريا

.اليت تقف يف طريق اللغة العربية من أجل نشرها وجعلها لغة عاملية :قائمة املصادر واملراجع

.الوليد حسن علي/ كتاب أمهية اللغة العربية يف حياتنا األستاذ الدكتور .1 .عبد الرمحن أمحد البوريين/ اللغة العربية أصل اللغات كلها، دكتور .2 .دمحم عبد الشايف. عبقرية اللغة العربية، د .3 .د حممود معياري.لغتنا العربية، أ .4

181

. صدى التطور املنهجي يف النقد األديب العريب احلديثدن.د إبراهيم

.اململكة املغربية - جامعة القاضي عياض- :مقدمة

ا يف هذا املؤمتر ترهني اخلطاب النقدي العريب احلديث " :العلمي الدويل حول عنوان املداخلة اليت أود املشاركة ت -آفاق -إشكاالت(واملعاصر ،وسأنطلق من مقولة للناقد "صدى التطور املنهجي يف النقد األديب العريب احلديث:"هو ) حتد

ريخ البشرية الثقايف ال يعرف إال نقدين أدبيني " الفلسطيين سامي يوسف اليت تؤكد على النقد األديب يف الثقافة العربية :ضجنيأن أمريكية احلديثة،ففي اهلند والصني القدميتني ال يقع املرء إال على فتات نقدي وكفى،وإن كان -الرتاثية،والنقد األديب يف الثقافة األورو

نية الرومانية مل تزد احلركة النقدية عن إ ت نقدية أبرزها هذا الفتات ذا شأن خطري دون ريب،ويف الدائرة اليو نتاج بضع كتاالشعر ألرسطو والشعر هلوراس،والسامي للوجنينوس،،ومع ظهور العرب فقد صار النقد األديب إيقاعا ثقافيا غزيرا من :ثالث

صص جهة،ومتنوعا من جهة أخرى،أو قل صار حركة ثقافية من حركات الثقافة الكثرية الوجوه،وألول مرة يف التاريخ يظهر الناقد املتخقدا كل تراثه ،أو جله،يف النقد حيث يتجلى من خالل هذه القولة كونية النقد األديب 1"لنقد األديب،فال أرسطو،وال هوراس كان

م يف بناء العديد من حلقاته ومن هذا النص كذلك سأنطلق ألحتدث عن التطور .وأنه علم إنساين ساهم العرب بنظرهم وممارساأمريكية وعن صدى ذلك يف الدرس األديب العريب احلديث من خالل الوقوف على بعض -نقد يف الثقافة األورواملنهجي الذي عرفه ال

املؤلفات اليت مثلت هذا االنفتاح على املناهج احلديثة و دبرت أمر تطبيقها على اخلطاب األديب العريب،وخالل هذه الوقفة ال بد أن من شروط إنتاجه الذاتية وروافده التارخيية والثقافية والنفسية،وكل ذلك من أجل أن أحتدث عن خصوصية اإلبداع العريب انطالقا

ماذا استفاد النقد األديب العريب من املناهج احلديثة يف قراءة اإلبداع العريب وفهمه وتذوقه واالستفادة :أعمل على اإلجابة على سؤالعلى مبدأ العلمية الذي ورد يف اخلطاب النقدي العريب من أجل اإلجابة على منه يف حتقيق وظيفته يف اجملتمع، ويف هذا الصدد سنركز

سنظل بعداء عن حتليل " العلم"أنه بدون اخنراط الدرس األديب يف مضمار :"... هذا السؤال،إذ بدا كما يرى الناقد سعيد يقطنيويله قد واحد م. 2"اخلطاب وفهمه وتفسريه و بل سنعمل على األسئلةتلك ن أجل اإلجابة على غري أننا سوف لن سنقتصر على

ظرين يف ممارسات نقاد آخرين ممن صرفوا جهودهم إىل النظر يف اخلطاب األديب العريب بعيون املناهج احلديثة عرض أقوال ثلة منهم .وكل ذلك من أجل رصد صدى تلك الرؤية العلمية يف قراءة اإلبداع العريب

:بية يف صياغة األسئلة املستجدة دور الذاكرة النقدية العر الدارسني من طرف ن التدبر يف ما سبق يربز أن الذاكرة النقدية اجلمالية العربية تقدم أساسا معرفيا قد ميكن متثله أ يبدو

لئك النقاد العرب الشك فيه فإن أو احملدثني مواصلة صنع احلاضر النقدي العريب لقراءة األدب وتذوقه واحلكم عليه منهجيا،وممانقدا منهجيا -من بعض الوجوه–،وقد مارسوا ...) ابن األثري-اآلمدي-عبد القاهر اجلرجاين-أبو هالل العسكري -ابن سالم(

مث سار النقد يف القرون التالية ينهج "، 3"أخصب طور مر به النقد عند العرب من خالل اخلصومات واملعارك اليت دارت بينهم" مثلوالئك النقاد العظام،ويسري وفق ما رمسوه له ،إىل أن حلت عصور الضعف فتدهور األدب العريب ،وتدهور معه النقد،وحني ج أو

وللدارس أن يستعرض ما ألفوا من الكتب واملصادر يف النقد والبالغة .4"أصبح األدب تقليدا أو صناعة ال روح فيه مات النقد معهم الكلية للوحدة اجلمالية يف النص األديبجعلت بعض الدارسني يستعرض ما فيها فقد جاء .من األسس النقدية للداللة على نظر

ويف هذا الكتاب الذي أقدمه اليوم للقراء عرض موجز " :للدكتور أمحد أمحد بدوي"أسس النقد األديب عند العرب " يف مقدمة كتاب

182

مبينا مدى إملامهم ضطرا إىل استخدام مصطلحاتنا احلديثة يف النقد،وأراين م(...).ملا وصل إليه العرب يف النقد األديب من نظراتويف هذه الطريقة تقريب ألذهان القراء اليوم لصورة النقد عند .وان مل يعرفوا امسها أو مدى معرفتهم حبقيقتها، ذه املصطلحات،

إذا أرد أن نبين بضرورة مثل هذا البحث، مؤمن... وإين .فتكون الصورة لذلك أبني وأوضح العرب يف هذه األزمان البعيدة،لغرب اتصاال وثيقا،)و(...حاضر على أساس من ماضينا واشتد سأنتهي عند مشارف عصر احلديث الذي قوى اتصالنا فيه

النقاد وحماولتنا تطبيق هذه املذاهب على ما ننتجه من أدب حديث، بل قد حاول بعض ودراستنا ملذاهب النقد فيه، أخذ عنه،لغرب األورويب الذي 5تطبيقها على األدب العريب القدمي تتمثل البذرة "،حيث يتضح من ذلك أن هذا الكالم يركز على االتصال

،والبعثات إىل اخلارج بدءا 1805 -1798احلضور الفرنسي يف القاهرة بني :رخييا يف ظاهرتني) به(الثقافية األوىل التصال العرب أما من الناحية .وإمنا أثر كذلك يف طراز احلياة لناحية األوىل مل يؤثر احلضور الفرنسي يف طراز التفكري وحسب،فمن ا.1826من

ا كإمام ) 1873-1801(وكان رفعت رافع بدوي الطهطاوي الثانية فقد أمست البعثة األوىل يف فرنسا مخس سنوات، ملحقا ريس،للبعثة ال كطالب غري أنه كان من الذكاء والتفت بع دراسة شبه منتظمة كأي طالب، ح حبيث أنه اغتنم فرصة وجوده يف و

نيني، وهكذا أتقن اللغة الفرنسية، أما .ومونتيسكيو وروسو، وفولتري، إلضافة إىل قراءة راسني، وقرأ كثريا من األدب والفكر اليوه األساسيان د عودته،بع األفكار اجلديدة اليت نتجت عن ذلك فقد عرضها يف بعض مؤلفاته، ختليص اإلبريز يف :" وأمهها كتا

ريز ،أما على 6)"1870 -هـ1287"(مناهج األلباب املصرية يف مناهج اآلداب العصرية"،و)1834 -هـ 1205"(تلخيص :موقفا نقد يتمثل يف أربعة مبادئ... ولد اللقاء مع الغرب"الصعيد األديب فقد

ملو -1 وهلذا وخالصته أن احلياة اجلديدة اليت حيياها الشاعر العريب ولدت مشكالت جديدة، ضوع أو املضمون،املبدأ األول يتصل التخلي عن املوضوعات (ويرتك من مث املوضوعات التقليدية املوروثة فإن عليه أن يعي هذه املشكالت ويشتق موضوعاته منها،

).الرحياين أمني- شبلي الشميل(القدميةفال ميكن التعبري عن ،فإذا كانت املشكلة تغريت فإن على الشاعر أن يغري طريقة تعبريه يتصل بطريقة التعبري،واملبدأ الثاين -2 ".الشكل" يستدعي ،إذن تغري" املضمون"قدمي فتغري " جديد بشكل" مضمون "بعا ألغراضه وأشكاله، -3 ومبا أن هذه األغراض واألشكال قد واملبدأ الثالث يتصل بتعريف الشعر ،فتعريفه يف املاضي كان

..فإن تعريفه جيب أن يتغري تغريت،فلم يعد الشاعر من يكتب القصيدة وخالصته أن علينا أن نغري النظرة إىل الشاعر، وينبثق املبدأ الرابع عن املبادئ الثالثة األوىل، -4

االنفعاالت أو وصف األحداث دون رابط رؤيوي ومجايل حبيث جيئ شعره جمموعة من دون رؤ للعامل أو موقف منه، تلو األخرى، 7.ليس شاعرا ومن ال رسالة له، .أي من له رسالة كما يعرب جربان .بل الشاعر هو الذي يصدر عن رؤ ويوحدها، يربط فيما بينها،

. وسط اجتماعي أو ثقايف حمددالنقد األديب إمنا ينمو يف"والواقع فإن النتيجة اليت نريد أن نصل إليها من خالل ما سبق هي أن بع ثقايف أكثر مما هو .مثله يف ذلك مثل أي إيقاع ثقايف آخر مشروط جبملة بيئته العامة النقد األديب، واحلق أنه من حيث الزمن تتطور العلوم اليت ميلك فال بد أوال من أن .وهو ال ينمو إال بعد منو إمجايل للحركة الثقافية اليت حتيط به من مجيع اجلهات .رائد ثقايف

وما من أحد جيهل أن هذه العلوم مل .وعلم االجتماع وعلم التاريخ والفلسفة كعلم اللغة وعلم النفس، النقد األديب أن ينبع منها،دائرة مث إن النقد يف كل فكيف ميكن له أن ينضج ،وقد انسد أمامه هذا األفق اخلصب؟ .تتطور بعد يف العامل العريب إىل حد النضج

أي نضوج مادته اليت هو خمصص للبحث فيها والتعامل قدمية أو حديثة، ال ينضج إال بعد نضوج األدب نفسه، ثقافية،ولو أن النص النقدي حني جييء إىل الوجود يغدو فالنص األديب من الناحية املنطقية اخلالصة أسبق من النص النقدي،...معها

ا أن تتحكم، لنص األديب الالحق سلطة أمرية من شأ ين والعريب ومن أور .8... "ولو نسبيا ولعل األمثلة التارخيية من الرتاثني اليو

183

ضة األدب يف بلورة تطور نقدي يف تقييم األدب والتنظري لنماذجه املؤثرة يف اجلمهور األديب، مما العصر احلديث تربز كيف تساهم لوهن واجلمود الذي جيعلنا نرى أن األزمة املنهجية اليت اس لنص األديب بقدر ما تتصل تشعرها العرب بعد صدمة احلداثة ال ترتبط

أصاب احلضارة العربية برمتها منذ زمن بعيد بعد أن كانت حلقة وصل بني حضارات الشرق وحضارات الغرب و مركزا للعامل ا من العربية إىل الالتينية والعربية ومصدرا للعلم، ذه األزمة .9تنقل إبداعا ويبدو أن التعرف على الدورات الثالث مما سريبطنا كذلك

واليت يظهر فيها أن تطور النقد لصيق بنهضة املنهجية يف النقد العريب احلديث واملعاصر بعد تلك اللقاءات احلضارية املختلفة،قد أديب يعيه التاريخ" واملعروف أن األدب، ين يف القرن الرابع ق وقد .أرسطو يكاد أن يكون أقدم م .عاش هذا الفيلسوف اليو

ين ذروته الكربى يف القرن اخلامس إن مقالة الشعر ما كان هلا أن تظهر إىل الوجود قبل .،وهذا يعين أنه عاش بعد ما بلغ األدب اليوين ،وليس .أسخيلوس وسوفوكليس ويوروبيدس وأرستوفان وإذا ما .ت سببا لذلك التطورفهي يف احلق نتيجة لتطور املسرح اليو

لتنامي ابتداء من أواخر القرن الثامن امليالدي ،أو مطالع التاس وهذا .عانتقلنا إىل الدائرة العربية الرتاثية وجد احلركة النقدية آخذة لشعر اجلاهلي واألموي، نتاج أديب عمره ثالثة قرون، يعين أنه سبقت ا قد جاءت مشروطة ذ ال ريب يف أن بداية إ أو نقل إ

أو قل إن الشعر منذ القرن الثالث عشر، اأما أورو احلديثة فقد نضج فيه .القرن السادس امليالدي هي بداية الشعر العريب الرتاثيلغ ومل يب ولكن النقد األديب يف أورو قد بدأ يتمتم يف القرن السادس عشر،. م1300شعرها الناضج قد بدأ مع دانيت زهاء عام

وهذا يعين أنه قد جاء مشروطا خبمسة قرون من اإلنتاج األديب .بداية النضج إال مع الدكتور صمويل جونسون يف القرن الثامن عشر .فضال عن أنه مشروط بنمو الثقافة كلها الفذ حيث يتضح من هذه األمثلة الثالثة أن منو احلركة النقدية مشروط بنمو األدب نفسه،

جياز إنه مشرو ،مث إن هذا يربز العالقة القوية بني النص األديب وشروطه التارخيية مما يعترب اإلطار العام 10.."ط بنمو اجملتمع كلهواخلارج هو حضور يف النص ينهض به .فليس النص داخال معزوال عن خارج هو مرجعه"للنص اليت ال حيق للناقد إغفاهلا يف دراسته

ا ونظامها ،مبا هو نسق هذه البنية ،له على إقناعنا به أدبيا متميزا ببنيتهعاملا يساعد استقال.عاملا مستقال وعليه فإن النظر يف ،هيأنية يتم فيها الربط بني هذه العالقات بعد كشفها وبني ما امسه اخلارج يف العالقات الداخلية يف النص ليس مرحلة أوىل تليها مرحلة

النظر يف حضور اخلارج يف هذه العالقات يف ،ويف الوقت نفسه ،لداخلية هو أيضابل إن النظر يف هذه العالقات ا ،النصء ذلك 11."النص وسيبدو األمر واضحا إذا استحضر تلك العالقة القوية بني النقد واألدب خالل عصر النهضة ومستحضرين أد

لعامل الذي حتول من حوهلم بينما ظلت العصر ومناذجهم األدبية بل ورؤيتهم للكون واحلياة واإلنسان واجملتمع يف ظل استشعارهم يف " تشدهم أواصر وعالقات فكرية وتقاليد ورثوها إىل تلك النماذج اليت حركت زمنها،وكل ذلك جعل النقد يف هذا العصر يبدأ

لرجوع إىل الرتاث العريب لالمتياح منه يستلهمون طرق النقاد القدماء مثل فكان النقاد يف تلك الفرتة،البالد العربية كغريه من العلوم،وكان النظر النقدي يتأرجح عند دارسي النصوص العربية يف مطلع القرن العشرين بني النظرة .اجلرجاين وابن رشيق وقدامة بن جعفر

لنوع من النظر النقدي ولعل أبرز من مثل هذا ا.االنطباعية والنظرة احملافظة اليت تقوم على املنهج التقليدي البياين يف صورته العباسيةلوسيلة األدبية ويعد هذا الكتاب أصال من أصول النقد العريب .احملافظ،الشيخ حسن املرصفي الذي وضع عمله الشهري املوسوم

التقليدي،إن لغة اخلطاب النقدي يف كتاب الوسيلة تعتمد على الصياغة . 12"دميالقدمية وحشد املصطلحات النقدية من سجالت النقد العريب الق

:جتليات انفتاح النقد العريب على الثقافة الغربية غياب إضاءات جديدة يستفيد منها يف ب من خالل العرض السابق أن النقد األديب العريب خالل عصر النهضة متيز يتضح

كد االنفتاح العريب على الثقافة الغربية، بعد اتصال :" دمحم عبد املنعم خفاجييقول سياق الرؤى اجلديدة لألدب خاصة بعد بداية آلداب الغربية ومبذاهب النقد املعاصرة يف الغرب حصل تطور يف نقد العريب احلديث، فخضع نقد ملا خيضع له النقد أدبنا العريب

184

ثرت قواعد النقد العريب منذ بداية "،13"الغريب احلديث من تفسريات ومذاهب علمية وموضوعية خمتلفة للنقد القرن العشرين ووقد تضمنت كتب النقد العريب احلديث صدى هذا التغري املنهجي كما عرضت دعوات النقاد . 14"لتيارات الغالبة يف أورو

ذا املعىن نستطيع اعتبار كتاب الديوان بداية النقد األديب "واملدارس النقدية للتجديد يف الرؤية لألدب والنقد، يقول أحد الباحثني ووهي دعوات مشلت كافة ورفض التقليد، معتمدين على أنه ميثل قفزة نوعية لرتاكم ممتد من دعوات التجديد، ديث يف مصر،احل

كما اعترب طه حسني رائدا يف التحديث املنهجي يف الدرس النقدي .15"واليت بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر...جماالت احلياةره كتابه حول األدب بعد ظهور الديوان بسنوات قالئل ظهر كتاب طه حسني يف الشعر اجلاهلي عام "إذ اجلاهلي،العريب مبا أ

،والذي أرسى فيه قواعد منهج شكي ديكاريت فرنسي األصول يف النظر إىل الظاهرة األدبية بطريقة موضوعية وعقالنية 1926،يف اتصاهلا واطالعها على 16.."برها على تطور احلركة النقديةمتوازنة،وقد كانت املعركة احلامية الين اندلعت بعد ظهور هذا الكتاب

ستمرار أن اطالع العرب عليها يكون متأخرا كثريا عن ما أنتجه الغرب من رؤى ومناهج يف دراسة األدب وحتليله، وإن كنا جند التغريات املنهجية اجلوهرية يف الدراسة العلمية أمحد اليابوري يف هذا السياق مما يدلل على مسامهة تلك .يقول د ظهورها يف مواطنها،

إن انتقال مفهوم النقد من املستوى " :األديب والنقدي العربيني مع مرور الزمن نيلألدب يف أور ودورها يف إحداث تغيري يف الواقعوالدراسات نظرية حتليل اخلطاب،وصوال إىل ) سانت بوف(و) تني( بدءا من الرومانسي الذايت والتأملي إىل املستوى العلموي،

وقد كان هلذه التيارات .جاء نتيجة تطور خمتلف العلوم صرفة وجتريبية وبيولوجية ونفسية يف الغرب السيميائية والسردية احلديثة،رزة يف أثرت بدرجات خمتلفة يف النقد العريب املعاصر الذي عرف الفكرية واألدبية أصداء ،ولو متأخرة ،يف العامل العريب، حلظات اليت رافقت تكونه وتطوره،ابتداء من العشرينات حيث ظهرت ثالث رخيه حتيل،بصفة عامة،على الثوابت واملتغريات،

ل"لطه حسني،و" يف الشعر اجلاهلي"و..للعقاد واملازين" الديوان:"مؤلفات مليخائيل نعيمة،أعلنت كلها قطيعة مع النقد اللغوي " الغرته املثلى يف كتاب الوسيلة األدبية للمرصفي،ودشنت ميالد نقد جديد يرتبط حينا مبنهج الشك الديكاريت وحينا والبالغي يف صور

سامهت يف التبشري مبا مساه أحد مؤسسيها،عيسى عبيد ) الفجر(ازليت أو كولريدج ،ويف نفس الفرتة تكونت حلقة أدبية حول ليزم ليزم يف مواجهة اإلد بداية العقد الثاين من القرن العشرين ظهرت داخل الرابطة القلمية،يف املهجر الشمايل وقبل ذلك يف.لر

17"أفكارا مستمدة من الروح الرومانسية املناهضة للتيارات األدبية التقليدية) السائح(األمريكي ،احللقة األدبية اليت نشرت،من خالل يستجد من الرؤى والتيارات عاة ملا ار يف النظر إىل األدب ودراسته م ،الشيء الذي جيعل الدارس يقف على التحول الفكري العام

ملسؤولية لدى النقاد العرب يف طرح األسئلة وحماولة اإلجابة عنها وذلك ما.الفلسفية يف دراسة الفكر واللغة واألدب أظهر الشعور مؤسسة نقدية يف " ياق نفسه،ومنذ تلك املرحلة شرعت بعدما اتضح أن طرق دراسة األدب التقليدية مل تعد جمدية كلية،ويف هذا الس

على أساس االنفتاح على الغرب كمصدر للمعرفة ومنظر ...إرساء قواعدها مبصر ولبنان واملهجر األمريكي الشمايل،وسورفسر الصدامات بني وال ميكن أن ت.لإلبداع،وقد أخذت طابعا مناهضا للخط السياسي وللفكر السلفي مناصرا للعقالنية والدميقراطية

نية،وموجة انتقادات ميخائيل نعيمة والعقاد ) يف الشعر اجلاهلي(العقاد والرافعي من جهة واحلمالت املتكررة على كتاب من جهة ديث ،ومن اللحظات املسامهة يف تشكيل صورة حركة النقد العريب احل18.."السياسي –ألمحد شوقي إال يف هذا اإلطار األديب

اية األربعينات وبداية اخلمسينات يف حقل الفكر "املستمرة ت معرفية شاملة،يف تلك احملاوالت اليت كانت ترمي إىل استنبات خطالدعوة إىل لنقد األديب،وهكذا على سبيل املثال،اضطلعت جملة اآلداب البريوتية العريب،يف ارتباط مباشر أو غري مباشر

) شعر(تنشر الفكر املاركسي وحتاول إدماج الواقعية يف املشروع الثقايف القومي بينما كان صوت) طنيةالثقافة الو (الوجودية،وكانت جملةلشعر حلضارة املتوسطية-يبشر ويف هذه املرحلة أصبح حضور الغرب أكثر عمقا،من خالل تكييفه،ال للخطاب النقدي .الرؤ و

،والواضح مما سلف 19"ب،وحيدد أشكال العالقات اليت جيب أن تقوم بينهماالعريب وحده،بل أيضا للخطاب الذي يؤطر اجملتمع واألد

185

هو الرتكيز على حضور الرافد الغريب يف تشكيل الوعي النقدي احلديث و الذي أصبح مطالبا أكثر مما مضى مبسايرة املستجدات لوجود احلضاري احمللي القراءة املنهجية لألدب العريب يف يف ضوء ذلك تم لييف حتليل بنية العقل كلية إجابته على األسئلة اللصيقة

اللحظة الثالثة يف النقد العريب املعاصر تواصل فيها هذا األخذ عن الغرب الذي متثل يف اإلقبال " واحلضاري العاملي،و لذلك فإن ا،خاصة منذ املتزايد على الدراسات التحليلية النفسية والبنيوية والتيماتية والسيميائية والبنيوية ا لتكوينية والسردية مبختلف تشعبا

السبعينات حيث نشرت ترمجات وملخصات وطروحات حول املنهج البنيوي واإليديولوجية والبنيوية والواقعية،والبنيوية التكوينية ألف ليلة (قة على واالستيطيقا،واألدب العريب والسيميائية كما قدمت حتليالت مستمدة من نظرية اخلطاب والتلفظ والتلقي مطب

ت عربية معاصرة) مائة ليلة وليلة(و) وليلة وكل ذلك يربز . 20"ومقامات اهلمداين واحلريري،ونصوص شعرية ونثرية قدمية وحديثة ورواج كيف سامهت املدارس املختلفة للنقد األورويب يف بلورة جمموعة من االجتاهات النقدية العربية يف دراسة األدب واستنتاج نتائ

النظر إىل موقع تلك الرؤى أيضارسني اومل يفت الد.انطالقا من املمارسة املنهجية اهتداء بتلك املناهج النقدية الداخلية واخلارجيةأن هذه "النقدية اجلديدة يف عالقتها حبركة الفكر واجملتمع العربيني يف العصر احلديث،و بناء عليه فقد شدد أمحد اليابوري على

حلظة انبهار على :الث يف حركة النقد العريب املعاصر تشري إىل حلظات ثالث أخرى يف حركة اجملتمع والفكر العربينياللحظات الث،كما أشار يف أثناء هذا 21"مستوى التلقي،والنضال على املستوى السياسي،والصراع بني القدمي واجلديد على مستوى النقد األديب

سيس نظرية عربية يف األدب والنقد قائالالوصف حلال الساحة النقدية العربية وكرد فعل على :"املعاصرة إىل رغبة النقاد العرب يف حال االستالب اليت عاشها،عامة،النقد العريب املعاصر،إزاء النقد الغريب،وكربهان على حماولة استعادة أصالة مفتقدة،برزت طروحات

ما "،وعموما فإنه 22"رات النقدية الغربية،ومتواشج مع الرتاث النقدي العريب القدميتتعلق ببناء مشروع نقد عريب،مستقل نسبيا عن التياعجز عن أن يطور " غري أنه ...إن أقبلت الستينات حىت كانت حركة النقد األديب قد بلغت مرحلة متقدمة من التطور والنضج

ذا الصددامري -طاقم مصطلحاته من داخله اخلاص،وظل يعيش عالة على الثقافة األورو فالناقد العريب يف القرن العشرين هو .كية وقل .إما أن يكون بغري مصطلح تقريبا،وإما أن يتزود جبهاز ضخم من املصطلحات املستوردة من الثقافات األجنبية:واحد من اثنني

لثا من النقاد جينحون إىل اخللق وامتالك املصطلح اخلاص لح النقدي وصوغه حبيث يفرض وال ريب أن جتديد املصط.أن جتد منطا ولعل .23..."االشرتاك مع الرتاث العريب القدمي،وكذلك مع الرتاث األورويب احلديث هو الداللة األكيدة على اخلصوصية واالبتكار

ن هذه هي الوضعية الراهنة للنقد العريب املعاصر الذي تتجاذبه مرجعيتان م عرفيتان التدبر العلمي هلذا الوصف يكاد جيعلنا جنزم املرجعية الرتاثية بنسيجها العلمي املتنوع املصادر ذات األصول العربية األصيلة من جهة ،واألصول الثقافية األجنبية نتيجة التثاقف م مع املدنية الذي حصل بني العرب وغريهم منذ القرن الثاين اهلجري،واملرجعية الغربية اليت أفاد منها العرب كثريا يف نسج عالقا

سيس خلفية معرفية ذاتية من أجل امل عاصرة خاصة بعد نشاط الرتمجة منذ أواسط القرن العشرين،واليت فرضت ضرورة التفكري يف أن وضعية النقد العريب "متثل ما يستجد من التيارات املعرفية واملفاهيم القرائية يف جمال النقد األديب،ومن هنا يرى أمحد اليابوري

جتة أساسا عن انعدام خلفية معرفية يفرتض أن تكون املهاد احلقيقي املعاصر،يف تبعيته ش به املطلقة للغرب،ويف حنينه للرتاث العريب،ت واملفاهيم،وبتأثري عامل الغياب ذاك بقي النقد العريب يف دوامة املتغريات الغربية،مل يتحقق له تراكم معريف،كان من لتكون النظر

لتطورات اليت املمكن أن يفضي إىل حتوالت لتغريات االجتماعية و كيفية،تتبلور يف قيم فكرية وأدبية ذات طابع مؤسسايت مرتبط نية،وليس اضطراب املفاهيم حتدث على مستوى الذهنيات واألذواق والرؤى من جهة،وعلى مستوى األجناس األدبية من جهة

ا ،والطابع ا واستعماال ،إال نتيجة طبيعية لعامل الغياب وقصورها،والفوضى اليت تعم ترمجا التطبيقي والسطحي الذي تتسم به أحيان24"النظري و املعريف املواكب ممارسة النقد األديب هي نشاط فكري يشتغل على "،ويبدو ذلك صوا ألن الناقد العريب يعرتف

مل.والنشاط الفكري.األدب كموضوع له ت ، عىن املطلق،يف التاريخ احلضاري أي نشاط فكري،ال يبدأ من صفر،ال بدا

186

لإلنسان،ومن مث فالنشاط الفكري هو سلسلة يف حقل نشاطه خباصة،ويف حقل النشاط الثقايف االجتماعي بعامة،وهو يف حقوله احني تسقط هذا ...هذه غري معزول عن املمارسات املادية املمارسة كنشاط فكري،هلا هدف،هو إنتاج معرفة مبوضوعها،ذلك أ

حييل على وظيفة النص األديب يف احلياة اجلمالية ما و ذلك . 25."املعريف تقع يف اآللية اليت هي انغالق احلركة على نفسها اهلدفللمجتمع وللحضارة ويف احلضارة العربية خاصة حيث يتوقف عليه استشراف املستقبل عن طريق بناء الوعي العريب من خالل النظر

ملنتجات التقنية والثقافية يف أبعاد الزمن املختلفة حيث ال ميكن االنسالخ عن املقومات الثقافية واحلضارية العربية ألجل انبهار كيا لغو منبثقا عن كيان ثقايف " :حلضارات ومدنيات أخرى،وإذا كان النص األديب يف الرتاث اللغوي العريب كما يقول الباحث

رزة يف ثقافتنامع سائر فنون املعرفة ...متداخال ...وحضاري ا ،يف الرتاث العريب اإلسالمي وهي ظاهرة ومسة واضحة من مساإلحاالت،مليئا جعلت النص األديب منفتحا على فضاءات معرفية رحبة،منبثقا عن تراكم علمي وثقايف جيعله نصا غنيا

ية،ويستوجب قراءة دقيقة واعية،و اليت لن تكون إلحياءات،قابال لتعدد القراءات،يستعصي اقتحامه على القراءة االنطباعية السطحته مدركة ملصادر والدته ، املرتبطة بتلك األهداف الكربى لألدب يف محل 26"كذلك إال إذا كانت حميطة بكل معطياته ومكو

ت النبيلة ال م،وبث املبادئ الصاحلة يف نفوسهم،وتوجيههم إىل الغا رة وجدا يت تكمل إنسانيتهم الناس على العمل عن طريق إم،ويف تعريفهم وإثرائهم بتجارب غريهم مما ينتج تلك اللحظة اجلمالية اليت أعتربها أمسى دور لألدب يقدمه 27،وتكفل سعاد

ا هي اإلحساس أو الشعور الذي يعرتي املرء بقيمة العمل الفين ،فهي خربة مشرتكة بني الفنان واملتلقي،وهي بذلك تقع "لإلنسان ألا مناط عملية اإلبداع وعملية التذوق كلتيهما،وال ميكن لتلك اللحظة يف أن - أو ذلك الشعور–صميم الرسالة الفنية بينهما،أي أ

بني املبدع واملتلقي على حد سواء،ومن مث فاللحظة اجلمالية هي الصفة - بوصفه وسيطا- يتحقق إال بتجسد العمل الفين ماثال،فإنه مع هاته املعاين املستمرة يف النظر إىل 28كذلك األصل الذي تنبثق منه عملية التفسري وتعود إليه اجلوهرية يف عملية التذوق،وهي

أمهية النص تضاعفت الرؤى عن أمهية النصوص وقيمتها ودورها يف احلياة املتطورة للمجتمعات،وقد عرب عن ذلك أحد الباحثني عليها احلياة االجتماعية،إذ ال ميكن تصور جمتمع منسجم ومتماسك دون يعد النص أحد املرتكزات األساسية اليت تقوم:"بقوله

لذلك تزخر حياتنا .نصوص تنظم خمتلف مؤسساته وتضبط قوانني اشتغاهلا،وتقنن التعامل بني أفرادها مبا يضمن هلا الثبات واالستقرارنواع خمتلفة من النصوص،منها القانوين والسياسي واإلعالمي،ومن وكل واحد له دوره ...ها الديين واألديب والفلسفياالجتماعية

والنص ليس جمرد تدوين للحفظ .املتميز يف حتريك التفاعل االجتماعي،ويف تنظيم جانب ما من أنشطة احلياة االجتماعيةء والشبان،ويكون أحد مصاد ر اإلهلام يف والتسجيل،ولكنه ميثل سلطة توجيه وتقنني وتشريع،فالنص األديب يؤثر يف أجيال األد

ريخ ...والنصوص التارخيية تعرب عن روح األمة،وتكشف عن مسارها يف التاريخ..التشريعات وميثل النص مرحلة متطورة من املؤسسات االجتماعية،إذ مل تظهر احلاجة إليه إال بعد أن بلغت هذه األخرية درجة عالية من التطور والتعقيد،مما استدعى ضرورة

اإجياد نصوص تضبط وغالبا ما يتخذ النص شكال كتابيا يضمن له صورته الظاهرية اجملسدة،مما جيعل التعامل .مسارها،وتقنن معامالميىن العيد حمقة يف مطالبة الناقد العريب املعاصر مبعرفة النص األديب العريب .،ولذلك كانت الناقدة د29..."معه تعامال مع واقع ملموس

ما جيدينا هو "العريب كما يبدو من خالل اإلنتاج األديب املتنوع بني الشعر والسرد احلديثني ،ذلك أن الذي يعرب عن الطموح الوجداينة النقدية أي يف ة األدبية هي أيضا املعا أن نعرف النص األديب العريب،وقد يصل بنا مثل هذا العمل إىل صعوبة تتحدد يف كون املعا

ة واحدة قائمة يف مستوى ثق ما معا إذا كان النقد كنشاط فكري يسعى إىل كيانه الثقايف :ايف واحد يف اجملتمع،نوضح فنقولكومكان النقد أن يصل إىل هذا الكيان عادة إنتاج مفاهيمه عن طريق ختصيصها مبوضوعها،الذي هو نصوصنا األدبية،فهل اخلاص

هل ينتج األدب ،أدبنا موضوعه الذي هو :سالة أن نسالإذا كان نصنا األديب ذاته فاقدا لكيانه الثقايف اخلاص؟هنا تصبح املاحلياة،حياتنا،يف طابعها االجتماعي اخلاص،ويف طابعها اإلنساين العام،يف الذايت فيها والكوين؟كيف ميكن للنقد أن ينتج موضوعه

187

،املنتج هلذه الثقافة؟هل حني ال ينتج األدب موضوعه؟وهل تطرح هذه املسالة النقدية مشكلة الثقافة،ثقافتنا،ومشكلة الفك ر،فكريدور السؤال حني نرى إىل النقد واألدب واىل األدب واحلياة عند يف احللقة املفرغة؟أم أن احللقة تنكسر حني خنرتق املستوى الثقايف

الثقايف إىل هذا األساسي إىل األساسي املادي لنراه يف وضعيته التارخيية ويف السياسي الذي حيكمه؟نعم ليس لنا إال أن خنرتق املستوىو لعل هذا النص يبدو أكثر وضوحا يف سياق ما ذكر سابقا .30"وإىل هذا التارخيي فنرى إىل صراعيته ونكشف بذرة احلياة األبدية

ام ثالثة الشاعر العريب املعاصر أمف"،لنظر يف أسئلة الناقد العريب أدونيس وهو جييل فكره يف انشغاالت الشعر العريب املعاصركيف أوحد بني احلالج ولينني؟ هذه،يف ما خييل إيل،ثالثة من .كيف أحترر من سيادة األجنيب؟كيف أوفق بني الرتاث والتجاوز:أسئلة

أهم األسئلة اليت تشغل الشاعر العريب املعاصر،السؤال األول يطرح مشكلة االستعمار،والسؤال الثاين يكشف عن مشكلة العالقة بني والواقع فإن التدبر يف .31...لرتاث،ويكشف السؤال الثالث عن كيفية التوحيد بني الثورة بوصفها فكرا،والثورة بوصفها نظامااإلبداع وا

سيس اخللفية الثقافية القادرة على متكني املبدع من التعبري على نسيجها هذه األسئلة يربز أن بنية اجملتمع العريب مل تتمكن بعد من ميىن العيد تركز يف أطروحتها النقدية على .ة عن االنسجام يف آليات اإلنتاج االجتماعي،ومن مثة وجد الناقدة ديف وحدة أدبية معرب

عتبار تلك البىن والقضا ضرورية يف صنع هاته اخللفيات الثقافية لدى اجلمهور قضا تراها أساسية يف حتليل النص األديب العريب النص .. ماذا يستهدف التحليل؟يستهدف التحليل كشف عناصر البنية اليت هي هنا "ذلك تساءلت األديب العريب ،ويف خضم

مكان الناقد أن ينظر يف هذا النسيج -الصورة–األديب أي دراسة الرمز املوسيقى،وذلك يف نسيج العالقات اللغوية ويف أنساقها،فذا إىل مستواها العميق،ك ت النص كما تكشفها مفاصل البنية مقار املستوى السطحي للبنية مكانه أن ينظر يف مكو ما أن

مكان الناقد أيضا أن يشق ...وأشكال التكرار فيها أو أنساق الرتكيب للصورة الشعرية اليت يوضحها حمورا بنية الدالالت اللغويةا اليت قد تكون شخصية أو شخصيات أو فاعلية متجلية يف حدث طريق حتليله بتحديد حماور التحرك يف رواية معينة فيحدد مكو

داخل النص ويف عالقة 32..."ندرس هذه العناصر يف نطاق العالقة القائمة يف ما بينها...أو يف مؤسسة أو يف جمموعة أحداث اخلا ترى قدرته على فك رموز النص عتمادها يف جتربتها على املنهج البنيوي فإ خلارج احلضاري العام،و من خالل عالقاته النص

معتمدا املنهج البنيوي يستطيع النقد األديب أن يضيء بنية :"الداخلية واخلارجية يف ضوء ربطه مبا يؤمله الناقد من التحليل قائلةن يصل إىل الدالالت فيه،ولكن هل ميكن للنقد األديب بعامة ولنقد العريب خباصة أن يكتفي أالنص،أن يرى إىل حركة العناصر و

لوصول فقط إىل الدالالت فيه؟بتش ؟وهل أن استقاللية النص تعين إقامة احلدود بينه وبني ما هو خارج،أو قطعه ... ريح النص وموجود يف جمال اجتماعي ... إن النص األديب،على متيزه واستقالله،يتكون أو ينهض وينبين يف جمال ثقايف هو نفسه.عن هذا اخلارج؟

يبدو .33"ديب هو،ويف معىن من معانيه خارج،كما أمنا هو خارج هو أيضا ويف معىن من معانيه داخلوإن ما هو داخل يف النص األيت يف سياق اهتمامات النقد األديب العريب املعاصر بوظيفة النقد يف إبراز وظيفة النص يف إنتاج القيم إذن أن تساؤالت الناقدة

الناقدة بل يف ظل جل املناهج اليت دخلت إىل الثقافة العربية بناه ل املنهج الذي تتالثقافية يف اجملتمع،وهي أسئلة مشروعة ليس يف ظيت متضمنة خمتلفة العوائق اليت حتول دون أن يعرب النقد العريب املعاصر عن أمله يف حتقيق بطبيعتها العلمية،ذلك أن تلك األسئلة

لبنية االجتماعية،القراءة العلمية لإلبداع األديب العريب اليت مازالت يف يف واقعنا "لكنأمس احلاجة أن تكون عضوية العالقة االجتماعي العريب الذي نعيش كيف ميكن لنقد األديب،وهو ميارس أو حياول ممارسة املنهج البنيوي،أن ينظر إىل هذه املسألة؟مسألة

إن حتليل النص وإنتاج معرفة ببنيته،أي أن كشف .ي ينتجهوظيفة النص األديب يف إنتاج جمالنا الثقايف الذي هو فيه يف اجملتمع والذالدالالت وإضاءة املنطق الذي حيكم البنية عمل مهم،ولكنه عمل غري كاف ذلك أن وضع هذه الدالالت يف موقعها من سريورة

،وذلك 34.."وي لألدبعمل نقدي أيضا،ومطروح على املنهج البني البنية الثقافية من حيث هي سريورة البنية االجتماعية نفسهالتايل فقيمه الداللية واجلمالية مستمدة من هذ ه لنظر إىل الطبيعة الصراعية احلتمية اليت متيز البنية الثقافية منبع النص األديب،و

188

لتحليل ظهرت أمهيته يف العمل على العنصر،كالعمل مثال على عنصر الزمان يف الأ" ذلك الطبيعة اجلوهرية ، إال ...روايةن االكتفاء إن البنية الثقافية هي كما نعلم بنية صراعية .أن هذا يلغي التساؤل الذي طرحنا حول مسألة االكتفاء بكشف الدالالت يف النص

،وعليه فنحن ال ميكننا أن نرى إىل هذه الدالالت إال يف نطاق هذه الصراعية اليت حيدد املوقع منها آو فيها قيمة مجالية للنص قيمة التوازن والتناغم يف األثر األديب أو الفين يبعث فينا إحساسا .مللمح اجلمايل الناهض يف عالقات التناغم والتوازن،تعمقه وختلدهترتفع

.35"جلمال،والداللة اليت حتقق قيمة عليا لإلنسان تبعث فينا أيضا مثل هذا اإلحساس بل رمبا ارتقت به إىل مستوى اكتماله :يف الدرس األديب العريب املعاصر تصور النقد والتفكري األديب

زمة األدب يف الدراسات النقدية املعاصرة وأساليب قراءته ،ومن هذا املنطلق كان سيسا على ما سبق تبدو لنا جدية العناية لذي عمل فيه على تقدمي تصور جديد حلل هذه ، وا"الفكر األديب العريب :"سعيد يقطني ألزمة الدرس األديب يف كتابه .تناول د

ت التسعينات من القرن:"سعيد يقطني خبصوص تشخيص هذه األزمة.األزمة من خالل النظر يف متغريات خمتلفة، يقول د ا منذ نه يف خطر،ووجدت هل العشرين زمة األدب و ت األلفية اجلديدة بدأت تتعاىل بعض األصوات يف الغرب تنادي ا بعض وبدا

ت وانسداد األفق األديب اية السرد تت تنادي بدورها مبوت النقد األديب و وحني اهتم بكيفية ". األصداء يف الوطن العريب اليت ريخ احلضارة ا جاءت غري منسجمة مع املرحلة التارخيية اليت متثل شكال جديدا يف التجاوب مع هذه الصيحات أوضح

اء حقبة البنيوية اليت عرفت يف فقد مت ال"اإلنسانية تجاوب مع مثل هذه الصيحات اليت ظهرت يف الغرب من خالل العمل على إألدب،وكان .الساحة العربية منذ الثمانينات وبدأت عمليات التفكري يف ما بعد البنيوية جتد صداها يف دراسات بعض املشتغلني

لطريقة نفسها يف قراءة األدب .الغدامي أثره البالغ يف هذا املساركما رام الرتويج له عبد هللا "النقد الثقايف "ل وبقي آخرون يشتغلون ت األدبية كما حتصلت هلم من خالل بعض وحتليله وتدريسه،جيرتون أفكارا وتصورات من حقب متعددة،جيمعون أشتات النظر

فهي حتلل النص .ت جندها تشتغل بال رؤية فكرية أو نظريةوعندما نطلع على جديد الدراسات واملقاال.الرتمجات املبتسرة والناقصة - اآلن - وكأن بنا وحنن نقرأ ذلك ندرك أن ال جدوى".وفق جاهز االنطباعات والتأويالت،وبدون أسئلة معرفية أو إجراءات منهجية

لنظر إىل املنعطف اجلديد الذي دخله األدب لعوامل متعددة يف أساليب دراسة األدب اليت دأب الدارسون يف اتباعها لقراءة األدب لثورة املعلوماتية اليت يعرفها العصر حيث بدأت تتغري مالمح الصور التقليدية لألدب وتدريسه وحتليله،ألننا ببساطة صر " تتصل

ن يتحدث ع" األدب يف خطر" أمام منعطف جديد يف إنتاج األدب وقراءته وفهمه لذلك ال عجب أن جند تودوروف يف كتابهت يفرضها هذا الواقع اجلديد،لكنه وعلى غرار البنيوية وكيفية تدريس األدب،يف الثانوي واجلامعة،ويناقش كل املشاكل اليت العديدين من أنصار التصور التقليدي لألدب،بدل أن يلتفت إىل أننا أمام حقبة جديدة وأفكار جديدة،راح يناقش القضا من

ه منظور بعيد عن روح العصر،لقد حلياة،بربطه إ حلياة، وحىت املنظور البنيوي يف رأيي،ظل مهتما ظل األدب على صلة دائمة ،ولكن التصور "األدب يف خطر" وبطريقة إنتاج الفن واجلمال،وكذلك بفهم بنياته وطبيعته،ولذلك ميكننا أن نستنتج أن ليس للغة،

ت،فعال،يف خطر؟و حث مسؤول .36"هنا غري التبدل والتحول"خطر"ليس من معىن للالكالسيكي لألدب والفن هو الذي وكأي إىل جدوى التجاوب مع هذا التحول يف األدب ،والذي أصبح أكثر جتاو مع العقليات النظر سعيد يقطني أن يوجه .حاول د

مجعه، هي اإلشكالية اليت نركز عليها يف هذا هذه"مربزا أن اجلديدة يف املراكز الثقافية واإلعالمية احلساسة يف اجملتمع العاملي الكتاب نريد أن نقف على هذا املنعطف األديب اجلديد لنفهمه يف سياق التحوالت الكربى اليت شهدها العصر اجلديد كما أننا من

رها على ا لفكر األديب خالل ذلك نروم إعادة صياغة تصور لألدب منذ عصر النهضة إىل اآلن،سواء يف اآلداب الغربية أو آرخيية للتطور نفهم مبقتضاها كيف تطورت األدبية ،ومدى انعكاسها على تصور لألدب وآليات )عامليا(العريب،لتكون لنا رؤية يبدو إذن كما سبقت اإلشارة إىل ذلك أن هذه .37"تفكري فيه،لتصحيح املسار،وتغيري الرؤية،واستشراف آفاق جديدة للمستقبل

189

إنتاج املنهج القادر على درس األدب دراسة تنسجم مع مكانة األدب يف متثالتنا العربية ،عن دوره يف احلياة،عن احملاوالت تستهدفآلداب العاملية،عن متطلبات العقلية اجلديدة للقارئ، و بدون االنطالق من هذا التصور يف فهم األدب، ال ميكن لتاريخ " عالقته

ئما على االنقطاع،ويف كل حقبة أدبية جديدة جند ننتقل إليها بدون تصور حمكم أو موقف فكر األديب احلديث إال أن يظل قامضبوط،فيظل فكر األديب قاصرا على املستوى األكادميي واجلامعي واملدرسي واإلعالمي واحليايت ،وبذلك يقصر األدب عن لعب

سعيد يقطني أن .ومن أجل ذلك رأى د.38"اقاته املختلفة وتطوراته املتباينةالدور األساس يف احلياة العربية ألننا مل جنذر فهمنا له يف سياء هذا التمهيد،توضيح عنوان الكتاب"يسمي هذا التناول لألدب مبفهوم الفكر األديب قائال الفكر "لقد استعملت :أرى قبل إ

لتفكري يف األدب قاصر عن اإلملام" النقد األديب"العريب،وليس النقد األديب،ألين أرى أن" األديب ) عتباره إبداعا(بكل ما يتعلق ألدب الشتغال به،ألنه يتصل جبزء بسيط من التفكري واملمارسة املتصلني ولذلك أرى من الضروري استجماع خمتلف أمناط .و

دبية،وال النقد األديب،وال العلم مل أستعمل النظرية األ".الفكر األديب"التفكري يف األدب وممارسة التطبيق عليه يف مفهوم عام وجامع هوا مجيعا وليدة األديب،و ال فلسفة األدب،و الدراسات األدبية ،ألين أرى أن الفكر األديب جيب أن يتسع لكل هذه املمارسات أل

ويله،على ما بينها من اختالف وتكامل و الفكر وبذلك ميكن أن يغد.صريورة من التفكري يف األدب وحتليله وتفسريه وتقوميه وريخ التفكري يف األدب من أقدم العصور إىل اآلن ريخ هو وقد شرح تصوره لذلك املفهوم من خالل أبواب وفصول .39"األديب ذا

ت طرحه لضرورة التناول اجلديد لألدب يف الفكر األديب العريب، ت جعل الباب " وأنهالكتاب اليت يراها حمققة لغا لتحقيق هذه الغات األجنبية،بينما جاء الثاين .ثالث فصولاألول من خصص الفصل األول لطرح أزمة الدراسات األدبية احلديثة كما ترتدد يف الكتا

حماولة لرصد التحوالت الكربى اليت عرفها الفكر األديب الغريب يف أورو وأمريكا،يف التاريخ احلديث،منذ القرن التاسع عشر إىل قيقا واستكماال للفصل الثاين من خالل توقفه على ثالث حقب كربى حتقق من خالهلا االنتقال من أما الثالث فجاء تد...اآلن

ثري اتصاهلا " الرؤية األدبية"ويف الباب الثاين حاولنا الوقوف على "...األنساق"إىل " البنيات"إىل " التيمات" العربية احلديثة حتت نية،لنقد الغريب ،من جهة،أو عرب تفاعلها مع الرت أما الباب الثالث،فجعلناه خاصا للتطبيق أو ...اث النقدي العريب ،من جهة

ر تلك الرؤية " املمارسة النقدية" لنص األديب العريب،من خالل االنطالق من بعض النماذج فقط،الستخالص آ وهي تشتغل ت اإلشك.األدبية على املمارسة النقدية ها على وختمنا برتكيب عام نستجمع فيه كرب لفكر األديب فاحتني إ االت والقضا املتعلقة

دف تطوير رؤيتنا وممارستنا وتفاعلنا مع الفكر األديب العريب القدمي والغريب املعاصر ،من جهة ،ومع اإلبداع العريب يف املستقبل .40"خمتلف صوره وأشكاله

ألزمة امل نهجية يف دراسة األدب يف سبيل حماولتهم تبني الطريق األسلم لقراءة يبدو من خالل ما سبق انشغال الدارسني العرب خصوصية اإلبداع األديب العريب الذي ميتاح من تراث بالغي يف التأثري وصناعة اجلمال،ويتطلع على الدوام لالنفتاح على اجلديد من

ا نعيشها اآلن هي فرتة جدل،وصراع حول مسألة غري أن الذي جيب التأكيد عليه هنا هو أن الفرتة اليت"أفكار األمم وثقافااملناهج،وذلك راجع للتطور اهلائل الذي تشهده خمتلف العلوم اإلنسانية،وخباصة العلوم اللغوية،هذه األخرية اليت أفادت كثريا من

إىل اختبار -أحيا-منجزات علوم أخرى،وذلك سعيا وراء حماولة إبراز خصائص ومضامني األثر األديب إىل احلد الذي ذهبت فيهمناهج خمتلفة،ومتعارضة،للكشف عن مدى صالحيتها يف مقاربة عامل النص الذي هو يف أبسط مظاهره كالم،وألنه كذلك وجدت لدرس،وهكذا علوم اللسان إليه السبيل،وألنه نص يبدعه فرد منغرس يف اجلماعة،ويتجه إىل مجوع القراء،فقد تناوله علم االجتماع

.41"لعلوم اإلنسانية،علما أن لكل منها طريقا تسلكه إىل الظاهرة األدبية فتمتحن مناهجها عليهإىل آخر املمارسة النقدية،وهي مشلت يف كتاب د سعيد يقطني احلديث عن الشعر والسرد،فإين أشري منذ .و حيث إين أعىن يف هذه املداخلة

األزمة النقدية اليت يعرفها حتليل اخلطاب الشعري،وذلك يف أفق إجياد احلل البداية أنين سأركز على املمارسة الشعرية من أجل تبني

190

ا العلمي ثريا ة انطالقا مما طرح يف الكتاب،وانطالقا مما تعرفه املرحلة الراهنة اليت عرفت ثورات علمية يف جماالت خمتلفة كانت هلا اعلى درس األدب وفهمه وتفسريه،بل ويف متثل الظاهرة األدبية،وف يعرف وضع نقد الشعر :" سعيد يقطني.يقول د.هم مكو

لقياس إىل نقد الرواية مثال وتتعدد أسباب هذا الرتاجع ودوافعه،كما قد تتعدد تفسرياته وأشكال .العريب،منذ عقود نوعا من الرتاجع غري أن كل التصورات املتحققة . ىل ما وصل إليهاإلحاطة مبسبباته أو الوقوف على العوامل الذاتية واملوضوعية اليت سامهت يف انتهائه إ

يف هذا السبيل ستظل عاجزة عن توجيه األنظار إىل األسباب البنيوية والعميقة وعن تقدمي احللول املالئمة لسبب بسيط يكمن يف ا متثل أحد مظاهر هذا الرتاجع،وهي من مثة عاجزة بدورها عن استيعاب ما آل إليه هذا النقد،كما أ ا غري قادرة على اقرتاح ما كو

ريخ النقد العريب احلديث 42"ميكن أن يسهم يف جتديده وإخراجه من املآل الذي انتهى إليه ،ومن أجل ذلك يقرتح الباحث فحص األدب وفهم طبيعة انشغاالته النظرية والتطبيقية من أجل حتديد وجهته ومساره اجلديد القادر على االستفادة من هذا التاريخ يف قراءة

دف الوقوف على "،ولذلك فونقده إن االنطالق من قراءة هادئة وجذرية لصريورة العمل النقدي العريب منذ أواسط القرن املاضي مكامن القوة فيه والضعف،سواء على املستوى النظري أو التطبيقي،هي الكفيلة جبعلنا نتعرف على وضع هذا النقد،وتدفعنا إىل

جتديد دمائه وتطوير أسئلته وحتديد أهم إشكاالته إلحالله مكانته الضرورية يف قراءة األدب استخالص ما ميكننا منسعيد يقطني على قراءة سر تراجع نقد الشعر العريب من خالل .ولتحقيق األهداف السالفة الذكر عمل الباحث د.43"ونقده

بب حدد املرتكزات العلمية وراء اختيار الشايب،وتتمثل يف ما جمموعة من الدراسات النقدية اليت اشتغلت على شعر الشايب،وهلذا الست واملؤمترات اليت تعقد له بني الفينة واألخرى،سواء يف تونس أو غريها ..مكانة شعر الشايب وحظوته لدى النقد العريب :يلي فاملهرجا

عتباره من رواد احلركة خص.من البالد العربية،والدراسات واألطاريح اليت تنجز حول شعره يف تزايد مستمر وصية شعر الشايب الرومانسية اليت جاءت لتجديد الشعر العريب ونقله من اإلطار التقليدي الذي كان سائدا حىت الثالثينيات من القرن العشرين إىل

نية ميثل جسرا مع احلركة احلداثية اليت ال يزا ل الشعر العريب،حىت التجديد مبده بروافد حداثية،من جهة أوىل،وألنه من جهة ته املختلفة لشعر 44"اآلن،يستمد مقومات وجوده من انتمائه إليها ،وهو يف ذلك يسعى إىل حتليل تناول النقد األديب العريب مبقار

ت اليت وملا كنا نتغيا اإلحاطة مبجمل االجتاهات النقدية العربية والتصورات النظرية والتطبيقية،للغا:"وقد وضح ذلك بقولهالشايب ها،فإنه كان البد لنا من اختيار مناذج متثيلية وسط العدد اهلائل من الدراسات واألحباث وهكذا جعلنا مدار هذا البحث ...حدد

:يتناول الدراسات التالية اليت رتبناها زمنيا كما يلي ).اخلمسينيات(عمر فروخ:الشايب شاعر احلب واحلياة - ).السبعينيات(عبد العزيز املقاحل:يكي يف القصيدة العربيةأبو القاسم الشايب وبداية الرومانت - ).الثمانينيات( عبد السالم املسدي:بني املقول الشعري وامللفوظ النفسي:مع الشايب - ).التسعينيات(على سبيل املدخل إىل شعري الشايب،توفيق بكار - ).أواخر التسعينيات(دمحم مفتاح -

قي كل واحد منهم لشعر الشايب،تبني طريقة حتليل كل منهم لتجربته،آخذين بعني وسنحاول من خالل التوقف على كيفية تل...االعتبار السياق الزمين الذي أجنزت فيه الدراسة،مع ما ميكن أن تطرحه علينا من أسئلة نروم من ورائها اإلجابة عن واقع نقد الشعر

واملتابع لعمل سعيد يقطني جيده ينتهي إىل .45"الياالعريب،متسائلني عن آفاقه وشروط خروجه من الوضع الذي يوجد عليه حوداخل .ما قبل الثمانينيات وما بعدها:لقد تبني لنا من خالل قراءة أعمال هؤالء الدارسني إمكان التمييز بني حقبتني كربيني:"القول

نقد الشعر،وحتليل اخلطاب :ناهولذلك ميز بني احلقبتني مبا أمسي.كل حقبة ميكننا التمييز بني اجتاهات خمتلفة،بل ومتباينةوميكن .46"يتصل نقد الشعر مبا جنده لدى عمر فروخ وعبد العزيز املقاحل،وحتليل اخلطاب الشعري عند املسدي وبكار ومفتاح.الشعري

191

قا عن للدارس من خالل متابعات االستنتاجات التالية حول املمارسة النقدية على شعر الشايب أن جييب عن بعض ما كنا طرحناه سابفالناقد عمر فروخ ميثل االجتاه املدرسي احملافظ يف دراسة األدب ونقده،وكان هذا النقد مهيمنا يف .األزمة املنهجية يف فهم الشعر وقراءته

أن هذا التصور الذي اشتغل به عمر "الدراسات األدبية والنقدية يف اجلامعة العربية إىل غاية السبعينات،ولذلك خلص سعيد يقطني إىلي حال من األحوال اعتباره ،وإن زعم ذلك،وهو مييز بني القراءات املختلفة "علميا"فروخ يف تناول جتربة الشايب الشعرية،ال ميكن

إنه يسلك يف عمله نقدا انطباعيا،وإن توسم االنطالق من معطيات خارجية لتفسري خصوصية الشايب،فإنه ينطلق من .لشعر الشايبلنسبة لعبد العزيز .47..."قة عن الشعر،وكيف ينبغي أن يكون،وهو حيكم عليه،وحياكمه يف ضوئهاآراء جاهزة وتصورات مسب أما

املقاحل يف قراءته للشايب فقد رصد سعيد يقطني عدم اختالفه عن عمر فروخ مع اختالف يتمثل يف أن املقاحل يسعى إىل تقدمي حتليل عتباره امتدادا لعمالقة األدب يف مطالع ينتصر فيه لرومانسية الشايب،واقفا على الدور الذ ي كان له يف جتديد القصيدة العربية احلديثة

وعلى الرغم من أن املسدي يعلن يف مقدمة كتابه بصدد قراءته .48شوقي وحافظ ابراهيم والعقاد والرافعي وطه حسني:القرن لعشرينولة مستحدثة متاما أو تكاد،قر فيها املمارسة النقدية إىل استلهام روح وما أنت واجده،أيها القارئ الكرمي،إمنا هو حما:"للشايب قائال

القراءة النصية جاعلني ذات الشاعر وموضوع النص صفيحة مزدوجة يعكس كال الوجهني منها صورة األشعة املنكسرة على لوقوف على قراءته ظلت تزاوج بني التحليل اللغوي والبالغي واإلن"فإن سعيد يقطني يقول إن..."اآلخر شائي،حني يتعلق األمر

لشايب،وبتجربته،رافعا ويالت يبدو فيها االنفعال الشديد خصائص القصيدة،وبصدد التفسري النفسي،جنده ينطلق مما راكمه لتقدمي ه إىل مقام شعري له خصوصيته ومتيزه .49"إ

ا يقطني،ولن تكون إال الرؤية العلمية،فما متثلها يف كتابه نتساءل بعد هذا عن الرؤية النقدية لشعر الشايب وللشعر العريب اليت يعجب ملنهج وأسسه.الذي بني أيدينا،وما مدى حتققها يف قراءة الشعر العريب لرؤية النقدية .وما هي حدودها؟وهل العلمية متصلة أم

وتوظيفها للخطوات املنهجية القادرة على فهم الظاهرة اإلبداعية؟اها ميكن أن نقف ع لى هذا من خالل وقوفنا على نقد النقد الذي مارسه سعيد يقطني على دراسة توفيق بكار حول الشايب،فقد أ

لقد انطلق مهتما .يتوارى وراء جبة الناقد" عاملا"يبدو لنا توفيق بكار يف حتليله لقصيدة الشايب:"مبا جعلين أطرح تلك األسئلة،حيث قالت"(الشعري"ب املتحقق بناء على استيعابه أدبيات التحليل بشعرية الشايب،عرب حتليل اخلطا كما حتقق من خالل خمتلف " من الشعر

:ويبدو لنا ذلك جبالء من خالل ما يلي.االجتهادات البنيوية يف حتليل الشعرعتباره ما يتحقق من خالل اللغة - أ نا به مىت نطق" خطاب"قصيدة الشايب على سبيل التمثيل"وأن الشعر.فهمه للخطاب

.فذاك أوانه،كما يقول،وأن ساعة ملفوظه هي ساعة تلفظهلرتكيب - ب .حبثه يف بنيات القصيدة املختلفة بدءا من األصوات إىل الداللة مرورا ا - ت ها يزاوج بني الكشف بني دواهلا ومدلوال .رصده للبنيات املتواترة واملتكررة أ كان نوعها،وهو يف حتليلها إ- القارئ/الشاعر(واخلاصة "املدلوالت/الدوال-التجلي/اخلفاء -احلقيقة/اخليال(الثنائيات املختلفة العامةوقوفه على - ث

.،وحماولة إجياد روابط وعالقات بينها"املرسل إليه/املرسل-املوضوع/الذاتغته الواصفة اليت ظلت لغة لقد وفق توفيق بكار يف حتليله للقصيدة من هذا املنطلق،وكشف عن رؤية عاشقة تبدو جبالء من خالل ل

الناقد مهيمنة على لغة العامل ألن مهه،وهو واع بذلك من خالل تصرحيه،كان شرح القصيدة وتفسريها فظهرت لنا ذاتيته واضحة ر ولعل ما يزكي هذه الرؤية اليت يدعو إليها سعيد يقطني يف املمارسة النقدية للشعر أنه حني تناول دراسة دمحم مفتاح لشع.50"جلية

نه طريا نظر .يبني جبالء عطاءات املنطلقات العلمية يف التحليل"الشايب وصف هذا العمل ا فهو يؤطر املفاهيم اليت يشتغل ت ستنطاق ما يقدمه له النص من إمكا لذلك فهو ال يدخل إىل النص جمهزا بتصور .حمددا،ويعمل على توسيعها ومتحيصها

192

إنه يولد ويستكشف ويوسع جمال الرؤية متتبعا يف ذلك منهجية مضبوطة تسعى إىل اإلحاطة .العلمية مسبق،كما جند يف الدراسة غريا ولكل متشكك يف قيمة البحث العلمي حني يتم التصدي من خالله إىل الشعر أن يعاين يف .لتجربة يف خمتلف أبعادها وجتليا

لشعر رهني .ة الشايبالطريقة اليت سلكها دمحم مفتاح رؤية جديدة وعميقة لقصيد وأرى أن تطور اخلطاب النقدي العريب املتصل ا هي اليت تفتح لنا آفاقا جديدة لتجاوز ما تراكم من أدبيات تظل تدور يف فلك الذاتية واالنطباعية وتكر لرؤية العلمية،أل ار اإلمساك

.51"املعلومات اجلاهزةلدرس النقدي املعاصر للشعر خصوصا وإىل احملاوالت النقدية املختلفة اليت عربت عن وإذا كان ما سبق يشري إىل األزمة املنهجية يف ا

سعيد يقطني،وكان يف ذلك يعمل على البحث عن احلل داخل تلك .النموذج اليت ركز عليها د/هذه األزمة من خالل املمارسة نتاج األدب وحتليله والسيما يف األوساط اجلامعية فإنه الدراسات واليت اعتمادا عليها وعلى معرفته مبتطلبات املرحلة الراهنة يف إ

اية هذا الفصل أن يوجه إىل الفضاء الفسيح الذي قد خيرجنا من األزمة املنهجية يف حتليل اخلطاب الشعري مؤكدا على أن حاول،يف :عوامل كثرية سامهت يف ذلك،ولعل أبرزها يكمن "

،مل يعرف التطور الذي عرفه حتليل السردأوال يف كون حتليل اخلطاب الشعري،حىت يف لكن هذا التفسري غري كاف،فاالجتهادات .أوروا أن توجه إىل الكشف والتطوير مكا ت حال دون االستفادة .الشعرية املوجودة، لكن ضعف املواكبة،والقصور عن متثل تلك النظر

.منهانيا،يكمن ذلك يف كون املشتغلني بنقد الشعر،مل يتمثلو ا البنيوية حق التمثل،فغاب عن مداركهم البعد العلمي لتحليل اخلطاب و

وعندما نتابع اآلن املؤلفات اليت تتحدث عن اخلطاب الشعري،جندها .الشعري،فظلوا يراوحون النقد،وإن كان الزعم على خالف ذلكت والتأويالت واالنطباعات ذي أصاب العملية النقدية العربية،فحال دون ويبدو يل أن هذا هو اخللل اجلوهري ال.أمشاجا من النظر

.يف تراثنا احلديث" العلوم األدبية"ميالديف،وهي ليست لتربير الوضع،ولكن لتعميق الفهم لثة األ ،وتكمن يف أن حتليل اخلطاب األديب العريب،وهو ينبين "اخللل اجلوهري"أما

منوذجا للتفكري "لقد قدمت اللسانيات .له السبيل،وتيسر له املهاد لالنطالقمتهد " لسانيات عربية"،مل جيد أمامه "أرضية لسانية"على للغة ،وسارت على منواهلا،إىل أن استقلت بنفسها "العلوم األدبية"،وطورت فهم املسائل اللغوية،فاستندت عليها "يف القضا املتصلة

اللسانيات "لنسبة إلينا ما هو وضع .وسامهوا فيها بكفاءة واقتداركما أن العديد من اللسانيني انتقلوا إىل أحد العلوم األدبية،.عنهالعلوم القريبة يف " عتباره علما،أن ينوب عن غريه من املشتغلني ألدب، ؟وما هو وضع العلوم اإلنسانية؟هل على املشتغل عند

.جماالت اللغة واإلنسان والنفس،وهل يتأتى له ذلكففي اشتغالنا األكادميي واجلامعي،وال ميكن لعلم أن يتطور دون أن يضطلع علم بدور الرائد؟فهل على " يةالعلم"إن األمر يتعلق بسؤال

يه املشتغل بتحليل الشعر أو السرد أن ينتظر تبلور اللسانيات واالجتماعيات واإلنسانيات وعلوم املعرفة،يف ثقافتنا ليبدأ عمله؟ أم أن علقتحام ألدب،عسى أن يكون العلم الرائد؟جمرد سؤال للتفكري "اجملال العلمي"أن يغامر لكن األكيد هو أنه بدون ...وهو يشتغل

ويله" العلم"اخنراط الدرس األديب يف مضمار .52"سنظل بعداء عن حتليل اخلطاب وفهمه وتفسريه و :خامتة

ألزمة املنهجية يف دراسة اإلبداع األديب العريب املتجلي يف يفيد الرجوع إىل عنوان هذه املداخلة أننا توخينا معاجلة أمور خاصة لبنية الثقافية واحلضارية للمجتمع العريب واضعني يف احلسبان طبيعة اللغة العربية خالل النصوص الشعرية والسردية ذات الصلة القوية

هالحمما احلضارية مع األمم والثقافات عرب التاريخ،ومن متة نبهنا على أمهية وقيمة النص األديب يف اجملتمع ويف التعبري عن لقاءاضته حيث أن الدرس النقدي العريب عرف تطوره نتيجة ذلك احلضارية ،ومن أجل ذلك تبني أن تطور النقد لصيق بتطور األدب و

193

م النقدية ونتيجة انفتاحه على الرتاث ا ين منذ قدامة بن جعفر وغري من النقاد الذين أفادوا النقد نظر ومنهجيا حيث ظلت نظرا ليور على الفكر العريب الذي دعا أصحابه إىل اتشكل مرجعية يف القراءة األدبية حىت كان اللقاء اجلديد مع الثقافة الغربية اليت كان هل آ

معرتفني بدورها يف جتديد دماء املمارسة النقدية العربية،وقد كانت تلك الدعوات حاضرة يف استعراضنا ى املناهج املستجدةاالنفتاح علللوضعية الشاملة حلال النقد احلديث واملعاصر من خالل أقوال بعض النقاد الذين عملوا على بيان دور التحليل األديب واملمارسة

ملقارنة املناهج تلك النصية اليت استفادت من خمتلف وحاولت تطبيقها يف القراءة العلمية لألدب العريب مربزين يف أثناء ذلك واملمارسة العلمية يف النقد العريب الشيء الذي يبقي هذه املمارسة بعيدة عن التفكري العلمي يف األدب عرقلاألسباب اليت مازالت ت

.الذي تغري مفهومه نتيجة التطور احلاصل يف املعرفة .السالم عليكم ورمحة هللا تعاىل وبركاتهو  :اهلوامش

                                                            

-1988) أكتوبر(،تشرين األول49،ع5،س)عدد خاص عن النقد واإلبداع العريب(النقد العريب،آفاقه وممكناته،جملة الوحدة: يوسف سامي اليوسف -1 .10،ص 1408صفر

274-273نفسه - 2 .101:،ص1990دراسات يف األدب والنقد،دار املعارف،تونس،:أبو القاسم دمحم كرو - 3 :بعة األوىلطالاجتاهات النقد األديب العريب يف القرن العشرين،دار اآلفاق العربية،القاهرة،:إبراهيم عبد العزيز السمري - 4

.80:،ص2011ضة:أمحد أمحد بدوي.د - 5 .10 - 9:القاهرة،ص - مصر للطبع والنشر،الفجالة أسس النقد األديب عند العرب،دار .35:،ص1979بعة األوىل طالبريوت، –عند العرب،صدمة احلداثة،دار العودة واإلبداعالثابت واملتحول ،حبث يف االتباع : أدونيس - 6 .41-40:نفسه- 7 .18-17:،ص )مذكور(النقد العريب،آفاقه وممكناته: يوسف سامي اليوسف - 8 .18 -17:،ص1999 -1420ما العوملة؟ دار الفكر،دمشق،الطبعة األوىل : حسن حنفي.ادق جالل العظم،دص.د - 9

.18-17:،ص )مذكور(النقد العريب،آفاقه وممكناته: يوسف سامي اليوسف - 10 12:،ص1983-1403بعة األوىلطاليف معرفة النص،منشورات دار اآلفاق اجلديدة،بريوت،: ميىن العيد.د - 11ط،:دمحم أديوان - 12 103:،ص2006 - 1427بعة األوىلطالالنص واملنهج،دار األمان للطباعة والنشر والتوزيع،الر .120:،ص19995،بعة األوىل طالمدارس النقد األديب احلديث،الدار املصرية اللبنانية،القاهرة،:دمحم عبد املنعم خفاجي - 13 .67-66:،ص1981بعة الثانيةطالواجتاهاته،دار النهضة العربية،بريوت،النقد األديب احلديث،أصوله :أمحد كمال زكي - 14 18:،ص1992،بعة األوىل طالالبحث عن املنهج يف النقد العريب احلديث،دار الشرقيات،القاهرة،:سيد البحراوي - 15 .137:،ص1996بعة األوىل طالأفق اخلطاب النقدي،دراسات نظرية وقراءات تطبيقية،دار الشرقيات،القاهرة،:صربي حافظ - 16صفر -1988) أكتوبر(،تشرين األول 49أوهام احلدود وحدود األوهام،جملة الوحدة، السنة اخلامسة،العدد :النقد العريب املعاصر:أمحد اليابوري - 17

.6:،ص1409 7:نفسه - 18 7:نفسه - 19 7:نفسه - 20 7:نفسه - 21 7:نفسه - 22 8:نفسه - 23 8:نفسه - 24

194

                                                                                                                                                                                                 9:ص:نفسه - 25تداخل النص األديب القدمي مع سائر فنون املعرفة يف الرتاث العريب اإلسالمي،حوليات كلية اللغة العربية،العدد الثالث عشر :عبد العزيز احللوي.د - - 26

.134-124:،املطبعة والوراقة الوطنية مبراكش،ص1990/ 1420 .73-72: ،ص)مذكور(أسس النقد األديب 72:أمحد أمحد بدوي.د - - 27 183:،ص1،2007اللحظة اجلمالية يف النقد األديب ،دار أزمنة،ط: مجال مقابلة.د - 28شرون،الطبعة األوىل:دمحم األخضر الصبيحي.د - 29 -1429:مدخل إىل علم النص وجماالت تطبيقه،منشورات االختالف،الدار العربية للعلوم

.14-13:،ص2008 .23 -22 )مذكور(يف معرفة النص: ميىن العيد.د: - 30 .183:،ص2005زمن الشعر،دار الساقي،بريوت،لبنان،الطبعة السادسة :أدونيس - 31 .36:،ص )مذكور( يف معرفة النص: ميىن العيد.ميىن العيد د - 32 38:نفسه 33 .39:نفسه - 34 .40:نفسه - 35ط منشورات االختالف ،اجلزائر،منشورات ضفاف ، منشورات دار األمان )البنيات واألنساق(الفكر األديب العريب : سعيد يقطني .د - 36 ،الر

14- 9:، ص2014 -1435 :الطبعة األوىل،بريوت، 15:نفسه - 37 15:نفسه - 38 .18-17:نفسه - 39 .16 -15:نفسه - 40-8:،ص2010:مناهج الدراسات األدبية احلديثة من التاريخ إىل احلجاج،مؤسسة الرحاب احلديثة للطباعة والنشر،الطبعة األوىل :حسن مسكني.د - 419.

.251:،ص)مذكور(الفكر األديب العريب: سعيد يقطني .د - 42 .251:نفسه- 43 252-251:نفسه - 44 .253-252:نفسه - 45 .254:نفسه - 46 .260-254:نفسه - 47 .263-261 :فسهن - 48 .263-262:نفسه - 49 .269 -263:نفسه- 50 .272:نفسه - 51 .274-273نفسه - 52

195

لعملية اإلبداعية مدى عناية آليات تبليغ اخلطاب األديب يف الرتاث العريب القدمي و النقد العريب القدمي The mechanisms of reporting the literary discourse in the ancient Arab heritage and the extent of the ancient Arab criticism of the

creative process

مار /د أستاذ حماضر أ-فاطمة الزهراء - 2 -جامــعة البلــــــيدة

:امللخص إىل " اخلطاب " يعود اهتمامهم بمن حيث آليات تبليغه ، و " اخلطاب األديب" تتناول هذه املداخلة نظرة العرب القدامى إىل

لقرآن الكرمي الذي على إثره ظهرت دراسات يف إعجازه وأساليب بيانه وبالغته النقد العريب ، وقد تطرقت إىل مدى عناية عنايتهم لعملية اإلبد اعية من املبدع واخلطاب واملتلقي، إذ وضع للقول سننا وطرائق وميز بني ما هو جيد وما هو رديء، وحىت يكون القدمي

، فما هي هذه اآلليات ؟ القدامى العرب اخلطاب األديب مؤثرا يف املتلقي وتنجح عملية تبليغه البد من وجود آليات تتوافق وآراء .العملية اإلبداعية ­ آليات التبليغ ­ العرب القدامى - النقد العريب ­ ديب اخلطاب األ : الكلمات املفتاحية

Summary This intervention deals with the old Arabs' view of the "literary discourse" in terms of the mechanisms of communication. Their interest in "discourse" is due to their attention to the Holy Qur'an, following which studies were published in his miracles and methods of speech. And the speech and the recipient, as he put to say our age and methods and a distinction between what is good and what is bad, so that the literary discourse influential in the recipient and succeed in the process of communication there must be mechanisms compatible with the views of the old Arabs, what mechanisms? key words: Literary discourse - Arab Criticism - Old Arabs - Reporting mechanisms - Creative process.

:مقدمة ا مادة وأساس العملية اإلبداعية، يقوم من خالهلا بوظيفيت اإلبالغ والتبليغ ، تتجادل فيهما يتعامل العمل األديب مع اللغة على أ

قني، فالعملية اإلبداعية ال تنجح إال بتفاعل الوظيفة لتعبريية والتأثريية واملقصدية، وتقاس فاعلية اخلطاب مبدى األثر الذي حيدثه يف املتل .املبدع واخلطاب واملتلقي: لة يف ثالث عناصر وانسجام بعضها ببعض ممث

لعملية اإلبداعية ، و وضع للقول سننا وطرائق وميز بني ما هو جيد وما هو رديء، وحىت لذلك عين النقد العريب القدمي : 1يف املتلقي وتنجح عملية تبليغه البد من وجود آليات تتوافق وآراء القدامى ، وميكن جعلها فيما يلي يكون اخلطاب األديب مؤثرا

:انتقاء األلفاظ املوحية ­ 1عتبار أن األلفاظ واملعاين وحدات صغرى لبناء للخطاب األديب، م، شكالية اللفظ واملعىن يف دراسا اهتم النقاد والبالغيون

ا املناسب وعدم إرغامها يف غري ن هذا األخري يقوم على أساس ائتالف وحداته وترابط أجزائه ووضع الكلمة يف مكا يرى اجلاحظ عاين عنده مبثابة جوار واأللفاظ حليها ولباسها وجواهرها، فعلى اجلواري أن تكون يف أحسن لباس وإال صرف النظر عنها موضعها، فامل

فإن املعىن إذا اكتسى لفظا حسنا وأعاره البليغ خمرجا سهال، ومنحه املتكلم دال متعشقا، صار يف قلبك أحلى، ولصدرك : " فيقول ،2

196

ت األلفاظ الكرمية، وألبست األوصاف الرفيعة، حتولت يف العيون عن مقادير صورها، وأربت على حقائق واملعاين إذا كسي. أمال .3 ."فقد صارت األلفاظ يف معاين املعارض ، وصارت املعاين يف معىن اجلواري. أقدارها، بقدر ما زينت، وحسب ما زخرفت

لطريقة ا للفظ فقط بل اهتم أيضا ملعاين يف اخلطاب ومدى أمهية ذلك البناء اخلطايب مل يكتف اجلاحظ ا األلفاظ ليت تنتظم فأجود الشعر ما رأيته متالحم األجزاء سهل املخارج، : " ويرى ضرورة سبك النص وجعل وحداته الصغرى متالمحة فيما بينها فيقول .4" ما جيري الدهان فتعلم بذلك أنه قد أفرغ إفراغا وسبك سبكا واحدا، فهو جيري على اللسان ك

إذا كان اللفظ هو الوحدة األساسية يف األداء اللغوي فإنه يف اخلطاب األديب حيمل خصوصية متميزة، كونه دال على طبيعة ملعىن املعرب عنه، ومن مثة جيعل املتلقي يتذوق ويتأثر به .5جديدة تعكس شعور األديب وإحساسه

ليف وحداته لفظا وهذا ما ذهب إليه قدامة بن جعفر حينما بني حقيقة تشكيل اخلطاب األديب، فاستطاع البحث يف كيفية وهو أن يريد الشاعر إشارة إىل معىن فيضع كالما يدل على معىن آخر، وذلك املعىن اآلخر والكالم منبئان : التمثيل: " ومعىن فيقول

6. " عما أراد أن يشري إليه

فالنوع األول تصل فيه إىل الغرض مباشرة اعتمادا : وقريب من ذلك ما رآه عبد القاهر اجلرجاين حينما ميز بني نوعني من الكالم للفظ مثل نية ونسميها : ، والثاين" خرج زيد: " على املعىن املعرب عنه ، ، فاللفظ يفيدك معىن ظاهرا" معىن املعىن" تصل فيه بداللة

، تعين "معىن املعىن"، و "املعىن: "ههنا عبارة خمتصرة وهي أن تقول: " ، يقول اجلرجاين7وهذا املعىن نفسه يؤدي بك إىل معىن آخرىل ، أن تـعقل من اللفظ معىن، مث يفضي بك ذلك املعىن إ "مبعىن املعىن"ملعىن املفهوم من ظاهر اللفظ والذي تصل إليه بغري واسطة و

.8" معىن آخر فهذه العبارة تفيد معىن ظاهرا وهو كثرة بقا النار، مث ينتقل بك الذهن إىل معىن آخر، وهو أنه " كثري الرماد" وميثل لذلك ب

جلود والكرم لذلك فهو كثري الطهي للضيوف 9يتصف : اإليقاع املوسيقي ­ 2

النفعاالت السائدة يقوم اخلطاب األديب على اإليقاع الداخلي جتة عن كيفية التعبري ومرتبطة الذي يشكل موسيقى تعبريية ت اخلطاب، والثانية : األوىل: ومهيئة هلا ، لإليقاع وظيفتان 10األثري يف املتلقي : إحداث ربط بني مكو

ته الرتكيبية ، وبني مواضعه الفكرية ينبثق اإليقاع الداخلي يف اخلطاب األديب من العالقات الناشئة بني كلماته ومجل ه ومستوته يف نظام والذاتية وغريها لينصهر كل ذلك يف نسيج لغوي داليل متميز، فيتحقق بذلك التناغم بني أجزاء اخلطاب وتتماسك مستو

.11كلي منسجم ومرتابط ا نظما ونثرا " وما التنوين واإلعراب سوى بعض آالت املوسيقى اللفظية وما ولقد ازدانت العربية بزينة اإليقاع املوسيقي منذ نشأ

التسجيع والتوازن واالزدواج واالتباع وأنواع البديع اللفظي وقوانني اإلعالل واإلدغام سوى مظاهر أخرى الهتمام العرب املفرط جبمال .12" الرنة وحسن اإليقاع

أحسن الكالم ما رق لفظه، : " أعلى من الشعرية يقول أبو حيان التوحيديفوجود اإليقاع يف اخلطاب األديب جيعله حيقق درجة الكالم يتبني فضله ورجحان : " ، ويقول الباقالين13" ولطف معناه، وتألأل رونقه، وقامت صورته بني نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم

ن تذكر منه الكلمة يف تضاعيف كالم، أو تقذف ما بني شعر، فتأخذها األمساع وتتشوف إليها النفوس .14" فصاحته، إليقاع قائال ثريه يف النفس ة القول ، فمنها أما حسن النغم وعذوب: " ربط عبد القاضي جبار جودة اخلطاب األديب ومدى

يزيد الكالم حسنا على السمع ألنه ال يوجد فضل يف الفصاحة ألن الذي تتبني به املزية يف ذلك حيصل فيه ويف حكايته على السواء ، .15" وحيصل يف املكتوب منه على حسب حصوله يف املسموع

197

ث أثر يف نفس املتلقي ، وهذا ما أكده حازم القرطاجين حينما فاإليقاع إذن جزء أصيل يف اخلطاب األديب وله أمهية كبرية يف إحدا وألن النفس يف النقلة من بعض الكلمة املتنوعة اجملاري إىل بعض على قانون حممود راحة شديدة واستجدادا لنشاط السمع : " قال

د قسمت املعاين فيها على اجملاري أحسن لنقلة من حال إىل حال ، وهلا يف حسن اطراده يف مجيع اجملاري على قوانني حمفوظة قثر من جهيت التعجيب واالستلذاذ للقسمة البديعة والوضع املتناسب العجيب ثري اجملاري املتنوعة وما يتبعها من . قسمة فكان

. 16" احلروف املصوتة من أعظم األعوان على حتسني مواقع املسموعات من النفوس : حسن الصياغة – 3ريخ النقد األديب عند العرب عن اخلطاب األديب سواء كان شعرا أو نثرا من حيث هو صناعة، فال ضري عنده يف تكرار حتدث

املعاين مادامت الصياغة مبتكرة، فإلبداع عندهم هو صنعة وصياغة، واملبدع يتعامل مع عناصر موجودة مل خيلقها من العدم، وإمنا خيلق وأنه كما يـفضل هناك النظم : " ، وهذا ما أكده عبد القاهر اجلرجاين حينما قال 17عله يبتعد عن ما هو مألوفا من الطرافة ما جت

زية، حىت يفوق الشيء نظريه واجملانس له النظم، والتأليف التأليف، والنسج النسج، والصياغة الصياغة، مث يـعظم الفضل، وتكثر امل

م منه الشيء الشيء، مث يدر زداد فضله جات كثرية، وحىت تتفاوت القيم التفاوت الشديد، كذلك يـفضل بـعض الكالم بعضا، ويتقدقطع األطماع، وحتسر ذلك يوترقى منزلة فوق منزلة، ويـعلو مرقبا بعد مرقب، ويستأنف له غاية بعد غاية، حىت ينتهي إىل حيث تـن

.18" .الظنون، وتسقط القوى، وتستوى األقدام يف العجزفالصناعة إذن هي حمور اإلبداع تتوافق فيه آراء القدامى ، إذ يرى اجلاحظ بضرورة سبك اخلطاب وجعل وحداته الصغرى الدالة

: عليه متالمحة غري متنافرة، وقد مثل لذلك ببيت شعري قائالـــــــــــــــــر وليس قرب قـبــــــــــــــــــــــ 19ــــــــــــــــر حرب قرب وقرب حــــرب مبكـــــــــــــــــــان قفـــــــــــــ

. عند النواحي اجلماليةومن مثة جعل السبك والصياغة من املقاييس اليت اعتمد عليها يف تصنيف أنواع اخلطاب والوقوف رأي يف ذلك، إذ يرى أن اخلطاب األديب هو صياغة وتشكل، والقيمة اجلمالية فيه تتحقق )ه395ت(وأليب هالل العسكري

الرسائل، واخلطب، والشعر، ومجيعها حتتاج إىل حسن التأليف: ثالثة أجناس الكالم املنظوم: " ملضامني وطريقة تشكيلها وهنا يقول وحسن الرصف أن توضع األلفاظ ىف مواضعها، ومتكن ىف أماكنها، وال ... وحسن التأليف يزيد املعىن وضوحا وشرحا. وجودة الرتكيب

دة إال حذفا ال يفسد الكالم، وال يعمى املعىن؛ وتضم كل لفظة منها إىل شكلها، يستعمل فيها التقدمي والتأخري، واحلذف والزخريه منها، وصرفها عن وجوهها، وتغيري صيغتها، وخمالفة االستعمال ىف نظمهاو . وتضاف إىل لفقها ." سوء الرصف تقدمي ما ينبغى

20 . وبذلك يركز أبو هالل على صفة السبك اليت تنبثق من انسجام الكلمات واجلمل والرتاكيب بعضها ببعض، ومن تالحم نسيج

.وجودة التأليف وتالحم أجزاء اخلطاب ووحداته اخلطاب كله، وعليه فالسبك عنده هو النظم : انتقاء األسلوب املناسب – 4

ألسلوب طريقة التعبري اليت سلكها األديب لتصوير ما يف نفسه أو ما حييط به ونقله إىل غريه ، أو الطريقة اليت تعتمد يف يقصد ، ربط عبد القاهر اجلرجاين بني األسلوب والنظم حينما رأى أن األول 21ليف األلفاظ للتعبري عن املعاين قصد اإليضاح والتأثري

لشعر وتقديره ومتييزه، أن يبتدئ الشاعر يف " االحتذاء "واعلم أن : " ضرب من الثاين وطريقة فيه ، فقال عند الشعراء وأهل العلم فيجيء به يف شعره، " األسلوب "يقة فيه فيعمد شاعر آخر إىل ذلك الضرب من النظم والطر " األسلوب"معىن له وغرض أسلو و

ويف موضع آخر تعرض إىل ، 22" " قد احتذى على مثاله: " فيشبه مبن يقطع من أدميه نعال على مثال نعل قد قطعها صاحبها، فيقالالختيار والرتكيب وأشار ت ضبط األسلوب)مصطلح حديث(ح اإلنز إىل) ضمنا (ما يسمى .يف نظرية النظم وجعل ذلك من حمد

198

ومن املعلوم أن ال معىن : " فاالختيار أن ينتقي الكاتب أو املبدع األلفاظ من موسوعته اللغوية للتعبري عن موقف ما ، فيقول لنعت والصفة، وينسب فيه الفضل واملزية إليه دون املعىن، غري وصف الكالم هلذه العبارات وسائر ما جيري جمراها، مما يفرد فيه اللفظ

ن تستويل ى وأزين وآنق وأعجب وأحق ... على هوى النفسحبسن الداللة ومتامها فيما له كانت داللة، مث تربجها يف صورة هي أيت املعىن من اجلهة هي أصح ل . 23" تأديته، وختتار له اللفظ الذي هو أخص به غري أن

أما الرتكيب فقد تطرق إليه حينما تكلم عن عملية التأليف وتركيب املفردات، فاملفردة يف رأيه ال ينظر إليها إال وهي داخل ا مبا قبلها وما بعدها على الوجه الذي يقتضيه العقل وتوخي معاين النحو فيما بني معاين الكلم، ويف سياق ذلك الرتكيب وعالقا

. 24وف ونظم الكلم حتدث عن نظم احلر حلسن والقبح إال وهي داخل الكالم ويف سياقه ويف نظمه، وقد ضرب لذلك أمثلة ككلمة " ومن مثة فاملفردة عنده ال تتسم

ومما يشهد لذلك أنك ترى الكلمة تروقك وتؤنسك يف موضع، مث تراها بعينها تـثـقل عليك وتوحشك يف موضع : " فيقول " أخدع :يف بيت احلماسة" األخدع"كلفظ آخر،

وجعت من اإلصغاء ليتا وأخدعا ... تلفت حنو احلي حىت وجدتين :وبيت البحرتى

طامع أخدعي ...وإين وإن بلغين شرف الغىن وأعتقت من رق امل

:ى من احلسن، مث إنك تتأملها يف بيت أيب متامفإن هلا يف هذين املكانني ما ال خيفم من خرقك ... دهر قوم من أخدعيك فقد أضججت هذا األ

. 25 ."فتجد هلا من الثقل على النفس، ومن التبغيص والتكدير، أضعاف ما وجدت هناك من الروح واخلفة، ومن اإليناس والبهجةح فهو مصطلح حديث مل يرد يف كتب القدماء، ويقصد به أن ينزاح األديب أو املبدع بلغته إىل ­ حسب اطالعي ­ وأما اإلنز

شكال متعددة قصد إفادة املتلقي والتأثري فيه ، وقد أشار عبد القاهر اجلرجاين إىل ذلك حينما تكلم ) ضمنا(معان أخرى ويستعملها اعلم أن هلذا الضرب اتساعا وتفننا ال إىل غاية، إال ... :بيان يف الكناية واجملاز واالستعارة : " واجملاز واالستعارة فقال عن الكناية

".اجملاز"و" الكناية: "أنه على اتساعه يدور يف األمر األعم على شيئنيليه ههنا أن يريد املتكلم إثبات م لكنايةواملراد ... للفظ املوضوع له يف اللغة، ولكن جييء إىل معىن هو عاين، فال يذكره

عىن من امل

، فقد عول الناس يف حده "المجاز"وأما "... هو طويل النجاد: "وردفه يف الوجود، فيومئ به إليه، وجيعله دليال عليه، مثال ذلك قوهلم، والكالم يف ذلك يطول، وقد ذكرت ما هو الصحيح من ذلك يف "جماز"وأن كل لفظ نقل عن موضوعه فهو على حديث النـقل،

وإمنا يكون ". التمثيل"و " االستعارة: "واالسم والشهرة فيه لشيئني. موضع آخر، وأ أقتصر ههنا على ذكر ما هو أشهر منه وأظهر لتشبيه وتظهره، وجتيء :فاالستعارة.. ".االستعارة"جاء على حد جمازا إذا " التمثيل " لشيء، فـتدع أن تـفصح أن تريد تشبيه الشيء

: ، فتدع ذلك وتقول "رأيت رجال هو كاألسد يف شجاعته وقوة بطشه سواء: تريد أن تقول. إىل اسم املشبه به فتعريه املشبة وجتريه عليه إذ أصبحت بيد الشمال زمامها :، وهو ما كان حنو قوله"االستعارة"آخر من وضرب ".رأيت أسدا "

.26" وذاك أنك يف األول جتعل الشيء الشيء ليس به، ويف الثاين للشيء الشيء ليس له ... لفظ وحده قصد اإليضاح والتأثري ، ضرب تصل به إىل الغرض بداللة ال: وميكن القول أن األسلوب عند اجلرجاين على ضربني

نية هو ما يسميه ، ومدار ذلك "معىن املعىن " وضرب آخر تصل به إىل الغرض ال بداللة اللفظ وحده ، وإمنا جتد لذلك املعىن داللة خلطاب من سياقه اإلخباري اإلبالغي إىل سياقه اجلمايل التأثريي27الكناية واجملاز والتمثيل . 28على املتلقي ، أي االنتقال

199

لف األلفاظ ينتج نظما ، و لف املعاين يشكل أسلو وحلازم القرطاجين رأي يف ذلك حينما فرق بني األسلوب والنظم، إذ جعل زاء النظم يف األلفاظ وجب أن يالحظ فيه من حسن االطراد والتناسب والتلطف يف االن: " فقال تقال وملا كان األسلوب يف املعاين

عن جهة إىل جهة والصريورة من مقصد إىل مقصد ما يالحظ يف النظم من حسن االطراد من بعض العبارات إىل بعض ومراعاة .29. " املناسبة ولطف النقلة

.30." هيأة حتصل عن التأليفات املعنوية، والنظم هيأة حتصل عن التأليفات اللفظية" إذن فاألسلوب عنده : ة الفنية توظيف الصور – 5

، 31الصورة الفنية عنصر هام لنجاح العمل األديب ، تل هي اجلوهر الثابت والدائم فيه ، إذ جتعله قادرا على اإلجياد والتأثري وفعاليتها ختضع لقوة املبدع اللغوية واستيعاب املتلقي ، فهي تتولد بتضافر كل احلواس وامللكات والقدرات الفنية، فاملبدع حينما يعرض

عما رةعمق جتربته املتميزة فإنه يربط بني األشياء لغو برؤاها اخلاصة، فيثري يف املتلقي العاطفة واخليال والتفكري ، وبذلك تعرب الصو . 32عجزت عنه الكلمات

ن الشعر) ه255ت(لقد تطرق العرب القدامى إىل الصورة الفنية ، منهم اجلاحظ صناعة، وضرب من النسج، : " حينما قال حينما تكلم ) ه395ت(و وأبو هالل العسكري 34ملا حتدث عن ضروب التشبيه) ه322ت(، وابن طباطبا 33" وجنس من التصوير

.35أقسام التشبيه عنالستعارة واجملاز والكناية والتمثيل ، معتربا أن عبقرية املبدع تظهر يف مدى دقة ربط عبد القاهر اجلرجاين مفهوم الصورة الفنية

وأول : " ها فيقول توظيفه هلا قصد إقناع املتلقي والتأثري فيه، فقد أكد يف مواطن كثرية أن مدار األمر يف الكالم الشعري يقوم علين يستوفيه النظر ويتـقصاه، القول على التشبيه والتمثيل واالستعارة، فإن هذه أصول كبرية، كأن جل حماسن ذلك وأواله، وأحقه

ا أقطاب تدور عليها املعاين يف متصرفا: الكالم إن مل نقل ا كلها متفرعة عنها، وراجعة إليها، وكأ ا من جها 36" ا، وأقطار حتيط اعلم أن هلذا الضرب اتساعا وتفننا ال إىل غاية، إال أنه على اتساعه ... :بيان يف الكناية واجملاز واالستعارة: " ، ويف موطن آخر يقول

. 37". " اجملاز"و" الكناية: "يدور يف األمر األعم على شيئنيومن مثة منح تلك العناصر بعدا معنو وروحيا وعدها نظاما خيضع له املتلقي للتواصل الفين قصد التأثري فيه وإقناعه وحثه على

با واشتـعل الرأس ﴿ : واستشهد لذلك بقوله تعاىل ). معىن املعىن ( استخالص الداللة العميقة : " شارحا فقال ) 04:مرمي(﴾ شيـعان الشيب يف الرأس الذي هو أصل املعىن، الشمول، وأنه قد شاع فيه، وأخذه من نواحيه، فإن

وأنه قد السبب أنه يفيد، مع مل

اشتعل شيب الرأس، أو : "ذا قيل وهذا ما ال يكون إ . استغرقه وعم مجلته، حىت مل يـبق من السواد شيء، أو مل يبق منه إال ما ال يـعتد به .38." ، بل ال يوجب اللفظ حينئذ أكثر من ظهوره فيه على اجلملة"الشيب يف الرأس

إىل جانب ما قيل سابقا فاملبدع يف عمله األديب ال يعتمد على التمثيل والصور البيانية فقط ، وإمنا يعتمد أيضا على اخليال يف واملخيل هو : " ، ومن الذين أشاروا إىل ذلك حازم القرطاجين إذ يقول 39ه وتنسيقها وفق طريقة معينة وشكل حمدد ترتيب أفكار

جلملة تنفعل له انفعاال نفسانيا غري . الكالم الذي تذعن له النفس فتنبسط ألمور أو تنقبض عن أمور من غري روية وفكر واختيار وفإنه قد يصدق بقول من األقوال وال ينفعل . فإن كونه مصدقا به غري كونه خميال أو غري خميل. سواء كان املقول مصدقا به، فكريفكثريا ما يؤثر االنفعال وال حيدث . فإن قيل مرة أخرى أو على هيئة أخرى انفعلت النفس عنه طاعة للتخيل ال للتصديق، عنه

شيء لغريه حترك النفس وهو كاذب فال عجب أن تكون صفة الشيء على وإن كانت حماكاة ال. ورمبا كان املتيقن كذبه خميال، تصديقا .40" لكن الناس أطوع للتخييل منهم للتصديق ، بل ذلك أوجب، ما هو عليه حترك النفس وهو صادق

200

: مطابقة الكالم ملقتضى احلال – 6يقصد مبطابقة احلال مطابقة الكالم ألحوال املخاطب، فرياعى مقام املخاطب ويؤتى بكالم يوافق حالته ويوضع كل غرض يف

وهو ما يدعو إليه األمر الواقع أي ما يستلزمه مقام الكالم وأحوال املخاطب من التكلم على وجه خمصوص " ، 41موضعه املناسب م يف البيان واملنطق فللسوقة كالم ال يصح غريه يف ولن يطابق احلال إال إذا م يف البالغة وقو كان وفق عقول املخاطبني واعتبار طبقا

موضعه والغرض الذي يبىن له ولسراة القوم واألمراء فن آخر ال يسد مسده من أجل ذلك كانت مراتب البالغة متفاوتة بقدر تفاوت . 42" يرتفع شأن الكالم يف احلسن والقبح االعتبار واملقتضيات وبقدر رعايتها

ا منها : وضع بشر بن املعتمر شروط اخلطاب وأوجب على املخاطب مراعا .وجوب انتقاء اللفظ اجليد املناسب ملوضوع اخلطاب واملطابق لقدرات املتلقي - .لغرض املقصود أن تكون داللة املعىن عاكسة ملوضوع اخلطاب وقريبة من النفس ومعربة عن ا -م - .أن يكون الكالم مناسبا للمخاطبني ومراعيا قدراعند خماطبة البليغ البد من استعمال ألفاظ خاصة ومعان خاصة تعكس بالغتهم ومستواهم ، أما عوام الناس فتستخدم ألفاظ -

م .43سهلة وبسيطة تراعي مدى فهمهم واستيعاموضوع الكالم البد أن يكون حبسب طبقات الناس، فيخاطب البدوي بكالم البدو ، والسوقي يرى أبو هالل العسكري أن

.44بكالم السوقة، وإال تذهب الفائدة وتنعدم منفعة اخلطابلقد جعل السكاكي املقامات متعددة بتعدد املقتضيات وتنوعها، فصنفها حبسب املقاصد واملخاطب وسياق احلال، واملقتضيات ال خيفى عليك أن مقامات الكالم متفاوتة التشكر يباين مقام : " املتكلم وعلم النحو والسامع، فقال : تنحصر يف ثالثة عناصر عنده

الشكاية ومقام التهنئة يباين مقام التعزية ومقام املدح يباين مقام الذم ومقام الرتغيب يباين مقام الرتهيب ومقام اجلد يف مجيع ذلك زل، وكذا مقام الكالم ابتداء يغاير مقام الكالم بناء على االستخبار أو اإلنكار ومقام البناء على السؤال يغاير مقام البناء يباين مقام اهل

على اإلنكار مجيع ذلك معلوم لكل لبيب وكذا مقام الكالم مع الذكي يغاير مقام الكالم مع الغيب، ولكل من ذلك مقتضى غري . 45." مقتضى اآلخر

ب يف كل مراحل اخلطاب األديب شعرا أو ـمما سبق ذكره يتأكد لنا وجوب حضور املتلقي يف ذهن املبدع أو املتكلم أو املخاطو وعليه ... ويتغري مبقتضاه أدوات املبدع وآلياته ...بني الباث واملتلقي حتكمه حاالت خمتلفة من اإلبالغ والتلقي " نثرا ، فهو خطاب

ا أو نثرا يقتضي ظروف قول خمصوصة بني املبدع واملتلقي واختيارات دقيقة تالئم وضع املتلقي وتستجيب ألفق فاخلطاب األديب شعر .46" انتظاره ، وتنسجم مع ظروف القول ومالبساته

اء القدامى وخالصة القول ، حىت يكون اخلطاب مؤثرا يف املتلقي وتنجح عملية تبليغه إليه، البد من وجود آليات تتوافق وآر : العرب يف احلث عليها وميكن جعلها فيما يلي

انتقاء األلفاظ املوحية ­ 1 اإليقاع املوسيقي­ 2 حسن الصياغة – 3 انتقاء األسلوب املناسب – 4 توظيف الصورة الفنية – 5 .مطابقة الكالم ملقتضى احلال – 6

201

: اهلوامش

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ، جامعة وهران ، كلية )أعدت لنيل شهادة الدكتوراه يف اللسانيات(اخلطاب األديب يف الرتاث العريب بني تقنية التبليغ وآلية التلقي : عيسى حورية: ينظر 1

98إىل 58، ص من 2016و2015اآلداب واللغات والفنون ، 213و212ه، ص1423، 1البيان والتبيني، داو ومكتبة اهلالل، بريوت، ج: اجلاحظ: ينظر 2 212البيان والتبيني، ص : اجلاحظ 3 18املصدر نفسه، ص 4ج البالغة، دار الكتب العلمية، لبنان ، ط: العمري حسن 5 128، ص2010، 1اخلطاب يف 58ه، ص1302، 1نقد الشعر ، مطبعة اجلوائب، قسطنطينية، ط: ابن جعفر قدامة 6 162، ص1992ه و1413، 3ئل اإلعجاز، تح حممود دمحم شاكر، دار املدين، جدة، طدال: اجلرجاين عبد القاهر: ينظر 7 163دالئل اإلعجاز، ص: اجلرجاين عبد القاهر 8 66املصدر نفسه، ص: ينظر 9

120، ص2002لغة الشعر العريب احلديث، دار املعرفة اجلامعية، اإلسكندرية، : السعيد الورقي : ينظر 10 73اخلطاب األديب يف الرتاث العريب بني تقنية التبليغ وآلية التلقي ، ص :عيسى حورية: ينظر 11 132، ص1952، 1النقد اجلمايل وأثره يف النقد العريب ، دار العلم للماليني ، بريوت، ط: غريب روز 12 256ه، ص1424، 1اإلمتاع واملؤانسة، املكتبة العصرية ، بريوت، ط: التوحيدي أبو حيان 13 71، ص1997، 5إعجاز القرآن، دار املعارف، مصر، ط: قالين أبو بكرالبا 14 200، ص1960، 16أمني اخلويل، دار الكتب العلمية ، مصر، ج: املغين يف أبواب العدل والتوحيد ، تح: القاضي عبد اجلبار 15ء، دار املغرب اإلسالمي، بريوت، : القرطاجين حازم 16 39ص ،1986منهاج البلغاء وسراج األد 76اخلطاب األديب يف الرتاث العريب بني تقنية التبليغ وآلية التلقي ، ص: عيسى حورية: ينظر 17 35دالئل اإلعجاز، ص: اجلرجاين عبد القاهر 18 16، ص 1البيان والتبيني، ج: اجلاحظ 19 161ه، ص1419الصناعتني ، املكتبة العنصرية، بريوت، : العسكري أبو هالل 20 41، ص1992، 1األسلوبية والبيان العريب، الدار املصرية اللبنانية، القاهرة، ط: خفاجي عبد املنعم :ينظر 21 469و468دالئل اإلعجاز، ص: اجلرجاين عبد القاهر 22 43املصدر السابق، ص 23 393و 44و 36املصدر نفسه ، ص: ينظر 24 47املصدر نفسه،ص 25 66املصدر السابق ،ص 26 262املصدر نفسه ، ص: ينظر 27 84اخلطاب األديب يف الرتاث العريب بني تقنية التبليغ وآلية التلقي ، ص: عيسى حورية: ينظر 28ء، ص: القرطاجين حازم 29 116منهاج البلغاء وسراج األد 116املصدر نفسه ، ص 30 149عامل الكتب احلديث، األردن، ص السمات األسلوبية يف اخلطاب الشعري،: ابن حيي دمحم : ينظر 31 17الصورة والبناء الشعري، دار املعارف، مصر، ص: عبد هللا دمحم حسن: ينظر 32 67ه، ص1424، 3، ج2احليوان، دار الكتب العلمية، بريوت، ط: اجلاحظ 33

202

25عيار الشعر، مكتبة اخلاجني، القاهرة، ص: ابن طباطبا 34 5صناعتني، صال: العسكري أبو هالل 35 27أسرار البالغة ، دار املدين ، جدة، ص: اجلرجاين عبد القاهر 36 66دالئل اإلعجاز ، ص: اجلرجاين عبد القاهر 37 101املصدر نفسه ، ص 38 2ث96اخلطاب األديب يف الرتاث العريب بني تقنية التبليغ وآلية التلقي، ص: عيسى حورية: ينظر 39ء، ص: القرطاجين حازم 40 26منهاج البلغاء وسراج األد 41جاهر البالغة يف املعاين والبديع، املكتبة العصرية، بريوت، ص: اهلامشي بن مصطفى : ينظر 41 99اخلطاب األديب يف الرتاث العريب بني تقنية التبليغ وآلية التلقي ، ص: عيسى حورية 42 100املرجع السابق، ص: ينظر 43 29الصناعتني ، ص: العسكري أبو هالل : ينظر 44 168، ص1987ه و1407، 2مفتاح العلوم ، دار الكتب العلمية ، بريوت ، ط: السكاكي 45 110و 109اخلطاب األديب يف الرتاث العريب بني تقنية التبليغ وآلية التلقي ، ص: حورية 46

 

أخي القارئ يسر أن نعلمك أن أعمال امللتقى مت مجعها يف مخس أجزاءكل حمور يف جزء، واجلزء الثالث قسمناه لقسمني القسم األول والقسم الثاين لكثرة املداخالت يف هذا احملور،

ت وبيان تفصيل :كل جزء كما يلي حمتو ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ت اجلزء األول حمتو .النقدي العريب احلديث واملعاصر للنقد الغريب احلديث واملعاصر مسايرة اخلطاب

ر - األسباب( )اآلفاق -اآل الصفحة عنوان املقال

حدود املسايرة واالختالف_ لتفكيك يف النقد العريب املعاصرتلقي ا 22 )2جامعة اجلزائر(بوبكر النية .د

النقد العريب احلديث املعاصر ومسألة املثاقفة 32 )تيبازة(بوخالفة إبراهيم املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا/أ

غواية اخلطاب النقدي الغريب ورهان املواجهة 49 )مخيس مليانة(ملفوف صاحل الدين جامعة بونعامة اجلياليل /سعاد تيشوداد

مسايرة اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر للنقد الغريب احلديث واملعاصر 56 اجلزائر/2جامعة البليدة/ عبد احلليم ريوقي.د

تاألس واقع اخلطاب النقدي العريب املعاصر يف ظل العوملة اإلعالمية باب والتحدسني 62 )مخيس مليانة(جامعة اجلياليل بونعامة/ صدوقي

املاضي واحلاضر واملستقبل: اللغة العربية يف اهلند 73 .اهلند-قسم اللغة العربية، بكلية فاروق، كرياال يب.كي. عباس.د

راهن اخلطاب النقدي التفاعلي العريب 77 عرجون الباتول.د

املثاقف دراسة مقارنة بني خطايب خلدون الشمعة وجابر عصفور اخلطاب النقدي 82 نصرية عالك املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا ــ تيبازة.د العقل املستقيل يف النقد العريب احلديث" 101 اململكة األردنية اهلامشية-عيسى عبد الشايف إبراهيم املصري عمان/د

-حنو مشروع بنوي لساين- قدي العريب املعاصر من انفتاحية السياق إىل حدود النسقاخلطاب الن 115 شنويف ميلود. د/كروشي نصرية

الدراسات البينية وأثرها على النقد األديب 121 مخيس مليانة–لعجيسة طاهر جامعة جياليل بونعامة/أ

ا العربية؛ دراسة حتل يليةالنصوص اهلندية وترمجا 134 كلية فاروق ، كاليكوت، كرياال، اهلند /يب . يو. دمحم عابد /د

مقاربة مفهومية ابستمولوجية:املمارسة النقدية وصناعة اخلطاب النقدي 147 املركز اجلامعي مرسلي عبد هللا ــ تيبازة يوسف مقران/د.أ

أثر النقد الغريب يف النقد العريب احلديث 164 -2-نور الدين بالز جامعة البليدة/ مهدي صالح الدين

ت اللغة العربية يف عصر اإلعالم الرقمي آفاق وحتد 176 السودان /ميسون سالمة

ي يف النقد األديب العريب احلديثصدى التطور املنهجدن .د 181 اململكة املغربية-جامعة القاضي عياض-إبراهيم

لعملية مدى عنايةآليات تبليغ اخلطاب األديب يف الرتاث العريب القدمي و اإلبداعية النقد العريب القدمي مار/أ 195 -2-جامــعة البلــــــيدة- فاطمة الزهراء

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ت اجلزء الثاين حمتو .تعدد املصطلحات واملفاهيم يف اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر

ت -اإلشكاالت - األسباب( )التحد الصفحة عنوان املقال

إشكاالت املصطلحات ومفاهيمها يف بناء اخلطاب النقدي العريب احلديثجي خمتار ا جامعة 11 عنابة–بشري إبرير قسم اللغة العربية وآدا

ح من الرباديغم اللغوي إىل الرباديغم املعريف مفهوم االنز 24 املغرب/أمحد الوظيفي جامعة القاضي عياض مراكش.د

)مصطلح الشعرية أمنوذجا(إشكالية املصطلح يف اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر تنة/أ دي جامعة 36 )1(عبد السالم

األدبية والنقدية العربية املعاصرة أزمة املصطلحات يف الدرساتلنور 45 د فاطمة شريفي جامعة تيارت.أ/ مبارك

ض وبن مالك: إشكالية املصطلح يف اخلطاب النقدي اجلزائري املعاصر قراءة يف منجز بورايو ومر 55 خنشلة/محــــــــزة بســـــــــو جامعة عباس لغرور.د

تعدد املصطلحات واملفاهيم يف اخلطاب النقدي العريب احلديث واملعاصر أسباب 71 )2(بليليطة نصرية جامعة اجلزائر

إشكاليات اخلطاب السيميائي يف النقد العريب املعاصر 89 أمحد بن بلة-1جامعة وهران) طالب دكتوراه(أمحد بن أمحد

النقد األسطوري و تداخل املفاهيم بني النقد واألنثروبولوجيا وعلم النفس 98 )ـ اجلزائر2جامعه البليدة ـ(رجـاء بن مـنصـور /د

.سيمياء الشخصية ولعبة األمساء رواية مملكة الفراشة لواسيين األعرج 109 )2(جامعة البليدة) طالبة دكتوراه(فاطمة الزهراء بودواب

تعدد املصطلح واضطراب املفاهيم: الشعرية يف النقد العريب 118 )ميلة(املركز اجلامعي عبد احلفيظ بوالصوف. مرمي بوزردة.د

-التناص أمنوذجا-اخلطاب النقدي العريب بني األصالة واملعاصرة 129 .-2-بوكرت أمال جامعة البليدة /د

.العريب عن احملدثنيآليات صياغة املصطلح النقدي 142 -2-سعيد تومي جامعة البليدة. د/صليحة تباين

ض أمنوذجا" يف نظرية النقد"ترمجة املصطلح النقدي يف اخلطاب النقدي احلديث كتاب لعبد امللكمرنة غليزان/حاج شريف هاجر 152 بن مشاين دمحم أمحد ز

.-إشكاالته املعرفية واختالالته املنهجية -املصطلح النقدي العريب يف املعاجم املتخصصة 163 الشلف-حاج هين دمحم جامعة حسيبة بن بوعلي.د

-دراسة مناذج من املصطلحات-إشكالية املصطلح النقدي يف املسارد االصطالحيةن جامعة البليدة/د 171 -2-خدجية حو

ض"إشكالية تلقي فكرة التناص يف النقد العريب املعاصر -منظور نقد النقد دراسة من -عينة" عبد املالك مرح 182 -2-جامعة اجلزائر)طالب دكتوراه(بومدين ذ

الرتمجة ودورها يف بلورة مفاهيم ومعايري اخلطاب النقدي اجلزائري احلديث واملعاصر 190 بوخاوشد سعيد .أ/ زليخة زراولة

.إشكالية املصطلح النقدي يف اخلطاب النقدي العريب املعاصر املصطلح املعرب أمنوذجا 197 عبد الدامي عبد الرمحان جامعة البويرة

.أمنوذجا –املصطلح السردي –تداعيات أزمة املصطلح يف النقد العريب املعاصر 207 جغدم احلاج جامعة الشلف. د/عوادي صليحة

صيلية(إشكالية املصطلح يف النقد العريب )دراسة د–غسان عبد اجمليد اجلامعة اإلسالمية العاملية/د 219 إسالم أ

ت وإشكاالت ارحتال املصطلح–تلقي النقد العريب للمناهج النقدية الغربية املعاصرة -هجرة النظر 234 جامعة خنشلة-أ–أستاذ حماضر / قروي مسرية

تعدد املصطلحات واملفاهيم يف اخلطاب النقدي العريب احلديث و املعاصر 243 كبري الشيخ عني متوشنت/د

)مصطلح التناص أمنوذجا( إشكالية املصطلح يف الدرس النقدي العريب 252 .-2-جامعة البليدة -أ–أستاذ حماضر /لوح نسيمة

.-دراسة تطبيقية-إختالف الرتمجات وتعدد الدالالت،تعدد املصطلح النقدي العريب احلديث واملعاصر، بني -تبسة–جامعة العريب التبسي) طالب دكتوراه/ (منصر أمري

258

بني غموض املفاهيم والتعدد الداليل للمصطلحات إشكالية اخلطاب النقدي العريب 280 -2-موفقي جامعة البليدةسعيد/د

ت وحلول: حركية املصطلح النقدي العريب احلديث يف ظل التثاقف احلضاري .رها 287 )األغواط(خلضر الذيب جامعة ثليجي عمار/نوري منرية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ت اجلزء الثالث القسم األول/ حمتوت احلديثة واملعاصرة على النصوص العربية .تطبيق املناهج والنظر

)اإلشكاالت والبدائل - حدود التطبيق - إمكانية التطبيق( الصفحة عنوان املقال

؟ما هو مصري املدونة العربية يف ظل تطبيق املناهج الغربية مع اختالف النص العريب والغريب 9 .مولود معمري والية تيزي وزو:جامعة/آمنة بلعلى:د.أ: إشراف/ليلة أجعود:الباحثة

ريس/املمثل والذات )منوذج تطبيقي( الفاعل يف التحليل السيميائي ملدرسة 16 2جامعة اجلزائر/د علي مالحي.إشراف أ/ خالدي أبوبكر.أ

–منوذجا – املقامة القريضية- )اإلمكانية والتطبيق(تداولية الوصف يف النص املقامي 29 –02–جامعة البليدة /كنزة أوبلعيد:الطالبة

-يف نقد السرية الشعبية لسعيد يقطني منوذجا- املناهج النقدية املعاصرة وإشكالية تطبيقهاحثة جبامعة اجلزائر/ بعجي أمسهان: األستاذة 43 2أستاذة

ت آليات تطبيق املنهج البنيوي يف النصوص اجلزائرية )سالمل تروالر لسمري قسيمي أمنوذجا(بني حدود واإلمكا 52 -اخلميس–جامعة اجلياليل بونعامة/"أ"أستاذ حماضر/بن عتو حورية /د

ض والغذامي منوذجا تطبيقات املنهج التفكيكي على النص العريب يف النقد العريب مردية . أ /جامعة تيسمسيلت/ خلف هللا بن علي. د. 61 جامعة ابن خلدون تيارت/ جي

لواسيين األعرج" أصابع لوليتا" احلوارية املفهوم واإلجراء قراءة سوسيو أسلوبية يف روايةلول 74 -أبو القاسم سعد هللا-02جامعة اجلزائر/خدجية

تهبني سعة املفهوم وتطبيقاته دراسة ابيستيمية حلقيقة البالغة العربية وضيق التعريف واضطرا 86 )1(جامعة اجلزائر/ األستاذ فتحي بودفلة

املناهج النقدية املعاصرة بني سطوة التنظري و إشكالية التطبيق 101 .اجلزائر/قاملة1945ماي8:جامعة/ميلود قيدوم.د: إشراف وفاء بوراس/أ

النصوص العربية إمكانية تطبيق املناهج والنظرت احلديثة واملعاصرة على اجلزائر-مخيس مليانة-جامعة اجلياليل بونعامة/ليلى مهدان.د:إشراف /ليلى بوزيدي

109

-روايـــة البـــؤســاء أنـــمــوذجــا - مـــقـــــاربـــة تـــداولــــيــة فـــي ضـــــــوء نـظــريـــة احلــجــــاج 118 رضا زالقي.د:األستاذ املشرف/ـــ بومرداس ـــجامعة احممد بوقرة/ صربينة بوطبة

خطبة حجة الوداع أمنوذجا إشكالية تطبيق املنهج التداويل يف حتليل النص األديب 131 سامية عليوات.د:إشراف/اجلزائر،بومرداسبوقرةادمحم جامعة/د حسني بوفناز.ط

ويل اخلطاب الروائي العريب يف ضوء املنهج .} رواية فديتك ليلى ليوسف السباعي أمنوذجا{ التداويلآليات 145 .فوزية عبد هللا سرير:األستاذ املشرف/-02-جامعة البليدة/كنزة بوهراوة:الطالبة

نظام بناء القصيدة منوذجا دور نظرية القلوسيماتيك يف مقاربة النصوص الشعرية 155 )تونس(سامي التباب : إعداد األستاذ

.املقــــاربـة األسلـــــوبـية للنصــــــوص األدبــية 174 .ــ جامعة الشلف/قسم األدب العريب ــ كلية اآلداب والفنون/الدكتــــــور عبد هللا تـــــــــــوام

"قراءة يف إشكالية التنازع بني النقد السياقي و النقد النسقي " النص السردي وتنازع املناهجمري /أ 182 " 02جامعة اجلزائر "انشراح سعدي /د:إشراف"02جامعة اجلزائر" أمحد

اثي واملزلق احلداثي( صعوبة التطبيق وخطورة التحقيق تطبيق املناهج النقدية الغربية على النص القرآين )بني املرجع الرت 196 البويرة–جامعة آكلي احمند أوحلاج /الل جندل ب

بق لعمار بن زايد )دراسة تطبيقية (التشكيل اإليقاعي يف ديوان رصاص وز 211 املشرف حمجوب بن حمجوب/2امعة البليدةج /أمينة جيار.أ

يف النقد األديب العريب احلديث واملعاصر مربرات خطاب علم النفس 218 املغرب/ مراكش/والعلوم اإلنسانيةكلية اآلداب/جامعة القاضي عياض/عبد هللا حدادي.د

إلشكالية املنهجية يف الفكر النقدي العريب .لعبد هللا ابراهيم" الثقافة العربية واملرجعيات املستعارة " قراءة يف كتاب : الوعي 228 .-املدية-جامعة حيىي فارس/زوليخة خبوز

والتطبيق قراءة يف القواعد واملنطلقاتالدراسات األسلوبية يف اجلزائر بني النظرية ن عاشور /خذير عبد الرمحان:األستاذ 235 -اجللفة–جامعة ز

.عن سؤال التجربة يف نقد عبد الفتاح كيليطو 247 جامعة مستغامن/دمحم خطاب.أ

-أحاديث كتاب العلم أمنوذجا-وآليات اشتغاله يف األحاديث القدسية بالغة اخلطاب احلجاجيا /مشيسة خلوي.د 254 2جامعة اجلزائر/قسم اللغة العربية وآدا -األصول املعرفية واآلليات التطبيقية -ملقاربة السيميائية للسرد عند بورايوا

262 تيارت/جامعة ابن خلدون – /دمحم دقي اإلشكالية يف اخلطاب النقدي العريب املعاصرالقضا 277 جبامعة املدية /أستاذ حماضر أ بقسم اللغة واألدب العريب دوايل بلخري: األستاذ

ر القضاعي. النص الشعري القدمي يف ضوء املناهج املعاصرة فعالية أسلوب االختيار الداليل يف قصيدة ابن األ سليمة مدلفاف:األستاذة املشرفة/2البليدة جامعة. وليد رافع:األستاذ

284

.إشكالية االنتقائية يف تطبيق املناهج النقدية الغربية على النصوص العربية 291 دمحم بلعزوقي:األستاذ املشرف/2البليدة-جامعة لونيسي عليإبراهيم رحيم :أ

قراءة يف متضمنات القول احلوار االستلزامي - تداولية التأويل يف اخلطاب املسرحي اجلزائري املعاصر )اللة فاطمة نسومر إلدريس قرقوة( 300 جامعة الشلف/مجيلة روقاب.د

إشكالية تطبيق املنهج املوضوعايت على النص األديب القدمي 310 .1جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة /.مراد زعباط:األستاذ

املناهج والنظرت احلديثة واملعاصرة على النصوص العربية طبيقتإشكاالت 322 )اجلزائر(الشلف -جامعة حسيبة بن بوعلي -الدكتور عبد القادر شارف:املشرف /زنود زهرة:الطالبـــــــة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

sÛbrÛaõŒ¦apbíìnªOïãbrÛaáÔÛa òîiŠÈÛa˜ì–äÛaóÜÇñŠ•bȽaëòr톧apbíŠÄäÛaëwçbä½aÕîjİmN

IÕîjİnÛaòîãbØßgMÕîjİnÛa…ë†yMÝöa†jÛaëpübØ‘⁄aH الصفحة عنوان املقال

عرية أمنوذجا لألمري عبد القادر اجلزائري ) عظيما جتلى(قصيدة: مقاربة اخلطاب الصويف يف ضوء النظرية الش 9 02جامعة البليدة/امساعيل زغودة/ د: وهيبة سحوان، إشراف

قصة النيب سليمان مع ملكة سبأ أمنوذجا إشكاليات تطبيق سيميائية األهواء على شخصيات النص الديين 19 ملدرسة العليا لألساتذة بوزريعةا/أستاذة حماضرة قسم أ / حسناء سعادة:دة

أنثربولوجيا األنساق الثقافية يف حكاية بسيشيوكيوبيد ألبوليدومادور 33 اشراف ليلى مهدان/جامعة مخيس مليانة/سي يوسف جهينة

.تشخيص املهارة الفنية يف النثر من منظور األسلوبية االجتماعية 45 .جامعة بومرداس /.ميلود شنويف/د

ت لواسيين األعرج" شرفات حبر الشمال/ ذاكرة املاء/ أنثى السراب"سيميائية العنونة يف روا 51 02علي لونيسي البليدة:اجلامعة/البة دكتوراهط//هبة عبد العزيز

-أمنوذجا – رواية الزمن الربيء لرزيقة زرواق -االشتغال العاملي دراسة سيميائية سردية 59 أبو القاسم سعد هللا2جامعة اجلزائر/أبو بكر عبد الكبري

األسباب والبدائل املنهج األسلويب وإشكالية التطبيق 67 أمحد عراب:إشراف الدكتور/شلف/حسيبة بن بوعلي: جامعة/عجال أمال

".-دراسة مسيائية -جالوجي عزالدين لرأس احملنة :التوظيف الداليل ألمساء الشخصيات يف رواية 74 .حدة لعديل

)قراءة يف املنجز النقدي ( التجربة النقدية اجلزائرية احلديثة بني رهان التحديث ومزالق التطبيق 82 2 جامعة اجلزائر/كلية اآلداب واللغات الشرقية/وحيد بن بوعزيز: األستاذ املشرف/مسية علي آغا: الطالبة

.أحادية املنهج، ال أحادية املعىنال : التفكيكية 94 .جامعة البويرة/. سامية عليوات/دة

ا على النصوص العربية نظرية احلجاج اللغوي وتطبيقا 102 اجلزائر–سيدي بلعباس/معة اجلياليل ليابسجا/غامل عبد الصمد-أ

.أمنوذجا بغداد سايح مجاليات اخلطاب الشعري اجلزائري مقاربة أسلوبية 112 إبراهيم فضالة.د.أ:املشرف/2البليدة:اجلامعة/ قادة بن سلطان صفية

إشكالية تطبيق املناهج النقدية املعاصرة على املسرح العريب 122 أبو القاسم سعد هللا2جامعة اجلزائر ـ/ ليلى قاسحي/د

قراءة يف مشروع الناقد كمال أيب ديب:القصيدة اجلاهلية وآفاق املنهج البنيوي يف النقد العريب املعاصر جللفة/ دمحم قراش/د ن عاشور 133 جامعة ز

املنهج التكاملي بني حماوالت التنظري وإشكاليات التطبيق 148 د نعيمة بوزيدي.أ:األستاذ املشرف/علي لونيسي2البليدة: اجلامعة /احلسني قعفازي

.يف الدرس األسلويب اإلحصائي قياس أسلوب الشعر العريب على أساس معادلة بوزميان 158 .مكاكي دمحم: األستاذ املشرف/جامعة اجلياليل بونعامة مخيس مليانة/.قوادري عيشوش فاطمة زهراء.أ

ت النقدية للنصوص األدبية يف اجلزائرطبيعة املقار 169 2جامعة اجلزائر/.د علي مالحي.أ: إشراف/رمية لعواس:الباحثة

ح أمنوذجا - يف املصطلح النقدي العريب احلديث واملعاصر/مظاهر القصور النظري واإلجرائي -االنز 177 مراكش -املغرب /املركز اجلهوي ملهن الرتبية والتكوين/أستاذ التعليم العايل/عبدالرزاق اجملدوب.د

ت اللسانية على النص القرآين حدود تطبيق املناهج والنظرا/سامية حمصول 185 -بوزريعة–املدرسة العليا لألساتذة/قسم اللغة العربية وآدا

.مقاربة نقدية ضمن نصوص عربية التوظيف اجلمايل للتاريخ يف رؤية سعيد يقطني السردية 197 املدية/جامعة الدكتور حيي فارس/علي مالحي:إشراف الدكتور /زة دمحميكن/أ

للرواية اجلزائرية احلديثة إضاءات على املقاربة النفسية 209 تيارت-جامعة ابن خلدون*/قسم اللغة واألدب العريب/علـي مدانـي .د

قراءات نقدية - سيميائية اللوحة احلروفية العربية بني النص املقروء والنص املرئي 218 األردن/جامعة فيالدلفيا/مروان العالن.د

هواجس التنظري ومآزق التطبيق يف التجربة النقدية اجلزائرية املعاصرة 235 )اجلزائر(مخيس مليانة -جامعة اجلياليل بونعامة/قسم اللغة واألدب العريب/ صاحل الدين ملفوف

-أمنوذجا –رواية الزمن الربيء لرزيقة زرواق -سيميائية سردية االشتغال العاملي دراسة جامعة املدية حيي فارس/رابح منجحي

244

ت التحليل السيميائي وإجراءاته قراءة يف قصيدة سجاجيد لنازك املالئكة مستو 253 جامعة اجلياليل بونعامة مخيس مليانة/الباحثة مهدان نسيمة/ مهدان ليلى/د

ا يف رواية مقاربة سيميائية –غربة اليامسني خلولة محدي :عتبات النص ومدلوالجي 260 -2البليدة–جامعة علي لونيسي /.رشيدة

االغرتاب يف شعر عثمان لوصيف/ اهلوية جدليةصري 266 -أبو القاسم سعد هللا–2اجلزائر:امعةاجل/ليلى جودي:األستاذة املشرفة /عبد الغاين

قراءة يف مسارات النقد العريب احلديث واملعاصر النص األديب بني اإلخضاع والتطويع النقدي الغريبهلية.د 276 جامعة املدية/"أ"أستاذ حماضر/مسعود

حتليل الشعر عند خالدة سعيد يف من صرامة املنهج إىل انفتاح القراءةا /راوية حيياوي/د.أ 286 كلية اآلداب و اللغات، جامعة مولود معمري بتيزي وزو/قسم اللغة العربية وآدا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت اجلزء الرابع حمتو

.القدمي املقارنة واملقاربة بني النقد الغريب احلديث واملعاصر والنقد العريب ).احلدود -الشروط -والكيفيةالطرائق (

الصفحة عنوان املقالت ألف ليلة وليلة أمنوذجا -املمارسة السيميائية السردية عند عبد احلميد بورايو –حكا

9 املدية/أمــيــــنـــة بلــــوزانــي جـــامــعـــة يــحـــي فـــارس العريبامللكة التواصلية بني اللسانيات الغربية والرتاث

20 )الشلف(صفية بن زينة جامعة حسيبة بن بوعلي ".كمال أبو ديب وجون كوهني"الشعرية بني اضطراب املفهوم واختالف التنظريات دراسة مقارنة بني شعرية

29 أبو القاسم سعد هللا2مشري بن خليفة جامعة اجلزائر. د.أ/ فضيلة بن القمر املتلقي وإنتاج النص بني النقدين العريب القدمي والغريب احلديث

39 -2البليدة–بلعزوقي دمحم جامعة لونيسي علي. د/بن جيان آمال .البالغة العربية بني األسلوبية والتداولية

45 األغواط/كريبع عطاء هللا جامعة عمار ثليجي.بن شريط أم اخلري د -قراءة يف آراء ابن طباطبا –مجالية التلقي يف الرتاث العريب القدمي

59 -الشلف-د زيوش دمحم جامعة حسيبة بن بوعلي.أ/حفيظة بن عبد املالكلنقد العريب القدمي "دراسة مقارنة يف قضية التناص األديب وأصوهلا العربية"النقد الغريب وعالقته

70 سكيكدة1955أوت20قطر الندى جامعة بومعيزةي بـني النـقد العريب القدمي والنـقد الغريب احلديث والمعاصر التماسك النص

77 األغواط-طه األمني بودانة جامعة عمار ثليجي وأسلوبية االحنراف عند أيب حيان التوحيدي التـفكيكية

لشلف.أ/تقار يوسف 88 .د زيوش دمحم حسيبة بن بوعلي -مقاربة حتليلية يف احلدود والتماهي-شعرية املفارقة بـني احلداثة الغربية والتـراث العريب

95 -تيسمسيلت-خلف هللا بن علي املركز اجلامعي أمحد بن حيىي الونشريسي . د/مجال الدين عبد اهلاديمل ثرها الغربية احلديثة ناهجالشعرية العربية و

116 عبد الرمحان بن خلدون ـ تيارت ـصواحل نصرية /خروب ســـــــارة "دراسة مقارنة-بني النقد العريب والنقد الغريب البنوية"

129 2آسية داحو جامعة البليدة العوامل املؤثرة يف اإلبداع األديب يف تراث اجلاحظ والنقد الغريب احلديث

ت احلسني بن طالل 138 األردن/علي دمحم الذصيل احلداثة من معني الرتاث العريب رؤية دمحم العمري يف البالغة العربية أصوهلا وامتدادانزعة

غني سطيف 146 2هادية رواق جامعة دمحم ملني د -تثاقف ندي أم تفاعل ومهي؟-النقد العريب املعاصر وصنوه الغريب

153 بومرداس-جامعة أدمحم بوقره عبد القادر طالب املصطلح السميائي بني األصالة والتأثر

164 جباية جامعة عاشوريهللاآية نظرية التناص 173 -2-جامعة البليدة بوبكر غرايب

العدول يف ضوء الدرس األسلويب احلديث 185 2البليدة-صاحل تقاجبي جامعة لونيسي علي. د/ فاروق أعمر شريف

حضور املتلقي يف النقد العريب القدمي و احلديث 191 القاسم سعد هللاأبو 2مجيلة فرحي جامعة اجلزائر

لسياق اخلارجي الرتاث وفاعلية الـتأويل 201 ـــ2قسول فاطمة جامعة علي لونيسي العفرون ــ البليدة

-عبد الكرمي شريف.حبيب مونسي ود.قراءة يف جتربيت د-نظرية التلقي يف النقد اجلزائري بني فتوح احلداثة والتأصيل الرتاثي ر جامعة علي لونيسيعبد السالم 208 2البليدة-لو

إحياء املصطلح الرتاثي وتوظيفه يف اخلطاب النقدي العريب املعاصر 219 ماجي مصطفى جامعة املدية

_قراءة يف جتربة سعيد يقطني_. بني إحياء املوروث العريب ومتثل املنجز الغريباألجناس األدبية يف اخلطاب النقدي العريب احلديث 225 _خنشلة_دمحم بلقوت جامعة عباس لغرور

النقد العريب بني سلطة اإلرث الثقايف وجاذبية املناهج الغربية 240 .02رجاء مستور جامعة البليدة

اخللفية التارخيية وأثرها يف كتب النحو والنقد 245 تونس - جليلة يعقوب جامعة منوبة