Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

552
http://portaldakwah.blogspot.com ( 5/60 ) ( اً ر يِ مْ دَ ا تَ اهَ تْ رَ ّ مَ دَ فُ لْ وَ قْ ل ا اَ هْ يَ لَ عَ ّ قَ حَ ف اَ ه يِ ف واُ قَ سَ فَ ف اَ ه يِ فَ رْ يُ م اَ تْ رَ مَ 0 اً ةَ يْ رَ قَ 5 كِ لْ هُ نْ 9 نَ 0 ا اَ تْ دَ رَ 0 ا اَ دِ > اَ و16 ) م س ة ما رD بF ش ي و ها : و و ل ا م ف ه ر ي غ ة و وي ه را9 نD ب حاق س> ، وا5 اركD ب م ل ا9 نD ب ، وا مة ل س9 نD ب ماد ح د ، و ت ر9 نD ب ماد ح م : ه مي5 مالك9 ن ع س لي ة. وD حاي ص0 ر اF كي0 ا5 لك ى د عل ، و5 لك د ى فF ث ي حاد0 الأ9 ن م ورده0 ا در ، وما ق ل اD وابD ب0 ا ى ف ة0 ب ط و م ى ف5 مالك9 ن كي رF ش م لل ا ا ق ط0 وا| ة~ بD ج ل ا ى ف9 ن مي ل س م لل ا ا ق ط0 ا9 ن0 ى ا ل> وا اD ب ه ة دD حاي ص0 ا9 ن م9 ن ب ر خ0 ا ب م ل ا9 ن0 لأ ا> وص ، ا ص ن م ء ىF ش ة ب ف( ة0 ب يF س م ل ا ى ف اصة ح1 ا.ً دD حD ث ي ر غ و ه لأمة و ك ى ه ي~ ن ا) ( ره ك~ د ب ل اD اب ب ك ى ف ىD طبر لق لة ا د الD ب ع وD ب0 ر ا ك د د وف" " 2 م. عل0 لة ا ، وال اً ض ي0 ا5 لك و د ح ن) ( ىD ب لي ا ى ع : د ث ل ا ف9 ن ي ب م0 و م ل م ا0 ا ةF ش0 ي عا9 ن ع، حة طل ت نD ن ةF ش0 ي عاF ث ي حد5 لك د ى ف روا ك د د وف3 ة ب عل لة ى ال صل) وء س ل ل ا م ع ي م ل| ة~ بD ج ل ر ا ي ف ضا ع9 ن م ور ق ص ع ى لةD ب و ط لة ، ال ول س ا ر : ت ث ل ق ف ضار ، ي0 الأ9 ن م ىD صب ه ار نD ج ى ل> م ا سل و ق ل ح م ، و ه0 ن اD ا¶تD لأب ص0 ا ى ف م ه لأ و ه0 ا ها ل ق ل ح و| ة~ بD ج ل ا ق ل ح لة ال9 ن> ، ا ةF ش0 ي عا ا ت5 لك ر د ي غ و0 ا ال : ق ف دركة ، م ت ل و" ( ةD ماج9 نD ب وا ى0 ب سا لي داود وا وD ب0 م وا سل م مد ح0 . رواه ا م ه0 ن اD ا¶تD لأب ص0 ا ى ف م ه لأ و ه0 ا ها ل ق ل ح ار و ب ل ا" 4 .) ره ك ارع ،F س ل ا9 ن ع ده ب ع م عل لأ9 ن م ها ي ف م كل ت ن د ، وف ده بD ج حة ي ج ص ل0 ئ ى دلأ ل> ا9 اج ن ج ن لة0 سا م ل ه ا هد ى ف لأم ك ل ا9 ما كان ل و9 نD ب مد ح م ، و ق ب ضد ل ر ا كD ت ىD ب0 ا9 نD ب مد ح م9 نD ب م س ا ق لس ، وا اD ب ع9 نD ب ا9 ن ع5 لك د ها ، روي ي ف لأم لكء ا ما ل ع ل ا9 ن م ماغةD ح9 نD ب ا ت ع م س، ارديَ طُ ع لء ا اD ا رحD ت0 ا ت ع م س م حار9 نD بر ي رD خ9 ن ع حة ، ي ج ص ى ف9 انD ب ج9 نD ب ا9 رج خ0 م. وا ه ر ي غ و ة ب ف ن ج ل ا- اً D ارت ق م و0 ا- اً ب| ن وا م مة0 ه الأ ر هد م0 ال ا ر ي لأ م : سل ة و ب عل لة ى ال صل لة ال ول س ال ر ول : ف ق ي رD ي ن م ل ى ا عل و ه اس وD ب ع" ر.َ دَ ق ل وا9 دانْ لِ و ل ا ى ف وا م ل ك ت ن م ل ما" .9 ن كي رF ش م لل ا ا ق ط0 ا ى عب ي: 9 انD ب ج9 نD بل ا ا ف600

Transcript of Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

Page 1: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/60)

ا �د م�ير� �اه�ا ت ن ق�و ل� ف�د�م�ر ه�ا ال �ي ق�وا ف�يه�ا ف�ح�ق� ع�ل ف�يه�ا ف�ف�س� ر� �ا م�ت ن م�ر� �ة� أ ي �ه ل�ك� ق�ر ن ن

� �ا أ د ن ر�� �ذ�ا أ و�إ

(16 )

منهم : حماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ، وابن المبارك ، وإسحاق بن راهويه وغيرهم قالوا : وهو يشبه ما رسم مالك في موطئه في أبواب القدر ، وما أورده من األحاديث

في ذلك ، وعلى ذلك أكثر أصحابه. وليس عن مالك فيه شيء منصوص ، إال أن المتأخرين من أصحابه ذهبوا إلى أن أطفال المسلمين في الجنة وأطفال المشركين

( انتهى كالمه وهو غريب جد�ا.1خاصة في المشيئة )( نحو ذلك أيض�ا ، والله أعلم.2وقد ذكر أبو عبد الله القرطبي في كتاب "التذكرة" )

وقد ذكروا في ذلك حديث عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : دعي ( صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من األنصار ، فقلت : يا رسول الله ،3النبي )

طوبى له عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه ، فقال : "أو غير ذلك يا عائشة ، إن الله خلق الجنة وخلق لها أهال وهم في أصالب آبائهم ، وخلق النار وخلق

(.4لها أهال وهم في أصالب آبائهم". رواه أحمد مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه ) ولما كان الكالم في هذه المسألة يحتاج إلى دالئل صحيحة جيدة ، وقد يتكلم فيها من ال

علم عنده عن الشارع ، كره جماعة من العلماء الكالم فيها ، روي ذلك عن ابن عباس ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومحمد بن الحنفية وغيرهم. وأخرج ابن حبان في صحيحه ، عن جرير بن حازم سمعت أبا رجاء الع�ط�اردي ، سمعت ابن عباس وهو على المنبر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال يزال أمر

دان والق�د�ر". �ا - ما لم يتكلموا في الو�ل �ا - أو مقارب هذه األمة مواتيقال ابن حبان : يعني أطفال المشركين.

(. ثم قال : وقد رواه5وهكذا رواه أبو بكر البزار من طريق جرير بن حازم ، به )جماعة عن أبي رجاء ، عن ابن عباس موقوف�ا.

�اه�ا ن ق�و ل� ف�د�م�ر ه�ا ال �ي ق�وا ف�يه�ا ف�ح�ق� ع�ل ف�يه�ا ف�ف�س� ر� �ا م�ت ن م�ر� �ة� أ ي �ه ل�ك� ق�ر ن ن

� �ا أ د ن ر�� �ذ�ا أ } و�إا ) �د م�ير� ( {16ت

�ا { فالمشهور قراءة التخفيف ، واختلف ن م�ر� اختلف القراء في قراءة قوله : } أ

�ا ، كقوله ا قدري المفسرون في معناها ، فقيل : معناها أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمر�ا { ] يونس : �ه�ار� و ن

� ال أ �ي �ا ل ن م ر�� �اه�ا أ �ت [ ، فإن الله ال يأمر بالفحشاء ،24تعالى : } أ

قالوا : معناه : أنه سخرهم إلى فعل الفواحش فاستحقوا العذاب. وقيل : معناه : أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة. رواه ابن جريج

( عن ابن عباس ، وقاله سعيد بن جبير أيض�ا.6)__________

( في ف : "وأطفال الكفار تحت المشيئة".1)(517 - 511( التذكرة : )ص2)( في ف ، أ : "رسول الله".3) (4713( وسنن أبي داود برقم )2662( وصحيح مسلم برقم )6/41( المسند )4)

(.82( وسنن ابن ماجة برقم )4/57وسنن النسائي )

600

Page 2: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( "كشف2180( "موارد" ، ومسند البزار برقم )1824( صحيح ابن حبان برقم )5)األستار".

( في أ : "ابن جرير".6)

(5/61)

ا ) �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� ب �وب� ع� �ذ�ن ~ك� ب ب �ر� �ف�ى ب �وح� و�ك �ع د� ن ون� م�ن ب ق�ر� �ا م�ن� ال ن �ك �ه ل �م أ ( 17و�ك

وقال ابن جرير : وقد يحتمل أن يكون معناه جعلناهم أمراء.ف�يه�ا" قال علي بن طلحة ،1قلت : إنما يجيء هذا ) ر� �ا م�ت ن م�ر

� ( على قراءة من قرأ "أق�وا ف�يه�ا { يقول : سلطنا أشرارها فعصوا ف�يه�ا ف�ف�س� ر� �ا م�ت ن م�ر

� عن ابن عباس قوله : } أ�ة�2فيها ، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم ) ي �ل~ ق�ر �ا ف�ي ك ن ع�ل �ذ�ل�ك� ج� ( بالعذاب ، وهو قوله : } و�ك

وا ف�يه�ا { ] األنعام : �ر� �م ك �ي �ر� م�ج ر�م�يه�ا ل �اب ك� [ ، وكذا قال أبو العالية ومجاهد والربيع123أ

بن أنس.ق�وا ف�يه�ا { ف�يه�ا ف�ف�س� ر� �ا م�ت ن م�ر

� �ة� أ ي �ه ل�ك� ق�ر ن ن� �ا أ د ن ر�

� �ذ�ا أ وقال الع�و ف�ي عن ابن عباس : } و�إ يقول : أكثرنا عددهم ، وكذا قال عكرمة ، والحسن ، والضحاك ، وقتادة ، وعن مالك

ف�يه�ا { : أكثرنا. ر� �ا م�ت ن م�ر� عن الزهري : } أ

وقد استشهد بعضهم بالحديث الذي رواه اإلمام أحمد حيث قال : حدثنا روح بن عبادة ، رة �ي د بن ه�ب و�ي ل ، عن إياس بن زهير ، عن س� �د�ي حدثنا أبو نعامة العدوي ، عن مسلم بن ب

، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خير مال امرئ له مهرة مأمورة أو سكةمأبورة".

قال اإلمام أبو عبيد القاسم بن سالم ، رحمه الله ، في كتابه "الغريب" : المأمورة : كثيرة النسل. والس�كة : الطريقة المصطفة من النخل ، والمأبورة : من التأبير ، وقال

�ا كقوله : "مأزورات غير مأجورات" ) (.3بعضهم : إنما جاء هذا متناسبا ) �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� ب �وب� ع� �ذ�ن ~ك� ب ب �ر� �ف�ى ب �وح� و�ك �ع د� ن ون� م�ن ب ق�ر� �ا م�ن� ال ن �ك �ه ل �م أ ( {17} و�ك

ا كفار قريش في تكذيبهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه يقول تعالى منذر� ( أن القرون التي4قد أهلك أمم�ا من المكذبين للرسل من بعد نوح ، ودل هذا على )

( ابن عباس : كان بين آدم ونوح عشرة5كانت بين آدم ونوح على اإلسالم ، كما قاله )( قرون كلهم على اإلسالم.6)

ومعناه : أنكم أيها المكذبون لستم أكرم على الله منهم ، وقد كذبتم أشرف الرسلوأكرم الخالئق ، فعقوبتكم أولى وأحرى.

ا { أي : هو عالم بجميع7وقوله ]تعالى[ ) �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� ب �وب� ع� �ذ�ن ~ك� ب ب �ر� �ف�ى ب ( } و�ك(.8أعمالهم ، خيرها وشرها ، ال يخفى عليه منها خافية ]سبحانه وتعالى[ )

__________( في ت ، ف : "هذا إنما يجيء".1)( في أ : "أهلكناهم".2) ( وزاد : "ألنه من التأبيد وهو ما يصلح2/262( ذكره الزيلعي في تخريج الكشاف )3)

النخل من سقي وغيره".( في ت : "ودل على هذا".4)

601

Page 3: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "كما قال".5)( في ت ، ف : "عشر".6)( زيادة من ت.7)( زيادة من ف ، أ.8)

(5/62)

ه�ا م�ذ م�وم�ا �ص ال� �م� ي ه�ن �ه� ج� �ا ل ن ع�ل �م� ج� �ر�يد� ث �م�ن ن اء� ل �ش� �ه� ف�يه�ا م�ا ن �ا ل ن ل �ة� ع�ج� ل ع�اج� �ر�يد� ال �ان� ي م�ن كا ) �ه�م 18م�د ح�ور� ع ي �ان� س� �ك� ك �ئ �ول �ه�ا و�ه�و� م�ؤ م�ن� ف�أ ع ي �ه�ا س� ع�ى ل ة� و�س� �خ�ر� اد� اآل ر�

� ( و�م�ن أا ) �ور� ك ( 19م�ش

�ص اله�ا �م� ي ه�ن �ه� ج� �ا ل ن ع�ل �م� ج� �ر�يد� ث �م�ن ن اء� ل �ش� �ه� ف�يه�ا م�ا ن �ا ل ن ل �ة� ع�ج� ل ع�اج� �ر�يد� ال �ان� ي } م�ن كا ) �ان�18م�ذ م�وم�ا م�د ح�ور� �ك� ك �ئ �ول �ه�ا و�ه�و� م�ؤ م�ن� ف�أ ع ي �ه�ا س� ع�ى ل ة� و�س� اد� اآلخ�ر� ر�

� ( و�م�ن أا ) �ور� ك �ه�م م�ش ع ي ( {.19س�

يخبر تعالى أنه ما كل من طلب الدنيا وما فيها من النعيم يحصل له ، بل إنما يحصللمن أراد الله

(5/62)

ا ) ~ك� م�ح ظ�ور� ب �ان� ع�ط�اء� ر� ~ك� و�م�ا ك ب ء� م�ن ع�ط�اء� ر� ء� و�ه�ؤ�ال� �م�د� ه�ؤ�ال� �ال� ن ف�20ك �ي ظ�ر ك ( ان�ف ض�يال� ) �ر� ت ب ك

� ج�ات� و�أ �ر� د�ر� ب ك� ة� أ �خ�ر� �آل �ع ض� و�ل �ع ض�ه�م ع�ل�ى ب �ا ب ن ( 21ف�ض�ل

ما يشاء.�م�ن 1وهذه مقيدة إلطالق ما سواها من اآليات ) اء� ل �ش� �ه� ف�يه�ا م�ا ن �ا ل ن ل ( فإنه قال : } ع�ج�

�ص اله�ا { أي : يدخلها حتى تغمره �ص اله�ا { أي : في اآلخرة } ي �م� ي ه�ن �ه� ج� �ا ل ن ع�ل �م� ج� �ر�يد� ث نمن جميع جوانبه } م�ذ م�وم�ا { أي : في حال كونه مذموم�ا على سوء تصرفه وصنيعه )

�ا.2 ا ذليال مهان �ا حقير� ا { : مبعد�ا مقصي ( إذ اختار الفاني على الباقي } م�د ح�ور�ع�ة ، عن3قال اإلمام أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا ذويد ) ر ( ، عن أبي إسحاق ، عن ز�

عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدنيا دار(.4من ال دار له ، ومال من ال مال له ، ولها يجمع من ال عقل له" )

ة� { أي : أراد الدار اآلخرة وما فيها من النعيم والسرور اد� اآلخ�ر� ر�� وقوله : } و�م�ن أ

�ه�ا { أي : طلب ذلك من طريقه وهو متابعة الرسول } و�ه�و� م�ؤ م�ن� { ع ي �ه�ا س� ع�ى ل } و�س�ا { �ور� ك �ه�م م�ش ع ي �ان� س� �ك� ك �ئ �ول أي : وقلبه مؤمن ، أي : مصدق بالثواب والجزاء } ف�أ

ا ) ~ك� م�ح ظ�ور� ب �ان� ع�ط�اء� ر� ~ك� و�م�ا ك ب �م�د� ه�ؤ�الء� و�ه�ؤ�الء� م�ن ع�ط�اء� ر� �ال ن ف�20} ك �ي ظ�ر ك ( ان�ف ض�يال ) �ر� ت ب ك

� ج�ات� و�أ �ر� د�ر� ب ك� ة� أ �ع ض� و�ل�آلخ�ر� �ع ض�ه�م ع�ل�ى ب �ا ب ن ( {21ف�ض�ل

�ال { أي كل واحد من الفريقين الذين أرادوا الدنيا والذين أرادوا ]يقول تعالى : } ك~ك� { أي : هو المتصرف الحاكم الذي ال ب اآلخرة ، نمدهم فيما هم فيه } م�ن ع�ط�اء� ر�

يجور ، فيعطي كال ما يستحقه من الشقاوة والسعادة وال راد لحكمه وال مانع لما أعطى

602

Page 4: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا { أي : ممنوعا ، أي : ~ك� م�ح ظ�ور� ب �ان� ع�ط�اء� ر� ، وال مغير لما أراد ؛ ولهذا قال : } و�م�ا كال يمنعه أحد وال يرده راد.

ا { أي : منقوص�ا. ~ك� م�ح ظ�ور� ب �ان� ع�ط�اء� ر� قال قتادة : } و�م�ا كوقال الحسن وابن جريج وابن زيد : ممنوع�ا.

�ع ض� { في الدنيا ، فمنهم الغني �ع ض�ه�م ع�ل�ى ب �ا ب ن ف� ف�ض�ل �ي ظ�ر ك ثم قال تعالى : } انا ، ومن يعمر حتى والفقير وبين ذلك ، والحسن والقبيح وبين ذلك ، ومن يموت صغير�

�ف ض�يال { أي : ولتفاوتهم في �ر� ت ب ك� ج�ات� و�أ �ر� د�ر� ب ك

� ة� أ ا ، وبين ذلك } و�ل�آلخ�ر� ا كبير� يبقى شيخ� الدار اآلخرة أكبر من الدنيا ؛ فإن منهم من يكون في الدركات في جهنم وسالسلها وأغاللها ، ومنهم من يكون في الدرجات الع�ل�ى ونعيمها وسرورها ، ثم أهل الدركات

يتفاوتون فيما هم فيه ، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون ، فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء واألرض. وفي الصحيحين : "إن أهل الدرجات العلى ليرون

( ؛ ولهذا قال تعالى :5أهل عليين ، كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء" )�ف ض�يال { [ ) �ر� ت ب ك

� ج�ات� و�أ �ر� د�ر� ب ك� ة� أ (.6} و�ل�آلخ�ر�__________

( في ت : "اإليمان".1)( في ت : "وصنعه".2)( في ت ، ف : "حسين بن دويل".3) ( : "رجاله رجال الصحيح غير10/288( وقال الهيثمي في المجمع )6/71( المسند )4)

دويد وهو ثقة". من سورة النساء من حديث أبي سعيد ، رضي69( تقدم تخريجه عند تفسير اآلية : 5)

الله عنه ، وفي لفظه اختالف عن هذا اللفظ. ورواه بهذا اللفظ الحميدي في مسنده( من حديث أبي سعيد ، رضي الله عنه.775برقم )

( زيادة من ف ، أ.6)

(5/63)

�ق ع�د� م�ذ م�وم�ا م�خ ذ�وال� ) �خ�ر� ف�ت �ه�ا آ �ل �ه� إ �ج ع�ل م�ع� الل �اه�22ال� ت �ي �ال� إ �د�وا إ �ع ب �ال� ت �ك� أ ب ( و�ق�ض�ى ر�ه�م�ا ه�ر �ن �ف� و�ال� ت �ه�م�ا أ �ق�ل ل ه�م�ا ف�ال� ت �ال� و ك

� �ح�د�ه�م�ا أ �ر� أ �ب ك د�ك� ال ن �غ�ن� ع� ل �ب �م�ا ي �ا إ ان �ح س� ن� إ �د�ي و�ال �ال و�ب�ر�يم�ا ) �ه�م�ا ق�و ال� ك �م�ا23و�ق�ل ل ح�م ه�م�ا ك ب~ ار ح م�ة� و�ق�ل ر� �اح� الذ�ل~ م�ن� الر� ن �ه�م�ا ج� ( و�اخ ف�ض ل

ا ) �ي ص�غ�ير� �ان �ي ب ( 24ر�

�ق ع�د� م�ذ م�وم�ا م�خ ذ�وال ) �ه�ا آخ�ر� ف�ت �ل �ه� إ �ج ع�ل م�ع� الل ( {22} ال ت يقول تعالى : والمراد المكلفون من األمة ، ال تجعل أيها المكلف في عبادتك ربك له

�ق ع�د� م�ذ م�وم�ا { على إشراكك ) �ا } ف�ت ( } م�خ ذ�وال { ألن الرب تعالى ال ينصرك ،1شريكا وال نفع�ا ؛ ألن مالك الضر2بل يكلك إلى الذي عبدت معه ، وهو ال يملك لك ) ( ضر�

( هو الله وحده ال شريك له. وقد قال اإلمام أحمد : 3والنفع )�ار أبي الحكم ، عن طارق بن ي حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا بشير بن سلمان ، عن س� شهاب ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ، ومن أنزلها بالله أوشك الله له

603

Page 5: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( وإما غنى عاجل".4بالغنى ، إما أج�ل� ]عاجل[ ) ( ، وقال الترمذي :5ورواه أبو داود ، والترمذي من حديث بشير بن سلمان ، به )

حسن صحيح غريب. و� �ح�د�ه�م�ا أ �ر� أ �ب ك د�ك� ال ن �غ�ن� ع� ل �ب �م�ا ي �ا إ ان �ح س� ن� إ �د�ي و�ال �ال �اه� و�ب �ي �ال إ �د�وا إ �ع ب ال ت

� �ك� أ ب } و�ق�ض�ى ر��ر�يم�ا ) �ه�م�ا ق�و ال ك ه�م�ا و�ق�ل ل ه�ر �ن �ف� و�ال ت �ه�م�ا أ �ق�ل ل �اح� الذ�ل~23ك�اله�م�ا ف�ال ت ن �ه�م�ا ج� ( و�اخ ف�ض ل

ا ) �ي ص�غ�ير� �ان �ي ب �م�ا ر� ح�م ه�م�ا ك ~ي ار ب ح م�ة� و�ق�ل ر� ( {24م�ن� الر�ا بعبادته وحده ال شريك له ؛ فإن القضاء هاهنا بمعنى األمر. يقول تعالى آمر�

قال مجاهد : } و�ق�ض�ى { يعني : وصى ، وكذا قرأ أبي� بن كعب ، وعبد الله بن مسعود ، والضحاك بن مزاحم : "ووصى ربك أال تعبدوا إال إياه" ولهذا قرن بعبادته بر

�ا ، كما قال في اآلية �ا { أي : وأمر بالوالدين إحسان ان �ح س� ن� إ �د�ي و�ال �ال الوالدين فقال : } و�ب م�ص�ير� { ] لقمان : �ل�ي� ال ك� إ �د�ي �و�ال �ر ل�ي و�ل ك ن� اش

� [.14األخرى : } أ�ف� { أي : ال تسمعهما �ه�م�ا أ �ق�ل ل و ك�اله�م�ا ف�ال ت

� �ح�د�ه�م�ا أ �ر� أ �ب ك د�ك� ال ن �غ�ن� ع� ل �ب �م�ا ي وقوله : } إه�م�ا { أي : ه�ر �ن �ا ، حتى وال التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ } و�ال ت قوال سيئ

وال يصدر منك إليهما فعل قبيح ، كما قال عطاء بن أبي رباح في قوله : } و�اله�م�ا { أي : ال تنفض ) ه�ر �ن ( يدك على والديك.6ت

ولما نهاه عن القول القبيح والفعل القبيح ، أمره بالقول الحسن والفعل الحسن فقال :�ا بتأدب وتوقير وتعظيم. �ا حسن �ا طيب �ر�يم�ا { أي : لين �ه�م�ا ق�و ال ك } و�ق�ل ل

ب~ ح م�ة� { أي : تواضع لهما بفعلك } و�ق�ل ر� �اح� الذ�ل~ م�ن� الر� ن �ه�م�ا ج� } و�اخ ف�ض لا { �ي ص�غ�ير� �ان �ي ب �م�ا ر� ح�م ه�م�ا { أي : في كبرهما وعند وفاتهما } ك ار

__________( في ف : "شركك".1)( في ت : "له".2)( في ف : "النفع واالضر".3)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.4)(.2326( وسنن الترمذي برقم )1645( سنن أبي داود برقم )5)( في ف : "وال تنفض".6)

(5/64)

وا1قال ابن عباس : ثم أنزل الله ]تعالى[ ) �غ ف�ر� ت �س �ن ي �وا أ �ذ�ين� آم�ن �ي~ و�ال �ب �لن �ان� ل ( : } م�ا ك�ى { ] التوبة : ب �ول�ي ق�ر �وا أ �ان �و ك �ين� و�ل ر�ك م�ش �ل [.113ل

وقد جاء في بر الوالدين أحاديث كثيرة ، منها الحديث المروي من طرق عن أنس وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صعد المنبر قال : "آمين آمين

آمين" : فقالوا : يا رسول الله ، عالم أمنت ؟ قال : "أتاني جبريل فقال : يا محمد رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك ، فقل : آمين. فقلت : آمين. ثم قال : رغم

أنف امرئ دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يغفر له ، قل : آمين. فقلت آمين. ثم قال : رغم أنف امرئ أدرك أبويه أو أحدهما فلم يدخاله الجنة ، قل : آمين. فقلت :

(.2آمين" )ة بن ار� ر� م ، حدثنا علي بن زيد ، أخبرنا ز� ي حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا ه�ش�

604

Page 6: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

و ف�ى ، عن مالك بن الحارث - رجل منهم - أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم� أ

يقول : "من ض�م� يتيم�ا بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه ،�اكه من النار ، يجزى بكل3وجبت له الجنة البتة ، ومن أعتق امرأ ) ( مسلم�ا كان ف�ك

عضو منه عضو�ا منه". ثم قال : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، سمعت علي بن زيد - فذكر معناه ، إال أنه قال : عن رجل من قومه يقال له : مالك أو ابن مالك ، وزاد : "ومن أدرك والديه

(.4أو أحدهما فدخل النار ، فأبعده الله" ) حديث آخر : وقال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا علي بن

( عن مالك بن عمرو القشيري : سمعت رسول الله صلى5زيد ، عن زرارة بن أوفى ) الله عليه وسلم يقول : "من أعتق رقبة مسلمة فهي فداؤه من النار ، مكان كل ع�ظ م

ره بعظم من عظامه ، ومن أدرك أحد والديه ثم لم يغفر له فأبعده � من عظامه م�ح�ر ( أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يغنيه6الله عز وجل ، ومن ضم يتيم�ا بين )

(.7الله ، وجبت له الجنة" ) حديث آخر : وقال اإلمام أحمد : حدثنا حجاج ومحمد بن جعفر قاال حدثنا شعبة ، عن

( يحدث عن أبي بن مالك القشيري قال : قال النبي8قتادة سمعت زرارة بن أوفى ) صلى الله عليه وسلم : "من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك ، فأبعده

الله وأسحقه".( وفيه زيادات أخر.9ورواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة به )

__________( زيادة من ف ، أ.1) ( "كشف األستار" من طريق جعفر بن عون ،3168( رواه البزار في مسنده برقم )2)

عن سلمة بن وردان ، عن أنس ، رضي الله عنه ، وقال : وسلمة صالح وله أحاديث يستوحش منها وال نعلم روى أحاديث بهذه األلفاظ غيره. وجاء من حديث أبي هريرة

( وسيأتي. ومن حديث كعب2551رضي الله عنه ، أخرجه مسلم في صحيحه برقم ) (. ومن حديث عمار بن4/153بن عجرة رضي الله عنه ، رواه الحاكم في المستدرك )

ياسر وجابر بن سمرة وابن مسعود وعبد الله بن الحارث رواها البزار في مسنده برقم(3164 - 3167.)( في ت : "رجال".3)(.4/344( المسند )4)( في ت : "زراة بن أبي أوفى".5)( في ف ، أ : "من".6)(.4/344( المسند )7)( في ت : "زرارة بن أبي أوفى".8)(.4/344( المسند )9)

(5/65)

( بن أبي1حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبو عوانة ، حدثنا سهيل ) صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

605

Page 7: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

قال : "رغم أنف ، ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف رجل أدرك والديه أحدهما أو كالهما عندالكبر ولم يدخل الجنة".

صحيح من هذا الوجه ، ولم يخرجه سوى مسلم ، من حديث أبي عوانة وجرير(.2وسليمان بن بالل ، عن سهيل ، به )

حديث آخر : وقال اإلمام أحمد : حدثنا ر�بعي� بن إبراهيم - قال أحمد : وهو أخو�ة ، وكان يفضل على أخيه - عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد �ي إسماعيل بن ع�ل

بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي� ! ورغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ،

( الكبر فلم يدخاله الجنة"3فانسلخ قبل يغفر له! ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه )( إال قال : "أحدهما".4قال ربعي : ال أعلمه )

ق�ي ، عن ربعي بن إبراهيم ، ثم قال : ورواه الترمذي ، عن أحمد بن إبراهيم الد�و ر�(.5غريب من هذا الوجه )

( اإلمام أحمد : حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا عبد الرحمن بن6حديث آخر : وقال )يل ، حدثنا أسيد بن علي ، عن أبيه ، علي بن عبيد ، عن أبي أسيد وهو مالك بن الغ�س�

ربيعة الساعدي ، قال : بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه رجل من األنصار فقال : يا رسول الله ، هل بقي علي� من بر� أبوي� شيء بعد موتهما

أبرهما به ؟ قال : "نعم ، خصال أربع : الصالة عليهما ، واالستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي ال رحم لك إال من قبلهما ، فهو الذي

(.7بقي عليك بعد موتهما من برهما" ) ورواه أبو داود وابن ماجه ، من حديث عبد الرحمن بن سليمان - وهو ابن الغسيل - به

(8.) حديث آخر : وقال اإلمام أحمد : حدثنا روح ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني محمد بن طلحة

( بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة السلمي ؛ أن9بن عبد الله ) جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أردت الغزو ،

(.10وجئتك أستشيرك ؟ فقال : "فهل لك من أم ؟" قال ) ( ثم الثانية ، ثم الثالثة في مقاعد شتى11نعم. فقال : "الزمها. فإن الجنة عند رجليها )

، كمثل هذا القول.(.12ورواه النسائي وابن ماجه ، من حديث ابن جريج ، به )

__________( في ت : "إسماعيل".1)(2551( وصحيحح مسلم برقم )2/364( المسند )2)( في ت : "أدرك أبواه عنده".3)( في ف : "وال علم".4)(.3545( وسنن الترمذي برقم )2/254( المسند )5)( في ت : "قال".6)( في ف : "من برهما بعد موتهما".7)(.3664( وسنن ابن ماجة برقم )5142( وسنن أبي داود برقم )3/497( المسند )8)( في أ : "عبيد الله".9)( في ت ، ف : "فقال".10)( في ف : "عند رجلها".11)(.2781( وسنن ابن ماجة برقم )6/11( وسنن النسائي )3/429( المسند )12)

606

Page 8: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/66)

ا ) �ين� غ�ف�ور� و�اب� �أل �ان� ل �ه� ك �ن �ح�ين� ف�إ �وا ص�ال �ون �ك �ن ت �م إ ك �ف�وس� �م�ا ف�ي ن �م� ب �ع ل �م أ �ك ب ( 25ر�

�ح�ير بن حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا ابن عياش ، عن ب ( الكندي ، عن النبي صلى1سعد ، عن خالد بن معدان ، عن المقدام بن معد يكرب )

الله عليه وسلم قال : "إن الله يوصيكم بآبائكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن اللهيوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، إن الله يوصيكم باألقرب فاألقرب".

(.3( بن عياش ، به )2وقد أخرجه ابن ماجه ، من حديث ]عبد الله[ ) حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا يونس ، حدثنا أبو ع�و�انة ، عن األشعث بن سليم ،

عن أبيه ، عن رجل من بني يربوع قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته ( أمك وأباك وأختك وأخاك ، ثم أدناك4وهو يكلم الناس يقول : "يد المعطي ]العليا[ )

(.5أدناك" ) حديث آخر : قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده :

وقي ، حدثنا عمرو بن سفيان ، حدثنا الحسن بن أبي حدثنا إبراهيم ابن المستمر الع�ر�يدة ، عن6جعفر ، عن ليث بن أبي سليم ، عن علقمة بن مرثد ) �ر� ( عن سليمان بن ب

أبيه ؛ أن رجال كان في الطواف حامال أمه يطوف بها ، فسأل النبي صلى الله عليه ( أديت حقها ؟ قال : "ال وال بزفرة واحدة" أو كما قال. ثم قال البزار :7وسلم : هل )

(.8ال نعلمه يروى إال من هذا الوجه )قلت : والحسن بن أبي جعفر ضعيف ، والله أعلم.

ا ) �ين� غ�ف�ور� �ألو�اب �ان� ل �ه� ك �ن �ح�ين� ف�إ �وا ص�ال �ون �ك �ن ت �م إ ك �ف�وس� �م�ا ف�ي ن �م� ب �ع ل �م أ �ك ب ( {25} ر� ( منه البادرة إلى أبويه ، وفي نيته وقلبه أنه ال9قال سعيد بن جبير : هو الرجل تكون )

} �م ك �ف�وس� �م�ا ف�ي ن �م� ب �ع ل �م أ �ك ب يؤخذ به - وفي رواية : ال يريد إال الخير بذلك - فقال : } ر�ا { قال قتادة : للمطيعين أهل الصالة.10وقوله ]تعالى[ ) �ين� غ�ف�ور� �ألو�اب �ان� ل �ه� ك �ن ( : } ف�إ

وعن ابن عباس : المسبحين. وفي رواية عنه : المطيعين المحسنين. وقال بعضهم : هم الذين يصلون بين العشاءين. وقال بعضهم : هم الذين يصلون

(.11الضحى )�ه�[ ) �ن (12وقال شعبة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب في قوله : } ]ف�إ

ا { قال : الذي يصيب الذنب ثم يتوب ، ويصيب الذنب ثم يتوب. �ين� غ�ف�ور� �ألو�اب �ان� ل ك وكذا رواه عبد الرزاق ، عن الثوري ومعمر ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن المسيب

( المسيب ، به13نحوه ، وكذا رواه الليث وابن جريج ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن[ )وكذا قال عطاء بن يسار.

__________( في ت ، ف : "معدى كرب".1)( زيادة من ف ، أ.2)(.3661( وسنن ابن ماجة برقم )4/132( المسند )3)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.4)(.4/64( المسند )5)( في ف ، أ : "يزيد".6)

607

Page 9: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "فسأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : هل".7) ("كشف األستار" ووقع فيه : "وال بركزة" وفي مجمع1872( مسند البزار برقم )8)

الزوائد : "وال بركة".( في ت ، ف : "يكون".9)( زيادة من ت.10)( في ت : "الصبح".11)( في ت ، ف : "إنه" وهو خطأ.12)( زيادة من ف.13)

(5/67)

ا ) ذ�ير� �ب �ذ~ر ت �ب �يل� و�ال� ت ب ن� الس� ك�ين� و�اب م�س �ى ح�ق�ه� و�ال ب ق�ر �ت� ذ�ا ال �وا26و�آ �ان �ذ~ر�ين� ك م�ب �ن� ال ( إا ) �ف�ور� ~ه� ك ب �ر� ط�ان� ل ي �ان� الش� �اط�ين� و�ك ي �خ و�ان� الش� ( 27إ

وقال مجاهد ، وسعيد بن جبير : هم الراجعون إلى الخير.ا { قال : هو الذي �ين� غ�ف�ور� �ألو�اب �ان� ل �ه� ك �ن وقال مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله : } ف�إ

(.1إذا ذكر ذنوبه في الخالء فيستغفر الله منها. ووافقه على ذلك مجاهد ) وقال عبد الرزاق : أخبرنا محمد بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ، عن عبيد بن عمير ،

ا { قال : كنا نعد األواب الحفيظ ، أن يقول : �ين� غ�ف�ور� �ألو�اب �ان� ل �ه� ك �ن في قوله : } ف�إ(.3( في مجلسي هذا )2اللهم اغفر لي ما أصبت )

وقال ابن جرير : واألولى في ذلك قول من قال : هو التائب من الذنب ، الراجع عن(.4المعصية إلى الطاعة ، مما يكره الله إلى ما يحبه ويرضاه )

وهذا الذي قاله هو الصواب ؛ ألن األواب مشتق من األوب وهو الرجوع ، يقال : آب�ه�م { ] الغاشية : �اب �ي �ا إ ن �ي �ل �ن� إ [ ، وفي الحديث25فالن إذا رجع ، قال الله تعالى : } إ

( : آيبون5الصحيح ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رجع من سفر قال )(.6تائبون عابدون ، لربنا حامدون" )

ا ) ذ�ير� �ب �ذ~ر ت �ب �يل� و�ال ت ب ن� الس� ك�ين� و�اب م�س �ى ح�ق�ه� و�ال ب ق�ر �وا26} و�آت� ذ�ا ال �ان �ذ~ر�ين� ك م�ب �ن� ال ( إا ) �ف�ور� ~ه� ك ب �ر� ط�ان� ل ي �ان� الش� �اط�ين� و�ك ي �خ و�ان� الش� ( {.27إ

__________( في ف : "ووافقه مجاهد في ذلك".1)( في ت : "ما أحببت".2)(.1/320( تفسير عبد الرزاق )3)(.15/52( تفسير الطبري )4)( في ف ، أ : "يقول".5)( من حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما1797( رواه البخاري في صحيحه برقم )6)

(5/68)

608

Page 10: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا ) ور� س� �ه�م ق�و ال� م�ي ج�وه�ا ف�ق�ل ل �ر ~ك� ت ب ح م�ة� م�ن ر� �غ�اء� ر� ت ه�م� اب �ع ر�ض�ن� ع�ن �م�ا ت ( 28و�إ

ا ) ور� س� �ه�م ق�و ال م�ي ج�وه�ا ف�ق�ل ل �ر ~ك� ت ب ح م�ة� م�ن ر� �غ�اء� ر� ت ه�م� اب �ع ر�ض�ن� ع�ن �م�ا ت ( {28} و�إ لما ذكر تعالى بر الوالدين ، عطف بذكر اإلحسان إلى القرابة وصلة األرحام ، كما تقدم

في الحديث : "أمك وأباك ، ثم أدناك أدناك" وفي رواية : "ثم األقرب فاألقرب".( وينسأ له في أجله ، فليصل رحمه" )1وفي الحديث : "من أحب أن يبسط له رزقه )

2.) ( حدثنا3وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا عباد بن يعقوب ، حدثنا أبو يحيى التيمي )

فضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال لما نزلت ، هذه اآلية } و�آت� ذ�ا�ى ح�ق�ه� { دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها "فدك". ثم قال : ب ق�ر ال

( وحميد بن حماد بن أبي4ال نعلم حدث به عن فضيل بن مرزوق إال أبو يحيى التيمي )(.6( )5الخوار )

__________( في ت ، ف ، أ : "له في رزقه".1)(.2557( ومسلم في صحيحه برقم )5986( رواه البخاري في صحيحه برقم )2)( في ت : أبو نجي التمي" ، وفي ف : "التميمي".3)( في ت : "أبو نجي التميمي".4)( في ت ، ف ، أ : "الجوزاء".5)( "كشف األستار" وعطية العوفي متروك.2223( مسند البزار برقم )6)

(5/68)

وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده ؛ ألن اآلية مكية ، وفدك إنما فتحت مع خيبر سنةسبع من الهجرة فكيف يلتئم هذا مع هذا ؟!

وقد تقدم الكالم على المساكين وابن السبيل في "سورة براءة" بما أغنى عن إعادتههاهنا.

ا { لما أمر باإلنفاق نهى عن اإلسراف فيه ، بل يكون1قوله ]تعالى[ ) ذ�ير� �ب �ذ~ر ت �ب ( } و�ال ت�ان� وا و�ك �ر� �ق ت �م ي ر�ف�وا و�ل �س �م ي ف�ق�وا ل �ن �ذ�ا أ �ذ�ين� إ وسط�ا ، كما قال في اآلية األخرى : } و�ال

ن� ذ�ل�ك� ق�و�ام�ا { ] الفرقان : �ي [.67ب�اط�ين� { أي : ي �خ و�ان� الش� �وا إ �ان �ذ~ر�ين� ك م�ب �ن� ال ا عن التبذير والسرف : } إ ثم قال : منفر�

أشباههم في ذلك.وقال ابن مسعود : التبذير : اإلنفاق في غير حق. وكذا قال ابن عباس.

ا ، ولو أنفق مد�ا في وقال مجاهد : لو أنفق إنسان ماله كله في الحق ، لم يكن مبذر�ا. غير حقه كان تبذير�

( في معصية الله تعالى ، وفي غير الحق وفي الفساد.2وقال قتادة : التبذير : النفقة ) ث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد �ي وقال اإلمام أحمد : حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا ل

بن أبى هالل ، عن أنس بن مالك أنه قال : أتى رجل من بني تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني ذو مال كثير ، وذو أهل وولد وحاضرة ، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تخرج

609

Page 11: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

الزكاة من مالك ، فإنها طهرة تطهرك ، وتصل أقرباءك ، وتعرف حق السائل والجار�ى ح�ق�ه�4( ". فقال : يا رسول الله ، أقلل )3والمسكين ) ب ق�ر ( لي ؟ فقال : } و�آت� ذ�ا ال

ا { فقال : ) ذ�ير� �ب �ذ~ر ت �ب �يل� و�ال ت ب ن� الس� ك�ين� و�اب م�س ( : حسبي يا رسول الله ، إذا أديت5و�ال الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله وإلى رسوله ؟ فقال رسول الله صلى الله

عليه وسلم : "نعم ، إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها ، فلك أجرها ، وإثمها على(.6من بدلها" )

�اط�ين� { أي : في التبذير والسفه7وقوله ]تعالى[ ) ي �خ و�ان� الش� �وا إ �ان �ذ~ر�ين� ك م�ب �ن� ال ( } إا { أي : �ف�ور� ~ه� ك ب �ر� ط�ان� ل ي �ان� الش� وترك طاعة الله وارتكاب معصيته ؛ ولهذا قال : } و�كجحود�ا ؛ ألنه أنكر نعمة الله عليه ولم يعمل بطاعته ؛ بل أقبل على معصيته ومخالفته.

�ه�م ق�و ال8وقوله ]تعالى[ ) ج�وه�ا ف�ق�ل ل �ر ~ك� ت ب ح م�ة� م�ن ر� �غ�اء� ر� ت ه�م� اب �ع ر�ض�ن� ع�ن �م�ا ت ( } و�إا { أي : وإذا سألك أقاربك ومن أمرنا بإعطائهم وليس عندك شيء ، وأعرضت ور� س� م�يا { أي : عدهم وعد�ا بسهولة ، ولين إذا جاء ور� س� �ه�م ق�و ال م�ي عنهم لفقد النفقة } ف�ق�ل ل

ا { بالوعد : ور� س� �ه�م ق�و ال م�ي رزق الله فسنصلكم إن شاء الله ، هكذا فسر قوله } ف�ق�ل لمجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة وغير واحد.

__________( زيادة من ت.1)( في ف ، أ : "اإلنفاق".2)( في ت : "حق المسكين السائل والجار والمسكين".3)( في ت : "أتلك".4)( في ف : "قال"5)(.3/136( المسند )6)( زيادة من ت7)( زيادة من ت8)

(5/69)

ا ) ور� �ق ع�د� م�ل�وم�ا م�ح س� �س ط� ف�ت ب �ل� ال س�ط ه�ا ك �ب �ق�ك� و�ال� ت �ل�ى ع�ن �ة� إ �ول �د�ك� م�غ ل �ج ع�ل ي (29و�ال� تا ) �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� �ع�ب �ان� ب �ه� ك �ن �ق د�ر� إ اء� و�ي �ش� �م�ن ي ق� ل ز س�ط� الر~ �ب �ك� ي ب �ن� ر� ( 30إ

ا ) ور� �ق ع�د� م�ل�وم�ا م�ح س� �س ط� ف�ت ب �ل� ال س�ط ه�ا ك �ب �ق�ك� و�ال ت �ل�ى ع�ن �ة� إ �ول �د�ك� م�غ ل �ج ع�ل ي (29} و�ال تا ) �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� �ع�ب �ان� ب �ه� ك �ن �ق د�ر� إ اء� و�ي �ش� �م�ن ي ق� ل ز س�ط� الر~ �ب �ك� ي ب �ن� ر� ( {.30إ

�د�ك� �ج ع�ل ي ر�ف : } و�ال ت �ا عن الس� ا باالقتصاد في العيش ذام�ا للبخل ناهي يقول تعالى آمر��ا ، كما قالت اليهود �ق�ك� { أي : ال تكن بخيال منوع�ا ، ال تعطي أحد�ا شيئ �ل�ى ع�ن �ة� إ �ول م�غ ل

�ة� { ] المائدة : �ول �ه� م�غ ل �د� الل [ أي نسبوه إلى البخل ، تعالى64عليهم لعائن الله : } يوتقدس الكريم الوهاب.

�س ط� { أي : وال تسرف في اإلنفاق فتعطي فوق طاقتك ، ب �ل� ال س�ط ه�ا ك �ب وقوله : } و�ال تا. وتخرج أكثر من دخلك ، فتقعد ملوم�ا محسور�

وهذا من باب اللف والنشر أي : فتقعد إن بخلت ملوم�ا ، يلومك الناس ويذمونكويستغنون عنك كما قال زهير بن أبي س�لمى في المعلقة :

610

Page 12: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(1ومن كان ذا مال ويبخل بماله... على قومه يستغن عنه ويذمم ) ومتى بسطت يدك فوق طاقتك ، قعدت بال شيء تنفقه ، فتكون كالحسير ، وهو :

ا ) ( فإنها تسمى الحسير ،2الدابة التي قد عجزت عن السير ، فوقفت ضعف�ا وعجز�

ج�ع� �م� ار ى م�ن ف�ط�ور� ث �ر� �ص�ر� ه�ل ت ب ج�ع� ال وهو مأخوذ من الكالل ، كما قال تعالى : } ف�ارير� { ] الملك : �ا و�ه�و� ح�س� ئ �ص�ر� خ�اس� ب ك� ال �ي �ل ق�ل�ب إ �ن ن� ي �ي ت �ر� �ص�ر� ك ب [ أي : كليل عن4 ، 3ال

�ا. هكذا فسر هذه اآلية - بأن المراد هنا البخل والسرف - ابن عباس أن يرى عيبوالحسن وقتادة وابن جريج وابن زيد وغيرهم.

�اد ، عن األعرج ، عن أبي هريرة ؛ أنه ن وقد جاء في الصحيحين ، من حديث أبي الز~ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "مثل البخيل والمنفق ، كمثل رجلين

�غ�ت -3عليهما جبتان من حديد من ثدييهما ) ب ( إلى تراقيهما. فأما المنفق فال ينفق إال س��خفي بنانه وتعفو ) ( أثره. وأما البخيل فال يريد أن4أو : وفرت - على جلده ، حتى ت

�ا إال لزقت كل حلقة مكانها ، فهو يوسعها فال ) ( تتسع".5ينفق شيئ(.6هذا لفظ البخاري في الزكاة )

و�ة� ، عن زوجته فاطمة بنت المنذر ، عن جدتها وفي الصحيحين من طريق هشام بن ع�ر أسماء بنت أبي بكر قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنفقي هكذا

�وعي الله عليك ، وال توكي فيوكي الله عليك" وفي لفظ : �وع�ي ف�ي وهكذا وهكذا ، وال ت�حصي فيحصي الله عليك" ) (.7"وال ت

وفي صحيح مسلم من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله قال لي : أنفق

(.8أنفق عليك" )د ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ر~ وفي الصحيحين من طريق معاوية بن أبي م�ز�

رضي__________

(.30( البيت في ديوانه )ص1)( في ت ، ف : "عجزا وضعفا".2)( في أ : "من يديهما".3)( في ت ، ف : "يخفى بنانه ويعفو".4)( في ف : "وال".5) ( وليس في صحيح مسلم من طريق أبي الزناد ،1443( صحيح البخاري برقم )6)

وإنما هو فيه من طريق الحسن بن مسلم وعبد الله بن طاوس ، عن طاوس ، عن أبي(.1021هريرة برقم )

(1029( وصحيح مسلم برقم )1433( صحيح البخاري برقم )7)(.993( صحيح مسلم برقم )8)

(5/70)

ا ) �ير� �ب �ا ك �ان� خ�ط ئ �ه�م ك ل �ن� ق�ت �م إ �اك �ي ق�ه�م و�إ ز� �ر �ح ن� ن ق� ن �م ال� �ة� إ ي �م خ�ش د�ك و ال�� �وا أ �ل �ق ت ( 31و�ال� ت

611

Page 13: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من يوم يصبح العباد فيه إال وملكان ينزالن من السماء يقول أحدهما : اللهم أعط منفق�ا خلف�ا ، ويقول اآلخر : اللهم

�ا تلف�ا" ) (.1أعط ممسك ( عن أبيه ، عن أبي2وروى مسلم ، عن قتيبة ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن العالء )

ا ) ( ومن3هريرة مرفوع�ا : "ما نقص مال من صدقة ، وما زاد الله عبد�ا بعفو إال عز�(.4تواضع لله رفعه الله" )

ح ، فإنه أهلك من وفي حديث أبي كثير ، عن عبد الله بن عمرو مرفوع�ا : "إياكم والش� كان قبلكم ، أمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور

(.5ففجروا" ) وروى البيهقي من طريق سعدان بن نصر ، عن أبي معاوية ، عن األعمش ، ]عن ابن

( عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما يخرج رجل6بريدة[ )�ى سبعين شيطانا" ) ي �ح (.7صدقة ، حتى يفك ل

�ين ) ك ( بن عبد العزيز ، حدثنا8وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو عبيدة الحداد ، حدثنا س� إبراهيم الهجري ، عن أبي األحوص ، عن عبد الله بن مسعوده قال : قال رسول الله

(.9صلى الله عليه وسلم : "ما عال من اقتصد" )�ق د�ر� { إخبار أنه تعالى هو10وقوله ]تعالى[ ) اء� و�ي �ش� �م�ن ي ق� ل ز س�ط� الر~ �ب �ك� ي ب �ن� ر� ( } إ

الرزاق ، القابض الباسط ، المتصرف في خلقه بما يشاء ، فيغني من يشاء ، ويفقر منا { أي : �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� �ع�ب �ان� ب �ه� ك �ن يشاء ، بما له في ذلك من الحكمة ؛ ولهذا قال : } إ

( ، كما جاء في الحديث : "إن11خبير بصير بمن يستحق الغنى ومن يستحق الفقر ) من عبادي من ال يصلحه إال الفقر ، ولو أغنيته ألفسدت عليه دينه ، وإن من عبادي لمن

ال يصلحه إال الغنى ، ولو أفقرته ألفسدت عليه دينه".ا ، والفقر عقوبة عياذ�ا بالله من هذا وقد يكون الغنى في حق بعض الناس استدراج�

وهذا.ا ) �ير� �ب �ا ك �ان� خ�ط ئ �ه�م ك ل �ن� ق�ت �م إ �اك �ي ق�ه�م و�إ ز� �ر �ح ن� ن �م الق� ن �ة� إ ي �م خ�ش و الد�ك

� �وا أ �ل �ق ت ( {31} و�ال ت هذه اآلية الكريمة دالة على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالد بولده ؛ ألنه ينهى

(12]تعالى[ )__________

(.1010( وصحيح مسلم برقم )1442( صحيح البخاري برقم )1)( في ف : "عن العالء بن عبد الرحمن".2)( في ت ، ف ، أ : "إال غنى".3)(.2588( صحيح مسلم برقم )4) ( وابن حبان1698( وأبو داود في السنن برقم )2/159( رواه أحمد في المسند )5)

( "موارد" من طرق عن شعبة عن عمرو بن مرة ، عن عبد1580في صحيحه برقم )الله بن الحارث ، عن أبي كثير الزبيدي به.

( زيادة من ف ، أ ، والسنن الكبرى ، وصحيح ابن خزيمة.6) ( من طريق2457( ورواه ابن خزيمة في صحيحه برقم )4/187( السنن الكبرى )7)

محمد المخزومي ، عن أبي معاوية ، به ، وقال : "إن صح الخبر ، فإني ال أقف هلسمع األعمش من ابن بريدة أم ال".

( في ت : "مسكين" ، وفي ف ، أ : "سكن".8) ( : "فيه إبراهيم بن مسلم10/252( وقال الهيثمي في المجمع )1/447( المسند )9)

الهجري وهو ضعيف".

612

Page 14: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ت.10)( في ف ، أ : "بمن يستحق الفقر ومن يستحق الغنى".11)( زيادة من ت ، ف ، أ.12)

(5/71)

�يال� ) ب اء� س� ة� و�س� �ان� ف�اح�ش� �ه� ك �ن �ا إ ن �وا الز~ ب �ق ر� ( 32و�ال� ت

عن قتل األوالد ، كما أوصى باألوالد في الميراث ، وكان أهل الجاهلية ال يورثون ( عن ذلك1البنات ، بل كان أحدهم ربما قتل ابنته لئال تكثر عيلته ، فنهى الله ]تعالى[ )

�م الق� { أي : خوف أن تفتقروا في ثاني الحال ؛ �ة� إ ي �م خ�ش و الد�ك� �وا أ �ل �ق ت فقال : } و�ال ت

�م { وفي األنعام ) �اك �ي ق�ه�م و�إ ز� �ر �ح ن� ن ( } و�ال2ولهذا قدم االهتمام برزقهم فقال : } ن( �اه�م �ي �م و�إ ق�ك ز� �ر �ح ن� ن �م الق� { أي : من فقر } ن �م م�ن إ و الد�ك

� �وا أ �ل �ق ت ( { ] األنعام :3ت151.]

�ا عظيم�ا. ا { أي : ذنب �ير� �ب �ا ك �ان� خ�ط ئ �ه�م ك ل �ن� ق�ت وقوله : } إا" وهو بمعناه. � كبير� وقرأ بعضهم : "كان خ�ط�أ

وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال : "أن تجعل لله ند�ا وهو خلقك". قلت : ثم أي ؟ قال : "أن تقتل ولدك خشية أن

�ط ع�م� معك". قلت : ثم أي ؟ قال : "أن تزاني بحليلة ) (.5( جارك" )4ي�يال ) ب اء� س� ة� و�س� �ان� ف�اح�ش� �ه� ك �ن �ا إ ن �وا الز~ ب �ق ر� ( {.32} و�ال ت

�ا عباده عن الزنا وعن مقاربته ، وهو مخالطة أسبابه ) ( ودواعيه } و�ال6يقول تعالى ناهي�يال { أي : وبئس طريق�ا ب اء� س� �ا عظيم�ا } و�س� ة� { أي : ذنب �ان� ف�اح�ش� �ه� ك �ن �ا إ ن �وا الز~ ب �ق ر� ت

�ا. ومسلك وقد قال اإلمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا جرير ، حدثنا سليم بن عامر ، عن

�ا أتى النبي ) ( صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول7أبي أمامة قال : إن فتى شاب الله ، ائذن لي بالزنا. فأقبل القوم عليه فزجروه ، وقالوا : م�ه م�ه . فقال : "ادنه". فدنا

�ا ) ( اجلس". فجلس ، قال : "أتحبه ألمك ؟" قال : ال والله ،9( فقال )8منه قريب جعلني الله فداك. قال : "وال الناس يحبونه ألمهاتهم". قال : "أفتحبه البنتك" ؟ قال : ال

والله يا رسول الله ، جعلني الله فداك. قال : "وال الناس يحبونه لبناتهم" ، قال : "أتحبه ألختك" ؟ قال : ال والله ، جعلني الله فداك. قال : "وال الناس يحبونه

ألخواتهم" ، قال : "أفتحبه لعمتك" ؟ قال : ال والله جعلني الله فداك. قال : "وال الناس يحبونه لعماتهم" قال : "أفتحبه لخالتك" ؟ قال : ال والله ، جعلني الله فداك. قال : "وال

الناس يحبونه لخاالتهم" قال : فوضع يده عليه وقال : "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه(.11( فرجه" قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء )10وحصن )

�ة� ، عن أبي بكر بن أبي12وقال ) �قي ( ابن أبي الدنيا : حدثنا عمار بن نصر ، حدثنا ب مريم ، عن الهيثم بن مالك الطائي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما من

ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة__________

( زيادة من ف ، أ.1)

613

Page 15: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت ، ف ، أ : "وقال في سورة األنعام".2)( في ت : "نرزقهم وإياكم" وهو خطأ.3)( في ف : "خليلة" ، وفي أ : "حليلة".4)(.68( وصحيح مسلم برقم )4477( صحيح البخاري برقم )5)( في ت : "أشباهه".6)( في ت : "أتى إلى النبي".7)( في ف : "قريبا منه".8)( في ت : "فقال له".9)( في ف : "وأحصن"10)(.5/356( المسند )11)( في ف ، أ : "قال".12)

(5/72)

�ا ل ط�ان ~ه� س� �ي �و�ل �ا ل ن �ل� م�ظ ل�وم�ا ف�ق�د ج�ع�ل ح�ق~ و�م�ن ق�ت �ال �ال� ب �ه� إ م� الل �ي ح�ر� �ت �ف س� ال �وا الن �ل �ق ت و�ال� تا ) ص�ور� �ان� م�ن �ه� ك �ن ل� إ ق�ت ر�ف ف�ي ال �س ( 33ف�ال� ي

(.1وضعها رجل في رحم ال يحل له" )�ا ل ط�ان ~ه� س� �ي �و�ل �ا ل ن ع�ل �ل� م�ظ ل�وم�ا ف�ق�د ج� ح�ق~ و�م�ن ق�ت �ال �ال ب �ه� إ م� الل �ي ح�ر� �ت �ف س� ال �وا الن �ل �ق ت } و�ال ت

ا ) ص�ور� �ان� م�ن �ه� ك �ن ل� إ ق�ت ر�ف ف�ي ال �س ( {33ف�ال ي�ا عن قتل النفس بغير حق شرعي ، كما ثبت في الصحيحين ؛ أن يقول تعالى ناهي

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ال يحل دم امرئ مسلم يشهد أن ال إله إال الله وأن محمدا رسول الله إال بإحدى ثالث : النفس بالنفس ، والزاني المحصن ، والتارك

(.2لدينه المفارق للجماعة" )( ".3وفي السنن : "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم )

�ا { أي : سلطة على القاتل ، فإنه ل ط�ان ~ه� س� �ي �و�ل �ا ل ن ع�ل �ل� م�ظ ل�وم�ا ف�ق�د ج� وقوله : } و�م�ن ق�ت�ا ، بالخيار فيه إن شاء قتله ق�ود�ا ، وإن شاء عفا عنه على الدية ، وإن شاء عفا عنه مجان

كما ثبتت السنة بذلك. وقد أخذ اإلمام الحبر ابن عباس من عموم هذه اآلية الكريمة والية معاوية السلطنة ، وأنه سيملك ؛ ألنه كان ولي عثمان ، وقد قتل عثمان مظلوم�ا ،

�ا ، رضي الله عنه ، أن يسلمه قتلته حتى رضي الله عنه ، وكان معاوية يطالب علي ( حتى4يقتص منهم ؛ ألنه أموي ، وكان علي ، رضي الله عنه ، يستمهله في األمر )

( معاوية ذلك5يتمكن ويفعل ذلك ، ويطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى )�ا هو وأهل الشام ، ثم مع المطاولة تمكن معاوية حتى يسلمه القتلة ، وأبى أن يبايع علي

( ابن عباس واستنبط من هذه اآلية الكريمة. وهذا من6وصار األمر إليه كما تفاءل )األمر العجب وقد روى ذلك الطبراني في معجمه حيث قال :

ة� بن ربيعة ، عن حدثنا يحيى بن عبد الباقي ، حدثنا أبو عمير بن النحاس ، حدثنا ض�م ر�مي قال : كنا في سمر ابن عباس فقال ه د�م الج�ر ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن ز�

: إني محدثكم حديثا ليس بسر وال عالنية ؛ إنه لما كان من أمر هذا الرجل ما كان - يعني عثمان - قلت لعلي : اعتزل فلو كنت في جحر طلبت حتى تستخرج ، فعصاني ،

614

Page 16: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ل� م�ظ ل�وم�ا ف�ق�د وايم الله ليتأمرن عليكم معاوية ، وذلك أن الله تعالى يقول : } و�م�ن ق�ت ل� { اآلية ) ق�ت ر�ف ف�ي ال �س �ا ف�ال ي ل ط�ان ~ه� س� �ي �و�ل �ا ل ن ع�ل ( قريش على سنة8( وليحملنكم )7ج�

فارس والروم وليقيمن عليكم النصارى واليهود والمجوس ، فمن أخذ منكم يومئذ بما�ع ر�ف نجا ، ومن ترك وأنتم تاركون ، كنتم كقرن من القرون ، هلك فيمن هلك ) (.9ي

ل� { قالوا : معناه : فال يسرف الولي في10وقوله ]تعالى[ ) ق�ت ر�ف ف�ي ال �س ( } ف�ال يقتل القاتل بأن يمثل به أو يقتص من غير القاتل.

__________ ( وفيه ثالث علل : األولى : تدليس بقية. الثانية :137( الورع البن أبي الدنيا برقم )1)

ابن أبي مريم ضعيف. الثالثة : اإلرسال. أ. هـ مستفادا من حاشية األستاذ محمد من سورة الفرقان.68الحمود ، وسيأتي الحديث عند تفسير اآلية :

( من حديث ابن مسعود1676( وصحيح مسلم برقم )6878( صحيح البخاري برقم )2)، رضي الله عنه.

( في أ : "المسلم".3)( في ت : "األمور".4)( في ف : "فأبى".5)( في ت ، ف ، أ : "قال".6)( في ت ، ف ، أ : )إنه كان منصورا( "7)( في ت : "يتحملنكم".8) ( : "وفيه من لم7/235( وقال الهيثمي في المجمع )10/320( المعجم الكبير )9)

أعرفهم".( زيادة من ت.10)

(5/73)

�ان� ع�ه د� ك �ن� ال ع�ه د� إ �ال و ف�وا ب� د�ه� و�أ �ش� �غ� أ ل �ب �ى ي ت ن� ح� �ح س� �ي ه�ي� أ �ت �ال �ال� ب � إ �يم �ت ي �وا م�ال� ال ب �ق ر� و�ال� ت

�وال� ) ئ �ح س�ن�34م�س ر� و�أ ي � ذ�ل�ك� خ� �ق�يم ت م�س ق�س ط�اس� ال �ال �وا ب �م و�ز�ن ت �ل �ذ�ا ك ل� إ �ي ك و ف�وا ال� ( و�أ

و�يال� ) �أ ه�35ت �ان� ع�ن �ك� ك �ئ �ول �ل� أ ف�ؤ�اد� ك �ص�ر� و�ال ب م ع� و�ال �ن� الس� م� إ ل �ه� ع� س� ل�ك� ب �ي �ق ف� م�ا ل ( و�ال� ت

�وال� ) ئ ( 36م�س

ا. �ا قدر� ا { أي أن الولي منصور على القاتل شرع�ا ، وغالب ص�ور� �ان� م�ن �ه� ك �ن وقوله : } إ�ان� ع�ه د� ك �ن� ال ع�ه د� إ �ال و ف�وا ب

� د�ه� و�أ �ش� �غ� أ ل �ب �ى ي ت ن� ح� �ح س� �ي ه�ي� أ �ت �ال �ال ب � إ �يم �ت ي �وا م�ال� ال ب �ق ر� } و�ال ت�وال ) ئ �ح س�ن�34م�س ر� و�أ ي � ذ�ل�ك� خ� �ق�يم ت م�س ق�س ط�اس� ال �ال �وا ب �م و�ز�ن ت �ل �ذ�ا ك ل� إ �ي ك و ف�وا ال

� ( و�أو�يال )

�أ ( {.35ت�ح س�ن� { أي : ال تتصرفوا له إال �ي ه�ي� أ �ت �ال �ال ب � إ �يم �ت ي �وا م�ال� ال ب �ق ر� يقول تعالى : } و�ال ت

ا { ] النساء : �ير� �ب �ا ك �ان� ح�وب �ه� ك �ن �م إ �ك م و�ال� �ل�ى أ �ه�م إ م و�ال

� �وا أ �ل ك �أ [ و } ال2بالغبطة } و�ال ت �ل ك �أ ي ا ف�ل �ان� ف�ق�ير� �ع ف�ف و�م�ن ك ت �س ي �ا ف�ل �ي �ان� غ�ن وا و�م�ن ك �ر� ب �ك ن ي

� ا أ �د�ار� اف�ا و�ب ر� �س �ل�وه�ا إ ك �أ توف� { ] النساء : م�ع ر� �ال [.6ب

وقد جاء في صحيح مسلم ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألبي ذر : "يا أبان على اثنين ، وال تولين م�ر�

� �أ ذر ، إني أراك ضعيف�ا ، وإني أحب لك ما أحب لنفسي : ال ت

615

Page 17: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.2( " )1مال يتيم ) ع�ه د� { أي الذي تعاهدون عليه الناس والعقود التي3وقوله ]تعالى[ ) �ال و ف�وا ب

� ( : } و�أ�ان� ع�ه د� ك �ن� ال تعاملونهم بها ، فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه } إ

�وال { أي : عنه. ئ م�س�م { أي : من غير تطفيف ، وال تبخسوا4وقوله ]تعالى[ ) ت �ل �ذ�ا ك ل� إ �ي ك و ف�وا ال

� ( : } و�أ ق�س ط�اس� { قرئ بضم القاف وكسرها ، كالقرطاس وهو �ال �وا ب الناس أشياءهم. } و�ز�ن

الميزان. وقال مجاهد : هو العدل بالرومية.� { أي : الذي ال اعوجاج فيه وال انحراف وال اضطراب. �ق�يم ت م�س وقوله : } ال

و�يال { أي : �أ ن� ت �ح س� ر� { أي : لكم في معاشكم ومعادكم ؛ ولهذا قال : } و�أ ي } ذ�ل�ك� خ�

�ا في آخرتكم. مآال ومنقلب�ا وعاقبة. وأما ابن و�يال { أي : خير ثواب

�أ ن� ت �ح س� ر� و�أ ي قال : سعيد ، عن قتادة : } ذ�ل�ك� خ� عباس كان يقول : يا معشر الموالي ، إنكم وليتم أمرين بهما هلك الناس قبلكم : هذا

المكيال ، وهذا الميزان. قال وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "ال يقدر رجل على حرام ثم يدعه ، ليس به إال مخافة الله ، إال أبدله الله في عاجل الدنيا

(.5قبل اآلخرة ما هو خير له من ذلك" )�وال ) ئ ه� م�س �ان� ع�ن �ك� ك �ئ �ول �ل� أ ف�ؤ�اد� ك �ص�ر� و�ال ب م ع� و�ال �ن� الس� م� إ ل �ه� ع� س� ل�ك� ب �ي �ق ف� م�ا ل } و�ال ت

36.} )__________

( في ت : "بخيل".1)(.1826( صحيح مسلم برقم )2)( زيادة من ت.3)( زيادة من ت.4) ( عن أبي قتادة وأبي الدهماء عن رجل من أهل5/78( وقد جاء في مسند أحمد )5)

البادية ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال : "إنك ال تدع شيئا اتقاء الله ،عز وجل ، إال أعطاك الله خيرا منه".

(5/74)

�ال� ط�وال� ) ب ج� �غ� ال ل �ب �ن ت ر ض� و�ل� �خ ر�ق� األ �ن ت �ك� ل �ن ا إ ح� ر ض� م�ر�

� �م ش� ف�ي األ �ل� ذ�ل�ك�37و�ال� ت ( كوه�ا ) ر� ~ك� م�ك ب د� ر� ن �ه� ع� ~ئ ي �ان� س� ( 38ك

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : يقول : ال تقل.م أحد�ا بما ليس لك به علم. �ر وقال العوفي عنه : ال ت

وقال محمد بن الح�نفية : يعني شهادة الزور. وقال قتادة : ال تقل : رأيت ، ولم تر ، وسمعت ، ولم تسمع ، وعلمت ، ولم تعلم ؛ فإن

الله سائلك عن ذلك كله. ومضمون ما ذكروه : أن الله تعالى نهى عن القول بال علم ، بل بالظن الذي هو التوهم م� { ] الحجرات : �ث �ع ض� الظ�ن~ إ �ن� ب ا م�ن� الظ�ن~ إ �ير� �ث �وا ك �ب �ن ت والخيال ، كما قال تعالى : } اج

(. وفي سنن أبي1 [ ، وفي الحديث : "إياكم والظن ؛ فإن الظن أكذب� الحديث" )12

616

Page 18: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ى أن2داود : "بئس مطية� الرجل : زعموا" ) ( ، وفي الحديث اآلخر : "إن أفرى الف�ر��ر�ي ) �لف يوم القيامة أن4( عينيه ما لم تريا" )3ي (. وفي الصحيح : "من تحلم حلما ك

عيرتين ، وليس بعاقد ) (.6( )5يعقد بين ش� ه� �ان� ع�ن �ك� { أي : هذه الصفات من السمع والبصر والفؤاد } ك �ئ �ول �ل� أ وقوله : } ك

�سأل ) �وال { أي : سيسأل العبد عنها يوم القيامة ، وت ئ ( عنه وعما عمل فيها. ويصح7م�س(.8استعمال "أولئك" مكان "تلك" ، كما قال الشاعر )

�ام... �ك� األي �ع د� أولئ ش ب ع�ي ~و�ى... و�ال �ع د� م�نزلة الل �ازل� ب ذ�م� الم�ن�ال� ط�وال ) ب ج� �غ� ال ل �ب �ن ت �خ ر�ق� األر ض� و�ل �ن ت �ك� ل �ن ا إ ح� �م ش� ف�ي األر ض� م�ر� �ل� ذ�ل�ك�37} و�ال ت ( ك

وه�ا ) ر� ~ك� م�ك ب د� ر� ن �ه� ع� ~ئ ي �ان� س� ( {.38كح�ا �م ش� ف�ي األر ض� م�ر� �ر والتبختر في المشية : } و�ال ت ب �ج� �ا عباده ، عن الت يقول تعالى ناهي�خ ر�ق� األر ض� { أي : لن تقطع األرض �ن ت �ك� ل �ن �ارين } إ ب ا متمايال مشي الج� { أي : متبختر�

ؤبة بن الع�ج�اج : 9بمشيتك ) ( قاله ابن جرير ، واستشهد عليه بقول ر�( �م األع م�اق خ�اوي الم�خترق (10وق�ات

�ال� ط�وال { أي : بتمايلك وفخرك وإعجابك11وقوله ]تعالى[ ) ب ج� �غ� ال ل �ب �ن ت ( : } و�لبنفسك ، بل قد

__________ ( من2563( ومسلم في صحيحه برقم )6066( رواه البخاري في صحيحه برقم )1)

حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه.(.4972( برقم )2)( في ف ، أ : "يرى الرجل".3)( من حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما.7043( رواه البخاري في صحيحه برقم )4)( في ف : "بفاعل".5)( معلقا ، ووصله النسائي في السنن )7042( رواه البخاري في صحيحه برقم )6)

( من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه.8/215( في ت : "ويسأل".7)(.15/62( هو جرير بن عطية ، والبيت في تفسير الطبري )8)( في ت ، ف : "بمشيك".9)(.15/63( تفسير الطبري )10)( زيادة من ت.11)

(5/75)

( قصده. كما ثبت في الصحيح : "بينما رجل يمشي فيمن1يجازى فاعل ذلك بنقيض )د�ان يتبختر فيهما ، إذ خ�س�ف به األرض ، فهو يتجلجل ) �ر ( فيها2كان قبلكم ، وعليه ب

(.3إلى يوم القيامة" ) ( عن قارون أنه خرج على قومه في زينته ، وأن الله5( أخبر الله ]تعالى[ )4وكذلك )

تعالى خسف به وبداره األرض ، وفي الحديث : "من تواضع لله رفعه الله ، فهو في نفسه حقير وعند الناس كبير ، ومن استكبر وضعه الله ، فهو في نفسه كبير وعند

(.6الناس حقير ، حتى لهو أبغض إليهم من الكلب أو الخنزير" )

617

Page 19: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب "الخمول والتواضع" : حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير ، حدثنا حجاج بن محمد ، بن أبي بكر الهذلي قال : بينما نحن مع الحسن ، إذ م�ر

�ض�د )7عليه ابن األهتم ) �اب� خ�ز� قد ن ( بعضها فوق بعض8( - يريد المنصور - وعليه جب على ساقه ، وانفرج عنها قباؤه ، وهو يمشي ويتبختر ، إذ نظر إليه الحسن نظرة

ق فقال : أف أف ، شامخ بأنفه ، ثان عطفه ، مصعر خده ، ينظر في عطفيه ، أي� ح�م�ي�ع�م غير مشكورة وال مذكورة ، غير المأخوذ بأمر الله فيها ، وال ينظر في عطفه في ن

المؤد�ى حق� الله منها! والله إن يمشي أحدهم طبيعته يتلجلج تلجلج المجنون ، في كل ( فرجع يعتذر إليه ، فقال :9عضو منه نعمة ، وللشيطان به لعنة ، فسمعه ابن األهتم )

�م ش� ف�ي األر ض� ال تعتذر إلي ، وتب إلى ربك ، أما سمعت قول الله تعالى : } و�ال ت�ال� ط�وال { ) ب ج� �غ� ال ل �ب �ن ت �خ ر�ق� األر ض� و�ل �ن ت �ك� ل �ن ا إ ح� (.10م�ر�

ورأى البختري� العابد� رجال من آل علي يمشي وهو يخط�ر في مشيته ، فقال له : ياهذا ، إن الذي أكرمك به لم تكن هذه مشيته! قال : فتركها الرجل بعد.

�ا. ورأى ابن عمر رجال يخطر في مشيته ، فقال : إن للشياطين إخوان�د�ه من سائر ) جل ي � ( جسده.11وقال : خالد بن م�ع دان : إياكم والخ�ط ر ، فإن الر

رواهما ابن أبي الدنيا. (12وقال : ابن أبي الدنيا : حدثنا خلف بن هشام البزار ، حدثنا حماد بن زيد ، عن )

�ح�ن�س قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا يحيى ، عن سعيد ، عن يمشت أمتي المطيطاء ، وخدمتهم فارس والروم ،

__________( في ت : "ببعض".1)( في ت : "يتخلل".2) ( من حديث أبي2088( وصحيح مسلم برقم )5789( صحيح البخاري برقم )3)

هريرة ، رضي الله عنه.( في أ : "ولذلك".4)( زيادة من ف.5) ( من طريق2/110( والخطيب في تاريخ بغداد )7/129( رواه أبو نعيم في الحلية )6)

سعيد بن سالم ، عن الثوري عن األعمش ، عن إبراهيم بن عابس ، عن ربيعة ، عن عمر بن الخطاب بنحوه وقال : "غريب من حديث الثوري ، تفرد به سعيد بن سالم ،

وهو كذاب". ( في هـ ، ت ، ف : "ابن األهيم" ، والصواب ما أثبتناه من الخمول والتواضع البن7)

أبي الدنيا.( في ت ، ف : "فضل".8)( في هـ ت ، ف : "ابن األهيم" ، والصواب ما أثبتناه من الخمول والتواضع.9)(.237( الخمول والتواضع برقم )10)( في ت ، ف ، أ : "من دون سائر".11)( في ف : "بن".12)

(5/76)

618

Page 20: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.1سلط بعضهم على بعض" )وه�ا { أما من قرأ "سيئة" أي : ر� ~ك� م�ك ب د� ر� ن �ه� ع� ~ئ ي �ان� س� �ل� ذ�ل�ك� ك وقوله تعالى : } ك

�ة� ي �م خ�ش و الد�ك� �وا أ �ل �ق ت فاحشة. فمعناه عنده : كل هذا الذي نهينا عنه ، من قوله : } و�ال ت

وه�ا { عند الله ، ال يحبه وال يرضاه. ر� �م الق� { إلى هاهنا ، فهو سيئة مؤاخذ عليها } م�ك إ�ه� { على اإلضافة فمعناه عنده : كل هذا الذي ذكرناه من قوله : ~ئ ي وأما من قرأ } س�

�اه� { إلى هاهنا فسيئه ، أي : فقبيحه مكروه ) �ي �ال إ �د�وا إ �ع ب ال ت� �ك� أ ب ( عند الله ،2} و�ق�ض�ى ر�

(.3هكذا وج�ه ذلك ابن جرير ، رحمه الله )__________

( وهو مرسل ، وجاء من حديث ابن عمر رضي الله249( الخمول والتواضع برقم )1) ( من طريق زيد بن الحباب عن موسى2261عنهما ، رواه الترمذي في السنن برقم )

بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عنه ، ولفظ آخره "سلط الله شرارها على خيارها"وقال الترمذي : "هذا حديث غريب"

( في ت ، ف ، أ : "قبيحه مكروها".2)(.15/63( تفسير الطبري )3)

(5/77)

�م� م�ل�وم�ا ه�ن ق�ى ف�ي ج� �ل �خ�ر� ف�ت �ه�ا آ �ل �ه� إ �ج ع�ل م�ع� الل م�ة� و�ال� ت ح�ك �ك� م�ن� ال ب ك� ر� �ي �ل و ح�ى إ� ذ�ل�ك� م�م�ا أا ) �ق�ول�ون� ق�و ال� ع�ظ�يم�ا39م�د ح�ور� �ت �م ل �ك �ن �ا إ �اث �ن �ة� إ �ك ئ م�ال� �خ�ذ� م�ن� ال �ين� و�ات �ن ب �ال �م ب �ك ب �م ر� ص ف�اك

� �ف�أ ( أ(40 )

�م� ه�ن ق�ى ف�ي ج� �ل �ه�ا آخ�ر� ف�ت �ل �ه� إ �ج ع�ل م�ع� الل م�ة� و�ال ت ح�ك �ك� م�ن� ال ب ك� ر� �ي �ل و ح�ى إ� } ذ�ل�ك� م�م�ا أ

ا ) ( {.39م�ل�وم�ا م�د ح�ور� يقول تعالى : هذا الذي أمرناك به من األخالق الجميلة ، ونهيناك عنه من الصفات

الرذيلة ، مما أوحينا إليك يا محمد لتأمر به الناس.�م� م�ل�وم�ا { أي : تلومك نفسك ]ويلومك ه�ن ق�ى ف�ي ج� �ل �ه�ا آخ�ر� ف�ت �ل �ه� إ �ج ع�ل م�ع� الل } و�ال ت

ا {. قال ابن عباس وقتادة : مطرود�ا.1الله[ ) ( والخلق. } م�د ح�ور� والمراد من هذا الخطاب األمة بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ فإنه صلوات

الله وسالمه عليه معصوم.�ق�ول�ون� ق�و ال ع�ظ�يم�ا ) �ت �م ل �ك �ن �ا إ �اث �ن �ة� إ �ك م�الئ �خ�ذ� م�ن� ال �ين� و�ات �ن ب �ال �م ب �ك ب �م ر� ص ف�اك

� �ف�أ ( {.40} أ ( الزاعمين - عليهم لعائن الله - أن2يقول تعالى راد�ا على المشركين الكاذبين )

�ا ، ثم اد�عوا أنهم بنات المالئكة بنات� الله ، فجعلوا المالئكة الذين هم عباد الرحمن إناث ( خطأ عظيم�ا ، قال تعالى3الله ، ثم عبدوهم فأخطئوا في كل من المقامات الثالث )

�ة� �ك م�الئ �خ�ذ� م�ن� ال �ين� { أي : خصصكم بالذكور } و�ات �ن ب �ال �م ب �ك ب �م ر� ص ف�اك� �ف�أ ا عليهم : } أ منكر�

�م �ك �ن �ا { أي : اختار لنفسه على زعمكم البنات ؟ ثم شدد اإلنكار عليهم فقال : } إ �اث �ن إ�ق�ول�ون� ق�و ال ع�ظ�يم�ا { أي : في زعمكم لله ولد�ا ، ثم جع لكم ولده اإلناث التي تأنفون ) �ت ل

ى. وقال ]الله[ )4 �ن� لكم ، وربما قتلتموه�ن بالوأد ، فتلك إذا قس مة ض�يز� �ك (5( أن ي ه� ن� م�ن �ف�ط�ر �ت م�او�ات� ي �اد� الس� �ك �د�ا* ت �ا إ ئ ي �م ش� ت ئ �ق�د ج� �د�ا * ل ح م�ن� و�ل �خ�ذ� الر� �وا ات تعالى : } و�ق�ال�خ�ذ� �ت �ن ي ح م�ن� أ �لر� �غ�ي ل ب �ن �د�ا* و�م�ا ي ح م�ن� و�ل �لر� �ن د�ع�و ا ل �ال� ه�د�ا* أ ب ج� �خ�ر� ال ق� األر ض� و�ت ش� �ن و�ت

619

Page 21: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ح ص�اه�م و�ع�د�ه�م �ق�د أ د�ا* ل ح م�ن� ع�ب �ي الر� �ال آت م�او�ات� و�األر ض� إ �ل� م�ن ف�ي الس� �ن ك �د�ا* إ و�لد�ا { ] مريم : �ام�ة� ف�ر ق�ي �و م� ال �يه� ي �ه�م آت �ل [.95 - 88ع�د�ا* و�ك

__________( زيادة من ت ، ف ، أ.1)( في ف : "المكذبين".2)( في ت ، ف : "الثالث المقامات".3)( في ت : "تألفون".4)( زيادة من ف.5)

(5/77)

ا ) �ف�ور� �ال� ن �ز�يد�ه�م إ وا و�م�ا ي �ر� �ذ�ك �ي ن� ل� آ ق�ر �ا ف�ي ه�ذ�ا ال ف ن �ق�د ص�ر� �ه�ة�41و�ل �ل �ان� م�ع�ه� آ �و ك ( ق�ل ل

�يال� ) ب ع�ر ش� س� �ل�ى ذ�ي ال �غ�و ا إ ت ب �ذ�ا ال� �ون� إ �ق�ول �م�ا ي �و�ا42ك �ق�ول�ون� ع�ل �ع�ال�ى ع�م�ا ي �ه� و�ت ان ح� ب ( س�ا ) �ير� �ب ~ح�43ك ب �س� �ال� ي ي ء� إ �ن م�ن ش� ر ض� و�م�ن ف�يه�ن� و�إ

� ع� و�األ ب م�و�ات� الس� �ه� الس� ~ح� ل ب �س� ( تا ) �يم�ا غ�ف�ور� ل �ان� ح� �ه� ك �ن �يح�ه�م إ ب �س �ف ق�ه�ون� ت �ك�ن ال� ت �ح�م د�ه� و�ل ( 44ب

ا ) �ف�ور� �ال ن �ز�يد�ه�م إ وا و�م�ا ي �ر� �ذ�ك �ي آن� ل ق�ر �ا ف�ي ه�ذ�ا ال ف ن �ق�د ص�ر� ( {.41} و�ل�ا ) ف ن �ق�د ص�ر� وا )1يقول تعالى : } و�ل �ر� �ذ�ك �ي آن� ل ق�ر ( { أي : صرفنا فيه من2( ف�ي ه�ذ�ا ال

( عما هم3الوعيد لعلهم يذكرون ما فيه من الحجج والبينات والمواعظ ، فينزجروا )ا { �ف�ور� �ال ن �ز�يد�ه�م { أي : الظالمين منهم } إ فيه من الشرك والظلم واإلفك ، } و�م�ا ي

أي : عن الحق ، وبعد�ا منه.�يال ) ب ع�ر ش� س� �ل�ى ذ�ي ال �غ�و ا إ ت �ذ�ا الب �ون� إ �ق�ول �م�ا ي �ه�ة� ك �ان� م�ع�ه� آل �و ك �ه�42} ق�ل ل ان ح� ب ( س�

ا ) �ير� �ب �و�ا ك �ق�ول�ون� ع�ل �ع�ال�ى ع�م�ا ي ( {.43و�ت يقول تعالى : قل يا محمد لهؤالء المشركين الزاعمين أن لله شريكا من خلقه ،

العابدين معه غيره ليقربهم إليه زلفى : لو كان األمر كما تقولون ، وأن معه آلهة تعبد لتقرب إليه وتشفع لديه - لكان أولئك المعبودون يعبدونه ويتقربون إليه ويبتغون إليه الوسيلة والقربة ، فاعبدوه أنتم وحده كما يعبده من تدعونه من دونه ، وال حاجة لكم إلى معبود يكون واسطة بينكم وبينه ، فإنه ال يحب ذلك وال يرضاه ، بل يكرهه ويأباه.

وقد نهى عن ذلك على ألسنة جميع رسله وأنبيائه.�ق�ول�ون� { أي : هؤالء �ع�ال�ى ع�م�ا ي �ه� و�ت ان ح� ب ثم نزه نفسه الكريمة وقد�سها فقال : } س�

ا { أي : �ير� �ب �و�ا ك المشركون المعتدون الظالمون في زعمهم أن معه آلهة أخرى } ع�ل�ف�و�ا أحد. �ا كبيرا ، بل هو الله األحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له ك تعالي

�ك�ن ال �ح�م د�ه� و�ل ~ح� ب ب �س� �ال ي ي ء� إ �ن م�ن ش� ع� و�األر ض� و�م�ن ف�يه�ن� و�إ ب م�او�ات� الس� �ه� الس� ~ح� ل ب �س� } تا ) �يم�ا غ�ف�ور� ل �ان� ح� �ه� ك �ن �يح�ه�م إ ب �س �ف ق�ه�ون� ت ( {.44ت

يقول تعالى : تقدسه السموات السبع واألرض ومن فيهن ، أي : من المخلوقات ،ل�ه وتكبره عما يقول هؤالء المشركون ، وتشهد له بالوحدانية في وتنزهه وتعظمه وتج~

ربوبيته وإلهيته : �ه واحد... �د�ل� ع�لى أن �ة�... ت �ه� آي يء� ل �ل� ش� ف�في ك

ن� ) �ف�ط�ر �ت م�او�ات� ي �اد� الس� �ك �ال� ه�د�ا4كما قال : تعالى : } ت ب ج� �خ�ر� ال ق� األر ض� و�ت ش� �ن ه� و�ت ( م�ن

620

Page 22: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�د�ا[ ) �خ�ذ� و�ل �ت �ن ي ح م�ن� أ �لر� �غ�ي ل ب �ن �د�ا * ]و�م�ا ي ح م�ن� و�ل �لر� �ن د�ع�و ا ل -90( { ] مريم : 5* أ92.]

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثناو�يم ، عن عبد الرحمن6مسكين ) ( ابن ميمون مؤذ�ن مسجد الرملة ، حدثنا عروة بن ر�

بن قرط ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم__________

( في ت ، ف ، أ : "صرفنا للناس" وهو خطأ.1)( في ت ، ف : "القرآن من كل مثل" وهو خطأ.2)( في ف : "فينزجزن".3)( في ت ، ف : "ينفطرن" وهو خطأ.4)( زيادة من أ.5)( في ت : "أن".6)

(5/78)

( بين المقام وزمزم ، جبريل عن يمينه1ليلة أسري إلى المسجد األقصى ، كان ) ( ، فلما رجع قال :2وميكائيل عن يساره ، فطار به حتى بلغ السماوات السبع )

سمعت تسبيح�ا في السماوات العلى مع تسبيح كثير : سبحت السماوات العلى من ذي(.3المهابة مشفقات لذي العلو بما عال سبحان العلي� األعلى ، سبحانه وتعالى )

�ح�م د�ه� { أي : وما من شيء من المخلوقات إال ~ح� ب ب �س� �ال ي ي ء� إ �ن م�ن ش� وقوله : } و�إ�يح�ه�م { أي : ال تفقهون تسبيحهم أيها4يسبح بحمد الله ) ب �س �ف ق�ه�ون� ت �ك�ن ال ت ( } و�ل

( والنبات والجماد ، وهذا أشهر5الناس ؛ ألنها بخالف لغتكم. وهذا عام في الحيوانات ) القولين ، كما ثبت في صحيح البخاري ، عن ابن مسعود أنه قال : كنا نسمع تسبيح

�ؤكل ) (.6الطعام وهو ي ( صلى الله عليه وسلم أخذ في يده حصيات ، فسمع7وفي حديث أبي ذر : أن النبي )

لهن تسبيح كحنين النحل ، وكذا يد أبي بكر وعمر وعثمان ، رضي الله عنهم ]أجمعين[(.9( ، وهو حديث مشهور في المسانيد )8)

�ان ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن ب �هيعة ، حدثنا ز� وقال اإلمام أحمد : حدثنا ابن ل أبيه رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه م�ر� على قوم وهم

وقوف على دواب� لهم ورواحل ، فقال لهم : "اركبوها سالمة ، ودعوها سالمة ، وال تتخذوها كراسي ألحاديثكم في الطرق واألسواق ، فرب مركوبة خير من راكبها ، وأكثر

(.10ذكرا لله منه" ) وفي سنن النسائي عن عبد الله بن عمرو قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(.11عن قتل الضفدع ، وقال : "نقيقها تسبيح" )�ي ) �اب ( ، عن عبد الله بن عمرو : أن الرجل إذا قال :12وقال قتادة ، عن عبد الله بن ب

"ال إله إال الله" ، فهي كلمة اإلخالص التي ال يقبل الله من أحد عمال حتى يقولها. وإذا قال : "الحمد لله" فهي كلمة الشكر التي لم يشكر الله عبد قط حتى يقولها ، وإذا قال

( ما بين السماء واألرض ، وإذا قال : "سبحان الله" ، فهي13: "الله أكبر" فهي تمأل )ره بالصالة والتسبيح. وإذا قال : "ال ��د ع الله أحد�ا من خلقه إال ق�ر صالة الخالئق التي لم ي

621

Page 23: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( " ، قال : أسلم عبدي واستسلم.14حول وال قوة إال بالله )هير وقال اإلمام أحمد : حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي ، سمعت الص�ق ع�ب� بن ز�

( عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو قال :15]يحدث[ )أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي� عليه جبة

__________( في ت ، ف ، أ : "األقصى ، فلما رجع كان".1)( في ت : "السبع السموات".2) ( "مجمع البحرين" وقال " ال يروى عن النبي صلى الله58( المعجم األوسط برقم )3)

عليه وسلم إال بهذا اإلسناد ، تفرد به سعيد". وذكر الذهبي هذا الحديث في الميزان )( في ترجمة مسكين بن أبي ميمون وقال : "منكر".4/101

( في ف : "بحمده".4)( في ت ، ف : "الحيوان".5)(.3579( صحيح البخاري برقم )6)( في ت ، ف ، أ : "أن رسول الله ".7)( زيادة من ف.8)(.4/415( رواه أحمد في المسند )9)(.3/439( المسند )10)( من حديث عبد الرحمن بن عثمان ، رضي الله عنه.7/210( سنن النسائي )11)( في ت : "باني" ، وفي ف : "أبي".12)( في ت : "الله أكبر مأل".13)( في أ : "بالله العلي العظيم".14)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.15)

(5/79)

( بديباج - أو : مزورة بديباج - فقال : إن صاحبكم هذا يريد أن1من طيالسة مكفوفة ) يرفع كل راع ابن راع ، ويضع كل رأس ابن رأس. فقام إليه النبي صلى الله عليه

�ا ، فأخذ بمجامع جبته فاجتذبه ، فقال : "ال أرى عليك ثياب من ال يعقل". وسلم مغضبا ، عليه السالم ، لما ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس فقال : "إن نوح�

( فقال : إني قاص عليكما الوصية : آمركما باثنتين2حضرته الوفاة ، دعا ابنيه ) وأنهاكما عن اثنتين : أنهاكما عن الشرك بالله والكبر ، وآمركما بال إله إال الله ، فإن السماوات واألرض وما بينهما لو وضعت في كفة الميزان ، ووضعت "ال إله إال الله"

( حلقة ، فوضعت3في الكفة األخرى ، كانت أرجح ، ولو أن السماوات واألرض� كانتا ) "ال إله إال الله" عليهما لفصمتهما أو لقصمتهما. وآمركما بسبحان الله وبحمده ، فإنها

(.4صالة كل شيء ، وبها يرزق كل شيء" )ورواه اإلمام أحمد ، أيضا ، عن سليمان بن حرب ، عن حماد بن زيد ، عن الص�ق ع�ب )

(.6( بن زهير ، به أطول من هذا. تفرد به )5�ع لى ، عن وقال ابن جرير : حدثني نصر بن عبد الرحمن األو د�ي� ، حدثنا محمد بن ي

( قال :7موسى بن عبيدة ، عن زيد بن أسلم ، عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه )

622

Page 24: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أال أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه ؟ إن نوحا ، عليه السالم ، قال البنه : يا بني ، آمرك أن تقول : "سبحان الله" ، فإنها صالة الخلق

~ح� ب �س� �ال ي ي ء� إ �ن م�ن ش� وتسبيح الخلق ، وبها يرزق الخلق ، قال الله تعالى : } و�إ�ح�م د�ه� { ) بذي )8ب �( ضعيف عند األكثرين.9( إسناده فيه ضعف ، فإن الر

�ح�م د�ه� { قال : األسطوانة ~ح� ب ب �س� �ال ي ي ء� إ �ن م�ن ش� وقال عكرمة في قوله تعالى : } و�إ( - األسطوانة : السارية.10تسبح ، والشجرة تسبح )

وقال بعض السلف : إن صرير الباب تسبيحه ، وخرير الماء تسبيحه ، قال الله تعالى :�ح�م د�ه� { ~ح� ب ب �س� �ال ي ي ء� إ �ن م�ن ش� } و�إ

وقال سفيان الثوري ، عن منصور ، عن إبراهيم قال : الطعام يسبح.( الحج.11ويشهد لهذا القول آية السجدة أول ]سورة[ )

وقال آخرون : إنما يسبح ما كان فيه روح. يعنون من حيوان أو نبات.�ح�م د�ه� { قال : كل شيء فيه الروح ~ح� ب ب �س� �ال ي ي ء� إ �ن م�ن ش� وقال قتادة في قوله : } و�إ

( أو شيء فيه.12يسبح من شجر )__________

( في ت ، ف : "ملفوفة".1)( في ت : "بنيه".2)( في ت : "كانت".3)(.2/225( المسند )4)( في ف : "الصعقب".5)(.2/169( المسند )6)( في ف : "عنهما".7)(.15/65( تفسير الطبري )8)( في ت : "الزيدي" ، وفي ف : "األودي".9)( في ت ، ف : "والشجر يسبح".10)( زيادة من ف.11)( في ف : "من شجرة".12)

(5/80)

ا ) �ور� ت �ا م�س اب ة� ح�ج� �خ�ر� �اآل �ون� ب �ؤ م�ن �ذ�ين� ال� ي ن� ال �ي �ك� و�ب ن �ي �ا ب ن �ن� ج�ع�ل آ ق�ر ت� ال أ �ذ�ا ق�ر� �ا45و�إ ن ( و�ج�ع�ل

�و ا ن� و�ح د�ه� و�ل� آ ق�ر �ك� ف�ي ال ب ت� ر� �ر �ذ�ا ذ�ك ا و�إ �ه�م و�ق ر� ذ�ان

� �ف ق�ه�وه� و�ف�ي آ �ن ي �ة� أ �ن �ك �ه�م أ �وب ع�ل�ى ق�لا ) �ف�ور� �ار�ه�م ن �د ب ( 46ع�ل�ى أ

�ح�م د�ه� { قاال كل شيء ~ح� ب ب �س� �ال ي ي ء� إ �ن م�ن ش� وقال الحسن ، والضحاك في قوله : } و�إفيه الروح.

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا يحيى بن واضح وزيد بن حباب قاال حدثناقاشي ، ومعه الحسن في طعام ، فقدموا جرير أبو الخطاب قال : كنا مع يزيد الر�

الخوان ، فقال يزيد الرقاشي : يا أبا سعيد ، يسبح هذا الخ�و�ان ؟ فقال : كان يسبح مرة(1.)

623

Page 25: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

قلت : الخ�و�ان هو المائدة من الخشب. فكأن الحسن ، رحمه الله ، ذهب إلى أنه لما كان حيا فيه خضرة ، كان يسبح ، فلما قطع وصار خشبة يابسة انقطع تسبيحه. وقد

يستأنس لهذا القول بحديث ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله ( ، أما أحدهما2عليه وسلم مر بقبرين فقال : "إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير )

�تر من البول ، وأما اآلخر فكان يمشي ) ت �س ( بالنميمة". ثم أخذ جريدة3فكان ال ي رطبة ، فشقها نصفين ، ثم غرز في كل قبر واحدة ، ثم قال : "لعله يخفف عنهما ما

(.4لم ييبسا". أخرجاه في الصحيحين ) قال بعض من تكلم على هذا الحديث من العلماء : إنما قال : "ما لم ييبسا" ألنهما

يسبحان ما دام فيهما خضرة ، فإذا يبسا انقطع تسبيحهما ، والله أعلم.ا { أي : أنه ]تعالى[ )5وقوله ]تعالى[ ) �يم�ا غ�ف�ور� ل �ان� ح� �ه� ك �ن ( ال يعاجل من عصاه6( } إ

بالعقوبة ، بل يؤجله وينظره ، فإن استمر على كفره وعناده أخذه أخذ عزيز مقتدر ، كما جاء في الصحيحين : "إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته". ثم قرأ

�ن� �م�ة� إ ى و�ه�ي� ظ�ال ق�ر� �خ�ذ� ال �ذ�ا أ ~ك� إ ب �خ ذ� ر� �ذ�ل�ك� أ رسول الله صلى الله عليه وسلم : } و�كد�يد� { ) �يم� ش� �ل �خ ذ�ه� أ ~ن م�ن 8 [ اآلية ، و قال ]الله[ )102( ] هود : 7أ ي

� �أ ( تعالى : } و�ك م�ص�ير� { ] الحج : �ل�ي� ال �ه�ا و�إ ذ ت �خ� �م� أ �م�ة� ث �ه�ا و�ه�ي� ظ�ال ت� ل �ي م ل

� �ة� أ ي [. ومن أقلع عما48ق�ر هو فيه من كفر أو عصيان ، ورجع إلى الله وتاب إليه ، تاب عليه ، كما قال تعالى :

ح�يم�ا { ] النساء : ا ر� �ه� غ�ف�ور� �ج�د� الل �ه� ي �غ ف�ر� الل ت �س �م� ي ه� ث �ف س� �م ن �ظ ل و ي� وء�ا أ �ع م�ل س� } و�م�ن ي

110.] �م س�ك� �ه� ي �ن� الل ا { كما قال في آخر فاطر : } إ �يم�ا غ�ف�ور� ل �ان� ح� �ه� ك �ن وقال هاهنا : } إ

�يم�ا ل �ان� ح� �ه� ك �ن �ع د�ه� إ �ح�د� م�ن ب �ه�م�ا م�ن أ ك م س�� �ن أ �ا إ �ت ال �ن ز� �ئ وال و�ل �ز� �ن ت م�او�ات� و�األر ض� أ الس�

�ة� ك� ع�ل�ى ظ�ه ر�ه�ا م�ن د�اب �ر� �وا م�ا ت ب �س� �م�ا ك �اس� ب �ه� الن �ؤ�اخ�ذ� الل �و ي ا { إلى أن قال : } و�ل غ�ف�ور�ا { ] فاطر : �ص�ير� �اد�ه� ب �ع�ب �ان� ب �ه� ك �ن� الل �ه�م ف�إ ل ج�

� اء� أ �ذ�ا ج� م�ى ف�إ �ج�ل� م�س� �ل�ى أ ه�م إ �ؤ�خ~ر� �ك�ن ي و�ل41 - 45.]

ا ) �ور� ت �ا م�س اب ة� ح�ج� �اآلخ�ر� �ون� ب �ؤ م�ن �ذ�ين� ال ي ن� ال �ي �ك� و�ب ن �ي �ا ب ن ع�ل آن� ج� ق�ر ت� ال أ �ذ�ا ق�ر� (45} و�إ

آن� و�ح د�ه� ق�ر �ك� ف�ي ال ب ت� ر� �ر �ذ�ا ذ�ك ا و�إ �ه�م و�ق ر� �ف ق�ه�وه� و�ف�ي آذ�ان �ن ي �ة� أ �ن �ك �ه�م أ �وب �ا ع�ل�ى ق�ل ن ع�ل و�ج�ا ) �ف�ور� �ار�ه�م ن �د ب �و ا ع�ل�ى أ ( {46و�ل

__________(.15/65( تفسير الطبري )1)( في ت : "كثير".2)( في ت : "وأما اآلخر فيمشي" ، وفي أ : "وكان اآلخر يمشي".3)(.292( وصحيح مسلم برقم )218( صحيح البخاري برقم )4)( زيادة من ت.5)( زيادة من ت.6) ( من حديث أبي موسى2583( وصحيح مسلم برقم )4686( صحيح البخاري برقم )7)

األشعري ، رضي الله عنهما.( زيادة من ف ، أ.8)

(5/81)

624

Page 26: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : وإذا قرأت - يا محمد - على هؤالءا. المشركين القرآن ، جعلنا بينك وبينهم حجابا مستور�

�ا ف�ي �ن �وب �وا ق�ل �ة على قلوبهم ، كما قال تعالى : } و�ق�ال قال قتادة ، وابن زيد : هو األكن�ك� ح�ج�اب� { ] فصلت : ن �ي �ا و�ب �ن ن �ي �ا و�ق ر� و�م�ن ب �ن ه� و�ف�ي آذ�ان �ي �ل �ا إ �د ع�ون �ة� م�م�ا ت �ن �ك [ أي : مانع5أ

( أن يصل إلينا مما تقول شيء.1حائل )ا { أي : بمعنى ساتر ، كميمون ومشئوم ، بمعنى : يامن �ور� ت �ا م�س اب وقوله : } ح�ج�

أم�هم. �منهم وش� وشائم ؛ ألنه من يا عن األبصار فال تراه ، وهو مع ذلك حجاب بينهم وبين الهدى ، ومال إلى وقيل : مستور�

ترجيحه ابن جرير ، رحمه الله. وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا أبو موسى الهروي إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا

سفيان ، عن الوليد بن كثير ، عن يزيد بن تدرس ، عن أسماء بنت أبي بكر ]الصديق[ )�ه�ب و�تب��� { ] سورة المسد [3( رضي الله عنها )2 �ي ل ب

� �د�ا أ �ت ي �ب ( ، قالت : لما نزلت } ت جاءت العوراء أم جميل ولها ولو�لة ، وفي يدها ف�ه ر وهي تقول : م�د�م�ما أتينا - أو :

�ا ، وأمره عصينا. ورسول الله جالس ، ن �ي أبينا ، قال أبو موسى : الشك مني - ودينه ق�ل وأبو بكر إلى جنبه - أو قال : معه - قال : فقال أبو بكر : لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن�ا ن آن� ج�ع�ل ق�ر ت� ال

أ �ذ�ا ق�ر� تراك ، فقال : "إنها لن تراني" ، وقرأ قرآنا اعتصم به منها : } و�إا {. قال : فجاءت حتى قامت على �ور� ت �ا م�س اب ة� ح�ج� �اآلخ�ر� �ون� ب �ؤ م�ن �ذ�ين� ال ي ن� ال �ي �ك� و�ب ن �ي ب

أبي بكر ، فلم تر النبي� صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا أبا بكر ، بلغني أن صاحبكهجاني. فقال أبو بكر : ال ورب هذا البيت ما هجاك. قال : فانصرفت وهي تقول : لقد )

(.5( علمت قريش أني بنت سيدها )4 �ن �ة� { : جمع "كنان" ، الذي يغشى القلب } أ �ن �ك �ه�م أ �وب �ا ع�ل�ى ق�ل ن ع�ل وقوله : } و�ج�

ا { وهو الثق ل الذي يمنعهم من �ه�م و�ق ر� �ف ق�ه�وه� { أي : لئال يفهموا القرآن } و�ف�ي آذ�ان يسماع القرآن سماع�ا ينفعهم ويهتدون به.

آن� و�ح د�ه� { أي : إذا وح�دت الله في تالوتك ، ق�ر �ك� ف�ي ال ب ت� ر� �ر �ذ�ا ذ�ك وقوله : } و�إا { ونفور : �ف�ور� �ار�ه�م ن �د ب �و ا { أي : أدبروا راجعين } ع�ل�ى أ وقلت : "ال إله إال الله" } و�لا من غير الفعل ، والله أعلم ، جمع نافر ، كقعود جمع قاعد ، ويجوز أن يكون مصدر��ذ�ا ة� و�إ �اآلخ�ر� �ون� ب �ؤ م�ن �ذ�ين� ال ي ت ق�ل�وب� ال ز�

� م�أ �ه� و�ح د�ه� اش �ر� الل �ذ�ا ذ�ك كما قال تعالى : } و�إون� { ] الزمر : ر� ش� �ب ت �س �ذ�ا ه�م ي �ه� إ �ذ�ين� م�ن د�ون �ر� ال [.45ذ�ك

ا { �ف�ور� �ار�ه�م ن �د ب �و ا ع�ل�ى أ آن� و�ح د�ه� و�ل ق�ر �ك� ف�ي ال ب ت� ر� �ر �ذ�ا ذ�ك قال قتادة في قوله : } و�إ إن المسلمين لما قالوا : "ال إله إال الله" ، أنكر ذلك المشركون ، وكبرت عليهم ،

�ف لجها ويظهرها على من وضاقها إبليس وجنوده ، فأبى الله إال أن يمضيها وينصرها ويناوأها ، إنها كلمة من خاصم بها فلج ، ومن قاتل بها

__________( في ف : "مانع وحائل".1)( زيادة من ت.2)( في ف ، أ : "عنهما".3)( في ف : "قد".4)(.7/169( وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح )1/53( مسند أبي يعلى )5)

(5/82)

625

Page 27: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ن �م�ون� إ �ق�ول� الظ�ال �ذ ي �ج و�ى إ �ذ ه�م ن ك� و�إ �ي �ل �م�ع�ون� إ ت �س �ذ ي �ه� إ �م�ع�ون� ب ت �س �م�ا ي �م� ب �ع ل �ح ن� أ نا ) ح�ور� ج�ال� م�س �ال� ر� �ع�ون� إ �ب �ت �ط�يع�ون�47ت ت �س �وا ف�ال� ي �ال� ف�ض�ل �م ث �وا ل�ك� األ ب ف� ض�ر� �ي ظ�ر ك ( ان

�يال� ) ب ( 48س�

نصر ، إنما يعرفها أهل هذه الجزيرة من المسلمين ، التي يقطعها الراكب في ليالون بها. �قالئل ، ويسير الدهر في فئام من الناس ، ال يعرفونها وال يقر

قول آخر في اآلية : ( ، حدثنا روح بن المسيب2( ابن جرير : حدثني الحسين بن محمد الذارع )1وروى )

أبو رجاء الكلبي ، حدثنا عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس في قوله :ا { هم الشياطين. �ف�ور� �ار�ه�م ن �د ب �و ا ع�ل�ى أ آن� و�ح د�ه� و�ل ق�ر �ك� ف�ي ال ب ت� ر� �ر �ذ�ا ذ�ك } و�إ

( إذا قرئ القرآن ، أو نودي باألذان ،3هذا غريب جد�ا في تفسيرها ، وإال فالشياطين )(.4أو ذكر الله ، انصرفوا )

�ن �م�ون� إ �ق�ول� الظ�ال �ذ ي �ج و�ى إ �ذ ه�م ن ك� و�إ �ي �ل �م�ع�ون� إ ت �س �ذ ي �ه� إ �م�ع�ون� ب ت �س �م�ا ي �م� ب �ع ل �ح ن� أ } نا ) ح�ور� ج�ال م�س �ال ر� �ع�ون� إ �ب �ت �ط�يع�ون�47ت ت �س �وا ف�ال ي �ال� ف�ض�ل �وا ل�ك� األم ث ب ف� ض�ر� �ي ظ�ر ك ( ان

�يال ) ب ( {.48س� ( عليه - بما تناجى به رؤساء كفار قريش ،5يخبر تعالى نبيه - صلوات الله ]وسالمه[ )

ا من قومهم ، بما حين جاءوا يستمعون قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم سر�ح ر" ، وهو الرئة ، قالوا من أنه رجل مسحور ، من الس�حر على المشهور ، أو من "الس�

ا { يأكل ]ويشرب[ ) ر� �ش� �ال ب ( ، كما قال6أي : إن تتبعون - إن اتبعتم محمد�ا - } إ( : 7الشاعر )

ح�ر... �ام الم�س� �نا... عصافير� م�ن ه�ذا األن �ح ن� ف�إن �سألينا فيم ن ف�إن ت(8وقال الراجز )

ح�ر ) �س ( بالط�عام وبالشراب9ون�غذى : وقد صوب هذا القول ابن� جرير ، وفيه نظر ؛ ألنهم إنما أرادوا هاهنا أنه أي : ن مسحور له رئي يأتيه بما استمعوه من الكالم الذي يتلوه ومنهم من قال : "شاعر" ، ومنهم من قال : "كاهن" ، ومنهم من قال : "مجنون" ، ومنهم من قال : "ساحر" ؛

�يال { أي : ب �ط�يع�ون� س� ت �س �وا ف�ال ي �ال� ف�ض�ل �وا ل�ك� األم ث ب ف� ض�ر� �ي ظ�ر ك ولهذا قال تعالى : } انفال يهتدون إلى الحق ، وال يجدون إليه مخلص�ا.

( بن شهاب الزهري ،10قال محمد بن إسحاق في السيرة : حدثني محمد بن مسلم )ر�يق بن عمرو أنه ح�دث أن أبا سفيان بن حرب ، وأبا جهل بن هشام ، واألخنس بن ش�

( زهرة ، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى11بن وهب الثقفي ، حليف ابن )الله عليه وسلم ، وهو يصلي بالليل في بيته ، فأخذ كل واحد

__________( في ت ، ف : "قال".1)( في ت ، ف ، أ : "الذراع".2)( في ف : "فالشيطان".3)( في ف : "انصرف".4)( زيادة من ت ، ف ، أ.5)( زيادة من ف ، أ.6)

626

Page 28: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.57( هو لبيد بن ربيعة ، والبيت في ديوانه )ص7)( هو امرؤ القيس ، والرجز في اللسان مادة "سحر".8)( في ت : "تسحر" ، وفي أ : "تسحرنا".9)( في ت : "سالم".10)( في أ : "بني".11)

(5/83)

د�يد�ا ) ق�ا ج� ل �ون� خ� ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا أ ف�ات �ا ع�ظ�ام�ا و�ر� �ن �ذ�ا ك �ئ �وا أ ( 49و�ق�ال

ا يستمع فيه ، وكل� ال يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا منهم مجلس�قوا. حتى إذا جمعتهم الطريق ، فتالوموا ، وقال بعضهم لبعض : ال � طلع الفجر تفر

�ا ، ثم انصرفوا. حتى إذا كانت تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم ألوقعتم في نفسه شيئ الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر

( الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قال أول مرة ، ثم1تفرقوا حتى إذا جمعتهم ) ( منهم مجلسه ، فباتوا2انصرفوا. حتى إذا كانت الليلة الثالثة ، أخذ كل رجل ) ( الطريق فقال بعضهم لبعض :3يستمعون له ، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا ، فج�معهم )

ال نبرح حتى نتعاهد ال نعود ، فتعاهدوا على ذلك ، ثم تفرقوا.ريق أخذ عصاه ، ثم خرج حتى أتى أبا سفيان بن حرب في فلما أصبح األخنس بن ش�

بيته ، فقال : أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد ؟ قال : يا أبا�راد بها ، وسمعت� أشياء ما عرفت� ثعلبة ، والله لقد سمعت� أشياء أعرفها وأعرف ما ي معناها ، وال ما يراد بها. قال األخنس : وأنا والذي ح�لفت به. قال : ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل ، فدخل عليه بيته ، فقال : يا أبا الحكم ، ما رأيك فيما سمعت من

محمد ؟ قال : ماذا سمعت� ؟! تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف : أطعموا فأطعمنا ،كب ، وكنا كف�ر�سي ر�هان وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا على الر�

( أبدا4قالوا : منا نبي يأتيه الوحي من السماء ، فمتى ندرك هذه ؟ والله ال نؤمن به )(.5وال نصدقه. قال : فقام عنه األخنس وتركه )

ق�ا ج�د�يد�ا ) ل �ون� خ� ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا أ ف�ات �ا ع�ظ�ام�ا و�ر� �ن �ذ�ا ك �ئ �وا أ ( {49} و�ق�ال__________

( في ف ، أ : "تفرقوا فجمعتهم".1)( في ت : "كل واحد".2)( في ت ، ف ، أ : "حتى إذا اجمعتهم".3)( في ف : "بهذا".4)(.1/315( السيرة النبوية البن هشام )5)

(5/84)

627

Page 29: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

و ح�د�يد�ا )� ة� أ �وا ح�ج�ار� �ون �ا50ق�ل ك �ع�يد�ن �ق�ول�ون� م�ن ي ي �م ف�س� �ر� ف�ي ص�د�ور�ك ب �ك ق�ا م�م�ا ي ل و خ�

� ( أ �ن �ى ه�و� ق�ل ع�س�ى أ �ق�ول�ون� م�ت ه�م و�ي ء�وس� ك� ر� �ي �ل غ�ض�ون� إ �ن ي ة� ف�س� و�ل� م�ر�

� �م أ ك �ذ�ي ف�ط�ر� ق�ل� ال�ا ) �ون� ق�ر�يب �ك �يال� )51ي �ال� ق�ل �م إ ت �ث �ب �ن ل �ون� إ �ظ�ن �ح�م د�ه� و�ت �ون� ب يب �ج� ت �س �م ف�ت �د ع�وك �و م� ي ( 52( ي

د�يد�ا ) و ح�� ة� أ ار� �وا ح�ج� �ون �ا50} ق�ل ك �ع�يد�ن �ق�ول�ون� م�ن ي ي �م ف�س� �ر� ف�ي ص�د�ور�ك ب �ك ق�ا م�م�ا ي ل و خ�

� ( أ �ن �ى ه�و� ق�ل ع�س�ى أ �ق�ول�ون� م�ت ه�م و�ي ء�وس� ك� ر� �ي �ل غ�ض�ون� إ �ن ي ة� ف�س� و�ل� م�ر�

� �م أ ك �ذ�ي ف�ط�ر� ق�ل� ال�ا ) �ون� ق�ر�يب �ك �يال )51ي �ال ق�ل �م إ ت �ث �ب �ن ل �ون� إ �ظ�ن �ح�م د�ه� و�ت �ون� ب يب �ج� ت �س �م ف�ت �د ع�وك �و م� ي ( {.52( ي

ا عن الكفار المستبعدين وقوع المعاد ، القائلين استفهام إنكار منهم يقول تعالى مخبر��ا. قاله مجاهد. �ا { أي : تراب ف�ات �ا ع�ظ�ام�ا و�ر� �ن �ذ�ا ك �ئ لذلك : } أ

ا. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : غبار� ق�ا ج�د�يد�ا { أي : بعد ما بلينا وصرنا عدم�ا ال ل �ون� { أي : يوم القيامة } خ� ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ } أ

�ذ�ا �ئ ة�* أ اف�ر� ح� د�ود�ون� ف�ي ال �م�ر �ا ل �ن �ئ �ون� أ �ق�ول يذكر. كما أخبر عنهم في الموضع اآلخر : } ية� { ] النازعات : ر� ة� خ�اس� �ر� �ذ�ا ك �ل ك� إ �وا ت ة�* ق�ال �خ�ر� �ا ع�ظ�ام�ا ن �ن ( :1 [ قال تعالى )12 - 10ك

�ه�ا أ ش� �ن �ذ�ي أ �يه�ا ال ي �ح م�يم� ق�ل ي ع�ظ�ام� و�ه�ي� ر� �ي ال ي �ح ق�ه� ق�ال� م�ن ي ل �س�ي� خ� �ال و�ن �ا م�ث �ن ب� ل } و�ض�ر��يم� { ] يس : ل ق� ع�ل �ل~ خ� �ك ة� و�ه�و� ب و�ل� م�ر�

� [.79 ، 78أ__________

( في ف : "وقال تعالى".1)

(5/84)

و ح�د�يد�ا { وهما )1وهكذا أمر رسوله ههنا )� ة� أ �وا ح�ج�ار� �ون (2( أن يجيبهم فقال : } ق�ل ك

} �م �ر� ف�ي ص�د�ور�ك ب �ك ق�ا م�م�ا ي ل و خ�� أشد امتناعا من العظام والرفات } أ

�ج�يح ، عن مجاهد : سألت ابن عباس عن ذلك فقال : هو قال ابن إسحاق عن ابن أبي نالموت.

وروى عطية ، عن ابن عمر أنه قال في تفسير هذه اآلية : لو كنتم موتى ألحييتكم.وكذا قال سعيد بن جبير ، وأبو صالح ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك.

�ا الذي هو ضد الحياة ألحياكم الله3ومعنى ذلك : أنكم لو فرضتم أنكم لو ) �م م�و ت ت ( ص�ر( عليه شيء إذا أراده.4إذا شاء ، فإنه ال يمتنع )

�ب ش أملح ،5وقد ذكر بن جرير ]هاهنا[ ) ( حديث : "يجاء بالموت يوم القيامة كأنه ك فيوقف بين الجنة والنار ، ثم يقال : يا أهل الجنة ، أتعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم. ثم

يقال : يا أهل النار ، أتعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم. فيذبح بين الجنة والنار ، ثم يقال :(.6يا أهل الجنة ، خلود بال موت ، ويا أهل النار ، خلود بال موت" )

�م { يعني : السماء واألرض والجبال. �ر� ف�ي ص�د�ور�ك ب �ك ق�ا م�م�ا ي ل و خ�� وقال مجاهد : } أ

وفي رواية : ما شئتم فكونوا ، فسيعيدكم الله بعد موتكم. ق�ا م�م�ا ل و خ�

� وقد وقع في التفسير المروي عن اإلمام مالك ، عن الزهري في قوله } أ�م { قال : النبي صلى الله عليه وسلم ، قال مالك : ويقولون : هو �ر� ف�ي ص�د�ور�ك ب �ك ي

الموت.�ا { أي : من يعيدنا إذا كنا حجارة أو حديد�ا أو7وقوله ]تعالى[ ) �ع�يد�ن �ق�ول�ون� م�ن ي ي ( } ف�س�

�ا ة� { أي : الذي خلقكم ولم تكونوا شيئ و�ل� م�ر�� �م أ ك �ذ�ي ف�ط�ر� خلق�ا آخر شديد�ا } ق�ل� ال

628

Page 30: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا تنتشرون ؛ فإنه قادر على إعادتكم ولو صرتم إلى أي حال ا ، ثم صرتم بشر� مذكور� ه� { ] الروم : �ي �ه و�ن� ع�ل �ع�يد�ه� و�ه�و� أ �م� ي ل ق� ث خ� � ال د�أ �ب �ذ�ي ي [.27} و�ه�و� ال

ه�م { : قال ابن عباس وقتادة :8وقوله ]تعالى[ ) ء�وس� ك� ر� �ي �ل غ�ض�ون� إ �ن ي ( : } ف�س�يحركونها استهزاء.

( اإلنغاض هو : التحرك من9وهذا الذي قااله هو الذي تفهمه العرب من لغاتها ؛ ألن ) أسفل إلى أعلى ، أو من أعلى إلى أسفل ، ومنه قيل للظليم - وهو ولد النعامة - :

�غ�ض�ت )10نغض�ا ؛ ألنه إذا مشى ع�جل ) ك رأسه. ويقال : ن �ه11( في مشيته وح�ر� ( سن�تها ؛ قال : الراجز ) ب (.12إذا تحركت وارتفعت من م�ن

م أسنانها... �غ�ض�ت م�ن ه�ر� ون�ى ه�و� { إخبار عنه باالستبعاد منهم لوقوع ) �ق�ول�ون� م�ت ( ذلك ، كما قال13وقوله : } و�ي�م ص�اد�ق�ين� { ] الملك : ت �ن �ن ك و�ع د� إ �ى ه�ذ�ا ال �ق�ول�ون� م�ت [25تعالى : } و�ي

__________( في ف : "هنا".1)( في ف : "إذا هما".2)( في ف : "قد".3)( في ت : "إذا شاء فال".4)( زيادة من أ.5) ( من طريق العوفيين عن ابن عمر ، رضي الله عنه ،15/69( تفسير الطبري )6)

( من جديث أبي2849وإسناده مسلسل بالضعفاء وأصله في صحيح مسلم برقم )سعيد الخدري ، رضي الله عنه.

( زيادة من ت.7)( زيادة من ت.8)( في ت ، ف : "فإن".9)( في ت ، ف : "أعجل".10)( في ت : "نغض".11)(.15/70( الرجز في تفسير الطبري )12)( في ت : "وقوع".13)

(5/85)

ان� س� �ن �إل �ان� ل ط�ان� ك ي �ن� الش� �ه�م إ ن �ي غ� ب ز� �ن ط�ان� ي ي �ن� الش� ن� إ �ح س� �ي ه�ي� أ �ت �وا ال �ق�ول �اد�ي ي �ع�ب و�ق�ل ل�ا ) �ين ( 53ع�د�و�ا م�ب

�ه�ا { ] الشورى : �ون� ب �ؤ م�ن �ذ�ين� ال ي �ه�ا ال �ع ج�ل� ب ت �س [.18، وقال تعالى : } ي�ا { أي : احذروا ذلك ، فإنه قريب إليكم ، سيأتيكم ال �ون� ق�ر�يب �ك �ن ي وقوله : } ق�ل ع�س�ى أ

محالة ، فكل ما هو آت آت.�م د�ع و�ة� م�ن� األر ض�1وقوله ]تعالى[ ) �ذ�ا د�ع�اك �م { أي : الرب تعالى } إ �د ع�وك �و م� ي ( : } ي

ج�ون� { ] الروم : �خ ر� �م ت ت �ن �ذ�ا أ �م�انع25إ �خال�ف وال ي [ أي : إذا أمركم بالخروج منها فإنه ال ي�ص�ر� { ] القمر : 2، بل كما قال ]تعالى[ ) ب �ال �م ح� ب �ل �ال و�اح�د�ة� ك �ا إ ن م ر�

� �م�ا50( } و�م�ا أ �ن [} إ

629

Page 31: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ون� { ] النحل : �ك �ن ف�ي �ه� ك �ق�ول� ل �ن ن �اه� أ د ن ر�� �ذ�ا أ ي ء� إ �ا ل�ش� �ن �م�ا ه�ي�40ق�و ل �ن [ وقال } ف�إ

ة� { ] النازعات : اه�ر� �الس� �ذ�ا ه�م ب ة� و�اح�د�ة�. ف�إ ج ر� [ أي : إنما هو أمر واحد14 ، 13ز��و م�3بانتهار ، فإذا الناس قد خرجوا من باطن األرض إلى ظاهرها ) ( كما قال : } ي

�ح�م د�ه� { أي : تقومون ) �ون� ب يب �ج� ت �س �م ف�ت �د ع�وك ( كلكم إجابة ألمره وطاعة إلرادته.4ي�ح�م د�ه� { أي : بأمره. وكذا �ون� ب يب �ج� ت �س قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } ف�ت

قال ابن جريج.وقال قتادة : بمعرفته وطاعته.

�ح�م د�ه� { أي : وله الحمد في كل حال ، وقد �ون� ب يب �ج� ت �س �م ف�ت �د ع�وك �و م� ي وقال بعضهم : } ي (5جاء في الحديث : "ليس على أهل "ال إله إال الله" وحشة في قبورهم ، وكأني )

بأهل "ال إله إال الله" يقومون من قبورهم ينفضون التراب عن رءوسهم ، يقولون : الن� { ] فاطر : ح�ز� �ا ال �ذ ه�ب� ع�ن �ذ�ي أ �ه� ال �ل ح�م د� ل [34إله إال الله". وفي رواية يقولون : } ال

(.6وسيأتي في سورة فاطر ]إن شاء الله تعالى[ )�م { ]أي[ ) ت �ث �ب �ن ل �ون� { أي : يوم تقومون من قبوركم } إ �ظ�ن ( : في الدار7وقوله : } و�ت

و ض�ح�اه�ا {� �ة� أ ي �ال ع�ش� �وا إ �ث ب �ل �م ي �ه�ا ل و ن �ر� �و م� ي �ه�م ي ن

� �أ �يال { ، وكما قال : } ك �ال ق�ل الدنيا } إق�ا *46] النازعات : ر �ذ� ز� �و م�ئ م�ج ر�م�ين� ي ر� ال �ح ش� ف�خ� ف�ي الص�ور� و�ن �ن �و م� ي [ وقال تعالى : } ي

�ن �ه�م ط�ر�يق�ة� إ �ل م ث� �ق�ول� أ �ذ ي �ون� إ �ق�ول �م�ا ي �م� ب �ع ل �ح ن� أ ا * ن ر� �ال ع�ش �م إ ت �ث �ب �ن ل �ه�م إ ن �ي �ون� ب �خ�اف�ت �ت ي

�و م�ا { ] طه : �ال ي �م إ ت �ث �ب �ق س�م�104 - 102ل اع�ة� ي �ق�وم� الس� �و م� ت [ ، وقال تعالى : } و�ي�ون� { ] الروم : �ؤ ف�ك �وا ي �ان �ذ�ل�ك� ك اع�ة� ك ر� س� �وا غ�ي �ث �ب م�ج ر�م�ون� م�ا ل [ ، وقال تعالى :55ال

ع�اد~ين� * ل� ال� أ � ف�اس �و م �ع ض� ي و ب

� �و م�ا أ �ا ي ن �ث �ب �وا ل �ين� * ق�ال ن �م ف�ي األر ض� ع�د�د� س� ت �ث �ب �م ل } ق�ال� ك�م�ون� { ] المؤمنون : �ع ل �م ت ت �ن �م ك �ك �ن �و أ �يال ل �ال ق�ل �م إ ت �ث �ب �ن ل [.114 - 112ق�ال� إ

�ان� ط�ان� ك ي �ن� الش� �ه�م إ ن �ي �نزغ� ب ط�ان� ي ي �ن� الش� ن� إ �ح س� �ي ه�ي� أ �ت �وا ال �ق�ول �اد�ي ي �ع�ب } و�ق�ل ل�ا ) �ين ان� ع�د�و�ا م�ب س� �إلن ( {.53ل

يأمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر عباد الله المؤمنين ، أن يقولوا فيمخاطباتهم ومحاوراتهم الكالم

__________( زيادة من ت.1)( زيادة من ت.2)( في ت : "ظهرها".3)( في ت ، ف : "تقولون".4)( في ت ، ف : "فكأني".5)( زيادة من ف ، أ.6)( زيادة من ف.7)

(5/86)

�يال� ) ه�م و�ك �ي �اك� ع�ل ن ل س� ر� �م و�م�ا أ ك �ع�ذ~ب ي

أ �ش� �ن ي و إ� �م أ ح�م ك �ر ي

أ �ش� �ن ي �م إ �ك �م� ب �ع ل �م أ �ك ب (54ر��ا د�او�ود� ن �ي �ت �ع ض� و�آ ~ين� ع�ل�ى ب �ي �ب �ع ض� الن �ا ب ن �ق�د ف�ض�ل ر ض� و�ل

� م�او�ات� و�األ �م�ن ف�ي الس� �م� ب �ع ل �ك� أ ب و�ر�ا ) �ور� ب ( 55ز�

630

Page 32: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

األحسن والكلمة الطيبة ؛ فإنه إذ لم يفعلوا ذلك ، نزغ الشيطان بينهم ، وأخرج الكالم إلى الفعال ، ووقع الشر والمخاصمة والمقاتلة ، فإن الشيطان عدو آلدم وذريته من حين امتنع من السجود آلدم ، فعداوته ظاهرة بينة ؛ ولهذا نهى أن يشير الرجل إلى

أخيه المسلم بحديدة ، فإن الشيطان ينزغ في يده ، أي : فربما أصابه بها. وقال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا م�ع مر ، عن همام ، عن أبي هريرة ،

رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال يشيرن� أحدكم إلى أخيه بالسالح ، فإنه ال يدري أحدكم لعل الشيطان أن ينزع في يده ، فيقع في حفرة

(.1من نار )(.2أخرجاه من حديث عبد الرزاق )

وقال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، أنبأنا علي بن زيد ، عن الحسن قال :ف�ل�ة من ل�يط قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في أز حدثني رجل من بني س�

الناس ، فسمعته يقول : "المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال يخذله ، التقوى هاهنا -ق بينهما إال بحدث ]قال حماد : وقال بيده إلى صدره - ماتواد رجالن في الله فتفر�

ر ، والمحدث شر ، والمحدث شر" )3يحدثه أحدهما[ ) (.4( والمحدث ش��يال ) ه�م و�ك �ي �اك� ع�ل ن ل س� ر

� �م و�م�ا أ ك �ع�ذ~ب ي أ �ش� �ن ي و إ

� �م أ ح�م ك �ر ي أ �ش� �ن ي �م إ �ك �م� ب �ع ل �م أ �ك ب (54} ر�

�ا د�او�د� ن �ي �ع ض� و�آت ~ين� ع�ل�ى ب �ي �ب �ع ض� الن �ا ب ن �ق�د ف�ض�ل م�او�ات� و�األر ض� و�ل �م�ن ف�ي الس� �م� ب �ع ل �ك� أ ب و�ر�ا ) �ور� ب ( {.55ز�

�م { أيها الناس ، من يستحق منكم الهداية ومن ال �ك �م� ب �ع ل �م أ �ك ب يقول الله تعالى : } ر��م و�م�ا ك �ع�ذ~ب ي

أ �ش� �ن ي و إ� �م { بأن يوفقكم لطاعته واإلنابة إليه } أ ح�م ك �ر ي

أ �ش� �ن ي يستحق } إ�اك� { ]يا محمد[ ) ن ل س� ر

� ا ، فمن أطاعك5أ �يال { أي : إنما أرسلناك نذير� ه�م و�ك �ي ( } ع�لدخل الجنة ، ومن عصاك دخل النار.

م�او�ات� و�األر ض� { أي : بمراتبهم في الطاعة �م�ن ف�ي الس� �م� ب �ع ل �ك� أ ب وقوله : } و�ر��ع ض�ه�م ع�ل�ى �ا ب ن س�ل� ف�ض�ل �ل ك� الر� �م�ا ق�ال� : } ت ~ين� { ، ك �ي �ب �ع ض� الن �ا ب ن �ق�د ف�ض�ل والمعصية } و�ل

ج�ات� { ] البقرة : �ع ض�ه�م د�ر� ف�ع� ب �ه� و�ر� �م� الل �ل ه�م م�ن ك �ع ض� م�ن [.253ب ( في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه6وهذا ال ينافي ما ]ثبت[ )

( ؛ فإن المراد من ذلك هو التفضيل بمجرد التشهي7قال : "ال تفضلوا بين األنبياء" ) ( على شيء وجب اتباعه ،9( ، ال بمقتضى الدليل ، ]فإنه إذا دل الدليل[ )8والعصبية )

وال خالف أن الرسل أفضل من بقية األنبياء ، وأن أولي العزم منهم أفضلهم ، وهم�ا10الخمسة المذكورون نصا ) ذ ن �خ� �ذ أ ( في آيتين من القرآن في سورة األحزاب : } و�إ

�م� { ] األحزاب : ي ن� م�ر اه�يم� و�م�وس�ى و�ع�يس�ى اب ر� �ب �وح� و�إ ك� و�م�ن ن �اق�ه�م و�م�ن ~ين� م�يث �ي �ب م�ن� الن7]

__________( في ف ، أ : "النار".1)(.2617( وصحيح مسلم برقم )7073( وصحيح البخاري برقم )2/317( المسند )2)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.3)(.5/71( المسند )4)( زيادة من ف ، أ.5)( زيادة من ف.6) ( من حديث أبي2373( وصحيح مسلم برقم )3414( صحيح البخاري برقم )7)

هريرة ، رضي الله عنه.( في ت : "والمعصية".8)

631

Page 33: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ف ، وفي ت : "فإنه إذا كان".9)( في ت : "قصا".10)

(5/87)

�ح و�يال� ) �م و�ال� ت ك ف� الض�ر~ ع�ن �ش �ون� ك �ك �م ل �ه� ف�ال� ي �م م�ن د�ون ع�م ت �ذ�ين� ز� �ك�56ق�ل� اد ع�وا ال �ئ �ول ( أ�ن� �ه� إ �خ�اف�ون� ع�ذ�اب �ه� و�ي ح م�ت ج�ون� ر� �ر ب� و�ي �ق ر� �ه�م أ ي

� �ة� أ يل و�س� ~ه�م� ال ب �ل�ى ر� �غ�ون� إ ت �ب �د ع�ون� ي �ذ�ين� ي الا ) �ان� م�ح ذ�ور� ~ك� ك ب ( 57ع�ذ�اب� ر�

�ا1، وفي الشورى ]في قوله[ ) ن ي و ح�� �ذ�ي أ ا و�ال �وح� �ه� ن �م م�ن� الد~ين� م�ا و�ص�ى ب �ك ع� ل ر� ( : } ش�

ق�وا ف�يه� { �ف�ر� �ت �ق�يم�وا الد~ين� و�ال ت �ن أ اه�يم� و�م�وس�ى و�ع�يس�ى أ ر� �ب �ه� إ �ا ب ن ك� و�م�ا و�ص�ي �ي �ل إ [. وال خالف أن محمد�ا صلى الله عليه وسلم أفضلهم ، ثم بعده13] الشورى :

إبراهيم ، ثم موسى على المشهور ، وقد بسطنا هذا بدالئله في غير هذا الموضع ،والله الموفق.

ا { تنبيه على فضله وشرفه. �ور� ب �ا د�او�د� ز� ن �ي وقوله : } و�آت قال البخاري : حدثنا إسحاق بن نصر ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا م�ع مر ، عن ه�م�ام ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خ�فف على

�ف رغ". يعني القرآن ) �س رج ، فكان يقرأ قبل أن ي (.2داود القرآن ، فكان يأمر بدابته لت�ح و�يال ) �م و�ال ت ك ف� الض�ر~ ع�ن �ش �ون� ك �ك �م ل �ه� ف�ال ي �م م�ن د�ون ع�م ت �ذ�ين� ز� (56} ق�ل� اد ع�وا ال

�خ�اف�ون� �ه� و�ي ح م�ت ج�ون� ر� �ر ب� و�ي �ق ر� �ه�م أ ي� �ة� أ يل و�س� ~ه�م� ال ب �ل�ى ر� �غ�ون� إ ت �ب �د ع�ون� ي �ذ�ين� ي �ك� ال �ئ �ول أ

ا ) �ان� م�ح ذ�ور� ~ك� ك ب �ن� ع�ذ�اب� ر� �ه� إ ( {.57ع�ذ�اب�ذ�ين� يقول تعالى : } ق�ل� { يا محمد لهؤالء المشركين الذين عبدوا غير الله : } اد ع�وا ال

�ه� { من األصنام واألنداد ، فارغبوا إليهم ، فإنهم " ال يملكون كشف الضر �م م�ن د�ون ع�م ت ز��ح و�يال { أي : أن يحولوه إلى غيركم. عنكم" أي : بالكلية ، } و�ال ت

والمعنى : أن الذي يقدر على ذلك هو الله وحده ال شريك له الذي له الخلق واألمر.�ون� �ك �م ل �ه� ف�ال ي �م م�ن د�ون ع�م ت �ذ�ين� ز� قال الع�و في ، عن ابن عباس في قوله : } ق�ل� اد ع�وا ال�ح و�يال { قال : كان أهل الشرك يقولون : نعبد المالئكة والمسيح �م و�ال ت ك ف� الض�ر~ ع�ن �ش ك

ا. وعزيرا ، وهم الذين يدعون ، يعني المالئكة والمسيح وعزير�ب� {. روى البخاري ، �ق ر� �ه�م أ ي

� �ة� أ يل و�س� ~ه�م� ال ب �ل�ى ر� �غ�ون� إ ت �ب �د ع�ون� ي �ذ�ين� ي �ك� ال �ئ �ول وقوله : } أ من حديث سليمان بن م�ه ران األعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي م�ع مر ، عن عبد الله

�ة� { قال : ناس من الجن ، يل و�س� ~ه�م� ال ب �ل�ى ر� �غ�ون� إ ت �ب �د ع�ون� ي �ذ�ين� ي �ك� ال �ئ �ول في قوله : } أا من الجن كانوا يعبدون ، فأسلموا. وفي رواية قال : كان ناس من اإلنس ، يعبدون ناس�

(.3، فأسلم الجن وتمسك هؤالء بدينهم )م�اني )4وقال قتادة ، عن معبد ) ( ، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود5( بن عبد الله الز~

�ة� { قال : يل و�س� ~ه�م� ال ب �ل�ى ر� �غ�ون� إ ت �ب �د ع�ون� ي �ذ�ين� ي �ك� ال �ئ �ول ، عن ابن مسعود في قوله : } أ�ون ، واإلنس ~ي ن ا من الجن ، فأسلم الج� نزلت في نفر من العرب ، كانوا يعبدون نفر�

الذين كانوا يعبدونهم ال يشعرون بإسالمهم ، __________

( زيادة من ف.1)

632

Page 34: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.4713( صحيح البخاري برقم )2)(.4715 ، 4714( صحيح البخاري برقم )3)( في ت : "سعيد".4)( في ت ، ف : "الرماني".5)

(5/88)

�ان� ذ�ل�ك� ف�ي د�يد�ا ك �ا ش� �وه�ا ع�ذ�اب و م�ع�ذ~ب� �ام�ة� أ ق�ي � ال �و م ل� ي �وه�ا ق�ب �ك �ح ن� م�ه ل �ال� ن �ة� إ ي �ن م�ن ق�ر و�إ

ا ) �اب� م�س ط�ور� �ت ك ( 58ال

فنزلت هذه اآلية.وفي رواية عن ابن مسعود : كانوا يعبدون صنف�ا من المالئكة يقال لهم : الجن ، فذكره.�غ�ون� ت �ب �د ع�ون� ي �ذ�ين� ي �ك� ال �ئ �ول وقال السدي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : } أ

ب� { قال : عيسى وأمه ، وع�زير. �ق ر� �ه�م أ ي� �ة� أ يل و�س� ~ه�م� ال ب �ل�ى ر� إ

وقال مغيرة ، عن إبراهيم : كان ابن عباس يقول في هذه اآلية : هم عيسى ، وع�زير ،والشمس ، والقمر.

وقال مجاهد : عيسى ، والع�زير ، والمالئكة.�ة� { ، وهذا ال يل و�س� ~ه�م� ال ب �ل�ى ر� �غ�ون� إ ت �ب واختار ابن جرير قول ابن مسعود ؛ لقوله : } ي

( عن الماضي ، فال يدخل فيه عيسى والع�زير. قال : والوسيلة هي القربة ،1يعبر به )ب� { �ق ر� �ه�م أ ي

� كما قال قتادة ؛ ولهذا قال : } أ�ه� { : ال تتم العبادة إال بالخوف والرجاء ، �خ�اف�ون� ع�ذ�اب �ه� و�ي ح م�ت ج�ون� ر� �ر وقوله : } و�ي

( الطاعات.3( عن المناهي ، وبالرجاء ينبعث على )2فبالخوف ينكف )ا { أي : ينبغي أن يحذر منه ، ويخاف من وقوعه �ان� م�ح ذ�ور� ~ك� ك ب �ن� ع�ذ�اب� ر� وقوله : } إ

وحصوله ، عياذ�ا بالله منه.�ان� ذ�ل�ك� ف�ي د�يد�ا ك �ا ش� �وه�ا ع�ذ�اب و م�ع�ذ~ب

� �ام�ة� أ ق�ي � ال �و م ل� ي �وه�ا ق�ب �ك �ح ن� م�ه ل �ال ن �ة� إ ي �ن م�ن ق�ر } و�إا ) �اب� م�س ط�ور� �ت ك ( {.58ال

�م� وقضى بما قد كتبه عنده في اللوح المحفوظ : هذا إخبار من الله عز وجل بأنه قد حتد�يد�ا { إما �ا ش� أنه ما من قرية إال سيهلكها ، بأن يبيد أهلها جميعهم أو يعذبهم } ع�ذ�اب

بقتل أو ابتالء بما يشاء ، وإنما يكون ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم ، كما قال عن األممه�م { ] هود : ف�س� �ن �م�وا أ �ك�ن ظ�ل �اه�م و�ل �م ن [ وقال تعالى :101الماضين : } و�م�ا ظ�ل

�ا �اه�ا ع�ذ�اب ن د�يد�ا و�ع�ذ�ب �ا ش� اب �اه�ا ح�س� ن ب �ه� ف�ح�اس� ل س� ~ه�ا و�ر� ب م ر� ر�� �ت ع�ن أ �ة� ع�ت ي ~ن م�ن ق�ر ي

� �أ } و�كا { ] الطالق : ر� م ر�ه�ا خ�س

� �ة� أ �ان� ع�اق�ب م ر�ه�ا و�ك� �ال� أ ا * ف�ذ�اق�ت و�ب ر� �ك [.8 ، 7ن

__________( في ت : "ال يغن به".1)( في ف ، أ : "ينكشف".2)( في ف : "إلى".3)

(5/89)

633

Page 35: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه�ا �م�وا ب ة� ف�ظ�ل ص�ر� �اق�ة� م�ب �م�ود� الن �ا ث ن �ي �ت و�ل�ون� و�آ� �ه�ا األ �ذ�ب� ب �ن ك �ال� أ �ات� إ �ي �اآل س�ل� ب �ر ن ن

� �ا أ �ع�ن و�م�ا م�ن�خ و�يف�ا ) �ال� ت �ات� إ �ي �اآل ل� ب س� �ر ( 59و�م�ا ن

�م�وا ة� ف�ظ�ل ص�ر� �اق�ة� م�ب �م�ود� الن �ا ث ن �ي �ه�ا األو�ل�ون� و�آت �ذ�ب� ب �ن ك �ال أ �ات� إ �اآلي ل� ب س� �ر ن ن� �ا أ �ع�ن } و�م�ا م�ن

�خ و�يف�ا ) �ال ت �ات� إ �اآلي س�ل� ب �ر �ه�ا و�م�ا ن ( {.59ب ر قال : قال المشركون : �ي ب د ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن سعيد بن ج� �ي ن قال س�

يا محمد ، إنك تزعم أنه كان قبلك أنبياء ، فمنهم من س�خ�رت له الريح ، ومنهم من كان�ا. ك أن نؤمن بك ونصدقك ، فادع ربك أن يكون لنا الصفا ذهب �ر يحيي الموتى ، فإن س�

فأوحى الله إليه : "إني قد سمعت الذي

(5/89)

قالوا ، فإن شئت أن نفعل الذي قالوا ، فإن لم يؤمنوا نزل العذاب ؛ فإنه ليس بعد�ستأني بقومك استأنيت� بهم ؟" قال : "يا رب ، نزول اآلية مناظرة ، وإن شئت أن ن

استأن بهم".وكذا قال قتادة ، وابن جريج ، وغيرهما.

( اإلمام أحمد : حدثنا عثمان بن محمد ، حدثنا جرير ، عن األعمش ، عن جعفر1قال ) ( ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : سأل أهل مكة النبي صلى2بن إياس )

�ا ، وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعوا ، فقيل له : الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهب�ؤتيهم الذي سألوا ، فإن كفروا أهلكوا كما إن شئت أن نستأني بهم ، وإن شئت أن ن

�ا �ع�ن أهلكت� من كان قبلهم من األمم : قال : "ال بل استأن بهم". وأنزل الله : } و�م�ا م�نة� { رواه ) ص�ر� �اق�ة� م�ب �م�ود� الن �ا ث ن �ي �ه�ا األو�ل�ون� و�آت �ذ�ب� ب �ن ك �ال أ �ات� إ �اآلي ل� ب س� �ر ن ن

� ( النسائي3أ(.4من حديث جرير ، به )

�هيل ، عن ل�مة بن ك وقال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن س� ( ، عن ابن عباس قال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه5عمران أبى الحكيم )

�ا ، ونؤمن بك. قال : "وتفعلون ؟" قالوا : وسلم : ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهب نعم. قال : فدعا فأتاه جبريل فقال : إن ربك يقرأ عليك السالم ويقول لك : إن شئت

�ا ال أعذبه أحد�ا من �ا ، فمن كفر منهم بعد ذلك ع�ذ�بته عذاب أصبح الصفا لهم ذهب العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة. فقال : "بل باب التوبة والرحمة"

(6.) وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا محمد بن إسماعيل بن علي األنصاري ، حدثنا خلف ابن تميم المصيصي ، عن عبد الجبار بن عمار األيل�ي� ، عن عبد الله بن

عطاء بن إبراهيم ، عن جدته أم عطاء موالة الزبير بن العوام قالت : سمعت الزبير�ين� { ] الشعراء : ب �ك� األق ر� ت ير� ذ�ر ع�ش� ن

� [ صاح رسول الله214يقول : لما نزلت : } و�أ�يس : "يا آل عبد مناف ، إني نذير!" فجاءته قريش صلى الله عليه وسلم على أبي ق�ب فحذرهم وأنذرهم ، فقالوا : تزعم أنك نبي يوحى إليك ، وأن سليمان سخر له الريح والجبال ، وأن موسى سخر له البحر ، وأن عيسى كان يحيي الموتى ، فادع الله أن

ا ، فنتخذها محارث فنزرع ونأكل ،7يسير عنا هذه الجبال ، ويفجر ) ( لنا األرض أنهار� وإال فادع الله أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا ، وإال فادع الله أن يصير لنا هذه

634

Page 36: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ، فننحت منها ، وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف ، فإنك تزعم الصخرة التي تحتك ذهب أنك كهيئتهم! قال : فبينا نحن حوله ، إذ نزل عليه الوحي ، فلما سري عنه قال :

"والذي نفسي بيده ، لقد أعطاني ما سألتم ، ولو شئت لكان ، ولكنه خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة ، فيؤمن مؤمنكم ، وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم ألنفسكم ،

فتضلوا عن باب الرحمة ، فال يؤمن منكم أحد ، فاخترت باب الرحمة ، فيؤمن مؤمنكم.�ا ال يعذبه أحد�ا من العالمين" وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم ، أنه يعذبكم عذاب

�ه�ا األو�ل�ون� { �ذ�ب� ب �ن ك �ال أ �ات� إ �اآلي س�ل� ب �ر ن ن� �ا أ �ع�ن ونزلت : } و�م�ا م�ن

__________( في ف : "وقال".1)( في ف ، أ : "ابن أبي إياس".2)( في أ : "قد رواه".3)(.11290( وسنن النسائي الكبرى برقم )1/258( المسند )4)( في هـ : "عمران بن حكيم" ، والتصويب من أطراف المسند وكتب الرجال.5)(.1/242( المسند )6)( في ف : "وتفجر".7)

(5/90)

ة� ج�ر� �اس� و�الش� �لن �ة� ل ن �ال� ف�ت �اك� إ ن ي ر�� �ي أ �ت �ا ال ؤ ي �ا الر� ن ع�ل �اس� و�م�ا ج� �الن �ح�اط� ب �ك� أ ب �ن� ر� �ا ل�ك� إ ن �ذ ق�ل و�إ

ا ) �ير� �ب �ا ك �ان �ال� ط�غ ي �ز�يد�ه�م إ �خ�و~ف�ه�م ف�م�ا ي ن� و�ن� آ ق�ر �ة� ف�ي ال ع�ون م�ل ( 60ال

و� �ه� األر ض� أ و ق�ط~ع�ت ب

� �ال� أ ب ج� �ه� ال ت ب ~ر� ي �ا س� آن �ن� ق�ر �و أ وحتى قرأ ثالث آيات ونزلت : } و�ل�ى { ] الرعد : م�و ت �ه� ال ~م� ب �ل (.1 [ )31ك

�ات� { أي : نبعث اآليات ونأتي بها على ما �اآلي س�ل� ب �ر ن ن� �ا أ �ع�ن ولهذا قال تعالى : } و�م�ا م�ن

سأل قومك منك ، فإنه سهل علينا يسير لدينا ، إال أنه قد كذب بها األولون بعدما سألوها ، وجرت سنتنا فيهم وفي أمثالهم أنهم ال يؤخرون إذا كذبوا بها بعد نزولها ، كما~ي �ن �م ف�إ ك �ع د� م�ن ف�ر ب �ك �م ف�م�ن ي ك �ي �ه�ا ع�ل ~ي م�نزل �ن �ه� إ قال الله تعالى في المائدة : : } ق�ال� الل

�م�ين� { ] المائدة : ع�ال �ح�د�ا م�ن� ال �ه� أ �ع�ذ~ب �ا ال أ �ه� ع�ذ�اب �ع�ذ~ب [ وقال تعالى عن ثمود ،115أ�وها ، فدعا صالح ربه ، فأخرج له منها2حين سألوا آية : ناقة تخرج ) �ن ( من صخرة ع�ي

( أي : كفروا بمن خلقها ، وكذبوا رسوله وعقروا3ناقة على ما سألوا " فظلموا بها" ) ذ�وب� { ] هود : ر� م�ك � ذ�ل�ك� و�ع د� غ�ي �ام �ي �ة� أ �الث �م ث �ع�وا ف�ي د�ار�ك �م�ت [ ؛65الناقة فقال : } ت

�اق�ة� { أي : دالة على وحدانية من خلقها وصدق �م�ود� الن �ا ث ن �ي ولهذا قال تعالى : } و�آتبها وقتلوها ر �ه�ا { أي : كفروا بها ومنعوها ش� �م�وا ب الرسول الذي أجيب دعاؤه فيها } ف�ظ�ل

، فأبادهم الله عن آخرهم ، وانتقم منهم ، وأخذهم أخذ عزيز مقتدر.و�يف�ا { قال قتادة : إن الله خوف الناس بما يشاء ) �خ �ال ت �ات� إ �اآلي س�ل� ب �ر وقوله : } و�م�ا ن

( من آياته لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون ، ذ�كر لنا أن الكوفة رجفت على عهد4ابن مسعود فقال : يا أيها الناس ، إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه.

لزلت على عهد عمر بن الخطاب مرات ، فقال عمر : وي أن المدينة ز� وهكذا ر� أحدثتم ، والله لئن عادت ألفعلن وألفعلن. وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

635

Page 37: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

في الحديث المتفق عليه : "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، وإنهما ال ( عباده5ينكسفان لموت أحد وال لحياته ، ولكن الله ، عز وجل ، يرسلهما يخوف بهما )

، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره". ثم قال : " يا أمة محمد ، والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد ، والله لو تعلمون

ا" ) (.6ما أعلم ، لضحكتم قليال ولبكيتم كثير�

�اس� �لن �ة� ل ن �ال ف�ت �اك� إ ن ي ر�� �ي أ �ت �ا ال ؤ ي �ا الر� ن ع�ل �اس� و�م�ا ج� �الن �ح�اط� ب �ك� أ ب �ن� ر� �ا ل�ك� إ ن �ذ ق�ل } و�إ

ا ) �ير� �ب �ا ك �ان �ال ط�غ ي �ز�يد�ه�م إ �خ�و~ف�ه�م ف�م�ا ي آن� و�ن ق�ر �ة� ف�ي ال ع�ون م�ل ة� ال ج�ر� ( {.60و�الش�ا له ض�ا له على إبالغ رسالته ، ومخبر� � يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم محربأنه قد عصمه من الناس ، فإنه القادر عليهم ، وهم في قبضته وتحت قهره وغلبته.

�ا ل�ك� ن �ذ ق�ل قال مجاهد ، وعروة بن الزبير ، والحسن ، وقتادة ، وغيرهم في قوله : } و�إ�اس� { �الن �ح�اط� ب �ك� أ ب �ن� ر� إ

__________ ( : "رواه أبو يعلى من7/85( وقال الهيثمي في المجمع )2/40( مسند أبي يعلى )1)

طريق عبد الجبار بن عمر األيلي ، عن عبد الله بن عطاء بن إبراهيم ، وكالهما وثق ،وقد ضعفهما الجمهور".

( في ف ، أ : "أن يخرج لهم ناقة".2)( في أ : "فلما ظلموا بها" وهو خطأ.3)( في ف : "بأشياء".4)( في ف ، أ : "ولكن يخوف الله بهما".5)(.901( وصحيح مسلم برقم )1044( صحيح البخاري برقم )6)

(5/91)

أي : عصمك منهم.�اس� { قال البخاري : حدثنا علي بن �لن �ة� ل ن �ال ف�ت �اك� إ ن ي ر�

� �ي أ �ت �ا ال ؤ ي �ا الر� ن وقوله : } و�م�ا ج�ع�ل�ا ؤ ي �ا الر� ن ع�ل عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : } و�م�ا ج�

�اس� { قال : هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه �لن �ة� ل ن �ال ف�ت �اك� إ ن ي ر�� �ي أ �ت ال

آن� { شجرة الزقوم )1وسلم ) ق�ر �ة� ف�ي ال ع�ون م�ل ة� ال ج�ر� (.2( ليلة أسري به } و�الش� ( ، وكذا رواه3وكذا رواه أحمد ، وعبد الرزاق ، وغيرهما ، عن سفيان بن عيينة به )

العوفي ، عن ابن عباس ، وهكذا فسر ذلك بليلة اإلسراء : مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، ومسروق ، وإبراهيم ، وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد ، وغير واحد. وقد

( الحمد والمنة. وتقدم أن4تقدمت أحاديث اإلسراء في أول السورة مستقصاة ، ولله )ا رجعوا عن دينهم بعدما كانوا على الحق ؛ ألنه لم تحمل قلوبهم وعقولهم ذلك ، ناس�

�ا آلخرين ؛ ولهذا ) �ا ويقين ( قال :5فكذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ، وجعل الله ذلك ثبات�ا. وأما "الشجرة الملعونة" ، فهي شجرة الزقوم ، كما ا وامتحان �ة� { أي : اختبار� ن �ال ف�ت } إ أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار ، ورأى شجرة الزقوم ،

ا وزبد�ا ، وجعل7( ]بقوله[ )6فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل لعنه الله ) ( هاتوا لنا تمر�ق�موا ، فال نعلم الزقوم غير هذا. �ز� يأكل هذا بهذا ويقول : ت

حكى ذلك ابن عباس ، ومسروق ، وأبو مالك ، والحسن البصري ، وغير واحد ، وكل

636

Page 38: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( بشجرة الزقوم.8من قال : إنها ليلة اإلسراء ، فسره كذلك )وقد قيل : المراد بالشجرة الملعونة : بنو أمية. وهو غريب ضعيف.

�الة ، حدثنا عبد المهيمن بن عباس ب قال ابن جرير : حدثت عن محمد بن الحسن بن ز� بن سهل بن سعد ، حدثني أبي عن جدي قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم

�ا حتى9بني فالن ينزون على منبره نزو القرود ) ( فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحك�ة�10مات. قال : وأنزل ) ن �ال ف�ت �اك� إ ن ي ر�

� �ي أ �ت �ا ال ؤ ي �ا الر� ن ع�ل ( الله في ذلك : } و�م�ا ج��اس� { اآلية ) �لن (.11ل

�الة" متروك ، وشيخه أيض�ا ب وهذا السند ضعيف جد�ا ؛ فإن "محمد بن الحسن بن ز� ضعيف بالكلية. ولهذا اختار ابن جرير : أن المراد بذلك ليلة اإلسراء ، وأن الشجرة

الملعونة هي شجرة الزقوم ، قال : إلجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك ، أي : فيالرؤيا والشجرة.

�ا �ان �ال ط�غ ي �ز�يد�ه�م إ �خ�و~ف�ه�م { أي : الكفار بالوعيد والعذاب والنكال } ف�م�ا ي وقوله : } و�نا { أي : تماديا فيما هم فيه من الكفر والضالل. وذلك من خذالن الله لهم. �ير� �ب ك

__________( في ف : "النبي صلى الله عليه وسلم".1)(.4716( صحيح البخاري برقم )2)(.1/221( المسند )3)( في ت : "فلله".4)( في ت : "فلهذا".5)( في ف ، أ : "عليه لعائن الله".6)( زيادة من ت.7)( في ف : "فسر ذلك".8)( في أ : "القردة".9)( في ف : "فأنزل".10)(.15/77( تفسير الطبري )11)

(5/92)

�ا ) �ق ت� ط�ين ل �م�ن خ� د� ل ج� س� �أ ل�يس� ق�ال� أ �ب �ال� إ ج�د�وا إ �د�م� ف�س� ج�د�وا آل� �ة� اس �ك ئ م�ال� �ل �ا ل ن �ذ ق�ل (61و�إ

�يال� ) �ال� ق�ل �ه� إ �ت ي �ن� ذ�ر~ �ك �ن ت �ح �ام�ة� أل� ق�ي � ال �و م �ل�ى ي �ن� إ ت �خ�ر �ن أ �ئ م ت� ع�ل�ي� ل �ر� �ذ�ي ك �ك� ه�ذ�ا ال ت �ي أ ر�� ق�ال� أ

ا )62 اء� م�و ف�ور� �م ج�ز� اؤ�ك �م� ج�ز� �ن� ج�ه�ن ه�م ف�إ �ع�ك� م�ن �ب �ف ز�ز م�ن�63( ق�ال� اذ ه�ب ف�م�ن ت ت ( و�اسد� و ال�

� �م و�ال� و�األ ه�م ف�ي األ ار�ك ل�ك� و�ش� ج� ل�ك� و�ر� ي �خ� ه�م ب �ي ل�ب ع�ل �ج �ك� و�أ �ص�و ت ه�م ب �ط�ع ت� م�ن ت اسا ) ور� �ال� غ�ر� ط�ان� إ ي �ع�د�ه�م� الش� �ف�ى64و�ع�د ه�م و�م�ا ي ل ط�ان� و�ك ه�م س� �ي س� ل�ك� ع�ل �ي �اد�ي ل ب �ن� ع� ( إ

�يال� ) ~ك� و�ك ب �ر� ( 65ب

�ا ) �ق ت� ط�ين ل �م�ن خ� ج�د� ل س� �أ ل�يس� ق�ال� أ �ب �ال إ ج�د�وا إ ج�د�وا آلد�م� ف�س� �ة� اس �ك م�الئ �ل �ا ل ن �ذ ق�ل (61} و�إ

�يال ) �ال ق�ل �ه� إ �ت ي �ن� ذ�ر~ �ك �ن ت �ام�ة� ألح ق�ي � ال �و م �ل�ى ي �ن� إ ت �خ�ر �ن أ �ئ م ت� ع�ل�ي� ل �ر� �ذ�ي ك �ك� ه�ذ�ا ال ت �ي أ ر�� ق�ال� أ

62} ) يذكر تعالى ع�د�او�ة� إبليس - لعنه الله - آلدم ، عليه السالم ، وذريته ، وأنها عداوة قديمة

637

Page 39: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

منذ خلق آدم ، فإنه تعالى أمرالمالئكة بالسجود ، فسجدوا كلهم إال إبليس استكبر وأبى�ا { كما قال في �ق ت� ط�ين ل �م�ن خ� ج�د� ل س

� �أ ا له } ق�ال� أ ا عليه واحتقار� أن يسجد له ؛ افتخار��ه� م�ن ط�ين� { ] األعراف : �ق ت ل �ار� و�خ� �ي م�ن ن �ن �ق ت ل ه� خ� ر� م�ن ي �ا خ� �ن [.12اآلية األخرى : } أ

ا ، والرب يحلم ) �ك� { ، يقول للرب جراءة وكفر� ت �ي أ ر�� ( وينظر } ق�ال�1وقال أيض�ا : } أ

�يال { �ال ق�ل �ه� إ �ت ي �ن� ذ�ر~ �ك �ن ت �ام�ة� ألح ق�ي � ال �و م �ل�ى ي �ي إ �ن ت �خ�ر �ن أ �ئ م ت� ع�ل�ي� ل �ر� �ذ�ي ك �ك� ه�ذ�ا ال ت �ي أ ر�� أ

قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس يقول : ألستولين على ذريته إال قليال.وقال مجاهد : ألحتوين. وقال ابن زيد : ألضلنهم.

وكلها متقاربة ، والمعنى : أنه يقول : أرأيتك هذا الذي شرفته وعظمته علي� ، لئنيته إال قليال منهم. �أنظرتني ألضلن ذر

ا ) اء� م�و ف�ور� �م ج�ز� اؤ�ك �م� ج�ز� ه�ن �ن� ج� ه�م ف�إ �ع�ك� م�ن �ب �ف ز�ز م�ن�63} ق�ال� اذ ه�ب ف�م�ن ت ت ( و�اس ه�م ف�ي األم و�ال� و�األوالد� ار�ك ل�ك� و�ش� ج� ل�ك� و�ر� ي �خ� ه�م ب �ي ل�ب ع�ل �ج �ك� و�أ �ص�و ت ه�م ب �ط�ع ت� م�ن ت اس

ا ) ور� �ال غ�ر� ط�ان� إ ي �ع�د�ه�م� الش� �ف�ى64و�ع�د ه�م و�م�ا ي ل ط�ان� و�ك ه�م س� �ي س� ل�ك� ع�ل �ي �اد�ي ل ب �ن� ع� ( إ�يال ) ~ك� و�ك ب �ر� ( {.65ب

( النظرة قال الله له : } اذ ه�ب { فقد أنظرتك. كما2لما سأل إبليس ]عليه اللعنة[ )} � م�ع ل�وم و�ق ت� ال � ال �و م �ل�ى ي ظ�ر�ين� * إ م�ن �ك� م�ن� ال �ن قال في اآلية األخرى : } ق�ال� ف�إ

�ع�ك�38 ، 37] الحجر : �ب �عه من ذرية آدم جهنم ، فقال : } ف�م�ن ت �ب [ ثم أوعده ومن تا { اء� م�و ف�ور� �م { أي : على أعمالكم } ج�ز� اؤ�ك �م� ج�ز� ه�ن �ن� ج� ه�م ف�إ م�ن

قال مجاهد : وافرا. وقال قتادة : م�و�ف�را عليكم ، ال ينقص لكم منه.�ك� { قيل : هو الغناء. قال مجاهد : باللهو �ص�و ت ه�م ب �ط�ع ت� م�ن ت �ف ز�ز م�ن� اس ت وقوله : } و�اس

والغناء ، أي : استخفهم بذلك.�ك� { قال : كل داع �ص�و ت ه�م ب �ط�ع ت� م�ن ت �ف ز�ز م�ن� اس ت وقال ابن عباس في قوله : } و�اس

دعا إلى معصية الله ، عز وجل ، وقال قتادة ، واختاره ابن جرير.__________

( في ت ، أ : "يحكم".1)( زيادة من ف ، أ.2)

(5/93)

�التهم ي ل�ك� { يقول : واحمل عليهم بجنودك خ� ج� ل�ك� و�ر� ي �خ� ه�م ب �ي ل�ب ع�ل �ج وقوله : } و�أ�هم ) لت ج ج ل" جمع "راجل" ، كما أن "الركب" جمع "راكب" و"صحب"1ور� � ( ؛ فإن "الر

جمع "صاحب".�ا �ن �ر� أ �م ت �ل ومعناه : تسلط عليهم بكل ما تقدرعليه. وهذا أمر قدري ، كما قال تعالى : } أ

ا { ] مريم : �ز� ه�م أ �ؤ�ز� �اف�ر�ين� ت ك �اط�ين� ع�ل�ى ال ي �ا الش� ن ل س� ر� [ أي : تزعجهم إلى83أ

ا ، وتسوقهم إليها ) ( سوق�ا. وقال ابن عباس ، ومجاهد في قوله :2المعاصي إزعاج�ل�ك� { قال : كل راكب وماش في معصية الله. ج� ل�ك� و�ر� ي �خ� ه�م ب �ي ل�ب ع�ل �ج } و�أ

وقال قتادة : إن له خيال ورجاال من الجن واإلنس ، وهم الذين يطيعونه. وتقول العرب : "أجلب فالن على فالن" : إذا صاح عليه. ومنه : "نهى في المسابقة

�ب" ومنه اشتقاق "الجلبة" ، وهي ارتفاع األصوات. ن ل�ب والج� عن الج� ه�م ف�ي األم و�ال� و�األوالد� { قال ابن عباس ومجاهد : هو ما أمرهم به ار�ك وقوله : } و�ش�

638

Page 40: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

من إنفاق األموال في معاصي الله. ( جمعها من خبيث ، وإنفاقها في حرام.3وقال عطاء : هو الربا. وقال الحسن : ]هو[ )

وكذا قال قتادة. وقال العوفي ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : أما مشاركته إياهم في أموالهم ،

فهو ما حرموه من أنعامهم ، يعني : من البحائر والسوائب ونحوها. وكذا قال الضحاكوقتادة.( قال ابن جرير : واألولى أن يقال : إن اآلية تعم ذلك كله.4]ثم[ )

وقوله : } و�األوالد� { قال العوفي عن ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك : يعني أوالدالزنا.

وقال علي ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : هو ما كانوا قتلوه من أوالدهم سفه�ا بغيرعلم.

وا وقال قتادة ، عن الحسن البصري : قد والله شاركهم في األموال واألوالد م�ج�س�ؤوا من أموالهم جزء�ا للشيطان ) �ص�روا وصبغوا غير صبغة اإلسالم ، وج�ز� (5وهودوا ون

وكذا قال قتادة سواء. وقال أبو صالح ، عن ابن عباس : هو تسميتهم أوالدهم "عبد الحارث" و"عبد شمس"

و"عبد فالن". قال ابن جرير : وأولى األقوال بالصواب أن يقال : كل مولود ولدته أنثى ، عصى الله

( يكرهه الله ، أو بإدخاله في غير الدين الذي ارتضاه الله ، أو بالزنا6فيه ، بتسميته ما ) ( الله بفعله به أو فيه ، فقد7بأمه ، أو بقتله ووأده ، وغير ذلك من األمور التي يعصي )

دخل في مشاركة إبليس فيه من ولد ذلك الولد له أو منه ؛ ألن الله لم يخصص بقوله : ه�م ف�ي األم و�ال� و�األوالد� { معنى الشركة فيه بمعنى دون معنى ، فكل ما ار�ك } و�ش�

عصي الله فيه - أو به ، وأطيع فيه الشيطان - أو به ، فهو مشاركة.__________

( في ت ، ف : "ورجالتهم".1)( في ت : "إلينا".2)( زيادة من ف ، أ.3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف : "الشيطان".5)( في ف : "بما".6)( في ت : "يعفى".7)

(5/94)

يم�ا ) ح� �م ر� �ك �ان� ب �ه� ك �ن �ه� إ �غ�وا م�ن ف�ض ل ت �ب �ت �ح ر� ل ب ف�ل ك� ف�ي ال �م� ال �ك ج�ي ل �ز �ذ�ي ي �م� ال �ك ب ( 66ر�

�جه ، وكل ) ( من السلف ، رحمهم الله ، فسر بعض المشاركة ،1وهذا الذي قاله م�ت ( ، أن رسول الله صلى الله عليه2فقد ثبت في صحيح مسلم ، عن عياض بن حمار )

وسلم قال : "يقول الله عز وجل : إني خلقت عبادي ح�نفاء ، فجاءتهم الشياطين(.4( عن دينهم ، وح�ر�مت عليهم ما أحللت لهم" )3فاجتالتهم )

639

Page 41: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن

�ق�د�ر بينهما ولد في ذلك ، لم يضره الشيطان أبد�ا" ) (.5يا { كما أخبر تعالى عن إبليس أنه ور� �ال غ�ر� ط�ان� إ ي �ع�د�ه�م� الش� وقوله : } و�ع�د ه�م و�م�ا ي �م �ك ح�ق~ و�و�ع�د ت �م و�ع د� ال �ه� و�ع�د�ك �ن� الل يقول إذا حصحص الحق يوم يقضى بالحق : } إ

�ي �ل�وم�ون �م ل�ي ف�ال ت ت ب �ج� ت �م ف�اس �ك �ن د�ع�و ت �ال أ ل ط�ان� إ �م م�ن س� ك �ي �ان� ل�ي ع�ل �م و�م�ا ك �ك �ف ت ل �خ ف�أ�م�ص ر�خ�ي� { اآلية] إبراهيم : �م ب ت �ن �م و�م�ا أ �م�ص ر�خ�ك �ا ب ن

� �م م�ا أ ك ف�س� �ن �وم�وا أ [.22و�لل ط�ان� { : إخبار بتأييده تعالى عباده المؤمنين ، ه�م س� �ي س� ل�ك� ع�ل �ي �اد�ي ل ب �ن� ع� وقوله : } إ

~ك� ب �ر� �ف�ى ب وحفظه إياهم ، وحراسته لهم من الشيطان الرجيم ؛ ولهذا قال : } و�كا. �يال { أي : حافظ�ا ومؤيد�ا وناصر� و�ك

د�ان ، عن أبي �هيعة ، عن موسى بن و�ر وقال اإلمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن ل هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن المؤمن

ضي شياطينه ) �ن ه في السفر" )6لي �عير� (.7( كما ينضي أحدكم بينضي ، أي : يأخذ بناصيته ويقهره.

يم�ا ) ح� �م ر� �ك �ان� ب �ه� ك �ن �ه� إ �غ�وا م�ن ف�ض ل ت �ب �ت �ح ر� ل ب ف�ل ك� ف�ي ال �م� ال �ك ج�ي ل �ز �ذ�ي ي �م� ال �ك ب ( {.66} ر� (8يخبر تعالى عن لطفه بخلقه في تسخيره لعباده الفلك في البحر ، وتسهيلها )

( في التجارة من إقليم إلى إقليم ؛ ولهذا قال : }9لمصالح عباده البتغائهم من فضله )ح�يم�ا { أي : إنما فعل هذا بكم من فضله عليكم ، ورحمته بكم. �م ر� �ك �ان� ب �ه� ك �ن إ

__________( في ت ، ف" "فكل".1)( في ف ، أ : "عن ابن عباس عن عياض بن حمار". وفي ت : "حماد" بدل "حمار".2)( في ت : "واجتالتهم".3)(.2865( صحيح مسلم برقم )4)(.1434( وصحيح مسلم برقم )141( صحيح البخاري برقم )5)( في ت : "شيطانه".6)(.2/380( المسند )7)( في ت ، ف ، أ : "وتسهيله لها".8)( في ف ، أ : "فضله لهم".9)

(5/95)

�ان� �م و�ك ض ت �ع ر� �ر~ أ ب �ل�ى ال �م إ �ج�اك �م�ا ن �اه� ف�ل �ي �ال� إ �د ع�ون� إ �ح ر� ض�ل� م�ن ت ب �م� الض�ر� ف�ي ال ك �ذ�ا م�س� و�إا ) �ف�ور� ان� ك س� �ن ( 67اإل

�م ض ت �ع ر� �ر~ أ ب �ل�ى ال �م إ �ج�اك �م�ا ن �اه� ف�ل �ي �ال إ �د ع�ون� إ �ح ر� ض�ل� م�ن ت ب �م� الض�ر� ف�ي ال ك �ذ�ا م�س� } و�إا ) �ف�ور� ان� ك س� �ان� اإلن ( {67و�ك

(5/95)

640

Page 42: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�يال� ) �م و�ك �ك �ج�د�وا ل �م� ال� ت �ا ث �م ح�اص�ب ك �ي س�ل� ع�ل �ر و ي� �ر~ أ ب �ب� ال ان �م ج� �ك �خ س�ف� ب �ن ي �م أ ت �م�ن �ف�أ (68أ

�م ت �ف�ر �م�ا ك �م ب �غ ر�ق�ك يح� ف�ي �م ق�اص�ف�ا م�ن� الر~ ك �ي س�ل� ع�ل �ر ى ف�ي �خ ر� ة� أ �ار� �م ف�يه� ت �ع�يد�ك �ن ي �م أ ت �م�ن �م أ أ�يع�ا ) �ب �ه� ت �ا ب ن �ي �م ع�ل �ك �ج�د�وا ل �م� ال� ت ( 69ث

. يخبر تعالى أنه إذا مس الناس ضر� ، دعوه منيبين إليه ، مخلصين له الدين ؛ ولهذا

�اه� { أي : ذهب عن قلوبكم �ي �ال إ �د ع�ون� إ �ح ر� ض�ل� م�ن ت ب �م� الض�ر� ف�ي ال ك �ذ�ا م�س� قال : } و�إا من رسول الله كل ما تعبدون غير الله ، كما اتفق لعكرمة بن أبي جهل لما ذهب فار��ا ، فركب في البحر ليدخل الحبشة ، صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة ، فذهب هارب

( ريح عاصف ، فقال القوم بعضهم لبعض : إنه ال يغني عنكم إال أن تدعو1فجاءتهم ) الله وحده. فقال عكرمة في نفسه : والله لئن كان ال ينفع في البحر غيره ، فإنه ال

( يدي2ينفع في البر غيره ، اللهم لك علي� عهد ، لئن أخرجتني منه ألذهبن ف�أضعن ) ( ، فألجدنه رءوف�ا رحيم�ا. فخرجوا من البحر ، فرجع إلى رسول الله صلى3في يديه )

( إسالمه ، رضي الله عنه وأرضاه.4الله عليه وسلم فأسلم وحسن )�م { أي : نسيتم ما عرفتم من توحيده في ض ت �ع ر� �ر~ أ ب �ل�ى ال �م إ �ج�اك �م�ا ن وقوله : } ف�ل

البحر ، وأعرضتم عن دعائه وحده ال شريك له.�ه هذا ، ينسى النعم ويجحدها ، إال من عصم الله. �ت ي ج� ا { أي : س� �ف�ور� ان� ك س� �ان� اإلن } و�ك

�يال ) �م و�ك �ك �ج�د�وا ل �م� ال ت �ا ث �م ح�اص�ب ك �ي س�ل� ع�ل �ر و ي� �ر~ أ ب �ب� ال ان �م ج� �ك �خ س�ف� ب �ن ي �م أ ت �م�ن �ف�أ } أ

68} )( إلى البر أمنتم من انتقامه وعذابه!5يقول تعالى : أفحسبتم أن نخرجكم )

�ا { ، وهو : المطر الذي فيه حجارة. �م ح�اص�ب ك �ي س�ل� ع�ل �ر و ي� �ر~ أ ب �ب� ال ان �م ج� �ك �خ س�ف� ب �ن ي } أ

( ه�م �ي �ا ع�ل ن ل س� ر� �ا أ �ن �ال آل� ل�وط�6قاله مجاهد ، وغير واحد ، كما قال تعالى : } إ �ا إ ( ح�اص�ب

ح�ر� { ] القمر : �س� �اه�م ب ن ي �ج� ة�34ن ه�ا ح�ج�ار� �ي �ا ع�ل ن م ط�ر� [ وقد قال في اآلية األخرى : } و�أ

ج~يل� { ) �م� األر ض�82( ] هود : 7م�ن س� �ك �خ س�ف� ب �ن ي م�اء� أ �م م�ن ف�ي الس� ت �م�ن �أ [ وقال : } أ�ذ�ير� ف� ن �ي �م�ون� ك �ع ل ت �ا ف�س� �م ح�اص�ب ك �ي س�ل� ع�ل �ر ن ي

� م�اء� أ �م م�ن ف�ي الس� ت �م�ن �م أ �م�ور� * أ �ذ�ا ه�ي� ت ف�إ [.17 ، 16{ ] الملك :

ا يرد ذلك عنكم ، وينقذكم منه ]والله �يال { أي : ناصر� �م و�ك �ك �ج�د�وا ل �م� ال ت وقوله : } ث(.8سبحانه وتعالى أعلم[ )

�م�ا �م ب �غ ر�ق�ك يح� ف�ي �م ق�اص�ف�ا م�ن� الر~ ك �ي س�ل� ع�ل �ر ى ف�ي �خ ر� ة� أ �ار� �م ف�يه� ت �ع�يد�ك �ن ي �م أ ت �م�ن �م أ } أ�يع�ا ) �ب �ه� ت �ا ب ن �ي �م ع�ل �ك �ج�د�وا ل �م� ال ت �م ث ت �ف�ر ( {.69ك

�م { أيها المعرضون عنا بعدما اعترفوا بتوحيدنا في البحر ، ت �م�ن �م أ يقول تعالى : } أ�م ق�اص�ف�ا م�ن�9وخرجوا إلى البر ) ك �ي س�ل� ع�ل �ر �م { في البحر مرة ثانية } ف�ي �ع�يد�ك �ن ي ( } أ

يح� { أي : يقصف الصواري الر~__________

( في ف : "فجاءهم".1)( في ت : "فأضع" ، وفي ف : "فألضعن".2)( في أ : "يدي محمد".3)( في ت : " صلى الله عليه وسلم فأحسن".4)( في ت ، "أن يخرجوكم" ، وفي ف ، أ : "أن يخرجكم".5)( في ف : "عليكم" وهو خطأ.6)( في ت ، ف ، أ : "من طين" وهو خطأ.7)

641

Page 43: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ف.8)( في ت : "إلى التراب".9)

(5/96)

�اه�م ع�ل�ى ن �ات� و�ف�ض�ل ~ب �اه�م م�ن� الط�ي ق ن ز� �ح ر� و�ر� ب �ر~ و�ال ب �اه�م ف�ي ال ن �د�م� و�ح�م�ل �ي آ �ن �ا ب م ن �ر� �ق�د ك و�ل�ف ض�يال� ) �ا ت �ق ن ل �ير� م�م�ن خ� �ث ( 70ك

ويغرق المراكب.(.2( التي تكسر المراكب وتغرقها )1قال ابن عباس وغيره : القاصف : ريح البحار )

( } �م ت �ف�ر �م�ا ك �م ب �غ ر�ق�ك ( أي : بسبب كفركم وإعراضكم عن الله تعالى.3وقوله : } ف�يا. �يع�ا { قال ابن عباس : نصير� �ب �ه� ت �ا ب ن �ي �م ع�ل �ك �ج�د�وا ل �م� ال ت وقوله : } ث

ا ، أي : يأخذ بثأركم بعدكم. ا ثائر� وقال مجاهد : نصير�وقال قتادة : وال نخاف أحد�ا يتبعنا بشيء من ذلك.

�اه�م ع�ل�ى ن �ات� و�ف�ض�ل ~ب �اه�م م�ن� الط�ي ق ن ز� �ح ر� و�ر� ب �ر~ و�ال ب �اه�م ف�ي ال ن �ي آد�م� و�ح�م�ل �ن �ا ب م ن �ر� �ق�د ك } و�ل�ف ض�يال ) �ا ت �ق ن ل �ير� م�م�ن خ� �ث ( {.70ك

يخبر تعالى عن تشريفه لبني آدم ، وتكريمه إياهم ، في خلقه لهم على أحسن الهيئات� { ] التين : 4وأكملها ) �ق و�يم ن� ت �ح س� ان� ف�ي أ س� �ا اإلن �ق ن ل �ق�د خ� [ أي :4( كما قال : } ل

�ا على رجليه ، ويأكل بيديه - وغيره من الحيوانات يمشي على أربع يمشي قائم�ا منتصبا وفؤاد�ا ، يفقه بذلك كله وينتفع به ، ويفرق بين ويأكل بفمه - وجعل له سمع�ا وبصر�

األشياء ، ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في األمور الدنيوية والدينية.�ر~ { ) ب �اه�م ف�ي ال ن ( أي : على الدواب من األنعام والخيل والبغال ، وفي5} و�ح�م�ل

"البحر" أيض�ا على السفن الكبار والصغار.�ات� { أي : من زروع وثمار ، ولحوم وألبان ، من سائر أنواع ~ب �اه�م م�ن� الط�ي ق ن ز� } و�ر�

(7( واأللوان ، المشتهاة اللذيذة ، والمناظر الحسنة ، والمالبس الرفيعة )6الطعوم ) من سائر األنواع ، على اختالف أصنافها وألوانها وأشكالها ، مما يصنعونه ألنفسهم ،

ويجلبه إليهم غيرهم من أقطار األقاليم والنواحي.�ف ض�يال { أي : من سائر الحيوانات وأصناف �ا ت �ق ن ل �ير� م�م�ن خ� �ث �اه�م ع�ل�ى ك ن } و�ف�ض�ل

المخلوقات.�دل بهذه اآلية على أفضلية جنس البشر على جنس المالئكة ، قال عبد وقد است

الرزاق : أخبرنا م�ع م�ر ، عن زيد بن أسلم قال : قالت المالئكة : يا ربنا ، إنك أعطيت بني آدم الدنيا ، يأكلون منها ويتنعمون ، ولم تعطنا ذلك فأعطناه في اآلخرة. فقال

الله : "وعزتي وجاللي ال أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي ، كمن قلت له : كن فكان"(8.)

وهذا الحديث مرسل من هذا الوجه ، وقد روي من وجه آخر متصال. ( الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن محمد بن ص�د�ق�ة البغدادي ،9وقال )

حدثنا إبراهيم__________

( في ت : "البحارة".1)

642

Page 44: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف : "يكسر المراكب ويغرقها".2)( في ت : "فتغرقكم". وفي ف : "فيغرقكم".3)( في أ : "وأجملها".4)( في ت ، ف : "البر والبحر".5)( في ت : "األطعمة".6)( في ت ، ف ، أ : "المرتفعة".7)(.1/325( تفسير عبد الرزاق )8)( في ف : "فقال".9)

(5/97)

�م�ون� �ظ ل �ه�م و�ال� ي �اب �ت ء�ون� ك �ق ر� �ك� ي �ئ �ول �ه� ف�أ �م�ين �ي �ه� ب �اب �ت �ي� ك �وت �م�ام�ه�م ف�م�ن أ �إ �اس� ب �ن �ل� أ �د ع�وا ك �و م� ن ي�يال� ) �يال� )71ف�ت ب �ض�ل� س� �ع م�ى و�أ ة� أ �خ�ر� �ع م�ى ف�ه�و� ف�ي اآل �ان� ف�ي ه�ذ�ه� أ ( 72( و�م�ن ك

ان محمد بن بن عبد الله بن خالد الم�ص~يص�ي� ، حدثنا حجاج بن محمد ، حدثنا أبو غ�س�ليم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو ، عن مطرف ، عن صفوان بن س�

النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن المالئكة قالت : يا ربنا ، أعطيت بني آدم الدنيا ، ( ويشربون ويلبسون ، ونحن نسبح بحمدك وال نأكل وال نشرب وال نلهو ،1يأكلون فيها )

فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا اآلخرة. قال : ال أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي ،(.2كمن قلت له : كن ، فكان" )

وقد روى ابن عساكر من طريق محمد بن أيوب الرازي ، حدثنا الحسن بن علي بن خلف الصيدالني ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ، حدثني عثمان بن حصن بن عبيدة م اللخمي ، حدثني أنس بن مالك ، عن رسول الله و�ي بن ع�الق ، سمعت عروة بن ر�

صلى الله عليه وسلم قال : "إن المالئكة قالوا : ربنا ، خلقتنا وخلقت بني آدم ، فجعلتهم يأكلون الطعام ، ويشربون الشراب ، ويلبسون الثياب ، ويتزوجون النساء ،

�ا ، فاجعل لهم3ويركبون الدواب ، ينامون ) ( ويستريحون ، ولم تجعل لنا من ذلك شيئ الدنيا ولنا اآلخرة. فقال الله عز وجل : ال أجعل من خلقته بيدي ، ونفخت فيه من

(.4روحي ، كمن قلت له : كن ، فكان" ) ( بن سهل ، حدثنا عبيد الله بن5وقال الطبراني : حدثنا عبدان بن أحمد ، حدثنا عمر )

غ�اف ) ( عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو6تمام ، عن خالد الحذاء ، عن بشر بن ش� قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما شيء أكرم على الله يوم القيامة

من ابن آدم". قيل : يا رسول الله وال المالئكة ؟ قال : "وال المالئكة ، المالئكة(. وهذا حديث غريب جد�ا.7مجبورون بمنزلة الشمس والقمر" )

�ه�م و�ال �اب �ت ء�ون� ك �ق ر� �ك� ي �ئ �ول �ه� ف�أ �م�ين �ي �ه� ب �اب �ت �ي� ك �وت �م�ام�ه�م ف�م�ن أ �إ �اس� ب �ن �ل� أ �د ع�وا ك �و م� ن } ي�يال ) �م�ون� ف�ت �ظ ل �يال )71ي ب �ض�ل� س� �ع م�ى و�أ ة� أ �ع م�ى ف�ه�و� ف�ي اآلخ�ر� �ان� ف�ي ه�ذ�ه� أ ( و�م�ن ك

72.} )يخبر تبارك وتعالى عن يوم القيامة : أنه يحاسب كل أمة بإمامهم.

م�ة�� �ل~ أ �ك وقد اختلفوا في ذلك ، فقال مجاهد وقتادة : أي بنبيهم. وهذا كقوله : } و�ل

�م�ون� { ] يونس : �ظ ل ق�س ط� و�ه�م ال ي �ال �ه�م ب ن �ي �ه�م ق�ض�ي� ب ول س� �ذ�ا ج�اء� ر� ول� ف�إ س� [.47ر�

643

Page 45: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في ت : "منها".1) ( وفي إسناده إبراهيم بن عبد الله المصيصي وهو كذاب ، ورواه في المعجم2)

( "مجمع البحرين" من طريق طلحة بن زيد عن صفوان بن سليم به87األوسط برقم ) ، وقال : "لم يروه عن صفوان إال طلحة ، وأبو غسان محمد بن مطرف" وفي إسناده

طلحة بن زيد وهو كذاب.( في ت : "وينامون".3) ( وعزاه البن عساكر من حديث أنس ،12/191( وذكره الهندي في كنز العمال )4)

وقد جاء من وجه آخر ؛ فرواه الطبراني في مسند الشاميين من طريق أحمد بن يعلى ، عن هشام بن عمار ، عن عثمان بن عالق قال : سمعت عروة بن رويم يحدث

عن جابر فذكره ، ورواه البيهقي في األسماء والصفات من طريق جنيد بن حكيم ، عن هشام بن عمار ، عن عبد ربه بن صالح قال : سمعت عروة بن رويم يحدث عن جابر

فذكره. أ. هـ. مستفادا ذلك الزيلعي في كتابه تخريج الكشاف.( في ت ، ف : "معمر".5)( في ف : "شعاب".6) ( : "رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عبيد الله بن1/82( قال الهيثمي في المجمع )7)

تمام وهو ضعيف".

(5/98)

وقال بعض السلف : هذا أكبر شرف ألصحاب الحديث ؛ ألن إمامهم النبي صلى اللهعليه وسلم.

وقال ابن زيد : بكتابهم الذي أنزل على نبيهم ، من التشريع.�ج�يح ، عن مجاهد أنه قال : بكتبهم. فيحتمل أن واختاره ابن جرير ، وروي عن ابن أبي ن�د ع�و �و م� ن يكون أراد هذا ، وأن يكون أراد ما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله : } ي�م�ام�ه�م { أي : بكتاب أعمالهم ، وكذا قال أبو العالية ، والحسن ، والضحاك. �إ �اس� ب �ن �ل� أ ك�ين� { ]يس : � م�ب �م�ام �اه� ف�ي إ ن ي ء� أح ص�ي �ل� ش� وهذا القول هو األرجح ؛ لقوله تعالى : } و�ك

�ا12 �ون� ي �ق�ول ف�ق�ين� م�م�ا ف�يه� و�ي م�ج ر�م�ين� م�ش ى ال �ر� �اب� ف�ت �ت ك [. وقال تعالى : } و�و�ض�ع� الا و�ال �وا ح�اض�ر� �ح ص�اه�ا و�و�ج�د�وا م�ا ع�م�ل �ال أ ة� إ �ير� �ب ة� و�ال ك �غ�اد�ر� ص�غ�ير� �اب� ال ي �ت ك �ا م�ال� ه�ذ�ا ال �ن �ت ل و�ي

�ح�د�ا { ]الكهف : �ك� أ ب �م� ر� �ظ ل [.49ي �م ت �ن و ن� م�ا ك �ج ز� �و م� ت ي �ه�ا ال �اب �ت �ل�ى ك �د ع�ى إ م�ة� ت

� �ل� أ �ة� ك �ي اث م�ة� ج�� �ل� أ ى ك �ر� وقال تعالى : } و�ت

�ع م�ل�ون� { ]الجاثية : �م ت ت �ن خ� م�ا ك س� �ن ت �س �ا ن �ن �ا ك �ن ح�ق~ إ �ال �م ب ك �ي ط�ق� ع�ل �ن �ا ي �ن �اب �ت �ع م�ل�ون� ه�ذ�ا ك ت28 ، 29.]

( أن يجاء بالنبي إذا حكم الله بين أمته ، فإنه ال بد أن يكون شاهدا1وهذا ال ينافي )~ين� �ي �ب �الن �اب� و�ج�يء� ب �ت ك ~ه�ا و�و�ض�ع� ال ب �ور� ر� �ن ق�ت� األر ض� ب ر� �ش عليها بأعمالها ، كما قال : } و�أ

ه�د�اء� { ]الزمر : �ك� ع�ل�ى69و�الش� �ا ب ن ئ ه�يد� و�ج� �ش� م�ة� ب� �ل~ أ �ا م�ن ك ن ئ �ذ�ا ج� ف� إ �ي [ ، وقال } ف�ك

ه�يد�ا { ]النساء : [..41ه�ؤ�الء� ش��ل�2ولكن المراد هاهنا باإلمام ) �د ع�و ك �و م� ن ( هو كتاب األعمال ؛ ولهذا قال تعالى : } ي

�ه�م { أي : من فرحته �اب �ت ء�ون� ك �ق ر� �ك� ي �ئ �ول �ه� ف�أ �م�ين �ي �ه� ب �اب �ت �ي� ك �وت �م�ام�ه�م ف�م�ن أ �إ �اس� ب �ن أ

644

Page 46: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

م�ا م�ن� وسروره بما فيه من العمل الصالح ، يقرؤه ويحب قراءته ، كما قال تعالى : } ف�أ

�ه { إلى أن قال �ي اب ~ي م�الق� ح�س� �ن ت� أ �ن ~ي ظ�ن �ن �ه إ �ي �اب �ت ء�وا ك �ق�ول� ه�اؤ�م� اق ر� �ه� ف�ي �م�ين �ي �ه� ب �اب �ت �ي� ك �وت أ} �ه �ي اب د ر� م�ا ح�س�

� �م أ �ه و�ل �ي �اب �ت �وت� ك �م أ �ي ل �ن ت �ي �ا ل �ق�ول� ي �ه� ف�ي م�ال �ش� �ه� ب �اب �ت �ي� ك �وت م�ا م�ن أ� : } و�أ

[..26 - 19]الحاقة : �م�ون� ) �ظ ل �يال { قد تقدم أن "الفتيل" هو الخيط المستطيل في شق3وقوله : } و�ال ي ( ف�ت

النواة.�ع م�ر ) �ا في هذا فقال : حدثنا محمد بن ي ( ومحمد4وقد روى الحافظ أبو بكر البزار حديث

د~ي� ، عن بن عثمان بن كرامة قاال حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن الس� أبيه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله :

�م�ام�ه�م { قال : "يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه ، ويمد له �إ �اس� ب �ن �ل� أ �د ع�و ك �و م� ن } ي�ألأل فينطلق إلى أصحابه �ت �ي�ض وجهه ، ويجعل على رأسه تاج من لؤ لؤة ت �ب في جسمه ، وي

( بهذا ، وبارك لنا في هذا. فيأتيهم فيقول5فيرونه من بعيد ، فيقولون : اللهم ائتنا )�س ود وجهه ، ويمد� له في لهم : أبشروا ، فإن لكل رجل منكم مثل هذا. وأما الكافر ف�ي جسمه ، ويراه أصحابه فيقولون : نعوذ بالله من هذا - أو : من شر هذا - اللهم ال تأتنا

( فيقول : أبعدكم الله ، فإن لكل رجل منكم مثل6به. فيأتيهم فيقولون : اللهم اخزه )هذا".

__________( في ت ، ف : "ال ينفي".1)( في ف : "باإلمام هاهنا".2)( في ف : "تظلمون".3)( في ت ، ف ، أ : "معمر".4)( في هـ ، ت : "اعترينا" ، والمثبت من ف.5)( في ت : "أجرنا".6)

(5/99)

�يال� ) ل �خ�ذ�وك� خ� ت �ذ�ا ال� ه� و�إ ر� �ا غ�ي ن �ي �ر�ي� ع�ل �ف ت �ت ك� ل �ي �ل �ا إ ن ي و ح�� �ذ�ي أ �ك� ع�ن� ال �ون �ن �ف ت �ي �اد�وا ل �ن ك (73و�إ

�يال� ) �ا ق�ل ئ ي ه�م ش� �ي �ل �ن� إ ك �ر �د ت� ت �ق�د ك �اك� ل ن �ت �ب �ن ث �و ال� أ �اة� و�ض�ع ف�74و�ل ي ح� �اك� ض�ع ف� ال �ذ�ق ن �ذ�ا أل� ( إا ) �ص�ير� �ا ن ن �ي �ج�د� ل�ك� ع�ل �م� ال� ت م�م�ات� ث ( 75ال

(.1ثم قال البزار : ال يروى إال من هذا الوجه )�يال { قال ابن ب �ض�ل� س� �ع م�ى و�أ ة� أ �ع م�ى ف�ه�و� ف�ي اآلخ�ر� �ان� ف�ي ه�ذ�ه� أ وقوله : } و�م�ن ك

�ان� ف�ي ه�ذ�ه� { أي : في الحياة الدنيا عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد : } و�م�ن ك�ع م�ى { أي : كذلك يكون ة� أ �ع م�ى { عن حجج الله وآياته وبيناته } ف�ه�و� ف�ي اآلخ�ر� } أ

�يال { أي : وأضل منه كما كان في الدنيا ، عياذ�ا بالله من ذلك. ب �ض�ل� س� } و�أ�يال ) ل �خ�ذ�وك� خ� �ذ�ا الت ه� و�إ ر� �ا غ�ي ن �ي �ر�ي� ع�ل �ف ت �ت ك� ل �ي �ل �ا إ ن ي و ح�

� �ذ�ي أ �ك� ع�ن� ال �ون �ن �ف ت �ي �اد�وا ل �ن ك (73} و�إ�يال ) �ا ق�ل ئ ي ه�م ش� �ي �ل �ن� إ ك �ر �د ت� ت �ق�د ك �اك� ل ن �ت �ب �ن ث �و ال أ �اة� و�ض�ع ف�74و�ل ي ح� �اك� ض�ع ف� ال �ذ�ا ألذ�ق ن ( إ

ا ) �ص�ير� �ا ن ن �ي �ج�د� ل�ك� ع�ل �م� ال ت م�م�ات� ث ( {.75ال ( ، وتثبيته ، وعصمته3( رسوله ، صلوات الله عليه وسالمه )2يخبر تعالى عن تأييد )

645

Page 47: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وسالمته من شر األشرار وكيد الفجار ، وأنه تعالى هو المتولي أمره ونصره ، وأنه ال (4يكله إلى أحد من خلقه ، بل هو وليه وحافظه وناصره ومؤيده ومظفره ، ومظهر ) دينه على من عاداه وخالفه وناوأه ، في مشارق األرض ومغاربها ، صلى الله عليه

ا إلى يوم الدين. وسلم تسليما كثير�__________

( من طريق عبد الله بن عبد الرحمن ،3136( ورواه الترمذي في السنن برقم )1)عن عبيد الله بن موسى به ، وقال الترمذي : "هذا حديث حسن غريب".

( في ف : "تأييده".2)( في ت : "صلوات الله وسالمه عليه".3)( في ت : "فيظهر".4)

(5/100)

�يال� ) �ال� ق�ل ف�ك� إ �ون� خ�ال� �ث ب �ل �ذ�ا ال� ي ه�ا و�إ �خ ر�ج�وك� م�ن �ي ر ض� ل� �ك� م�ن� األ ون �ف�ز� ت �س �ي �اد�وا ل �ن ك (76و�إ

�ح و�يال� ) �ا ت �ن �ت ن �ج�د� ل�س� �ا و�ال� ت �ن ل س� ل�ك� م�ن ر� �ا ق�ب ن ل س� ر� �ة� م�ن ق�د أ ن ( 77س�

�يال ) �ال ق�ل �ون� خ�الف�ك� إ �ث ب �ل �ذ�ا ال ي ه�ا و�إ �خ ر�ج�وك� م�ن �ي �ك� م�ن� األر ض� ل ون �ف�ز� ت �س �ي �اد�وا ل �ن ك (76} و�إ�ح و�يال ) �ا ت �ن �ت ن �ج�د� ل�س� �ا و�ال ت �ن ل س� ل�ك� م�ن ر� �ا ق�ب ن ل س� ر

� �ة� م�ن ق�د أ ن ( {.77س� قيل : نزلت في اليهود ، إذ أشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسكنى

الشام بالد األنبياء ، وترك سكنى المدينة.وهذا القول ضعيف ؛ ألن هذه اآلية مكية ، وسكنى المدينة بعد ذلك.

وقيل : إنها نزلت بتبوك. وفي صحته نظر. قال البيهقي ، عن الحاكم ، عن األصم ، عن أحمد بن عبد الجبار الع�طاردي ، عن

ب ، عن عبد الرحمن بن ه ر بن ح�و ش� ام ، عن ش� �ه ر� ر ، عن عبد الحميد بن ب �كي يونس بن ب م ؛ أن اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا : يا أبا القاسم ، إن غ�ن

كنت صادق�ا أنك نبي ، فالحق بالشام ؛ فإن الشام أرض المحشر وأرض األنبياء. فصدق ( ما قالوا ، فغزا غزوة تبوك ، ال يريد إال الشام. فلما بلغ تبوك ، أنزل الله عليه آيات1)

�ك� م�ن� األر ض� ون �ف�ز� ت �س �ي �اد�وا ل �ن ك من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة : } و�إ�ح و�يال { فأمره الله بالرجوع إلى المدينة ، وقال : فيها ه�ا { إلى قوله : } ت �خ ر�ج�وك� م�ن �ي ل

(.2محياك ومماتك ، ومنها تبعث )__________

( في ت ، ف : "قال : فصدق".1)(.5/254( دالئل النبوة )2)

(5/100)

ه�ود�ا �ان� م�ش ف�ج ر� ك �ن� ال آ �ن� ق�ر ف�ج ر� إ �ن� ال آ ل� و�ق�ر �ي ق� الل �ل�ى غ�س� م س� إ �د�ل�وك� الش� ة� ل � الص�ال� �ق�م أ�ك� م�ق�ام�ا م�ح م�ود�ا )78) ب �ك� ر� ع�ث �ب �ن ي �ة� ل�ك� ع�س�ى أ �اف�ل �ه� ن �ه�ج�د ب ل� ف�ت �ي ( 79( و�م�ن� الل

646

Page 48: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( بصحيح ؛ فإن النبي صلى الله عليه1وفي هذا اإلسناد نظر. واألظهر أن هذا ليس )�ذ�ين� �ه�ا ال ي

� �ا أ وسلم لم يغز تبوك عن قول اليهود ، إنما غزاها امتثاال لقوله تعالى : } ي�ف�ار� { ]التوبة : ك �م م�ن� ال �ك �ون �ل �ذ�ين� ي �وا ال �ل �وا ق�ات �ل�وا2[ ، وقوله )123آم�ن ( تعالى : } ق�ات

�ون� د�ين� �د�ين �ه� و�ال ي ول س� �ه� و�ر� م� الل م�ون� م�ا ح�ر� �ح�ر~ � اآلخ�ر� و�ال ي �و م ي �ال �ه� و�ال ب �الل �ون� ب �ؤ م�ن �ذ�ين� ال ي الون� { ]التوبة : �د� و�ه�م ص�اغ�ر� �ة� ع�ن ي ي ج�ز �ع ط�وا ال �ى ي ت �اب� ح� �ت ك �وا ال �وت �ذ�ين� أ ح�ق~ م�ن� ال [.29ال وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة ، من أصحابه ، والله أعلم. ولو صح هذا

�يم بن ل لحمل عليه الحديث الذي رواه الوليد بن مسلم ، عن ع�ف�ير بن معدان ، عن س� عامر ، عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(. قال الوليد : يعني بيت3"أنزل القرآن في ثالثة أمكنة : مكة ، والمدينة ، والشام" )المقدس. وتفسير الشام بتبوك أحسن مما قال الوليد : إنه بيت المقدس والله أعلم.

وقيل : نزلت في كفار قريش ، هموا بإخراج الرسول من بين أظهرهم ، فتوعدهم اللها. وكذلك وقع ؛ فإنه لم4بهذه اآلية ، وأنهم لو أخرجوه ) ( لما لبثوا بعده بمكة إال يسير�

يكن بعد هجرته من بين أظهرهم ، بعد ما اشتد أذاهم له ، إال سنة ونصف. حتى جمعهم الله وإياه ببدر على غير ميعاد ، فأمكنه منهم وسلطه عليهم وأظفره بهم ، فقتل

ل�ك� م�ن 6( وسبى سراتهم )5أشرافهم ) �ا ق�ب ن ل س� ر� �ة� م�ن ق�د أ ن ( ؛ ولهذا قال : } س�

�ا { أي : هكذا عادتنا في الذين كفروا برسلنا وآذوهم : يخرج الرسول من بين �ن ل س� ر� ( السالم رسول الرحمة ،7أظهرهم : ويأتيهم العذاب. ولوال أنه عليه ]الصالة و[ )

�ه� �ان� الل لجاءهم من النقم في الدنيا ما ال قبل ألحد به ؛ ولهذا قال تعالى : } و�م�ا كون� { ]األنفال : �غ ف�ر� ت �س �ه�م و�ه�م ي �ه� م�ع�ذ~ب �ان� الل ت� ف�يه�م و�م�ا ك �ن �ه�م و�أ �ع�ذ~ب �ي [.33ل

�ان� ف�ج ر� ك آن� ال �ن� ق�ر ف�ج ر� إ آن� ال ل� و�ق�ر �ي ق� الل �ل�ى غ�س� م س� إ �د�ل�وك� الش� � الص�الة� ل �ق�م } أه�ود�ا ) �ك� م�ق�ام�ا م�ح م�ود�ا )78م�ش ب �ك� ر� ع�ث �ب �ن ي �ة� ل�ك� ع�س�ى أ �اف�ل �ه� ن �ه�ج�د ب ل� ف�ت �ي ( و�م�ن� الل

79.} )ا له بإقامة الصلوات المكتوبات في يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم آمر�

م س� { قيل ) �د�ل�وك� الش� � الص�الة� ل �ق�م ( لغروبها. قاله ابن مسعود ،8أوقاتها : } أومجاهد ، وابن زيد.

م ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، عن ابن عباس : "دلوكها" : زوالها. ورواه نافع ي وقال ه�ش�ة ز� �ر ، عن ابن عمر. ورواه مالك في تفسيره ، عن الزهري ، عن ابن عمر. وقاله أبو ب األسلمي وهو رواية أيض�ا عن ابن مسعود. ومجاهد. وبه قال الحسن ، والضحاك ، وأبو جعفر الباقر ، وقتادة. واختاره ابن جرير ، ومما استشهد عليه ما رواه عن ابن حميد ،

( ، عن9عن الحكم بن بشير ، حدثنا عمرو بن قيس ، عن ابن أبي ليلى ، ]عن رجل[ ) جابر بن عبد الله قال : دعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شاء من أصحابه

فطعموا عندي ، ثم خرجوا حين زالت الشمس ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم(.10فقال : "اخرج يا أبا بكر ، فهذا حين دلكت الشمس" )

__________( في ت : "ليس هذا".1)( في ف : "ولقوله".2) (. من طريق هشام بن عمار ، عن8/201( رواه الطبراني في المعجم الكبير )3)

الوليد بن مسلم به ، وعفير بن معدان ضعيف.( في ت : "خرجوه".4)( في ت : "أشرارهم".5)( في ف ، أ : "ذراريهم".6)

647

Page 49: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ف ، أ.7)( في ت : "قبل".8)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.9)(.15/93( تفسير الطبري )10)

(5/101)

ثم رواه عن سهل بن بكار ، عن أبي ع�و�انة ، عن األسود بن قيس ، عن نبيح العنزي ، عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نحوه. فعلى هذا تكون هذه اآلية دخل

ل� { وهو : �ي �ل�ى غ�س�ق� الل م س� إ �د�ل�وك� الش� فيها أوقات الصالة الخمسة فمن قوله : } ل ظالمه ، وقيل : غروب الشمس ، أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، وقوله

ف�ج ر� { يعني : صالة الفجر.1]تعالى[ ) آن� ال ( : } و�ق�را من أفعاله وأقواله ) (2وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواتر�

( اليوم ، مما تلقوه خلف�ا عن3بتفاصيل هذه األوقات ، على ما عليه عمل أهل اإلسالم )�ا بعد قرن ، كما هو مقرر في مواضعه ، ولله الحمد. سلف ، وقرن

ه�ود�ا { قال األعمش ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود - وعن �ان� م�ش ف�ج ر� ك آن� ال �ن� ق�ر } إ ( ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في4أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه )

ه�ود�ا { قال : "تشهده مالئكة الليل ومالئكة �ان� م�ش ف�ج ر� ك آن� ال �ن� ق�ر هذه اآلية : } إ(.5النهار" )

وقال البخاري : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا م�ع م�ر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة - وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله

عليه وسلم قال : "فضل صالة الجميع على صالة الواحد خمس وعشرون درجة ، وتجتمع مالئكة الليل ومالئكة النهار في صالة الفجر". ويقول أبو هريرة : اقرءوا إن

ه�ود�ا { ) �ان� م�ش ف�ج ر� ك آن� ال �ن� ق�ر ف�ج ر� إ آن� ال (.6شئتم : } و�ق�ر وقال اإلمام أحمد : حدثنا أسباط ، حدثنا األعمش ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود ، عن

النبي صلى الله عليه وسلم - وحدثنا األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عنه�ود�ا { �ان� م�ش ف�ج ر� ك آن� ال �ن� ق�ر ف�ج ر� إ آن� ال النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : } و�ق�ر

قال : "تشهده مالئكة الليل ، ومالئكة النهار". د بن أسباط بن محمد ، عن �ي ورواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، ثالثتهم عن ع�ب

( وقال الترمذي : حسن صحيح.7أبيه ، به )ناد ، عن األعرج ، عن أبي وفي لفظ في الصحيحين ، من طريق مالك ، عن أبي الز~

هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يتعاقبون فيكم مالئكة الليل ومالئكةج� الذين باتوا فيكم8النهار ) �ع ر� ( ، ويجتمعون في صالة الصبح وفي صالة العصر ، ف�ي

فيسألهم - وهو أعلم بكم - كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : أتيناهم وهم يصلون ، ( في10( وقال عبد الله بن مسعود : يجتمع الحرسان )9وتركناهم وهم يصلون" )

صالة الفجر ، فيصعد هؤالء ويقيم هؤالء.__________

( زيادة من ت.1)( في ت : "أقواله وأفعاله".2)

648

Page 50: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "السالم".3)( في ت ، ف ، أ : "عنهما".4)(.15/94( رواه الطبري في تفسيره )5)(.4717( صحيح البخاري برقم )6)( وسنن النسائي الكبرى برقم )3135( وسنن الترمذي برقم )2/474( المسند )7)

( وهو عند أهل السنن من رواية األعمش ، عن670( وسنن ابن ماجة برقم )11293أبي صالح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه.

( في ت : "بالليل ومالئكة بالنهار".8)(.632( وصحيح مسلم برقم )555( صحيح البخاري برقم )9)( في ت ، ف : "الحرستان".10)

(5/102)

�خ�عي ، ومجاهد ، وقتادة ، وغير واحد في تفسير هذه اآلية. وكذا قال إبراهيم الن وأما الحديث الذي رواه ابن جرير هاهنا - من حديث الليث بن سعد ، عن زيادة ، عن

محمد بن كعب القرظي ، عن فضالة بن ع�بيد ، عن أبي الدرداء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر حديث النزول وأنه تعالى يقول : "من يستغفرني أغفر له ، من

( ، من يدعني فأستجيب له حتى يطلع الفجر". فلذلك يقول :1يسألني أعطه )ه�ود�ا { فيشهده الله ، ومالئكة الليل ، ومالئكة �ان� م�ش ف�ج ر� ك آن� ال �ن� ق�ر ف�ج ر� إ آن� ال } و�ق�ر

(.3( - فإنه تفرد به زيادة ، وله بهذا حديث في سنن أبي داود )2النهار )�ة� ل�ك� { أمر له بقيام الليل بعد المكتوبة ، كما ورد �اف�ل �ه� ن د ب �ه�ج� ل� ف�ت �ي وقوله : } و�م�ن� الل في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل :

(.4أي الصالة أفضل بعد المكتوبة ؟ قال : "صالة الليل" ) ولهذا أمر تعالى رسوله بعد المكتوبات بقيام الليل ، فإن التهجد : ما كان بعد نوم. قاله علقمة ، واألسود وإبراهيم النخعي ، وغير واحد وهو المعروف في لغة العرب. وكذلك ثبتت األحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان يتهجد بعد نومه ، عن

ابن عباس ، وعائشة ، وغير واحد من الصحابة ، رضي الله عنهم ، كما هو مبسوط في( ، ولله الحمد والمنة.5موضعه )

( على ما بعد النوم.6وقال الحسن البصري : هو ما كان بعد العشاء. ويحمل )�ة� ل�ك� { فقيل : معناه أنك مخصوص بوجوب ذلك �اف�ل واختلف في معنى قوله : } ن

�ا في حقه دون األمة. رواه العوفي عن ابن عباس ، وحدك ، فجعلوا قيام الليل واجبوهو أحد قولي العلماء ، وأحد قولي الشافعي ، رحمه الله ، واختاره ابن جرير.

( في حقه نافلة على الخصوص ؛ ألنه قد غفر له ما7وقيل : إنما جعل قيام الليل ) تقدم من ذنبه وما تأخر ، وغيره� من أمته إنما يكفر عنه صلواته النوافل الذنوب التي

(.8عليه ، قاله مجاهد ، وهو في المسند عن أبي أمامة الباهلي ، رضي الله عنه )�ك� م�ق�ام�ا م�ح م�ود�ا { أي : افعل هذا الذي أمرتك به ، ب �ك� ر� ع�ث �ب �ن ي وقوله : } ع�س�ى أ

لنقيمك يوم القيامة مقاما يحسدك فيه الخالئق كلهم وخالقهم ، تبارك وتعالى. قال ابن جرير : قال أكثر أهل التأويل : ذلك هو المقام الذي يقومه صلى الله عليه

وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس ، ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه من شدة ذلك

649

Page 51: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

اليوم. ( أبي9ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن )

إسحاق ، عن__________

( في ف : "أعطيه".1)(.15/94( تفسير الطبري )2) ( وأوله : "من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له3892( سنن أبي داود برقم )3)

فليقل". وزيادة منكر الحديث.(.1163( صحيح مسلم برقم )4)( في ف : "مواضعه".5)( في ت : "ويحتمل".6)( في ف ، أ : "قيام الليل واجبا".7)(.5/256( المسند )8)( في ت : "ابن".9)

(5/103)

ف�ر ، عن حذيفة قال : يجمع الناس في صعيد واحد ، يسمعهم الداعي صلة بن ز� وينفذهم البصر ، حفاة ع�راة كما خلقوا قيام�ا ، ال تكلم نفس إال بإذنه ، ينادى : يا

محمد ، فيقول : "لبيك وسعد�يك ، والخير في يديك ، والشر ليس إليك ، والمهدي� من ت ، وعبدك بين يديك ، وبك وإليك ، ال منجى وال ملجأ منك إال إليك ، تباركت ه�د�ي( )1وتعاليت ، سبحانك رب البيت". فهذا المقام المحمود الذي ذكره الله عز وجل )

2.) د�ر ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، به ) د�ار ، عن غ�ن �ن (. وكذا رواه عبد3ثم رواه عن ب

(.4الرزاق عن معمر والثوري ، عن أبي إسحاق ، به )�ج�يح ، عن وقال ابن عباس : هذا المقام المحمود مقام الشفاعة. وكذا قال ابن أبي ن

مجاهد. وقاله الحسن البصري. ( ، وأول شافع ، وكان أهل العلم يرون5وقال قتادة : هو أول من تنشق عنه األرض )

�ك� م�ق�ام�ا م�ح م�ود�ا { ب �ك� ر� ع�ث �ب �ن ي أنه المقام المحمود الذي قال الله : } ع�س�ى أ ( ال يشركه6قلت : لرسول الله صلى الله عليه وسلم تسليم�ا تشريفات ]يوم القيامة[ )

(8( أحد ، وتشريفات ال يساويه فيها أحد ؛ فهو أول من تنشق عنه األرض )7فيها )�ه تحت لوائه ، وله الحوض ويبعث راكبا إلى المحشر ، وله اللواء الذي آدم فمن د�ون

الذي ليس في الموقف أكثر وارد�ا منه ، وله الشفاعة العظمى عند الله ليأتي لفصلا ثم إبراهيم ثم موسى ثم القضاء بين الخالئق ، وذلك بعدما يسأل الناس آدم ثم نوح�

( صلى الله عليه وسلم9عيسى ، فكل يقول : "لست لها" حتى يأتوا إلى محمد ) فيقول : "أنا لها ، أنا لها" كما سنذكر ذلك مفصال في هذا الموضع ، إن شاء الله تعالى.

ومن ذلك أنه يشفع في أقوام قد أمر بهم إلى النار ، فيردون عنها. وهو أول األنبياء يقضي بين أمته ، وأولهم إجازة على الصراط بأمته. وهو أول شفيع في الجنة ، كما ثبت في صحيح مسلم. وفي حديث الصور : أن المؤمنين كلهم ال يدخلون الجنة إال

650

Page 52: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

بشفاعته وهو أول داخل إليها وأمته قبل األمم كلهم. ويشفع في رفع درجات أقوام ال تبلغها أعمالهم. وهو صاحب الوسيلة التي هي أعلى منزلة في الجنة ، ال تليق إال له.

( المالئكة والنبيون والمؤمنون11( شفع )10وإذا أذن الله تعالى في الشفاعة للعصاة ) ( إال الله ، وال يشفع أحد مثله وال يساويه في12، فيشفع هو في خالئق ال يعلم عدتهم )

ذلك. وقد بسطت ذلك مستقصى في آخر كتاب "السيرة" في باب الخصائص ، وللهالحمد والمنة.__________

( في أ ، ف : "الله تعالى".1)(.15/97( تفسير الطبري )2) ( والرواية كما هي عند الطبري : حدثنا محمد بن المثنى15/97( تفسير الطبري )3)

قال : حدثنا محمد بن جعفر "غندر" فلعله سبق نظر.(.15/98( تفسير الطبري )4)( في ت : "تنشق األرض عنه".5)( زيادة من ف ، أ.6)( في ت : "فينا".7)( في ت : "األرض عنه".8)( في أ ، ف : "يأتوا محمدا".9)( في ت ، ف : "في العصاة".10)( في أ : "تشفع".11)( في ت : "عددهم".12)

(5/104)

( األحاديث الواردة في المقام المحمود ، وبالله المستعان : 1ولنذكر اآلن ) قال البخاري : حدثنا إسماعيل بن أبان ، حدثنا أبو األحوص ، عن آدم بن علي ، سمعت

�ا ، كل أمة تتبع نبيها ،2ابن عمر ]يقول[ ) ث ( : إن الناس يصيرون يوم القيامة ج� يقولون : يا فالن اشفع ، يا فالن اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه

(.3وسلم ، فذلك يوم يبعثه الله مقام�ا محمود�ا )ورواه حمزة بن عبد الله ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

( شعيب بن الليث ،4قال ابن جرير : حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا ) ( الليث ، عن عبيد الله بن أبي جعفر أنه قال : سمعت حمزة بن عبد الله بن5حدثنى )

عمر يقول : سمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم�تدنو حتى يبلغ ) ق� نصف� األذن ، فبينما هم كذلك استغاثوا )6"إن الشمس ل (7( الع�ر�

بآدم ، فيقول : لست صاحب ذلك ، ثم بموسى فيقول كذلك ، ثم بمحمد فيشفع بين ( ، فيمشي حتى يأخذ بحلقة باب الجنة ، فيومئذ يبعثه الله مقام�ا محمود�ا".8الخلق )

(.9]يحمده أهل الجنة كلهم[ ) ر ، وعبد الله بن صالح ، كالهما عن �ي �ك وهكذا رواه البخاري في "الزكاة" عن يحيى بن ب

( ، وزاد "فيومئذ يبعثه الله مقام�ا محمود�ا ، بحمده أهل الجمع10الليث بن سعد ، به )كلهم".

651

Page 53: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�اش ، حدثنا شعيب بن أبي ح�م زة ، عن محمد بن قال البخاري : وحدثنا علي بن ع�ي�د�ر ، عن جابر بن عبد الله ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قال ك الم�ن

حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصالة القائمة ، آت محمدا الوسيلةل�ت له شفاعتي يوم القيامة". انفرد به والفضيلة ، وابعثه مقام�ا محمود�ا الذي وعدته ، ح�

(.11دون مسلم ) : �حديث أبي

وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو عامر األزدي ، حدثنا زهير بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا كان يوم القيامة ، كنت إمام األنبياء وخطيبهم ، وصاحب شفاعتهم

(.12غير ف�خ ر" ) وأخرجه الترمذي ، من حديث أبي عامر عبد الملك بن ع�م رو الع�ق�دي� ، وقال : "حسن

صحيح ". وابن ماجه من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل به. وقد قدمنا في حديث : "أبي بن كعب" في قراءة القرآن على سبعة أحرف ، قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم في آخره : "فقلت : اللهم ، اغفر ألمتي ، اللهم اغفر ألمتي ، وأخرت الثالثة ليوم(.13يرغب إلي� فيه الخلق ، حتى إبراهيم عليه السالم" )

__________( في ت : "اآلية".1)( زيادة من ت ، ف ، أ ، والبخاري.2)(.4718( صحيح البخاري برقم )3)( في ت : "قال : حدثنا".4)( في ت : "قال : حدثني".5)( في ت : "تبلغ".6)( في ت : "استغاث".7)( في ت : "الخالئق".8)( زيادة من أ.9)(.1475( وصحيح البخاري برقم )15/98( تفسير الطبري )10)(.4719( صحيح البخاري برقم )11)(.5/137( المسند )12)(.4314( وسنن ابن ماجة برقم )3613( سنن الترمذي برقم )13)

(5/105)

حديث أنس بن مالك : وبة ، حدثنا قتادة ، عن قال اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا سعيد بن أبي ع�ر�

( المؤمنون يوم القيامة ،1أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يجتمع ) فيلهمون ذلك فيقولون : لو استشفعنا إلى ربنا ، فأراحنا من مكاننا هذا. فيأتون آدم

( البشر ، خلقك الله بيده ، وأسجد لك مالئكته ، وعلمك2فيقولون : يا آدم ، أنت أبو ) ( حتى يريحنا من مكاننا هذا. فيقول لهم آدم :3أسماء كل� شيء ، فاشفع لنا إلى ربك )

لست هناكم ، ويذكر ذنبه الذي أصاب ، فيستحيي ربه ، عز وجل ، من ذلك ، ويقول :

652

Page 54: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا فيقول : ا ، فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل األرض. فيأتون نوح� ولكن ائتوا نوح� ( سؤاله ربه ما ليس له به علم ، فيستحيي ربه من ذلك4لست هناكم ، ويذكر خطيئة )

، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. فيأتونه فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا موسى ، عبد�ا كلمه الله ، وأعطاه التوراة. فيأتون موسى فيقول : لست هناكم ، ويذكر لهم

( فيستحيي ربه من ذلك ، ولكن ائتوا عيسى عبد الله5النفس التي قتل بغير نفس ) ورسوله ، وكلمته وروحه ، فيأتون عيسى فيقول : لست هناكم ، ولكن ائتوا محمد�ا

( :6عبد�ا غ�ف�ر� له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فيأتوني". قال الحسن هذا الحرف ) "فأقوم فأمشي بين س�ماطين من المؤمنين". قال أنس : "حتى أستأذن على ربي ،

فإذا رأيت ربي وقعت له - أو : خررت - ساجد�ا لربي ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني". قال : "ثم يقال : ارفع محمد ، قل يسمع ، واشفع تشفع ، وسل تعطه. فأرفع رأسي ،

~م�نيه ، ثم أشفع فيحد� لي حد�ا ، فأدخلهم الجنة" : "ثم ) �ع�ل (8( أعود )7فأحمده بتحميد ي ( - أو : خررت - ساجد�ا لربي ، فيدعني ما شاء9إليه الثانية ، فإذا رأيت ربي وقعت )

الله أن يدعني. ثم يقال : ارفع محمد ، قل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع. فأرفع~م�نيه ، ثم أشفع فيحد� لي حد�ا ، فأدخلهم الجنة ، ثم أعود في �ع�ل رأسي فأحمده بتحميد ي

الثالثة ؛ فإذا رأيت ربي وقعت - أو : خررت - ساجد�ا لربي ، فيدعني ما شاء الله أن يدعني ، ثم يقال : ارفع محمد ، قل يسمع ، وسل تعطه ، واشفع تشفع. فأرفع رأسي

~م�نيه ثم أشفع فيحد لي حد�ا فأدخلهم الجنة. ثم أعود الرابعة فأقول : �ع�ل فأحمده بتحميد ي يا رب ، ما بقي إال من حبسه القرآن". فحدثنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "فيخرج من النار من قال : "ال إله إال الله" وكان في قلبه من الخير ما

يزن شعيرة ، ثم يخرج من النار من قال : "ال إله إال الله" وكان في قلبه من الخير ماة ثم يخرج من النار من قال : "ال إله إال الله" وكان في قلبه من الخير ما يزن �ر� يزن ب

ذرة". ( وهكذا رواه اإلمام أحمد ، عن11( من حديث سعيد ، به )10أخرجاه ]في الصحيح[ )

(.12عفان ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بطوله )__________

( في ف ، أ : "يجمع".1)( في ت : "أول".2)( في ت : "ربنا".3)( في ت ، ف ، أ : "خطيئته".4)( في ف : "بغير حق".5)( في ت : "الخوف".6)( في ف ، أ : "قال : ثم".7)( في ت : "أدعو".8)( في أ : "وقعت له".9)( زيادة من أ.10)(.193( وصحيح مسلم برقم )4476( وصحيح البخاري برقم )3/116( المسند )11)(.3/244( المسند )12)

(5/106)

653

Page 55: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال اإلمام أحمد : حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا حرب بن ميمون أبو الخطاب األنصاري ، عن النضر بن أنس ، عن أنس قال : حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : "إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط ، إذ جاءني عيسى ، عليه السالم ، فقال :

�د ع�ون الله أن هذه األنبياء قد جاءتك يا محمد يسألون - أو قال : يجتمعون إليك - وي( � ( ما هم فيه ، فالخلق م�لج�مون1يفرق بين جميع األمم إلى حيث يشاء الله ، لغم

م�ة ، وأما الكافر فيغشاه الموت ، فقال : انتظر بالعرق ، فأما المؤمن فهو عليه كالزك حتى أرجع إليك. فذهب نبي الله صلى الله عليه وسلم فقام تحت العرش ، فلقي ما لم يلق م�ل�ك مصطفى وال نبي مرسل. فأوحى الله ، عز وجل ، إلى جبريل : أن اذهب إلى

�عط�ه ، واشفع تشفع. فشف�عت� ) ( في أمتي :2محمد ، وقل له : ارفع رأسك ، وسل ت�ا واحد�ا. فما زلت أتردد إلى ربي ، عز وجل ، فال أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسان

�د خ�ل أقوم منه مقام�ا إال شفعت ، حتى أعطاني الله من ذلك ، أن قال : يا محمد ، أ ( من خلق الله ، عز وجل ، من شهد أن ال إله إال الله يوم�ا واحد�ا مخلص�ا3]من أمتك[ )

(.4ومات على ذلك " )حديث بريدة ، رضي الله عنه :

قال اإلمام أحمد بن حنبل : حدثنا األسود بن عامر ، أخبرنا أبو إسرائيل ، عن الحارث دة ، عن أبيه : أنه دخل على معاوية ، فإذا رجل يتكلم ، فقال ي �ر� بن ح�ص�يرة ، عن ابن ب

( ما5بريدة : يا معاوية ، تأذن لي في الكالم ؟ فقال : نعم - وهو يرى أنه يتكلم بمثل ) قال اآلخر - فقال بريدة : سمعت� رسول� الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إني ألرجو

أن أشفع يوم القيامة عدد ما على األرض من شجرة ومدرة". قال : فترجوها أنت يا(.6معاوية ، وال يرجوها علي� ، رضي الله عنه ؟! )

حديث ابن مسعود : قال اإلمام أحمد : حدثنا عارم بن الفضل ، حدثنا سعيد بن زيد ، حدثنا علي بن الحكم�اني ، عن عثمان ، عن إبراهيم ، عن علقمة واألسود ، عن ابن مسعود قال : جاء �ن الب

�ة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقاال إن أم�نا ]كانت[ ) ك �ي ( تكرم الزوج ،7ابنا م�ل وتعطف على الولد - قال : وذكر الضيف - غير أنها كانت وأدت في الجاهلية ؟ فقال :

ج�ع�ا د�ا ، ف�ر� "أمكما في النار". قال : فأدبرا والسوء يرى في وجوههما ، فأمر بهما ف�ر� ( يرى في وجوههما ؛ رجاء أن يكون قد حدث شيء ، فقال : "أمي مع8والسرور )

�ا! ونحن نطأ عقبيه. أمكما". فقال رجل من المنافقين : وما يغني هذا عن أمه شيئ فقال رجل من األنصار - ولم أر رجال قط أكثر سؤاال منه - : يا رسول الله ، هل وعدك

ربك فيها أو فيهما ؟. قال : فظن أنه من شيء قد سمعه ، فقال : "ما شاء الله ربي ( فيه ، وإني ألقوم المقام المحمود يوم القيامة". فقال� األنصاري : يا9وما أطمعني )

رسول الله ، وما ذاك المقام المحمود ؟ قال : " ذاك إذا__________

( في ت ، "نعم".1)( في ت : "فتشفعت".2)( زيادة من ت ، أ ، والمسند.3)( : "رجاله رجال الصحيح".10/374( وقال الهيثمي في المجمع )3/178( المسند )4)( في ت : "يميل".5)( ، وأبو إسرائيل المالئي ضعيف.5/347( المسند )6)( زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.7)

654

Page 56: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "والسوء".8)( في ت : "وما طمعني".9)

(5/107)

جيء بكم حفاة عراة غرال فيكون أول من يكسى إبراهيم ، عليه السالم ، فيقول : اكسوا خليلي. فيؤتى بريطتين بيضاوين ، فيلبسهما ثم يقعده مستقبل العرش ، ثم

أوتي بكسوتي فألبسها ، فأقوم عن يمينه مقام�ا ال يقومه أحد ، فيغبطني فيه األولون ( من الكوثر إلى الحوض". فقال المنافقون : إنه ما جرى ماء1واآلخرون. ويفتح نهر )

قط إال على حال أو رضراض. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حاله المسك ،�وم". ]قال المنافق : لم أسمع كاليوم. قل�ما جرى ماء قط على حال أو ورضراضه الت رضراض ، إال كان له نبتة. فقال األنصاري : يا رسول الله ، هل له نبت ؟ قال "نعم ،

(. قال المنافق : لم أسمع كاليوم ، فإنه قلما ينبت قضيب إال2قضبان الذهب"[ ) أورق ، وإال كان له ثمر! قال األنصاري : يا رسول الله ، هل له ثمرة ؟ قال : "نعم ،

ألوان الجوهر ، وماؤه أشد بياض�ا من اللبن ، وأحلى من العسل ، من شرب منه شربة�و� بعده" )3) �ر (.4( ال يظمأ بعده ، ومن حرمه لم ي

ل ، عن أبيه ، عن أبي �ه�ي �م�ة بن ك ل وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا يحيى بن س�اء ، عن عبد الله قال : ثم يأذن الله ، عز وجل ، في الشفاعة ، فيقوم روح ع ر� � الز القدس جبريل ، ثم يقوم إبراهيم خليل الله ، ثم يقوم عيسى أو موسى - قال أبو

الزعراء : ال أدري أيهما - قال : ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وسلم رابع�ا ، فيشفع ال يشفع أحد بعده أكثر مما شفع ، وهو المقام المحمود الذي قال الله عز وجل :

�ك� م�ق�ام�ا م�ح م�ود�ا { ) ب �ك� ر� ع�ث �ب �ن ي (.5} ع�س�ى أحديث كعب بن مالك ، رضي الله عنه :

قال اإلمام أحمد : حدثنا يزيد بن عبد ربه ، حدثنا محمد بن حرب ، حدثنا الزبيدي ، عن ( بن مالك ، عن كعب بن مالك6الزهري ، عن عبد الرحمن بن عبد الله ]بن كعب[ )

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يبعث الناس يوم القيامة ، فأكون أنا ( ثم يؤذن لي فأقول ما7وأمتي على تل ، ويكسوني ربي ، عز وجل ، حلة خضراء )

(.8شاء الله أن أقول ، فذلك المقام المحمود" )حديث أبي الدرداء ، رضي الله عنه :

�ه�يعة ، حدثنا يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد قال اإلمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن ل�ير ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا ب الرحمن ابن ج�

أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة ، وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه ، فأنظر إلى ما بين يدي ، فأعرف أمتي من بين األمم ، ومن خلفي مثل ذلك ، وعن يميني مثل ذلك ، وعن شمالي مثل ذلك". فقال رجل : يا رسول الله ، كيف تعرف أمتك من بينل�ون ، من أثر الوضوء ، ليس أحد األمم ، فيما بين نوح إلى أمتك ؟ قال : "هم غر� م�ح�ج�

�ون� كتبهم بأيمانهم ، وأعرفهم تسعى ) �ؤت ( بين أيديهم9كذلك غيرهم ، وأعرفهم أنهم ي(.10ذريتهم" )

__________( في ت : "لهم".1)

655

Page 57: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ف ، أ ، والمسند.2)( في ت ، أ : "شرابا".3)(.1/398( المسند )4) ( من طريق بندار ، عن غندر ،11296( ورواه النسائي في السنن الكبرى برقم )5)

عن شعبة ، عن سلمة بن كهيل بنحوه.( زيادة من ف ، أ ، والمسند.6)( في ت : "حمراء".7)(.3/456( المسند )8)( في ت ، أ : "يسعى".9)(.5/199( المسند )10)

(5/108)

حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه : ع�ة ر �ان ، حدثنا أبو ز� ي قال اإلمام أحمد ، رحمه الله : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا أبو ح�

بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة ، قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم�ه سة ) �ه�س� منها ن فع إليه الذراع - وكانت تعجبه - ف�ن ( ، ثم قال : "أنا سيد الناس1، ف�ر�

يوم القيامة ، وهل تدرون مم� ذاك ؟ يجمع الله األولين واآلخرين في صعيد واحد ،( ��نفذ�هم البصر ، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم �س معهم الداعي وي ( والكرب ما2ي

ال يطيقون وال يحتملون. فيقول بعض الناس لبعض : ]أال ترون إلى ما أنتم فيه ؟ أال ترون إلى ما قد بلغكم ؟ أال تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم عز وجل ؟ فيقول بعض

( : أبوكم آدم!.3الناس لبعض[ ) فيأتون آدم ، فيقولون : يا آدم ، أنت أبو البشر ، خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من

روحه ، وأمر المالئكة فسجدوا لك ؛ فاشفع لنا إلى ربك ، أال ترى ما نحن فيه ؟ أال ترى�ا لم يغضب قبله مثله ، ولن ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضب

يغضب بعده مثله ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته ، نفسي ، نفسي ، نفسي! اذهبواإلى غيري ، اذهبوا إلى نوح.

فيأتون نوح�ا فيقولون : يا نوح ، أنت أول الرسل إلى أهل األرض ، وسماك الله عبد�اا ، اشفع لنا إلى ربك ، أال ترى ما نحن فيه ؟ أال ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول نوح : شكور�

�ا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه كانت إن ربي قد غضب اليوم غضب ( على قومي ، نفسي ، نفسي ، نفسي! اذهبوا إلى غيري ، اذهبوا إلى4لي دعوة )

إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيقولون : يا إبراهيم ، أنت نبي الله وخليله من أهل األرض ، ]اشفع لنا

( أال ترى ما نحن فيه ؟ أال ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول : إن ربي قد غضب5إلى ربك[ )�ا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، فذكر كذباته نفسي ، اليوم غضب

( اذهبوا إلى موسى.6نفسي ، نفسي ]اذهبوا إلى غيري[ ) فيأتون موسى فيقولون : يا موسى ، أنت رسول الله ، اصطفاك الله برساالته وبكالمه

على الناس ، اشفع لنا إلى ربك ، أال ترى ما نحن فيه ؟ أال ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول�ا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده لهم موسى : إن ربي قد غضب اليوم غضب

656

Page 58: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا لم أومر بقتلها ، نفسي ، نفسي ، نفسي ، اذهبوا إلى غيري ، مثله ، وإني قتلت نفس�اذهبوا إلى عيسى.

فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى ، أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه - قال : هكذا هو - وكلمت الناس في المهد ، فاشفع لنا إلى ربك ، أال ترى ما نحن�ا لم فيه ؟ أال ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول لهم عيسى : إن ربي قد غضب اليوم غضب

يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ولم يذكر ذنبا ، اذهبوا إلى غيري ، اذهبواإلى محمد.

__________( في أ : "فنهش منها نهشة".1)( في ت : "الهم".2)( زيادة من المسند3)( في ت ، أ : "دعوة دعوتها"4)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.5)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.6)

(5/109)

فيأتوني فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله ، وخاتم األنبياء ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فاشفع لنا إلى ربك ، أال ترى ما نحن فيه ؟ أال ترى ما قد بلغنا ؟

فأقوم فآتي تحت العرش ، فأقع ساجد�ا لربي ، عز وجل ، ثم يفتح الله علي� ، ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبلي. فيقال : يا محمد ، ارفع

رأسك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع. فأقول : يا رب ، أمتي أمتي ، يا رب أمتي أمتي ، يا رب ، أمتي أمتي! فيقال : يا محمد : أدخل من أمتك من ال حساب عليه من الباب

األيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سواه من األبواب". ثم قال : "والذي نفس محمد بيده لما بين م�ص راعين من مصاريع الجنة كما بين مكة و�ه�ج�ر ، أو كما بين

ى". أخرجاه في الصحيحين ) �ص ر� (.1مكة وب وقال مسلم ، رحمه الله : حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا ه�ق ل� بن زياد ، عن

وخ ، حدثني أبو هريرة قال : قال األوزاعي ، حدثني أبو عمار ، حدثني عبد الله بن فر� رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه

ف�ع" ) (.2القبر ، وأول شافع ، وأول م�ش�عافري ، عن أبيه ، ��يع ، عن داود بن يزيد الز ب ، حدثنا و�ك ي �ر� وقال ابن جرير : حدثنا أبو ك

�ك� ب �ك� ر� ع�ث �ب �ن ي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } ع�س�ى أ(.3م�ق�ام�ا م�ح م�ود�ا { ، سئل عنها فقال : "هي الشفاعة " )

( بن عبيد ، عن داود ، عن أبيه ، عن أبي4رواه اإلمام أحمد عن وكيع وعن محمد )�ك� ب �ك� ر� ع�ث �ب �ن ي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : } ع�س�ى أ

(.5م�ق�ام�ا م�ح م�ود�ا { قال : "هو المقام الذي أشفع ألمتي فيه" ) وقال عبد الرزاق : أخبرنا م�ع م�ر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : "إذا كان يوم القيامة ، مد� الله األرض مد� األديم ، حتى ال (. قال النبي صلى الله عليه وسلم : "فأكون6يكون لبشر من الناس إال موضع قدمه )

657

Page 59: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( رب ،8( والله ما رآه قبلها ، فأقول )7أول من يدعى ، وجبريل عن يمين الرحمن ) إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي. فيقول الله تبارك وتعالى : صدق ، ثم أشفع. فأقول :

( ، وهذا9يا رب عبادك عبدوك في أطراف األرض" ، قال : "فهو المقام المحمود" )حديث مرسل.

__________(.894( وصحيح مسلم برقم )4712( وصحيح البخاري برقم )2/435( المسند )1)(.2278( صحيح مسلم برقم )2)(.15/98( تفسير الطبري )3)( في هـ : "عن وكيع عن محمد بن عبيد" ، والمثبت من ت.4)(.444 ، 2/441( المسند )5)( في ت ، ف : "قدميه".6)( في ت : "الرحمن عز وجل" ، وفي ف ، أ : "الرحمن تبارك وتعالى".7)( في ت ، ف ، أ : "فأقول : أي".8)(.1/328( تفسير عبد الرزاق )9)

(5/110)

�ا ل ط�ان ك� س� �د�ن ج� ص�د ق� و�اج ع�ل ل�ي م�ن ل �ي م�خ ر� ن �خ ر�ج �ي م�د خ�ل� ص�د ق� و�أ ن ل �د خ� ب~ أ و�ق�ل ر�ا ) �ص�ير� ه�وق�ا )80ن �ان� ز� �اط�ل� ك ب �ن� ال �اط�ل� إ ب ه�ق� ال ح�ق� و�ز� اء� ال ( 81( و�ق�ل ج�

�ا ل ط�ان ك� س� �د�ن ج� ص�د ق� و�اج ع�ل ل�ي م�ن ل �ي م�خ ر� ن �خ ر�ج �ي م�د خ�ل� ص�د ق� و�أ ن ل �د خ� ب~ أ } و�ق�ل ر�ا ) �ص�ير� ه�وق�ا )80ن �ان� ز� �اط�ل� ك ب �ن� ال �اط�ل� إ ب ه�ق� ال ح�ق� و�ز� اء� ال ( {.81( و�ق�ل ج�

�ان ، عن أبيه ، عن ابن1قال اإلمام أحمد : حدثنا جرير ، عن قابوس بن ) ي ( أبي ظ�ب عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثم أمر بالهجرة ، فأنزل الله :

�ا ل ط�ان ك� س� �د�ن ج� ص�د ق� و�اج ع�ل ل�ي م�ن ل �ي م�خ ر� ن �خ ر�ج �ي م�د خ�ل� ص�د ق� و�أ ن ل �د خ� ب~ أ } و�ق�ل ر�ا { ) �ص�ير� (.2ن

وقال الحسن البصري في تفسير هذه اآلية : إن كفار أهل مكة لما ائتمروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلوه أو يطردوه أو يوثقوه ، وأراد الله قتال أهل مكة ، فأمره

�ي م�د خ�ل�3أن يخرج إلى ) ن ل �د خ� ب~ أ ( المدينة ، فهو الذي قال الله عز وجل : : } و�ق�ل ر�ج� ص�د ق� { �ي م�خ ر� ن �خ ر�ج ص�د ق� و�أ

ج� �ي م�خ ر� ن �خ ر�ج �ي م�د خ�ل� ص�د ق� { يعني : المدينة } و�أ ن ل �د خ� ب~ أ وقال قتادة : } و�ق�ل ر�ص�د ق� { يعني : مكة.

وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وهذا القول هو أشهر األقوال.�ي ن �خ ر�ج �ي م�د خ�ل� ص�د ق� { يعني : الموت } و�أ ن ل �د خ� وقال : العوفي عن ابن عباس : } أ

ج� ص�د ق� { يعني : الحياة بعد الموت. وقيل غير ذلك من األقوال. واألول أصح ، م�خ ر�وهو اختيار ابن جرير.

ا { قال الحسن البصري في تفسيرها : �ص�ير� �ا ن ل ط�ان ك� س� �د�ن وقوله : } و�اج ع�ل ل�ي م�ن ل ( فارس ، وليجعلنه له ، وملك الروم ، وعز4وعده ربه لينزعن ملك فارس ، وعز )

الروم ، وليجعلنه له.

658

Page 60: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال قتادة فيها إن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، علم أال طاقة له بهذا األمر إالا لكتاب الله ، ولحدود الله ، ولفرائض الله ، وإلقامة دين �ا نصير� بسلطان ، فسأل سلطان

الله ؛ فإن السلطان رحمة من الله جعله بين أظهر عباده ، ولوال ذلك ألغار بعضهمعلى بعض ، فأكل شديدهم ضعيفهم.

ا { حجة بينة. �ص�ير� �ا ن ل ط�ان قال مجاهد : } س� واختار ابن جرير قول الحسن وقتادة ، وهو األرجح ؛ ألنه ال بد مع الحق من قهر لمن

�ا5عاداه وناوأه ؛ ولهذا قال ]سبحانه و[ ) ن �نزل �ات� و�أ ~ن �ي ب �ال �ا ب �ن ل س� �ا ر� ن ل س� ر� �ق�د أ ( تعالى : } ل

�اف�ع� د�يد� و�م�ن س� ش� �أ ح�د�يد� ف�يه� ب �ا ال ن �نزل ق�س ط� و�أ �ال �اس� ب �ق�وم� الن �ي ان� ل م�يز� �اب� و�ال �ت ك م�ع�ه�م� ال

ب� { ] الحديد : غ�ي �ال �ه� ب ل س� ه� و�ر� ص�ر� �ن �ه� م�ن ي �م� الل �ع ل �ي �اس� و�ل �لن [ وفي الحديث : "إن25لع� بالقرآن" أي : ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش �ز� ع بالسلطان ما ال ي �ز� �ي الله ل

واآلثام ، ما ال يمتنع كثير� من الناس بالقرآن ، وما فيه من الوعيد األكيد ، والتهديدالشديد ، وهذا هو الواقع.

ه�وق�ا { تهديد ووعيد لكفار �ان� ز� �اط�ل� ك ب �ن� ال �اط�ل� إ ب ه�ق� ال ح�ق� و�ز� اء� ال وقوله : } و�ق�ل ج�قريش ؛ فإنه قد

__________( في ف : "عن".1)(.1/223( المسند )2)( في ت : "على".3)( في ت : "وغير".4)( زيادة من ف ، أ.5)

(5/111)

ا ) ار� �ال� خ�س� �م�ين� إ �ز�يد� الظ�ال �ين� و�ال� ي م�ؤ م�ن �ل ح م�ة� ل ف�اء� و�ر� ن� م�ا ه�و� ش�� آ ق�ر ل� م�ن� ال �ز~ �ن ( 82و�ن

جاءهم من الله الحق الذي ال مرية فيه وال قبل لهم به ، وهو ما بعثه الله به من القرآنه�ق� باطلهم ، أي اضمحل وهلك ، فإن الباطل ال ثبات له مع واإليمان والعلم النافع. وز�

اه�ق� { ] األنبياء : �ذ�ا ه�و� ز� �د م�غ�ه� ف�إ �اط�ل� ف�ي ب ح�ق~ ع�ل�ى ال �ال �ق ذ�ف� ب �ل ن [.18الحق وال بقاء } ب�ج�يح ، عن مجاهد ، عن وقال البخاري : حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي ن

( م�ع مر ، عن عبد الله بن مسعود قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة1أبي ) ح�ق� اء� ال �ص�ب� ، فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول : } ج� وحول البيت ستون وثالثمائة ن

ه�وق�ا { ، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد" ) �ان� ز� �اط�ل� ك ب �ن� ال �اط�ل� إ ب ه�ق� ال (.2و�ز� وكذا رواه البخاري أيض�ا في غير هذا الموضع ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، كلهم

( ]وكذا رواه عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أبي3من طرق عن سفيان بن عيينة به. )(.4نجيح[ )

�ابة ، حدثنا المغيرة ، حدثنا أبو ب وكذا رواه الحافظ أبو يعلى : حدثنا زهير ، حدثنا ش� الزبير ، عن جابر رضي الله عنه ، قال : دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

( يعبدون من دون الله. فأمر بها رسول5مكة ، وحول البيت ثالثمائة وستون صنم�ا ) الله صلى الله عليه وسلم فأكبت لوجهها ، وقال : "جاء الحق وزهق الباطل ، إن

659

Page 61: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.6الباطل كان زهوق�ا" )ا ) ار� �ال خ�س� �م�ين� إ �ز�يد� الظ�ال �ين� و�ال ي م�ؤ م�ن �ل ح م�ة� ل ف�اء� و�ر� آن� م�ا ه�و� ش� ق�ر �نزل� م�ن� ال } و�ن

82.} )ا عن كتابه الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم - وهو يقول تعالى مخبر� القرآن الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد - إنه : }

�ين� { أي : يذهب ما في القلوب من أمراض ، من شك ونفاق ، م�ؤ م�ن �ل ح م�ة� ل ف�اء� و�ر� ش� وشرك وزيغ وميل ، فالقرآن يشفي من ذلك كله. وهو أيض�ا رحمة يحصل فيها اإليمان

والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه ، وليس هذا إال لمن آمن به وصدقه واتبعه ، فإنه يكون شفاء في حقه ورحمة. وأما الكافر الظالم نفسه بذلك ، فال يزيده سماعه القرآن

ا. واآلفة من الكافر ال من القرآن ، كما قال تعالى : } ق�ل ه�و� �ا وكفر� إال بعد�ا وتكذيب�ك� �ئ �ول ه�م ع�م�ى أ �ي �ه�م و�ق ر� و�ه�و� ع�ل �ون� ف�ي آذ�ان �ؤ م�ن �ذ�ين� ال ي ف�اء� و�ال �وا ه�د�ى و�ش� �ذ�ين� آم�ن �ل ل

�ع�يد� { ] فصلت : �ان� ب �اد�و ن� م�ن م�ك �ن ه�م 44ي ة� ف�م�ن ور� �نزل�ت س� �ذ�ا م�ا أ [ وقال تعالى : } و�إم�ا

� ون� و�أ ر� ش� �ب ت �س �ا و�ه�م ي �يم�ان ه�م إ اد�ت �وا ف�ز� �ذ�ين� آم�ن م�ا ال� �ا ف�أ �يم�ان ه� ه�ذ�ه� إ اد�ت �م ز� �ك �ي �ق�ول� أ م�ن ي

ون� { ] التوبة : �اف�ر� �وا و�ه�م ك ه�م و�م�ات �ل�ى ر�ج س� ا إ ه�م ر�ج س� اد�ت �ه�م م�ر�ض� ف�ز� �وب �ذ�ين� ف�ي ق�ل ال( كثيرة.7 [. واآليات في ذلك )125 ، 124

__________( في ت : "ابن".1)(.4720( صحيح البخاري برقم )2) ( وسنن1781 ( ، وصحيح مسلم برقم )4287 ، 2478( صحيح البخاري برقم )3)

(.11297( وسنن النسائي الكبرى برقم )3138الترمذي برقم )( زيادة من أ.4)( في ت : "نصبا".5)( : حدثنا شبابة بن سوار به.14/487( ورواه ابن أبي شيبة في المصنف )6)( في ت ، ف : "هذا".7)

(5/112)

ا ) �وس� �ئ �ان� ي ر� ك ه� الش� �ذ�ا م�س� �ه� و�إ �ب ان �ج� ى ب� �أ �ع ر�ض� و�ن ان� أ س� �ن �ا ع�ل�ى اإل ع�م ن �ن �ذ�ا أ �ل83و�إ ( ق�ل ك

�يال� ) ب �ه د�ى س� �م�ن ه�و� أ �م� ب �ع ل �م أ �ك ب �ه� ف�ر� �ت �ل اك �ع م�ل� ع�ل�ى ش� وح� ق�ل�84ي �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س ( و�ي�يال� ) �ال� ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت ~ي و�م�ا أ ب م ر� ر�

� وح� م�ن أ ( 85الر�

�ين� { إذا سمعه م�ؤ م�ن �ل ح م�ة� ل ف�اء� و�ر� آن� م�ا ه�و� ش� ق�ر �نزل� م�ن� ال قال قتادة في قوله : } و�نا { إنه ال ينتفع به وال ار� �ال خ�س� �م�ين� إ �ز�يد� الظ�ال المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه } و�ال ي

( وال يعيه ، فإن الله جعل هذا القرآن شفاء ، ورحمة للمؤمنين.1يحفظه )ا ) �وس� �ئ �ان� ي ر� ك ه� الش� �ذ�ا م�س� �ه� و�إ �ب ان �ج� ى ب

� �أ �ع ر�ض� و�ن ان� أ س� �ا ع�ل�ى اإلن ع�م ن �ن �ذ�ا أ �ل83} و�إ ( ق�ل ك�يال ) ب �ه د�ى س� �م�ن ه�و� أ �م� ب �ع ل �م أ �ك ب �ه� ف�ر� �ت �ل اك �ع م�ل� ع�ل�ى ش� ( {.84ي

يخبر تعالى عن نقص اإلنسان من حيث هو ، إال من عصم الله تعالى في حالتي سرائه وضرائه ، بإنه إذا أنعم الله عليه بمال وعافية ، وفتح ورزق ونصر ، ونال ما يريد ،

أعرض عن طاعة الله وعبادته ونأى بجانبه.

660

Page 62: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع�د عنا. قال مجاهد : به� { ] �ل�ى ض�ر� م�س� �ا إ �د ع�ن �م ي ن ل

� �أ ه� م�ر� ك ه� ض�ر� �ا ع�ن ف ن �ش� �م�ا ك قلت : وهذا كقوله تعالى : } ف�ل�م { ] اإلسراء : 12يونس : ض ت �ع ر� �ر~ أ ب �ل�ى ال �م إ �ج�اك �م�ا ن [.67 [ ، وقوله } ف�ل

ا { أي : قنط أن �وس� �ئ �ان� ي وبأنه إذا مسه الشر - وهو المصائب والحوادث والنوائب - } ك ه� ت اء� م�س� �ع د� ض�ر� �ع م�اء� ب �اه� ن �ذ�ق ن �ن أ �ئ يعود يحصل له بعد ذلك خير ، كما قال تعالى : } و�ل�ك� �ئ �ول �ح�ات� أ �وا الص�ال وا و�ع�م�ل �ر� �ذ�ين� ص�ب �ال ال �ف�ر�ح� ف�خ�ور� إ �ه� ل �ن ~ي إ �ات� ع�ن ~ئ ي �ن� ذ�ه�ب� الس� �ق�ول �ي ل

�ير� { ] هود : �ب �ج ر� ك ة� و�أ �ه�م م�غ ف�ر� [.11 ، 10ل�ه� { قال ابن عباس : على ناحيته. وقال �ت �ل اك �ع م�ل� ع�ل�ى ش� �ل ي وقوله تعالى : } ق�ل ك

�ته. وقال ابن زيد : دينه. �ي مجاهد : على حدته وطبيعته. وقال قتادة : على ن وكل هذه األقوال متقاربة في المعنى. وهذه اآلية - والله أعلم - تهديد للمشركين

�ا ع�ام�ل�ون� �ن �م إ �ك �ت �ان �وا ع�ل�ى م�ك �ون� اع م�ل �ؤ م�ن �ذ�ين� ال ي �ل ووعيد لهم ، كقوله تعالى : } و�ق�ل لون� { ] هود : �ظ�ر� ت �ا م�ن �ن وا إ �ظ�ر� ت �ع م�ل� ع�ل�ى122 ، 121و�ان �ل ي [ ولهذا قال : } ق�ل ك

�يال { أي : منا ومنكم ، وسيجزي كل عامل بعمله ب �ه د�ى س� �م�ن ه�و� أ �م� ب �ع ل �م أ �ك ب �ه� ف�ر� �ت �ل اك ش�، فإنه ال تخفى عليه خافية.

�يال ) �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت ~ي و�م�ا أ ب م ر� ر�� وح� م�ن أ وح� ق�ل� الر� �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س ( {85} و�ي

ق�مة ، عن عبد قال اإلمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا األعمش ، عن إبراهيم ، عن ع�ل الله - هو ابن مسعود رضي الله عنه - قال : كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه

يب ، فمر بقوم من اليهود ، فقال وسلم في حرث في المدينة ، وهو متوكئ على ع�س� بعضهم لبعض : سلوه عن الروح. فقال بعضهم : ال تسألوه. قال : فسألوه عن الروح

�ا على العسيب ، قال : فظننت أنه2فقالوا ) ( يا محمد ، ما الروح ؟ فما زال متوكئ

� م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت ~ي و�م�ا أ ب م ر� ر�� وح� م�ن أ وح� ق�ل� الر� �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س يوحى إليه ، فقال : } و�ي

�يال { �ال ق�ل إ__________

( في ف : "ال يحفظه وال ينتفع به".1)( في ت : "فقال بعضهم".2)

(5/113)

فقال بعضهم لبعض : قد قلنا لكم ال تسألوه. (. ولفظ البخاري عند تفسير1وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث األعمش ، به )

( صلى الله عليه وسلم2هذه اآلية ، عن عبد الله بن مسعود قال : بينا أنا مع النبي ) ( فقال بعضهم لبعض :4( على عسيب ، إذ مر اليهود )3في ح�ر ث ، وهو متوكئ )

( إليه. وقال بعضهم : ال يستقبلنكم بشيء5سلوه عن الروح ، فقال : ما رابكم ) تكرهونه. فقالوا سلوه فسألوه عن الروح ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم

�ا ، فعلمت أنه يوحى إليه ، فقمت مقامي ، فلما نزل الوحي قال : يرد عليه شيئ�ك� ) �ون �ل أ �س ~ي { اآلية )6} و�ي ب م ر� ر�

� وح� م�ن أ وح� ق�ل� الر� (.7( ع�ن� الر� ( فيما يظهر بادي الرأي : أن هذه اآلية مدنية ، وأنها إنما نزلت8وهذا السياق يقتضي )

حين سأله اليهود ، عن ذلك بالمدينة ، مع أن السورة كلها مكية. وقد يجاب عن هذا : بأنه قد يكون نزلت عليه بالمدينة مرة ثانية كما نزلت عليه بمكة قبل ذلك ، أو أنه نزل

661

Page 63: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

عليه الوحي بأنه يجيبهم عما سألوا باآلية المتقدم إنزالها عليه ، وهي هذه اآلية :وح� { ومما يدل على نزول هذه اآلية بمكة ما قال اإلمام أحمد : �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س } و�ي

حدثنا قتيبة ، حدثنا يحيى بن زكريا ، عن داود ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قالت�ا نسأل عنه هذا الرجل. فقالوا : سلوه عن الروح. فسألوه ، قريش ليهود : أعطونا شيئ�يال { �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت ~ي و�م�ا أ ب م ر� ر�

� وح� م�ن أ وح� ق�ل� الر� �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س فنزلت : } و�يا. قال : ا كثير� ا ، أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خير� قالوا : أوتينا علم�ا كثير�

~ي ب �م�ات� ر� �ل ف�د� ك �ن �ن ت ل� أ �ح ر� ق�ب ب �ف�د� ال �ن ~ي ل ب �م�ات� ر� �ل �ك �ح ر� م�د�اد�ا ل ب �ان� ال �و ك وأنزل الله : } ق�ل ل�ه� م�د�د�ا { ] الكهف : ل �م�ث �ا ب ن ئ �و ج� (.9 [ )109و�ل

وقد روى ابن جرير ، عن محمد بن المثنى ، عن عبد األعلى ، عن داود ، عن عكرمة قال : سأل أهل� الكتاب رسول� الله صلى الله عليه وسلم عن الروح ، فأنزل الله :

�يال { فقالوا �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت ~ي و�م�ا أ ب م ر� ر�� وح� م�ن أ وح� ق�ل� الر� �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س } و�ي

�ؤ ت�10يزعم ) ( أنا لم نؤت من العلم إال قليال وقد أوتينا التوراة ، وهي الحكمة } و�م�ن يا { ؟ ] البقرة : �ير� �ث ا ك ر� ي �ي� خ� �وت م�ة� ف�ق�د أ ح�ك �م�ا ف�ي269ال ن

� �و أ [ قال : فنزلت : } و�ل�ه� { �م�ات� الل �ل �ف�د�ت ك ح�ر� م�ا ن �ب ع�ة� أ ب �ع د�ه� س� �م�د�ه� م�ن ب �ح ر� ي ب �ق الم� و�ال ة� أ ج�ر� األر ض� م�ن ش�

[. قال : ما أوتيتم من علم ، فنجاكم الله به من النار ، فهو كثير طيب27] لقمان : (.11وهو في علم الله قليل )

وقال محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار قال : نزلت بمكة :�يال { فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت } و�م�ا أ

المدينة ، أتاه أحبار يهود. وقالوا يا محمد ، ألم__________

( وصحيح مسلم برقم )7462 ، 125( وصحيح البخاري برقم )1/389( المسند )1)2794.)

( في ف : "مع رسول الله".2)( في ت ، ف : "متكئ".3)( في ت ، ف : "باليهود".4)( في ت ، ف : "ما رأيكم".5)( في ت ، ف : "يسألونك".6)(.4721( صحيح البخاري برقم )7)( في ت : "تقضي".8)(.1/255( المسند )9)( في ت ، ف : "تزعم".10)(.15/104( تفسير الطبري )11)

(5/114)

�ا أم عنيت قومك ؟ �ن ت �ي �يال { أف�ع�ن �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت يبلغنا عنك أنك تقول : } و�م�ا أ فقال : "كال قد عنيت". قالوا : إنك تتلو أنا أوتينا التوراة ، وفيها تبيان كل شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هي في علم الله قليل ، وقد آتاكم ما إن عملتم به�ع د�ه� �م�د�ه� م�ن ب �ح ر� ي ب �ق الم� و�ال ة� أ ج�ر� �م�ا ف�ي األر ض� م�ن ش� ن

� �و أ استقمتم" ، وأنزل الله : } و�ل

662

Page 64: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه� ع�ز�يز� ح�ك�يم� { ] لقمان : �ن� الل �ه� إ �م�ات� الل �ل �ف�د�ت ك ح�ر� م�ا ن �ب ع�ة� أ ب [.27س�وقد اختلف المفسرون في المراد بالروح هاهنا على أقوال :

( : أرواح بني آدم.1أحدها : أن المراد ]بالروح[ )وح� { اآلية ، وذلك أن �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س قال العوفي ، عن ابن عباس في قوله : } و�ي

( الروح ؟ وكيف تعذب الروح2اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرنا عن )�ح�ر إليهم التي في الجسد ، وإنما الروح من الله ؟ ولم يكن نزل عليه فيه شيء ، فلم ي�يال { �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت ~ي و�م�ا أ ب م ر� ر�

� وح� م�ن أ �ا. فأتاه جبريل فقال له : } ق�ل� الر� شيئ فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقالوا : من جاءك بهذا ؟ فقال : "جاءني به جبريل من عند الله ؟" فقالوا له : والله ما قاله لك إال عدو لنا. فأنزل الله : } ق�ل

ه�[ ) �د�ي ن� ي �ي �م�ا ب �ه� ]م�ص�د~ق�ا ل �ذ ن� الل �إ �ك� ب ب �ه� ع�ل�ى ق�ل �ه� نزل �ن ر�يل� ف�إ ب �ج� �ان� ع�د�و�ا ل ( { اآلية3م�ن ك [.97] البقرة :

وقيل : المراد بالروح هاهنا : جبريل. قاله قتادة ، قال : وكان ابن عباس يكتمه. ( علي بن أبي طلحة4وقيل : المراد به هاهنا : ملك عظيم بقدر المخلوقات كلها. قال )

وح� { يقول : الروح : ملك. �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س ، عن ابن عباس قوله : } و�ي ( المصري ، حدثنا وهب بن رزق5وقال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله بن ع�ر س )

( حدثنا بشر بن بكر ، حدثنا األوزاعي ، حدثنا عطاء ، عن عبد الله بن6أبو هريرة )�ا ، لو قيل عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن لله ملك

( بلقمة واحدة ، لفعل ، تسبيحه : سبحانك7له : التقم السماوات السبع واألرضين )(.8حيث كنت" )

وهذا حديث غريب ، بل منكر. وقال أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : حدثني علي ، حدثني عبد الله ، حدثني أبو

ة صاحب قيسارية ، عمن حدثه عن علي بن أبي طالب ، رضي م�ر� �م ران يزيد بن س� نوح� { قال : هو م�ل�ك من المالئكة ، له �ك� ع�ن� الر� �ون �ل أ �س الله عنه ، أنه قال في قوله : } و�ي

(9سبعون ألف وجه ، لكل وجه منها سبعون ألف لسان ، لكل لسان منها ]سبعون[ )�ا يطير مع �ك ألف لغة ، يسبح الله تعالى بتلك اللغات كلها ، يخلق الله من كل تسبيحة م�ل

(.10المالئكة إلى يوم القيامة )__________

( زيادة من ت ، ف ، أ.1)( في ت ، ف ، أ : "ما".2)( زيادة من ف ، أ.3)( في ت ، ف : "قاله".4)( في ت : "ابن عباس".5)( في هـ ، ف ، أ : "روق أبو هبيرة" ، والمثبت من الطبراني.6)( في ف : "واألرض".7) ( : "وهب بن رزق لم1/80( وقال الهيثمي في المجمع )11/195( المعجم الكبير )8)

أر من ذكر له ترجمة".( زيادة من ت ، ف ، أ ، والطبري.9)(.15/105( تفسير الطبري )10)

(5/115)

663

Page 65: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وهذا أثر غريب عجيب ، والله أعلم. وقال السهيلي : روي عن علي� أنه قال : هو ملك ، له مائة ألف رأس ، لكل رأس مائة ألف وجه ، في كل وجه مائة ألف فم ، في كل فم مائة ألف لسان ، يسبح الله تعالى

بلغات مختلفة.قال السهيلي : وقيل المراد بذلك : طائفة من المالئكة على صور بني آدم.

( فهم للمالئكة كالمالئكة لبني آدم.1وقيل : طائفة يرون المالئكة وال تراهم )~ي { أي : من شأنه ، ومما استأثر بعلمه دونكم ؛ ولهذا ب م ر� ر�

� وح� م�ن أ وقوله : } ق�ل� الر��يال { أي : وما أطلعكم من علمه إال على القليل ، �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت قال : } و�م�ا أ

فإنه ال يحيط أحد بشيء من علمه إال بما شاء تبارك وتعالى. والمعنى : أن علمكم في علم الله قليل ، وهذا الذي تسألون عنه من أمر الروح مما

استأثر به تعالى ، ولم يطلعكم عليه ، كما أنه لم يطلعكم إال على القليل من علمه تعالى. وسيأتي إن شاء الله في قصة موسى والخضر : أن الخضر نظر إلى عصفور وقع على حافة السفينة ، فنقر في البحر نقرة ، أي : شرب منه بمنقاره ، فقال : يا

موسى ، ما علمي وعلمك وعلم الخالئق في علم الله إال كما أخذ هذا العصفور من هذا �م �يت �وت البحر. أو كما قال صلوات الله وسالمه عليه ؛ ولهذا قال تبارك وتعالى : } و�م�ا أ

�يال { �ال ق�ل � إ م ع�ل م�ن� ال وقال السهيلي : قال بعض الناس : لم يجبهم عما سألوا ؛ ألنهم سألوا على وجه

م ر�� وح� م�ن أ التعنت. وقيل : أجابهم ، وعول السهيلي على أن المراد بقوله : } ق�ل� الر�

~ي { أي : من شرعه ، أي : فادخلوا فيه ، وقد علمتم ذلك ألنه ال سبيل إلى معرفة ب ر� هذا من طبع وال فلسفة ، وإنما ينال من جهة الشرع. وفي هذا المسلك الذي طرقه

وسلكه نظر ، والله أعلم. ثم ذكر السهيلي الخالف بين العلماء في أن الروح هي النفس ، أو غيرها ، وقرر أنها

ذات لطيفة كالهواء ، سارية في الجسد كسريان الماء في عروق الشجر. وقرر� أن الروح التي ينفخها الملك في الجنين هي النفس بشرط اتصالها بالبدن ، واكتسابها

بسببه صفات مدح أو ذم ، فهي إما نفس مطمئنة أو أمارة بالسوء. قال : كما أن الماء ( بسبب اختالطه معها اسم�ا خاص�ا ، فإذا اتصل بالعنبة2هو حياة الشجر ، ثم يكسب )

ا ، وال يقال له : "ماء" حينئذ إال على سبيل المجاز ا أو خمر� وعصر منها صار إما م�ص ط�ار� (3، وهكذا ال يقال للنفس : "روح" إال على هذا النحو ، وكذلك ال يقال للروح : نفس ) إال باعتبار ما تئول إليه. فحاصل ما يقول أن الروح أصل النفس ومادتها ، والنفس

( وهذا معنى4مركبة منها ومن اتصالها بالبدن ، فهي هي من وجه ال من كل وجه )حسن ، والله أعلم.

�ا. ومن أحسن قلت : وقد تكلم الناس في ماهية الروح وأحكامها وصنفوا في ذلك كتب(.5من تكلم على ذلك الحافظ ابن منده ، في كتاب سمعناه في : الروح )

__________( في أ : "وال تراهم المالئكة".1)( في ت ، ف : "يكتسب".2)( في ت ، ف : "نفسا" وهو خطأ.3)(.199 ، 198/ 1( الروض األنف )4)

664

Page 66: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( ولإلمام ابن القيم ، رحمه الله ، كتاب الروح مطبوع بتحقيق بسام العموش ، أكثر5)النقل فيه عن كتاب ابن مندة هذا وذكر خالصته فيه.

(5/116)

�يال� ) �ا و�ك ن �ي �ه� ع�ل �ج�د� ل�ك� ب �م� ال� ت ك� ث �ي �ل �ا إ ن ي و ح�� �ذ�ي أ �ال �ن� ب �ذ ه�ب �ن �ا ل ن ئ �ن ش� �ئ ( 86و�ل

�يال ) �ا و�ك ن �ي �ه� ع�ل �ج�د� ل�ك� ب �م� ال ت ك� ث �ي �ل �ا إ ن ي و ح�� �ذ�ي أ �ال �ن� ب �ذ ه�ب �ن �ا ل ن ئ �ن ش� �ئ ( {86} و�ل

(5/117)

ا ) �ير� �ب ك� ك �ي �ان� ع�ل �ه� ك �ن� ف�ض ل ~ك� إ ب ح م�ة� م�ن ر� �ال� ر� ج�ن� ع�ل�ى87إ س� و�ال �ن �م�ع�ت� اإل ت �ن� اج �ئ ( ق�ل لا ) �ع ض� ظ�ه�ير� �ب �ع ض�ه�م ل �ان� ب �و ك �ه� و�ل ل �م�ث �ون� ب ت �أ ن� ال� ي

� آ ق�ر ل� ه�ذ�ا ال �م�ث �وا ب ت �أ �ن ي �ق�د 88أ ( و�ل

ا ) �ف�ور� �ال� ك �اس� إ �ر� الن ث ك� �ى أ ب

� �ل� ف�أ �ل~ م�ث ن� م�ن ك� آ ق�ر �اس� ف�ي ه�ذ�ا ال �لن �ا ل ف ن �وا ل�ن 89ص�ر� ( و�ق�ال

�وع�ا ) ب �ن ر ض� ي� �ا م�ن� األ �ن �ف ج�ر� ل �ى ت ت �ؤ م�ن� ل�ك� ح� �ب�90ن �خ�يل� و�ع�ن �ة� م�ن ن ن �ون� ل�ك� ج� �ك و ت

� ( أا ) �ف ج�ير� �ه�ا ت ل ه�ار� خ�ال� ن

� �ف�ج~ر� األ �ه�91ف�ت �الل �ي� ب ت �أ و ت� ف�ا أ �ا ك�س� ن �ي ع�م ت� ع�ل �م�ا ز� م�اء� ك ق�ط� الس� �س و ت

� ( أ�يال� ) �ة� ق�ب �ك ئ م�ال� �ؤ م�ن�92و�ال �ن ن م�اء� و�ل ق�ى ف�ي الس� �ر و ت

� ف� أ خ ر� ت� م�ن ز� �ي �ون� ل�ك� ب �ك و ي� ( أ

وال� ) س� ا ر� ر� �ش� �ال� ب ت� إ �ن ~ي ه�ل ك ب ح�ان� ر� ب ؤ�ه� ق�ل س� �ق ر� �ا ن �اب �ت �ا ك ن �ي ل� ع�ل �ز~ �ن �ى ت ت ~ك� ح� ق�ي �ر� ( 93ل

ا ) �ير� �ب ك� ك �ي �ان� ع�ل �ه� ك �ن� ف�ض ل ~ك� إ ب ح م�ة� م�ن ر� �ال ر� ج�ن�87} إ س� و�ال �م�ع�ت� اإلن ت �ن� اج �ئ ( ق�ل لا ) �ع ض� ظ�ه�ير� �ب �ع ض�ه�م ل �ان� ب �و ك �ه� و�ل ل �م�ث �ون� ب ت �أ آن� ال ي ق�ر ل� ه�ذ�ا ال �م�ث �وا ب ت

�أ �ن ي �ق�د 88ع�ل�ى أ ( و�لا ) �ف�ور� �ال ك �اس� إ �ر� الن ث ك

� �ى أ ب� �ل� ف�أ �ل~ م�ث آن� م�ن ك ق�ر �اس� ف�ي ه�ذ�ا ال �لن �ا ل ف ن ( {.89ص�ر�

يذكر تعالى نعمته وفضله العظيم على عبده ورسوله الكريم ، فيما أوحاه إليه من القرآن المجيد ، الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه ، تنزيل من حكيم

حميد. قال ابن مسعود ، رضي الله عنه : يطرق الناس ريح حمراء - يعني في آخر الزمان -

من قبل الشام ، فال يبقى في مصحف رجل وال في قلبه آية ، ثم قرأ ابن مسعود : ك� { اآلية. �ي �ل �ا إ ن ي و ح�

� �ذ�ي أ �ال �ن� ب �ذ ه�ب �ن �ا ل ن ئ �ن ش� �ئ } و�ل ثم نبه تعالى على شرف هذا القرآن العظيم ، فأخبر أنه لو اجتمعت اإلنس والجن كلهم

( على أن يأتوا بمثل ما أنزله على رسوله ، لما أطاقوا ذلك ولما1، واتفقوا ) استطاعوه ، ولو تعاونوا وتساعدوا وتظافروا ، فإن هذا أمر ال يستطاع ، وكيف يشبه

( كالم الخالق ، الذي ال نظير له ، وال مثال له ، وال عديل له ؟!2كالم المخلوقين ) ( أو3وقد روى محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد ، عن سعيد ]بن جبير[ )

عكرمة ، عن ابن عباس : أن هذه اآلية نزلت في نفر من اليهود ، جاءوا رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقالوا له : إنا نأتيك بمثل ما جئتنا به ، فأنزل الله هذه اآلية.

وفي هذا نظر ؛ ألن هذه السورة مكية ، وسياقها كله مع قريش ، واليهود إنما اجتمعوابه في المدينة. فالله أعلم.

�ل� { أي : بينا لهم الحجج �ل~ م�ث آن� م�ن ك ق�ر �اس� ف�ي ه�ذ�ا ال �لن �ا ل ف ن �ق�د ص�ر� وقوله : } و�ل

665

Page 67: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ر� ث ك� �ى أ ب

� والبراهين القاطعة ، ووضحنا لهم الحق وشرحناه وبسطناه ، ومع هذا } ف�أا { أي : جحود�ا ورد�ا للصواب. �ف�ور� �ال ك �اس� إ الن

�وع�ا ) ب �ن �ا م�ن� األر ض� ي �ن �ف ج�ر� ل �ى ت ت �ؤ م�ن� ل�ك� ح� �ن ن �وا ل �خ�يل�90} و�ق�ال �ة� م�ن ن ن �ون� ل�ك� ج� �ك و ت� ( أ

ا ) �ف ج�ير� �ه�ا ت ه�ار� خ�الل �ف�ج~ر� األن �ب� ف�ت ن و 91و�ع�� ف�ا أ �ا ك�س� ن �ي ع�م ت� ع�ل �م�ا ز� م�اء� ك ق�ط� الس� �س و ت

� ( أ�يال ) �ة� ق�ب �ك م�الئ �ه� و�ال �الل �ي� ب ت �أ م�اء� و�ل�ن 92ت ق�ى ف�ي الس� �ر و ت

� ف� أ خ ر� ت� م�ن ز� �ي �ون� ل�ك� ب �ك و ي� ( أ

س�وال ) ا ر� ر� �ش� �ال ب ت� إ �ن ~ي ه�ل ك ب ح�ان� ر� ب ؤ�ه� ق�ل س� �ق ر� �ا ن �اب �ت �ا ك ن �ي �نزل� ع�ل �ى ت ت ~ك� ح� ق�ي �ر� �ؤ م�ن� ل ن93} )

__________( في ت : "والقول".1)( في أ : "المخلوقين إلى".2)(.15/106( زيادة من ف ، أ ، والطبري )3)

(5/117)

. ر ، حدثنا محمد بن إسحاق ، �ي �ك ب ، حدثنا يونس بن ب ي �ر� قال ابن جرير : حدثنا أبو ك

حدثني شيخ من أهل مصر ، قدم منذ بضع وأربعين سنة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن عتبة وشيبة ابني ربيعة ، وأبا سفيان بن حرب ، ورجال من بني عبد الدار ،�ري أخا بني أسد ، واألسود بن المطلب بن أسد ، وزمعة بن األسود ، والوليد ت �خ وأبا الب

( وعبد الله بن أبي أمية ، وأمية ابن خلف ،1بن المغيرة ، وأبا جهل بن هشام )�ين ، اجتمعوا ، أو : من اجتمع منهم ه م�ي ~ها ابني الحجاج الس� �ب �يها وم�ن �ب والعاص بن وائل ، ون ، بعد غروب الشمس عند ظهر الكعبة ، فقال بعضهم لبعض : ابعثوا إلى محمد فكل�موه

( فبعثوا إليه : أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك2وخاصموه حتى تعذروا فيه ) ليكلموك. فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سريع�ا وهو يظن أنه قد بدا لهم�هم ، حتى جلس �ت د�هم ، ويعز عليه ع�ن ش في أمره بداء ، وكان عليهم حريص�ا ، يحب ر��ع ذر� فيك ، وإنا والله ما نعلم رجال من إليهم ، فقالوا : يا محمد ، إنا قد بعثنا إليك لن

( ما أدخلت على قومك! لقد شتمت اآلباء ، وع�بت� الدين ،3العرب أدخل على قومه )ف�هت األحالم ، وشتمت اآللهة ، وفرقت الجماعة ، فما بقي من أمر قبيح إال وقد وس� جئته فيما بيننا وبينك! فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به ماال جمعنا لك من

أموالنا حتى تكون أكثرنا ماال وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا ، سو�دناك علينا ، وإن�ا تراه قد ) �ا ملكناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئي ( غلب4كنت تريد ملك

( يسمون التابع من الجن : الرئي - فربما كان ذلك ، بذلنا أموالنا في5عليك - وكانوا )�عذ�ر فيك. طلب الطب ، حتى نبرئك منه ، أو ن

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما بي ما تقولون ، ما جئتكم بما جئتكم به ( إليكم رسوال6أطلب أموالكم ، وال الشرف فيكم ، وال الملك عليكم ، ولكن بعثني )

ا ، فبلغتكم رسالة ربي ، ونصحت ا ونذير� �ا ، وأمرني أن أكون لكم بشير� وأنزل علي� كتاب� لكم ، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به ، فهو حظكم في الدنيا واآلخرة ، وإن ترد�وه علي

( ألمر الله ، حتى يحكم الله بيني وبينكم". أو كما قال رسول الله صلى الله7أصبر )عليه وسلم تسليم�ا.

666

Page 68: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

فقالوا : يا محمد ، فإن كنت غير قابل منا ما عرضنا عليك ، فقد علمت أنه ليس أحدا منا ، فاسأل لنا ربك الذي بعثك من الناس أضيق منا بالد�ا ، وال أقل ماال وال أشد عيش�

�ف�جر ي يبس�ط لنا بالدنا ، و�ل �قت علينا ، و�ل بما بعثك به ، فليسير عنا هذه الجبال التي قد ض�يا كأنهار الشام والعراق ، وليبعث لنا من مضى من آبائنا ، وليكن فيمن8) ( فيها أنهار�

عث لنا ق�صي� بن كالب ، فإنه كان شيخ�ا صدوق�ا ، فنسألهم عما تقول ) �ب ( حق هو أم9ي باطل ؟ فإن صنعت ما سألناك وصدقوك ، صدقناك ، وعرفنا منزلتك عند الله ، وأنه

بعثك رسوال كما تقول! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما بهذا بعثت ، إنما جئتكم من عند الله بما بعثني به ، فقد بلغتكم ما أرسلت به ، فإن تقبلوه فهو حظكم في الدنيا واآلخرة ،

وإن ترد�وه علي� أصبر ألمر الله ، حتى يحكم__________

( في ت : "هاشم" وهو خطأ.1)( في ت : "إليه".2)( في ت : "قومك".3)( في ف : "وقد".4)( في ت : "فكانوا".5)( في ت : "بعثني الله".6)( في ت : "أصير".7)( في ت : "وليخرج" ، وفي ف : "وليجر".8)( في ت : "ليسألهم عما يقول".9)

(5/118)

الله بيني وبينكم".�ا يصدقك بما تقول قالوا : فإن لم تفعل لنا هذا فخذ لنفسك ، فاسأل ربك أن يبعث ملك

ا من ذهب وفضة ، ويغنيك1) ا وقصور� �ا ، وكنوز� ( ويراجعنا عنك ، وتسأله فيجعل لك جنان بها عما نراك تبتغي ، فإنك تقوم باألسواق ، وتلتمس المعاش كما نلتمسه ، حتى نعرف

( فضل منزلتك من ربك ، إن كنت رسوال كما تزعم.2) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما أنا بفاعل ، ما أنا بالذي يسأل ربها ، فإن تقبلوا ما جئتكم به ا ونذير� هذا ، وما بعثت إليكم بهذا ، ولكن الله بعثني بشير� فهو حظكم في الدنيا واآلخرة ، وإن ترد�وه علي� أصبر ألمر الله حتى يحكم الله بيني

وبينكم". قالوا : فأسقط السماء ، كما زعمت أن ربك إن شاء فعل ذلك ، فإنا لن نؤمن لك إال

أن تفعل.فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ذلك إلى الله إن شاء فعل بكم ذلك".

( علم ربك أنا سنجلس معك ، ونسألك عما سألناك عنه ،3فقالوا : يا محمد ، أما ) ونطلب منك ما نطلب فيقدم إليك ويعلمك ما تراجعنا به ، ويخبرك ما هو صانع في ذلك بنا ، إذا لم نقبل منك ما جئتنا به ، فقد بلغنا أنه إنما يعلمك هذا رجل باليمامة ، يقال له : الرحمن ، وإنا والله ال نؤمن بالرحمن أبد�ا ، فقد أعذرنا إليك يا محمد ، أما

667

Page 69: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

والله ال نتركك وما فعلت بنا حتى نهلكك أو تهلكنا. وقال قائلهم : نحن نعبد المالئكة( بالله والمالئكة قبيال.4وهي بنات الله. وقال قائلهم : لن نؤمن لك حتى تأتي )

فلما قالوا ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ، وقام معه عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم ، وهو ابن عمته ، ابن عاتكة ابنة عبد

المطلب ، فقال : يا محمد ، عرض عليك قومك ما عرضوا ، فلم تقبله منهم ، ثما ليعرفوا بها منزلتك من الله ، فلم ) ( تفعل ذلك ، ثم سألوك5سألوك ألنفسهم أمور�

أن تعجل لهم ما تخوفهم به من العذاب ، فوالله ال أؤمن بك أبد�ا حتى تتخذ إلى السماء سلم�ا ، ثم ترقى فيه ، وأنا أنظر حتى تأتيها ، وتأتي معك بنسخة منشورة ، معك أربعة

من المالئكة ، يشهدون أنك كما تقول. وايم الله ، لو فعلت ذلك لظننت أني ال أصدقك. ثم انصرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانصرف رسول الله صلى الله

�ا أسف�ا لما فاته ، مما كان طمع فيه من قومه حين دعوه ، عليه وسلم إلى أهله حزين(.6ولما رأى من مباعدتهم إياه )

�ائي ، عن ابن إسحاق ، حدثني بعض أهل العلم ، عن �ك وهكذا رواه زياد بن عبد الله البسعيد ابن جبير وعكرمة ، عن ابن عباس ، فذكر مثله سواء.

( علم الله منهم أنهم يسألون ذلك7وهذا المجلس الذي اجتمع هؤالء له ، لو )استرشاد�ا ألجيبوا

__________( في ت : "يقول".1)( في ت : "تعرف".2)( في ت ، "لما".3)( في ف : "تأتينا".4)( في ت : "ثم لم".5)(.1/296( السيرة النبوية البن هشام )6)( في ف : "فلو".7)

(5/119)

ا وعناد�ا ، فقيل للرسول : إن شئت إليه ، ولكن علم أنهم إنما يطلبون ذلك كفر��ا ال أعذبه أحد�ا من العالمين ، وإن شئت أعطيناهم ما سألوا فإن كفروا عذبتهم عذاب

فتحت عليهم باب التوبة والرحمة ، فقال : "بل تفتح عليهم باب التوبة والرحمة" كما ( ابن عباس والزبير بن العوام أيض�ا ، عند قوله تعالى : } و�م�ا1تقدم ذلك في حديثي )

�ه�ا و�م�ا �م�وا ب ة� ف�ظ�ل ص�ر� �اق�ة� م�ب �م�ود� الن �ا ث ن �ي �ه�ا األو�ل�ون� و�آت �ذ�ب� ب �ن ك �ال أ �ات� إ �اآلي س�ل� ب �ر ن ن� �ا أ �ع�ن م�ن

�خ و�يف�ا { ] اإلسراء : �ال ت �ات� إ �اآلي س�ل� ب �ر س�ول�59ن �ه�ذ�ا الر� �وا م�ا ل [ وقال تعالى : } و�ق�ال ه� �ي �ل ق�ى إ �ل و ي

� ا أ �ذ�ير� �ون� م�ع�ه� ن �ك ه� م�ل�ك� ف�ي �ي �ل �نزل� إ �و ال أ و�اق� ل �م ش�ي ف�ي األس �ل� الط�ع�ام� و�ي ك �أ ي ف� �ي ظ�ر ك ا ان ح�ور� ج�ال م�س �ال ر� �ع�ون� إ �ب �ت �ن ت �م�ون� إ ه�ا و�ق�ال� الظ�ال �ل� م�ن ك �أ �ة� ي ن �ه� ج� �ون� ل �ك و ت

� �نز أ ك ا م�ن ر� ي اء� ج�ع�ل� ل�ك� خ� �ن ش� �ذ�ي إ ك� ال �ار� �ب �يال ت ب �ط�يع�ون� س� ت �س �وا ف�ال ي �ال� ف�ض�ل �وا ل�ك� األم ث ب ض�ر� �م�ن �ا ل �د ن �ع ت اع�ة� و�أ �الس� �وا ب �ذ�ب �ل ك ا ب �ج ع�ل ل�ك� ق�ص�ور� ه�ار� و�ي �ه�ا األن ت �ح �ج ر�ي م�ن ت �ات� ت ن ذ�ل�ك� ج�

ا { ] الفرقان : ع�ير� اع�ة� س� �الس� �ذ�ب� ب [.11 - 7ك�وع�ا { الينبوع : العين الجارية ، سألوه أن ب �ن �ا م�ن� األر ض� ي �ن �ف ج�ر� ل �ى ت ت وقوله تعالى : } ح�

668

Page 70: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا في أرض الحجاز هاهنا وهاهنا ، وذلك ) �ا معين ( سهل يسير على الله2يجري لهم عين تعالى ، لو شاء لفعله وألجابهم إلى جميع ما سألوا وطلبوا ، ولكن علم أنهم ال يهتدون ،�ى ت �ة� ح� �ل� آي ه�م ك �و ج�اء�ت �ون� و�ل �ؤ م�ن ~ك� ال ي ب �م�ة� ر� �ل ه�م ك �ي �ذ�ين� ح�ق�ت ع�ل �ن� ال كما قال تعالى : } إ

�يم� { ] يونس : ع�ذ�اب� األل و�ا ال �ر� �ة�97 ، 96ي �ك م�الئ ه�م� ال �ي �ل �ا إ ن �ا نزل �ن �ن �و أ [ وقال تعالى : } و�ل�ك�ن� �ه� و�ل اء� الل �ش� �ن ي �ال أ �وا إ �ؤ م�ن �ي �وا ل �ان �ال م�ا ك ي ء� ق�ب �ل� ش� ه�م ك �ي �ا ع�ل ن ر �ى و�ح�ش� م�و ت �م�ه�م� ال �ل و�ك

�ج ه�ل�ون� { ] األنعام : ه�م ي �ر� ث ك� [.111أ

ع�م ت� { أي : أنك وعدتنا أن يوم القيامة تنشق �م�ا ز� م�اء� ك ق�ط� الس� �س و ت� وقوله تعالى } أ

فيه السماء وتهي ، وتدلي أطرافها ، فعجل ذلك في الدنيا ، وأسقطها كسف�ا ]أي :ة� م�ن� �ا ح�ج�ار� ن �ي م ط�ر ع�ل

� د�ك� ف�أ ن ح�ق� م�ن ع� �ان� ه�ذ�ا ه�و� ال �ن ك �ه�م� إ قطع�ا ، كقولهم : } الل� { اآلية ] األنفال : �يم �ل �ع�ذ�اب� أ �ا ب �ن ت و� ائ

� م�اء� أ [ ، وكذلك سأل قوم شعيب منه32الس�ف�ا [ ) �ا ك�س� ن �ي ق�ط ع�ل س

� ت� م�ن� الص�اد�ق�ين� { ] الشعراء :3فقالوا : } أ �ن �ن ك م�اء� إ ( م�ن� الس�187� [. فعاقبهم الرب بعذاب يوم الظلة ، إنه كان عذاب يوم عظيم. وأما نبي

الرحمة ، ونبي� التوبة المبعوث رحمة للعالمين ، فسأل إنظارهم وتأجيلهم ، لعل الله أن�ا. وكذلك وقع ، فإن من هؤالء الذين يخرج من أصالبهم من يعبده ال يشرك به شيئ

( حتى "عبد الله بن أبي أمية" الذي تبع4ذكروا من أسلم بعد ذلك وحسن إسالمه ) النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما قال ، أسلم إسالم�ا تام�ا ، وأناب إلى الله عز

وجل.ف� { قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة : هو الذهب. خ ر� ت� م�ن ز� �ي �ون� ل�ك� ب �ك و ي

� } أق�ى ف�ي �ر و ت

� وكذلك هو في قراءة ابن مسعود : "أو يكون لك بيت من ذهب" ، } أم�اء� { أي : تصعد ) �نزل�5الس� �ى ت ت ~ك� ح� ق�ي �ر� �ؤ م�ن� ل �ن ن ( في سلم ونحن ننظر إليك } و�ل

ؤ�ه� { قال مجاهد : أي مكتوب فيه إلى كل واحد واحد صحيفة : هذا كتاب �ق ر� �ا ن �اب �ت �ا ك ن �ي ع�ل(.6من الله لفالن بن فالن ، تصبح موضوعة عند رأسه )

__________( في ف : "حديث".1)( في ت ، ف : "وهذا".2)( زيادة من أ.3)( في ف : "وحسن إسالمه بعد ذلك".4)( في ت : "يصعد".5)( في ف : "يصبح عند رأسه موضوع".6)

(5/120)

وال� ) س� ا ر� ر� �ش� �ه� ب �ع�ث� الل �ب �وا أ �ن ق�ال �ال� أ ه�د�ى إ اء�ه�م� ال �ذ ج� �وا إ �ؤ م�ن �ن ي �اس� أ �ع� الن ( ق�ل 94و�م�ا م�نوال� ) س� �ا ر� �ك م�اء� م�ل ه�م م�ن� الس� �ي �ا ع�ل ن ل �ز� �ن ~ين� ل �ن ون� م�ط م�ئ �م ش� �ة� ي �ك ئ ر ض� م�ال�

� �ان� ف�ي األ �و ك ( 95ل

س�وال { أي : سبحانه وتعالى وتقدس أن ا ر� ر� �ش� �ال ب ت� إ �ن ~ي ه�ل ك ب ح�ان� ر� ب وقوله : } ق�ل س� يتقدم أحد بين يديه في أمر من أمور سلطانه وملكوته ، بل هو الفعال لما يشاء ، إن

شاء أجابكم إلى ما سألتم ، وإن شاء لم يجبكم ، وما أنا إال رسول إليكم أبلغكمرساالت ربي وأنصح لكم ، وقد فعلت ذلك ، وأمركم فيما سألتم إلى الله عز وجل.

669

Page 71: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

قال اإلمام أحمد بن حنبل : حدثنا علي بن إسحاق ، حدثنا ابن المبارك ، حدثنا يحيى بنحر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ) ( عن أبي أمامة ، عن1أيوب ، عن عبيد الله بن ز�

�ا ، النبي صلى الله عليه وسلم قال : "عرض ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء مكة ذهب فقلت : ال يا رب ، ولكن أشبع يوم�ا ، وأجوع يوم�ا - أو نحو ذلك - فإذا ج�عت تضرعت

إليك وذكرتك ، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك". د بن نصر ) و�ي ( وقال :3( عن ابن المبارك ، به )2ورواه الترمذي في "الزهد" عن س�

�ض�ع�ف� في الحديث. هذا حديث حسن. وعلي بن يزيد يس�وال ) ا ر� ر� �ش� �ه� ب �ع�ث� الل �ب �وا أ �ن ق�ال �ال أ ه�د�ى إ اء�ه�م� ال �ذ ج� �وا إ �ؤ م�ن �ن ي �اس� أ �ع� الن (94} و�م�ا م�ن

س�وال ) �ا ر� �ك م�اء� م�ل ه�م م�ن� الس� �ي �ا ع�ل ن �نزل ~ين� ل �ن ون� م�ط م�ئ �م ش� �ة� ي �ك �ان� ف�ي األر ض� م�الئ �و ك ق�ل ل95} )

�وا { ويتابعوا الرسل ، إال �ؤ م�ن �ن ي �اس� { أي : أكثرهم } أ �ع� الن يقول تعالى : } و�م�ا م�ن�ا4استعجابهم من بعثته ) ن ي و ح�

� �ن أ �ا أ ب �اس� ع�ج� �لن �ان� ل �ك ( البشر رسال كما قال تعالى : } أ�وا { ] يونس : �ذ�ين� آم�ن ر� ال �ش~ �اس� و�ب ذ�ر� الن ن

� �ن أ ه�م أ ج�ل� م�ن �ل�ى ر� [.2إوا �ف�ر� �ا ف�ك �ن �ه د�ون ر� ي �ش� �ب �وا أ �ات� ف�ق�ال ~ن �ي ب �ال �ه�م ب ل س� �يه�م ر� ت

�أ �ت ت �ان �ه� ك ن� �أ وقال تعالى : } ذ�ل�ك� ب

�ي ح�م�يد� { ] التغابن : �ه� غ�ن �ه� و�الل �ى الل �غ ن ت �و ا و�اس �و�ل [ ، وقال فرعون وملؤه :6و�ت�د�ون� { ] المؤمنون : �ا ع�اب �ن �ا و�ق�و م�ه�م�ا ل �ن ل ن� م�ث ي ر� �ش� �ب �ؤ م�ن� ل �ن (5 [ ، وكذلك قالت )47} أ

�ا �ون ت �ا ف�أ �اؤ�ن �د� آب �ع ب �ان� ي �ا ع�م�ا ك �ص�د�ون �ن ت �ر�يد�ون� أ �ا ت �ن ل ر� م�ث �ش� �ال ب �م إ ت �ن �ن أ األمم لرسلهم : } إ�ين� { ] إبراهيم : ل ط�ان� م�ب �س� [ ، واآليات في هذا كثيرة.10ب

ثم قال تعالى منبه�ا على لطفه ورحمته بعباده : أنه يبعث إليهم الرسول من جنسهم ، ليفقهوا عنه ويفهموا منه ، لتمكنهم من مخاطبته ومكالمته ، ولو بعث إلى البشر رسوال

�ه� �ق�د م�ن� الل من المالئكة لما استطاعوا مواجهته وال األخذ عنه ، كما قال تعالى : } له�م { ] آل عمران : ف�س� �ن س�وال م�ن أ �ع�ث� ف�يه�م ر� �ذ ب �ين� إ م�ؤ م�ن [ ، وقال تعالى :164ع�ل�ى ال

�م { ] التوبة : ك ف�س� �ن س�ول� م�ن أ �م ر� اء�ك �ق�د ج� �ا128} ل ن ل س� ر� �م�ا أ [ ، وقال تعالى : } ك

�م �م م�ا ل ~م�ك �ع�ل م�ة� و�ي ح�ك �اب� و�ال �ت ك �م� ال ~م�ك �ع�ل �م و�ي ~يك ك �ز� �ا و�ي �ن �ات �م آي ك �ي ل�و ع�ل �ت �م ي ك س�وال م�ن �م ر� ف�يكون� { ] البقرة : ف�ر� �ك وا ل�ي و�ال ت �ر� ك �م و�اش ك �ر ذ ك

� �ي أ ون �ر� �م�ون� * ف�اذ ك �ع ل �وا ت �ون �ك ،151ت~ين� { أي : كما152 �ن ون� م�ط م�ئ �م ش� �ة� ي �ك �ان� ف�ي األر ض� م�الئ �و ك [ ؛ ولهذا قال هاهنا : } ل

س�وال { أي : من جنسهم ، ولما كنتم أنتم �ا ر� �ك م�اء� م�ل ه�م م�ن� الس� �ي �ا ع�ل ن �نزل أنتم فيها } لا ، بعثنا فيكم رسلنا ) ( منكم لطف�ا ورحمة.6بشر�

__________( في ت : "ألتم".1)( في أ : "زهير".2) ( وعبد الله بن زحر وعلى بن يزيد2347( وسنن الترمذي برقم )5/245( المسند )3)

والقاسم ضعفاء.( في ت : "بعثة".4)( في ت : "قالوا".5)( في ت : "رسال".6)

(5/121)

670

Page 72: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا ) �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� �ع�ب �ان� ب �ه� ك �ن �م إ �ك ن �ي �ي و�ب ن �ي ه�يد�ا ب �ه� ش� �الل �ف�ى ب ( 96ق�ل ك

ا ) �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� �ع�ب �ان� ب �ه� ك �ن �م إ �ك ن �ي �ي و�ب ن �ي ه�يد�ا ب �ه� ش� �الل �ف�ى ب ( {96} ق�ل ك يقول تعالى مرشد�ا نبيه إلى الحجة على قومه ، في صدق ما جاءهم به : أنه شاهد

�ا ]عليه[ ) ( انتقم مني أشد االنتقام ،1علي� وعليكم ، عالم بما جئتكم به ، فلو كنت كاذب ه� �ا م�ن �ق�ط�ع ن �م� ل �م�ين� * ث ي �ال ه� ب �ا م�ن ذ ن �ع ض� األق�او�يل� * ألخ� �ا ب ن �ي �ق�و�ل� ع�ل �و ت كما قال تعالى : } و�ل

�ين� { ] الحاقة : و�ت [.46 - 44الا { أي : عليم بهم بمن يستحق اإلنعام واإلحسان �ص�ير� ا ب �ير� ب �اد�ه� خ� �ع�ب �ان� ب �ه� ك �ن وقوله : } إ

( واإلزاغة ؛ ولهذا قال : 2والهداية ، ممن يستحق الشقاء واإلضالل )__________

( زيادة من أ.1)( في ت : "الضالل".2)

(5/122)

�و م� ه�م ي ر� �ح ش� �ه� و�ن �اء� م�ن د�ون �ي و ل� �ه�م أ �ج�د� ل �ض ل�ل ف�ل�ن ت �د� و�م�ن ي م�ه ت �ه� ف�ه�و� ال �ه د� الل و�م�ن ي

ا ) ع�ير� �اه�م س� �ت ز�د ن ب �م�ا خ� �ل �م� ك ه�ن و�اه�م ج� م�ا و�ص�م�ا م�أ �ك �ا و�ب �ام�ة� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م ع�م ي ق�ي (97ال

ق�ا ج�د�يد�ا ) ل �ون� خ� ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا أ ف�ات �ا ع�ظ�ام�ا و�ر� �ن �ذ�ا ك �ئ �وا أ �ا و�ق�ال �ن �ات �ي �آ وا ب �ف�ر� �ه�م ك ن� �أ اؤ�ه�م ب ذ�ل�ك� ج�ز�

�ه�م و�ج�ع�ل�98 ل ل�ق� م�ث �خ �ن ي ر ض� ق�اد�ر� ع�ل�ى أ� م�او�ات� و�األ ل�ق� الس� �ذ�ي خ� �ه� ال ن� الل

� و ا أ �ر� �م ي و�ل� ( أ

ا ) �ف�ور� �ال� ك �م�ون� إ �ى الظ�ال ب� ب� ف�يه� ف�أ ي �ج�ال� ال� ر� �ه�م أ ( 99ل

�و م� ه�م ي ر� �ح ش� �ه� و�ن �اء� م�ن د�ون �ي و ل� �ه�م أ �ج�د� ل �ض ل�ل ف�ل�ن ت �د�ي و�م�ن ي م�ه ت �ه� ف�ه�و� ال �ه د� الل } و�م�ن ي

ا ) ع�ير� �اه�م س� �ت ز�د ن ب �م�ا خ� �ل �م� ك ه�ن و�اه�م ج� م�ا و�ص�م�ا م�أ �ك �ا و�ب �ام�ة� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م ع�م ي ق�ي ({.97ال

ا عن تصرفه في خلقه ، ونفوذ حكمه ، وأنه ال معقب له ، بأنه من يقول تعالى مخبر��ه� ( أي : يهدونهم ، كما �اء� م�ن د�ون �ي و ل

� �ه�م أ د� ل �ج� �ض ل�ل ف�ل�ن ت يهده فال مضل� له ) و�م�ن يد�ا { ] الكهف : ش� �ا م�ر �ي �ه� و�ل �ج�د� ل �ض ل�ل ف�ل�ن ت �د�ي و�م�ن ي م�ه ت �ه� ف�ه�و� ال �ه د� الل 17قال : } م�ن ي

.]�ام�ة� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م ( قال اإلمام أحمد : ق�ي �و م� ال ه�م ي ر� �ح ش� وقوله : ) و�ن

ع قال ) �ف�ي ( : سمعت أنس بن مالك يقول :1حدثنا ابن نمير ، حدثنا إسماعيل عن ن ( الناس على وجوههم ؟ قال : "الذي أمشاهم2قيل : يا رسول الله ، كيف يحشر )

(.3على أرجلهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم". وأخرجاه في الصحيحين ) ع القرشي ، عن أبيه ،4وقال اإلمام أحمد أيض�ا : ]حدثنا يزيد[ ) ( ، حدثنا الوليد بن ج�م�ي

حدثنا أبو الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد قال : قام أبو ذر فقال : يا بني غفار ، قولوا وال تحلفوا ، فإن الصادق المصدوق حدثني : أن الناس يحشرون على ثالثة

( يمشون ويسعون ، وفوج تسحبهم5أفواج : فوج راكبين طاعمين كاسين ، وفوج ) المالئكة على وجوههم وتحشرهم إلى النار. فقال قائل منهم : هذان قد عرفناهما ، فما

( الظهر7( ؟ قال : يلقي الله ، عز وجل ، اآلفة على )6بال الذين يمشون ويسعون ) حتى ال يبقى ظهر ، حتى إن الرجل لتكون له الحديقة المعجبة ، فيعطيها بالشارف ذات

(.8القتب ، فال يقدر عليها )

671

Page 73: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في ت : "نفيع كذا قال".1)( في ف : "تحشر".2)(.2806( وصحيح مسلم برقم )4760( وصحيح البخاري برقم )3/167( المسند )3)( زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.4)( في ف : "وقوم".5)( في ت : "ويسقون".6)( في ت : "األئمة هل" ، وفي ف : "األئمة على".7)(.5/164( المسند )8)

(5/122)

م�ا ( يعني : ال ينطقون ) و�ص�م�ا ( : ال يسمعون. �ك �ا ( أي : ال يبصرون ) و�ب وقوله : ) ع�م ي�ا وصم�ا عن وهذا يكون في حال دون حال جزاء لهم كما كانوا في الدنيا بكم�ا وعمي

و�اه�م ( أي : منقلبهم ) (1الحق فجوزوا في محشرهم بذلك أحوج ما يحتاجون إليه ) م�أ

�ت ( قال ابن عباس : سكنت ) ب �م�ا خ� �ل �م� ك ه�ن (. وقال مجاهد : طفئت2ومصيرهم ) ج��ا { �ال ع�ذ�اب �م إ �ز�يد�ك ا ، كما قال : } ف�ذ�وق�وا ف�ل�ن ن �ا ووهج�ا وجمر� ا ( أي : لهب ع�ير� �اه�م س� ) ز�د ن

[.30] النبأ : ق�ا ل �ون� خ� ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا أ ف�ات �ا ع�ظ�ام�ا و�ر� �ن �ذ�ا ك �ئ �وا أ �ا و�ق�ال �ن �ات �آي وا ب �ف�ر� �ه�م ك ن

� �أ اؤ�ه�م ب } ذ�ل�ك� ج�ز��ه�م 98ج�د�يد�ا ) ل ل�ق� م�ث �خ �ن ي ر ض� ق�اد�ر� ع�ل�ى أ

� م�او�ات� و�األ ل�ق� الس� �ذ�ي خ� �ه� ال ن� الل� و ا أ �ر� �م ي و�ل

� ( أا ) �ف�ور� �ال ك �م�ون� إ �ى الظ�ال ب

� ب� ف�يه� ف�أ ي �ج�ال ال ر� �ه�م أ ({.99و�ج�ع�ل� ل يقول تعالى : هذا الذي جازيناهم به ، من البعث على العمى والبكم والصمم ، جزاؤهم

�ا ( أي بأدلتنا ) �ن �ات �آي ( وحججنا ، واستبعدوا وقوع البعث3الذي يستحقونه ؛ ألنهم كذبوا ) ب ق�ا ج�د�يد�ا ( أي : بعد ما ل �ون� خ� ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا ( بالية نخرة ) أ ف�ات �ا ع�ظ�ام�ا و�ر� �ن �ذ�ا ك �ئ �وا أ ) و�ق�ال

صرنا إلى ما صرنا إليه من البلى والهالك ، والتفرق والذهاب في األرض نعاد مرة ( تعالى عليهم ، ونبههم على قدرته على ذلك ، بأنه خلق السماوات4ثانية ؟ فاحتج )

ر ض�� م�او�ات� و�األ ل ق� الس� �خ� واألرض ، فقدرته على إعادتهم أسهل من ذلك كما قال : } ل

�اس� { ] غافر : ل ق� الن �ر� م�ن خ� ب ك� م�او�ات�57أ ل�ق� الس� �ذ�ي خ� �ه� ال ن� الل

� و ا أ �ر� �م ي و�ل� [ وقال } أ

ي ء� ق�د�ير� { �ل~ ش� �ه� ع�ل�ى ك �ن �ل�ى إ �ى ب م�و ت �ي� ال ي �ح �ن ي �ق�اد�ر� ع�ل�ى أ ق�ه�ن� ب ل �خ� �ع ي� ب �م ي ر ض� و�ل� و�األ

ل�ق�33] األحقاف : �خ �ن ي �ق�اد�ر� ع�ل�ى أ ر ض� ب� م�او�ات� و�األ ل�ق� الس� �ذ�ي خ� س� ال �ي و�ل

� [ وقال} أ�ون� * �ك �ن ف�ي �ه� ك �ق�ول� ل �ن ي �ا أ ئ ي اد� ش� ر�

� �ذ�ا أ ه� إ م ر�� �م�ا أ �ن �يم� * إ ع�ل خ�الق� ال �ل�ى و�ه�و� ال �ه�م ب ل م�ث

ج�ع�ون� { ] يس : �ر ه� ت �ي �ل ي ء� و�إ �ل~ ش� �وت� ك �ك �د�ه� م�ل �ي �ذ�ي ب ح�ان� ال ب [.83 ، 81ف�س�ل�ق� �خ �ن ي م�او�ات� و�األر ض� ق�اد�ر� ع�ل�ى أ ل�ق� الس� �ذ�ي خ� �ه� ال ن� الل

� و ا أ �ر� �م ي و�ل� وقال هاهنا : ) أ

�ه�م ( أي : يوم القيامة يعيد أبدانهم وينشئهم نشأة أخرى ، ويعيدهم كما بدأهم. ل م�ث ب� ف�يه� ( أي : جعل إلعادتهم وإقامتهم من قبورهم أجال ي �ج�ال ال ر� �ه�م أ وقوله : ) و�ج�ع�ل� ل

�ج�ل� م�ع د�ود� �ال أل ه� إ �ؤ�خ~ر� �ا ومدة مقدرة ال بد من انقضائها ، كما قال تعالى : } و�م�ا ن مضروب [.104{ ] هود :

�ا في ا ( إال تمادي �ف�ور� �ال ك �م�ون� ( أي : بعد قيام الحجة عليهم ) إ �ى الظ�ال ب� وقوله : ) ف�أ

باطلهم وضاللهم.

672

Page 74: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في أ : "مقبلهم".1)( في ت : "ستكتب".2)( في ت : "بآياتنا".3)( في ف : "واحتج".4)

(5/123)

ا ) �ور� ان� ق�ت س� �ن �ان� اإل ف�اق� و�ك �ن �ة� اإل ي �م خ�ش ت ك �م س� �ذ�ا أل� ~ي إ ب ح م�ة� ر� �ن� ر� ائ �ون� خ�ز� �ك �م ل �م ت ت �ن �و أ ق�ل ل�ه�100 اء�ه�م ف�ق�ال� ل �ذ ج� �يل� إ ائ ر� �س �ي إ �ن ل ب

� أ �ات� ف�اس ~ن �ي �ات� ب �ي ع� آ �س �ا م�وس�ى ت ن �ي �ت �ق�د آ ( و�لا ) ح�ور� �ا م�وس�ى م�س �ك� ي �ظ�ن ~ي أل� �ن ع�و ن� إ ( 101ف�ر

ا �ور� ان� ق�ت س� �ن �ان� اإل ف�اق� و�ك �ن �ة� اإل ي �م خ�ش ت ك �م س� �ذ�ا أل ~ي إ ب ح م�ة� ر� �ن� ر� ائ �ون� خ�ز� �ك �م ل �م ت ت �ن �و أ } ق�ل ل(100})

( قل لهم يا محمد : لو أنكم - أيها1يقول تعالى لرسوله صلوات الله عليه وسالمه )الناس - تملكون التصرف في خزائن الله ، ألمسكتم خشية اإلنفاق.

( ، مع أنها ال تفرغ وال2قال ابن عباس ، وقتادة : أي الفقر أي : خشية أن تذهبوها )ا ( قال �ور� ان� ق�ت س� �ان� اإلن تنفد أبد�ا ؛ ألن هذا من طباعكم وسجاياكم ؛ ولهذا قال : ) و�ك

م�ل ك�3ابن عباس ، وقتادة ) �ص�يب� م�ن� ال �ه�م ن م ل� ( : أي بخيال منوع�ا. وقال الله تعالى : } أ

ا { ] النساء : �ق�ير� �اس� ن �ون� الن �ؤ ت �ذ�ا ال ي �ا في ملك الله لما53ف�إ [ أي : لو أن لهم نصيب�ا ، وال مقدار نقير ، والله تعالى يصف اإلنسان من حيث هو ، إال من أعطوا أحد�ا شيئ

ان� س� �ن �ن� اإل وفقه الله وهداه ؛ فإن البخل والجزع والهلع صفة له ، كما قال تعالى : } إ~ين� { م�ص�ل �ال ال �وع�ا * إ ر� م�ن ي خ� ه� ال �ذ�ا م�س� وع�ا * و�إ ر� ج�ز� ه� الش� �ذ�ا م�س� ل�ق� ه�ل�وع�ا * إ خ�

[. ولهذا نظائر كثيرة في القرآن العزيز ، ويدل هذا على كرمه )22 - 19] المعارج : ح�اء�4 �غيض�ها نفقة ، س� ( وجوده وإحسانه ، وقد جاء في الصحيحين : "يد الله مألى ال ي

�غض ما في يمينه" الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات واألرض فإنه لم ي(5.)

ع�و ن� �ه� ف�ر اء�ه�م ف�ق�ال� ل �ذ ج� �يل� إ ائ ر� �س �ي إ �ن ل ب� أ �ات� ف�اس ~ن �ي �ات� ب ع� آي �س �ا م�وس�ى ت ن �ي �ق�د آت } و�ل

ا ) ح�ور� �ا م�وس�ى م�س �ك� ي �ظ�ن ~ي أل �ن م�او�ات�101إ ب� الس� �ال ر� ل� ه�ؤ�الء� إ ز� �ن �ق�د ع�ل�م ت� م�ا أ ( ق�ال� لا ) �ور� ب ع�و ن� م�ث �ا ف�ر �ك� ي �ظ�ن ~ي أل �ن �ر� و�إ �ص�ائ ر ض� ب

� ر ض�102و�األ� ه�م م�ن� األ �ف�ز� ت �س �ن ي اد� أ ر�

� ( ف�أ�اه� و�م�ن م�ع�ه� ج�م�يع�ا ) ق ن �غ ر� �ذ�ا ج�اء�103ف�أ ر ض� ف�إ

� �وا األ �ن ك �يل� اس ائ ر� �س �ي إ �ن �ب �ع د�ه� ل �ا م�ن ب ن ( و�ق�ل�ف�يف�ا ) �م ل �ك �ا ب ن ئ ة� ج� ({.104و�ع د� اآلخ�ر�

يخبر تعالى أنه بعث موسى بتسع آيات بينات ، وهي الدالئل القاطعة على صحة نبوته ( ،6وصدقه فيما أخبر به عمن أرسله إلى فرعون ، وهي : العصا ، واليد ، والسنين )

( ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، آيات مفصالت. قاله7والبحر ، والطوفان )ابن عباس.

وقال محمد بن كعب : هي اليد ، والعصا ، والخمس في األعراف ، والط�م س�ة والحجر. وقال : ابن عباس أيض�ا ، ومجاهد ، وعكرمة والشعبي ، وقتادة : هي يده ، وعصاه ،

والسنين ، ونقص الثمرات ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم.

673

Page 75: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي. وجعل الحسن البصري "السنين ونقص الثمرات"�وا ق�و م�ا �ان وا و�ك �ر� ب �ك ت واحدة ، وعنده أن التاسعة هي : تلقف العصا ما يأفكون. } ف�اس

[133م�ج ر�م�ين� { ] األعراف : __________

( في ف : "صلى الله عليه وسلم".1)( في أ : "تنبوها".2)( في ف ، أ : "ومجاهد".3)( في ف : "كرم الله".4)(993( وصحيح مسلم برقم )7419( صحيح البخاري برقم )5)( في ت ، ف ، أ : ولسانه".6)( في ف ، أ : "والطوفان والبحر".7)

(5/124)

ع�و ن� �ا ف�ر �ك� ي �ظ�ن ~ي أل� �ن �ر� و�إ �ص�ائ ر ض� ب� م�او�ات� و�األ ب� الس� �ال� ر� ء� إ ل� ه�ؤ�ال� ز� �ن �ق�د ع�ل�م ت� م�ا أ ق�ال� ل

ا ) �ور� ب �اه� و�م�ن م�ع�ه� ج�م�يع�ا )102م�ث ق ن �غ ر� ر ض� ف�أ� ه�م م�ن� األ �ف�ز� ت �س �ن ي اد� أ ر�

� ( 103( ف�أ

أي : ومع هذه اآليات ومشاهدتهم لها ، كفروا بها وجحدوا بها ، واستيقنتها أنفسهم ظلم�ا ( سألوا ،2( فيهم ، فكذلك لو أجبنا هؤالء الذين سألوا منك )1وعلو�ا ، وما نجعت )

�وع�ا { ] اإلسراء : ب �ن ر ض� ي� �ا م�ن� األ �ن �ف ج�ر� ل �ى ت ت �ؤ م�ن� ل�ك� ح� �ن ن [ إلى90وقالوا : } ل

آخرها ، لما استجابوا وال آمنوا إال أن يشاء الله ، كما قال فرعون لموسى - وقد شاهدا ( قيل : بمعنى ساحر. ح�ور� �ا م�وس�ى م�س �ك� ي ~ي ألظ�ن �ن منه ما شاهد من هذه اآليات - : ) إ

والله تعالى أعلم. فهذه اآليات التسع التي ذكرها هؤالء األئمة هي المرادة هاهنا ، وهي المعنية في قوله

�ا م�وس�ى ال �ع�ق~ب ي �م ي ا و�ل �ر� �ه�ا ج�ان و�ل�ى م�د ب ن� �أ �ز� ك �ه ت آه�ا ت �م�ا ر� �ل ق� ع�ص�اك� ف�ل تعالى : } و�أ

~ي غ�ف�ور� �ن وء� ف�إ �ع د� س� �ا ب ن �د�ل� ح�س �م� ب �م� ث �ال م�ن ظ�ل ل�ون� * إ س� م�ر �د�ي� ال �خ�اف� ل ~ي ال ي �ن �خ�ف إ تع�و ن� �ل�ى ف�ر �ات� إ ع� آي �س وء� ف�ي ت ر� س� ض�اء� م�ن غ�ي �ي ج ب �خ ر� �ك� ت ب ي �د�ك� ف�ي ج� �د خ�ل ي ح�يم� * و�أ ر�

ق�ين� { ] النمل : �وا ق�و م�ا ف�اس� �ان �ه�م ك �ن [. فذكر هاتين اآليتين : العصا12 - 10و�ق�و م�ه� إواليد ، وبين اآليات الباقيات في "سورة األعراف" وفصلها.

�ه الحجر بالعصا ، وخروج وقد أوتي موسى ، عليه السالم ، آيات أخر� كثيرة ، منها ضرب األنهار منه ، ومنها تظليلهم بالغمام ، وإنزال المن� والسلوى ، وغير ذلك مما أوتوه بنو إسرائيل بعد مفارقتهم بالد مصر ، ولكن ذكر هاهنا التسع اآليات التي شاهدها فرعون

ا وجحود�ا. فأما وقومه من أهل مصر ، وكانت حجة عليهم فخالفوها وعاندوها كفر�( : 3الحديث الذي رواه اإلمام ]أحمد[ )

ة قال : سمعت عبد الله بن سلمة ) (4حدثنا يزيد ، حدثنا شعبة ، عن عمرو بن م�ر�ال المرادي ، رضي الله عنه ، قال : قال يهودي لصاحبه : � يحدث ، عن صفوان بن ع�س

�ق�د 5اذهب بنا إلى هذا النبي ]صلى الله عليه وسلم[ ) ( حتى نسأله عن هذه اآلية : ) و�ل�ات� ( فقال : ال تقل له : نبي فإنه لو سمعك لصارت له أربع ~ن �ي �ات� ب ع� آي �س �ا م�وس�ى ت ن �ي آت

�ا ، وال أعين. فسأاله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ال تشركوا بالله شيئ

674

Page 76: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

تسرقوا ، وال تزنوا ، وال تقتلوا النفس التي حرم الله إال بالحق ، وال تسحروا ، وال تأكلوا الربا ، وال تمشوا ببريء إلى ذي سلطان ليقتله ، وال تقذفوا محصنة - أو قال : ال تفروا

( خاصة أن ال تعدوا في السبت".6من الزحف - شعبة الشاك - وأنتم يا يهود ، عليكم ) فقبال يديه ورجليه ، وقاال نشهد أنك نبي. ]قال : "فما يمنعكما أن تتبعاني ؟" قاال ألن

( ، وإنا نخشى إن أسلمنا أن تقتلنا7داود ، عليه السالم ، دعا أال يزال من ذريته نبي[ )يهود.

فهذا الحديث رواه هكذا الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن جرير في تفسيره من( وقال الترمذي : حسن صحيح.8طرق عن شعبة بن الحجاج ، به )

وهو حديث مشكل ، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء ، وقد تكلموا فيه ، ولعله اشتبه عليه التسع اآليات بالعشر الكلمات ، فإنها ، وصايا في التوراة ال تعلق لها بقيام

الحجة على فرعون ، والله أعلم.__________

( في ت : "وما نجوت".1)( في ت : "مثل".2)( زيادة من أ.3)( في ف : "مسلم".4)( زيادة من ت.5)( في ت : "أيكم".6)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.7) ( وسنن7/111( وسنن النسائي )3144( وسنن الترمذي برقم )4/239( المسند )8)

(.15/115( وتفسير الطبري )3705ابن ماجة برقم )

(5/125)

م�او�ات� و�األر ض� ب� الس� �ال ر� �نزل� ه�ؤ�الء� إ �ق�د ع�ل�م ت� م�ا أ ولهذا قال موسى لفرعون : ) لا ( أي : �ور� ب ع�و ن� م�ث �ا ف�ر �ك� ي ~ي ألظ�ن �ن �ر� ( أي : حجج�ا وأدلة على صدق ما جئتك به ) و�إ �ص�ائ با �ور� ب �ا. وقال : أيض�ا هو والضحاك : ) م�ث �ا. قاله مجاهد وقتادة. وقال ابن عباس ملعون هالك

�ا. والهالك - كما قال مجاهد - يشمل ) ( هذا كله ، قال عبد الله بن1( أي : مغلوبالزبعري :

�ور ) ب له� م�ث نن الغـ... ي~ و�م�ن م�ال� م�ي يطان� في س� (2إذ أج�ار�ي الش�(.3]بمعنى هالك[ )

وقرأ بعضهم برفع التاء من قوله : "علمت" وروي ذلك عن علي بن أبي طالب. ولكن ه�م 4قراءة الجمهور بفتح التاء على الخطاب ) اء�ت �م�ا ج� ( لفرعون ، كما قال تعالى : } ف�ل

ظ�ر �و�ا ف�ان م�ا و�ع�ل ه�م ظ�ل ف�س� �ن ه�ا أ �ت ق�ن �ي ت �ه�ا و�اس �ين� * و�ج�ح�د�وا ب ح ر� م�ب �وا ه�ذ�ا س� ة� ق�ال ص�ر� �ا م�ب �ن �ات آيد�ين� { ] النمل : م�ف س� �ة� ال �ان� ع�اق�ب ف� ك �ي [.14 ، 13ك

( من6( أن المراد بالتسع اآليات إنما هي ما تقد�م ذكره )5فهذا كله مما يدل على ) العصا ، واليد ، والسنين ، ونقص من الثمرات ، والطوفان ، والجراد ، والق�م�ل ،

والضفادع ، والدم. التي فيها حجج وبراهين على فرعون وقومه ، وخوارق ودالئل على صدق موسى ووجود الفاعل المختار الذي أرسله. وليس المراد منها كما ورد في هذا

675

Page 77: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

الحديث ، فإن هذه الوصايا ليس فيها حجج على فرعون وقومه ، وأي مناسبة بين هذا وبين إقامة البراهين على فرعون ؟ وما جاء هذا الوهم إال من قبل "عبد الله بن سلمة

كر. والله أعلم. ولعل ذينك اليهوديين إنما سأال عن العشر7) �ن ( فإن له بعض ما يالكلمات ، فاشتبه على الراوي بالتسع اآليات ، فحصل و�ه م في ذلك. والله أعلم.

ه�م م�ن� األر ض� ( أي : يخليهم منها ويزيلهم ) �ف�ز� ت �س �ن ي اد� أ ر�� ( عنها8وقوله : ) ف�أ

�وا األر ض� ( وفي هذا �ن ك �يل� اس ائ ر� �س �ي إ �ن �ب �ع د�ه� ل �ا م�ن ب ن �اه� و�م�ن م�ع�ه� ج�م�يع�ا * و�ق�ل ق ن �غ ر� ) ف�أ بشارة لمحمد صلى الله عليه وسلم بفتح مكة مع أن السورة نزلت قبل الهجرة ،

�اد�وا �ن ك وكذلك وقع ؛ فإن أهل مكة هموا بإخراج الرسول منها ، كما قال تعالى : } و�إ �ة� م�ن ق�د ن �يال * س� �ال ق�ل �ون� خ�الف�ك� إ �ث ب �ل �ذ�ا ال ي ه�ا و�إ �خ ر�ج�وك� م�ن �ي ر ض� ل

� �ك� م�ن� األ ون �ف�ز� ت �س �ي ل�ح و�يال { ] اإلسراء : �ا ت �ن �ت ن �ج�د� ل�س� �ا و�ال ت �ن ل س� ل�ك� م�ن ر� �ا ق�ب ن ل س� ر

� [ ؛ ولهذا أورث77 ، 76أ و�ة على أشهر القولين ، وقهر أهلها ، ثم أطلقهم حلم�ا9الله رسوله ) ( مكة ، فدخلها ع�ن

وكرم�ا ، كما أورث الله القوم الذين كانوا يستضعفون من بني إسرائيل مشارق األرضومغاربها ، وأورثهم بالد فرعون وأموالهم وزروعهم

__________( في ت : "يشتمل".1)(.15/117( البيت في تفسير الطبري )2)( زيادة من ت.3)( في ف : "على الخطاب فتح التاء".4)( في أ : "عليه".5)( في ت ، ف : "ذكرها".6)( في ف : "مسلم".7)( في ت : "ويرسلهم".8)( في ت : "ورسوله".9)

(5/126)

�ف�يف�ا ) �م ل �ك �ا ب ن ئ ة� ج� �خ�ر� �ذ�ا ج�اء� و�ع د� اآل ر ض� ف�إ� �وا األ �ن ك �يل� اس ائ ر� �س �ي إ �ن �ب �ع د�ه� ل �ا م�ن ب ن (104و�ق�ل

�يل� { ] الشعراء : ائ ر� �س �ي إ �ن �اه�ا ب ن ث و ر�� �ذ�ل�ك� و�أ [59وثمارهم وكنوزهم ، كما قال : } ك

�م �ك �ا ب ن ئ ة� ج� اء� و�ع د� اآلخ�ر� �ذ�ا ج� �وا األر ض� ف�إ �ن ك �يل� اس ائ ر� �س �ي إ �ن �ب �ع د�ه� ل �ا م�ن ب ن وقال هاهنا ) و�ق�ل�ف�يف�ا ( أي : جميعكم أنتم وعدوكم. ل

�ف�يف�ا ( أي : جميع�ا. قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك : ) ل

(5/127)

ا ) �ذ�ير� ا و�ن ر� �ش~ �ال� م�ب �اك� إ ن ل س� ر� ل� و�م�ا أ �ز� ح�ق~ ن �ال �اه� و�ب ن ل ز� �ن ح�ق~ أ �ال ه�105و�ب

� أ �ق ر� �ت �اه� ل ق ن �ا ف�ر� �ن آ ( و�ق�ر ز�يال� ) �ن �اه� ت ن ل �ز� ث� و�ن �اس� ع�ل�ى م�ك �وا106ع�ل�ى الن �وت �ذ�ين� أ �ن� ال �وا إ �ؤ م�ن و ال� ت

� �ه� أ �وا ب �م�ن ( ق�ل آ

676

Page 78: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ج�د�ا ) �ذ ق�ان� س� �أل ون� ل �خ�ر� ه�م ي �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ي �ه� إ ل م� م�ن ق�ب ع�ل �ن 107ال �ا إ ~ن ب ح�ان� ر� ب �ق�ول�ون� س� ( و�ي�م�ف ع�وال� ) �ا ل ~ن ب �ان� و�ع د� ر� وع�ا )108ك �ز�يد�ه�م خ�ش� �ون� و�ي ك �ب �ذ ق�ان� ي �أل ون� ل �خ�ر� ( 109( و�ي

ا ) �ذ�ير� ا و�ن ر� �ش~ �ال م�ب �اك� إ ن ل س� ر� ح�ق~ نزل� و�م�ا أ �ال �اه� و�ب ن �نزل ح�ق~ أ �ال �اه�105} و�ب ق ن �ا ف�ر� آن ( و�ق�ر

�نزيال ) �اه� ت ن ث� و�نزل �اس� ع�ل�ى م�ك ه� ع�ل�ى الن� أ �ق ر� �ت ( {.106ل

ا عن كتابه العزيز ، وهو القرآن المجيد ، أنه بالحق نزل ، أي : يقول تعالى مخبر� م�ه� { �ع�ل �ه� ب �نزل ك� أ �ي �ل �نزل� إ �م�ا أ ه�د� ب �ش �ه� ي �ك�ن� الل �ا للحق ، كما قال تعالى : } ل متضمن

�ط ل�عكم عليه ، من أحكامه166] النساء : [ أي : متضمنا علم الله الذي أراد أن يوأمره ونهيه.

ب �ش� ا ، لم ي ح�ق~ نزل� { أي : ووصل إليك - يا محمد - محفوظ�ا محروس� �ال وقوله : } و�ب�قص منه ، بل وصل إليك بالحق ، فإنه نزل به شديد الق�وى ، بغيره ، وال ز�يد� فيه وال ن

( ]�( األمين المكين المطاع في المأل األعلى.1]الق�و�يا { لمن أطاعك من المؤمنين ر� �ش~ �ال م�ب �اك� { أي : يا محمد } إ ن ل س� ر

� وقوله : } و�م�ا أا { لمن عصاك من الكافرين. �ذ�ير� } و�ن

�اه� { أما قراءة من قرأ بالتخفيف ، فمعناه : فصلناه من اللوح ق ن �ا ف�ر� آن وقوله : } و�ق�ر المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ، ثم نزل م�فرق�ا منجما على الوقائع إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثالث وعشرين سنة. قاله عكرمة عن ابن عباس.�ا �اه� { بالتشديد ، أي : أنزلناه آية آية ، مبين ق ن وعن ابن عباس أيض�ا أنه قال } ف�ر�

�اس� { أي : لتبلغه الناس وتتلوه عليهم } ع�ل�ى ه� ع�ل�ى الن� أ �ق ر� �ت ا ؛ ولهذا قال : } ل مفسر�

�ا بعد شيء. �نزيال { أي : شيئ �اه� ت ن م�ك ث� { أي : م�ه�ل } و�نزل�ألذ ق�ان� ون� ل �خ�ر� ه�م ي �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ي �ه� إ ل م� م�ن ق�ب ع�ل �وا ال �وت �ذ�ين� أ �ن� ال �وا إ �ؤ م�ن و ال ت

� �ه� أ �وا ب } ق�ل آم�نج�د�ا ) �م�ف ع�وال )107س� �ا ل ~ن ب �ان� و�ع د� ر� �ن ك �ا إ ~ن ب ح�ان� ر� ب �ق�ول�ون� س� �ألذ ق�ان�108( و�ي ون� ل �خ�ر� ( و�ي

وع�ا ) �ز�يد�ه�م خ�ش� �ون� و�ي ك �ب ( {.109ي يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : } ق�ل { يا محمد لهؤالء الكافرين بما�وا { أي : سواء آمنتم به أم ال �ؤ م�ن و ال ت

� �ه� أ �وا ب جئتهم به من هذا القرآن العظيم : } آم�ن ( في كتبه المنزلة2فهو حق في نفسه ، أنزله الله ونوه بذكره في سالف األزمان )

�ه� { أي : من صالح أهل الكتاب ل م� م�ن ق�ب ع�ل �وا ال �وت �ذ�ين� أ �ن� ال على رسله ؛ ولهذا قال : } إ ه�م { هذا �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ي �م�س�كون بكتابهم ويقيمونه ، ولم يبدلوه وال حرفوه } إ الذين ي

__________( زيادة من ت ، ف ، أ.1)( في أ : "الزمان".2)

(5/127)

�ك� و�ال� ت �ص�ال� �ج ه�ر ب �ى و�ال� ت ن ح�س م�اء� ال �س �ه� األ �د ع�وا ف�ل �ا م�ا ت �ي ح م�ن� أ و� اد ع�وا الر�� �ه� أ ق�ل� اد ع�وا الل

�يال� ) ب ن� ذ�ل�ك� س� �ي �غ� ب ت �ه�ا و�اب �خ�اف�ت ب �ه�110ت �ن ل �ك �م ي �د�ا و�ل �خ�ذ و�ل �ت �م ي �ذ�ي ل �ه� ال �ل ح�م د� ل ( و�ق�ل� الا ) �ير� ب �ك ه� ت ~ر �ب �ي م�ن� الذ�ل~ و�ك �ه� و�ل �ن ل �ك �م ي م�ل ك� و�ل ر�يك� ف�ي ال ( 111ش�

677

Page 79: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ج�د�ا { أي : لله عز �ألذ ق�ان� { جمع ذ�ق ن ، وهو أسفل الوجه } س� ون� ل �خ�ر� القرآن ، } يا على ما أنعم به عليهم ، من جعله إياهم أهال إن أدركوا هذا الرسول الذي وجل ، شكر�

ا1أنزل عليه ]هذا[ ) �ا { أي : تعظيم�ا وتوقير� ~ن ب ح�ان� ر� ب ( الكتاب ؛ ولهذا يقولون : } س� على قدرته التامة ، وأنه ال يخلف الميعاد الذي وعدهم على ألسنة األنبياء ]المتقدمين�ا ~ن ب �ان� و�ع د� ر� �ن ك �ا إ ~ن ب ح�ان� ر� ب عن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ولهذا قالوا : } س�

�م�ف ع�وال { [ ) (.2ل�ا وتصديق�ا بكتابه �ون� { أي : خضوع�ا لله عز وجل وإيمان ك �ب �ألذ ق�ان� ي ون� ل �خ�ر� وقوله : } و�ي

اد�ه�م �د�و ا ز� �ذ�ين� اه ت �ا وتسليم�ا كما قال : } و�ال ورسوله ، ويزيدهم الله خشوع�ا ، أي : إيمان�ق و�اه�م { ] محمد : �اه�م ت [.17ه�د�ى و�آت

ون� { عطف صفة على صفة ال عطف سجود على سجود ، كما قال �خ�ر� وقوله : } و�يالشاعر :

... د�ح�م �ة في الم�ز �يب �ت ث الك �ي م وابن اله�مام... و�ل إل�ى الم�لك الق�ر�ك� �ص�الت �ج ه�ر ب �ى و�ال ت ن ح�س م�اء� ال �ه� األس �د ع�وا ف�ل �ا م�ا ت �ي ح م�ن� أ و� اد ع�وا الر�

� �ه� أ } ق�ل� اد ع�وا الل�يال ) ب ن� ذ�ل�ك� س� �ي �غ� ب ت �ه�ا و�اب �خ�اف�ت ب �ن 110و�ال ت �ك �م ي �د�ا و�ل �خ�ذ و�ل �ت �م ي �ذ�ي ل �ه� ال �ل ح�م د� ل ( و�ق�ل� ال

ا ) �ير� ب �ك ه� ت ~ر �ب �ي م�ن� الذ�ل~ و�ك �ه� و�ل �ن ل �ك �م ي م�ل ك� و�ل ر�يك� ف�ي ال �ه� ش� ( {.111ل يقول تعالى : قل يا محمد ، لهؤالء المشركين المنكرين صفة الرحمة لله ، عز وجل ،

م�اء� �ه� األس �د ع�وا ف�ل �ا م�ا ت �ي ح م�ن� أ و� اد ع�وا الر�� �ه� أ المانعين من تسميته بالرحمن : } اد ع�وا الل

�ى { أي : ال فرق بين دعائكم له باسم "الله" أو باسم ) ن ح�س ( " الرحمن " ، فإنه ذو3اله�اد�ة� ب� و�الش� غ�ي �م� ال �ال ه�و� ع�ال �ه� إ �ل �ذ�ي ال إ �ه� ال األسماء الحسنى ، كما قال تعالى : } ه�و� اللم�او�ات� �ه� م�ا ف�ي الس� ~ح� ل ب �س� �ى ي ن ح�س م�اء� ال �ه� األس ح�يم� { إلى أن قال : } ل ح م�ن� الر� ه�و� الر�

ح�ك�يم� { ] الحشر : ع�ز�يز� ال [.24 - 22و�األر ض� و�ه�و� ال ( أن رجال من المشركين سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو4وقد روى مكحول )

يقول في سجوده : "يا رحمن يا رحيم" ، فقال : إنه يزعم أنه يدعو واحد�ا ، وهو يدعواثنين. فأنزل الله هذه اآلية. وكذا روي عن ابن عباس ، رواهما ابن جرير.

�ك� { اآلية ، قال اإلمام أحمد : �ص�الت �ج ه�ر ب وقوله : } و�ال ت م ، حدثنا أبو بشر ، عن ) ي (6( سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : نزلت )5حدثنا ه�ش�

�يال[ { ) ب ن� ذ�ل�ك� س� �ي �غ� ب ت �ه�ا ]و�اب �خ�اف�ت ب �ك� و�ال ت �ص�الت �ج ه�ر ب هذه اآلية وهو متوار بمكة } و�ال ت ( قال : كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن ، فلما سمع ذلك المشركون سبوا7

القرآن ، وسبوا من أنزله ، ومن جاء به. قال : فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه�ك� { أي : بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن �ص�الت �ج ه�ر ب وسلم : } و�ال ت

__________( زيادة من أ.1)( زيادة من ت ، ف.2)( في ت : "واسم".3)( وكأن الحافظ اختصره هنا.15/121( تفسير الطبري )4)( في ف : "حدثنا".5)( في ت : "قرأت".6)( زيادة من أ.7)

(5/128)

678

Page 80: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ك� ن� ذ�ل �ي �غ� ب ت �ه�ا { عن أصحابك فال تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك } و�اب �خ�اف�ت ب } و�ال ت�يال {. ب س�

(2( وكذا روى )1أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي بشر جعفر بن إياس ، به ) الضحاك عن ابن عباس ، وزاد : "فلما هاجر إلى المدينة ، سقط ذلك ، يفعل أي� ذلك

(.3شاء" ) وقال محمد بن إسحاق : حدثني داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن وهو يصلي ، تفرقوا عنه وأبوا

( من رسول الله صلى الله عليه4أن يسمعوا منه ، فكان الرجل إذا أراد أن يستمع ) وسلم بعض ما يتلو وهو يصلي ، استرق السمع دونهم فرق�ا منهم ، فإن رأى أنهم قد

( ، فإن خفض صوته صلى6( ، ذهب خشية أذاهم فلم يستمع )5عرفوا أنه يستمع )�ا ، فأنزل الله } و�ال8( لم يستمع الذين )7الله عليه وسلم ) ( يستمعون من قراءته شيئ

�سمع من أراد أن يسمعها ممن �ه�ا { فال ت �خ�اف�ت ب �ك� { فيتفرقوا عنك } و�ال ت �ص�الت �ج ه�ر ب ت�يال ب ن� ذ�ل�ك� س� �ي �غ� ب ت يسترق ذلك دونهم ، لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع ، فينتفع به } و�اب

} وهكذا قال عكرمة ، والحسن البصري ، وقتادة : نزلت هذه اآلية في القراءة في

الصالة. ( عن األسود بن هالل ، عن ابن مسعود : لم9وقال شعبة عن أشعث بن أبي سليم )

�خافت بها م�ن أسمع أذنيه. ي�ة ، عن سلمة بن علقمة ، عن محمد بن �ي قال ابن جرير : حدثنا يعقوب ، حدثنا ابن ع�ل

سيرين قال : نبئت أن أبا بكر كان إذا صلى فقرأ خفض صوته ، وأن عمر كان يرفع صوته ، فقيل ألبي بكر : لم تصنع هذا ؟ قال : أناجي ربي ، عز وجل ، وقد علم حاجتي.�ان. ن فقيل : أحسنت. وقيل لعمر : لم تصنع هذا ؟ قال : أطرد الشيطان ، وأوقظ الو�س

�يال { ب ن� ذ�ل�ك� س� �ي �غ� ب ت �ه�ا و�اب �خ�اف�ت ب �ك� و�ال ت �ص�الت �ج ه�ر ب قيل أحسنت. فلما نزلت : } و�ال ت�ا ) �ا ، وقيل لعمر : اخفض شيئ (.10قيل ألبي بكر : ارفع شيئ

و�ار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : نزلت في الدعاء. وهكذا روى وقال أشعث بن س� الثوري ، ومالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : نزلت في الدعاء. وكذا

قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأبو ع�ياض ، ومكحول ، وعروة بن الزبير. ( عياش العامري ، عن عبد الله بن شداد قال : كان أعراب11وقال الثوري عن ]ابن[ )

( صلى الله عليه وسلم قالوا : اللهم ارزقنا إبال وولد�ا.12من بني تميم إذا سلم النبي )�ه�ا { �خ�اف�ت ب �ك� و�ال ت �ص�الت �ج ه�ر ب قال : فنزلت هذه اآلية : } و�ال ت

__________(.446( وصحيح مسلم برقم )2722( وصحيح البخاري برقم )1/23( المسند )1)( في ف : "رواه".2)(.15/123( رواه الطبري في تفسيره )3)( في ت ، ف : "يسمع".4)( في ت ، ف : "يسمع".5)( في ت : "يسمع".6)( في ف : "وإن خفض رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته".7)( في ت : "ولم يسمع الذي".8)

679

Page 81: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في هـ ، ت : "عن أبي سليم". والمثبت من الطبري9)(.15/124( تفسير الطبري )10)( زيادة من ف.11)( في ف ، أ : "رسول الله".12)

(5/129)

قول آخر : قال ابن جرير : حدثنا أبو السائب ، حدثنا حفص بن غياث ، عن هشام بن ( هذه اآلية في التشهد :1عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، نزلت )

�ه�ا { �خ�اف�ت ب �ك� و�ال ت �ص�الت �ج ه�ر ب } و�ال توبه قال حفص ، عن أشعث بن سوار ، عن محمد بن سيرين ، مثله.

�ك� و�ال �ص�الت �ج ه�ر ب قول آخر : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : } و�ال ت�ه�ا { قال : ال تصل مراءاة الناس ، وال تدعها مخافة الناس. وقال الثوري ، عن �خ�اف�ت ب ت

�ه�ا { قال : ال تحسن �خ�اف�ت ب �ك� و�ال ت �ص�الت �ج ه�ر ب منصور ، عن الحسن البصري : } و�ال ت م ي عالنيتها وتسيء سريرتها. وكذا رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الحسن ، به. وه�ش�

، عن عوف ، عنه به. وسعيد ، عن قتادة ، عنه كذلك.�يال { ب ن� ذ�ل�ك� س� �ي �غ� ب ت قول آخر : قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : } و�اب قال : أهل الكتاب يخافتون ، ثم يجهر أحدهم بالحرف فيصيح به ، ويصيحون هم به

وراءه ، فنهاه أن يصيح كما يصيح هؤالء ، وأن يخافت كما يخافت القوم ، ثم كانالسبيل الذي بين ذلك ، الذي سن له جبريل من الصالة.

�د�ا { لما أثبت تعالى لنفسه الكريمة األسماء �خ�ذ و�ل �ت �م ي �ذ�ي ل �ه� ال �ل ح�م د� ل وقوله : } و�ق�ل� ال �ن �ك �م ي �د�ا و�ل �خ�ذ و�ل �ت �م ي �ذ�ي ل �ه� ال �ل ح�م د� ل الحسنى ، نزه نفسه عن النقائص فقال : } و�ق�ل� ال

م�ل ك� { بل هو الله األحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له ر�يك� ف�ي ال �ه� ش� لكفو�ا أحد.

�ي م�ن� الذ�ل~ { أي : ليس بذليل فيحتاج ) �ه� و�ل �ن ل �ك �م ي ( أن يكون له ولي أو وزير2} و�ل ( خالق األشياء وحده ال شريك له ، ومقدرها3أو مشير ، بل هو تعالى ]شأنه[ )

( بمشيئته وحده ال شريك له.4ومدبرها )�ي م�ن� الذ�ل~ { لم يحالف أحد�ا وال يبتغي ) �ه� و�ل �ن ل �ك �م ي (5قال مجاهد في قوله : } و�ل

نصر أحد.ا. ل�ه عما يقول الظالمون المعتدون علو�ا كبير� ج�

� ا { أي : عظ~مه وأ �ير� ب �ك ه� ت ~ر �ب } و�ك قال ابن جرير : حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني أبو صخر ، عن القرظي أنه

�د�ا { اآلية ، قال : إن اليهود �خ�ذ و�ل �ت �م ي �ذ�ي ل �ه� ال �ل ح�م د� ل كان يقول في هذه اآلية : } و�ق�ل� ال ( لبيك ، ال شريك لك ؛7( العرب : ]لبيك[ )6والنصارى قالوا : اتخذ الله ولد�ا ، وقال )

�ا هو لك ، تملكه وما ملك. وقال الصابئون والمجوس : لوال أولياء الله لذل. إال شريكر�يك� ف�ي �ه� ش� �ن ل �ك �م ي �د�ا و�ل �خ�ذ و�ل �ت �م ي �ذ�ي ل �ه� ال �ل ح�م د� ل فأنزل الله هذه اآلية : } و�ق�ل� ال

ا { �ير� ب �ك ه� ت ~ر �ب �ي م�ن� الذ�ل~ و�ك �ه� و�ل �ن ل �ك �م ي م�ل ك� و�ل ال ( حدثنا سعيد ، عن قتادة : ذكر لنا أن النبي8وقال أيضا : حدثنا بشر ، ]حدثنا يزيد[ )

صلى الله عليه وسلم كان__________

680

Page 82: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "أنزلت".1)( في أ : "فال يحتاج".2)( زيادة من أ.3)( في ت ، ف : "ومدبرها ومقدرها".4)( في ف : "ولم يبتغ".5)( في ت ، ف ، أ : "وقالت".6)( زيادة من ف.7)( زيادة من ت ، ف ، أ.8)

(5/130)

م�ل ك� ر�يك� ف�ي ال �ه� ش� �ن ل �ك �م ي �د�ا و�ل �خ�ذ و�ل �ت �م ي �ذ�ي ل �ه� ال �ل ح�م د� ل يعلم أهله هذه اآلية } و�ق�ل� الا { الصغير من أهله ) �ير� ب �ك ه� ت ~ر �ب �ي م�ن� الذ�ل~ و�ك �ه� و�ل �ن ل �ك �م ي ( والكبير.1و�ل

(2قلت : وقد جاء في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها آية العز )وفي بعض اآلثار : أنها ما قرئت في بيت في ليلة فيصيبه سرق أو آفة. والله أعلم.

وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا بشر بن سيحان البصري ، حدثنا حرب بن ميمون ، حدثنا�ذي ، عن محمد بن كعب الق�ر�ظي ، عن أبي هريرة قال : خرجت ب موسى ابن عبيدة الر�

أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ويدي في يده ، فأتى على رجل رث الهيئة ، ( ما بلغ بك ما أرى ؟". قال : السقم والضر� يا رسول الله. قال :3فقال : "أي فالن ، )

( أن4"أال أعلمك كلمات تذهب عنك السقم والضر ؟". قال : ال قال : ما يسرني بها )ا أو أحد�ا. قال : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : شهدت معك بدر�

( أبو هريرة :5"وهل يدرك أهل بدر وأهل أحد ما يدرك الفقير القانع ؟". قال : فقال ) ( الحي الذي ال6يا رسول الله ، إياي فعلمني قال : فقل يا أبا هريرة : "توكلت على )

يموت ، الحمد لله الذي لم يتخذ ولد�ا ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي�ت حالي ، قال : فقال ن ا". قال : فأتى علي� رسول الله وقد ح�س� من الذل ، وكبره تكبير�

( أقول الكلمات التي علمتني )7لي : "م�ه يم". قال : قلت : يا رسول الله ، لم أزل )8.)

(.9إسناده ضعيف وفي متنه نكارة. ]والله أعلم[ )__________

( في ف "منهم".1) ( من حديث معاذ بن أنس مرفوعا : "آية العز :3/440( رواه أحمد في مسنده )2)

)الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا(. اآلية كلها".( في ت : "أني تلك".3)( في ت : "ال يرى بها".4)( في ت : "فقال قال".5)( في ت : "صلى".6)( في ت : "لم أنزل".7) ( : "وفيه موسى بن7/52( وقال الهيثمي في المجمع )12/23( مسند أبى يعلى )8)

عبيدة الربذي وهو ضعيف".

681

Page 83: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ف ، أ.9) ووقع في ت : "آخر تفسير سورة اإلسراء ، ولله الحمد والمنة ، وبه التوفيق

والعصمة ، غفر الله لكاتبه ولمن قرأ فيه ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمينأجمعين آمين".

(5/131)

(1]بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين[ )تفسير سورة الكهف

وهي مكية.ذكر ما ورد في فضلها ، والعشر اآليات من أولها وآخرها ، وأنها عصمة من الدجال :

قال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول : قرأ رجل الكهف ، وفي الدار دابة ، فجعلت تنفر ، فنظر فإذا ضبابة - أو : سحابة - قد غشيته ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " اقرأ فالن ، فإنها

السكينة تنزلت عند القرآن ، أو تنزلت للقرآن ". (. وهذا الرجل الذي كان يتلوها هو :2أخرجاه في الصحيحين ، من حديث شعبة ، به ) ر ، كما تقدم في تفسير البقرة ) د� بن الح�ض�ي ي (.3أس�

وقال اإلمام أحمد : حدثنا يزيد ، أخبرنا ه�م�ام بن يحيى ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن م�ع دان بن أبي طلحة ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

ر� آيات من أول سورة الكهف ، ع�ص�م من الدجال ". قال : " من ح�فظ ع�ش (. ولفظ5( من حديث قتادة به )4رواه مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، والترمذي )

الترمذي : " من حفظ الثالث اآليات من أول الكهف " وقال : حسن صحيح. ( أحمد : حدثنا حجاج ، حدثنا شعبة ، عن قتادة سمعت6طريق أخرى : قال [اإلمام] )

سالم بن أبي الجعد يحد�ث عن معدان ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليهوسلم قال : " من قرأ العشر األواخر من سورة الكهف ع�ص�م من فتنة الدجال ".

(. وفي لفظ النسائي : " من قرأ7ورواه مسلم أيضا والنسائي ، من حديث قتادة ، به )عشر آيات من الكهف " ، فذكره.

حديث آخر : وقد رواه النسائي في " اليوم والليلة " عن محمد بن عبد األعلى ، عن�و بان عن رسول الله خالد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن ث صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قرأ العشر األواخر من سورة الكهف ، فإنه

(.8عصمة له من الدجال " )فيحتمل أن سالما سمعه من ثوبان ومن

__________( زيادة من ت1)(.795( وصحيح مسلم برقم )3614( وصحيح البخاري برقم )4/281( المسند )2)( في أول تفسير سورة البقرة ، في فضلها.3)( في ف : "الترمذي والنسائي".4) (4323( وسنن أبي داود برقم )809( وصحيح مسلم برقم )5/196( المسند )5)

(.2886( وسنن الترمذي برقم )8025وسنن النسائي الكبري برقم )

682

Page 84: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ف.6)( وسنن النسائي الكبري برقم )809( وصحيح مسلم برقم )6/446( المسند )7)

10786.)(.10784( سنن النسائي الكبرى برقم )8)

(5/133)

أبي الدرداء.�ان بن فايد ) �ه�يعة ، حدثنا زب ( عن سهل1وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن ل

بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ا من قدمه إلى رأسه ، ومن قرأها من قرأ أول سورة الكهف وآخرها ، كانت له نور�

ا ما بين األرض إلى السماء " ) (4( )3( انفرد به أحمد ولم يخرجوه )2كلها كانت له نور� ه ]في تفسيره[ ) د�وي ( بإسناد له غريب ، عن خالد بن5وروى الحافظ أبو بكر بن م�ر

سعيد بن أبي مريم ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة ، سطع له نور من تحت قدمه إلى

(.6عنان السماء ، يضيء له يوم القيامة ، وغ�فر له ما بين الجمعتين " )وهذا الحديث في رفعه نظر ، وأحسن أحواله الوقف.

م بن بشير� )7وهكذا روى ) ي ( ، عن8( اإلمام : " سعيد بن منصور " في سننه ، عن ه�ش�ل�ز ، عن قيس بن عباد )9أبي هاشم ) ( عن أبي سعيد الخدري ،10( ، عن أبي م�ج

رضي الله عنه ، أنه قال : من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة ، أضاء له م�ن� النور مابينه وبين البيت العتيق.

(. من13( ، به )12( رواه الثوري ، عن أبي هاشم )11هكذا وقع موقوفا ، وكذا )حديث أبي سعيد الخدري.

(14وقد أخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي بكر محمد بن المؤمل ، حدثنا الفضيل ) م ، حدثنا أبو هاشم ، عن أبي ) ي �ع�يم بن حم�اد ، حدثنا ه�ش� عراني ، حدثنا ن بن محمد الش�

�اد ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه15 ل�ز ، عن قيس بن ع�ب ( م�ج قال : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة ، أضاء له من النور ما بينه وبين

الجمعتين " ، ثم قال : هذا حديث صحيح اإلسناد ، ولم يخرجاه. ( ، ثم قال البيهقي :16وهكذا رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه ، عن الحاكم )

ورواه يحيى بن كثير ، عن شعبة ، عن أبي هاشم بإسناده أن النبي صلى الله عليهوسلم قال : " من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت

__________( في ت : "زياد بن واقد" ، وفي ف : "ثوبان بن فايد".1)( في ف : "السماء واألرض".2)( في ت : "يخرجه".3)(.4/439( المسند )4)( زيادة من ف.5)( وقال : "رواه ابن مرديه بإسناد ال بأس به".1/513( ذكره المنذرى في الترغيب )6)( في ت : "رواه".7)

683

Page 85: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "بشر".8)( في ت ، أ : "هشام".9)( في ف : "عبادة".10)( في ت : "وهكذا".11)( في ت : "هشام".12) ( قال : حدثنا هشيم به موقوفا.131( وروراه أبو عبيد في فضائل القرآن )ص13)

وسيأتي االختالف على هشيم. أما رواية الثوري : فرواها النسائي في السنن الكبرى ( من طريق عبد الرحمن عن سفيان الثوري به موقوفا.. وقد حقق10790برقم )

( روايتي الرفع1/337الفاضل محمد طرهوني في كتابه "موسوعة فضائل القرآن" )والوقف فأجاد وأفاد ، جزاه الله خيرا ، ثم رجح أنه موقوف في حكم المرفوع.

( في ت : "الفضل".14)( في ت : "أبو".15)(.3/249( والسنن الكبرى للبيهقي )2/368( المستدرك )16)

(5/134)

ا ) �ه� ع�و�ج� �ج ع�ل ل �م ي �اب� و�ل �ت ك د�ه� ال ل� ع�ل�ى ع�ب ز� �ن �ذ�ي أ �ه� ال �ل ح�م د� ل د�يد�ا1ال ا ش� س� �أ ذ�ر� ب �ن �ي ~م�ا ل ( ق�ي

�ا ) ن ا ح�س� �ج ر� �ه�م أ ن� ل� �ح�ات� أ �ع م�ل�ون� الص�ال �ذ�ين� ي �ين� ال م�ؤ م�ن ر� ال �ش~ �ب ه� و�ي �د�ن �ين� ف�يه�2م�ن ل �ث ( م�اك

�د�ا ) �ب �د�ا )3أ �ه� و�ل �خ�ذ� الل �وا ات �ذ�ين� ق�ال ذ�ر� ال �ن ( 4( و�ي

ا يوم القيامة ". ) (.2( ]والله أعلم[ )1له نور� ( مصعب بن3وفي " المختارة " للحافظ الضياء المقدسي من حديث عبد الله بن )

منظور بن زيد بن خالد الجهني ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي مرفوع�ا : " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة ، فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة ، وإن

( بسم الله الرحمن الرحيم4خرج الدجال عصم منه " )(5]رب وفقني[ )

�ه� ع�و�ج�ا ) �ج ع�ل ل �م ي �اب� و�ل �ت ك د�ه� ال �نزل� ع�ل�ى ع�ب �ذ�ي أ �ه� ال �ل ح�م د� ل ا1} ال س� �أ ذ�ر� ب �ن �ي ~م�ا ل ( ق�ي�ا ) ن ا ح�س� �ج ر� �ه�م أ ن� ل

� �ح�ات� أ �ع م�ل�ون� الص�ال �ذ�ين� ي �ين� ال م�ؤ م�ن ر� ال �ش~ �ب ه� و�ي �د�ن د�يد�ا م�ن ل (2ش��د�ا ) �ب �ين� ف�يه� أ �ث �د�ا )3م�اك �ه� و�ل �خ�ذ� الل �وا ات �ذ�ين� ق�ال ذ�ر� ال �ن ( {4( و�ي

__________ ( "مجمع البحرين" واختلف فيه428( رواه الطبراني في المعجم األوسط برقم )1)

على شعبة ، فرواه غندر عن شعبة موقوفا.( زيادة من أ.2)( في أ : "عن".3) ( وقال : "عبد الله بن مصعب لم يذكره البخاري ، وال ابن430( المختارة برقم )4)

أبي حاتم في كتابيهما".( زيادة من ت.5)

(5/135)

684

Page 86: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ) �ذ�ب �ال� ك �ون� إ �ق�ول �ن ي �ف و�اه�ه�م إ ج� م�ن أ �خ ر� �م�ة� ت �ل ت ك �ر� �ب �ه�م ك �ائ ب� � و�ال� آل� م ل �ه� م�ن ع� �ه�م ب ( 5م�ا ل

�ا ) �ذ�ب �ال ك �ون� إ �ق�ول �ن ي �ف و�اه�ه�م إ ج� م�ن أ �خ ر� �م�ة� ت �ل ت ك �ر� �ب �ه�م ك �ائ � و�ال آلب م ل �ه� م�ن ع� �ه�م ب } م�ا ل5.} )

( فواتح األمور1قد تقدم في أول التفسير أنه تعالى يحمد نفسه المقدسة عند ) وخواتيمها ، فإنه المحمود على كل حال ، وله الحمد في األولى واآلخرة ؛ ولهذا حمد

نفسه على إنزاله كتابه العزيز على رسوله الكريم محمد ، صلوات الله وسالمه عليه ؛ ( أنعمها الله على أهل األرض ؛ إذ أخرجهم به من الظلمات إلى2فإنه أعظم نعمة )

�ا مستقيما ال اعوجاج فيه وال زيغ ، بل يهدي إلى صراط النور ، حيث جعله كتاب�ا ) ا للمؤمنين ؛ ولهذا قال : } و�ل�م 3مستقيم ، بينا واضحا جلي ا للكافرين وبشير� ( نذير�

�ه� ع�و�ج�ا { أي : لم يجعل فيه اعوجاج�ا وال زيغ�ا وال ميال بل جعله معتدال �ج ع�ل ل ي~م�ا { أي : مستقيم�ا. مستقيم�ا ؛ ولهذا قال : } ق�ي

ا شديد�ا ه� { أي : لمن خالفه وكذبه ولم يؤمن به ، ينذره بأس� �د�ن د�يد�ا م�ن ل ا ش� س� �أ ذ�ر� ب �ن �ي } ل

ه� { أي : من عند الله الذي ال �د�ن ، عقوبة عاجلة في الدنيا وآجلة في اآلخرة } م�ن ل�ع�ذ�ب عذابه أحد ، وال يوثق وثاقه أحد. ي

�ه�م ن� ل� �ين� { أي : بهذا القرآن الذين صدقوا إيمانهم بالعمل الصالح } أ م�ؤ م�ن ر� ال �ش~ �ب } و�ي

�ا { أي : مثوبة عند الله جميلة ن ا ح�س� �ج ر� أ�د�ا { دائم�ا ال زوال له �ب �ين� ف�يه� { في ثوابهم عند الله ، وهو الجنة ، خالدين فيه } أ �ث } م�اك

وال انقضاء.�ذ�ين� ) ذ�ر� ال �ن �د�ا { قال ابن إسحاق : وهم مشركو العرب في4} و�ي �ه� و�ل �خ�ذ� الل �وا ات ( ق�ال

قولهم : نحن__________

( في ت : "عن".1)( في ف" "نعم".2)( في ت : "جليل".3)( في ت : "الذي" وهو خطأ.4)

(5/135)

نعبد المالئكة ، وهم بنات الله.} �ه�م �ائ � { أي : بهذا القول الذي افتروه وائتفكوه من علم } و�ال آلب ل م �ه� م�ن ع� �ه�م ب } م�ا ل

أي : أسالفهم.�م�ة� { : نصب على التمييز ، تقديره : كبرت كلمتهم هذه كلمة. �ل ت ك �ر� �ب } ك

وقيل : على التعجب ، تقديره : أعظم بكلمتهم كلمة ، كما تقول : أكرم بزيد رجال قاله�م�ة� { كما يقال : ع�ظ�م قول�ك ، �ل ت ك �ر� �ب بعض البصريين. وقرأ ذلك بعض قراء مكة : } ك

�ك.1وكبر ) ( شأن ( واستعظام إلفكهم ؛2والمعنى على قراءة الجمهور أظهر ؛ فإن هذا تبشيع لمقالتهم )

�ف و�اه�ه�م { أي : ليس لها مستند سوى قولهم ، وال ج� م�ن أ �خ ر� �م�ة� ت �ل ت ك �ر� �ب ولهذا قال : } ك

685

Page 87: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا {. �ذ�ب �ال ك �ون� إ �ق�ول �ن ي دليل لهم عليها إال كذبهم وافتراؤهم ؛ ولهذا قال : } إ وقد ذكر محمد بن إسحاق سبب نزول هذه السورة الكريمة ، فقال : حدثني شيخ من أهل مصر قدم علينا منذ بضع وأربعين سنة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : بعثت

قريش النضر بن الحارث ، وعقبة بن أبي م�ع�يط ، إلى أحبار يهود بالمدينة ، فقالوا لهم : سلوهم عن محمد ، وصفوا لهم صفته ، وأخبروهم بقوله ؛ فإنهم أهل الكتاب األول ، وعندهم ما ليس عندنا من علم األنبياء. فخرجا حتى قدما المدينة ، فسألوا

( أمره وبعض4( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووصفوا لهم )3أحبار يهود ) ( إنكم أهل التوراة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا. قال : فقالت5قوله ، وقاال )

�ه�ن ، فهو نبي مرسل ، وإن لم يفعل لهم : سلوه عن ثالث نأمركم بهن ، فإن أخبركم بوا فيه رأيكم : سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر األول ، ما كان من �ق�ول ف�ر� فالرجل م�ت

( قد كان لهم حديث عجيب. وسلوه عن رجل طو�اف بلغ مشارق6أمرهم ؟ فإنهم )�ؤه ) ( فإن أخبركم8( ؟ ]وسلوه عن الروح ، ما هو ؟[ )7األرض ومغاربها ، ما كان نب

بذلك فهو نبي فاتبعوه ، وإن لم يخبركم فإنه رجل متقول ، فاصنعوا في أمره ما بدالكم.

فأقبل النضر وعقبة حتى قدما على قريش ، فقاال يا معشر قريش ، قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، قد أمرنا أحبار يهود أن نسأله عن أمور ، فأخبروهم بها ، فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد ، أخبرنا : فسألوه عما أمروهم به ،

( لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أخبركم غدا بما سألتم عنه". ولم9فقال ) يستثن ، فانصرفوا عنه ، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة ،

�ا ، وال يأتيه جبريل ، عليه السالم ، حتى أرجف ) �حدث الله إليه في ذلك وحي ( أهل10ال ي�خبرنا بشيء مكة وقالوا : وعدنا محمد غد�ا ، واليوم خمس� عشرة� قد أصبحنا فيها ، ال ي

عما سألناه عنه. وحتى أحزن� رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث� الوحي عنه ، وشق عليه ما يتكلم به أهل مكة ، ثم جاءه جبريل ، عليه السالم ، من عند الله ، عز�ر ما سألوه ب وجل ، بسورة أصحاب الكهف ، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم ، وخ�

�ك� ع�ن�11عنه من أمر الفتية ) �ون �ل أ �س ( والرجل الطواف ، وقول الله عز وجل : } و�ي�يال { ]اإلسراء : �ال ق�ل � إ م ع�ل �م م�ن� ال �يت �وت ~ي و�م�ا أ ب م ر� ر�

� وح� م�ن أ وح� ق�ل� الر� (12[ )85الر�__________

( في ت : "وعظم".1)( في ت : "لمقالهم".2)( في ت : "يهودي".3)( في أ : "له".4)( في ت : "وقال".5)( في أ : "فإنه".6)( في ت ، أ : "بناؤه".7)( زيادة من الطبري.8)( في ت : فقالوا".9)( في ت : "أوجب".10)( في ت : "الفقيه".11)(.15/127( رواه الطبري في تفسيره )12)

(5/136)

686

Page 88: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ف�ا ) س�� ح�د�يث� أ �ه�ذ�ا ال �وا ب �ؤ م�ن �م ي �ن ل �ار�ه�م إ �ث �ف س�ك� ع�ل�ى آ �اخ�ع� ن �ع�ل�ك� ب �ا م�ا ع�ل�ى6ف�ل ن ع�ل �ا ج� �ن ( إ

ن� ع�م�ال� ) �ح س� �ه�م أ ي� �و�ه�م أ ل �ب �ن �ه�ا ل �ة� ل ر ض� ز�ين

� ا )7األ ز� ه�ا ص�ع�يد�ا ج�ر� �ي ل�ون� م�ا ع�ل �ج�اع� �ا ل �ن ( 8( و�إ

ف�ا ) س�� ح�د�يث� أ �ه�ذ�ا ال �وا ب �ؤ م�ن �م ي �ن ل �ار�ه�م إ �ف س�ك� ع�ل�ى آث �اخ�ع� ن �ع�ل�ك� ب �ا م�ا ع�ل�ى6} ف�ل ن ع�ل �ا ج� �ن ( إ

ن� ع�م�ال ) �ح س� �ه�م أ ي� �و�ه�م أ ل �ب �ن �ه�ا ل �ة� ل ا )7األر ض� ز�ين ز� ه�ا ص�ع�يد�ا ج�ر� �ي ل�ون� م�ا ع�ل �ج�اع� �ا ل �ن ( و�إ

8.} )�ا رسوله صلى الله عليه وسلم ) ( في حزنه على المشركين ،1يقول تعالى مسلي

ات� { ر� ه�م ح�س� �ي �ف س�ك� ع�ل �ذ ه�ب ن لتركهم اإليمان وبعدهم عنه ، كما قال تعالى : } ف�ال ت ه�م { ]النحل : 8]فاطر : �ي ن ع�ل �ح ز� �ال127[ ، وقال } و�ال ت �ف س�ك� أ �اخ�ع� ن �ع�ل�ك� ب [ ، وقال } ل

�ين� { ]الشعراء : �وا م�ؤ م�ن �ون �ك (3( )2[ )3ي �ن �ار�ه�م إ �ف س�ك� ع�ل�ى آث �اخ�ع� ن �ع�ل�ك� ب باخع : أي مهلك نفسك بحزنك عليهم ؛ ولهذا قال } ف�ل

ف�ا { يقول : ال تهلك نفسك أسف�ا. س�� ح�د�يث� { يعني : القرآن } أ �ه�ذ�ا ال �وا ب �ؤ م�ن �م ي ل

�ا عليهم. وقال مجاهد : جزع�ا. والمعنى متقارب ، �ا وحزن �ف س�ك� غضب �ل ن قال قتادة : ق�ات أي : ال تأسف عليهم ، بل أبلغهم رسالة الله ، فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فإنما

يضل عليها ، فال تذهب نفسك عليهم حسرات.�نة بزينة زائلة. وإنما جعلها دار اختبار ال دار ا فانية م�زي ثم أخبر تعالى أنه جعل الدنيا دار�

�ح س�ن� ع�م�ال {. �ه�م أ ي� �و�ه�م أ ل �ب �ن �ه�ا ل �ة� ل �ا م�ا ع�ل�ى األر ض� ز�ين ن ع�ل �ا ج� �ن قرار ، فقال : } إ

�ض رة ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قتادة ، عن أبي ن ( وإن الله مستخلفكم فيها فناظر ماذا تعملون ، فاتقوا4قال : "إن الدنيا خضرة حلوة )

(6( ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" )5الدنيا )�ا �ن ثم أخبر تعالى بزوالها وفنائها ، وفراغها وانقضائها ، وذهابها وخرابها ، فقال : } و�إ

ا { أي : وإنا لمصيروها بعد الزينة إلى الخراب والدمار ، ز� ه�ا ص�ع�يد�ا ج�ر� �ي ل�ون� م�ا ع�ل �ج�اع� ل�ت وال ينتفع به ، كما قال ب �ن ا { : ال ي ز� �ا } ص�ع�يد�ا ج�ر� فنجعل كل شيء عليها هالك

ا { ز� ه�ا ص�ع�يد�ا ج�ر� �ي ل�ون� م�ا ع�ل �ج�اع� �ا ل �ن العوفي ، عن ابن عباس في قوله تعالى } و�إا { بلقع�ا. ز� يقول : يهلك كل شيء عليها ويبيد. وقال مجاهد : } ص�ع�يد�ا ج�ر�

وقال قتادة : الصعيد : األرض التي ليس فيها شجر وال نبات. وقال ابن زيد : الصعيد : األرض التي ليس فيها شيء ، أال ترى إلى قوله تعالى : ع�ام�ه�م �ن ه� أ �ل� م�ن ك �أ ع�ا ت ر �ه� ز� �خ ر�ج� ب ز� ف�ن ج�ر� �ل�ى األر ض� ال م�اء� إ �س�وق� ال �ا ن �ن و ا أ �ر� �م ي و�ل

� } أون� { ]السجدة : ص�ر� �ب �ف�ال ي ه�م أ ف�س� �ن (.7[ )27و�أ

ا { يعني األرض ، إن ما ز� ه�ا ص�ع�يد�ا ج�ر� �ي ل�ون� م�ا ع�ل �ج�اع� �ا ل �ن وقال محمد بن إسحاق : } و�إ( فال تأس وال يحزنك ما تسمع وترى.8عليها لفان وبائد ، وإن المرجع إللى الله )

__________( في أ : "صلوات الله وسالمه عليه".1)( في ت : "ولعلك" ، وفي أ : "لعلكم" وهو خطأ.2)( في ت ، أ : "على أال" وهو خطأ.3)( في ف ، أ : "حلوة خضرة".4)( في أ : "يعلمون ، واتقوا الدنيا".5)( من طريق أبي مسلمة عن أبي نضرة به.2742( ورواه مسلم في صحيحه برقم )6)

687

Page 89: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "أفال تبصرون".7)( في ت : "المرجع إلى الله" ، وفي ف ، أ : "إلى الله المرجع".8)

(5/137)

�ا ) ب �ا ع�ج� �ن �ات �ي �وا م�ن آ �ان � ك ق�يم �ه ف� و�الر� ك ص ح�اب� ال� �ن� أ ت� أ ب �م ح�س� �ل�ى9أ �ة� إ ي ف�ت و�ى ال

� �ذ أ ( إد�ا ) ش� �ا ر� م ر�ن

� �ا م�ن أ �ن ~ئ ل ح م�ة� و�ه�ي ك� ر� �د�ن �ا م�ن ل �ن �ت �ا آ �ن ب �وا ر� �ه ف� ف�ق�ال ك �ا ع�ل�ى10ال ن ب ( ف�ض�ر��ين� ع�د�د�ا ) ن �ه ف� س� ك �ه�م ف�ي ال ذ�ان

� م�د�ا11آ� �وا أ �ث �ب �م�ا ل �ح ص�ى ل ن� أ �ي ب ح�ز ي� ال

� �م� أ �ع ل �ن �اه�م ل ن �ع�ث �م� ب ( ث(12 )

�ا ) ب �ا ع�ج� �ن �ات �وا م�ن آي �ان � ك ق�يم �ه ف� و�الر� ك ص ح�اب� ال� �ن� أ ت� أ ب �م ح�س� �ل�ى9} أ �ة� إ ي ف�ت و�ى ال

� �ذ أ ( إد�ا ) ش� �ا ر� م ر�ن

� �ا م�ن أ �ن ~ئ ل ح م�ة� و�ه�ي ك� ر� �د�ن �ا م�ن ل �ن �ا آت �ن ب �وا ر� �ه ف� ف�ق�ال ك �ا ع�ل�ى10ال ن ب ( ف�ض�ر��ين� ع�د�د�ا ) ن �ه ف� س� ك �ه�م ف�ي ال م�د�ا11آذ�ان

� �وا أ �ث �ب �م�ا ل �ح ص�ى ل ن� أ �ي ب ح�ز ي� ال� �م� أ �ع ل �ن �اه�م ل ن �ع�ث �م� ب ( ث

(12} ) ( على سبيل اإلجمال واالختصار ،2( الكهف ]والرقيم[ )1هذا إخبار عن قصة أصحاب )

�ه ف� ك ص ح�اب� ال� �ن� أ ت� { يعني : يا محمد } أ ب �م ح�س� ثم بسطها بعد ذلك فقال : } أ

�ا { أي : ليس أمرهم عجيبا ) ب �ا ع�ج� �ن �ات �وا م�ن آي �ان � ك ق�يم ( في قدرتنا وسلطاننا ، فإن3و�الر� خل ق السموات واألرض ، واختالف الليل والنهار ، وتسخير الشمس والقمر والكواكب ،وغير ذلك من اآليات العظيمة الدالة على قدرة الله تعالى ، وأنه على ما يشاء قادر )

( كما قال ابن جريج5( وال يعجزه شيء أعجب من أخبار أصحاب الكهف ]والرقيم[ )4�ا {6) ب �ا ع�ج� �ن �ات �وا م�ن آي �ان � ك ق�يم �ه ف� و�الر� ك ص ح�اب� ال

� �ن� أ ت� أ ب �م ح�س� ( عن مجاهد : } أيقول : قد كان من آياتنا ما هو أعجب من ذلك!

�وا م�ن �ان � ك ق�يم �ه ف� و�الر� ك ص ح�اب� ال� �ن� أ ت� أ ب �م ح�س� وقال العوفي ، عن ابن عباس : } أ

�ا { يقول : الذي آتيتك من العلم والسنة والكتاب ، أفضل من شأن أصحاب ) ب �ا ع�ج� �ن �ات آي( الكهف والرقيم.7

( من حججي على العباد ، أعجب من شأن8وقال محمد بن إسحاق : ما أظهرت )أصحاب الكهف والرقيم.

]وأما "الكهف" فهو : الغار في الجبل ، وهو الذي لجأ إليه هؤالء الفتية المذكورون. وأما ( فقال العوفي ، عن ابن عباس : هو واد قريب من أيل�ة. وكذا قال عطية9"الرقيم"[ )

العوفي ، وقتادة.وقال الضحاك : أما "الكهف" فهو : غار الوادي ، و "الرقيم" : اسم الوادي.

( ويقول بعضهم : هو الوادي الذي فيه11( بنيانهم )10وقال مجاهد : "الرقيم" : كان )كهفهم.

م�اك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في وقال عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن س�قوله : "الرقيم" ، قال : يزعم كعب أنها القرية.

وقال ابن جريج عن ابن عباس : "الرقيم" الجبل الذي فيه الكهف. ( ابن عباس12وقال ابن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي نجيح ، عن ]مجاهد عن[ )

قال : اسم ذلك الجبل بنجلوس. وقال ابن جريج : أخبرني وهب بن سليمان ، عن شعيب الجبائي : أن اسم جبل الكهف

688

Page 90: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

بنجلوس ، واسم الكهف حيزم ، والكلب حمران.__________

( في أ : "أهل".1)( زيادة من ت.2)( في ت ، ف ، أ : "عجيب".3)( في ت : "قدير".4)( زيادة من ف ، أ.5)( في ت : "جرير".6)( في ت : "أصحاب أهل".7)( في ت : "ما أظهر".8)( زيادة من ف.9)( في أ : "كتاب".10)( في ت : "كتابتهم بهم".11)( زيادة من ف.12)

(5/138)

�اه�م ه�د�ى ) ~ه�م و�ز�د ن ب �ر� �وا ب م�ن� �ة� آ ي �ه�م ف�ت �ن ح�ق~ إ �ال �ه�م ب �أ �ب ك� ن �ي �ق�ص� ع�ل �ح ن� ن �ا ع�ل�ى13ن �ط ن ب ( و�ر�

�ذ�ا �ا إ ن �ق�د ق�ل �ه�ا ل �ل �ه� إ �د ع�و� م�ن د�ون �ن ن ر ض� ل� م�او�ات� و�األ ب� الس� �ا ر� �ن ب �وا ر� �ذ ق�ام�وا ف�ق�ال �ه�م إ �وب ق�ل

ط�ط�ا ) ~ن� ف�م�ن 14ش� �ي ل ط�ان� ب �س� ه�م ب �ي �ون� ع�ل ت �أ �و ال� ي �ه�ة� ل �ل �ه� آ �خ�ذ�وا م�ن د�ون �ا ات ء� ق�و م�ن ( ه�ؤ�ال��ا ) �ذ�ب �ه� ك ى ع�ل�ى الل �ر� �م� م�م�ن� اف ت �ظ ل ( 15أ

وقال عبد الرزاق : أنبأنا إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :�ا ، واألواه ، والرقيم. �ان ن القرآن أعلمه إال ح�

وقال ابن جريج : أخبرني عمرو بن دينار ، أنه سمع عكرمة يقول : قال ابن عباس : ماأدري ما الرقيم ؟ أكتاب أم بنيان ؟

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الرقيم : الكتاب. وقال سعيد بن جبير : ( ثم وضعوه على2( لوح من حجارة ، كتبوا فيه قصص أصحاب الكهف )1]الرقيم[ )

باب الكهف.ق�وم� { �اب� م�ر �ت وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الرقيم : الكتاب. ثم قرأ : } ك

[9]المطففين : (3وهذا هو الظاهر من اآلية ، وهو اختيار ابن جرير قال : "الرقيم" فعيل بمعنى )

مرقوم ، كما يقول للمقتول : قتيل ، وللمجروح : جريح. والله أعلم.�ا م ر�ن

� �ا م�ن أ �ن ~ئ ل ح م�ة� و�ه�ي ك� ر� �د�ن �ا م�ن ل �ن �ا آت �ن ب �وا ر� �ه ف� ف�ق�ال ك �ل�ى ال �ة� إ ي ف�ت و�ى ال� �ذ أ وقوله : } إ

د�ا { يخبر تعالى عن أولئك الفتية ، الذين فروا بدينهم من قومهم لئال يفتنوهم عنه ، ش� ر��ج�ؤ�وا إلى غار في جبل ليختفوا عن قومهم ، فقالوا حين دخلوا سائلين بوا منه ف�ل ف�ه�ر�

ح م�ة� { أي : هب لنا من عندك ك� ر� �د�ن �ا م�ن ل �ن �ا آت �ن ب من الله تعالى رحمته ولطفه بهم : } ر�د�ا { أي : وقدر لنا من ش� �ا ر� م ر�ن

� �ا م�ن أ �ن ~ئ ل رحمة ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا } و�ه�ي ( كما جاء في الحديث : "وما قضيت لنا4أمرنا هذا رشدا ، أي : اجعل عاقبتنا رشد�ا )

689

Page 91: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�س ر بن أبي أرطاة ، عن من قضاء ، فاجعل عاقبته رشد�ا" ، وفي المسند من حديث ب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو : "اللهم ، أحسن عاقبتنا في األمور

كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب اآلخرة".�ين� ع�د�د�ا { أي : ألقينا عليهم النوم حين ن �ه ف� س� ك �ه�م ف�ي ال �ا ع�ل�ى آذ�ان ن ب وقوله : } ف�ض�ر��اه�م { أي : من رقدتهم تلك ، وخرج ن �ع�ث �م� ب دخلوا إلى الكهف ، فناموا سنين كثيرة } ث

( ليشتري لهم بها طعام�ا يأكلونه ، كما سيأتي بيانه وتفصيله ؛5أحدهم بدراهم معه )�وا �ث �ب �م�ا ل �ح ص�ى ل ن� { أي : المختلفين فيهم } أ �ي ب ح�ز ي� ال

� �م� أ �ع ل �ن �اه�م ل ن �ع�ث �م� ب ولهذا قال : } ثم�د�ا { قيل : عدد�ا وقيل : غاية فإن األمد الغاية كقوله )

� (6أ�ولى على األم�د. ت �ق� الج�و�اد إذ�ا اس ب س�

�اه�م ه�د�ى ) ~ه�م و�ز�د ن ب �ر� �وا ب �ة� آم�ن ي �ه�م ف�ت �ن ح�ق~ إ �ال �ه�م ب �أ �ب ك� ن �ي �ق�ص� ع�ل �ح ن� ن �ا ع�ل�ى13} ن �ط ن ب ( و�ر��ذ�ا �ا إ ن �ق�د ق�ل �ه�ا ل �ل �ه� إ �د ع�و� م�ن د�ون �ن ن م�او�ات� و�األر ض� ل ب� الس� �ا ر� �ن ب �وا ر� �ذ ق�ام�وا ف�ق�ال �ه�م إ �وب ق�ل

ط�ط�ا ) ~ن� ف�م�ن 14ش� �ي ل ط�ان� ب �س� ه�م ب �ي �ون� ع�ل ت �أ �و ال ي �ه�ة� ل �ه� آل �خ�ذ�وا م�ن د�ون �ا ات ( ه�ؤ�الء� ق�و م�ن�ا ) �ذ�ب �ه� ك ى ع�ل�ى الل �ر� �م� م�م�ن� اف ت �ظ ل ( {15أ

__________( زيادة من ف.1)( في أ : "أهل الكتاب".2)( في ت : "من".3)( في ت : "عاقبته رشد" ، وفي ف ، أ : "عاقبته رشدا".4)( في ف ، أ : "معينة".5)(.15/137( هو النابغة الذبيانى ، والبيت في تفسير الطبرى )6)

(5/139)

~ئ �ه�ي �ه� و�ي ح م�ت �م م�ن ر� �ك ب �م ر� �ك ر ل ش� �ن �ه ف� ي ك �ل�ى ال و�وا إ �ه� ف�أ �ال� الل �د�ون� إ �ع ب �م�وه�م و�م�ا ي ت ل �ز� �ذ� اع ت و�إ

�م م�رف�ق�ا ) م ر�ك� �م م�ن أ �ك ( 16ل

�ه� ح م�ت �م م�ن ر� �ك ب �م ر� �ك ر ل ش� �ن �ه ف� ي ك �ل�ى ال و�وا إ �ه� ف�أ �ال الل �د�ون� إ �ع ب �م�وه�م و�م�ا ي ت ل �ز� �ذ� اع ت } و�إ

�م م�رف�ق�ا ) م ر�ك� �م م�ن أ �ك ~ئ ل �ه�ي ( {16و�ي

(5/139)

من هاهنا شرع في بسط القصة وشرحها ، فذكر تعالى أنهم فتية - وهم الشباب - وهموا ) ( في دين الباطل ؛1أقبل للحق ، وأهدى للسبيل من الشيوخ ، الذين قد عتوا وع�س�

�ا. وأما المشايخ ولهذا كان أكثر المستجيبين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم شباب�ق�وا على دينهم ، ولم يسلم منهم إال القليل. وهكذا ) ( أخبر2من قريش ، فعامتهم ب

�ا. تعالى عن أصحاب الكهف أنهم كانوا فتية شبابل�ق فألهمهم الله قال مجاهد : بلغني أنه كان في آذان بعضهم القرطة يعني : الح�

رشدهم وآتاهم تقواهم. فآمنوا بربهم ، أي : اعترفوا له بالوحدانية ، وشهدوا أنه ال إله

690

Page 92: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

إال هو.�اه�م ه�د�ى { : استدل بهذه اآلية وأمثالها غير واحد من األئمة كالبخاري وغيره ) } و�ز�د ن

( ممن ذهب إلى زيادة اإليمان وتفاضله ، وأنه يزيد وينقص ؛ ولهذا قال تعالى :3�ق و�اه�م { ]محمد : �اه�م ت اد�ه�م ه�د�ى و�آت �د�و ا ز� �ذ�ين� اه ت �م�ا ق�ال� } و�ال �اه�م ه�د�ى { ك } و�ز�د ن

�ا { ]التوبة : 4[ ، )17 �يم�ان ه�م إ اد�ت �وا ف�ز� �ذ�ين� آم�ن م�ا ال� [ ، وقال124( وقال : } ف�أ

�ه�م { ]الفتح : �يم�ان �ا م�ع� إ �يم�ان د�اد�وا إ �ز �ي [ إلى غير ذلك من اآليات الدالة على ذلك.4} ل ( أنهم كانوا على دين عيسى ابن مريم ، عليه السالم ، والله أعلم -5وقد ذكر )

( لو كانوا على دين النصرانية ،6والظاهر أنهم كانوا قبل ملة النصرانية بالكلية ، فإنه ) لما اعتنى أحبار اليهود بحفظ خبرهم وأمرهم ، لمباينتهم لهم. وقد تقدم عن ابن عباسا بعثوا إلى أحبار اليهود بالمدينة يطلبون منهم أشياء يمتحنون بها رسول الله : أن قريش� صلى الله عليه وسلم ، فبعثوا إليهم أن يسألوه عن خبر هؤالء ، وعن خبر ذي القرنين ،

وعن الروح ، فدل هذا على أن هذا أمر محفوظ في كتب أهل الكتاب ، وأنه متقدمعلى دين النصرانية ، والله أعلم.

م�او�ات� و�األر ض� { يقول ب� الس� �ا ر� �ن ب �وا ر� �ذ ق�ام�وا ف�ق�ال �ه�م إ �وب �ا ع�ل�ى ق�ل �ط ن ب وقوله : } و�ر��رناهم على مخالفة قومهم ومدينتهم ، ومفارقة ما كانوا فيه من العيش تعالى : وص�ب

الرغيد والسعادة والنعمة ، فإنه قد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم ، وأنهم خرجوا يوم�ا في بعض أعياد قومهم ،

وكان لهم مجتمع في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد ، وكانوا يعبدون األصنام والطواغيت ، ويذبحون لها ، وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له : "دقيانوس" ، وكان

يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم إليه. فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك ، وخرجهؤالء الفتية مع آبائهم وقومهم ، ونظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم ، عرفوا )

( أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود ألصنامهم والذبح لها ، ال ينبغي إال لله الذي7خلق السموات واألرض. فجعل كل واحد

__________( في أ : "وغشوا".1)( في ف : "وكذا".2)( في ت : "ونحوه".3)( في أ : "زدناهم" وهو خطأ.4)( في ت : "ذكروا".5)( في ف : "فإنهم".6)( في ت ، ف : "فعرفوا".7)

(5/140)

( أول من جلس2( ويتبرز عنهم ناحية. فكان )1منهم يتخلص من قومه ، وينحاز منهم ) ( أحدهم ، جلس تحت ظل شجرة ، فجاء اآلخر فجلس عنده ، وجاء3منهم ]وحده[ )

اآلخر فجلس إليهما ، وجاء اآلخر فجلس إليهم ، وجاء اآلخر ، وجاء اآلخر ، وجاء اآلخر ، وال يعرف واحد منهم اآلخر ، وإنما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على اإليمان ، كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري تعليق�ا ، من حديث يحيى بن سعيد ، عن عمرة ،

691

Page 93: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "األرواح�دة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف" ) ن (. وأخرجه مسلم في4جنود م�ج�

( صلى الله عليه6( عن أبيه ، عن أبي هريرة عن النبي )5صحيحه من حديث سهيل )(.7وسلم )

والناس يقولون : الجنسية علة الضم. ( أحد منهم يكتم ما هو فيه عن أصحابه ، خوف�ا منهم ، وال8والغرض أنه جعل كل )

( أخرجكم من9يدري أنهم مثله ، حتى قال أحدهم : تعلمون - والله يا قوم - إنه ما ) ( شيء فليظهر كل واحد منكم بأمره. فقال آخر : أما10قومكم وأفردكم عنهم ، إال )

( رأيت ما قومي عليه ، فعرفت أنه باطل ، وإنما الذي يستحق أن11أنا فإني ]والله[ ) ( وال يشرك به شيء هو الله الذي خلق كل شيء : السموات واألرض12يعبد ]وحده[ )

وما بينهما. وقال اآلخر : وأنا والله وقع لي كذلك. وقال اآلخر كذلك ، حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة ، فصاروا يد�ا واحدة وإخوان صدق ، فاتخذوا لهم معبد�ا يعبدون

الله فيه ، فعرف بهم قومهم ، فوشوا بأمرهم إلى ملكهم ، فاستحضرهم بين يديه ( فأجابوه بالحق ، ودعوه إلى الله عز وجل ؛13فسألهم عن أمرهم وما هم عليه )

ب� �ا ر� �ن ب �وا ر� �ذ ق�ام�وا ف�ق�ال �ه�م إ �وب �ا ع�ل�ى ق�ل �ط ن ب ولهذا أخبر تعالى عنهم بقوله : } و�ر��ه�ا { ولن : لنفي التأبيد ، أي : ال يقع منا هذا �ل �ه� إ �د ع�و� م�ن د�ون �ن ن م�او�ات� و�األر ض� ل الس�ط�ط�ا { أي : �ذ�ا ش� �ا إ ن �ق�د ق�ل أبد�ا ؛ ألنا لو فعلنا ذلك لكان باطال ؛ ولهذا قال عنهم : } ل

�ا. �ا وبهتان باط�ال وكذب~ن� { أي : ه�ال أقاموا �ي ل ط�ان� ب �س� ه�م ب �ي �ون� ع�ل ت �أ �و ال ي �ه�ة� ل �ه� آل �خ�ذ�وا م�ن د�ون �ا ات } ه�ؤ�الء� ق�و م�ن�ه� ى ع�ل�ى الل �ر� �م� م�م�ن� اف ت �ظ ل على صحة ما ذهبوا إليه دليال واضح�ا صحيح�ا ؟! } ف�م�ن أ

�ا { يقولون : بل هم ظالمون كاذبون في قولهم ذلك ، فيقال : إن ملكهم لما دعوه �ذ�ب ك�ه�د�دهم وتوعدهم ، وأمر بنزع لباسهم عنهم الذي كان إلى اإليمان بالله ، أبى عليهم ، وت عليهم من زينة قومهم ، وأج�لهم لينظروا في أمرهم ، لعلهم يراجعون دينهم الذي كانوا

عليه. وكان هذا من لطف الله بهم ، فإنهم في تلك النظرة توصلوا إلى الهرب منه.والفرار بدينهم من الفتنة.

وهذا هو المشروع عند وقوع الفتن في الناس ، أن يفر العبد منهم خوف�ا على دينه ،كما جاء في__________

( في ف ، أ : "عنهم".1)( في ت ، ف : "وكان".2)( زيادة من ت ، ف ، أ.3)(.3336( صحيح البخاري برقم )4)( في أ : "سهل".5)( في ف ، أ : "عن رسول الله".6)(..2638( صحيح مسلم برقم )7)( في ت : "وأنه جعل كل" ، وفي ف : "أنه كل".8)( في ت : "إنما".9)( في ت : "ال".10)( زيادة من ف.11)( زيادة من ف.12)( في ت : "عليهم".13)

692

Page 94: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/141)

�ق ر�ض�ه�م ذ�ات� �ت ت ب �ذ�ا غ�ر� �م�ين� و�إ ي �ه ف�ه�م ذ�ات� ال او�ر� ع�ن ك �ز� �ع�ت ت �ذ�ا ط�ل م س� إ ى الش� �ر� و�ت �ض ل�ل ف�ل�ن �د� و�م�ن ي م�ه ت �ه� ف�ه�و� ال �ه د� الل �ه� م�ن ي �ات� الل �ي ه� ذ�ل�ك� م�ن آ م�ال� و�ه�م ف�ي ف�ج و�ة� م�ن الش~

د�ا ) ش� �ا م�ر �ي �ه� و�ل د� ل �ج� ( 17ت

الحديث : "يوشك أن يكون خير� مال أحدكم غنم�ا يتبع بها شغف الجبال ومواقع الق�ط ر ، ( ففي هذه الحال تشرع العزلة عن الناس ، وال تشرع فيما1يفر بدينه من الفتن" )

عداها ، لما يفوت بها من ترك الجماعات والجمع. فلما وقع عزمهم على الذهاب والهرب من قومهم ، واختار الله تعالى لهم ذلك ، وأخبر

�ه� { أي : وإذا فارقتموهم �ال الل �د�ون� إ �ع ب �م�وه�م و�م�ا ي ت ل �ز� �ذ� اع ت عنهم بذلك في قوله : } و�إ�ل�ى و�وا إ

وخالفتموهم بأديانكم في عبادتهم غير الله ، ففارقوهم أيض�ا بأبدانكم } ف�أ�ه� { أي : يبسط عليكم رحمة ) ح م�ت �م م�ن ر� �ك ب �م ر� �ك ر ل ش� �ن �ه ف� ي ك ( يستركم بها من2ال

�م { ]أي[ ) م ر�ك� �م م�ن أ �ك ~ئ ل �ه�ي ا3قومكم } و�ي ( الذي أنتم فيه ، } م�رف�ق�ا { أي : أمر�

�ا إلى الكهف ، فأووا إليه ، ففقدهم قومهم من بين ترتفقون به. فعند ذلك خرجوا ه�راب�بهم الملك فيقال : إنه لم يظفر بهم ، وع�م�ى الله عليه خبرهم. كما �ط�ل أظهرهم ، وت

( صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق ، حين لجأ إلى غار ثور ،4فعل بنبيه ]محمد[ ) ( أنهم يمرون عليه ،5وجاء المشركون من قريش في الطلب ، فلم يهتدوا إليه مع )

وعندها قال النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى جزع الصديق في قوله : يا رسول ( ألبصرنا ، فقال : "يا أبا بكر ، ما ظنك6الله ، لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه )

�ذ�ين� ج�ه� ال �خ ر� �ذ أ �ه� إ ه� الل �ص�ر� وه� ف�ق�د ن ص�ر� �ن �ال ت باثنين الله ثالثهما ؟" ، وقد قال تعالى : } إ�ه� �نزل� الل �ا ف�أ �ه� م�ع�ن �ن� الل ن إ �ح ز� �ه� ال ت ب �ق�ول� ل�ص�اح� �ذ ي غ�ار� إ �ذ ه�م�ا ف�ي ال ن� إ �ي ن �ي� اث �ان وا ث �ف�ر� ك

�ه� ه�ي� �م�ة� الل �ل ف ل�ى و�ك وا الس� �ف�ر� �ذ�ين� ك �م�ة� ال �ل و ه�ا و�ج�ع�ل� ك �ر� �م ت �ود� ل ن �ج� �د�ه� ب ي� ه� و�أ �ي �ه� ع�ل �ت �ين ك س�

�ه� ع�ز�يز� ح�ك�يم� { ]التوبة : �ا و�الل ي ع�ل [ فقصة هذا الغار أشرف وأجل وأعظم وأعجب40ال ( على باب8( الكهف ، وقد قيل : إن قومهم ظفروا بهم ، وقفوا )7من قصة أصحاب )

الغار الذي دخلوه ، فقالوا : ما كنا نريد منهم من العقوبة أكثر مما فعلوا بأنفسهم. ( ذلك. وفي هذا نظر ،9فأمر الملك بردم بابه عليهم ليهلكوا مكانهم ففعل ]لهم[ )

والله أعلم ؛ فإن الله تعالى قد أخبر أن الشمس تدخل عليهم في الكهف بكرةوعشية ، كما قال تعالى :

�ق ر�ض�ه�م ذ�ات� �ت ت ب �ذ�ا غ�ر� �م�ين� و�إ ي �ه ف�ه�م ذ�ات� ال او�ر� ع�ن ك �ز� �ع�ت ت �ذ�ا ط�ل م س� إ ى الش� �ر� } و�ت �ض ل�ل ف�ل�ن �د� و�م�ن ي م�ه ت �ه� ف�ه�و� ال �ه د� الل �ه� م�ن ي �ات� الل ه� ذ�ل�ك� م�ن آي م�ال� و�ه�م ف�ي ف�ج و�ة� م�ن الش~

د�ا ) ش� �ا م�ر �ي �ه� و�ل د� ل �ج� ( {.17ت هذا دليل على أن باب هذا الكهف من نحو الشمال ؛ ألنه تعالى أخبر أن الشمس إذا

�م�ين� { أي : يتقلص الفيء يمنة ) ي ( كما قال10دخلته عند طلوعها تزاور عنه } ذ�ات� الاو�ر� { أي : تميل ؛ وذلك أنها كلما ارتفعت �ز� ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وقتادة : } ت

في األفق تقلص شعاعها بارتفاعها حتى ال يبقى منه شيء عند الزوال في مثل ذلكم�ال� { أي : تدخل إلى غارهم من �ق ر�ض�ه�م ذ�ات� الش~ �ت ت ب �ذ�ا غ�ر� المكان ؛ ولهذا قال : } و�إ

شمال بابه ، وهو من ناحية المشرق ، فدل على صحة ما قلناه ، __________

693

Page 95: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( من حديث أبي سعيد الخدري ، رضي الله19( رواه البخاري في صحيحه برقم )1)عنه.

( في ت ، ف : "رحمته".2)( زيادة من ت ، ف ، أ.3)( زيادة من ف.4)( في ت : "ثم".5)( في أ : "قدمه".6)( في ف ، أ : "أهل".7)( في ت ، ف : "ووقفوا".8)( زيادة من ف.9)( في ت : "عنه" ، وفي أ : "يمينه".10)

(5/142)

ه� اع�ي �اس�ط� ذ�ر� �ه�م ب ب �ل م�ال� و�ك �م�ين� و�ذ�ات� الش~ ي �ه�م ذ�ات� ال ~ب �ق�ل ق�ود� و�ن ق�اظ�ا و�ه�م ر� �ي �ه�م أ ب �ح س� و�ت�ا ) ع ب ه�م ر� ت� م�ن �ئ �م�ل ا و�ل ار� ه�م ف�ر� ت� م�ن �ي �و�ل ه�م ل �ي �ع ت� ع�ل �و� اط�ل و�ص�يد� ل �ال ( 18ب

�ن لمن تأمله وكان له علم بمعرفة الهيئة ، وسير الشمس والقمر والكواكب ، وهذا بي ( لما دخل إليه منها شيء عند3( لو كان باب الغار من ناحية الشرق )2( أنه )1وبيانه )

الغروب ، ولو كان من ناحية القبلة لما دخل منها شيء عند الطلوع وال عند الغروب ،�ا وال شماال ولو كان من جهة الغرب ) ( لما دخلته وقت الطلوع ،4وال تزاور الفيء يمين

( ما ذكرناه ولله الحمد.5بل بعد الزوال ولم تزل فيه إلى الغروب. فتعين )�ق ر�ض�ه�م { تتركهم. وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة : } ت

وقد أخبر الله تعالى بذلك وأراد منا فهمه وتدبره ، ولم يخبرنا بمكان هذا الكهف في أي ( شرعي. وقد تكلف بعض المفسرين6البالد من األرض ؛ إذ ال فائدة لنا فيه وال قصد )

( قريب من أيلة. وقال ابن7فذكروا فيه أقواال فتقدم عن ابن عباس أنه قال : ]هو[ )�و�ى. وقيل : ببالد الروم. وقيل : ببالد البلقاء. والله أعلم بأي بالد �ين إسحاق : هو عند ن

( فقد قال رسول8الله هو. ولو كان لنا فيه مصلحة دينية ألرشدنا الله ورسوله إليه )�ا يقربكم إلى ]الجنة[ ) ( ويباعدكم من النار9الله صلى الله عليه وسلم : "ما تركت شيئ

ى �ر� ، إال وقد أعلمتكم به". فأعلمنا تعالى بصفته ، ولم يعلمنا بمكانه ، فقال } و�ت�ه ف�ه�م { قال مالك ، عن زيد بن أسلم : تميل } ذ�ات� او�ر� ع�ن ك �ز� �ع�ت ت �ذ�ا ط�ل م س� إ الش� ه� { أي : في متسع منه م�ال� و�ه�م ف�ي ف�ج و�ة� م�ن �ق ر�ض�ه�م ذ�ات� الش~ �ت ت ب �ذ�ا غ�ر� �م�ين� و�إ ي ال

( قاله ابن عباس.10داخال بحيث ال تمسهم ؛ إذ لو أصابتهم ألحرقت أبدانهم وثيابهم )�ه� { حيث أرشدهم تعالى إلى هذا الغار الذي جعلهم فيه أحياء ، �ات� الل } ذ�ل�ك� م�ن آي

�ه� { �ات� الل والشمس والريح تدخل عليهم فيه لتبقى أبدانهم ؛ ولهذا قال : } ذ�ل�ك� م�ن آيد�ا { أي : هو الذي ش� �ا م�ر �ي �ه� و�ل �ج�د� ل �ض ل�ل ف�ل�ن ت �د� و�م�ن ي م�ه ت �ه� ف�ه�و� ال �ه د� الل ثم قال : } م�ن ي

أرشد هؤالء الفتية إلى الهداية من بين قومهم ، فإنه من هداه الله اهتدى ، ومن أضلهفال هادي له.

ه� اع�ي �اس�ط� ذ�ر� �ه�م ب ب �ل م�ال� و�ك �م�ين� و�ذ�ات� الش~ ي �ه�م ذ�ات� ال ~ب �ق�ل ق�ود� و�ن ق�اظ�ا و�ه�م ر� �ي �ه�م أ ب �ح س� } و�ت

694

Page 96: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ) ع ب ه�م ر� ت� م�ن �ئ �م�ل ا و�ل ار� ه�م ف�ر� ت� م�ن �ي �و�ل ه�م ل �ي �ع ت� ع�ل �و� اط�ل و�ص�يد� ل �ال ( {18ب ( أعينهم ؛11ذكر بعض أهل العلم أنهم لما ضرب الله على آذانهم بالنوم ، لم تنطبق )

( يسرع إليها البلى ، فإذا بقيت ظاهرة للهواء كان أبقى لها ؛ ولهذا قال تعالى :12لئال )�ا ، �ا ويفتح عين ق�ود� { وقد ذكر عن الذئب أنه ينام فيطبق عين ق�اظ�ا و�ه�م ر� �ي �ه�م أ ب �ح س� } و�ت

(13ثم يفتح هذه ويطبق هذه وهو راقد ، كما قال الشاعر )__________

( في ت : "فبانه".1)( في ف : "أن".2)( في ف ، أ : "المشرق".3)( في أ : "المغرب".4)( في ت : "فتعى".5)( في ت : "وال تضر".6)( زيادة من ف.7)( في ت : "الله".8)( زيادة من ف ، وفي ت : "الله".9)( في ت : "ثيابهم وأبدانهم" ، وفي ف ، أ : "ثيابهم وأجسادهم".10)( في ت : "تطبق".11)( في ت : "كيال".12) ( أ. هـ مستفادا من حاشية ط104( هو حميد بن ثور ، والبيت في ديوانه )ص13)

الشعب.

(5/143)

... �م� �ائ �ق ظ�ان� ن ى الرزايا ف�ه و� ي �ق�ي... بأخ ر� �ت �يه و�ي �ام� بإح د�ى م�ق لت �ن يم�ال� { قال بعض السلف : يقلبون في �م�ين� و�ذ�ات� الش~ ي �ه�م ذ�ات� ال ~ب �ق�ل وقوله تعالى : } و�ن

( ألكلتهم األرض.1العام مرتين. قال ابن عباس : لو لم يقلبوا ) و�ص�يد� { قال ابن عباس ، وقتادة ومجاهد وسعيد بن �ال ه� ب اع�ي �اس�ط� ذ�ر� �ه�م ب ب �ل وقوله : } و�ك

( الوصيد : الفناء.2جبير ) وقال ابن عباس : بالباب. وقيل : بالصعيد ، وهو التراب. والصحيح أنه بالفناء ، وهو

ه�م م�ؤ ص�د�ة� { ]الهمزة : �ي �ه�ا ع�ل �ن [ أي : مطبقة مغلقة.8الباب ، ومنه قوله تعالى : } إويقال : "و�ص�يد" و "أصيد".

ربض كلبهم على الباب كما جرت به عادة الكالب. (4( يحرس عليهم الباب. وهذا من سجيته وطبيعته ، حيث يربض )3قال ابن جريج )

�ا فيه كلب - ببابهم كأنه يحرسهم ، وكان جلوسه خارج الباب ؛ ألن المالئكة ال تدخل بيت�ب وال كافر ، كما ورد به الحديث الحسن )5كما ورد في الصحيح ) ( - وال صورة وال ج�ن

( وشملت كلبهم بركتهم ، فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال. وهذا فائدة6صحبة األخيار ؛ فإنه صار لهذا الكلب ذكر وخبر وشأن.

وقد قيل : إنه كان كلب صيد ألحدهم ، وهو األشبه. وقيل : كان كلب طباخ الملك ، وقدكان وافقهم على الدين فصحبه كلبه فالله أعلم.

695

Page 97: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة "همام بن الوليد الدمشقي" : حدثنا ص�د�ق�ة بن ق�ري ، سمعت الحسن البصري ، رحمه الله ، يقول : اني ، حدثنا عباد الم�ن عمر الغ�س�

ق�ز ، واسم كلب أصحاب كان اسم كبش إبراهيم : جرير واسم هدهد سليمان : ع�ن الكهف : قطمير ، واسم عجل بني إسرائيل الذي عبدوه : بهموت. وهبط آدم ، عليه

(7السالم ، بالهند ، وحواء بجدة ، وإبليس بدست بيسان ، والحية بأصبهان )( عن شعيب الجبائي أنه سماه : حمران.8وقد تقدم )

( على أقوال ال حاصل لها ، وال طائل تحتها وال دليل عليها ، وال9واختلفوا في لونه )حاجة إليها ، بل هي مما ينهى عنه ، فإن مستندها رجم بالغيب.

__________( في ت : "تتقلبون" ، وفي أ : "يتقلبوا".1)( في ف : "ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة".2)( في أ : "جرير".3)( في ف : "ربض".4)( من حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما.3227( رواه البخاري في صحيحه برقم )5) ( والنسائي في227( وأبو داود في السنن برقم )1/80( رواه أحمد في مسنده )6)

( من حديث علي بن أبي طالب مرفوعا : "ال تدخل المالئكة بيتا فيه1/141السنن )صورة وال كلب وال جنب".

(.27/143( انظر : مختصر تاريخ دمشق البن منظور )7)( في ت : "وقيل".8)( في ت : "كونه".9)

(5/144)

� �و م �ع ض� ي و ب� �و م�ا أ �ا ي ن �ث �ب �وا ل �م ق�ال ت �ث �ب �م ل ه�م ك �ل� م�ن �ه�م ق�ال� ق�ائ ن �ي �وا ب اء�ل �س� �ت �ي �اه�م ل ن �ع�ث �ذ�ل�ك� ب و�ك

�ى ك �ز �ه�ا أ ي� ظ�ر أ �ن ي �ة� ف�ل م�د�ين �ل�ى ال �م ه�ذ�ه� إ �و�ر�ق�ك �م ب �ح�د�ك �وا أ ع�ث �م ف�اب ت �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �م أ �ك ب �وا ر� ق�ال

�ح�د�ا ) �م أ �ك ن� ب ع�ر� �ش �ل�ط�ف و�ال� ي �ت ي ه� و�ل ق� م�ن �ر�ز �م ب �ك ت �أ ي �م 19ط�ع�ام�ا ف�ل ك �ي وا ع�ل �ظ ه�ر� �ن ي �ه�م إ �ن ( إ�د�ا ) �ب �ذ�ا أ �ح�وا إ �ف ل �ن ت �ه�م و�ل �ت �م ف�ي م�ل �ع�يد�وك و ي

� �م أ ج�م�وك �ر ( 20ي

�ا { أي : أنه ع ب ه�م ر� ت� م�ن �ئ �م�ل ا و�ل ار� ه�م ف�ر� ت� م�ن �ي �و�ل ه�م ل �ي �ع ت� ع�ل �و� اط�ل وقوله تعالى : } ل تعالى ألقى عليهم المهابة بحيث ال يقع نظر أحد عليهم إال هابهم ؛ لما ألبسوا من

( يد المس ، حتى يبلغ الكتاب أجله ،1المهابة والذعر ، لئال يدنو منهم أحد وال تمسهم )وتنقضي رقدتهم التي شاء تبارك وتعالى فيهم ، لما له في ذلك من الحجة والحكمة )

( البالغة ، والرحمة الواسعة.2

� �و م �ع ض� ي و ب� �و م�ا أ �ا ي ن �ث �ب �وا ل �م ق�ال ت �ث �ب �م ل ه�م ك �ل� م�ن �ه�م ق�ال� ق�ائ ن �ي �وا ب اء�ل �س� �ت �ي �اه�م ل ن �ع�ث �ذ�ل�ك� ب } و�ك

�ى ك �ز �ه�ا أ ي� ظ�ر أ �ن ي �ة� ف�ل م�د�ين �ل�ى ال �م ه�ذ�ه� إ �و�ر�ق�ك �م ب �ح�د�ك �وا أ ع�ث �م ف�اب ت �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �م أ �ك ب �وا ر� ق�ال

�ح�د�ا ) �م أ �ك ن� ب ع�ر� �ش �ل�ط�ف و�ال ي �ت ي ه� و�ل ق� م�ن �ر�ز �م ب �ك ت �أ ي �م 19ط�ع�ام�ا ف�ل ك �ي وا ع�ل �ظ ه�ر� �ن ي �ه�م إ �ن ( إ�د�ا ) �ب �ذ�ا أ �ح�وا إ �ف ل �ن ت �ه�م و�ل �ت �م ف�ي م�ل �ع�يد�وك و ي

� �م أ ج�م�وك �ر ( {20ي يقول تعالى : وكما أرقدناهم بعثناهم صحيحة أبدانهم وأشعارهم وأبشارهم ، لم يفقدوا

�ا ، وذلك بعد ثالثمائة سنة وتسع سنين ؛ ولهذا تساءلوا بينهم : من أحوالهم وهيئاتهم شيئ

696

Page 98: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

� { كان دخولهم إلى �و م �ع ض� ي و ب� �و م�ا أ �ا ي ن �ث �ب �وا ل �م { ؟ أي : كم رقدتم ؟ } ق�ال ت �ث �ب �م ل } ك

( كان في آخر نهار ؛ ولهذا استدركوا فقالوا :3الكهف في أول نهار ، واستيقاظهم )�م { أي : الله أعلم بأمركم ، وكأنه حصل لهم ت �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �م أ �ك ب �وا ر� � ق�ال �و م �ع ض� ي و ب

� } أد�د في كثرة نومهم ، فالله أعلم ، ثم عدلوا إلى األهم في أمرهم إذ ذاك ) �ر� ( وهو4نوع ت

�م { أي : فضتكم �و�ر�ق�ك �م ب �ح�د�ك �وا أ ع�ث احتياجهم إلى الطعام والشراب ، فقالوا : } ف�اب هذه. وذلك أنهم كانوا قد استصحبوا معهم دراهم من منازلهم لحاجتهم إليها ، فتصدقوا

�ة� { أي : م�د�ين �ل�ى ال �م ه�ذ�ه� إ �و�ر�ق�ك �م ب �ح�د�ك �وا أ ع�ث منها وبقي منها ؛ فلهذا قالوا : } ف�ابمدينتكم التي خرجتم منها واأللف والالم للعهد.

�م ك �ي �ه� ع�ل �و ال ف�ض ل� الل �ى ط�ع�ام�ا { أي : أطيب طعام�ا ، كقوله : } و�ل ك �ز �ه�ا أ ي� ظ�ر أ �ن ي } ف�ل

�د�ا { ]النور : �ب �ح�د� أ �م م�ن أ ك �ا م�ن ك �ه� م�ا ز� ح م�ت �ى { ]األعلى21و�ر� ك �ز� �ح� م�ن ت �ف ل [ وقوله } ق�د أ�ط�يب )14: ( المال وتطهره. وقيل : أكثر طعام�ا ، ومنه زكاة5[ ومنه الزكاة التي ت

(6الزرع إذا كثر ، قال الشاعر : )... �ب� �الث� و�أط ي �ى م�ن ث ك ع� أز ب �ة�... و�للس� �الث �م ث ت �ن ع� و�أ ب �لنا س� �ئ �ا ق�ب

والصحيح األول ؛ ألن مقصودهم إنما هو الطيب الحالل ، سواء كان قليال أو كثيرا.�خ�ف� ) �ت ي �ل�ط�ف { أي : في خروجه وذهابه ، وشرائه وإيابه ، يقولون : و�ل �ت ي (7وقوله } و�ل

�م ك �ي وا ع�ل �ظ ه�ر� �ن ي �ه�م إ �ن د�ا إ �ح� �م أ �ك ن� { أي : وال يعلمن } ب ع�ر� �ش كل ما يقدر عليه } و�ال ي�ه�م { يعنون �ت �م ف�ي م�ل �ع�يد�وك و ي

� �م أ ج�م�وك �ر �م { أي : إن علموا بمكانكم ، } ي ج�م�وك �ر ي (8أصحاب دقيانوس ، يخافون منهم أن يطلعوا على مكانهم ، فال يزالون يعذبونهم )

( في ملتهم التي هم عليها أو9بأنواع العذاب إلى أن يعيدوهم )__________

( في أ : "أو يمسهم".1)( في ف : " الحكمة والحجة ".2)( في ف : "وإيقاظهم".3)( في ت : "إن ذلك".4)( في ت : "يطيب".5)( غير منسوب.15/148( البيت في تفسير الطبري )6)( في ف ، أ : "وليتخفف".7)( في ف : "يزالون يعذبونكم".8)( في ف : "يعيدوكم".9)

(5/145)

�وهم على العود ) ( في الدنيا وال في2( في الدين فال فالح لكم )1يموتوا ، وإن وات�د�ا {.3اآلخرة ، ولهذا قال ) �ب �ذ�ا أ �ح�وا إ �ف ل �ن ت ( } و�ل

__________( في ف : "وافوهم على العودة".1)( في ت ، ف : "لهم".2)( في ف : "قالوا".3)

697

Page 99: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/146)

ع�ون� �از� �ن �ت �ذ ي ب� ف�يه�ا إ ي اع�ة� ال� ر� �ن� الس� �ه� ح�ق و�أ �ن� و�ع د� الل �م�وا أ �ع ل �ي ه�م ل �ي �ا ع�ل ن �ر ع ث� �ذ�ل�ك� أ و�ك

م ر�ه�م� �وا ع�ل�ى أ �ب �ذ�ين� غ�ل �ه�م ق�ال� ال �م� ب �ع ل �ه�م أ ب �ا ر� �ان ي �ن ه�م ب �ي �وا ع�ل ن �وا اب ه�م ف�ق�ال م ر�

� �ه�م أ ن �ي بج�د�ا ) ه�م م�س �ي �خ�ذ�ن� ع�ل �ت �ن ( 21ل

ع�ون� �از� �ن �ت �ذ ي ب� ف�يه�ا إ ي اع�ة� ال ر� �ن� الس� �ه� ح�ق و�أ �ن� و�ع د� الل �م�وا أ �ع ل �ي ه�م ل �ي �ا ع�ل ن �ر ع ث� �ذ�ل�ك� أ } و�ك

م ر�ه�م� �وا ع�ل�ى أ �ب �ذ�ين� غ�ل �ه�م ق�ال� ال �م� ب �ع ل �ه�م أ ب �ا ر� �ان ي �ن ه�م ب �ي �وا ع�ل ن �وا اب ه�م ف�ق�ال م ر�

� �ه�م أ ن �ي بج�د�ا ) ه�م م�س �ي �خ�ذ�ن� ع�ل �ت �ن ( {21ل

�ن� و�ع د� �م�وا أ �ع ل �ي ه�م { أي : أطلعنا عليهم الناس } ل �ي �ا ع�ل ن �ر ع ث� �ذ�ل�ك� أ يقول تعالى : } و�ك

ب� ف�يه�ا { ي اع�ة� ال ر� �ن� الس� �ه� ح�ق و�أ الل ذكر غير واحد من السلف أنه كان قد حصل ألهل ذلك الزمان شك في البعث وفي أمر

القيامة. وقال عكرمة : كان منهم طائفة قد قالوا : تبعث األرواح وال تبعث األجساد.( وداللة وآية على ذلك.1فبعث الله أهل الكهف حجة )

وذكروا أنه لما أراد أحدهم الخروج ليذهب إلى المدينة ، في شراء شيء لهم ليأكلوه ، تنكر وخرج يمشي في غير الجادة ، حتى انتهى إلى المدينة ، وذكروا أن اسمها

�ا بعد قرن ،2دقسوس ) ( وهو يظن أنه قريب العهد بها ، وكان الناس قد تبدلوا قرنوجيال بعد جيل ، وأمة بعد أمة ، وتغيرت البالد ومن عليها ، كما قال الشاعر :

ر� رج�اله... ى رجال� الح�ي غ�ي �دياره�م... و�أر� �ها ك أما الد�يار� ف�إن�ا من معالم البلد التي يعرفها ، وال يعرف أحد�ا من أهلها ، ال ) (3فجعل ال يرى شيئ

ا ، أو أنا حالم �ا أو مس� خواصها وال عوامها ، فجعل يتحير في نفسه ويقول : لعل بي جنون ( من ذلك ، وإن عهدي بهذه البلدة عشية أمس على4، ويقول : والله ما بي شيء )

غير هذه الصفة. ثم قال : إن تعجيل الخروج من هاهنا ألولى لي. ثم عمد إلى رجل ممن يبيع الطعام ، فدفع إليه ما معه من النفقة ، وسأله أن يبيعه بها طعام�ا. فلما رآها

بها ، فدفعها إلى جاره ، وجعلوا يتداولونها بينهم ويقولون : ذلك الرجل أنكرها وأنكر ض�ر لعل هذا قد وجد كنزا. فسألوه عن أمره ، ومن أين له هذه النفقة ؟ لعله وجدها من

( وعهدي بها عشية أمس5كنز. ومن أنت ؟ فجعل يقول : أنا من أهل هذه المدينة ) وفيها دقيانوس. فنسبوه إلى الجنون ، فحملوه إلى ولي� أمرهم ، فسأله عن شأنه وعن أمره حتى أخبرهم بأمره ، وهو متحير في حاله ، وما هو فيه. فلما أعلمهم بذلك قاموا

�و�ل�ى البلد وأهلها ، حتى انتهى بهم إلى الكهف ، فقال : دعوني معه إلى الكهف : م�تحتى أتقدمكم في الدخول ألعلم أصحابي ،

__________( في ت : "وحجة".1)( في ت : "دقوس".2)( في ت ، ف : "وال".3)( في ت : "شتى".4)( في ت : "النفقة".5)

(5/146)

698

Page 100: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ون� �ق�ول ب� و�ي غ�ي �ال ج م�ا ب �ه�م ر� ب �ل ه�م ك اد�س� ة� س� �ق�ول�ون� خ�م س� �ه�م و�ي ب �ل �ع�ه�م ك اب �ة� ر� ث �ال� �ون� ث �ق�ول ي س�اء� �ال� م�ر� �م�ار� ف�يه�م إ �يل� ف�ال� ت �ال� ق�ل �م�ه�م إ �ع ل �ه�م م�ا ي �ع�د�ت �م� ب �ع ل ~ي أ ب �ه�م ق�ل ر� ب �ل �ه�م ك �ام�ن ع�ة� و�ث ب س�

�ح�د�ا ) ه�م أ �ف ت� ف�يه�م م�ن ت �س ا و�ال� ت ( 22ظ�اه�ر�

( ويقال : بل دخلوا1فيقال : إنهم ال يدرون كيف ذهب فيه ، وأخفى الله عليهم خبره ) عليهم ، ورأوهم وسلم عليهم الملك واعتنقهم ، وكان مسلم�ا فيما قيل ، واسمه

( وسلموا عليه ، وعادوا إلى3( ففرحوا به وآنسوه بالكالم ، ثم ودعوه )2تيدوسيس )مضاجعهم ، وتوفاهم الله ، عز وجل ، فالله أعلم.

( ابن عباس مع حبيب بن مسلمة ، فمروا بكهف في بالد الروم ،4قال قتادة : غزا ) فرأوا فيه عظام�ا ، فقال قائل : هذه عظام أهل الكهف ؟ فقال ابن عباس : لقد بليت

عظامهم من أكثر من ثالثمائة سنة. رواه ابن جرير.( } ه�م �ي �ا ع�ل ن �ر ع ث

� �ذ�ل�ك� أ ( أي : كما أرقدناهم وأيقظناهم بهيآتهم ، أطلعنا5وقوله : } و�ك �ذ ب� ف�يه�ا إ ي اع�ة� ال ر� �ن� الس� �ه� ح�ق و�أ �ن� و�ع د� الل �م�وا أ �ع ل �ي عليهم أهل ذلك الزمان } ل

ه�م { أي : في أمر القيامة ، فمن مثبت لها ومن منكر ، فجعل الله م ر�� �ه�م أ ن �ي ع�ون� ب �از� �ن �ت ي

�م� �ع ل �ه�م أ ب �ا ر� �ان ي �ن ه�م ب �ي �وا ع�ل ن �وا اب ظهورهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم } ف�ق�ال�وا ع�ل�ى �ب �ذ�ين� غ�ل �ه�م { أي : سدوا عليهم باب كهفهم ، وذروهم على حالهم } ق�ال� ال ب

ج�د�ا { ه�م م�س �ي �خ�ذ�ن� ع�ل �ت �ن م ر�ه�م ل� أ

( ذلك قولين : أحدهما : إنهم المسلمون منهم. والثاني :6حكى ابن جرير في القائلين )(7أهل الشرك منهم ، فالله أعلم )

والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ. ولكن هل هم محمودون أم ال ؟ فيه نظر ؛ ألن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لعن الله اليهود والنصارى ،

( يحذر ما فعلوا. وقد روينا عن أمير8اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد" ) المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق ، أمر أن يخفى عن الناس ، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده ، فيها شيء من

المالحم وغيرها.�ق�ول�ون� ب� و�ي غ�ي �ال ج م�ا ب �ه�م ر� ب �ل ه�م ك اد�س� ة� س� �ق�ول�ون� خ�م س� �ه�م و�ي ب �ل �ع�ه�م ك اب �ة� ر� �الث �ون� ث �ق�ول ي } س�

اء� �ال م�ر� �م�ار� ف�يه�م إ �يل� ف�ال ت �ال ق�ل �م�ه�م إ �ع ل �ه�م م�ا ي �ع�د�ت �م� ب �ع ل ~ي أ ب �ه�م ق�ل ر� ب �ل �ه�م ك �ام�ن ع�ة� و�ث ب س��ح�د�ا ) ه�م أ �ف ت� ف�يه�م م�ن ت �س ا و�ال ت ( {22ظ�اه�ر�

ا عن اختالف الناس في عدة أصحاب الكهف ، فحكى ثالثة أقوال ، يقول تعالى مخبر� ب� { أي : غ�ي �ال ج م�ا ب فدل على أنه ال قائل برابع ، ولما ض�ع�ف القولين األولين بقوله : } ر�

( يرمي إلى مكان ال يعرفه ، فإنه ال يكاد يصيب ، وإن أصاب فبال9قوال بال علم ، كمن )�ه�م { فدل على ب �ل �ه�م ك �ام�ن قصد ، ثم حكى الثالث وسكت عليه أو قرره بقوله : } و�ث

صحته ، وأنه هو الواقع في نفس األمر.__________

( في ت ، ف : "خبرهم".1)( في ت : "تيدرسين" ، وفي ف : "بيدوسيس".2)( في ت ، ف : "دعوه".3)( في ت : "وعن".4)( في ت : "أعثرناهم" وهو خطأ.5)

699

Page 101: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "القائل".6)( في ت : "والله أعلم".7)( من حديث عائشة ، رضي الله عنها.1330( رواه البخاري في صحيحه برقم )8)( في أ : "لمن".9)

(5/147)

~ي ف�اع�ل� ذ�ل�ك� غ�د�ا ) �ن ي ء� إ �ن� ل�ش� �ق�ول يت� و�ق�ل 23و�ال� ت �س� �ذ�ا ن �ك� إ ب �ر ر� �ه� و�اذ ك اء� الل �ش� �ن ي �ال� أ ( إد�ا ) ش� ب� م�ن ه�ذ�ا ر� �ق ر� ~ي أل� ب �ن� ر� �ه د�ي ن ي

� ( 24ع�س�ى أ

�ه�م { إرشاد إلى أن األحسن في مثل هذا المقام رد العلم �ع�د�ت �م� ب �ع ل ~ي أ ب وقوله : } ق�ل ر� إلى الله تعالى ، إذ ال احتياج إلى الخوض في مثل ذلك بال علم ، لكن إذا أطلعنا على

�ا حيث وقفنا. أمر قلنا به ، وإال و�ق�ف ن�يل� { أي : من الناس. قال قتادة : قال ابن عباس : أنا من �ال ق�ل �م�ه�م إ �ع ل وقوله : } م�ا ي

( عطاء1القليل الذي استثنى الله ، عز وجل ، كانوا سبعة. وكذا روى ابن جريج ، عن )الخراساني عنه أنه كان يقول : أنا ممن استثنى الله ، ويقول : عدتهم سبعة.

م�اك ،2وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار ) ( حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا إسرائيل ، عن س��يل� { قال : أنا من القليل ، كانوا �ال ق�ل �م�ه�م إ �ع ل عن عكرمة ، عن ابن عباس : } م�ا ي

سبعة.فهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس : أنهم كانوا سبعة ، وهو موافق لما قدمناه.

�ج�يح ، عن مجاهد قال : لقد ار عن عبد الله بن أبي ن �س� وقال محمد بن إسحاق بن ي ح�د�ثت� أنه كان على بعضهم من حداثة سنه و�ض�ح الو�ر�ق. قال ابن عباس : فكانوا كذلك

( ويستغيثون بالله ، وكانوا ثمانية نفر :3ليلهم ونهارهم في عبادة الله ، يبكون ) (5( وكان أكبرهم وهو الذي كلم الملك عنهم ، و مجسيميلنينا وتمليخا )4مكسلمينا )

ومرطونس ، وكشطونس ، وبيرونس ، وديموس ، ويطونس وقالوش. ( هذا من كالم ابن إسحاق ، ومن بينه وبينه ،6هكذا وقع في هذه الرواية ، ويحتمل )

فإن الصحيح عن ابن عباس أنهم كانوا سبعة ، وهو ظاهر اآلية. وقد تقدم عن شعيب ( األسماء واسم كلبهم نظر8( ، وفي تسميتهم بهذه )7الجبائي أن اسم كلبهم حمران )

�ق�ى من أهل الكتاب ، وقد قال تعالى : �ل في صحته ، والله أعلم ؛ فإن غالب ذلك م�ت�ا ؛ فإن األمر في معرفة ) ا { أي : سهال هين اء� ظ�اه�ر� �ال م�ر� �م�ار� ف�يه�م إ ( ذلك ال9} ف�ال ت

�ح�د�ا { أي : فإنهم ال علم لهم10يترتب عليه كبير ) ه�م أ �ف ت� ف�يه�م م�ن ت �س ( فائدة } و�ال ت بذلك إال ما يقولونه من تلقاء أنفسهم رجما بالغيب ، أي من غير استناد إلى كالم معصوم ، وقد جاءك الله يا محمد بالحق الذي ال شك فيه وال مرية ، فهو المقدم

( من الكتب واألقوال.11الحاكم على كل ما تقدمه )~ي ف�اع�ل� ذ�ل�ك� غ�د�ا ) �ن ي ء� إ �ن� ل�ش� �ق�ول �س�يت�23} و�ال ت �ذ�ا ن �ك� إ ب �ر ر� �ه� و�اذ ك اء� الل �ش� �ن ي �ال أ ( إ

د�ا ) ش� ب� م�ن ه�ذ�ا ر� ~ي ألق ر� ب �ن� ر� �ه د�ي ن ي� ( {24و�ق�ل ع�س�ى أ

هذا إرشاد من الله لرسوله الله صلوات الله وسالمه عليه ، إلى األدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل ، أن يرد ذلك إلى مشيئة الله ، عز وجل ، عالم

الغيوب ، الذي يعلم ما كان وما يكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، كما ثبت

700

Page 102: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

في الصحيحين عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم( قال سليمان بن داود عليهما السالم : ألطوفن الليلة على12أنه ]قال[ )

__________( في ت : "ابن".1)( في ت : "يسار".2)( في ت ، ، ف ، أ : "يتلون".3)( في هـ : "مكيليممنينا" ، والمثبت من ت ، ف ، أ.4)( في ف : "شمليخا".5)( في ف ، أ : "ويحتمل أن يكون".6)( في ت : "خمران".7)( في ت : "بهذا".8)( في ت : "معرفته".9)( في ف : "كثير".10)( في ف : "على من تقدمه".11)( زيادة من ت ، ف ، أ.12)

(5/148)

سبعين امرأة - وفي رواية تسعين امرأة. وفي رواية : مائة امرأة - تلد كل امرأة منهن غالم�ا يقاتل في سبيل الله ، فقيل له - وفي رواية : فقال له الملك - قل : إن شاء

الله. فلم يقل فطاف بهن فلم يلد منهن إال امرأة واحدة نصف إنسان" ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده ، لو قال : "إن شاء الله" لم يحنث ،

�ا أجمعون ) (2( )1وكان دركا لحاجته" ، وفي رواية : "ولقاتلوا في سبيل الله فرسان وقد تقدم في أول السورة ذكر سبب نزول هذه اآلية في قول النبي صلى الله عليه

وسلم ، لما سئل عن قصة أصحاب الكهف : "غد�ا أجيبكم". فتأخر الوحي خمسة عشريوم�ا ، وقد ذكرناه بطوله في أول السورة ، فأغنى عن إعادته.

يت� { قيل : معناه إذا نسيت االستثناء ، فاستثن عند ذكرك �س� �ذ�ا ن �ك� إ ب �ر ر� وقوله : } و�اذ كله. قاله أبو العالية ، والحسن البصري.

وقال هشيم ، عن األعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في الرجل يحلف ؟ قال : لهيت� { في ذلك. قيل �س� �ذ�ا ن �ك� إ ب �ر ر� أن يستثني ولو إلى سنة ، وكان يقول : } و�اذ ك

( ذهب4( حدثني به ليث بن أبي سليم ، يرى )3لألعمش : سمعته عن مجاهد ؟ قال )كسائي هذا.

(.5ورواه الطبراني من حديث أبي معاوية ، عن األعمش ، به ) ومعنى قول ابن عباس : "أنه يستثني ولو بعد سنة" أي : إذا نسي أن يقول في حلفه

�ة ن نة له أن يقول ذلك ، ليكون آتيا بس� أو كالمه "إن شاء الله" وذكر ولو بعد سنة ، فالس� االستثناء ، حتى ولو كان بعد الحنث ، قال ابن جرير ، رحمه الله ، ونص على ذلك ، ال

( رافع�ا لحنث اليمين ومسقط�ا للكفارة. وهذا الذي قاله ابن جرير ،6أن يكون ]ذلك[ )رحمه الله ، هو الصحيح ، وهو األليق بحمل كالم ابن عباس عليه ، والله أعلم.يت� { أي : إذا غضبت. وهذا تفسير بالالزم. �س� �ذ�ا ن �ك� إ ب �ر ر� وقال عكرمة : } و�اذ ك

701

Page 103: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ل واني ، حدثنا سعيد بن سليمان ، عن عباد بن وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن يحيى الح� العوام ، عن سفيان بن حسين ، عن يعلى بن مسلم ، عن جابر بن زيد ، عن ابن

�ذ�ا �ك� إ ب �ر ر� �ه� و�اذ ك اء� الل �ش� �ن ي �ال أ ~ي ف�اع�ل� ذ�ل�ك� غ�د�ا إ �ن ي ء� إ �ن� ل�ش� �ق�ول عباس : } و�ال تيت� { أن تقول : إن شاء الله ) �س� (.8( ]وهذا تفسير بالالزم[ )7ن

( حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا9وقال الطبراني : حدثنا محمد بن الحارث الج�بيلي )الوليد بن

__________( في ت ، ف : "أجمعين".1) ( رواية التسعين ،6720( رواية المائة ، وبرقم )5242( صحيح البخاري برقم )2)

(.1654وصحيح مسلم برقم )( في ف : "فقال".3)( في ت : "ترى".4)(.11/68( والمعجم الكبير للطبراني )15/151( تفسير الطبري )5)( زيادة من ف.6)(.12/179( المعجم الكبير )7)( زيادة من ف.8)( في ت ، ف : "الحبلى".9)

(5/149)

ع�ا ) �س د�اد�وا ت �ين� و�از ن �ة� س� ث� م�ئ �ال� �ه ف�ه�م ث �وا ف�ي ك �ث �ب ب�25و�ل �ه� غ�ي �وا ل �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �ه� أ ( ق�ل� الل�ح�د�ا م�ه� أ ر�ك� ف�ي ح�ك �ش �ه� م�ن و�ل�ي� و�ال� ي �ه�م م�ن د�ون م�ع م�ا ل س

� �ه� و�أ ص�ر ب �ب ر ض� أ� م�او�ات� و�األ الس�

(26 )

�ج�يح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ن ، عن ابن أبي ن مسلم ، عن عبد العزيز بن ح�ص�ي�ذ�ا �ك� إ ب �ر ر� �ه� و�اذ ك اء� الل �ش� �ن ي �ال أ ~ي ف�اع�ل� ذ�ل�ك� غ�د�ا إ �ن ي ء� إ �ن� ل�ش� �ق�ول في قوله : } و�ال ت

يت� { أن تقول : إن شاء الله. �س� نيت� { االستثناء ، �س� �ذ�ا ن �ك� إ ب �ر ر� وروى الطبراني ، أيض�ا عن ابن عباس في قوله : } و�اذ ك

( الله صلى الله عليه وسلم ، وليس1فاستثن إذا ذكرت. وقال : هي خاصة برسول )د به الوليد ، عن عبد العزيز بن �ف�ر� ألحد منا أن يستثني إال في صلة من يمينه ثم قال : ت

(.3( )2الحصين ) ويحتمل في اآلية وجه آخر ، وهو أن يكون الله ، عز وجل ، قد أرشد من نسي الشيء

في كالمه إلى ذكر الله تعالى ؛ ألن النسيان منشؤه من الشيطان ، كما قال فتىه� { ]الكهف : �ر� ذ ك

� �ن أ ط�ان� أ ي �ال الش� �يه� إ ان س� �ن [ وذكر الله تعالى يطرد63موسى : } و�م�ا أ ( ؛ ولهذا4الشيطان ، فإذا ذهب الشيطان ذهب النسيان ، فذكر الله سبب للذكر )

يت� {. �س� �ذ�ا ن �ك� إ ب �ر ر� قال : } و�اذ ك�لت عن شيء د�ا { أي : إذا سئ ش� ب� م�ن ه�ذ�ا ر� ~ي ألق ر� ب �ن� ر� �ه د�ي ن ي

� وقوله : } و�ق�ل ع�س�ى أ (5ال تعلمه ، فاسأل الله فيه ، وتوجه إليه في أن يوفقك للصواب والرشد ]في ذلك[ )

وقيل في تفسيره غير ذلك في تفسيره ، والله أعلم.

702

Page 104: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ع�ا ) �س د�اد�وا ت �ين� و�از ن �ة� س� �الث� م�ائ �ه ف�ه�م ث �وا ف�ي ك �ث �ب �ه�25} و�ل �وا ل �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �ه� أ ( ق�ل� الل م�ه� ر�ك� ف�ي ح�ك �ش �ه� م�ن و�ل�ي� و�ال ي �ه�م م�ن د�ون م�ع م�ا ل س

� �ه� و�أ ص�ر ب �ب م�او�ات� و�األر ض� أ ب� الس� غ�ي�ح�د�ا ) ( {26أ

�ر من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بمقدار ما لبث أصحاب الكهف هذا خب في كهفهم ، منذ أرقدهم الله إلى أن بعثهم وأعثر عليهم أهل ذلك الزمان ، وأنه كان

( وتسع سنين بالهاللية ، وهي ثالثمائة سنة بالشمسية ، فإن6مقداره ثالثمائة ]سنة[ ) ( بالقمرية إلى الشمسية ثالث سنين ؛ فلهذا قال بعد7تفاوت ما بين كل مائة ]سنة[ )ع�ا { �س د�اد�وا ت الثالثمائة : } و�از

�وا { أي : إذا سئلت عن لبثهم وليس عندك ]علم[ ) �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �ه� أ (8وقوله : } ق�ل� الل ( فال تتقدم فيه بشيء ، بل قل في مثل10( من الله ، عز وجل )9في ذلك وتوقيف )

م�او�ات� و�األر ض� { أي : ال يعلم ذلك إال هو أو من ب� الس� �ه� غ�ي �وا ل �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �ه� أ هذا : } اللل قه ، وهذا الذي قلناه ، عليه غير واحد من علماء التفسير أطلعه الله عليه من خ�

كمجاهد ، وغير واحد من السلف والخلف.ع�ا { هذا قول �س د�اد�وا ت �ين� و�از ن �ة� س� �الث� م�ائ �ه ف�ه�م ث �وا ف�ي ك �ث �ب وقال قتادة في قوله : } و�ل

أهل الكتاب ، __________

( في ت : "يا رسول" ؟ ، وفي ف : "لرسول".1)( في ف : "حصين".2)( "مجمع البحرين".3357( المعجم األوسط برقم )3)( في ت : "سبب الذكر".4)( زيادة من ف ، أ.5)( زيادة من أ.6)( زيادة من ف.7)( زيادة من ف.8)( في ت : "توفيق".9)( في ت ، ف : "تعالى".10)

(5/150)

�ح�د�ا ) ت �ه� م�ل �ج�د� م�ن د�ون �ن ت �ه� و�ل �م�ات �ل �ك �د~ل� ل ~ك� ال� م�ب ب �اب� ر� �ت ك� م�ن ك �ي �ل �وح�ي� إ ل� م�ا أ ( 27و�ات

�وا { قال : وفي ) �ث �ب �م�ا ل �م� ب �ع ل �ه� أ ( قراءة عبد1وقد رده الله تعالى بقوله : } ق�ل� الل(2الله : "وقالوا : ولبثوا" ، يعني أنه قاله الناس )

وهكذا قال - كما قال قتادة - م�طر�ف بن عبد الله. وفي هذا الذي زعمه قتادة نظر ، فإن الذي بأيدي أهل الكتاب أنهم لبثوا ثالثمائة سنةد�اد�وا من غير تسع ، يعنون بالشمسية ، ولو كان الله قد حكى قولهم لما قال : } و�از

ع�ا { وظاهر من اآلية إنما هو إخبار من الله ، ال حكاية عنهم. وهذا اختيار ابن جرير ، �س ت رحمه الله. ورواية قتادة قراءة ابن مسعود منقطعة ، ثم هي شاذة بالنسبة إلى قراءة

الجمهور فال يحتج بها ، والله أعلم.

703

Page 105: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

م�ع { أي : إنه لبصير بهم سميع لهم. س� �ه� و�أ ص�ر ب �ب وقوله : } أ

قال ابن جرير : وذلك في معنى المبالغة في المدح ، كأنه قيل : ما أبصره وأسمعه ، وتأويل الكالم : ما أبصر الله لكل موجود ، وأسمعه لكل مسموع ، ال يخفى عليه من

ذلك شيء.م�ع { فال أحد أبصر ) س

� �ه� و�أ ص�ر ب �ب ( من الله وال أسمع.3ثم روي عن قتادة في قوله : } أا. م�ع { يرى أعمالهم ، ويسمع ذلك منهم سميع�ا بصير� س

� �ه� و�أ ص�ر ب �ب وقال ابن زيد : } أ�ح�د�ا { أي : أنه تعالى هو م�ه� أ ر�ك� ف�ي ح�ك �ش �ه� م�ن و�ل�ي� و�ال ي �ه�م م�ن د�ون وقوله : } م�ا ل

الذي له الخلق واألمر ، الذي ال معقب لحكمه ، وليس له وزير وال نصير وال شريك والمشير ، تعالى وتقدس.

�ح�د�ا ) ت �ه� م�ل �ج�د� م�ن د�ون �ن ت �ه� و�ل �م�ات �ل �ك �د~ل� ل ~ك� ال م�ب ب �اب� ر� �ت ك� م�ن ك �ي �ل �وح�ي� إ ل� م�ا أ ( {27} و�ات__________

( في ت : "ومن".1)( في أ : "ابن عباس".2)( في ت : "أنصر".3)

(5/151)

ه�م �اك� ع�ن ن �ع د� ع�ي �ر�يد�ون� و�ج ه�ه� و�ال� ت ي~ ي ع�ش� غ�د�اة� و�ال �ال �ه�م ب ب �د ع�ون� ر� �ذ�ين� ي �ف س�ك� م�ع� ال �ر ن و�اص بط�ا ) ه� ف�ر� م ر�

� �ان� أ �ع� ه�و�اه� و�ك �ب �ا و�ات ر�ن �ه� ع�ن ذ�ك ب �ا ق�ل ن �غ ف�ل �ط�ع م�ن أ �ا و�ال� ت ي �اة� الد�ن ي ح� �ة� ال �ر�يد� ز�ين ت28 )

�اك� ن �ع د� ع�ي �ر�يد�ون� و�ج ه�ه� و�ال ت ع�ش�ي~ ي غ�د�اة� و�ال �ال �ه�م ب ب �د ع�ون� ر� �ذ�ين� ي �ف س�ك� م�ع� ال �ر ن } و�اص به� م ر�

� �ان� أ �ع� ه�و�اه� و�ك �ب �ا و�ات ر�ن �ه� ع�ن ذ�ك ب �ا ق�ل ن �غ ف�ل �ط�ع م�ن أ �ا و�ال ت ي �اة� الد�ن ي ح� �ة� ال �ر�يد� ز�ين ه�م ت ع�نط�ا ) ( {28ف�ر�

ا رسوله ]عليه الصالة والسالم[ ) ( إلى2( بتالوة كتابه العزيز وإبالغه )1يقول تعالى آمر��ه� { أي : ال مغير ) �م�ات �ل �ك �د~ل� ل ( لها وال محرف وال مؤو�ل.3الناس : } ال م�ب

�ح�د�ا { قال : ملجأ. وعن ت �ح�د�ا { ]عن مجاهد : } م�ل ت �ه� م�ل �ج�د� م�ن د�ون �ن ت وقوله : } و�ل�ا وال مولى[ ) ( إن أنت يا محمد لم تتل ما أوحي5( قال ابن جرير : يقول )4قتادة : ولي

~غ �ل س�ول� ب �ه�ا الر� ي� �ا أ إليك من كتاب ربك ، فإنه ال ملجأ لك من الله". كما قال تعالى : } ي

�اس� { �ع ص�م�ك� م�ن� الن �ه� ي �ه� و�الل �ت ال �غ ت� ر�س� �ل �ف ع�ل ف�م�ا ب �م ت �ن ل ~ك� و�إ ب ك� م�ن ر� �ي �ل �نزل� إ م�ا أ�ل�ى م�ع�اد� {67]المائدة : اد�ك� إ �ر� آن� ل ق�ر ك� ال �ي �ذ�ي ف�ر�ض� ع�ل �ن� ال [ ، وقال تعالى } إ

[ أي : سائلك عما فرض عليك من إبالغ الرسالة.85]القصص : __________

( زيادة من أ.1)( في ت "وابتالغه".2)( في ت ، ف : "أي غير مغير".3)( زيادة من أ.4)( في ت : "ويقول".5)

704

Page 106: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/151)

�ر�يد�ون� و�ج ه�ه� { أي : ي~ ي ع�ش� غ�د�اة� و�ال �ال �ه�م ب ب �د ع�ون� ر� �ذ�ين� ي �ف س�ك� م�ع� ال �ر ن وقوله : } و�اص ب ( مع الذين يذكرون الله ويهللونه ، ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ، ويسألونه1اجلس )

�ا من عباد الله ، سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء. يقال : إنها بكرة وعشي نزلت في أشراف قريش ، حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم

( وابن4( بضعفاء أصحابه كبالل وعمار وصهيب ]وخباب[ )3( وال يجالسهم )2وحده )د� �ط ر� مسعود ، وليفرد أولئك بمجلس على حدة. فنهاه الله عن ذلك ، فقال : } و�ال ت

ع�ش�ي~ { اآلية ]األنعام : غ�د�اة� و�ال �ال �ه�م ب ب �د ع�ون� ر� �ذ�ين� ي ( اآلية ، وأمره أن يصبر5[ )52ال�ه�م 6نفسه في الجلوس ) ب �د ع�ون� ر� �ذ�ين� ي �ف س�ك� م�ع� ال �ر ن ( مع هؤالء ، فقال : } و�اص ب

�ر�يد�ون� و�ج ه�ه� { ي~ ي ع�ش� غ�د�اة� و�ال �ال ب وقال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن عبد الله

ح ، عن أبيه ، عن سعد - هو ابن أبي ي ر� األسدي ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن ش� وقاص - قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر ، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤالء ال يجترئون علينا!. قال : وكنت أنا وابن مسعود ،

( فوقع في نفس رسول الله صلى7ورجل من هذيل ، وبالل ورجالن نسيت اسميهما )د� �ط ر� الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع ، فحد�ث نفسه ، فأنزل الله عز وجل : } و�ال ت�ر�يد�ون� و�ج ه�ه� { انفرد بإخراجه مسلم دون البخاري ي~ ي ع�ش� غ�د�اة� و�ال �ال �ه�م ب ب �د ع�ون� ر� �ذ�ين� ي ال

(8)�اح قال : سمعت �ي وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي الت

أبا الجعد يحد�ث عن أبي أمامة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاص يقص ، فأمسك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ق�ص ، فألن أقعد غدوة إلى

(9أن تشرق الشمس ، أحب إلي� من أن أعتق أربع رقاب" ) س�رة10وقال اإلمام أحمد أيضا : حدثنا هاشم ) ( حدثنا شعبة ، عن عبد الملك بن م�ي

د�وس بن قيس - وكان قاص العامة بالكوفة - يقول : أخبرني رجل من �ر قال : سمعت ك أصحاب بدر : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ألن أقعد في مثل هذا

المجلس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب". قال شعبة : فقلت : أي مجلس ؟ قال :(12( )11كان قاصا )

وقال أبو داود الطيالسي في مسنده : حدثنا محمد ، حدثنا يزيد بن أبان ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألن أجالس قوم�ا يذكرون الله من صالة

( إلى طلوع الشمس ، أح�ب� إلي� مما طلعت عليه الشمس ، وألن أذكر الله13الغداة )من صالة العصر إلى غروب الشمس أحب� إلي من أن أعتق

__________( في ت : "يجلس".1)( في ت ، ف : "وحدهم".2)( في ت : "تجالسهم".3)( زيادة من ف.4)( في ت : "يطرد".5)( في ت : "في المجلس".6)

705

Page 107: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : ، ف : "اسمهما".7)(.2413( صحيح مسلم برقم )8)(.5/261( المسند )9)( في ت : "هشام".10)( في ت : "وقاص".11)( وكردوس بن قيس لم يوثقه إال ابن حبان.3/474( المسند )12)( في ت : "الغد".13)

(5/152)

ثمانية من ولد إسماعيل دية كل واحد منهم اثنا عشر ألف�ا". فحسبنا دياتهم ونحن في ( ألف�ا ، وهاهنا من يقول : "أربعة من ولد1مجلس أنس ، فبلغت ستة وتسعين )

(3( عشر ألف�ا )2إسماعيل" والله ما قال إال ثمانية ، دية كل واحد منهم اثنا ) وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا أحمد بن إسحاق األهوازي ، حدثنا أبو أحمد الزبيري

( مسلم - وهو الكوفي -4، حدثنا عمرو بن ثابت ، عن علي بن األقمر ، عن األغر أبي ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر� برجل يقرأ سورة الكهف ، فلما رأى النبي

صلى الله عليه وسلم سكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا المجلسالذي أمرت أن أصبر نفسي معهم".

هكذا رواه أبو أحمد ، عن عمرو بن ثابت ، عن علي بن األقمر ، عن األغر مرسال. ( بن الصلت ، حدثنا عمرو6( منصور ، حدثنا محمد )5وحدثناه يحيى بن المعلى ، عن )

( عن أبي هريرة وأبي سعيد7بن ثابت ، عن علي بن األقمر ، عن األغر أبي مسلم ) قاال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورجل يقرأ سورة الح�ج ر أو سورة الكهف ، فسكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر

(.8نفسي معهم" ) ( حدثنا ميمون الم�رئي ، حدثنا ميمون بن9وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر )

�اه ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ي س� : "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله ، ال يريدون بذلك إال وجهه ، إال ناداهم مناد من

�م حسنات" ) �ك �د~لت سيئات ا لكم ، قد ب ( تفرد به أحمد ،10السماء : أن قوموا مغفور�رحمه الله.

وقال الطبراني : حدثنا إسماعيل بن الحسن ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، ( عن أبي حازم ، عن عبد الرحمن بن سهل بن ح�نيف قال :11عن أسامة بن زيد )

�ف س�ك� �ر ن نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في بعض أبياته : } و�اص ب�ر�يد�ون� و�ج ه�ه� { فخرج يلتمسهم ، فوجد قوم�ا ي~ ي ع�ش� غ�د�اة� و�ال �ال �ه�م ب ب �د ع�ون� ر� �ذ�ين� ي م�ع� ال

( وذو الثوب الواحد ، فلما12يذكرون الله تعالى ، منهم ثائر الرأس ، وجافي الجلد ) رآهم جلس معهم وقال : "الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني الله أن أصبر

(13نفسي معهم" ) ( وأما أبوه فمن سادات14عبد الرحمن هذا ، ذكره أبو بكر بن أبي داود في الصحابة )

الصحابة ، __________

706

Page 108: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "وسبعين".1)( في ت : "اثنتا".2)( ويزيد بن أبان ضعيف.2104( مسند الطيالسى برقم )3)( في ت : "أي".4)( في ت ، ف : "بن".5)( في ت : "أحمد".6)( في ت : "األغر بن أبي مسلم".7) ( "كشف األستار" ، وقال الهيثمي في المجمع2326 ، 5232( مسند البززار برقم )8)( : "وفيه عمرو بن ثابت أبو المقدام وهو متروك".7/164)( في ف ، أ : "بكير".9)( وميمون المرئي ضعيف.3/142( المسند )10)( في ت : "زيدى".11)( في ف : "الجلود".12) ( من طريق3/353( ورواه ابن منده وأبو نعيم في الصحابة كما في أسد الغابة )13)

أبي حازم به. ( وتعقبه ابن األثير بقوله : "وال يصح ، وإنما الصحبة ألبيه وألخيه أبي أمامة ، وله14)

رؤية".

(5/153)

�ح�اط� ا أ �ار� �م�ين� ن �لظ�ال �ا ل �د ن �ع ت �ا أ �ن ف�ر إ �ك ي اء� ف�ل �ؤ م�ن و�م�ن ش� ي اء� ف�ل �م ف�م�ن ش� ~ك ب ح�ق� م�ن ر� و�ق�ل� ال اء�ت اب� و�س� ر� س� الش� �ئ و�ج�وه� ب و�ي ال �ش م�ه ل� ي �ال �م�اء� ك �وا ب �غ�اث �وا ي �غ�يث ت �س �ن ي اد�ق�ه�ا و�إ ر� �ه�م س� ب

�ف�ق�ا ) ت ( 29م�ر

رضي الله عنهم.�ا { قال ابن عباس : وال تجاوزهم ي �اة� الد�ن ي ح� �ة� ال �ر�يد� ز�ين ه�م ت �اك� ع�ن ن �ع د� ع�ي وقوله : } و�ال ت

إلى غيرهم : يعني : تطلب بدلهم أصحاب الشرف والثروة.�ع� �ب �ا { أي : شغل عن الدين وعبادة ربه بالدنيا } ]و�ات ر�ن �ه� ع�ن ذ�ك ب �ا ق�ل ن �غ ف�ل �ط�ع م�ن أ } و�ال ت

ط�ا { ) ه� ف�ر� م ر�� �ان� أ ( أي : أعماله وأفعاله سفه وتفريط وضياع ، وال تكن1ه�و�اه� [ و�ك

�م�د�ن� �ا لطريقته ، وال تغبطه بما هو فيه ، كما قال تعالى : } و�ال ت مطيع�ا له وال محب ر� ي ~ك� خ� ب ق� ر� �ه�م ف�يه� و�ر�ز �ن �ف ت �ن �ا ل ي �اة� الد�ن ي ح� ة� ال ه ر� ه�م ز� ا م�ن و�اج� �ز �ه� أ �ا ب �ع ن �ل�ى م�ا م�ت ك� إ �ي ن ع�ي

ق�ى { ]طه : �ب [131و�أا �ار� �م�ين� ن �لظ�ال �ا ل �د ن �ع ت �ا أ �ن ف�ر إ �ك ي اء� ف�ل �ؤ م�ن و�م�ن ش� ي اء� ف�ل �م ف�م�ن ش� ~ك ب ح�ق� م�ن ر� } و�ق�ل� ال

اب� ر� س� الش� �ئ و�ج�وه� ب و�ي ال �ش م�ه ل� ي �ال �م�اء� ك �وا ب �غ�اث �وا ي �غ�يث ت �س �ن ي اد�ق�ه�ا و�إ ر� �ه�م س� �ح�اط� ب أ�ف�ق�ا ) ت اء�ت م�ر ( {29و�س�

يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : وقل يا محمد للناس : هذا الذياء� �ؤ م�ن و�م�ن ش� ي اء� ف�ل جئتكم به من ربكم هو الحق الذي ال مرية فيه وال شك } ف�م�ن ش�

�ا { أي : أرصدنا �د ن �ع ت �ا أ �ن ف�ر { هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ؛ ولهذا قال : } إ �ك ي ف�لاد�ق�ه�ا { أي : ر� �ه�م س� �ح�اط� ب ا أ �ار� �م�ين� { وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه } ن �لظ�ال } ل

707

Page 109: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

سورها.اج ، عن أبي �هيعة ، حدثنا د�ر� قال اإلمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن ل

( عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :2الهيثم )اد�ق النار أربعة ج�د�ر ، كثافة كل جدار مسافة أربعين سنة". ر� "لس�

وأخرجه الترمذي في "صفة النار" وابن جرير في تفسيره ، من حديث دراج أبي(3الس�مح به )

اد�ق�ه�ا { قال : حائط من نار[ ) ر� �ه�م س� �ح�اط� ب (4]وقال ابن جريج : قال ابن عباس : } أ وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن نصر والعباس بن محمد قاال حدثنا أبو عاصم ، عن

عبد الله بن أمية ، حدثني محمد بن حيي بن يعلى ، عن صفوان بن يعلى ، عن يعلى بن أمية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "البحر هو جهنم" قال : فقيل له

اد�ق�ه�ا {5: ]كيف ذلك ؟[ ) ر� �ه�م س� �ح�اط� ب ا أ �ار� ( فتال هذه اآلية - أو : قرأ هذه اآلية - : } ن�ا - وال تصيبني منها قطرة" ) (.6ثم قال : "والله ال أدخلها أبد�ا أو : ما دمت حي

اء�ت اب� و�س� ر� س� الش� �ئ و�ج�وه� ب و�ي ال �ش م�ه ل� ي �ال �م�اء� ك �وا ب �غ�اث �وا ي �غ�يث ت �س �ن ي وقوله : } و�إ�ف�ق�ا { قال ابن عباس : "المهل" : ماء غليظ مثل ) ت ( دردي الزيت.7م�ر

__________( زيادة من ف.1)( في ت : "هشيم".2) (. ودراج15/157( وتفسير الطبري )2584( وسنن الترمذي برقم )3/29( المسند )3)

عن أبي الهيثم ضعيف.( زيادة من ف.4)( زيادة من ف.5)(.15/157( تفسير الطبري )6)( في ت : "قيل".7)

(5/154)

ه : وقال � وقال مجاهد : هو كالدم والقيح. وقال عكرمة : هو الشيء الذي انتهى ح�رآخرون : هو كل شيء أذيب.

�ا من الذهب في أخدود ، فلما انماع وأزبد قال : هذا وقال قتادة : أذاب ابن� مسعود شيئأشبه شيء بالمهل.

( سود.1وقال الضحاك : ماء جهنم أسود ، وهي سوداء وأهلها ) وهذه األقوال ليس شيء منها ينفي اآلخر ، فإن المهل يجمع هذه األوصاف الرذيلة كلها

و�ج�وه� { أي : من حره ، إذا أراد و�ي ال �ش ، فهو أسود منتن غليظ حار ؛ ولهذا قال : } يبه من وجهه ، شواه حتى يسقط جلد وجهه فيه ، كما جاء في � الكافر أن يشربه وق�ر

الحديث الذي رواه اإلمام أحمد بإسناده المتقدم في س�راد�ق النار عن أبي سعيد (2الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ماء كالمهل". قال )

( وهكذا رواه الترمذي في3كعكر الزيت فإذا قربه إليه سقطت فروة وجهه فيه" )د�ين بن سعد ) ( عن عمرو بن الحارث ، عن4"صفة النار" من جامعه ، من حديث ر�ش

( ثم قال : ال نعرفه إال من حديث "رشدين" ، وقد تكلم فيه من قبل5دراج ، به )

708

Page 110: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

حفظه ، ، هكذا قال ، وقد رواه اإلمام أحمد كما تقدم عن حسن األشيب ، عن ابناج ، والله أعلم ) ��ه�يعة ، عن د�ر (.6ل

�ة بن الوليد ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الله بن �ق�ي وقال عبد الله بن المبارك ، وب�س ر ، عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ب

ع�ه� { ]إبراهيم : �ج�ر� �ت ق�ى م�ن م�اء� ص�د�يد� ي �س هه ،17 ، 16} و�ي ��كر �ت [ قال : "يقرب إليه فيو�ى وجه�ه ووقعت فروة� رأسه ، فإذا شربه ) ( قطع أمعاءه ، يقول7فإذا قرب منه ش�

اب� {. ر� س� الش� �ئ و�ج�وه� ب و�ي ال �ش م�ه ل� ي �ال �م�اء� ك �وا ب �غ�اث �وا ي �غ�يث ت �س �ن ي الله تعالى : } و�إ ( منها8وقال سعيد بن جبير : إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم ، فأكلوا )

ا مر� بهم يعرفهم ، لعرف جلود وجوههم فيها. ثم فاختلست جلود وجوههم ، فلو أن مار� يصب عليهم العطش فيستغيثون. فيغاثون بماء كالمهل ، وهو الذي قد انتهى حره ،

( وجوههم التي قد سقطت عنها9فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره لحوم )الجلود.

( القبيحة :11( الصفات ]الذميمة[ )10ولهذا قال تعالى بعد وصفه هذا الشراب بهذه )اب� { أي : بئس هذا الشراب ) ر� س� الش� �ئ ق�وا12} ب ( كما قال في اآلية األخرى : } و�س�

م ع�اء�ه�م { ]محمد : � �ة� {15م�اء� ح�م�يم�ا ف�ق�ط�ع� أ �ي ن� آن ق�ى م�ن ع�ي �س [ وقال تعالى : } ت

� آن� { ]الرحمن : 13[ )5]الغاشية : ن� ح�م�يم �ي [44( أي : حارة ، كما قال : } و�ب__________

( في ف ، أ : "شجرها".1)( في ت : "قال كالمهل".2)(.3/70( المسند )3)( في ت : "بن األسعد".4)(.2581( سنن الترمذي برقم )5)( في ت : "فالله أعلم".6)( في ت ، ف : "شرب".7)( في ت ، ف : "فيأكلون".8)( في ت : "جلود".9)( في ت : "بهذا".10)( زيادة من ف ، أ.11)( في ف ، أ : "شرابا".12)( في ف : "يسقى".13)

(5/155)

ن� ع�م�ال� ) �ح س� �ج ر� م�ن أ �ض�يع� أ �ا ال� ن �ن �ح�ات� إ �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �م�ن �ذ�ين� آ �ن� ال �ه�م 30إ �ك� ل �ئ �ول ( أ�ا �اب �ي ون� ث �س� ب �ل او�ر� م�ن ذ�ه�ب� و�ي س�

� �و ن� ف�يه�ا م�ن أ ل �ح� ه�ار� ي ن� �ه�م� األ ت �ح �ج ر�ي م�ن ت �ات� ع�د ن� ت ن ج�

�ف�ق�ا ) ت �ت م�ر ن �و�اب� و�ح�س� �ع م� الث �ك� ن ائ ر�� �ين� ف�يه�ا ع�ل�ى األ �ئ �ك ق� م�ت ر� �ب ت �س د�س� و�إ ن ا م�ن س� خ�ض ر�

31 )

709

Page 111: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ف�ق�ا { ]أي : وساءت النار[ ) ت اء�ت م�ر ( منزال وم�ق�يال ومجتمع�ا وموضع�ا لالرتفاق )1} و�س�ا و�م�ق�ام�ا { ]الفرقان : 2 �ق�ر� ت اء�ت م�س �ه�ا س� �ن [66( كما قال في اآلية األخرى : } إ

ن� ع�م�ال ) �ح س� �ج ر� م�ن أ �ض�يع� أ �ا ال ن �ن �ح�ات� إ �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ن� ال �ه�م 30} إ �ك� ل �ئ �ول ( أ�ا �اب �ي ون� ث �س� ب �ل او�ر� م�ن ذ�ه�ب� و�ي س�

� �و ن� ف�يه�ا م�ن أ ل �ح� ه�ار� ي �ه�م� األن ت �ح �ج ر�ي م�ن ت �ات� ع�د ن� ت ن ج��ف�ق�ا ) ت �ت م�ر ن �و�اب� و�ح�س� �ع م� الث �ك� ن ائ �ين� ف�يه�ا ع�ل�ى األر� �ئ �ك ق� م�ت ر� �ب ت �س د�س� و�إ ن ا م�ن س� خ�ض ر�

31} ) لما ذكر تعالى حال األشقياء ، ثنى بذكر السعداء ، الذين آمنوا بالله وصدقوا المرسلين

�ات� ع�د ن� { ن فيما جاؤوا به ، وعملوا بما أمروهم به من األعمال الصالحة ، فلهم } ج�والعدن : اإلقامة.

ه�ار� { أي : من تحت غرفهم ومنازلهم ، قال ]لهم[ ) �ه�م� األن ت �ح �ج ر�ي م�ن ت ( فرعون :3} ت�ي { ]الزخرف : ت �ح �ج ر�ي م�ن ت ه�ار� ت [.51} و�ه�ذ�ه� األن

او�ر� م�ن ذ�ه�ب� { وقال في المكان اآلخر : س�� �و ن� { أي : من الحلية } ف�يه�ا م�ن أ ل �ح� } يه�م ف�يه�ا ح�ر�ير� { ]الحج : �اس� �ب �ؤ�ا و�ل �ؤ ل �ا23} و�ل �اب �ي ون� ث �س� ب �ل [ وفصله هاهنا فقال : } و�ي

ق� { فالسندس : لباس ) ر� �ب ت �س د�س� و�إ ن ا م�ن س� ( رقاع رقاق كالقمصان وما جرى4خ�ض ر�مجراها ، وأما اإلستبرق فغليظ الديباج وفيه بريق.

�ك� { االتكاء قيل : االضطجاع وقيل التربع في ائ �ين� ف�يه�ا ع�ل�ى األر� �ئ �ك وقوله : } م�ت ( الصحيح : "أما أنا فال آكل5الجلوس. وهو أشبه بالمراد هاهنا ومنه الحديث ]في[ )

�ا " ) ( فيه القوالن.6متكئ ( الناس في7واألرائك : جمع أريكة ، وهي السرير تحت الح�ج�لة ، والحجلة كما يعرفه )

زماننا هذا بالباشخاناه ، والله أعلم.�ك� { قال : هي الحجال. قال ائ قال عبد الرزاق : أخبرنا م�ع م�ر� ، عن قتادة : } ع�ل�ى األر�

ر في الحجال ) ر� �(8معمر : وقال غيره : الس�ا على أعمالهم �ف�ق�ا { ]أي : نعمت الجنة ثواب ت �ت م�ر ن �و�اب� و�ح�س� �ع م� الث وقوله : } ن

س� �ئ �ف�ق�ا { أي : حسنت منزال ومقيال ومقام�ا ، كما قال في النار : } ب ت �ت م�ر ن } و�ح�س��ف�ق�ا { ]الكهف : ت اء�ت م�ر اب� و�س� ر� ( ، وهكذا قابل بينهما في سورة الفرقان9[ )29الش�

ا و�م�ق�ام�ا { ]الفرقان : �ق�ر� ت اء�ت م�س �ه�ا س� �ن [ ثم ذكر صفات المؤمنين66في قوله : } إ �ت ن �د�ين� ف�يه�ا ح�س� ال �ة� و�س�الم�ا خ� ي �ح� �ق�و ن� ف�يه�ا ت �ل وا و�ي �ر� �م�ا ص�ب ف�ة� ب غ�ر و ن� ال �ج ز� �ك� ي �ئ �ول فقال : } أ

ا و�م�ق�ام�ا { ]الفرقان : �ق�ر� ت [.75 ، 76م�س__________

( زيادة من ف.1)( في ت : "لالرتفاع".2)( زيادة من ت.3)( في ت ، ف ، أ : "ثياب".4)( زيادة من ت ، ف.5)(.5398( صحيح البخاري برقم )6)( في ت ، ف : "تعرفه".7)(.1/339( تفسير عبد الرزاق )8)( زيادة من ف.9)

(5/156)

710

Page 112: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه�م�ا ن �ي �ا ب ن ع�ل �خ ل� و�ج� �ن �اه�م�ا ب �اب� و�ح�ف�ف ن �ع ن ن� م�ن أ �ي �ت ن �ح�د�ه�م�ا ج� �ا أل� ن ع�ل ن� ج� �ي ل ج� �ال� ر� �ه�م م�ث و�اض ر�ب لع�ا ) ر ا )32ز� �ه�ر� �ه�م�ا ن ل �ا خ�ال� ن �ا و�ف�ج�ر ئ ي ه� ش� �م م�ن �ظ ل �م ت �ه�ا و�ل �ل ك

� �ت أ �ت ن� آ �ي �ت ن ج� �ا ال ت �ل �ان�33( ك ( و�كا ) �ف�ر� �ع�ز� ن ك� م�اال� و�أ �ر� م�ن ث ك

� �ا أ �ن ه� أ �ح�او�ر� �ه� و�ه�و� ي ب �م�ر� ف�ق�ال� ل�ص�اح� �ه� ث ( 34ل

�ا ن �خ ل� و�ج�ع�ل �ن �اه�م�ا ب �اب� و�ح�ف�ف ن �ع ن ن� م�ن أ �ي �ت ن �ا ألح�د�ه�م�ا ج� ن ع�ل ن� ج� �ي ل ج� �ال ر� �ه�م م�ث } و�اض ر�ب لع�ا ) ر �ه�م�ا ز� ن �ي ا )32ب �ه�ر� �ه�م�ا ن �ا خ�الل ن �ا و�ف�ج�ر ئ ي ه� ش� �م م�ن �ظ ل �م ت �ه�ا و�ل �ل ك

� �ت أ ن� آت �ي �ت ن ج� �ا ال ت �ل (33( كا ) �ف�ر� �ع�ز� ن ك� م�اال و�أ �ر� م�ن ث ك

� �ا أ �ن ه� أ او�ر� �ح� �ه� و�ه�و� ي ب �م�ر� ف�ق�ال� ل�ص�اح� �ه� ث �ان� ل ( {34و�ك

(5/157)

�د�ا ) �ب �يد� ه�ذ�ه� أ �ب ن ت� �ظ�ن� أ ه� ق�ال� م�ا أ �ف س� �ن �م� ل �ه� و�ه�و� ظ�ال �ت ن اع�ة�35و�د�خ�ل� ج� �ظ�ن� الس� ( و�م�ا أ

�ا ) �ب ق�ل ه�ا م�ن ا م�ن ر� ي �ج�د�ن� خ� ~ي أل� ب �ل�ى ر� د�د ت� إ �ن ر� �ئ �م�ة� و�ل ( 36ق�ائ

�د�ا ) �ب �يد� ه�ذ�ه� أ �ب ن ت� �ظ�ن� أ ه� ق�ال� م�ا أ �ف س� �ن �م� ل �ه� و�ه�و� ظ�ال �ت ن اع�ة�35} و�د�خ�ل� ج� �ظ�ن� الس� ( و�م�ا أ

�ا ) �ب ق�ل ه�ا م�ن ا م�ن ر� ي ~ي ألج�د�ن� خ� ب �ل�ى ر� د�د ت� إ �ن ر� �ئ �م�ة� و�ل ( {36ق�ائ ( الضعفاء2( المشركين المستكبرين عن مجالسة )1يقول الله تعالى بعد ذكر )

( مثال3والمساكين من المسلمين ، وافتخروا عليهم بأموالهم وأحسابهم ، فضرب لهم ) ن� { أي : بستانين من أعناب ، محفوفتين بالنخل ) �ي �ت ن برجلين ، جعل الله } ألح�د�ه�م�ا ج�

( المحدقة في جنباتهما ، وفي خاللهما الزروع ، وكل من األشجار والزروع مثمر م�قبل�4 �م �ه�ا { أي : خرجت ثمرها } و�ل �ل ك

� �ت أ ن� آت �ي �ت ن ج� �ا ال ت �ل في غاية الجود ؛ ولهذا قال : } كا { أي : واألنهار �ه�ر� �ه�م�ا ن �ا خ�الل ن �ا } و�ف�ج�ر �ا { أي : ولم تنقص منه شيئ ئ ي ه� ش� �م م�ن �ظ ل ت

تتخرق فيهما هاهنا وهاهنا.وي عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة. �م�ر� { قيل : المراد به : المال. ر� �ه� ث �ان� ل } و�ك�م ر" بضم الثاء وقيل : الثمار وهو أظهر هاهنا ، ويؤيده القراءة األخرى : "وكان له ث

�م�ر� { بفتح5وتسكين الميم ، فيكون ) �ة وخ�شب ، وقرأ آخرون : } ث ب �خ�ش� ة ، ك �م�ر� ( جمع ثالثاء والميم.

ه� { أي : يجادله6فقال - أي صاحب هاتين ]الجنتين[ ) او�ر� �ح� �ه� و�ه�و� ي ب ( - } ل�ص�اح�ا { أي : أكثر خدم�ا �ف�ر� �ع�ز� ن ك� م�اال و�أ �ر� م�ن ث ك

� �ا أ �ن ويخاصمه ، يفتخر عليه ويترأس : } أوحشم�ا وولد�ا.

قال قتادة : تلك - والله - أمنية الفاجر : كثرة المال وعزة النفر.ه� { أي : بكفره وتمرده وتكبره وتجبره وإنكاره �ف س� �ن �م� ل �ه� و�ه�و� ظ�ال �ت ن وقوله : } و�د�خ�ل� ج�

�د�ا { وذلك اغترار منه ، لما رأى فيها ) �ب �يد� ه�ذ�ه� أ �ب ن ت� �ظ�ن� أ ( من7المعاد } ق�ال� م�ا أ

الزروع والثمار واألشجار واألنهار المطردة في جوانبها وأرجائها ، ظن أنها ال تفنى وال ( وذلك لقلة عقله ، وضعف يقينه بالله ، وإعجابه بالحياة8تفرغ وال تهلك وال تتلف )

�م�ة� { أي : كائنة9الدنيا وزينتها ، وكفره باآلخرة ) اع�ة� ق�ائ �ظ�ن� الس� ( ؛ ولهذا قال : } و�م�ا أد إلى �ا { أي : ولئن كان معاد ورجعة و�م�ر� �ب ق�ل ه�ا م�ن ا م�ن ر� ي ~ي ألج�د�ن� خ� ب �ل�ى ر� د�د ت� إ �ن ر� �ئ } و�ل

�ن� لي هناك أحسن من هذا ألني م�حظى ) ( عند ربي ، ولوال كرامتي )10الله ، ليكون�ن� ل�ي11 ~ي إ ب �ل�ى ر� ج�ع ت� إ �ن ر� �ئ ( عليه ما أعطاني هذا ، كما قال في اآلية األخرى : } و�ل

711

Page 113: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ى { ]فصلت : ن �ل ح�س د�ه� ل ن �ن� م�اال50ع� �ي �ا و�ق�ال� ألوت �ن �ات �آي �ف�ر� ب �ذ�ي ك ت� ال �ي أ �ف�ر� [ ، وقال } أ�د�ا { ]مريم : [ أي : في الدار اآلخرة ، تألى على الله ، عز77و�و�ل

__________( في ت ، ف : "ذكره".1)( في ت : "مجالسهم".2)( في ت ، ف ، أ : "لهم ولهم".3)( في ف ، أ : "بالنخيل".4)( في ت : "فيك".5)( زيادة من ف.6)( في ف : "فيهما".7)( في ت : "و اليسلم".8)( في ت : "باألخرى".9)( في ت ، ف : "محض".10)( في ت : "إكرامى".11)

(5/157)

ج�ال� و�اك� ر� �م� س� �ط ف�ة� ث �م� م�ن ن اب� ث �ر� �ق�ك� م�ن ت ل �ذ�ي خ� �ال ت� ب �ف�ر �ك ه� أ او�ر� �ح� �ه� و�ه�و� ي ب �ه� ص�اح� ق�ال� ل�ح�د�ا )37) ~ي أ ب �ر� ر�ك� ب �ش ~ي و�ال� أ ب �ه� ر� �ا ه�و� الل �ن �ك اء�38( ل �ك� ق�ل ت� م�ا ش� �ت ن ل ت� ج� �ذ د�خ� �و ال� إ ( و�ل

�د�ا ) ك� م�اال� و�و�ل �ق�ل� م�ن �ا أ �ن ن� أ �ر� �ن ت �ه� إ �الل �ال� ب �ه� ال� ق�و�ة� إ ا م�ن 39الل ر� ي �ن� خ� �ي �ؤ ت �ن ي ~ي أ ب ( ف�ع�س�ى ر��ق�ا ) ل �ح� ص�ع�يد�ا ز� �ص ب م�اء� ف�ت �ا م�ن� الس� �ان ب ه�ا ح�س �ي س�ل� ع�ل �ر �ك� و�ي �ت ن ا40ج� �ح� م�اؤ�ه�ا غ�و ر� �ص ب و ي

� ( أ�ا ) �ب �ه� ط�ل �ط�يع� ل ت �س ( 41ف�ل�ن ت

وجل ، وكان سبب نزولها في العاص بن وائل ، كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاءالله تعالى ، وبه الثقة.

و�اك� �م� س� �ط ف�ة� ث �م� م�ن ن اب� ث �ر� �ق�ك� م�ن ت ل �ذ�ي خ� �ال ت� ب �ف�ر �ك ه� أ �ح�او�ر� �ه� و�ه�و� ي ب �ه� ص�اح� } ق�ال� لج�ال ) �ح�د�ا )37ر� ~ي أ ب �ر� ر�ك� ب �ش ~ي و�ال أ ب �ه� ر� �ا ه�و� الل �ن �ك �ك� ق�ل ت� م�ا38( ل �ت ن ل ت� ج� �ذ د�خ� �و ال إ ( و�ل

�د�ا ) ك� م�اال و�و�ل �ق�ل� م�ن �ا أ �ن ن� أ �ر� �ن ت �ه� إ �الل �ال ب �ه� ال ق�و�ة� إ اء� الل �ن�39ش� �ي �ؤ ت �ن ي ~ي أ ب ( ف�ع�س�ى ر��ق�ا ) ل �ح� ص�ع�يد�ا ز� �ص ب م�اء� ف�ت �ا م�ن� الس� �ان ب ه�ا ح�س �ي س�ل� ع�ل �ر �ك� و�ي �ت ن ا م�ن ج� ر� ي �ح�40خ� �ص ب و ي

� ( أ�ا ) �ب �ه� ط�ل �ط�يع� ل ت �س ا ف�ل�ن ت ( {41م�اؤ�ه�ا غ�و ر�

ا عما هو فيه من الكفر ا عما أجابه صاحبه المؤمن ، واعظ�ا له وزاجر� يقول تعالى مخبر�ج�ال { ؟ وهذا و�اك� ر� �م� س� �ط ف�ة� ث �م� م�ن ن اب� ث �ر� �ق�ك� م�ن ت ل �ذ�ي خ� �ال ت� ب �ف�ر �ك بالله واالغترار : } أ

إنكار وتعظيم لما وقع فيه من جحود ربه ، الذي خلقه وابتدأ خلق اإلنسان من طينون� ف�ر� �ك ف� ت �ي وهو آدم ، ثم جعل نسله من ساللة من ماء مهين ، كما قال تعالى : } ك

�م { ]البقرة : �يك ي �ح �م� ي �م ث �ك �م�يت �م� ي �م ث �اك ي ح� �ا ف�أ م و�ات

� �م أ ت �ن �ه� و�ك �الل [ أي : كيف تجح�د�ون280ب ربكم ، وداللته عليكم ظاهرة جلية ، كل أحد يعلمها من نفسه ، فإنه ما من أحد من

المخلوقات إال ويعلم أنه كان معدوم�ا ثم وجد ، وليس وجوده من نفسه وال مستند�ا إلى ( إيجاده إلى خالقه ، وهو الله ، ال إله1شيء من المخلوقات ؛ ألنه بمثابته فعلم إسناد )

~ي { أي : أنا ال أقول بمقالتك2إال هو ، خالق كل شيء ؛ ولذا ) ب �ه� ر� �ا ه�و� الل �ن �ك ( قال : } ل

712

Page 114: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ح�د�ا { أي : بل هو الله المعبود ~ي أ ب �ر� ر�ك� ب �ش ، بل أعترف لله بالربوبية والوحدانية } و�ال أوحده ال شريك له.

ك� �ق�ل� م�ن �ا أ �ن ن� أ �ر� �ن ت �ه� إ �الل �ال ب �ه� ال ق�و�ة� إ اء� الل �ك� ق�ل ت� م�ا ش� �ت ن ل ت� ج� �ذ د�خ� �و ال إ ثم قال : } و�ل�د�ا { هذا تحضيض وحث على ذلك ، أي : هال إذا أعجبتك حين دخلتها ونظرت م�اال و�و�ل

إليها حمدت الله على ما أنعم به عليك ، وأعطاك من المال و الولد ما لم يعطه غيرك ،�ه� { ؛ ولهذا قال بعض السلف : من أعجبه شيء �الل �ال ب �ه� ال ق�و�ة� إ اء� الل وقلت : } م�ا ش�

�ه� { وهذا مأخوذ �الل �ال ب �ه� ال ق�و�ة� إ اء� الل من حاله أو ماله أو ولده أو ماله ، فليقل : } م�ا ش� من هذه اآلية الكريمة. وقد روي فيه حديث مرفوع أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي

في مسنده : ل�د ، حدثنا عمر بن يونس ، حدثنا عيسى بن ع�و ن ، حدثنا عبد الملك اح بن م�خ حدثنا ج�ر�ة ، عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ار� ر� بن ز�

�ال �ه� ال ق�و�ة� إ اء� الل "ما أنعم الله على عبد نعمة من أهل أو مال أو ولد ، فيقول : } م�ا ش��ك� �ت ن ل ت� ج� �ذ د�خ� �و ال إ �ه� { فيرى فيه آفة دون الموت". وكان يتأول هذه اآلية : } و�ل �الل ب

�ه� { ) �الل �ال ب �ه� ال ق�و�ة� إ اء� الل (.3ق�ل ت� م�ا ش�__________

( في ف : "استناد".1)( في ف : "ولهذا".2) ( من طريق الحسن بن صباح ، عن4525( ورواه البيهقي في شعب اإليمان برقم )3)

عمر بن يونس به.

(5/158)

قال الحافظ أبو الفتح األزدي : عيسى بن عون ، عن عبد الملك بن زرارة ، عن أنس :ال يصح حديثه.

وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة وحجاج ، حدثني شعبة ، عنه م ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عاصم بن عبيد الله ، عن عبيد مولى أبي ر�

عليه وسلم أنه قال : "أال أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ ال قوة إال بالله". تفرد به(1أحمد )

( عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال2وقد ثبت في الصحيح )(3له : "أال أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ ال حول وال قوة إال بالله" )

�ل�ج ، عن4وقال اإلمام أحمد : حدثنا بكر ) ( بن عيسى ، حدثنا أبو ع�و�انة ، عن أبي ب ع�م رو بن ميمون قال : قال أبو هريرة : قال لي نبي الله صلى الله عليه وسلم : "يا أبا

( على كنز من كنوز الجنة تحت العرش ؟". قال : قلت : نعم ، فداك5هريرة ، أدلك )�ل ج : وأحسب أنه قال : "فإن الله أبي وأمي. قال : "أن تقول ال قوة إال بالله" قال أبو ب�ل ج : قال ع�م رو : قلت يقول : أسلم عبدي واستسلم". قال : فقلت لعمرو - قال أبو ب �ذ �و ال إ ألبي هريرة : ال حول وال قوة إال بالله ؟ فقال : ال إنها في سورة الكهف : } و�ل

�ه� { ) �الل �ال ب �ه� ال ق�و�ة� إ اء� الل �ك� ق�ل ت� م�ا ش� �ت ن ل ت� ج� (6د�خ�س�ل� �ر �ك� { أي : في الدار اآلخرة } و�ي �ت ن ا م�ن ج� ر� ي �ن� خ� �ي �ؤ ت �ن ي ~ي أ ب وقوله : } ف�ع�س�ى ر�

�ا م�ن� �ان ب ه�ا { أي : على جنتك في الدنيا التي ظننت أنها ال تبيد وال تفنى } ح�س �ي ع�ل

713

Page 115: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا من م�اء� { قال ابن عباس ، والضحاك ، وقتادة ، ومالك عن الزهري : أي عذاب الس�السماء.

�ح� ص�ع�يد�ا �ص ب والظاهر أنه مطر عظيم مزعج ، يقلع زرعها وأشجارها ؛ ولهذا قال : } ف�ت�ا أملس ، ال يثبت فيه ق�دم. �ق�ا { أي : بلقع�ا تراب ل ز�

�ا. وقال ابن عباس : كالج�رز الذي ال ينبت شيئا في األرض ، وهو ضد النابع الذي يطلب ا { أي : غائر� �ح� م�اؤ�ه�ا غ�و ر� �ص ب و ي

� وقوله : } أ�م 7وجه األرض ، فالغائر يطلب أسفلها ) �ح� م�اؤ�ك ص ب

� �ن أ �م إ ت �ي أ ر�� ( كما قال تعالى : } ق�ل أ

�م�اء� م�ع�ين� { ]الملك : �م ب �يك ت �أ ا ف�م�ن ي �ح�30غ�و ر� �ص ب و ي� [ أي : جار وسائج. وقال هاهنا : } أ

�ا { والغور : مصدر بمعنى غائر ، وهو أبلغ منه ، كما �ب �ه� ط�ل �ط�يع� ل ت �س ا ف�ل�ن ت م�اؤ�ه�ا غ�و ر�(8قال الشاعر )

�ها ص�ف�وفا... �ت �د�ه� أعن �ق�ل �يه... ت ا ع�ل �و ح� �اد�ه� ن �ظ�ل� جي تبمعنى نائحات عليه.

__________(.2/469( المسند )1)( في ف : "الصحيحين".2)(.2704( وصحيح مسلم برقم )6610( صحيح البخاري برقم )3)( في ف ، أ : "بكير".4)( في ت ، ف : "أال أدلك".5)(.2/335( المسند )6)( في ت ، ف : "أسفل".7)( غير منسوب.15/163( البيت في تفسير الطبري )8)

(5/159)

�ا �ق�ول� ي ه�ا و�ي وش� �ة� ع�ل�ى ع�ر� او�ي ف�ق� ف�يه�ا و�ه�ي� خ� �ن ه� ع�ل�ى م�ا أ �ف�ي �ق�ل~ب� ك �ح� ي ص ب� �م�ر�ه� ف�أ �ث �ح�يط� ب و�أ

�ح�د�ا ) ~ي أ ب �ر� ر�ك ب �ش �م أ �ي ل �ن ت �ي �ان�42ل �ه� و�م�ا ك �ه� م�ن د�ون� الل ون ص�ر� �ن �ة� ي �ه� ف�ئ �ن ل �ك �م ت ( و�لا ) �ص�ر� ت �ا )43م�ن ر� ع�ق ب ي �ا و�خ� �و�اب ر� ث ي ح�ق~ ه�و� خ� �ه� ال �ل �ة� ل ي و�ال� �ال�ك� ال �ل�44( ه�ن �ه�م م�ث ( و�اض ر�ب ل

وه� �ذ ر� يم�ا ت �ح� ه�ش� ص ب� ر ض� ف�أ

� �ات� األ �ب �ه� ن �ل�ط� ب ت م�اء� ف�اخ �اه� م�ن� الس� ن ل ز� �ن �م�اء� أ �ا ك ي �اة� الد�ن ي ح� الا ) �د�ر� ي ء� م�ق ت �ل~ ش� �ه� ع�ل�ى ك �ان� الل �اح� و�ك ي ( 45الر~

�ق�ول� ه�ا و�ي وش� �ة� ع�ل�ى ع�ر� او�ي ف�ق� ف�يه�ا و�ه�ي� خ� �ن ه� ع�ل�ى م�ا أ �ف�ي �ق�ل~ب� ك �ح� ي ص ب� �م�ر�ه� ف�أ �ث �ح�يط� ب } و�أ

�ح�د�ا ) ~ي أ ب �ر� ر�ك ب �ش �م أ �ي ل �ن ت �ي �ا ل �ان�42ي �ه� و�م�ا ك �ه� م�ن د�ون� الل ون ص�ر� �ن �ة� ي �ه� ف�ئ �ن ل �ك �م ت ( و�لا ) �ص�ر� ت �ا )43م�ن ر� ع�ق ب ي �ا و�خ� �و�اب ر� ث ي ح�ق~ ه�و� خ� �ه� ال �ل �ة� ل و�الي �ال�ك� ال ( {44( ه�ن

�م�ر�ه� { بأمواله ، أو بثماره على القول اآلخر. والمقصود أنه �ث �ح�يط� ب يقول تعالى : } و�أ ( على1وقع بهذا الكافر ما كان يحذر ، مما خ�و�فه به المؤمن من إرسال الحسبان )

ف�ق�2جنته ، التي اغتر بها ) �ن ه� ع�ل�ى م�ا أ �ف�ي �ق�ل~ب� ك �ح� ي ص ب� ( وألهته عن الله ، عز وجل } ف�أ

�ق�ول� �صف�ق كفيه متأسف�ا متلهف�ا على األموال التي أذهبها عليه } و�ي ف�يه�ا { وقال قتادة : ي�ة� { أي : عشيرة أو ولد ، كما افتخر بهم �ه� ف�ئ �ن ل �ك �م ت �ح�د�ا و�ل ~ي أ ب �ر� ر�ك ب �ش �م أ �ي ل �ن ت �ي �ا ل ي

ح�ق~ { اختلف �ه� ال �ل �ة� ل و�الي �ال�ك� ال ا ه�ن �ص�ر� ت �ان� م�ن �ه� و�م�ا ك �ه� م�ن د�ون� الل ون ص�ر� �ن واستعز } ي

714

Page 116: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ال�ك� { أي : في ذلك ا ه�ن �ص�ر� ت �ان� م�ن القراء هاهنا ، فمنهم من يقف على قوله : } و�م�ا ك ح�ق~3الموطن الذي حل به عذاب الله ، فال منقذ منه. ويبتدئ ]بقوله[ ) �ه� ال �ل �ة� ل و�الي ( } ال

�ه� �ل �ة� ل و�الي �ال�ك� ال ا { ويبتدئ بقوله : } ه�ن �ص�ر� ت �ان� م�ن { ومنهم من يقف على : } و�م�ا ك ح�ق~ {. ال

�ة� { فمنهم من فتح الواو ، فيكون المعنى : هنالك المواالة و�الي ثم اختلفوا في قراءة } ال ( يرجع إلى الله وإلى7( من مؤمن أو كافر )6( كل أحد )5( لله ، أي : هنالك )4)

�ه� و�ح د�ه� �الل �ا ب �وا آم�ن �ا ق�ال ن س� �أ و ا ب

� أ �م�ا ر� مواالته والخضوع له إذا وقع العذاب ، كقوله : } ف�ل�ين� { ]غافر : ر�ك �ه� م�ش �ا ب �ن �م�ا ك �ا ب ن �ف�ر �ذ�ا84و�ك �ى إ ت ا عن فرعون : } ح� [ وكقوله إخبار�

�م�ين� آآلن� ل م�س �ا م�ن� ال �ن �يل� و�أ ائ ر� �س �و إ �ن �ه� ب �ت ب �ذ�ي آم�ن �ال ال �ه� إ �ل �ه� ال إ ن� ت� أ ق� ق�ال� آم�ن غ�ر� �ه� ال ك د ر�

� أد�ين� { ]يونس : م�ف س� ت� م�ن� ال �ن ل� و�ك ت� ق�ب [90 ، 91و�ق�د ع�ص�ي

�ة� { أي : هنالك الحكم لله الحق. و�الي ومنهم من كسر الواو من } ال ح�ق� �ذ� ال �و م�ئ م�ل ك� ي ح�ق~ { على أنه نعت للوالية ، كقوله تعالى : } ال ثم منهم من رفع } ال

ا { ]الفرقان : ير� �اف�ر�ين� ع�س� ك �و م�ا ع�ل�ى ال �ان� ي ح م�ن� و�ك �لر� [26ل�ه� �ل�ى الل د�وا إ �م� ر� ومنهم من خفض القاف ، على أنه نعت لله عز وجل ، كقوله : } ث

�ين� { ]األنعام : ب ح�اس� ع� ال ر� س� م� و�ه�و� أ ح�ك �ه� ال ال ل

� ح�ق~ أ [ ؛ ولهذا قال تعالى : }62م�و اله�م� ال�ا { أي : األعمال التي تكون لله ، عز وجل ، ر� ع�ق ب ي �ا { أي : جزاء } و�خ� �و�اب ر� ث ي ه�و� خ�

ثوابها خير ، وعاقبتها حميدة رشيدة ، كلها خير.

�ات� األر ض� �ب �ه� ن �ل�ط� ب ت م�اء� ف�اخ �اه� م�ن� الس� ن �نزل �م�اء� أ �ا ك ي �اة� الد�ن ي ح� �ل� ال �ه�م م�ث } و�اض ر�ب لا ) �د�ر� ي ء� م�ق ت �ل~ ش� �ه� ع�ل�ى ك �ان� الل �اح� و�ك ي وه� الر~ �ذ ر� يم�ا ت �ح� ه�ش� ص ب

� ( {45ف�أ__________

( في ت : "الحسنات".1)( في ت : "اعتز".2)( زيادة من أ.3)( في ت : "الوالية".4)( في ت : "هناك".5)( في ف : "واحد".6)( في ف : "وكافر".7)

(5/160)

م�ال� )� ر� أ ي �ا و�خ� �و�اب ~ك� ث ب د� ر� ن ر� ع� ي �ح�ات� خ� �ات� الص�ال �اق�ي ب �ا و�ال ي �اة� الد�ن ي ح� �ة� ال �ون� ز�ين �ن ب م�ال� و�ال (46ال

م�ال )� ر� أ ي �ا و�خ� �و�اب ~ك� ث ب د� ر� ن ر� ع� ي �ح�ات� خ� �ات� الص�ال �اق�ي ب �ا و�ال ي �اة� الد�ن ي ح� �ة� ال �ون� ز�ين �ن ب م�ال� و�ال } ال

46.} )

(5/160)

715

Page 117: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { في زوالها وفنائها ي �اة� الد�ن ي ح� �ل� ال يقول تعالى : } و�اض ر�ب { يا محمد للناس } م�ث�ات� األر ض� { أي : ما فيها من �ب �ه� ن �ل�ط� ب ت م�اء� ف�اخ �اه� م�ن� الس� ن �نزل �م�اء� أ وانقضائها } ك

�ح�1الح�ب� ، فشب وحسن ، وعاله ) ص ب� ( الزهر والنور والنضرة ثم بعد هذا كله } ف�أ

�اح� { أي : تفرقه وتطرحه ذات اليمين وذات الشمال ) ي وه� الر~ �ذ ر� يم�ا { يابسا } ت (2ه�ش�ا { أي : هو قادر على هذه الحال ، وهذه الحال ) �د�ر� ي ء� م�ق ت �ل~ ش� �ه� ع�ل�ى ك �ان� الل (3} و�ك

�ل� �م�ا م�ث �ن ا ما يضرب الله مثل الحياة الدنيا بهذا المثل كما في سورة يونس : } إ وكثير� ع�ام� �اس� و�األن �ل� الن ك �أ �ات� األر ض� م�م�ا ي �ب �ه� ن �ل�ط� ب ت م�اء� ف�اخ �اه� م�ن� الس� ن �نزل �م�اء� أ �ا ك ي �اة� الد�ن ي ح� ال

�ت { اآلية ]يونس : �ن ي ف�ه�ا و�از� خ ر� �خ�ذ�ت� األر ض� ز� �ذ�ا أ �ى إ ت [ ، وقال في سورة الزمر :24ح�ع�ا ر �ه� ز� �خ ر�ج� ب �م� ي �يع� ف�ي األر ض� ث �اب �ن �ه� ي �ك ل م�اء� م�اء� ف�س� �نزل� م�ن� الس� �ه� أ ن� الل

� �ر� أ �م ت �ل } أى ألول�ي ر� �ذ�ك �ن� ف�ي ذ�ل�ك� ل �ه� ح�ط�ام�ا إ �ج ع�ل �م� ي ا ث اه� م�ص ف�ر� �ر� �ه�يج� ف�ت �م� ي �ه� ث و�ان ل

� �ف�ا أ �ل ت م�خ�اب� { ]الزمر : ب �ع�ب�21األل �ا ل ي �اة� الد�ن ي ح� �م�ا ال ن

� �م�وا أ [ ، وقال في سورة الحديد : } اع ل�م� �ه� ث �ات �ب �ف�ار� ن ك �ع ج�ب� ال ث� أ �ل� غ�ي �م�ث �ر� ف�ي األم و�ال� و�األو الد� ك �اث �ك �م و�ت �ك ن �ي �ف�اخ�ر� ب �ة� و�ت �ه و� و�ز�ين و�ل

�ه� و�ر�ض و�ان� ة� م�ن� الل د�يد� و�م�غ ف�ر� ة� ع�ذ�اب� ش� �ون� ح�ط�ام�ا و�ف�ي اآلخ�ر� �ك �م� ي ا ث اه� م�ص ف�ر� �ر� �ه�يج� ف�ت يور� { ]الحديد : غ�ر� �اع� ال �ال م�ت �ا إ ي �اة� الد�ن ي ح� [.20و�م�ا ال

(4وفي الحديث الصحيح : "الدنيا حلوة خضرة" )ه�و�ات� م�ن� �اس� ح�ب� الش� �لن ~ن� ل ي �ا { كقوله } ز� ي �اة� الد�ن ي ح� �ة� ال �ون� ز�ين �ن ب م�ال� و�ال وقوله : } ال

� ع�ام و�م�ة� و�األن م�س� ل� ال ي خ� ف�ض�ة� و�ال ة� م�ن� الذ�ه�ب� و�ال ط�ر� م�ق�ن �اط�ير� ال ق�ن �ين� و�ال �ن ب اء� و�ال ~س� الن م�آب� { ]آل عمران : ن� ال د�ه� ح�س ن �ه� ع� �ا و�الل ي �اة� الد�ن ي ح� �اع� ال ث� ذ�ل�ك� م�ت ح�ر [ ، وقال14و�ال

�ج ر� ع�ظ�يم� { ]التغابن : د�ه� أ ن �ه� ع� �ة� و�الل ن �م ف�ت و الد�ك� �م و�أ �ك م و�ال

� �م�ا أ �ن [ أي :15تعالى : } إ اإلقبال عليه والتفرغ لعبادته ، خير لكم من اشتغالكم بهم والجمع لهم ، والشفقة

م�ال {� ر� أ ي �ا و�خ� �و�اب ~ك� ث ب د� ر� ن ر� ع� ي �ح�ات� خ� �ات� الص�ال �اق�ي ب المفرطة عليهم ؛ ولهذا قال : } و�ال

" �ح�ات� �ات� الص�ال �اق�ي ب قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وغير واحد من السلف : "الالصلوات الخمس.

" �ح�ات� �ات� الص�ال �اق�ي ب �ير ، عن ابن عباس : "ال ب وقال عطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن ج�سبحان الله والحمد لله ، وال إله إال الله ، والله أكبر.

�ات� �اق�ي ب ئل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، عن : "ال وهكذا س�" ما هي ؟ فقال : هي ) �ح�ات� ( ال إله إال الله ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله5الص�ال

أكبر ، وال حول وال قوة إال بالله.رواه اإلمام أحمد :

و�ة ، أنبأنا أبو عقيل ، أنه سمع الحارث مولى ي حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، حدثنا ح� عثمان ، رضي الله عنه ، يقول : جلس عثمان يوم�ا وجلسنا معه ، فجاءه المؤذن ،

فدعا بماء في إناء ، أظنه أنه سيكون فيه م�د ، فتوضأ ثم قال : رأيت رسول الله صلىالله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا ، ثم قال : "من توضأ وضوئي هذا ، ثم قام فصلى )

( صالة الظهر ، غ�فر له ما كان بينها وبين الصبح ، ثم صلى العصر غفر له ما بينها6 وبين الظهر ، ثم صلى المغرب غ�فر له ما بينها وبين العصر ، ثم صلى العشاء غ�فر له

ما__________

( في ت : "وعال".1)( في ت : "ذات يمين وذات شمال".2)( في ت : "هذه الحالة وهذه الحالة".3)( سبق تخريجه عند تفسير اآلية الثامنة من هذه السورة.4)

716

Page 118: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "هن".5)( في ت ، ف : "يصلى".6)

(5/161)

( ليلته ، ثم إن قام فتوضأ وصلى صالة1بينها وبين المغرب ، ثم لعله يبيت يتمرغ ) ( وبين صالة العشاء وهي الحسنات يذهبن السيئات" قالوا :2الصبح ، غ�فر له ما بينها )

هذه الحسنات فما الباقيات الصالحات يا عثمان ؟ قال : هي ال إله إال الله ، وسبحان(.4( تفرد به )3الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، وال حول وال قوة إال بالله )

( عن سعيد بن المسيب قال :5وروى مالك ، عن عمارة بن عبد الله بن صياد )" سبحان الله ، والحمد لله ، وال إله إال الله ، والله أكبر ، وال حول �ح�ات� �ات� الص�ال �اق�ي ب "ال

وال قوة إال بالله.�ات� �اق�ي ب وقال محمد بن ع�ج الن ، عن عمارة قال : سألني سعيد بن المسيب عن "ال

" فقلت : الصالة والصيام. قال ) �ح�ات� ( لم تصب. فقلت : الزكاة والحج. فقال :6الص�ال لم تصب ، ولكنهن الكلمات الخمس : ال إله إال الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ،

والحمد لله ، وال حول وال قوة إال بالله. م ، عن نافع عن س�ر جس ، أنه �ي ث وقال ابن جريج : أخبرني عبد الله بن عثمان بن خ��ح�ات� { قال : ال إله إال الله ، والله �ات� الص�ال �اق�ي ب أخبره أنه سأل ابن عمر عن : } ال

أكبر ، ]وسبحان الله ، وال حول وال قوة إال بالله. قال ابن جريج : وقال عطاء بن أبيرباح مثل ذلك.

�ح�ات� { سبحان الله ، والحمد لله ، وال إله إال الله ، والله �ات� الص�ال �اق�ي ب وقال مجاهد : } ال(.7أكبر[ )

" �ح�ات� �ات� الص�ال �اق�ي ب وقال عبد الرزاق : أخبرنا م�ع مر ، عن الحسن وقتادة في قوله : "القال : ال إله إال الله ، والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله ، ه�ن� الباقيات الصالحات. قال ابن جرير : وجدت في كتابي عن الحسن بن الصباح البزار ، عن أبي نصر التمار ،�ر�ي ، عن أبيه ، عن عن عبد العزيز بن مسلم ، عن محمد بن عجالن ، عن سعيد الم�ق ب

أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سبحان الله ، والحمد لله ،(.8وال إله إال الله ، والله أكبر ، من� الباقيات الصالحات" )

ا أبا السمح اج� � قال : وحدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرنا عمرو بن الحارث أن در ح�د�ثه ، عن ابن الهيثم ، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( يا رسول الله ؟ قال : "الملة".9"استكثروا من الباقيات الصالحات". قيل : وما هي ) قيل : وما هي يا رسول الله ؟ قال : "التكبير ، والتهليل ، والتسبيح ، والحمد لله ، وال

حول وال قوة إال بالله".(.10وهكذا رواه أحمد ، من حديث دراج ، به )

وبه قال ابن وهب : أخبرني أبو ص�خ ر أن عبد الله بن عبد الرحمن ، مولى سالم بنعبد الله

__________( في ف ، أ : "لعله يتمرغ".1)( في ت : "بينهما".2)

717

Page 119: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "بالله العلى العظيم".3)(.1/71( المسند )4)( في ف : "جياد".5)( في ف : "فقال".6)( زيادة من ف.7)(.15/167( تفسير الطبري )8)( في أ : "وما هن".9)(.3/75( والمسند )15/167( تفسير الطبري )10)

(5/162)

ح�د�ثه قال : أرسلني سالم إلى محمد بن كعب القرظي ، فقال : قل له : القني عند زاوية القبر فإن لي إليك حاجة. قال : فالتقيا ، فسلم أحدهما على اآلخر ، ثم قال

سالم : ما تعد الباقيات الصالحات ؟ فقال : ال إله إال الله ، وسبحان الله ، والله أكبر ، وال حول وال قوة إال بالله ، فقال له سالم : متى جعلت فيها "ال حول وال قوة إال

�ا ، فلم ينزع ، قال1بالله ؟" فقال : ما زلت أجعلها. قال : فراجعه ) ( مرتين أو ثالث ( فإن أبا أيوب األنصاري حدثني أنه سمع رسول3( قال سالم : أجل فأثبت )2فأثبت )

الله صلى الله عليه وسلم هو يقول : "عرج بي إلى السماء فأريت إبراهيم عليه السالمه�ل ، ثم قال : مر أمتك ، فقال : يا جبريل من هذا معك ؟ فقال : محمد فرحب بي وس��بة وأرضها واسعة. فقلت : وما غراس الجنة ؟ فلتكثر من غراس الجنة ، فإن تربتها طي

(4قال : ال حول وال قوة إال بالله" ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن يزيد ، عن العوام ، حدثني رجل من األنصار ، من آل النعمان بن بشير ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونحن في

المسجد بعد صالة العشاء ، فرفع بصره إلى السماء ثم خفض ، حتى ظننا أنه قد حدث في السماء شيء ، ثم قال : "أما إنه سيكون بعدي أمراء ، يكذبون ويظلمون ، فمن

صدقهم بكذبهم وماألهم على ظلمهم ، فليس مني وال أنا منه ، ومن لم يصدقهم ( فهو مني وأنا منه. أال وإن "سبحان الله ، والحمد لله ، وال إله5بكذبهم ولم يمالئهم )

(6إال الله ، والله أكبر ه�ن� الباقيات الصالحات" ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبان ، حدثنا يحيى بن كثير ، عن زيد ، عن أبي

( مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ]أن رسول الله صلى الله7سالم ]عن[ ) ( قال : "بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان : ال إله إال الله ، والله8عليه وسلم[ )

( والده". وقال :9أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والولد الصالح يتوفى فيحتسبه )�ا بهن ، دخل الجنة : يؤمن بالله ، واليوم اآلخر ، "بخ بخ لخمس من لقي الله مستيقن

(11( )10وبالجنة وبالنار ، وبالبعث بعد الموت ، وبالحساب )و ح ، حدثنا األوزاعي ، عن حسان بن عطية قال : كان شداد وقال اإلمام أحمد : حدثنا ر�

فرة12بن أوس رضي الله عنه ، ]في سفر[ ) ( فنزل منزال فقال لغالمه : "ائتنا بالش� نعبث بها". فأنكرت عليه ، فقال : ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إال وأنا أخطمها وأزمها

( واحفظوا ما أقول لكم : سمعت رسول الله13غير كلمتي هذه. فال تحفظوها علي ) ( هؤالء14صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا )

718

Page 120: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(15الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في األمر ، والعزيمة على الرشد ، وأسألك )�ا صادق�ا ، �ا سليم�ا ، وأسألك لسان شكر نعمتك ، وأسألك حسن عبادتك ، وأسألك قلب

وأسألك من خير__________

( في ف ، أ : "فراجعته".1)( في ف ، أ : "فأبيت".2)( في أ : "فأبيت".3)(.15/166( تفسير الطبري )4)( في أ : "ولم يمالئهم على ظلمهم".5)(.4/267( المسند )6)( زيادة من ف ، والمسند.7)( زيادة من ف ، والمسند.8)( في ت : "فيحتسبنه".9)( في ت ، ف : "والحساب".10) ( : "رجاله رجال10/88( ، وقال الهيثمي في المجمع )4/237( المسند )11)

الصحيح".( زيادة من ف ، والمسند12)( في ت : "على ذلك".13)( في أ : "فأكثروا".14)( في ت : "وأشكرك".15)

(5/163)

�ح�د�ا ) ه�م أ �غ�اد�ر م�ن �م ن �اه�م ف�ل ن ر ة� و�ح�ش� �ار�ز� ر ض� ب� ى األ �ر� �ال� و�ت ب ج� ~ر� ال ي �س� �و م� ن ( و�ع�ر�ض�وا47و�ي

�م م�و ع�د�ا ) �ك �ج ع�ل� ل �ن ن �ل �م أ ع�م ت �ل ز� ة� ب و�ل� م�ر�� �م أ �اك �ق ن ل �م�ا خ� �ا ك �م�ون ت ئ �ق�د ج� ~ك� ص�ف�ا ل ب ع�ل�ى ر�

�اب�48 �ت ك �ا م�ال� ه�ذ�ا ال �ن �ت ل �ا و�ي �ون� ي �ق�ول ف�ق�ين� م�م�ا ف�يه� و�ي م�ج ر�م�ين� م�ش ى ال �ر� �اب� ف�ت �ت ك ( و�و�ض�ع� ال�ح�د�ا ) �ك� أ ب �م� ر� �ظ ل ا و�ال� ي �وا ح�اض�ر� �ح ص�اه�ا و�و�ج�د�وا م�ا ع�م�ل �ال� أ ة� إ �ير� �ب ة� و�ال� ك �غ�اد�ر� ص�غ�ير� ( 49ال� ي

(1ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم ، وأستغفرك لما تعلم ، إنك أنت عالم الغيوب" )(3( من وجه آخر عن شداد ، بنحوه )2ثم رواه أيضا النسائي )

وقال الطبراني : حدثنا عبد الله بن ناجية ، حدثنا محمد بن سعد العوفي ، حدثني أبي ، حدثنا عمر بن الحسين ، عن يونس بن نفيع الجدلي ، عن سعد بن جنادة ، رضي الله

عنه ، قال : كنت في أول من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف ، ( من السراة غدوة ، فأتيت منى عند العصر ، فتصاعدت في4فخرجت من أهلى )

الجبل ثم هبطت ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت ، وعلمني : } ق�ل ه�و� ز�ل�ت� { وعلمني هؤالء الكلمات : سبحان الله ، والحمد لله ، وال ل �ذ�ا ز� �ح�د� { و } إ �ه� أ الل

إله إال الله ، والله أكبر ، وقال : "هن الباقيات الصالحات". وبهذا اإلسناد : "من قام من الليل فتوضأ ومضمض فاه ، ثم قال : سبحان الله مائة مرة ، والحمد لله مائة مرة ،

والله أكبر مائة مرة ، وال إله إال الله مائة مرة ، غفرت ذنوبه إال الدماء فإنها ال تبطل" )

719

Page 121: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

5)�ح�ات� { قال : هي �ات� الص�ال �اق�ي ب وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : } و�ال

ذكر الله ، قول : ال إله إال الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، وتبارك الله ، وال حول وال قوة إال بالله ، وأستغفر الله ، وصلى الله على رسول الله ، والصيام ، والصالة ، والحج ، والصدقة ، والعتق ، والجهاد ، والصلة ، وجميع أعمال الحسنات.

وهن الباقيات الصالحات ، التي تبقى ألهلها في الجنة ، ما دامت السموات واألرض.وقال العوفي ، عن ابن عباس : ه�ن� الكالم الطيب.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هي األعمال الصالحة كلها. واختاره ابن جرير ،رحمه الله.

�ح�د�ا ) ه�م أ �غ�اد�ر م�ن �م ن �اه�م ف�ل ن ر ة� و�ح�ش� �ار�ز� ى األر ض� ب �ر� �ال� و�ت ب ج� ~ر� ال ي �س� �و م� ن (47} و�ي �م �ك �ج ع�ل� ل �ن ن �ل �م أ ع�م ت �ل ز� ة� ب و�ل� م�ر�

� �م أ �اك �ق ن ل �م�ا خ� �ا ك �م�ون ت ئ �ق�د ج� ~ك� ص�ف�ا ل ب و�ع�ر�ض�وا ع�ل�ى ر��ا م�ال�48م�و ع�د�ا ) �ن �ت ل �ا و�ي �ون� ي �ق�ول ف�ق�ين� م�م�ا ف�يه� و�ي م�ج ر�م�ين� م�ش ى ال �ر� �اب� ف�ت �ت ك ( و�و�ض�ع� ال

�ك� ب �م� ر� �ظ ل ا و�ال ي �وا ح�اض�ر� �ح ص�اه�ا و�و�ج�د�وا م�ا ع�م�ل �ال أ ة� إ �ير� �ب ة� و�ال ك �غ�اد�ر� ص�غ�ير� �اب� ال ي �ت ك ه�ذ�ا ال�ح�د�ا ) ( {.49أ

يخبر تعالى عن أهوال يوم القيامة ، وما يكون فيه من األمور العظام ، كما قال تعالى :ا { ]الطور : ر� ي �ال� س� ب ج� ير� ال �س� ا و�ت م�اء� م�و ر� �م�ور� الس� �و م� ت [ أي : تذهب من10 ، 9} ي

أماكنها وتزول ، كما قال__________

(.4/123( المسند )1)( في ت : "فالنسائي".2)(.1227( سنن النسائي الكبري برقم )3)( في ت ، ف ، أ : "من أهلي الطائفة".4)( وفيه الحسين العوفي ضعيف.6/51( المعجم الكبير )5)

(5/164)

ح�اب� { ]النمل : �م�ر� م�ر� الس� �ه�ا ج�ام�د�ة� و�ه�ي� ت ب �ح س� �ال� ت ب ج� ى ال �ر� [ ، وقال88تعالى : } و�ت ف�وش� { ]القارعة : م�ن ع�ه ن� ال �ال �ال� ك ب ج� �ون� ال �ك �ك� ع�ن�5تعالى : } و�ت �ون �ل أ �س [ وقال : } و�ي

�ا { ]طه : م ت� ى ف�يه�ا ع�و�ج�ا و�ال أ �ر� ه�ا ق�اع�ا ص�ف ص�ف�ا ال ت �ذ�ر� ف�ا ف�ي �س ~ي ن ب ف�ه�ا ر� س� �ن �ال� ف�ق�ل ي ب ج� ال

[ يقول تعالى : إنه تذهب الجبال ، وتتساوى المهاد ، وتبقى األرض } ق�اع�ا107 - 105�ل ؛ ولهذا ب �ا { أي : ال وادي وال ج� م ت

� �ا ال عوج فيه } و�ال أ ص�ف ص�ف�ا { أي : سطح�ا مستوية� { ]أي : بادية ظاهرة ، ليس فيها م�ع ل�م ألحد وال �ار�ز� ى األر ض� ب �ر� قال تعالى : } و�ت

مكان يواري أحد�ا ، بل الخلق كلهم ضاحون لربهم ال تخفى عليه منهم خافية.ة� { [ ) �ار�ز� ى األر ض� ب �ر� �ابة. قال قتادة :1قال مجاهد ، وقتادة : } و�ت ( ال خ�م�ر� فيها وال غ�ي

ج�ر. ال بناء� وال ش��ح�د�ا { أي : وجمعناهم ، األولين منهم ه�م أ �غ�اد�ر م�ن �م ن �اه�م ف�ل ن ر وقوله : } و�ح�ش�

�ين� �ن� األو�ل ا ، كما قال : } ق�ل إ ا وال كبير� واآلخرين ، فلم نترك منهم أحد�ا ، ال صغير�� { ]الواقعة : � م�ع ل�وم �و م �ل�ى م�يق�ات� ي �م�ج م�وع�ون� إ [ ، وقال : } ذ�ل�ك�49 ، 50و�اآلخ�ر�ين� ل

ه�ود� { ]هود : �و م� م�ش �اس� و�ذ�ل�ك� ي �ه� الن �و م� م�ج م�وع� ل [ ، 103ي

720

Page 122: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

~ك� ص�ف�ا { يحتمل أن يكون المراد : أن جميع الخالئق ب وقوله : } و�ع�ر�ض�وا ع�ل�ى ر��ة� ص�ف�ا ال �ك م�الئ وح� و�ال �ق�وم� الر� �و م� ي يقومون بين يدي الله صف�ا واحد�ا ، كما قال تعالى : } ي

�ا { ]النبأ : ح م�ن� و�ق�ال� ص�و�اب �ه� الر� �ذ�ن� ل �ال م�ن أ �م�ون� إ �ل �ك �ت (2[ ويحتمل أنهم يقومون )38ي م�ل�ك� ص�ف�ا ص�ف�ا { ]الفجر : �ك� و�ال ب اء� ر� [22صفوف�ا صفوفا ، كما قال : } و�ج�

ة� { هذا تقريع للمنكرين للمعاد ، وتوبيخ و�ل� م�ر�� �م أ �اك �ق ن ل �م�ا خ� �ا ك �م�ون ت ئ �ق�د ج� وقوله : } ل

�م �ك �ج ع�ل� ل �ن ن �ل �م أ ع�م ت �ل ز� لهم على رءوس األشهاد ؛ ولهذا قال مخاطبا لهم : } بم�و ع�د�ا { أي : ما كان ظنكم أن هذا واقع بكم ، وال أن هذا كائن.

�اب� { أي : كتاب األعمال ، الذي فيه الجليل والحقير ، والفتيل �ت ك وقوله : } و�و�ض�ع� الف�ق�ين� م�م�ا ف�يه� { أي : من أعمالهم م�ج ر�م�ين� م�ش ى ال �ر� والقطمير ، والصغير والكبير } ف�ت

�ا { أي : يا حسرتنا وويلنا ) �ن �ت ل �ا و�ي �ون� ي �ق�ول ( على ما3السيئة وأفعالهم القبيحة ، } و�ي�ح ص�اه�ا { أي : ال �ال أ ة� إ �ير� �ب ة� و�ال ك �غ�اد�ر� ص�غ�ير� �اب� ال ي �ت ك فرطنا في أعمارنا } م�ال� ه�ذ�ا ال�ح ص�اه�ا { أي : ضبطها ، وحفظها. �ال أ ا وال عمال وإن صغر } إ ا وال كبير� �ا صغير� يترك ذنب

وروى الطبراني ، بإسناده المتقدم في اآلية قبلها ، إلى سعد ابن جنادة قال : لما فرغا من األرض ، ليس فيه ن ، نزلنا قفر� �ي ن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة ح� شيء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اجمعوا ، من وجد ع�ود�ا فليأت به ، ومن

كام�ا ، فقال النبي �ا فليأت به. قال : فما كان إال ساعة حتى جعلناه ر� �ا أو شيئ وجد حطب�ج م�ع الذنوب على الرجل منكم كما صلى الله عليه وسلم : "أترون هذا ؟ فكذلك ت

�م هذا. فليتق الله رجل وال ج�م�ع ت__________

( زيادة من ف.1)( في ف ، أ : "أن يقوموا".2)( في ت ، ف ، أ : "وويلتنا".3)

(5/165)

(1يذنب صغيرة وال كبيرة ، فإنها م�ح ص�اة عليه " )�ج�د� �و م� ت ا { أي : من خير أوشر كما قال تعالى : } ي �وا ح�اض�ر� وقوله : } و�و�ج�د�وا م�ا ع�م�ل

م�د�ا� �ه� أ ن �ي �ه�ا و�ب ن �ي ن� ب

� �و أ �و�د� ل وء� ت ا و�م�ا ع�م�ل�ت م�ن س� ر� م�ح ض�ر� ي �ف س� م�ا ع�م�ل�ت م�ن خ� �ل� ن ك�ع�يد�ا { ]آل عمران : �خ�ر� {30ب �م�ا ق�د�م� و�أ �ذ� ب �و م�ئ ان� ي س� � اإلن �أ �ب �ن [ ، وقال تعالى : } ي

�ر� { ]الطارق : 13]القيامة : ائ ر� ل�ى الس� �ب �و م� ت [ أي : تظهر المخبآت9[ وقال تعالى : } يوالضمائر.

قال اإلمام أحمد : حدثنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي(.2صلى الله عليه وسلم قال : "لكل غادر لواء يوم� القيامة ]يعرف به" )

ف�ع لكل غادر لواء يوم� القيامة[ ) �ر ( عند استه3أخرجاه في الصحيحين ، وفي لفظ : "ية فالن بن فالن" ) (4بقدر غ�د رته ، يقال : هذه غ�د ر�

�ح�د�ا { أي : فيحكم بين عباده في أعمالهم جميع�ا ، وال يظلم �ك� أ ب �م� ر� �ظ ل وقوله : } و�ال ي ( ويصفح ويرحم ويعذب من يشاء ، بقدرته وحكمته5أحدا من خلقه ، بل يعفر )

(6وعدله ، ويمأل النار من الكفار وأصحاب المعاصي ، ]ثم ينجي أصحاب المعاصي[ )�خل�د فيها الكافرون ) �ه� ال7وي �ن� الل ( وهو الحاكم الذي ال يجور وال يظلم ، قال تعالى : } إ

721

Page 123: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا ع�ظ�يم�ا { ]النساء : �ج ر� ه� أ �د�ن �ؤ ت� م�ن ل �ض�اع�ف ه�ا و�ي �ة� ي ن �ك� ح�س� �ن ت ة� و�إ ق�ال� ذ�ر� �م� م�ث �ظ ل [40ي�ة� ب ق�ال� ح� �ان� م�ث �ن ك �ا و�إ ئ ي �ف س� ش� �م� ن �ظ ل �ام�ة� ف�ال ت ق�ي � ال �و م �ي ق�س ط� ل م�و�از�ين� ال �ض�ع� ال وقال : } و�ن

�ين� { ]األنبياء : ب �ا ح�اس� �ن �ف�ى ب �ه�ا و�ك �ا ب ن �ي ت� د�ل� أ ( كثيرة.8[ واآليات في هذا )47م�ن خ�ر

وقال اإلمام أحمد : حدثنا يزيد ، أخبرنا همام بن يحيى ، عن القاسم بن عبد الواحد المكي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : بلغني

ا ثم حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتريت بعير�ا ، حتى قدمت عليه الشام ، فإذا عبد الله بن ح لى ، فسرت عليه شهر� شددت عليه ر�

( فقلت للبواب : قل له : جابر على الباب. فقال : ابن عبد الله ؟ فقلت :9أنيس ) نعم. فخرج يطأ ثوبه ، فاعتنقني واعتنقته ، فقلت : حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص ، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن

ر الله ، عز وجل م�عه فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "يحش� أس��ه م�ا" قلت : وما بهم�ا ؟ قال : "ليس ال ب اة� غ�ر الناس يوم القيامة - أو قال : العباد� - ع�ر� معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد ، كما يسمعه من ق�رب� : أنا الملك ، أنا الديان ، ال ينبغي ألحد من أهل النار أن يدخل النار ، وله عند أحد من أهل الجنة حق ،

( منه ، وال ينبغي ألحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ، وله عند رجل10حتى أقصه ) ( منه حتى اللطمة". قال : قلنا : كيف ، وإنما نأتي11من أهل النار حق ، حتى أقصه )

�ه م�ا ؟ قال : ال ب الله ، عز وجل ، حفاة ع�راة غ�ر__________

(.6/52( المعجم الكبير )1)(.3/142( المسند )2)( زيادة من ف.3)(.1737( وصحيح مسلم برقم )3186( صحيح البخاري برقم )4)( في ت ، ف : "يعفو".5)( زيادة من ف.6)( في ف : "الكافرين".7)( في ت : "في هذه" ، وفي ف : "فيهما".8)( في ت : "أنس".9)( في ت ، ف ، أ : "أقضيه".10)( في ت ، ف ، أ : "أقضيه".11)

(5/166)

~ه� ب م ر� ر�� ج�ن~ ف�ف�س�ق� ع�ن أ �ان� م�ن� ال ل�يس� ك �ب �ال� إ ج�د�وا إ �د�م� ف�س� ج�د�وا آل� �ة� اس �ك ئ م�ال� �ل �ا ل ن �ذ ق�ل و�إ

�د�ال� ) �م�ين� ب �لظ�ال س� ل �ئ �م ع�د�و ب �ك �ي و�ه�م ل �اء� م�ن د�ون �ي و ل� �ه� أ �ت ي �ه� و�ذ�ر~ �خ�ذ�ون �ت �ف�ت ( 50أ

(.1بالحسنات والسيئات" )احم ، عن أبي عثمان ، عن عثمان بن عفان ، رضي الله وعن شعبة ، عن العوام بن م�ز�

عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الج�م�اء لتقتص من القرناء يوم ( رواه عبد الله بن اإلمام أحمد وله شواهد من وجوه أخر ، وقد ذكرناها2القيامة" )

722

Page 124: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ض�ع� ) �ا { ]األنبياء :3عند قوله : } و�ن ئ ي �ف س� ش� �م� ن �ظ ل �ام�ة� ف�ال ت ق�ي � ال �و م �ي ق�س ط� ل م�و�از�ين� ال ( ال47 ~ه�م ب �ل�ى ر� �م� إ ي ء� ث �اب� م�ن ش� �ت ك �ا ف�ي ال ط ن �م م�ا ف�ر� �ك �ال م ث

� م�م� أ� �ال أ [ وعند قوله تعالى : } إ

ون� { ]األنعام : ر� �ح ش� [38ي~ه� ب م ر� ر�

� ج�ن~ ف�ف�س�ق� ع�ن أ �ان� م�ن� ال ل�يس� ك �ب �ال إ ج�د�وا إ ج�د�وا آلد�م� ف�س� �ة� اس �ك م�الئ �ل �ا ل ن �ذ ق�ل } و�إ�د�ال ) �م�ين� ب �لظ�ال س� ل �ئ �م ع�د�و ب �ك �ي و�ه�م ل �اء� م�ن د�ون �ي و ل

� �ه� أ �ت ي �ه� و�ذ�ر~ �خ�ذ�ون �ت �ف�ت ( {50أ يقول تعالى منبه�ا بني آدم على عداوة إبليس لهم وألبيهم من قبلهم ، ومقرع�ا لمن

اتبعه منهم وخالف خالقه ومواله ، الذي أنشأه وابتداه ، وبألطاف رزقه وغذاه ، ثم بعد�ة� { أي : لجميع �ك م�الئ �ل �ا ل ن �ذ ق�ل هذا كله والى إبليس وعادى الله ، فقال تعالى : } و�إ

(.4المالئكة ، كما تقدم تقريره في أول سورة "البقرة" )�ذ ق�ال� ج�د�وا آلد�م� { أي : سجود تشريف وتكريم وتعظيم ، كما قال تعالى : } و�إ } اس

�ف�خ ت� ف�يه� م�ن �ه� و�ن ت و�ي �ذ�ا س� �ون� ف�إ ن � م�س ا م�ن ص�ل ص�ال� م�ن ح�م�إ ر� �ش� ال�ق� ب ~ي خ� �ن �ة� إ �ك م�الئ �ل �ك� ل ب ر�اج�د�ين� { ]الحجر : �ه� س� وح�ي ف�ق�ع�وا ل [28 ، 29ر�

ج�ن~ { أي : خانه أصله ؛ فإنه خلق من مارج من �ان� م�ن� ال ل�يس� ك �ب �ال إ ج�د�وا إ وقوله } ف�س� نار ، وأصل خلق المالئكة من نور ، كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة ، عن رسولل�قت المالئكة من نور ، وخ�لق إبليس من مارج الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : "خ�

( كل وعاء بما فيه ،7(. فعند الحاجة نضح )6( آدم مما وصف لكم" )5من نار ، خ�لق )�و�س�م بأفعال المالئكة وتشبه بهم ، وتعبد وخانه الطبع عند الحاجة ، وذلك أنه كان قد ت

وتنسك ، فلهذا دخل في خطابهم ، وعصى بالمخالفة. ر� ي �ا خ� �ن ل�ق من نار ، كما قال : } أ ج�ن~ { أي : إنه خ� ونبه تعالى هاهنا على أنه } م�ن� ال

�ه� م�ن ط�ين� { ]األعراف : �ق ت ل �ار� و�خ� �ي م�ن ن �ن �ق ت ل ه� خ� [76 ، ص : 12م�ن قال الحسن البصري : ما كان إبليس من المالئكة طرفة عين ق�ط ، وإنه ألصل الجن ،

(.9( )8كما أن آدم ، عليه السالم ، أصل البشر. رواه ابن جرير بإسناد صحيح ]عنه[ )__________

(.3/495( المسند )1)(.1/12( روائد المسند )2)( في ت : "ويضع".3).34( عند تفسير اآلية : 4)( في ت ، ف ، ومسلم : "وخلق".5)(.2996( صحيح مسلم برقم )6)( في أ : "نضح لكم".7)( زيادة من ف ، أ.8)(.15/170( تفسير الطبري )9)

(5/167)

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : كان إبليس من حي من أحياء المالئكة ، يقال لهم : الجن ، خلقوا من نار السموم من بين المالئكة - قال : وكان اسمه الحارث ، وكان

�ا من خزان الجنة ، وخ�لقت المالئكة من نور غير هذا الحي - قال : وخلقت الجن خازن الذين ذ�كروا في القرآن من مارج من نار. وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا

723

Page 125: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

التهبت. وقال الضحاك أيض�ا ، عن ابن عباس : كان إبليس من أشرف المالئكة وأكرمهم قبيلة ،

�ا على الجنان ، وكان له سلطان ]السماء[ ) ( الدنيا وسلطان األرض ، وكان1وكان خازن مما سولت له نفسه ، من قضاء الله أنه رأى أن له بذلك شرف�ا على أهل السماء ،

(3( ال يعلمه إال الله. فاستخرج الله ذلك الكبر منه حين )2فوقع من ذلك في قلبه كبر )�ان� أمره بالسجود آلدم "فاستكبر ، وكان من الكافرين. قال ابن عباس : وقوله : } ك

ج�ن~ { أي : من خزان ]الجنان ، كما يقال للرجل : مكي ، ومدني ، وبصري ، م�ن� الوكوفي. وقال ابن جريج ، عن ابن عباس ، نحو ذلك.

�ير ، عن ابن عباس قال : هو من خزان[ ) ب ( الجنة ، وكان يدبر أمر4وقال سعيد بن ج� السماء الدنيا ، رواه ابن جرير من حديث األعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد

، به.( الدنيا.5وقال سعيد بن المسيب : كان رئيس مالئكة سماء )

( عطاء ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : كان6وقال ابن إسحاق ، عن خ�الد بن ) إبليس - قبل أن يركب المعصية - من المالئكة ، اسمه عزازيل ، وكان من سكان

األرض. وكان من أشد المالئكة اجتهاد�ا وأكثرهم علم�ا. فذلك دعاه إلى الكبر ، وكان منحي يسمون جنا.

�م�ر ، أحدهما أو كالهما عن �و أمة وشريك بن أبي ن ج ، عن صالح مولى الت ي وقال ابن ج�ر� ابن عباس قال : إن من المالئكة قبيلة من الجن ، وكان إبليس منها ، وكان يسوس ما�ا رجيم�ا - لعنه الله - بين السماء واألرض. فعصى ، فسخط الله عليه ، فمسخه شيطان

ج�ه ، وإذا كانت في معصية �ر ر فال ت �ب ا ، قال : وإذا كانت خطيئة الرجل في ك ممسوخ�فارجه.

ر أنه قال : كان من الجنانين ، الذين يعملون في الجنة. �ي ب وعن سعيد بن ج�وي في هذا آثار كثيرة عن السلف ، وغالبها من اإلسرائيليات التي تنقل لينظر وقد ر�

فيها ، والله أعلم بحال كثير منها. ومنها ما قد يقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا ،�ة� عن كل ما عداه من األخبار المتقدمة ؛ ألنها ال تكاد تخلو من تبديل ي وفي القرآن غ�ن وزيادة ونقصان ، وقد وضع فيها أشياء كثيرة ، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذين

ف�ون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، كما لهذه ]األمة من[ ) �ن ( األئمة7ي( من الجهابذة النقاد ، والحفاظ8والعلماء ، والسادة األتقياء واألبرار والنجباء )

__________( زيادة من ت ، ف ، أ.1)( في ف : "كبر في قلبه".2)( في ت : "حتى".3)( زيادة من ف.4)( في ت ، ف : "السماء".5)( في ف : "عن".6)( زيادة من ف.7)( في أ : "البررة والنجباء".8)

(5/168)

724

Page 126: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

~ين� ع�ض�د�ا ) م�ض�ل �خ�ذ� ال ت� م�ت �ن ه�م و�م�ا ك ف�س� �ن ل ق� أ ر ض� و�ال� خ�� م�او�ات� و�األ ل ق� الس� �ه�م خ� ه�د ت �ش م�ا أ

51 �ه�م ن �ي �ا ب ن ع�ل �ه�م و�ج� �وا ل يب �ج� ت �س �م ي �م ف�د�ع�و ه�م ف�ل ع�م ت �ذ�ين� ز� �ي� ال �ائ ك ر� �اد�وا ش� �ق�ول� ن �و م� ي ( و�ي�ق�ا ) ه�ا م�ص ر�ف�ا )52م�و ب �ج�د�وا ع�ن �م ي �ه�م م�و�اق�ع�وه�ا و�ل ن

� �وا أ �ار� ف�ظ�ن م�ج ر�م�ون� الن �ى ال أ ( 53( و�ر�

الجياد ، الذين دونوا الحديث وحرروه ، وبينوا صحيحه من حسنه ، من ضعيفه ، من منكره وموضوعه ، ومتروكه ومكذوبه ، وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين ،

وغير ذلك من أصناف الرجال ، كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي ، خاتم ( ، أن ينسب1الرسل ، وسيد البشر ]عليه أفضل التحيات والصلوات والتسليمات[ )

( ، فرضي الله عنهم وأرضاهم ، وجعل2إليه كذب ، أو يحدث عنه بما ليس ]منه[ )جنات الفردوس مأواهم ، وقد فعل.

~ه� { أي : فخرج عن طاعة الله ؛ فإن الفسق هو الخروج ، ب م ر� ر�� وقوله : } ف�ف�س�ق� ع�ن أ

ط�بة : إذا خرجت من أكمامها )3يقال ) ( وفسقت الفأرة من ج�ح رها : إذا4( ف�س�قت الر�( والفساد.5خرجت منه للعيث )

�ي { �اء� م�ن د�ون �ي و ل� �ه� أ �ت ي �ه� و�ذ�ر~ �خ�ذ�ون �ت �ف�ت ثم قال تعالى مقرع�ا وموبخ�ا لمن اتبعه وأطاعه : } أ

�د�ال { �م�ين� ب �لظ�ال س� ل �ئ أي : بدال عني ؛ ولهذا قال : } ب وهذا المقام كقوله بعد ذكر القيامة وأهوالها ومصير كل من الفريقين السعداء

�ي آد�م� �ن �ا ب �م ي ك �ي �ل ع ه�د إ� �م أ �ل م�ج ر�م�ون� أ �ه�ا ال ي

� �و م� أ ي وا ال �از� واألشقياء في سورة يس : } و�ام ت�ض�ل� �ق�د أ . و�ل �ق�يم� ت اط� م�س �ي ه�ذ�ا ص�ر� �د�ون ن� اع ب

� . و�أ �ين� �م ع�د�و م�ب �ك �ه� ل �ن ط�ان� إ ي �د�وا الش� �ع ب �ن ال ت أ�ع ق�ل�ون� { ]يس : �وا ت �ون �ك �م ت �ف�ل ا أ �ير� �ث �ال ك ب �م ج� ك [.62 - 59م�ن

~ين� م�ض�ل �خ�ذ� ال ت� م�ت �ن ه�م و�م�ا ك ف�س� �ن ل ق� أ م�او�ات� و�األر ض� و�ال خ� ل ق� الس� �ه�م خ� ه�د ت �ش } م�ا أ( {51ع�ض�د�ا )

�ا ، يقول تعالى : هؤالء الذين اتخذتموهم أولياء من دوني عبيد أمثالكم ، ال يملكون شيئ ( واألرض ، وال كانوا إذ ذاك موجودين ، يقول تعالى :6وال أشهدتهم خلقي للسموات )

أنا المستقل بخلق األشياء كلها ، ومدبرها ومقدرها و�ح دي ، ليس معي في ذلك شريك�ه� ال �م م�ن د�ون� الل ع�م ت �ذ�ين� ز� وال وزير ، وال مشير وال نظير ، كما قال : } ق�ل� اد ع�وا ال

ه�م �ه� م�ن ك� و�م�ا ل ر �ه�م ف�يه�م�ا م�ن ش� م�او�ات� و�ال ف�ي األر ض� و�م�ا ل ة� ف�ي الس� ق�ال� ذ�ر� �ون� م�ث �ك �م ل ي�ه� { اآلية ]سبا : �ذ�ن� ل �م�ن أ �ال ل د�ه� إ ن ف�اع�ة� ع� ف�ع� الش� �ن [ ؛ ولهذا قال :22 ، 23م�ن ظ�ه�ير� و�ال ت

�ا. ~ين� ع�ض�د�ا { قال مالك : أعوان م�ض�ل �خ�ذ� ال ت� م�ت �ن } و�م�ا ك �ه�م ن �ي �ا ب ن ع�ل �ه�م و�ج� �وا ل يب �ج� ت �س �م ي �م ف�د�ع�و ه�م ف�ل ع�م ت �ذ�ين� ز� �ي� ال �ائ ك ر� �اد�وا ش� �ق�ول� ن �و م� ي } و�ي

�ق�ا ) ه�ا م�ص ر�ف�ا )52م�و ب �ج�د�وا ع�ن �م ي �ه�م م�و�اق�ع�وه�ا و�ل ن� �وا أ �ار� ف�ظ�ن م�ج ر�م�ون� الن �ى ال أ ( {53( و�ر�

�خاطب به المشركين يوم القيامة على رؤوس األشهاد تقريع�ا ا عما ي يقول تعالى مخبر�لهم وتوبيخ�ا : __________

( زيادة من أ.1)( زيادة من ف.2)( في أ : "تقول".3)( في أ : "كمامها".4)( في أ : "للعنت".5)( في ف ، أ : "خلق السموات".6)

(5/169)

725

Page 127: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�م { أي : في دار الدنيا ، ادعوهم اليوم ، ينقذونكم مما ) ع�م ت �ذ�ين� ز� �ي� ال �ائ ك ر� �اد�وا ش� (1} ن�م م�ا ت ك �ر� ة� و�ت و�ل� م�ر�

� �م أ �اك �ق ن ل �م�ا خ� اد�ى ك �ا ف�ر� �م�ون ت ئ �ق�د ج� أنتم فيه ، كما قال تعالى : } و�ل �ق�د �اء� ل ك ر� �م ش� �ه�م ف�يك ن

� �م أ ع�م ت �ذ�ين� ز� �م� ال ف�ع�اء�ك �م ش� ى م�ع�ك �ر� �م و�م�ا ن اء� ظ�ه�ور�ك �م و�ر� �اك ن و�ل خ�ع�م�ون� { ]األنعام : �ز �م ت ت �ن �م م�ا ك ك �م و�ض�ل� ع�ن �ك ن �ي �ق�ط�ع� ب [.94ت

�م ف�د�ع�و ه�م �اء�ك ك ر� �ه�م { [كما قال : } و�ق�يل� اد ع�وا ش� �وا ل يب �ج� ت �س �م ي وقوله : } ف�د�ع�و ه�م ف�ل( �ه�م �وا ل يب �ج� ت �س �م ي �د�ون� { ]القصص : 2ف�ل �ه ت �وا ي �ان �ه�م ك ن

� �و أ ع�ذ�اب� ل و�ا ال� أ [ ، وقال64( ] و�ر�

�ام�ة� و�ه�م ع�ن ق�ي � ال �و م �ل�ى ي �ه� إ �ج�يب� ل ت �س �ه� م�ن ال ي �د ع�و م�ن د�ون� الل �ض�ل� م�م�ن ي } و�م�ن أ�اف�ر�ين� { ]األحقاف : �ه�م ك �اد�ت �ع�ب �وا ب �ان �ع د�اء� و�ك �ه�م أ �وا ل �ان �اس� ك ر� الن �ذ�ا ح�ش� �ه�م غ�اف�ل�ون� و�إ د�ع�ائ

ون�6 ، 5 ف�ر� �ك ي �ال س� ا ك �ه�م ع�ز� �وا ل �ون �ك �ي �ه�ة� ل �ه� آل �خ�ذ�وا م�ن د�ون� الل [ ، قال تعالى : } و�ات ه�م ض�د�ا { ]مريم : �ي �ون� ع�ل �ون �ك �ه�م و�ي �اد�ت �ع�ب [81 ، 82ب

�ا ) �ق�ا { قال ابن عباس ، وقتادة وغير واحد : م�ه لك �ه�م م�و ب ن �ي �ا ب ن ع�ل (.3وقوله : } و�ج� ( حدث عن عبد الله بن عمرو قال : هو واد4وقال قتادة : ذكر لنا أن عمرا البكالي )

عميق ، ف�رق به يوم القيامة بين أهل الهدى وأهل الضاللة.�ا في جهنم. �ق�ا { وادي وقال قتادة : } م�و ب

نان القزاز ، حدثنا عبد الصمد ، حدثنا يزيد بن وقال ابن جرير : حدثني محمد بن س��ق�ا { قال : �ه�م م�و ب ن �ي �ا ب ن ع�ل درهم سمعت أنس بن مالك يقول في قول الله تعالى : } و�ج�

واد في جهنم ، من قيح ودم.�ق�ا { : عداوة. وقال الحسن البصري : } م�و ب

�ا في جهنم أو غيره ، إال والظاهر من السياق هاهنا : أنه المهلك ، ويجوز أن يكون وادي ( أنه ال سبيل لهؤالء المشركين ، وال وصول لهم إلى آلهتهم التي5أن الله تعالى أخبر )

كانوا يزعمون في الدنيا ، وأنه يفرق بينهم وبينها في اآلخرة ، فال خالص ألحد منالفريقين إلى اآلخر ، بل بينهما مهلك وهول عظيم وأمر كبير.

( } �ه�م ن �ي ( عائد�ا إلى المؤمنين والكافرين ، كما6وأما إن جعل الضمير في قوله : } ب قال عبد الله بن عمرو : إنه يفرق بين أهل الهدى والضاللة به ، فهو كقوله تعالى :

ق�ون� { ]الروم : �ف�ر� �ت �ذ� ي �و م�ئ اع�ة� ي �ق�وم� الس� �و م� ت �ص�د�ع�ون� {14} و�ي �ذ� ي �و م�ئ [ ، وقال } ي م�ج ر�م�ون� { ]يس : 43]الروم : �ه�ا ال ي

� �و م� أ ي وا ال �از� [ ، وقال59[ ، وقال تعالى : } و�ام ت�ا ن �ل ي �م ف�ز� �اؤ�ك ك ر� �م و�ش� ت �ن �م أ �ك �ان �وا م�ك ك ر� �ش �ذ�ين� أ �ل �ق�ول� ل �م� ن ه�م ج�م�يع�ا ث ر� �ح ش� �و م� ن تعالى : } و�ي

�ا ع�ن �ن �ن ك �م إ �ك ن �ي �ا و�ب �ن ن �ي ه�يد�ا ب �ه� ش� �الل �ف�ى ب �د�ون� ف�ك �ع ب �ا ت �ان �ي �م إ ت �ن �اؤ�ه�م م�ا ك ك ر� �ه�م و�ق�ال� ش� ن �ي ب ح�ق~ و�ض�ل� �ه� م�و اله�م� ال �ل�ى الل د�وا إ �ف�ت و�ر� ل س

� �ف س� م�ا أ �ل� ن ل�و ك �ب �ال�ك� ت �ين� ه�ن �غ�اف�ل �م ل �ك �اد�ت ب ع�ون� { ]يونس : �ر� �ف ت �وا ي �ان ه�م م�ا ك [.30 - 28ع�ن

__________( في ت : "بما".1)( زيادة من ف.2)( في ت : "هلكا".3)( في أ : "البكائي".4)( في أ : "خير".5)( في ت : "بينهما".6)

(5/170)

726

Page 128: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ه�ا م�ص ر�ف�ا { أي : �ج�د�وا ع�ن �م ي �ه�م م�و�اق�ع�وه�ا و�ل ن� �وا أ �ار� ف�ظ�ن م�ج ر�م�ون� الن �ى ال أ وقوله : } و�ر�

( جيء بها تقاد بسبعين ألف زمام ، مع كل زمام سبعون1إنهم لما عاينوا جهنم حين ) ألف ملك ، فإذا رأى المجرمون النار ، تحققوا ال محالة أنهم مواقعوها ، ليكون ذلك من

باب تعجيل الهم والحزن لهم ، فإن توقع العذاب والخوف منه قبل وقوعه ، عذابناجز.

ه�ا م�ص ر�ف�ا { أي : ليس ) �ج�د�وا ع�ن �م ي ( لهم طريق يعدل بهم عنها وال بد لهم منها.2} و�لاج � قال ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن د�ر

( صلى الله عليه وسلم أنه قال :3عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله )(6( سنة" )5( جهنم ، فيظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين )4"إن الكافر يرى )

( لهيعة ، حدثنا دراج ، عن أبي الهيثم ،7وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن ) عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ينصب الكافر

مقدار خمسين ألف سنة ، كما لم يعمل في الدنيا ، وإن الكافر ليرى جهنم ، ويظن أنها(.8مواقعته من مسيرة أربعين سنة" )

__________( في ت : "حتى".1)( في ت ، ف ، أ : "وليس".2)( في ف ، أ : "عن النبي".3)( في ف ، أ : "ليرى".4)( في ف : "أربعمائة".5)( ودراج عن أبي الهيثم ضعيف.15/173( تفسير الطبري )6)( في ت : "أبي" و هو خطأ.7)(.3/75( المسند )8)

(5/171)

ي ء� ج�د�ال� ) �ر� ش� ث ك� ان� أ س� �ن �ان� اإل �ل� و�ك �ل~ م�ث �اس� م�ن ك �لن ن� ل

� آ ق�ر �ا ف�ي ه�ذ�ا ال ف ن �ق�د ص�ر� ( 54و�ل

ي ء� ج�د�ال ) �ر� ش� ث ك� ان� أ س� �ان� اإلن �ل� و�ك �ل~ م�ث �اس� م�ن ك �لن آن� ل ق�ر �ا ف�ي ه�ذ�ا ال ف ن �ق�د ص�ر� } و�ل

54.} )يقول تعالى : ولقد بينا للناس في هذا القرآن ، ووضحنا لهم األمور ، وفصلناها ، كيال )

( يضلوا عن الحق ، ويخرجوا عن طريق الهدى. ومع هذا البيان وهذا الفرقان ،1 اإلنسان كثير المجادلة والمخاصمة والمعارضة للحق بالباطل ، إال من هدى الله وبصره

لطريق النجاة. قال اإلمام أحمد : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني علي بن

الحسين ، أن حسين بن علي أخبره ، أن علي بن أبي طالب أخبره ، أن رسول الله ) ( صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ،2

فقال : "أال تصليان ؟" فقلت : يا رسول الله ، إنما أنفسنا بيد الله ، فإذا شاء أن يبعثنا( ��ا ، ثم سمعته وهو مول جع إلي شيئ �ر �ع�ثنا. فانصرف حين قلت ذلك ، ولم ي ( يضرب3ب

727

Page 129: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ي ء� ج�د�ال { أخرجاه في الصحيحين )4فخذه ]ويقول[ ) �ر� ش� ث ك� ان� أ س� �ان� اإلن (.5( } و�ك

__________( في ف ، : "لئال".1)( في ف ، أ : "النبي".2)( في ت ، ف ، أ : "يقول".3)( زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.4)(.755( وصحيح مسلم برقم )1227( وصحيح البخاري برقم )1/112( المسند )5)

(5/171)

و� �ين� أ و�ل

� �ة� األ ن �ه�م س� �ي ت �أ �ن ت �ال� أ �ه�م إ ب وا ر� �غ ف�ر� ت �س ه�د�ى و�ي اء�ه�م� ال �ذ ج� �وا إ �ؤ م�ن �ن ي �اس� أ �ع� الن و�م�ا م�ن

�ال� ) ع�ذ�اب� ق�ب �ه�م� ال �ي ت �أ �ذ�ين�55ي �ج�اد�ل� ال ذ�ر�ين� و�ي ر�ين� و�م�ن �ش~ �ال� م�ب �ين� إ ل س� م�ر س�ل� ال �ر ( و�م�ا ن

و�ا ) وا ه�ز� ذ�ر� ن� �ي و�م�ا أ �ات �ي �خ�ذ�وا آ ح�ق� و�ات �ه� ال �د ح�ض�وا ب �ي �اط�ل� ل ب �ال وا ب �ف�ر� �م� م�م�ن 56ك �ظ ل ( و�م�ن أ

�ن �ة� أ �ن �ك �ه�م أ �وب �ا ع�ل�ى ق�ل ن ع�ل �ا ج� �ن �د�اه� إ �س�ي� م�ا ق�د�م�ت ي ه�ا و�ن �ع ر�ض� ع�ن ~ه� ف�أ ب �ات� ر� �ي �آ ~ر� ب ذ�ك�د�ا ) �ب �ذ�ا أ �د�وا إ �ه ت ه�د�ى ف�ل�ن ي �ل�ى ال �د ع�ه�م إ �ن ت ا و�إ �ه�م و�ق ر� ذ�ان

� �ف ق�ه�وه� و�ف�ي آ غ�ف�ور�57ي �ك� ال ب ( و�ر��ه� �ج�د�وا م�ن د�ون �ن ي �ه�م م�و ع�د� ل �ل ل ع�ذ�اب� ب �ه�م� ال �ع�ج�ل� ل �وا ل ب �س� �م�ا ك �ؤ�اخ�ذ�ه�م ب �و ي ح م�ة� ل ذ�و الر�

�ال� ) �ك�ه�م م�و ع�د�ا )58م�و ئ �م�ه ل �ا ل ن �م�وا و�ج�ع�ل �م�ا ظ�ل �اه�م ل ن �ك �ه ل ى أ ق�ر� �ل ك� ال ( 59( و�ت

�ين� �ة� األو�ل ن �ه�م س� �ي ت �أ �ن ت �ال أ �ه�م إ ب وا ر� �غ ف�ر� ت �س ه�د�ى و�ي �ذ ج�اء�ه�م� ال �وا إ �ؤ م�ن �ن ي �اس� أ �ع� الن } و�م�ا م�ن

�ال ) ع�ذ�اب� ق�ب �ه�م� ال �ي ت �أ و ي

� �ذ�ين�55أ �ج�اد�ل� ال ذ�ر�ين� و�ي ر�ين� و�م�ن �ش~ �ال م�ب �ين� إ ل س� م�ر س�ل� ال �ر ( و�م�ا نو�ا ) وا ه�ز� ذ�ر� ن

� �ي و�م�ا أ �ات �خ�ذ�وا آي ح�ق� و�ات �ه� ال �د ح�ض�وا ب �ي �اط�ل� ل ب �ال وا ب �ف�ر� ( {.56ك ( الكفرة في قديم الزمان وحديثه ، وتكذيبهم بالحق البين1يخبر تعالى عن تمرد )

( والدالالت الواضحات ، وأنه ما منعهم2الظاهر مع ما يشاهدون من اآليات ]واآلثار[ )�ا ، كما قال أولئك من اتباع ذلك إال طلبهم أن يشاهدوا العذاب الذي وعدوا به عيان

ت� م�ن� الص�اد�ق�ين� { ]الشعراء : �ن �ن ك م�اء� إ ف�ا م�ن� الس� �ا ك�س� ن �ي ق�ط ع�ل س� لنبيهم : } ف�أ

�ا )187 �ن ت ت� م�ن� الص�اد�ق�ين� { ]العنكبوت :3[ ، وآخرون قالوا : } ائ �ن �ن ك �ه� إ �ع�ذ�اب� الل ( بة� م�ن�29 ار� �ا ح�ج� ن �ي م ط�ر ع�ل

� د�ك� ف�أ ن ح�ق� م�ن ع� �ان� ه�ذ�ا ه�و� ال �ن ك �ه�م� إ [ ، وقالت قريش : } الل� { ]األنفال : �يم �ل �ع�ذ�اب� أ �ا ب �ن ت و� ائ

� م�اء� أ �ك�32الس� �ن ر� إ ه� الذ~ك �ي �ذ�ي نزل� ع�ل �ه�ا ال ي� �ا أ �وا ي [ ، } و�ق�ال

ت� م�ن� الص�اد�ق�ين� { ]الحجر : �ن �ن ك �ة� إ �ك م�الئ �ال �ا ب �ين ت �أ �و م�ا ت �ون� * ل ن �م�ج [ إلى غير ذلك6 ، 7ل

(.4]من اآليات الدالة على ذلك[ )�ين� { من غشيانهم بالعذاب وأخذهم عن آخرهم ، �ة� األو�ل ن �ه�م س� �ي ت

�أ �ن ت �ال أ ثم قال : } إ�ا مواجهة ]ومقابلة[ ) �ال { أي : يرونه عيان ع�ذ�اب� ق�ب �ه�م� ال �ي ت

�أ و ي� ( ، ثم قال : } و�م�ا5} أ

ح�ق� �ه� ال �د ح�ض�وا ب �ي �اط�ل� ل ب �ال وا ب �ف�ر� �ذ�ين� ك اد�ل� ال �ج� ذ�ر�ين� و�ي ر�ين� و�م�ن �ش~ �ال م�ب �ين� إ ل س� م�ر س�ل� ال �ر نو�ا { أي : قبل العذاب مبشرين ) وا ه�ز� ذ�ر� ن

� �ي و�م�ا أ �ات �خ�ذ�وا آي ( من صدقهم وآمن6و�ات( م�ن كذبهم وخالفهم.7بهم ، ومنذرين )

ح�ق� { �ه� { أي : ليضعفوا به } ال �د ح�ض�وا ب �ي ثم أخبر عن الكفار بأنهم يجادلون بالباطل } لو�ا { وا ه�ز� ذ�ر� ن

� �ي و�م�ا أ �ات �خ�ذ�وا آي الذي جاءتهم به الرسل ، وليس ذلك بحاصل لهم. } و�ات ( بها الرسل وما أنذروهم8أي : اتخذوا الحجج والبراهين وخوارق العادات التي بعث )

و�ا { أي : سخروا منهم في ذلك ، وهو أشد التكذيب. وخوفوهم به من العذاب } ه�ز�

728

Page 130: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ع�ل�ى ن ع�ل �ا ج� �ن �د�اه� إ �س�ي� م�ا ق�د�م�ت ي ه�ا و�ن �ع ر�ض� ع�ن ~ه� ف�أ ب �ات� ر� �آي ~ر� ب �م� م�م�ن ذ�ك �ظ ل } و�م�ن أ�د�ا ) �ب �ذ�ا أ �د�وا إ �ه ت ه�د�ى ف�ل�ن ي �ل�ى ال �د ع�ه�م إ �ن ت ا و�إ �ه�م و�ق ر� �ف ق�ه�وه� و�ف�ي آذ�ان �ن ي �ة� أ �ن �ك �ه�م أ �وب ق�ل

�ه�م م�و ع�د�57 �ل ل ع�ذ�اب� ب �ه�م� ال �ع�ج�ل� ل �وا ل ب �س� �م�ا ك �ؤ�اخ�ذ�ه�م ب �و ي ح م�ة� ل غ�ف�ور� ذ�و الر� �ك� ال ب ( و�ر��ال ) �ه� م�و ئ �ج�د�وا م�ن د�ون �ن ي �ك�ه�م م�و ع�د�ا58ل �م�ه ل �ا ل ن �م�وا و�ج�ع�ل �م�ا ظ�ل �اه�م ل ن �ك �ه ل ى أ ق�ر� �ل ك� ال ( و�ت

(59.} ) ( فأعرض عنها ، أي :10( ممن ذكر بآيات الله )9يقول تعالى : وأي عباد الله أظلم )

تناساها وأعرض__________

( في ت : "ثمود".1)( زيادة من ف ، أ.2)( زيادة من ف.3)( زيادة من ف ، أ.4)( زيادة من ف ، أ.5)( في ت ، ف ، أ : "مبشرون".6)( في ت ، ف ، أ : "ومنذرون".7)( في ت ، أ : "أبعث".8)( في أ : "وأي عبادى أظلم".9)( في ف : "ربه".10)

(5/172)

�ا ) م ض�ي� ح�ق�ب� و أ

� ن� أ ي �ح ر� ب �غ� م�ج م�ع� ال ل �ب �ى أ ت ح� ح� ر� ب� �اه� ال� أ �ف�ت �ذ ق�ال� م�وس�ى ل �غ�ا60و�إ �ل �م�ا ب ( ف�ل

�ا ) ب ر� �ح ر� س� ب �ه� ف�ي ال �يل ب �خ�ذ� س� �ه�م�ا ف�ات �ا ح�وت ي �س� �ه�م�ا ن ن �ي ( 61م�ج م�ع� ب

�د�اه� { أي : من األعمال1عنها ، ولم يصغ ) �س�ي� م�ا ق�د�م�ت ي ( لها ، وال ألقى إليها باال } و�ن�ة� { أي : �ن �ك �ه�م { أي : قلوب هؤالء } أ �وب �ا ع�ل�ى ق�ل ن ع�ل �ا ج� �ن السيئة واألفعال القبيحة. } إ

�ف ق�ه�وه� { أي : لئال يفهموا ) �ن ي ( هذا القرآن والبيان ، } و�ف�ي2أغطية وغشاوة ، } أ�ذ�ا �د�وا إ �ه ت ه�د�ى ف�ل�ن ي �ل�ى ال �د ع�ه�م إ �ن ت ا { أي : صمم معنوي عن الرشاد ، } و�إ �ه�م و�ق ر� آذ�ان

�د�ا {. �ب أح م�ة� { أي : ربك ) غ�ف�ور� ذ�و الر� �ك� ال ب ( - يا محمد - غفور ذو رحمة3وقوله : } و�ر�

�ه� �ؤ�اخ�ذ� الل �و ي �م�ا ق�ال� : } و�ل ع�ذ�اب� { ، ك �ه�م� ال �ع�ج�ل� ل �وا ل ب �س� �م�ا ك �ؤ�اخ�ذ�ه�م ب �و ي واسعة ، } ل�ة� { ]فاطر : ك� ع�ل�ى ظ�ه ر�ه�ا م�ن د�اب �ر� �وا م�ا ت ب �س� �م�ا ك �اس� ب �ذ�و45الن �ك� ل ب �ن� ر� [ ، وقال : } و�إ

ع�ق�اب� { ]الرعد : د�يد� ال �ك� ل�ش� ب �ن� ر� م�ه�م و�إ �اس� ع�ل�ى ظ�ل �لن ة� ل [. واآليات في هذا6م�غ ف�ر�كثيرة.

ثم أخبر أنه يحلم ويستر ويغفر ، وربما هدى بعضهم من الغي إلى الرشاد ، ومن استمر �ه�م �ل ل منهم فله يوم يشيب فيه الوليد ، وتضع كل ذات حمل حملها ؛ ولهذا قال : } ب

�ال { أي : ليس لهم عنه محيد وال محيص وال معدل. �ه� م�و ئ �ج�د�وا م�ن د�ون �ن ي م�و ع�د� ل�م�وا { أي : األمم السالفة والقرون الخالية �م�ا ظ�ل �اه�م ل ن �ك �ه ل ى أ ق�ر� �ل ك� ال وقوله : } و�ت�ك�ه�م م�و ع�د�ا { أي : جعلناه إلى مدة �م�ه ل �ا ل ن ع�ل أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم } و�ج�

729

Page 131: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( معين ، ال يزيد وال ينقص ، أي : وكذلك أنتم أيها المشركون4معلومة ووقت ]معلوم[ ) ( وأعظم نبي ، ولستم5، احذروا أن يصيبكم ما أصابهم ، فقد كذبتم أشرف رسول )

بأعز علينا منهم ، فخافوا عذابي ونذر.�ا ) ق�ب م ض�ي� ح�

� و أ� ن� أ ي �ح ر� ب �غ� م�ج م�ع� ال ل �ب �ى أ ت ح� ح� ر� ب

� �اه� ال أ �ف�ت �ذ ق�ال� م�وس�ى ل �غ�ا60} و�إ �ل �م�ا ب ( ف�ل�ا ) ب ر� �ح ر� س� ب �ه� ف�ي ال �يل ب �خ�ذ� س� �ه�م�ا ف�ات �ا ح�وت ي �س� �ه�م�ا ن ن �ي ( {61م�ج م�ع� ب

__________( في ت : "يضع".1)( في ت : "يفهم" ، وفي ف ، أ : "يفهموه".2)( في ف ، أ : "وربك".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ت : "رسول الله صلى الله عليه وسلم".5)

(5/173)

�ا ) �ص�ب �ا ه�ذ�ا ن ف�ر�ن �ا م�ن س� �ق�ين �ق�د ل �ا ل �ا غ�د�اء�ن �ن �ت �اه� آ �ف�ت ا ق�ال� ل او�ز� �م�ا ج� �ا62ف�ل ن و�ي� �ذ أ ت� إ �ي أ ر�

� ( ق�ال� أ�ه� ف�ي �يل ب �خ�ذ� س� ه� و�ات �ر� ذ ك

� �ن أ ط�ان� أ ي �ال� الش� �يه� إ ان س� �ن ح�وت� و�م�ا أ يت� ال �س� ~ي ن �ن ة� ف�إ �ل�ى الص�خ ر� إ�ا ) ب �ح ر� ع�ج� ب �ار�ه�م�ا ق�ص�ص�ا )63ال �ث �د�ا ع�ل�ى آ ت غ� ف�ار �ب �ا ن �ن د�ا م�ن 64( ق�ال� ذ�ل�ك� م�ا ك ( ف�و�ج�د�ا ع�ب

م�ا ) ل �ا ع� �د�ن �اه� م�ن ل �م ن �ا و�ع�ل د�ن ن ح م�ة� م�ن ع� �اه� ر� ن �ي �ت �ا آ �اد�ن ب ( 65ع�

�ا ) �ص�ب �ا ه�ذ�ا ن ف�ر�ن �ا م�ن س� �ق�ين �ق�د ل �ا ل �ا غ�د�اء�ن �ن �اه� آت �ف�ت ا ق�ال� ل او�ز� �م�ا ج� �ذ 62} ف�ل ت� إ �ي أ ر�� ( ق�ال� أ

�ه� �يل ب �خ�ذ� س� ه� و�ات �ر� ذ ك� �ن أ ط�ان� أ ي �ال الش� �يه� إ ان س� �ن ح�وت� و�م�ا أ يت� ال �س� ~ي ن �ن ة� ف�إ �ل�ى الص�خ ر� �ا إ ن و�ي

� أ�ا ) ب �ح ر� ع�ج� ب �ار�ه�م�ا ق�ص�ص�ا )63ف�ي ال �د�ا ع�ل�ى آث ت غ� ف�ار �ب �ا ن �ن د�ا64( ق�ال� ذ�ل�ك� م�ا ك ( ف�و�ج�د�ا ع�ب

م�ا ) ل �ا ع� �د�ن �اه� م�ن ل �م ن �ا و�ع�ل د�ن ن ح م�ة� م�ن ع� �اه� ر� ن �ي �ا آت �اد�ن ب ( {.65م�ن ع��ون - هذا الكالم : أنه ذكر1سبب قول موسى ]عليه السالم[ ) �شوع بن ن ( لفتاه - وهو ي

له أن عبد�ا من عباد الله بمجمع البحرين ، عنده من العلم ما لم يحط به موسى ، ن� { أي ال أزال ي �ح ر� ب �غ� م�ج م�ع� ال ل �ب �ى أ ت ح� ح� ر� ب

� فأحب الذهاب إليه ، وقال لفتاه ذلك : } ال أا حتى أبلغ هذا المكان الذي فيه مجمع البحرين ، قال الفرزدق : سائر�

__________( زيادة من ف ، أ.1)

(5/173)

�ط ح�اء ذي قار عياب� اللط�ائم ) �ب اؤه�م... ب �ه�اد�ت نس� �ى ت ت �رح�وا ح� (1ف�م�ا ب قال قتادة وغير واحد : وهما بحر فارس مما يلي المشرق ، وبحر الروم مما يلي

المغرب. وقال محمد بن كعب الق�رظي : مجمع البحرين عند طنجة ، يعني في أقصى بالد

المغرب ، فالله أعلم.�ا من الزمان. �ا { أي : ولو أني أسير حقب م ض�ي� ح�ق�ب

� و أ� وقوله : } أ

730

Page 132: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

قال ابن جرير ، رحمه الله : ذكر بعض أهل العلم بكالم العرب أن الح�ق�ب في لغة قيس ( : سنة. ثم قد روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : الح�ق�ب ثمانون سنة. وقال2)

م ض�ي�� و أ

� مجاهد : سبعون خريف�ا. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : } أا. وقال قتادة ، وابن زيد ، مثل ذلك. �ا { قال : دهر� ح�ق�ب

�ه�م�ا { ، وذلك أنه كان قد أمر بحمل حوت �ا ح�وت ي �س� �ه�م�ا ن ن �ي �غ�ا م�ج م�ع� ب �ل �م�ا ب وقوله : } ف�ل�م�ة. فسارا حتى بلغا مجمع البحرين ؛ مملوح معه ، وقيل له : متى فقدت� الحوت فهو ث

وهناك عين يقال لها : "عين الحياة" ، فناما هنالك ، وأصاب الحوت من رشاش ذلك تل4( ، وكان في مكتل مع يوشع ]عليه السالم[ )3الماء فاضطرب ) ( ، وط�ف�ر من الم�ك

�وشع ، عليه السالم ، وسقط الحوت في البحر وجعل يسير إلى البحر ، فاستيقظ ي�ح ر� ب �ه� ف�ي ال �يل ب �خ�ذ� س� فيه ، والماء له مثل الطاق ال يلتئم بعده ؛ ولهذا قال : } ف�ات

ر�ب في األرض. �ا { أي : مثل الس� ب ر� س�( : قال ابن عباس : صار أثره كأنه ح�ج�ر.5قال ابن جريح )

�ا من البحر إال يبس حتى وقال العوفي ، عن ابن عباس : جعل الحوت ال يمس شيئ(.6يكون صخرة )

( بن إسحاق - عن الزهري ، عن ع�بيد الله بن عبد الله ، عن ابن7وقال محمد - ]هو[ ) عباس ، عن أبي� بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر حديث

( مكان الحوت الذي فيه ، فانجاب8ذلك : "ما انجاب ماء منذ كان الناس غيره ثبت ) غ� {. �ب �ا ن �ن �و�ة حتى رجع إليه موسى فرأى مسلكه" ، فقال : } ذ�ل�ك� م�ا ك كالك

( ، حتى أفضى إلى البحر ، ثم سلك فيه فجعل ال يسلك9وقال قتادة : س�رب من البر )( ماء جامد�ا.10فيه طريق�ا إال جعل )

�سب النسيان إليهما ا { أي : المكان الذي نسيا الحوت فيه ، ون او�ز� �م�ا ج� وقوله : } ف�لع �وش� وإن كان ي

__________(.15/176( البيت في تفسير الطبري )1)( في ف ، أ : "العرب".2)( في ف ، أ : "فاضطربت".3)( زيادة من ت ، ف ، أ.4)( في ت : "جرير".5)( في ت ، ف ، أ : "كصخرة".6)( زيادة من أ.7)( في أ : "غير مثبت".8)( في ت ، أ : "الحر".9)( في ت ، أ : "صار".10)

(5/174)

ج�ان� { ]الرحمن : م�ر �ؤ� و�ال �ؤ ل ه�م�ا الل ج� م�ن �خ ر� [ ،22هو الذي نسيه ، كقوله تعالى : } ي( المالح في أحد القولين.1وإنما يخرج من )

�ق�د �ا ل �ا غ�د�اء�ن �ن �اه� آت �ف�ت �ة� } ق�ال� { موسى } ل ل ح� فلما ذهبا عن المكان الذي نسياه فيه م�ر

731

Page 133: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا [ ) �ص�ب �ا ] ن �ص�ب �ا ه�ذ�ا ن ف�ر�ن �ا م�ن س� �ق�ين �ا { يعني :2ل �ص�ب ( { أي : الذي جاوزا فيه المكان } ن ط�ان� ي �ال الش� �يه� إ ان س� �ن ح�وت� و�م�ا أ يت� ال �س� ~ي ن �ن ة� ف�إ �ل�ى الص�خ ر� �ا إ ن و�ي

� �ذ أ ت� إ �ي أ ر�� �ا. قال : } أ تعب

ه� { قال قتادة : وقرأ ابن مسعود : ]"وما أنسانيه أن أذكره إال الشيطان[ ) �ر� ذ ك� �ن أ ( ،3أ

غ� { أي : �ب �ا ن �ن �ا ق�ال� ذ�ل�ك� م�ا ك ب �ح ر� ع�ج� ب �ه� { أي : طريقه } ف�ي ال �يل ب �خ�ذ� س� ولهذا قال : } و�ات�ار�ه�م�ا { أي : طريقهما } ق�ص�ص�ا { �د�ا { أي : رجعا } ع�ل�ى آث ت هذا الذي نطلب } ف�ار

أي : يقصان أثر مشيهما ، ويقفوان أثرهما. م�ا { وهذا هو الخضر ل �ا ع� �د�ن �اه� م�ن ل �م ن �ا و�ع�ل د�ن ن ح م�ة� م�ن ع� �اه� ر� ن �ي �ا آت �اد�ن ب د�ا م�ن ع� } ف�و�ج�د�ا ع�ب

، عليه السالم ، كما دلت عليه األحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليهوسلم. بذلك قال البخاري :

حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عمرو بن دينار ، أخبرني سعيد بن جبير قال :�ال�ي� يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى �ك قلت البن عباس : إن نوف�ا الب

صاحب بني إسرائيل. قال ابن عباس : كذب ع�د�و� الله ، حدثنا أبي بن كعب ، رضي الله�ا في عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن موسى قام خطيب

د� العلم إليه ، �ر� ئل : أي الناس أعلم ؟ قال : أنا. فعتب الله عليه إذ لم ي بني إسرائيل ف�س� فأوحى الله إليه : إن� لي عبد�ا بمجمع البحرين هو أعلم منك. فقال موسى : يا رب ،

�ا ، تجعله ) ( بمكتل ، فحيثما فقدت الحوت فهو )4وكيف لي به ؟ قال : تأخذ معك حوت�وشع بن نون7( ثم انطلق وانطلق معه بفتاه )6( ثم. فأخذ حوتا ، فجعله بمكتل )5 ( ي

( السالم ، حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فناما ، واضطرب الحوت في8عليهما ) ( سبيله في البحر سربا ، وأمسك الله9المكتل ، فخرج منه ، فسقط في البحر واتخذ )

عن الحوت ج�رية� الماء ، فصار عليه مثل الطاق. فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت ، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه :

ا �ص�ب حتى جاو�ز� �ا { ولم يجد موسى الن �ص�ب �ا ه�ذ�ا ن ف�ر�ن �ا م�ن س� �ق�ين �ق�د ل �ا ل �ا غ�د�اء�ن �ن } آت~ي10المكان الذي أمره الله به. قال له فتاه ) �ن ة� ف�إ �ل�ى الص�خ ر� �ا إ ن و�ي

� �ذ أ ت� إ �ي أ ر�� ( : } أ

�ا { قال : ب �ح ر� ع�ج� ب �ه� ف�ي ال �يل ب �خ�ذ� س� ه� و�ات �ر� ذ ك� �ن أ ط�ان� أ ي �ال الش� �يه� إ ان س� �ن ح�وت� و�م�ا أ يت� ال �س� ن

�ار�ه�م�ا �د�ا ع�ل�ى آث ت غ� ف�ار �ب �ا ن �ن �ا ، فقال : } ذ�ل�ك� م�ا ك �ا ولموسى وفتاه عجب "فكان للحوت سرب ( يقصان أثرهما حتى انتهيا إلى الصخرة ، فإذا رجل11ق�ص�ص�ا {. قال : "فرجعا )

�ى بأرضك السالم!. قال : أنا م�سج�ى بثوب ، فسلم عليه موسى ، فقال الخ�ض�ر : و�أن موسى. قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم ، أتيتك لتعلمني مما ع�ل~مت رشدا.

ا { ، يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه ، ال ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن } ق�ال� إ�ه الله ال �م�ك تعلمه أنت ، وأنت على علم من علم الله ع�ل

__________( في ف ، أ : "على".1)( زيادة من ف ، أ.2)( زيادة من ف ، أ ، وفي هـ : "أن أذكره".3)( في أ : "فتجعله".4)( في أ : "منهم".5)( في ف : "في مكتل".6)( في ف : "فتاه".7)( في ت ، ف : "عليه".8)( في ف : "فاتخذ".9)

732

Page 134: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "قتادة" وهو خطأ.10)( في ف : "فرجعان".11)

(5/175)

ا { قال له م ر�� �ع ص�ي ل�ك� أ ا و�ال أ �ر� �ه� ص�اب اء� الل �ن ش� �ي إ د�ن �ج� ت أعلمه. فقال موسى : } س�

ا {. ر� ه� ذ�ك �ح د�ث� ل�ك� م�ن �ى أ ت ي ء� ح� �ي ع�ن ش� ن �ل أ �س �ي ف�ال ت �ن �ع ت �ب �ن� ات الخضر : } ف�إ ( ، فعرفوا1فانطلقا يمشيان على ساحل البحر ، فمرت سفينة فكلموهم أن يحملوه )

( بغير نول ، فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إال والخضر قد قلع2الخضر ، فحملوهم ) (3لوح�ا من ألواح السفينة بالقدوم ، فقال له موسى : قد حملونا بغير نول ، فعمدت )

�ن �ك� ل �ن �ق�ل إ �م أ �ل ا. } ق�ال� أ �ا إمر� إلى سفينتهم فخرقتها لتغرق أهلها ؟ لقد جئت شيئا { ) ر� م ر�ي ع�س

� �ي م�ن أ ه�ق ن �ر يت� و�ال ت �س� �م�ا ن �ي ب ذ ن �ؤ�اخ� ا * ق�ال� ال ت ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س (4ت�ا". قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كانت األولى من موسى نسيان

�ق رة ، ]أو نقرتين[ )5قال : وجاء عصفور فنزل ) ( على حرف السفينة فنقر في البحر ن ( فقال له الخضر : ما علمي وعلمك في علم الله إال مثل ما نقص هذا العصفور من6

هذا البحر. ثم خرجا من السفينة ، فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غالم�ا يلعب

( فاقتلعه بيده فقتله ، فقال له موسى :7مع الغلمان ، فأخذ الخضر رأسه ]بيده[ )�ط�يع� ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل ل�ك� إ �م أ �ل ا * ق�ال� أ ر� �ك �ا ن ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ف س� ل ر� ن �غ�ي �ة� ب �ي ك ا ز� �ف س� �ل ت� ن �ق�ت } أ

ا { ؟! ) ر� �ع د�ه�ا8م�ع�ي� ص�ب ي ء� ب �ك� ع�ن ش� ت �ل أ �ن س� ( قال : "وهذه أشد من األولى" ، } ق�ال� إا * ) ~ي ع�ذ ر� �د�ن �غ ت� م�ن ل �ل �ي ق�د ب ن ب �ص�اح� �ط ع�م�ا9ف�ال ت ت �ة� اس ي �ه ل� ق�ر �ا أ �ي �ت �ذ�ا أ �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل ( ف�ان

ق�ض� ) �ن �ن ي �ر�يد� أ ا ي ~ف�وه�م�ا ف�و�ج�د�ا ف�يه�ا ج�د�ار� �ض�ي �ن ي �و ا أ ب� �ه�ا ف�أ ه ل

� ( { قال : مائل. فقال10أ�ق�ام�ه� { ، فقال موسى : قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا ، الخضر بيده : } ف�أ

�ط�ع ت �س �م ت و�يل� م�ا ل �أ �ت �ك� ب ~ئ �ب ن

� أ �ك� س� ن �ي �ي و�ب ن �ي اق� ب ا ق�ال� ه�ذ�ا ف�ر� �ج ر� ه� أ �ي �خ�ذ ت� ع�ل ت� الت ئ �و ش� } لا { فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وددنا أن موسى كان صبر حتى ر� ه� ص�ب �ي ع�ل

يقص الله علينا من خبرهما". قال سعيد بن جبير : كان ابن عباس يقرأ : "وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة

�ا" وكان يقرأ : "وأما الغالم فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين" ) (.11غصب ( ، وفيه :13( البخاري عن قتيبة ، عن سفيان بن ع�يينة... فذكر نحوه )12ثم رواه )

�وشع بن نون ، ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى الصخرة ، "فخرج موسى ومعه فتاه ي (14فنزال عندها - قال : فوضع موسى رأسه فنام - قال سفيان : وفي حديث غير )

عمرو قال : وفي أصل الصخرة عين يقال لها : الحياة ، ال يصيب من مائها شيء إال ( الحوت من ماء تلك العين ، قال ، فتحرك وانسل من المكتل ،15حيي : فأصاب )

�ا { كذا قال : وساق ) �ا غ�د�اء�ن �ن (16فدخل البحر ، فلما استيقظ قال موسى لفتاه : } آت الحديث. ووقع عصفور على حرف السفينة ، فغمس منقاره في البحر ، فقال الخضر

لموسى : ما علمي__________

( في ف ، أ : "يحملوهم".1)( في ت : "فحملوه" ، وفي ف ، أ : "فحملوا".2)

733

Page 135: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف ، أ : "عمدت".3)( في ف ، أ : "أقل لك" وهو خطأ.4)( في ف ، أ : "فوقع".5)( زيادة من أ.6)( زيادة من ف ، أ.7)( في ف ، أ : "زاكية".8)( في ف : "قد بلغت مني" وهو خطأ.9)( في ت : "ينقض فأقامه".10)(.4725( صحيح البخاري برقم )11)( في أ : "ورواه".12)( في ت ، ف ، أ : "فذكره بنحوه".13)( في ت ، ف ، أ : "عن".14)( في ت : "قال : فأصاب".15)( في أ : "وسباق".16)

(5/176)

وعلمك وعلم الخالئق في علم الله إال مقدار� ما غمس هذا العصفور منقاره وذكر تمامه(.1بنحوه )

يج وقال البخاري أيض�ا : حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا هشام بن يوسف ، أن ابن ج�ر� أخبرهم قال : أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير - يزيد

أحدهما على صاحبه - وغيرهما قد سمعته يحدث عن سعيد بن جبير قال : إنا لعند ابن عباس في بيته ، إذ قال : سلوني. فقلت : أي أبا عباس ، جعلني الله فداك ، بالكوفة رجل قاص ، يقال له : "نوف" يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل - أما عمرو فقال

( : كذب عدو الله! وأما يعلى فقال لي : قال ابن عباس : حدثني أبي بن2لي : قال )�ر الناس كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "موسى رسول الله ، ذك يوم�ا ، حتى إذا فاضت العيون ، ورقت القلوب ، ولى فأدركه رجل فقال : أي رسول

( أحد أعلم منك ؟ قال : ال. فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم3الله ، هل في األرض ) إلى الله ، قيل : بلى قال : أي رب ، وأين ؟ قال : بمجمع البحرين. قال : أي رب ،

اجعل لي علم�ا أعلم ذلك به". قال لي عمرو : قال : حيث يفارقك الحوت ، وقال لي�ا فجعله في مكتل ، فقال لفتاه : ال �ا حيث ينفخ فيه الروح. فأخذ حوت �ا ميت يعلى : خذ حوت

�ذ ا. فذلك قوله : } و�إ أكلفك إال أن تخبرني حيث يفارقك الحوت ، قال ما كلفت كبير��اه� { يوشع بن نون ، ليست عند سعيد بن جبير ، قال : "فبينا ) �ف�ت ( هو4ق�ال� م�وس�ى ل

�ض�ر�ب )5في ظل صخرة في مكان ثريان ) ( الحوت وموسى نائم فقال فتاه : ال6( إذ ت أوقظه ، حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره ، وتضرب الحوت حتى دخل البحر ، فأمسك�ة الماء حتى كأن أثره في حجر". ]قال : فقال لي عمرو : هكذا كأن أثره ي الله عنه ج�ر

�ا {7في حجر[ ) �ص�ب �ا ه�ذ�ا ن ف�ر�ن �ا م�ن س� �ق�ين �ق�د ل ( ، وحلق بين إبهاميه والتي تليهما : } ل قال : "وقد قطع الله عنك النصب" ليست هذه عند سعيد - أخبره ، فرجعا فوجدا

ا. قال : قال ) �د )8خ�ضر� ف�س�ة خضراء على كب (9( عثمان بن أبي سليمان : على ط�ن

734

Page 136: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

البحر. قال سعيد بن جبير : م�س�جى بثوب ، قد جعل طرفه تحت رجليه ، وطرفه تحت رأسه ، فسلم عليه موسى ، فكشف عن وجهه ، وقال : هل بأرض من سالم ؟ من

أنت ؟ قال أنا موسى. قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم. قال : فما شأنك ؟ قال ( بيدك ، وأن الوحي11( التوراة )10: جئتك لتعلمني مما علمت رشد�ا. قال : يكفيك )

يأتيك!. يا موسى ، إن لي علم�ا ال ينبغي لك أن تعلمه ، وإن لك علم�ا ال ينبغي لي أن أعلمه. فأخذ طائر بمنقاره من البحر ]فقال : والله ما علمي وعلمك في جنب علم الله

( ، حتى إذا ركبا في السفينة وجدا معابر12إال كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر[ )ا تحمل ) ( هذا الساحل اآلخر عرفوه ، فقالوا : عبد14( أهل هذا الساحل إلى )13صغار�

�د� الله الصالح ؟. قال فقلنا لسعيد : خضر ؟ قال : نعم. ال نحمله بأجر. فخرقها ، و�و�تا {. �م ر� �ا إ ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ه�ا ل ه ل

� �غ ر�ق� أ �ت �ه�ا ل ق ت �خ�ر� فيها وتد�ا. قال موسى : } أ__________

(.4727( صحيح البخاري برقم )1)( في أ : "فقال وقال".2)( في ت : "هل على األرض" ، وفي ف : "هل في الناس".3)( في ت : "فبينما".4)( في ف ، أ : "يريان".5)( ف أ : "يضرب".6)( زيادة من ف ، أ ، والبخاري.7)( في ف ، أ : "قال لى".8)( في ت : "كبده".9)( في أ : "أما يكفيك" ، وفي ت : "أال تكفيك.10)( في ف : "أما يكفيك أن التوراة".11)( زيادة من ف ، أ ، والبخاري.12)( في ت : "فحمد".13)( في ت ، أ : "إلى أهل".14)

(5/177)

�ا ا { كانت األولى نسيان ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل إ �م أ �ل ا. قال : } أ قال مجاهد : منكر�م ر�ي

� �ي م�ن أ ه�ق ن �ر يت� و�ال ت �س� �م�ا ن �ي ب ذ ن �ؤ�اخ� ، والوسطى شرط�ا ، والثالثة عمد�ا } ق�ال� ال ت�ا يلعبون ، �ق�ا {. حتى لقيا غالم�ا فقتله. قال يعلى : قال سعيد ، وجد غلمان ط�ل ا. ف�ان ر� ع�س�ة� { �ي ك ا ز� �ف س� �ل ت� ن �ق�ت ا ظريف�ا فأضجعه ، ثم ذبحه بالسكين ، فقال : } أ فأخذ غالم�ا كافر�

لم�ة ، كقولك )1لم تعمل بالحنث ) �ة " م�س �ي اك �ة� { - " ز� �ي ك ( :2(. وابن عباس قرأها } ز�ا يريد أن ينقض فأقامه ، قال ]سعيد[ ) ( بيده هكذا ،3غالم�ا زكيا فانطلقا ، فوجدا جدار�

ورفع يده فاستقام - قال يعلى : حسبت أن سعيد�ا قال : فمسحه بيده فاستقام - قال :اء�ه�م م�ل�ك� { وكان �ان� و�ر� ا نأكله } و�ك ا { قال سعيد : أجر� �ج ر� ه� أ �ي �خ�ذ ت� ع�ل ت� الت ئ �و ش� } ل�د�د� ، أمامهم ، قرأها ابن عباس : "أمامهم ملك" يزعمون عن غير سعيد أنه ه�د�د� بن ب

ور )4والغالم المقتول ) �ا {5( اسمه - يزعمون - ج�يس� �ة� غ�ص ب ف�ين �ل� س� خ�ذ� ك �أ ( } م�ل�ك� ي ( أصلحوها فانتفعوا بها. ومنهم6فأردت إذا هي مرت به أن يدعها بعيبها ، فإذا جاوزه )

735

Page 137: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ن� { وكان �ي �و�اه� م�ؤ م�ن ب� �ان� أ من يقول : سدوها بقارورة. ومنهم من يقول : بالقار. } ف�ك

�ه على أن يتابعاه ) ب ا {. أن يحملهما ح� �ف ر� �ا و�ك �ان ه�ق�ه�م�ا ط�غ ي �ر ن ي� �ا أ ين ا ، } ف�خ�ش� (7كافر�

�ة� { ، �ي ك ا ز� �ف س� �ل ت� ن �ق�ت �اة� { كقوله : } أ ك ه� ز� ا م�ن ر� ي �ه�م�ا خ� ب �ه�م�ا ر� د�ل �ب ن ي� �ا أ د ن ر�

� على دينه } ف�أح م�ا { : هما به أرحم منهما باألول الذي قتل ) ب� ر� �ق ر� ( خضر. وزعم غير سعيد بن8} و�أ

(.9جبير أنهما أبدال جارية. وأما داود بن أبي عاصم فقال عن غير واحد : إنها جارية )�ير ، عن ابن عباس ب وقال عبد الرزاق : أخبرنا م�ع م�ر ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن ج�

قال : خطب موسى ، عليه السالم ، بني إسرائيل فقال : ما أحد أعلم بالله وبأمره( ، والله أعلم.10مني. ف�أمر� أن يلقى هذا الرجل. فذكر نحو ما تقدم بزيادة ونقصان )

( ، عن11وقال محمد بن إسحاق ، عن الحسن بن عمارة ، عن الحكم بن عتيبة ) سعيد بن جبير قال : جلست عند ابن عباس وعنده نفر من أهل الكتاب فقال بعضهم :

يا أبا العباس ، إن نوف�ا ابن امرأة كعب ، يزعم عن كعب أن موسى النبي الذي طلب العالم إنما هو موسى بن ميشا ؟ قال سعيد : فقال ابن عباس : أنوف� يقول هذا ؟ قال

( ذلك. قال : أنت سمعته يا سعيد ؟12سعيد : فقلت له : نعم ، أنا سمعت نوف�ا يقول ) قال : قلت : نعم. قال : كذب نوف. ثم قال ابن عباس : حدثني أبي بن كعب ، عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أن موسى بني إسرائيل سأل ربه فقال : أي رب ، ( هو أعلم مني ، فدلني عليه. فقال له : نعم ، في عبادي13إن كان في عبادك أحد )

( وأذن له في لقيه. فخرج موسى ومعه فتاه ،14من هو أعلم منك. ثم نعت له مكانه ) ( حيي هذا الحوت في مكان ، فصاحبك هنالك ،15ومعه حوت مليح ، قد قيل له : إذا )

وقد أدركت حاجتك. فخرج موسى ومعه فتاه ، ومعه ذلك الحوت يحمالنه ، فسار حتىجهده السير ، وانتهى إلى الصخرة وإلى ذلك الماء ، وذلك الماء ماء الحياة ، من

__________( في ت : "لم تعلم بالحنث" ، وفي ف ، أ : "لم تعمل الحنث".1)( في ت : "كقوله".2)( زيادة من ف ، أ ، والبخاري.3)( في ت : "المقصود".4)( في أ : "حيسون".5)( في أ : "جاوزوا".6)( في ت : "تبايعاه".7)( في أ : "قتله".8)(.4726( صحيح البخاري برقم )9)(.342 ، 1/341( تفسير عبد الرزاق )10)( في ف ، أ : "عيينة".11)( في ت : "فيقول".12)( في ت : "واحد".13)( في ف ، أ : "بمكان".14)( في أ : "إنه إذا".15)

(5/178)

736

Page 138: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

شرب منه خلد ، وال يقاربه شيء ميت إال حيي. فلما نزال ومس الحوت الماء حيي�ا �ن �ه قال : موسى لفتاه : } آت �ب ق�ل �ا { فانطلقا فلما جاوز م�ن ب ر� �ح ر� س� ب �ه� ف�ي ال �يل ب �خ�ذ� س� } ف�ات

�ل�ى �ا إ ن و�ي� �ذ أ ت� إ �ي أ ر�

� �ا { قال الفتى - وذكر - : } أ �ص�ب �ا ه�ذ�ا ن ف�ر�ن �ا م�ن س� �ق�ين �ق�د ل �ا ل غ�د�اء�ن�ح ر� ب �ه� ف�ي ال �يل ب �خ�ذ� س� ه� و�ات �ر� ذ ك

� �ن أ ط�ان� أ ي �ال الش� �يه� إ ان س� �ن ح�وت� و�م�ا أ يت� ال �س� ~ي ن �ن ة� ف�إ الص�خ ر��ا {. قال ابن عباس : فظهر موسى على الصخرة حتى إذا انتهيا إليها ، فإذا رجل ب ع�ج�

متلفف في كساء له ، فسلم موسى ، فرد� عليه العالم ثم قال له : ما جاء بك إن كان�ك� �ن غل ؟. قال له موسى : جئتك لتعلمني مما علمت رشد�ا } ق�ال� إ لك في قومك ل�ش�ا { وكان رجال يعلم علم الغيب قد ع�ل~م ذلك - فقال موسى : ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت ل

ا { ؟ أي : إنما تعرف ظاهر ما ترى ر� ب �ه� خ� �ح�ط ب �م ت �ر� ع�ل�ى م�ا ل �ص ب ف� ت �ي بلى. قال : } و�كا و�ال �ر� �ه� ص�اب اء� الل �ن ش� �ي إ د�ن �ج� ت من العدل ، ولم تحط من علم الغيب بما أعلم. } ق�ال� س�ي ء� { �ي ع�ن ش� ن �ل أ �س �ي ف�ال ت �ن �ع ت �ب �ن� ات ا { وإن رأيت� ما يخالفني ، قال : } ف�إ م ر�

� �ع ص�ي ل�ك� أ أا { : فانطلقا يمشيان على ساحل البحر1]وإن أنكرته[ ) ر� ه� ذ�ك �ح د�ث� ل�ك� م�ن �ى أ ت ( } ح�

( من يحملهما ، حتى مرت بهما سفينة جديدة وثيقة ، لم2يتعر�ضان الناس ، يلتمسان ) يمر� بهما من السفن أحسن وال أكمل وال أوثق منها. فسأال أهلها أن يحملوهما ،

ا له ومطرقة ، ثم3فحملوهما ) ( ، فلما اطمأنا فيها و�لج�ج�ت بهما مع أهلها ، أخرج منقار� عمد إلى ناحية منها فضرب فيها بالمنقار حتى خرقها. ثم أخذ لوح�ا فطبقه عليها ، ثم

�ه�ا ه ل� �غ ر�ق� أ �ت �ه�ا ل ق ت �خ�ر� ا أفظع به - : } أ جلس عليها يرقعها ، فقال : له موسى - ورأى أمر�

�م�ا �ي ب ذ ن �ؤ�اخ� ا * ق�ال� ال ت ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل إ �م أ �ل ا * ق�ال� أ �م ر� �ا إ ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� لا {. ثم خرجا ) ر� م ر�ي ع�س

� �ي م�ن أ ه�ق ن �ر يت� { أي : بما تركت من عهدك ، } و�ال ت �س� (4ن ( أهل قرية ، فإذا غلمان يلعبون خلفها ، فيهم غالم5من السفينة فانطلقا ، حتى أتيا )

( منه ، فأخذه بيده ، وأخذ7( وال أوضأ )6ليس في الغلمان غالم أظرف منه وال أثرى )ا فظيع�ا ال صبر8) ا فضرب به رأسه حتى دمغه فقتله ، قال : فرأى موسى أمر� ( حجر�

�ة� { )9عليه ، صبي صغير قتله ال ذنب له ) �ي ك ا ز� �ف س� �ل ت� ن �ق�ت ( أي : صغيرة10( قال : } أا * ق�ال� ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل ل�ك� إ �م أ �ل ا * ق�ال� أ ر� �ك �ا ن ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ف س� ل ر� ن �غ�ي } ب

~ي ) �د�ن �غ ت� م�ن ل �ل �ي ق�د ب ن ب �ص�اح� �ع د�ه�ا ف�ال ت ي ء� ب �ك� ع�ن ش� ت �ل أ �ن س� ا { أي : قد11إ ( ع�ذ ر��ن 12أع ذرت� ) �و ا أ ب

� �ه�ا ف�أ ه ل� �ط ع�م�ا أ ت �ة� اس ي �ه ل� ق�ر �ا أ �ي �ت �ذ�ا أ �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل ( في شأني. } ف�ان

ق�ض� { ، فهدمه ثم قعد يبنيه ، فضجر موسى �ن �ن ي �ر�يد� أ ا ي ~ف�وه�م�ا ف�و�ج�د�ا ف�يه�ا ج�د�ار� �ض�ي ي�خ�ذ ت�13مما يراه ) ت� الت ئ �و ش� ( يصنع من التكليف ، وما ليس عليه صبر ، قال : } ل

�فونا ، ثم قعدت �ض�ي ا { أي : قد استطعمناهم فلم يطعمونا ، وضفناهم فلم ي �ج ر� ه� أ �ي ع�لاق� ا في عمله ؟. قال : } ه�ذ�ا ف�ر� تعمل من غير صنيعة ، ولو شئت ألعطيت عليه أجر�

�ين� اك �م�س� �ت ل �ان �ة� ف�ك ف�ين م�ا الس�� ا * أ ر� ه� ص�ب �ي �ط�ع ع�ل ت �س �م ت و�يل� م�ا ل

�أ �ت �ك� ب ~ئ �ب ن� أ �ك� س� ن �ي �ي و�ب ن �ي ب

�ا { - وفي �ة� غ�ص ب ف�ين �ل� س� خ�ذ� ك �أ اء�ه�م م�ل�ك� ي �ان� و�ر� �ه�ا و�ك يب ع�� �ن أ د ت� أ ر�

� �ح ر� ف�أ ب �ع م�ل�ون� ف�ي ال ي( ألرده عنها ، فسلمت )14قراءة أبي� بن كعب : "كل سفينة صالحة" - وإنما عبتها )

15 �ن �ا أ ين ن� ف�خ�ش� �ي �و�اه� م�ؤ م�ن ب� �ان� أ غ�الم� ف�ك م�ا ال

� ( حين رأى العيب الذي صنعت بها. } و�أم�ا

� ح م�ا * و�أ ب� ر� �ق ر� �اة� و�أ ك ه� ز� ا م�ن ر� ي �ه�م�ا خ� ب �ه�م�ا ر� د�ل �ب ن ي� �ا أ د ن ر�

� ا * ف�أ �ف ر� �ا و�ك �ان ه�ق�ه�م�ا ط�غ ي �ر ياد� ر�

� �ح�ا ف�أ �وه�م�ا ص�ال �ب �ان� أ �ه�م�ا و�ك �نز ل �ه� ك ت �ح �ان� ت �ة� و�ك م�د�ين ن� ف�ي ال �يم�ي �ت ن� ي �غ�الم�ي �ان� ل ج�د�ار� ف�ك الم ر�ي { أي : ما

� �ه� ع�ن أ ت ~ك� و�م�ا ف�ع�ل ب ح م�ة� م�ن ر� �نزه�م�ا ر� ا ك �خ ر�ج� ت �س د�ه�م�ا و�ي �ش� �غ�ا أ ل �ب �ن ي �ك� أ ب ر�ا { وكان ابن عباس يقول : ما ر� ه� ص�ب �ي �س ط�ع ع�ل �م ت و�يل� م�ا ل

�أ فعلته عن نفسي ، } ذ�ل�ك� ت(.16كان الكنز إال علم�ا )

وقال العوفي ، عن ابن عباس قال : لما ظهر موسى وقومه على مصر ، أنزل قومه ) ( ، فلما استقرت بهم الدار ، أنزل الله : أن ذكرهم بأيام الله فخطب قومه ، فذكر17

737

Page 139: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ما آتاهم الله من الخير والنعمة ، وذكرهم إذ نجاهم الله من آل فرعون ، وذكرهم هالك عدوهم ، وما استخلفهم الله في األرض ، وقال : كلم الله نبيكم تكليم�ا ، واصطفاني لنفسه ، وأنزل علي� محبة منه ، وآتاكم الله من كل ما سألتموه ؛ فنبيكم أفضل أهل األرض ، وأنتم تقرؤون التوراة ، فلم يترك نعمة أنعمها عليهم إال وعرفهم إياها. فقال

( كذلك يا نبي الله ، قد عرفنا الذي تقول ، فهل18له رجل من بني إسرائيل : هم ) على األرض أحد أعلم منك يا نبي الله ؟ قال : ال. فبعث الله جبرائيل إلى موسى ،

( يقول : وما يدريك أين أضع20( ، فقال : إن الله ]عز وجل[ )19عليهما السالم ) (. إن على شط البحر رجال هو أعلم منك - قال ابن عباس : هو21علمي ؟ بلى )

الخضر - فسأل موسى ربه أن يريه إياه ، فأوحى إليه : أن ائت البحر ، فإنك تجد على�ا ، فخذه فادفعه إلى فتاك ، ثم الزم شط البحر ، فإذا نسيت الحوت شط البحر حوت

وهلك منك ، فثم تجد العبد الصالح الذي تطلب. فلما طال سفر موسى نبي الله�ل�ى �ا إ ن و�ي

� �ذ أ ت� إ �ي أ ر�� ونصب فيه ، سأل فتاه عن الحوت ، فقال له فتاه وهو غالمه : } أ

ه� { لك ، قال الفتى : �ر� ذ ك� �ن أ ط�ان� أ ي �ال الش� �يه� إ ان س� �ن ح�وت� و�م�ا أ يت� ال �س� ~ي ن �ن ة� ف�إ الص�خ ر�

�ا فأعجب ذلك موسى ، فرجع حتى لقد رأيت الحوت حين اتخذ سبيله في البحر سرب أتى الصخرة ، فوجد الحوت ، فجعل الحوت يضرب في البحر ويتبعه موسى ، وجعل

�ا22موسى يقدم عصاه يفرج بها عنه الماء يتبع ) ( الحوت ، وجعل الحوت ال يمس شيئ ( ، فجعل نبي الله يعجب من ذلك ، حتى23من البحر إال يبس ، حتى يكون صخرة )

انتهى به الحوت إلى جزيرة من جزائر البحر ، فلقي الخضر بها فسلم عليه ، فقال ( األرض ؟ ومن أنت ؟ قال : أنا24الخضر : وعليك السالم ، وأنى يكون السالم بهذه )

( فرحب به وقال26( الخضر : أصاحب بني إسرائيل ؟ ]قال : نعم[ )25موسى. فقال )�ط�يع�27: ما جاء ) ت �س �ن ت �ك� ل �ن د�ا ق�ال� إ ش ~م�ن� م�م�ا ع�ل~م ت� ر� �ع�ل �ن ت ( بك ؟ قال جئتك } ع�ل�ى أ

ا و�ال �ر� �ه� ص�اب اء� الل �ن ش� �ي إ �ج�د�ن ت ا { يقول : ال تطيق ذلك. قال موسى } س� ر� م�ع�ي� ص�با { قال : فانطلق به ، وقال له : ال تسألني عن شيء أصنعه حتى أبين م ر�

� �ع ص�ي ل�ك� أ أا { ر� ه� ذ�ك �ح د�ث� ل�ك� م�ن �ى أ ت لك شأنه ، فذلك قوله : } ح�

وقال الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن ع�تبة بن مسعود عن ابن عباس : أنهتمارى هو

__________( زيادة من ف ، أ ، والطبري.1)( في ف ، أ : "يلتمسان".2)( في ت : "فحملوها".3)( في ت : "خرجاه".4)( في ف ، أ : "حتى إذا أتيا".5)( في ف ، أ : "وال أبرأ".6)( في أ : "وال أضوأ".7)( في ف : "فأخذ".8)( في ف : "عليه".9)( في أ : "زاكية".10)( في ف : "قد بلغت منى". وهو خطأ.11)( في ت : "عددت" ، وفي أ : "عذرت".12)( في أ : "رآه".13)( في أ : "عيبتها".14)

738

Page 140: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف : "فسلمت منه".15)(.15/180( رواه الطبري في تفسيره )16)( في ت ، ف ، أ : "قومه مصر".17)( في أ : "هن".18) ( في ف : "جبريل عليه السالم إلى موسى عليه السالم" ، وفي أ : "جبريل إلى19)

موسى عليه السالم".( زيادة من أ.20)( في أ : "بل".21)( في أ : "حتى يتتبع".22)( في ت : "حتى يكون مثل الحجر".23)( في أ : "وأني يكون هذا السالم بهذا".24)( في ف ، أ : "فقال له".25)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.26)( في أ : "ما حاجتك".27)

(5/179)

د�ا ) ش ~م�ن� م�م�ا ع�ل~م ت� ر� �ع�ل �ن ت �ع�ك� ع�ل�ى أ �ب ت� �ه� م�وس�ى ه�ل أ �ط�يع�66ق�ال� ل ت �س �ن ت �ك� ل �ن ( ق�ال� إ

ا ) ر� ا )67م�ع�ي� ص�ب ر� ب �ه� خ� �ح�ط ب �م ت �ر� ع�ل�ى م�ا ل �ص ب ف� ت �ي �ه�68( و�ك اء� الل �ن ش� �ي إ د�ن �ج� ت ( ق�ال� س�ا ) م ر�

� �ع ص�ي ل�ك� أ ا و�ال� أ �ر� �ح د�ث� ل�ك�69ص�اب �ى أ ت ي ء� ح� �ي ع�ن ش� ن �ل أ �س �ي ف�ال� ت �ن �ع ت �ب �ن� ات ( ق�ال� ف�إا ) ر� ه� ذ�ك ( 70م�ن

والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى ، فقال ابن عباس : هو خضر. فمر بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال : إني تماريت أنا وصاحبي هذا في

�قيه ، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى ل وسلم يذكر شأنه ؟ قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "بينا موسى في مأل من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال : تعلم مكان رجل أعلم منك ؟�ه �قي قال : ال ؛ فأوحى الله إلى موسى بلى عبدنا خضر. فسأل موسى السبيل إلى ل

( فارجع ، فإنك2( الحوت ]فهو ثمة[ )1فجعل الله له الحوت آية وقيل له : إذا ف�ق�دت ) ت� �ي أ ر�

� ستلقاه. فكان موسى يتبع أثر الحوت في البحر. فقال فتى موسى لموسى : } أ�د�ا ع�ل�ى ت غ� ف�ار �ب �ا ن �ن ح�وت� { ق�ال� م�وس�ى } ذ�ل�ك� م�ا ك يت� ال �س� ~ي ن �ن ة� ف�إ �ل�ى الص�خ ر� �ا إ ن و�ي

� �ذ أ إ�ار�ه�م�ا ق�ص�ص�ا { فوجدا عبدنا ) ا فكان من شأنهما ما قص في الله كتابه )3آث ( )4( خضر�

5)د�ا ) ش ~م�ن� م�م�ا ع�ل~م ت� ر� �ع�ل �ن ت �ع�ك� ع�ل�ى أ �ب ت

� �ه� م�وس�ى ه�ل أ �ط�يع�66} ق�ال� ل ت �س �ن ت �ك� ل �ن ( ق�ال� إا ) ر� ا )67م�ع�ي� ص�ب ر� ب �ه� خ� �ح�ط ب �م ت �ر� ع�ل�ى م�ا ل �ص ب ف� ت �ي �ه�68( و�ك اء� الل �ن ش� �ي إ د�ن �ج� ت ( ق�ال� س�

ا ) م ر�� �ع ص�ي ل�ك� أ ا و�ال أ �ر� �ح د�ث� ل�ك�69ص�اب �ى أ ت ي ء� ح� �ي ع�ن ش� ن �ل أ �س �ي ف�ال ت �ن �ع ت �ب �ن� ات ( ق�ال� ف�إ

ا ) ر� ه� ذ�ك ( {.70م�ن ( العالم ، وهو الخضر ،6يخبر تعالى عن قيل موسى ، عليه السالم لذلك ]الرجل[ )

الذي خصه الله بعلم لم يطلع عليه موسى ، كما أنه أعطى موسى من العلم ما لم

739

Page 141: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع�ك� { سؤال بتلطف ) �ب ت� �ه� م�وس�ى ه�ل أ ( ، ال على وجه اإللزام7يعطه الخضر ، } ق�ال� ل

�ع�ك� { أي : �ب ت� واإلجبار. وهكذا ينبغي أن يكون سؤال المتعلم من العالم. وقوله : } أ

�ا ، د�ا { أي : مما علمك الله شيئ ش ~م�ن� م�م�ا ع�ل~م ت� ر� �ع�ل �ن ت أصحبك وأرافقك ، } ع�ل�ى أأسترشد به في أمري ، من علم نافع وعمل صالح.

ا { أي : أنت ال تقدرأن ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن فعندها } ق�ال� { الخضر لموسى : } إ~ي[ ) ( من األفعال التي تخالف شريعتك ؛ ألني على علم من8تصاحبني لما ترى ]من

علم الله ، ما علمكه الله ، وأنت على علم من علم الله ، ما علمنيه الله ، فكل منا(. من الله دون صاحبه ، وأنت ال تقدر على صحبتي.9مكلف بأمور )

ا { فأنا أعرف أنك ستنكر علي ما أنت معذور ر� ب �ه� خ� �ح�ط ب �م ت �ر� ع�ل�ى م�ا ل �ص ب ف� ت �ي } و�كفيه ، ولكن ما اطلعت على حكمته ومصلحته الباطنة التي اطلعت أنا عليها دونك.

ا { أي : على ما أرى من10} ق�ال� { له ) �ر� �ه� ص�اب اء� الل �ن ش� �ي إ �ج�د�ن ت ( موسى : } س�ا { أي : وال أخالفك في شيء. فعند ذلك شارطه الخضر م ر�

� �ع ص�ي ل�ك� أ أمورك ، } و�ال أا { ر� ه� ذ�ك �ح د�ث� ل�ك� م�ن �ى أ ت ي ء� { أي : ابتداء� } ح� �ي ع�ن ش� ن �ل أ �س �ي ف�ال ت �ن �ع ت �ب �ن� ات } ق�ال� ف�إ

أي : حتى أبدأك أنا به قبل أن تسألني. ( ، عن أبيه ،11قال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا يعقوب ، عن هارون بن عنترة )

عن ابن__________

( في ت : "بعدت".1)( زيادة من أ.2)( في أ : "عبدا".3)( في ت : "كتابه العزيز".4)(.15/183( رواه الطبري في تفسيره )5)( زيادة من أ.6)( في ت ، ف ، أ : "تلطف".7)( زيادة من أ.8)( في أ : "مأمور".9)( في أ : "أي".10)( في ف : "عرة".11)

(5/181)

ا �م ر� �ا إ ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ه�ا ل ه ل� �غ ر�ق� أ �ت �ه�ا ل ق ت �خ�ر� ق�ه�ا ق�ال� أ �ة� خ�ر� ف�ين �ا ف�ي الس� �ب ك �ذ�ا ر� �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل ف�ان

ا )71) ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل إ �م أ �ل يت� و�ال�72( ق�ال� أ �س� �م�ا ن �ي ب ذ ن �ؤ�اخ� ( ق�ال� ال� تا ) ر� م ر�ي ع�س

� �ي م�ن أ ه�ق ن �ر ( 73ت

( : رب ، أي عبادك أحب إليك ؟1عباس قال : سأل موسى ربه ، عز وجل ، فقال ) قال : الذي يذكرني وال ينساني. قال فأي عبادك أقضى ؟ قال : الذي يقضي بالحق وال

يتبع الهوى. قال أي رب ، أي عبادك أعلم ؟ قال الذي يبتغي علم الناس إلى علمه ،عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى. قال : أي رب هل في أرضك )

740

Page 142: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( أطلبه ؟3( أحد أعلم مني ؟ قال : نعم. قال : فمن هو ؟ قال الخضر. قال : فأين )2 ( عندها الحوت. قال : فخرج موسى4قال على الساحل عند الصخرة ، التي ينفلت )

( كل واحد5يطلبه ، حتى كان ما ذكر الله ، وانتهى موسى إليه عند الصخرة ، فسلم ) (7( قال إنك لن تطيق )6منهما على صاحبه. فقال له موسى : إني أريد أن تصحبني )

ه� �ح د�ث� ل�ك� م�ن �ى أ ت ي ء� ح� �ي ع�ن ش� ن �ل أ �س صحبتي. قال : بلى. قال : فإن صحبتني } ف�ال تا { قال : فسار به في البحر ) ر� ( ، وليس في9( حتى انتهى إلى مجمع البحور )8ذ�ك

( مكان أكثر ماء منه. قال : وبعث الله الخطاف ، فجعل يستقي منه10األرض ) بمنقاره ، فقال لموسى : كم ترى هذا الخطاف رزأ من هذا الماء ؟ قال : ما أقل ما

رزأ! قال : يا موسى فإن علمي وعلمك في علم الله كق�د ر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء. وكان موسى قد حدث نفسه أنه ليس أحد أعلم منه ، أو تكلم به ، فمن ثم

أمر أن يأتي الخضر. وذكر تمام الحديث في خرق السفينة ، وقتل الغالم ، وإصالحالجدار ، وتفسيره له ذلك.

�ا ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ه�ا ل ه ل� �غ ر�ق� أ �ت �ه�ا ل ق ت �خ�ر� ق�ه�ا ق�ال� أ �ة� خ�ر� ف�ين �ا ف�ي الس� �ب ك �ذ�ا ر� �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل } ف�ان

ا ) �م ر� ا )71إ ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل إ �م أ �ل يت� و�ال72( ق�ال� أ �س� �م�ا ن �ي ب ذ ن �ؤ�اخ� ( ق�ال� ال تا ) ر� م ر�ي ع�س

� �ي م�ن أ ه�ق ن �ر ( {73تا عن موسى وصاحبه ، وهو الخضر ، أنهما انطلقا لما توافقا واصطحبا يقول تعالى مخبر�

( من تلقاء11، واشترط عليه أال يسأله عن شيء أنكره حتى يكون هو الذي يبتدئه ) نفسه بشرحه وبيانه ، فركبا في السفينة. وقد تقدم في الحديث كيف ركبا في السفينة

، وأنهم عرفوا الخضر ، فحملوهما بغير نول - يعني بغير أجرة - تكرمة للخضر. فلما استقلت بهم السفينة في البحر ، ولججت أي : دخلت اللجة ، قام الخضر فخرقها ،

( ثم رقعها. فلم يملك موسى ، عليه السالم ، نفسه أن12واستخرج لوح�ا من ألواحها )�ه�ا {. وهذه الالم الم العاقبة ال الم التعليل ، كما ه ل

� �غ ر�ق� أ �ت �ه�ا ل ق ت �خ�ر� ا عليه : } أ قال منكر�اب13قال الشاعر ) �وا للخ�ر� ن ( لد�وا لل م�وت واب

�ا. فعندها قال له الخضر ا. وقال قتادة عجب ا { قال مجاهد : منكر� �م ر� �ا إ ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� } لا { يعني وهذا14مذكرا ) ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل إ �م أ �ل ( بما تقدم من الشرط : } أ

( قصد�ا ، 15الصنيع فعلته )__________

( في ت ، ف ، أ : "فقال أي".1)( في ت ف ، أ : "في األرض".2)( في ف ، أ : "وأين".3)( في ت ، ف : "يتفلت".4)( في ت : "وسلم".5)( في ت : "تستصحبنى".6)( في ت : "تستطيع".7)( في ت : "فصار في البحر" ، وفي ف ، أ : "فسار به إلى البحر".8)( في ف ، أ : "البحرين".9)( في ت : "في البحر".10)( في ف ، أ : "يبتدئ به".11)( في ت : "ألواح".12)( أ. هـ. مستفادا من ط - الشعب.46( هو أبو العتاهية ، والبيت في ديوانه )ص13)

741

Page 143: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "مذكورا".14)( في ت : "عملته".15)

(5/182)

ا ر� �ك �ا ن ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ف س� ل ر� ن �غ�ي �ة� ب �ي ك ا ز� �ف س� �ل ت� ن �ق�ت �ه� ق�ال� أ �ل م�ا ف�ق�ت �ا غ�ال� �ق�ي �ذ�ا ل �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل ف�ان(74 )

ا ،1وهو ) ( من األمور التي اشترطت معك أال تنكر علي� فيها ، ألنك لم تحط بها خبر�( أنت.2ولها داخل هو مصلحة ولم تعلمه )

ا { أي : ال ر� م ر�ي ع�س� �ي م�ن أ ه�ق ن �ر يت� و�ال ت �س� �م�ا ن �ي ب ذ ن �ؤ�اخ� } ق�ال� { أي موسى : } ال ت

�شدد ) ( على� ؛ ولهذا تقدم في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه3تضيق علي� وت�ا". وسلم أنه قال : "كانت األولى من موسى نسيان

�ا ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ف س� ل ر� ن �غ�ي �ة� ب �ي ك ا ز� �ف س� �ل ت� ن �ق�ت �ه� ق�ال� أ �ل �ا غ�الم�ا ف�ق�ت �ق�ي �ذ�ا ل �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل } ف�انا ) ر� �ك ( {74ن

__________( في ف : "وهي".1)( في ت : "تعلم".2)( في ت ، ف : "وال تشدد".3)

(5/183)

ا ) ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل ل�ك� إ �م أ �ل �ع د�ه�ا ف�ال�75ق�ال� أ ي ء� ب �ك� ع�ن ش� ت �ل أ �ن س� ( ق�ال� إا ) ~ي ع�ذ ر� �د�ن �غ ت� م�ن ل �ل �ي ق�د ب ن ب �ص�اح� �ه�ا76ت ه ل

� �ط ع�م�ا أ ت �ة� اس ي �ه ل� ق�ر �ا أ �ي �ت �ذ�ا أ �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل ( ف�ان ه� �ي �خ�ذ ت� ع�ل ت ت� ال� ئ �و ش� �ق�ام�ه� ق�ال� ل ق�ض� ف�أ �ن �ن ي �ر�يد� أ ا ي ~ف�وه�م�ا ف�و�ج�د�ا ف�يه�ا ج�د�ار� �ض�ي �ن ي �و ا أ ب

� ف�أا ) �ج ر� ا )77أ ر� ه� ص�ب �ي �ط�ع ع�ل ت �س �م ت و�يل� م�ا ل

�أ �ت �ك� ب ~ئ �ب ن� أ �ك� س� ن �ي �ي و�ب ن �ي اق� ب ( 78( ق�ال� ه�ذ�ا ف�ر�

ا ) ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل ل�ك� إ �م أ �ل �ع د�ه�ا75} ق�ال� أ ي ء� ب �ك� ع�ن ش� ت �ل أ �ن س� ( ق�ال� إا ) ~ي ع�ذ ر� �د�ن �غ ت� م�ن ل �ل �ي ق�د ب ن ب �ص�اح� ( {76ف�ال ت

�ه� { وقد تقدم أنه �ل �ا غ�الم�ا ف�ق�ت �ق�ي �ذ�ا ل �ى إ ت �ق�ا { أي : بعد ذلك ، } ح� ط�ل يقول تعالى : } ف�ان كان يلعب مع الغلمان في قرية من القرى ، وأنه عمد إليه من بينهم ، وكان أحسنهم

( فقتله ، فروي أنه احتز رأسه ، وقيل : رضخه بحجر. وفي رواية1وأجملهم وأوضأهم ): اقتطفه بيده. والله أعلم.

�ل ت� �ق�ت فلما شاهد موسى ، عليه السالم ، هذا أنكره أشد من األول ، وبادر فقال : } أ�ة� { ) �ي ك ا ز� �ف س� ( ، وال حملت إثم�ا بعد ، فقتلته ؟!3( أي صغيرة لم تعمل الحنث )2ن

ا { أي : ظاهر النكارة. ر� �ك �ا ن ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �ف س� { أي : بغير مستند لقتله } ل ر� ن �غ�ي } با { فأكد أيض�ا في التذكار بالشرط األول ؛ ر� �ط�يع� م�ع�ي� ص�ب ت �س �ن ت �ك� ل �ن �ق�ل ل�ك� إ �م أ �ل } ق�ال� أ

�ع د�ه�ا { أي : إن اعترضت عليك بشيء ي ء� ب �ك� ع�ن ش� ت �ل أ �ن س� فلهذا قال له موسى : } إ

742

Page 144: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا { أي : قد أعذرت إلي� مرة بعد ~ي ع�ذ ر� �د�ن �غ ت� م�ن ل �ل �ي ق�د ب ن ب �ص�اح� بعد هذه المرة } ف�ال تمرة.

قال ابن جرير : حدثنا عبد الله بن زياد ، حدثنا حجاج بن محمد ، عن حمزة الزيات ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبي بن كعب قال : كان

النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحد�ا فدعا له ، بدأ بنفسه ، فقال ذات يوم : "رحمة ( مع صاحبه ألبصر العجب ولكنه قال إن سألتك4الله علينا وعلى موسى ، لو لبث )

ا" ]مثقلة[ ) (.6( )5عن شيء بعدها فال تصاحبني قد بلغت من لدني عذر�ا ~ف�وه�م�ا ف�و�ج�د�ا ف�يه�ا ج�د�ار� �ض�ي �ن ي �و ا أ ب

� �ه�ا ف�أ ه ل� �ط ع�م�ا أ ت �ة� اس ي �ه ل� ق�ر �ا أ �ي �ت �ذ�ا أ �ى إ ت �ق�ا ح� ط�ل } ف�ان

ا ) �ج ر� ه� أ �ي �خ�ذ ت� ع�ل ت� الت ئ �و ش� �ق�ام�ه� ق�ال� ل ق�ض� ف�أ �ن �ن ي �ر�يد� أ �ك�77ي ن �ي �ي و�ب ن �ي اق� ب ( ق�ال� ه�ذ�ا ف�ر�ا ) ر� ه� ص�ب �ي �ط�ع ع�ل ت �س �م ت و�يل� م�ا ل

�أ �ت �ك� ب ~ئ �ب ن� أ ( {.78س�

�ه ل�7يقول تعالى مخبرا عنهما : إنهما انطلقا بعد المرتين األوليين ) �ا أ �ي �ت �ذ�ا أ �ى إ ت ( } ح��ة� { روى ي ق�ر__________

( في ف : "وأضوأهم".1)( في ت : "زاكية بغير نفس".2)( في أ : "الخبث".3)( في ف ، أ : "ثبت".4)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.5) ( من طريق3984( ورواه أبو داود في السنن برقم )15/186( تفسير الطبري )6)

حمزة الزيات به.( في أ : "األولتين".7)

(5/183)

اء�ه�م م�ل�ك� �ان� و�ر� �ه�ا و�ك يب ع�� �ن أ د ت� أ ر�

� �ح ر� ف�أ ب �ع م�ل�ون� ف�ي ال �ين� ي اك �م�س� �ت ل �ان �ة� ف�ك ف�ين م�ا الس�� أ

�ا ) �ة� غ�ص ب ف�ين �ل� س� خ�ذ� ك �أ �ا79ي �ان ه�ق�ه�م�ا ط�غ ي �ر ن ي� �ا أ ين ن� ف�خ�ش� �ي �و�اه� م�ؤ م�ن ب

� �ان� أ م� ف�ك غ�ال� م�ا ال� ( و�أ

ا ) �ف ر� ح م�ا )80و�ك ب� ر� �ق ر� �اة� و�أ ك ه� ز� ا م�ن ر� ي �ه�م�ا خ� ب �ه�م�ا ر� د�ل �ب ن ي� �ا أ د ن ر�

� ( 81( ف�أ

( وفي الحديث : "حتى إذا أتيا أهل قرية2( عن ابن سيرين أنها األيلة )1ابن جرير ) ق�ض� { إسناد3لئاما" ) �ن �ن ي �ر�يد� أ ا ي ~ف�وه�م�ا ف�و�ج�د�ا ف�يه�ا ج�د�ار� �ض�ي �ن ي �و ا أ ب

� ( أي : بخالء } ف�أ اإلرادة هاهنا إلى الجدار على سبيل االستعارة ، فإن اإلرادة في المحدثات بمعنى

الميل. واالنقضاض هو : السقوط.�ق�ام�ه� { أي : فرد�ه إلى حالة االستقامة وقد تقدم في الحديث أنه رد�ه بيديه وقوله : } ف�أ

ه� �ي �خ�ذ ت� ع�ل ت� الت ئ �و ش� ، ودعمه حتى رد ميله. وهذا خارق فعند ذلك قال موسى له } لا { ) �ج ر� �ا )4أ (5( أي : ألجل أنهم لم يضيفونا كان ينبغي أال تعمل لهم مجان

�ك� { ]أي : ألنك شرطت عند قتل الغالم أنك إن سألتني عن ن �ي �ي و�ب ن �ي اق� ب } ق�ال� ه�ذ�ا ف�ر�و�يل� { أي :6شيء بعدها فال تصاحبني ، فهو فراق بيني وبينك[ )

�أ �ت �ك� ب ~ئ �ب ن� أ ( ، } ، س�

ا {. ر� ه� ص�ب �ي �ط�ع ع�ل ت �س �م ت بتفسير } م�ا لاء�ه�م م�ل�ك� �ان� و�ر� �ه�ا و�ك يب ع�

� �ن أ د ت� أ ر�� �ح ر� ف�أ ب �ع م�ل�ون� ف�ي ال �ين� ي اك �م�س� �ت ل �ان �ة� ف�ك ف�ين م�ا الس�

� } أ

743

Page 145: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ) �ة� غ�ص ب ف�ين �ل� س� خ�ذ� ك �أ ( {.79ي هذا تفسير ما أشكل أمره على موسى ، عليه السالم ، وما كان أنكر ظاهره وقد أظهر

( إنما خرقتها8( باطنة فقال إن : السفينة )7الله الخضر ، عليه السالم ، على )�ة� { صالحة ، أي ف�ين �ل� س� خ�ذ� ك �أ ألعيبها ؛ ]ألنهم كانوا يمرون بها على ملك من الظلمة } ي

�ا { فأردت أن أعيبها[ ) ( ، فينتفع بها أصحابها10( ألرده عنها لعيبها )9: جيدة } غ�ص بالمساكين الذين لم يكن لهم شيء ينتفعون به غيرها. وقد قيل : إنهم أيتام.

( عن وهب بن سليمان ، عن شعيب الجبائي ؛ أن12( روى ابن جريج )11و ]قد[ )�د�د� ، وقد تقدم أيض�ا في رواية البخاري ، وهو مذكور في13اسم ذلك الملك ه�د�د� ) ( بن ب

التوراة في ذرية "العيص بن إسحاق" وهو من الملوك المنصوص عليهم في التوراة ،(14والله أعلم )

ا ) �ف ر� �ا و�ك �ان ه�ق�ه�م�ا ط�غ ي �ر ن ي� �ا أ ين ن� ف�خ�ش� �ي �و�اه� م�ؤ م�ن ب

� �ان� أ غ�الم� ف�ك م�ا ال� �ن 80} و�أ �ا أ د ن ر�

� ( ف�أح م�ا ) ب� ر� �ق ر� �اة� و�أ ك ه� ز� ا م�ن ر� ي �ه�م�ا خ� ب �ه�م�ا ر� د�ل �ب ( {81ي

ور. وفي الحديث عن ابن عباس ، عن أبي بن س� ي قد تقدم أن هذا الغالم كان اسمه ج� كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الغالم الذي قتله الخضر طبع يوم طبع

ا". رواه ابن جرير من حديث ابن إسحاق ، عن سعيد ، عن ابن عباس ، به ؛ ولهذا كافر�ا { �ف ر� �ا و�ك �ان ه�ق�ه�م�ا ط�غ ي �ر ن ي

� �ا أ ين ن� ف�خ�ش� �ي �و�اه� م�ؤ م�ن ب� �ان� أ قال : } ف�ك

__________( في أ : "جريج".1)( في ت : "األيكة".2) ( من طريق أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن5/119( رواه أحمد في مسنده )3)

ابن عباس ، عن أبي بن كعب ، رضي الله عنهما.( في ت : "اتخذت" وهو خطأ.4)( في ت : "يعمل مجانا".5)( زيادة من ف ، أ.6)( في ت ، ف ، أ : "على حكمة".7)( في ت : "فقال له السفينة" ، وفي ف : "أما السفينة".8)( زيادة من ف ، أ.9)( في ت : "لعينها".10)( زيادة من ف ، أ.11)( في ت : "جرير".12)( في أ : "هود".13)( في ف : "فالله أعلم".14)

(5/184)

�ح�ا �وه�م�ا ص�ال �ب �ان� أ �ه�م�ا و�ك ز� ل �ن �ه� ك ت �ح �ان� ت �ة� و�ك م�د�ين ن� ف�ي ال �يم�ي �ت ن� ي م�ي �غ�ال� �ان� ل ج�د�ار� ف�ك م�ا ال� و�أ

م ر�ي ذ�ل�ك�� �ه� ع�ن أ ت ~ك� و�م�ا ف�ع�ل ب ح م�ة� م�ن ر� ه�م�ا ر� ز� �ن ا ك �خ ر�ج� ت �س د�ه�م�ا و�ي �ش� �غ�ا أ ل �ب �ن ي �ك� أ ب اد� ر� ر�

� ف�أا ) ر� ه� ص�ب �ي �س ط�ع ع�ل �م ت و�يل� م�ا ل

�أ ( 82ت

744

Page 146: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

أي : يحملهما حبه على متابعته على الكفر. قال قتادة : قد فرح به أبواه حين ولد ، وحزنا عليه حين قتل ، ولو بقي كان فيه

( امرؤ بقضاء الله ، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من1هالكهما ، فليرض )( فيما يحب.2قضائه )

ا له". وقال تعالى : }3وصح في الحديث : "ال يقضي الله للمؤمن قضاء ) ( إال كان خير��م { ]البقرة : �ك ر� ل ي �ا و�ه�و� خ� ئ ي ه�وا ش� ر� �ك ن ت

� [.216و�ع�س�ى أح م�ا { أي : ولد�ا4وقوله ]تعالى[ ) ب� ر� �ق ر� �اة� و�أ ك ه� ز� ا م�ن ر� ي �ه�م�ا خ� ب �ه�م�ا ر� د�ل �ب ن ي

� �ا أ د ن ر�� ( } ف�أ

أزكى من هذا ، وهما أرحم به منه ، قاله ابن جريج.وقال قتادة : أبر بوالديه.

وقد تقدم أنهما بدال جارية. وقيل لما قتله الخضر كانت أمه حامال بغالم مسلم. قاله ابن(5جريح )

�ح�ا �وه�م�ا ص�ال �ب �ان� أ �ه�م�ا و�ك �نز ل �ه� ك ت �ح �ان� ت �ة� و�ك م�د�ين ن� ف�ي ال �يم�ي �ت ن� ي �غ�الم�ي �ان� ل ج�د�ار� ف�ك م�ا ال� } و�أ

م ر�ي ذ�ل�ك�� �ه� ع�ن أ ت ~ك� و�م�ا ف�ع�ل ب ح م�ة� م�ن ر� �نزه�م�ا ر� ا ك �خ ر�ج� ت �س د�ه�م�ا و�ي �ش� �غ�ا أ ل �ب �ن ي �ك� أ ب اد� ر� ر�

� ف�أا ) ر� ه� ص�ب �ي �س ط�ع ع�ل �م ت و�يل� م�ا ل

�أ ( {.82ت�ه ل� �ا أ �ي �ت �ذ�ا أ �ى إ ت في هذه اآلية دليل على إطالق القرية على المدينة ؛ ألنه قال أوال } ح�

�ة� { ]الكهف : ي �ة� { كما قال77ق�ر م�د�ين ن� ف�ي ال �يم�ي �ت ن� ي �غ�الم�ي �ان� ل [ وقال هاهنا : } ف�ك ك� { ]محمد : ت ج� �خ ر� �ي أ �ت �ك� ال �ت ي د� ق�و�ة� م�ن ق�ر �ش� �ة� ه�ي� أ ي ~ن م�ن ق�ر ي

� �أ [ ،13تعالى : } و�ك� { ]الزخرف : ن� ع�ظ�يم �ي �ت ي ق�ر ج�ل� م�ن� ال آن� ع�ل�ى ر� ق�ر �و ال نزل� ه�ذ�ا ال �وا ل [ يعني :31} و�ق�ال

مكة والطائف. ( ألنه كان لغالمين يتيمين في المدينة7( إنما أصلحه )6ومعنى اآلية : أن هذا الجدار )

وكان تحته كنز لهما. قال عكرمة ، وقتادة ، وغير واحد : كان تحته مال مدفون لهما. وهذا ظاهر السياق من

اآلية ، وهو اختيار ابن جرير ، رحمه الله. وقال العوفي عن ابن عباس : كان تحته كنز علم. وكذا قال سعيد بن جبير ، وقال

مجاهد : صحف فيها علم ، وقد ورد في حديث مرفوع ما يقوي ذلك ، قال الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في مسنده المشهور : حدثنا إبراهيم بن

�ح ص�بي� عن عياش ي سعيد الجوهري ، حدثنا بشر بن المنذر ، حدثنا الحارث بن عبد الله ال( ، عن10( عن ابن ح�ج�يرة )9( بن عباس القتباني )8)

__________( في ت ، ف ، أ : "فرضى".1)( في ف : "من قضائه له".2)( في أ : "للمؤمنين قضاء".3)( زيادة من ت.4)( في ت : "ابن جرير".5)( في ت : "الجار".6)( في ف : "أصلحته".7)( في ت ، ف ، أ : "عباس".8)( في أ : "الغسانى".9)( في هـ : "أبي حجيرة" والصواب ما أثبتناه من مسند البزار.10)

(5/185)

745

Page 147: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( الله في كتابه : لوح2( قال : "إن الكنز الذي ذكر )1أبي ذر رضي الله عنه ، ]رفعه[ ) ( ؟ وعجبت لمن3من ذهب مصمت مكتوب فيه : عجبت لمن أيقن بالقدر لم نصب )

( ؟ وعجبت لمن ذكر الموت لم غفل ؟ ال إله إال الله ، محمد4ذكر النار لم ض�ح�ك )(.5رسول الله" )

بشر بن المنذر هذا يقال له : قاضي المصيصة. قال الحافظ أبو جعفر العقيلي : في(.6حديثه وهم )

وقد روي في هذا آثار عن السلف ، فقال ابن جرير في تفسيره : حدثني يعقوب ، ( ، عن نعيم العنبري - وكان من8( حدثنا سلمة )7حدثنا الحسن بن حبيب بن ندبة )

�ه� ت �ح �ان� ت جلساء الحسن - قال : سمعت الحسن - يعني البصري - يقول في قوله : } و�ك�ه�م�ا { قال : لوح من ذهب مكتوب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، عجبت لمن �نز ل ك

( بالموت كيف يفرح ؟ وعجبت لمن9يؤمن بالقدر كيف يحزن ؟ وعجبت لمن يوقن )يعرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها ؟ ال إله إال الله ، محمد رسول الله.

(11( عن ع�م�ر )10وحدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني عبد الله بن عياش )ة ) ( قال : إن الكنز الذي قال الله في السورة التي يذكر فيها الكهف : }12مولى غ�ف ر�

�ه�م�ا { قال : كان لوح�ا من ذهب م�ص م�ت مكتوبا فيه : بسم الله الرحمن �نز ل �ه� ك ت �ح �ان� ت و�ك ( لمن أيقن بالقدر ثم14( ثم ضحك! عجب� )13الرحيم ، عجب� لمن عرف النار )

نصب! عجب لمن أيقن بالموت ثم أمن! أشهد أن ال إله إال الله ، وأشهد أن محمد�اعبده ورسوله.

�اد�ة بنت مالك الشيبانية قالت : سمعت وحدثني أحمد بن حازم الغفاري ، حدثنا ه�ن صاحبي حماد بن الوليد الثقفي يقول : سمعت جعفر بن محمد يقول في قول الله

�ه�م�ا { قال : سطران ونصف لم يتم الثالث : عجبت15تعالى ) �نز ل �ه� ك ت �ح �ان� ت ( } و�ك ( بالحساب كيف يغفل ؟ وعجبت16للموقن بالرزق كيف يتعب وعجبت للموقن )

د�ل�17للموقن ) �ة� م�ن خ�ر ب ق�ال� ح� �ان� م�ث �ن ك ( بالموت كيف يفرح ؟ وقد قال تعالى : } و�إ�ين� { ]األنبياء : ب �ا ح�اس� �ن �ف�ى ب �ه�ا و�ك �ا ب ن �ي ت

� [ قالت : وذكر أنهما حفظا بصالح أبيهما ، ولم47أيذكر منهما صالح ، وكان بينهما وبين األب الذي حفظا به سبعة آباء ، وكان نساج�ا.

وهذا الذي ذكره هؤالء األئمة ، وورد به الحديث المتقدم وإن صح ، ال ينافي قول عكرمة : أنه كان ماال ألنهم ذكروا أنه كان لوح�ا من ذهب ، وفيه مال جزيل ، أكثر ما

( ، وهو حكم ومواعظ ، والله أعلم.18زادوا أنه كان مودع�ا فيه علم )�ح�ا { فيه دليل على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته ، �وه�م�ا ص�ال �ب �ان� أ وقوله : } و�ك

وتشمل بركة__________

( زيادة من ت ، ف ، أ.1)( في ف ، أ : "ذكره".2)( في ف ، أ : "ينصب".3)( في ت ، ف : "يضحك" ، وفي أ : "ضحك".4) ( "كشف األستار" وقد روى موقوفا من طرق عن ابن2229( مسند البزار برقم )5)

عباس وعلى ، رضي الله عنهما ، لكن أسانيدها ضعيفة.(.2/325( ميزان االعتدال )6)( في ف ، أ : : بدنة".7)

746

Page 148: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "مسلم".8)( في ت ، ف : "يؤمن".9)( في أ ، ف : "بن عباس".10)( في ف : "عن عمرو".11)( في ف : "عفرة".12)( في ت : "عجبت لمن عرف الموت".13)( في ت : "عجبت".14)( في ف : "عز وجل".15)( في ت : "للموقف".16)( في ت : "للموتى".17)( في ف : "علما".18)

(5/186)

عبادته لهم في الدنيا واآلخرة ، بشفاعته فيهم ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة (. قال سعيد بن جبير عن ابن1لتقر عينه بهم ، كما جاء في القرآن ووردت السنة به )

عباس : حفظا بصالح أبيهما ، ولم يذكر لهما صالح ، وتقدم أنه كان األب السابع. ]فالله(2أعلم[ )

�نزه�م�ا { : هاهنا أسند اإلرادة إلى ا ك �خ ر�ج� ت �س د�ه�م�ا و�ي �ش� �غ�ا أ ل �ب �ن ي �ك� أ ب اد� ر� ر�� وقوله : } ف�أ

�ن 3الله تعالى ؛ ألن بلوغهما الحلم ) �ا أ د ن ر�� ( ال يقدر عليه إال الله ؛ وقال في الغالم : } ف�أ�ه�ا { ، فالله أعلم. يب ع�

� �ن أ د ت� أ ر�� ه� { وقال في السفينة : } ف�أ ا م�ن ر� ي �ه�م�ا خ� ب �ه�م�ا ر� د�ل �ب ي

م ر�ي { أي : هذا الذي فعلته في هذه األحوال� �ه� ع�ن أ ت ~ك� و�م�ا ف�ع�ل ب ح م�ة� م�ن ر� وقوله : } ر�

الثالثة ، إنما هو من رحمة الله بمن ذكرنا من أصحاب السفينة ، ووالدي الغالم ، وولديم ر�ي { لكني أمرت به ووقفت عليه ، وفيه داللة لمن

� �ه� ع�ن أ ت الرجل الصالح ، } و�م�ا ف�ع�ل�ا4قال بنبوة الخضر ، عليه السالم ، مع ما تقدم من ) �اد�ن ب د�ا م�ن ع� ( قوله : } ف�و�ج�د�ا ع�ب

م�ا {. ل �ا ع� �د�ن �اه� م�ن ل �م ن �ا و�ع�ل د�ن ن ح م�ة� م�ن ع� �اه� ر� ن �ي آت�ا. نقله الماوردي في تفسيره. وقال آخرون : كان رسوال. وقيل بل كان ملك

�ا. فالله أعلم. �ا. بل كان ولي وذهب كثيرون إلى أنه لم يكن نبي�ا بن م�ل كان بن فالغ بن عامر بن شالخ ي �ل وذكر ابن قتيبة في المعارف أن اسم الخضر ب

(5بن أرفخشذ بن سام بن نوح ، عليه السالم ) قالوا : وكان يكنى أبا العباس ، ويلقب بالخضر ، وكان من أبناء الملوك ، ذكره النووي

�ا إلى اآلن ثم إلى يوم القيامة في تهذيب األسماء ، وحكى هو وغيره في كونه باقيا عن السلف قولين ، ومال هو وابن الصالح إلى بقائه ، وذكروا في ذلك حكايات وآثار� (6وغيرهم وجاء ذكره في بعض األحاديث. وال يصح شيء من ذلك ، وأشهرها أحاديث )

التعزية وإسناده ضعيف.�ا ن ع�ل ورجح آخرون من المحدثين وغيرهم خالف ذلك ، واحتجوا بقوله تعالى : } و�م�ا ج�

د� { ]األنبياء : ل خ� ل�ك� ال ر� م�ن ق�ب �ش� �ب [ وبقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر :34ل ( ، وبأنه لم ينقل أنه جاء إلى7"اللهم إن تهلك هذه العصابة ال تعبد في األرض" )

رسول الله صلى الله عليه وسلم ]وال حضر عنده ، وال قاتل معه. ولو كان حيا لكان

747

Page 149: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا9( وأصحابه ؛ ألنه عليه السالم )8من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم[ ) ( كان مبعوث ن ما ) �ي ي (10إلى جميع الثقلين : الجن� واإلنس ، وقد قال : "لو كان موسى وعيسى ح�

( وأخبر قبل موته بقليل : أنه ال يبقى ممن هو على وجه11وسعهما إال اتباعي" )�ط رف� ، إلى غير ذلك من الدالئل. األرض إلى مائة سنة من ليلته تلك عين ت

__________( في ف : "به السنة".1)( زيادة من ف ، أ.2)( في ت : "الحكم".3)( في ف : "في".4)(.42( المعارف )ص5)( في ت : "حديث".6)( من حديث عمر ، رضي الله عنه.1763( رواه مسلم في صحيحه برقم )7)( زيادة من ف ، أ.8)( في أ : "صلى الله عليه وسلم".9)( في ت ، ف : "لما".10) ( ذكره ابن أبي العز في شرح الطحاوية في سياقه وعلق عليه الشيخ ناصر11)

األلباني في تخريج الطحاوية بقوله : "كذا األصل ، وكأنه يشير إلى الحديث الذي ذكره شيخه ابن كثير في تفسير سورة الكهف بلفظ : "لو كان موسى وعيسى حيين لما

وسعهما إال اتباعى". وهو حديث محفوظ ، دون ذكر "عيسى" فيه ، فإنه منكر عندى لم(".1589أره في شيء من طرقه ، وهي مخرجة في إراواء الغليل برقم )

(5/187)

قال اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا ابن المبارك ، عن م�ع م�ر ، عن همام بن~ه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ]في الخ�ضر �ب م�ن

ا" ؛ ألنه جلس على فروة بيضاء ، فإذا هي تحته ]تهتز[ )1قال[ ) (2( إنما سمي "خضر�(.3خضراء" )

ورواه أيض�ا عن عبد الرزاق. وقد ثبت أيض�ا في صحيح البخاري ، عن همام ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إنما سمي الخض�ر ؛ ألنه جلس

و�ة ، فإذا هي تهتز ]من خلفه[ ) (5( خضراء" )4على ف�ر ( الحشيش اليابس ، وهو الهشيم من النبات ، قاله عبد6والمراد بالفروة هاهنا )

الرزاق. وقيل : المراد بذلك وجه األرض.ا { أي : هذا تفسير ما ضقت به ذرع�ا ، ر� ه� ص�ب �ي �س ط�ع ع�ل �م ت و�يل� م�ا ل

�أ وقوله : } ذ�ل�ك� ت ولم تصبر حتى أخبرك به ابتداء ، ولما أن فسره له وبينه ووضحه وأزال المشكل قال :

( } �س ط�ع [ ت �م و�يل� م�ا7} ] م�ا ل �أ �ت �ك� ب ~ئ �ب ن

� أ �ا ثقيال فقال : } س� ( وقبل ذلك كان اإلشكال قويا { فقابل األثقل باألثقل ، واألخف باألخف ، كما قال تعالى : ر� ه� ص�ب �ي �ط�ع ع�ل ت �س �م ت ل�ا { �ق ب �ه� ن �ط�اع�وا ل ت وه� { وهو الصعود إلى أعاله ، } و�م�ا اس �ظ ه�ر� �ن ي } ف�م�ا اس ط�اع�وا أ

[ ، وهو أشق من ذلك ، فقابل كال بما يناسبه لفظ�ا ومعنى والله أعلم.97]الكهف : فإن قيل : فما بال فتى موسى ذكر في أول القصة ثم لم يذكر بعد ذلك ؟

748

Page 150: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

فالجواب : أن المقصود بالسياق إنما هو قصة موسى مع الخضر وذكر ما كان بينهما ، وفتى موسى معه تبع ، وقد صرح في األحاديث المتقدمة في الصحاح وغيرها أنه يوشع بن نون ، وهو الذي كان يلي بني إسرائيل بعد موسى ، عليهما السالم. وهذا يدل على

( ،8ضعف ما أورده ابن جرير في تفسيره حيث قال : حدثنا ابن حميد ، حدثنا سلمة ) حدثني ابن إسحاق ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبيه ، عن عكرمة قال : قيل البن

عباس : لم نسمع لفتى موسى بذكر من حديث وقد كان معه ؟ فقال ابن عباس فيما ( العالم ،9يذكر من حديث الفتى قال : شرب الفتى من الماء ]فخلد ، فأخذه[ )

فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر ، فإنها تموج به إلى يوم القيامة ؛ وذلك أنه لم(10يكن له أن يشرب منه فشرب )

إسناد ضعيف ، والحسن متروك ، وأبوه غير معروف.__________

( زيادة من ف ، أ ، والمسند.1)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.2)(.2/312( المسند )3)( زيادة من ف ، أ ، والبخاري.4)(.3402( صحيح البخاري برقم )5)( في ت : "ههنا بالفروة".6)( زيادة من ف.7)( في ف : "مسلم".8)( زيادة من ف ، أ ، والطبري ، وفي هـ : "فحار".9)(.15/182( تفسير الطبري )10)

(5/188)

ا ) ر� ه� ذ�ك �م م�ن ك �ي ل�و ع�ل �ت أ ن� ق�ل س� �ي ن ق�ر �ك� ع�ن ذ�ي ال �ون �ل أ �س ( 83و�ي

ا ) ر� ه� ذ�ك �م م�ن ك �ي ل�و ع�ل �ت أ ن� ق�ل س� �ي ن ق�ر �ك� ع�ن ذ�ي ال �ون �ل أ �س ( {83} و�ي

(5/189)

�ا ) �ب ب ي ء� س� �ل~ ش� �اه� م�ن ك ن �ي �ت ر ض� و�آ� �ه� ف�ي األ �ا ل �ن �ا م�ك �ن ( 84إ

�ا ) �ب ب ي ء� س� �ل~ ش� �اه� م�ن ك ن �ي �ه� ف�ي األر ض� و�آت �ا ل �ن �ا م�ك �ن ( {.84} إ ن� { �ي ن ق�ر �ك� { يا محمد } ع�ن ذ�ي ال �ون �ل أ �س يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : } و�ي

( منهم ما1أي : عن خبره. وقد قدمنا أنه بعث كفار مكة إلى أهل الكتاب يسألون ) يمتحنون به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : سلوه عن رجل طواف في األرض ،

وعن فتية ال يدرى ما صنعوا ، وعن الروح ، فنزلت سورة الكهف. وقد أورد ابن جرير هاهنا ، واألموي في مغازيه ، حديثا أسنده وهو ضعيف ، عن عقبة

749

Page 151: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا من اليهود جاؤوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن ذي بن عامر ، أن نفر� ( من2القرنين ، فأخبرهم بما جاؤوا له ابتداء ، فكان فيما أخبرهم به : "أنه كان شابا )

الروم ، وأنه بنى اإلسكندرية ، وأنه عال به ملك في السماء ، وذهب به إلى السد ، ورأى أقوام�ا وجوههم مثل وجوه الكالب". وفيه طول ونكارة ، ورفعه ال يصح ، وأكثر ما

ع�ة الرازي ، مع جاللة قدره ، ساقه ر فيه أنه من أخبار بني إسرائيل. والعجب أن أبا ز� بتمامه في كتابه دالئل النبوة ، وذلك غريب منه ، وفيه من النكارة أنه من الروم ، وإنما

الذي كان من الروم اإلسكندر الثاني ابن فيليبس المقدوني ، الذي تؤرخ به الروم ، فأما األول فقد ذكره األزرقي وغيره أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل ، عليه

( الخضر ، عليه السالم ، وأما الثاني3السالم ، أول ما بناه وآمن به واتبعه ، وكان معه ) فهو ، إسكندر بن فيليبس المقدوني اليوناني ، وكان وزيره أرسطاطاليس الفيلسوف

المشهور ، والله أعلم. وهو الذي تؤرخ به من مملكته ملة الروم. وقد كان قبل المسيح ، عليه السالم ، بنحو من ثلثمائة سنة ، فأما األول المذكور في القرآن فكان في زمن

الخليل ، كما ذكره األزرقي وغيره ، وأنه طاف مع الخليل بالبيت العتيق لما بناه�ا ، وقد ذكرنا طرف�ا ) ( من أخباره في4إبراهيم ، عليه السالم ، وقرب إلى الله قربان

( ، بما فيه كفاية ولله الحمد.5كتاب "البداية والنهاية" )�ا ، وإنما سمي ذا القرنين ألن ؛ صفحتي رأسه كانتا من وقال وهب بن منبه : كان ملك نحاس ، قال : وقال بعض أهل الكتاب : ألنه ملك الروم وفارس. وقال بعضهم : كان

في رأسه شبه القرنين ، وقال سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت ، عن أبي الطفيل قال : سئل علي ، رضي الله عنه ، عن ذي القرنين ، فقال : كان عبد�ا ناصح�

( على قرنه فمات ، فأحياه الله ، فدعا6الله فناص�ح�ه ، دعا قومه إلى الله فضربوه )قومه إلى الله فضربوه على قرنه فمات ، فسمي ذا القرنين.

�ا يقول ذلك. ة عن أبي الطفيل ، سمع علي �ز� وكذا رواه شعبة ، عن القاسم بن أبي ب (7ويقال : إنه إنما سمي ذا القرنين ؛ ألنه بلغ المشارق والمغارب ، من حيث يطلع )

قرن الشمس ويغرب.�ا ، فيه له من جميع �ا عظيم�ا متمكن �ه� ف�ي األر ض� { أي : أعطيناه ملك �ا ل �ن �ا م�ك �ن وقوله } إ

( ، وآالت الحرب والحصارات ؛ ولهذا9( الملوك ، من التمكين والجنود )8ما يؤتى ) ملك المشارق والمغارب من األرض ، ودانت له البالد ، وخضعت له ملوك العباد ،

وخدمته األمم ، من العرب والعجم ؛ ولهذا ذكر__________

( في ت : "يسألونك".1)( في ت : "ماشيا".2)( في أ : "وكان وزيره".3)( في ف ، أ : "طرفا صالحا".4)(.2/95( البداية والنهاية )5)( في ت ، ف ، أ : "فضرب".6)( في ت ، ف : "تطلع".7)( في ف : "تؤتى".8)( في ف : "من الجنود والتمكن".9)

(5/189)

750

Page 152: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

بعضهم أنه إنما سمي ذا القرنين ؛ ألنه بلغ قرني الشمس مشرقها ومغربها.�ا { : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، �ب ب ي ء� س� �ل~ ش� �اه� م�ن ك ن �ي وقوله : } و�آت

وعكرمة ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم : يعني علم�ا.�ا { قال : منازل األرض �ب ب ي ء� س� �ل~ ش� �اه� م�ن ك ن �ي وقال قتادة أيض�ا في قوله : } و�آت

وأعالمها.�ا { قال : �ب ب ي ء� س� �ل~ ش� �اه� م�ن ك ن �ي وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : } و�آت

تعليم األلسنة ، كان ال يغزو قوم�ا إال كلمهم بلسانهم. الن ، عن سعيد بن أبي هالل ؛ أن معاوية بن أبي �هيعة : حدثني سالم بن غ�ي وقال ابن ل

( لكعب األحبار : أنت تقول : إن ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا ؟1سفيان قال )ي ء� �ل~ ش� �اه� م�ن ك ن �ي فقال له كعب : إن كنت قلت ذلك ، فإن الله تعالى قال : } و�آت

�ا {. �ب ب س� ( ، والحق2وهذا الذي أنكره معاوية ، رضي الله عنه ، على كعب األحبار هو الصواب )

( عليه3مع معاوية في اإلنكار ؛ فإن معاوية كان يقول عن كعب : "إن كنا لنبلو ) ( ، ولكن4الكذب" يعني : فيما ينقله ، ال أنه كان يتعمد نقل ما ليس في صحيفته )

( ، أنها من اإلسرائيليات التي غالبها مبدل مصحف محرف5الشأن في صحيفته ) ( إلى7( وال حاجة لنا مع خبر الله ورسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ )6مختلق )

( وفساد عريض. وتأويل8شيء منها بالكلية ، فإنه دخل منها على الناس شر كثير )�ا { واستشهاده في ذلك على ما يجده في �ب ب ي ء� س� �ل~ ش� �اه� م�ن ك ن �ي كعب قول الله : } و�آت صحيفته من أنه كان يربط خيله بالثريا غير صحيح وال مطابق ؛ فإنه ال سبيل للبشر إلى

( في أسباب السموات. وقد قال الله في حق9شيء من ذلك ، وال إلى الترقي )ي ء� { ]النمل : �ل~ ش� �ت م�ن ك �ي �وت [ أي : مما يؤتى مثلها من الملوك ،23بلقيس : } و�أ

وهكذا ذو القرنين يسر الله له األسباب ، أي : الطرق والوسائل إلى فتح األقاليماتيق والبالد واألراضي وكسر األعداء ، وكبت ملوك األرض ، وإذالل أهل الشرك. س� والر�

�ا ، والله أعلم.10قد أوتي من كل شيء مما ) ( يحتاج إليه مثله سبب وفي "المختارة" للحافظ الضياء المقدسي ، من طريق قتيبة ، عن أبي عوانة عن

( قال : كنت عند علي ، رضي الله عنه ،11سماك بن حرب ، عن حبيب بن حماز ) وسأله رجل عن ذي القرنين : كيف بلغ المشارق والمغارب ؟ فقال سبحان الله سخر

(.12له السحاب ، وق�د�ر له األسباب ، وبسط له اليد )__________

( في ت : "يقول".1)( في أ : "الطنوب".2)( في أ : "لنتلو".3)( في ف ، أ : "صحفه".4)( في ف ، أ : "صحفه".5)( في أ : "مخلق".6)( زيادة من ف ، أ.7)( في ت : "كبير".8)( في ف : "الرقى".9)( في أ : "ما".10)

751

Page 153: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت ، ف ، أ : "حماد".11)(.409( المختارة برقم )12)

(5/190)

�ا ) �ب ب �ع� س� ب ت� د�ه�ا85ف�أ ن �ة� و�و�ج�د� ع� ن� ح�م�ئ ب� ف�ي ع�ي �غ ر� م س� و�ج�د�ه�ا ت �غ� م�غ ر�ب� الش� �ل �ذ�ا ب �ى إ ت ( ح�

�ا ) ن �خ�ذ� ف�يه�م ح�س �ت �ن ت �م�ا أ �ع�ذ~ب� و�إ �ن ت �م�ا أ ن� إ �ي ن ق�ر �ا ذ�ا ال �ا ي ن م�ا م�ن ظ�ل�م�86ق�و م�ا ق�ل� ( ق�ال� أ

ا ) ر� �ك �ا ن �ه� ع�ذ�اب �ع�ذ~ب ~ه� ف�ي ب �ل�ى ر� د� إ �ر� �م� ي �ه� ث �ع�ذ~ب و ف� ن �ه�87ف�س� ا ف�ل �ح� �م�ن� و�ع�م�ل� ص�ال م�ا م�ن آ� ( و�أ

ا ) ر� �س �ا ي م ر�ن� �ه� م�ن أ �ق�ول� ل ن �ى و�س� ن ح�س اء� ال ( 88ج�ز�

�ا ) �ب ب �ع� س� ب ت� �ة� و�و�ج�د�85} ف�أ ن� ح�م�ئ ب� ف�ي ع�ي �غ ر� م س� و�ج�د�ه�ا ت �غ� م�غ ر�ب� الش� �ل �ذ�ا ب �ى إ ت ( ح�

�ا ) ن �خ�ذ� ف�يه�م ح�س �ت �ن ت �م�ا أ �ع�ذ~ب� و�إ �ن ت �م�ا أ ن� إ �ي ن ق�ر �ا ذ�ا ال �ا ي ن د�ه�ا ق�و م�ا ق�ل ن م�ا م�ن 86ع�� ( ق�ال� أ

ا ) ر� �ك �ا ن �ه� ع�ذ�اب �ع�ذ~ب ~ه� ف�ي ب �ل�ى ر� د� إ �ر� �م� ي �ه� ث �ع�ذ~ب و ف� ن �م� ف�س� �ح�ا87ظ�ل م�ا م�ن آم�ن� و�ع�م�ل� ص�ال� ( و�أ

ا ) ر� �س �ا ي م ر�ن� �ه� م�ن أ �ق�ول� ل ن �ى و�س� ن ح�س اء� ال �ه� ج�ز� ( {.88ف�ل

�ا { يعني : بالسبب المنزل[ ) �ب ب �ع� س� ب ت� �ع�1قال ابن عباس : } ف�أ ب ت

� (. وقال مجاهد : } ف�أ�ا { : منزال وطريق�ا ما بين المشرق والمغرب. �ب ب س�

�ا { قال : طريقا في ) �ب ب ( األرض.2وفي رواية عن مجاهد : } س�(.3وقال قتادة : أي أتبع منازل األرض ومعالمها )�ا { أي : المنازل ) �ب ب �ع� س� ب ت

� (.4وقال الضحاك : } ف�أ�ا { قال : علم�ا. وهكذا قال عكرمة وعبيد �ب ب �ع� س� ب ت

� وقال سعيد بن جبير في قوله : } ف�أبن يعلى ، والسدي.

وقال مطر : معالم وآثار كانت قبل ذلك.م س� { أي : فسلك طريق�ا حتى وصل إلى أقصى ما �غ� م�غ ر�ب� الش� �ل �ذ�ا ب �ى إ ت وقوله : } ح�

يسلك فيه من األرض من ناحية المغرب ، وهو مغرب األرض. وأما الوصول إلى مغرب الشمس من السماء فمتعذر ، وما يذكره أصحاب القصص واألخبار من أنه سار في

األرض مد�ة والشمس تغرب من ورائه فشيء ال حقيقة له. وأكثر ذلك من خرافات أهل(6( زنادقتهم وكذبهم )5الكتاب ، واختالق )

�ة� { أي : رأى الشمس في منظره تغرب في ن� ح�م�ئ ب� ف�ي ع�ي �غ ر� وقوله : } و�ج�د�ه�ا ت البحر المحيط ، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله ، يراها كأنها تغرب فيه ، وهي ال

(.7تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه ال تفارقه ) ( من "الحمأة" وهو الطين ، كما قال تعالى :8والحمئة مشتقة على إحدى القراءتين )

�ون� { ]الحجر : ن � م�س ا م�ن ص�ل ص�ال� م�ن ح�م�إ ر� �ش� ال�ق� ب ~ي خ� �ن (.9[ أي : طين أملس )28} إوقد تقدم بيانه.

( حدثنى نافع بن أبي نعيم ،10وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب )�ة� { ثم11سمعت عبد الرحمن األعرج يقول : كان ابن عباس يقول ) ن� ح�م�ئ ( } ف�ي ع�ي

فسرها : ذات حمأة. قال نافع : وسئل عنها كعب األحبار فقال : أنتم أعلم بالقرآن مني(.12، ولكني أجدها في الكتاب تغيب في طينة سوداء )

وكذا روى غير واحد عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد وغير واحد. ( بن أوس ، عن م�ص د�ع13وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا محمد بن دينار ، عن سعد )

752

Page 154: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

، عن ابن__________

( زيادة من ف ، أ.1)( في هـ ، ت ، ف : "طرفي" ، والمثبت من الطبري ، أ.2)( في ت : "ومغاربها".3)( في ت : "المنزل".4)( في ت : "واختالف".5)( في ف : "وكذبتهم".6)( في ت : "يفارقه".7)( في ت : "على أحد الروايتين".8)( في ت : "إبليس".9)( في ت : "حدثنا وهب".10)( في ف ، أ : "يقرأ".11)(.16/10( تفسير الطبري )12)( في ت : "سعيد".13)

(5/191)

�ة� { ) (1عباس ، عن أبي� بن كعب ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه } ح�م�ئ وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : "وجدها تغرب في عين حامية" يعني : حارة.

وكذا قال الحسن البصري.وقال ابن جرير : والصواب أنهما قراءتان مشهورتان وأيهما قرأ القارئ فهو مصيب )

2.) قلت : وال منافاة بين معنييهما ، إذ قد تكون حارة لمجاورتها و�ه ج الشمس عند غروبها ،

�ة� { في ماء وطين أسود ، كما قال كعب األحبار ومالقاتها الشعاع بال حائل و } ح�م�ئوغيره.

( العوام ،3وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا ) حدثني مولى لعبد الله بن عمرو ، عن عبد الله قال : نظر رسول الله صلى الله عليهوسلم إلى الشمس حين غابت ، فقال : "في نار الله الحامية ]في نار الله الحامية[ )

( ، لوال ما يزعها من أمر الله ، ألحرقت ما على األرض".4 (. وفي صحة رفع هذا الحديث نظر ،5قلت : ورواه اإلمام أحمد ، عن يزيد بن هارون )

ولعله من كالم عبد الله بن عمرو ، من زاملتيه اللتين وجدهما يوم اليرموك ، واللهأعلم.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا حجاج بن حمزة ، حدثنا محمد - يعني ابن بشر - حدثنا عمرو بن ميمون ، أنبأنا ابن حاضر ، أن ابن عباس ذكر له أن معاوية بن أبي سفيان قرأ اآلية التي في سورة الكهف "تغرب في عين حامية" قال ابن عباس لمعاوية ما

�ة� { فسأل معاوية عبد الله بن عمرو كيف تقرؤها : فقال عبد الله6نقرؤها ) ( إال } ح�م�ئ : كما قرأتها. قال ابن عباس : فقلت لمعاوية : في بيتي نزل القرآن ؟ فأرسل إلى

كعب فقال له : أين تجد الشمس تغرب في التوراة ؟ ]فقال له كعب : سل أهل

753

Page 155: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ماء7العربية ، فإنهم أعلم بها ، وأما أنا فإني أجد الشمس تغرب في التوراة[ ) ( بكالم تزداد8وطين. وأشار بيده إلى المغرب. قال ابن حاضر : لو أني عندكما أفدتك )

�ع ، �ب فيه بصيرة في حمئة. قال ابن عباس : وإذ�ا ما هو ؟ قلت : فيما يؤثر من قول تفيما ذكر به ذا القرنين في تخلقه بالعلم واتباعه إياه :

( �اب� أم ر� م�ن ب �غ�ي أس ت �ب ارق� والمغ�ار�ب� ي �غ� المش� �ل ش�د9ب � م�ر ( ح�ك�يمأى م�غ�يب� ) ن� ذ�ي خ�لب و�ثأط )10ف�ر� وبها... ف�ي ع�ي د� غ�ر� ن م س� ع� م�د� )11( الش� ( )12( ح�ر

13) (.15( ابن عباس : ما الخ�ل�ب ؟ قلت : الطين بكالمهم. ]يعنى بكالم حمير[ )14قال )

قال : ما الثاط ؟__________

(.536( مسند الطيالسى برقم )1)( في ت : "المصيب".2)( في ت : "حدثنا".3)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.4)(.2/207( المسند )5)( في ت : "تقرأها".6)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.7)( في أ : "ألفدتك".8)( في ت : "من أمر".9)( في ت أ : "فوجد مغاب". وفي ف : "فرأى مغاب".10)( في أ : "وأناط".11)( في ت : "وقاص" ، وفي ف : "وناط".12)( البيتان في لسان العرب ، مادة )ثأط( وهما ألمية بن أبي الصلت.13)( في ف : "فقال".14)( زيادة من ت ، ف.15)

(5/192)

�ا ) �ب ب �ع� س� ب �ت �م� أ �ه�م م�ن 89ث �ج ع�ل ل �م ن � ل �ع� ع�ل�ى ق�و م �ط ل م س� و�ج�د�ه�ا ت �ع� الش� �غ� م�ط ل �ل �ذ�ا ب �ى إ ت ( ح�ا ) ر� ت �ه�ا س� ا )90د�ون ر� ب ه� خ� �د�ي �م�ا ل �ا ب �ح�ط ن �ذ�ل�ك� و�ق�د أ ( 91( ك

م�د ؟ قلت : األسود. قال : فدعا ابن عباس رجال أو غالم�ا قلت : الحمأة. قال : فما الحرفقال : اكتب ما يقول هذا الرجل.

ب� ف�ي �غ ر� وقال سعيد بن جبير : بينا ابن عباس يقرأ سورة الكهف فقرأ : } و�ج�د�ه�ا ت�ة� { فقال كعب : والذي نفس كعب بيده ما سمعت أحد�ا يقرؤها كما أنزلت ن� ح�م�ئ ع�ي

في التوراة غير ابن عباس ، فإنا نجدها في التوراة : تغرب في مدرة سوداء. وقال أبو يعلى الموصلي : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا هشام بن يوسف

د�ه�ا ق�و م�ا { قال : مدينة لها اثنا عشر ألف باب ، ن قال : في تفسير ابن جريج } و�و�ج�د� ع�لوال أصوات أهلها لسمع الناس و�ج�وب الشمس حين تجب.

754

Page 156: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

د�ه�ا ق�و م�ا { أي : أمة من األمم ، ذكروا أنها كانت أمة عظيمة من ن وقوله : } و�و�ج�د� ع�بني آدم.

�ا { معنى هذا : أن ن �خ�ذ� ف�يه�م ح�س �ت �ن ت �م�ا أ �ع�ذ~ب� و�إ �ن ت �م�ا أ ن� إ �ي ن ق�ر �ا ذ�ا ال �ا ي ن وقوله : } ق�ل ( وخيره : إن شاء قتل وسبى2( وحكمه فيهم ، وأظفره بهم )1الله تعالى مكنه منهم )

(4(. فعرف عدله وإيمانه فيما أبداه عدله وبيانه )3، وإن شاء من� أو فدى )و ف� م�ا م�ن ظ�ل�م� { أي : من استمر على كفره وشركه بربه } ف�س�

� في قوله : } أ�ه� { قال قتادة : بالقتل : وقال السدي : كان يحمي لهم بقر النحاس ويضعهم فيها �ع�ذ~ب ن

( حتى يذوبوا. وقال وهب بن منبه : كان يسلط الظلمة ، فتدخل أفوافهم وبيوتهم ،5)وتغشاهم من جميع جهاتهم والله أعلم.

ا { أي : شديد�ا بليغ�ا وجيع�ا أليم�ا. وفيه )6وقوله : ) ر� �ك �ا ن �ه� ع�ذ�اب �ع�ذ~ب ~ه� ف�ي ب �ل�ى ر� د� إ �ر� �م� ي ( } ث( إثبات المعاد والجزاء.7

م�ا م�ن آم�ن� { أي : تابعنا على ما ندعوه إليه من عبادة الله وحده ال شريك� وقوله : } و�أ

�ه� �ق�ول� ل ن �ى { أي : في الدار اآلخرة عند الله ، عز وجل ، } و�س� ن ح�س اء� ال �ه� ج�ز� له } ف�لا { قال مجاهد : معروف�ا. ر� �س �ا ي م ر�ن

� م�ن أ�ا ) �ب ب �ع� س� ب �ت �م� أ �ه�م 89} ث �ج ع�ل ل �م ن � ل �ع� ع�ل�ى ق�و م �ط ل م س� و�ج�د�ه�ا ت �ع� الش� �غ� م�ط ل �ل �ذ�ا ب �ى إ ت ( ح�ا ) ر� ت �ه�ا س� ا )90م�ن د�ون ر� ب ه� خ� �د�ي �م�ا ل �ا ب �ح�ط ن �ذ�ل�ك� و�ق�د أ ( {.91( ك

( ، وكان كلما مر� بأمة8يقول : ثم سلك طريق�ا فسار من مغرب الشمس إلى مطلعها ) قهرهم وغلبهم ودعاهم إلى الله عز وجل ، فإن أطاعوه وإال أذلهم وأرغم آنافهم ،

واستباح أموالهم ، وأمتعتهم واستخدم من كل أمة ما يستعين به مع جيوشه على أهل ) ( اإلقليم المتاخم لهم. وذكر في أخبار بني إسرائيل أنه عاش ألفا وستمائة سنة9

( حتى بلغ المشارق والمغارب. ولما انتهى إلى11( األرض طولها والعرض )10يجوب )} � �ع� ع�ل�ى ق�و م �ط ل مطلع الشمس من األرض كما قال الله تعالى : } و�ج�د�ه�ا ت

__________( في ت : "فيهم".1)( في ت : "وأظفره عليهم" ، وفي ف ، أ : "وأظهره عليهم".2)( في ف ، أ : "وافتدى".3)( في ت : "وثباته".4)( في ف : "فيه".5)( في ت : "فقوله".6)( في أ : "زفي هذا".7)( في ت : "من مطلع الشمس إلى مغربها".8)( في أ : "قتال".9)( في ف ، أ : "يخرب".10)( في ف ، أ : "طولها وعرضها".11)

(5/193)

ا { أي : ليس لهم بناء يكنهم ، وال أشجار ر� ت �ه�ا س� �ه�م م�ن د�ون �ج ع�ل ل �م ن أي : أمة } لتظلهم وتسترهم من حر الشمس.

755

Page 157: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا ، مساكنهم الغيران ، أكثر معيشتهم من ا قصار� قال سعيد بن جبير : كانوا ح�مر�السمك.

( بن أبي الصلت ، سمعت الحسن وسئل عن1وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا سهل )ا { قال : إن أرضهم ) ر� ت �ه�ا س� �ه�م م�ن د�ون �ج ع�ل ل �م ن ( ال تحمل البناء2قوله تعالى : } ل

( في المياه ، فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى3فإذا طلعت الشمس تغوروا )(.5( الحسن : هذا حديث سمرة )4البهائم. قال )

�ا ، فهم إذا طلعت الشمس دخلوا في وقال قتادة : ذكر لنا أنهم بأرض ال تنبت لهم شيئ( الشمس خرجوا إلى حروثهم ومعايشهم.6أسراب ، حتى إذا زالت )

ل أنه قال : ليس لهم أكنان ، إذا طلعت الشمس طلعت عليهم ، �ه�ي وعن سلمة بن ك( ويلبس األخرى.7فألحدهم أذنان يفترش إحداهما )

�م � ل �ع� ع�ل�ى ق�و م �ط ل قال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : } و�ج�د�ه�ا تا { قال : هم الزنج ) ر� ت �ه�ا س� �ه�م م�ن د�ون �ج ع�ل ل (.8ن

ا { ر� ت �ه�ا س� �ه�م م�ن د�ون �ج ع�ل ل �م ن � ل �ع� ع�ل�ى ق�و م �ط ل وقال ابن جريج في قوله : } و�ج�د�ه�ا ت قال : لم يبنوا فيها بناء قط ، ولم يبن عليهم فيها بناء قط ، كانوا إذا طلعت الشمس

�ا لهم ) ( حتى تزول الشمس ، أو دخلوا البحر ، وذلك أن أرضهم ليس9دخلوا أسراب ( جبل ، جاءهم جيش مرة فقال لهم أهلها : ال تطلعن عليكم الشمس وأنتم10فيها )

بها. قالوا : ال نبرح حتى تطلع الشمس ، ما هذه العظام ؟ قالوا : هذه جيف� جيشطلعت عليهم الشمس هاهنا فماتوا. قال : فذهبوا هاربين في األرض.

ا { قال مجاهد ، والسدي : علم�ا ، أي : نحن ر� ب ه� خ� �د�ي �م�ا ل �ا ب �ح�ط ن �ذ�ل�ك� و�ق�د أ وقوله : } ك مطلعون على جميع أحواله وأحوال جيشه ، ال يخفى علينا منها شيء ، وإن تفرقت

ي ء� ف�ي األر ض� و�ال ف�ي ه� ش� �ي �خ ف�ى ع�ل أممهم وتقطعت بهم األرض ، فإنه تعالى : } ال يم�اء� { ]آل عمران : [5الس�

__________( في أ : "سهيل".1)( في ت : "أرضيكم".2)( في ت : "فقعدوا" ، وفي أ : "يغوروا".3)( في ت ، ف : "فقال".4) ( من طريق إبراهيم بن المستمر ، عن أبي16/12( ورواه الطبري في تفسيره )5)

داود به.( في ت : "غربت".6)( في ف ، أ : "واحدة".7)(.1/346( تفسير عبد الرزاق )8)( في ت : "أسرابا بهم".9)( في أ : "بها".10)

(5/194)

�ا ) �ب ب �ع� س� ب �ت �م� أ �ف ق�ه�ون�92ث �اد�ون� ي �ك �ه�م�ا ق�و م�ا ال� ي ن� و�ج�د� م�ن د�ون د�ي ن� الس� �ي �غ� ب �ل �ذ�ا ب �ى إ ت ( ح��ج ع�ل� ل�ك�93ق�و ال� ) ر ض� ف�ه�ل ن

� د�ون� ف�ي األ ج�وج� م�ف س� ج�وج� و�م�أ

�أ �ن� ي ن� إ �ي ن ق�ر �ا ذ�ا ال �وا ي ( ق�ال

756

Page 158: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

د�ا ) �ه�م س� ن �ي �ا و�ب �ن ن �ي �ج ع�ل� ب �ن ت ج�ا ع�ل�ى أ �ق�و�ة�94خ�ر �ي ب �ون ين �ع� ر� ف�أ ي ~ي خ� ب ~ي ف�يه� ر� �ن ( ق�ال� م�ا م�كد م�ا ) �ه�م ر� ن �ي �م و�ب �ك ن �ي �ج ع�ل ب ن� ق�ال�95أ ن� الص�د�ف�ي �ي او�ى ب �ذ�ا س� �ى إ ت ح�د�يد� ح� �ر� ال ب �ي ز� �ون �ت ( آ

ا ) ه� ق�ط ر� �ي �ف ر�غ ع�ل �ي أ �ون �ت ا ق�ال� آ �ار� �ه� ن �ذ�ا ج�ع�ل �ى إ ت ف�خ�وا ح� ( 96ان

�ا ) �ب ب �ع� س� ب �ت �م� أ �ف ق�ه�ون�92} ث �اد�ون� ي �ك �ه�م�ا ق�و م�ا ال ي ن� و�ج�د� م�ن د�ون د�ي ن� الس� �ي �غ� ب �ل �ذ�ا ب �ى إ ت ( ح��ج ع�ل� ل�ك�93ق�و ال ) د�ون� ف�ي األر ض� ف�ه�ل ن ج�وج� م�ف س�

ج�وج� و�م�أ �أ �ن� ي ن� إ �ي ن ق�ر �ا ذ�ا ال �وا ي ( ق�ال

د�ا ) �ه�م س� ن �ي �ا و�ب �ن ن �ي �ج ع�ل� ب �ن ت ج�ا ع�ل�ى أ �ق�و�ة�94خ�ر �ي ب �ون ين �ع� ر� ف�أ ي ~ي خ� ب ~ي ف�يه� ر� �ن ( ق�ال� م�ا م�كد م�ا ) �ه�م ر� ن �ي �م و�ب �ك ن �ي �ج ع�ل ب ن� ق�ال�95أ ن� الص�د�ف�ي �ي او�ى ب �ذ�ا س� �ى إ ت ح�د�يد� ح� �ر� ال ب �ي ز� �ون ( آت

ا ) ه� ق�ط ر� �ي �ف ر�غ ع�ل �ي أ �ون ا ق�ال� آت �ار� �ه� ن �ذ�ا ج�ع�ل �ى إ ت ف�خ�وا ح� ( {96ان�ا { أي : ثم سلك طريق�ا من مشارق �ب ب �ع� س� ب �ت �م� أ ا عن ذي القرنين : } ث يقول تعالى مخبر�

�غ رة يخرج منها ن� { وهما جبالن متناوحان بينهما ث د�ي ن� الس� �ي �غ� ب �ل �ذ�ا ب �ى إ ت األرض. } ح� يأجوج ومأجوج على بالد الترك ، فيعيثون فيهم فساد�ا ، ويهلكون الحرث والنسل ، ويأجوج ومأجوج من ساللة آدم ، عليه السالم ، كما ثبت في الصحيحين : "إن الله

�ع ث� النار. فيقول : وما تعالى يقول : يا آدم. فيقول : لبيك وسعديك. فيقول : ابعث ب�ع ث� النار ؟ فيقول : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار ، وواحد إلى ب

الجنة ؟ فحينئذ يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها ، فيقال : إن فيكم أم�تين ،(.1ما كانتا في شيء إال كثرتاه : يأجوج ومأجوج" )

( ، رحمه الله ، في شرح "مسلم" عن بعض الناس : أن يأجوج2وقد حكى النووي ) ( فعلى هذا3ومأجوج خلقوا من مني خرج من آدم فاختلط بالتراب ، فخلقوا من ذلك )

( ال دليل4يكونون مخلوقين من آدم ، وليسوا من حواء. وهذا قول غريب جد�ا ، ]ثم[ ) ( نقل ، وال يجوز االعتماد هاهنا على ما يحكيه بعض أهل5عليه ال من عقل وال ]من[ )

( المفتعلة ، والله أعلم.6الكتاب ، لما عندهم من األحاديث )ة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :7وفي مسند ) م�ر� ( اإلمام أحمد ، عن س�

�د� نوح ثالثة : سام أبو العرب ، وحام أبو السودان ، ويافث أبو الترك" ) (. قال8"و�ل�ا ؛9بعض العلماء : هؤالء من نسل يافث أبي الترك ، قال : ]إنما ) ( سموا هؤالء ترك

( هذه الجهة ، وإال فهم أقرباء أولئك ، ولكن كان10ألنهم تركوا من وراء السد من )ا11في أولئك بغي وفساد وجراءة ) (. وقد ذكر ابن جرير هاهنا عن وهب بن منبه أثر�

�ا في سير ذي القرنين ، وبنائه السد ، وكيفية ما جرى له ، وفيه طول طويال عجيب (.13( وقصر بعضهم ، وآذانهم )12وغرابة ونكارة في أشكالهم وصفاتهم ، ]وطولهم[ )( أسانيدها ، والله أعلم.14وروى ابن أبي حاتم أحاديث غريبة في ذلك ال تصح )

�ف ق�ه�ون� ق�و ال { ]أي[ ) �اد�ون� ي �ك �ه�م�ا ق�و م�ا ال ي ( : الستعجام15وقوله : } و�ج�د� م�ن د�ونكالمهم وبعدهم

__________ ( من حديث أبي سعيد ،222( وصحيح مسلم برقم )6530( صحيح البخاري برقم )1)

رضي الله عنه.( في أ : "النواوي".2)(.3/97( شرح النووي )3)( زيادة من ف ، أ.4)( زيادة من ت ، ف.5)( في ت : "من األكاذيب".6)( في ف ، أ : "المسند".7)

757

Page 159: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.5/9( المسند )8)( في أ : "وإنما".9)( في أ : "فمن".10)( في أ : "وجرأة".11)( زيادة من ف ، أ.12)(.16/14( تفسير الطبري )13)( في ف ، أ : "ال يصح".14)( زيادة من ف ، أ.15)

(5/195)

عن الناس.ج�ا { �ج ع�ل� ل�ك� خ�ر د�ون� ف�ي األر ض� ف�ه�ل ن ج�وج� م�ف س�

ج�وج� و�م�أ �أ �ن� ي ن� إ �ي ن ق�ر �ا ذ�ا ال �وا ي } ق�ال

ا عظيم�ا ، يعني أنهم أرادوا أن يجمعوا قال ابن جريج عن عطاء ، عن ابن عباس : أجر� له من بينهم ماال يعطونه إياه ، حتى يجعل بينهم وبينهم سد�ا. فقال ذو القرنين بعفة

ر� { أي : إن الذي أعطاني الله من ي ~ي خ� ب ~ي ف�يه� ر� �ن وديانة وصالح وقصد للخير : } م�ا م�ك ( خير لي من الذي تجمعونه ، كما قال سليمان عليه السالم :1الملك والتمكين )

ح�ون� { ]النمل : �ف ر� �م ت �ك �ت �ه�د�ي �م ب ت �ن �ل أ �م ب �اك ر� م�م�ا آت ي �ه� خ� �ي� الل �ان �م�ال� ف�م�ا آت �ن� ب �م�د�ون �ت [36} أ�ق�و�ة� { وهكذا قال ذو القرنين : الذي أنا فيه خير من الذي تبذلونه ، ولكن ساعدوني } ب

ح�د�يد� { والزبر : �ر� ال ب �ي ز� �ون د م�ا * آت �ه�م ر� ن �ي �م و�ب �ك ن �ي �ج ع�ل ب أي : بعملكم وآالت البناء ، } أة ، وهي القطعة منه ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة. وهي كاللبنة ) ر� ب ( ،2جمع ز�

( قنطار بالدمشقي ، أو تزيد عليه.3يقال : كل لبنة ]زنة[ ) ن� { أي : وضع بعضه على بعض من األساس حتى إذا ن� الص�د�ف�ي �ي او�ى ب �ذ�ا س� �ى إ ت } ح�

حاذى به رءوس الجبلين طوال وعرض�ا. واختلفوا في مساحة عرضه وطوله على أقوال. ف�خ�وا { أي : أجج ) ه�4} ق�ال� ان �ي �ف ر�غ ع�ل �ي أ �ون ا ، } ق�ال� آت ( عليه النار حتى صار كله نار�

ا { قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، والس�دي : هو ق�ط ر� ق�ط ر� { ن� ال �ه� ع�ي �ا ل ن ل س�

� النحاس. وزاد بعضهم : المذاب. ويستشهد بقوله تعالى : } و�أ( بالبرد المحبر.5[ ولهذا يشبه )12]سبأ :

قال ابن جرير : حدثنا بشر ، حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجال قال : يا رسول الله ، قد رأيت سد يأجوج ومأجوج ، قال : "انعته لي" قال : كالبرد

(6المحبر ، طريقة سوداء. وطريقة حمراء. قال : "قد رأيته". هذا حديث مرسل. )ا سرية ، لينظروا7وقد بعث الخليفة الواثق في دولته بعض أمرائه ، ووجه ) ( معه جيش�

إلى السد ويعاينوه وينعتوه له إذا رجعوا. فتوصلوا من بالد إلى بالد ، ومن م�ل ك إلى م�ل ك�ا ، حتى وصلوا إليه ، ورأوا بناءه من الحديد ومن النحاس ، وذكروا أنهم رأوا فيه باب

( أقفال عظيمة ، ورأوا بقية اللبن والعمل في برج هناك. وأن عنده8عظيم�ا ، وعليه )ا ) ( ، شاهق ، ال يستطاع وال ما10( من الملوك المتاخمة له ، وأنه منيف عال )9حرس�

حوله من الجبال. ثم رجعوا إلى بالدهم ، وكانت غيبتهم أكثر من سنتين ، __________

( في أ : "والتمكن".1)

758

Page 160: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "اللبنة".2)( زيادة من ف ، أ.3)( في ف : "أججوا".4)( في أ : "شبه".5) ( وقد روي موصوال من طرق : فرواه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج6)

( من طريق أبي الجماهر - سعيد بن بشير - عن قتادة ، عن رجل ،2/312الكشاف ) عن أبي بكرة الثقفى : أن رجال أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنى قد رأيته ،

( من طريق عبد2/313فذكر نحوه. ورواه البزار في مسنده كما في تخريج الكشاف ) الملك بن أبي نعامة عن يوسف بن أبي مريم ، عن أبي بكرة بنحوه مطوال. ورواه ابن مردويه أيضا من طريق سفيان ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن رجل من

أهل المدينة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر نحوه.( في ف ، أ : "وجهز".7)( في ت : "وعلى".8)( في ف ، أ : "سرحا".9)( في ت ، ف ، أ : "عال منيف".10)

(5/196)

�ا ) �ق ب �ه� ن �ط�اع�وا ل ت وه� و�م�ا اس �ظ ه�ر� �ن ي ( 97ف�م�ا اس ط�اع�وا أ

وشاهدوا أهواال وعجائب.ثم قال الله تعالى :

�ا ) �ق ب �ه� ن �ط�اع�وا ل ت وه� و�م�ا اس �ظ ه�ر� �ن ي ( {97} ف�م�ا اس ط�اع�وا أ

(5/197)

~ي ح�ق�ا ) ب �ان� و�ع د� ر� �اء� و�ك �ه� د�ك ع�ل ~ي ج� ب اء� و�ع د� ر� �ذ�ا ج� ~ي ف�إ ب ح م�ة� م�ن ر� �ا98ق�ال� ه�ذ�ا ر� ن ك �ر� ( و�ت�اه�م ج�م ع�ا ) �ف�خ� ف�ي الص�ور� ف�ج�م�ع ن �ع ض� و�ن �م�وج� ف�ي ب �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي ( 99ب

~ي ح�ق�ا ) ب �ان� و�ع د� ر� �اء� و�ك �ه� د�ك ع�ل ~ي ج� ب اء� و�ع د� ر� �ذ�ا ج� ~ي ف�إ ب ح م�ة� م�ن ر� (98} ق�ال� ه�ذ�ا ر��اه�م ج�م ع�ا ) �ف�خ� ف�ي الص�ور� ف�ج�م�ع ن �ع ض� و�ن �م�وج� ف�ي ب �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي �ا ب ن ك �ر� ( {.99و�تا عن يأجوج ومأجوج أنهم ما قدروا على أن يصعدوا ) ( فوق هذا1يقول تعالى مخبر�

السد وال قدروا على نقبه من أسفله. ولما كان الظهور عليه أسهل من نقبه قابل كال�ا { وهذا دليل على �ق ب �ه� ن �ط�اع�وا ل ت وه� و�م�ا اس �ظ ه�ر� �ن ي بما يناسبه فقال : } ف�م�ا اس ط�اع�وا أ

( يقدروا على نقبه ، وال على شيء منه.2أنهم لم )فأما الحديث الذي رواه اإلمام أحمد :

�ة ، عن قتادة ، حدثنا أبو رافع ، عن أبي هريرة ، وب حدثنا روح ، حدثنا سعيد بن أبي ع�ر� عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم

759

Page 161: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه غد�ا (3فيعودون إليه كأشد ما كان ، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس )

( قال الذي عليهم : ارجعوا فستحفرونه4]حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس[ ) ( حين تركوه ، فيحفرونه5غد�ا إن شاء الله. ويستثني ، فيعودون إليه وهو كهيئته )

( على الناس ، فينشفون المياه ، ويتحصن الناس منهم في حصونهم ،6ويخرجون ) فيرمون بسهامهم إلى السماء ، ]فترجع وعليها هيئة الدم ، فيقولون : قهرنا أهل

( في أقفائهم ، فيقتلهم بها.8(. فيبعث الله عليهم نغفا )7األرض وعلونا أهل السماء[ ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده ، إن دواب األرض لتسمن ،

ا من لحومهم ودمائهم" ) (.9وتشكر شكر�ورواه أحمد أيض�ا عن حسن - هو ابن موسى األشيب - عن سفيان ، عن قتادة ، به )

( ابن ماجه ، عن أزهر بن مروان ، عن عبد األعلى ، عن سعيد بن11(. وكذا رواه )10�ة ، عن قتادة قال : حدث رافع. وأخرجه الترمذي ، من حديث أبي عوانة ، عن وب أبي ع�ر�

(. ثم قال : غريب ال نعرفه إال من هذا الوجه.12قتادة )__________

( في ف ، أ : "يصعدوا من".1)( في ت : "ال".2)( في أ : "على النار".3)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.4)( في أ : "كهيئة".5)( في ت : "ويخرجونهم".6)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.7)( في أ : "نغيفا".8)(.2/510( المسند )9)(.2/511( المسند )10)( في أ : "رواه اإلمام".11)(.3153( وسنن الترمذي برقم )4080( سنن ابن ماجة برقم )12)

(5/197)

( رفعه نكارة ؛ ألن ظاهر اآلية يقتضي أنهم لم يتمكنوا1وهذا إسناده قوي ، ولكن في ) من ارتقائه وال من نقبه ، إلحكام بنائه وصالبته وشدته. ولكن هذا قد روي عن كعب

( إال القليل ، فيقولون2األحبار : أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه حتى ال يبقى منه ) ( إال3: غد�ا نفتحه. فيأتون من الغد وقد عاد كما كان ، فيلحسونه حتى ال يبقى منه )

القليل ، فيقولون كذلك ، ويصبحون وهو كما كان ، فيلحسونه ويقولون : غد�ا نفتحه. ويلهمون أن يقولوا : "إن شاء الله" ، فيصبحون وهو كما فارقوه ، فيفتحونه. وهذا

ا ما كان يجالسه ) �جه ، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب. فإنه كثير� ( ويحدثه ، فحدث4م�ت( بعض الرواة عنه أنه مرفوع ، فرفعه ، والله أعلم.5به أبو هريرة ، فتوهم )

( - من أنهم لم يتمكنوا من نقبه وال نقب شيء منه ، ومن نكارة هذا6ويؤكد ما قلناه )المرفوع - قول اإلمام أحمد :

760

Page 162: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن ]زينب بنت أبي سلمة ، عن حبيبة بنت أم ( زينب بنت جحش زوج النبي صلى7حبيبة بنت أبي سفيان ، عن أمها أم حبيبة ، عن[ )

الله عليه وسلم - قال سفيان : أربع نسوة - قالت : استيقظ النبي صلى الله عليه ( من8وسلم من نومه. وهو محمر وجهه ، وهو يقول : "ال إله إال الله! ويل للعرب )

ل�ق. قلت : يا رسول شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا". وح�الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : "نعم إذا كثر الخبث".

( ،9هذا حديث صحيح ، اتفق البخاري ومسلم على إخراجه ، من حديث الزهري ) ( عزيزة10ولكن سقط في رواية البخاري ذكر حبيبة ، وأثبتها مسلم. وفيه أشياء )

( اإلسناد ، منها رواية الزهري عن عروة ، وهما11نادرة قليلة الوقوع في صناعة ) ( اجتماع أربع نسوة في سنده ، كلهن يروي بعضهن عن بعض. ثم12تابعيان ومنها )

( ، ثم ثنتان ربيبتان وثنتان زوجتان ، رضي الله عنهن.13كل منهن صحابية ) وقد روي نحو هذا عن أبي هريرة أيض�ا ، فقال البزار : حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا

( ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ،14م�ؤم�ل بن إسماعيل ، حدثنا وهيب )�ح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ف�ت

(.16( ، به )15وعقد التسعين. وأخرجه البخاري ومسلم من حديث وهيب )__________

( في ف ، أ : "ولكن متنه في".1)( في ف : "فيه".2)( في ف ، أ : "فيه".3)( في ت : "كان كثيرا ما يجالسه".4)( في ت : "فيقرهم".5)( في أ : "قلنا".6)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.7)( في ت : "للغريب".8)(.2880( وصحيح مسلم برقم )7135( وصحيح البخاري برقم )6/428( المسند )9)( في أ : "منهم صاحبيه".10)( في ت : "صياغة".11)( في أ : "وفيما".12)( في أ : "منهم صاحبية".13)( في ت : "وهب".14)( في ت : "وهب".15)(.2881( وصحيح مسلم برقم )7136( صحيح البخاري برقم )16)

(5/198)

ح م�ة� م�ن ~ي { أي : لما بناه ذو القرنين } ق�ال� ه�ذ�ا ر� ب ح م�ة� م�ن ر� وقوله : } ق�ال� ه�ذ�ا ر�~ي { أي : بالناس حيث جعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج حائال يمنعهم من العيث ) ب (1ر�

�اء� { �ه� د�ك ع�ل ~ي { أي : إذا اقترب الوعد الحق } ج� ب اء� و�ع د� ر� �ذ�ا ج� في األرض والفساد. } ف�إ�ا ال سنام لها.2أي : ساواه ) ( باألرض. تقول العرب : ناقة دكاء : إذا كان ظهرها مستوي

761

Page 163: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { ]األعراف : �ه� د�ك ع�ل �ل� ج� ب ج� �ل �ه� ل ب ل�ى ر� �ج� �م�ا ت �ا143وقال تعالى : } ف�ل [ أي : مساوي(.3لألرض )

�اء� { قال : طريق�ا كما كان. �ه� د�ك ع�ل ~ي ج� ب اء� و�ع د� ر� �ذ�ا ج� وقال عكرمة في قوله : } ف�إ�ا ال محالة. ~ي ح�ق�ا { أي : كائن ب �ان� و�ع د� ر� } و�ك

�ع ض� [ { ) �م�وج� ف�ي ب �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ] ي �ا ب ن ك �ر� ( أي : الناس يومئذ أي : يوم4وقوله : } و�ت ( هذا السد ويخرج هؤالء فيموجون في الناس ويفسدون على الناس أموالهم5يدك )

�م�وج� ف�ي �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي �ا ب ن ك �ر� ويتلفون أشياءهم ، وهكذا قال السدي في قوله : } و�ت�ع ض� { قال : ذاك حين يخرجون على الناس. وهذا كله قبل يوم القيامة وبعد الدجال ، ب

ج�وج�6كما سيأتي بيانه ]إن شاء الله تعالى[ ) ج�وج� و�م�أ

�أ �ح�ت ي �ذ�ا ف�ت �ى إ ت ( عند قوله : } ح� : ح�ق� { ]األنبيا و�ع د� ال ب� ال �ر� ل�ون� * و�اق ت س� �ن �ل~ ح�د�ب� ي [ وهكذا قال97 ، 96و�ه�م م�ن ك

�اه�م ج�م ع�ا { قال �ف�خ� ف�ي الص�ور� ف�ج�م�ع ن �ع ض� و�ن �م�وج� ف�ي ب �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي �ا ب ن ك �ر� هاهنا : } و�ت�ع ض� { قال : هذا أول يوم القيامة �م�وج� ف�ي ب �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي �ا ب ن ك �ر� ابن زيد في قوله : } و�ت

�ف�خ� ) �اه�م ج�م ع�ا {.7، } و�ن ( ف�ي الص�ور� { على أثر ذلك } ف�ج�م�ع ن�ع ض� { أي : يوم �م�وج� ف�ي ب �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي �ا ب ن ك �ر� وقال آخرون : بل المراد بقوله : } و�ت

القيامة يختلط اإلنس والجن. ( عن هارون بن عنترة ،8وروى ابن جرير ، عن محمد بن حميد ، عن يعقوب القمي )

�ع ض� { قال :9عن شيخ من بني فزارة ) �م�وج� ف�ي ب �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي �ا ب ن ك �ر� ( في قوله : } و�ت إذا ماج اإلنس والجن قال إبليس : أنا أعلم لكم علم هذا األمر. فيظعن إلى المشرق

( األرض ، ثم يظعن إلى المغرب فيجد المالئكة بطنوا )10فيجد المالئكة قد بطنوا )�ا وشماال إلى أقصى األرض فيجد11 ( األرض فيقول : "ما من محيص". ثم يظعن يمين

( األرض فيقول : "ما من محيص" فبينما هو كذلك ، إذ عرض له12المالئكة بطنوا ) طريق كالشراك ، فأخذ عليه هو وذريته ، فبينما هم عليه إذ هجموا على النار ، فأخرج

�ا من خزان النار ، فقال : يا إبليس ، ألم تكن لك المنزلة عند ربك ؟! ألم تكن الله خازن في الجنان ؟! فيقول : ليس هذا يوم عتاب ، لو أن الله فرض علي� فريضة لعبدته فيها

عبادة لم يعبده مثلها أحد من__________

( في أ : "العبث".1)( في ت ، أ : "واساه".2)( في ت : "األرض".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ت : "بذكر".5)( زيادة من ف ، أ.6)( في ت : "ينفخ".7)( في أ : "العمى".8)( في أ : "قرارة".9)( في أ : "قد تطبقوا".10)( في أ : "قد تطبقوا".11)( في أ : "قد تطبقوا".12)

(5/199)

762

Page 164: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

خلقه. فيقول : فإن الله قد فرض عليك فريضة. فيقول : ما هي ؟ فيقول : يأمرك أن (1تدخل النار. فيتلكأ عليه ، فيقول به وبذريته بجناحيه فيقذفهم في النار. فتزفر النار )

(2زفرة ال يبقى ملك مقرب وال نبي م�رسل إال جثا لركبتيه ) وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به. رواه من وجه آخر عن يعقوب ،

�م�وج� ف�ي �ذ� ي �و م�ئ �ع ض�ه�م ي �ا ب ن ك �ر� عن هارون عن عنترة ، عن أبيه ، عن ابن عباس : } و�ت�ع ض� { قال : الجن اإلنس ، يموج بعضهم في بعض. ب

( ، حدثنا أبو3وقال الطبراني : حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس األصفهاني ) مسعود أحمد بن الفرات ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، حدثنا المغيرة بن مسلم ، عن أبي إسحاق ، عن وهب بن جابر ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه

وسلم قال : "إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، ولو أرسلوا ألفسدوا على الناس معايشهم ، ولن يموت منهم رجل إال ترك من ذريته ألف�ا فصاعد�ا ، وإن من ورائهم ثالث

( هذا حديث غريب بل منكر ضعيف.5( ومنسك". )4أمم : تاويل ، وتايس ) وروى النسائي من حديث شعبة عن النعمان بن سالم ، عن عمرو بن أوس ، عن أبيه ،

عن جده أوس بن أبي أوس مرفوع�ا : "إن يأجوج ومأجوج لهم نساء ، يجامعون ما شاؤوا ، وشجر يلقحون ما شاؤوا ، وال يموت منهم رجل إال ترك من ذريته ألف�ا

(6فصاعد�ا" )�ف�خ� ف�ي الص�ور� { : والصور كما جاء في الحديث : "قرن ينفخ" فيه والذي وقوله : } و�ن

ينفخ فيه إسرافيل ، عليه السالم ، كما قد تقدم في الحديث بطوله ، واألحاديث فيهكثيرة.

وفي الحديث عن عطية ، عن ابن عباس وأبي سعيد مرفوع�ا : "كيف أنعم ، وصاحبن ، وحنى جبهته واستمع متى يؤمر". قالوا : كيف نقول ؟ قال : ن قد التقم الق�ر الق�ر

(7"قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا" )�ين� و�اآلخ�ر�ين� �ن� األو�ل �اه�م ج�م ع�ا { أي : أحضرنا الجميع للحساب } ق�ل إ وقوله } ف�ج�م�ع ن

� { ]الواقعة : � م�ع ل�وم �و م �ل�ى م�يق�ات� ي �م�ج م�وع�ون� إ �غ�اد�ر 50 ، 49ل �م ن �اه�م ف�ل ن ر [ ، } و�ح�ش��ح�د�ا { ]الكهف : ه�م أ [47م�ن

__________( في أ : "جهنم".1)(.16/23( تفسير الطبري )2)( في ف ، أ : "األصبهاني".3)( في ت ، ف : "تاريس".4) ( :6 / 8( وقال الهيثمي في المجمع )2282( الحديث في مسند الطيالسى برقم )5)

"رواه الطبراني في الكبير واألوسط ورجاله ثقات". تنبيه : وقع في مجمع الزوائد "تاول وتاريس ومنسك" وعند الطسالسى "تاويل

وتاريس وتارليس ومنسك" وفي المطالب العالية "تاويل وتاريس وناسك".(.11334( سنن النسائي الكبرى برقم )6)( وقال : "هذا حديث حسن".2431( رواه الترمذي في السنن برقم )7)

(5/200)

763

Page 165: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ض�ا ) �اف�ر�ين� ع�ر ك �ل �ذ� ل �و م�ئ �م� ي �ا ج�ه�ن ض ن ر�ي100و�ع�ر� �ه�م ف�ي غ�ط�اء� ع�ن ذ�ك �ن ع ي� �ت أ �ان �ذ�ين� ك ( ال

م ع�ا ) �ط�يع�ون� س� ت �س �وا ال� ي �ان �ي101و�ك �اد�ي م�ن د�ون ب �خ�ذ�وا ع� �ت �ن ي وا أ �ف�ر� �ذ�ين� ك �ف�ح�س�ب� ال ( أال� ) �ز� �اف�ر�ين� ن ك �ل �م� ل �ا ج�ه�ن �د ن �ع ت �ا أ �ن �اء� إ �ي و ل

� �ع م�اال� )102أ ر�ين� أ �خ س� �األ �م ب �ك ~ئ �ب �ن (103( ق�ل ه�ل ن ع�ا ) �ون� ص�ن ن �ح س� �ه�م ي ن

� �ون� أ ب �ح س� �ا و�ه�م ي ي �اة� الد�ن ي ح� �ه�م ف�ي ال ع ي �ذ�ين� ض�ل� س� �ك�104ال �ئ �ول ( أ�ا ) ن �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ه�م ي �ق�يم� ل �ه�م ف�ال� ن �ع م�ال �ط�ت أ ب �ه� ف�ح� �ق�ائ ~ه�م و�ل ب �ات� ر� �ي �آ وا ب �ف�ر� �ذ�ين� ك (105ال

و�ا ) ل�ي ه�ز� س� �ي و�ر� �ات �ي �خ�ذ�وا آ وا و�ات �ف�ر� �م�ا ك �م� ب ه�ن اؤ�ه�م ج� ( 106ذ�ل�ك� ج�ز�

ض�ا ) �اف�ر�ين� ع�ر ك �ل �ذ� ل �و م�ئ �م� ي �ا ج�ه�ن ض ن ر�ي100} و�ع�ر� �ه�م ف�ي غ�ط�اء� ع�ن ذ�ك �ن ع ي� �ت أ �ان �ذ�ين� ك ( ال

م ع�ا ) �ط�يع�ون� س� ت �س �وا ال ي �ان �ي101و�ك �اد�ي م�ن د�ون ب �خ�ذ�وا ع� �ت �ن ي وا أ �ف�ر� �ذ�ين� ك �ف�ح�س�ب� ال ( أ�اف�ر�ين� نزال ) ك �ل �م� ل �ا ج�ه�ن �د ن �ع ت �ا أ �ن �اء� إ �ي و ل

� ( {102أا عما يفعله بالكفار يوم القيامة : أنه يعرض عليهم جهنم ، أي : يقول تعالى مخبر�

يبرزها لهم ويظهرها ، ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها ، ليكون ذلك أبلغفي تعجيل الهم والحزن لهم.

وفي صحيح مسلم ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف ز�مام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك

(2( )1]يجرونها[ ) ر�ي { أي : تعاموا وتغافلوا �ه�م ف�ي غ�ط�اء� ع�ن ذ�ك �ن ع ي

� �ت أ �ان �ذ�ين� ك ا عنهم : } ال ثم قال مخبر� ر�3وتصاموا ) �ع ش� ع�ن ذ�ك ( عن قبول الهدى واتباع الحق ، كما قال تعالى : } و�م�ن ي

�ه� ق�ر�ين� { ]الزخرف : �ا ف�ه�و� ل ط�ان ي �ه� ش� ~ض ل �ق�ي ح م�ن� ن �وا ال36الر� �ان [ وقال هاهنا : } و�كم ع�ا { أي : ال يعقلون عن الله أمره ونهيه. �ط�يع�ون� س� ت �س ي

�ف�ح�س�ب� ) �اء� { أي : اعتقدوا4ثم قال } أ �ي و ل� �ي أ �اد�ي م�ن د�ون ب �خ�ذ�وا ع� �ت �ن ي وا أ �ف�ر� �ذ�ين� ك ( ال

ه�م ض�د�ا { �ي �ون� ع�ل �ون �ك �ه�م و�ي �اد�ت �ع�ب ون� ب ف�ر� �ك ي �ال س� أنهم يصح لهم ذلك ، وينتفعون بذلك ؟ } ك[ ؛ ولهذا أخبر أنه قد أعد� لهم جهنم يوم القيامة منزال.82]مريم :

�ع م�اال ) ر�ين� أ �األخ س� �م ب �ك ~ئ �ب �ن �ا و�ه�م 103} ق�ل ه�ل ن ي �اة� الد�ن ي ح� �ه�م ف�ي ال ع ي �ذ�ين� ض�ل� س� ( ال ع�ا ) �ون� ص�ن ن �ح س� �ه�م ي ن

� �ون� أ ب �ح س� �ط�ت 104ي ب �ه� ف�ح� �ق�ائ ~ه�م و�ل ب �ات� ر� �آي وا ب �ف�ر� �ذ�ين� ك �ك� ال �ئ �ول ( أ�ا ) ن �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ه�م ي �ق�يم� ل �ه�م ف�ال ن �ع م�ال �خ�ذ�وا105أ وا و�ات �ف�ر� �م�ا ك �م� ب ه�ن اؤ�ه�م ج� ( ذ�ل�ك� ج�ز�

و�ا ) ل�ي ه�ز� س� �ي و�ر� �ات ( {.106آي قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن ع�م رو ،

�م �ك ~ئ �ب �ن عن م�ص ع�ب قال : سألت أبي - يعني سعد بن أبي وقاص - : } ق�ل ه�ل نورية ؟ قال : ال هم اليهود والنصارى ، أما اليهود فكذبوا �ع م�اال { أهم الح�ر� ر�ين� أ �األخ س� ب محمد�ا صلى الله عليه وسلم ، وأما النصارى كفروا بالجنة ، وقالوا : ال طعام فيها وال

شراب. والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. وكان سعد رضي الله عنه ،(.5يسميهم الفاسقين )

__________( زيادة من ف ، أ ، ومسلم.1)(.2842( صحيح مسلم برقم )2)( في أ : "تصامموا".3)( في ت : "أفحسبتم" وهو خطأ.4)(.4728( صحيح البخاري برقم )5)

764

Page 166: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/201)

( والضحاك ، وغير واحد : هم الحرورية.1وقال علي بن أبي طالب ) ومعنى هذا عن علي ، رضي الله عنه : أن هذه اآلية الكريمة تشمل الحرورية كما

(2تشمل اليهود والنصارى وغيرهم ، ال أنها نزلت في هؤالء على الخصوص وال هؤالء ) ( وجود3بل هي أعم من هذا ؛ فإن هذه اآلية مكية قبل خطاب اليهود والنصارى وقبل )

الخوارج بالكلية ، وإنما هي عامة في كل من عبد الله على غير طريقة مرضية يحسب أنه مصيب فيها ، وأن عمله مقبول ، وهو مخطئ ، وعمله مردود ، كما قال تعالى :

�ة� { ]الغاشية : ام�ي ا ح� �ار� �ص ل�ى ن �ة� ت �اص�ب �ة� ن ع�ة� ع�ام�ل �ذ� خ�اش� �و م�ئ (4[ وقوله )4 - 2} و�ج�وه� يا { ]الفرقان : �ور� ث �اء� م�ن �اه� ه�ب ن �وا م�ن ع�م�ل� ف�ج�ع�ل �ل�ى م�ا ع�م�ل �ا إ [ وقال23تعالى : } و�ق�د�م ن

�م اء�ه� ل �ذ�ا ج� �ى إ ت �ه� الظ�م آن� م�اء� ح� ب �ح س� �ق�يع�ة� ي اب� ب ر� �س� �ه�م ك �ع م�ال وا أ �ف�ر� �ذ�ين� ك تعالى : } و�ال�ا { ]النور : ئ ي �ج�د ه� ش� [.39ي

�ع م�اال { ؟ ر�ين� أ �األخ س� �م { أي : نخبركم } ب �ك ~ئ �ب �ن وقال في هذه اآلية الكريمة : } ق�ل ه�ل ن�ا { أي : عملوا أعماال باطلة ي �اة� الد�ن ي ح� �ه�م ف�ي ال ع ي �ذ�ين� ض�ل� س� ثم فسرهم فقال : } ال

ع�ا { أي" �ون� ص�ن ن �ح س� �ه�م ي ن� �ون� أ ب �ح س� على غير شريعة مشروعة مرضية مقبولة ، } و�ه�م ي

يعتقدون أنهم على شيء ، وأنهم مقبولون محبوبون.�ه� { أي : جحدوا آيات الله في الدنيا ، �ق�ائ ~ه�م و�ل ب �ات� ر� �آي وا ب �ف�ر� �ذ�ين� ك �ك� ال �ئ �ول وقوله : } أ�ق�يم� وبراهينه التي أقام على وحدانيته ، وصدق رسله ، وكذبوا بالدار اآلخرة ، } ف�ال ن

�ا { أي : ال نثقل موازينهم ؛ ألنها خالية عن الخير ) ن �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ه�م ي (.5ل قال البخاري : حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا المغيرة ،

�اد ، عن األعرج ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ن حدثني أبو الز� ( يوم القيامة ، ال يزن عند الله جناح6أنه قال : "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين )

�ا {. ن �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ه�م ي �ق�يم� ل بعوضة" وقال : "اقرؤوا إن شئتم : } ف�ال ن ر ، عن مغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزناد ، مثله ) �ي �ك (.7وعن يحيى بن ب

(. وقد رواه مسلم عن أبي بكر محمد بن8هكذا ذكره عن يحيى بن بكير معلقا )(.9إسحاق ، عن يحيى بن بكير ، به )

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ،�و أمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله عن صالح مولى الت صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بالرجل األكول الشروب العظيم ، فيوزن بحبة فال

�ا { ن �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ه�م ي �ق�يم� ل يزنها". قال : وقرأ : } ف�ال ن وكذا رواه ابن جرير ، عن أبي كريب ، عن أبي الصلت ، عن أبي الزناد ، عن صالح

مولى__________

( في ت : "طلحة".1)( في أ : "هو".2)( في ت : "وقيل".3)( في ت ، ف ، أ : "وقال".4)( في ت : "من الخير".5)( في ت : "السمين العظيم".6)

765

Page 167: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.4729( صحيح البخاري برقم )7)( في ت : "مغلقا".8)(.2785( صحيح مسلم برقم )9)

(5/202)

ال� ) �ز� د�و س� ن ف�ر �ات� ال ن �ه�م ج� �ت ل �ان �ح�ات� ك �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �م�ن �ذ�ين� آ �ن� ال �د�ين� ف�يه�ا ال�107إ ال ( خ� ه�ا ح�و�ال� ) غ�ون� ع�ن �ب ( 108ي

( فذكره بلفظ البخاري سواء.1التوأمة ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، مرفوع�ا ) وقال أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار : حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا عون بن

( حدثنا هشام بن حسان ، عن واصل ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال :2ع�م�ارة ) كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل رجل من قريش يخطر في حلة له. فلما قام على النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يا بريدة ، هذا ممن ال يقيم الله له

�ا" ) (.3يوم القيامة وزند به واصل مولى أبي عنبسة ) � ( وليس6( بن ع�م�ارة )5( وعون )4ثم قال : تفر

بالحافظ ، ولم يتابع عليه. وقد قال ابن جرير أيض�ا : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد ( عن أبي يحيى ، عن كعب قال :7الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن األعمش ، عن شمر )

يؤتى يوم القيامة برجل عظيم طويل ، فال يزن عند الله جناح بعوضة ، اقرؤوا : } ف�ال�ا { ) ن �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ه�م ي �ق�يم� ل (.8ن

وا { أي : إنما جازيناهم بهذا الجزاء جهنم ، �ف�ر� �م�ا ك �م� ب ه�ن اؤ�ه�م ج� وقوله : } ذ�ل�ك� ج�ز� بسبب كفرهم واتخاذهم آيات الله ورسله هزو�ا ، استهزءوا بهم ، وكذبوهم أشد

التكذيب.د�و س� نزال ) ف�ر �ات� ال ن �ه�م ج� �ت ل �ان �ح�ات� ك �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ن� ال �د�ين� ف�يه�ا107} إ ال ( خ�

ه�ا ح�و�ال ) غ�ون� ع�ن �ب ( {108ال ي يخبر تعالى عن عباده السعداء ، وهم الذين آمنوا بالله ورسوله ، وصدقوهم فيما جاؤوا

به بأن لهم جنات الفردوس.قال مجاهد : الفردوس هو : البستان بالرومية.

وقال كعب ، والسدي ، والضحاك : هو البستان الذي فيه شجر األعناب.( الجنة.10( الفردوس : سرة )9وقال أبو أمامة )

وقال قتادة : الفردوس : ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها. ( ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن11وقد روي هذا مرفوع�ا من حديث سعيد بن بشير )

ة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : "الفردوس ) م�ر� ( ربوة الجنة ، أوسطها12س�(13وأحسنها" )

__________(.16/29( تفسير الطبري )1)( في ت : "عامر".2)( "كشف األستار".2956( مسند البزار برقم )3)( في ت : "مولى عن عبيد" ، وفي ف ، أ : "مولى أبي عيينة".4)

766

Page 168: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف ، أ : "وعنه عون".5)( في ت : "عامر".6)( في ت : "سمرة".7)(".16/29( تفسير الطبري )8)( في ت : "أسامة".9)( في ت : "شجرة".10)( في ف ، أ : "بشر".11)( في ت : "والفردوس".12) ( من طريق أبى الجماهر ، عن سعيد7/213( رواه الطبراني في المعجم الكبير )13)

بن بشير به.

(5/203)

�ه� ل �م�ث �ا ب ن ئ �و ج� ~ي و�ل ب �م�ات� ر� �ل ف�د� ك �ن �ن ت ل� أ �ح ر� ق�ب ب �ف�د� ال �ن ~ي ل ب �م�ات� ر� �ل �ك �ح ر� م�د�اد�ا ل ب �ان� ال �و ك ق�ل ل( 109م�د�د�ا )

وهكذا رواه إسماعيل بن مسلم ، عن الحسن ، عن سمرة مرفوع�ا. وروي عن قتادة ،(2( ابن جرير ، رحمه الله )1عن أنس بن مالك مرفوع�ا بنحوه. وقد نقله )

وفي الصحيحين : "إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس ، فإنه أعلى الجنة وأوسط )�ف�ج�ر� أنهار الجنة" )3 (4( الجنة ، ومنه ت

وقوله : } نزال { أي ضيافة ، فإن النزل هو الضيافة.�د�ين� ف�يه�ا { أي : مقيمين ساكنين ) ال ( فيها ، ال يظعنون عنها أبد�ا ، } ال5وقوله : } خ�

ه�ا ح�و�ال { أي : ال يختارون ) غ�ون� ع�ن �ب ( غيرها ، وال يحبون سواها ، كما قال الشاعر )6ي7)

... �حو�ل� �ها أت ب �ا... سواها وال ع�ن ح� �اغي �ا ب و�يدا الق�ل ب ال أن ف�ح�ل ت س� ه�ا ح�و�ال { تنبيه على رغبتهم فيها ، وحبهم لها ، مع أنه قد غ�ون� ع�ن �ب وفي قوله : } ال ي

( فيمن هو مقيم في المكان دائم�ا أنه يسأمه أو يمله ، فأخبر أنهم مع هذا8يتوهم )�ا ) (9الدوام والخلود السرمدي ، ال يختارون عن مقامهم ذلك متحوال وال انتقاال وال ظعن

(11( وال بدال )10وال رحلة )�ا ن ئ �و ج� ~ي و�ل ب �م�ات� ر� �ل ف�د� ك �ن �ن ت ل� أ �ح ر� ق�ب ب �ف�د� ال �ن ~ي ل ب �م�ات� ر� �ل �ك �ح ر� م�د�اد�ا ل ب �ان� ال �و ك } ق�ل ل

�ه� م�د�د�ا ) ل �م�ث ( {.109ب ( به كلمات12يقول تعالى : قل يا محمد : لو كان ماء البحر مداد�ا للقلم الذي تكتب )

�ح ر� { أي : ]لفرغ البحر[ )13ربى وحكمه وآياته الدالة ) ب �ف�د� ال �ن ( قبل أن14( عليه ، } ل�ه� { أي : بمثل البحر آخر ، ثم آخر ، وهلم جرا ، ل �م�ث �ا ب ن ئ �و ج� يفرغ من كتابة ذلك } و�ل

�م�ا ف�ي األر ض� ن� �و أ بحور تمده ويكتب بها ، لما نفدت كلمات الله ، كما قال تعالى : } و�ل

�ه� ع�ز�يز� �ن� الل �ه� إ �م�ات� الل �ل �ف�د�ت ك ح�ر� م�ا ن �ب ع�ة� أ ب �ع د�ه� س� �م�د�ه� م�ن ب �ح ر� ي ب �ق الم� و�ال ة� أ ج�ر� م�ن ش�[.27ح�ك�يم� { ]لقمان :

قال الربيع بن أنس : إن مثل علم العباد كلهم في علم الله كقطرة من ماء البحور ) ل�15 �ح ر� ق�ب ب �ف�د� ال �ن ~ي ل ب �م�ات� ر� �ل �ك �ح ر� م�د�اد�ا ل ب �ان� ال �و ك ( كلها ، وقد أنزل الله ذلك : } ق�ل ل

767

Page 169: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه� م�د�د�ا {. ل �م�ث �ا ب ن ئ �و ج� ~ي و�ل ب �م�ات� ر� �ل ف�د� ك �ن �ن ت أ__________

( في أ : "ذكر ذلك كله".1) ( من طريق روح3174( ورواه الترمذي في السنن برقم )16/30( تفسير الطبري )2)

بن عبادة ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، رضي الله عنه ، وقال : "هذا حديثحسن صحيح".

( في ت : "وأوسطه".3)(.7423( صحيح البخاري برقم )4)( في ف ، أ : "ماكثين".5)( في ت : "ال تختارون".6) ( أ. هـ مستفادا من حاشية265( هو النابغة الجعدي ، والبيت في مغني اللبيب )ص7)

ط - الشعب.( في أ : "أنه قد توهم".8)( في ت : "ضعفا".9)( في أ : "رحيله".10)( في ت ، ف ، أ : "بديال".11)( في ف : "يكتب".12)( في ت ، ف ، أ : "والدالالت".13)( زيادة من ت ، ف ، أ.14)( في ت : "البحر".15)

(5/204)

�ع م�ل ي ~ه� ف�ل ب �ق�اء� ر� ج�و ل �ر �ان� ي �ه� و�اح�د� ف�م�ن ك �ل �م إ �ه�ك �ل �م�ا إ ن� �ل�ي� أ �وح�ى إ �م ي �ك ل ر� م�ث �ش� �ا ب �ن �م�ا أ �ن ق�ل إ

�ح�د�ا ) ~ه� أ ب �اد�ة� ر� �ع�ب ر�ك ب �ش ا و�ال� ي �ح� ( 110ع�م�ال� ص�ال

( ، النكسرت2( ، والشجر كله أقالم )1يقول : لو كان البحر مدادا ]لكلمات الله[ ) األقالم وفني ماء البحر ، وبقيت كلمات الله قائمة ال يفنيها شيء ؛ ألن أحد�ا ال يستطيع أن يقدر قدره وال يثني عليه كما ينبغي ، حتى يكون هو الذي يثني على نفسه ، إن ربنا

( ،4( ، إن مثل نعيم الدنيا أولها وآخرها في نعيم اآلخرة )3كما يقول وفوق ما نقول )(.5كحبة من خردل في خالل األرض ]كلها[ )

~ه� ب �ق�اء� ر� ج�و ل �ر �ان� ي �ه� و�اح�د� ف�م�ن ك �ل �م إ �ه�ك �ل �م�ا إ ن� �ل�ي� أ �وح�ى إ �م ي �ك ل ر� م�ث �ش� �ا ب �ن �م�ا أ �ن } ق�ل إ

�ح�د�ا ) ~ه� أ ب �اد�ة� ر� �ع�ب ر�ك ب �ش �ح�ا و�ال ي �ع م�ل ع�م�ال ص�ال ي ( {.110ف�ل روى الطبراني من طريق هشام بن عمار ، عن إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن

(.6قيس الكوفي ، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان أنه قال : هذه آخر آية أنزلت ) ( : } ق�ل { لهؤالء المشركين المكذبين7يقول لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم )

�م { فمن زعم ) �ك ل ر� م�ث �ش� �ا ب �ن �م�ا أ �ن ( أني كاذب ، فليأت بمثل ما8برسالتك إليهم : } إ ( أخبرتكم به من الماضي ، عما سألتم من قصة9جئت به ، فإني ال أعلم الغيب فيما )

( في نفس األمر ، لوال ما10أصحاب الكهف ، وخبر ذي القرنين ، مما هو مطابق )

768

Page 170: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه� �ل �م { الذي أدعوكم إلى عبادته ، } إ �ه�ك �ل �م�ا إ ن� أطلعني الله عليه ، وأنا أخبركم } أ

~ه� { أي : ثوابه وجزاءه الصالح ، ب �ق�اء� ر� ج�و ل �ر �ان� ي و�اح�د� { ال شريك له ، } ف�م�ن ك�ح�د�ا { ~ه� أ ب �اد�ة� ر� �ع�ب ر�ك ب �ش �ح�ا { ، ما كان موافق�ا لشرع الله } و�ال ي �ع م�ل ع�م�ال ص�ال ي } ف�ل وهو الذي يراد به وجه الله وحده ال شريك له ، وهذان ركنا العمل المتقبل. ال بد أن

�ا ) (.12( على شريعة رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ )11يكون خالص�ا لله ، صوابري ، عن طاوس قال : وقد روى ابن أبي حاتم من حديث معمر ، عن عبد الكريم الج�ز� قال رجل : يا رسول الله ، إني أقف المواقف أريد وجه الله ، وأحب أن يرى موطني.

�ا. حتى نزلت هذه اآلية : } ف�م�ن فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئ�ح�د�ا {. ~ه� أ ب �اد�ة� ر� �ع�ب ر�ك ب �ش ا و�ال ي �ح� �ع م�ل ع�م�ال ص�ال ي ~ه� ف�ل ب �ق�اء� ر� ج�و ل �ر �ان� ي ك

وهكذا أرسل هذا مجاهد ، وغير واحد.ب قال : ه ر بن ح�و ش� وقال األعمش : حدثنا حمزة أبو عمارة مولى بني هاشم ، عن ش� جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال : أنبئني عما أسألك عنه : أرأيت رجال يصلي ،

�ح م�د ، ويصوم ويبتغي وجه الله ، ويحب أن يحمد ، ويتصدق يبتغي وجه الله ، ويحب أن ي ويبتغي وجه الله ، ويحب أن يحمد ، ويحج ويبتغي وجه الله ، ويحب أن يحمد ، فقال

عبادة : ليس له شيء ، إن الله تعالى يقول : "أنا خير شريك ، فمن كان له معي(14( فهو له كله ، ال حاجة لي فيه". )13شريك )

__________( زيادة من أ.1)( في أ : "والشجر أقالم كلها".2)( في ت ، أ : "يقول".3)( في أ : "الجنة".4)( زيادة من ت ، ف ، أ.5)( : "رجاله ثقات".7/14( وقال الهيثمي في المجمع )19/392( المعجم الكبير )6)( في ت ، ف ، أ : "صلوات الله وسالمة عليه".7)( في ف ، أ : "يزعم".8)( في أ : "مما".9)( في ت ، أ : "المطابق".10)( في ت : "صوابا حالصا له".11)( زيادة من ف ، أ.12)( في أ : "شرك".13)(.16/32( تفسير الطبري )14)

(5/205)

وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير ، ثنا كثير بن زيد ، عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، عن جده قال : كنا نتناوب رسول الله

( له الحاجة ، أو يطرقه أمر من الليل ،1صلى الله عليه وسلم ، فنبيت عنده ، تكون )�وب ، فكنا نتحدث ، فخرج علينا رسول الله صلى2فيبعثنا. فكثر المحتسبون ) ( وأهل الن

(. قال : فقلنا :3الله عليه وسلم فقال : "ما هذه النجوى ؟ ]ألم أنهكم عن النجوى[ )

769

Page 171: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

تبنا إلى الله ، أي نبي� الله ، إنما كنا في ذكر المسيح ، وفرقنا منه ، فقال : "أال أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي ؟" قال : قلنا : بلى. قال : "الشرك الخفي ،

(4أن يقوم الرجل يصلي لمكان الرجل". )ام - قال : قال �ه ر� وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو النضر ، حدثنا عبد الحميد - يعني ابن ب

ب : قال ابن غنم : لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء ، لقينا عبادة ه ر بن ح�و ش� ش� بن الصامت ، فأخذ يميني بشماله ، وشمال أبي الدرداء بيمينه ، فخرج يمشي بيننا

ونحن نتناجى ، والله أعلم بما نتناجى به ، فقال عبادة بن الصامت : إن طال بكما عمر ( أن تريا الرجل من ثبج المسلمين - يعني من وسط -5أحدكما أو كليكما ، لتوشكان )

قرأ القرآن على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأعاده وأبدأه ، وأحل حالله وحرم�ح�ور )6) �ح�ور� فيكم إال كما ي ( رأس الحمار الميت.7( حرامه ، ونزل عند منازله ، ال ي

قال : فبينما نحن كذلك ، إذ طلع شداد بن أوس ، رضي الله عنه ، وعوف بن مالك ، فجلسا إلينا ، فقال شداد : إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس لما سمعت رسول

الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من الشهوة الخفية والشرك". فقال عبادة بنا. أو لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد الصامت ، وأبو الدرداء : اللهم غفر�

( فقد8حدثنا أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب. وأما الشهوة الخفية ) عرفناها ، هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها ، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ فقال شداد : أرأيتكم لو رأيتم رجال يصلي لرجل ، أو يصوم لرجل ، ]أو تصدق

( أو9له ، أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا : نعم ، والله إنه من صلى لرجل أو صام له[ ) تصدق له ، لقد أشرك. فقال شداد : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

( : من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق10]يقول[ ) ( عوف بن مالك عند ذلك : أفال يعمد الله إلى ما ابتغي11يرائي فقد أشرك ؟" فقال )

به وجهه من ذلك العمل كله ، فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به ؟ فقال شداد عن ذلك : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن الله يقول : أنا خير

ده[ ) �ا فإن ]ح�ش ( عمله قليله وكثيره12قسيم لمن أشرك بي ، من أشرك بي شيئ(.13لشريكه الذي أشرك به ، وأنا عنه غني" )

�اب ، حدثني عبد14طريق ]أخرى[ ) ب ( لبعضه : قال اإلمام أحمد : حدثنا زيد بن الح��سي� ، عن شداد بن أوس ، رضي الله عنه ، أنه الواحد بن زياد ، أخبرنا عبادة بن ن

بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ قال : شيء سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فأبكاني ، سمعت رسول الله يقول : "أتخوف على أمتي الشرك15يقوله ]فذكرته[ )

( قال :16والشهوة الخفية". قلت : يا رسول الله ، أتشرك أمتك ]من بعدك ؟[ )"نعم ،

__________( في ت ، ف : "تأذن" ، وفي أ : "نأذن".1)( في أ : "المجسسون".2)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.3) ( وفي إسناده ربيح بن عبد الرحمن قال أحمد : ليس بمعروف ،3/30( المسند )4)

وقال البخاري : منكر الحديث.( في أ : "ليوشكان".5)( في ت : "فحرم".6)( في ت ، ف ، أ : "اليجوز منكم إال كما يجوز".7)( في أ : "حفية".8)

770

Page 172: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ف ، أ ، والمسند.9)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.10)( في ف ، أ : "قال".11)( زيادة من ف ، أ.12)(.4/125( المسند )13)( زيادة من ف ، أ.14)( زيادة من ف ، أ.15)( زيادة من ف ، أ.16)

(5/206)

�ا ، ولكن يراؤون بأعمالهم ، ا وال وثن ا ، وال حجر� ا وال قمر� أما إنهم ال يعبدون شمس�والشهوة الخفية أن يصبح أحدهم صائم�ا فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه )

1.)�سي� ، به ) و�ان ، عن عبادة بن ن (. وعبادة2ورواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذ�ك

فيه ضعف وفي سماعه من شداد نظر. ( بن علي� بن جعفر األحمر ،3حديث آخر : قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا الحسين )

( أبي حصين ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة4حدثنا علي� بن ثابت ، حدثنا قيس بن ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله يوم القيامة : أنا خير شريك ،

( أشرك بي أحد�ا فهو له كله".5من ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، سمعت العالء يحدث عن

أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يرويه عن ربه ، عز وجل ، أنه قال : "أنا خير الشركاء ، فمن عمل عمال أشرك فيه غيري ، فأنا منه برئ ، وهو للذي

د به من هذا الوجه ) �(.6أشرك". تفر ث ، عن يزيد - يعني ابن الهاد - �ي حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا يونس ، حدثنا ل

عن عمرو ، عن محمود بن لبيد ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك األصغر". قالوا : وما الشرك األصغر يا رسول الله ؟

قال : "الرياء ، يقول الله يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم : اذهبوا إلى الذين كنتم(7تراؤون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء" )

( أخبرنا عبد الحميد - يعني ابن8حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر ) جعفر - أخبرني أبي ، عن زياد بن ميناء ، عن أبي سعيد بن أبي فضالة األنصاري -

وكان من الصحابة - أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إذا جمع الله األولين واآلخرين ليوم القيامة ليوم ال ريب فيه ، نادى مناد : من كان أشرك

في عمل عمله لله أحد�ا ، فليطلب ثوابه من عند غير الله ، فإن الله أغنى الشركاء عنالشرك".

�رساني ، به10( بكر )9وأخرجه الترمذي وابن ماجه ، ]من حديث محمد بن[ ) ( وهو الب(11)

حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا بكار ، حدثني أبي - ( - عن أبي بكرة ، رضي الله عنه ، قال : قال12يعني عبد العزيز بن أبي بكرة )

771

Page 173: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سم�ع سم�ع الله به ، ومن راءى راءى الله به"(13.)

وقال اإلمام أحمد : حدثنا معاوية ، حدثنا شيبان ، عن فراس ، عن عطية ، عن أبيسعيد

__________( في أ : "صيامه".1)(.4305( وسنن ابن ماجة برقم )4/123( المسند )2)( في ف ، أ : "الحسن".3)( في أ : "عن".4)( في أ : "فمن".5) ( من طريق محمد بن938( ورواه ابن خزيمة في صحيحة برقم )2/301( المسند )6)

جعفر به.( : "رجاله رجال الصحيح".1/102( وقال الهيثمي في المجمع )5/428( المسند )7)( في ف ، أ : "بكير".8)( زيادة من ف ، أ.9)( في ف ، أ : بكير".10)(.4203( وسنن ابن ماجة برقم )3154( وسنن الترمذي برقم )4/215( المسند )11)( في ف ، أ : "بكر".12)(.5/45( المسند )13)

(5/207)

الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من يرائي يرائي الله به ، ومن(.1يسمع يسمع الله به" )

حديث آخر : قال اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن شعبة ، حدثني عمرو بن ( عبد الله بن عمرو يحدث2مرة ، قال : سمعت رجال في بيت أبي عبيدة ؛ أنه سمع )

م�ع الناس3ابن عمر ) ( ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من س�م�ع الله به ، سامع خلقه وصغره وحقره" ]قال[ ) ( : فذرفت عينا عبد الله )4بعمله س�

5.) وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا عمرو بن يحيى األيلي ، حدثنا الحارث بن غسان ،

حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أنس ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله ، عز وجل ، يوم القيامة في صحف

( ، فيقول الله : ألقوا هذا ، واقبلوا هذا ، فتقول المالئكة : يا رب ، والله ما6مختومة )ا. فيقول : إن عمله كان لغير وجهي ، وال أقبل اليوم من العمل إال ما رأينا منه إال خير�

أريد به وجهي".(7ثم قال الحارث بن غسان : روى عنه جماعة وهو بصري ليس به بأس )

(8وقال ابن وهب : حدثني يزيد بن عياض ، عن عبد الرحمن األعرج ، عن عبد الله ) بن قيس الخزاعي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قام رياء وسمعة ،

(10( في مقت الله حتى يجلس". )9لم يزل )

772

Page 174: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال أبو يعلى : حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا محمد بن دينار ، عن إبراهيم الهجري ( بن مالك ، عن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال :11عن أبي األحوص ، عن عوف )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أحسن الصالة حيث يراه الناس وأساءها(13( استهانة استهان بها ربه ، عز وجل". )12حيث يخلو ، فتلك )

وقال ابن جرير : حدثنا أبو عامر إسماعيل بن عمرو الس�كوني ، حدثنا هشام بن عمار ، ( ، حدثنا عمرو بن قيس الكندي ؛ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان14حدثنا ابن عياش )

~ه� ب �اد�ة� ر� �ع�ب ر�ك ب �ش �ح�ا و�ال ي �ع م�ل ع�م�ال ص�ال ي ~ه� ف�ل ب �ق�اء� ر� ج�و ل �ر �ان� ي تال هذه اآلية } ف�م�ن ك�ح�د�ا { وقال : إنها آخر آية نزلت من القرآن. ) (15أ

وهذا__________

(.3/40( المسند )1)( في أ : "ليسمع".2)( في أ : "عمرو".3)( زيادة من ف ، أ.4)(.2/162( المسند )5)( في أ : "مختمة".6)( "كشف األستار".3435( مسند البزار برقم )7)( في أ : "غبد الرحمن".8)( في ت ، أ : "يزد".9) ( : "رواه الطبراني وفيه يزيد بن عياض وهو10/223( قال الهيثمي في المجمع )10)

(.5/270متروك". وله شاهد من حديث أبي هند الدارى رواه أحمد في مسنده )( في ت ، ف ، أ : "عروة".11)( في أ : "فذلك".12) (3/183( وحسنه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية )9/54( مسند أبي يعلى )13)

( : "فيه إبراهيم ابن مسلم الهجرى وهو ضعيف".10/221وقال الهيثمي في المجمع )( في ت ، أ : "ابن عباس".14)(.16/32( تفسير الطبري )15)

(5/208)

( آخر سورة الكهف. والكهف كلها مكية ، ولعل1أثر مشكل ، فإن هذه اآلية ]هي[ ) ( بل هي مثبتة3( وال يغير حكمها )2معاوية أراد أنه لم ينزل بعدها ما تنسخها )

محكمة ، فاشتبه ذلك على بعض الرواة ، فروى بالمعنى على ما فهمه ، والله أعلم. وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا النضر

رة ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب ، رضي الله بن شميل ، حدثنا أبو ق�ر��ان� عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ في ليلة : } ف�م�ن ك

�ح�د�ا { ، كان له من نور ، من ~ه� أ ب �اد�ة� ر� �ع�ب ر�ك ب �ش ا و�ال ي �ح� �ع م�ل ع�م�ال ص�ال ي ~ه� ف�ل ب �ق�اء� ر� ج�و ل �ر ي( غريب جدا.5( حشوه المالئكة )4عدن أبين إلى ]مكة[ )

( سورة الكهف ولله الحمد6آخر ]تفسير[ )

773

Page 175: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( زيادة من أ.1)( في أ : "آية تنسخها".2)( في ت ، ف : "بعدها آية تنسخها وال تغير حكمها".3)( زيادة من ف ، أ.4) ( "كشف األستار" ، وأبو قرة األسدى جهله الذهبي وابن3108( مسند البزار برقم )5)

حجر ، وقال الذهبي : "نفرد عنه النضر بن شميل". وقال ابن حجر : "أخرج ابن خزيمةحديثه في صحيحه وقال : ال أعرفه بعدالة وال جرح".

( زيادة من ت.6)

(5/209)

�ا )1كهيعص ) �ر�ي ك د�ه� ز� ~ك� ع�ب ب ح م�ة� ر� ر� ر� �ا )2( ذ�ك ف�ي �د�اء� خ� �ه� ن ب �اد�ى ر� �ذ ن ~ي3( إ �ن ب~ إ ( ق�ال� ر��ا ) ق�ي ب~ ش� �ك� ر� �د�ع�ائ �ن ب �ك �م أ �ا و�ل ب ي س� ش�

أ �ع�ل� الر� ت ~ي و�اش ع�ظ م� م�ن ~ي خ�ف ت�4و�ه�ن� ال �ن ( و�إ�ا ) �ي ك� و�ل �د�ن ا ف�ه�ب ل�ي م�ن ل �ي ع�اق�ر� �ت أ �ت� ام ر� �ان �ي و�ك ائ م�و�ال�ي� م�ن و�ر� �ر�ث� م�ن 5ال �ي و�ي �ن �ر�ث ( ي

�ا ) ض�ي ب~ ر� ه� ر� ع�ل �ع ق�وب� و�اج ل� ي� ( 6آ

(1تفسير سورة مريم ]عليها السالم[ )وهي مكية.

وقد روى محمد بن إسحاق في السيرة من حديث أم سلمة ، وأحمد بن حنبل عن ابن مسعود في قصة الهجرة إلى أرض الحبشة من مكة : أن جعفر بن أبي طالب رضي

(.2الله عنه ، قرأ صدر هذه السورة على النجاشي وأصحابه )بسم الله الرحمن الرحيم

�ا )1} كهيعص ) �ر�ي ك د�ه� ز� ~ك� ع�ب ب ح م�ة� ر� ر� ر� �ا )2( ذ�ك ف�ي �د�اء� خ� �ه� ن ب �اد�ى ر� �ذ ن ~ي3( إ �ن ب~ إ ( ق�ال� ر��ا ) ق�ي ب~ ش� �ك� ر� �د�ع�ائ �ن ب �ك �م أ �ا و�ل ب ي س� ش�

أ �ع�ل� الر� ت ~ي و�اش ع�ظ م� م�ن ~ي خ�ف ت�4و�ه�ن� ال �ن ( و�إ�ا ) �ي ك� و�ل �د�ن ا ف�ه�ب ل�ي م�ن ل �ي ع�اق�ر� �ت أ �ت� ام ر� �ان �ي و�ك ائ م�و�ال�ي� م�ن و�ر� �ر�ث� م�ن 5ال �ي و�ي �ن �ر�ث ( ي

�ا ) ض�ي ب~ ر� ه� ر� ع�ل �ع ق�وب� و�اج ( {.6آل� يأما الكالم على الحروف المقطعة فقد تقدم في أول سورة البقرة.~ك� { أي : هذا ذكر رحمة الله بعبده زكريا. ب ح م�ة� ر� ر� ر� وقوله : } ذ�ك

�ا". �ري ك د�ه� ز� �ر� رحمة ربك ع�ب وقرأ يحيى بن يعمر "ذ�ك�ا عظيم�ا من أنبياء بني3]و[ ) �ا { : يمد ويقصر قراءتان مشهورتان. وكان نبي �ر�ي ك ( } ز�

ا ، أي : كان يأكل من عمل يديه في إسرائيل. وفي صحيح البخاري : أنه كان نجار�النجارة.

�ا { : قال بعض المفسرين : إنما أخفى دعاءه ، لئال ف�ي �د�اء� خ� �ه� ن ب �اد�ى ر� �ذ ن وقوله : } إينسب في طلب الولد إلى الرعونة لكبره. حكاه الماوردي.

�اد�ى �ذ ن وقال آخرون : إنما أخفاه ألنه أحب إلى الله. كما قال قتادة في هذه اآلية } إ�ا { : إن الله يعلم القلب التقي ) ف�ي �د�اء� خ� �ه� ن ب ( ، ويسمع الصوت الخفي.4ر�

وقال بعض السلف : قام من الليل ، عليه السالم ، وقد نام أصحابه ، فجعل يهتف بربهيقول خفية : يا رب ، يا رب ، يا رب فقال الله : لبيك ، لبيك ، لبيك.

774

Page 176: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

~ي { أي : ضعفت ) ع�ظ م� م�ن ~ي و�ه�ن� ال �ن ب~ إ س�5} ق�ال� ر� أ �ع�ل� الر� ت ( وخارت القوى ، } و�اش

�ا { أي ب ي ش�__________

( زيادة من ت ، ف ، أ.1)(.1/461( ومن حديث ابن مسعود )5/290( رواه اإلمام أحمد من حديث أم سلمة )2)( زيادة من ت ، ف.3)( في ت : "النقي".4)( في ت ، ف : "ضعف".5)

(5/211)

يد في مقصورته ) ( : 1اضطرم المشيب في السواد ، كما قال ابن د�ر��ال الد�جى...2إم�ا ) �حت� أذ ي ة� ص� بح� ت �ه�... ط�ر� ى رأس�ي ح�اكى لون �ر� ( ت

�ار� في جمر ) �ع�ال الن ل� اشت و�د�ه... م�ث ي�ض في م�س �ع�ل الم�ب ت ( الغ�ض�ا...3واشوالمراد من هذا : اإلخبار عن الضعف والكبر ، ودالئله الظاهرة والباطنة.�ا { أي : ولم أعهد منك إال اإلجابة ) ق�ي ب~ ش� �ك� ر� �د�ع�ائ �ن ب �ك �م أ ( في الدعاء ،4وقوله : } و�ل

ولم تردني قط فيما سألتك.�ي { : قرأ األكثرون بنصب "الياء" من ائ م�و�ال�ي� م�ن و�ر� ~ي خ�ف ت� ال �ن وقوله : } و�إ

م�و�ال�ي� { على أنه مفعول ، وعن الكسائي أنه سكن الياء ، كما قال الشاعر : } ال( �ع�اط�ين� الو�رق �ت ديهن� في الق�اع الف�رق ... أيدي ج�و�ار� ي �أن� أي (5ك

وقال اآلخر : ق�ى المق�الد�ا... اري ألل �اع�ها... أو الق�م�ر� الس� ق�ت ق�ن مس� أل �اري الش� �ب �ى لو ي ف�ت

ومنه قول أبي تمام حبيب بن أوس الطائي : عر� فيه ) �غ�اير الش� �قتتل� )6ت ت� قوافيه ست �ن �ى ظ�ن ت �ه�... ح� (7( إذ س�هرت ل

وقال مجاهد ، وقتادة ، والسدي : أراد بالموالي العصبة. وقال أبو صالح : الكاللة. وروي عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، أنه كان يقرؤها : "وإني

( من بعدي.8خ�ف�ت الموالي من ورائي" بتشديد الفاء بمعنى : قلت عصباتي ) ( بعده في الناس9وعلى القراءة األولى ، وجه خوفه أنه خشي أن يتصرفوا ]من[ )

�ا من بعده ، ليسوسهم بنبوته وما يوحى إليه. �ا ، فسأل الله ولدا ، يكون نبي تصرف�ا سيئا فأجيب في ذلك ، ال أنه خشي من وراثتهم له ماله ، فإن النبي أعظم منزلة وأجل قدر�

(12( من وراثة عصباته )11( أن يأنف )10من أن يشفق على ماله إلي ما هذا حده )( ميراثه دونه دونهم. هذا وجه.13له ، ويسأل أن يكون له ولد ، فيحوز )

( يديه ، ومثل14الثاني : أنه لم يذكر أنه كان ذا مال ، بل كان نجارا يأكل من كسب )هذا ال يجمع ماال وال سيما األنبياء ، عليهم السالم ، فإنهم كانوا أزهد شيء في الدنيا.

الثالث : أنه قد ثبت في الصحيحين من غير وجه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم�ور�ث ، ما قال : "ال ن

__________( أ.هـ. مستفادا من حاشية ط - الشعب.2( انظر : شرح مقصورة ابن دريد )ص1)( في أ : "ما".2)

775

Page 177: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت ، ف ، أ : "جزل".3)( في أ : "إجابة".4)( الرجز في اللسان مادة )قرق( غير منسوب.5)( في ت : "منه".6)( أ.هـ. مستفادا من حاشية ط - الشعب.227( البيت في ديوان أبي تمام )7)( في أ : "عصابتي".8)( زيادة من ت ، ف.9)( في أ : "حسده".10)( في أ : "يأتنف".11)( في أ : "عصابته".12)( في ف ، أ : "ليجوز".13)( في أ : "من عمل".14)

(5/212)

( وفي رواية عند الترمذي بإسناد صحيح : "نحن معشر األنبياء ال1تركنا فهو صدقة" )�ي {3( وعلى )2نورث" ) �ن �ر�ث �ا * ي �ي ك� و�ل �د�ن ( هذا فتعين حمل قوله : } ف�ه�ب ل�ي م�ن ل

�ع ق�وب� { ، كما قال تعالى : } و�و�ر�ث� �ر�ث� م�ن آل� ي على ميراث النبوة ؛ ولهذا قال : } و�ي م�ان� د�او�د� { ] النمل : �ي ل [ أي : في النبوة ؛ إذ لو كان في المال لما خصه من بين16س�

إخوته بذلك ، ولما كان في اإلخبار بذلك كبير فائدة ، إذ من المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل أن الولد يرث أباه ، فلوال أنها وراثة خاصة لما أخبر بها ، وكل هذا

( ما صح في الحديث : "نحن معاشر األنبياء ال نورث ، ما تركنا فهو4يقرره ويثبته )صدقة".

�ع ق�وب� { ]قال[ ) �ر�ث� م�ن آل� ي �ي و�ي �ن �ر�ث ( : كان وراثته علم�ا5قال مجاهد في قوله : } يوكان زكريا من ذرية يعقوب.

�ر�ث� �ي و�ي �ن �ر�ث وقال هشيم : أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح في قوله : } ي�ع ق�وب� { قال : ]قد[ ) �ا كما كانت آباؤه أنبياء.6م�ن آل� ي ( يكون نبي

وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، عن الحسن : يرث نبوته وعلمه.د~ي : يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب. وقال الس�

�ع ق�وب� { قال : نبوتهم. �ر�ث� م�ن آل� ي وعن مالك ، عن زيد بن أسلم : } و�ي وقال جابر بن نوح ويزيد بن هارون ، كالهما عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي صالح

�ع ق�وب� { قال : يرث مالي ، ويرث من آل يعقوب �ر�ث� م�ن آل� ي �ي و�ي �ن �ر�ث في قوله : } يالنبوة.

وهذا اختيار ابن جرير في تفسيره. ( صلى الله عليه8( معمر ، عن قتادة : أن رسول الله )7وقال عبد الرزاق : أخبرنا )

وسلم قال : "يرحم الله زكريا ، وما كان عليه من ورثة ، ويرحم الله لوط�ا ، إن كان(9ليأوي إلى ركن شديد" )

ب ، حدثنا جابر بن نوح ، عن مبارك - هو ) ي �ر� ( ابن10وقال ابن جرير : حدثنا أبو ك فضالة - عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله أخي

776

Page 178: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ن�ي �ر�ث �ا * ي �ي ك� و�ل �د�ن زكريا ، ما كان عليه من ورثة ماله حين يقول : } ف�ه�ب ل�ي م�ن ل�ع ق�وب� { ) �ر�ث� م�ن آل� ي (11و�ي

__________ ( جاء من حديث عائشة ، وأبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وطلحة ، وعثمان1)

( ومسلم برقم6730بن عفان ، والزبير بن العوام أما حديث عائشة فرواه البخاري : ) (. وأما1759( ومسلم برقم )1/37(. وأما حديث أبو بكر فرواه البخاري برقم )1758)

6728 ، 3094حديث عمر بن الخطاب وعثمان وطلحة والزبير ، فرواه البخاري برقم )(.1757( ومسلم برقم )7305، ( لم أجده في سنن الترمذي المطبوع بهذا اللفظ ، وانظر كالم الحافظ ابن حجر2)

(.12/8عن هذه الرواية والوجوه التي تحمل عليها في الفتح )( في ف : "فعلى".3)( في أ : "ونبينه".4)( زيادة من ف.5)( زيادة من ف ، أ.6)( في ت : "حدثنا".7)( في ف ، أ : "أن النبي".8) ( وقد وصل طرفه الثاني : "يرحم الله لوطا لقد كان يأوي2/5( تفسير عبد الرزاق )9)

إلى ركن شديد". ( من طريق الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي2/350اإلمام أحمد في مسنده )

هريرة رضي الله عنه.( في ف : "وهو".10)(.16/37( تفسير الطبري )11)

(5/213)

�ا ) م�ي ل� س� �ه� م�ن ق�ب �ج ع�ل ل �م ن �ى ل ي �ح م�ه� ي � اس م �غ�ال� ك� ب ر� �ش~ �ب �ا ن �ن �ا إ �ر�ي ك �ا ز� �ى7ي �ن ب~ أ ( ق�ال� ر��ا ) �ي ت �ر� ع� �ب ك �غ ت� م�ن� ال �ل ا و�ق�د ب �ي ع�اق�ر� �ت أ �ت� ام ر� �ان م� و�ك �ون� ل�ي غ�ال� �ك �ك�8ي ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� ( ق�ال� ك

�ا ) ئ ي �ك� ش� �م ت ل� و�ل �ك� م�ن ق�ب �ق ت ل ~ن� و�ق�د خ� ( 9ه�و� ع�ل�ي� ه�ي

وهذه مرسالت ال تعارض الصحاح ، والله أعلم.�ا { أي مرضيا عندك وعند خلقك ، تحبه وتحببه إلى خلقك ض�ي ب~ ر� ه� ر� ع�ل وقوله : } و�اج

في دينه وخلقه.�ا ) م�ي ل� س� �ه� م�ن ق�ب �ج ع�ل ل �م ن �ى ل ي �ح م�ه� ي � اس �غ�الم ك� ب ر� �ش~ �ب �ا ن �ن �ا إ �ر�ي ك �ا ز� ( {.7} ي

�ا1هذا الكالم يتضمن محذوف�ا ، وهو أنه أجيب إلى ما سأل في دعائه فقيل ]له[ ) ( : } ي�ه� ق�ال� ب �ا ر� �ر�ي ك �ال�ك� د�ع�ا ز� �ى { ، كما قال تعالى : } ه�ن ي �ح م�ه� ي � اس �غ�الم ك� ب ر� �ش~ �ب �ا ن �ن �ا إ �ر�ي ك ز�

�ص�ل~ي ف�ي �م� ي �ة� و�ه�و� ق�ائ �ك م�الئ ه� ال �اد�ت م�يع� الد�ع�اء� ف�ن �ك� س� �ن �ة� إ ~ب �ة� ط�ي ي ك� ذ�ر~ �د�ن ب~ ه�ب ل�ي م�ن ل ر��ا م�ن� �ي �ب ا و�ن ~د�ا و�ح�ص�ور� ي �ه� و�س� �م�ة� م�ن� الل �ل �ك �ى م�ص�د~ق�ا ب ي �ح �ي ك� ب ر� �ش~ �ب �ه� ي ن� الل

� اب� أ م�ح ر� ال�ح�ين� { ] آل عمران : [39 ، 38الص�ال

�ا { قال قتادة ، وابن جريج ، وابن زيد : أي لم م�ي ل� س� �ه� م�ن ق�ب �ج ع�ل ل �م ن وقوله : } ل

777

Page 179: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

يسم أحد قبله بهذا االسم ، واختاره ابن جرير ، رحمه الله.�ا { أي : شبيه�ا. م�ي ل� س� �ه� م�ن ق�ب �ج ع�ل ل �م ن وقال مجاهد : } ل

�ا { ] مريم : م�ي �ه� س� �م� ل �ع ل �ه� ه�ل ت �اد�ت �ع�ب �ر ل �د ه� و�اص ط�ب [65أخذه من معنى قوله : } ف�اع بأي : شبيه�ا.

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أي لم تلد العواقر قبله مثله. وهذا دليل على أن زكريا عليه السالم ، كان ال يولد له ، وكذلك امرأته كانت عاقرا من

أول عمرها ، بخالف إبراهيم وسارة ، عليهما السالم ، فإنهما إنما تعجبا من البشارة�ي�3( ال لعقرهما )2بإسحاق على كبرهما ) ن �ن م�س� �ي ع�ل�ى أ �م�ون ت ر �ش� �ب ( ؛ ولهذا قال : } أ

ون� { ] الحجر : ر� �ش~ �ب �م� ت �ر� ف�ب �ب ك ( إسماعيل بثالث4 [ مع أنه كان قد ولد له قبله )54الي ء� �ن� ه�ذ�ا ل�ش� ا إ خ� ي �ع ل�ي ش� �ا ع�ج�وز� و�ه�ذ�ا ب �ن �د� و�أ �ل �أ �ى أ �ت ل �ا و�ي عشرة سنة. وقالت امرأته : } ي

�ه� ح�م�يد� �ن ت� إ �ي ب �ه ل� ال �م أ ك �ي �ه� ع�ل �ات ك �ر� �ه� و�ب ح م�ة� الل �ه� ر� م ر� الل� �ين� م�ن أ ب �ع ج� �ت �وا أ ع�ج�يب� * ق�ال

[.73 ، 72م�ج�يد� { ] هود : �ا ) �ي ت �ر� ع� �ب ك �غ ت� م�ن� ال �ل ا و�ق�د ب �ي ع�اق�ر� �ت أ �ت� ام ر� �ان �ون� ل�ي غ�الم� و�ك �ك �ى ي �ن ب~ أ ( ق�ال�8} ق�ال� ر�

�ا ) ئ ي �ك� ش� �م ت ل� و�ل �ك� م�ن ق�ب �ق ت ل ~ن� و�ق�د خ� �ك� ه�و� ع�ل�ي� ه�ي ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� ( {.9كر بالولد ، ففرح �ش~ هذا تعجب من زكريا ، عليه السالم ، حين أجيب إلى ما سأل ، وب

فرح�ا شديد�ا ، وسأل عن كيفية ما يولد له ، والوجه الذي يأتيه منه الولد ، مع أن امرأتها لم تلد من أول عمرها مع كبرها ، ومع أنه قد كبر وعتا ، أي عسا5]كانت[ ) ( عاقر�

( ولم يبق فيه لقاح وال جماع.6عظمه ونحل )�ع سو ع�سوا وع�سيا". �وا ، وع�سا ي �ع تو ع�تيا وع�ت تقول العرب للعود إذا يبس : "ع�تا ي

__________( زيادة من ف ، أ.1)( في أ : "لكبرهما".2)( في أ : "ال لعقرها".3)( في ت ، أ : "أنه قد كان ولد له قبل" ، وفي ف : "أنه كان ولد له قبل".4)( زيادة من ف ، أ.5)( في أ : "وقحل".6)

(5/214)

�ا ) و�ي �ال� س� �ي ث� ل �ال� �اس� ث ~م� الن �ل �ك �ال� ت �ك� أ �ت �ي �ة� ق�ال� آ �ي ب~ اج ع�ل ل�ي آ ج� ع�ل�ى ق�و م�ه�10ق�ال� ر� ( ف�خ�ر��ا ) ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ~ح�وا ب ب �ن س� ه�م أ �ي �ل و ح�ى إ

� اب� ف�أ م�ح ر� ( 11م�ن� ال

�ا { بمعنى : نحول ) �ي ت ( العظم.1وقال مجاهد : } ع��ا { يعني : الكبر. �ي ت وقال ابن عباس وغيره : } ع�

والظاهر أنه أخص من الكبر. رمة ، عن ابن ن ، عن ع�ك م ، أخبرنا ح�ص�ي ي وقال ابن جرير : حدثنا يعقوب ، حدثنا ه�ش�

عباس قال : لقد علمت السنة كلها ، غير أني ال أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم ال ؟ وال أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف : } و�ق�د

�ا { أو "عسيا". �ي ت �ر� ع� �ب ك �غ ت� م�ن� ال �ل ب

778

Page 180: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ج ) ي ر� ( بن النعمان ، وأبو داود ، عن زياد بن أيوب ، كالهما2ورواه اإلمام أحمد عن س�عن هشيم ، به.

~ن� { �ك� ه�و� ع�ل�ي� ه�ي ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� �ا لزكريا عما استعجب منه : } ك } ق�ال� { أي الملك مجيب~ن� { أي : يسير سهل على أي : إيجاد الولد منك ومن زوجتك هذه ال من غيرها } ه�ي

الله.�ا { ئ ي �ك� ش� �م ت ل� و�ل �ك� م�ن ق�ب �ق ت ل ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه ، فقال : } و�ق�د خ�

ا { �ور� �ا م�ذ ك ئ ي �ن ش� �ك �م ي ان� ح�ين� م�ن� الد�ه ر� ل س� �ى ع�ل�ى اإلن �ت كما قال تعالى : } ه�ل أ[1] اإلنسان :

�ا ) و�ي �ال� س� �ي �الث� ل �اس� ث ~م� الن �ل �ك �ال ت �ك� أ �ت �ة� ق�ال� آي ب~ اج ع�ل ل�ي آي ج� ع�ل�ى10} ق�ال� ر� ( ف�خ�ر��ا ) ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ~ح�وا ب ب �ن س� ه�م أ �ي �ل و ح�ى إ

� اب� ف�أ م�ح ر� ( {.11ق�و م�ه� م�ن� ال�ة� { أي : عالمة ب~ اج ع�ل ل�ي آي ا عن زكريا ، عليه السالم ، أنه } ق�ال� ر� يقول تعالى مخبر�

ودليال على وجود ما وعدتني ، لتستقر نفسي ويطمئن قلبي بما وعدتني كما قال �ك�ن �ل�ى و�ل �ؤ م�ن ق�ال� ب �م ت و�ل

� �ى ق�ال� أ م�و ت �ح ي� ال ف� ت �ي �ي ك ر�ن� ب~ أ إبراهيم ، عليه السالم : } ر��ي { اآلية ] البقرة : ب �ن� ق�ل �ط م�ئ �ي �اس�260ل ~م� الن �ل �ك �ال ت �ك� { أي : عالمتك } أ �ت [. } ق�ال� آي

�ا { أي : أن تحبس ) و�ي �ال� س� �ي �الث� ل ( لسانك عن الكالم ثالث ليال وأنت صحيح سوي3ث(4من غير مرض وال علة )

( ، والسدي وقتادة وغير5قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، ووهب ]بن منبه[ )واحد : اعتقل لسانه من غير مرض.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : كان يقرأ ويسبح وال يستطيع أن يكلم قومه إالإشارة.

�ا { أي : متتابعات. و�ي �ال� س� �ي �الث� ل وقال العوفي ، عن ابن عباس : } ث ( آل عمران : }7( كما قال تعالى في ]أول[ )6والقول األول عنه وعن الجمهور أصح )

ا �ير� �ث �ك� ك ب �ر ر� ا و�اذ ك م ز� �ال ر� � إ �ام �ي �ة� أ �الث �اس� ث ~م� الن �ل �ك �ال ت �ك� أ �ت �ة� ق�ال� آي ب~ اج ع�ل ل�ي آي ق�ال� ر��ار� { ] آل عمران : ك ع�ش�ي~ و�اإلب �ال ~ح ب ب [41و�س�

__________( في أ : "يعني قحول".1)( في ف ، أ : "شريح".2)( في ف : "تحتبس".3)( في أ : "وعالمة".4)( زيادة من ت ، ف ، أ.5)( في ف ، أ : "واضح".6)( زيادة من أ.7)

(5/215)

�ا { من غير خرس. و�ي �ال� س� �ي �الث� ل وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : } ثا { م ز� �ال ر� وهذا دليل على أنه لم يكن يكلم الناس في هذه الليالي الثالث وأيامها } إ

اب� { م�ح ر� ج� ع�ل�ى ق�و م�ه� م�ن� ال أي : إشارة ؛ ولهذا قال في هذه اآلية الكريمة : } ف�خ�ر� �ن ه�م { أي : أشار إشارة خفية سريعة : } أ �ي �ل و ح�ى إ

� أي : الذي بشر فيه بالولد ، } ف�أ

779

Page 181: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { أي : موافقة له فيما أمر به في هذه األيام الثالثة زيادة على ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ~ح�وا ب ب س�ا لله على ما أواله. أعماله ، وشكر�

ه�م { أي : أشار. وبه قال وهب ، وقتادة. �ي �ل و ح�ى إ� قال مجاهد : } ف�أ

ه�م { أي : كتب لهم في األرض ، كذا قال �ي �ل و ح�ى إ� وقال مجاهد في رواية عنه : } ف�أ

السدي.

(5/216)

�ا ) �ي م� ص�ب ح�ك �اه� ال ن �ي �ت �ق�و�ة� و�آ �اب� ب �ت ك ذ� ال �ى خ� ي �ح �ا ي �ا )12ي �ق�ي �ان� ت �اة� و�ك ك �ا و�ز� �د�ن �ا م�ن ل �ان ن (13( و�ح��ا ) ا ع�ص�ي �ار� ب �ن ج� �ك �م ي ه� و�ل �د�ي �و�ال ا ب �ر� �ا14و�ب ي ع�ث� ح� �ب �و م� ي �م�وت� و�ي �و م� ي �د� و�ي �و م� و�ل ه� ي �ي م� ع�ل ال� ( و�س�

(15 )

�ا ) �ي م� ص�ب ح�ك �اه� ال ن �ي �ق�و�ة� و�آت �اب� ب �ت ك ذ� ال �ى خ� ي �ح �ا ي �ا )12} ي �ق�ي �ان� ت �اة� و�ك ك �ا و�ز� �د�ن �ا م�ن ل �ان ن ( و�ح��ا )13 ا ع�ص�ي �ار� ب �ن ج� �ك �م ي ه� و�ل �د�ي �و�ال ا ب �ر� �و م�14( و�ب �م�وت� و�ي �و م� ي �د� و�ي �و م� و�ل ه� ي �ي ( و�س�الم� ع�ل

�ا ) ي ع�ث� ح� �ب ( {.15ي ( محذوف�ا ، تقديره : أنه وجد هذا الغالم المبشر به ، وهو يحيى ،1وهذا أيضا تضمن )

عليه السالم ، وأن الله علمه الكتاب ، وهو التوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم ، ويحكما ، بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون واألحبار. وقد كان سنه إذ ذاك صغير�

�اب� �ت ك ذ� ال �ى خ� ي �ح �ا ي فلهذا نوه بذكره ، وبما أنعم به عليه وعلى والديه ، فقال : } ي�ا { �ي م� ص�ب ح�ك �اه� ال ن �ي �ق�و�ة� { أي : بجد وحرص واجتهاد } و�آت �ق�و�ة� { أي : تعلم الكتاب } ب ب أي : الفهم والعلم والجد والعزم ، واإلقبال على الخير ، واإلكباب عليه ، واالجتهاد فيه

(.2وهو صغير حدث ]السن[ ) قال عبد الله بن المبارك : قال معمر : قال الصبيان ليحيى بن زكريا : اذهب بنا نلعب.

�ا {.3قال : ما للعب خلقت ) �ي م� ص�ب ح�ك �اه� ال ن �ي ( ، قال : فلهذا أنزل الله : } و�آت �ا م�ن �ان ن �ا { قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } و�ح� �د�ن �ا م�ن ل �ان ن وقوله : } و�ح�

�ا { يقول : ورحمة من عندنا ، وكذا قال عكرمة ، وقتادة ، والضحاك وزاد : ال يقدر �د�ن لح�م بها زكريا. عليها غيرنا. وزاد قتادة : ر�

�ا { وتعطف�ا من ربه عليه. �د�ن �ا م�ن ل �ان ن وقال مجاهد : } و�ح��ا { ]قال : محبة عليه. وقال ابن زيد : أما الحنان �د�ن �ا م�ن ل �ان ن وقال عكرمة : } و�ح�

�ا { [ ) �د�ن �ا م�ن ل �ان ن ( ، قال : تعظيم�ا من لدنا )4فالمحبة. وقال عطاء بن أبي رباح : } و�ح�5.)

__________( في أ : "يضمن".1)( زيادة من أ.2)( في ف ، أ : "خلقنا".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في أ : "الدنيا".5)

(5/216)

780

Page 182: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال ابن جريج : أخبرني عمرو بن دينار ، أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال : ال�ا.1والله ما أدري ) ( ما حنان

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا جرير ، عن منصور : سألت سعيد بن جبير عن�ا { ، فقال : سألت عنها عباس ، فلم يحر ) �د�ن �ا م�ن ل �ان ن �ا.2قوله : } و�ح� ( فيها شيئ

�ا[ { ) �د�ن �ا ]م�ن ل �ان ن �اه�3والظاهر من هذا السياق أن : } و�ح� ن �ي ( معطوف على قوله : } و�آت�اة� { أي : وجعلناه ذا حنان وزكاة ، ك �ا { أي : وآتيناه الحكم وحنانا ، } و�ز� �ي م� ص�ب ح�ك ال

�ت الناقة على ولدها ، وحنت فالحنان هو المحبة في شفقة وميل كما تقول العرب : حن�ة ، وحن الرجل إلى وطنه ، ن �ة" من الح� ن المرأة على زوجها. ومنه سميت المرأة "ح�

(4ومنه التعطف والرحمة ، كما قال الشاعر )( �ن �حن � م�ق�اال...5ت �ل م�قام ... فإن� لك ( ع�ل�ي ه�د�اك� المليك�

( رسول الله صلى الله6وفي المسند لإلمام أحمد ، عن أنس ، رضي الله عنه ، أن )(7عليه قال : "يبقى رجل في النار ينادي ألف سنة : يا حنان يا منان" )

�ي ) �ثن ( ذلك لغة بذاتها ، كما قال طرفة : 9( ومنهم من يجعل ما ورد من )8وقد ي�ع ض ) ر أه ون� م�ن ب �ع ض الش� ك ب �ي �ان ن �ا... ح� �ع ض�ن تبق ب ذر أفنيت� فاس �ا م�ن �ن (10أ

�ا { فالزكاة الطهارة من الدنس واآلثام �ان ن �اة� { معطوف على } و�ح� ك وقوله : } و�ز�والذنوب.

( العمل الصالح.11وقال قتادة : الزكاة )وقال الضحاك وابن جريج : العمل الصالح الزكي.

�اة� { ]قال : بركة[ ) ك �ا { طهر ،12وقال العوفي عن ابن عباس : } و�ز� �ق�ي �ان� ت ( } و�كفلم يعمل بذنب.

�ا { لما ذكر تعالى طاعته لربه ، وأنه خلقه ا ع�ص�ي �ار� ب �ن ج� �ك �م ي ه� و�ل �د�ي �و�ال ا ب �ر� وقوله : } و�ب (13ذا رحمة وزكاة وتقى ، عطف بذكر طاعته لوالديه وبره بهما ، ومجانبته )

ا[ ) �ا { ثم14عقوقهما ، قوال وفعال ]وأمر� ا ع�ص�ي �ار� ب �ن ج� �ك �م ي �ا ؛ ولهذا قال : } و�ل ( ونهي�م�وت� �و م� ي �د� و�ي �و م� و�ل ه� ي �ي الم� ع�ل قال بعد هذه األوصاف الجميلة جزاء له على ذلك : } و�س�

�ا { أي : له األمان في هذه الثالثة األحوال. ي ع�ث� ح� �ب �و م� ي و�ي وقال سفيان بن عيينة : أوحش ما يكون الخلق في ثالثة مواطن : يوم يولد ، فيرى

نفسه خارج�ا مما كان فيه ، ويوم يموت فيرى قوم�ا لم يكن عاينهم ، ويوم يبعث ، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال : فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسالم عليه ، }

�ا { ي ع�ث� ح� �ب �و م� ي �م�وت� و�ي �و م� ي �د� و�ي �و م� و�ل ه� ي �ي الم� ع�ل و�س�__________

( في ت ، أ : "ال أدري".1)( في ف ، أ : "يخبر".2)( زيادة من ف ، أ.3)( هو الحطيئة ، والبيت في اللسان ، مادة "حنن".4)( في ف : "تعطف"5)( في ت ، ف ، أ : "عن".6)(.3/230( المسند )7)( في أ : "يعني".8)( في أ : "في".9)

781

Page 183: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( أ. هـ مستفادا من حاشية ط - الشعب.208( البيت في ديوانه )ص10)( في ت : "والزكاة".11)( زيادة من ف ، أ.12)( في ف : ""ومجانبة".13)( زيادة من أ.14)

(5/217)

�ا ) ق�ي ر �ا ش� �ان �ه�ا م�ك ه ل� �ذ�ت م�ن أ �ب ت �ذ� ان �م� إ ي �اب� م�ر �ت ك �ر ف�ي ال �ه�م 16و�اذ ك �خ�ذ�ت م�ن د�ون ( ف�ات

�ا ) و�ي ا س� ر� �ش� �ه�ا ب �ل� ل �م�ث �ا ف�ت ن وح� ه�ا ر� �ي �ل �ا إ ن ل س� ر� �ا ف�أ اب �ن 17ح�ج� ك� إ ح م�ن� م�ن �الر� �ع�وذ� ب ~ي أ �ن ( ق�ال�ت إ

�ا ) �ق�ي ت� ت �ن �ا )18ك �ي ك م�ا ز� �ه�ب� ل�ك� غ�ال� ~ك� أل� ب س�ول� ر� �ا ر� �ن �م�ا أ �ن �ون� ل�ي19( ق�ال� إ �ك �ى ي �ن ( ق�ال�ت أ�ا ) �غ�ي �ك� ب �م أ ر� و�ل �ش� �ي ب ن �م س�س �م ي م� و�ل �ه�20غ�ال� �ج ع�ل �ن ~ن� و�ل �ك� ه�و� ع�ل�ي� ه�ي ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� ( ق�ال� ك

�ا ) ا م�ق ض�ي م ر�� �ان� أ �ا و�ك ح م�ة� م�ن �اس� و�ر� �لن �ة� ل �ي ( 21آ

رواه ابن جرير عن أحمد بن منصور المروزي عن صدقة بن الفضل عنه.�ا { ، قال : كان ا ع�ص�ي �ار� ب وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، في قوله : } ج� ابن المسيب يذكر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من أحد يلقى الله يومالقيامة إال ذا ذنب ، إال يحيى بن زكريا". قال قتادة : ما أذنب وال هم� بامرأة ، مرسل )

1) وقال محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، حدثني ابن

( : "كل بني آدم يأتي يوم2العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ) ( ابن إسحاق هذا مدلس ، وقد3القيامة وله ذنب ، إال ما كان من يحيى بن زكريا" )

عنعن هذا الحديث ، فالله أعلم. وقال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، أخبرنا علي بن زيد ، عن يوسف بن

م�ه ران ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما من أحد من ولد آدم إال وقد أخطأ ، أو هم� بخطيئة ، ليس يحيى بن زكريا ، وما ينبغي ألحد أن

(4يقول : أنا خير من يونس بن متى" )وهذا أيض�ا ضعيف ؛ ألن علي بن زيد بن جدعان له منكرات كثيرة ، والله أعلم.

وبة ، عن قتادة : أن حسن قال : إن يحيى وعيسى ، عليهما وقال سعيد بن أبي ع�ر� السالم ، التقيا ، فقال له عيسى : استغفر لي ، أنت خير مني ، فقال له اآلخر :

ل�مت� على نفسي ،5استغفر لي فأنت ) ( خير مني. فقال له عيسى : أنت خير مني ، س�وسلم الله عليك ، ف�عر�ف والله فضلهما.

�ا ) ق�ي ر �ا ش� �ان �ه�ا م�ك ه ل� �ذ�ت م�ن أ �ب ت �ذ� ان �م� إ ي �اب� م�ر �ت ك �ر ف�ي ال �ه�م 16} و�اذ ك �خ�ذ�ت م�ن د�ون ( ف�ات

�ا ) و�ي ا س� ر� �ش� �ه�ا ب �ل� ل �م�ث �ا ف�ت ن وح� ه�ا ر� �ي �ل �ا إ ن ل س� ر� �ا ف�أ اب �ن 17ح�ج� ك� إ ح م�ن� م�ن �الر� �ع�وذ� ب ~ي أ �ن ( ق�ال�ت إ

�ا ) �ق�ي ت� ت �ن �ا )18ك �ي ك ~ك� أله�ب� ل�ك� غ�الم�ا ز� ب س�ول� ر� �ا ر� �ن �م�ا أ �ن �ون� ل�ي19( ق�ال� إ �ك �ى ي �ن ( ق�ال�ت أ�ا ) �غ�ي �ك� ب �م أ ر� و�ل �ش� �ي ب ن �م س�س �م ي �ه�20غ�الم� و�ل �ج ع�ل �ن ~ن� و�ل �ك� ه�و� ع�ل�ي� ه�ي ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� ( ق�ال� ك

�ا ) ا م�ق ض�ي م ر�� �ان� أ �ا و�ك ح م�ة� م�ن �اس� و�ر� �لن �ة� ل ( {.21آي

لما ذكر تعالى قصة زكريا ، عليه السالم ، وأنه أوجد منه ، في حال كبره وعقم زوجته ،�ا - عطف بذكر قصة مريم في إيجاده ولدها عيسى ، عليهما ) ا مبارك �ا طاهر� (6ولد�ا زكي

782

Page 184: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( ؛ ولهذا ذكرهما في7السالم ، منها من غير أب ، فإن بين القصتين مناسبة ومشابهة ) آل عمران وهاهنا وفي سورة األنبياء ، يقرن بين القصتين لتقارب ما بينهما في المعنى

، ليدل عباده على قدرته وعظمة سلطانه ، وأنه على ما يشاء__________

(.2/7( تفسير عبد الرزاق )1)( في ت : "أنه قال".2) ( من طريق2/373( والحاكم في المستدرك )16/44( رواه الطبري في تفسيره )3)

محمد بن إسحاق به ، وقال الحاكم : "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولميخرجاه" ووفقه الذهبي ، ورجح أبو حاتم وقفه ، وقال البنه : "ال يرفعون هذا الحديث".

(.1/254( المسند )4)( في أ : "أنت".5)( في ف ، أ : "عليه".6)( في أ : "ومتشابهة".7)

(5/218)

�م� { وهي مريم بنت عمران ، من ساللة1قادر ) ي �اب� م�ر �ت ك �ر ف�ي ال ( ، فقال : } و�اذ ك داود ، عليه السالم ، وكانت من بيت طاهر طيب في بني إسرائيل. وقد ذكر الله تعالى

( مسجد بيت2قصة والدة أم�ها لها في "آل عمران" ، وأنها نذرتها محررة ، أي : تخدم )�ا { ]آل ن �ا ح�س� �ات �ب �ه�ا ن �ت ب ن

� ن� و�أ �ول� ح�س� �ق�ب �ه�ا ب ب �ه�ا ر� �ل �ق�ب المقدس ، وكانوا يتقربون بذلك ، } ف�ت ( إحدى العابدات3[ ونشأت في بني إسرائيل نشأة عظيمة ، فكانت )37عمران :

( والتبتل والدءوب ، وكانت في كفالة زوج4الناسكات المشهورات بالعبادة العظيمة ) أختها - وقيل : خالتها - زكريا نبي بني إسرائيل إذ ذاك وعظيمهم ، الذي يرجعون إليه

�ا �ر�ي ك ه�ا ز� �ي �م�ا د�خ�ل� ع�ل �ل في دينهم. ورأى لها زكريا من الكرامات الهائلة ما بهره } كق� ز� �ر �ه� ي �ن� الل �ه� إ د� الل ن �ى ل�ك� ه�ذ�ا ق�ال�ت ه�و� م�ن ع� �ن �م� أ ي �ا م�ر ق�ا ق�ال� ي د�ه�ا ر�ز ن اب� و�ج�د� ع� م�ح ر� ال

اب� { ] آل عمران : ر� ح�س� �غ�ي اء� ب �ش� ( الشتاء5 [ فذكر أنه كان يجد عندها ثمر )37م�ن ي ( الصيف في الشتاء ، كما تقدم بيانه في "آل عمران". فلما أراد6في الصيف وثمر )

�وجد منها عبده ورسوله عيسى عليه الله تعالى - وله الحكمة والحجة البالغة - أن ي�ا { ق�ي ر �ا ش� �ان �ه�ا م�ك ه ل

� �ذ�ت م�ن أ �ب ت السالم ، أحد الرسل أولي العزم الخمسة العظام ، } انأي : اعتزلتهم وتنحت عنهم ، وذهبت إلى شرق المسجد المقدس.

يان �ة ، عن قابوس بن أبي ظ�ب ن �د�ي قال السدي : لحيض أصابها. وقيل لغير ذلك. قال أبو ك ، عن أبيه عن ابن عباس قال : إن أهل الكتاب كتب عليهم الصالة إلى البيت والحج

�ا { قال : خرجت ق�ي ر �ا ش� �ان �ه�ا م�ك ه ل� �ذ�ت م�ن أ �ب ت إليه ، وما صرفهم عنه إال قيل ربك : } ان

�ا ، فصلوا قبل مطلع الشمس. رواه ابن أبي حاتم ، وابن جرير. �ا شرقي مريم مكان وقال ابن جرير أيض�ا : حدثنا إسحاق بن شاهين ، حدثنا خالد بن عبد الله ، عن داود ،

عن عامر ، عن ابن عباس قال : إني ألعلم خلق الله ألي شيء اتخذت النصارى�ا { واتخذوا )7المشرق قبلة ؛ لقول الله تعالى ) ق�ي ر �ا ش� �ان �ه�ا م�ك ه ل

� �ذ�ت م�ن أ �ب ت (8( } ان(9ميالد عيسى قبلة )

�ا. �ا { شاسع�ا متنحي ق�ي ر �ا ش� �ان وقال قتادة : } م�ك

783

Page 185: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( الماء.10وقال محمد بن إسحاق : ذهبت بقلتها تستقي ]من[ )�الي : اتخذت لها منزال تتعبد فيه. فالله ) �ك �و ف الب ( أعلم.11وقال ن

�ا { أي : استترت منهم وتوارت ، فأرسل الله تعالى اب �ه�م ح�ج� �خ�ذ�ت م�ن د�ون وقوله : } ف�ات�ا { أي : على صورة إنسان تام كامل. و�ي ا س� ر� �ش� �ه�ا ب �ل� ل �م�ث إليها جبريل عليه السالم } ف�ت

ج ) ي د~ي ، في12قال مجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وابن ج�ر� ~ه ، والس� �ب ( ووهب بن م�ن�ا { يعني : جبريل ، عليه السالم. ن وح� ه�ا ر� �ي �ل �ا إ ن ل س� ر

� قوله : } ف�أ__________

( في ت ، أ : "قدير".1)( في أ : "لخدمة".2)( في ت : "وكانت".3)( في ت : "والعظمة".4)( في أ : "ثمرة".5)( في أ : "ثمرة".6)( في ت : "لقول الله عز وجل" ، وفي ف : "لقوله".7)( في أ : "فاتخذوا".8)(.16/45( تفسير الطبري )9)( زيادة من ت ، ف ، أ.10)( في ت : "والله".11)( في ت : "وابن جرير".12)

(5/219)

�ه� وهذا الذي قالوه هو ظاهر القرآن فإنه تعالى قد قال في اآلية األخرى : } نزل� ب ذ�ر�ين� { ] الشعراء : م�ن �ون� م�ن� ال �ك �ت �ك� ل ب وح� األم�ين� ع�ل�ى ق�ل [.194 ، 193الر�

( ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب1وقال أبو جعفر الرازي ) قال : إن روح عيسى ، عليه السالم ، من جملة األرواح التي أخذ عليها العهد في زمان

�ا ، أي : روح عيسى ، فحملت الذي خاطبها وحل آدم ، وهو الذي تمثل لها بشرا سويفي فيها.

وهذا في غاية الغرابة والنكارة ، وكأنه إسرائيلي.�دى لها الملك في صورة �ب �ا { أي : لما ت �ق�ي ت� ت �ن �ن ك ك� إ ح م�ن� م�ن �الر� �ع�وذ� ب ~ي أ �ن } ق�ال�ت إ

( في مكان منفرد وبينها وبين قومها حجاب ، خافته وظنت أنه يريدها2بشر ، وهي )�ا { أي : إن كنت تخاف �ق�ي ت� ت �ن �ن ك ك� إ ح م�ن� م�ن �الر� �ع�وذ� ب ~ي أ �ن على نفسها ، فقالت : } إ

( له بالله ، وهذا هو المشروع في الدفع أن يكون باألسهل فاألسهل ،3الله. تذكير )فخوفته أوال بالله ، عز وجل.

ب ، حدثنا أبو بكر ، عن عاصم قال : قال أبو وائل - ي �ر� قال ابن جرير : حدثني أبو ك�ع�وذ� ~ي أ �ن �ة حين قالت : } إ �ه ي وذكر قصة مريم - فقال : قد علمت أن التقي ذو ن

�ا لها ~ك� { أي : فقال لها الملك مجيب ب س�ول� ر� �ا ر� �ن �م�ا أ �ن �ا ق�ال� إ �ق�ي ت� ت �ن �ن ك ك� إ ح م�ن� م�ن �الر� ب ( حصل عندها من الخوف على نفسها : لست مما تظنين ، ولكني رسول4ومزيال ما )

( وعاد5ربك ، أي : بعثني إليك ، ويقال : إنها لما ذكرت الرحمن انتفض جبريل فرقا )

784

Page 186: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

إلى هيئته وقال : "إنما أنا رسول ربك ليهب لك غالم�ا زكيا". ]هكذا قرأ أبو عمرو بن العالء أحد مشهوري القراء. وقرأ اآلخرون : } أله�ب� ل�ك� غ�الم�ا

�ا { [ ) �ي ك ( األخرى.7( وكال القراءتين له وجه حسن ، ومعنى صحيح ، وكل تستلزم )6ز��ا { أي : فتعجبت مريم من �غ�ي �ك� ب �م أ ر� و�ل �ش� �ي ب ن �م س�س �م ي �ون� ل�ي غ�الم� و�ل �ك �ى ي �ن } ق�ال�ت أ هذا وقالت : كيف يكون لي غالم ؟ أي : على أي صفة يوجد هذا الغالم مني ، ولست

�ا { �غ�ي �ك� ب �م أ ر� و�ل �ش� �ي ب ن �م س�س �م ي بذات زوج ، وال يتصور مني الفجور ؛ ولهذا قالت : } و�لوالبغي : هي الزانية ؛ ولهذا جاء في الحديث نهي عن مهر البغي.

�ا لها عما سألت : إن ~ن� { أي : فقال لها الملك مجيب �ك� ه�و� ع�ل�ي� ه�ي ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� } ق�ال� ك ( منك فاحشة ،8الله قد قال : إنه سيوجد منك غالم�ا ، وإن لم يكن لك بعل وال توجد )

�اس� { أي : داللة وعالمة9فإنه على ما يشاء قادر ) �لن �ة� ل �ه� آي �ج ع�ل �ن ( ؛ ولهذا قال : } و�ل ( في خلقهم ، فخلق أباهم آدم من10للناس على قدرة بارئهم وخالقهم ، الذي نوع )

غير ذكر وال أنثى ، وخلق حواء من ذكر بال أنثى ، وخلق بقية الذرية من ذكر وأنثى ، إال عيسى فإنه أوجده من أنثى بال ذكر ، فتمت القسمة الرباعية الدالة على كمال قدرته

وعظيم سلطانه فال إله غيره وال رب سواه.�ا { أي ونجعل ) ح م�ة� م�ن �ا من األنبياء يدعو11وقوله : } و�ر� ( هذا الغالم رحمة من الله نبي

إلى عبادة__________

( في أ : "وقال أبو جعفر الرازي عن أبيه".1)( في ت ، ف ، أ : "وهو".2)( في أ : "تذكر".3)( في أ : "لما".4)( في ف ، أ : "فزعا".5)( زيادة من ف ، أ.6)( في أ : "يستلزم".7)( في ت ، ف ، أ : "وال يوجد".8)( في أ : "قدير".9)( في ت ، ف ، أ : "تنوع".10)( في ت ، ف ، أ : "ويجعل".11)

(5/220)

�ا ) �ا ق�ص�ي �ان �ه� م�ك �ذ�ت ب �ب ت ه� ف�ان �ت �ي22ف�ح�م�ل �ن ت �ي �ا ل �ة� ق�ال�ت ي ل �خ ذ ع� الن �ل�ى ج� م�خ�اض� إ ج�اء�ه�ا ال� ( ف�أ

�ا ) ي س� �ا م�ن ي �س ت� ن �ن ل� ه�ذ�ا و�ك ( 23م�ت� ق�ب

�ن� �م� إ ي �ا م�ر �ة� ي �ك م�الئ �ذ ق�ال�ت� ال الله تعالى وتوحيده ، كما قال تعالى في اآلية األخرى : } إة� و�م�ن� �ا و�اآلخ�ر� ي يه�ا ف�ي الد�ن �م� و�ج� ي ن� م�ر يح� ع�يس�ى اب م�س� م�ه� ال ه� اس �م�ة� م�ن �ل �ك ك� ب ر� �ش~ �ب �ه� ي الل

�ح�ين� { ] آل عمران : �ه ال و�م�ن� الص�ال م�ه د� و�ك �اس� ف�ي ال ~م� الن �ل �ك �ين� و�ي ب م�ق�ر� [46 ، 45ال( وكهولته.1أي : يدعو إلى عبادة الله ربه في مهده )

م - حدثنا مروان ، ي قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الرحيم بن إبراهيم - د�ح�

785

Page 187: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

حدثنا العالء بن الحارث الكوفي ، عن مجاهد قال : قالت مريم ، عليها السالم : كنت إذا خلوت حدثني عيسى وكلمني وهو في بطني وإذا كنت مع الناس سبح في بطني

وكبر.�ا { يحتمل أن هذا من كالم جبريل لمريم ، يخبرها أن هذا ا م�ق ض�ي م ر�

� �ان� أ وقوله : } و�ك أمر مقدر في علم الله تعالى وقدره ومشيئته. ويحتمل أن يكون من خبر الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وأنه كنى بهذا عن النفخ في فرجها ، كما قال

�ا { ] التحريم : ن وح� �ا ف�يه� م�ن ر� ن �ف�خ ج�ه�ا ف�ن �ت ف�ر �ح ص�ن �ي أ �ت ان� ال �ت� ع�م ر� ن �م� اب ي تعالى : } و�م�ر�ا { ] األنبياء : 12 ن وح� �ا ف�يه�ا م�ن ر� ن �ف�خ ه�ا ف�ن ج� �ت ف�ر �ح ص�ن �ي أ �ت [91 [ وقال } و�ال

�ا { أي : أن الله قد عزم على هذا ، فليس ا م�ق ض�ي م ر�� �ان� أ قال محمد بن إسحاق : } و�ك

منه بد ، واختار هذا أيض�ا ابن جرير في تفسيره ، ولم يحك غيره ، والله أعلم.�ا ) �ا ق�ص�ي �ان �ه� م�ك �ذ�ت ب �ب ت ه� ف�ان �ت �ي22} ف�ح�م�ل �ن ت �ي �ا ل �ة� ق�ال�ت ي ل �خ �ل�ى ج�ذ ع� الن م�خ�اض� إ ج�اء�ه�ا ال

� ( ف�أ�ا ) ي س� �ا م�ن ي �س ت� ن �ن ل� ه�ذ�ا و�ك ( {23م�ت� ق�ب

ا عن مريم أنها لما قال لها جبريل عن الله تعالى ما قال ، أنها يقول تعالى مخبر� ( فذكر غير واحد من علماء السلف أن الملك - وهو2استسلمت لقضاء الله تعالى )

جبريل عليه السالم - عند ذلك نفخ في جيب درعها ، فنزلت النفخة حتى ولجت في ( ولم تدر3الفرج ، فحملت بالولد بإذن الله تعالى. فلما حملت به ضاقت ذرع�ا به )

( للناس ، فإنها تعلم أن الناس ال يصدقونها فيما تخبرهم به ، غير أنها4ماذا تقول ) أفشت سرها وذكرت أمرها ألختها امرأة زكريا. وذلك أن زكريا عليه السالم ، كان قد سأل الله الولد ، فأجيب إلى ذلك ، فحملت امرأته ، فدخلت عليها مريم فقامت إليها فاعتنقتها ، وقالت : أشعرت يا مريم أني حبلى ؟ فقالت لها مريم : وهل علمت أيض�ا

أني حبلى ؟ وذكرت لها شأنها وما كان من خبرها وكانوا بيت إيمان وتصديق ، ثم كانت ( يسجد للذي في6( مريم تجد الذي في جوفها )5امرأة زكريا بعد ذلك إذا واجهت )

بطن مريم ، أي : يعظمه ويخضع له ، فإن السجود كان في ملتهم عند السالم مشروع�ا ( آلدم ، عليه7، كما سجد ليوسف أبواه وإخوته ، وكما أمر الله المالئكة أن تسجد )السالم ، ولكن حرم في ملتنا هذه تكميال لتعظيم جالل الرب تعالى.

قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين قال : قرئ على الحارث بن مسكين وأنا أسمع ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن القاسم قال : قال مالك رحمه الله : بلغني أن

عيسى ابن مريم ويحيى بن__________

( في ت ، أ : "المهد".1)( في ت : "الله عز وجل".2)( في أ : "بهما".3)( في ت : "يقول".4)( في أ : "وجهت".5)( في ف : "بطنها".6)( في ف ، أ : "يسجدوا".7)

(5/221)

786

Page 188: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

زكريا ابنا خالة ، وكان حملهما جميعا معا ، فبلغني أن أم يحيى قالت لمريم : إني أرى أن ما في بطني يسجد لما في بطنك. قال مالك : أرى ذلك لتفضيل عيسى عليه

السالم ؛ ألن الله جعله يحيي الموتى ويبرئ األكمه واألبرص. ثم اختلف المفسرون في مدة حمل عيسى عليه السالم فالمشهور عن الجمهور أنها حملت به تسعة أشهر. وقال عكرمة : ثمانية أشهر - قال : ولهذا ال يعيش ولد لثمانية

أشهر. ج : أخبرني المغيرة بن عثمان ) ي ( بن عبد الله الثقفي ، سمع ابن عباس1وقال ابن ج�ر�

�ل مريم ، قال : لم يكن إال أن حملت فوضعت ) ب (.2وسئل عن ح��ا �ا ق�ص�ي �ان �ه� م�ك �ذ�ت ب �ب ت ه� ف�ان �ت وهذا غريب ، وكأنه أخذه من ظاهر قوله تعالى : } ف�ح�م�ل

�ة� { فالفاء وإن كانت للتعقيب ، ولكن تعقيب ) ل �خ ذ ع� الن �ل�ى ج� م�خ�اض� إ اء�ه�ا ال ج�� ( كل3ف�أ

�اه� ن ع�ل �م� ج� �ة� م�ن ط�ين� ث الل ان� م�ن س� س� �ا اإلن �ق ن ل �ق�د خ� شيء بحسبه ، كما قال تعالى : } و�ل م�ض غ�ة� �ا ال �ق ن ل �ق�ة� م�ض غ�ة� ف�خ� ع�ل �ا ال �ق ن ل �ق�ة� ف�خ� �ط ف�ة� ع�ل �ا الن �ق ن ل �م� خ� ار� م�ك�ين� ث �ط ف�ة� ف�ي ق�ر� ن

[ فهذه الفاء للتعقيب بحسبها. وقد ثبت في14 - 12ع�ظ�ام�ا { ] المؤمنون : �نزل�4الصحيحين : أن بين كل صفتين أربعين يوم�ا ) �ه� أ ن� الل

� �ر� أ �م ت �ل ( وقال تعالى : } أة� { ] الحج : �ح� األر ض� م�خ ض�ر� �ص ب م�اء� م�اء� ف�ت [ فالمشهور الظاهر - والله على63م�ن� الس�

كل شيء قدير - أنها حملت به كما تحمل النساء بأوالدهن ؛ ولهذا لما ظهرت مخايل الحمل عليها وكان معها في المسجد رجل صالح من قراباتها يخدم معها البيت المقدس

، يقال له : يوسف النجار ، فلما رأى ثقل بطنها وكبره ، أنكر ذلك من أمرها ، ثم ( يعلم من براءتها ونزاهتها ودينها وعبادتها ، ثم تأم�ل ما هي فيه ، فجعل5صرفه ما )

أمرها يجوس في فكره ، ال يستطيع صرفه عن نفسه ، فحمل نفسه على أن عرض لها في القول ، فقال : يا مريم ، إني سائلك عن أمر فال تعجلي علي�. قالت : وما هو ؟

( من غير حب� ؟ وهل يكون زرع من غير بذر ؟ وهل6قال : هل يكون قط شجر ) ( ما أشار إليه - أما قولك : "هل7يكون ولد من غير أب ؟ فقالت : نعم - فهمت )

يكون شجر من غير حب وزرع من غير بذر ؟" فإن الله قد خلق الشجر والزرع أول ما ( فإن الله قد خلق8خلقهما من غير حب ، وال بذر "وهل خلق يكون من غير أب ؟" )

آدم من غير أب وال أم. فصدقها ، وسل�م لها حالها.�ا �ا ، أي : قاصي �ا قصي ولما استشعرت مريم من قومها اتهامها بالريبة ، انتبذت منهم مكان

منهم بعيد�ا عنهم ؛ لئال تراهم وال يروها. ( ورجعت ، استمسك عنها الدم9قال محمد بن إسحاق : فلما حملت به ومألت قلتها )

وأصابها ما يصيب الحامل على الولد من الوصب والترحم وتغير اللون ، حتى ف�ط�ر� لسانها ، فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا ، وشاع الحديث في بني

إسرائيل ، فقالوا : "إنما صاحبها يوسف" ، ولم يكن معها في الكنيسة غيره ، وتوارت�ا ، فال ) ( يراها أحد وال10من الناس ، واتخذت من دونهم حجاب

__________( في أ : "بن عتبة".1)( في ت ، أ : "وضعت".2)( في أ : "تعقب".3) من5( من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وسيأتي عند تفسير اآلية : 4)

سورة الحج.( في ف : "لما".5)( في ف : "شجر قط".6)

787

Page 189: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "وفهمت".7)( في أ : "وهل يكون ولد من غير أب".8)( في أ : "قلبها".9)( في ف ، أ : "فلم".10)

(5/222)

�ا ) ر�ي �ك� س� ت �ح �ك� ت ب �ي ق�د ج�ع�ل� ر� ن �ح ز� �ال� ت �ه�ا أ ت �ح �اد�اه�ا م�ن ت �ة�24ف�ن ل �خ �ج�ذ ع� الن ك� ب �ي �ل ي إ ( و�ه�ز~�ا ) �ي ن �ا ج� ط�ب ك� ر� �ي اق�ط ع�ل �س� ( 25ت

تراه.�ة� { ]أي : فاضطرها وألجأها الطلق إلى ل �خ �ل�ى ج�ذ ع� الن م�خ�اض� إ اء�ه�ا ال ج�

� وقوله : } ف�أ( وهي نخلة في المكان الذي تنحت إليه.1جذع النخلة[ )

وقد اختلفوا فيه ، فقال السدي : كان شرقي محرابها الذي تصلي فيه من بيتالمقدس.

~ه : ذهبت هاربة ، فلما كانت بين الشام وبالد مصر ، ضربها الطلق. �ب وقال وهب بن م�ن وفي رواية عن وهب : كان ذلك على ثمانية أميال من بيت المقدس ، في قرية هناك

يقال لها : "بيت لحم". ( اإلسراء ، من رواية النسائي عن أنس ، رضي الله عنه2قلت : وقد تقدم في حديث )

، والبيهقي عن شد�اد بن أوس ، رضي الله عنه : أن ذلك ببيت لحم ، فالله أعلم ، وهذا هو المشهور الذي تلقاه الناس بعضهم عن بعض ، وال يشك فيه النصارى أنه ببيت

لحم ، وقد تلقاه الناس. وقد ورد به الحديث إن صح.�ا { فيه دليل ي س� �ا م�ن ي �س ت� ن �ن ل� ه�ذ�ا و�ك �ي م�ت� ق�ب �ن ت �ي �ا ل ا عنها : } ق�ال�ت ي وقوله تعالى إخبار�

على جواز تمني الموت عند الفتنة ، فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي ال يحمل الناس أمرها فيه على السداد ، وال يصدقونها في خبرها ، وبعدما كانت

�ي م�ت� �ن ت �ي �ا ل عندهم عابدة ناسكة ، تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية ، فقالت : } ي�ا. قاله �ا { أي لم أخلق ولم أك شيئ ي س� �ا م�ن ي �س ت� ن �ن ل� ه�ذ�ا { أي قبل هذا الحال ، } و�ك ق�ب

ابن عباس. وقال السدي : قالت وهي تطلق من الحبل - استحياء من الناس : يا ليتني مت قبل

�ا { ي س� �ا م�ن ي �س ت� ن �ن �ع ل } و�ك هذا الكرب الذي أنا فيه ، والحزن بوالدتي المولود من غير بق الحيض إذا ألقيت وطرحت لم تطلب ولم تذكر. وكذلك كل �ر�ك طلبه ، كخ�ر� �س�ي� فت ن

.�ي �س� �س�ي� وترك فهو ن شيء ن�ا ال يعرف ، وال يذكر ، وال يدرى من أنا. �ا { أي : شيئ ي س� �ا م�ن ي �س ت� ن �ن وقال قتادة : } و�ك

�ا { وهو ) ي س� �ا م�ن ي �س ت� ن �ن ( السقط.3وقال الربيع بن أنس : } و�ك�ا قط. وقال ابن زيد : لم أكن شيئ

وقد قدمنا األحاديث الدالة على النهي عن تمني الموت إال عند الفتنة ، عند قوله :�ح�ين� { ] يوسف : �الص�ال �ي ب ح�ق ن �ل �م�ا و�أ ل �ي م�س �و�ف�ن [101} ت

�ا ) ر�ي �ك� س� ت �ح �ك� ت ب �ي ق�د ج�ع�ل� ر� ن �ح ز� �ال ت �ه�ا أ ت �ح �اد�اه�ا م�ن ت �ة�24} ف�ن ل �خ �ج�ذ ع� الن ك� ب �ي �ل ي إ ( و�ه�ز~�ا ) �ي ن �ا ج� ط�ب ك� ر� �ي اق�ط ع�ل �س� ( {25ت

788

Page 190: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( زيادة من ف ، أ.1)( في ت ، ف : "أحاديث"2)( في ف ، أ : "أي".3)

(5/223)

ح م�ن� ص�و م�ا �لر� ت� ل �ذ�ر ~ي ن �ن �ح�د�ا ف�ق�ول�ي إ ر� أ �ش� ب �ن� م�ن� ال ي �ر� �م�ا ت �ا ف�إ ن ي ع�ي �ي و�ق�ر~ ب ر� �ل�ي و�اش ف�ك�ا ) ي س� �ن �و م� إ ي ~م� ال �ل �ك ( 26ف�ل�ن أ

ح م�ن� �لر� ت� ل �ذ�ر ~ي ن �ن �ح�د�ا ف�ق�ول�ي إ ر� أ �ش� ب �ن� م�ن� ال ي �ر� �م�ا ت �ا ف�إ ن ي ع�ي �ي و�ق�ر~ ب ر� �ل�ي و�اش } ف�ك�ا ) ي س� �ن �و م� إ ي ~م� ال �ل �ك ( {26ص�و م�ا ف�ل�ن أ

(5/223)

.�ه�ا { بمعنى ) ت �ح �ه�ا { على أنه1قرأ بعضهم } م�ن ت ت �ح ( الذي تحتها. وقرأ آخرون : } م�ن ت

حرف جر. واختلف المفسرون في المراد بذلك من هو ؟ فقال العوفي وغيره ، عن ابن عباس :�ه�ا { جبريل ، ولم يتكلم عيسى حتى أتت به قومها ، وكذا قال سعيد ت �ح �اد�اه�ا م�ن ت } ف�ن

بن جبير ، والضحاك ، وعمرو بن ميمون ، والسدي ، وقتادة : إنه الملك جبريل عليهالصالة والسالم ، أي : ناداها من أسفل الوادي.

�ه�ا { قال : عيسى ابن مريم ، وكذا قال عبد الرزاق ، ت �ح �اد�اه�ا م�ن ت وقال مجاهد : } ف�ن ( الروايتين عن سعيد2عن م�ع م�ر ، عن قتادة قال : قال الحسن : هو ابنها. وهو إحدى )

ه� { ] مريم :3بن جبير : أنه ابنها ، قال : أولم ) �ي �ل ت إ ار� �ش� ( تسمع الله يقول : } ف�أ(4 [ ؟ واختاره ابن زيد ، وابن جرير في تفسيره )29

�ا { قال ر�ي �ك� س� ت �ح �ك� ت ب �ي { أي : ناداها قائال ال تحزني ، } ق�د ج�ع�ل� ر� ن �ح ز� �ال ت وقوله : } أ�ك� ت �ح �ك� ت ب سفيان الثوري وشعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء بن عازب : } ق�د ج�ع�ل� ر�

�ا { قال : الجدول. وكذا قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : السري� : النهر. ر�ي س�وبه قال عمرو بن ميمون : نهر تشرب منه.

وقال مجاهد : هو النهر بالسريانية. ر : السري : النهر الصغير بالنبطية. �ي ب وقال سعيد بن ج�

وقال الضحاك : هو النهر الصغير بالسريانية.�خ�ع�ي : هو النهر الصغير. وقال إبراهيم الن

وقال قتادة : هو الجدول بلغة أهل الحجاز.~ه : السري : هو ربيع الماء. �ب وقال وهب بن م�ن

وقال السدي : هو النهر ، واختار هذا القول ابن جرير. وقد ورد في ذلك حديثمرفوع ، فقال الطبراني :

789

Page 191: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

~ي ) �ت �ابل اني : حدثنا يحيى بن عبد الله الب �ه�يك ،5حدثنا أبو شعيب الح�ر� ( حدثنا أيوب بن ن سمعت عكرمة مولى ابن عباس يقول : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله

�ك� ت �ح �ك� ت ب صلى الله عليه وسلم يقول : "إن السري الذي قال الله لمريم : } ق�د ج�ع�ل� ر��ا { نهر أخرجه الله لتشرب منه" ) ر�ي ( وهذا حديث غريب جد�ا من هذا الوجه. وأيوب6س�

ع�ة : منكر7بن نهيك هذا هو الحبلي ) ر ( قال فيه أبو حاتم الرازي : ضعيف. وقال أبو ز�الحديث. وقال أبو الفتح األزدي : متروك الحديث.

__________( في أ : "أي".1)( في ت : "أحد".2)( في ت ، أ : "ولم".3)(.16/52( تفسير الطبري )4)( في أ : "يحيى بن عبد النابلتي".5)(.12/346( المعجم الكبير )6)( في أ : "الحلبي".7)

(5/224)

وقال آخرون : المراد بالسري : عيسى ، عليه السالم ، وبه قال الحسن ، والربيع بن�اد بن جعفر. وهو إحدى الروايتين عن قتادة ، وقول عبد الرحمن أنس ، ومحمد بن ع�ب

�ة� { ل �خ �ج�ذ ع� الن ك� ب �ي �ل ي إ بن زيد بن أسلم ، والقول األول أظهر ؛ ولهذا قال بعده : } و�ه�ز~ أي : وخذي إليك بجذع النخلة. قيل : كانت يابسة ، قاله ابن عباس. وقيل : مثمرة. قال

ف�انة )1مجاهد : كانت عجوة. وقال الثوري ، عن أبي داود ) ع األعمى : كانت ص�ر� �ف�ي ( ن2)

والظاهر أنها كانت شجرة ، ولكن لم تكن في إبان ثمرها ، قاله وهب بن منبه ؛ ولهذا�ا �ي ن �ا ج� ط�ب ك� ر� �ي اق�ط ع�ل �س� �ا ، فقال : } ت امتن عليها بذلك ، أن جعل عندها طعام�ا وشرابا ؛ ولهذا قال عمرو بن ميمون : ما من �ا { أي : طيبي نفس� ن ي ع�ي �ي و�ق�ر~ ب ر� �ل�ي و�اش ف�ك

شيء خير للنفساء من التمر والرطب ، ثم تال هذه اآلية الكريمة.�ان ، حدثنا مسرور بن سعيد ب ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا ش�

م ، عن علي بن3التميمي ) و�ي ( حدثنا عبد الرحمن بن عمرو األوزاعي ، عن ع�روة بن ر� أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكرموا عمتكم النخلة ، فإنها

�ق�ح4خلقت من الطين الذي خلق منه آدم عليه السالم ، وليس من الشجر شيء ) �ل ( ي غيرها". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أطعموا نساءكم الولد� الرط�ب� ، فإن لم يكن رطب فتمر ، وليس من الشجرة شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها

مريم بنت عمران".(5هذا حديث منكر جد�ا ، ورواه أبو يعلى ، عن شيبان ، به )

�ه�يك : وقرأ بعضهم قوله : "تساقط" بتشديد السين ، وآخرون بتخفيفها ، وقرأ أبو ن�ا { وروى أبو إسحاق عن البراء : أنه قرأها : "تساقط" ) �ي ن �ا ج� ط�ب ك� ر� �ي اق�ط ع�ل �س� (6} ت

أي : الجذع. والكل متقارب.ت� �ذ�ر ~ي ن �ن �ح�د�ا { أي : مهما رأيت من أحد ، } ف�ق�ول�ي إ ر� أ �ش� ب �ن� م�ن� ال ي �ر� �م�ا ت وقوله : } ف�إ

790

Page 192: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { المراد بهذا القول : اإلشارة إليه بذلك. ال أن ) ي س� �ن �و م� إ ي ~م� ال �ل �ك ح م�ن� ص�و م�ا ف�ل�ن أ �لر� ل�ا {7 ي س� �ن �و م� إ ي ~م� ال �ل �ك ( المراد به القول اللفظي ؛ لئال ينافي : } ف�ل�ن أ

�ا ) ح م�ن� ص�و م�ا { أي : صمت �لر� ت� ل �ذ�ر ~ي ن �ن ( وكذا قال8قال أنس بن مالك في قوله : } إ�ا" ، وكذا قال قتادة ابن عباس ، والضحاك. وفي رواية عن أنس : "صوم�ا وصمت

وغيرهما. والمراد أنهم كانوا إذا صاموا في شريعتهم يحرم عليهم الطعام والكالم ، نص على ذلك

السدي ، __________

( في ت : "عن أبي األسود".1)( في ف ، أ : "صوفانة".2)( في ت : "التيمي".3)( في ف : "وليس شيء من الشجر".4) ( وابن عدي في6/123( ورواه أبو نعيم ف الحلية )1/353( مسند أبي يعلى )5)

( من طريق مسرور بن سعد التميمي به ، وقد ذكر له ابن عدي ثالث6/431الكامل )علل :

- تفرد به مسرور عن األوزاعي فهو منكر.1 - أنه منقطع بين عروة بن رويم وعلي بن أبي طالب.2 - أن مسور بن سعيد غير معروف. قلت : وضعفه ابن حبان والعقيلي.3( في أ : "يساقط".6)( في ت : "ألن".7)( في أ : "صوتا".8)

(5/225)

�ا ) �ا ف�ر�ي ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �م� ل ي �ا م�ر �وا ي �ه� ق�ال �ح م�ل �ه� ق�و م�ه�ا ت �ت ب �ت �ان�27ف�أ ون� م�ا ك �خ ت� ه�ار� �ا أ ( ي�ا ) �غ�ي م�ك� ب

� �ت أ �ان و ء� و�م�ا ك � س� أ �وك� ام ر� �ب �ان� ف�ي28أ ~م� م�ن ك �ل �ك ف� ن �ي �وا ك ه� ق�ال �ي �ل ت إ ار� �ش� ( ف�أ�ا ) �ي م�ه د� ص�ب �ا )29ال �ي �ب �ي ن �ن ع�ل �اب� و�ج� �ت ك �ي� ال �ان �ت �ه� آ د� الل ~ي ع�ب �ن ن�30( ق�ال� إ �ي �ا أ ك �ار� �ي م�ب �ن ( و�ج�ع�ل

�ا ) ي �اة� م�ا د�م ت� ح� ك ة� و�الز� �الص�ال� �ي ب و ص�ان� ت� و�أ �ن ا31م�ا ك �ار� ب �ي ج� ن �ج ع�ل �م ي �ي و�ل �د�ت �و�ال ا ب �ر� ( و�ب

�ا ) ق�ي �ا )32ش� ي ع�ث� ح� �ب �و م� أ م�وت� و�ي� �و م� أ �د ت� و�ي �و م� و�ل م� ع�ل�ي� ي ال� ( 33( و�الس�

وقتادة ، وعبد الرحمن بن زيد. وقال أبو إسحاق ، عن حارثة قال : كنت عند ابن مسعود ، فجاء رجالن فسلم أحدهما ولم يسلم اآلخر ، فقال : ما شأنك ؟ قال أصحابه : حلف أال يكلم الناس اليوم. فقال

عبد الله بن مسعود : كل~م الناس وسلم عليهم ، فإنما تلك امرأة علمت أن أحد�ا الا لها إذا يصدقها أنها حملت من غير زوج. يعني بذلك مريم ، عليها السالم ؛ ليكون عذر�

سئلت. ورواه ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، رحمهما الله.�ي { قالت : وكيف ال ن �ح ز� �ال ت وقال عبد الرحمن بن زيد : لما قال عيسى لمريم : } أ أحزن وأنت معي ؟! ال ذات� زوج وال مملوكة ، أي شيء عذري عند الناس ؟ يا ليتني

�ن� م�ن� ي �ر� �م�ا ت �ا ، قال لها عيسى : أنا أكفيك الكالم : } ف�إ �ا منسي مت قبل هذا وكنت نسي

791

Page 193: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { قال : هذا كله من ي س� �ن �و م� إ ي ~م� ال �ل �ك ح م�ن� ص�و م�ا ف�ل�ن أ �لر� ت� ل �ذ�ر ~ي ن �ن �ح�د�ا ف�ق�ول�ي إ ر� أ �ش� ب الكالم عيسى ألمه. وكذا قال وهب.

�ا ) �ا ف�ر�ي ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �م� ل ي �ا م�ر �وا ي �ه� ق�ال �ح م�ل �ه� ق�و م�ه�ا ت �ت ب �ت �ان�27} ف�أ ون� م�ا ك �خ ت� ه�ار� �ا أ ( ي�ا ) �غ�ي م�ك� ب

� �ت أ �ان و ء� و�م�ا ك � س� أ �وك� ام ر� �ب �ان� ف�ي28أ ~م� م�ن ك �ل �ك ف� ن �ي �وا ك ه� ق�ال �ي �ل ت إ ار� �ش� ( ف�أ�ا ) �ي م�ه د� ص�ب �ا )29ال �ي �ب �ي ن �ن ع�ل �اب� و�ج� �ت ك �ي� ال �ان �ه� آت د� الل ~ي ع�ب �ن ن�30( ق�ال� إ �ي �ا أ ك �ار� �ي م�ب �ن ( و�ج�ع�ل

�ا ) ي �اة� م�ا د�م ت� ح� ك �الص�الة� و�الز� �ي ب و ص�ان� ت� و�أ �ن ا31م�ا ك �ار� ب �ي ج� ن �ج ع�ل �م ي �ي و�ل �د�ت �و�ال ا ب �ر� ( و�ب

�ا ) ق�ي �ا )32ش� ي ع�ث� ح� �ب �و م� أ م�وت� و�ي� �و م� أ �د ت� و�ي �و م� و�ل الم� ع�ل�ي� ي ( {.33( و�الس�

ا عن مريم حين أمرت أن تصوم يومها ذلك ، وأال تكلم أحد�ا من يقول تعالى مخبر� ( فسلمت ألمر الله ، عز وجل ،2( ستكفى أمرها ويقام بحجتها )1البشر فإنها )

�ه� { فلما رأوها كذلك ، �ح م�ل �ه� ق�و م�ه�ا ت �ت ب �ت واستسلمت لقضائه ، وأخذت ولدها } ف�أا �ا { أي : أمر� �ا ف�ر�ي ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �م� ل ي �ا م�ر أعظموا أمرها واستنكروه جد�ا ، وقالوا : } ي

عظيم�ا. قاله مجاهد ، وقتادة والسدي ، وغير واحد.�ار ) ي ( حدثنا3وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي زياد ، حدثنا س�

�الي� قال : وخرج قومها في �ك جعفر بن سليمان ، حدثنا أبو عمران الج�و ني ، عن نوف الب�ا ، فرأوا )4طلبها ، وكانت من أهل بيت نبوة وشرف. فلم يحسوا ) ( راعي5( منها شيئ

�ها ؟ قال : ال ولكني رأيت الليلة من بقري ما لم أره �ع ت بقر فقالوا : رأيت فتاة كذا وكذا نج�دا نحو هذا الوادي. قال عبد الله بن6منها قط. قالوا : وما رأيت ؟ قال : رأيتها ) ( س�

ا ساطع�ا. فتوجهوا حيث قال لهم ، أبي زياد : وأحفظ عن سيار أنه قال : رأيت نور� فاستقبلتهم مريم ، فلما رأتهم قعدت وحملت ابنها في حجرها ، فجاءوا حتى قاموا

ون� { أي : يا �خ ت� ه�ار� �ا أ ا عظيم�ا. } ي �ا { أمر� �ا ف�ر�ي ئ ي ت� ش� ئ �ق�د ج� �م� ل ي �ا م�ر �وا ي عليها ، } ق�ال�ا { أي : أنت من �غ�ي م�ك� ب

� �ت أ �ان و ء� و�م�ا ك � س� أ �وك� ام ر� �ب �ان� أ شبيهة هارون في العبادة } م�ا كبيت طيب طاهر ، معروف بالصالح

__________( في ف ، أ : "فإنه".1)( في ف : "وتقام حجتها".2)( في ت : "سفيان" ، وفي أ : "شيبان".3)( في ت : "يحسبوا".4)( في أ : "فلقوا".5)( في ف ، أ : "رأيتها الليلة".6)

(5/226)

( ، فكيف صدر هذا منك ؟1والعبادة والزهادة )ون� { أي : أخي2قال علي بن أبي طلحة ) �خ ت� ه�ار� �ا أ ( ، والسدي : قيل لها : } ي

( كما يقال للتميمي : يا أخا تميم ، وللمضري : يا أخا3موسى ، وكانت من نسله )مضر.

( به في4وقيل : نسبت إلى رجل صالح كان فيهم اسمه هارون ، فكانت تقاس )العبادة ، والزهادة.

وحكى ابن جرير عن بعضهم : أنهم شبهوها برجل فاجر كان فيهم. يقال له : هارون.

792

Page 194: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ورواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير.وأغرب من هذا كله ما رواه ابن أبي حاتم.

ج�اني ) ن ( حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا المفضل بن5حدثنا علي بن الحسين اله�س�ون� { قال �خ ت� ه�ار� �ا أ ف�ض�الة ، حدثنا أبو صخر ، عن الق�ر�ظي في قول الله عز وجل : } ي : هي أخت هارون ألبيه وأمه ، وهي أخت موسى أخي هارون التي ق�ص�ت أثر موسى ،

ون� { ] القصص : ع�ر� �ش �ب� و�ه�م ال ي ن �ه� ع�ن ج� ت ب �ص�ر� [11} ف�ب وهذا القول خطأ محض ، فإن الله تعالى قد ذكر في كتابه أنه قف�ى بعيسى بعد

�ا وليس بعده إال محمد صلوات الله وسالمه عليه الرسل ، فدل على أنه آخر األنبياء بعث ( ؛ ولهذا ثبت في الصحيح عند البخاري ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي6) ( ليس بيني8( صلى الله عليه وسلم أنه قال : "أنا أولى الناس بابن مريم ؛ إال أنه )7)

ا عن وبينه نبي" ولو كان األمر كما زعم محمد بن كعب القرظي ، لم يكن متأخر� ( داود ؛ فإن الله قد ذكر أن داود بعد9الرسل سوى محمد. ولكان قبل سليمان و )

�ع د� �يل� م�ن ب ائ ر� �س �ي إ �ن م�إل م�ن ب �ل�ى ال �ر� إ �م ت �ل موسى ، عليهما السالم في قوله تعالى : } أ�ب� �ت �ن ك �م إ يت �ه� ق�ال� ه�ل ع�س� �يل� الل ب �ل ف�ي س� �ق�ات �ا ن �ك �ا م�ل �ن ع�ث ل �ه�م� اب �ي� ل �ب �ن �وا ل �ذ ق�ال م�وس�ى إ

�ه�{ ] البقرة : �يل� الل ب �ل� ف�ي س� �ق�ات �ال ن �ا أ �ن �وا و�م�ال �وا ق�ال �ل �ق�ات �ال ت �ال� أ ق�ت �م� ال ك �ي [ فذكر246ع�ل�ل� د�او�د� ج�ال�وت� { اآلية ] البقرة : [ ، والذي جرأ251القصة إلى أن قال : } و�ق�ت

القرظي على هذه المقالة ما في التوراة بعد خروج موسى وبني إسرائيل من البحر ، وإغراق فرعون وقومه ، قال : وكانت مريم بنت عمران أخت موسى وهارون النبيين ،

تضرب بالدف هي والنساء معها يسبحن الله ويشكرنه على ما أنعم به على بني ( هفوة وغلطة شديدة ،10إسرائيل ، فاعتقد القرظي أن هذه هي أم عيسى. وهي )

( أنبيائهم وصالحيهم ، كما قال11بل هي باسم هذه ، وقد كانوا يسمون بأسماء )اإلمام أحمد :

م�اك ، عن علقمة بن وائل ،12حدثنا عبد الله بن إدريس ، سمعت أبي يذكره ) ( عن س� عن المغيرة بن شعبة قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران ،

ون� { �خ ت� ه�ار� �ا أ فقالوا : أرأيت ما تقرءون : } ي__________

( في ت : "والزهاد".1)( في أ : "طالب".2)( في ت : "قبيلته".3)( في ت ، ف : "+تقاسي".4)( في + : "الححستاني".5)( في ف : عليه وسالمه".6)( في ف ، أ : "عن رسول الله".7)( في أ : "إن أولى الناس بابن مريم ألنا إن".8)( في أ : "بن".9)( في ف ، أ : "وهذه".10)( في ف ، أ : "باسم".11)( في أ : "يذكر".12)

(5/227)

793

Page 195: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا ؟ قال : فرجعت فذكرت ذلك لرسول الله صلى اللهم�ون ) �س� �ت ( باألنبياء والصالحين قبلهم ؟".1عليه وسلم فقال : "أال أخبرتهم أنهم كانوا ي

انفرد بإخراجه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، من حديث عبد الله بن إدريس ، عن أبيه ( ، وقال الترمذي : حسن صحيح غريب ، ال نعرفه إال من حديث2، عن سماك ، به )

ابن إدريس.�ة ، عن سعيد بن أبي صدقة ، عن �ي وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن ع�ل

ون� { : ليس بهارون �خ ت� ه�ار� �ا أ �ا قال : إن قوله : } ي ~ئت أن كعب �ب محمد بن سيرين قال ن ( يا أم المؤمنين ، إن كان النبي3أخي موسى. قال : فقالت له عائشة : كذبت ، قال )

صلى الله عليه وسلم قاله ، فهو أعلم وأخبر ، وإال فإني أجد بينهما ستمائة سنة. قال :( وفي هذا التاريخ نظر.4فسكتت )

�ا وقال ابن جرير أيض�ا : حدثنا بشر ، حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : } ي�ا { قال : كانت من أهل بيت �غ�ي م�ك� ب

� �ت أ �ان و ء� و�م�ا ك � س� أ �وك� ام ر� �ب �ان� أ ون� م�ا ك �خ ت� ه�ار� أ يعرفون بالصالح ، وال يعرفون بالفساد ، ]ومن الناس من يعرفون بالصالح ويتوالدون به

�ا ، في عشيرته5، وآخرون يعرفون بالفساد[ ) ( ويتوالدون به. وكان هارون مصلح�ا محبب ( موسى ، ولكنه هارون آخر ، قال : وذكر لنا أنه شيع جنازته6، وليس بهارون أخي )

يوم مات أربعون ألف�ا ، كلهم يسمى هارون ، من بني إسرائيل.�ا { أي : إنهم لما �ي م�ه د� ص�ب �ان� ف�ي ال ~م� م�ن ك �ل �ك ف� ن �ي �وا ك ه� ق�ال �ي �ل ت إ ار� �ش� وقوله : } ف�أ

( ، وقالوا لها ما قالوا معرضين بقذفها ورميها7استرابوا في أمرها واستنكروا قضيتها )ية ، وقد كانت يومها ذلك صائمة ، صامتة فأحالت الكالم عليه ، وأشارت لهم إلى بالفر~م� �ل �ك ف� ن �ي خطابه وكالمه ، فقالوا متهكمين بها ، ظانين أنها تزدري بهم وتلعب بهم : } ك

�ا { ؟ �ي م�ه د� ص�ب �ان� ف�ي ال م�ن ك ه�[ { ) �ي �ل ت ]إ ار� �ش� ( ، قالت : كلموه. فقالوا : على ما8قال ميمون بن م�ه ران : } ف�أ

جاءت به من الداهية تأمرنا أن نكلم من كان في المهد صبيا!�ها ) �ت خ ري ( بنا حين تأمرنا أن نكلم9وقال السدي : لما أشارت إليه غضبوا ، وقالوا : ل�س�

هذا الصبي أشد علينا من زناها.�ا { أي : من هو موجود في مهده في حال �ي م�ه د� ص�ب �ان� ف�ي ال ~م� م�ن ك �ل �ك ف� ن �ي �وا ك } ق�ال

�ه� { أول شيء تكلم به أن نزه جناب د� الل ~ي ع�ب �ن صباه وصغره ، كيف يتكلم ؟ قال : } إ( وبرأ الله عن الولد ، وأثبت لنفسه العبودية لربه.10ربه تعالى )

�ا { : تبرئة ألمه مما نسبت إليه من الفاحشة. �ي �ب �ي ن �ن �اب� و�ج�ع�ل �ت ك �ي� ال �ان وقوله : } آت__________

( في ف ، أ : "يسمون".1) (3155( وسنن الترمذي برقم )2135( وصحيح مسلم برقم )4/252( المسند )2)

(.11315وسنن النسائي الكبرى برقم )( في ف ، أ : "فقال".3)(.16/58( تفسير الطبري )4)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.5)( في أ : "وليس أخي بهارون".6)( في ف ، أ : "قصتها".7)( زيادة من ف ، أ.8)

794

Page 196: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "لسخرتها".9)( في ف ، أ : "عز وجل".10)

(5/228)

قال نوف البكالي : لما قالوا ألمه ما قالوا ، كان يرتضع ثديه ، فنزع الثدي من فمه ،�ا { إلى قوله : �ي �ب �ي ن �ن ع�ل �اب� و�ج� �ت ك �ي� ال �ان �ه� آت د� الل ~ي ع�ب �ن واتكأ على جنبه األيسر ، وقال : } إ

�ا { ي } م�ا د�م ت� ح��اني : رفع إصبعه السبابة فوق منكبه ، وهو يقول : �ن وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت الب

�ا { اآلية. �ي �ب �ي ن �ن ع�ل �اب� و�ج� �ت ك �ي� ال �ان �ه� آت د� الل ~ي ع�ب �ن } إ�اب� { أي : قضى أنه ) �ت ك �ي� ال �ان ( يؤتيني الكتاب فيما قضى.1وقال عكرمة : } آت

(2وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا يحيى بن سعيد ) عن عبد العزيز بن زياد ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، قال : كان عيسى ابن

�ي�3مريم قد درس اإلنجيل وأحكمه ) �ان �ه� آت د� الل ~ي ع�ب �ن ( في بطن أمه فذلك قوله : } إ�ا {. �ي �ب �ي ن �ن ع�ل �اب� و�ج� �ت ك ال

يحيى بن سعيد العطار الحمصي : متروك. ت� { قال مجاهد ، وعمرو بن قيس ، والثوري : �ن ن� م�ا ك �ي �ا أ ك �ار� �ي م�ب �ن ع�ل وقوله : } و�ج�

�ف�اع�ا. وجعلني معلم�ا للخير. وفي رواية عن مجاهد : ن�ي س4وقال ابن جرير : حدثني سليمان بن عبد الجبار ، حدثنا محمد بن يزيد ) ن ( بن خ�

ب بن الورد مولى بني مخزوم قال : لقي عالم عالم�ا هو فوقه المخزومي ، سمعت و�ه�ي في العلم ، فقال له : يرحمك الله ، ما الذي أعلن من عملي ؟ قال : األمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده ، وقد أجمع الفقهاء

ت� { ، وقيل : ما بركته ؟ قال : األمر �ن ن� م�ا ك �ي �ا أ ك �ار� �ي م�ب �ن ع�ل على قول الله : } و�ج�بالمعروف والنهي عن المنكر ، أينما كان.

�ا { كقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه ي �اة� م�ا د�م ت� ح� ك �الص�الة� و�الز� �ي ب و ص�ان� وقوله : } و�أ

�ق�ين� { ] الحجر : ي �ك� ال �ي ت �أ �ى ي ت �ك� ح� ب �د ر� [.99وسلم : } و�اع ب

�الص�الة� �ي ب و ص�ان� وقال عبد الرحمن بن القاسم ، عن مالك بن أنس في قوله : } و�أ

�ا { قال : أخبره بما هو كائن من أمره إلى أن يموت ) ي �اة� م�ا د�م ت� ح� ك ( ، ما أثبتها5و�الز�ألهل القدر.

�ي { أي : وأمرني ببر والدتي ، ذكره بعد طاعة الله ربه ؛ ألن الله �د�ت �و�ال ا ب �ر� وقوله : } و�با ما يقرن ) ( بين األمر بعبادته وطاعة الوالدين ، كما قال تعالى : } و�ق�ض�ى6تعالى كثير�

�ا { ] اإلسراء : ان �ح س� ن� إ �د�ي و�ال �ال �اه� و�ب �ي �ال إ �د�وا إ �ع ب ال ت� �ك� أ ب �ر ل�ي23ر� ك ن� اش

� [ وقال } أ م�ص�ير� { ] لقمان : �ل�ي� ال ك� إ �د�ي �و�ال [.14و�ل

ا عن عبادته ا مستكبر� �ا { أي : ولم يجعلني جبار� ق�ي ا ش� �ار� ب �ي ج� ن �ج ع�ل �م ي وقوله : } و�لوطاعته وبر والدتي ، فأشقى بذلك.

( على الغضب.7قال سفيان الثوري : الجبار الشقي : الذي يقبل )__________

( في ف ، أ : "أن".1)( في أ : "يحيى بن سعيد العطار".2)

795

Page 197: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "وأحكمها".3)( في أ : "زيد".4)( في أ : "أمره حتى يموت".5)( في أ : "قرن كثيرا".6)( في ف : "يقتل".7)

(5/229)

ون� ) �ر� �م ت �ذ�ي ف�يه� ي ح�ق~ ال �م� ق�و ل� ال ي ن� م�ر �د�34ذ�ل�ك� ع�يس�ى اب �خ�ذ� م�ن و�ل �ت �ن ي �ه� أ �ل �ان� ل ( م�ا ك�ون� ) �ك �ن ف�ي �ه� ك �ق�ول� ل �م�ا ي �ن ا ف�إ م ر�

� �ذ�ا ق�ض�ى أ �ه� إ ان ح� ب �د�وه�35س� �م ف�اع ب �ك ب ~ي و�ر� ب �ه� ر� �ن� الل ( و�إ�ق�يم� ) ت اط� م�س �و م�36ه�ذ�ا ص�ر� ه�د� ي وا م�ن م�ش �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل ل� ل �ه�م ف�و�ي ن �ي اب� م�ن ب �ح ز� �ل�ف� األ ت ( ف�اخ

( � ( 37ع�ظ�يم

ا �ر� �ا ، ثم قرأ : } و�ب ا شقي وقال بعض السلف : ال تجد أحد�ا عاق�ا لوالديه إال وجدته جبار��ا { ، قال : وال تجد سيئ الملكة إال وجدته مختاال ق�ي ا ش� �ار� ب �ي ج� ن �ج ع�ل �م ي �ي و�ل �د�ت �و�ال با { �اال ف�خ�ور� ت �ان� م�خ �ح�ب� م�ن ك �ه� ال ي �ن� الل �م إ �ك م�ان ي

� �ت أ �ك ا ، ثم قرأ : } و�م�ا م�ل فخور� [36] النساء :

وقال قتادة : ذكر لنا أن امرأة رأت ابن مريم يحيي الموتى ويبرئ األكمه واألبرص ، في آيات سلطه الله عليهن ، وأذن له فيهن ، فقالت : طوبى للبطن الذي حملك

وللثدي الذي أرضعت به ، فقال نبي الله عيسى ، عليه السالم ، يجيبها : طوبى لمن تال�ا.1كالم ) ا شقي ( الله ، فاتبع ما فيه ولم يكن جبار�

�ا { : إثبات منه لعبوديته ي ع�ث� ح� �ب �و م� أ م�وت� و�ي� �و م� أ �د ت� و�ي �و م� و�ل الم� ع�ل�ي� ي وقوله : } و�الس�

( ويموت ويبعث كسائر الخالئق ، ولكن2لله عز وجل ، وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ) له السالمة في هذه األحوال التي هي أشق ما يكون على العباد ، ]صلوات الله وسالمه

(3عليه[ )ون� ) �ر� �م ت �ذ�ي ف�يه� ي ح�ق~ ال �م� ق�و ل� ال ي ن� م�ر �د�34} ذ�ل�ك� ع�يس�ى اب �خ�ذ� م�ن و�ل �ت �ن ي �ه� أ �ل �ان� ل ( م�ا ك

�ون� ) �ك �ن ف�ي �ه� ك �ق�ول� ل �م�ا ي �ن ا ف�إ م ر�� �ذ�ا ق�ض�ى أ �ه� إ ان ح� ب �د�وه�35س� �م ف�اع ب �ك ب ~ي و�ر� ب �ه� ر� �ن� الل ( و�إ

�ق�يم� ) ت اط� م�س �و م�36ه�ذ�ا ص�ر� ه�د� ي وا م�ن م�ش �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل ل� ل �ه�م ف�و�ي ن �ي اب� م�ن ب �ل�ف� األح ز� ت ( ف�اخ( � ( {.37ع�ظ�يم

( عليك4يقول تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : عليه ذلك الذي قصصنا )ون� { أي : يختلف المبطلون والمحقون �ر� �م ت �ذ�ي ف�يه� ي ح�ق~ ال من خبر عيسى ، } ق�و ل� ال

ممن آمن به وكفر به ؛ ولهذا قرأ األكثرون : "قول الحق" برفع قول. وقرأ عاصم ، ح�ق~ {. وعبد الله بن عامر : } ق�و ل� ال

�ا ، وعن ابن مسعود أنه قرأ : "ذلك عيسى ابن مريم ق�ال� الحق" ، والرفع أظهر إعراب�ر�ين� { ] آل عمران : م�م ت �ن م�ن� ال �ك ~ك� ف�ال ت ب ح�ق� م�ن ر� ،59ويشهد له قوله تعالى : } ال

60.] �خ�ذ� �ت �ن ي �ه� أ �ل �ان� ل �ا ، نزه نفسه المقدسة فقال : } م�ا ك ولما ذكر تعالى أنه خلقه عبد�ا نبي

ا ، �ه� { أي : عما يقول هؤالء الجاهلون الظالمون المعتدون علو�ا كبير� ان ح� ب �د� س� م�ن و�ل�ا فإنما يأمر به ، فيصير ) �ون� { أي : إذا أراد شيئ �ك �ن ف�ي �ه� ك �ق�ول� ل �م�ا ي �ن ا ف�إ م ر�

� �ذ�ا ق�ض�ى أ } إ

796

Page 198: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�م�5 اب� ث �ر� �ق�ه� م�ن ت ل �ل� آد�م� خ� �م�ث �ه� ك د� الل ن �ل� ع�يس�ى ع� �ن� م�ث ( كما يشاء ، كما قال تعالى : } إ�ر�ين� { ] آل عمران : م�م ت �ن م�ن� ال �ك ~ك� ف�ال ت ب ح�ق� م�ن ر� �ون� ال �ك �ن ف�ي �ه� ك [60 ، 59ق�ال� ل

�ق�يم� { أي : ومما ) ت اط� م�س �د�وه� ه�ذ�ا ص�ر� �م ف�اع ب �ك ب ~ي و�ر� ب �ه� ر� �ن� الل ( أمر6وقوله : } و�إ ( ،8( قومه وهو في مهده ، أن أخبرهم إذ ذاك أن الله ربهم وربه )7عيسى به )

�ق�يم� { ت اط� م�س �د�وه� ه�ذ�ا ص�ر� وأمرهم بعبادته ، فقال : } ف�اع ب__________

( في أ : "كتاب".1)( في أ : "يحيي ويميت".2)( زيادة من أ.3)( في ف : "قصصناه".4)( في ت : "فتصير".5)( في ت : "ربما".6)( في ت ، ف ، أ : "به عيسى".7)( في ت ، ف : "ربه وربهم".8)

(5/230)

أي : هذا الذي جئتكم به عن الله صراط مستقيم ، أي : قويم ، من اتبعه رشد وهدي ،ومن خالفه ضل وغوى.

�ه�م { أي : اختلفت ) ن �ي اب� م�ن ب �ل�ف� األح ز� ت ( أقوال أهل الكتاب في1وقوله : } ف�اخ ( ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم2عيسى بعد بيان أمره ووضوح حاله ، وأنه عبده )

�ة ي وروح منه ، فص�م�م�ت طائفة - وهم جمهور اليهود ، عليهم لعائن الله - على أنه ولد زن ( الله. وقال آخرون : هو3، وقالوا : كالمه هذا سحر. وقالت طائفة أخرى : إنما تكلم )

ابن الله ، وقال آخرون : ثالث ثالثة. وقال آخرون : بل هو عبد الله ورسوله. وهذا هو ( عن عمرو بن5( المؤمنين. وقد روي ]نحو هذا[ )4قول الحق ، الذي أرشد الله إليه )

ميمون ، وابن جريج ، وقتادة ، وغير واحد من السلف والخلف.�م�6قال عبد الرزاق : أخبرنا ) ي ن� م�ر ( م�ع م�ر ، عن قتادة في قوله : } ذ�ل�ك� ع�يس�ى اب

ون� { ، قال : اجتمع بنو إسرائيل فأخرجوا منهم أربعة نفر ، �ر� �م ت �ذ�ي ف�يه� ي ح�ق~ ال ق�و ل� ال ( في عيسى حين رفع ، فقال أحدهم : هو الله هبط7أخرج كل قوم عالمهم ، فامتروا )

إلى األرض فأحيا من أحيا ، وأمات من أمات ، ثم صعد إلى السماء - وهم اليعقوبية. ( أنت فيه ، قال : هو ابن الله -8فقال الثالثة : كذبت. ثم قال اثنان منهم للثالث : قل )

وهم النسطورية. فقال االثنان : كذبت. ثم قال أحد االثنين لآلخر : قل فيه. قال : هو ( النصارى ، عليهم9ثالث ثالثة : الله إله ، وهو إله ، وأمه إله - وهم اإلسرائيلية ملوك )

لعائن الله. قال الرابع : كذبت ، بل هو عبد الله ورسوله وروحه ، وكلمته ، وهم المسلمون. فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قالوا ، فاقتتلوا فظ�ه�ر� على المسلمين ،

�اس� { ] آل عمران : ق�س ط� م�ن� الن �ال ون� ب م�ر� �أ �ذ�ين� ي �ل�ون� ال �ق ت وذلك قول الله تعالى : } و�ي

�ه�م { قال :10 [ وقال )21 ن �ي اب� م�ن ب �ل�ف� األح ز� ت ( قتادة : وهم الذين قال الله : } ف�اخ�ا ) (11اختلفوا فيه فصاروا أحزاب

وقد روى ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، وعن عروة بن الزبير ، وعن بعض أهل العلم

797

Page 199: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا من ذلك. وقد ذكر غير واحد من علماء التاريخ من أهل الكتاب وغيرهم : أن ، قريب قسطنطين جمعهم في محفل كبير من مجامعهم الثالثة المشهورة عندهم ، فكان

( منهم ألفين ومائة وسبعين أسقف�ا ، فاختلفوا في عيسى ابن12جماعة األساقفة )�ا ، فقالت كل شرذمة فيه قوال فمائة تقول فيه قوال مريم ، عليه السالم ، اختالف�ا متباين

�ا آخر ، ومائة15( فيه قوال آخر ، وخمسون تقول )14( وسبعون تقول )13) ( فيه شيئ�ا ، ولم يجتمع على مقالة واحدة أكثر من ثالثمائة وثمانية منهم ، وستون تقول شيئ

( إليهم الملك ، وكان فيلسوف�ا ،17( ومال )16اتفقوا على قول وص�م�موا عليه ) فقدمهم ونصرهم وطرد من عداهم ، فوضعوا له األمانة الكبيرة ، بل هي الخيانة

عوا له أشياء ) (18العظيمة ، ووضعوا له كتب القوانين ، وشر�__________

( في أ : "اختلف".1)( في ت : "عبد الله".2)( في ف ، أ : "يكلم".3)( في ت : "فيه".4)( زيادة من أ.5)( في ت : "حدثنا".6)( في أ : "فامتتروا".7)( في أ : "قلت".8)( في ت : "ملك".9)( في ت ، ف ، أ : "قال".10)(.2/9( تفسير عبد الرزاق )11)( في ت : "األساومة".12)( في أ : "شيئا".13)( في ف ، أ : "يقولون".14)( في ف ، أ : "يقولون".15)( في ت : "عليهم".16)( في ف ، أ : "فمال".17)( في أ : "شيئا".18)

(5/231)

�ين� ) ل� م�ب �و م� ف�ي ض�ال� ي �م�ون� ال �ك�ن� الظ�ال �ا ل �ن �ون ت �أ �و م� ي ص�ر ي �ب �ه�م و�أ م�ع ب س� ( 38أ

فوا دين المسيح ، وغيروه ، فابتنى حينئذ لهم ) ( الكنائس1وابتدعوا بدع�ا كثيرة ، وح�ر� الكبار في مملكته كلها : بالد الشام ، والجزيرة ، والروم ، فكان مبلغ الكنائس في

( ألف كنيسة ، وبنت أمه هيالنة ق�م�امة على المكان2أيامه ما يقارب اثنتي عشرة ) ( الذي تزعم اليهود والنصارى أنه المسيح ، وقد كذبوا ،3الذي صلب فيه المصلوب )بل رفعه الله إلى السماء.

� { تهديد ووعيد شديد لمن كذب � ع�ظ�يم �و م ه�د� ي وا م�ن م�ش �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل ل� ل وقوله : } ف�و�ي

798

Page 200: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

على الله ، وافترى ، وزعم أن له ولدا. ولكن أنظرهم تعالى إلى يوم القيامة وأجلهم حلم�ا وثقة بقدرته عليهم ؛ فإنه الذي ال يعجل على من عصاه ، كما جاء في

( للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته" ثم قرأ رسول الله4الصحيحين : "إن الله ليملي )�يم� �ل �خ ذ�ه� أ �ن� أ �م�ة� إ ى و�ه�ي� ظ�ال ق�ر� �خ�ذ� ال �ذ�ا أ ~ك� إ ب �خ ذ� ر� �ذ�ل�ك� أ صلى الله عليه وسلم : } و�ك

د�يد� { ] هود : [ وفي الصحيحين أيض�ا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه102ش� ( من الله ، إنهم يجعلون له ولدا ، وهو يرزقهم5قال : "ال أحد أصبر على أذى سمعه )

�م�6ويعافيهم" ) �م�ة� ث �ه�ا و�ه�ي� ظ�ال ت� ل �ي م ل� �ة� أ ي ~ن م�ن ق�ر ي

� �أ (. وقد قال الله تعالى : } و�ك م�ص�ير� { ] الحج : �ل�ي� ال �ه�ا و�إ ذ ت �خ� �ع م�ل�48أ �ه� غ�اف�ال ع�م�ا ي �ن� الل ب �ح س� [ وقال تعالى : } و�ال ت

ص�ار� { ] إبراهيم : خ�ص� ف�يه� األب �ش � ت �و م �ي ه�م ل �ؤ�خ~ر� �م�ا ي �ن �م�ون� إ [ ولهذا قال هاهنا :42الظ�ال� { أي : يوم القيامة ، وقد جاء في الحديث � ع�ظ�يم �و م ه�د� ي وا م�ن م�ش �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل ل� ل } ف�و�ي

الصحيح المتفق على صحته ، عن عبادة بن الصامت ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من شهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له وأن

( وكلمته ألقاها إلى مريم وروح7محمد�ا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ]ورسوله[ )(8منه ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل" )

�ين� ) �و م� ف�ي ض�الل� م�ب ي �م�ون� ال �ك�ن� الظ�ال �ا ل �ن �ون ت �أ �و م� ي ص�ر ي �ب �ه�م و�أ م�ع ب س� ( {38} أ

__________( في ت ، ف ، أ : "فابتنى لهم حينئذ".1)( في أ : "اثنى عشر" ، وهو خطأ والصواب ما باألصل.2)( في ت : "المصلون".3)( في ت : "إنه ليملي".4)( في ت : "يسمعه".5)(.2804( وصحيح مسلم برقم )6099( صحيح البخاري برقم )6)( زيادة من ف ، أ ، والبخاري ومسلم.7)(.29( وصحيح مسلم برقم )3435( صحيح البخاري برقم )8)

(5/232)

�ون� ) �ؤ م�ن �ة� و�ه�م ال� ي �م ر� و�ه�م ف�ي غ�ف ل �ذ ق�ض�ي� األ ة� إ ر� ح�س �و م� ال ه�م ي ذ�ر ن� �ر�ث�39و�أ �ح ن� ن �ا ن �ن ( إ

ج�ع�ون� ) �ر �ا ي ن �ي �ل ه�ا و�إ �ي ر ض� و�م�ن ع�ل� ( 40األ

�ون� ) �ؤ م�ن �ة� و�ه�م ال ي �ذ ق�ض�ي� األم ر� و�ه�م ف�ي غ�ف ل ة� إ ر� ح�س �و م� ال ه�م ي ذ�ر ن� �ح ن�39} و�أ �ا ن �ن ( إ

ج�ع�ون� ) �ر �ا ي ن �ي �ل ه�ا و�إ �ي �ر�ث� األر ض� و�م�ن ع�ل ( {.40نا عن الكفار ]يوم القيامة[ ) ه كما قال1يقول تعالى مخبر� ص�ر� م�ع� شيء وأب ( أنهم أس

�ا ع ن ج� �ا ف�ار م�ع ن �ا و�س� ن ص�ر �ب �ا أ �ن ب ~ه�م ر� ب د� ر� ن ه�م ع� ء�وس� و ر� �اك�س� م�ج ر�م�ون� ن �ذ� ال ى إ �ر� �و ت تعالى : } و�ل�ون� { ] السجدة : �ا م�وق�ن �ن ا إ �ح� �ع م�ل ص�ال [ أي : يقولون ذلك حين ال ينفعهم وال يجدي12ن

�ا ، ولو كان هذا قبل معاينة العذاب ، لكان نافع�ا لهم ومنقذ�ا من عذاب2) ( عنهم شيئ( } ص�ر �ب �ه�م و�أ م�ع ب س

� �ا {3الله ، ولهذا قال : } أ �ن �ون ت �أ �و م� ي ( أي : ما أسمعهم وأبصرهم } ي�ين� { أي : �و م� { أي : في الدنيا } ف�ي ض�الل� م�ب ي �م�ون� ال �ك�ن� الظ�ال يعني : يوم القيامة } ل

ال يسمعون وال يبصرون وال يعقلون ، فحيث يطلب منهم الهدى ال يهتدون ، ويكونون

799

Page 201: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

مطيعين حيث ال ينفعهم ذلك.__________

( زيادة من ف ، أ.1)( في ت : "يجزي".2)( في أ : "به".3)

(5/232)

�ذ ق�ض�ي� ة� { أي : أنذر الخالئق يوم الحسرة ، } إ ر� ح�س �و م� ال ه�م ي ذ�ر ن� ثم قال تعالى : } و�أ

األم ر� { أي : فصل بين أهل الجنة وأهل النار ، ود�خل كل إلى ما صار إليه مخلد�ا فيه ،�ص�دقون �ون� { أي : ال ي �ؤ م�ن �ة� { عما أنذروا به } و�ه�م ال ي } و�ه�م { أي : اليوم } ف�ي غ�ف ل

به. قال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي

( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل أهل الجنة1سعيد ]الخدري[ ) الجنة ، وأهل النار النار ، يجاء بالموت كأنه كبش أملح ، فيوقف بين الجنة والنار ،

( ويقولون :2فيقال : يا أهل الجنة ، هل تعرفون هذا ؟ قال : "فيشرئبون ]فينظرون[ ) نعم هذا الموت". قال : "فيقال : يا أهل النار ، هل تعرفون هذا ؟ قال : فيشرئبون

( فيذبح" قال : "ويقال : يا3فينظرون ويقولون : نعم ، هذا الموت" قال : "فيؤمر به ) أهل الجنة ، خلود وال موت ، ويا أهل النار خلود وال موت" قال : ثم قرأ رسول الله

�ة� { وأشار �ذ ق�ض�ي� األم ر� و�ه�م ف�ي غ�ف ل ة� إ ر� ح�س �و م� ال ه�م ي ذ�ر ن� صلى الله عليه وسلم : } و�أ

( قال : "أهل الدنيا في غفلة الدنيا".4بيده ) هكذا رواه اإلمام أحمد وقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، من حديث

(. ولفظهما قريب من ذلك. وقد روى هذا الحديث الحسن بن عرفة :5األعمش ، به ) حدثني أسباط بن محمد ، عن األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة مرفوع�ا ،

مثله. وفي سنن ابن ماجه وغيره ، من حديث محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن ج قال :7( وهو في الصحيحين عن ابن عمر )6أبي هريرة بنحوه ) ي (. ورواه ابن ج�ر�

(. ورواه أيض�ا عن أبيه أنه سمع عبيد بن عمير8قال ابن عباس : فذكر من قبله نحوه ) ( وقال سفيان9يقول في قصصه : يؤتى بالموت كأنه دابة ، فيذبح والناس ينظرون )

�ه�يل ، حدثنا أبو الزعراء ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - في الثوري ، عن سلمة بن ك قصة ذكرها ، قال : فليس نفس إال وهي تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار ، وهو يوم الحسرة. ]فيرى أهل النار البيت الذي الذي كان قد أعده الله لهم لو آمنوا ، فيقال لهم : لو آمنتم وعملتم صالحا ، كان لكم هذا الذي ترونه في الجنة ، فتأخذهم الحسرة[

( قال : ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار ، فيقال : لوال أن م�ن� الله عليكم... )10)11)

ه�م ذ�ر ن� �ي ش ، عن ابن مسعود في قوله : } و�أ ب وقال السدي ، عن زياد ، عن ز�ر~ بن ح�

�ذ ق�ض�ي� األم ر� { قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، أتي ة� إ ر� ح�س �و م� ال ي بالموت في صورة كبش أملح ، حتى يوقف بين الجنة والنار ، ثم ينادي مناد : يا أهل

�ميت� الناس في الدنيا ، فال يبقى أحد في أهل عليين وال الجنة ، هذا الموت الذي كان يفي أسفل درجة في الجنة إال نظر إليه ، ثم ينادى : يا أهل

800

Page 202: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( زيادة من ف.1)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.2)( في ت : "فيؤتى بهم".3)(.3/9( المسند )4)(.2849( وصحيح مسلم برقم )4730( صحيح البخاري برقم )5)(.4327( سنن ابن ماجه برقم )6)(.2850( وصحيح مسلم برقم )6548( صحيح البخاري برقم )7)(.16/66( أخرجه الطبري في تفسيره )8)(.16/67( أخرجه الطبري في تفسيره )9)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.10)(.16/66( رواه الطبري في تفسيره )11)

(5/233)

�ا ) �ي �ب �ان� ص�د~يق�ا ن �ه� ك �ن اه�يم� إ ر� �ب �اب� إ �ت ك �ر ف�ي ال �د� م�ا ال�41و�اذ ك �ع ب �م� ت �ت� ل �ب �ا أ �يه� ي �ب �ذ ق�ال� أل� ( إ�ا ) ئ ي ك� ش� �ي ع�ن �غ ن ص�ر� و�ال� ي �ب م�ع� و�ال� ي �س �ك�42ي ت �أ �م ي � م�ا ل م ع�ل �ي م�ن� ال اء�ن ~ي ق�د ج� �ن �ت� إ �ب �ا أ ( ي

�ا ) و�ي اط�ا س� �ه د�ك� ص�ر� �ي أ �ع ن �ب ح م�ن�43ف�ات �لر� �ان� ل ط�ان� ك ي �ن� الش� ط�ان� إ ي �د� الش� �ع ب �ت� ال� ت �ب �ا أ ( ي�ا ) �ا )44ع�ص�ي �ي ط�ان� و�ل ي �لش� �ون� ل �ك ح م�ن� ف�ت �م�س�ك� ع�ذ�اب� م�ن� الر� ن ي

� �خ�اف� أ ~ي أ �ن �ت� إ �ب �ا أ (45( ي

النار ، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا ، فال يبقى أحد في ضحضاح من نار وال في أسفل درك من جهنم ، إال نظر إليه ، ثم يذبح بين الجنة والنار ، ثم ينادى : يا

أهل الجنة ، هو الخلود أبد اآلبدين ، ويا أهل النار ، هو الخلود أبد اآلبدين ، فيفرح أهل�ا �ا من فرح ماتوا ، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميت الجنة فرحة لو كان أحد ميت�ذ ق�ض�ي� األم ر� { يقول : إذا ذبح ة� إ ر� ح�س �و م� ال ه�م ي ذ�ر ن

� من شهقة ماتوا فذلك قوله : } و�أالموت. رواه ابن أبي حاتم في تفسيره.

ة� { من ر� ح�س �و م� ال ه�م ي ذ�ر ن� وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : } و�أ

أسماء يوم القيامة عظمه الله وحذره عباده.ة� { قال : يوم ر� ح�س �و م� ال ه�م ي ذ�ر ن

� وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : } و�أ�ه� { ] الزمر : ب� الل ن ط ت� ف�ي ج� �ا ع�ل�ى م�ا ف�ر� ت ر� �ا ح�س �ف س� ي �ق�ول� ن �ن ت القيامة ، وقرأ : } أ

56] ج�ع�ون� { يخبر تعالى أنه الخالق �ر �ا ي ن �ي �ل ه�ا و�إ �ي �ر�ث� األر ض� و�م�ن ع�ل �ح ن� ن �ا ن �ن وقوله : } إ

�د�عي المالك المتصرف ، وأن الخلق كلهم يهلكون ويبقى هو ، تعالى وتقدس وال أحد ي م�ل كا وال تصرف�ا ، بل هو الوارث لجميع خلقه ، الباقي بعدهم ، الحاكم فيهم ، فال تظلم

�ا وال جناح بعوضة وال مثقال ذرة. نفس شيئ قال ابن أبي حاتم : ذكر هدبة بن خالد القيسي : حدثنا حزم بن أبي حزم الق�ط�عي

قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن صاحب الكوفة : أما بعد ، فإن الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت ، فجعل مصيرهم إليه ، وقال فيما

أنزل من كتابه الصادق الذي حفظه بعلمه ، وأشهد مالئكته على خلقه : أنه يرث األرض

801

Page 203: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ومن عليها ، وإليه يرجعون.�ا ) �ي �ب �ان� ص�د~يق�ا ن �ه� ك �ن اه�يم� إ ر� �ب �اب� إ �ت ك �ر ف�ي ال �د� م�ا ال41} و�اذ ك �ع ب �م� ت �ت� ل �ب �ا أ �يه� ي �ذ ق�ال� ألب ( إ

�ا ) ئ ي ك� ش� �ي ع�ن �غ ن ص�ر� و�ال ي �ب م�ع� و�ال ي �س �ك�42ي ت �أ �م ي � م�ا ل م ع�ل �ي م�ن� ال اء�ن ~ي ق�د ج� �ن �ت� إ �ب �ا أ ( ي�ا ) و�ي اط�ا س� �ه د�ك� ص�ر� �ي أ �ع ن �ب ح م�ن�43ف�ات �لر� �ان� ل ط�ان� ك ي �ن� الش� ط�ان� إ ي �د� الش� �ع ب �ت� ال ت �ب �ا أ ( ي

�ا ) �ا )44ع�ص�ي �ي ط�ان� و�ل ي �لش� �ون� ل �ك ح م�ن� ف�ت �م�س�ك� ع�ذ�اب� م�ن� الر� ن ي� �خ�اف� أ ~ي أ �ن �ت� إ �ب �ا أ (45( ي

.} ( : واذكر في الكتاب إبراهيم واتل�ه1يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم )

على قومك ، هؤالء الذين يعبدون األصنام ، واذكر لهم ما كان من خبر إبراهيم خليل�ا -3( هم من ذريته ، ويدعون أنهم على ملته ، وهو )2الرحمن الذين ) ( كان صديق�ا نبي

ص�ر� و�ال �ب م�ع� و�ال ي �س �د� م�ا ال ي �ع ب �م� ت �ت� ل �ب �ا أ مع أبيه - كيف نهاه عن عبادة األصنام فقال ، } يا. �ا { أي : ال ينفعك وال يدفع عنك ضرر� ئ ي ك� ش� �ي ع�ن �غ ن ي

�ك� { : يقول : فإن كنت من صلبك وترى أني ت �أ �م ي � م�ا ل م ع�ل �ي م�ن� ال اء�ن ~ي ق�د ج� �ن �ت� إ �ب �ا أ } ي أصغر منك ، ألني ولدك ، فاعلم أني قد اطلعت من العلم من الله على ما لم تعلمه

�ا { أي : طريق�ا و�ي اط�ا س� �ه د�ك� ص�ر� �ي أ �ع ن �ب أنت وال اطلعت عليه وال جاءك بعد ، } ف�اتمستقيم�ا موصال إلى نيل المطلوب ، والنجاة من المرهوب.

__________( في ف : "صلوات الله وسالمه عليه".1)( في ف ، ت : "الذي".2)( في : "وقد".3)

(5/234)

�ا ) �ي �ي م�ل ن �ك� و�اه ج�ر ج�م�ن ر� �ه� أل� ت �ن �م ت �ن ل �ئ اه�يم� ل ر� �ب �ا إ �ي ي �ه�ت �ل ت� ع�ن آ �ن اغ�ب� أ ر�

� ( ق�ال�46ق�ال� أ�ا ) �ي ح�ف�ي �ان� ب �ه� ك �ن ~ي إ ب �غ ف�ر� ل�ك� ر� ت س

� أ ك� س� �ي م� ع�ل ال� �د ع�ون� م�ن د�ون�47س� �م و�م�ا ت �ك �ز�ل ع ت� ( و�أ

�ا ) ق�ي ~ي ش� ب �د�ع�اء� ر� �ون� ب �ك �ال� أ ~ي ع�س�ى أ ب �د ع�و ر� �ه� و�أ ( 48الل

ط�ان� { أي : ال تطعه ) ي �د� الش� �ع ب �ت� ال ت �ب �ا أ ( في عبادتك هذه األصنام ، فإنه هو1} ي�ن ال �ي آد�م� أ �ن �ا ب �م ي ك �ي �ل ع ه�د إ

� �م أ �ل الداعي إلى ذلك ، والراضي به ، كما قال تعالى : } أ ط�ان� { ] يس : ي �د�وا الش� �ع ب �ال60ت �د ع�ون� إ �ن ي �ا و�إ �اث �ن �ال إ �ه� إ �د ع�ون� م�ن د�ون �ن ي [ وقال : } إ�ا م�ر�يد�ا { ] النساء : ط�ان ي [117ش�

ا عن طاعة ربه ، �ا { أي : مخالف�ا مستكبر� ح م�ن� ع�ص�ي �لر� �ان� ل ط�ان� ك ي �ن� الش� وقوله : } إفطرده وأبعده ، فال تتبعه تصر مثله.

ح م�ن� { أي : على شركك وعصيانك لما �م�س�ك� ع�ذ�اب� م�ن� الر� ن ي� �خ�اف� أ ~ي أ �ن �ت� إ �ب �ا أ } ي

�ا { ) �ي ط�ان� و�ل ي �لش� �ون� ل �ك �ا2آمرك به ، } ف�ت ا وال مغيث ( يعني : فال يكون لك مولى وال ناصر� إال إبليس ، وليس إليه وال إلى غيره من األمر شيء ، بل اتباعك له موجب إلحاطة

ط�ان� ي �ه�م� الش� �ن� ل ي ل�ك� ف�ز� � م�ن ق�ب م�م� �ل�ى أ �ا إ ن ل س� ر

� �ق�د أ �ه� ل �الل العذاب بك ، كما قال تعالى : } ت�يم� { ] النحل : �ل �ه�م ع�ذ�اب� أ �و م� و�ل ي �ه�م� ال �ي �ه�م ف�ه�و� و�ل �ع م�ال [.63أ

�ا ) �ي �ي م�ل ن �ك� و�اه ج�ر ج�م�ن �ه� ألر ت �ن �م ت �ن ل �ئ اه�يم� ل ر� �ب �ا إ �ي ي �ه�ت ت� ع�ن آل �ن اغ�ب� أ ر�� ( ق�ال�46} ق�ال� أ

�ا ) �ي ح�ف�ي �ان� ب �ه� ك �ن ~ي إ ب �غ ف�ر� ل�ك� ر� ت س� أ ك� س� �ي �د ع�ون� م�ن د�ون�47س�الم� ع�ل �م و�م�ا ت �ك �ز�ل ع ت

� ( و�أ

802

Page 204: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ) ق�ي ~ي ش� ب �د�ع�اء� ر� �ون� ب �ك �ال أ ~ي ع�س�ى أ ب �د ع�و ر� �ه� و�أ ( {.48اللا عن جواب أبي إبراهيم ]لولده إبراهيم[ ) ( فيما دعاه إليه أنه قال :3يقول تعالى مخبر�اه�يم� { يعني : ]إن كنت ال[ ) ر� �ب �ا إ �ي ي �ه�ت ت� ع�ن آل �ن اغ�ب� أ ر�

� ( تريد عبادتها وال ترضاها ،4} أ فانته عن سبها وشتمها وعيبها ، فإنك إن لم تنته عن ذلك اقتصصت� منك وشتمتك

�ك� { ، قاله ابن عباس ، والسدي ، وابن جريج ،5وسببتك ، وهو ) ج�م�ن ( قوله : } ألروالضحاك ، وغيرهم.

�ا { : قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن �ي �ي م�ل ن وقوله : } و�اه ج�را. إسحاق : يعني دهر�

�ا { قال : أبد�ا. �ي �ي م�ل ن �ا طويال. وقال السدي : } و�اه ج�ر وقال الحسن البصري : زمان�ا �ا { قال : سوي �ي �ي م�ل ن وقال علي بن أبي طلحة ، والعوفي ، عن ابن عباس : } و�اه ج�ر سالم�ا ، قبل أن تصيبك مني عقوبة. وكذا قال الضحاك ، وقتادة وعطية الج�د�لي و]أبو[

( مالك ، وغيرهم ، واختاره ابن جرير.6)�ذ�ا ك� { كما قال تعالى في صفة المؤمنين : } و�إ �ي فعندها قال إبراهيم ألبيه : } س�الم� ع�ل

�وا س�الم�ا { ] الفرقان : ج�اه�ل�ون� ق�ال �ه�م� ال �غ و�63خ�اط�ب م�ع�وا الل �ذ�ا س� [ وقال تعالى : } و�إ�ين� { ج�اه�ل �غ�ي ال ت �ب �م ال ن ك �ي �م س�الم� ع�ل �ك �ع م�ال �م أ �ك �ا و�ل �ن �ع م�ال �ا أ �ن �وا ل ه� و�ق�ال ض�وا ع�ن �ع ر� أ

[.55] القصص : __________

( في أ : "ال تطيعه" وهو خطأ ، والصواب ما باألصل.1)( في ت : "فيكون".2)( زيادة من ف ، أ.3)( زيادة من ف ، أ ، وفي هـ : "أما".4)( في أ : "وهي".5)( زيادة من ف ، أ.6)

(5/235)

�ا ) �ي �ب �ا ن ن ع�ل �ال� ج� �ع ق�وب� و�ك ح�اق� و�ي �س �ه� إ �ا ل ن �ه� و�ه�ب �د�ون� م�ن د�ون� الل �ع ب �ه�م و�م�ا ي ل �ز� �م�ا اع ت (49ف�ل�ا ) �ي ان� ص�د ق� ع�ل �ه�م ل�س� �ا ل ن ع�ل �ا و�ج� �ن ح م�ت �ه�م م�ن ر� �ا ل ن ( 50و�و�ه�ب

ك� { يعني : أما أنا فال ينالك مني مكروه وال أذى �ي ومعنى قول إبراهيم ألبيه : } س�الم� ع�ل~ي { أي : ولكن سأسال الله تعالى فيك أن ب �غ ف�ر� ل�ك� ر� ت س

� أ ، وذلك لحرمة األبوة ، } س��ا { قال ابن عباس وغيره : لطيف�ا ، أي : في أن �ي ح�ف�ي �ان� ب �ه� ك �ن يهديك ويغفر ذنبك ، } إ�ا { قال �ي ح�ف�ي �ان� ب �ه� ك �ن هداني لعبادته واإلخالص له. وقال مجاهد وقتادة ، وغيرهما : } إ

( ع�و�د�ه اإلجابة.2( : ]و[ )1)�م بأمره. �ه ت وقال السدي : "الحفي" : الذي ي

وقد استغفر إبراهيم ألبيه مدة طويلة ، وبعد أن هاجر إلى الشام وبنى المسجد�ا ) �ن ب (3الحرام ، وبعد أن ولد له إسماعيل وإسحاق ، عليهما السالم ، في قوله : } ر�

اب� { ] إبراهيم : ح�س� �ق�وم� ال �و م� ي �ين� ي م�ؤ م�ن �ل �د�ي� و�ل �و�ال [.41اغ ف�ر ل�ي و�ل وقد استغفر المسلمون لقراباتهم وأهليهم من المشركين في ابتداء اإلسالم ، وذلك

803

Page 205: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ة� ن و�ة� ح�س� س� �م أ �ك �ت ل �ان اقتداء بإبراهيم الخليل في ذلك حتى أنزل الله تعالى : } ق�د ك

�ا ن �ف�ر �ه� ك �د�ون� م�ن د�ون� الل �ع ب �م و�م�م�ا ت ك آء� م�ن �ر� �ا ب �ن �ق�و م�ه�م إ �وا ل �ذ ق�ال �ذ�ين� م�ع�ه� إ اه�يم� و�ال ر� �ب ف�ي إ�يه� اه�يم� ألب ر� �ب �ال ق�و ل� إ �ه� و�ح د�ه� إ �الل �وا ب �ؤ م�ن �ى ت ت �د�ا ح� �ب �غ ض�اء� أ ب ع�د�او�ة� و�ال �م� ال �ك ن �ي �ا و�ب �ن ن �ي �د�ا ب �م و�ب �ك ب

ي ء� { اآلية ] الممتحنة : �ه� م�ن ش� م ل�ك� ل�ك� م�ن� الل� ن� ل�ك� و�م�ا أ �غ ف�ر� ت [ ، يعني إال في4ألس

( تتأسوا به. ثم بين تعالى أن إبراهيم أقلع عن ذلك ، ورجع عنه ،4هذا القول ، فال )�ول�ي5فقال ) �وا أ �ان �و ك �ين� و�ل ر�ك م�ش �ل وا ل �غ ف�ر� ت �س �ن ي �وا أ �ذ�ين� آم�ن �ي~ و�ال �ب �لن �ان� ل ( تعالى : } م�ا ك

� { ] التوبة : ج�ح�يم ص ح�اب� ال� �ه�م أ ن

� �ه�م أ �ن� ل �ي �ب �ع د� م�ا ت �ى م�ن ب ب [.114 ، 113ق�ر~ي { أي : أجتنبكم وأتبرأ منكم ب �د ع�و ر� �ه� و�أ �د ع�ون� م�ن د�ون� الل �م و�م�ا ت �ك �ز�ل ع ت

� وقوله : } و�أ~ي { أي : وأعبد ربي وحده6ومن آلهتكم التي تعبدونها ]من دون الله[ ) ب �د ع�و ر� ( ، } و�أ

�ا { و "عسى" هذه موجبة ال محالة ، ق�ي ~ي ش� ب �د�ع�اء� ر� �ون� ب �ك �ال أ ال شريك له ، } ع�س�ى أفإنه عليه السالم ، سيد األنبياء بعد محمد صلى الله عليه سلم.

�ا ) �ي �ب �ا ن ن ع�ل �ال ج� �ع ق�وب� و�ك ح�اق� و�ي �س �ه� إ �ا ل ن �ه� و�ه�ب �د�ون� م�ن د�ون� الل �ع ب �ه�م و�م�ا ي ل �ز� �م�ا اع ت (49} ف�ل�ا ) �ي ان� ص�د ق� ع�ل �ه�م ل�س� �ا ل ن ع�ل �ا و�ج� �ن ح م�ت �ه�م م�ن ر� �ا ل ن ( {.50و�و�ه�ب

يقول : فلما اعتزل الخليل أباه وقومه في الله ، أبدله الله من هو خير منهم ، ووهب له�ة� �اف�ل �ع ق�وب� ن إسحاق ويعقوب ، يعني ابنه وابن إسحاق ، كما قال في اآلية األخرى : } و�ي

�ع ق�وب� { ] هود : 72{ ] األنبياء : ح�اق� ي �س اء� إ [.71 [ ، وقال : } و�م�ن و�ر� �م ت �ن �م ك وال خالف أن إسحاق والد يعقوب ، وهو نص القرآن في سورة البقرة : } أ

�ه� �ل �ه�ك� و�إ �ل �د� إ �ع ب �وا ن �ع د�ي ق�ال �د�ون� م�ن ب �ع ب �يه� م�ا ت �ن �ب �ذ ق�ال� ل م�و ت� إ �ع ق�وب� ال �ذ ح�ض�ر� ي ه�د�اء� إ ش�ح�اق� { ] البقرة : �س م�اع�يل� و�إ �س اه�يم� و�إ ر� �ب �ك� إ �ائ [. ولهذا إنما ذكر هاهنا إسحاق133آب

ويعقوب ، أي : جعلنا له نسال وعقبا أنبياء ، أقر الله بهم__________

( في أ : "قالوا".1)( زيادة من ت.2)( في ت ، ف ، أ : "رب".3)( في ت : "وال".4)( في ت : "وقال".5)( زيادة من ف ، أ.6)

(5/236)

�ا ) �ي �ب وال� ن س� �ان� ر� ل�ص�ا و�ك �ان� م�خ �ه� ك �ن �اب� م�وس�ى إ �ت ك �ر ف�ي ال ( 51و�اذ ك

�بئ في حياة �ا { ، فلو لم يكن يعقوب قد ن �ي �ب �ا ن ن ع�ل �ال ج� عينه في حياته ؛ ولهذا قال : } و�ك إبراهيم ، لما اقتصر عليه ، ولذكر ولده يوسف ، فإنه نبي أيض�ا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته ، حين سئل عن خير الناس ، فقال : "يوسف نبي الله ، ابن يعقوب نبي الله ، ابن إسحاق نبي الله ، ابن إبراهيم

( وفي اللفظ اآلخر : "إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم :1خليل الله" )(2يوسف� بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم" )

�ا { : قال علي بن أبي �ي ان� ص�د ق� ع�ل �ه�م ل�س� �ا ل ن ع�ل �ا و�ج� �ن ح م�ت �ه�م م�ن ر� �ا ل ن وقوله : } و�و�ه�ب

804

Page 206: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

طلحة ، عن ابن عباس : يعني الثناء الحسن. وكذا قال السدي ، ومالك بن أنس.�ا { ؛ ألن جميع الملل واألديان يثنون عليهم �ي وقال ابن جرير : إنما قال : } ع�ل

ويمدحونهم ، صلوات الله وسالمه عليهم أجمعين.�ا ) �ي �ب س�وال ن �ان� ر� ل�ص�ا و�ك �ان� م�خ �ه� ك �ن �اب� م�وس�ى إ �ت ك �ر ف�ي ال ( {51} و�اذ ك

__________(.2378( وصحيح مسلم برقم )3374( صحيح البخاري برقم )1)(.4688( صحيح البخاري برقم )2)

(5/237)

�ا ) ي �ج� �اه� ن ن ب م�ن� و�ق�ر� �ي �ب� الط�ور� األ ان �اه� م�ن ج� ن �اد�ي ون�52و�ن �خ�اه� ه�ار� �ا أ �ن ح م�ت �ه� م�ن ر� �ا ل ن ( و�و�ه�ب�ا ) �ي �ب ( 53ن

�ا ) ي �ج� �اه� ن ن ب م�ن� و�ق�ر� �ب� الط�ور� األي ان �اه� م�ن ج� ن �اد�ي ون�52} و�ن �خ�اه� ه�ار� �ا أ �ن ح م�ت �ه� م�ن ر� �ا ل ن ( و�و�ه�ب�ا ) �ي �ب ( {.53ن

�ر ف�ي لما ذكر تعالى إبراهيم الخليل وأثنى عليه ، عطف بذكر الكليم ، فقال : } و�اذ كل�ص�ا { قرأ بعضهم بكسر الالم ، من اإلخالص في العبادة. �ان� م�خ �ه� ك �ن �اب� م�وس�ى إ �ت ك ال

ف�يع )1قال الثوري ) ( قال : قال3( ، عن أبي لبابة )2( ، عن عبد العزيز بن ر� الحواريون : يا روح الله ، أخبرنا عن المخلص لله. قال : الذي يعمل لله ، ال يحب أن

يحمده الناس.�ك�4وقرأ اآلخرون ) ت ~ي اص ط�ف�ي �ن ( بفتحها ، بمعنى أنه كان مصطفى ، كما قال تعالى : } إ

�اس� { ] األعراف : [.144ع�ل�ى الن�ا { ، ج�م�ع له بين الوصفين ، فإنه كان من المرسلين الكبار أولي ) �ي �ب وال ن س� �ان� ر� (5} و�ك

العزم الخمسة ، وهم : نوح وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، صلوات اللهوسالمه عليهم وعلى سائر األنبياء أجمعين.

م�ن� { أي : من جانبه األيمن �ب� الط�ور� { أي : الجبل } األي ان �اه� م�ن ج� ن �اد�ي وقوله : } و�ن من موسى حين ذهب يبتغي من تلك النار جذوة ، رآها تلوح فقصدها ، فوجدها في

( ، عند شاطئ الوادي. فكلمه الله تعالى ، ناداه وقربه6جانب الطور األيمن منه ) ( ، حدثنا يحيى - هو القطان - حدثنا8(. قال ابن جرير : حدثنا ابن بشار )7وناجاه )

�اه�9سفيان ، عن عطاء بن السائب ) ن ب ( ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : } و�ق�ر��ا { قال : أدني حتى سمع ) ي �ج� ( صريف القلم.10ن

__________( في أ : "قال العوفي".1)( في ت : "نفيع".2)( في ت : "تمامة".3)( في أ : "قرأ آخرون".4)( في ت : "وأولي".5)( في ت ، ف ، أ : "منه غربية".6)( في ت : "ناداه أو قربه فناجاه".7)

805

Page 207: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "ابن يسار".8)( في ت : "ابن يساري" ، وفي أ : "ابن يسار".9)( في ت : "يسمع".10)

(5/237)

�ا ) �ي �ب وال� ن س� �ان� ر� و�ع د� و�ك �ان� ص�اد�ق� ال �ه� ك �ن م�اع�يل� إ �س �اب� إ �ت ك �ر ف�ي ال �ه�54و�اذ ك ه ل� م�ر� أ

�أ �ان� ي ( و�ك�ا ) ض�ي ~ه� م�ر ب د� ر� ن �ان� ع� �اة� و�ك ك ة� و�الز� �الص�ال� ( 55ب

وهكذا قال مجاهد ، وأبو العالية ، وغيرهم. يعنون صريف القلم بكتابة التوراة.�ا { قال : أدخل في السماء فكلم ، وعن مجاهد نحوه. ي �ج� �اه� ن ن ب وقال السدي : } و�ق�ر�

�ا { قال : نجا بصدقه ) ي �ج� �اه� ن ن ب (1وقال عبد الرزاق ، عن م�ع م�ر ، عن قتادة : } و�ق�ر� قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الجبار بن عاصم ، حدثنا محمد بن سلمة الحراني ، عن

ب ، عن عمرو بن معد يكرب قال : لما قرب الله أبي الوصل ، عن شهر بن ح�و ش�ا ، �ا ذاكر� ا ، ولسان �ا شاكر� �ا بطور سيناء ، قال : يا موسى ، إذا خلقت لك قلب موسى نجي

�ا ، ومن أخزن عنه هذا فلم وزوجة تعين على الخير ، فلم أخزن عنك من الخير شيئ�ا. أفتح له من الخير شيئ

�ا { أي : وأجبنا سؤاله وشفاعته في �ي �ب ون� ن �خ�اه� ه�ار� �ا أ �ن ح م�ت �ه� م�ن ر� �ا ل ن وقوله : } و�و�ه�ب�ا ان ~ي ل�س� �ف ص�ح� م�ن ون� ه�و� أ �خ�ي ه�ار� �ا ، كما قال في اآلية األخرى : } و�أ أخيه ، فجعلناه نبي

�ون� { ] القصص : �ذ~ب �ك �ن ي �خ�اف� أ ~ي أ �ن �ي إ �ص�د~ق�ن ه� م�ع�ي� ر�د ء�ا ي ل س� ر� ( :2 [ ، وقال )34ف�أ

�ا م�وس�ى { ] طه : ؤ ل�ك� ي �يت� س� �وت �ه�م ع�ل�ي�36} ق�د أ . و�ل ون� �ل�ى ه�ار� س�ل إ ر� [ ، وقال : } ف�أ

�ل�ون� { ] الشعراء : �ق ت �ن ي �خ�اف� أ ب� ف�أ [ ؛ ولهذا قال بعض السلف : ما شفع14 ، 13ذ�ن�ا ، قال أحد في أحد شفاعة في الدنيا أعظم من شفاعة موسى في هارون أن يكون نبي

�ا {. �ي �ب ون� ن �خ�اه� ه�ار� �ا أ �ن ح م�ت �ه� م�ن ر� �ا ل ن الله تعالى : } و�و�ه�ب�ة ، عن داود ، عن عكرمة قال : قال ابن �ي قال ابن جرير : حدثنا يعقوب ، حدثنا ابن ع�ل�ا { ، قال : كان هارون أكبر من �ي �ب ون� ن �خ�اه� ه�ار� �ا أ �ن ح م�ت �ه� م�ن ر� �ا ل ن عباس : قوله : } و�و�ه�ب

موسى ، ولكن أراد : وهب له نبوته.وقد ذكره ابن أبي حاتم معلق�ا ، عن يعقوب وهو ابن إبراهيم الدورقي ، به.

�ا ) �ي �ب س�وال ن �ان� ر� و�ع د� و�ك �ان� ص�اد�ق� ال �ه� ك �ن م�اع�يل� إ �س �اب� إ �ت ك �ر ف�ي ال م�ر�54} و�اذ ك �أ �ان� ي ( و�ك

�ا ) ض�ي ~ه� م�ر ب د� ر� ن �ان� ع� �اة� و�ك ك �الص�الة� و�الز� �ه� ب ه ل� ( {.55أ

( ثناء من الله تعالى على إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، عليهما السالم ، وهو3هذا ) و�ع د� { �ان� ص�اد�ق� ال والد عرب الحجاز كلهم بأنه } ك

�عد ربه عدة إال أنجزها ، يعني : ما التزم قط عبادة )4قال ) ( بنذر إال5( ابن جريج : لم يقام بها ، ووفاها حقها.

وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، أن سهل�ا أن يأتيه ، فجاء بن عقيل حدثه ، أن إسماعيل النبي ، عليه السالم ، وعد رجال مكان

ونسي الرجل ، فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد ، فقال : ما برحت�ان� من هاهنا ؟ قال : ال. قال : إني نسيت. قال : لم أكن ألبرح حتى تأتيني. فلذلك } ك

و�ع د� {. ص�اد�ق� ال

806

Page 208: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في ت : "لصدقه".1)( في ت ، ف : "إلى أن قال".2)( في أ : "وهذا".3)( في ت : "قالت".4)( في ف ، أ : "عبادة قط".5)

(5/238)

وقال سفيان الثوري : بلغني أنه أقام في ذلك المكان ينتظره حوال حتى جاءه.�ا.1وقال ابن ) و ذ�ب : بلغني أنه اتخذ ذلك الموضع سكن ( ش�

وقد روى أبو داود في سننه ، وأبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي في كتابه "مكارم س�رة ، عن عبد الكريم2األخالق" من طريق إبراهيم بن ط�ه م�ان ، عن عبد الله ) ( بن م�ي

قيق - عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي الحمساء قال : بايعت - يعني : ابن عبد الله بن ش� رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث فبقيت له علي� بقية ، فوعدته أن آتيه

( يومي والغد ، فأتيته في اليوم الثالث وهو في3بها في مكانه ذلك ، قال : فنسيت ) ( علي ، أنا هاهنا منذ ثالث أنتظرك"4مكانه ذلك ، فقال لي : "يا فتى ، لقد شققت )

ا حسنة في ذلك.5لفظ الخرائطي ) ( ، وساق آثار� ده أبو عبد الله في كتاب "معرفة الصحابة" ، بإسناده ) ( عن إبراهيم بن6ورواه ابن م�ن

ل بن ميسرة ، عن عبد الكريم ، به ) �د�ي (.7ط�ه م�ان ، عن باء� �ن ش� �ي إ �ج�د�ن ت و�ع د� { ؛ ألنه قال ألبيه : } س� وقال بعضهم : إنما قيل له : } ص�اد�ق� ال

�ر�ين� { ] الصافات : �ه� م�ن� الص�اب [ ، فصدق في ذلك.102الل ف�ه من الصفات الذميمة ، قال الله ل فصدق الوعد من الصفات الحميدة ، كما أن خ�

�وا م�ا ال �ق�ول �ن ت �ه� أ د� الل ن �ا ع� �ر� م�ق ت �ب �ف ع�ل�ون� ك �ق�ول�ون� م�ا ال ت �م� ت �وا ل �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ تعالى : } ي

�ف ع�ل�ون� { ] الصف : [ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آية المنافق3 ، 2ت(8ثالث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان" )

ولما كانت هذه صفات المنافقين ، كان التلبس بضدها من صفات المؤمنين ، ولهذا أثنى الله على عبده ورسوله إسماعيل بصدق الوعد ، وكذلك كان رسول الله صلى

�ا إال وف�ى له به ، وقد أثنى على أبي الله عليه وسلم صادق الوعد أيض�ا ، ال يعد أحد�ا شيئ (.9العاص بن الربيع زوج ابنته زينب ، فقال : "حدثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي" )

ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قال الخليفة أبو بكر الصديق : من كان له عند ن فليأتني أنجز له ، فجاءه ) ( جابر بن10رسول الله صلى الله عليه وسلم عد�ة� أو د�ي

عبد الله ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قال : "لو جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا" ، يعني : ملء كفيه ، فلما جاء مال البحرين أمر الصديق

�ع�د�ه ، فإذا هو خمسمائة درهم ، فأعطاه ا ، فغرف بيديه من المال ، ثم أمره ب جابر�(11مثليها معها )

�ا { في هذا داللة على شرف إسماعيل على أخيه إسحاق ؛ �ي �ب س�وال ن �ان� ر� وقوله : } و�كألنه إنما

__________

807

Page 209: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "أبو".1)( في سنن أبي داود : "بديل".2)( في ت : "نسيت".3)( في ت : "لو أشفقت".4)(.177( ومكارم األخالق برقم )4996( سنن أبي داود برقم )5)( في ت ، أ : "إنه بإسناده".6) ( بإسناده إلى إبراهيم بن طهمان عن بديل3/113( ورواه ابن األثير في أسد الغابة )7)

بن ميسرة مثله. ( من حديث59( ومسلم في صحيحه برقم )33( رواه البخاري في صحيحه برقم )8)

أبي هريرة رضي الله عنه. ( من2449( ومسلم في صحيحه برقم )3729( رواه البخاري في صحيحه برقم )9)

حديث المسور بن مخرمة رضي الله عنه.( في أ : "فجاء".10)(.2314( ومسلم في صحيحه برقم )2683( رواه البخاري في صحيحه برقم )11)

(5/239)

�ا ) �ي �ب �ان� ص�د~يق�ا ن �ه� ك �ن �د ر�يس� إ �اب� إ �ت ك �ر ف�ي ال �ا )56و�اذ ك �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن ( 57( و�ر�

( بالنبوة والرسالة. وقد ثبت في صحيح2( بالنبوة فقط ، وإسماعيل وصف )1وصف ) ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله اصطفى من ولد3مسلم )

إبراهيم إسماعيل..." وذكر تمام الحديث ، فدل على صحة ما قلناه.�ا { : هذا أيض�ا من الثناء ض�ي ~ه� م�ر ب د� ر� ن �ان� ع� �اة� و�ك ك �الص�الة� و�الز� �ه� ب ه ل

� م�ر� أ �أ �ان� ي وقوله : } و�ك

ا4الجميل ، والصفة الحميدة ، والخلة السديدة ) ا على طاعة ربه آمر� ( ، حيث كان مثابر��ل�ك�5بها ألهله ) أ �س ه�ا ال ن �ي �ر ع�ل �الص�الة� و�اص ط�ب �ه ل�ك� ب م�ر أ

( ، كما قال تعالى لرسوله : } و�أ�ق و�ى { ] طه : �لت �ة� ل ع�اق�ب ق�ك� و�ال ز� �ر �ح ن� ن ق�ا ن �وا132ر�ز �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ [ ، وقال تعالى : } يد�اد� { اآلية �ة� غ�الظ� ش� �ك ه�ا م�الئ �ي ة� ع�ل ح�ج�ار� �اس� و�ال ا و�ق�ود�ه�ا الن �ار� �م ن �يك �ه ل �م و�أ ك ف�س� �ن ق�وا أ

[ أي : مروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر ، وال تدعوهم همال6] التحريم : فتأكلهم النار يوم القيامة ، وقد جاء في الحديث ، عن أبي هريرة قال : قال رسول

الله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله رجال قام من الليل فصلى ، وأيقظ امرأته ، فإن�ض�ح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ، وأيقظت زوجها ، أبت ن

(.7( في وجهه الماء" أخرجه أبو داود ، وابن ماجه )6فإن أبى نضحت ) وعن أبي سعيد ، وأبي هريرة ، رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال : "إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته ، فصليا ركعتين ، كتبا من الذاكرينا والذاكرات". رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، واللفظ له ) (.8الله كثير�

�ا ) �ي �ب �ان� ص�د~يق�ا ن �ه� ك �ن �د ر�يس� إ �اب� إ �ت ك �ر ف�ي ال �ا )56} و�اذ ك �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن ( {.57( و�ر��ا ، وأن الله10( ذكر إدريس ، عليه السالم ، بالثناء عليه ، بأنه )9وهذا ) ( كان صديق�ا نبي

�ا. وقد تقدم في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به �ا علي رفعه مكانفي ليلة اإلسراء وهو في السماء الرابعة.

808

Page 210: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ، فقال : حدثني يونس بن عبد األعلى ، أنبأنا �ا عجيب ا غريب وقد روى ابن جرير هاهنا أثر�م�ر بن عطية ، عن ابن وهب ، أخبرني جرير بن حازم ، عن سليمان األعمش ، عن ش��ا ، وأنا حاضر ، فقال له : ما قول الله - عز هالل بن يساف قال : سأل ابن عباس كعب�ا { فقال كعب : أما إدريس فإن الله أوحى إليه �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن وجل - إلدريس : } و�ر�

( فأتاه خليل11أني أرفع لك كل يوم مثل عمل جميع بني آدم ، فأحب أن يزداد عمال ) ( ملك الموت ،12له من المالئكة فقال : إن الله أوحى إلي� كذا وكذا ، فكلم لي )

يؤخرني حتى أزداد عمال فحمله بين جناحيه ، حتى صعد به إلى السماء ، فلما كان ف�لا ، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه في السماء الرابعة تلقاهم م�ل�ك الموت منحدر�

إدريس ، فقال : وأين إدريس ؟ فقال : هو ذا على ظهري. قال ملك الموت : فالعجب!بعثت وقيل لي : اقبض روح إدريس

__________( في ف : "وصفه".1)( في ف : "وصفه".2) ( : "إن الله اصطفى كنانة من ولد2276( لفظه عند مسلم في صحيحه برقم )3)

إسماعيل ، واصطفى من كنانة قريشا" ، والله أعلم.( في ت : "الشديدة".4)( في ف : "أهله".5)( في ت : "فنضحت".6)(.1336( وسنن ابن ماجه برقم )1450( سنن أبي داود برقم )7) ( وسنن ابن11406( وسنن النسائي الكبرى برقم )1451( سنن أبي داود برقم )8)

(.1335ماجه برقم )( في ت : "وهكذا".9)( في أ : "فإنه".10)( في ف ، أ : "تزداد علما".11)( في ت : "له".12)

(5/240)

�ة� ي �وح� و�م�ن ذ�ر~ �ا م�ع� ن ن �د�م� و�م�م�ن ح�م�ل �ة� آ ي ~ين� م�ن ذ�ر~ �ي �ب ه�م م�ن� الن �ي �ه� ع�ل ع�م� الل �ن �ذ�ين� أ �ك� ال �ئ �ول أ�ا ) �ي �ك ج�د�ا و�ب وا س� ح م�ن� خ�ر� �ات� الر� �ي ه�م آ �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ت �ا إ ن �ي �ب ت �ا و�اج ن �يل� و�م�م�ن ه�د�ي ائ ر� �س اه�يم� و�إ ر� �ب إ

58 )

( أقبض روحه في السماء الرابعة ، وهو1في السماء الرابعة". فجعلت أقول : كيف )�ا { )2في األرض ؟ فقبض روحه هناك ، فذلك ) �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن (.3( قول الله : } و�ر�

هذا من أخبار كعب األحبار اإلسرائيليات ، وفي بعضه نكارة ، والله أعلم.�ا ، فذكر نحو4وقد رواه ) ( ابن أبي حاتم من وجه آخر ، عن ابن عباس : أنه سأل كعب

ما تقدم ، غير أنه قال لذلك الملك : هل لك أن تسأله - يعني : ملك الموت - كم بقي ( ، وفيه : أنه لما سأله عما بقي من أجله5من أجلي لكي أزداد من العمل وذكر باقيه )

( عن رجل ما بقي من7( : ال أدري حتى أنظر ، ثم نظر ، قال : إنك تسألني )6، قال )

809

Page 211: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( هو قد قبض9( تحت جناحه إلى إدريس ، فإذا )8عمره إال طرفة عين ، فنظر الملك )، عليه السالم ، وهو ال يشعر به.

( ال يغرز إبرة10ثم رواه من وجه آخر عن ابن عباس : أن إدريس كان خياط�ا ، فكان ) ( وليس في األرض أحد أفضل11إال قال : "سبحان الله" ، فكان يمسي حين يمسي )

عمال منه. وذكر بقيته كالذي قبله ، أو نحوه.�ا { قال : إدريس رفع �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن �ج�يح ، عن مجاهد في قوله : } و�ر� وقال ابن أبي ن

ولم يمت ، كما رفع عيسى.�ا { قال : ]رفع إلى[ ) �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن وقال سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : } و�ر�

( السماء الرابعة.12�ا { قال : رفع إلى السماء السادسة �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن وقال العوفي عن ابن عباس : } و�ر�

احم. فمات بها. وهكذا قال الضحاك بن م�ز��ا { قال : الجنة. �ي �ا ع�ل �ان �اه� م�ك ف�ع ن وقال الحسن ، وغيره ، في قوله : } و�ر�

�ة� ي �وح� و�م�ن ذ�ر~ �ا م�ع� ن ن �ة� آد�م� و�م�م�ن ح�م�ل ي ~ين� م�ن ذ�ر~ �ي �ب ه�م م�ن� الن �ي �ه� ع�ل ع�م� الل �ن �ذ�ين� أ �ك� ال �ئ �ول } أ�ا ) �ي �ك ج�د�ا و�ب وا س� ح م�ن� خ�ر� �ات� الر� ه�م آي �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ت �ا إ ن �ي �ب ت �ا و�اج ن �يل� و�م�م�ن ه�د�ي ائ ر� �س اه�يم� و�إ ر� �ب إ

58} ) ( المذكورين في هذه السورة13يقول تعالى هؤالء النبيون - وليس المراد ]هؤالء[ )

فقط ، بل جنس األنبياء عليهم السالم ، استطرد من ذكر األشخاص إلى الجنس -�ة� آد�م� { اآلية. ي ~ين� م�ن ذ�ر~ �ي �ب ه�م م�ن� الن �ي �ه� ع�ل ع�م� الل �ن �ذ�ين� أ } ال

__________( في ف : "فكيف".1)( في ف : "فهذا".2)(.16/72( تفسير الطبري )3)( في أ : "وقد روى".4)( في أ : "وذكر ما فيه".5)( في ف ، أ : "فقال".6)( في ف ، أ : "لتسألني".7)( في أ : "ملك الموت".8)( في ت : "قال".9)( في ف : "وكان".10)( في أ : "وكان يمشي حين يمشي".11)( زيادة من ف ، أ.12)( زيادة من ف ، أ.13)

(5/241)

قال السدي وابن جرير ، رحمه الله : ]فالذي عنى به من ذرية آدم : إدريس ، والذي ( والذي عنى به من ذرية إبراهيم :1عنى به من ذرية من حملنا مع نوح : إبراهيم[ )

إسحاق ويعقوب وإسماعيل ، والذي عنى به من ذرية إسرائيل : موسى ، وهارون ،وزكريا ويحيى وعيسى ابن مريم.

810

Page 212: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ق أنسابهم ، وإن كان يجمع جميعهم آدم ؛ ألن فيهم من2قال ابن جرير : ولذلك ) � ( فرليس من ولد من كان مع نوح في السفينة ، وهو إدريس ، فإنه جد نوح.

قلت : هذا هو األظهر أن إدريس في عمود نسب نوح ، عليهما السالم. وقد قيل : إنه من أنبياء بني إسرائيل ، أخذ�ا من حديث اإلسراء ، حيث قال في سالمه على النبي صلى الله عليه وسلم : "مرحبا بالنبي الصالح ، واألخ الصالح" ، ولم يقل : "والولد

( ، عليهما السالم.3الصالح" ، كما قال آدم وإبراهيم )�ه�يعة ، عن يزيد بن وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني ابن ل

( أن إدريس أقدم من نوح بعثه الله إلى قومه ،4أبي حبيب ، عن عبد الله بن محمد ) ( ما شاءوا فأبوا ، فأهلكهم الله عز5فأمرهم أن يقولوا : "ال إله إال الله" ، ويعملوا )

وجل. ]ومما يؤيد أن المراد بهذه اآلية جنس� األنبياء ، أنها كقوله تعالى في سورة األنعام :

اء�[ ) �ش� ج�ات� م�ن ن ف�ع� د�ر� �ر اه�يم� ع�ل�ى ق�و م�ه� ن ر� �ب �اه�ا إ ن �ي �ا آت �ن ت �ل ك� ح�ج� �ك� ح�ك�يم�6} و�ت ب �ن� ر� ( إ�ه� د�او�د� �ت ي ل� و�م�ن ذ�ر~ �ا م�ن ق�ب ن ا ه�د�ي �وح� �ا و�ن ن �ال ه�د�ي �ع ق�وب� ك ح�اق� و�ي �س �ه� إ �ا ل ن �يم� * و�و�ه�ب ع�ل

�ى ي �ح �ا و�ي �ر�ي ك �ين� * و�ز� ن م�ح س� �ج ز�ي ال �ذ�ل�ك� ن ون� و�ك �وس�ف� و�م�وس�ى و�ه�ار� �وب� و�ي �ي م�ان� و�أ �ي ل و�س��ا ع�ل�ى ن �ال ف�ض�ل �س� و�ل�وط�ا و�ك �ون ع� و�ي �س� ي م�اع�يل� و�ال �س �ح�ين� * و�إ �ل م�ن� الص�ال �اس� ك ي �ل و�ع�يس�ى و�إ} � �ق�يم ت اط� م�س �ل�ى ص�ر� �اه�م إ ن �اه�م و�ه�د�ي ن �ي �ب ت �ه�م و�اج و�ان �خ �ه�م و�إ �ات ي �ه�م و�ذ�ر~ �ائ �م�ين� * و�م�ن آب ع�ال ال�ن ه�و� ا إ �ج ر� ه� أ �ي �م ع�ل �ك �ل أ س

� �د�ه� ق�ل ال أ �ه�د�اه�م� اق ت �ه� ف�ب �ذ�ين� ه�د�ى الل �ك� ال �ئ �ول إلى أن قال : } أ�م�ين� { ] األنعام ع�ال �ل ى ل ر� �ال ذ�ك ك�90 - 83إ �ي �ا ع�ل ه�م م�ن ق�ص�ص ن [ وقال تعالى : } م�ن ك� ) �ي �ق ص�ص ع�ل �م ن ه�م م�ن ل [. وفي صحيح البخاري ، عن مجاهد :78( { ] غافر : 7و�م�ن

�ك�8أنه سأل ابن عباس : أفي "ص" سجدة ؟ قال ) �ئ �ول ( نعم ، ثم تال هذه اآلية : } أ�م�ر أن يقتدي بهم ، قال : وهو منهم ، �د�ه� { ، فنبيكم ممن أ �ه�د�اه�م� اق ت �ه� ف�ب �ذ�ين� ه�د�ى الل ال

(.9يعني داود )ج�د�ا وا س� ح م�ن� خ�ر� �ات� الر� ه�م آي �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ت وقال الله تعالى في هذه اآلية الكريمة : } إ�ا { أي : إذا سمعوا كالم الله المتضمن ح�ج�جه ودالئله وبراهينه ، سجدوا لربهم �ي �ك و�ب

ا على ما هم فيه من النعم العظيمة. خضوع�ا واستكانة ، وحمد�ا وشكر��ك�ي�" : جمع باك ، فلهذا أجمع العلماء على شرعية السجود هاهنا ، اقتداء بهم ، "والب

(10واتباع�ا لمنوالهم ) قال سفيان الثوري ، عن األعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي م�ع م�ر قال : قرأ عمر بن

الخطاب ، رضي__________

( زيادة من ت.1)( في أ : "وكذلك".2)( في ت : "إبراهيم وآدم".3)( في ف ، أ : "بن عمر".4)( في ف ، أ : "ويعملون" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.5)( زيادة من ت ، ف ، أ.6)( في ت ، ف ، أ : "عليك وكلم الله موسى تكليما".7)( في ف ، أ : "فقال".8)(.4807( صحيح البخاري برقم )9)( في ف ، أ : "لمواليهم".10)

811

Page 213: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/242)

�ا ) ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي ه�و�ات� ف�س� �ع�وا الش� �ب ة� و�ات �ض�اع�وا الص�ال� ل ف� أ �ع د�ه�م خ� �ال�59ف�خ�ل�ف� م�ن ب ( إ�ا ) ئ ي �م�ون� ش� �ظ ل �ة� و�ال� ي ن ج� ل�ون� ال �د خ� �ك� ي �ئ �ول �ح�ا ف�أ �م�ن� و�ع�م�ل� ص�ال �اب� و�آ ( 60م�ن ت

الله عنه ، سورة مريم ، فسجد وقال : هذا السجود ، فأين البكى ؟ يريد البكاء.ق�ط من روايته ذكر "أبي معمر" فيما رأيت ) ( ،1رواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، وس�

( أعلم.2والله )�ا ) ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي ه�و�ات� ف�س� �ع�وا الش� �ب �ض�اع�وا الص�الة� و�ات ل ف� أ �ع د�ه�م خ� �ال59} ف�خ�ل�ف� م�ن ب ( إ

�ا ) ئ ي �م�ون� ش� �ظ ل �ة� و�ال ي ن ج� ل�ون� ال �د خ� �ك� ي �ئ �ول �ح�ا ف�أ �اب� و�آم�ن� و�ع�م�ل� ص�ال ( {.60م�ن تب� السعداء ، وهم األنبياء ، عليهم السالم ، ومن اتبعهم ، من لما ذكر تعالى حز

القائمين بحدود الله وأوامره ، المؤدين فرائض الله ، التاركين لزواجره - ذكر أنه�ض�اع�وا الص�الة� { - وإذا أضاعوها فهم ل ف� { أي : قرون أخر ، } أ �ع د�هم خ� ل�ف� م�ن ب } خ�

لما سواها من الواجبات أضيع ؛ ألنها عماد الدين وقوامه ، وخير أعمال العباد - وأقبلوا على شهوات الدنيا ومالذها ، ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها ، فهؤالء سيلقون غيا ،

ا يوم القيامة. ار� أي : خ�س��ها ك �ر وقد اختلفوا في المراد بإضاعة الصالة هاهنا ، فقال قائلون : المراد بإضاعتها ت بالكلية ، قاله محمد بن كعب الق�ر�ظي ، وابن زيد بن أسلم ، والسدي ، واختاره ابن جرير. ولهذا ذهب من ذهب من السلف والخلف واألئمة كما هو المشهور عن اإلمام

( : " بين العبد وبين3أحمد ، وقول عن الشافعي إلى تكفير تارك الصالة ، للحديث )�رك� الصالة" ) ( ، والحديث اآلخر : "العهد الذي بيننا وبينهم الصالة ، فمن4الشرك ت

(. وليس هذا محل بسط هذه المسألة.5تركها فقد كفر" ) وقال األوزاعي ، عن موسى بن سليمان ، عن القاسم بن م�خ�يمرة في قوله : } ف�خ�ل�ف�

�ا كان �ض�اع�وا الص�الة� { ، قال : إنما أضاعوا المواقيت ، ولو كان ترك ل ف� أ �ع د�ه�م خ� م�ن با. كفر�

وقال وكيع ، عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، والحسن بن سعد ، عن �ه�م �ذ�ين� ه�م ع�ن ص�الت ابن مسعود أنه قيل له : إن الله يكثر ذكر الصالة في القرآن : } ال�ح�اف�ظ�ون� { ؟ قال ابن مسعود �ه�م ي �م�ون� { و } ع�ل�ى ص�الت �ه�م د�ائ اه�ون� { و } ع�ل�ى ص�الت س�

( الكفر.6: على مواقيتها. قالوا : ما كنا نرى ذلك إال على الترك ؟ قال : ذاك ) ( قال مسروق : ال يحافظ أحد على الصلوات الخمس ، فيكتب من الغافلين ،7]و[ )

وفي إفراطهن الهلكة ، وإفراطهن : إضاعتهن عن وقتهن. ( : أن عمر بن عبد العزيز قرأ : } ف�خ�ل�ف� م�ن 8وقال األوزاعي ، عن إبراهيم بن يزيد )

�ا { ، ثم قال : لم تكن ) ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي ه�و�ات� ف�س� �ع�وا الش� �ب �ض�اع�وا الص�الة� و�ات ل ف� أ �ع د�ه�م خ� ب( إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا الوقت.9

__________(.16/73( تفسير الطبري )1)( في ف ، أ : "فالله".2)( في أ : "الحديث".3)( من حديث جابر رضي الله عنه.82( رواه مسلم في صحيحه برقم )4)

812

Page 214: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( من حديث1/231( والنسائي في السنن )2621( رواه الترمذي في السنن برقم )5)بريدة بن الحصيب رضي الله عنه وقال الترمذي : "هذا حديث حسن صحيح غريب".

( في ت ، ف ، أ : "ذلك".6)( زيادة من ت ، ف.7)( في أ : "زيد".8)( في ت ، ف ، أ : "يكن".9)

(5/243)

�ع�وا �ب �ض�اع�وا الص�الة� و�ات ل ف� أ �ع د�ه�م خ� �ج�يح ، عن مجاهد : } ف�خ�ل�ف� م�ن ب وقال ابن أبي نه�و�ات� { قال : عند قيام الساعة ، وذهاب صالحي أمة محمد صلى الله عليه الش�

يج ، عن مجاهد ، مثله ) وسلم ، ينزو بعضهم على بعض في األزقة ، وكذا روى ابن ج�ر�1.)

وروى جابر الج�ع في ، عن مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء بن أبي رباح : أنهم من هذهاألمة ، يعنون في آخر الزمان.

وقال ابن جرير : حدثني الحارث ، حدثنا الحسن األشيب ، حدثنا شريك ، عن إبراهيم�ع�وا �ب �ض�اع�وا الص�الة� و�ات ل ف� أ �ع د�ه�م خ� بن مهاجر ، عن مجاهد : } ف�خ�ل�ف� م�ن ب

ه�و�ات� { ، قال : هم في هذه األمة ) ( ، يتراكبون تراكب األنعام والحمر في2الش�الطرق ، ال يخافون الله في السماء ، وال يستحيون الناس في األرض.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي ، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، حدثنا حيوة ، حدثنا بشير بن أبي عمرو الخوالني : أن الوليد بن قيس حدثه ، أنه سمع

أبا سعيد الخدري يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "يكون خلف بعد ستين سنة ، أضاعوا الصالة واتبعوا الشهوات ، فسوف يلقون غيا. ثم يكون خلف يقرءون القرآن ال يعدو تراقيهم. ويقرأ القرآن ثالثة : مؤمن ، ومنافق ، وفاجر". قال

( : قلت للوليد : ما هؤالء الثالثة ؟ قال : المؤمن مؤمن به ، والمنافق كافر3بشير )به ، والفاجر يأكل به.

(5( ، به )4وهكذا رواه أحمد عن أبي عبد الرحمن ، المقرئ ) وقال ابن أبي حاتم أيض�ا : حدثني أبي ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، أنبأنا عيسى بن

( أبي7( ، عن مالك ، عن )6يونس ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن م�و ه�ب ) الرجال ، أن عائشة كانت ترسل بالشيء صدقة ألهل الص�ف�ة ، وتقول : ال تعطوا منه

بربريا وال بربرية ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "هم الخلف�ض�اع�وا الص�الة� {. هذا حديث غريب ) ل ف� أ �ع د�ه�م خ� الذين قال الله تعالى : } ف�خ�ل�ف� م�ن ب

8.)وقال أيض�ا : حدثني أبي ، حدثنا عبد الرحمن بن الضحاك ، حدثنا الوليد ، حدثنا ح�ريز )

ظ�ي يقول في قوله )9 ( ، عن شيخ من أهل المدينة ؛ أنه سمع محمد بن كعب الق�ر�ل ف� { اآلية ، قال : هم أهل الغرب )10 �ع د�ه�م خ� ( ، يملكون وهم11( : } ف�خ�ل�ف� م�ن ب

شر من ملك.__________

( في ت : "منكم".1)

813

Page 215: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت ، ف : "اآلية".2)( في ف ، أ : "بشر".3)( في ف ، أ : "المقبري".4)(.3/38( المسند )5)( في ف ، أ : "ابن وهب".6)( في ف : "ابن".7) ( من طريق الحسن بن علي عن إبراهيم بن2/244( ورواه الحاكم في المستدرك )8)

موسى به. وقال : "هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه" ، وتعقبه الذهبي بقوله : "عبيد الله

مختلف في توثيقه ، ومالك ال أعرفه ثم هو منقطع".( في ت ، ف ، أ : "ابن جرير".9)( في ف : "قول الله عز وجل".10)( في ت : "القرى" ، وفي أ : "المغرب".11)

(5/244)

وقال كعب األحبار : والله إني ألجد صفة المنافقين في كتاب الله عز وجل : شرابين ( للصلوات ، لعابين بالكعبات ، رقادين عن العتمات ، مفرطين في1للقهوات تراكين )

ل ف�2الغدوات ، تراكين للجمعات ) �ع د�ه�م خ� ( قال : ثم تال هذه اآلية : } ف�خ�ل�ف� م�ن ب�ا {. ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي ه�و�ات� ف�س� �ع�وا الش� �ب �ض�اع�وا الص�الة� و�ات أ

وقال الحسن البصري : عطلوا المساجد ، ولزموا الضيعات. وقال أبو األشهب الع�ط�ار�دي : أوحى الله - تعالى - إلى داود : يا داود ، ح�ذ�ر وأنذر

أصحابك أكل الشهوات ؛ فإن القلوب المع�لقة بشهوات الدنيا عقولها عني محجوبة ، ( أن أحرمه3وإن أهون ما أصنع بالعبد من عبيدي إذا آثر شهوة من شهواته على )

طاعتي. ( التميمي ، عن أبي4وقال اإلمام أحمد : حدثنا زيد بن الحباب حدثنا أبو ]السمح[ )

( بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :6( ، أنه سمع عقبة )5قبيل )يف ،7"إني أخاف على أمتي اثنتين : القرآن ]واللبن ، أما اللبن[ ) � ( فيتبعون الر

ويتبعون الشهوات ويتركون الصلوات ، وأما القرآن فيتعلمه المنافقون ، فيجادلون به(.8المؤمنين" )

( لهيعة ، حدثنا أبو قبيل ، عن عقبة ، به9ورواه عن حسن بن موسى ، عن ابن )(.10مرفوع�ا بنحوه تفرد به )

و ف� �ا { قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } ف�س� ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي وقوله : } ف�س�ا. �ا { أي : خسرانا. وقال قتادة : شر� ق�و ن� غ�ي �ل ي

بيعي ، عن وقال سفيان الثوري ، وشعبة ، ومحمد بن إسحاق ، عن أبي إسحاق الس��ا { قال : واد في جهنم ، ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود : } ف�س�

بعيد القعر ، خبيث الطعم.�ا { قال : واد ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي وقال األعمش ، عن زياد ، عن أبي عياض في قوله : } ف�س�

في جهنم من قيح ودم.

814

Page 216: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال اإلمام أبو جعفر بن جرير : حدثني عباس بن أبي طالب ، حدثنا محمد بن زياد بن زيان ، حدثنا شرقي بن قطامي ، عن لقمان بن عامر الخزاعي قال : جئت أبا أمامة

( ع�ج الن الباهلي فقلت : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله11ص�د�ي� بن ) عليه وسلم ، قال : فدعا بطعام ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو

( أواق قذف بها من شفير جهنم ، ما بلغت قعرها خمسين12أن صخرة زنة عشر )خريف�ا ،

__________( في أ : "تاركين".1)( في أ : "للجماعات".2)( في أ : "عليه".3)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.4)( في أ : "عن ابن قنبل".5)( في ت : "عبد الله".6)( في هـ ، ، ت ف ، أ : "الكنى ، وأما الكنى" والمثبت في المسند.7) ( والمراد باللبن كما قال الحربي : "أظنه أراد يتباعدون عن4/156( المسند )8)

األمصار وعن صالة الجماعة ، ويطلبون مواضع اللبن في المراعي والبوادي".( في ت : "أبي".9)(.4/146( المسند )10)( في ت : "حدثني".11)( في ف : "عشر عشر" ، وفي أ : "عشر عشراوات".12)

(5/245)

�ا ) �ي ت �ان� و�ع د�ه� م�أ �ه� ك �ن ب� إ غ�ي �ال �اد�ه� ب ب ح م�ن� ع� �ي و�ع�د� الر� �ت �ات� ع�د ن� ال ن م�ع�ون� ف�يه�ا61ج� �س ( ال� ي

�ا ) ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ق�ه�م ف�يه�ا ب �ه�م ر�ز م�ا و�ل ال� �ال� س� �غ و�ا إ �ا م�ن 62ل �اد�ن ب �ور�ث� م�ن ع� �ي ن �ت �ة� ال ن ج� �ل ك� ال ( ت�ا ) �ق�ي �ان� ت ( 63ك

ثم تنتهي إلى غي وآثام". قال : قلت : وما غي وآثام ؟ قال : "بئران في أسفل جهنم ،�ض�اع�وا الص�الة�1يسيل فيهما صديد أهل النار ، وهما اللتان ) ( ذكر الله في كتابه : } أ

�ف ع�ل �ون� و�م�ن ي ن �ز �ا { وقوله في الفرقان : } و�ال ي ق�و ن� غ�ي �ل و ف� ي ه�و�ات� ف�س� �ع�وا الش� �ب و�ات�ام�ا { ) �ث �ل ق� أ ( هذا حديث غريب ورفعه منكر.2ذ�ل�ك� ي

�ح�ا { ، أي : إال من رجع عن ترك الصلوات �اب� و�آم�ن� و�ع�م�ل� ع�م�ال ص�ال �ال م�ن ت وقوله : } إ واتباع الشهوات ، فإن الله يقبل توبته ، ويحسن عاقبته ، ويجعله من ورثة جنة النعيم ؛

�ج�ب� ما �ا { وذلك ؛ ألن التوبة ت ئ ي �م�ون� ش� �ظ ل �ة� و�ال ي ن ج� ل�ون� ال �د خ� �ك� ي �ئ �ول ولهذا قال : } ف�أ قص3قبلها ، وفي الحديث اآلخر : "التائب من الذنب كمن ال ذنب له" ) �ن ( ؛ ولهذا ال ي

�ا ، وال قوبلوا بما عملوه قبلها فينقص ) (4هؤالء التائبون من أعمالهم التي عملوها شيئا وترك نسيا ، وذهب م�ج�انا ، من كرم الكريم لهم مما عملوه بعدها ؛ ألن ذلك ذهب ه�د�ر�

، وحلم الحليم.�ه�ا آخ�ر� و�ال �ل �ه� إ �د ع�ون� م�ع� الل �ذ�ين� ال ي وهذا االستثناء هاهنا كقوله في سورة الفرقان : } و�ال

815

Page 217: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه� �ض�اع�ف ل �ام�ا ي �ث �ل ق� أ �ف ع�ل ذ�ل�ك� ي �ون� و�م�ن ي ن �ز ح�ق~ و�ال ي �ال �ال ب �ه� إ م� الل �ي ح�ر� �ت �ف س� ال �ل�ون� الن �ق ت ي�د~ل� �ب �ك� ي �ئ �ول ا ف�أ �ح� �اب� و�آم�ن� و�ع�م�ل� ع�م�ال ص�ال �ال م�ن ت �ا إ �د ف�يه� م�ه�ان ل �خ �ام�ة� و�ي ق�ي �و م� ال ع�ذ�اب� ي ال

ح�يم�ا { ] الفرقان : ا ر� �ه� غ�ف�ور� �ان� الل �ات� و�ك ن �ه�م ح�س� �ات ~ئ ي �ه� س� [70 - 68الل�ا ) �ي ت

�ان� و�ع د�ه� م�أ �ه� ك �ن ب� إ غ�ي �ال �اد�ه� ب ب ح م�ن� ع� �ي و�ع�د� الر� �ت �ات� ع�د ن� ال ن م�ع�ون�61} ج� �س ( ال ي�ا ) ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ق�ه�م ف�يه�ا ب �ه�م ر�ز الم�ا و�ل �ال س� �غ و�ا إ �ا62ف�يه�ا ل �اد�ن ب �ور�ث� م�ن ع� �ي ن �ت �ة� ال ن ج� �ل ك� ال ( ت

�ا ) �ق�ي �ان� ت ( {.63م�ن ك�ات� ع�د ن� { أي :5يقول تعالى : الجنات التي يدخلها ) ن ( التائبون من ذنوبهم ، هي } ج�

�اد�ه� { بظهر الغيب ، أي : هي من الغيب الذي يؤمنون به ب ح م�ن� ع� �ي و�ع�د� الر� �ت إقامة } الوما رأوه ؛ وذلك لشدة إيقانهم وقوة إيمانهم.

�ا { تأكيد لحصول ذلك وثبوته واستقراره ؛ فإن الله ال �ي ت �ان� و�ع د�ه� م�أ �ه� ك �ن وقوله : } إ

�ان� و�ع د�ه� م�ف ع�وال { ] المزمل : ( أي :6 [ )18يخلف الميعاد وال يبدله ، كقوله : } ككائنا ال محالة.

�ا { أي : العباد صائرون إليه ، وسيأتونه. �ي ت وقوله هاهنا : } م�أ

�ا { بمعنى : آتيا ؛ ألن كل ما أتاك فقد أتيته ، كما تقول العرب : �ي ت ومنهم من قال : } م�أ

(7أتت علي� خمسون سنة ، وأتيت على خمسين سنة ، كالهما بمعنى ]واحد[ )__________

( في ف : "اللذان".1)(.16/75( تفسير الطبري )2) ( جاء من حديث أنس بن مالك ، وابن مسعود ، وأبو سعيد األنصاري ، وابن عباس ،3)

رضي الله عنهم ، وأجودها حديث ابن مسعود ، أخرجه ابن ماجه في السنن برقم )( لكنه فيه انقطاع.4250

( في ف : "فنقص".4)( في ت : "يدخل إليها".5)( في ت : "إنه كان" وهو خطأ ، وفي أ : "كان وعده مفعوال" وهو الصواب.6)( زيادة من ف ، أ.7)

(5/246)

�غ و�ا { أي : هذه ) م�ع�ون� ف�يه�ا ل �س ( الجنات ليس فيها كالم ساقط تافه ال1وقوله : } ال يمعنى له ، كما قد يوجد في الدنيا.

�ال �يم�ا إ ث �أ �غ و�ا و�ال ت م�ع�ون� ف�يه�ا ل �س �ال س�الم�ا { استثناء منقطع ، كقوله : } ال ي وقوله : } إالم�ا { ] الواقعة : الم�ا س� (2 [ )26 ، 25ق�يال س�

�رات ووقت �ك �ا { أي : في مثل وقت الب ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ق�ه�م ف�يه�ا ب �ه�م ر�ز وقوله : } و�ل�ات ، ال أن ) ا )3الع�شي ( ولكنهم في أوقات تتعاقب ، يعرفون مضيها4( هناك ليال أو نهار�

بأضواء وأنوار ، كما قال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا مع م�ر ، عن ه�م�ام ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله

ة تلج الجنة ص�ورهم على صورة القمر ليلة البدر ، ال م ر� صلى الله عليه وسلم : "أول ز��غ�و�طون ، آنيتهم وأمشاطهم الذهب5يبص�قون فيها ، وال يتمخطون ) �ت ( فيها ، وال ي

ح�هم المسك ، ولكل واحد منهم زوجتان ، يرى6والفضة ، ومجامرهم ) ش و�ة ، ور� ( األل

816

Page 218: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( من وراء اللحم ؛ من الحسن ، ال اختالف بينهم وال تباغض ، قلوبهم7م�خ� ساقيهما )�ا". على قلب واحد ، يسبحون الله بكرة وعشي(8أخرجاه في الصحيحين من حديث معمر به )

( ابن إسحاق ، حدثني الحارث بن9وقال اإلمام أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن ) ( فضيل األنصاري ، عن محمود بن لبيد األنصاري ، عن ابن عباس قال : قال10)

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ، في قبة�ا" ) ( تفرد به أحمد من هذا11خضراء ، يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشي

الوجه.�ا { قال : مقادير الليل ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ق�ه�م ف�يه�ا ب �ه�م ر�ز وقال الضحاك ، عن ابن عباس : } و�ل

والنهار. وقال ابن جرير : حدثنا علي بن سهم ، حدثنا الوليد بن مسلم قال : سألت زهير بن

�ا { قال : ليس في الجنة ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ق�ه�م ف�يه�ا ب �ه�م ر�ز محمد ، عن قول الله تعالى : } و�ل ليل ، هم في نور أبد�ا ، ولهم مقدار الليل والنهار ، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب

( األبواب.12وإغالق األبواب ، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب ، وبفتح ) د ، عن الحسن البصري ، وذكر أبواب الجنة �ي ل وبهذا اإلسناد عن الوليد بن مسلم ، عن خ�

�ه�م ه�م )13، فقال : أبواب ) �رى ظاهرها من باطنها ، فتكلم وتكلم ، ف�ت ( انفتحي14( يانغلقي ، فتفعل.

__________( في ت ، ف : "أي : في هذه".1)( في ت : "تأثيم".2)( في ت : "إال أن".3)( في ف : "ونهارا".4)( في ف : "يمتخطون".5)( في أ : "ومجامرهم من".6)( في ف : "ساقها".7)(.2834( وصحيح مسلم برقم )3225( وصحيح البخاري برقم )2/316( المسند )8)( في ت : "عن موسى بن إسحاق".9)( في ت : "ثم".10)( : "إسناد رجاله ثقات".5/294( وقال الهيثمي في المجمع )1/266( المسند )11)( في ت ، ف : "فتح".12)( في ت : "أبواب الجنة".13)( في ت : "فيفهمهم" ، وفي ف ، أ : "فتفهم".14)

(5/247)

�ا ) ي �س� �ك� ن ب �ان� ر� ن� ذ�ل�ك� و�م�ا ك �ي �ا و�م�ا ب ف�ن ل �ا و�م�ا خ� د�ين �ي ن� أ �ي �ه� م�ا ب ~ك� ل ب م ر� ر�� �أ �ال� ب ل� إ �ز� �ن �ت ( 64و�م�ا ن

�ا { : فيها ساعتان : بكرة ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ق�ه�م ف�يه�ا ب �ه�م ر�ز وقال قتادة في قوله : } و�ل( ليل وال نهار ، وإنما هو ضوء ونور.1وعشي : ليس ثم )

817

Page 219: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ؤتون به على ما كانوا يشتهون2وقال مجاهد ليس ]فيها[ ) ( بكرة وال عشي ، ولكن يفي الدنيا.

ع�م فيهم ، من يتغد�ى ويتعشى ، وقال الحسن ، وقتادة ، وغيرهما : كانت العرب ، األنق�ه�م 4( القرآن على ما في أنفسهم )3ونزل ) �ه�م ر�ز ( من النعيم ، فقال تعالى : } و�ل

�ا { ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ف�يه�ا بق�ه�م ف�يه�ا �ه�م ر�ز وقال ابن مهدي ، عن حماد بن زيد ، عن هشام ، عن الحسن : } و�ل�ا { قال : البكور يرد على العشي ، والعشي يرد على البكور ، ليس فيها ي ة� و�ع�ش� ر� �ك ب

ليل. ( بن منصور بن عمار ،5وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا سليم )

اط ) م ش� (7( عن عبد الله بن جرير )6حدثني أبي ، حدثنا محمد بن زياد قاضي أهل ش� عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال : "ما من غداة من غدوات الجنة ، وكل الجنة غدوات ، إال أنه يزف إلى ولي الله(8فيها زوجة من الحور العين ، أدناهن التي خلقت من الزعفران" )

قال أبو محمد : هذا حديث منكر.�ا { أي : هذه الجنة9]وقوله تعالى[ ) �ق�ي �ان� ت �ا م�ن ك �اد�ن ب �ور�ث� م�ن ع� �ي ن �ت �ة� ال ن ج� �ل ك� ال ( } ت

التي وصفنا بهذه الصفات العظيمة هي التي نورثها عبادنا المتقين ، وهم المطيعون لله ( عن11( الغيظ والعافون )10- عز وجل - في السراء والضراء ، والكاظمون )

�ذ�ين� ه�م ف�ي . ال �ون� م�ؤ م�ن �ح� ال �ف ل الناس ، وكما قال تعالى في أول سورة المؤمنين : } ق�د أد�و س� ه�م ف�يه�ا ف�ر �ون� ال �ر�ث �ذ�ين� ي �ون� ال و�ار�ث �ك� ه�م� ال �ئ �ول ع�ون� { إلى أن قال : } أ �ه�م خ�اش� ص�الت

�د�ون� { ] المؤمنون : ال [11 - 1خ��ا ) ي �س� �ك� ن ب �ان� ر� ن� ذ�ل�ك� و�م�ا ك �ي �ا و�م�ا ب ف�ن ل �ا و�م�ا خ� د�ين �ي ن� أ �ي �ه� م�ا ب ~ك� ل ب م ر� ر�

� �أ �ال ب �نزل� إ �ت } و�م�ا ن64} )

__________( في أ : "ثمت".1)( زيادة من ف ، أ.2)( في أ : "فنزل".3)( في ف : "نفوسهم".4).4/1/176( في جميع النسخ : "سليمان" والمثبت من الجرح والتعديل 5)( في أ : "شمياط".6)( في ت ، ف ، أ : "جدير".7) ( من طريق سليم بن منصور بن عمار به6/394( ورواه ابن عدي في الكامل )8)

وقال : "وال يعرف هذا إال لمنصور بهذا اإلسناد". ومنصور بن عمار ضعفه العقيلي وقالأبو حاتم : ليس بالقوي.

( زيادة من ت ، وفي أ : "وقوله".9)( في ت ، ف : "والكاظمين".10)( في ت ، ف : "والعافين".11)

(5/248)

818

Page 220: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ) م�ي �ه� س� �م� ل �ع ل �ه� ه�ل ت �اد�ت �ع�ب �ر ل �د ه� و�اص ط�ب �ه�م�ا ف�اع ب ن �ي ر ض� و�م�ا ب� م�او�ات� و�األ ب� الس� ( 65ر�

�ا ) م�ي �ه� س� �م� ل �ع ل �ه� ه�ل ت �اد�ت �ع�ب �ر ل �د ه� و�اص ط�ب �ه�م�ا ف�اع ب ن �ي م�او�ات� و�األر ض� و�م�ا ب ب� الس� } ر�65.} )

�ع لى ووكيع قاال حدثنا عمر بن ذ�ر� ، عن أبيه ، عن سعيد بن قال اإلمام أحمد : حدثنا ي ر ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : "ما يمنعك �ي ب ج�

~ك� { إلى آخر اآلية. ب م ر� ر�� �أ �ال ب �نزل� إ �ت أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟" قال : فنزلت } و�م�ا ن

انفرد بإخراجه البخاري ، فرواه عند تفسير هذه اآلية عن أبي نعيم ، عن عمر بن ذر به. ( وعندهما زيادة في آخر1ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، من حديث عمر بن ذر به )

الحديث ، فكان__________

( وتفسير الطبري )4731( وصحيح البخاري برقم )1/233( ، )1/231( المسند )1)16/78.)

(5/248)

ذلك الجواب لمحمد صلى الله عليه وسلم. وقال الع�و في عن ابن عباس : احتبس جبريل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

ن ، فأتاه جبريل وقال : يا محمد ، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك وح�ز��ا { ي �س� �ك� ن ب �ان� ر� ن� ذ�ل�ك� و�م�ا ك �ي �ا و�م�ا ب ف�ن ل �ا و�م�ا خ� د�ين �ي ن� أ �ي �ه� م�ا ب ~ك� ل ب م ر� ر�

� �أ �ال ب �نزل� إ �ت } و�م�ا ن وقال مجاهد : لبث جبريل عن محمد صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة ، ويقولون

ت� علي� حتى ظن المشركون كل ظن.1]ق�ل�ي�[ ) ( فلما جاءه قال : يا جبريل لقد ر�ث( ] ن� ذ�ل�ك� �ي �ا و�م�ا ب ف�ن ل �ا و�م�ا خ� د�ين �ي ن� أ �ي �ه� م�ا ب ~ك� ]ل ب م ر� ر�

� �أ �ال ب �نزل� إ �ت ( و�م�ا2فنزلت : } و�م�ا ن�ا { قال : وهذه اآلية كالتي في الضحى. ي �س� �ك� ن ب �ان� ر� ك

احم ، وقتادة ، والسدي ، وغير واحد : إنها نزلت في وكذلك قال الضحاك بن م�ز�احتباس جبريل.

وقال الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : أبطأ جبريل النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوم�ا ، ثم نزل ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "ما نزلت

حتى اشتقت إليك" فقال له جبريل : بل أنا كنت إليك أشوق ، ولكني مأمور ، فأوح�ي�~ك� { اآلية. رواه ابن أبي حاتم ، رحمه ب م ر� ر�

� �أ �ال ب �نزل� إ �ت إلى جبريل أن قل له : } و�م�ا نالله ، وهو غريب.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا األعمش ، عن مجاهد قال : أبطأت الرسل� على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتاه جبريل فقال

له : ما حبسك يا جبريل ؟ فقال له جبريل : وكيف نأتيكم وأنتم ال تقصون أظفاركم ،�ال �نزل� إ �ت ق�ون براجمكم ، وال تأخذون شواربكم ، وال تستاكون ؟ ثم قرأ : } و�م�ا ن �ن وال ت

~ك� { إلى آخر اآلية. ب م ر� ر�� �أ ب

وقد قال الطبراني : حدثنا أبو عامر النحوي ، حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري ، حدثنا ( حدثنا إسماعيل بن عياش ، أخبرني ثعلبة بن3سليمان بن عبد الرحمن ]الدمشقي[ )

مسلم ، عن أبي كعب مولى ابن عباس ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه

819

Page 221: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ون ، وال �ن ت �س وسلم : أن جبريل أبطأ عليه ، فذكر ذلك له فقال : وكيف وأنتم ال ت ق�ون رواجبكم. �ن �م�ون أظفاركم ، وال تقصون شواربكم ، وال ت �ق�ل ت

(.4وهكذا رواه اإلمام أحمد ، عن أبي اليمان ، عن إسماعيل بن عياش ، به نحوه )�ار ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا المغيرة بن حبيب - ي وقال اإلمام أحمد : حدثنا س�

( مالك بن دينار - حدثني شيخ من أهل المدينة ، عن أم سلمة قالت : قال5]ختن[ ) ( ملك إلى6لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أصلحي لنا المجلس ، فإنه ينزل )

(7األرض ، لم ينزل إليها قط" )�ا { قيل : المراد ما بين أيدينا : أمر الدنيا ، وما ف�ن ل �ا و�م�ا خ� د�ين �ي ن� أ �ي �ه� م�ا ب وقوله : } ل

ن� ذ�ل�ك� { ما بين النفختين. هذا قول أبي العالية ، �ي خلفنا : أمر اآلخرة ، } و�م�ا بوعكرمة ، ومجاهد ، وسعيد بن

__________( زيادة من ت ، ف ، أ.1)( في ت ، ف ، أ : "إلى قوله".2)( زيادة من ت ، ف ، أ.3) ( وفي إسناده أبو كعب مولى ابن1/243( والمسند )11/431( المعجم الكبير )4)

عباس ، قال أبو زرعة : "ال يسمى وال يعرف إال في هذا الحديث".( في هـ ، ت ، ف : "عن" ، والمثبت من أ ، والمسند.5)( في ف ، أ : "يتنزل".6)(.6/296( المسند )7)

(5/249)

�ا ) ي ج� ح� �خ ر� و ف� أ �ذ�ا م�ا م�ت� ل�س� �ئ ان� أ س� �ن �ق�ول� اإل �اه� م�ن 66و�ي �ق ن ل �ا خ� �ن ان� أ س� �ن �ر� اإل �ذ ك و�ال� ي� ( أ

�ا ) ئ ي �ك� ش� �م ي ل� و�ل �ا )67ق�ب �ي ث �م� ج� ه�ن �ه�م ح�و ل� ج� ن �ح ض�ر� �ن �م� ل �اط�ين� ث ي �ه�م و�الش� ن ر� �ح ش� �ن ~ك� ل ب ( ف�و�ر��ا )68 �ي ت ح م�ن� ع� د� ع�ل�ى الر� �ش� �ه�م أ ي

� يع�ة� أ �ل~ ش� ز�ع�ن� م�ن ك �ن �ن �م� ل �ذ�ين�69( ث �ال �م� ب �ع ل �ح ن� أ �ن �م� ل ( ث�ا ) �ي �ه�ا ص�ل و ل�ى ب

� ( 70ه�م أ

جبير. وقتادة ، في رواية عنهما ، والسدي ، والربيع بن أنس.�ا { أي : ما مضى من ف�ن ل �ا { ما نستقبل من أمر اآلخرة ، } و�م�ا خ� د�ين �ي ن� أ �ي وقيل : } م�ا ب

ن� ذ�ل�ك� { أي : ما بين الدنيا واآلخرة. يروى نحوه عن ابن عباس ، �ي الدنيا ، } و�م�ا ب وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وقتادة ، وابن جريج ، والثوري. واختاره ابن جرير أيض�ا ،

والله أعلم.( ]�د~ي �ا { قال مجاهد ]والس� ي �س� �ك� ن ب �ان� ر� ( معناه : ما نسيك ربك.1وقوله : } و�م�ا ك

�ك� و�م�ا ب �ذ�ا س�ج�ى م�ا و�د�ع�ك� ر� ل� إ �ي وقد تقدم عنه أن هذه اآلية كقوله : } و�الض�ح�ى و�الل [3 - 1ق�ل�ى { ] الضحى :

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ، حدثنا محمد بن ( - حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثنا عاصم بن رجاء3( - يعني أبا الجماهر )2عثمان )

بن حيوة ، عن أبيه ، عن أبي الدرداء يرفعه قال : "ما أحل الله في كتابه فهو حالل وما ( فهو عافية ، فاقبلوا من الله عافيته ، فإن الله لم4حرم فهو حرام وما سكت ]عنه[ )

820

Page 222: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { )5يكن لينسى ) ي �س� �ك� ن ب �ان� ر� (6( شيئا" ثم تال هذه اآلية : } و�م�ا ك�ه�م�ا { ]أي : خالق ذلك ومدبره ، والحاكم فيه ن �ي م�او�ات� و�األر ض� و�م�ا ب ب� الس� وقوله : } ر�

�ه�[ ) �اد�ت �ع�ب �ر ل �د ه� و�اص ط�ب �ه�7والمتصرف الذي ال معقب لحكمه ، } ف�اع ب �م� ل �ع ل ( ه�ل ت�ا { : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : هل تعلم للرب مثال أو شبها. م�ي س�

وكذلك قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، وابن جريج وغيرهم. وقال عكرمة ، عن ابن عباس : ليس أحد يسمى الرحمن غيره تبارك وتعالى ، وتقدس

اسمه.�ا ) ي ج� ح� �خ ر� و ف� أ �ذ�ا م�ا م�ت� ل�س� �ئ ان� أ س� �ق�ول� اإلن �اه� م�ن 66} و�ي �ق ن ل �ا خ� �ن ان� أ س� �ر� اإلن �ذ ك و�ال ي

� ( أ�ا ) ئ ي �ك� ش� �م ي ل� و�ل �ا )67ق�ب �ي ث �م� ج� ه�ن �ه�م ح�و ل� ج� ن �ح ض�ر� �ن �م� ل �اط�ين� ث ي �ه�م و�الش� ن ر� �ح ش� �ن ~ك� ل ب ( ف�و�ر�

�ا )68 �ي ت ح م�ن� ع� د� ع�ل�ى الر� �ش� �ه�م أ ي� يع�ة� أ �ل~ ش� �نزع�ن� م�ن ك �ن �م� ل �ذ�ين�69( ث �ال �م� ب �ع ل �ح ن� أ �ن �م� ل ( ث

�ا ) �ي �ه�ا ص�ل و ل�ى ب� ( {.70ه�م أ

�ن يخبر تعالى عن اإلنسان أنه يتعجب ويستبعد إعادته بعد موته ، كما قال تعالى : } و�إل ق� ج�د�يد� { ] الرعد : �ف�ي خ� �ا ل �ن �ئ �ا أ اب �ر� �ا ت �ن �ذ�ا ك ئ

� �ه�م أ �ع ج�ب ف�ع�ج�ب� ق�و ل [ ، 5ت__________

( زيادة من ت ، ف.1)( في ت : "ابن عباس".2)( في أ : "أبا الجماهير".3)( زيادة من ت ، ف ، أ.4)( في أ : "لينسنا".5) ( من طريق سليمان بن عبد الرحمن عن123( ورواه البزار في مسنده برقم )6)

إسماعيل بن عياش به وقال : "إسناده صالح".( ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى )2/375ورواه الحاكم في المستدرك )

( عن طريق أبي نعيم الفضل بن دكين عن عاصم بن رجاء عن أبيه به وقال10/12الحاكم : "هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه".

وله شاهد من حديث سلمان رضي الله عنه.( زيادة من ت ، ف ، أ.7)

(5/250)

�ال �ا م�ث �ن ب� ل �ين� * و�ض�ر� �ذ�ا ه�و� خ�ص�يم� م�ب �ط ف�ة� ف�إ �اه� م�ن ن �ق ن ل �ا خ� �ن ان� أ س� �ر� اإلن �م ي و�ل� وقال : } أ

ة� و�ه�و� و�ل� م�ر�� �ه�ا أ أ ش� �ن �ذ�ي أ �يه�ا ال ي �ح م�يم� * ق�ل ي ع�ظ�ام� و�ه�ي� ر� �ي ال ي �ح ق�ه� ق�ال� م�ن ي ل �س�ي� خ� و�ن

�يم� { ] يس : ل ق� ع�ل �ل~ خ� �ك �ذ�ا م�ا م�ت�79 - 77ب �ئ ان� أ س� �ق�ول� اإلن [ ، وقال هاهنا : } و�ي�ا { يستدل ، ئ ي �ك� ش� �م ي ل� و�ل �اه� م�ن ق�ب �ق ن ل �ا خ� �ن ان� أ س� �ر� اإلن �ذ ك و�ال ي

� �ا * أ ي ج� ح� �خ ر� و ف� أ ل�س��ا ،1تعالى ، بالبداءة على اإلعادة ، يعني أنه ، تعالى ]قد[ ) ( خلق اإلنسان ولم يك شيئ

�ه و�ن� �ع�يد�ه� و�ه�و� أ �م� ي ل ق� ث خ� � ال د�أ �ب �ذ�ي ي �ا ، كما قال تعالى : } و�ه�و� ال أفال يعيده وقد صار شيئ ه� { ] الروم : �ي [ ، وفي الصحيح : "يقول الله تعالى : كذبني ابن آدم ولم يكن له27ع�ل

أن يكذبني ، وآذاني ابن آدم ولم يكن له أن يؤذيني ، أما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي� من آخره ، وأما أذاه إياي فقوله : إن لي

(.4( كفو�ا أحد" )3( ولم يكن له )2ولد�ا ، وأنا األحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد )

821

Page 223: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�اط�ين� { أقسم الرب ، تبارك وتعالى ، بنفسه ي �ه�م و�الش� ن ر� �ح ش� �ن ~ك� ل ب وقوله : } ف�و�ر� الكريمة ، أنه ال بد أن يحشرهم جميع�ا وشياطينهم الذين كانوا يعبدون من دون الله ، }

�ا {. �ي ث �م� ج� �ه�م ح�و ل� ج�ه�ن ن �ح ض�ر� �ن �م� ل ث�ة� { �ي اث م�ة� ج�

� �ل� أ ى ك �ر� قال الع�و في ، عن ابن عباس : يعني : قعودا كقوله : } و�ت [.28] الجاثية :

�ا { : يعني : قيام�ا ، وروي عن �ي ث �م� ج� ه�ن �ه�م ح�و ل� ج� ن �ح ض�ر� �ن �م� ل وقال السدي في قوله : } ث(.5مرة ، عن ابن مسعود ]مثله[ )

د� �ش� �ه�م أ ي� يع�ة� { يعني : من كل أمة قاله مجاهد ، } أ �ل~ ش� �نزع�ن� م�ن ك �ن �م� ل وقوله : } ث

�ا {. �ي ت ح م�ن� ع� ع�ل�ى الر� ( ، عن أبي األحوص ، عن ابن مسعود قال :6قال الثوري ، عن ]علي بن األقمر[ )

( ، أتاهم جميع�ا ، ثم بدأ باألكابر ،7يحبس األول على اآلخر ، حتى إذا تكاملت العدة )�ا {. �ي ت ح م�ن� ع� د� ع�ل�ى الر� �ش� �ه�م أ ي

� يع�ة� أ �ل~ ش� �نزع�ن� م�ن ك �ن �م� ل فاألكابر جرما ، وهو قوله : } ث�ا { قال : ثم �ي ت ح م�ن� ع� د� ع�ل�ى الر� �ش� �ه�م أ ي

� يع�ة� أ �ل~ ش� �نزع�ن� م�ن ك �ن �م� ل وقال قتادة : } ث ( في الشر. وكذا قال ابن جريج ،9( دين قادتهم ]ورؤساءهم[ )8لننزعن من أهل كل )

اه�م �خ ر� �وا ف�يه�ا ج�م�يع�ا ق�ال�ت أ ك �ذ�ا اد�ار� �ى إ ت وغير واحد من السلف. وهذا كقوله تعالى : } ح��م�ون� �ع ل �ك�ن ال ت �ل� ض�ع ف� و�ل �ك �ار� ق�ال� ل �ا ض�ع ف�ا م�ن� الن �ه�م ع�ذ�اب �ا ف�آت �ون �ض�ل �ا ه�ؤ�الء� أ �ن ب ألواله�م ر�

�م ت �ن �م�ا ك ع�ذ�اب� ب �ا م�ن ف�ض ل� ف�ذ�وق�وا ال ن �ي �م ع�ل �ك �ان� ل اه�م ف�م�ا ك �واله�م ألخ ر� و�ق�ال�ت أ�ون� { ] األعراف : ب س� �ك [39 ، 38ت

�ا { ثم" هاهنا لعطف الخبر على الخبر �ي �ه�ا ص�ل و ل�ى ب� �ذ�ين� ه�م أ �ال �م� ب �ع ل �ح ن� أ �ن �م� ل وقوله : } ث

، والمراد أنه تعالى أعلم بمن يستحق من العباد أن يصلى بنار جهنم ويخل�د فيها ، وبمن( يستحق تضعيف10)

__________( زيادة من ف ، أ.1)( في ت ، ف ، أ : "ألد ولم أولد".2)( في ف ، أ : "لي".3)(.4975( صحيح البخاري برقم )4)( زيادة من ف ، أ.5)( زيادة من ت ، ف ، أ ، وفي هـ : "أبي" والمثبت من الطبري.6)( في ت : "المغيرة".7)( في ت ، ف : "من كل أهل".8)( زيادة من ت ، ف ، أ.9)( في ت ، ف ، أ : "ومن".10)

(5/251)

�ا ) م�ا م�ق ض�ي ت ~ك� ح� ب �ان� ع�ل�ى ر� �ال� و�ار�د�ه�ا ك �م إ ك �ن م�ن �ذ�ر�71و�إ �ق�و ا و�ن �ذ�ين� ات �ج~ي ال �ن �م� ن ( ث�ا ) �ي ث �م�ين� ف�يه�ا ج� ( 72الظ�ال

822

Page 224: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�م�ون� { �ع ل �ك�ن ال ت �ل� ض�ع ف� و�ل �ك العذاب ، كما قال في اآلية المتقدمة : } ق�ال� ل�ا ) م�ا م�ق ض�ي ت ~ك� ح� ب �ان� ع�ل�ى ر� �ال و�ار�د�ه�ا ك �م إ ك �ن م�ن �ذ�ر�71} و�إ �ق�و ا و�ن �ذ�ين� ات �ج~ي ال �ن �م� ن ( ث

�ا ) �ي ث �م�ين� ف�يه�ا ج� ( {.72الظ�ال قال اإلمام أحمد : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا خالد بن سليمان ، عن كثير بن زياد

�ة قال : اختلفنا في الورود ، فقال بعضنا : ال يدخلها مؤمن. م�ي ساني ، عن أبي س� �ر الب وقال بعضهم : يدخلونها جميعا ، ثم ينجي الله الذين اتقوا. فلقيت جابر بن عبد الله

ة� ) (1فقلت له : إنا اختلفنا في الورود ، فقال : يردونها جميع�ا - وقال سليمان م�ر� يدخلونها جميع�ا - وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه ، وقال : ص�م�تا ، إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ال يبقى بر وال فاجر إال دخلها ، فتكون على المؤمن

( برد�ا وسالم�ا ، كما كانت على إبراهيم ، حتى إن للنار ضجيج�ا من بردهم ، ثم ينجي2)�ا" ) ( غريب ولم يخرجوه.3الله الذين اتقوا ، ويذر الظالمين فيها جثي

( أبي مروان ، عن4وقال الحسن بن عرفة : حدثنا مروان بن معاوية ، عن بكار بن ) خالد بن م�ع د�ان قال : قال أهل الجنة بعدما دخلوا الجنة : ألم يعدنا ربنا الورود على

النار ؟ قال : قد مررتم عليها وهي خامدة. وقال عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم

و�احة واضع�ا رأسه في ح�ج ر امرأته ، فبكى ، فبكت امرأته قال : كان عبد الله بن ر� ( رأيتك تبكي فبكيت. قال : إني ذكرت قول الله عز6( ما يبكيك ؟ فقالت : )5فقال )

( �م ك �ن م�ن �ال و�ار�د�ه�ا { ، فال أدري أنجو منها أم ال ؟ )7وجل : } و�إ ( وفي رواية :8( إوكان مريض�ا.

�م�ان ، عن مالك بن م�غ ول ، عن أبي ب ، حدثنا ابن ي ي �ر� وقال ابن جرير : حدثنا أبو ك إسحاق : كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه قال : يا ليت أمي لم تلدني ثم يبكي ،

�ر أنا صادرون عنها ) ب �خ فقيل : ما يبكيك يا أبا ميسرة ؟ فقال : أخبرنا أنا واردوها ، ولم ن9.)

وقال عبد الله بن المبارك ، عن الحسن البصري قال : قال رجل ألخيه : هل أتاك أنك وارد النار ؟ قال : نعم. قال : فهل أتاك أنك صادر عنها ؟ قال : ال. قال : ففيم

�ا حتى لحق بالله[ ) ئي ضاحك (.10الضحك ؟ ]قال فما ر�__________

( في أ : "سليمان بن مرة".1)( في ف : "المؤمنين".2)( : "رجاله ثقات".2/306( وقال المنذري في الترغيب )3/328( المسند )3)( في ف : "عن".4)( في ف : "قال".5)( في أ : قالت".6)( في ت : "وما منكم".7)(.2/11( تفسير عبد الرزاق )8)(.16/82( تفسير الطبري )9)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.10)

(5/252)

823

Page 225: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ة ، عن عمرو ، أخبرني من سمع ابن عباس ن �ي وقال عبد الرزاق أيض�ا : أخبرنا ابن ع�ي ( الدخول ؟ فقال نافع : ال فقرأ1يخاصم نافع بن األزرق ، فقال ابن عباس : الورود )

�ه�ا و�ار�د�ون� { ] األنبياء : �م ل ت �ن �م� أ ه�ن �ه� ح�ص�ب� ج� �د�ون� م�ن د�ون� الل �ع ب �م و�م�ا ت �ك �ن ابن عباس : } إ�ار� { ] هود : 98 د�ه�م� الن و ر�

� �ام�ة� ف�أ ق�ي �و م� ال �ق د�م� ق�و م�ه� ي [98 [ وردوا أم ال ؟ وقال : } يد� هو ) ( أم ال ؟ أما أنا وأنت فسندخلها ، فانظر هل نخرج منها أم ال ؟ وما أرى الله2أور

(.3مخرجك منها بتكذيبك فضحك نافع )وري - وهو نافع بن األزرق - : وروى ابن جريج ، عن عطاء قال : قال أبو راشد الح�ر�

ه�ا { ] األنبياء : يس� م�ع�ون� ح�س� �س [ فقال ابن عباس : ويلك : أمجنون أنت ؟102} ال ي�ار� { ] هود : د�ه�م� الن و ر�

� �ام�ة� ف�أ ق�ي �و م� ال �ق د�م� ق�و م�ه� ي �س�وق�98أين قوله : } ي [ ، } و�ند�ا { ] مريم : �م� و�ر �ل�ى ج�ه�ن م�ج ر�م�ين� إ �ال و�ار�د�ه�ا { ؟ والله إن كان86ال �م إ ك �ن م�ن [ ، } و�إ

(.4دعاء من مضى : اللهم أخرجني من النار سالم�ا ، وأدخلني الجنة غانم�ا ) وقال ابن جرير : حدثني محمد بن عبيد المحاربي ، حدثنا أسباط ، عن عبد الملك ، عن عبيد الله ، عن مجاهد قال : كنت عند ابن عباس ، فأتاه رجل يقال له : أبو راشد ، وهو�ان� �ال و�ار�د�ه�ا ك �م إ ك �ن م�ن نافع بن األزرق ، فقال له : يا ابن عباس ، أرأيت قول الله : } و�إ�ا { ؟ قال : أما أنا وأنت يا أبا راشد فسنردها ، فانظر : هل نصدر م�ا م�ق ض�ي ت ~ك� ح� ب ع�ل�ى ر�

(.5عنها أم ال ) وقال أبو داود الطيالسي : قال شعبة ، أخبرني عبد الله بن السائب ، عمن سمع ابن

(7( : "وإن منهم إال واردها" يعني : الكفار )6عباس يقرؤها ]كذلك[ )~ي ) ن ( ، أنه سمع عكرمة يقرؤها كذلك : "وإن منهم8وهكذا روى عمرو بن الوليد الش�

إال واردها" ، قال : وهم الظلمة. كذلك كنا نقرؤها. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير.�ا م�ا م�ق ض�ي ت ~ك� ح� ب �ان� ع�ل�ى ر� �ال و�ار�د�ه�ا ك �م إ ك �ن م�ن وقال العوفي ، عن ابن عباس قوله : } و�إ

�ام�ة� ق�ي �و م� ال �ق د�م� ق�و م�ه� ي { يعني : البر والفاجر ، أال تسمع إلى قول الله لفرعون : } يد�ا { ، فسمى �م� و�ر ه�ن �ل�ى ج� م�ج ر�م�ين� إ �س�وق� ال ود� { } و�ن م�و ر� د� ال و�ر س� ال �ئ �ار� و�ب د�ه�م� الن و ر�

� ف�أالورود في النار دخوال وليس بصادر.

ة ، عن وقال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن م�ر��ال و�ار�د�ه�ا { قال رسول الله صلى الله عليه �م إ ك �ن م�ن عبد الله - هو ابن مسعود - } و�إ

( كلهم ، ثم يصدرون عنها بأعمالهم".9وسلم : "يرد الناس ]النار[ )__________

( في ت : "المورود".1)( في ت : "أوردهم" ، وفي أ : "أوردوها".2)(.2/11( تفسير عبد الرزاق )3)(.16/82( رواه الطبري في تفسيره )4)(.16/84( تفسير الطبري )5)( زيادة من ت ، ف ، أ6)(.16/83( رواه الطبري في تفسيره )7)( في أ : "السني".8)( زيادة من ت ، ف ، أ ، والمسند.9)

(5/253)

824

Page 226: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.1ورواه الترمذي عن عبد بن حميد ، عن عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن السدي به )(.3( )2ورواه من طريق شعبة ، عن السدي ، عن مرة ، عن ابن مسعود موقوفا )

ة عن عبد � هكذا وقع هذا الحديث هاهنا مرفوع�ا. وقد رواه أسباط ، عن السدي ، عن م�ر الله بن مسعود قال : يرد الناس جميع�ا الصراط ، وورودهم قيامهم حول النار ، ثم

( ، ومنهم من يمر مثل4يصدرون عن الصراط بأعمالهم ، فمنهم من يمر مثل البرق ) الريح ، ومنهم من يمر مثل الطير ، ومنهم من يمر كأجود الخيل ، ومنهم من يمرا رجل نوره على كأجود اإلبل ، ومنهم من يمر كعدو الرجل ، حتى إن آخرهم مر�

�ة ، عليه6( إبهامي قدميه ، يمر يتكفأ )5موضعي ) ل ( به الصراط ، والصراط د�ح ض� م�ز��اد ، حافتاه مالئكة ، معهم كالليب من نار ، يختطفون بها الناس. �ح�سك الق�ت ح�س�ك ك

( ابن أبي حاتم.7وذكر تمام الحديث. رواه ) وقال ابن جرير : حدثنا خالد بن أسلم ، حدثنا النضر ، حدثنا إسرائيل ، أخبرنا أبو

�ال و�ار�د�ه�ا { قال :8إسحاق ، عن أبي األحوص ) �م إ ك �ن م�ن ( عن عبد الله : قوله : } و�إ الصراط على جهنم مثل حد السيف ، فتمر الطبقة األولى كالبرق ، والثانية كالريح ، والثالثة كأجود الخيل ، والرابعة كأجود البهائم ، ثم يمرون والمالئكة يقولون : اللهم

ل�م. ل�م س� س� ولهذا شواهد في الصحيحين وغيرهما ، من رواية أنس ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة ،

(.9وجابر ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم )يري ، عن ]أبي السليل[ ) �ة عن الج�ر� �ي وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن ع�ل

م بن قيس قال : ذكروا ورود النار ، فقال كعب : تمسك النار للناس )10 �ي (11( عن غ�ن ن ) ( إهالة حتى يستوي عليها أقدام الخالئق ، برهم وفاجرهم ، ثم يناديها12كأنها م�ت

مناد : أن امسكي أصحابك ، ودعي أصحابي ، قال : فتخسف بكل ولي لها ، ولهي أعلم ( من الرجل بولده ، ويخرج المؤمنون ندية ثيابهم. قال كعب : ما بين منكبي13بهم )

( ، يدفع به14الخازن من خزنتها مسيرة سنة ، مع كل واحد منهم عمود ذو شعبتين )(.15الدفع فيصرع به في النار سبعمائة ألف )

__________ ( وقال : "حديث حسن ، ورواه3159( وسنن الترمذي برقم )1/434( المسند )1)

شعبة عن السدي فلم يرفعه".( في ت ، ف : "مرفوعا".2)(.3160( سنن الترمذي برقم )3)( في ف ، أ : "البرق الخاطف".4)( في أ : "موضع".5)( في أ : "فيمر فيكفأ".6)( في ت ، ف : "ورواه".7)( في ت : "مولى األحوص".8)( وضعف إسناده.367( أما حديث أنس فرواه البيهقي في شعب اإليمان برقم )9)

( وصحيح مسلم برقم )6573وأما حديث أبي هريرة فهو في صحيح البخاري برقم )182.)

( وصحيح مسلم برقم )6574وأما حديث أبي سعيد فهو في صحيح البخاري برقم )183.)

( في هـ : "ابن أبي ليلى" والمثبت من ت ، ف ، أ ، والطبري.10)( في ف ، أ : "الناس".11)

825

Page 227: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ "بين".12)( في أ : "فتخسف بكل وليها وهي أعلم بهم".13)( في ت ، ف ، أ : "عمود وشعبتين".14)(.16/82( تفسير الطبري )15)

(5/254)

( ، عن جابر ،1وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا األعمش ، عن أبي سفيان )ر ، عن حفصة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إني ألرجو �ش~ عن أم م�ب

ا والحديبية" قالت ) ( فقلت : أليس الله2أال يدخل النار - إن شاء الله - أحد شهد بدر��ال و�ار�د�ه�ا { ؟ قالت ) �م إ ك �ن م�ن �ق�و ا3يقول } و�إ �ذ�ين� ات �ج~ي ال �ن �م� ن ( : فسمعته يقول : } ث

�ا { ) �ي ث �م�ين� ف�يه�ا ج� �ذ�ر� الظ�ال (.4و�ن (6( أحمد أيض�ا : حدثنا ابن إدريس ، حدثنا األعمش ، عن أبي سفيان )5وقال ]اإلمام[ )

، عن جابر ، عن أم مبشر - امرأة زيد بن حارثة - قالت : كان رسول الله صلى اللها والحديبية" قالت عليه وسلم في بيت حفصة ، فقال : "ال يدخل النار أحد شهد بدر�

�ال و�ار�د�ه�ا { ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه �م إ ك �ن م�ن حفصة : أليس الله يقول : } و�إ�ق�و ا { ) �ذ�ين� ات �ج~ي ال �ن �م� ن (.7وسلم : } ث

وفي الصحيحين ، من حديث الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال يموت ألحد من المسلمين ثالثة من

ل�ة القسم". ) �ح� (8الولد تمسه النار ، إال ت وقال عبد الرزاق : قال معمر : أخبرني الزهري ، عن ابن المسيب ، عن أبي هريرة ،

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من مات له ثالثة لم تمسه النار إال تحلة القسم"(.9يعني الورود )

م ع�ة ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا ز� هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ال يموت لمسلم ثالثة

�ن من الولد ، تمسه النار إال تحلة القسم". قال الزهري : كأنه يريد هذه اآلية : } و�إ�ا { ) م�ا م�ق ض�ي ت ~ك� ح� ب �ان� ع�ل�ى ر� �ال و�ار�د�ه�ا ك �م إ ك (.10م�ن

( ،12( ، حدثنا أبو المغيرة )11وقال ابن جرير : حدثني عمران بن بكار الكالعي ) حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم ، حدثنا إسماعيل بن عبيد الله ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجال من أصحابه

�ا ، وأنا معه ، ثم قال : "إن الله تعالى يقول : هي ناري أسلطها على عبدي وع�ك(.13المؤمن ؛ لتكون حظه من النار في اآلخرة" غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه )

وحدثنا أبو كريب ، حدثنا ابن يمان ، عن عثمان بن األسود ، عن مجاهد قال : الحمى�ال و�ار�د�ه�ا". �م إ ك �ن م�ن حظ كل مؤمن من النار ، ثم قرأ : "و�إ

�ان بن فائد ، عن سهل بن ب �ه�يع�ة ، حدثنا ز� وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن ل معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ

�ح�د� { حتى يختمها عشر �ه� أ : } ق�ل ه�و� الل__________

( في ت : "شقيق".1)

826

Page 228: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "قال".2)( في أ : "قال".3)(.6/285( المسند )4)( زيادة من ت.5)( في ت : "شقيق".6)(.6/362( المسند )7)(.2632( وصحيح مسلم برقم )6656( صحيح البخاري برقم )8)(.2/11( تفسير عبد الرزاق )9)(.2304( مسند الطيالسي برقم )10)( في ت : "الخالعي".11)( في ت : "أبو شعبة".12) ( من طريق3/382( ورواه البيهقي في السنن الكبرى )6/831( تفسير الطبري )13)

محمد بن يحيى عن أبي المغيرة به.

(5/255)

ا في الجنة". فقال عمر : إذا نستكثر يا رسول الله ، فقال مرات ، بنى الله له قصر�(.2( أكثر وأطيب" )1رسول الله ]صلى الله عليه وسلم : "لله[ )

�تب يوم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ ألف آية في سبيل الله ، ك القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، إن شاء

( سلطان ، لم3الله. ومن حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوع�ا ال بأجرة )�ال و�ار�د�ه�ا { وإن الذكر �م إ ك �ن م�ن ير النار بعينيه إال تحلة القسم ، قال الله تعالى : } و�إ

�ض عف� فوق النفقة بسبعمائة ضعف". وفي رواية : "بسبعمائة4في سبيل ]الله[ ) ( ي(5ألف ضعف" )

وروى أبو داود ، عن أبي الطاهر ، عن ابن وهب ، عن يحيى بن أيوب ]وسعيد بن أبي ( ، عن سهل ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه7( كالهما عن زبان )6أيوب[ )

وسلم : "إن الصالة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة(.8ضعف" )

�ال و�ار�د�ه�ا { قال : هو �م إ ك �ن م�ن وقال عبد الرزاق ، عن م�ع م�ر ، عن قتادة قوله : } و�إ(9الممر عليها )

�ال و�ار�د�ه�ا { ، قال : ورود �م إ ك �ن م�ن وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله : } و�إ المسلمين المرور على الجسر بين ظهريها ، وورود المشركين : أن يدخلوها ، وقال

النبي صلى الله عليه وسلم : "الزالون والزاالت يومئذ كثير ، وقد أحاط بالجسر يومئذم�اطان من المالئكة ، دعاؤهم : يا ألله سلم سلم" ) (.10س�

�ا { م�ا م�ق ض�ي ت ~ك� ح� ب �ان� ع�ل�ى ر� وقال السدي ، عن مرة ، عن ابن مسعود في قوله : } ك�ا. وقال مجاهد : ]حتم�ا[ ) (12( ، قال : قضاء. وكذا قال ابن جريج )11قال : قسم�ا واجب

�ق�و ا { أي : إذا مر� الخالئق كلهم على النار ، وسقط فيها �ذ�ين� ات �ج~ي ال �ن �م� ن وقوله : } ث من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي ، بحسبهم ، نجى الله تعالى المؤمنين

المتقين منها بحسب أعمالهم. فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي

827

Page 229: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

كانت في الدنيا ، ثم يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين ، فيشفع المالئكةا قد أكلتهم النار ، إال دارات وجوههم -13والنبيون والمؤمنون ) ( ، فيخرجون خلق�ا كثير�

وهي مواضع السجود - وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من اإليمان ، فيخرجون أوال من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ، ثم الذي يليه ، ثم الذي يليه ،

( حتى يخرجوا من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من14]ثم الذي يليه[ )إيمان ثم يخرج الله من النار

__________( زيادة من ف ، أ ، والمسند.1)(.3/437( المسند )2)( في ت ، ف ، : "بأجر".3)( زيادة من ف ، أ.4)( من حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه.3/437( رواه أحمد في مسنده )5)( زيادة من ف ، أ.6)( في أ : "ريان".7)(.2498( سنن أبي داود برقم )8)(.2/11( تفسير عبد الرزاق )9)(16/83( تفسير الطبري )10)( زيادة من ف ، أ.11)( في ت : "ابن جرير".12)( في ت : "فيشفع الله المالئكة والنبيين والمؤمنين13)( زيادة من ف ، أ.14)

(5/256)

ر� م�ق�ام�ا ي ن� خ� ف�ر�يق�ي ي� ال� �وا أ �م�ن �ذ�ين� آ �ل وا ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �ات� ق�ال� ال ~ن �ي �ا ب �ن �ات �ي ه�م آ �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ت و�إ

�ا ) �د�ي ن� ن �ح س� �ا )73و�أ ي �ا و�ر�ئ �اث �ث ن� أ �ح س� ن� ه�م أ �ه�م م�ن ق�ر ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ ( 74( و�ك

ا قط ، وال يبقى في1من قال يوم�ا من الدهر : "ال إله إال الله" ) ( وإن لم يعمل خير� النار إال من وجب عليه الخلود ، كما وردت بذلك األحاديث الصحيحة عن رسول الله

�م�ين� ف�يه�ا �ذ�ر� الظ�ال �ق�و ا و�ن �ذ�ين� ات �ج~ي ال �ن �م� ن صلى الله عليه وسلم ؛ ولهذا قال تعالى : } ث�ا { �ي ث ج�

ر� م�ق�ام�ا ي ن� خ� ف�ر�يق�ي ي� ال� �وا أ �ذ�ين� آم�ن �ل وا ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �ات� ق�ال� ال ~ن �ي �ا ب �ن �ات ه�م آي �ي ل�ى ع�ل �ت �ذ�ا ت } و�إ

�ا ) �د�ي ن� ن �ح س� �ا )73و�أ ي �ا و�ر�ئ �اث �ث ن� أ �ح س� ن� ه�م أ �ه�م م�ن ق�ر ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ ( {.74( و�ك ( عليهم آيات الله ظاهرة الداللة بينة الحجة واضحة2يخبر تعالى عن الكفار حين تتلى )

البرهان : أنهم يصدون عن ذلك ، ويعرضون ويقولون عن الذين آمنوا مفتخرين عليهم�ا { �د�ي ن� ن �ح س� ر� م�ق�ام�ا وأ ي ومحتجين على صحة ما هم عليه من الدين الباطل بأنهم : } خ�

ا وأحسن نديا[ ) ( ، وهو مجمع الرجال للحديث ، أي :3]أي : أحسن منازل وأرفع دور� ناديهم أعمر وأكثر وارد�ا وطارق�ا ، يعنون : فكيف نكون ونحن بهذه المثابة على باطل ،

( مختفون مستترون في دار األرقم بن أبي األرقم ونحوها من )4وأولئك ]الذين هم[ )

828

Page 230: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

5 �و �وا ل �ذ�ين� آم�ن �ل وا ل �ف�ر� �ذ�ين� ك ا عنهم : } و�ق�ال� ال ( الدور على الحق ؟ كما قال تعالى مخبر� ه� { ]األحقاف : �ي �ل �ا إ �ق�ون ب ا م�ا س� ر� ي �ان� خ� �ع�ك�11ك �ب �ؤ م�ن� ل�ك� و�ات �ن [. وقال قوم نوح : } أ

ذ�ل�ون� { ] الشعراء : �وا111األر �ق�ول �ي �ع ض� ل �ب �ع ض�ه�م ب �ا ب �ن �ذ�ل�ك� ف�ت [ ، وقال تعالى : } و�ك�ر�ين� { ] األنعام : اك �الش� �م� ب �ع ل �أ �ه� ب س� الل �ي �ل �ا أ �ن ن �ي ه�م م�ن ب �ي �ه� ع�ل �ه�ؤ�الء� م�ن� الل [ ؛ ولهذا53أ

ن� { أي : وكم من أمة �ه�م م�ن ق�ر ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ قال تعالى راد�ا عليهم شبهتهم : } و�ك�ا { أي : كانوا أحسن ي �ا و�ر�ئ �اث �ث ن� أ �ح س� وقرن من المكذبين قد أهلكناهم بكفرهم ، } ه�م أ

من هؤالء أمواال وأمتعة ومناظر وأشكاال.�ا {6]و[ ) �د�ي ن� ن �ح س� ر� م�ق�ام�ا و�أ ي �ان ، عن ابن عباس : } خ� ي ( قال األعمش ، عن أبي ظ�ب

قال : المقام : المنزل ، والندي : المجلس ، واألثاث : المتاع ، والرئي : المنظر. وقال العوفي ، عن ابن عباس : المقام : المسكن ، والندي : المجلس والنعمة والبهجة

( أهلكهم وقص شأنهم في7التي كانوا فيها ، وهو كما قال الله لقوم فرعون حين )وع� ) ر� �ون� و�ز� �ات� و�ع�ي ن �وا م�ن ج� ك �ر� �م ت � { ] الدخان : 8القرآن : } ك �ر�يم � ك ،25( و�م�ق�ام

[ ، فالمقام : المسكن والنعيم ، والندي : المجلس والمجمع الذي كانوا يجتمعون26�ون� ف�ي10( فيما قص على رسوله من أمر قوم لوط )9فيه ، وقال ]الله[ ) ت �أ ( : } و�ت

�ر� { ] العنكبوت : ك م�ن �م� ال �اد�يك [ ، والعرب تسمي المجلس : النادي.29ن وقال قتادة : لما رأوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في عيشهم خشونة ، وفيهم

�ع�ر�ض ) ر� م�ق�ام�ا12( أهل الشرك بما تسمعون )11قشافة ، ت ي ن� خ� ف�ر�يق�ي ي� ال� ( : } أ

�ا { وكذا قال مجاهد ، والضحاك. �د�ي ن� ن �ح س� و�أ ومنهم من قال في األثاث : هو المال. ومنهم من قال : المتاع. ومنهم من قال : الثياب

، والرئي : المنظر كما قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد.__________

( في ف : "من قال : ال إله إال الله يوما من الدهر".1)( في ف : "يتلى".2)( زيادة من ف ، أ.3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ت : "في".5)( زيادة من ت.6)( في ت : "حتى".7)( في ت ، ف ، أ : "وكنوز".8)( زيادة من ت ، ف.9)( في أ : "لوط إذ قال".10)( في ت : "وفيهم".11)( في ت ، ف ، أ : "يسمعون"12)

(5/257)

ع�ذ�اب� �م�ا ال �وع�د�ون� إ و ا م�ا ي� أ �ذ�ا ر� �ى إ ت ح م�ن� م�د�ا ح� �ه� الر� �م د�د ل ي �ة� ف�ل ل �ان� ف�ي الض�ال� ق�ل م�ن ك

د�ا ) ن �ض ع�ف� ج� �ا و�أ �ان ر م�ك �م�ون� م�ن ه�و� ش� �ع ل ي اع�ة� ف�س� �م�ا الس� �د�و ا75و�إ �ذ�ين� اه ت �ه� ال �ز�يد� الل ( و�يد�ا ) ر� م�ر� ي �ا و�خ� �و�اب ~ك� ث ب د� ر� ن ر� ع� ي �ح�ات� خ� �ات� الص�ال �اق�ي ب ( 76ه�د�ى و�ال

829

Page 231: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { : أكثر أمواال ي �ا و�ر�ئ �اث �ث وقال الحسن البصري : يعني الصور ، وكذا قال مالك : } أا. والكل متقارب صحيح. وأحسن صور�

ع�ذ�اب� �م�ا ال �وع�د�ون� إ و ا م�ا ي� أ �ذ�ا ر� �ى إ ت ح م�ن� م�د�ا ح� �ه� الر� �م د�د ل ي �ة� ف�ل �ان� ف�ي الض�الل } ق�ل م�ن ك

د�ا ) ن �ض ع�ف� ج� �ا و�أ �ان ر م�ك �م�ون� م�ن ه�و� ش� �ع ل ي اع�ة� ف�س� �م�ا الس� ( {.75و�إ يقول تعالى : } ق�ل { يا محمد ، لهؤالء المشركين بربهم المدعين ، أنهم على الحق

ح م�ن� �ه� الر� �م د�د ل ي �ة� { أي : منا ومنكم ، } ف�ل �ان� ف�ي الض�الل وأنكم على الباطل : } م�ن ك�م�ا2( فيما هو فيه ، حتى يلقى ربه وينقضي )1م�د�ا { أي : فأمهله الرحمن ) ( أجله ، } إ

ر �م�ون� { حينئذ } م�ن ه�و� ش� �ع ل ي اع�ة� { بغتة تأتيه ، } ف�س� �م�ا الس� ع�ذ�اب� { يصيبه ، } و�إ ال د�ا { ]أي[ ) ن �ض ع�ف� ج� �ا و�أ �ان ( : في مقابلة ما احتجوا به من خيرية المقام وحسن3م�ك

الندي.ح م�ن� م�د�ا { فليدعه الله في طغيانه. هكذا قرر �ه� الر� �م د�د ل ي قال مجاهد في قوله : } ف�ل

ذلك أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله. ( ، كما ذكر4وهذه مباهلة للمشركين الذين يزعمون أنهم على هدى فيما هم فيه )

�ه� م�ن �ل �اء� ل �ي و ل� �م أ �ك �ن �م أ ع�م ت �ن ز� �ذ�ين� ه�اد�وا إ �ه�ا ال ي

� �ا أ تعالى مباهلة اليهود في قوله : } ق�ل ي�م ص�اد�ق�ين� { ] الجمعة : ت �ن �ن ك م�و ت� إ �و�ا ال �م�ن �اس� ف�ت [ أي : ادعوا على المبطل6د�ون� الن

( إن كنتم تدعون أنكم على الحق ، فإنه ال يضركم الدعاء ،5منا ومنكم بالموت ) فنكلوا عن ذلك ، وقد تقدم تقرير ذلك في سورة "البقرة" مبسوطا ، ولله الحمد. وكما

( صمموا على الكفر ،6ذكر تعالى المباهلة مع النصارى في سورة "آل عمران" حين ) واستمروا على الطغيان والغلو في دعواهم أن عيسى ولد الله ، وقد ذكر الله ح�ج�جه

( بعد ذلك : } ف�م�ن ح�اج�ك�7وبراهينه على عبودية عيسى ، وأنه مخلوق كآدم ، قال ) �م اء�ك �س� �ا و�ن اء�ن �س� �م و�ن �اء�ك ن �ب �ا و�أ �اء�ن ن �ب �د ع� أ �و ا ن �ع�ال � ف�ق�ل ت م ع�ل �ع د� م�ا ج�اء�ك� م�ن� ال ف�يه� م�ن ب

�ين� { ] آل عمران : �اذ�ب ك �ه� ع�ل�ى ال �ة� الل �ع ن �ج ع�ل ل �ه�ل ف�ن ت �ب �م� ن �م ث ك ف�س� �ن �ا و�أ ن ف�س� �ن [61و�أفنكلوا أيض�ا عن ذلك.

د�ا ) ر� م�ر� ي �ا و�خ� �و�اب ~ك� ث ب د� ر� ن ر� ع� ي �ح�ات� خ� �ات� الص�ال �اق�ي ب �د�و ا ه�د�ى و�ال �ذ�ين� اه ت �ه� ال �ز�يد� الل (76} و�ي.}

( تعالى إمداد من هو في الضاللة فيما هو فيه وزيادته على ما هو8لما ذكر ]الله[ ) ه�م م�ن ة� ف�م�ن ور� �نزل�ت س� �ذ�ا م�ا أ عليه ، أخبر بزيادة المهتدين ه�دى كما قال تعالى : } و�إ

م�ا� ون� * و�أ ر� ش� �ب ت �س �ا و�ه�م ي �يم�ان ه�م إ اد�ت �وا ف�ز� �ذ�ين� آم�ن م�ا ال

� �ا ف�أ �يم�ان ه� ه�ذ�ه� إ اد�ت �م ز� �ك �ي �ق�ول� أ يون� { ] التوبة : �اف�ر� �وا و�ه�م ك ه�م و�م�ات �ل�ى ر�ج س� ا إ ه�م ر�ج س� اد�ت �ه�م م�ر�ض� ف�ز� �وب �ذ�ين� ف�ي ق�ل ال

124 ، 125.] __________

( في ت ، ف ، أ : "الله".1)( في أ : "ويقضي".2)( زيادة من أ.3)( في أ : "وهذه مباهلة للمشركين الذين يزعمون على هدى قيامهم".4) ( في ف : "أي ادعوا بالموت على المبطل منا ومنكم" ، وفي أ : "أي ادعوا بالموت5)

على المبطل منا أو منكم".( في أ : "حتى".6)( في ت : "وقال".7)( زيادة من ت.8)

830

Page 232: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/258)

�ح�ات� { قد تقدم تفسيرها ، والكالم عليها ، وإيراد األحاديث �ات� الص�ال �اق�ي ب وقوله : } و�الالمتعلقة بها في سورة "الكهف".

د�ا { أي : عاقبة ومردا على صاحبها. ر� م�ر� ي �ا { أي : جزاء } و�خ� �و�اب ~ك� ث ب د� ر� ن ر� ع� ي } خ� وقال عبد الرزاق : أخبرنا عمر بن راشد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة بن

ا عبد الرحمن قال : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فأخذ عود�ا يابس� ف�ح�ط� ورقة ثم قال : "إن قول : ال إله إال الله ، والله أكبر ، والحمد لله ، وسبحان الله ،

( ، خذهن يا أبا الدرداء قبل أن يحال1تحط الخطايا كما تحط ورق هذه الشجرة الريح ) ( من كنوز الجنة" قال أبو سلمة : فكان2بينك وبينهن ، هن الباقيات الصالحات ، وهن )

أبو الدرداء إذا ذكر هذا الحديث قال : ألهللن� الله ، وألكبرن الله ، وألسبحن الله ، حتى(3إذا رآني الجاهل حسب أني مجنون )

( أنه مرسل ، ولكن قد يكون من رواية أبي سلمة ، عن أبي الدرداء ،4وهذا ظاهره ) ( بن5والله أعلم. وهكذا وقع في سنن ابن ماجه ، من حديث أبي معاوية ، عن ع�مر )

(6راشد ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن أبي الدرداء ، فذكر نحوه )__________

( في أ : "كما يحط ورق هذا الشجر الريح".1)( في أ : "وهو".2)(.2/12( تفسير عد الرزاق )3)( في أ : "وهذا ظاهر".4)( في ت : "عمرو".5) ( : "هذا إسناد3/194( وقال البوصيري في الزوائد )3813( سنن ابن ماجه برقم )6)

ضعيف".

(5/259)

�د�ا ) �ن� م�اال� و�و�ل �ي �وت �ا و�ق�ال� أل� �ن �ات �ي �آ �ف�ر� ب �ذ�ي ك ت� ال �ي أ �ف�ر� ح م�ن�77أ د� الر� ن �خ�ذ� ع� � ات م� ب� أ غ�ي �ع� ال �ط�ل ( أ

ع�ذ�اب� م�د�ا )78ع�ه د�ا ) �ه� م�ن� ال �م�د� ل �ق�ول� و�ن �ب� م�ا ي ت �ك ن �ال� س� �ا79( ك �ين ت �أ �ق�ول� و�ي �ه� م�ا ي �ر�ث ( و�ند�ا ) ( 80ف�ر

�د�ا ) �ن� م�اال و�و�ل �ي �ا و�ق�ال� ألوت �ن �ات �آي �ف�ر� ب �ذ�ي ك ت� ال �ي أ �ف�ر� د�77} أ ن �خ�ذ� ع� � ات م� ب� أ غ�ي �ع� ال �ط�ل ( أ

ح م�ن� ع�ه د�ا ) ع�ذ�اب� م�د�ا )78الر� �ه� م�ن� ال �م�د� ل �ق�ول� و�ن �ب� م�ا ي ت �ك ن �ال س� �ق�ول�79( ك �ه� م�ا ي �ر�ث ( و�ند�ا ) �ا ف�ر �ين ت �أ ( {.80و�ي

وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا األعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، عن�ا ، وكان لي على العاص بن وائل دين ، فأتيته خباب بن األرت قال : كنت رجال قين

( ]فقلت : ال والله ال أكفر1أتقاضاه. فقال : ال والله ال أقضيك حتى تكفر بمحمد ) ( حتى تموت ثم تبعث. قال : فإني إذا مت ثم بعثت2بمحمد صلى الله عليه وسلم[ )

�ا و�ق�ال� �ن �ات �آي �ف�ر� ب �ذ�ي ك ت� ال �ي أ �ف�ر� جئتني ولي ثم مال وولد ، فأعطيتك ، فأنزل الله : } أ

831

Page 233: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

د�ا {. �ا ف�ر �ين ت �أ �د�ا { إلى قوله : } و�ي �ن� م�اال و�و�ل �ي ألوت ( ، وفي لفظ3أخرجه صاحبا الصحيح وغيرهما ، من غير وجه ، عن األعمش به )

�ا بمكة ، فعملت للعاص بن وائل سيف�ا ، فجئت أتقاضاه. فذكر البخاري : كنت قينح م�ن� ع�ه د�ا { قال : موثق�ا. د� الر� ن �خ�ذ� ع� � ات م

� الحديث وقال : } أ وقال عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن األعمش ، عن أبي الض�ح�ى ، عن مسروق قال :

�اب ب قال خ�__________

( في ت : "محمد".1)( زيادة من ف ، أ ، والمسند.2) ( وصحيح4735 ، 4734( ، )2091( وصحيح البخاري برقم )4/111( المسند )3)

(.2795مسلم برقم )

(5/259)

�ا بمكة ، فكنت أعمل للعاص بن وائل ، قال : فاجتمعت لي عليه بن األرت ، كنت قين ( حتى تكفر بمحمد. فقلت : ال2( ، فقال لي : ال أقضيك )1دراهم ، فجئت ألتقاضاه )

أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث. قال : فإذا بعثت كان لي مال وولد. قال : فذكرت�ا و�ق�ال� �ن �ات �آي �ف�ر� ب �ذ�ي ك ت� ال �ي أ �ف�ر� ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله : } أ

د�ا { ) �ا ف�ر �ين ت �أ �د�ا { إلى قوله : } و�ي �ن� م�اال و�و�ل �ي (.3ألوت وقال الع�و ف�ي� عن ابن عباس : إن رجاال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يطلبون العاص بن وائل السهمي بدين ، فأتوه يتقاضونه ، فقال : ألستم تزعمونا ، ومن كل الثمرات ؟ قالوا : بلى. قال : فإن موعدكم �ا وفضة وحرير� أن في الجنة ذهب

( اآلخرة ، فوالله ألوتين ماال وولد�ا ، وألوتين مثل كتابكم الذي جئتم به. فضرب الله4)د�ا {5مثله في القرآن فقال ) �ا ف�ر �ين ت �أ �ا { إلى قوله : } و�ي �ن �ات �آي �ف�ر� ب �ذ�ي ك ت� ال �ي أ �ف�ر� ( } أ

وهكذا قال مجاهد ، وقتادة ، وغيرهم : إنها نزلت في العاص بن وائل.�د�ا { قرأ بعضهم بفتح "الواو" من "ولدا" وقرأ آخرون بضمها ، �ن� م�اال و�و�ل �ي وقوله : } ألوت

وهو بمعناه ، قال رؤبة : دا ) �م يتخذ م�ن و�ل د شيء و�ل د�ا... ل (6الحم د� لله� العزيز ف�ر

وقال الحارث بن حلزة : دا ) وا ماال و�ول ا... قد تمر� �ق�د رأيت� مع�اشر� (7و�ل

وقال الشاعر : د ح�م�ار ) �ا كان و�ل �ط ن أمه... و�ليت� ف�الن �ا كان� في ب (8ف�ل�يت ف�الن

�د" بالفتح مفرد ، وهي لغة قيس ، والله أعلم. د" بالضم جمع ، "والو�ل وقيل : إن "الو�ل�د�ا { يعني : يوم �ن� م�اال و�و�ل �ي ب� { : إنكار على هذا القائل ، } ألوت غ�ي �ع� ال �ط�ل وقوله : } أ

�ألى ) د�9القيامة ، أي : أعلم ما له في اآلخرة حتى ت ن �خ�ذ� ع� � ات م� ( وحلف على ذلك ، } أ

ح م�ن� ع�ه د�ا { : أم له عند الله عهد سيؤتيه ذلك ؟ وقد تقدم عند البخاري : أنه الر�الموثق.

ح م�ن� ع�ه د�ا { قال : ال د� الر� ن �خ�ذ� ع� � ات م� ب� أ غ�ي �ع� ال �ط�ل وقال الضحاك ، عن ابن عباس : } أ

ح م�ن�10إله إال الله ، فيرجو بها ) د� الر� ن �خ�ذ� ع� � ات م� (. وقال محمد بن كعب القرظي : } أ

832

Page 234: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ح م�ن� ع�ه د�ا {.11ع�ه د�ا { ) د� الر� ن �خ�ذ� ع� � ات م� ( قال : شهادة أن ال إله إال الله ، ثم قرأ : } أ

__________( في ف ، أ : "أتقاضاه".1)( في أ : "فقال لي أقضيك".2)".2/13( تفسير عبد الرزاق "3)( في ت : "قال فموعدكم".4)( في ت : "فقالوا".5)(.16/92( الرجز في تفسير الطبري )6)(.16/92( البيت في تفسير الطبري )7)( واللسان مادة "ولد" غير منسوب.16/92( البيت في تفسير الطبري )8)( في أ : "حتى ماأل".9)( في أ : "فيرجونها".10)( في ف : "أم اتخذ" ، وفي هـ : "إال من اتخذ" ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبتناه.11)

(5/260)

ا ) �ه�م ع�ز� �وا ل �ون �ك �ي �ه�ة� ل �ل �ه� آ �خ�ذ�وا م�ن د�ون� الل �ون�81و�ات �ون �ك �ه�م و�ي �اد�ت �ع�ب ون� ب ف�ر� �ك ي �ال� س� ( ك ه�م ض�د�ا ) �ي ا )82ع�ل �ز� ه�م أ �ؤ�ز� �اف�ر�ين� ت ك �اط�ين� ع�ل�ى ال ي �ا الش� ن ل س� ر

� �ا أ �ن �ر� أ �م ت �ل �ع ج�ل 83( أ ( ف�ال� ت�ه�م ع�د�ا ) �ع�د� ل �م�ا ن �ن ه�م إ �ي ( 84ع�ل

�ق�ول� { �ب� م�ا ي ت �ك ن د ع لما قبلها وتأكيد لما بعدها ، } س� �ال { : هي حرف ر� وقوله : } ك�ه� م�ن� �م�د� ل مه لنفسه بما تمناه ، وكفره بالله العظيم } و�ن أي : من طلبه ذلك وح�ك

ع�ذ�اب� م�د�ا { أي : في الدار اآلخرة ، على قوله ذلك ، وكفره ]بالله[ ) ( في الدنيا.1ال�ؤ تى في الدار �ق�ول� { أي : من مال وولد ، نسلبه منه ، عكس ما قال : إنه ي �ه� م�ا ي �ر�ث } و�ن

�سل�ب من الذي كان اآلخرة ماال وولدا ، زيادة على الذي له في الدنيا ؛ بل في اآلخرة يد�ا { أي : من المال والولد. �ا ف�ر �ين ت �أ له في الدنيا ، ولهذا قال : } و�ي

�ق�ول� { ، ]قال : نرثه[ ) �ه� م�ا ي �ر�ث (2قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } و�ن�ق�ول� { : ماله وولده ، وذلك الذي قال العاص بن وائل. �ه� م�ا ي �ر�ث وقال مجاهد : } و�ن

�ق�ول� { قال : ما عنده ، وهو �ه� م�ا ي �ر�ث وقال عبد الرزاق ، عن م�ع م�ر ، عن قتادة : } و�ن�د�ا { وفي حرف ابن مسعود : "ونرثه ما عنده". �ن� م�اال و�و�ل �ي قوله : } ألوت

د�ا { : ال مال له ، وال ولد. �ا ف�ر �ين ت �أ وقال قتادة : } و�ي�ق�ول� { قال : ما جمع من الدنيا ، وما �ه� م�ا ي �ر�ث وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : } و�ن

د�ا { قال : فرد�ا من ذلك ، ال يتبعه قليل وال كثير. �ا ف�ر �ين ت �أ عمل فيها ، قال : } و�يا ) �ه�م ع�ز� �وا ل �ون �ك �ي �ه�ة� ل �ه� آل �خ�ذ�وا م�ن د�ون� الل �ون�81} و�ات �ون �ك �ه�م و�ي �اد�ت �ع�ب ون� ب ف�ر� �ك ي �ال س� ( ك

ه�م ض�د�ا ) �ي ا )82ع�ل �ز� ه�م أ �ؤ�ز� �اف�ر�ين� ت ك �اط�ين� ع�ل�ى ال ي �ا الش� ن ل س� ر� �ا أ �ن �ر� أ �م ت �ل �ع ج�ل 83( أ ( ف�ال ت

�ه�م ع�د�ا ) �ع�د� ل �م�ا ن �ن ه�م إ �ي ( {.84ع�ل يخبر تعالى عن الكفار المشركين بربهم : أنهم اتخذوا من دونه آلهة ، لتكون تلك اآللهة

ا { يعتزون بها ويستنصرونها. } ع�ز�ون� ف�ر� �ك ي �ال س� ثم أخبر أنه ليس األمر كما زعموا ، وال يكون ما طمعوا ، فقال : } ك

833

Page 235: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ه�م ض�د�ا { أي : بخالف ما ظنوا فيهم ، كما �ي �ون� ع�ل �ون �ك �ه�م { أي : يوم القيامة } و�ي �اد�ت �ع�ب ب�ام�ة� ق�ي � ال �و م �ل�ى ي �ه� إ �ج�يب� ل ت �س �ه� م�ن ال ي �د ع�و م�ن د�ون� الل �ض�ل� م�م�ن ي قال تعالى : } و�م�ن أ�اف�ر�ين� ) �ه�م ك �اد�ت �ع�ب �وا ب �ان �ع د�اء� و�ك �ه�م أ �وا ل �ان �اس� ك ر� الن �ذ�ا ح�ش� . و�إ �ه�م غ�اف�ل�ون� و�ه�م ع�ن د�ع�ائ

[6 ، 5( { ] األحقاف : 3�ه�يك : "كل� سيكفرون بعبادتهم". وقرأ أبو ن

�ون�4وقال السدي ) �ون �ك �ه�م { أي : بعبادة األوثان. وقوله : } و�ي �اد�ت �ع�ب ون� ب ف�ر� �ك ي �ال س� ( : } كج�وا منهم. ه�م ض�د�ا { أي : بخالف ما ر� �ي ع�ل

�ا. ه�م ض�د�ا { قال : أعوان �ي �ون� ع�ل �ون �ك وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } و�ي�ذ�بهم. �ك �خ�اص�م�هم وت �ا عليهم ، ت قال مجاهد : عون

__________( زيادة من ف.1)( زيادة من ف.2)( في ت : "كافرون" ، وهو خطأ.3)( في ت : "السندي".4)

(5/261)

ح م�ن� و�ف د�ا ) �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن د�ا )85ي �م� و�ر ه�ن �ل�ى ج� م�ج ر�م�ين� إ �س�وق� ال ( ال�86( و�نح م�ن� ع�ه د�ا ) د� الر� ن �خ�ذ� ع� �ال� م�ن� ات ف�اع�ة� إ �ون� الش� �ك �م ل ( 87ي

ه�م ض�د�ا { قال : قرناء. �ي �ون� ع�ل �ون �ك وقال العوفي ، عن ابن عباس : } و�يوقال قتادة : قرناء في النار ، يلعن بعضهم بعض�ا ، ويكفر بعضهم ببعض.

ه�م ض�د�ا { قال : الخصماء األشداء في الخصومة. �ي �ون� ع�ل �ون �ك وقال السدي : } و�ي ه�م ض�د�ا { قال : أعداء. �ي �ون� ع�ل �ون �ك وقال الضحاك : } و�ي

وقال ابن زيد : الضد : البالء.وقال عكرمة : الضد : الحسرة.

ا { قال علي بن أبي �ز� ه�م أ �ؤ�ز� �اف�ر�ين� ت ك �اط�ين� ع�ل�ى ال ي �ا الش� ن ل س� ر� �ا أ �ن �ر� أ �م ت �ل وقوله : } أ

طلحة ، عن ابن عباس : تغويهم إغواء.وقال العوفي عنه : تحرضهم على محمد وأصحابه.

�شليهم إشالء ) (.1وقال مجاهد : توقال قتادة : تزعجهم إزعاجا إلى معاصي الله.

وقال سفيان الثوري : تغريهم إغراء وتستعجلهم استعجاال.وقال السدي : تطغيهم طغيانا.

�ه� ~ض ل �ق�ي ح م�ن� ن ر� الر� �ع ش� ع�ن ذ�ك وقال عبد الرحمن بن زيد : هذا كقوله تعالى : } و�م�ن ي�ه� ق�ر�ين� { ] الزخرف : �ا ف�ه�و� ل ط�ان ي [.36ش�

�ه�م ع�د�ا { أي : ال تعجل يا محمد على هؤالء في �ع�د� ل �م�ا ن �ن ه�م إ �ي �ع ج�ل ع�ل وقوله : } ف�ال ت�ه�م ع�د�ا { أي : إنما نؤخرهم ألجل معدود مضبوط ، �ع�د� ل �م�ا ن �ن وقوع العذاب بهم ، } إ

�ع م�ل� �ه� غ�اف�ال ع�م�ا ي �ن� الل ب �ح س� وهم صائرون ال محالة إلى عذاب الله ونكاله ، } و�ال ت ص�ار� { ] إبراهيم : خ�ص� ف�يه� األب �ش � ت �و م �ي ه�م ل �ؤ�خ~ر� �م�ا ي �ن �م�ون� إ [ ، } ف�م�ه~ل�42الظ�ال

834

Page 236: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

د�ا { ] الطارق : و�ي ه�م ر� م ه�ل� �اف�ر�ين� أ ك م�ا { ] آل عمران17ال �ث د�اد�وا إ �ز �ي �ه�م ل �م ل�ي ل �م�ا ن �ن [} إ

�ل�ى ع�ذ�اب� غ�ل�يظ� { ] لقمان : 178: ه�م إ �ض ط�ر� �م� ن �يال ث ~ع�ه�م ق�ل �م�ت [ ، } ق�ل 24 [ ، } ن�ار� { ] إبراهيم : �ل�ى الن �م إ ك �ن� م�ص�ير� �ع�وا ف�إ �م�ت [.30ت

�ه�م ع�د�ا { السنين ، والشهور ، واأليام ، والساعات. �ع�د� ل �م�ا ن �ن قال السدي : } إ�ه�م ع�د�ا { قال : نعد أنفاسهم �ع�د� ل �م�ا ن �ن وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } إ

في الدنيا.ح م�ن� و�ف د�ا ) �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن د�ا )85} ي �م� و�ر ه�ن �ل�ى ج� م�ج ر�م�ين� إ �س�وق� ال (86( و�ن

ح م�ن� ع�ه د�ا ) د� الر� ن �خ�ذ� ع� �ال م�ن� ات ف�اع�ة� إ �ون� الش� �ك �م ل ( {.87ال ي__________

( في ف : "تمليهم إمالء".1)

(5/262)

( واتبعوا رسله1يخبر تعالى عن أوليائه المتقين ، الذين خافوه في الدار الدنيا ) وصدقوهم فيما أخبروهم ، وأطاعوهم فيما أمروهم به ، وانتهوا عما عنه زجروهم : أنه

�ا ، ومنه الوفود2) ( يحشرهم يوم القيامة وفد�ا إليه. والوفد : هم القادمون ركبان وركوبهم على نجائب من نور ، من مراكب الدار اآلخرة ، وهم قادمون على خير موفود

إليه ، إلى دار كرامته ورضوانه. وأما المجرمون المكذبون للرسل المخالفون لهم ،ا ، قاله ]عطاء[ ) د�ا { عطاش� ( ، وابن عباس ،3فإنهم يساقون عنفا إلى النار ، } و�ر

ر� م�ق�ام�ا ي ن� خ� ف�ر�يق�ي ي� ال� ومجاهد ، والحسن ، وقتادة ، وغير واحد. وهاهنا يقال : } أ

�ا { ] مريم : �د�ي ن� ن �ح س� [.73و�أ ( ، عن عمرو بن قيس4وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا ابن خالد )

ح م�ن� و�ف د�ا { قال : يستقبل �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن المالئي ، عن ابن مرزوق : } ي المؤمن عند خروجه من قبره أحسن صورة رآها ، وأطيبها ريح�ا ، فيقول : من أنت ؟

فيقول : أما تعرفني ؟ فيقول : ال إال أن الله قد طيب ريحك وحسن وجهك. فيقول : أنا عملك الصالح ، وهكذا كنت في الدنيا ، حسن العمل طيبه ، فطالما ركبتك في الدنيا ،

ح م�ن� و�ف د�ا {. �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن فهلم اركبني ، فيركبه. فذلك قوله : } يح م�ن� و�ف د�ا { �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : } ي

�ا. قال : ركبان ( ، عن5وقال ابن جرير : حدثني ابن المثنى ، حدثنا ابن مهدي ، عن شعبة )

ح م�ن� و�ف د�ا { �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن إسماعيل ، عن رجل ، عن أبي هريرة : } يقال : على اإلبل.

وقال ابن ج�ريج : على النجائب.وقال الثوري : على اإلبل النوق.

ح م�ن� و�ف د�ا { قال : إلى الجنة. �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن وقال قتادة : } ي د بن سعيد ، أخبرنا علي بن و�ي وقال عبد الله بن اإلمام أحمد في مسند أبيه : حدثنا س�

ا عند ه�ر ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، حدثنا النعمان بن سعد قال : كنا جلوس� م�سح م�ن� و�ف د�ا { قال �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن علي� ، رضي الله عنه ، فقرأ هذه اآلية : } ي: ال والله ما على أرجلهم يحشرون ، وال يحشر الوفد على أرجلهم ، ولكن بنوق لم ير )

835

Page 237: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( الخالئق مثلها ، عليها رحائل من ذهب ، فيركبون عليها حتى يضربوا أبواب الجنة )67.)

وهكذا رواه ابن أبي حاتم وابن جرير ، من حديث عبد الرحمن بن إسحاق المدني ، به.وزاد : "عليها رحائل الذهب ، وأزمتها الزبرجد" والباقي مثله.

�ا جد�ا مرفوع�ا ، عن علي فقال : وروى ابن أبي حاتم هاهنا حديثا غريب�ج�لي حدثنا أبي ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي ، حدثنا مسلمة بن جعفر الب

،__________

( في ف : "اآلخرة".1)( في أ : "أن".2)( زيادة من ف ، أ.3)( في ف : "أبو خالد".4)( في أ : "سعيد".5)( في ف ، أ : "لم تر".6)(.16/96( وتفسير الطبري )1/155( زوائد المسند )7)

(5/263)

سمعت أبا معاذ البصري قال : إن عليا كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليهح م�ن� و�ف د�ا { فقال : ما أظن الوفد �ل�ى الر� �ق�ين� إ م�ت ر� ال �ح ش� �و م� ن وسلم فقرأ هذه اآلية : } ي

( صلى الله عليه وسلم : "والذي2( يا رسول الله. فقال رسول الله )1إال الركب ) نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم يستقبلون - أو : يؤتون - بنوق بيض لها أجنحة ،

ك نعالهم نور يتألأل كل خطوة منها مد البصر ، فينتهون إلى ر� وعليها رحال الذهب ، ش� شجرة ينبع من أصلها عينان ، فيشربون من إحداهما ، فتغسل ما في بطونهم من

دنس ، ويغتسلون من األخرى فال تشعث أبشارهم وال أشعارهم بعدها أبد�ا ، وتجري عليهم نضرة النعيم ، فينتهون أو : فيأتون باب الجنة ، فإذا حلقة من ياقوتة حمراء على

( لها طنين يا علي ،4( فيسمع )3صفائح الذهب ، فيضربون بالحلقة على الصفيحة ) فيبلغ كل حوراء أن زوجها قد أقبل ، فتبعث قيمها فيفتح له ، فإذا رآه خر� له - قال

( أراه قال : ساجد�ا - فيقول : ارفع رأسك ، فإنما أنا قيمك ، وكلت بأمرك.5مسلمة ) فيتبعه ويقفو أثره ، فتستخف الحوراء العجلة فتخرج من خيام الدر والياقوت حتى

�ك ، وأنا الخالدة التي ال أموت ، وأنا الناعمة �ي ، وأنا حب ب تعتنقه ، ثم تقول : أنت - ح��ا من التي ال أبأس ، وأنا الراضية التي ال أسخط ، وأنا المقيمة التي ال أظعن. فيدخل بيت

أس�ه إلى سقفه مائة ألف ذراع ، بناؤه على جندل اللؤلؤ طرائق : أصفر وأحمرا ، على كل وأخضر ، ليس منها طريقة تشاكل صاحبتها. وفي البيت سبعون سرير�

سرير سبعون حشية ، على كل حشية سبعون زوجة ، على كل زوجة سبعون حلة ، يرى مخ ساقها من وراء الحلل ، يقضي جماعها في مقدار ليلة من لياليكم هذه. األنهار

�د�ر فيه ) ( - وأنهار من لبن6من تحتهم تطرد ، أنهار من ماء غير آسن - قال : صاف ال ك لم يتغير طعمه ، لم يخرج من ضروع الماشية ، وأنهار من خمر لذة للشاربين ، لم

( وأنهار من عسل مصفى لم يخرج من بطون8( الرجال بأقدامهم )7يعتصرها )

836

Page 238: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا ،9النحل ، فيستحلي ) ( الثمار ، فإن شاء أكل قائم�ا ، وإن شاء قاعد�ا ، وإن شاء متكئ�يال { ] اإلنسان : �ذ ل ~ل�ت ق�ط�وف�ه�ا ت �ه�ا و�ذ�ل ه�م ظ�الل �ي �ة� ع�ل �ي [ ، فيشتهي14ثم تال } و�د�ان

( فترفع أجنحتها ، فيأكل من جنوبها10الطعام ، فيأتيه طير أبيض ، وربما قال : أخضر )�ة� ن ج� �ل ك� ال أي األلوان شاء ، ثم تطير فتذهب ، فيدخل الملك فيقول : سالم عليكم : } ت

�ع م�ل�ون� { ] الزخرف : �م ت ت �ن �م�ا ك �م�وه�ا ب ت �ور�ث �ي أ �ت [ ولو أن شعرة من شعر الحوراء )72ال(.12( وقعت ألهل األرض ، ألضاءت الشمس معها سواد في نور" )11

هكذا وقع في هذه الرواية مرفوع�ا ، وقد رويناه في المقدمات من كالم علي ، رضيالله عنه ، بنحوه ، وهو أشبه بالصحة ، والله أعلم.

د�ا { أي : عطاشا. �م� و�ر ه�ن �ل�ى ج� م�ج ر�م�ين� إ �س�وق� ال وقوله : } و�نف�اع�ة� { أي : ليس لهم من يشفع لهم ، كما يشفع المؤمنون بعضهم �ون� الش� �ك �م ل } ال ي

} � اف�ع�ين� * و�ال ص�د�يق� ح�م�يم �ا م�ن ش� �ن ا عنهم : } ف�م�ا ل لبعض ، كما قال تعالى مخبر� [101 ، 100] الشعراء : __________

( في أ : "الركوب".1)( في أ : "النبي".2)( في ف : "الصفحة".3)( في أ : "فلو تسمع".4)( في ف ، أ : "سلمة".5)( في ف : "فيها".6)( في ف ، أ : "يعصرها".7)( في أ : "بأقدامها".8)( في ف ، أ : "فيستميل".9)( في ف ، أ : "خضر".10)( في ف : "الحور العين" ، وفي أ : "من شعر الحور".11) ( من طريق الضحاك بن مزاحم ،7( ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة برقم )12)

عن الحارث ، عن علي أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه اآلية : )يوميحشر المتقين إلى الرحمن وفدا( فذكر نحوه.

(5/264)

�د�ا ) ح م�ن� و�ل �خ�ذ� الر� �وا ات �د�ا )88و�ق�ال �ا إ ئ ي �م ش� ت ئ �ق�د ج� ه�89( ل ن� م�ن �ف�ط�ر �ت م�و�ات� ي �اد� الس� �ك ( ت�ال� ه�د�ا ) ب ج� �خ�ر� ال ر ض� و�ت

� ق� األ ش� �ن �د�ا )90و�ت ح م�ن� و�ل �لر� �ن د�ع�و ا ل ح م�ن�91( أ �لر� �غ�ي ل ب �ن ( و�م�ا ي�د�ا ) �خ�ذ� و�ل �ت �ن ي د�ا )92أ ح م�ن� ع�ب �ي الر� �ت �ال� آ ر ض� إ

� م�او�ات� و�األ �ل� م�ن ف�ي الس� �ن ك �ق�د 93( إ ( ل�ح ص�اه�م و�ع�د�ه�م ع�د�ا ) د�ا )94أ �ام�ة� ف�ر ق�ي �و م� ال �يه� ي �ت �ه�م آ �ل ( 95( و�ك

ح م�ن� ع�ه د�ا { : هذا استثناء منقطع ، بمعنى : لكن من د� الر� ن �خ�ذ� ع� �ال م�ن� ات وقوله : } إاتخذ عند الرحمن عهد�ا ، وهو شهادة أن ال إله إال الله ، والقيام بحقها.

ح م�ن� ع�ه د�ا { قال : د� الر� ن �خ�ذ� ع� �ال م�ن� ات قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } إ العهد : شهادة أن ال إله إال الله ، ويبرأ إلى الله من الحول والقوة ، وال يرجو إال الله ،

837

Page 239: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

عز وجل. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عثمان بن خالد الواسطي ، حدثنا محمد بن الحسن

�ة� ، عن األسود بن ت الواسطي ، عن المسعودي ، عن عون بن عبد الله ، عن أبي فاخ�

ح م�ن� د� الر� ن �خ�ذ� ع� �ال م�ن� ات يزيد قال : قرأ عبد الله - يعني ابن مسعود - هذه اآلية : } إ ع�ه د�ا { ثم قال : اتخذوا عند الله عهد�ا ، فإن الله يقول يوم القيامة : "من كان له عند

الله عهد فليقم" قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، ف�علمنا. قال : قولوا : اللهم ، فاطر السماوات واألرض ، عالم الغيب والشهادة ، فإني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك

( من الخير ، وإني ال أثق إال برحمتك1إن تكلني إلى عمل تقربني من الشر وتباعدني )�ؤد�يه إلي يوم القيامة ، إنك ال تخلف الميعاد.2، فاجعل ) ( لي عندك عهد�ا ت

قال المسعودي : فحدثني زكريا ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، أخبرنا ابن مسعود :�ا إليك ) �ا راغب ا ، راهب ا مستغفر� �ل ح�ق� بهن : خائف�ا مستجير� (.3وكان ي

ثم رواه من وجه آخر ، عن المسعودي ، بنحوه.�د�ا ) ح م�ن� و�ل �خ�ذ� الر� �وا ات �د�ا )88} و�ق�ال �ا إ ئ ي �م ش� ت ئ �ق�د ج� ه�89( ل ن� م�ن �ف�ط�ر �ت م�او�ات� ي �اد� الس� �ك ( ت

�ال� ه�د�ا ) ب ج� �خ�ر� ال ق� األر ض� و�ت ش� �ن �د�ا )90و�ت ح م�ن� و�ل �لر� �ن د�ع�و ا ل ح م�ن�91( أ �لر� �غ�ي ل ب �ن ( و�م�ا ي�د�ا ) �خ�ذ� و�ل �ت �ن ي د�ا )92أ ح م�ن� ع�ب �ي الر� �ال آت م�او�ات� و�األر ض� إ �ل� م�ن ف�ي الس� �ن ك �ق�د 93( إ ( ل

�ح ص�اه�م و�ع�د�ه�م ع�د�ا ) د�ا )94أ �ام�ة� ف�ر ق�ي �و م� ال �يه� ي �ه�م آت �ل ( {.95( و�ك لما قرر تعالى في هذه السورة الشريفة عبودية عيسى ، عليه السالم ، وذكر خلقه من

مريم بال أب ، شرع في مقام اإلنكار على من زعم أن له ولدا - تعالى وتقد�س وتنزه�م { أي : في قولكم ت ئ �ق�د ج� �د�ا * ل ح م�ن� و�ل �خ�ذ� الر� �وا ات ا - فقال : } و�ق�ال عن ذلك علو�ا كبير�

�د�ا { ) �ا إ ئ ي ( قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، ومالك : أي عظيم�ا.4هذا ، } ش��د�ا { بكسر الهمزة وفتحها ، ومع مدها أيضا ، ثالث لغات ، أشهرها األولى. ويقال : } إ

__________( في ف ، أ : "ويباعوني".1)( في أ : "فاجعله".2) ( من طريق عبد الرحمن بن سعد عن2/377( ورواه الحاكم في المستدرك )3)

المسعودي عن عون عن األسود بن يزيد عن ابن مسعود بنحوه ، ولم يذكر أبا فاختة ،وقال : "هذا حديث صحيح اإلسناد ولم يخرجاه".

( في ف : )شيئا إدا( : أي : في قولكم هذا.4)

(5/265)

�ن د�ع�و ا �ال� ه�د�ا * أ ب ج� �خ�ر� ال ق� األر ض� و�ت ش� �ن ه� و�ت ن� م�ن �ف�ط�ر �ت م�او�ات� ي �اد� الس� �ك وقوله : } ت�د�ا { أي : يكاد يكون ذلك عند سماعهن ) ح م�ن� و�ل �لر� ( هذه المقالة من فجرة بني1ل

آدم ، إعظام�ا للرب وإجالال ؛ ألنهن مخلوقات ومؤسسات على توحيده ، وأنه ال إله إال هو ، وأنه ال شريك له ، وال نظير له وال ولد له ، وال صاحبة له ، وال كفء له ، بل هو

األحد الصمد : �د�ل على أنه واح�د�... يء� له آية�... ت �ل� ش� وفي ك

قال ابن جرير : حدثني علي ، حدثنا عبد الله ، حدثني معاوية ، عن علي� ، عن ابن�ال� ه�د�ا * ب ج� �خ�ر� ال ق� األر ض� و�ت ش� �ن ه� و�ت ن� م�ن �ف�ط�ر �ت م�او�ات� ي �اد� الس� �ك عباس ، في قوله : } ت

838

Page 240: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�د�ا { قال : إن الشرك ) ح م�ن� و�ل �لر� �ن د�ع�و ا ل ( فزعت منه السماوات واألرض والجبال ،2أ وجميع الخالئق إال الثقلين ، فكادت أن تزول منه لعظمة الله ، وكما ال ينفع مع الشرك إحسان المشرك ، كذلك نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لقنوا موتاكم شهادة أن ال إله إال الله ، فمن قالها عند موته وجبت له الجنة". قالوا : يا رسول الله ، فمن قالها في صحته ؟ قال : "تلك أوجب وأوجب".

( وما فيهن ، وما بينهن3ثم قال : "والذي نفسي بيده ، لو جيء بالسماوات واألرضين ) ، وما تحتهن ، فوضعن في كفة الميزان ، ووضعت شهادة أن ال إله إال الله في الكفة

(4األخرى ، لرجحت بهن" )هكذا رواه ابن جرير ، ويشهد له حديث البطاقة ، والله أعلم.

ق�ا ) ه� { أي : يتشققن ف�ر� ن� م�ن �ف�ط�ر �ت م�او�ات� ي �اد� الس� �ك ( من عظمة5وقال الضحاك : } تالله.

�ا لله ، عز وجل. ق� األر ض� { أي : غضب ش� �ن وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : } و�ت�ال� ه�د�ا { قال ابن عباس : هدم�ا. ب ج� �خ�ر� ال } و�ت

وقال سعيد بن جبير : } ه�د�ا { ينكسر بعضها على بعض متتابعات. د المقبري ، حدثنا سفيان بن و�ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبد الله بن س�

( عبد الله قال : إن الجبل لينادي الجبل باسمه :6عيينة ، حدثنا مسعر ، عن عون بن ) ( ؟ فيقول : نعم ، ويستبشر. قال عون7يا فالن ، هل مر بك اليوم ذاكر� الله عز وجل )

( غيره ،10( الزور والباطل إذا قيل وال يسمعن )9( للخير أسمع ، أفيسمعن )8: لهي )�ن د�ع�و ا �ال� ه�د�ا * أ ب ج� �خ�ر� ال ق� األر ض� و�ت ش� �ن ه� و�ت ن� م�ن �ف�ط�ر �ت م�او�ات� ي �اد� الس� �ك ثم قرأ : } ت

�د�ا { ) ح م�ن� و�ل �لر� (11ل__________

( في ف ، أ : "سماعهم".1)( في أ : "الشريك".2)( في أ : "واألرض".3)(.16/98( تفسير الطبري )4)( في ف : "فرعا" ، وفي أ : "أي ينشق فزعا".5)( في ف : "ابن".6)( في ف ، أ : "ذاكر الله تعالى".7)( في أ : "فهي".8)( في ف ، أ : "أفيستمعن".9)( في ف ، أ : "يستمعن".10) ( من طريق ابن أبي عمر ، عن1176( ورواه أبو الشيخ في العظمة برقم )11)

( من طريق سعيد9/107سفيان ، عن مسعر به ، ورواه الطبراني في المعجم الكبير ) بن منصور ، عن سفيان ، عن مسعر ، عن عون ، عن ابن مسعود ، بنحوه. وقال

( : "رجاله رجال الصحيح".10/79الهيثمي في المجمع )

(5/266)

839

Page 241: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال ابن أبي حاتم أيض�ا : حدثنا المنذر بن شاذان ، حدثنا ه�و ذ�ة ، حدثنا عوف ، عن�ى قال : بلغني أن الله لما د ، حدثني رجل من أهل الشام في مسجد م�ن غالب بن ع�ج ر�

خلق األرض وخلق ما فيها من الشجر ، لم يكن في األرض شجرة يأتيها بنو آدم إال أصابوا منها منفعة - أو قال : كان لهم فيها منفعة - ولم تزل األرض والشجر بذلك ،

�د�ا { فلما ح م�ن� و�ل �خ�ذ� الر� حتى تكلم فجرة بني آدم بتلك الكلمة العظيمة ، قولهم : } اتتكلموا بها اقشعرت األرض ، وشكاك الشجر.

( ، حين قالوا ما قالوا.1وقال كعب األحبار : غضبت المالئكة ، واستعرت النار ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا األعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي

عبد الرحمن السلمي ، عن أبي موسى ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى ( من الله ، إنه يشرك به ،3( أصبر على أذى يسمعه )2الله عليه وسلم : " ما أحد )

ويجعل له ولد�ا ، وهو يعافيهم ويدفع عنهم ويرزقهم".ق�هم ويعافيهم".4أخرجاه في الصحيحين ) ( وفي لفظ : "إنهم يجعلون له ولد�ا ، وهو يرز�

�د�ا { أي : ال يصلح له ، وال يليق به لجالله �خ�ذ� و�ل �ت �ن ي ح م�ن� أ �لر� �غ�ي ل ب �ن وقوله : } و�م�ا ي�ن 5وعظمته ؛ ألنه ال كفء له من خلقه ) ( ؛ ألن جميع الخالئق عبيد له ؛ ولهذا قال : } إ

�ح ص�اه�م و�ع�د�ه�م ع�د�ا { أي : �ق�د أ د�ا ل ح م�ن� ع�ب �ي الر� �ال آت م�او�ات� و�األر ض� إ �ل� م�ن ف�ي الس� ك�رهم وأنثاهم وصغيرهم وكبيرهم ، قد علم ع�د�د�هم منذ خلقهم إلى يوم القيامة ، ذ�ك

د�ا { أي : ال ناصر له وال مجير إال الله وحده ال شريك له ، �ام�ة� ف�ر ق�ي �و م� ال �يه� ي �ه�م آت �ل } و�كة ، وال يظلم أحدا. �فيحكم في خلقه بما يشاء ، وهو العادل الذي ال يظلم مثقال ذ�ر

__________( في ف ، أ : "وأسعرت جهنم".1)( في ف : "ال أحد".2)( في ف ، أ : "سمعه".3)(.2804( وصحيح مسلم برقم )6099( وصحيح البخاري برقم )4/405( المسند )4)( في ف ، أ : "الخلق".5)

(5/267)

ح م�ن� و�د�ا ) �ه�م� الر� �ج ع�ل� ل ي �ح�ات� س� �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �م�ن �ذ�ين� آ �ن� ال �ك�96إ ان �ل�س� �اه� ب ن ر �س� �م�ا ي �ن ( ف�إ�د�ا ) �ه� ق�و م�ا ل ذ�ر� ب �ن �ق�ين� و�ت م�ت �ه� ال ر� ب �ش~ �ب �ت ه�م 97ل �ح�س� م�ن ن� ه�ل ت �ه�م م�ن ق�ر ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ ( و�ك

ا ) ز� �ه�م ر�ك م�ع� ل �س و ت� د� أ �ح� ( 98م�ن أ

ح م�ن� و�د�ا ) �ه�م� الر� �ج ع�ل� ل ي �ح�ات� س� �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ن� ال �اه�96} إ ن ر �س� �م�ا ي �ن ( ف�إ�د�ا ) �ه� ق�و م�ا ل ذ�ر� ب �ن �ق�ين� و�ت م�ت �ه� ال ر� ب �ش~ �ب �ت �ك� ل ان �ل�س� �ح�س�97ب ن� ه�ل ت �ه�م م�ن ق�ر ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ ( و�ك

ا ) ز� �ه�م ر�ك م�ع� ل �س و ت� د� أ �ح� ه�م م�ن أ ( {.98م�ن

يخبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ، وهي األعمال التي ترضي الله ، عز وجل ، لمتابعتها الشريعة المحمدية - يغرس لهم في قلوب عباده

( عنه. وقد وردت بذلك األحاديث1الصالحين مودة ، وهذا أمر ال بد منه وال محيد )الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير وجه.

ل ، عن أبيه ، عن أبي ه�ي قال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا أبو ع�و�انة ، حدثنا س�

840

Page 242: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله إذا أحب عبد�ا دعا جبريل�ا فأحبه. قال : فيحبه جبريل". قال : "ثم ينادي في أهل فقال : يا جبريل ، إني أحب فالن

�ا". قال : "فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في السماء : إن الله يحب فالن�ا األرض ، وإن الله إذا أبغض عبد�ا دعا جبريل فقال : يا جبريل ، إني أبغض� فالن

__________( في أ : "فال محيد".1)

(5/267)

�ا فأبغضه". قال : "فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فالن غض�ه أهل السماء ، ثم يوضع له البغضاء في األرض". �ب فأبغضوه". قال : "في

ل ) ه�ي ج ، عن1ورواه مسلم من حديث س� ي (. ورواه أحمد والبخاري ، من حديث ابن ج�ر� ( عن نافع مولى ابن عمر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن2موسى بن عتبة )

(.3النبي ، صلى الله عليه وسلم بنحوه ) ( ، حدثنا ميمون أبو محمد المرئي ، حدثنا4وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن بكر )

محمد بن عباد المخزومي ، عن ثوبان ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه ( فيقول الله ،7( الله ، فال يزال كذلك )6( إن العبد ليلتمس مرضات )5وسلم قال : )

�ا عبدي يلتمس أن يرضيني ؛ أال وإن رحمتي عليه ، فيقول عز وجل ، لجبريل : إن فالن ( حملة العرش ، ويقولها من حولهم ،8جبريل : "رحمة الله على فالن" ، ويقولها )

(9حتى يقولها أهل السماوات السبع ، ثم يهبط إلى األرض" )غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه.

ر�يك ، عن محمد بن سعد الواسطي وقال اإلمام أحمد : حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا ش��ة ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن ي ، عن أبي ظ�ب

المقة من الله - قال شريك : هي المحبة - والصيت من السماء ، فإذا أحب الله عبد�ا�ا ، فينادي جبريل : إن ربكم يمق ) ( -10قال لجبريل ، عليه السالم : إني أحب فالن

�ا قد قال : فتنزل له المحبة في األرض - وإذا يعني : يحب - فالنا ، فأحبوه - وأرى شريك�ا فأبغضه" ، قال : "فينادي جبريل : إن ربكم أبغض عبد�ا قال لجبريل : إني أبغض فالن

�ا قد قال : فيجري له البغض في األرض" ) (.11يبغض فالنا فأبغضوه". قال : أرى شريكغريب ولم يخرجوه.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو داود الح�ف�ري� ، حدثنا عبد العزيز - يعني ابندي - عن سهيل بن ) او�ر ( أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ؛12محمد ، وهو الد�ر�

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا أحب الله عبد�ا نادى جبريل : إني قد أحببت�ا ، فأحبه ، فينادي في السماء ، ثم ينزل له المحبة في أهل األرض ، فذلك قول فالن

ح م�ن� و�د�ا { �ه�م� الر� �ج ع�ل� ل ي �ح�ات� س� �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ن� ال الله ، عز وجل : } إ__________

(.2637( وصحيح مسلم برقم )2/413( المسند )1)( في ف ، أ : "ابن عيينة".2)(.6040( وصحيح البخاري برقم )2/4/5( المسند )3)( في ف ، أ : "ابن بكير".4)

841

Page 243: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف ، أ : "أنه قال".5)( في أ : "فرحات".6)( في أ : "بذلك".7)( في ت : "ويقول".8)(.5/279( المسند )9)( في أ : "يمقه".10)(.5/263( المسند )11)( في ف : "عن".12)

(5/268)

(. وقال الترمذي :1رواه مسلم والترمذي كالهما عن قتيبة ، عن الدراوردي ، به )حسن صحيح.

ح م�ن� و�د�ا { قال �ه�م� الر� �ج ع�ل� ل ي وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : } س��ا. : حب

ح م�ن� و�د�ا { قال : محبة في الناس في الدنيا. �ه�م� الر� �ج ع�ل� ل ي وقال مجاهد ، عنه : } س��حببهم ، يعني : إلى خلقه المؤمنين. كما قال وقال سعيد بن جبير ، عنه : يحبهم وي

مجاهد أيض�ا ، والضحاك وغيرهم. وقال العوفي ، عن ابن عباس أيض�ا : الود من المسلمين في الدنيا ، والرزق الحسن ،

واللسان الصادق.ح م�ن� و�د�ا { إي والله ، �ه�م� الر� �ج ع�ل� ل ي �ح�ات� س� �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ن� ال وقال قتادة : } إ

�ان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه2في قلوب أهل اإليمان ، ذكر ) ي ( لنا أن ه�ر�م بن ح�إلى الله إال أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم.

ا ، وقال قتادة : وكان عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ، يقول : ما من عبد يعمل خير�ا ، إال كساه الله ، عز وجل ، رداء عمله. أو شر�

�ان ، حدثنا عبد الرحمن بن م�ه د�ي ، ن وقال ابن أبي حاتم ، رحمه الله : حدثنا أحمد بن س��يح ، عن الحسن البصري ، رحمه الله قال : قال رجل : والله ألعبدن عن الربيع بن ص�ب الله عبادة أذكر بها ، فكان ال يرى في حين صالة إال قائما يصلي ، وكان أول داخل إلى

المسجد وآخر خارج ، فكان ال يعظم ، فمكث بذلك سبعة أشهر ، وكان ال يمر على قوم، �ر �ش� إال قالوا : "انظروا إلى هذا المرائي" فأقبل على نفسه فقال : ال أراني أذكر إال ب

( قلب نيته ، ولم يزد على3ألجعلن عملي كله لله ، عز وجل ، فلم يزد على أن ) العمل الذي كان يعمله ، فكان يمر بعد بالقوم ، فيقولون : رحم الله فالنا اآلن ، وتال

ح م�ن� و�د�ا { �ه�م� الر� �ج ع�ل� ل ي �ح�ات� س� �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ن� ال الحسن : } إا أن هذه اآلية نزلت في هجرة عبد الرحمن بن عوف. وهو وقد روى ابن جرير أثر�

( مكية لم ينزل منها شيء بعد الهجرة ، ولم يصح4خطأ ، فإن هذه السورة بتمامها )سند ذلك ، والله أعلم.

�ك� { أي : يا محمد ، وهو اللسان ان �ل�س� �اه� { يعني : القرآن ، } ب ن ر �س� �م�ا ي �ن وقوله : } ف�إ�ق�ين� { أي : المستجيبين لله المصدقين م�ت �ه� ال ر� ب �ش~ �ب �ت العربي المبين الفصيح الكامل ، } ل

�د�ا { أي : عوج�ا عن الحق مائلين إلى الباطل. �ه� ق�و م�ا ل ذ�ر� ب �ن لرسوله ، } و�ت

842

Page 244: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�د�ا { ال يستقيمون. �ج�يح ، عن مجاهد : } ق�و م�ا ل وقال ابن أبي ن__________

(.3161( وسنن الترمذي برقم )2637( صحيح مسلم برقم )1)( في أ : "وذكر".2)( في أ : "أنه".3)( في أ : "بكمالها"4)

(5/269)

�د�ا { �ه� ق�و م�ا ل ذ�ر� ب �ن د~ي - عن أبي صالح : } و�ت وقال الثوري ، عن إسماعيل - وهو الس�عوج�ا عن الحق.

(1]وقال الضحاك : هو الخصم ، وقال القرظي : األلد : الكذاب[ )�د�ا { صم�ا. وقال الحسن البصري : } ق�و م�ا ل

(2وقال غيره صم آذان القلوب )ا. �د�ا { يعني قريش� وقال قتادة : } ق�و م�ا ل

ا ، وكذا روى ليث بن أبي سليم عن �د�ا { فجار� وقال العوفي ، عن ابن عباس : } ق�و م�ا لمجاهد.

� { ] البقرة : خ�ص�ام �د� ال �ل وقال ابن زيد : األلد : الظلوم ، وقرأ قول الله : } و�ه�و� أ204.]

ن� { أي : من أمة كفروا بآيات الله وكذبوا رسله ، �ه�م م�ن ق�ر ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ وقوله : } و�كا { أي : هل ترى منهم أحد�ا ، أو تسمع ز� �ه�م ر�ك م�ع� ل �س و ت

� د� أ �ح� ه�م م�ن أ �ح�س� م�ن } ه�ل تا. لهم ركز�

�ير ، ب قال ابن عباس ، وأبو العالية ، وعكرمة ، والحسن البصري ، وسعيد بن ج��ا. والضحاك ، وابن زيد : يعني : صوت

�ا. �ا ، أو تسمع صوت وقال الحسن ، وقتادة : هل ترى عين( : 3والركز في أصل اللغة : هو الصوت الخفي ، قال الشاعر )

�وجست ) ق�ام�ها...4ف�ت اع�ها... ع�ن ظ�ه ر غ�يب واألنيس� س� ز األنيس ف�ر� ( ر�ك آخر تفسير "سورة مريم" ولله الحمد والمنة. ويتلوه إن شاء الله تعالى تفسير "سورة

طه" والحمد لله.__________

( زيادة من أ.1)( في أ : "وقال غيرهم آذان القلوب".2) ( غير منسوب ، وهو للبيد بن ربيعة من معلقته16/102( البيت في تفسير الطبري )3)

( ا.هـ. مستفادا من حاشية ط - الشعب.311في ديوانه )ص( في ف : "فتوحشت".4)

(5/270)

843

Page 245: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ق�ى )1طه ) �ش �ت �ن� ل آ ق�ر ك� ال �ي �ا ع�ل ن ل ز� �ن ى )2( م�ا أ �خ ش� �م�ن ي ة� ل �ر� �ذ ك �ال� ت ل�ق�3( إ ز�يال� م�م�ن خ� �ن ( ت ع�ال� ) م�او�ات� ال ر ض� و�الس�

� �و�ى )4األ ت ع�ر ش� اس ح م�ن� ع�ل�ى ال م�او�ات� و�م�ا5( الر� �ه� م�ا ف�ي الس� ( لى ) �ر� �ح ت� الث �ه�م�ا و�م�ا ت ن �ي ر ض� و�م�ا ب

� �خ ف�ى )6ف�ي األ ر� و�أ �م� الس~ �ع ل �ه� ي �ن ق�و ل� ف�إ �ال �ج ه�ر ب �ن ت (7( و�إ�ى ) ن ح�س م�اء� ال �س �ه� األ �ال� ه�و� ل �ه� إ �ل �ه� ال� إ ( 8الل

تفسير سورة طههي مكية.

روى إمام األئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب " التوحيد " ، عن زياد بنامي ، حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ، عن عمر أيوب ، عن إبراهيم بن المنذر الح�ز�

و�ان ، عن مولى الح�رقة - يعني عبد الرحمن بن يعقوب - عن أبي بن حفص بن ذ�ك هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قرأ " طه " و " يس "

قبل أن يخلق آدم بألف عام ، فلما سمعت المالئكة قالوا : طوبى ألمة ينزل عليهم هذا(.3( بهذا " )2( وطوبى ألجواف تحمل هذا ، وطوبى أللسن تتكلم )1)

�كل~م فيهما. هذا حديث غريب ، وفيه نكارة ، وإبراهيم بن مهاجر وشيخه تبسم الله الرحمن الرحيم

ق�ى )1} طه ) �ش �ت آن� ل ق�ر ك� ال �ي �ا ع�ل ن �نزل ى )2( م�ا أ �خ ش� �م�ن ي ة� ل �ر� �ذ ك �ال ت �نزيال م�م�ن 3( إ ( ت ع�ال ) م�او�ات� ال ل�ق� األر ض� و�الس� �و�ى )4خ� ت ع�ر ش� اس ح م�ن� ع�ل�ى ال �ه� م�ا ف�ي5( الر� ( ل

ى ) �ر� �ح ت� الث �ه�م�ا و�م�ا ت ن �ي م�او�ات� و�م�ا ف�ي األر ض� و�م�ا ب �ع ل�م�6الس� �ه� ي �ن ق�و ل� ف�إ �ال �ج ه�ر ب �ن ت ( و�إ�خ ف�ى ) ر� و�أ �ى )7الس~ ن ح�س م�اء� ال �ه� األس �ال ه�و� ل �ه� إ �ل �ه� ال إ ( {8( الل

تقدم الكالم على الحروف المقطعة في أول سورة "البقرة" بما أغنى عن إعادته. ( الواسطي ، حدثنا أبو أحمد4وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسين بن محمد بن شنبة )

- يعني : الزبيري - أنبأنا إسرائيل عن سالم األفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : طه : يا رجل. وهكذا روي عن مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ،

( ومحمد بن كعب ، وأبي مالك ، وعطية العوفي ، والحسن ، وقتادة ،5و]عطاء[ )والضحاك ، والسدي ، وابن أبزى أنهم قالوا : "طه" بمعنى : يا رجل.

( كلمة بالنبطية معناها : يا6وفي رواية عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير والثوري أنها )بة. �رجل. وقال أبو صالح هي م�ع�ر

وأسند القاضي عياض في كتابه "الشفاء" من طريق عبد بن حميد في تفسيره : حدثناهاشم بن

__________( في ف : "هذا عليهم".1)( في أ : "تكلم".2) ( والاللكائي في607( ورواه ابن أبي عاصم في السنة برقم )109( التوحيد )ص 3)

( من طريق إبراهيم بن المنذر به.368شرح السنة برقم ) قال ابن حبان : "هذا متن موضوع" ، وقال ابن عدي : "لم أجد إلبراهيم - أي : ابن

مهاجر - حديثا أنكر من هذا ؛ ألنه ال يرويه غيره".( في ف : "شيبة".4)( زيادة من ف ، أ.5)( في أ : "أنه".6)

(5/271)

844

Page 246: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( عن ابن جعفر ، عن الربيع بن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه1]القاسم[ ) وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع األخرى ، فأنزل الله تعالى } طه { ، يعني : طأ

ق�ى {. ثم قال : وال خفاء بما في هذا من �ش �ت آن� ل ق�ر ك� ال �ي �ا ع�ل ن �نزل األرض يا محمد ، } م�ا أ(.3( المعاملة )2اإلكرام وحسن )

ق�ى { قال جويبر ، عن الضحاك : لما أنزل الله �ش �ت آن� ل ق�ر ك� ال �ي �ا ع�ل ن �نزل وقوله } م�ا أ القرآن على رسوله ، قام به هو وأصحابه ، فقال المشركون من قريش : ما أنزل هذاق�ى �ش �ت آن� ل ق�ر ك� ال �ي �ا ع�ل ن �نزل القرآن على محمد إال ليشقى! فأنزل الله تعالى : } طه م�ا أ

ى {. �خ ش� �م�ن ي ة� ل �ر� �ذ ك �ال ت إا ، كما ا كثير� فليس األمر كما زعمه المبطلون ، بل من آتاه الله العلم فقد أراد به خير� ثبت في الصحيحين ، عن معاوية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من

ا يفقهه في الدين". ) �رد الله به خير� (.4يوما أحسن الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني في ذلك حيث قال : حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا العالء بن سالم ، حدثنا إبراهيم الطالقاني ، حدثنا ابن

م�اك بن حرب ، عن ثعلبة بن الحكم قال : قال رسول المبارك ، عن سفيان ، عن س� الله صلى الله عليه وسلم : "يقول الله تعالى للعلماء يوم القيامة إذا قعد على كرسيه

( إال وأنا أريد أن أغفر لكم على5لقضاء عباده : إني لم أجعل علمي وحكمتي فيكم )(.6ما كان منكم ، وال أبالي" )

( ذكره أبو عمر في استيعابه ، وقال :7إسناده جيد وثعلبة بن الحكم هذا ]هو الليثي[ )(.8نزل البصرة ، ثم تحول إلى الكوفة ، وروى عنه سماك بن حرب )

ء�وا م�ا ق�ى { : هي كقوله : } ف�اق ر� �ش �ت آن� ل ق�ر ك� ال �ي �ا ع�ل ن �نزل وقال مجاهد في قوله : } م�ا أر� م�ن� { ]المزمل : �س� �ي [ وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصالة.20ت

ق�ى { : ال والله ما جعله شقاء ، ولكن جعله �ش �ت آن� ل ق�ر ك� ال �ي �ا ع�ل ن �نزل وقال قتادة : } م�ا أا ، ودليال إلى الجنة. رحمة ونور�

ى { : إن الله أنزل كتابه ، وبعث رسله ) �خ ش� �م�ن ي ة� ل �ر� �ذ ك �ال ت (.9} إ رحمة ، رحم بها العباد ، ليتذكر ذاكر ، وينتفع رجل بما سمع من كتاب الله ، وهو ذكر

أنزل الله فيه حالله وحرامه. ع�ال { ) م�او�ات� ال ل�ق� األر ض� و�الس� �نزيال م�م�ن خ� ( أي : هذا القرآن الذي10وقوله : } ت

جاءك يا محمد__________

( زيادة من ف ، أ ، والشفا.1)( في ف : "أو حسن" ، وفي أ : "وأحسن".2)(.1/26( الشفا بتعريف حقوق المصطفى )3)(.1037( وصحيح مسلم برقم )71( صحيح البخاري برقم )4)( في ف : "علمي فيكم وحكمتي".5)( : "رجاله موثقون".1/126( وقال الهيثمي في المجمع )2/84( المعجم الكبير )6)( زيادة من ف ، أ.7)(.1/204( االستيعاب )8)( في أ : "رسوله".9)( في ف : "تنزيل".10)

845

Page 247: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/272)

( رب كل شيء ومليكه ، القادر على ما يشاء ، الذي خلق2( تنزيل من ]ربك[ )1]هو[ ) األرض بانخفاضها وكثافتها ، وخلق السموات العلى في ارتفاعها ولطافتها. وقد جاء في�ع د الحديث الذي صححه الترمذي وغيره. أن س�م ك كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، وب

(.5( خمسمائة عام )4( تليها ]مسيرة[ )3ما بينها والتي ) ( من رواية العباس عم رسول الله7( ابن أبي حاتم هاهنا حديث األوعال )6وقد أورد )

صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه.�و�ى { : تقدم الكالم على ذلك في سورة األعراف ، ت ع�ر ش� اس ح م�ن� ع�ل�ى ال وقوله } الر�

( ذلك طريقة السلف ، إمرار ما8بما أغنى عن إعادته أيض�ا ، وأن المسلك األسلم في ) جاء في ذلك من الكتاب والسنة من غير تكييف وال تحريف ، وال تشبيه ، وال تعطيل ،

وال تمثيل.ى { أي : �ر� �ح ت� الث �ه�م�ا و�م�ا ت ن �ي م�او�ات� و�م�ا ف�ي األر ض� و�م�ا ب �ه� م�ا ف�ي الس� وقوله : } ل

الجميع ملكه وفي قبضته ، وتحت تصريفه ومشيئته وإرادته وحكمه ، وهو خالق ذلكومالكه وإلهه ، ال إله سواه ، وال رب غيره.

ى { قال محمد بن كعب : أي ما تحت األرض السابعة. �ر� �ح ت� الث وقوله : } و�م�ا ت�ل فقيل له : ما تحت هذه ئ �ا س� وقال األوزاعي : إن يحيى بن أبي كثير حدثه أن كعب

األرض ؟ فقال : الماء. قيل : وما تحت الماء ؟ قال : األرض. قيل : وما تحت األرض ؟ قال : الماء. قيل : وما تحت الماء ؟ قال : األرض ، قيل : وما تحت األرض ؟ قال : الماء. قيل : وما تحت الماء ؟ قال : األرض ، قيل : وما تحت األرض ؟ قال الماء.

قيل : وما تحت الماء ؟ قال : األرض ، قيل : وما تحت األرض ؟ قال : صخرة. قيل : وما تحت الصخرة ؟ قال : ملك. قيل : وما تحت الملك ؟ قال : حوت معلق طرفاه

بالعرش ، قيل : وما تحت الحوت ؟ قال : الهواء والظلمة وانقطع العلم. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن وهب ، حدثنا عمي ، حدثنا عبد الله

اج ، عن عيسى بن هالل الص�د�في ، عن �اش ، حدثنا عبد الله بن سليمان عن د�ر� بن ع�ي عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن األرضين بين كل

أرض والتي تليها مسيرة خمسمائة عام ، والعليا منها على ظهر حوت ، قد التقى (9طرفاه في السماء ، والحوت على صخرة ، والصخرة بيد الملك ، والثانية سجن )

الريح ، والثالثة فيها حجارة جهنم ، والرابعة فيها كبريت جهنم ، والخامسة فيها حياتق�ر ، وفيها إبليس م�ص�ف�د جهنم والسادسة فيها عقارب جهنم ، والسابعة فيها س�

بالحديد ، يد أمامه ويد خلفه ، __________

( زيادة من ف ، وفي أ : "يا محمد تنزيل من ربك".1)( زيادة من ف ، وفي أ : "يا محمد تنزيل من ربك".2)( في أ : "وبين التي".3)( زيادة من ف ، أ.4) ( من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه ، وقال : "هذا3298( سنن الترمذي برقم )5)

حديث غريب من هذا الوجه".( في ف : "روى".6)

846

Page 248: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

من سورة غافر.7( سيأتي حديث األوعال بطوله عند تفسير اآلية : 7)( في أ : "من".8)( في أ : "مسجن".9)

(5/273)

(.1فإذا أراد الله أن يطلقه لما يشاء أطلقه" )هذا حديث غريب جد�ا ورفعه فيه نظر.

وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا أبو موسى الهروي ، عن العباس بن الفضل ( بن عبد3( قلت : ابن الفضل األنصاري ؟ قال : نعم ، ]عن القاسم[ )2]قال[ : )

الرحمن ، عن محمد بن علي ، عن جابر بن عبد الله قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فأقبلنا راجعين في حر شديد ، فنحن متفرقون بين

ل�م ثم قال واحد واثنين ، منتشرين ، قال : وكنت في أول العسكر : إذ عارضنا رجل ف�س� : أيكم محمد ؟ ومضى أصحابي ووقفت معه ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم�ع بثوبه على رأسه من الشمس ، �ر على جمل أحمر ، م�ق�ن ك قد أقبل في وسط الع�س

ر �ك فقلت : أيها السائل ، هذا رسول الله قد أتاك. فقال : أيهم هو ؟ فقلت : صاحب الب األحمر. فدنا منه ، فأخذ بخطام راحلته ، فكف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

( : أنت محمد ؟ قال : "نعم". قال : إني أريد أن أسألك عن خصال ، ال4فقال ) يعلمهن أحد من أهل األرض إال رجل أو رجالن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: "سل عما شئت". فقال : يا محمد ، أينام النبي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تنام عيناه وال ينام قلبه". قال : صدقت. ثم قال : يا محمد ، م�ن أين يشبه

( ماء الرجل أبيض غليظ ، وماء المرأة أصفر رقيق ، فأي�5الولد أباه وأمه ؟ قال ) ( صدقت. فقال : ما للرجل من الولد وما6الماءين غلب على اآلخر نزع الولد". فقال )

للمرأة منه ؟ فقال : "للرجل العظام والعروق والعصب ، وللمرأة اللحم والدم والشعر ( قال : صدقت. ثم قال : يا محمد ، ما تحت هذه ، يعني األرض ؟ فقال رسول الله7)

صلى الله عليه وسلم : "خلق". فقال : فما تحتهم ؟ قال : "أرض". قال : فما تحت األرض ؟ قال "الماء" قال : فما تحت الماء ؟ قال : "ظلمة". قال : فما تحت الظلمة ؟

قال : "الهواء". قال : فما تحت الهواء ؟ قال : "الثرى". قال : فما تحت الثرى ؟ ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء ، وقال : "انقطع علم المخلوقين

عند علم الخالق ، أيها السائل ، ما المسئول عنها بأعلم من السائل". قال : فقال : صدقت ، أشهد أنك رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيها الناس ،

هل تدرون من هذا ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : "هذا جبريل صلى الله عليه(.9( )8وسلم )

هذا حديث غريب جد�ا ، وسياق عجيب ، تفرد به القاسم بن عبد الرحمن هذا ، وقد قال�ا" وضعفه أبو حاتم الرازي ، وقال ابن عدي : ال فيه يحيى بن معين : "ليس يساوي شيئ

يعرف.__________

( من طريق حرملة بن يحيى عن عبد63( ورواه ابن منده في كتاب التوحيد برقم )1) ( من طريق بحر بن نصر4/594الله بن وهب بنحوه. ورواه الحاكم في المستدرك )

847

Page 249: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

عن عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عياش عن عبد الله بن سليمان ، عن دراج عن أبي الهيثم عن عيسى بن هالل عن عبد الله بن عمرو بمثله ، فزاد أبو الهيثم في

إسناده. وقال : "صحيح ولم يخرجاه" وتعقبه الذهبي. قلت : "بلى منكر فيه عبد اللهبن عياش ضعفه أبو داود وعند مسلم أنه : ثقة ، ودراج وهو كثير المناكير".

( في ف ، أ : "ابن عباس".2)( زيادة من ف.3)( في ف : "قال".4)( في أ : : فقال".5)( في ف ، أ : "قال".6)( في ف ، أ : "والكبد"7)( في ف : "عليه السالم".8) ( من حديث جابر5/552( ورواه ابن مردوية في تفسيره كما في الدر المنثور )9)

رضي الله عنه.

(5/274)

�اك� ح�د�يث� م�وس�ى ) �ت �م 9و�ه�ل أ �يك �ت �ع�ل~ي آ ا ل �ار� �س ت� ن �ن ~ي آ �ن �وا إ �ث �ه� ام ك �ه ل ا ف�ق�ال� أل� �ار� �ى ن أ �ذ ر� ( إ�ار� ه�د�ى ) ج�د� ع�ل�ى الن

� و أ� �س� أ �ق�ب ه�ا ب ( 10م�ن

قلت : وقد خلط في هذا الحديث ، ودخل عليه شيء في شيء ، وحديث في حديث.�ع�م�د ذلك ، أو أدخل عليه فيه ، فالله أعلم. �مل أنه ت ت �ح وقد ي

�خ ف�ى { أي : أنزل هذا القرآن الذي خلق ر� و�أ �م� الس~ �ع ل �ه� ي �ن ق�و ل� ف�إ �ال �ج ه�ر ب �ن ت وقوله : } و�إ�ه� �نزل ]األرض والسموات العلى ، الذي يعلم السر وأخفى ، كما قال تعالى : } ق�ل أ

ر� ف�ي [ ) �م� الس~ �ع ل �ذ�ي ي ح�يم�ا { ]الفرقان : 1ال ا ر� �ان� غ�ف�ور� �ه� ك �ن م�او�ات� و�األر ض� إ [.6( الس���خ ف�ى { قال : السر ما أسر ر� و�أ �م� الس~ �ع ل قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } ي�خ ف�ى { : ما أخفى على ابن آدم مما هو فاعله قبل أن يعلمه ابن آدم في نفسه ، } و�أ فالله يعلم ذلك كله ، ف�عل مه فيما مضى من ذلك وما بقي ع�ل م واحد ، وجميع الخالئقد�ة� { �ف س� و�اح� �ن �ال ك �م إ �ك �ع ث �م و�ال ب ق�ك ل في ذلك عنده كنفس واحدة ، وهو قوله : } م�ا خ�

[.28]لقمان : �خ ف�ى { قال : السر : ما تحدث به نفسك ، وأخفى : ما ر� و�أ �م� الس~ �ع ل وقال الضحاك : } ي

لم تحدث به نفسك بعد. وقال سعيد بن جبير : أنت تعلم ما تسر اليوم ، وال تعلم ما تسر غد�ا ، والله يعلم ما

تسر اليوم ، وما تسر غد�ا.�خ ف�ى { يعني : الوسوسة. وقال مجاهد : } و�أ

�خ ف�ى { أي : ما هو عامله مما لم يحدث به نفسه. وقال أيض�ا هو وسعيد بن جبير : } و�أ�ى { ]أي : الذي أنزل القرآن عليك هو ن ح�س م�اء� ال �ه� األس �ال ه�و� ل �ه� إ �ل �ه� ال إ وقوله : } الل

( والصفات العلى.2الله الذي ال إله إال هو ذو األسماء الحسنى[ ) وقد تقدم بيان األحاديث الواردة في األسماء الحسنى في أواخر سورة "األعراف" ولله

الحمد والمنة.

848

Page 250: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�اك� ح�د�يث� م�وس�ى ) �ت �ع�ل~ي9} و�ه�ل أ ا ل �ار� �س ت� ن ~ي آن �ن �وا إ �ث �ه� ام ك ا ف�ق�ال� أله ل �ار� �ى ن أ �ذ ر� ( إ�ار� ه�د�ى ) ج�د� ع�ل�ى الن

� و أ� �س� أ �ق�ب ه�ا ب �م م�ن �يك ( {10آت

ع� ، تبارك وتعالى ، في ذكر قصة موسى ]عليه السالم [ ) ر� ( وكيف كان3من هاهنا ش� ابتداء الوحي إليه وتكليمه إياه ، وذلك بعد ما قضى موسى األج�ل الذي كان بينه وبين

صه ره في رعاية الغنم وسار بأهله قيل : قاصد�ا بالد مصر بعدما طالت الغيبة عنها أكثر من عشر سنين ، ومعه زوجته ، فأضل الطريق ، وكانت ليلة شاتية ، ونزل منزال بين

شعاب وجبال ، في برد وشتاء ، وسحاب وظالم__________

( زيادة من ف.1)( زيادة من ف.2)( زيادة من ف.3)

(5/275)

�ا م�وس�ى ) �ود�ي� ي �اه�ا ن �ت �م�ا أ م�ق�د�س� ط�و�ى )11ف�ل و�اد� ال �ال �ك� ب �ن ك� إ �ي �ع ل �ع ن ل �ك� ف�اخ ب �ا ر� �ن ~ي أ �ن ( إ12 )

ا ، كما جرت له العادة به ، فجعل ال يقدح1وضباب ، وجعل يقدح بزند معه ) �وري� نار� ( ليا ، أي �ا ، وال يخرج منه شرر وال شيء. فبينا هو كذلك ، إذ آنس من جانب الطور نار� شيئ

~ي �ن : ظهرت له نار من جانب الجبل الذي هناك عن يمينه ، فقال ألهله يبشرهم : } إ�س� { أي : شهاب ) �ق�ب ه�ا ب �م م�ن �يك �ع�ل~ي آت ا ل �ار� �س ت� ن و 2آن

� ( من نار. وفي اآلية األخرى : } أ�ار� { ]القصص : �ص ط�ل�ون� {29ج�ذ و�ة� م�ن� الن �م ت �ك �ع�ل [ وهي الجمر : الذي معه لهب ، } ل

�س� { دل� على وجود الظالم.29]القصص : �ق�ب [ دل� على وجود البرد ، وقوله : } ب�ار� ه�د�ى { أي : من يهديني الطريق ، دل� على أنه قد تاه عن ج�د� ع�ل�ى الن

� و أ� وقوله : } أ

الطريق ، كما قال الثوري ، عن أبي سعد األعور ، عن عكرمة عن ابن عباس في قوله�ار� ه�د�ى { قال : من يهديني إلى الطريق. وكانوا شاتين وضلوا ج�د� ع�ل�ى الن

� و أ� : } أ

( بنار3الطريق ، فلما رأى النار قال : إن لم أجد أحد�ا يهديني إلى الطريق آتكم )توقدون بها.

�ا م�وس�ى ) �ود�ي� ي �اه�ا ن �ت �م�ا أ م�ق�د�س� ط�و�ى )11} ف�ل و�اد� ال �ال �ك� ب �ن ك� إ �ي �ع ل �ع ن ل �ك� ف�اخ ب �ا ر� �ن ~ي أ �ن ( إ12} )

__________( في ف : "له".1)( في ف : "بشهاب".2)( في أ : "آتيتكم".3)

(5/276)

849

Page 251: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�وح�ى ) �م�ا ي �م�ع ل ت �ك� ف�اس ت �ر ت �ا اخ �ن ة�13و�أ � الص�ال� �ق�م �ي و�أ �د ن �ا ف�اع ب �ن �ال� أ �ه� إ �ل �ه� ال� إ �ا الل ن� �ي أ �ن �ن ( إ

ر�ي ) �ذ�ك ع�ى )14ل �س �م�ا ت �ف س� ب �ل� ن ى ك �ج ز� �ت �خ ف�يه�ا ل �اد� أ �ك �ة� أ �ي �ت اع�ة� آ �ن� الس� �ك�15( إ �ص�د�ن ( ف�ال� يد�ى ) �ر �ع� ه�و�اه� ف�ت �ب �ه�ا و�ات �ؤ م�ن� ب ه�ا م�ن ال� ي ( 16ع�ن

�وح�ى ) �م�ا ي �م�ع ل ت �ك� ف�اس ت �ر ت �ا اخ �ن � الص�الة�13} و�أ �ق�م �ي و�أ �د ن �ا ف�اع ب �ن �ال أ �ه� إ �ل �ه� ال إ �ا الل ن� �ي أ �ن �ن ( إ

ر�ي ) �ذ�ك ع�ى )14ل �س �م�ا ت �ف س� ب �ل� ن ى ك �ج ز� �ت �خ ف�يه�ا ل �اد� أ �ك �ة� أ �ي اع�ة� آت �ن� الس� �ك�15( إ �ص�د�ن ( ف�ال يد�ى ) �ر �ع� ه�و�اه� ف�ت �ب �ه�ا و�ات �ؤ م�ن� ب ه�ا م�ن ال ي ( {16ع�ن

�اه�ا { أي : النار واقترب ) �ت �م�ا أ �ا م�وس�ى { وفي1يقول تعالى : } ف�ل �ود�ي� ي ( منها ، } ن�ا �ن ي ة� أ ج�ر� �ة� م�ن� الش� ك �ار� م�ب �ق ع�ة� ال ب م�ن� ف�ي ال و�اد� األي اط�ئ� ال �ود�ي� م�ن ش� اآلية األخرى : } ن

�ه� { ]القصص : �ا الل ن� ~ي أ �ن �ك� { أي : الذي يكلمك30م�وس�ى إ ب �ا ر� �ن ~ي أ �ن [ وقال هاهنا } إ

ك� { قال علي بن أبي طالب ، وأبو ذر ، وأبو أيوب ، وغير واحد �ي �ع ل �ع ن ل ويخاطبك ، } ف�اخ.�من السلف : كانتا من جلد حمار غير ذكيوقيل : إنما أمره بخلع نعليه تعظيم�ا للبقعة.

( الكعبة.2قال سعيد بن جبير : كما يؤمر الرجل أن يخلع نعليه إذا أراد أن يدخل )�ا غير منتعل. وقيل : غير ذلك ، والله أعلم. وقيل : ليطأ األرض المقدسة بقدميه حافي

وقوله : } ط�و�ى { قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : هو اسم للوادي.وكذا قال غير واحد ، فعلى هذا يكون عطف بيان.

وقيل : عبارة عن األمر بالوطء بقدميه.__________

( في ف : "وقرب" ، وفي أ : "وأقرب".1)( في ف ، أ : "أراد دخول".2)

(5/276)

�ذ 1وقيل : ألنه ق�د�س مرتين ، وطوى له البركة وكررت : واألول أصح ، كقوله ) ( } إ م�ق�د�س� ط�و�ى { ]النازعات : و�اد� ال �ال �ه� ب ب �اد�اه� ر� [.16ن

�الم�ي { �ك �ي و�ب االت �ر�س� �اس� ب �ك� ع�ل�ى الن ت ~ي اص ط�ف�ي �ن �ك� { كقوله } إ ت �ر ت �ا اخ �ن وقوله : } و�أ[ أي : على جميع الناس من الموجودين في زمانه.144]األعراف :

( قيل : إن الله تعالى قال : يا موسى ، أتدري لم خصصتك بالتكليم من بين2و]قد[ )( ألني لم يتواضع لي أحد تواضعك.3الناس ؟ ]قال : ال. قال : [ )

�وح�ى { أي : اسمع اآلن ما أقول لك وأوحيه إليك �م�ا ي �م�ع ل ت وقوله : } ف�اس�ا { هذا أول واجب على المكلفين أن يعلموا أنه ال إله إال �ن �ال أ �ه� إ �ل �ه� ال إ �ا الل ن

� �ي أ �ن �ن } إالله ، وحده ال شريك له.

ر�ي �ذ�ك � الص�الة� ل �ق�م �ي { أي : وحد�ني و�ق�م بعبادتي من غير شريك ، } و�أ �د ن وقوله : } ف�اع ب{ قيل : معناه : ص�ل~ لتذكرني. وقيل : معناه : وأقم الصالة عند ذكرك لي.

ويشهد لهذا الثاني ما قال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا المثنى بنق�د أحدكم سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إذا ر�� الص�الة� �ق�م عن الصالة ، أو غفل عنها ، فليصلها إذا ذكرها ؛ فإن الله تعالى قال : } و�أ

ر�ي { ) �ذ�ك (.4ل

850

Page 252: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وفي الصحيحين عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن(.5صالة أو نسيها ، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ، ال كفارة لها إال ذلك" )

�ة� { أي : قائمة ال محالة ، وكائنة ال بد منها. �ي اع�ة� آت �ن� الس� وقوله : } إ�خ ف�يه�ا { قال الضحاك ، عن ابن عباس : أنه كان يقرؤها : "أكاد أخفيها �اد� أ �ك وقوله : } أ

من نفسي" ، يقول : ألنها ال تخفى من نفس الله أبد�ا. وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : من نفسه. وكذا قال مجاهد ، وأبو صالح ،

ويحيى بن رافع.�خ ف�يه�ا { يقول : ال أطلع عليها أحد�ا �اد� أ �ك وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } أ

غيري. وقال السدي : ليس أحد من أهل السموات واألرض إال قد أخفى الله عنه علم

الساعة ، وهي في قراءة ابن مسعود : "إني أكاد أخفيها من نفسي" ، يقول : كتمتهاعن الخالئق ، حتى لو استطعت أن أكتمها من نفسي لفعلت.

�خ ف�يه�ا { وهي في بعض القراءة أخفيها من نفسي ، ولعمري لقد �اد� أ �ك وقال قتادة : } أأخفاها الله من

__________( في ف : "لقوله".1)( زيادة من ف ، أ.2)( زيادة من ف ، أ.3)(.3/184( المسند )4)(.684( وصحيح مسلم برقم )597( صحيح البخاري برقم )5)

(5/277)

�ا م�وس�ى ) �ك� ي �م�ين �ي �ل ك� ب �م�ي و�ل�ي�17و�م�ا ت �ه�ا ع�ل�ى غ�ن �ه�ش� ب ه�ا و�أ �ي � ع�ل �أ �و�ك ت� ( ق�ال� ه�ي� ع�ص�اي� أ

ى ) �خ ر� ر�ب� أ� �ا م�وس�ى )18ف�يه�ا م�آ ق�ه�ا ي ل

� ع�ى )19( ق�ال� أ �س �ة� ت ي �ذ�ا ه�ي� ح� ق�اه�ا ف�إ �ل (20( ف�أ�ول�ى ) �ه�ا األ ت ير� �ع�يد�ه�ا س� ن �خ�ف س� ( 21ق�ال� خ�ذ ه�ا و�ال� ت

المالئكة المقربين ، ومن األنبياء والمرسلين.�ه� { �ال الل ب� إ غ�ي م�او�ات� و�األر ض� ال �م� م�ن ف�ي الس� �ع ل قلت : وهذا كقوله تعالى : } ق�ل ال ي

�ة� { ]األعراف :65]النمل : �غ ت �ال ب �م إ �يك ت �أ م�او�ات� و�األر ض� ال ت �ق�ل�ت ف�ي الس� [ وقال : } ث[ أي : ثقل علمها على أهل السموات واألرض.187

لة ، حدثني محمد بن �م�ي ج�اب ، حدثنا أبو ن ع�ة حدثنا م�ن ر وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو ز��خ فيها( ، يعني : بنصب ) (1سهل األسدي ، عن و�ق�اء قال : أقرأنيها سعيد بن جبير)أكاد أ

(.3( أما سمعت قول الشاعر )2األلف وخفض الفاء ، يقول : أظهرها ، ثم ]قال[ )ا... �خ فيان غ�مير� �ين ي �ا... بأريك ا د�م�يك ين ، ثم شهر� ه ر� د�أب� ش�

وقال األسدي : الغمير : نبت رطب ، ينبت في خالل يبس. واألريكين : موضع ،والدميك : الشهر التام. وهذا الشعر لكعب بن زهير.

ع�ى { أي : أقيمها ال محالة ، ألجزي �س �م�ا ت �ف س� ب �ل� ن ى ك �ج ز� �ت وقوله سبحانه وتعالى : } له� { �ر� ا ي ر� ة� ش� ق�ال� ذ�ر� �ع م�ل م�ث ه� و�م�ن ي �ر� ا ي ر� ي ة� خ� ق�ال� ذ�ر� �ع م�ل م�ث كل عامل بعمله ، } ف�م�ن ي

851

Page 253: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع م�ل�ون� { ]الطور : 8 ، 7]الزلزلة : �م ت ت �ن و ن� م�ا ك �ج ز� �م�ا ت �ن [.16[ و } إد�ى { المراد بهذا الخطاب �ر �ع� ه�و�اه� ف�ت �ب �ه�ا و�ات �ؤ م�ن� ب ه�ا م�ن ال ي �ك� ع�ن �ص�د�ن وقوله : } ف�ال ي

( من كذب بالساعة ، وأقبل على مالذه في4آحاد المكلفين ، أي : ال تتبعوا ]سبيل[ )د�ى { �ر دنياه ، وعصى مواله ، واتبع هواه ، فمن وافقهم على ذلك فقد خاب وخسر } ف�ت

د�ى { ]الليل :5أي : تهلك وتعطب ) �ر� �ذ�ا ت �ه� إ ه� م�ال �ي ع�ن �غ ن ( قال الله تعالى : } و�م�ا ي11.]

�ا م�وس�ى ) �ك� ي �م�ين �ي �ل ك� ب �م�ي17} و�م�ا ت �ه�ا ع�ل�ى غ�ن �ه�ش� ب ه�ا و�أ �ي � ع�ل �أ �و�ك ت� ( ق�ال� ه�ي� ع�ص�اي� أ

ى ) �خ ر� �ا م�وس�ى )18و�ل�ي� ف�يه�ا م�آر�ب� أ ق�ه�ا ي ل� ع�ى )19( ق�ال� أ �س �ة� ت ي �ذ�ا ه�ي� ح� ق�اه�ا ف�إ �ل ( ف�أ

�ه�ا األول�ى )20 ت ير� �ع�يد�ه�ا س� ن �خ�ف س� ( {.21( ق�ال� خ�ذ ه�ا و�ال ت هذا برهان من الله تعالى لموسى ، عليه السالم ، ومعجزة عظيمة ، وخرق للعادة باهر

( على أنه ال يقدر على مثل هذا إال الله عز وجل ، وأنه ال يأتي به إال نبي6، دال )�ا م�وس�ى { قال بعض المفسرين : إنما قال له �ك� ي �م�ين �ي �ل ك� ب مرسل ، وقوله : } و�م�ا ت

ذلك على سبيل اإليناس له. وقيل : إنما قال له__________

( في أ : "ونصب".1)( زيادة من ف.2)( أ.هـ مستفادا من حاشية الشعب.174( هو كعب بن زهير ، والبيت في ديوانه )ص3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف ، أ : "وتردى أي هلك وعطب" وفي أ : "ردى".5)( في ف ، أ : "باهرة دالة".6)

(5/278)

ذلك على وجه التقرير ، أي : أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها ، فسترى ما�ا م�وس�ى { استفهام تقرير. �ك� ي �م�ين �ي �ل ك� ب نصنع بها اآلن ، } و�م�ا ت

�ه�ا ع�ل�ى �ه�ش� ب ه�ا { أي : أعتمد عليها في حال المشي } و�أ �ي � ع�ل �أ �و�ك ت� } ق�ال� ه�ي� ع�ص�اي� أ

�م�ي { أي : أهز بها الشجرة ليسقط ورقها ، لترعاه غنمي. غ�ن قال عبد الرحمن بن القاسم : عن اإلمام مالك : والهش : أن يضع الرجل المح ج�ن في�م�ره ، وال يكسر العود ، فهذا الهش ، وال يخبط. الغصن ، ثم يحركه حتى يسقط ورقه وث

وكذا قال ميمون بن مهران أيض�ا.ى { أي : مصالح ومنافع وحاجات أخر غير ذلك. وقد �خ ر� وقوله : } و�ل�ي� ف�يه�ا م�آر�ب� أ

( بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب التي أبهمت ، فقيل : كانت تضيء له1تكلف ) بالليل ، وتحرس له الغنم إذا نام ، ويغرسها فتصير شجرة تظله ، وغير ذلك من األمور

الخارقة للعادة.�ا ، فما والظاهر أنها لم تكن كذلك ، ولو كانت كذلك لما استنكر موسى صيرورتها ثعبان

�ا ، ولكن كل ذلك من األخبار اإلسرائيلية ) ( وكذا قول بعضهم : إنها2كان يفر منها هارب كانت آلدم ، عليه السالم. وقول اآلخر : إنها هي الدابة التي تخرج قبل يوم القيامة.

وروي عن ابن عباس أنه قال : كان اسمها ماشا. والله أعلم بالصواب.�ا م�وس�ى { أي : هذه العصا التي في يدك يا موسى3وقوله تعالى : } ] ق�ال� [ ) ق�ه�ا ي ل

� ( أ

852

Page 254: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ق�اه�ا ) �ل �ا4، ألقها } ف�أ �ة عظيمة ، ثعبان ي ع�ى { أي : صارت في الحال ح� �س �ة� ت ي �ذ�ا ه�ي� ح� ( ف�إ ( أسرع الحيات حركة ،5طويال يتحرك حركة سريعة ، فإذا هي تهتز كأنها جان ، وهو )

ع�ى { أي : تمشي �س ولكنه صغير ، فهذه في غاية الكبر ، وفي غاية سرعة الحركة ، } توتضطرب.

ع ، حدثنا د�ة ، حدثنا حفص بن ج�م�ي قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن ع�بم�اك ، عن عكرمة ، عن ]ابن عباس[ ) ع�ى { ولم تكن6س� �س �ة� ت ي �ذ�ا ه�ي� ح� ق�اه�ا ف�إ �ل ( } ف�أ

قبل ذلك حية ، فمرت بشجرة فأكلتها ، ومرت بصخرة فابتلعتها ، فجعل موسى يسمعا ، فنودي أن : يا موسى ، خذها. فلم يأخذها ، ثم وقع الصخرة في جوفها ، فولى مدبر�

نودي الثانية أن : خذها وال تخف. فقيل له في الثالثة : إنك من اآلمنين. فأخذها.ع�ى { قال : فألقاها على �س �ة� ت ي �ذ�ا ه�ي� ح� ق�اه�ا ف�إ �ل �ه في قوله : } ف�أ �ب وقال وهب بن م�ن

( ثعبان نظر إليه الناظرون ، ف�د�ب� يلتمس7وجه األرض ، ثم حانت نظرة فإذا بأعظم )�ف�ة من اإلبل فيلتقمها ، ويطعن ل �ا يريد أخ ذ�ه ، يمر بالصخرة مثل الخ� كأنه يبتغى شيئ بالناب من أنيابه في أصل الشجرة العظيمة فيجتثها ، عيناه توقدان نارا ، وقد عاد

المح ج�ن منها ع�رف�ا. قيل : شعر مثل النيازك ، وعاد الشعبتان منها مثل القليبا ولم الواسع ، فيه أضراس وأنياب ، لها صريف ، فلما عاين ذلك موسى ولى مدبر�

�ع�ق~ب ، ي__________

( في أ : "تكلم".1)( في أ : "اإلسرائيليات".2)( زيادة من ف3)( في ف : "فألقيها"4)( في ف : "وهي".5)( زيادة من ف.6)( في ف : "بأعظم".7)

(5/279)

ى ) �خ ر� �ة� أ �ي وء� آ ر� س� ض�اء� م�ن غ�ي �ي ج ب �خ ر� �اح�ك� ت ن �ل�ى ج� �د�ك� إ �ا22و�اض م�م ي �ن �ات �ي �ك� م�ن آ �ر�ي �ن ( لى ) ر� �ب ك �ه� ط�غ�ى )23ال �ن ع�و ن� إ �ل�ى ف�ر ح ل�ي ص�د ر�ي )24( اذ ه�ب إ ر� ب~ اش ر 25( ق�ال� ر� �س~ ( و�ي

م ر�ي )� �ي )26ل�ي أ ان ل�ل ع�ق د�ة� م�ن ل�س� �ف ق�ه�وا ق�و ل�ي )27( و�اح ا م�ن 28( ي ( و�اج ع�ل ل�ي و�ز�ير�

�ه ل�ي ) �خ�ي )29أ ون� أ ر�ي )30( ه�ار� �ز �ه� أ د�د ب م ر�ي )31( اش� ه� ف�ي أ ر�ك �ش �ي 32( و�أ ( ك

ا ) �ير� �ث ~ح�ك� ك ب �س� ا )33ن �ير� �ث ك� ك �ر� �ذ ك ا )34( و�ن �ص�ير� �ا ب �ن ت� ب �ن �ك� ك �ن ( 35( إ

فذهب حتى أمعن ، ورأى أنه قد أعج�ز الحية ، ثم ذكر ربه فوقف استحياء منه ، ثم نودي : يا موسى أن : ارجع حيث كنت. فرجع موسى وهو شديد الخوف. فقال :

عة من �ه�ا األول�ى { وعلى موسى حينئذ م�د ر� ت ير� �ع�يد�ه�ا س� ن �خ�ف س� } خ�ذ ه�ا { بيمينك } و�ال ت صوف ، فدخلها بخالل من عيدان ، فلما أمره بأخذها أدلى طرف المدرعة على يده ،

( أرأيت يا موسى ، لو أذن الله بما تحاذر أكانت المدرعة تغني عنك1فقال له ملك )�ا ؟ قال : ال ولكني ضعيف ، ومن ض�ع ف خلقت. فكشف عن يده ثم وضعها على فم شيئ

853

Page 255: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

الحية ، حتى سمع حس� األضراس واألنياب ، ثم ق�بض فإذا هي عصاه التي عهدها ، وإذا�ع�يد�ه�ا ن يده في موضعها الذي كان يضعها إذا توكأ بين الشعبتين ؛ ولهذا قال تعالى : } س�

�ه�ا األول�ى { أي : إلى حالها ) ت ير� ( التي تعرف قبل ذلك.2س�ى ) �خ ر� �ة� أ وء� آي ر� س� ض�اء� م�ن غ�ي �ي ج ب �خ ر� �اح�ك� ت ن �ل�ى ج� �د�ك� إ �ا22} و�اض م�م ي �ن �ات �ك� م�ن آي �ر�ي �ن ( ل

ى ) ر� �ب ك �ه� ط�غ�ى )23ال �ن ع�و ن� إ �ل�ى ف�ر ح ل�ي ص�د ر�ي )24( اذ ه�ب إ ر� ب~ اش ر 25( ق�ال� ر� �س~ ( و�يم ر�ي )

� �ي )26ل�ي أ ان ل�ل ع�ق د�ة� م�ن ل�س� �ف ق�ه�وا ق�و ل�ي )27( و�اح ا م�ن 28( ي ( و�اج ع�ل ل�ي و�ز�ير��ه ل�ي ) �خ�ي )29أ ون� أ ر�ي )30( ه�ار� �ز �ه� أ د�د ب م ر�ي )31( اش

� ه� ف�ي أ ر�ك �ش �ي 32( و�أ ( كا ) �ير� �ث ~ح�ك� ك ب �س� ا )33ن �ير� �ث ك� ك �ر� �ذ ك ا )34( و�ن �ص�ير� �ا ب �ن ت� ب �ن �ك� ك �ن ( {.35( إ

�رهان ثان لموسى ، عليه السالم ، وهو أن الله أمره أن يدخل يده في جيبه ، كما وهذا ب�اح�ك� { ن �ل�ى ج� �د�ك� إ صرح به في اآلية األخرى ، وهاهنا عبر عن ذلك بقوله : } و�اض م�م ي�ل�ى ~ك� إ ب �ان� م�ن ر� ه�ان �ر �ك� ب ه ب� ف�ذ�ان �اح�ك� م�ن� الر� ن ك� ج� �ي �ل وقال في مكان آخر : } و�اض م�م إ

�ه� { ]القصص : �ئ ع�و ن� و�م�ل [.32ف�ر�اح�ك� { كفه تحت عضده. ن �ل�ى ج� �د�ك� إ وقال مجاهد : } و�اض م�م ي

وذلك أن موسى ، عليه السالم ، كان إذا أدخل يده في جيبه ثم أخرجها ، تخرج تتألألكأنها فلقة قمر.

�ر�ص وال أذى ، ومن غير شين. وء� { أي : من غير ب ر� س� ض�اء� م�ن غ�ي �ي ج ب �خ ر� وقوله : } تقاله ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وغيرهم.

وقال الحسن البصري : أخرجها - والله - كأنها مصباح ، فعلم موسى أنه قد لقي ربهى {. ر� �ب ك �ا ال �ن �ات �ك� م�ن آي �ر�ي �ن عز وجل ؛ ولهذا قال تعالى : } ل

�ه : فلم يزل يدنيه حتى شد� ظهره بجذع الشجرة ، وقال وهب : قال له ربه : اد نفاستقر وذهبت عنه الرعدة ، وجمع يده في العصا ، وخضع برأسه وعنقه.

�ه� ط�غ�ى { أي : اذهب إلى فرعون ملك مصر ، الذي �ن ع�و ن� إ �ل�ى ف�ر وقوله } اذ ه�ب إا منه خ�ر�جت فار�

__________( في ف : "مالك".1)( في ف : "حالتها".2)

(5/280)

�ح س�ن إلى بني إسرائيل وال ي �ا ، فادعه إلى عبادة الله وحده ال شريك له ، ومره ف�ل وهارب�غ�ى ، وآثر الحياة الدنيا ، ونسي الرب األعلى. يعذبهم ، فإنه قد طغى وب

~ه : قال الله لموسى : انطلق برسالتي فإنك بعيني وسمعي ، وإني ) �ب قال وهب بن م�ن�ة� من سلطاني لتستكمل بها القوة في1 ن �ص ري ، وإني قد ألبستك ج� ( معك أيدي ون

أمري ، فأنت جند عظيم من جندي ، بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقي ، بطر نعمتي ، وأمن مكري ، وغرته الدنيا عني ، حتى جحد حقي ، وأنكر ربوبيتي ، وزعم أنه ال

يعرفني ، فإني أقسم بعزتي لوال القدر الذي وضعت بيني وبين خلقي ، لبطشت به بطشة جبار ، يغضب لغضبه السموات واألرض ، والجبال والبحار ، فإن أمرت السماء

حصبته ، وإن أمرت األرض ابتلعته ، وإن أمرت الجبال دمرته ، وإن أمرت البحار غرقته ، ولكنه هان علي� ، وسقط من عيني ، ووسعه حلمي ، واستغنيت بما عندي ، وحقي

854

Page 256: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

إني أنا الغني� ال غني� غيري ، فبلغه رسالتي ، وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخالصي ، ( وحذره نقمتي وبأسي ، وأخبره أنه ال يقوم شيء لغضبي ، وقل له2وذكره أيامي )

�ره ) ب �ا لعله يتذكر أو يخشى ، وخ� ( أني إلى العفو والمغفرة3فيما بين ذلك قوال لين أسرع مني إلى الغضب والعقوبة ، وال يروعنك ما ألبسته من لباس الدنيا ، فإن ناصيته

بيدي ، ليس ينطق وال يطرف وال يتنفس إال بإذني ، وقل له : أجب ربك فإنه واسع المغفرة ، وقد أمهلك أربعمائة سنة ، في كلها أنت مبارزه بالمحاربة ، تسبه وتتمثل به

( لم تسقم4وتصد� عباده عن سبيله وهو يمطر عليك السماء ، وينبت لك األرض ، ]و[ ) ( ولو شاء الله أن يع�ج~ل لك العقوبة لفعل ، ولكنه5ولم تهرم ولم تفتقر ]ولم تغلب[ )

( فإني لو شئت6ذو أناة وحلم عظيم. وجاهده بنفسك وأخيك وأنتما تحتسبان بجهاده ) أن آتيه بجنود ال قبل له بها لفعلت ، ولكن ليعلم هذا العبد الضعيف الذي قد أعجبته

نفسه وجموعه أن الفئة القليلة - وال قليل مني - تغلب الفئة الكثيرة بإذني ، وال�ع به ، وال تمدا إلى ذلك أعينكما ، فإنها زهر )7تعجبنكما ) ( الحياة8( زينته ، وال ما م�ت

الدنيا ، وزينة المترفين. ولو شئت أن أزينكما من الدنيا بزينة ، ليعلم فرعون حين ينظر إليها أن مقدرته تعجز عن مثل ما أوتيتما ، فعلت ، ولكني أرغب بكما عن ذلك ، وأزويه

عنكما. وكذلك أفعل بأوليائي ، وقديم�ا ما جرت عادتي في ذلك. فإني ألذود�هم عن نعيمها ورخائها ، كما يذود الراعي الشفيق إبله عن مبارك الغرة ، وما ذاك لهوانهم

�م ه الدنيا. ل ا لم تك علي� ، ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفر� ( عندي من الزهد في الدنيا ، فإنها9واعلم أنه ال يتزين لي العباد بزينة هي أبلغ مما )

فون به من السكينة والخشوع ، سيماهم في �ع ر� زينة المتقين ، عليهم منها لباس ي وجوههم من أثر السجود ، أولئك أوليائي حق�ا حق�ا ، فإذا لقيتهم فاخفض لهم جناحك ،

وذلل قلبك ولسانك ، واعلم أنه من أهان لي__________

( في ف : "وإن".1)( في أ : "وذكره. آياتي".2)( في ف : "وأخبره".3)( زيادة من ف.4)( زيادة من أ.5)( في أ : "وإنما يحتسب أن يجاهده".6)( في ف ، أ : "يعجبكما".7)( في ف ، أ : "زهرة".8)( في ف ، أ "فيما".9)

(5/281)

�ا أو أخافه ، فقد بارزني بالمحاربة ، وبادأني وعرض لي نفسه ودعاني إليها ، وأنا ولي أسرع شيء إلى نصرة أوليائي ، أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي ، أم يظن الذي

( يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني. وكيف وأنا1يعاديني أن يعجزني ، أم )�ك�ل� مضطرهم ) ( إلى غيري.2الثائر لهم في الدنيا واآلخرة ، ال أ

رواه ابن أبي حاتم.

855

Page 257: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

م ر�ي { هذا سؤال من موسى ، عليه السالم ،� ر ل�ي أ �س~ ح ل�ي ص�د ر�ي و�ي ر� ب~ اش } ق�ال� ر�

لربه عز وجل ، أن يشرح له صدره فيما بعثه به ، فإنه قد أمره بأمر عظيم ، وخطبا ، جسيم ، بعثه إلى أعظم ملك على وجه األرض إذ ذاك ، وأجبرهم ، وأشدهم كفر�

�ا ، وأطغاهم وأبلغهم تمرد�ا ، بلغ من أمره أن ادعى أنه وأكثرهم جنود�ا ، وأعمرهم ملكال يعرف الله ، وال يعلم لرعاياه إله�ا غيره.

هذا وقد مكث موسى في داره مدة وليد�ا عندهم ، في حجر فرعون ، على فراشه ، ثم قتل منهم نفسا فخافهم أن يقتلوه ، فهرب منهم هذه المدة بكمالها. ثم بعد هذا بعثه

ا يدعوهم إلى الله عز وجل أن يعبدوه وحده ال شريك له ؛ ولهذا ربه عز وجل إليهم نذير�م ر�ي { أي : إن لم تكن أنت عوني ونصيري ،

� ر ل�ي أ �س~ ح ل�ي ص�د ر�ي و�ي ر� ب~ اش قال : } ر�وعضدي وظهيري ، وإال فال طاقة لي بذلك.

�ف ق�ه�وا ق�و ل�ي { وذلك لما كان أصابه من اللثغ ، حين عرض �ي ي ان ل�ل ع�ق د�ة� م�ن ل�س� } و�اح عليه التمرة والجمرة ، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه ، كما سيأتي بيانه ، وما سأل

( يزول العي ، ويحصل لهم فهم ما يريد منه وهو3أن يزول ذلك بالكلية ، بل بحيث ) قدر الحاجة. ولو سأل الجميع لزال ، ولكن األنبياء ال يسألون إال بحسب الحاجة ، ولهذا�ذ�ي ه�و� ر� م�ن ه�ذ�ا ال ي �ا خ� �ن �م أ ا عن فرعون أنه قال : } أ بقيت بقية ، قال الله تعالى إخبار�

�ين� { ]الزخرف �ب �اد� ي �ك [ أي : يفصح بالكالم.52م�ه�ين� و�ال ي�ي { قال : حل عقدة واحدة ، ولو ان ل�ل ع�ق د�ة� م�ن ل�س� وقال الحسن البصري : } و�اح

سأل أكثر من ذلك أعطى. وقال ابن عباس : شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل ، وعقدة

لسانه ، فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكالم ، وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردء�ا ويتكلم عنه بكثير مما ال يفصح به لسانه ، فآتاه سؤله ، فحل

عقدة من لسانه.�ة ، عن أرطاة بن المنذر ، �ق�ي �ر� عن ع�م رو بن عثمان ، حدثنا ب وقال ابن أبي حاتم : ذ�ك حدثني بعض أصحاب محمد بن كعب ، عنه قال : أتاه ذو قرابة له. فقال له : ما بك بأس لوال أنك تلحن في كالمك ، ولست تعرب في قراءتك ؟ فقال القرظي : يا ابن

( ؟. قال : 4أخي ، ألست أفهمك إذا حدثتك )__________

( في أ : "أو".1)( في ف ، أ : "نصرتهم".2)( في أ : "بحيث ما".3)( في أ : "حدثت"4)

(5/282)

�ا م�وس�ى ) ؤ ل�ك� ي �يت� س� �وت ى )36ق�ال� ق�د أ �خ ر� ة� أ ك� م�ر� �ي �ا ع�ل �ن ن �ق�د م� ( 37( و�ل

( عقدة من لسانه كي1نعم. قال : فإن موسى ، عليه السالم ، إنما سأل ربه أن يحل )يفقه بنو إسرائيل كالمه ، ولم يزد عليها. هذا لفظه.

�خ�ي { : وهذا أيض�ا سؤال من موسى في ون� أ �ه ل�ي ه�ار� ا م�ن أ وقوله : } و�اج ع�ل ل�ي و�ز�ير�

856

Page 258: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

أمر خارجي عنه ، وهو مساعدة أخيه هارون له.�ئ هارون �ب قال الثوري ، عن أبي سعيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال : ف�ن

ساعتئذ حين نبئ موسى ، عليهما السالم.�م�ير ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ) (2وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن ابن ن

عن أبيه ، عن عائشة أنها خرجت فيما كانت تعتمر ، فنزلت ببعض األعراب ، فسمعت ( أنفع ألخيه ؟ قالوا : ما ندري. قال : والله أنا3رجال يقول : أي� أخ كان في الدنيا )

( قالت : فقلت في نفسي : في حلفه ال يستثنى ، إنه ليعلم أي أخ كان في4أدري ) الدنيا أنفع ألخيه. قال : موسى حين سأل ألخيه النبوة. فقلت : صدق والله. قلت : وفي

�ه�5) د� الل ن �ان� ع� ( هذا قال الله تعالى في الثناء على موسى ، عليه السالم : } و�كيه�ا { ]األحزاب : [.69و�ج�

ر�ي { قال مجاهد : ظهري. �ز �ه� أ د�د ب وقوله : } اشم ر�ي {

� ه� ف�ي أ ر�ك �ش } و�أأي : في مشاورتي.

ا ا { قال مجاهد : ال يكون العبد من الذاكرين الله كثير� �ير� �ث ك� ك �ر� �ذ ك ا و�ن �ير� �ث ~ح�ك� ك ب �س� �ي ن } ك، حتى يذكر الله قائما وقاعد�ا ومضطجع�ا.

ا { أي : في اصطفائك لنا ، وإعطائك إيانا النبوة ، وبعثتك �ص�ير� �ا ب �ن ت� ب �ن �ك� ك �ن وقوله : } إلنا إلى عدوك فرعون ، فلك الحمد على ذلك.

�ا م�وس�ى ) ؤ ل�ك� ي �يت� س� �وت ى )36} ق�ال� ق�د أ �خ ر� ة� أ ك� م�ر� �ي �ا ع�ل �ن ن �ق�د م� ( {37( و�ل__________

( في ف ، أ : "يحلل".1)( في أ : "هشام بن عون".2)( في ف ، أ : "في الدنيا كان".3)( في ف ، أ : "وتذكيرا".4)( في أ : "ومن".5)

(5/283)

�وح�ى ) م~ك� م�ا ي� �ل�ى أ �ا إ ن ي و ح�

� �ذ أ �م�38إ ي ق�ه� ال �ل ي �م~ ف�ل ي �وت� ف�اق ذ�ف�يه� ف�ي ال �اب ن� اق ذ�ف�يه� ف�ي الت� ( أ

�ي ) ن �ع� ع�ل�ى ع�ي �ص ن �ت ~ي و�ل �ة� م�ن ب ك� م�ح� �ي ت� ع�ل ق�ي �ل �ه� و�أ خ�ذ ه� ع�د�و ل�ي و�ع�د�و ل �أ اح�ل� ي �الس� ( 39ب

�وح�ى ) م~ك� م�ا ي� �ل�ى أ �ا إ ن ي و ح�

� �ذ أ ق�ه�38} إ �ل ي �م~ ف�ل ي �وت� ف�اق ذ�ف�يه� ف�ي ال �اب ن� اق ذ�ف�يه� ف�ي الت� ( أ

�ي ) ن �ع� ع�ل�ى ع�ي �ص ن �ت ~ي و�ل �ة� م�ن ب ك� م�ح� �ي ت� ع�ل ق�ي �ل �ه� و�أ خ�ذ ه� ع�د�و ل�ي و�ع�د�و ل �أ اح�ل� ي �الس� �م� ب ي (39ال�ه�ا و�ال ن �ق�ر� ع�ي �ي ت م~ك� ك

� �ل�ى أ �اك� إ ع ن ج� �ه� ف�ر� ف�ل �ك �م ع�ل�ى م�ن ي �ك �د�ل �ق�ول� ه�ل أ �ك� ف�ت ت �خ �م ش�ي أ �ذ ت إ�ا ) �ون �اك� ف�ت �ن غ�م~ و�ف�ت �اك� م�ن� ال ن ي �ج� ا ف�ن �ف س� �ل ت� ن ن� و�ق�ت �ح ز� ( {40ت

( إجابة من الله لرسوله موسى ، عليه السالم ، فيما سأل من ربه عز وجل ،1هذه ) ( له بنعمه السالفة عليه ، فيما كان ألهم أمه حين كانت ترضعه ، وتحذر عليه2وتذكير )

من فرعون وملئه أن يقتلوه ؛ ألنه كان قد ولد في السنة التي يقتلون فيها الغلمان. ( ترضعه ثم تضعه فيه ، وترسله في البحر - وهو النيل -3فاتخذت له تابوتا ، فكانت )

( فانفلت منها4وتمسكه إلى منزلها بحبل فذهبت مرة لتربطه )

857

Page 259: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في ف ، أ : "هذا".1)ا".2) ( في ف ، أ : "وتذكير�( في ف ، أ : "وكانت".3)( في ف ، أ : "لتربط الحبل".4)

(5/283)

�ح� ص ب� وذهب به البحر ، فحصل لها من الغم والهم ما ذكره الله عنها في قوله : } و�أ

�ه�ا { ]القصص : ب �ا ع�ل�ى ق�ل �ط ن ب �ن ر� �و ال أ �ه� ل د�ي ب �ب �ت �اد�ت ل �ن ك �م~ م�وس�ى ف�ار�غ�ا إ [10ف�ؤ�اد� أ�ا { ن �ه�م ع�د�و�ا و�ح�ز� �ون� ل �ك �ي ع�و ن� ل �ق�ط�ه� آل� ف�ر ت فذهب به البحر إلى دار فرعون } ف�ال

ا )8]القصص : ا مقدور� ( من2( من الله ، حيث كانوا هم يقتلون الغلمان )1[ أي قدر�ا من وجود موسى ، فحكم الله - وله السلطان العظيم ، والقدرة بني إسرائيل ، حذر� التامة - أال يربى إال على فراش فرعون ، ويغذى بطعامه وشرابه ، مع محبته وزوجته

~ي { ]أي : عند عدوك �ة� م�ن ب ك� م�ح� �ي ت� ع�ل ق�ي �ل �ه� و�أ خ�ذ ه� ع�د�و ل�ي و�ع�د�و ل �أ له ؛ ولهذا قال : } ي~ي { [ ) �ة� م�ن ب ك� م�ح� �ي ت� ع�ل ق�ي �ل ل : } و�أ �ه�ي ( قال : حببتك3، جعلته يحبك. قال سلمة بن ك

إلى عبادي.�ي { قال أبو عمران الجوني : تربى بعين الله. ن �ع� ع�ل�ى ع�ي �ص ن �ت } و�ل

وقال قتادة : تغذى على عيني.�ي { بحيث أرى. ن �ع� ع�ل�ى ع�ي �ص ن �ت وقال معمر بن المثنى : } و�ل

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : يعني أجعله في بيت الملك ينعم ويترف ، غذاؤهعندهم غذاء الملك ، فتلك الصنعة.

�ق�ر� �ي ت م~ك� ك� �ل�ى أ �اك� إ ج�ع ن �ه� ف�ر� ف�ل �ك �م ع�ل�ى م�ن ي �ك �د�ل �ق�ول� ه�ل أ �ك� ف�ت ت �خ �م ش�ي أ �ذ ت وقوله : } إ

�ه�ا { وذلك أنه لما استقر عند آل فرعون ، عرضوا عليه المراضع ، فأباها ، قال الله ن ع�ي ل� { فجات أخته وقالت ) اض�ع� م�ن ق�ب م�ر� ه� ال �ي �ا ع�ل م ن �م 4عز وجل : } و�ح�ر� �ك �د�ل ( } ه�ل أ

�اص�ح�ون� { ]القصص : �ه� ن �م و�ه�م ل �ك �ه� ل �ون ف�ل �ك ت� ي �ي �ه ل� ب ( هل أدلكم5[. تعني )12ع�ل�ى أ ( لكم باألجرة ؟ فذهبت به وهم معها إلى أمه ، فعرضت عليه6على من ترضعه )

ثديها ، فقبله ، ففرحوا بذلك فرح�ا شديد�ا ، واستأجروها على إرضاعه فنالها بسببه ( أغنم وأجزل ؛ ولهذا جاء في الحديث :7سعادة ورفعة وراحة في الدنيا وفي اآلخرة )

( في صنعته الخير ، كمثل أم موسى ، ترضع ولدها وتأخذ8"مثل الصانع الذي يحتسب )(.9أجرها" )

ن� { أي : عليك ، �ح ز� �ه�ا و�ال ت ن �ق�ر� ع�ي �ي ت م~ك� ك� �ل�ى أ �اك� إ ع ن ج� وقال تعالى هاهنا : } ف�ر�

غ�م~ { وهو ما حصل له بسبب عزم �اك� م�ن� ال ن ي �ج� ا { يعني : القبطي ، } ف�ن �ف س� �ل ت� ن } و�ق�ت�ا ، حتى ورد ماء مدين ، وقال له ذلك الرجل10آل فرعون على قتله ) ( ففر منهم هارب

�م�ين� { ]القصص : � الظ�ال ق�و م �ج�و ت� م�ن� ال �خ�ف ن [.25الصالح : } ال ت�ا { قال اإلمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ، رحمه �ون �اك� ف�ت �ن وقوله : } و�ف�ت

�ا { : �ون �اك� ف�ت �ن الله ، في كتاب التفسير من سننه ، قوله : } و�ف�ت__________

( في أ : "أي قدرا مقدرا".1)

858

Page 260: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "العلماء"2)( زيادة من أ.3)( في ف ، أ : "فقالت".4)( في ف ، أ : "يعني".5)( في ف : "يرضعه".6)( في أ : "األخرى".7)( في ف ، أ : "يحسب".8) ( من طريق جبير بن نفير نحوه ولفظه332( روى أبو داود في المراسيل برقم )9)

"مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل ويتقوون على عدوهم به مثل أم موسىترضع ولدها وتأخذ أجرها".

( في ف : "آل فرعون ليقتلوه" وفي أ : "ليقتله".10)

(5/284)

حديث الفتون حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا أصبغ بن زيد ، حدثنا القاسم بن

أبي أيوب ، أخبرني سعيد بن جبير ، قال : سألت عبد الله بن عباس عن قول الله ، عز�ا { فسألته عن الفتون ما هو ؟ فقال : �ون �اك� ف�ت �ن وجل ، لموسى ، عليه السالم : } و�ف�ت

�ا طويال. فلما أصبحت غدوت إلى ) ( ابن1استأنف النهار يا بن جبير ، فإن لها حديث عباس ألنتجز منه ما وعدني من حديث الفتون ، فقال : تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان

�ا ، فقال بعضهم :2الله وعد إبراهيم ، عليه السالم ) ( أن يجعل في ذريته أنبياء وملوك ( يشكون فيه وكانوا يظنون أنه يوسف بن3إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك ، ما )

يعقوب ، فلما هلك قالوا : ليس هكذا كان وعد إبراهيم ، فقال فرعون : فكيف ترون ؟ فائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجاال معهم الشفار ، يطوفون في بني إسرائيلا إال ذبحوه. ففعلوا ذلك ، فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل ، فال يجدون مولود�ا ذكر�

يموتون بآجالهم ، والصغار يذبحون ، قالوا : يوشك أن تفنوا بني إسرائيل ، فتصيروا ( كانوا يكفونكم ، فاقتلوا عام�ا كل مولود4إلى أن تباشروا من األعمال والخدمة التي )

( ودعوا عام�ا فال تقتلوا منهم أحد�ا ، فيشب الصغار مكان من5ذكر ، فيقل أبناؤهم ) ( بمن تستحيون منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم ،6يموت من الكبار ؛ فإنهم لن يكثروا )

ولم يفنوا بمن تقتلون وتحتاجون إليهم ، فأجمعوا أمرهم على ذلك. فحملت أم موسى بهارون في العام الذي ال يذبح فيه الغلمان ، فولدته عالنية آمنة.

فلما كان من قابل حملت بموسى ، عليه السالم ، فوقع في قلبها اله�م� والحزن ، وذلك من الفتون - يا بن جبير - ما دخل عليه في بطن أمه ، مما يراد به ، فأوحى الله ]جل

�ين� {7ذكره[ ) ل س� م�ر ل�وه� م�ن� ال ك� و�ج�اع� �ي �ل اد�وه� إ �ا ر� �ن �ي إ ن �ح ز� �خ�اف�ي و�ال ت ( إليها أن } ال ت ( في اليم. فلما ولدت8[ فأمرها إذا ولدت أن تجعله في تابوت ثم تلقيه )7]القصص :

�ها أتاها الشيطان ، فقالت في نفسها : ما فعلت با فعلت ذلك ، فلما توارى عنها ابن بني ، لو ذبح عندي فواريته وكفنته ، كان أحب إلي� من أن ألقيه إلى دواب البحر

وحيتانه.ض�ة مستقى جواري امرأة فرعون ، فلما رأينه فانتهى الماء به حتى أوفى به عند ف�ر

859

Page 261: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( إن في هذا ماال وإنا إن فتحناه لم9أخذنه فهممن أن يفتحن التابوت ، فقال بعضهن )�ا حتى رفعنه ) تصدقنا امرأة الملك بما وجدناه فيه ، فحملنه كهيئته لم يخرجن منه شيئ

( محبة لم يلق منها على11( إليها. فلما فتحته رأت فيه غالم�ا ، فألقى عليه منها )10أحد قط. وأصبح فؤاد أم موسى فارغ�ا من ذكر كل شيء ، إال من ذكر موسى.

فلما سمع الذباحون بأمره ، أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه ، وذلك منالفتون يا بن__________

( في ف ، أ : "على".1)( في ف ، أ : "صلى الله عليه وسلم".2)( في ف : "ما كانوا".3)( في أ : "الذي".4)( في أ : "بناتهم".5)( في أ : "يكبروا".6)( زيادة من ف ، أ.7)( في ف ، أ : "وتلقيه".8)( في أ : "بعضهم".9)( في ف ، أ : "دفعنه".10)( في ف ، أ : "عليها منه".11)

(5/285)

جبير ، فقالت لهم : أقروه ، فإن هذا الواحد ال يزيد في بني إسرائيل حتى آتى فرعونفأستوهبه منه ، فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم ، وإن أمر بذبحه لم ألمكم.

ن� ل�ي و�ل�ك� { ]القصص : ة� ع�ي [ فقال فرعون : يكون لك ،9فأتت فرعون فقالت : } ق�ر��ح ل�ف به فأما لي فال حاجة لي فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "والذي ي

( كما أقرت امرأته ، لهداه الله كما هداها ،1لو أقر فرعون أن يكون قرة عين له ) ( حرمه ذلك". فأرسلت إلى من حولها ، إلى كل امرأة لها لبن لتختار له2ولكن )

ا ، فجعل كلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل على ثديها حتى أشفقت امرأة ظئر� فرعون أن يمتنع من اللبن فيموت ، فأحزنها ذلك ، فأمرت به فأخرج إلى السوق

ا تأخذه منها ، فلم يقبل ، وأصبحت أم موسى ومجمع الناس ، ترجو أن تجد له ظئر�ا ، أحي� ابني أم قد واله�ا ، فقالت ألخته : قصى أثره واطلبيه ، هل تسمعين له ذكر� أكلته الدواب ؟ ونسيت ما كان الله وعدها فيه ، فبصرت به أخته عن جنب وهم ال

�ب : أن يسمو بصر اإلنسان إلى شيء بعيد ) ( وهو4( وهو إلى جنبه )3يشعرون - والج�ن ال يشعر به - فقالت من الفرح حين أعياهم الظ�ؤ�رات : أنا أدلكم على أهل بيت يكفلونه

( ؟5لكم وهم له ناصحون. فأخذوها فقالوا : ما يدريك ؟ ما نصحهم له ؟ هل يعرفونه ) ( له وشفقتهم6حتى شكوا في ذلك ، وذلك من الفتون يا بن جبير. فقالت : نصحهم )

(7عليه رغبتهم في ظؤرة الملك ، ورجاء منفعة الملك. فأرسلوها فانطلقت إلى أمها ) فأخبرتها الخبر. فجاءت أمه ، فلما وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمص�ه ، حتى امتأل

ا. �ا ، وانطلق البشراء إلى امرأة فرعون يبشرونها أن قد وجدنا البنك ظئر� جنباه ري

860

Page 262: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

فأرسلت إليها. فأتت بها وبه فلما رأت ما يصنع بها قالت : امكثي ترضعي ابني هذا ،�ا حبه قط. قالت أم موسى : ال أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع ، فإني لم أحب شيئا ]فعلت ، فإن طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيتي ، فيكون معي ال آلوه خير�

( فإني غير تاركة بيتي وولدي. وذكرت أم موسى ما كان الله وعدها فيه ،8وإال[ ) ( فرجعت به إلى بيتها9فتعاسرت على امرأة فرعون ، وأيقنت أن الله منجز وعده )

( لما قد قضى فيه.11( الله نباتا حسنا وحفظه )10من يومها ، ]وأنبته[ ) فلم يزل بنو إسرائيل ، وهم في ناحية القرية ، ممتنعين من السخرة والظلم ما كان

ها يوم�ا12فيهم ، فلما ترعرع قالت امرأة فرعون ألم موسى : أتريني ) ( ابني ؟ ف�و�ع�د�ت ( تريها إياه فيه ، وقالت امرأة فرعون لخزانها وظ�ؤ�رها وقهارمتها : ال يبقين أحد13)

(15( وأنا باعثة أمينا يحصي )14منكم إال استقبل ابني اليوم بهدية وكرامة ألرى ذلك )ما يصنع كل إنسان منكم ، فلم تزل الهدايا والنحل

__________( في ف ، أ : "أن يكون له قرة عين".1)( في أ : "ولكن الله حرمه".2)( في ف ، أ : "الشيء البعيد".3)( في ف ، أ : "ناحية".4)( في ف ، أ : "تعرفونه".5)( في ف ، أ : "نصيحتهم".6)( في ف ، أ : "أمه".7)( زيادة من ف ، أ ، والطبري.8)( في ف ، أ : "موعوده".9)( في ف : "فأنبته".10)( في أ : "حفظ"11)( في أ : "تريني".12)( في أ : "يوما أن".13)( في أ : "ذلك فيه".14)( في ف : "يحصي كل".15)

(5/286)

( تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى أن دخل على امرأة فرعون ،1والكرامة ) ( وأكرمته ، وفرحت به ونحلت أمه لحسن أثرها عليه ، ثم2فلما دخل عليها نحلته )

�ه� ) �ن ل ح� �ن �ي ( وليكرمنه ، فلما دخلت به عليه جعله في حجره ،3قالت : آلتين به فرعون ف�ل ( إلى األرض ، فقال الغواة من أعداء الله4فتناول موسى لحية فرعون يمدها )

لفرعون : أال ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه ، إنه زعم أن يرثك ويعلوك ويصرعك ، فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه. وذلك من الفتون يا بن جبير بعد كل بالء ابتلي به ، وأريد

(.5به ) (7( ما بدا لك في هذا الغالم الذي وهبته لي ؟ فقال )6فجاءت امرأة فرعون فقالت )

ا يعرف فيه الحق ، أال ترينه يزعم أنه يصرعني ويعلوني! فقالت : اجعل بيني وبينك أمر�

861

Page 263: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ه�ن� إليه ، فإن بطش باللؤلؤتين ) ب ( واجتنب الجمرتين8ائت بجمرتين ولؤلؤتين ، ف�ق�ر~ ( أنه يعقل ، وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين ، علمت أن أحدا ال يؤثر9فاعرف )

الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل. فقرب إليه فتناول الجمرتين ، فانتزعهما منه� مخافة أن يحرقا يده ، فقالت المرأة : أال ترى ؟ فصرفه الله عنه بعد ما كان قد هم

به ، وكان الله بالغا فيه أمره. فلما بلغ أشده وكان من الرجال ، لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني

إسرائيل معه بظلم وال سخرة ، حتى امتنعوا كل االمتناع ، فبينما موسى ، عليه ( هو برجلين يقتتالن ، أحدهما فرعوني10السالم ، يمشي في ناحية المدينة ، إذا )

�ا شديد�ا ؛ واآلخر إسرائيلي ، فاستغاثه اإلسرائيلي على الفرعوني ، فغضب موسى غضب ( من بني إسرائيل وحفظه لهم ، ال يعلم الناس إال أنما11ألنه تناوله وهو يعلم منزلته )

( أطلع موسى من12ذلك من الرضاع ، إال أم موسى ، إال أن يكون الله ]سبحانه[ ) ( موسى الفرعوني فقتله ، وليس يراهما13ذلك على ما لم يطلع عليه غيره. فوكز )

أحد إال الله عز وجل واإلسرائيلي ، فقال موسى حين قتل الرجل : } ه�ذ�ا م�ن ع�م�ل��ين� { ]القصص : �ه� ع�د�و م�ض�ل م�ب �ن ط�ان� إ ي �ف س�ي15الش� ~ي ظ�ل�م ت� ن �ن ب~ إ [. ثم ق�ال� } ر�

ح�يم� { ]القصص : غ�ف�ور� الر� �ه� ه�و� ال �ن �ه� إ [ فأصبح في المدينة خائف�ا16ف�اغ ف�ر ل�ي ف�غ�ف�ر� ل يترقب األخبار ، فأتى فرعون ، فقيل له : إن بني إسرائيل قتلوا رجال من آل فرعون

( وال ترخص لهم. فقال : ابغوني قاتله ، ومن يشهد عليه ، فإن14فخذ لنا بحقنا ) الملك وإن كان ص�غ وه مع قومه ال يستقيم له أن يقيد بغير بينة وال ثبت ، فاطلبوا لي

�ا ، إذا بموسى )15علم ذلك آخذ لكم بحقكم. فبينما هم يطوفون وال ) (16( يجدون ثبت من الغد قد رأى ذلك اإلسرائيلي يقاتل رجال من آل فرعون آخر. فاستغاثه اإلسرائيلي

على الفرعوني ، فصادف موسى قد ندم على ما كان منه وكره الذي رأى ، فغضباإلسرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعوني ، فقال :

__________( في ف : "والكرامة والنحل".1)( في أ : "بجلته".2)( في أ : "فليبجلنه".3)( في ف ، أ : "فمدها".4)( في ف ، أ : "به فتونا".5)( في أ : "فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت".6)( في ف : "فقالت".7)( في ف : "باللؤلؤ".8)( في أ : "فعرفت".9)( في ف : "إذا".10)( في ف : "منزله".11)( زيادة من أ.12)( في ف ، أ : "فوكزه".13)( في ف ، أ : "بحقك".14)( في ف : "ال".15)( في ف : "موسى".16)

(5/287)

862

Page 264: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ين� { فنظر اإلسرائيلي إلى �غ�و�ي م�ب �ك� ل �ن لإلسرائيلي لما فعل باألمس واليوم : } إ موسى بعد ما قال له ما قال ، فإذا هو غضبان كغضبه باألمس الذي قتل فيه الفرعوني

�ين� { ]القصص : �غ�و�ي م�ب �ك� ل �ن [ أن يكون إياه أراد18فخاف أن يكون بعد ما قال له : } إ �ن �ر�يد� أ ت

� �ا م�وس�ى أ ، ولم يكن أراده ، وإنما أراد الفرعوني. فخاف اإلسرائيلي وقال : } ي�األم س� { ]القصص : ا ب �ف س� �ل ت� ن �م�ا ق�ت �ي ك �ن �ل �ق ت ( مخافة أن يكون إياه1[ وإنما قاله )19ت

أراد موسى ليقتله ، فتتاركا ، وانطلق الفرعوني فأخبرهم بما سمع من اإلسرائيلي من�األم س� { فأرسل فرعون ا ب �ف س� �ل ت� ن �م�ا ق�ت �ي ك �ن �ل �ق ت �ن ت �ر�يد� أ ت

� الخبر حين يقول : } أ الذباحين ليقتلوا موسى ، فأخذ رسل فرعون في الطريق األعظم يمشون على هينتهم يطلبون موسى ، وهم ال يخافون أن يفوتهم ، فجاء رجل من شيعة موسى من أقصى

( وذلك من الفتون يا بن2المدينة ، فاختصر طريقا حتى سبقهم إلى موسى ، فأخبره )جبير.

فخرج موسى متوجه�ا نحو مدين ، لم يلق بالء قبل ذلك ، وليس له بالطريق علم إالد� �م�ا و�ر� �يل� و�ل ب و�اء� الس� �ي س� �ن �ه د�ي ن ي

� ~ي أ ب حسن ظنه بربه عز وجل ، فإنه قال : } ع�س�ى ر��ذ�ود�ان { ن� ت �ي أت �ه�م� ام ر� ق�ون� و�و�ج�د� م�ن د�ون �س �اس� ي م�ة� م�ن� الن

� ه� أ �ي �ن� و�ج�د� ع�ل م�اء� م�د ي[.23 ، 22]القصص :

يعني بذلك حابستين غنمهما ، فقال لهما : ما خطبكما معتزلتين ال تسقيان مع الناس ؟ ( ليس لنا قوة نزاحم القوم ، إنما ننتظر فضول حياضهم. فسقى لهما ، فجعل3قالتا )

( بغنمهما إلى أبيهما ،4يغترف في الدلو ماء كثيرا ، حتى كان أول الرعاء ، فانصرفتا )�ل�ي� �نزل ت� إ �م�ا أ ~ي ل �ن ب~ إ وانصرف موسى ، عليه السالم ، فاستظل بشجرة ، وقال : } ر�

ر� ف�ق�ير� { ]القصص : ي �ا24م�ن خ� [. واستنكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما ح�ف�ال بطان فقال : إن لكما اليوم لشأنا ، فأخبرتاه بما صنع موسى ، فأمر إحداهما أن تدعوه ،

�م�ين� { � الظ�ال ق�و م �ج�و ت� م�ن� ال �خ�ف ن فأتت موسى فدعته ، فلما كلمه قال : } ال ت [. ليس لفرعون وال لقومه علينا سلطان ولسنا في مملكته ، فقالت25]القصص :

ق�و�ي� األم�ين� { ] القصص : ت� ال ج�ر �أ ت ر� م�ن� اس ي �ن� خ� ه� إ ج�ر

�أ ت �ت� اس �ب �ا أ [26إحداهما : } ي فاحتملته الغيرة على أن قال لها : ما يدريك ما قوته ؟ وما أمانته ؟ فقالت : أما قوته ،

فما رأيت منه في الدلو حين سقى لنا ، لم أر رجال قط أقوى في ذلك السقي منه ، وأما األمانة فإنه نظر إلي� حين أقبلت إليه وشخصت له ، فلما علم أني امرأة صو�ب

رأسه فلم يرفعه ، حتى بلغته رسالتك. ثم قال لي : امشي خلفي ، وانعتي ليالطريق. فلم يفعل هذا إال وهو أمين ، فسرى عن أبيها وصدقها ، وظن به الذي قالت.

�ن �ي� ح�ج�ج� ف�إ �م�ان �ي ث ن ج�ر� �أ �ن ت ن� ع�ل�ى أ �ي �ي� ه�ات �ت ن �ح د�ى اب ك�ح�ك� إ �ن �ن أ فقال له : هل لك } أ

�ه� م�ن� اء� الل �ن ش� �ي إ �ج�د�ن ت ك� س� �ي ق� ع�ل �ش� �ن أ ر�يد� أ� د�ك� و�م�ا أ ن ا ف�م�ن ع� ر� م�م ت� ع�ش ت

� أ�ح�ين� { ]القصص : [ ففعل فكانت على نبي الله موسى ثماني سنين واجبة ،27الص�ال

ا. وكانت سنتان عدة منه ، فقضى الله عنه عدته فأتمها عشر� قال سعيد - وهو ابن جبير - : فلقيني رجل من أهل النصرانية من علمائهم قال : هل

�تدري أي__________

( في ف ، أ : "قال له".1)( في ف ، أ : "فأخبره الخبر".2)

863

Page 265: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف : "فقالتا".3)( في ف : "وانصرفتا".4)

(5/288)

األجلين قضى موسى ؟ قلت : ال. وأنا يومئذ ال أدري. فلقيت ابن عباس ، فذكرت له�ا كانت على نبي الله واجبة ، لم يكن لنبي الله أن ذلك ، فقال : أما علمت أن ثماني

�ا عن موسى عدته التي وعده فإنه قضى1ينقص ) �ا ، ويعلم أن الله كان قاضي ( منها شيئ عشر سنين. فلقيت النصراني فأخبرته ذلك ، فقال : الذي سألته فأخبرك أعلم منك

بذلك. قلت : أجل ، وأولى. فلما سار موسى بأهله كان من أمر النار والعصا ويده ما قص الله عليك في القرآن ،

( ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه ، فإنه2فشكا إلى الله تعالى ) كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكالم ، وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون ،

يكون له ردء�ا ، ويتكلم عنه بكثير مما ال يفصح به لسانه. فآتاه الله سؤله ، وحل عقدة من لسانه ، وأوحى الله إلى هارون وأمره أن يلقاه. فاندفع موسى بعصاه حتى لقي

�ا ال يؤذن3هارون ، عليهما ) ( السالم. فانطلقا جميع�ا إلى فرعون ، فأقاما على بابه حين~ك� { ]طه : ب وال ر� س� �ا ر� �ن [. قال : فمن47لهما ، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد ، فقاال } إ

ربكما ؟ فأخبره بالذي قص الله عليك في القرآن ؟ قال : فما تريدان ؟ وذكره القتيل ، فاعتذر بما قد سمعت. قال : أريد أن تؤمن بالله ، وترسل معي بنى إسرائيل ؟ فأبى

ت� م�ن� الص�اد�ق�ين� { ]الشعراء : �ن �ن ك �ة� إ �آي ت� ب [. فألقى عصاه ]فإذا154عليه وقال : } ف�أ ( حية تسعى عظيمة فاغرة فاها ، مسرعة إلى فرعون. فلما رآها فرعون4هي[ )

قاصدة إليه خافها ، فاقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه. ففعل ، ثم أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوء - يعني من غير برص - ثم ردها فعادت

( له : هذان ساحران5إلى لونها األول. فاستشار المأل حوله فيما رأى ، فقالوا ) ل�ى { ]طه : م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت �ا ب �ذ ه�ب ح ر�ه�م�ا و�ي �س� �م ب ض�ك ر

� �م م�ن أ �خ ر�ج�اك �ن ي �ر�يد�ان� أ [63} ي�ا مما طلب ، يعني : ملكهم الذي هم فيه والعيش ، وأبوا على موسى أن يعطوه شيئ

( فإنهم بأرضك كثير حتى تغلب بسحرك سحرهما. فأرسل6وقالوا له : اجمع السحرة ) ( المدائن فحشر له كل ساحر متعالم ، فلما أتوا فرعون قالوا : بم يعمل هذا7إلى )

الساحر ؟ قالوا : يعمل بالحيات. قالوا : فال والله ما أحد في األرض يعمل بالسحر بالحيات والحبال والعصى الذي نعمل. فما أجرنا إن نحن غلبنا ؟ قال لهم : أنتم أقاربي وخاصتي ، وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم ، فتواعدوا يوم الزينة ، وأن يحشر الناس

ضحى. قال سعيد بن جبير : فحدثني ابن عباس : أن يوم الزينة الذي أظهر الله فيه موسى

على فرعون والسحرة ، هو يوم عاشوراء. فلما اجتمعوا في صعيد واحد قال الناس بعضهم لبعض : انطلقوا فلنحضر هذا األمر ، }

�ين� { ]الشعراء : �ب غ�ال �وا ه�م� ال �ان �ن ك ة� إ ح�ر� �ع� الس� �ب �ت �ا ن �ن �ع�ل [ يعنون موسى وهارون40ل�ون� �ك �ن ن �م�ا أ ق�ي� و�إ �ل �ن ت �م�ا أ استهزاء بهما ، فقالوا : يا موسى - لق�د رتهم بسحرهم - } إ

ق�ين� { ]األعراف : م�ل �ح ن� ال ق�وا { ]طه : 115ن �ل �ل أ �ه�م 66[} ق�ال� ب �ال ب ق�و ا ح� �ل [} ف�أ�ون� { ]االشعراء : �ب غ�ال �ح ن� ال �ن �ا ل �ن ع�و ن� إ ة� ف�ر �ع�ز� �وا ب �ه�م و�ق�ال [ فرأى44و�ع�ص�ي

864

Page 266: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في ف : "نبي الله صلى الله عليه وسلم لينقص".1)( في ف ، أ : "الله سبحانه".2)( في ف : "عليه".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف : "فقاال".5)( في ف : "اجمع السحرة لهما".6)( في ف ، أ : "في".7)

(5/289)

موسى من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفة فأوحى الله إليه أن ألق عصاك ، فلما�ا عظيمة فاغرة فاها ، فجعلت العصى تلتبس بالحبال حتى صارت ألقاها صارت ثعبان

ا إلى الثعبان ، تدخل فيه ، حتى ما أبقت عصا وال حباال ) ( إال ابتلعته ، فلما عرفت1ج�زر�ا لم يبلغ من سحرنا كل هذا ، ولكنه أمر من2) ( السحرة ذلك قالوا : لو كان هذا سحر�

( وبما جاء به موسى ، ونتوب إلى الله مما كنا عليه. فكسر3الله عز وجل ، آمنا بالله ) ( الموطن وأشياعه ، وظهر الحق ، وبطل ما كانوا4الله ظهر فرعون في ذلك )

�وا ص�اغ�ر�ين� { ]األعراف : �ب ق�ل �ال�ك� و�ان �وا ه�ن �ب [ وامرأة فرعون بارزة119يعملون } ف�غ�ل ( تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه ، فمن رآها من آل فرعون5متبذلة )

ظن أنها إنما ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه ، وإنما كان حزنها وهمها لموسى. فلما طال مكث موسى بمواعيد فرعون الكاذبة ، كلما جاء بآية وعده عندها أن يرسل

معه بني إسرائيل ، فإذا مضت أخلف موعده وقال : هل يستطيع ربك أن يصنع غير هذا ؟. فأرسل الله على قومه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصالت ،

كل ذلك يشكو إلى موسى ويطلب إليه أن يكفها عنه ، ويواثقه على أن يرسل معه بنيإسرائيل ، فإذا كف ذلك أخلف موعده ، ونكث عهده.

حتى أمر الله موسى بالخروج بقومه فخرج بهم ليال فلما أصبح فرعون ورأى أنهم قد مضوا أرسل في المدائن حاشرين ، فتبعه بجنود عظيمة كثيرة ، وأوحى الله إلى

البحر : إذا ضربك عبدي موسى بعصاه فانفلق اثنتي عشرة فرقة ، حتى يجوز موسى ومن معه ، ثم التق على من بقي بعد من فرعون وأشياعه. فنسي موسى أن يضرب

البحر بالعصا وانتهى إلى البحر وله قصيف ، مخافة أن يضربه موسى بعصاه وهو غافل�ا لله. فيصير عاصي

فلما تراءى الجمعان وتقاربا ، قال أصحاب موسى : إنا لمدركون ، افعل ما أمرك به ( أن إذا أتيت البحر انفرق اثنتي عشرة6ربك ، فإنه لم يكذب ولم تكذب. قال وعدني )

فرقة ، حتى أجاوزه. ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بعصاه حين دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى ، فانفرق البحر كما أمره ربه وكما وعد موسى ، فلما

أن جاز موسى وأصحابه كلهم البحر ، ودخل فرعون وأصحابه ، التقى عليهم البحر كما أمر ، فلما جاوز موسى البحر قال أصحابه : إنا نخاف أال يكون فرعون غرق وال نؤمن

بهالكه. فدعا ربه فأخرجه له ببدنه حتى استيقنوا بهالكه.�ه�ا �ل �ا إ �ن �ا م�وس�ى اج ع�ل ل �وا ي ثم مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهم : } ق�ال

865

Page 267: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع م�ل�ون� { �وا ي �ان �اط�ل� م�ا ك �ر� م�ا ه�م ف�يه� و�ب �ب �ن� ه�ؤ�الء� م�ت �ج ه�ل�ون� إ �م ق�و م� ت �ك �ن �ه�ة� ق�ال� إ �ه�م آل �م�ا ل ك�ر وسمعتم ما يكفيكم ومضى. فأنزلهم139 ، 138]األعراف : [. قد رأيتم من الع�ب

( أطيعوا هارون ، فإني قد استخلفته عليكم ، فإني ذاهب إلى7موسى منزال وقال )ربي. وأجلهم ثالثين يوم�ا أن يرجع إليهم فيها ، فلما أتى ربه وأراد

__________( في ف ، أ : "حبال".1)( في ف : "عرف" وفي أ : "علم".2)( في أ : "به".3)( في ف ، أ : "هذا".4)( في ف : "مبتذلة".5)( في ف : "وعدني ربي".6)( في ف ، أ : "وقال لهم".7)

(5/290)

أن يكلمه في ثالثين يوم�ا وقد صامهن ، ليلهن ونهارهن ، وكره أن يكلم ربه وريح فيه�ا فمضغه ، فقال له ربه حين أتاه : ريح فم الصائم ، فتناول موسى من نبات األرض شيئ

لم أفطرت ؟ وهو أعلم بالذي كان ، قال : يا رب ، إني كرهت أن أكلمك إال وفمي طيب الريح. قال : أوما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب من ريح المسك ،

ا ثم ائتني. ففعل موسى ، عليه السالم ، ما أمر ) ( به ، فلما رأى1ارجع فصم عشر� قوم موسى أنه لم يرجع إليهم في األجل ، ساءهم ذلك. وكان هارون قد خطبهم

وقال : إنكم قد خرجتم من مصر ، ولقوم فرعون عندكم عواري وودائع ، ولكم فيهم ( ما لكم عندهم ، وال أحل لكم وديعة3( أرى أنكم تحتسبون )2مثل ذلك وأنا )

�ا ) ( من ذلك وال ممسكيه ألنفسنا ،4استودعتموها وال عارية ، ولسنا برادين إليهم شيئ فحفر حفيرا ، وأمر كل قوم عندهم من ذلك من متاع أو حلية أن يقذفوه في ذلك

( ال يكون لنا وال لهم.5الحفير ، ثم أوقد عليه النار فأحرقه ، فقال ) وكان السامري من قوم يعبدون البقر ، جيران لبني إسرائيل ولم يكن من بني إسرائيل

ا فقبض ) (6، فاحتمل مع موسى وبني إسرائيل حين احتملوا ، فقضي له أن رأى أثر� منه قبضة ، فمر بهارون ، فقال له هارون ، عليه السالم : يا سامري ، أال تلقي ما في يدك ؟ وهو قابض عليه ، ال يراه أحد طوال ذلك ، فقال : هذه قبضة من أثر الرسول الذي جاوز بكم البحر ، وال ألقيها لشيء إال أن تدعو الله إذا ألقيتها أن يكون ما أريد.

فألقاها ، ودعا له هارون ، فقال : أريد أن يكون عجال. فاجتمع ما كان في الحفيرة منمتاع أو حلية أو نحاس أو حديد ، فصار عجال أجوف. ليس فيه روح ، وله خوار. ( دبره7قال ابن عباس : ال والله ، ما كان له صوت قط ، إنما كانت الريح تدخل في )

وتخرج من فيه ، فكان ذلك الصوت من ذلك. فتفرق بنو إسرائيل فرق�ا ، فقالت فرقة : يا سامري ما هذا ؟ وأنت أعلم به. قال : هذا ربكم ولكن موسى أضل الطريق. وقالت فرقة : ال نكذب بهذا حتى يرجع إلينا موسى ،

فإن كان ربنا لم نكن ضيعناه وعجزنا فيه حين رأيناه ، وإن لم يكن ربنا فإنا نتبع قول موسى. وقالت فرقة : هذا عمل الشيطان ، وليس بربنا وال نؤمن به وال نصدق ،

866

Page 268: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وأشرب فرقة في قلوبهم الصدق بما قال السامري في العجل ، وأعلنوا التكذيب به ،ح م�ن� { ]طه : �م� الر� �ك ب �ن� ر� �ه� و�إ �م ب ت �ن �م�ا ف�ت �ن � إ �ا ق�و م (8[. قالوا )90فقال لهم هارون : } ي

(9فما بال موسى وعدنا ثالثين يوم�ا ثم أخلفنا ، هذه أربعون يوم�ا قد مضت ؟ وقال )سفهاؤهم : أخطأ ربه فهو يطلبه ويتبعه.

ج�ع� فلما كلم الله موسى وقال له ما قال ، أخبره بما لقي قومه من بعده ، } ف�ر�ف�ا { ]طه : �س� �ان� أ �ل�ى ق�و م�ه� غ�ض ب [ فقال لهم ما سمعتم في القرآن ، وأخذ86م�وس�ى إ

برأس أخيه يجره إليه ، وألقى__________

( في ف ، أ : "أمره".1)( في ف : "وإني".2)( في ف : "تحتسبوا".3)( في ف : "شيئا إليهم".4)( في ف : "وقال".5)( في ف ، أ : "فأخذ".6)( في ف ، أ : "من".7)( في أ : "هكذا قالوا".8)( في ف : "فقال".9)

(5/291)

( إلى السامري1األلواح من الغضب ، ثم إنه عذر أخاه بعذره ، واستغفر له وانصرف ) فقال له : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : قبضت قبضة من أثر الرسول ، وفطنت لها

�اة�2) ي ح� �ن� ل�ك� ف�ي ال �ف س�ي ق�ال� ف�اذ ه�ب ف�إ و�ل�ت ل�ي ن �ذ�ل�ك� س� ( وعميت عليكم فقذفتها } و�ك�ف�ا ه� ع�اك �ي �ذ�ي ظ�ل ت� ع�ل �ه�ك� ال �ل �ل�ى إ ظ�ر إ �ف�ه� و�ان ل �خ �ن ت �ن� ل�ك� م�و ع�د�ا ل �ق�ول� ال م�س�اس� و�إ �ن ت أ

ف�ا { ]طه : �س �م~ ن ي �ه� ف�ي ال ف�ن س� �ن �ن �م� ل �ه� ث ق�ن �ح�ر~ �ن [ ولو كان إلها لم يخلص إلى ذلك97 ، 96ل منه. فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة ، واغتبط الذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون ،

فقالوا لجماعتهم : يا موسى ، سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها ، فيكفر عنا ما عملنا. فاختار موسى قومه سبعين رجال لذلك ، ال يألو الخير ، خيار بني إسرائيل ، ومن

لم يشرك في العجل ، فانطلق بهم يسأل لهم التوبة ، فرجفت بهم األرض ، فاستحيا �ه�م ت �ك ه ل

� ت� أ ئ �و ش� ب~ ل نبي الله من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال : } ر��ا { ]األعراف : ف�ه�اء� م�ن �م�ا ف�ع�ل� الس� �ا ب �ن �ك �ه ل ت

� �اي� أ �ي ل� و�إ [ وفيهم من كان اطلع155م�ن ق�ب ( على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمانه به ، فلذلك رجفت بهم األرض3الله منه )

�ذ�ين� ه�م �اة� و�ال ك �ون� الز� �ؤ ت �ق�ون� و�ي �ت �ذ�ين� ي �ل �ه�ا ل �ب ت ك� أ ي ء� ف�س� �ل� ش� ع�ت ك �ي و�س� ح م�ت ، فقال : } و�ر�

د�ه�م ف�ي ن �ا ع� �وب ت �ه� م�ك �ج�د�ون �ذ�ي ي �ي� األم~ي� ال �ب ول� الن س� �ع�ون� الر� �ب �ت �ذ�ين� ي �ون� ال �ؤ م�ن �ا ي �ن �ات �آي ب ج�يل { ]األعراف : اة� و�اإلن �و ر� [. فقال : يا رب ، سألتك التوبة لقومي ،157 ، 156الت

فقلت : إن رحمتي كتبتها لقوم غير قومي ، هال أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلك ( من لقي من والد4الرجل المرحومة ؟ فقال له : إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم )

( يبالي من قتل في ذلك الموطن ، وتاب أولئك الذين5وولد ، فيقتله بالسيف ، وال ) كان خفي على موسى وهارون واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها ، وفعلوا ما أمروا ،

867

Page 269: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وغفر الله للقاتل والمقتول. ( متوجها نحو األرض المقدسة ، وأخذ األلواح بعد6ثم سار بهم موسى ، عليه السالم )

ما سكت عنه الغضب ، فأمرهم بالذي أمر به أن يبلغهم من الوظائف ، فثقل ذلك عليهم ، وأبوا أن يقروا بها ، فنتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ، ودنا منهم حتى خافوا

أن يقع عليهم فأخذوا الكتاب بأيمانهم وهم مصغون ينظرون إلى الجبل ، والكتاب بأيديهم ، وهم من وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم. ثم مضوا حتى أتوا األرض

ا ق�ه�م خ�ل ق منكر - وذكروا من ثمارهم أمر� ل المقدسة ، فوجدوا مدينة فيها قوم جبارون خ��ا من عظمها - فقالوا : يا موسى إن فيها قوم�ا جبارين ، ال طاقة لنا بهم ، وال عجيب

�خ�اف�ون - ندخلها ما داموا فيها ، فإن يخرجوا منها فإنا داخلون. قال رجالن من الذين ي قيل ليزيد : هكذا قرأه ؟ قال : نعم من الجبارين ، آمنا بموسى ، وخرجا إليه ، فقالوا : نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون ما رأيتم من أجسامهم وعددهم ، فإنهم ال قلوب�ع�ة عندهم ، فادخلوا عليهم الباب ، فإذا دخلتموه فإنكم غالبون - ويقول أناس لهم وال م�ن

�وا [ )7: إنهم ) �ا8( من قوم موسى. فقال الذين يخافون ، بنو إسرائيل : } ] ق�ال ( ي�ا ق�اع�د�ون� { �ا ه�اه�ن �ن �ال إ �ك� ف�ق�ات ب ت� و�ر� �ن �د�ا م�ا د�ام�وا ف�يه�ا ف�اذ ه�ب أ �ب �ه�ا أ ل �د خ� �ن ن �ا ل �ن م�وس�ى إ

[ فأغضبوا موسى ، فدعا عليهم وسماهم فاسقين ، ولم يدع عليهم قبل24]المائدة : ذلك ، لما رأى__________

( في ف : "فانصرف".1)( في ف : "إليها".2)( في ف : "الله اطلع منه".3)( في ف : "منهم كل".4)( في ف : "ال".5)( في ف ، أ : "صلى الله عليه وسلم".6)( في ف ، أ : : إنهما".7)( زيادة من أ.8)

(5/292)

�ه�ا و�ال� ن �ق�ر� ع�ي �ي ت م~ك� ك� �ل�ى أ �اك� إ ع ن ج� �ه� ف�ر� ف�ل �ك �م ع�ل�ى م�ن ي �ك �د�ل �ق�ول� ه�ل أ �ك� ف�ت ت �خ �م ش�ي أ �ذ ت إ

ت� ئ �م� ج� �ن� ث �ه ل� م�د ي �ين� ف�ي أ ن ت� س� �ث �ب �ا ف�ل �ون �اك� ف�ت �ن غ�م~ و�ف�ت �اك� م�ن� ال ن ي �ج� ا ف�ن �ف س� �ل ت� ن ن� و�ق�ت �ح ز� ت�ا م�وس�ى ) �ف س�ي )40ع�ل�ى ق�د�ر� ي �ن �ك� ل �ع ت �ا ف�ي41( و�اص ط�ن �ي �ن �ي و�ال� ت �ات �ي �آ �خ�وك� ب ت� و�أ �ن ( اذ ه�ب أ

ر�ي ) �ه� ط�غ�ى )42ذ�ك �ن ع�و ن� إ �ل�ى ف�ر �ا إ ى )43( اذ ه�ب �خ ش� و ي� �ر� أ �ذ�ك �ت �ه� ي �ع�ل �ا ل ~ن �ي �ه� ق�و ال� ل ( ف�ق�وال� ل

44 )

منهم من المعصية وإساءتهم حتى كان يومئذ فاستجاب الله له وسماهم كما سماهم ) ( فاسقين ، فحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في األرض ، يصبحون كل يوم1

� فيسيرون ، ليس لهم قرار ، ثم ظلل عليهم الغمام في التيه ، وأنزل عليهم المن�ا ال تبلى وال تتسخ ، وجعل بين ظهرانيهم ) ا مربع�ا ،2والسلوى ، وجعل لهم ثياب ( حجر�

�ا ، في كل ناحية ثالث ) (3وأمر موسى فضربه بعصاه. فانفجرت منه اثنتا عشرة عين

868

Page 270: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ط عينهم ) ب ق�ل�ة إال4أعين ، وأعلم كل س� ( التي يشربون منها ، فال يرتحلون من م�نوجدوا ذلك الحجر معهم بالمكان الذي كان فيه باألمس.

رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وص�د�ق� ذلك عندي أن ( هذا الحديث ، فأنكر عليه أن يكون الفرعوني الذي5معاوية سمع ابن عباس يحدث )

�ف شي عليه ولم يكن علم به أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل ، فقال : كيف ي وال ظهر عليه إال اإلسرائيلي الذي حضر ذلك ؟. فغضب ابن عباس ، فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالك الزهري ، فقال له : يا أبا إسحاق ، هل تذكر يوم حدثنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون ؟ اإلسرائيلي الذي أفشى عليه أم الفرعوني ؟ قال : إنما أفشى عليه الفرعوني ، بما

سمع من اإلسرائيلي الذي شهد على ذلك وحضره. هكذا رواه اإلمام النسائي في السنن الكبرى ، وأخرجه أبو جعفر بن جرير وابن أبي

( وهو موقوف من كالم7( كلهم من حديث يزيد بن هارون به )6حاتم في تفسيريهما )ابن عباس ، وليس فيه مرفوع إال قليل منه ، وكأنه تلقاه ابن عباس ، رضي الله عنه )

( مما أبيح نقله من اإلسرائيليات عن كعب األحبار أو غيره ، والله أعلم. وسمعت8شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك أيض�ا.

�ا م�وس�ى ) ت� ع�ل�ى ق�د�ر� ي ئ �م� ج� �ن� ث �ه ل� م�د ي �ين� ف�ي أ ن ت� س� �ث �ب �ف س�ي )40} ف�ل �ن �ك� ل �ع ت ( و�اص ط�ن ر�ي )41 �ا ف�ي ذ�ك �ي �ن �ي و�ال ت �ات �آي �خ�وك� ب ت� و�أ �ن �ه� ط�غ�ى )42( اذ ه�ب أ �ن ع�و ن� إ �ل�ى ف�ر �ا إ (43( اذ ه�ب

ى ) �خ ش� و ي� �ر� أ �ذ�ك �ت �ه� ي �ع�ل �ا ل ~ن �ي �ه� ق�و ال ل ( {44ف�ق�وال ل

ا من �ا لموسى ، عليه السالم : إنه لبث مقيم�ا في أهل "مدين" فار� يقول تعالى مخاطب فرعون وملئه ، يرعى على صهره ، حتى انتهت المدة وانقضى األجل ، ثم جاء موافق�ا

( تبارك وتعالى ، وهو المسير عباده9لقدر الله وإرادته من غير ميعاد ، واألمر كله لله )�ا ]م�وس�ى [ { ) ت� ع�ل�ى ق�د�ر� ي ئ �م� ج� ( قال مجاهد :10وخلقه فيما يشاء ؛ ولهذا قال : } ث

أي على موعد.�ا م�وس�ى { ت� ع�ل�ى ق�د�ر� ي ئ �م� ج� وقال عبد الرزاق ، عن م�ع م�ر ، عن قتادة في قوله : } ث

قال : على قدر__________

( في ف ، أ : "كما سماهم موسى".1)( في ف : "أظهرهم".2)( في ف : "ثالثة".3)( في أ : "منهم".4)( في أ : "حدث".5)( في أ : "في تفسيرهما".6)(.16/125( وتفسير الطبري )11326( سنن النسائي الكبرى برقم )7)( في ف ، أ : "عنهما".8)( في ف : "له".9)( زيادة من ف ، أ.10)

(5/293)

869

Page 271: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

الرسالة والنبو�ة.س�وال لنفسي ، أي : كما �ف س�ي { أي : اصطفيتك واجتبيتك ر� �ن �ك� ل �ع ت وقوله : } و�اص ط�ن

أريد وأشاء. وقال البخاري عند تفسيرها : حدثنا الص�ل ت� بن محمد ، حدثنا مهدي� بن ميمون ، حدثنا

يرين عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "التقى محمد ابن س� آدم وموسى ، فقال موسى : أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة ؟ فقال آدم : وأنت الذي اصطفاك الله برسالته واصطفاك لنفسه ، وأنزل عليك التوراة ؟

�ه قد كتب ع�لي� قبل أن يخلقني ؟ قال : نعم. فح�ج� آدم موسى" قال : نعم. قال : فوجدت(.1أخرجاه )

�ا ف�ي �ي �ن �ي { أي : بح�ج�جي وبراهيني ومعجزاتي ، } و�ال ت �ات �آي �خ�وك� ب ت� و�أ �ن } اذ ه�ب أ طئا. �ب ر�ي { قال علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس : ال ت ذ�ك

�ض ع�فا. وقال مجاهد ، عن ابن عباس : ال ت والمراد أنهما ال يفتران في ذكر الله ، بل يذكران الله في حال مواجهة فرعون ، ليكون

ا له ، كما جاء في الحديث : "إن �ا كاسر� �ا لهما عليه ، وقو�ة لهما وسلطان ذكر� الله عوننه". )2عبدي كل عبدي للذي ) �اج�ز ق�ر (3( يذكرني وهو م�ن

�ج�ه رم على الله وعصاه ، د وعتا وت ��ه� ط�غ�ى { أي : تمر �ن ع�و ن� إ �ل�ى ف�ر �ا إ } اذ ه�بى { هذه اآلية فيها عبرة عظيمة ، وهو أن �خ ش� و ي

� �ر� أ �ذ�ك �ت �ه� ي �ع�ل �ا ل ~ن �ي �ه� ق�و ال ل } ف�ق�وال ل فرعون في غاية العتو واالستكبار ، وموسى صفوة الله من خلقه إذ ذاك ، ومع هذا أمر�ه� أال يخاطب فرعون إال بالمالطفة واللين ، كما قال يزيد الرقاشي عند قوله : } ف�ق�وال ل

�ا { : يا من يتحبب إلى من يعاديه فكيف بمن يتواله ويناديه ؟ ~ن �ي ق�و ال ل�به : قوال له : إني إلى العفو والمغفرة أقرب� مني إلى الغضب وقال وهب بن م�ن

والعقوبة.�ا { قال : ال إله إال الله ، وقال ) ~ن �ي �ه� ق�و ال ل ( عمرو بن4وعن عكرمة في قوله : } ف�ق�وال ل

�ا �ا { أع ذرا إليه ، قوال له : إن لك رب ~ن �ي �ه� ق�و ال ل عبيد ، عن الحسن البصري : } ف�ق�وال لولك معاد�ا ، وإن بين يديك جنة ونارا.

احم ، عن النزال بن �ة ، عن علي بن هارون ، عن رجل ، عن الضحاك بن م�ز� وقال بقي~ه. �ن �ا { قال : ك ~ن �ي �ه� ق�و ال ل ة ، عن علي في قوله : } ف�ق�وال ل ر� ب س�

ة. �ه بأبي م�ر� �ن وكذا روي عن سفيان الثوري : ك__________

(.4736( صحيح البخاري برقم )1)( في أ : "الذي".2) ( من حديث عمارة بن زعكرة رضي الله3580( رواه الترمذي في السنن برقم )3)

عنه. وقال الترمذي "هذا حديث غريب وال نعرفه إال من هذا الوجه ، وليس إسنادهبالقوى".

( في أ : "وعن".4)

(5/294)

870

Page 272: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ط غ�ى ) �ن ي و أ� �ا أ ن �ي ط� ع�ل �ف ر� �ن ي �خ�اف� أ �ا ن �ن �ن �ا إ �ن ب م�ع�45ق�اال� ر� س

� �م�ا أ �ي م�ع�ك �ن �ن �خ�اف�ا إ ( ق�ال� ال� تى ) ر�

� �اك�46و�أ ن ئ ه�م ق�د ج� �ع�ذ~ب �يل� و�ال� ت ائ ر� �س �ي إ �ن �ا ب س�ل م�ع�ن ر� ~ك� ف�أ ب وال� ر� س� �ا ر� �ن �اه� ف�ق�وال� إ �ي ت

( ف�أ ه�د�ى ) �ع� ال �ب م� ع�ل�ى م�ن� ات ال� ~ك� و�الس� ب �ة� م�ن ر� �ي �آ ع�ذ�اب� ع�ل�ى م�ن 47ب �ن� ال �ا أ ن �ي �ل �وح�ي� إ �ا ق�د أ �ن ( إ

�و�ل�ى ) �ذ�ب� و�ت ( 48ك

والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكالم رقيق لين قريب سهل ، ليكون أوقع م�و ع�ظ�ة� م�ة� و�ال ح�ك �ال ~ك� ب ب �يل� ر� ب �ل�ى س� في النفوس وأبلغ وأنجع ، كما قال تعالى : } اد ع� إ

ن� { اآلية ]النحل : �ح س� �ي ه�ي� أ �ت �ال ه�م ب اد�ل �ة� و�ج� ن ح�س� [.125الى { أي : لعله يرجع عما هو فيه من الضالل والهلكة ،1]قوله[ ) �خ ش� و ي

� �ر� أ �ذ�ك �ت �ه� ي �ع�ل ( } ل�وجد طاعة من خشية ربه ، كما قال تعالى : ى { أي : ي �خ ش� و ي

� } أ ( فالتذكر : الرجوع عن المحذور ، والخشية :2} لمن أراد أن يذكر أو يخشى { )

تحصيل الطاعة.ى { يقول : ال تقل أنت يا3وقال الحسن البصري ]في قوله[ ) �خ ش� و ي

� �ر� أ �ذ�ك �ت �ه� ي �ع�ل ( } ل ه قبل أن أعذر ) ( إليه.4موسى وأخوك هارون : أه لك

�ة بن أبي الص�ل ت فيما ذكره ابن وهاهنا نذكر شعر زيد بن عمرو بن نفيل ، ويروى ألم�يإسحاق :

وأنت الذي من فضل م�ن� ورحمة... بعثت إلى موسى رسوال مناديا...فقلت له يا اذهب وهارون فادع�و�ا... إلى الله فرعون الذي كان باغيا...

فقوال له هل أنت سو�يت هذه... بال وتد حتى استقلت كما هيا...ف�عت هذه... بال عمد? أرفق إذن بك بانيا... وقوال له آأنت ر�

�ه الليل هاديا... ن ا إذا ما ج� وقوال له آأنت سويت وسطها... منير�وقوال له من يخرج الشمس بكرة�... فيصبح ما مست من األرض ضاحيا...

وقوال له من ينبت الحب في الثرى... فيصبح منه البقل يهتز رابيا...(6( ففي ذاك آيات لمن كان واعيا )5ويخرج منه حبه في رءوسه )

�ط غ�ى ) �ن ي و أ� �ا أ ن �ي ط� ع�ل �ف ر� �ن ي �خ�اف� أ �ا ن �ن �ن �ا إ �ن ب م�ع�45} ق�اال ر� س

� �م�ا أ �ي م�ع�ك �ن �ن �خ�اف�ا إ ( ق�ال� ال تى ) ر�

� �اك�46و�أ ن ئ ه�م ق�د ج� �ع�ذ~ب �يل� و�ال ت ائ ر� �س �ي إ �ن �ا ب س�ل م�ع�ن ر� ~ك� ف�أ ب وال ر� س� �ا ر� �ن �اه� ف�ق�وال إ �ي ت

( ف�أ ه�د�ى ) �ع� ال �ب الم� ع�ل�ى م�ن� ات ~ك� و�الس� ب �ة� م�ن ر� �آي ع�ذ�اب� ع�ل�ى م�ن 47ب �ن� ال �ا أ ن �ي �ل �وح�ي� إ �ا ق�د أ �ن ( إ

�و�ل�ى ) �ذ�ب� و�ت ( {48كا عن موسى وهارون ، عليهما السالم ، أنهما قاال مستجيرين بالله يقول تعالى إخبار�

ن �ي تعالى شاكي__________

( زيادة من ف ، وفي أ : "وقوله".1)( هكذا في كل النسخ ، وليست آية.2)( زيادة من أ.3)( في ف : "تعذرا" ، وفي أ : "يعذر".4)( في أ : "دويبة".5)(.1/228( السيرة النبوية البن هشام )6)

(5/295)

871

Page 273: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

د�ر إليهما بعقوبة ، أو �ب �ط غ�ى { يعنيان أن ي �ن ي و أ� �ا أ ن �ي ط� ع�ل �ف ر� �ن ي �خ�اف� أ �ا ن �ن �ن إليه : } إ

يعتدي عليهما فيعاقبهما وهما ال يستحقان منه ذلك.ط� { يعجل. �ف ر� �ن ي قال عبد الرحمن بن زيد : } أ

وقال مجاهد : يبسط علينا.�ط غ�ى { : يعتدي. �ن ي و أ

� وقال الضحاك ، عن ابن عباس : } أى { أي : ال تخافا منه ، فإنني معكما أسمع ر�

� م�ع� و�أ س� �م�ا أ �ي م�ع�ك �ن �ن �خ�اف�ا إ } ق�ال� ال ت

كالمكما وكالمه ، وأرى مكانكما ومكانه ، ال يخفى علي� من أمركم شيء ، واعلما أن ناصيته بيدي ، فال يتكلم وال يتنفس وال يبطش إال بإذني وبعد أمري ، وأنا معكما بحفظي

ونصري وتأييدي.�اف�سي� ، حدثنا أبو معاوية ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الط�نة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال : لما بعث الله� عن األعمش ، عن عمرو بن م�ر�

عز� وجل موسى إلى فرعون قال : رب ، أي� شيء أقول ؟ قال قل : هيا شراهيا. قالر� ذلك : الحي قبل كل شيء ، والحي بعد كل شيء. األعمش : ف�س�

إسناد جيد ، وشيء غريب.~ك� { ، قد تقدم في حديث "الفتون" عن ابن عباس أنه ب س�وال ر� �ا ر� �ن �اه� ف�ق�وال إ �ي ت

} ف�أ�ا ال يؤذن لهما ، ثم أذن لهما بعد حجاب شديد.1قال : مكثا ) ( على بابه حين

وذكر محمد بن إسحاق بن يسار : أن موسى وأخاه هارون خرجا ، فوقفا بباب فرعون ( رب العالمين ، فآذنوا بنا هذا الرجل ،2يلتمسان اإلذن عليه وهما يقوالن : إنا رسل )

�غ دوان ويروحان ، ال يعلم بهما وال يجترئ أحد على أن يخبره فمكثا فيما بلغني سنتين ي�ض حكه ، فقال له : أيها الملك ، إن على �ط�ال له يالعبه وي بشأنهما ، حتى دخل عليه ب

�ا ، يزعم أن له إله�ا ) ( غيرك أرسله إليك. قال : ببابي ؟ قال3بابك رجال يقول قوال عجيب : نعم. قال : أدخلوه ، فدخل ومعه أخوه هارون وفي يده عصاه ، فلما وقف على

فرعون قال : إني رسول رب العالمين. فعرفه فرعون.د�ي أنه لما قدم بالد مصر ، ضاف أم�ه وأخاه وهما ال يعرفانه ، وكان طعامهما � وذكر الس

( وهو اللفت ، ثم عرفاه وسلما عليه ، فقال له موسى : يا5( ليلتئذ الطعثلل )4) ( أن6هارون ، إن ربي قد أمرني أن آتي هذا الرجل فرعون فأدعوه إلى الله ، وأمر )

تعاونني. قال : افعل ما أمرك ربك. فذهبا ، وكان ذلك ليال فضرب موسى باب القصر( من يجترئ على هذا7بعصاه ، فسمع فرعون فغضب وقال )

__________ ( في ف : "عن ابن عباس أنهما مكثا في بابه" ، وفي أ : عن ابن عباس أنه قال :1)

مكثا في بابه".( في أ : "رسول".2)( في أ : "أن له إله" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.3)( في أ : "وكان طعامهم".4)( في أ : "الطفسل".5)( في ف ، أ : "وأمرك".6)( في ف ، أ : "فقال".7)

(5/296)

872

Page 274: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا م�وس�ى ) �م�ا ي �ك ب �م� ه�د�ى )49ق�ال� ف�م�ن ر� ق�ه� ث ل ي ء� خ� �ل� ش� �ع ط�ى ك �ذ�ي أ �ا ال �ن ب (50( ق�ال� ر��ول�ى ) ون� األ ق�ر� �ال� ال ( 51ق�ال� ف�م�ا ب

�ا يقول : إنه رسول الله.1الصنيع ؟ فأخبره السدنة والبوابون ) ( بأن هاهنا رجال مجنون( الله في كتابه.2فقال : علي� به. فلما وقفا بين يديه قاال وقال لهما ما ذكر )

~ك� { أي : بداللة ومعجزة من ربك ، } و�الس�الم� ع�ل�ى م�ن� ب �ة� م�ن ر� �آي �اك� ب ن ئ وقوله : } ق�د ج� ه�د�ى { أي : والسالم عليك إن اتبعت الهدى. �ع� ال �ب ات

�ا ، كان ولهذا لما كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم ]كتاب (3أوله : "بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم[ )

( فأسلم تسلم4سالم على من اتبع الهدى. أما بعد ، ]فإني أدعوك بدعاية اإلسالم[ )يؤتك الله أجرك مرتين".

�ه : "من ت �ا ص�ور� وكذلك لما كتب مسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابمسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سالم عليك. أما بعد ، فإني قد أشركت )

( قوم يعتدون". فكتب7( ولي الوبر ، ولكن قريش )6( في األمر م�ع�ك� ، فلك المدر )5 إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب ،

سالم على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإن األرض لله يورثها من يشاء من عباده(.8والعاقبة للمتقين" )

ه�د�ى �ع� ال �ب ولهذا قال موسى وهارون ، عليهما السالم ، لفرعون : } و�الس�الم� ع�ل�ى م�ن� ات�و�ل�ى { أي : قد أخبرنا الله فيما أوحاه �ذ�ب� و�ت ع�ذ�اب� ع�ل�ى م�ن ك �ن� ال �ا أ ن �ي �ل �وح�ي� إ �ا ق�د أ �ن * إ

إلينا من الوحي المعصوم أن العذاب متحمض لمن كذب بآيات الله وتولى عن طاعته ،و�ى {

م�أ ج�ح�يم� ه�ي� ال �ن� ال �ا * ف�إ ي �اة� الد�ن ي ح� �ر� ال م�ا م�ن ط�غ�ى * و�آث� كما قال تعالى : } ف�أ

ق�ى *39 - 37]النازعات : �ال األش �ص اله�ا إ �ل�ظ�ى * ال ي ا ت �ار� �م ن �ك ت ذ�ر ن� [ وقال تعالى : } ف�أ

�و�ل�ى { ]الليل : �ذ�ب� و�ت �ذ�ي ك �ك�ن 16 - 14ال [ وقال تعالى : } ف�ال ص�د�ق� و�ال ص�ل�ى * و�ل�و�ل�ى { ]القيامة : �ذ�ب� و�ت [. أي : كذب بقلبه وتولى بفعله.32 ، 31ك

�ا م�وس�ى ) �م�ا ي �ك ب �م� ه�د�ى )49} ق�ال� ف�م�ن ر� ق�ه� ث ل ي ء� خ� �ل� ش� �ع ط�ى ك �ذ�ي أ �ا ال �ن ب (50( ق�ال� ر�ون� األول�ى ) ق�ر� �ال� ال ( {51ق�ال� ف�م�ا ب

__________( في أ : "والبوابين" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.1)( في ف : "ذكره".2)( زيادة من ف ، أ.3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف ، أ : "اشتركت".5)( في أ : "فلك الدر".6)( في ف ، أ : "قريشا".7)(.2/600( السيرة النبوية البن هشام )8)

(5/297)

س�ى ) �ن ~ي و�ال� ي ب �ض�ل� ر� �اب� ال� ي �ت ~ي ف�ي ك ب د� ر� ن م�ه�ا ع� ل ( 52ق�ال� ع�

873

Page 275: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

س�ى ) �ن ~ي و�ال ي ب �ض�ل� ر� �اب� ال ي �ت ~ي ف�ي ك ب د� ر� ن م�ه�ا ع� ل ( {.52} ق�ال� ع�ا وجود الصانع الخالق ، إله كل ا عن فرعون أنه قال لموسى منكر� يقول تعالى مخبر� �ا م�وس�ى { أي : الذي بعثك وأرسلك م�ن �م�ا ي �ك ب شيء وربه ومليكه ، قال : } ف�م�ن ر�

ي ء� �ل� ش� �ع ط�ى ك �ذ�ي أ �ا ال �ن ب هو ؟ فإني ال أعرفه ، وما علمت لكم من إله غيري ، } ق�ال� ر��م� ه�د�ى {. قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس يقول : خلق لكل شيء ق�ه� ث ل خ�

و جة. ز�

(5/297)

�ه� �ا ب ن ج �خ ر� م�اء� م�اء� ف�أ ل� م�ن� الس� ز� �ن �ال� و�أ ب �م ف�يه�ا س� �ك ل�ك� ل ر ض� م�ه د�ا و�س�� �م� األ �ك �ذ�ي ج�ع�ل� ل ال

�ى ) ت �ات� ش� �ب ا م�ن ن و�اج� �ز �ه�ى )53أ �ول�ي الن �ات� أل� �ي �ن� ف�ي ذ�ل�ك� آل� �م إ ع�ام�ك �ن ع�و ا أ �وا و�ار �ل (54( كى ) �خ ر� ة� أ �ار� �م ت �خ ر�ج�ك ه�ا ن �م و�م�ن �ع�يد�ك �م و�ف�يه�ا ن �اك �ق ن ل ه�ا خ� �ه�ا55م�ن �ل �ا ك �ن �ات �ي �اه� آ ن ي ر�

� �ق�د أ ( و�ل�ى ) �ب �ذ�ب� و�أ ( 56ف�ك

ا ، والشاة شاة�. �ا ، والحمار حمار� وقال الضحاك عن ابن عباس : جعل اإلنسان إنسان�يم ، عن مجاهد : أعطى كل شيء صورته. ل وقال ليث بن أبي س�

و�ى خلق كل دابة. �ج�يح ، عن مجاهد : س� وقال ابن أبي ن�م� ه�د�ى { قال : أعطى كل ق�ه� ث ل ي ء� خ� �ل� ش� �ع ط�ى ك وقال سعيد بن جبير في قوله : } أ

ل ق الدابة ، وال للدابة من خلق ل قه ، ولم يجعل لإلنسان من خ� ل ق ما يصلحه من خ� ذي خ� ( شيء ما ينبغي له من2( من خلق الشاة ، وأعطى كل )1الكلب ، وال للكلب )

�ا من أفعاله ) �أ كل� شيء على ذلك ، ليس شيء منها يشبه شيئ ( في3النكاح ، وهيل ق والرزق والنكاح. الخ�

�ذ�ي �م� ه�د�ى { كقوله تعالى : } و�ال ق�ه� ث ل ي ء� خ� �ل� ش� �ع ط�ى ك وقال بعض المفسرين : } أ�ب األعمال3ق�د�ر� ف�ه�د�ى { ]األعلى : �ت ا ، وهدى الخالئق إليه ، أي : ك [ أي : قدر قدر�

واآلجال واألرزاق ، ثم الخالئق ماشون على ذلك ، ال يحيدون عنه ، وال يقدر أحد على�ل الخليقة على ما4الخروج منه. يقول : ربنا الذي خلق ]الخلق[ ) ب ( وقدر الق�د�ر ، وج�

أراد.ون� األول�ى { أصح األقوال في معنى ذلك : أن فرعون لما أخبره ق�ر� �ال� ال } ق�ال� ف�م�ا ب موسى بأن ربه الذي أرسله هو الذي خلق ورزق وقدر فهدى ، شرع يحتج بالقرون

األولى ، أي : الذين لم يعبدوا الله ، أي : فما بالهم إذا كان األمر كما تقول ، لم يعبدوا ( بل عبدوا غيره ؟ فقال له موسى في جواب ذلك : هم وإن لم يعبدوه فإن5ربك )

( عند الله مضبوط عليهم ، وسيجزيهم بعملهم في كتاب الله ، وهو اللوح6عملهم ) س�ى { أي : ال يشذ عنه ) �ن ~ي و�ال ي ب �ض�ل� ر� ( شيء ، وال7المحفوظ وكتاب األعمال ، } ال ي

�ا. يصف علمه تعالى بأنه بكل شيء محيط ، وأنه ال يفوته صغير وال كبير ، وال ينسى شيئ�ا ، تبارك وتعالى وتقدس ، فإن علم المخلوق يعتريه نقصانان ) ( أحدهما :8ينسى شيئ

عدم اإلحاطة بالشيء ، واآلخر نسيانه بعد علمه ، فنزه نفسه عن ذلك.�ه� �ا ب ن ج �خ ر� م�اء� م�اء� ف�أ �نزل� م�ن� الس� �ال و�أ ب �م ف�يه�ا س� �ك ل�ك� ل �م� األر ض� م�ه د�ا و�س� �ك �ذ�ي ج�ع�ل� ل } ال

�ى ) ت �ات� ش� �ب ا م�ن ن و�اج� �ز �ه�ى )53أ �ات� ألول�ي الن �ن� ف�ي ذ�ل�ك� آلي �م إ ع�ام�ك �ن ع�و ا أ �وا و�ار �ل (54( كى ) �خ ر� ة� أ �ار� �م ت �خ ر�ج�ك ه�ا ن �م و�م�ن �ع�يد�ك �م و�ف�يه�ا ن �اك �ق ن ل ه�ا خ� �ه�ا55م�ن �ل �ا ك �ن �ات �اه� آي ن ي ر�

� �ق�د أ ( و�ل

874

Page 276: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ى ) �ب �ذ�ب� و�أ ( {.56ف�ك هذا من تمام كالم موسى فيما وصف به ربه ، عز وجل ، حين سأله فرعون عنه ، فقال

�م� ه�د�ى { ، ثم اعترض الكالم بين ذلك ، ثم قال : ق�ه� ث ل ي ء� خ� �ل� ش� �ع ط�ى ك �ذ�ي أ : } ال�م� األر ض� م�ه�اد�ا { �ك �ذ�ي ج�ع�ل� ل } ال

__________( في أ : "وال للخلق".1)( في ف ، أ : "كل ذي".2)( في ف : "من فعاله".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف ، أ : "لم يعبدوه".5)( في ف ، أ : "علمهم".6)( في ف : "عليه".7)( في ف ، أ : "نقصان".8)

(5/298)

�ا م�وس�ى ) ح ر�ك� ي �س� �ا ب ض�ن ر� �ا م�ن أ ن �خ ر�ج� �ت �ا ل �ن ت ئ ج�

� �ا57ق�ال� أ �ن ن �ي �ه� ف�اج ع�ل ب ل ح ر� م�ث �س� �ك� ب �ن �ي ت �أ �ن ( ف�ل

و�ى ) �ا س� �ان ت� م�ك �ن �ح ن� و�ال� أ �ف�ه� ن ل �خ �ك� م�و ع�د�ا ال� ن ن �ي �ن 58و�ب �ة� و�أ ين �و م� الز~ �م ي ( ق�ال� م�و ع�د�ك�اس� ض�ح�ى ) ر� الن �ح ش� ( 59ي

(2( عليها وتقومون وتنامون عليها )1وفي قراءة بعضهم "مهدا" أي : قرارا تستقرون )�ال { أي : جعل لكم طرقا تمشون3وتسافرون ) ب �م ف�يه�ا س� �ك ل�ك� ل ( على ظهرها ، } و�س�

�د�ون� { ]األنبياء : �ه ت �ه�م ي �ع�ل �ال ل ب �ا ف�يه�ا ف�ج�اج�ا س� ن ع�ل في مناكبها ، كما قال تعالى : } و�ج�31.]

�ى { أي : ]من[ ) ت �ات� ش� �ب ا م�ن ن و�اج� �ز �ه� أ �ا ب ن ج �خ ر� م�اء� م�اء� ف�أ �نزل� م�ن� الس� ( ألوان4} و�أالنباتات من زروع وثمار ، ومن حامض وحلو ، وسائر األنواع.

} �م ع�ام�ك �ن ع�و ا أ �وا و�ار �ل } كا. أي : شيء لطعامكم وفاكهتكم ، وشيء ألنعامكم ألقواتها خضرا ويابس�

�ات� { أي : لدالالت وحججا ) �ن� ف�ي ذ�ل�ك� آلي �ه�ى { أي : لذوي5} إ ( وبراهين } ألول�ي النالعقول السليمة المستقيمة ، على أنه ال إله إال الله ، وال رب سواه.

ى { �خ ر� ة� أ �ار� �م ت �خ ر�ج�ك ه�ا ن �م و�م�ن �ع�يد�ك �م و�ف�يه�ا ن �اك �ق ن ل ه�ا خ� } م�ن أي : من األرض مبدؤكم ، فإن أباكم آدم مخلوق من تراب من أديم األرض ، } و�ف�يه�ا

�و م� �م { أي : وإليها تصيرون إذا متم وبليتم ، ومنها نخرجكم تارة أخرى. } ي �ع�يد�ك ن�يال { ]اإلسراء : �ال ق�ل �م إ ت �ث �ب �ن ل �ون� إ �ظ�ن �ح�م د�ه� و�ت �ون� ب يب �ج� ت �س �م ف�ت �د ع�وك [.52ي

ج�ون� { ]األعراف : �خ ر� ه�ا ت �ون� و�م�ن �م�وت �و ن� و�ف�يه�ا ت ي �ح وهذه اآلية كقوله تعالى : } ق�ال� ف�يه�ا ت25.]

وفي الحديث الذي في السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر جنازة ، فلما�م { ثم6دفن الميت أخذ قبضة من التراب فألقاها في القبر ثم قال ) �اك �ق ن ل ه�ا خ� ( } م�ن

ة�7]أخذ[ ) �ار� �م ت �خ ر�ج�ك ه�ا ن �م {. ثم أخذ أخرى وقال : } و�م�ن �ع�يد�ك ( أخرى وقال : } و�ف�يه�ا ن

875

Page 277: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ى {. �خ ر� أ�ى { ، يعني : فرعون ، أنه قامت عليه الحجج �ب �ذ�ب� و�أ �ه�ا ف�ك �ل �ا ك �ن �ات �اه� آي ن ي ر�

� �ق�د أ وقوله } و�ل واآليات والدالالت وعاين ذلك وأبصره ، فكذب بها وأباها كفرا وعنادا وبغيا ، كما قال

�ة� �ان� ع�اق�ب ف� ك �ي ظ�ر ك �و�ا ف�ان م�ا و�ع�ل ه�م ظ�ل ف�س� �ن ه�ا أ �ت ق�ن �ي ت �ه�ا و�اس تعالى : } و�ج�ح�د�وا بد�ين� { ]النمل : م�ف س� [.14ال

�ا م�وس�ى ) ح ر�ك� ي �س� �ا ب ض�ن ر� �ا م�ن أ ن �خ ر�ج� �ت �ا ل �ن ت ئ ج�

� �ه� ف�اج ع�ل 57} ق�ال� أ ل ح ر� م�ث �س� �ك� ب �ن �ي ت �أ �ن ( ف�ل

و�ى ) �ا س� �ان ت� م�ك �ن �ح ن� و�ال أ �ف�ه� ن ل �خ �ك� م�و ع�د�ا ال ن ن �ي �ا و�ب �ن ن �ي �ن 58ب �ة� و�أ ين �و م� الز~ �م ي ( ق�ال� م�و ع�د�ك�اس� ض�ح�ى ) ر� الن �ح ش� ( {.59ي

ا عن فرعون أنه قال لموسى حين أراه اآلية الكبرى ، وهي إلقاء يقول تعالى مخبر��ا عظيما ونزع يده من تحت جناحه فخرجت ) ( بيضاء من غير سوء8عصاه فصارت ثعبان

فقال : هذا سحر ، جئت به لتسحرنا وتستولي به على الناس ، فيتبعونك وتكاثرنا بهم ،ا مثل وال يتم هذا معك ، فإن عندنا سحر�

__________( في ف : "يستقرون".1)( في ف : "ويقومون وينامون عليها".2)( في ف : "ويسافرون".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في أ : "وحجج" وهو خطأ والصواب ما أثبتناه.5)( في أ ، : "وقال".6)( زيادة من ، ف ، أ.7)( في أ : "فتخرج.8)

(5/299)

�ى ) �ت �م� أ د�ه� ث �ي ع�و ن� ف�ج�م�ع� ك �و�ل�ى ف�ر �ا60ف�ت �ذ�ب �ه� ك وا ع�ل�ى الل �ر� �ف ت �م ال� ت �ك ل �ه�م م�وس�ى و�ي ( ق�ال� لى ) �ر� �ع�ذ�اب� و�ق�د خ�اب� م�ن� اف ت �م ب �ك ت ح� �س �ج و�ى )61ف�ي وا الن ر� س�

� �ه�م و�أ ن �ي ه�م ب م ر�� ع�وا أ �از� �ن ( ف�ت

�ا62 �ذ ه�ب ح ر�ه�م�ا و�ي �س� �م ب ض�ك ر� �م م�ن أ �خ ر�ج�اك �ن ي �ر�يد�ان� أ ان� ي اح�ر� �ن ه�ذ�ان� ل�س� �وا إ ( ق�ال

ل�ى ) م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت �ع ل�ى )63ب ت �و م� م�ن� اس ي �ح� ال �ف ل �وا ص�ف�ا و�ق�د أ ت �م� ائ �م ث د�ك �ي ج م�ع�وا ك� (64( ف�أ

�ك� م�و ع�د�ا { أي : يوم�ا نجتمع نحن ن �ي �ا و�ب �ن ن �ي سحرك ، فال يغرنك ما أنت فيه } ف�اج ع�ل ب وأنت فيه ، فنعارض ما جئت به بما عندك من السحر في مكان معين ووقت معينهم �وروز� �ة� { وهو يوم عيدهم ون ين �و م� الز~ �م ي �ه�م م�وس�ى } م�و ع�د�ك فعند ذلك } قال { ل

وتفرغهم من أعمالهم واجتماعهم جميعهم ؛ ليشاهد الناس قدرة الله على ما يشاء ، ومعجزات األنبياء ، وبطالن معارضة السحر لخوارق العادات النبوية ، ولهذا قال :

�اس� { أي : جميعهم } ض�ح�ى { أي : ضحوة من النهار ليكون أظهر ر� الن �ح ش� �ن ي } و�أ�ن ، ليس فيه خفاء وال وأجلى وأبين وأوضح ، وهكذا شأن األنبياء ، كل أمرهم واضح ، بي

ا ضحى. ترويج ؛ ولهذا لم يقل "ليال" ولكن نهار�قال ابن عباس : وكان يوم الزينة يوم عاشوراء.

وقال السدي ، وقتادة ، وابن زيد : كان يوم عيدهم.

876

Page 278: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال سعيد بن جبير : يوم سوقهم.وال منافاة. قلت : وفي مثله أهلك الله فرعون وجنوده ، كما ثبت في الصحيح.

~ه : قال فرعون : يا موسى ، اجعل بيننا وبينك أجال ننظر فيه. قال �ب وقال وهب بن م�ن موسى : لم أومر بهذا ، إنما أمرت بمناجزتك ، إن أنت لم تخرج دخلت إليك. فأوحى الله إلى موسى أن اجعل بينك وبينه أجال وقل له أن يجعل هو. قال فرعون : اجعله

إلى أربعين يوم�ا. ففعل.و�ى { ) �ا س� �ان ص�ف�ا. وقال السدي : عدال. وقال عبد1وقال مجاهد ، وقتادة : } م�ك ( م�ن

و�ى { ]مستوى[ ) �ا س� �ان ( فيه ، ال3( يتبين الناس ما )2الرحمن بن زيد بن أسلم : } م�ك�رى.5( وال شيء يتغيب بعض ذلك عن بعض مستو� حتى )4يكون ص�و�ب ) ( ي

�ى ) �ت �م� أ د�ه� ث �ي ع�و ن� ف�ج�م�ع� ك �و�ل�ى ف�ر �ه�60} ف�ت وا ع�ل�ى الل �ر� �ف ت �م ال ت �ك ل �ه�م م�وس�ى و�ي ( ق�ال� لى ) �ر� �ع�ذ�اب� و�ق�د خ�اب� م�ن� اف ت �م ب �ك ت ح� �س �ا ف�ي �ذ�ب �ج و�ى61ك وا الن ر� س�

� �ه�م و�أ ن �ي ه�م ب م ر�� ع�وا أ �از� �ن ( ف�ت

�ا62) �ذ ه�ب ح ر�ه�م�ا و�ي �س� �م ب ض�ك ر� �م م�ن أ �خ ر�ج�اك �ن ي �ر�يد�ان� أ ان� ي اح�ر� �ن ه�ذ�ان� ل�س� �وا إ ( ق�ال

ل�ى ) م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت �ع ل�ى )63ب ت �و م� م�ن� اس ي �ح� ال �ف ل �وا ص�ف�ا و�ق�د أ ت �م� ائ �م ث د�ك �ي ج م�ع�وا ك� (64( ف�أ

}ا عن فرعون أنه لما تواعد هو بموسى ) ( عليه السالم ، إلى وقت6يقول تعالى مخبر�

ومكان معلومين ، تولى ، أي : شرع في جمع السحرة من مدائن مملكته ، كل منا نافق�ا جد�ا ، كما قال7ينسب ) ( إلى سحر في ذلك الزمان. وقد كان السحر فيهم كثير�

� { ]يونس : �يم اح�ر� ع�ل �ل~ س� �ك �ي ب �ون ت ع�و ن� ائ [.79تعالى : } و�ق�ال� ف�ر__________

( في أ : "سويا".1)( زيادة من ف ، أ.2)( في أ : "وما".3)( في أ ، و : "ال صوت".4)( في ف ، أ : "مستوى".5)( في أ : "تواعد هو وموسى".6)( في أ : "كل من يسب".7)

(5/300)

�ى { أي : اجتمع الناس لميقات يوم معلوم وهو يوم الزينة ، وجلس فرعون �ت �م� أ } ث على سرير مملكته ، واصطف له أكابر دولته ، ووقفت الرعايا يمنة ويسرة وأقبل

موسى ، عليه السالم ، يتوكأ على عصاه ، ومعه أخوه هارون ، ووقف السحرة بين يدي فرعون صفوف�ا ، وهو يحرضهم ويحثهم ، ويرغبهم في إجادة عملهم في ذلك اليوم ،

�ين� * �ب غ�ال �ح ن� ال �ا ن �ن �ن ك ا إ �ا ألج ر� �ن �ن� ل �ئ ويتمنون عليه ، وهو يعدهم ويمنيهم ، فيقولون : } أ( �م �ك �ن �ع�م و�إ �ين� { ]الشعراء : 1ق�ال� ن ب م�ق�ر� �م�ن� ال �ذ�ا ل �ه�م م�وس�ى2[. } ق�ال� )42 ، 41( إ ( ل

�وا للناس بأعمالكم إيجاد أشياء ال حقائق �ل ي �خ� �ا { أي : ال ت �ذ�ب �ه� ك وا ع�ل�ى الل �ر� �ف ت �م ال ت �ك ل و�ي �م �ك ت ح� �س لها ، وأنها مخلوقة ، وليست مخلوقة ، فتكونون قد كذبتم على الله ، } ف�يع�وا �از� �ن ى * ف�ت �ر� �ا ال بقية له ، } و�ق�د خ�اب� م�ن� اف ت �ع�ذ�اب� { أي : يهلككم بعقوبة هالك ب

�ه�م { قيل : معناه : أنهم تشاجروا فيما بينهم فقائل يقول : ليس هذا بكالم ن �ي ه�م ب م ر�� أ

877

Page 279: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ساحر ، إنما هذا كالم نبي. وقائل يقول : بل هو ساحر. وقيل غير ذلك ، والله أعلم.ان� { هذه اح�ر� �ن ه�ذ�ان� ل�س� �وا إ �ج و�ى { أي : تناجوا فيما بينهم ، } ق�ال وا الن ر� س�

� وقوله : } و�أ

لغة لبعض العرب ، جاءت هذه القراءة على إعرابها ، ومنهم من قرأ : "إن ه�ذ�ين�" وهذه اللغة المشهورة ، وقد توسع النحاة في الجواب عن القراءة األولى ان� اح�ر� ل�س�

بما ليس هذا موضعه. ( أن هذا الرجل وأخاه - يعنون :3والغرض أن السحرة قالوا فيما بينهم : تعلمون )

موسى وهارون - ساحران عالمان خبيران بصناعة السحر ، يريدان في هذا اليوم أن يغلباكم وقومكم ويستوليا على الناس ، وتتبعهما العامة ويقاتال فرعون وجنوده ،

فينتصرا عليه ويخرجاكم من أرضكم. ل�ى { أي : ويستبدا بهذه الطريقة ، وهي السحر ، م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت �ا ب �ذ ه�ب وقوله : } و�ي

( إذا غلب هذان4فإنهم كانوا معظ�مين بسببها ، لهم أموال وأرزاق عليها ، يقولون : )أهلكاكم وأخرجاكم من األرض ، وتفردا بذلك ، وتمحضت لهما الرياسة بها دونكم.

�ا6( ابن عباس ]قال[ )5وقد تقدم في حديث الفتون عن ) �ذ ه�ب ( في قوله : } و�ي ل�ى { يعني : ملكهم الذي هم فيه والعيش. م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت ب

م ، عن عبد الرحمن ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا ه�ش� ل�ى { م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت �ا ب �ذ ه�ب بن إسحاق ، سمع الشعبي يحدث عن علي في قوله : } و�ي

( وجوه الناس إليهما.7قال : يصرفا ) ل�ى { قال : أولي الشرف والعقل واألسنان. م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت �ا ب �ذ ه�ب وقال مجاهد : } و�ي

ل�ى { أشرافكم وسرواتكم. وقال عكرمة : بخيركم. م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت وقال أبو صالح : } ب وقال قتادة : وطريقتهم المثلى يومئذ بنو إسرائيل ، كانوا أكثر القوم عددا وأمواال فقال

عدو الله : يريدان أن يذهبا بها ألنفسهما.__________

( في ف : "إنكم".1)( في أ : "فقال".2)( في ف أ : "يعلمون".3)( في ف : "يقوالن".4)( في ف ، أ : "أن".5)( زيادة من ف ، أ.6)( في ف ، أ : "يصرفان".7)

(5/301)

ل�ى { بالذي أنتم عليه. م�ث �م� ال �ك �ط�ر�يق�ت وقال عبد الرحمن بن زيد : } ب�وا ص�ف�ا { أي اجتمعوا كلكم ) ت �م� ائ �م ث د�ك �ي ج م�ع�وا ك

� ( صف�ا واحد�ا ، وألقوا ما1وقوله } ف�أ

�و م� م�ن� ي �ح� ال �ف ل في أيديكم مرة واحدة ، لتبهروا األبصار ، وتغلبوا هذا وأخاه ، } و�ق�د أ�ع ل�ى { أي : منا ومنه ، أما نحن فقد وعدنا هذا الملك العطاء الجزيل ، وأما هو ت اس

فينال الرياسة العظيمة.__________

( في أ : "كلهم".1)

878

Page 280: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/302)

ق�ى ) �ل و�ل� م�ن أ� �ون� أ �ك �ن ن �م�ا أ ق�ي� و�إ �ل �ن ت �م�ا أ �ا م�وس�ى إ �وا ي �ذ�ا65ق�ال ق�وا ف�إ �ل �ل أ ( ق�ال� ب

ع�ى ) �س �ه�ا ت ن� ح ر�ه�م أ ه� م�ن س� �ي �ل �ل� إ ي �خ� �ه�م ي �ه�م و�ع�ص�ي �ال ب يف�ة�66ح� ه� خ� �ف س� و ج�س� ف�ي ن

� ( ف�أ�ع ل�ى )67م�وس�ى ) ت� األ �ن �ك� أ �ن �خ�ف إ �ا ال� ت ن �م�ا68( ق�ل �ن �ع�وا إ ق�ف م�ا ص�ن �ل �ك� ت �م�ين �ل ق� م�ا ف�ي ي ( و�أ

�ى ) �ت ث� أ ي اح�ر� ح� �ح� الس� �ف ل اح�ر� و�ال� ي د� س� �ي �ع�وا ك �ر�ب~69ص�ن �ا ب م�ن� �وا آ ج�د�ا ق�ال ة� س� ح�ر� ق�ي� الس� �ل ( ف�أ

ون� و�م�وس�ى ) ( 70ه�ار�

ق�ى ) �ل و�ل� م�ن أ� �ون� أ �ك �ن ن �م�ا أ ق�ي� و�إ �ل �ن ت �م�ا أ �ا م�وس�ى إ �وا ي �ذ�ا65} ق�ال ق�وا ف�إ �ل �ل أ ( ق�ال� ب

ع�ى ) �س �ه�ا ت ن� ح ر�ه�م أ ه� م�ن س� �ي �ل �ل� إ ي �خ� �ه�م ي �ه�م و�ع�ص�ي �ال ب يف�ة�66ح� ه� خ� �ف س� و ج�س� ف�ي ن

� ( ف�أ ت� األع ل�ى )67م�وس�ى ) �ن �ك� أ �ن �خ�ف إ �ا ال ت ن �م�ا68( ق�ل �ن �ع�وا إ ق�ف م�ا ص�ن �ل �ك� ت �م�ين �ل ق� م�ا ف�ي ي ( و�أ

�ى ) �ت ث� أ ي اح�ر� ح� �ح� الس� �ف ل اح�ر� و�ال ي د� س� �ي �ع�وا ك �ر�ب~69ص�ن �ا ب �وا آم�ن ج�د�ا ق�ال ة� س� ح�ر� ق�ي� الس� �ل ( ف�أون� و�م�وس�ى ) ( {.70ه�ار�

ا عن السحرة حين توافقوا هم وموسى ، عليه السالم ، أنهم قالوا يقول تعالى مخبر� ق�ى * �ل و�ل� م�ن أ

� �ون� أ �ك �ن ن �م�ا أ ق�ي� و�إ �ل �ن ت �م�ا أ ق�ي� { أي : أنت أوال } إ �ل �ن ت �م�ا أ لموسى : } إ�رى ماذا تصنعون من السحر ، وليظهر للناس جلية ق�وا { أي : أنتم أوال لي �ل �ل أ ق�ال� ب

ع�ى {. وفي اآلية �س �ه�ا ت ن� ح ر�ه�م أ ه� م�ن س� �ي �ل �ل� إ ي �خ� �ه�م ي �ه�م و�ع�ص�ي �ال ب �ذ�ا ح� أمرهم ، } ف�إ

�ون� { ]الشعراء : �ب غ�ال �ح ن� ال �ن �ا ل �ن ع�و ن� إ ة� ف�ر �ع�ز� �وا ب [ وقال44األخرى أنهم لما ألقوا } و�ق�الوا ) ح�ر� � { ]األعراف :1تعالى : } س� ح ر� ع�ظ�يم �س� اء�وا ب �وه�م و�ج� ه�ب �ر ت �اس� و�اس �ن� الن �ع ي ( أ

ع�ى {.116 �س �ه�ا ت ن� ح ر�ه�م أ ه� م�ن س� �ي �ل �ل� إ ي �خ� �ه�م ي �ه�م و�ع�ص�ي �ال ب �ذ�ا ح� [ ، وقال هاهنا } ف�إ

وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد ، بحيث يخيلا )2للناظر ) ا وجمع�ا كبير� (3( أنها تسعى باختيارها ، وإنما كانت حيلة ، وكانوا جم�ا غفير�

فألقى كل منهم عصا وحبال حتى صار الوادي مآلن حيات يركب بعضها بعض�ا.�نوا بسحرهم �ت �ف ت يف�ة� م�وس�ى { أي خاف على الناس أن ي ه� خ� �ف س� و ج�س� ف�ي ن

� وقوله : } ف�أ ويغتروا بهم قبل أن يلقي ما في يمينه ، فأوحى الله تعالى إليه في الساعة الراهنة أن�ع�وا { وذلك أنها صارت ق�ف م�ا ص�ن �ل �ك� { يعني : عصاه ، فإذا هي } ت �م�ين �ل ق� م�ا ف�ي ي } و�أ

�ا ) ~ين �ن ( عظيما هائال ذا عيون وقوائم وعنق ورأس وأضراس ، فجعلت تتبع تلك الحبال4ت�ا إال تلقفته وابتلعته ، والسحرة والناس ينظرون إلى5والعصي حتى لم تبق ) ( منها شيئ

ا ضحوة. فقامت المعجزة ، واتضح البرهان ، وبطل ما كانوا �ا ج�ه رة ، نهار� ذلك عيان�ى {.6يعملون ) �ت ث� أ ي اح�ر� ح� �ح� الس� �ف ل اح�ر� و�ال ي د� س� �ي �ع�وا ك �م�ا ص�ن �ن ( ؛ ولهذا قال تعالى : } إ

( حدثنا حماد بن7وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن موسى الشيباني ) د�ب بن عبد الله البجلي ن خالد ، حدثنا ابن معاذ - أحسبه الصائغ - عن الحسن ، عن ج�

قال : قال رسول الله__________

( في ف : "فسحروا".1)( في ف ، أ : "للناظرين".2)( في ف ، أ : "كثيرا".3)( في ف ، أ : ثعبانا".4)( في ف : "لم يبق".5)

879

Page 281: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف ، أ : "ووقع الحق وبطل السحر".6)( في ف : "ابن الشيباني".7)

(5/302)

�ف ل�ح� صلى الله عليه وسلم "إذا أخذتم - يعني الساحر - فاقتلوه" ثم قرأ : } و�ال ي�ى { قال : "ال يؤمن به حيث وجد". �ت ث� أ ي اح�ر� ح� الس�

(1وقد روى أصله الترمذي موقوف�ا ومرفوع�ا. ) فلما عاين السحرة ذلك وشاهدوه ، ولهم خبرة بفنون السحر وطرقه ووجوهه ، علموا علم اليقين أن هذا الذي فعله موسى ليس من قبيل السحر والحيل ، وأنه حق ال مريةج�د�ا لله فيه ، وال يقدر على هذا إال الذي يقول للشيء كن فيكون ، فعند ذلك وقعوا س�

ون� { ]الشعراء : ب~ م�وس�ى و�ه�ار� �م�ين� ر� ع�ال ب~ ال �ر� �ا ب [.48 ، 47وقالوا : } آم�ن�يد بن ع�م�ير : كانوا أول النهار سحرة ، وفي آخر النهار ولهذا قال ابن عباس ، وع�ب

شهداء بررة.ة : كانوا سبعين ألف�ا. قال محمد بن كعب : كانوا ثمانين ألف�ا ، وقال القاسم بن أبي بز�

وقال السدي : بضعة وثالثين ألف�ا. ع ، عن أبي ثمامة : كان ) ف�ي ( سحرة فرعون تسعة2وقال الثوري : عن عبد العزيز بن ر�

عشر ألف�ا.وقال محمد بن إسحاق : كانوا خمسة عشر ألف�ا.

وقال كعب األحبار كانوا اثني عشر ألف�ا.وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن علي بن حمزة ، حدثنا )

( علي بن الحسين بن واقد ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن3عباس قال : كانت السحرة سبعين رجال أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء.

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا المسيب بن واضح بمكة ، حدثنا ابن المبارك قالفعت لهم الجنة حتى نظروا إليها. ج�د�ا ر� : قال األوزاعي : لما خر� السحرة س�

قال : وذ�كر عن سعيد بن سالم : حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سليمان ، عن سالمج�د�ا { قال : رأوا منازلهم ة� س� ح�ر� ق�ي� الس� �ل األفطس ، عن سعيد بن جبير قوله : } ف�أ

ة. �ز� تبني لهم وهم في سجودهم. وكذا قال عكرمة والقاسم بن أبي ب__________

( من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن1460( سنن الترمذي برقم )1) جندب رضي الله عنه وقال : "هذا حديث ال نعرفه مرفوعا إال من هذا الوجه ،

وإسماعيل بن مسلم المكي يضعف في الحديث ، وإسماعيل بن مسلم العبدي البصري قال وكيع : هو ثقة ويروى عن الحسن أيضا والصحيح عن جندب موقوف ، والعمل على

هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه ومسلم وغيرهم". تنبيه : ( من مسند جندب2/446ذكر الحافظ المزي هذا الحديث في كتابه تحفة األشراف )

الخير األزدي ال من مسند جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنهما فليتنبه".( في أ : "كانوا".2)( في أ : "حدثنا محمد بن موسى حدثني علي بن الحسين".3)

880

Page 282: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/303)

�م �ك د�ي �ي �ق�ط~ع�ن� أ ح ر� ف�أل� �م� الس~ �م�ك �ذ�ي ع�ل �م� ال ك �ير� �ب �ك �ه� ل �ن �م إ �ك �ذ�ن� ل �ن آ ل� أ �ه� ق�ب �م ل ت �م�ن ق�ال� آ ق�ى ) �ب �ا و�أ د� ع�ذ�اب �ش� �ا أ �ن �ي �م�ن� أ �ع ل �ت �خ ل� و�ل �م ف�ي ج�ذ�وع� الن �ك �ن ~ب ص�ل

� ف� و�أل� �م م�ن خ�ال� �ك ل ج� ر� (71و�أ

�ق ض�ي �م�ا ت �ن ت� ق�اض� إ �ن �ا ف�اق ض� م�ا أ ن �ذ�ي ف�ط�ر� �ات� و�ال ~ن �ي ب �ا م�ن� ال اء�ن ك� ع�ل�ى م�ا ج� �ر� �ؤ ث �ن ن �وا ل ق�ال�ا ) ي �اة� الد�ن ي ح� �ه�72ه�ذ�ه� ال ح ر� و�الل ه� م�ن� الس~ �ي �ا ع�ل �ن ه ت ر� ك

� �ا و�م�ا أ �ان �ا خ�ط�اي �ن �غ ف�ر� ل �ي �ا ل ~ن ب �ر� �ا ب م�ن� �ا آ �ن ( إ

ق�ى ) �ب ر� و�أ ي ( 73خ�

�م �ك د�ي �ي ح ر� ف�ألق�ط~ع�ن� أ �م� الس~ �م�ك �ذ�ي ع�ل �م� ال ك �ير� �ب �ك �ه� ل �ن �م إ �ك �ن آذ�ن� ل ل� أ �ه� ق�ب �م ل ت } ق�ال� آم�ن ق�ى ) �ب �ا و�أ د� ع�ذ�اب �ش� �ا أ �ن �ي �م�ن� أ �ع ل �ت �خ ل� و�ل �م ف�ي ج�ذ�وع� الن �ك �ن ~ب �م م�ن خ�الف� و�ألص�ل �ك ل ج� ر

� (71و�أ�ق ض�ي �م�ا ت �ن ت� ق�اض� إ �ن �ا ف�اق ض� م�ا أ ن �ذ�ي ف�ط�ر� �ات� و�ال ~ن �ي ب �ا م�ن� ال اء�ن ك� ع�ل�ى م�ا ج� �ر� �ؤ ث �ن ن �وا ل ق�ال

�ا ) ي �اة� الد�ن ي ح� �ه�72ه�ذ�ه� ال ح ر� و�الل ه� م�ن� الس~ �ي �ا ع�ل �ن ه ت ر� ك� �ا و�م�ا أ �ان �ا خ�ط�اي �ن �غ ف�ر� ل �ي �ا ل ~ن ب �ر� �ا ب �ا آم�ن �ن ( إ

ق�ى ) �ب ر� و�أ ي ( {.73خ�ا عن كفر فرعون وعناده وبغيه ومكابرته الحق بالباطل ، حين رأى ما يقول تعالى مخبر�

رأى من المعجزة الباهرة واآلية العظيمة ، ورأى الذين قد استنصر بهم قد آمنوا بحضرة الناس كلهم وغ�ل�ب كل الغلب - شرع في المكابرة والبهت ، وعدل إلى

�ه� {2( السحرة ، فتهددهم وأوعدهم )1استعمال جاهه وسلطانه في ) �م ل ت ( وقال } آم�ن�م { أي : وما أمرتكم بذلك ، وافتتم ) �ك �ن آذ�ن� ل ل� أ ( علي� في3أي : صدقتموه } ق�ب

�ذ�ي �م� ال ك �ير� �ب �ك �ه� ل �ن �ه ت وكذب : } إ ذلك. وقال قوال يعلم هو والسحرة والخلق كلهم أنه ب�ح ر� { أي أنتم إنما أخذتم السحر عن موسى ، واتفقتم أنتم وإياه علي �م� الس~ �م�ك ع�ل

�م�وه� ف�ي ت �ر ر� م�ك �م�ك �ن� ه�ذ�ا ل وعلى رعيتي ، لتظهروه ، كما قال في اآلية األخرى : } إ�م�ون� { ]األعراف �ع ل و ف� ت �ه�ا ف�س� ه ل

� ه�ا أ �خ ر�ج�وا م�ن �ت �ة� ل م�د�ين [.123ال

�م ف�ي ج�ذ�وع� �ك �ن ~ب �م م�ن خ�الف� و�ألص�ل �ك ل ج� ر� �م و�أ �ك د�ي �ي ثم أخذ يتهددهم فقال : } ف�ألق�ط~ع�ن� أ

�خ ل� { أي : ألجعلنكم مثلة ]وألقتلنكم[ ) ( وألشهرنكم.4النقال ابن عباس : فكان أول من فعل ذلك. رواه ابن أبي حاتم.

ق�ى { أي أنتم تقولون : إني وقومي على ضاللة ، �ب �ا و�أ د� ع�ذ�اب �ش� �ا أ �ن �ي �م�ن� أ �ع ل �ت وقوله : } و�لوأنتم مع موسى وقومه على الهدى. فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه.�وا فلما صال عليهم بذلك وتوعدهم ، هانت عليهم أنفسهم في الله عز وجل ، و } ق�ال�ات� { أي : لن نختارك على ما حصل لنا من الهدى ~ن �ي ب �ا م�ن� ال اء�ن ك� ع�ل�ى م�ا ج� �ر� �ؤ ث �ن ن ل�ا { يحتمل أن يكون قسم�ا ، ويحتمل أن يكون معطوف�ا على ن �ذ�ي ف�ط�ر� واليقين. } و�ال

البينات. ( نختارك على فاطرنا وخالقنا الذي أنشأنا من العدم ، المبتدئ خلقنا من5يعنون : ال )

الطين ، فهو المستحق للعبادة والخضوع ال أنت.�ق ض�ي ه�ذ�ه� �م�ا ت �ن ت� ق�اض� { أي : فافعل ما شئت وما و�ص�ل�ت إليه يدك ، } إ �ن } ف�اق ض� م�ا أوال ونحن قد رغبنا في ل�ط في هذه الدار ، وهي دار الز� �س� �ا { أي : إنما لك ت ي �اة� الد�ن ي ح� ال

(6دار القرار. )__________

( في ف : "إلى".1)( في ف : "وتوعدهم" وفي أ : "فهددهم وتوعدهم".2)

881

Page 283: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف : "وأقسم" وفي أ : "وأقشم".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف ، أ : "لن".5)( في أ : "البقاء"6)

(5/304)

�ى ) ي �ح �م�وت� ف�يه�ا و�ال� ي �م� ال� ي ه�ن �ه� ج� �ن� ل �ه� م�ج ر�م�ا ف�إ ب ت� ر� �أ �ه� م�ن ي �ن �ا ق�د 74إ �ه� م�ؤ م�ن ت �أ ( و�م�ن ي ع�ال� ) ج�ات� ال �ه�م� الد�ر� �ك� ل �ئ �ول �ح�ات� ف�أ ه�ار�75ع�م�ل� الص�ال ن

� �ه�ا األ ت �ح �ج ر�ي م�ن ت �ات� ع�د ن� ت ن ( ج��ى ) ك �ز� اء� م�ن ت �د�ين� ف�يه�ا و�ذ�ل�ك� ج�ز� ال ( 76خ�

�ا { أي : ما كان منا من اآلثام ، خصوص�ا ما أكرهتنا عليه �ان �ا خ�ط�اي �ن �غ ف�ر� ل �ي �ا ل ~ن ب �ر� �ا ب �ا آم�ن �ن } إمن السحر لنعارض به آية الله تعالى ومعجزة نبيه.

�ة ، عن أبي ن �ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا سفيان بن ع�يح ر� { قال : ه� م�ن� الس~ �ي �ا ع�ل �ن ه ت ر� ك

� سعيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله : } و�م�ا أم�ا ، وقال : أخذ فرعون أربعين غالم�ا من بني إسرائيل فأمر أن يعلموا السحر بالف�ر�

( أحد في األرض.قال ابن عباس : فهم من الذين آمنوا1علموهم تعليم�ا ال يعلمه )�ا [ ) �ن �ا2بموسى ، وهم من الذين قالوا : } ] إ �ن ه ت ر� ك

� �ا و�م�ا أ �ان �ا خ�ط�اي �ن �غ ف�ر� ل �ي �ا ل ~ن ب �ر� �ا ب ( آم�نح ر� {. ه� م�ن� الس~ �ي ع�ل

وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.�ا مما كنت ق�ى { أي : أدوم ثواب �ب ق�ى { أي : خير لنا منك } و�أ �ب ر� و�أ ي �ه� خ� وقوله : } و�الل

وعدتنا ومنيتنا. وهو رواية عن ابن إسحاق ، رحمه الله. ق�ى { أي : �ب ر� { أي : لنا منك إن أطيع ، } و�أ ي �ه� خ� ظ�ي : } و�الل وقال محمد بن كعب الق�ر�

�ا إن ع�ص�ي�. منك عذابوروي نحوه عن ابن إسحاق أيض�ا :

والظاهر أن فرعون - لعنه الله - صمم على ذلك وفعله بهم ، رحمهم الله ؛ ولهذا قالو ا شهداء. ابن عباس وغيره من السلف : أصبحوا سحرة ، وأمس�

�ا ) ي �ح �م�وت� ف�يه�ا و�ال ي �م� ال ي ه�ن �ه� ج� �ن� ل �ه� م�ج ر�م�ا ف�إ ب ت� ر� �أ �ه� م�ن ي �ن �ا ق�د 74} إ �ه� م�ؤ م�ن ت �أ ( و�م�ن ي ع�ال ) ج�ات� ال �ه�م� الد�ر� �ك� ل �ئ �ول �ح�ات� ف�أ ه�ار�75ع�م�ل� الص�ال �ه�ا األن ت �ح �ج ر�ي م�ن ت �ات� ع�د ن� ت ن ( ج�

�ى ) ك �ز� اء� م�ن ت �د�ين� ف�يه�ا و�ذ�ل�ك� ج�ز� ال ( {.76خ� الظاهر من السياق أن هذا من تمام ما وعظ به السحرة لفرعون ، يحذرونه من نقمة

�ه� م�ن �ن الله وعذابه الدائم السرمدي ، ويرغبونه في ثوابه األبدي المخلد ، فقالوا : } إ�م�وت� �م� ال ي ه�ن �ه� ج� �ن� ل �ه� م�ج ر�م�ا { أي : يلقى الله يوم القيامة وهو مجرم ، } ف�إ ب ت� ر� �أ ي�ذ�ل�ك� �ه�ا ك ه�م م�ن ع�ذ�اب �خ�ف�ف� ع�ن �وا و�ال ي �م�وت ه�م ف�ي �ي �ق ض�ى ع�ل �ا { كقوله : } ال ي ي �ح ف�يه�ا و�ال ي

�ف�ور� { ]فاطر : �ل� ك �ج ز�ي ك ر�ى36ن �ب ك �ار� ال �ص ل�ى الن �ذ�ي ي ق�ى * ال �ه�ا األش �ب ن �ج� �ت [ ، وقال : } و�ي�ا { ]األعلى : ي �ح �م�وت� ف�يه�ا و�ال ي �م� ال ي �ام�ال�ك�13 - 11* ث �اد�و ا ي [ ، وقال تعالى : } و�ن

�ون� { ]الزخرف : �ث �م م�اك �ك �ن �ك� ق�ال� إ ب �ا ر� ن �ي �ق ض� ع�ل �ي [.77لة ، �ض ر� وقال اإلمام أحمد بن حنبل : حدثنا إسماعيل ، أخبرنا سعيد بن يزيد ، عن أبي ن

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أما أهل النار

882

Page 284: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( تصيبهم النار3الذين هم أهلها ، فإنهم ال يموتون فيها وال يحيون ولكن ]الناس[ ) بذنوبهم ، فتميتهم إماتة ، حتى إذا صاروا فحم�ا ، أذن في الشفاعة ، جيء بهم ضبائر ،

�وا على أنهار الجنة ، فيقال : يا أهل الجنة ، أفيضوا عليهم ) �ث ( فينبتون نبات4ضبائر ، فبالحبة تكون في حميل السيل"

__________( في أ : "يغلبهم".1)( زيادة من ف.2)( زيادة من ف ، والمسند.3)( في ف ، أ : "علينا".4)

(5/305)

فقال رجل من القوم : كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبادية. وهكذا أخرجه مسلم في كتابه الصحيح من رواية شعبة وبشر بن المفضل ، كالهما عن

ل�مة ) (.2( سعيد بن يزيد به )1أبي م�س وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال : حدثنا

ة ، عن أبي سعيد ؛ أن رسول �ض ر� أبي حدثنا حيان ، سمعت سليمان التيمي ، عن أبي ن�ن� �ه� م�ج ر�م�ا ف�إ ب ت� ر� �أ �ه� م�ن ي �ن الله صلى الله عليه وسلم خ�ط�ب� فأتى على هذه اآلية : } إ�ا { ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أما أهلها الذين ي �ح �م�وت� ف�يه�ا و�ال ي �م� ال ي ه�ن �ه� ج� ل

هم أهلها ، فال يموتون فيها وال يحيون ، وأما الذين ليسوا من أهلها ، فإن النار تمسهم ، ( بهم نهرا يقال له : الحياة -3ثم يقوم الشفعاء فيشفعون ، فتجعل الضبائر ، فيؤتى )

�اء في حميل السيل". أو : الحيوان - فينبتون كما ينبت القث�ح�ات� { أي : ومن لقي ربه يوم المعاد مؤمن �ا ق�د ع�م�ل� الص�ال �ه� م�ؤ م�ن ت �أ وقوله : } و�م�ن ي

ع�ال { أي : الجنة ج�ات� ال �ه�م� الد�ر� �ك� ل �ئ �ول القلب ، قد صدق ضميره بقوله وعمله ، } ف�أذات الدرجات العاليات ، والغرف اآلمنات ، والمساكن الطيبات.

قال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، أنبأنا ه�م�ام ، حدثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "الجنة مائة درجة ، ما

(4بين كل درجتين كما بين السماء واألرض ، والفردوس أعالها درجة ومنها تخرج )األنهار األربعة ، والعرش فوقها ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس".

(.5ورواه الترمذي ، من حديث يزيد بن هارون ، عن همام ، به ) وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، أخبرنا

خالد بن يزيد بن أبي مالك ، عن أبيه قال : كان يقال : الجنة مائة درجة ، في كل درجة ( كل درجتين كما بين السماء واألرض ، فيهن الياقوت والحلي ، في6مائة درجة ، بين )

كل درجة أمير ، يرون له الفضل والسؤدد. وفي الصحيحين : "أن أهل عليين ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الغابر في أفق

السماء ، لتفاضل ما بينهم". قالوا : يا رسول الله ، تلك منازل األنبياء ؟ قال : "بلى(.7والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين" )

__________( في ف ، أ : "سلمة".1)

883

Page 285: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.185( ، وصحيح مسلم برقم )3/11( المسند )2)( في ف : "فيؤتون".3)( في ف : "يخرج"4)(.2531( ، وسنن الترمذي برقم )5/316( المسند )5)( في ف ، أ : "ما بين".6) ( من حديث سهل بن سعد2830( وصحيح برقم )6555( صحيح البخاري برقم )7)

رضي الله عنه.

(5/306)

(.1وفي السنن : "وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما" ) �ج ر�ي م�ن �ج ر�ي { أي : إقامة وهو بدل من الدرجات العلى ، } ]ت �ات� ع�د ن� ت ن وقوله : } ج�

�د�ين� ف�يه�ا { ) ال ه�ار� [ خ� �ه�ا األن ت �ح �ى { أي :2ت ك �ز� اء� م�ن ت ( أي : ماكثين أبدا ، } و�ذ�ل�ك� ج�ز� (3طهر نفسه من الدنس والخبث والشرك ، وعبد الله وحده ال شريك له ، وصدق )

�ر وطلب. ب المرسلين فيما جاءوا به من خ�__________

(.96( وسنن ابن ماجه برقم )3987( سنن أبي داود برقم )1)( زيادة من ف ، أ.2)( في ف : "واتبع".3)

(5/307)

�خ�اف� ا ال� ت �س� �ب �ح ر� ي ب �ه�م ط�ر�يق�ا ف�ي ال �اد�ي ف�اض ر�ب ل �ع�ب ر� ب س� �ن أ �ل�ى م�وس�ى أ �ا إ ن ي و ح�

� �ق�د أ و�لى ) �خ ش� �ا و�ال� ت ك �ه�م )77د�ر� ي �م~ م�ا غ�ش� ي �ه�م م�ن� ال ي �ود�ه� ف�غ�ش� ن �ج� ع�و ن� ب �ع�ه�م ف�ر ب ت

� �ض�ل�78( ف�أ ( و�أع�و ن� ق�و م�ه� و�م�ا ه�د�ى ) ( 79ف�ر

�خ�اف� ا ال ت �س� �ب �ح ر� ي ب �ه�م ط�ر�يق�ا ف�ي ال �اد�ي ف�اض ر�ب ل �ع�ب ر� ب س� �ن أ �ل�ى م�وس�ى أ �ا إ ن ي و ح�

� �ق�د أ } و�لى ) �خ ش� �ا و�ال ت ك �ه�م )77د�ر� ي �م~ م�ا غ�ش� ي �ه�م م�ن� ال ي �ود�ه� ف�غ�ش� ن �ج� ع�و ن� ب �ع�ه�م ف�ر ب ت

� �ض�ل�78( ف�أ ( و�أع�و ن� ق�و م�ه� و�م�ا ه�د�ى ) ( {.79ف�ر

ا أنه أمر موسى ، عليه السالم ، حين أبى فرعون أن يرسل معه بني يقول تعالى مخبر� إسرائيل ، أن يسري بهم في الليل ، ويذهب بهم من قبضة فرعون. وقد بسط الله هذا المقام في غير هذه السورة الكريمة. وذلك أن موسى لما خرج ببني إسرائيل أصبحوا�ا شديد�ا وأرسل في المدائن وليس منهم بمصر ال داع وال مجيب ، فغضب فرعون غضبذ�م�ة� ر �ن� ه�ؤ�الء� ل�ش� اتيقه ، يقول : } إ س� حاشرين ، أي من يجمعون له الجند من بلدانه ور�

�ظ�ون� { ]الشعراء : �غ�ائ �ا ل �ن �ه�م ل �ن �يل�ون� و�إ [ ثم لما جمع جنده واستوثق له55 ، 54ق�لر�ق�ين� { ]الشعراء : �ع�وه�م م�ش ب ت

� [ أي : عند طلوع60جيشه ، ساق في طلبهم } ف�أ ج�م ع�ان� { أي : نظر كل من الفريقين إلى اآلخر } ق�ال� اء�ى ال �ر� �م�ا ت الشمس } ف�ل

�ه د�ين� { ]الشعراء : ي ~ي س� ب �ن� م�ع�ي� ر� �ال إ �ون� ق�ال� ك ك �م�د ر� �ا ل �ن ص ح�اب� م�وس�ى إ� [ ،62 ، 61أ

884

Page 286: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ووقف موسى ببني إسرائيل ، البحر أمامهم ، وفرعون وراءهم ، فعند ذلك أوحى اللها { فضرب البحر بعصاه ، وقال : "انفلق ) �س� �ب �ح ر� ي ب �ه�م ط�ر�يق�ا ف�ي ال إليه أن } اض ر�ب ل

� { ]الشعراء : 1 ع�ظ�يم �الط�و د� ال ق� ك �ل� ف�ر �ان� ك ف�ل�ق� ف�ك [ أي : الجبل63( بإذن الله" } ف�ان العظيم. فأرسل الله الريح على أرض البحر فلفحته حتى صار يابسا كوجه األرض ؛

�ا { أي : من فرعون ، } ك �خ�اف� د�ر� ا ال ت �س� �ب �ح ر� ي ب �ه�م ط�ر�يق�ا ف�ي ال فلهذا قال : } ف�اض ر�ب لى { يعني : من البحر أن يغرق قومك. �خ ش� و�ال ت

�م~ { ) ي �ه�م م�ن� ال ي �ود�ه� ف�غ�ش� ن �ج� ع�و ن� ب �ع�ه�م ف�ر ب ت� ( أي : البحر } م�ا2ثم قال تعالى : } ف�أ

�ه�م { أي : الذي هو معروف ومشهور. وهذا يقال عند األمر المعروف المشهور ، ي غ�ش�ى { ]النجم : 3كما ) اه�ا م�ا غ�ش� �ه و�ى ف�غ�ش� �ة� أ �ف�ك م�ؤ ت [ ، وكما54 ، 53( قال تعالى : } و�ال

قال الشاعر : ع ري ع ري ش� �ج م وش� �و الن �ا أب أن

أي : الذي يعرف ، وهو مشهور.__________

( في أ : "على".1)( في ف ، أ : "اليم ما غشيهم".2)( في ف : "وكما".3)

(5/307)

�م� ك �ي �ا ع�ل ن ل �ز� م�ن� و�ن �ي �ب� الط�ور� األ ان �م ج� �اك �م و�و�اع�د ن �م م�ن ع�د�و~ك �اك ن ي ج� �ن �يل� ق�د أ ائ ر� �س �ي إ �ن �ا ب ي و�ى ) ل م�ن� و�الس� �ي80ال �م غ�ض�ب ك �ي �ح�ل� ع�ل �ط غ�و ا ف�يه� ف�ي �م و�ال� ت �اك ق ن ز� �ات� م�ا ر� ~ب �وا م�ن ط�ي �ل ( ك

�ي ف�ق�د ه�و�ى ) ه� غ�ض�ب �ي ل�ل ع�ل �ح �م�81و�م�ن ي �ح�ا ث �م�ن� و�ع�م�ل� ص�ال �اب� و�آ �م�ن ت �غ�ف�ار� ل ~ي ل �ن ( و�إ�د�ى ) ( 82اه ت

( فرعون فسلك بهم في اليم فأضلهم وما هداهم إلى سبيل الرشاد ،1وكما تقدمهم )ود� { ]هود : م�و ر� د� ال و�ر س� ال �ئ �ار� و�ب د�ه�م� الن و ر�

� �ام�ة� ف�أ ق�ي �و م� ال �ق د�م� ق�و م�ه� ي [.98كذلك } ي�م� ك �ي �ا ع�ل ن م�ن� و�نزل �ب� الط�ور� األي ان �م ج� �اك �م و�و�اع�د ن �م م�ن ع�د�و~ك �اك ن ي ج� �ن �يل� ق�د أ ائ ر� �س �ي إ �ن �ا ب } ي

و�ى ) ل م�ن� و�الس� �ي80ال �م غ�ض�ب ك �ي �ح�ل� ع�ل �ط غ�و ا ف�يه� ف�ي �م و�ال ت �اك ق ن ز� �ات� م�ا ر� ~ب �وا م�ن ط�ي �ل ( ك�ي ف�ق�د ه�و�ى ) ه� غ�ض�ب �ي ل�ل ع�ل �ح �م�81و�م�ن ي �ح�ا ث �اب� و�آم�ن� و�ع�م�ل� ص�ال �م�ن ت �غ�ف�ار� ل ~ي ل �ن ( و�إ

�د�ى ) ( {.82اه ت�ج�اهم من عدوهم يذكر تعالى نعمه على بني إسرائيل العظام ، ومننه الجسام ، حيث ن

فرعون ، وأقر أعينهم منه ، وهم ينظرون إليه وإلى جنده قد غرقوا في صبيحة واحدة ،ون� {2لم ينج منهم أحد ، كما قال ]تعالى[ : ) ظ�ر� �ن �م ت ت �ن ع�و ن� و�أ �ا آل� ف�ر ق ن �غ ر� ( } و�أ

[.50]البقرة : و ح بن عبادة ، حدثنا شعبة ، حدثنا أبو وقال البخاري : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ر�

بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا : هذا اليوم الذي أظفر الله فيه

موسى على فرعون ، فقال : " نحن أولى بموسى فصوموه " رواه مسلم أيض�ا في(.3صحيحه )

885

Page 287: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ثم إنه تعالى واعد موسى وبني إسرائيل بعد هالك فرعون إلى جانب الطور األيمن ، ( وفي غ�ض�ون4وهو الذي كلمه تعالى عليه ، وسأل فيه الرؤية ، وأعطاه التوراة هناك. )

�د� بنو إسرائيل العجل ، كما يقصه تعالى قريبا. ذلك ع�ب ( وغيرها.5وأما المن والسلوى ، فقد تقدم الكالم على ذلك في سورة "البقرة" )

لوى : طائر يسقط عليهم ، فيأخذون � فالمن : حلوى كانت تنزل عليه من السماء. والس�ا إليهم ؛ ولهذا قال من كل ، قدر الحاجة إلى الغد ، لطف�ا من الله ورحمة بهم ، وإحسان�ي { أي : كلوا �م غ�ض�ب ك �ي �ح�ل� ع�ل �ط غ�و ا ف�يه� ف�ي �م و�ال ت �اك ق ن ز� �ات� م�ا ر� ~ب �وا م�ن ط�ي �ل تعالى : } ك

( الذي رزقتكم ، وال تطغوا في رزقي ، فتأخذوه من غير حاجة ،6من هذا ]الرزق[ ) ه� �ي ل�ل ع�ل �ح �ي { أي : أغضب عليكم } و�م�ن ي �م غ�ض�ب ك �ي �ح�ل� ع�ل وتخالفوا ما آمركم به ، } ف�ي

�ي ف�ق�د ه�و�ى { قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : أي : فقد شقي. غ�ض�ب�رمى الكافر من أعاله ، فيهوي في جهنم ا ي ف�ي� بن ماتع : إن في جهنم قصر� وقال ش�

�ي ف�ق�د ه� غ�ض�ب �ي ل�ل ع�ل �ح أربعين خريف�ا قبل أن يبلغ الصلصال ، وذلك قوله : } و�م�ن يه�و�ى { رواه ابن أبي حاتم.

�ح�ا { أي : كل من تاب إلي� تبت� عليه �اب� و�آم�ن� و�ع�م�ل� ص�ال �م�ن ت �غ�ف�ار� ل ~ي ل �ن وقوله : } و�إ( على من عبد العجل من بني إسرائيل.7من أي ذنب كان ، حتى إنه تعالى تاب )

__________( في ف : "يقدمهم".1)( زيادة من ف.2)(.1130( ، وصحيح مسلم برقم )4737( صحيح البخاري برقم )3)( في ف ، أ : "هنالك".4) وما بعدها.57( عند تفسير اآلية 5)( زيادة من ف ، أ.6)( في ف ، أ : "أنه تاب تعالى".7)

(5/308)

�ا م�وس�ى ) ل�ك� ع�ن ق�و م�ك� ي �ع ج� ب~83و�م�ا أ ك� ر� �ي �ل ل ت� إ �ر�ي و�ع�ج� ث� ء� ع�ل�ى أ �وال� ( ق�ال� ه�م أ

ض�ى ) �ر �ت ام�ر�ي� )84ل �ه�م� الس� ض�ل� �ع د�ك� و�أ �ا ق�و م�ك� م�ن ب �ن �ا ق�د ف�ت �ن ج�ع� م�وس�ى85( ق�ال� ف�إ ( ف�ر�

�م ع�ه د� أ �م� ال ك �ي �ف�ط�ال� ع�ل �ا أ ن �م و�ع د�ا ح�س� �ك ب �م ر� �ع�د ك �م ي �ل � أ �ا ق�و م ف�ا ق�ال� ي �س� �ان� أ �ل�ى ق�و م�ه� غ�ض ب إ�م م�و ع�د�ي ) �ف ت ل �خ �م ف�أ ~ك ب �م غ�ض�ب� م�ن ر� ك �ي �ح�ل� ع�ل �ن ي �م أ د ت ر�

� �ا م�و ع�د�ك�86أ �ف ن ل �خ �وا م�ا أ ( ق�الام�ر�ي� ) ق�ى الس� �ل �ذ�ل�ك� أ �اه�ا ف�ك � ف�ق�ذ�ف ن ق�و م �ة� ال ا م�ن ز�ين ار� و ز�

� �ا أ ن �ا ح�م~ل �ن �ك �ا و�ل �ن ك �م�ل ( 87ب

�اب� { أي : رجع عما كان فيه من كفر أو شرك أو نفاق أو معصية. وقوله : } ت�ح�ا { أي : بجوارحه.1وقوله : } و�آم�ن� { أي : بقلبه ) ( } و�ع�م�ل� ص�ال

�د�ى { قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أي ثم لم يشكك. �م� اه ت وقوله : } ثوي نحوه �د�ى { أي : استقام على السنة والجماعة. ور� �م� اه ت وقال سعيد بن جبير : } ث

عن مجاهد ، والضحاك ، وغير واحد من السلف.�د�ى { أي : لزم اإلسالم حتى يموت. �م� اه ت وقال قتادة : } ث�د�ى { أي : علم أن لهذا ) �م� اه ت �ا.2وقال سفيان الثوري : } ث ( ثواب

886

Page 288: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ر� �الص�ب �و�اص�و ا ب �وا و�ت �ذ�ين� آم�ن �ان� م�ن� ال �م� ك وثم هاهنا لترتيب الخبر على الخبر ، كقوله : } ثح�م�ة� { ]البلد : م�ر �ال �و�اص�و ا ب [.17و�ت

�ا م�وس�ى ) ل�ك� ع�ن ق�و م�ك� ي �ع ج� ك� ر�ب~83} و�م�ا أ �ي �ل ل ت� إ �ر�ي و�ع�ج� ث� �والء� ع�ل�ى أ ( ق�ال� ه�م أ

ض�ى ) �ر �ت ام�ر�ي� )84ل �ه�م� الس� ض�ل� �ع د�ك� و�أ �ا ق�و م�ك� م�ن ب �ن �ا ق�د ف�ت �ن ج�ع� م�وس�ى85( ق�ال� ف�إ ( ف�ر�

�م ع�ه د� أ �م� ال ك �ي �ف�ط�ال� ع�ل �ا أ ن �م و�ع د�ا ح�س� �ك ب �م ر� �ع�د ك �م ي �ل � أ �ا ق�و م ف�ا ق�ال� ي �س� �ان� أ �ل�ى ق�و م�ه� غ�ض ب إ�م م�و ع�د�ي ) �ف ت ل �خ �م ف�أ ~ك ب �م غ�ض�ب� م�ن ر� ك �ي �ح�ل� ع�ل �ن ي �م أ د ت ر�

� �ا م�و ع�د�ك�86أ �ف ن ل �خ �وا م�ا أ ( ق�الام�ر�ي� ) ق�ى الس� �ل �ذ�ل�ك� أ �اه�ا ف�ك � ف�ق�ذ�ف ن ق�و م �ة� ال ا م�ن ز�ين ار� و ز�

� �ا أ ن �ا ح�م~ل �ن �ك �ا و�ل �ن ك �م�ل ( {87ب__________

( في ف : "قلبه".1)( في ف : "هذا".2)

(5/309)

�س�ي� ) �ه� م�وس�ى ف�ن �ل �م و�إ �ه�ك �ل �وا ه�ذ�ا إ �ه� خ�و�ار� ف�ق�ال د�ا ل �ه�م ع�ج ال� ج�س� ج� ل �خ ر� و ن�88ف�أ �ر� �ف�ال� ي ( أ�ف ع�ا ) ا و�ال� ن �ه�م ض�ر� �م ل�ك� ل ه�م ق�و ال� و�ال� ي �ي �ل ع� إ ج� �ر �ال� ي ( 89أ

�س�ي� ) �ه� م�وس�ى ف�ن �ل �م و�إ �ه�ك �ل �وا ه�ذ�ا إ و�ار� ف�ق�ال �ه� خ� د�ا ل �ه�م ع�ج ال ج�س� ج� ل �خ ر� و ن�88} ف�أ �ر� �ف�ال ي ( أ�ف ع�ا ) ا و�ال ن �ه�م ض�ر� �م ل�ك� ل ه�م ق�و ال و�ال ي �ي �ل ع� إ ج� �ر ال ي

� ( {.89أ�1لما سار موسى عليه السالم ببني إسرائيل بعد هالك فرعون ، وافوا ) ( } ع�ل�ى ق�و م

�م ق�و م� �ك �ن �ه�ة� ق�ال� إ �ه�م آل �م�ا ل �ه�ا ك �ل �ا إ �ن �ا م�وس�ى اج ع�ل ل �وا ي �ه�م ق�ال � ل �ام ص ن� �ف�ون� ع�ل�ى أ �ع ك ي

�ع م�ل�ون� { ]األعراف : �وا ي �ان �اط�ل� م�ا ك �ر� م�ا ه�م ف�يه� و�ب �ب �ن� ه�ؤ�الء� م�ت ه�ل�ون� * إ �ج [139 ، 138تا ، فتمت ]له[ )2وواعده ربه ثالثين ليلة ثم أتبعها ) ( أربعين ليلة ، أي :3( له عشر�

ا. وقد تقدم في حديث "الفتون" بيان ذلك. فسارع موسى عليه يصومها ليال ونهار�ا إلى الطور ، واستخلف على بني إسرائيل أخاه هارون ؛ ولهذا قال السالم مبادر�

�ر�ي { أي : قادمون ث� �والء� ع�ل�ى أ �ا م�وس�ى ق�ال� ه�م أ ل�ك� ع�ن ق�و م�ك� ي �ع ج� تعالى : } و�م�ا أ

ض�ى { أي : لتزداد عني رضا ، } ق�ال� �ر �ت ب~ ل ك� ر� �ي �ل ل ت� إ �ا من الطور ، } و�ع�ج� ينزلون قريبام�ر�ي� { أخبر تعالى نبيه موسى بما كان بعده �ه�م� الس� ض�ل

� �ع د�ك� و�أ �ا ق�و م�ك� م�ن ب �ن �ا ق�د ف�ت �ن ف�إمن الحدث في بني إسرائيل ، وعبادتهم العجل الذي عمله لهم ذلك

__________( في ف ، أ : "وأتوا".1)( في ف ، أ : "أتمها".2)( زيادة من ف ، أ.3)

(5/309)

السامري. وفي الكتب اإلسرائيلية : أنه كان اسمه هارون أيض�ا ، وكتب الله تعالى له و�اح� م�ن �ه� ف�ي األل �ا ل ن �ب �ت في هذه المدة األلواح المتضمنة للتوراة ، كما قال تعالى : } و�ك

�م ر�يك� أ �ه�ا س� ن ح س�

� �أ خ�ذ�وا ب �أ م�ر ق�و م�ك� ي �ق�و�ة� و�أ ي ء� ف�خ�ذ ه�ا ب �ل~ ش� �ك �ف ص�يال ل ي ء� م�و ع�ظ�ة� و�ت �ل~ ش� ك

887

Page 289: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ق�ين� { ]األعراف : ف�اس� [ أي : عاقبة الخارجين عن طاعتي المخالفين ألمري.145د�ار� الف�ا { أي : بعد ما أخبره تعالى بذلك ، في �س� �ان� أ �ل�ى ق�و م�ه� غ�ض ب ج�ع� م�وس�ى إ وقوله : } ف�ر�ل�م التوراة التي �س� �ق عليهم ، هو فيما هو فيه من االعتناء بأمرهم ، وت ن غاية الغضب والح��ع ل�م� كل عاقل له لب فيها شريعتهم ، وفيها شرف لهم. وهم قوم قد عبدوا غير الله ما ي

( وسخافة عقولهم وأذهانهم ؛ ولهذا رجع إليهم3( ]ما هم فيه[ )2( بطالن )1]وحزم[ )غضبان أسف�ا ، واألسف : شدة الغضب.

ف�ا { أي : �س� ف�ا { أي : جزع�ا. وقال قتادة ، والسدي : } أ �س� �ان� أ وقال مجاهد : } غ�ض ب�ا على ما صنع قومه من بعده. حزين

�ا { أي : أما وعدكم على لساني كل خير في ن �م و�ع د�ا ح�س� �ك ب �م ر� �ع�د ك �م ي �ل � أ �ا ق�و م } ق�ال� ي الدنيا واآلخرة ، وحسن العاقبة كما شاهدتم من نصرته إياكم على عدوكم ، وإظهاركم

ع�ه د� { أي : في انتظار ما �م� ال ك �ي �ف�ط�ال� ع�ل عليه ، وغير ذلك من أياديه عندكم ؟ } أ�ح�ل�4وعدكم الله. ونسيان ما سلف من ) �ن ي �م أ د ت ر�

� �م أ ( نعمه ، وما بالعهد من قدم. } أ�م { "أم" هاهنا بمعنى "بل" وهي لإلضراب عن الكالم األول ، ~ك ب �م غ�ض�ب� م�ن ر� ك �ي ع�ل

وعدول إلى الثاني ، كأنه يقول : بل أردتم بصنيعكم هذا أن يحل عليكم غضب من ربكم�وا { أي : بنو إسرائيل في جواب ما أنبهم ) �م م�و ع�د�ي * ق�ال �ف ت ل �خ ( موسى وقرعهم5} ف�أ

�ا { أي : عن قدرتنا واختيارنا. �ن ك �م�ل �ا م�و ع�د�ك� ب �ف ن ل �خ : } م�ا أ ثم شرعوا يعتذرون بالعذر البارد ، يخبرونه عن تورعهم عما كان بأيديهم من ح�لي�اه�ا { أي : القبط الذي كانوا قد استعاروه منهم ، حين خرجوا من مصر ، } ف�ق�ذ�ف ن

ألقيناها عنا. وقد تقدم في حديث "الفتون" أن هارون عليه السالم هو الذي كان أمرهمبإلقاء الحلي في حفرة فيها نار.

د~ي� ، عن أبي مالك ، عن ابن عباس : إنما أراد هارون أن يجتمع الح�لي وفي رواية الس�ا واحد�ا. حتى إذا رجع موسى يرى )6كله في تلك الحفيرة ) ( فيه ما7( ويجعل حجر� ( ذلك السامري فألقى عليها تلك القبضة التي أخذها من أثر8يشاء. ثم جاء ]بعد[ )

الرسول ، وسأل هارون أن يدعو الله أن يستجيب له في دعوته ، فدعا له هارون - وهو ( فقال السامري عند ذلك : أسأل الله أن يكون عجال.9ال يعلم ما يريد - فأجيب له )

ا ؛ ولهذا قالوا : فكان عجال له خ�وار ، أي : صوت ، استدراج�ا وإمهاال ومحنة واختبار��ه� خ�و�ار� { د�ا ل �ه�م ع�ج ال ج�س� ج� ل �خ ر� ام�ر�ي� * ف�أ ق�ى الس� �ل �ذ�ل�ك� أ } ف�ك

( ��ري ت �خ ( حدثنا يزيد بن هارون10وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عبادة بن البأخبرنا ح�م�اد

__________( زيادة من ف ، أ.1)( في ف : "بضالل".2)( زيادة من ف ، أ وفي هـ : "ما لقيه".3)( في ف : "في".4)( في أ : "نبيهم".5)( في ف : "الحفرة".6)( في ف ، أ : "رأى".7)( زيادة من ف ، أ.8)( في ف ، أ : "فيه".9)( في ف : "البحتري".10)

888

Page 290: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/310)

عن سماك ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ؛ أن هارون م�ر� بالسامري وهو ينحت العجل ، فقال له : ما تصنع ؟ فقال : أصنع ما يضر وال ينفع فقال هارون : اللهم اعطه

( السامري : اللهم إني أسألك أن1ما سأل على ما في نفسه ومضى هارون ، فقال )�خ�ور ف�خ�ار ، فكان إذا خار سجدوا له ، وإذا خار رفعوا رؤوسهم. ي

( ما ينفع وال يضر.2ثم رواه من وجه آخر عن حماد وقال : ]أعمل[ )وقال السدي : كان يخور ويمشي.

�ه� م�وس�ى �ل �م و�إ �ه�ك �ل فقالوا - أي : الض�الل منهم ، الذين افتتنوا بالعجل وعبدوه - : } ه�ذ�ا إ�س�ي� { أي : نسيه هاهنا ، وذهب يتطلبه. كذا تقدم في حديث "الفتون" عن ابن ف�ن

عباس. وبه قال مجاهد.�س�ي� { أي : نسي أن يذكركم أن هذا وقال س�ماك عن عكرمة عن ابن عباس : } ف�ن

إلهكم. وقال محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس

�ا قط �ا لم يحبوا شيئ �ه� م�وس�ى { قال : فعكفوا عليه وأحبوه حب �ل �م و�إ �ه�ك �ل فقالوا : } ه�ذ�ا إ�س�ي� { أي : ترك ما كان عليه من اإلسالم يعني : يعني مثله ، يقول الله : } ف�ن

السامري.�ا لفضيحتهم وسخافة عقولهم فيما ذهبوا قال الله تعالى رد�ا عليهم ، وتقريع�ا لهم ، وبيان�ف�ال �ف ع�ا { أي : العجل } أ ا و�ال ن �ه�م ض�ر� �م ل�ك� ل ه�م ق�و ال و�ال ي �ي �ل ع� إ ج� �ر ال ي

� و ن� أ �ر� �ف�ال ي إليه : } أ�ف ع�ا { أي : ا و�ال ن �ه�م ض�ر� �م ل�ك� ل و ن� { أنه ال يجيبهم إذا سألوه ، وال إذا خاطبوه ، } و�ال ي �ر� ي

في دنياهم وال في أخراهم. ( ال والله ما كان خواره إال أن يدخل الريح في دبره3قال ابن عباس رضي الله عنه )فيخرج فيه ، فيسمع له صوت.( عن الحسن البصري : أن هذا العجل اسمه بهموت.4وقد تقدم في متون الحديث )

وحاصل ما اعتذر به هؤالء الجهلة أنهم تورعوا عن زينة القبط ، فألقوها عنهم ، وعبدوا العجل. فتورعوا عن الحقير وفعلوا األمر الكبير ، كما جاء في الحديث الصحيح عن ابن

عمر : أنه سأله رجل من أهل العراق عن دم البعوض إذا أصاب الثوب - يعني : هل ( انظروا إلى أهل العراق ،5يصلي فيه أم ال ؟ - فقال ابن عمر ، رضي الله عنه : )

قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني : الحسين - وهم يسألون عن(.6دم البعوض ؟ )

__________( في ف : "وقال".1)( زيادة من ف ، أ.2)( في ف ، أ : "عنهما".3)( في ف ، أ : "حديث الفتون".4)( في ف ، أ : "عنهما".5)(.5994( صحيح البخاري برقم )6)

(5/311)

889

Page 291: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ط�يع�وا �ي و�أ �ع�ون �ب ح م�ن� ف�ات �م� الر� �ك ب �ن� ر� �ه� و�إ �م ب ت �ن �م�ا ف�ت �ن � إ �ا ق�و م ل� ي ون� م�ن ق�ب �ه�م ه�ار� �ق�د ق�ال� ل و�لم ر�ي )

� �ا م�وس�ى )90أ ن �ي �ل ع� إ ج� �ر �ى ي ت �ف�ين� ح� ه� ع�اك �ي ح� ع�ل ر� �ب �ن ن �وا ل ون� م�ا91( ق�ال �ا ه�ار� ( ق�ال� ي�وا ) �ه�م ض�ل ت ي

� أ �ذ ر� �ع�ك� إ م ر�ي )92م�ن� ت� أ �ف�ع�ص�ي �ع�ن� أ �ب �ت �ال� ت �ي93( أ �ت ي �ح �ل ذ ب خ� �أ �م� ال� ت ن� أ �ا اب ( ق�ال� ي

ق�ب ق�و ل�ي ) �ر �م ت �يل� و�ل ائ ر� �س �ي إ �ن ن� ب �ي ق ت� ب �ق�ول� ف�ر� �ن ت يت� أ ~ي خ�ش� �ن س�ي إ أ �ر� ( 94و�ال� ب

�ي �ع�ون �ب ح م�ن� ف�ات �م� الر� �ك ب �ن� ر� �ه� و�إ �م ب ت �ن �م�ا ف�ت �ن � إ �ا ق�و م ل� ي ون� م�ن ق�ب �ه�م ه�ار� �ق�د ق�ال� ل } و�لم ر�ي )

� �ط�يع�وا أ �ا م�وس�ى )90و�أ ن �ي �ل ع� إ ج� �ر �ى ي ت �ف�ين� ح� ه� ع�اك �ي ح� ع�ل ر� �ب �ن ن �وا ل ( {.91( ق�ال�ه ي هارون ، عليه السالم ، لهم عن عبادة العجل ، وإخباره يخبر تعالى عما كان من ن

ا ، ح م�ن� { الذي خلق كل شيء فقدره تقدير� �م� الر� �ك ب �ن� ر� إياهم : إنما هذا فتنة لكم } و�إ�ي { أي : فيما آمركم به ، واتركوا ما �ع�ون �ب ذو العرش المجيد ، الفعال لما يريد } ف�ات

أنهاكم عنه.�ا م�وس�ى { أي : ال نترك عبادته حتى نسمع ن �ي �ل ج�ع� إ �ر �ى ي ت �ف�ين� ح� ه� ع�اك �ي ح� ع�ل ر� �ب �ن ن �وا ل } ق�ال

كالم موسى فيه. وخالفوا هارون في ذلك وحاربوه وكادوا أن يقتلوه.�وا ) �ه�م ض�ل ت ي

� أ �ذ ر� �ع�ك� إ ون� م�ا م�ن �ا ه�ار� م ر�ي )92} ق�ال� ي� ت� أ �ف�ع�ص�ي �ع�ن� أ �ب �ت ال ت

� �ا93( أ ( ق�ال� ي �م �يل� و�ل ائ ر� �س �ي إ �ن ن� ب �ي ق ت� ب �ق�ول� ف�ر� �ن ت يت� أ ~ي خ�ش� �ن س�ي إ أ �ر� �ي و�ال ب �ت ي �ح �ل ذ ب خ� �أ �م� ال ت ن� أ اب

ق�ب ق�و ل�ي ) �ر ( {.94تا عن موسى ، عليه السالم ، حين رجع إلى قومه ، فرأى ما قد حدث فيهم يقول مخبر�

( وألقى ما كان في يده من األلواح اإللهية1من األمر العظيم ، فامتأل عند ذلك غيظ�ا ، ) ، وأخذ برأس أخيه يجره إليه ، وقد قدمنا في "األعراف" بسط ذلك ، وذكرنا هناك

حديث "ليس الخبر كالمعاينة".�ع�ن� { أي :2وشرع يلوم أخاه ) �ب �ت ال ت

� �وا * أ �ه�م ض�ل ت ي� أ �ذ ر� �ع�ك� إ ( هارون فقال : } م�ا م�ن

م ر�ي { أي : فيما كنت تقدمت إليك ، وهو� ت� أ �ف�ع�ص�ي فتخبرني بهذا األمر أول ما وقع } أ

د�ين� { ]األعراف : م�ف س� �يل� ال ب �ع س� �ب �ت �ح و�ال ت ص ل� �ي ف�ي ق�و م�ي و�أ �ف ن ل [.142قوله : } اخ

�م� { ترفق له بذكر األم مع أنه شقيقه ألبويه ؛ ألن ذكر األم هاهنا أرق ن� أ �ا اب قال : } ي~ي �ن س�ي إ أ �ر� �ي و�ال ب �ت ي �ح �ل ذ ب خ� �أ �م� ال ت ن� أ �ا اب وأبلغ ، أي : في الحنو والعطف ؛ ولهذا قال : } ي

ق�ب ق�و ل�ي {. �ر �م ت �يل� و�ل ائ ر� �س �ي إ �ن ن� ب �ي ق ت� ب �ق�ول� ف�ر� �ن ت يت� أ خ�ش� هذا اعتذار من هارون عند موسى في سبب تأخره عنه ، حيث لم يلحقه فيخبره بمايت� { أن أتبعك فأخبرك بهذا ، فتقول ~ي خ�ش� �ن كان من هذا الخطب الجسيم قال } إ

ق�ب ق�و ل�ي { أي : وما راعيت ما أمرتك �ر �م ت لي : لم تركتهم وحدهم وفرقت بينهم } و�لبه حيث استخلفتك فيهم.

�ا له مطيع�ا. قال ابن عباس : وكان هارون هائب__________

( في ف : "غضبا".1)( في ف : "أخوه".2)

(5/312)

890

Page 292: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ام�ر�ي� ) �ا س� �ك� ي �ر�95ق�ال� ف�م�ا خ�ط ب ث� ض�ة� م�ن أ �ض ت� ق�ب �ه� ف�ق�ب وا ب ص�ر� �ب �م ي �م�ا ل ت� ب �ص�ر ( ق�ال� ب

�ف س�ي ) و�ل�ت ل�ي ن �ذ�ل�ك� س� �ه�ا و�ك �ذ ت �ب ول� ف�ن س� �ن 96الر� �اة� أ ي ح� �ن� ل�ك� ف�ي ال ( ق�ال� ف�اذ ه�ب ف�إ�ف�ا ه� ع�اك �ي �ذ�ي ظ�ل ت� ع�ل �ه�ك� ال �ل �ل�ى إ ظ�ر إ �ف�ه� و�ان ل �خ �ن ت �ن� ل�ك� م�و ع�د�ا ل �ق�ول� ال� م�س�اس� و�إ ت

ف�ا ) �س �م~ ن ي �ه� ف�ي ال ف�ن س� �ن �ن �م� ل �ه� ث ق�ن �ح�ر~ �ن �ل�97ل ع� ك �ال� ه�و� و�س� �ه� إ �ل �ذ�ي ال� إ �ه� ال �م� الل �ه�ك �ل �م�ا إ �ن ( إ م�ا ) ل ي ء� ع� ( 98ش�

ام�ر�ي� ) �ا س� �ك� ي �ر�95} ق�ال� ف�م�ا خ�ط ب ث� ض�ة� م�ن أ �ض ت� ق�ب �ه� ف�ق�ب وا ب ص�ر� �ب �م ي �م�ا ل ت� ب �ص�ر ( ق�ال� ب

�ف س�ي ) و�ل�ت ل�ي ن �ذ�ل�ك� س� �ه�ا و�ك �ذ ت �ب ول� ف�ن س� �ن 96الر� �اة� أ ي ح� �ن� ل�ك� ف�ي ال ( ق�ال� ف�اذ ه�ب ف�إ�ف�ا ه� ع�اك �ي �ذ�ي ظ�ل ت� ع�ل �ه�ك� ال �ل �ل�ى إ ظ�ر إ �ف�ه� و�ان ل �خ �ن ت �ن� ل�ك� م�و ع�د�ا ل �ق�ول� ال م�س�اس� و�إ ت

ف�ا ) �س �م~ ن ي �ه� ف�ي ال ف�ن س� �ن �ن �م� ل �ه� ث ق�ن �ح�ر~ �ن �ل�97ل ع� ك �ال ه�و� و�س� �ه� إ �ل �ذ�ي ال إ �ه� ال �م� الل �ه�ك �ل �م�ا إ �ن ( إ م�ا ) ل ي ء� ع� ( {.98ش�

يقول موسى ، عليه السالم ، للسامري : ما حملك على ما صنعت ؟ وما الذي عرضلك حتى فعلت ما فعلت ؟

قال محمد بن إسحاق ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :م�ا ، وكان من قوم يعبدون البقر ، وكان ح�ب� عبادة �اج�ر كان السامري رجال من أهل ب

البقر في نفسه ، وكان قد أظهر اإلسالم مع بني إسرائيل. وكان اسم السامري :موسى بن ظفر.

( كان من كرمان.1وفي رواية عن ابن عباس : ]إنه[ )وقال قتادة : كان من قرية اسمها سامرا.

} قال بصرت بما لم يبصروا به { أي : رأيت جبريل حين جاء لهالك فرعون ،س�ول� { أي : من أثر فرسه. وهذا هو المشهور عند كثير �ر� الر� ث

� ض�ة� م�ن أ �ض ت� ق�ب } ف�ق�بمن المفسرين أو أكثرهم.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، أخبرنا عبيد الله بن موسى ، أخبرنا إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي بن عمارة ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : إن جبريل ، عليه السالم ، لما نزل فصعد بموسى إلى السماء ، بصر به السامري من بين الناس ، فقبض قبضة من أثر الفرس قال : وحمل جبريل موسى خلفه ، حتى إذا

( وهو يسمع صرير األقالم في األلواح.2دنا من باب السماء ، صعد وكتب الله األلواح ) فلما أخبره أن قومه قد فتنوا من بعده قال : نزل موسى ، فأخذ العجل فأحرقه.

س�ول� { قال : من تحت حافر فرس �ر� الر� ث� ض�ة� م�ن أ �ض ت� ق�ب غريب. وقال مجاهد : } ف�ق�ب

( جبريل ، قال : والقبضة ملء الكف ، والقبضة بأطراف األصابع.3) قال مجاهد : نبذ السامري ، أي : ألقى ما كان في يده على حلية بني إسرائيل ،

فانسبك عجال جسد�ا له خ�وار حفيف الريح فيه ، فهو خواره. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن يحيى ، أخبرنا علي بن المديني ، حدثنا يزيد بن

ع ، حدثنا عمارة ، حدثنا عكرمة ؛ أن السامري رأى الرسول ، فألقي في روعه أنك ي ر� ز� إن أخذت من أثر هذا الفرس قبضة فألقيتها في شيء ، فقلت له : "كن فكان" فقبض

قبضة من أثر الرسول ، فيبست أصابعه على القبضة ، فلما ذهب موسى للميقات وكان بنو إسرائيل استعاروا حلي آل فرعون ، فقال لهم السامري : إنما أصابكم من أجل هذا الحلي ، فاجمعوه. فجمعوه ، فأوقدوا عليه ، فذاب ، فرآه السامري فألقي

في روعه أنك لو قذفت هذه القبضة في هذه فقلت : "كن" كان. فقذف القبضة�ه� م�وس�ى {. �ل �م و�إ �ه�ك �ل وقال : "كن" ، فكان عجال له خوار ، فقال : } ه�ذ�ا إ

�ف س�ي { أي : و�ل�ت ل�ي ن �ذ�ل�ك� س� �ه�ا { أي : ألقيتها مع من ألقى ، } و�ك �ذ ت �ب ولهذا قال : } ف�ن

891

Page 293: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ه� وأعجبها إذ ذاك. �ت ن ح�س��ق�ول� ال م�س�اس� { أي : كما أخذت وم�س�س ت� ما �ن ت �اة� أ ي ح� �ن� ل�ك� ف�ي ال } ق�ال� ف�اذ ه�ب ف�إ

لم__________

( زيادة من أ.1)( في ف : "وكتب الله األقالم في األلواح".2)( في ف : "فرس حافر".3)

(5/313)

يكن أخذه ومسه من أثر الرسول ، فعقوبتك في الدنيا أن تقول : "ال مساس" أي : التماس� الناس وال يمسونك.

�ف�ه� { أي : ال محيد لك عنه. ل �خ �ن ت �ن� ل�ك� م�و ع�د�ا { أي : يوم القيامة ، } ل } و�إ�ق�ول� ال م�س�اس� { قال : عقوبة لهم ، وبقاياهم اليوم يقولون : ال �ن ت وقال قتادة : } أ

مساس.�ه�يك : لن تغيب عنه. �ف�ه� { قال الحسن ، وقتادة ، وأبو ن ل �خ �ن ت �ن� ل�ك� م�و ع�د�ا ل وقوله : } و�إ

�ف�ا { أي : أقمت ه� ع�اك �ي �ذ�ي ظ�ل ت� ع�ل �ه�ك� { أي : معبودك ، } ال �ل �ل�ى إ ظ�ر إ وقوله : } و�ان على عبادته ، يعني : العجل } لنحرقنه { قال الضحاك عن ابن عباس ، والسدي :

ح�له ) ( بالمبارد ، وألقاه على النار.1س� وقال قتادة : استحال العجل من الذهب لحم�ا ودم�ا ، فحرقه بالنار ، ثم ألقاه ، أي :

ف�ا {.2رماده ) �س �م~ ن ي �ه� ف�ي ال ف�ن س� �ن �ن �م� ل ( في البحر ؛ ولهذا قال : } ث وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبي

( عبد وأبي عبد الرحمن ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال :3إسحاق ، عن عمارة بن ) إن موسى لما تعجل إلى ربه ، عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي نساء بني

ده � إسرائيل ، ثم صوره عجال قال : فعمد موسى إلى العجل ، فوضع عليه المبارد ، فبر بها ، وهو على شط نهر ، فلم يشرب أحد من ذلك الماء ممن كان يعبد العجل إال اصفر

( ؟ قال : يقتل بعضكم بعض�ا.4وجهه مثل الذهب. فقالوا لموسى : ما توبتنا ) وهكذا قال السدي : وقد تقدم في تفسير سورة "البقرة" ثم في حديث "الفتون"

بسط ذلك. م�ا { يقول لهم موسى ، ل ي ء� ع� �ل� ش� ع� ك �ال ه�و� ]و�س� �ه� إ �ل �ذ�ي ال إ �ه� ال �م� الل �ه�ك �ل �م�ا إ �ن وقوله : } إ

( أي : ال يستحق5عليه السالم : ليس هذا إلهكم ، إنما إلهكم الله الذي ال إله إال هو[ )ذلك على العباد إال هو ، وال تنبغي العبادة إال له ، فإن كل شيء فقير إليه ، عبد لربه.

م�ا { نصب على التمييز ، أي : هو عالم بكل شيء ، ل ي ء� ع� �ل� ش� ع� ك وقوله : } و�س� م�ا { ]الطالق : ل ي ء� ع� �ل~ ش� �ك �ح�اط� ب ي ء� ع�د�د�ا { ]الجن :12} أ �ل� ش� �ح ص�ى ك [ ، } و�أ

ة� { ]سبأ : 28 ق�ال� ذ�ر� ه� م�ث ب� ع�ن �ع ز� �م�ه�ا6[ ، } و�م�ا )3[ ، فال } ي �ع ل �ال ي ق�ة� إ ق�ط� م�ن و�ر� �س ( ت�ين� { ]األنعام : �اب� م�ب �ت �ال ف�ي ك �س� إ �اب ط ب� و�ال ي �م�ات� األر ض� و�ال ر� �ة� ف�ي ظ�ل ب [ ،59و�ال ح�

�اب� �ت �ل ف�ي ك �و د�ع�ه�ا ك ت ه�ا و�م�س �ق�ر� ت �م� م�س �ع ل ق�ه�ا و�ي �ه� ر�ز �ال ع�ل�ى الل �ة� ف�ي األر ض� إ } و�م�ا م�ن د�اب�ين� { ]هود : [ واآليات في هذا كثيرة جد�ا.6م�ب

__________

892

Page 294: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف : "ينتحله".1)( في ف : "ثم ألقى رماده".2)( في ف : "عن".3)( في ف ، أ : "ما يريد منا".4)( زيادة من ف ، أ.5)( في ف : "وال".6)

(5/314)

ا ) ر� �ا ذ�ك �د�ن �اك� م�ن ل ن �ي �ت �ق� و�ق�د آ ب �اء� م�ا ق�د س� ب �ن ك� م�ن أ �ي �ق�ص� ع�ل �ذ�ل�ك� ن ه�99ك �ع ر�ض� ع�ن ( م�ن أا ) ر� �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ح م�ل� ي �ه� ي �ن �ام�ة� ح�م ال� )100ف�إ ق�ي �و م� ال �ه�م ي اء� ل �د�ين� ف�يه� و�س� ال �و م�101( خ� ( ي

ق�ا ) ر �ذ� ز� �و م�ئ م�ج ر�م�ين� ي ر� ال �ح ش� ف�خ� ف�ي الص�ور� و�ن �ن ا102ي ر� �ال� ع�ش �م إ ت �ث �ب �ن ل �ه�م إ ن �ي �ون� ب �خ�اف�ت �ت ( ي�و م�ا )103) �ال� ي �م إ ت �ث �ب �ن ل �ه�م ط�ر�يق�ة� إ �ل م ث

� �ق�ول� أ �ذ ي �ون� إ �ق�ول �م�ا ي �م� ب �ع ل �ح ن� أ ( 104( ن

ا ) ر� �ا ذ�ك �د�ن �اك� م�ن ل ن �ي �ق� و�ق�د آت ب �اء� م�ا ق�د س� ب �ن ك� م�ن أ �ي �ق�ص� ع�ل �ذ�ل�ك� ن �ع ر�ض�99} ك ( م�ن أا ) ر� �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ح م�ل� ي �ه� ي �ن ه� ف�إ �ام�ة� ح�م ال )100ع�ن ق�ي �و م� ال �ه�م ي اء� ل �د�ين� ف�يه� و�س� ال (101( خ�

.}�ا عليك خبر موسى ، وما يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : كما ق�ص�ص ن

جرى له مع فرعون وجنوده على الجلية واألمر الواقع ، كذلك نقص عليك األخبار�ا { أي : عندنا �د�ن �اك� م�ن ل ن �ي الماضية كما وقعت من غير زيادة وال نقص ، هذا } و�ق�د آت

�نزيل� ف�ه� ت ل ه� و�ال م�ن خ� �د�ي ن� ي �ي �اط�ل� م�ن ب ب �يه� ال ت �أ ا { وهو القرآن العظيم ، الذي } ال ي ر� } ذ�ك� ح�م�يد� { ]فصلت : [ ، الذي لم يعط نبي من األنبياء ]منذ بعثوا إلى أن42م�ن ح�ك�يم

�ا مثله وال أكمل منه ، وال أجمع1ختموا[ ) ( بمحمد صلى الله عليه وسلم تسليما ، كتاب لخبر ما سبق وخبر ما هو كائن ، وحكم الفصل بين الناس منه ؛ ولهذا قال تعالى :

�ا ، وابتغى الهدى في ا وطلب ه� { أي : كذب به وأعرض عن اتباعه أمر� �ع ر�ض� ع�ن } م�ن أ�ه� �ن ه� ف�إ �ع ر�ض� ع�ن غيره ، فإن الله يضله ويهديه إلى سواء الجحيم ؛ ولهذا قال : } م�ن أ

ا { أي : إثم�ا ، كما قال ]الله[ ) ر� �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ح م�ل� ي �ه� م�ن�2ي ف�ر ب �ك ( تعالى : } و�م�ن ي�ار� م�و ع�د�ه� { ]هود : اب� ف�الن [.17األح ز�

وهذا عام في كل من بلغه القرآن من العرب والعجم ، أهل الكتاب وغيرهم ، كما قال�غ� { ]األنعام : �ل �ه� و�م�ن ب �م ب ك ذ�ر� [. فكل من بلغه القرآن فهو نذير له وداع19تعالى : } ألن

، فمن اتبعه هدي ، ومن خالفه وأعرض عنه ض�ل� وشقي في الدنيا ، والنار موعده يوم�د�ين� ف�يه� { ال ا * خ� ر� �ام�ة� و�ز ق�ي �و م� ال �ح م�ل� ي �ه� ي �ن ه� ف�إ �ع ر�ض� ع�ن القيامة ؛ ولهذا قال : } م�ن أ�ام�ة� ح�م ال { أي : بئس الحمل ق�ي �و م� ال �ه�م ي اء� ل أي : ال م�ح�يد لهم عنه وال انفكاك } و�س�

(3حملهم. )ق�ا ) ر �ذ� ز� �و م�ئ م�ج ر�م�ين� ي ر� ال �ح ش� ف�خ� ف�ي الص�ور� و�ن �ن �و م� ي �م 102} ي ت �ث �ب �ن ل �ه�م إ ن �ي �ون� ب �خ�اف�ت �ت ( ي

ا ) ر� �ال ع�ش �و م�ا )103إ �ال ي �م إ ت �ث �ب �ن ل �ه�م ط�ر�يق�ة� إ �ل م ث� �ق�ول� أ �ذ ي �ون� إ �ق�ول �م�ا ي �م� ب �ع ل �ح ن� أ ( ن

104.} )�ل عن الص�ور ، فقال : "ق�رن� ئ ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم س�

�نف�خ فيه" ) (.4ي

893

Page 295: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

وقد جاء في حديث "الصور" من رواية أبي هريرة : أنه قرن عظيم ، الد�ارة منه بقدر السماوات واألرض ، ينفخ فيه إسرافيل ، عليه السالم. وجاء في الحديث : "كيف أنع�م�ن ، وحنى جبهته ، وانتظر أن يؤذن له" فقالوا : يا رسول ن قد التقم الق�ر وصاحب الق�ر

(.5الله ، كيف نقول ؟ قال : "قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، على الله توكلنا" )ق العيون من شدة ما هم ر ق�ا { قيل : معناه ز� ر �ذ� ز� �و م�ئ م�ج ر�م�ين� ي ر� ال �ح ش� وقوله : } و�ن

فيه من األهوال.ون ) ��ه�م { قال ابن عباس : يتسار ن �ي �ون� ب اف�ت �خ� �ت ( بينهم ، أي : يقول بعضهم لبعض :6} ي

ا { ر� �ال ع�ش �م إ ت �ث �ب �ن ل } إ__________

( زيادة من ف.1)( زيادة من ف.2)( في ف : "عليهم".3)( من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.2/192( رواه أحمد في مسنده )4) من تفسير سورة األنعام.73( سبق الحديث في الكالم عن الصور عند اآلية : 5)( في ف : "يتشاورون".6)

(5/315)

ف�ا ) �س ~ي ن ب ف�ه�ا ر� س� �ن �ال� ف�ق�ل ي ب ج� �ك� ع�ن� ال �ون �ل أ �س ه�ا ق�اع�ا ص�ف ص�ف�ا )105و�ي �ذ�ر� ( ال�106( ف�ي�ا ) م ت

� ا و�ال� أ ى ف�يه�ا ع�و�ج� �ر� ص و�ات�107ت� ع�ت� األ �ه� و�خ�ش� �ع�ون� الد�اع�ي� ال� ع�و�ج� ل �ب �ت �ذ� ي �و م�ئ ( ي

ا ) �ال� ه�م س� م�ع� إ �س ح م�ن� ف�ال� ت �لر� ( 108ل

أي : في الدار الدنيا ، لقد كان لبثكم فيها قليال عشرة أيام أو نحوها.�ق�ول� �ذ ي �ق�ول�ون� { أي : في حال تناجيهم بينهم } إ �م�ا ي �م� ب �ع ل �ح ن� أ قال الله تعالى : } ن

�و م�ا { أي لقصر مدة الدنيا �ال ي �م إ ت �ث �ب �ن ل �ه�م ط�ر�يق�ة� { أي : العاقل الكامل فيهم ، } إ �ل م ث� أ

�ها وإن تكررت أوقاتها وتعاقبت لياليها وأيامها[ ) �ل في أنفسهم ]يوم المعاد ؛ ألن الدنيا ك ( الحياة الدنيا يوم القيامة : وكان2( وساعاتها كأنها يوم واحد ؛ ولهذا تستقصر مدة )1

( قيام الحجة عليهم ، لقصر المدة ؛ ولهذا قال تعالى :3غرضهم في ذلك ]درء[ )�ون� و�ق�ال� �ؤ ف�ك �وا ي �ان �ذ�ل�ك� ك اع�ة� ك ر� س� �وا غ�ي �ث �ب م�ج ر�م�ون� م�ا ل م� ال �ق س� اع�ة� ي �ق�وم� الس� �و م� ت } و�ي

�ع ث� ب �و م� ال �ع ث� ف�ه�ذ�ا ي ب � ال �و م �ل�ى ي �ه� إ �اب� الل �ت �م ف�ي ك ت �ث �ب �ق�د ل م� و�اإليم�ان� ل ع�ل �وا ال �وت �ذ�ين� أ ال�م�ون� { ]الروم : �ع ل �م ال ت ت �ن �م ك �ك �ن �ك �ر�56 ، 55و�ل �ذ�ك �ت �م م�ا ي ك �ع�م~ر �م ن و�ل

� [ ، وقال تعالى : } أ�ص�ير� { ]فاطر : �م�ين� م�ن ن �لظ�ال �ذ�ير� ف�ذ�وق�وا ف�م�ا ل �م� الن اء�ك �ر� و�ج� �ذ�ك [ ، وقال37ف�يه� م�ن ت

ع�اد~ين� ل� ال� أ � ف�اس �و م �ع ض� ي و ب

� �و م�ا أ �ا ي ن �ث �ب �وا ل �ين� * ق�ال ن �م ف�ي األر ض� ع�د�د� س� ت �ث �ب �م ل تعالى : } ك�م�ون� { ]المؤمنون : �ع ل �م ت ت �ن �م ك �ك �ن �و أ �يال ل �ال ق�ل �م إ ت �ث �ب �ن ل [ أي : إنما114 - 112* ق�ال� إ

�بثكم فيها قليال لو كنتم تعلمون آلثرتم الباقي على الفاني ، ولكن تصرفتم فأسأتم كان ل�م الحاضر الفاني على الدائم الباقي. التصرف ، ق�د�مت

ف�ا ) �س ~ي ن ب ف�ه�ا ر� س� �ن �ال� ف�ق�ل ي ب ج� �ك� ع�ن� ال �ون �ل أ �س ه�ا ق�اع�ا ص�ف ص�ف�ا )105} و�ي �ذ�ر� ( ال106( ف�ي�ا ) م ت

� ى ف�يه�ا ع�و�ج�ا و�ال أ �ر� ع�ت� األص و�ات�107ت �ه� و�خ�ش� �ع�ون� الد�اع�ي� ال ع�و�ج� ل �ب �ت �ذ� ي �و م�ئ ( يا ) �ال ه�م س� م�ع� إ �س ح م�ن� ف�ال ت �لر� ( {108ل

894

Page 296: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ال� { أي : هل تبقى يوم القيامة أو تزول ؟ } ف�ق�ل ب ج� �ك� ع�ن� ال �ون �ل أ �س يقول تعالى : } و�يا. ف�ا { أي : يذهبها عن أماكنها ويمحقها ويسيرها تسيير� �س ~ي ن ب ف�ه�ا ر� س� �ن ي

ه�ا { أي : األرض } ق�اع�ا ص�ف ص�ف�ا { أي : بساط�ا واحد�ا. �ذ�ر� } ف�ي والقاع : هو المستوي من األرض. والصفصف تأكيد لمعنى ذلك ، وقيل : الذي ال نبات

ى ف�يه�ا ع�و�ج�ا �ر� فيه. واألول أولى ، وإن كان اآلخر مراد�ا أيض�ا بالالزم ؛ ولهذا قال : } ال ت�ا منخفض�ا وال مرتفع�ا ، �ا وال رابية ، وال مكان �ا { أي : ال ترى في األرض يومئذ وادي م ت

� و�ال أ ( قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن البصري ، والضحاك ،4كذلك )

وقتادة ، وغير واحد من السلف.�ه� { أي : يوم يرون هذه األحوال واألهوال ، يستجيبون �ع�ون� الد�اع�ي� ال ع�و�ج� ل �ب �ت �ذ� ي �و م�ئ } ي

مسارعين إلى الداعي ، حيثما أمروا بادروا إليه ، ولو كان هذا في الدنيا لكان أنفع�ا {5لهم ، ولكن حيث ) �ن �ون ت �أ �و م� ي ص�ر ي �ب �ه�م و�أ م�ع ب س

� ( ال ينفعهم ، كما قال تعالى : } أر� { ]القمر :38]مريم : �و م� ع�س� ون� ه�ذ�ا ي �اف�ر� ك �ق�ول� ال �ل�ى الد�اع� ي [ ، وقال : } م�ه ط�ع�ين� إ

8.]ظ�ي : يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة ، وتطوي ) (6قال محمد بن كعب الق�ر�

السماء ، __________

( زيادة من ف ، أ.1)( في ف : "يستقصر الكافرون مدة".2)( زيادة من ف ، أ".3)( في أ : "وكذا".4)( في ف : "حيث كان".5)( في ف : "ويطوى".6)

(5/316)

�ه� ق�و ال� ) ض�ي� ل ح م�ن� و�ر� �ه� الر� �ذ�ن� ل �ال� م�ن أ ف�اع�ة� إ ف�ع� الش� �ن �ذ� ال� ت �و م�ئ د�يه�م 109ي ي� ن� أ �ي �م� م�ا ب �ع ل ( ي

م�ا ) ل �ه� ع� �ح�يط�ون� ب ف�ه�م و�ال� ي ل � و�ق�د خ�اب� م�ن ح�م�ل�110و�م�ا خ� �وم ق�ي �ل ح�ي~ ال و�ج�وه� ل �ت� ال ( و�ع�ن م�ا ) م�ا و�ال� ه�ض م�ا )111ظ�ل �خ�اف� ظ�ل �ح�ات� و�ه�و� م�ؤ م�ن� ف�ال� ي �ع م�ل م�ن� الص�ال ( 112( و�م�ن ي

( الشمس والقمر ، وينادي مناد ، فيتبع الناس الصوت2( النجوم ، وتذهب )1وتتناثر )�ه� {.3]فيأتونه[ ) �ع�ون� الد�اع�ي� ال ع�و�ج� ل �ب �ت �ذ� ي �و م�ئ ( فذلك قوله : } ي

�ه� { ال يميلون عنه. وقال قتادة : } ال ع�و�ج� ل�ه� { ال عوج عنه. وقال أبو صالح : } ال ع�و�ج� ل

ح م�ن� { : قال ابن عباس : سكنت : وكذا قال السدي. �لر� ع�ت� األص و�ات� ل وقوله : } و�خ�ش�ا { قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يعني : وطء األقدام. �ال ه�م س� م�ع� إ �س } ف�ال ت

وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والضحاك ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، وابن زيد ،وغيرهم.

ا { : الصوت الخفي. �ال ه�م س� م�ع� إ �س وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } ف�ال توهو رواية عن عكرمة ، والضحاك.

895

Page 297: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ا { : الحديث ، وسره ، ووطء األقدام. فقد �ال ه�م س� م�ع� إ �س وقال سعيد بن جبير : } ف�ال ت جمع سعيد كال القولين وهو محتمل ، أما وطء األقدام فالمراد سعي الناس إلى

المحشر ، وهو مشيهم في سكون وخضوع. وأما الكالم الخفي فقد يكون في حال دونع�يد� { ]هود : ق�ي و�س� ه�م ش� �ه� ف�م�ن �ذ ن �إ �ال ب �ف س� إ �م� ن �ل �ك ت� ال ت �أ �و م� ي حال ، فقد قال تعالى : } ي

105.]�ه� ق�و ال ) ض�ي� ل ح م�ن� و�ر� �ه� الر� �ذ�ن� ل �ال م�ن أ ف�اع�ة� إ ف�ع� الش� �ن �ذ� ال ت �و م�ئ ن�109} ي �ي �م� م�ا ب �ع ل ( ي

م�ا ) ل �ه� ع� �ح�يط�ون� ب ف�ه�م و�ال ي ل د�يه�م و�م�ا خ� ي� � و�ق�د خ�اب�110أ �وم ق�ي �ل ح�ي~ ال و�ج�وه� ل �ت� ال ( و�ع�ن

م�ا ) م�ا و�ال ه�ض م�ا111م�ن ح�م�ل� ظ�ل �خ�اف� ظ�ل �ح�ات� و�ه�و� م�ؤ م�ن� ف�ال ي �ع م�ل م�ن� الص�ال ( و�م�ن ي(112.} )

�ال م�ن ف�اع�ة� { أي : عنده } إ ف�ع� الش� �ن �ذ� { أي : يوم القيامة } ال ت �و م�ئ يقول تعالى : } ي�ه� { ]البقرة �ذ ن �إ �ال ب د�ه� إ ن ف�ع� ع� �ش �ذ�ي ي �ه� ق�و ال { كقوله : } م�ن ذ�ا ال ض�ي� ل ح م�ن� و�ر� �ه� الر� �ذ�ن� ل أ

:255 �ن �ع د� أ �ال م�ن ب �ا إ ئ ي �ه�م ش� ف�اع�ت �ي ش� �غ ن م�او�ات� ال ت �م م�ن م�ل�ك� ف�ي الس� [ ، وقوله : } و�كض�ى { ]النجم : �ر اء� و�ي �ش� �م�ن ي �ه� ل ذ�ن� الل �أ �ض�ى {26ي ت �م�ن� ار �ال ل ف�ع�ون� إ �ش [ ، وقال : } و�ال ي

�ه� { ]سبأ : 28]األنبياء : �ذ�ن� ل �م�ن أ �ال ل د�ه� إ ن ف�اع�ة� ع� ف�ع� الش� �ن [ ، وقال :23[ وقال : } و�ال ت�ا { ح م�ن� و�ق�ال� ص�و�اب �ه� الر� �ذ�ن� ل �ال م�ن أ �م�ون� إ �ل �ك �ت �ة� ص�ف�ا ال ي �ك م�الئ وح� و�ال �ق�وم� الر� �و م� ي } ي

[.38]النبأ : وفي الصحيحين ، من غير وجه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد

( لله4آدم ، وأكرم الخالئق على الله عز وجل أنه قال : "آتي تحت العرش ، وأخر )�ح علي� بمحامد ال أحصيها اآلن ، فيدعني ) �ف ت ( ما شاء الله أن يدعني ، ثم5ساجد�ا ، وي

( واشفع تشفع". قال : "فيحد لي حد�ا ،6يقول : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع )فأدخلهم الجنة ، ثم أعود" ، فذكر أربع مرات ، صلوات الله وسالمه عليه

__________( في ف : "ويتناثر".1)( في ف : "ويذهب".2)( زيادة من ف ، أ.3)( في ف ، أ : "فأخر".4)( في ف : "ويدعني".5)( في ف : "تسمع".6)

(5/317)

ا ) ر� �ه�م ذ�ك �ح د�ث� ل و ي� �ق�ون� أ �ت �ه�م ي �ع�ل و�ع�يد� ل �ا ف�يه� م�ن� ال ف ن �ا و�ص�ر� �ي ب �ا ع�ر� �ن آ �اه� ق�ر ن ل ز� �ن �ذ�ل�ك� أ و�ك

113 )

وعلى سائر األنبياء. ( يقول تعالى : أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة1وفي الحديث ]أيض�ا[ )

�خ ر�ج�ون خلقا كثيرا ، ثم يقول : أخرجوا من النار من كان في قلبه نصف من إيمان ، ف�ية ، من كان في قلبه � مثقال من إيمان ، أخرجوا من النار من كان في قلبه ما يزن ذر

ة من إيمان" الحديث. ) �(2أدنى أدنى أدنى مثقال ذر

896

Page 298: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ف�ه�م { أي : يحيط علما بالخالئق كلهم ، } و�ال ل د�يه�م و�م�ا خ� ي� ن� أ �ي �م� م�ا ب �ع ل وقوله : } ي

اء� { ]البقرة : �م�ا ش� �ال ب م�ه� إ ل ي ء� م�ن ع� �ش� �ح�يط�ون� ب م�ا { كقوله : } و�ال ي ل �ه� ع� �ح�يط�ون� ب ي255.]

� { قال ابن عباس ، وغير واحد : خضعت وذلت �وم ق�ي �ل ح�ي~ ال و�ج�وه� ل �ت� ال وقوله : } و�ع�ن واستسلمت الخالئق لجبارها الحي الذي ال يموت ، القيوم : الذي ال ينام ، وهو قيم على كل شيء ، يدبره ويحفظه ، فهو الكامل في نفسه ، الذي كل شيء فقير إليه ، ال قوام

له إال به. م�ا { أي : يوم القيامة ، فإن الله سيؤدي كل حق إلى وقوله : } و�ق�د خ�اب� م�ن ح�م�ل� ظ�ل

صاحبه ، حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء.(.3وفي الحديث : "يقول الله تعالى : وعزتي وجاللي ، ال يجاوزني اليوم ظلم ظالم" )

(. والخيبة كل4وفي الصحيح : "إياكم والظلم ؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" ) م� �ظ�ل ك� ل ر �ن� الش~ الخيبة من لقي الله وهو مشرك به ؛ فإن الله تعالى يقول : } إ

[13ع�ظ�يم� { ]لقمان : م�ا و�ال ه�ض م�ا { لما ذكر �خ�اف� ظ�ل �ح�ات� و�ه�و� م�ؤ م�ن� ف�ال ي �ع م�ل م�ن� الص�ال وقوله : } و�م�ن ي

�هض�مون ، أي : �م�ون وال ي �ظ ل الظالمين ووعيدهم ، ثنى بالمتقين وحكمهم ، وهو أنهم ال ي (. قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ،5ال يزاد في سيئاتهم وال ينقص من حسناتهم )

والحسن ، وقتادة ، وغير واحد. فالظلم : الزيادة بأن يحمل عليه ذنب غيره ، والهضم :النقص.

ا ) ر� �ه�م ذ�ك �ح د�ث� ل و ي� �ق�ون� أ �ت �ه�م ي �ع�ل و�ع�يد� ل �ا ف�يه� م�ن� ال ف ن �ا و�ص�ر� �ي ب �ا ع�ر� آن �اه� ق�ر ن �نزل �ذ�ل�ك� أ } و�ك

113} )__________

( زيادة من ف ، أ.1) من سورة اإلسراء.79( انظر : أحاديث الشفاعة عند تفسير اآلية : 2)( في ف ، أ : "الظالم".3) ( من حديث جابر بلفظ : "اتقوا الظلم فإن2390( رواه مسلم في صحيحه برقم )4)

الظلم ظلمات يوم القيامة".( في ف : "سيئاته وال ينقص من حسناته".5)

(5/318)

ب~ �ه� و�ق�ل ر� ي ك� و�ح �ي �ل �ق ض�ى إ �ن ي ل� أ ن� م�ن ق�ب� آ ق�ر �ال �ع ج�ل ب ح�ق� و�ال� ت م�ل�ك� ال �ه� ال �ع�ال�ى الل ف�ت

م�ا ) ل �ي ع� ( 114ز�د ن

ب~ �ه� و�ق�ل ر� ي ك� و�ح �ي �ل �ق ض�ى إ �ن ي ل� أ آن� م�ن ق�ب ق�ر �ال �ع ج�ل ب ح�ق� و�ال ت م�ل�ك� ال �ه� ال �ع�ال�ى الل } ف�ت م�ا ) ل �ي ع� ( {114ز�د ن

ا يقول : ولما كان يوم المعاد والجزاء بالخير والشر واقعا ال محالة ، أنزلنا القرآن بشير�ا ، بلسان ونذير�

(5/318)

897

Page 299: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا )1عربي مبين فصيح ) ف ن �ق�ون�2( ال لبس فيه وال عي� ، } و�ص�ر� �ت �ه�م ي �ع�ل و�ع�يد� ل ( ف�يه� م�ن� الا { وهو إيجاد الطاعة ر� �ه�م ذ�ك �ح د�ث� ل و ي

� { أي : يتركون المآثم والمحارم والفواحش ، } أ ح�ق� { أي : تنزه وتقدس ) م�ل�ك� ال �ه� ال �ع�ال�ى الل ( الملك الحق ،3وفعل القربات. } ف�ت

الذي هو حق ، ووعده حق ، ووعيده حق ، ورسله حق ، والجنة حق ، والنار حق ، وكل شيء منه حق. وعدله تعالى أال يعذب أحد�ا قبل اإلنذار وبعثة الرسل واإلعذار إلى خلقه

؛ لئال يبقى ألحد حجة وال شبهة.�ه� { كقوله تعالى في سورة ي ك� و�ح �ي �ل �ق ض�ى إ �ن ي ل� أ آن� م�ن ق�ب ق�ر �ال �ع ج�ل ب وقوله : } و�ال ت

�ذ�ا �ه� * ف�إ آن �ا ج�م ع�ه� و�ق�ر ن �ي �ن� ع�ل �ه� * إ �ع ج�ل� ب �ت �ك� ل ان �ه� ل�س� ك ب �ح�ر~ "ال أقسم بيوم القيامة" } ال ت�ه� { ]القيامة : �ان �ي �ا ب ن �ي �ن� ع�ل �م� إ �ه� ث آن �ع ق�ر �ب �اه� ف�ات ن أ [ ، وثبت في الصحيح عن ابن19 - 16ق�ر�

عباس ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعالج من الوحي شد�ة ، فكان مماك لسانه ، فأنزل ) � ( يعني : أنه ، عليه السالم ، كان إذا جاءه5( الله هذه اآلية )4يحر

(6جبريل بالوحي ، كلما قال جبريل آية قالها معه ، من شد�ة حرصه على حفظ ) القرآن ، فأرشده الله تعالى إلى ما هو األسهل واألخف في حقه ؛ لئال يشق عليه. فقال�ه� { أي : أن نجمعه في صدرك آن �ا ج�م ع�ه� و�ق�ر ن �ي �ن� ع�ل �ه� * إ �ع ج�ل� ب �ت �ك� ل ان �ه� ل�س� ك ب �ح�ر~ : } ال ت�ن� �م� إ �ه� * ث آن �ع ق�ر �ب �اه� ف�ات ن أ �ذ�ا ق�ر� �ا ، } ف�إ ، ثم تقرأه على الناس من غير أن تنسى منه شيئ�ه� { ي ك� و�ح �ي �ل �ق ض�ى إ �ن ي ل� أ آن� م�ن ق�ب ق�ر �ال �ع ج�ل ب �ه� { وقال في هذه اآلية : } و�ال ت �ان �ي �ا ب ن �ي ع�ل

�ي ب~ ز�د ن أي : بل أنصت ، فإذا فرغ الملك من قراءته عليك فاقرأه بعده ، } و�ق�ل ر� م�ا { أي : زدني منك علم�ا. ل ع�

�ة ، رحمه الله : ولم يزل صلى الله عليه وسلم في زيادة ]من العلم[ ) ن �ي (7قال ابن ع�يحتى توفاه الله عز وجل.

ولهذا جاء في الحديث : "إن الله تابع الوحي على رسوله ، حتى كان الوحي أكثر ما�و�ف~ي� رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ( وقال ابن ماجه : حدثنا أبو بكر بن8كان يوم ت

ر ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن ثابت ، عن �م�ي أبى شيبة ، حدثنا عبد الله بن ن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

"اللهم انفعني بما عل�متني ، وعلمني ما ينفعني ، وزدني علم�ا ، والحمد لله على كل(.9حال" )

ر ، به. وقال : غريب من هذا �م�ي ب ، عن عبد الله بن ن ي �ر� وأخرجه الترمذي ، عن أبي ك الوجه. ورواه البزار عن عمرو بن علي الفالس ، عن أبي عاصم ، عن موسى بن عبيدة

، به. وزاد في آخره : "وأعوذ بالله من حال أهل النار".__________

( في ف : "فصيح اللسان".1)( في أ : "وصرفنا ما فيه" وهو خطأ.2)( في ف : "تقدس وتنزه".3)( في ف : "فنزل".4)( من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.5( صحيح البخاري برقم )5)( في ف ، أ : "تحفظ".6)( زيادة من ف.7)( من حديث أنس رضي الله عنه.4982( رواه البخاري في صحيحه برقم )8)(.3599( وسنن الترمذي برقم )251( سنن ابن ماجه برقم )9)

898

Page 300: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(5/319)

م�ا ) �ه� ع�ز �ج�د ل �م ن ي� و�ل �س� ل� ف�ن �د�م� م�ن ق�ب �ل�ى آ �ا إ �ق�د ع�ه�د ن ج�د�وا115و�ل �ة� اس �ك ئ م�ال� �ل �ا ل ن �ذ ق�ل ( و�إ�ى ) �ب ل�يس� أ �ب �ال� إ ج�د�وا إ �د�م� ف�س� �م�ا116آل� �ك ن �خ ر�ج� و ج�ك� ف�ال� ي �ز� �ن� ه�ذ�ا ع�د�و ل�ك� و�ل �د�م� إ �ا آ �ا ي ن ( ف�ق�ل

ق�ى ) �ش �ة� ف�ت ن ج� ى )117م�ن� ال �ع ر� �ج�وع� ف�يه�ا و�ال� ت �ال� ت �ن� ل�ك� أ � ف�يه�ا و�ال�118( إ �ظ م�أ �ك� ال� ت �ن ( و�أ�ض ح�ى ) د� و�م�ل ك� ال�119ت ل خ� ة� ال ج�ر� �د�ل�ك� ع�ل�ى ش� �د�م� ه�ل أ �ا آ ط�ان� ق�ال� ي ي ه� الش� �ي �ل و�س� إ ( ف�و�س

ل�ى ) �ب �ة�120ي ن ج� ق� ال ه�م�ا م�ن و�ر� �ي �خ ص�ف�ان� ع�ل �ه�م�ا و�ط�ف�ق�ا ي �ت و آ �ه�م�ا س� �د�ت ل ه�ا ف�ب �ال� م�ن �ك ( ف�أ�ه� ف�غ�و�ى ) ب �د�م� ر� ه� و�ه�د�ى )121و�ع�ص�ى آ �ي �اب� ع�ل �ه� ف�ت ب �اه� ر� �ب ت �م� اج ( 122( ث

م�ا ) �ه� ع�ز �ج�د ل �م ن ي� و�ل �س� ل� ف�ن �ل�ى آد�م� م�ن ق�ب �ا إ �ق�د ع�ه�د ن �ة�115} و�ل �ك م�الئ �ل �ا ل ن �ذ ق�ل ( و�إ�ى ) �ب ل�يس� أ �ب �ال إ ج�د�وا إ ج�د�وا آلد�م� ف�س� و ج�ك� ف�ال116اس �ز� �ن� ه�ذ�ا ع�د�و ل�ك� و�ل �ا آد�م� إ �ا ي ن ( ف�ق�ل

ق�ى ) �ش �ة� ف�ت ن ج� �م�ا م�ن� ال �ك ن �خ ر�ج� ى )117ي �ع ر� �ج�وع� ف�يه�ا و�ال ت �ال ت �ن� ل�ك� أ �118( إ �ظ م�أ �ك� ال ت �ن ( و�أ�ض ح�ى ) د�119ف�يه�ا و�ال ت ل خ� ة� ال ج�ر� �د�ل�ك� ع�ل�ى ش� �ا آد�م� ه�ل أ ط�ان� ق�ال� ي ي ه� الش� �ي �ل و�س� إ ( ف�و�س

ل�ى ) �ب ق�120و�م�ل ك� ال ي ه�م�ا م�ن و�ر� �ي �خ ص�ف�ان� ع�ل �ه�م�ا و�ط�ف�ق�ا ي و آت �ه�م�ا س� �د�ت ل ه�ا ف�ب �ال م�ن �ك ( ف�أ�ه� ف�غ�و�ى ) ب �ة� و�ع�ص�ى آد�م� ر� ن ج� ه� و�ه�د�ى )121ال �ي �اب� ع�ل �ه� ف�ت ب �اه� ر� �ب ت �م� اج ( {122( ث

�ان ، حدثنا أسباط بن محمد ، حدثنا األعمش ، ن قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن س� عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إنما سمي اإلنسان ألنه عهد إليه فنسي.

وكذا رواه علي بن أبي طلحة ، عنه.. ك� �ر� وقال مجاهد والحسن : ت

ج�د�وا آلد�م� { يذكر تعالى تشريف آدم وتكريمه ، وما �ة� اس �ك م�الئ �ل �ا ل ن �ذ ق�ل وقوله : } و�إفضله به على كثير ممن خلق تفضيال.

وقد تقدم الكالم على هذه القصة في سورة "البقرة" وفي "األعراف" وفي "الحجر" ( يذكر فيها3( ]إن شاء الله تعالى [. )2( وسيأتي في آخر سورة "ص" )1و"الكهف" )

ه المالئكة بالسجود له تشريف�ا وتكريم�ا ، ويبين ) م ر�� ل ق� آدم وأ ( عداوة إبليس4تعالى خ�

�ى { أي : امتنع �ب ل�يس� أ �ب �ال إ ج�د�وا إ لبني آدم وألبيهم قديم�ا ؛ ولهذا قال تعالى : } ف�س�و ج�ك� { يعني : حواء ، عليهما السالم } ف�ال �ز� �ن� ه�ذ�ا ع�د�و ل�ك� و�ل �ا آد�م� إ �ا ي ن واستكبر. } ف�ق�ل

ق�ى { أي : إياك أن يسعى ) �ش �ة� ف�ت ن ج� �م�ا م�ن� ال �ك ن �خ ر�ج� ( في إخراجك منها ، فتتعب5ي ( كلفة وال6وتعنى وتشقى في طلب رزقك ، فإنك هاهنا في عيش رغيد هنيء ، ال )

مشقة.ي ؛ ألن الجوع ذ�ل� الباطن ى { إنما قرن بين الجوع والع�ر �ع ر� �ج�وع� ف�يه�ا و�ال ت �ال ت �ن� ل�ك� أ } إ

، والعري ذ�ل� الظاهر.�ض ح�ى { وهذان أيض�ا متقابالن ، فالظمأ : حر الباطن ، وهو � ف�يه�ا و�ال ت �ظ م�أ �ك� ال ت �ن } و�أ

العطش. والضحى : حر الظاهر. ل�ى �ب د� و�م�ل ك� ال ي ل خ� ة� ال ج�ر� �د�ل�ك� ع�ل�ى ش� �ا آد�م� ه�ل أ ط�ان� ق�ال� ي ي ه� الش� �ي �ل و�س� إ وقوله : } ف�و�س

ور { ]األعراف : 7{ قد تقدم أنه ) �غ�ر� �م�ن�22( } د�اله�م�ا ب �م�ا ل �ك ~ي ل �ن م�ه�م�ا إ [ ؛ } و�ق�اس��اص�ح�ين� { ]األعراف : [. وقد21الن

__________ ، وتفسير سورة األعراف ،38 - 30( انظر : تفسير سورة البقرة ، اآليات : 1)

، وتفسير سورة الكهف ،40 - 28 ، وتفسير سورة الحجر ، اآليات : 24 - 11اآليات :

899

Page 301: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

.50اآلية : .85 - 71( عند تفسير اآليات : 2)( زيادة من ف ، أ.3)( في ف : "وبين".4)( في ف : "تسعى".5)( في ف ، أ : "بال".6)( في ف : "أنهما".7)

(5/320)

تقدم أن الله تعالى أوحى إلى آدم وزوجته أن يأكال من كل الثمار ، وال يقربا هذه الشجرة المعينة في الجنة. فلم يزل بهما إبليس حتى أكال منها ، وكانت شجرة� الخلد -

يعني : التي من أكل منها خلد ودام مكثه. وقد جاء في الحديث ذكر شجرة الخلد ، ( سمعت أبا هريرة يحدث ،1فقال أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة عن أبي الضحاك )

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها(.2مائة عام ، ما يقطعها وهي شجرة الخلد". ورواه اإلمام أحمد. )�ه�م�ا { قال ابن أبي حاتم : و آت �ه�م�ا س� �د�ت ل ه�ا ف�ب �ال م�ن �ك وقول : } ف�أ

وبة ، حدثنا علي بن الحسين بن إشكاب ، حدثنا علي بن عاصم ، عن سعيد بن أبي ع�ر� عن قتادة ، عن الحسن ، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( الرأس ، كأنه نخلة س�ح�وق. فلما ذاق3: "إن الله خلق آدم رجال طواال كثير شعر )�د ت �ش الشجرة سقط عنه لباسه ، فأول ما بدا منه عورته. فلما نظر إلى عورته جعل ي

~ي تفر ؟ فلما ه شجرة ، فنازعها ، فنادى الرحمن : يا آدم ، من في الجنة ، فأخذت شعر� ( أرأيت إن تبت ورجعت ، أعائدي4سمع كالم الرحمن قال : يا رب ، ال ولكن استحياء )

ه� { ) �ي �اب� ع�ل �م�ات� ف�ت �ل ~ه� ك ب �ق�ى آد�م� م�ن ر� �ل (5إلى الجنة ؟ قال : نعم" فذلك قوله : } ف�ت�بي� بن كعب ، فلم يسمعه منه ، وفي رفعه نظر أيض�ا. وهذا منقطع بين الحسن وأ

�ة� { قال مجاهد : يرقعان كهيئة الثوب. ن ج� ق� ال ه�م�ا م�ن و�ر� �ي �خ ص�ف�ان� ع�ل وقوله : } و�ط�ف�ق�ا يوكذا قال قتادة ، والسدي.

( عون ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي ليلى ،6وقال ابن أبي حاتم : حدثنا جعفر ، عن )ق� ه�م�ا م�ن و�ر� �ي �خ ص�ف�ان� ع�ل هال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : } و�ط�ف�ق�ا ي عن الم�ن

�ة� { قال : ينزعان ورق التين ، فيجعالنه على سوآتهما. ن ج� ال ه� و�ه�د�ى { قال البخاري : حدثنا �ي �اب� ع�ل �ه� ف�ت ب �اه� ر� �ب ت �م� اج �ه� ف�غ�و�ى ث ب وقوله : } و�ع�ص�ى آد�م� ر�

قتيبة ، حدثنا أيوب بن النجار ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "حاج� موسى آدم ، فقال له : أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم ؟ قال آدم : يا موسى ، أنت الذي اصطفاك

الله برساالته وبكالمه ، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي� قبل أن يخلقني - أو : قدره الله علي� قبل أن يخلقني - " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فحج آدم

(7موسى". )__________

( في ف ، أ : "أبي الضحى".1)

900

Page 302: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

(.2/455( والمسند لإلمام أحمد )2547( مسند الطياليسي برقم )2)( في ف : "الشعر".3)( في ف ، أ : "أستحيي"4) من سورة البقرة.37( سبق تخريج الحديث عند تفسير اآلية : 5)( في ف ، أ : "ابن".6)(.4738( صحيح البخاري برقم )7)

(5/321)

�ع� ه�د�اي� ف�ال� �ب ~ي ه�د�ى ف�م�ن� ات �م م�ن �ك �ن �ي ت �أ �م�ا ي �ع ض� ع�د�و ف�إ �ب �م ل �ع ض�ك ه�ا ج�م�يع�ا ب �ط�ا م�ن ق�ال� اه ب

ق�ى ) �ش �ض�ل� و�ال� ي �و م�123ي ه� ي ر� �ح ش� �ا و�ن ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل ر�ي ف�إ �ع ر�ض� ع�ن ذ�ك ( و�م�ن أ�ع م�ى ) �ام�ة� أ ق�ي ا )124ال �ص�ير� ت� ب �ن �ع م�ى و�ق�د ك �ي أ �ن ت ر �م� ح�ش� ب~ ل ( 125( ق�ال� ر�

(.1وهذا الحديث له طرق في الصحيحين ، وغيرهما من المسانيد ) وقال ابن أبي حاتم : حدثنا يونس بن عبد األعلى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني أنس بن�اب� ، عن يزيد بن هرمز قال : سمعت أبا هريرة يقول : عياض ، عن الحارث بن أبي ذ�ب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ح�ج� آدم� وموسى عند ربهما ، فحج آدم موسى ، قال موسى : أنت الذي خلقك الله بيده ، ونفخ فيك من روحه ، وأسجد لك مالئكته ،

وأسكنك في جنته ، ثم أهبطت الناس إلى األرض بخطيئتك ؟ قال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وكالمه ، وأعطاك األلواح فيها تبيان كل شيء ، وقربك

�ا ، فبكم وجدت� الله كتب التوراة ]قبل أن أخلق[ ) ي �ج� ( قال موسى : بأربعين عام�ا.2ن�ه� ف�غ�و�ى { قال : نعم. قال : أفتلومني على ب قال آدم : فهل وجدت� فيها } و�ع�ص�ى آد�م� ر� أن عملت� عمال كتب الله علي� أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة". قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : "فحج آدم موسى".مز� بذلك ، عن أبى هريرة ، عن رسول الله قال الحارث : وحدثني عبد الرحمن بن ه�ر

(.3صلى الله عليه وسلم. )�ع� ه�د�اي� ف�ال �ب ~ي ه�د�ى ف�م�ن� ات �م م�ن �ك �ن �ي ت

�أ �م�ا ي �ع ض� ع�د�و ف�إ �ب �م ل �ع ض�ك ه�ا ج�م�يع�ا ب �ط�ا م�ن } ق�ال� اه بق�ى ) �ش �ض�ل� و�ال ي �و م�123ي ه� ي ر� �ح ش� �ا و�ن ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل ر�ي ف�إ �ع ر�ض� ع�ن ذ�ك ( و�م�ن أ

�ع م�ى ) �ام�ة� أ ق�ي ا )124ال �ص�ير� ت� ب �ن �ع م�ى و�ق�د ك �ي أ �ن ت ر �م� ح�ش� ب~ ل ( {125( ق�ال� ر�__________

(.2652( وصحيح مسلم برقم )4736( انظر : صحيح البخاري برقم )1)( زيادة من ف ، أ.2) ( من طريق أنس بن عياض عن الحارث بن2652( رواه مسلم في صحيحه برقم )3)

أبي ذياب عن يزيد بن هرمز وعبد الرحمن األعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(5/322)

س�ى ) �ن �و م� ت ي �ذ�ل�ك� ال �ه�ا و�ك يت �س� �ا ف�ن �ن �ات �ي ك� آ �ت �ت �ذ�ل�ك� أ ( 126ق�ال� ك

901

Page 303: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

س�ى ) �ن �و م� ت ي �ذ�ل�ك� ال �ه�ا و�ك يت �س� �ا ف�ن �ن �ات ك� آي �ت �ت �ذ�ل�ك� أ ( {.126} ق�ال� ك يقول تعالى آلدم وحواء وإبليس : اهبطوا منها جميع�ا ، أي : من الجنة كلكم. وقد

بسطنا ذلك في سورة البقرة".�ع ض� ع�د�و { قال : آدم وذريته ، وإبليس وذريته. �ب �م ل �ع ض�ك } ب

~ي ه�د�ى { قال أبو العالية : األنبياء والرسل والبيان. �م م�ن �ك �ن �ي ت �أ �م�ا ي وقوله : } ف�إ

ق�ى { قال ابن عباس : ال يضل في الدنيا ، وال يشقى �ش �ض�ل� و�ال ي �ع� ه�د�اي� ف�ال ي �ب } ف�م�ن� اتفي اآلخرة.

ر�ي { أي : خالف أمري ، وما أنزلته على رسولي ، أعرض عنه �ع ر�ض� ع�ن ذ�ك } و�م�ن أ�ا { أي : في الدنيا ، فال طمأنينة ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل وتناساه وأخذ من غيره هداه } ف�إ

�ع�م ظاهره ، ولبس1له ، وال انشراح لصدره ، بل صدره ]ضيق[ ) �ن ج لضالله ، وإن ت ( ح�ر�ما شاء وأكل ما شاء ، وسكن حيث شاء ، فإن قلبه

__________( زيادة من ف ، أ.1)

(5/322)

ما لم يخلص إلى اليقين والهدى ، فهو في قلق وحيرة وشك ، فال يزال في ريبة يتردد.فهذا من ضنك المعيشة.

�ا { قال : الشقاء. ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } ف�إ�ا { قال : كل مال ) ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل ( أعطيته1وقال العوفي ، عن ابن عباس : } ف�إ

عبد�ا من عبادي ، قل أو كثر ، ال يتقيني فيه ، فال خير فيه ، وهو الضنك في المعيشة. ويقال : إن قوم�ا ض�الال أعرضوا عن الحق ، وكانوا في سعة من الدنيا متكبرين ، فكانت

( ذلك أنهم كانوا يرون أن الله ليس مخلف�ا لهم معايشهم ، من2معيشتهم ضنكا ؛ ]و[ )�هم بالله والتكذيب ، فإذا كان العبد يكذب بالله ، ويسيء الظن به والثقة به سوء ظن

اشتدت عليه معيشته ، فذلك الضنك. وقال الضحاك : هو العمل السيئ ، والرزق الخبيث ، وكذا قال عكرمة ، ومالك بن

دينار. وقال سفيان بن عيينة ، عن أبي حازم ، عن أبي سلمة ، عن أبي سعيد في قوله :�ا { قال : يضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضالعه فيه. قال أبو حاتم ك ة� ض�ن } م�ع�يش�

( يكنى أبا سلمة.3الرازي : النعمان بن أبي عياش )عة ، حدثنا صفوان ، حدثنا الوليد ، حدثنا عبد الله بن ر وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو ز�

اج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله لهيعة ، عن د�ر��ا { قال : "ضمة القبر" ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل عليه وسلم في قول الله عز وجل : } ف�إ

(4الموقوف أصح. ) وقال ابن أبي حاتم أيض�ا : حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا ابن

رة - اسمه عبد الرحمن - عن أبي هريرة ، ي لهيعة ، حدثنا دراج أبو السمح ، عن ابن ح�ج� عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن في قبره في روضة خضراء ، ويرحب له في قبره سبعون ذراعا ، وينور له قبره كالقمر ليلة البدر ، أتدرون فيم

�ا { ؟ أتدرون ما المعيشة الضنك ؟" قالوا : ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل أنزلت هذه اآلية : } ف�إ

902

Page 304: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

الله ورسوله أعلم. قال : عذاب الكافر في قبره ، والذي نفسي بيده ، إنه ليسلط عليه�ا ، أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية ، لكل حية سبعة رؤوس ، ~ين �ن تسعة وتسعون ت

(.5ينفخون في جسمه ، ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم يبعثون". )رفعه منكر جد�ا.

( حدثنا هشام بن6وقال البزار : حدثنا محمد بن يحيى األزدي ، حدثنا محمد بن عمرو ) رة[ ) ي ( عن أبي هريرة ، عن النبي صلى7سعد ، عن سعيد بن أبي هالل ، ]عن أبي ح�ج�

�ا { قال : "المعيشة ك ة� ض�ن �ه� م�ع�يش� �ن� ل الله عليه وسلم في قول الله عز وجل : } ف�إالضنك الذي قال الله تعالى : أنه يسلط عليه تسعة وتسعون

__________( في هـ : "ما" والمثبت من ف ، أ.1)( زيادة من ف.2)( في ف : "عياض".3)( والمرفوع في إسناده دراج عن أبي الهيثم وهو ضعيف.4) ( من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث11/521( ورواه أبو يعلى في مسنده )5)

عن دراج به.( في ف : "محمد بن عمر".6)( زيادة من ف ، أ.7)

(5/323)

ق�ى ) �ب د� و�أ �ش� ة� أ �خ�ر� �ع�ذ�اب� اآل ~ه� و�ل ب �ات� ر� �ي �آ �ؤ م�ن ب �م ي ف� و�ل ر� س� �ج ز�ي م�ن أ �ذ�ل�ك� ن ( 127و�ك

(.1حية ، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة" )ع�ة ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن ر وقال أيض�ا : حدثنا أبو ز�

�ه� �ن� ل عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : } ف�إ�ا { قال : "عذاب القبر". إسناد جيد ) ك ة� ض�ن (.2م�ع�يش�

�ع م�ى { قال مجاهد ، وأبو صالح ، والسدي : ال حجة �ام�ة� أ ق�ي �و م� ال ه� ي ر� �ح ش� وقوله : } و�نله.

وقال عكرمة : ع�م~ي عليه كل شيء إال جهنم.ر أو يبعث ) �حش� ( إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيض�ا3ويحتمل أن يكون المراد : أنه ي

و�اه�م م�ا و�ص�م�ا م�أ �ك �ا و�ب �ام�ة� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م ع�م ي ق�ي �و م� ال ه�م ي ر� �ح ش� ، كما قال تعالى : } و�ن

ا { ]اإلسراء : ع�ير� �اه�م س� �ت ز�د ن ب �م�ا خ� �ل �م� ك ه�ن �ي97ج� �ن ت ر �م� ح�ش� ب~ ل [. ولهذا يقول : } ر�ا { أي : في الدنيا. �ص�ير� ت� ب �ن �ع م�ى و�ق�د ك أ

س�ى { أي : لما أعرضت عن آيات الله ، �ن �و م� ت ي �ذ�ل�ك� ال �ه�ا و�ك يت �س� �ا ف�ن �ن �ات ك� آي �ت �ت �ذ�ل�ك� أ } ق�ال� ك تها معاملة من لم يذكرها ، بعد بالغها إليك تناسيتها وأعرضت عنها وأغفلتها ، وعام�ل

�ق�اء�5( معاملة من ينساك )4كذلك نعاملك ]اليوم[ ) وا ل �س� �م�ا ن اه�م ك س� �ن �و م� ن ي ( } ف�ال�و م�ه�م ه�ذ�ا { ]األعراف : [ فإن الجزاء من جنس العمل ، فأما نسيان لفظ القرآن51ي

�و�عد�ا مع فهم معناه والقيام بمقتضاه ، فليس داخال في هذا الوعيد الخاص ، وإن كان م�ت عليه من جهة أخرى ، فإنه قد وردت السنة بالنهي األكيد ، والوعيد الشديد في ذلك ،

903

Page 305: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

قال اإلمام أحمد : حدثنا خلف بن الوليد ، حدثنا خالد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عيسى بن فائد ، عن

رجل ، عن سعد بن عبادة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه(.6وسلم : "ما من رجل قرأ القرآن فنسيه ، إال لقي الله يوم يلقاه وهو أجذم" )

ثم رواه اإلمام أحمد من حديث يزيد بن أبي زياد ، عن عيسى بن فائد ، عن عبادة بن(.7الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله سواء )

ق�ى ) �ب د� و�أ �ش� ة� أ �ع�ذ�اب� اآلخ�ر� ~ه� و�ل ب �ات� ر� �آي �ؤ م�ن ب �م ي ف� و�ل ر� س� �ج ز�ي م�ن أ �ذ�ل�ك� ن ( {127} و�ك

�ه�م يقول تعالى : وهكذا نجازي المسرفين المكذبين بآيات الله في الدنيا واآلخرة ، } ل�ه� م�ن و�اق� { ]الرعد : �ه�م م�ن� الل ق� و�م�ا ل �ش� ة� أ �ع�ذ�اب� اآلخ�ر� �ا و�ل ي �اة� الد�ن ي ح� [34ع�ذ�اب� ف�ي ال

ق�ى { أي : أشد ألم�ا من عذاب الدنيا ، وأدوم �ب د� و�أ �ش� ة� أ �ع�ذ�اب� اآلخ�ر� ولهذا قال : } و�ل عليهم ، فهم مخلدون فيه ؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتالعنين :

"إن عذاب الدنيا أهون من عذاب اآلخرة".__________

(7/67( "كشف األستار" وقال الهيثمي في المجمع )2233( مسند البزار برقم )1)"فيه من لم أعرفه".

( وروي من حديث أبي سعيد مثله ، ورواه الحاكم في المستدرك وابن أبي شيبة في2)المصنف.

( في ف : "أن يبعث أو يحشر".3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف ، أ : "نسيك".5)(.5/285( المسند )6)(.5/323( المسند )7)

(5/324)

�ات� �ي �ن� ف�ي ذ�ل�ك� آل� �ه�م إ �ن اك ون� ف�ي م�س� �م ش� ون� ي ق�ر� �ه�م م�ن� ال ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ �ه�م ك �ه د� ل �م ي �ف�ل أ�ه�ى ) �ول�ي الن م�ى )128أل� �ج�ل� م�س� ام�ا و�أ �ز� �ان� ل �ك ~ك� ل ب �ق�ت م�ن ر� ب �م�ة� س� �ل �و ال� ك �ر 129( و�ل ( ف�اص ب

ل� �ي �اء� الل �ن �ه�ا و�م�ن آ وب ل� غ�ر� م س� و�ق�ب ل� ط�ل�وع� الش� ~ك� ق�ب ب �ح�م د� ر� ~ح ب ب �ق�ول�ون� و�س� ع�ل�ى م�ا يض�ى ) �ر �ع�ل�ك� ت �ه�ار� ل اف� الن ط ر�

� ~ح و�أ ب ( 130ف�س�

�ات� �ن� ف�ي ذ�ل�ك� آلي �ه�م إ �ن اك ون� ف�ي م�س� �م ش� ون� ي ق�ر� �ه�م م�ن� ال ل �ا ق�ب ن �ك �ه ل �م أ �ه�م ك �ه د� ل �م ي �ف�ل } أ�ه�ى ) م�ى )128ألول�ي الن �ج�ل� م�س� ام�ا و�أ �ز� �ان� ل �ك ~ك� ل ب �ق�ت م�ن ر� ب �م�ة� س� �ل �و ال ك �ر 129( و�ل ( ف�اص ب

ل� �ي �اء� الل �ه�ا و�م�ن آن وب ل� غ�ر� م س� و�ق�ب ل� ط�ل�وع� الش� ~ك� ق�ب ب �ح�م د� ر� ~ح ب ب �ق�ول�ون� و�س� ع�ل�ى م�ا يض�ى ) �ر �ع�ل�ك� ت �ه�ار� ل اف� الن ط ر�

� ~ح و�أ ب ( {.130ف�س��ه د� { لهؤالء المكذبين بما جئتهم به : يا محمد ، كم أهلكنا من �م ي �ف�ل يقول تعالى : } أ

األمم المكذبين بالرسل قبلهم ، فبادوا فليس لهم باقية وال عين وال أثر ، كما يشاهدون�ات� ألول�ي �ن� ف�ي ذ�ل�ك� آلي ذلك من ديارهم الخالية التي خلفوهم فيها ، يمشون فيها ، } إوا ير� �س� �م ي �ف�ل �ه�ى { أي : العقول الصحيحة واأللباب المستقيمة ، كما قال تعالى : } أ الن

ص�ار� �ع م�ى األب �ه�ا ال ت �ن �ه�ا ف�إ م�ع�ون� ب �س و آذ�ان� ي� �ه�ا أ �ع ق�ل�ون� ب �ه�م ق�ل�وب� ي �ون� ل �ك ف�ي األر ض� ف�ت

904

Page 306: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ي ف�ي الص�د�ور� { ]الحج : �ت ق�ل�وب� ال �ع م�ى ال �ك�ن ت [ ، وقال في سورة "الم46و�ل�ن� �ه�م إ �ن اك ون� ف�ي م�س� �م ش� ون� ي ق�ر� �ه�م م�ن� ال ل �ا م�ن ق�ب ن �ك �ه ل �م أ �ه�م ك �ه د� ل �م ي و�ل

� السجدة" : } أم�ع�ون� { ]السجدة : �س �ف�ال ي �ات� أ [.26ف�ي ذ�ل�ك� آلي

م�ى { أي : لوال الكلمة �ج�ل� م�س� ام�ا و�أ �ز� �ان� ل �ك ~ك� ل ب �ق�ت م�ن ر� ب �م�ة� س� �ل �و ال ك قال تعالى : } و�ل ( ال يعذب أحد�ا إال بعد قيام الحجة عليه ، واألجل المسمى1السابقة من الله وهو أنه )

الذي ضربه الله تعالى لهؤالء المكذبين إلى مدة معينة لجاءهم العذاب بغتة ؛ ولهذا قال~ك� ب �ح�م د� ر� ~ح ب ب �ق�ول�ون� { أي : من تكذيبهم لك ، } و�س� �ر ع�ل�ى م�ا ي �ا له : } ف�اص ب لنبيه مسلي

�ه�ا { يعني : صالة العصر ، كما وب ل� غ�ر� م س� { يعني : صالة الفجر ، } و�ق�ب ل� ط�ل�وع� الش� ق�با عند �ج�لي� رضي الله عنه قال : كنا جلوس� جاء في الصحيحين عن جرير بن عبد الله الب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال : " إنكم سترون�ض�ام�ون في رؤيته ، فإن استطعتم أال تغلبوا على صالة ربكم كما ترون هذا القمر ، ال ت

(.2قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، فافعلوا" ثم قرأ هذه اآلية ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عمارة بن

�لج� النار أحد صلى بة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لن ي و�ي ر�قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ".

(.3رواه مسلم من حديث عبد الملك بن عمير ، به ) وفي المسند والسنن ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "

إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه مسيرة ألف سنة ، ينظر إلى أقصاه كما�م�ن ينظر إلى الله عز وجل في اليوم مرتين " ) ينظر إلى أدناه ، وإن أعالهم منزلة ل

4.)__________

( في ف : "أن".1)(.633( وصحيح مسلم برقم )554( صحيح البخاري برقم )2)(.634( ، وصحيح مسلم برقم )4/136( المسند )3)( وقال : "هذا حديث غريب".3330( وسنن الترمذي برقم )2/13( المسند )4)

(5/325)

~ك� ب ق� ر� �ه�م ف�يه� و�ر�ز �ن �ف ت �ن �ا ل ي �اة� الد�ن ي ح� ة� ال ه ر� ه�م ز� ا م�ن و�اج� �ز �ه� أ �ا ب �ع ن �ل�ى م�ا م�ت ك� إ �ي ن �م�د�ن� ع�ي و�ال� ت ق�ى ) �ب ر� و�أ ي ق�ك�131خ� ز� �ر �ح ن� ن ق�ا ن �ل�ك� ر�ز أ �س ه�ا ال� ن �ي �ر ع�ل ة� و�اص ط�ب �الص�ال� �ه ل�ك� ب م�ر أ

( و�أ�ق و�ى ) �لت �ة� ل ع�اق�ب ( 132و�ال

~ح { أي : من ساعاته فتهجد به. وحمله بعضهم على ب ل� ف�س� �ي �اء� الل وقوله : } و�م�ن آنض�ى { كما �ر �ع�ل�ك� ت �ه�ار� { في مقابلة آناء الليل ، } ل اف� الن ط ر�

� المغرب والعشاء ، } و�أض�ى { ]الضحى : �ر �ك� ف�ت ب �ع ط�يك� ر� و ف� ي [.5قال تعالى : } و�ل�س�

وفي الصحيح : " يقول الله : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك. فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا ال نرضى ، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ؟ فيقول

: إني أعطيكم أفضل من ذلك. فيقولون : وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل(.1عليكم رضواني ، فال أسخط عليكم بعده أبد�ا " )

905

Page 307: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( عند الله موعدا يريد أن3( يقال : " يا أهل الجنة ، إن لكم )2وفي الحديث ]اآلخر[ )�م�وه. فيقولون : وما هو ؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويزحزحنا عن النار ، جزك �ن ي

ا من النظر4ويدخلنا ) ( الجنة ؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم خير�(.6( الزيادة " )5إليه ، وهي )

ق� �ه�م ف�يه� و�ر�ز �ن �ف ت �ن �ا ل ي �اة� الد�ن ي ح� ة� ال ه ر� ه�م ز� ا م�ن و�اج� �ز �ه� أ �ا ب �ع ن �ل�ى م�ا م�ت ك� إ �ي ن �م�د�ن� ع�ي } و�ال ت ق�ى ) �ب ر� و�أ ي ~ك� خ� ب ق�ك�131ر� ز� �ر �ح ن� ن ق�ا ن �ل�ك� ر�ز أ �س ه�ا ال ن �ي �ر ع�ل �الص�الة� و�اص ط�ب �ه ل�ك� ب م�ر أ

( و�أ�ق و�ى ) �لت �ة� ل ع�اق�ب ( {132و�ال

(7يقول تعالى لنبيه محمد صلوات الله وسالمه عليه : ال تنظر إلى هؤالء المترفين ) ( فإنما هو زهرة زائلة ، ونعمة حائلة ،8وأشباههم ونظرائهم ، وما فيه من النعم )

لنختبرهم بذلك ، وقليل من عبادي الشكور. ه�م { يعني : األغنياء فقد آتاك ]الله[ ) ا م�ن و�اج� �ز ا مما آتاهم ،9وقال مجاهد : } أ ( خير�

�م�د�ن� ع�ظ�يم� * ال ت آن� ال ق�ر �ي و�ال �ان م�ث ع�ا م�ن� ال ب �اك� س� ن �ي �ق�د آت كما قال في اآلية األخرى : } و�ل ه�م { ]الحجر : ا م�ن و�اج� �ز �ه� أ �ا ب �ع ن �ل�ى م�ا م�ت ك� إ �ي ن ( ما ادخره الله10[ ، وكذلك )88 ، 87ع�ي

�ح�د� وال يوصف ، كما قال تعالى : تعالى لرسوله في الدار اآلخرة أمر عظيم ال يض�ى { ]الضحى : �ر �ك� ف�ت ب �ع ط�يك� ر� و ف� ي ر�5} و�ل�س� ي ~ك� خ� ب ق� ر� [ ولهذا قال : } و�ر�ز

ق�ى {. �ب و�أ وفي الصحيح : أن عمر بن الخطاب لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم

في تلك المشربة التي كان قد اعتزل فيها نساءه ، حين آلى منهم فرآه متوسد�اظ ، وأه�ب ) ة من ق�ر� ر� ( معلقة ،11مضطجع�ا على رمال حصير وليس في البيت إال ص�ب

( ؟ ".12فابتدرت عينا عمر بالبكاء ، فقال رسول الله : " ما يبكيك )__________

( من حديث أبي سعيد رضي الله عنه.6549( صحيح البخاري برقم )1)( زيادة من ف ، أ.2)( في ف : "بكم".3)( في ف : "تبيض وجوهنا وتثقل موازيننا وتزحزحنا عن النار وتدخلنا".4)( في أ : "وهو".5)( من حديث صهيب رضي الله عنه.181( رواه مسلم في صحيحه برقم )6)( من أ : "إلى ما متعنا به هؤالء المسرفين".7)( في ف ، أ : "النعيم".8)( زيادة من ف ، أ.9)( في ف : "ولذلك".10)( في أ : "واهية".11)( في ف : "ما يبكيك يا عمر ؟".12)

(5/326)

فقال : يا رسول الله ، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه ، وأنت صفوة الله من خلقه ؟ فقال : "أوفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم ع�ج~لت لهم طيباتهم في حياتهم

(1الدنيا ". )

906

Page 308: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( أزهد الناس في الدنيا مع القدرة عليها ، إذا2فكان صلوات الله وسالمه عليه )�ا لغد. حصلت له ينفقها هكذا وهكذا ، في عباد الله ، ولم يدخر لنفسه شيئ

قال ابن أبي حاتم : أنبأنا يونس ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني مالك ، عن زيد بن أسلم ،ار ، عن أبي سعيد ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن �س� عن عطاء بن ي

( الدنيا ". قالوا : وما زهرة الدنيا4( من زهرة )3أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله )(.5يا رسول الله ؟ قال : " بركات األرض " )

وقال قتادة والسدي : زهرة الحياة الدنيا ، يعني : زينة الحياة الدنيا.�ه�م ف�يه� { لنبتليهم. �ن �ف ت �ن وقال قتادة } ل

ه�ا { أي : استنقذهم من عذاب الله بإقام �ي �ر ع�ل �الص�الة� و�اص ط�ب �ه ل�ك� ب م�ر أ وقوله : } و�أ

�م ك ف�س� �ن �وا ق�وا أ �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ الصالة ، واصطبر أنت على فعلها كما قال تعالى : } ي

ا { ]التحريم : �ار� �م ن �يك �ه ل [.6و�أ وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب أخبرني هشام

بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب كان يبيت عنده أنا ويرفأ ، ( فنقول : ال يقوم الليلة كما كان6وكان له ساعة من الليل يصلي فيها ، فربما لم يقم )

�الص�الة�7يقوم ، وكان إذا ]استيقظ أقام[ ) �ه ل�ك� ب م�ر أ ( - يعني أهله - وقال : } و�أ

ه�ا { ) �ي �ر ع�ل (.8و�اص ط�بق�ك� { يعني ) ز� �ر �ح ن� ن ق�ا ن �ل�ك� ر�ز أ �س ( إذا أقمت الصالة أتاك الرزق من9وقوله : } ال ن

ث� ال ي ق ه� م�ن ح� ز� �ر ا و�ي ج� �ه� م�خ ر� �ج ع�ل ل �ه� ي �ق� الل �ت حيث ال تحتسب ، كما قال تعالى : } و�م�ن ي�س�ب { ]الطالق : ت �ح �د�ون� *3 ، 2ي �ع ب �ي �ال ل س� إ ج�ن� و�اإلن �ق ت� ال ل [ ، وقال تعالى : } و�م�ا خ�

�ين� { م�ت ق�و�ة� ال اق� ذ�و ال ز� �ه� ه�و� الر� �ن� الل �ط ع�م�ون� * إ �ن ي ر�يد� أ� ق� و�م�ا أ ه�م م�ن ر�ز ر�يد� م�ن

� م�ا أق�ك� { وقال الثوري : } ال58 - 56]الذاريات : ز� �ر �ح ن� ن ق�ا ن �ل�ك� ر�ز أ �س [ ولهذا قال : } ال ن

ق�ا { أي : ال نكلفك الطلب. وقال ابن أبي حاتم ]أيض�ا[ ) �ل�ك� ر�ز أ �س ( حدثنا أبو سعيد10ن األشج ، حدثنا حفص بن غياث ، عن هشام ، عن أبيه ؛ أنه كان إذا دخل على أهل

الدنيا ، فرأى من دنياهم طرف�ا فإذا رجع إلى أهله ، فدخل الدار__________

(.4913( صحيح البخاري برقم )1)( في ف ، أ : "عليه وسالمه".2)( في أ : "يفتح الله لكم".3)( في أ : "زهرة الحياة الدنيا".4) ( من طريق1052( وصحيح مسلم برقم )2842( أصله في صحيح البخاري برقم )5)

عطاء عن أبي سعيد الخدري ولفظه : "إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح عليكم منزهرة الدنيا".

( في ف ، أ : "لم ينم".6)( زيادة من ف ، أ.7)( عن زيد بن أسلم عن أبيه بنحوه.1/119( ورواه مالك في الموطأ )8)( في ف : "أي".9)( زيادة من ف ، أ.10)

(5/327)

907

Page 309: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

ق�ك� { ثم يقول : الصالة الصالة ، ز� �ر �ح ن� ن ك� { إلى قوله : } ن �ي ن �م�د�ن� ع�ي قرأ : } و�ال ترحمكم الله.

�ار ، ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي زياد الق�ط�و�اني ، حدثنا س� حدثنا جعفر ، عن ثابت قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابه خصاصة نادى

( أمر2( األنبياء إذا نزل بهم )1أهله : " يا أهاله ، صلوا ، صلوا ". قال ثابت : وكانت )(3فزعوا إلى الصالة. )

وقد روى الترمذي وابن ماجه ، من حديث عمران بن زائدة ، عن أبيه ، عن أبي خالد الوالبي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله

غ لعبادتي أم أل صدرك غنى ، وأسد� فقرك ، وإن لم تفعل مألت� �ف�ر� تعالى : يا ابن آدم ت(.4صدرك شغال ولم أسد� فقرك " )

وروى ابن ماجه من حديث الضحاك ، عن األسود ، عن ابن مسعود : سمعت نبيكم� صلى الله عليه وسلم يقول : " من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله ه�م(.5دنياه. ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك " )

( عن عبد الرحمن بن أبان ، عن6وروي أيض�ا من حديث شعبة ، عن ع�م�ر بن سليمان ) أبيه ، عن زيد بن ثابت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كانت�ب� �ت ق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إال ما ك الدنيا ه�م�ه فر�

�ته ، جمع له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي له. ومن كانت اآلخرة ني(.7راغمة " )

�ق و�ى { أي : وحسن العاقبة في الدنيا واآلخرة ، وهي الجنة ، لمن اتقى �لت �ة� ل ع�اق�ب } و�الالله.

وفي الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت الليلة كأنا في دار ( ابن طاب ، فأولت ذلك أن العاقبة لنا8عقبة بن رافع وأنا أتينا برطب ]من رطب[ )

(.10( الدنيا والرفعة وأن ديننا قد طاب " )9في )__________

( في ف : "وكان".1)( في أ : "بها".2)( عن سيار به ، دون قول ثابت.48( ورواه اإلمام أحمد في الزهد برقم )3) ( وقال الترمذي : "هذا4107( وسنن ابن ماجه برقم )2466( سنن الترمذي برقم )4)

حديث حسن غريب".(.4106( سنن ابن ماجه برقم )5)( في ف : "عمرو بن سليم".6) ( : "هذا إسناد3/271(. وقال البوصيري في الزوائد )4105( سنن ابن ماجه برقم )7)

صحيح ، رجاله ثقات".( زيادة من ف ، أ ، ومسلم.8)( في ف : "في الدار الدنيا".9)( من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.2270( صحيح مسلم برقم )10)

(5/328)

908

Page 310: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

�ول�ى ) �ة� م�ا ف�ي الص�ح�ف� األ ~ن �ي �ه�م ب ت �أ �م ت و�ل

� ~ه� أ ب �ة� م�ن ر� �ي �آ �ا ب �ين ت �أ �و ال� ي �وا ل �ا133و�ق�ال �ن �و أ ( و�ل

�ن ل� أ �ك� م�ن ق�ب �ات �ي �ع� آ �ب �ت وال� ف�ن س� �ا ر� ن �ي �ل ل ت� إ س� ر� �و ال� أ �ا ل �ن ب �وا ر� �ق�ال �ه� ل ل �ع�ذ�اب� م�ن ق�ب �اه�م ب ن �ك �ه ل أ

ى ) �خ ز� �ذ�ل� و�ن و�ي~134ن اط� الس� ص ح�اب� الص~ر�� �م�ون� م�ن أ �ع ل ت �ص�وا ف�س� ب �ر� ~ص� ف�ت ب �ر� �ل م�ت ( ق�ل ك

�د�ى ) ( 135و�م�ن� اه ت

�ة� م�ا ف�ي الص�ح�ف� األول�ى ) ~ن �ي �ه�م ب ت �أ �م ت و�ل

� ~ه� أ ب �ة� م�ن ر� �آي �ا ب �ين ت �أ �و ال ي �وا ل �ا133} و�ق�ال �ن �و أ ( و�ل

�ن ل� أ �ك� م�ن ق�ب �ات �ع� آي �ب �ت س�وال ف�ن �ا ر� ن �ي �ل ل ت� إ س� ر� �و ال أ �ا ل �ن ب �وا ر� �ق�ال �ه� ل ل �ع�ذ�اب� م�ن ق�ب �اه�م ب ن �ك �ه ل أ

ى ) �خ ز� �ذ�ل� و�ن و�ي~134ن اط� الس� ص ح�اب� الص~ر�� �م�ون� م�ن أ �ع ل ت �ص�وا ف�س� ب �ر� ~ص� ف�ت ب �ر� �ل م�ت ( ق�ل ك

�د�ى ) ( {.135و�م�ن� اه ت �ة� م�ن �آي �ا { محمد } ب �ين ت �أ �و ال { أي : هال } ي ا عن الكفار في قولهم : } ل يقول تعالى مخبر� �ه�م ت

�أ �م ت و�ل� ~ه� { أي : بعالمة دالة على صدقه في أنه رسول الله ؟ قال الله تعالى : } أ ب ر�

�ة� م�ا ف�ي الص�ح�ف� األول�ى { يعني : القرآن العظيم الذي أنزله عليه الله ) ~ن �ي ( وهو1ب أمي ، ال يحسن الكتابة ، ولم يدارس أهل الكتاب ، وقد جاء فيه أخبار األولين ، بما كان

( في سالف الدهور ، بما يوافقه عليه الكتب المتقدمة الصحيحة منها ؛ فإن2منهم )�ن خطأ المكذوب فيها وعليها. وهذه اآلية �ي �ب القرآن مهيمن عليها ، يصدق الصحيح ، وي

�نزل� ) �و ال أ �وا ل ~ه� ق�ل )3كقوله تعالى في سورة "العنكبوت" : } و�ق�ال ب �ات� م�ن ر� ه� آي �ي ( ع�ل ل�ى4 �ت �اب� ي �ت ك ك� ال �ي �ا ع�ل ن �نزل �ا أ �ن ف�ه�م أ �ك �م ي و�ل

� �ين� * أ �ذ�ير� م�ب �ا ن �ن �م�ا أ �ن �ه� و�إ د� الل ن �ات� ع� �م�ا اآلي �ن ( إ�ون� { ]العنكبوت : �ؤ م�ن � ي �ق�و م ى ل ر� ح م�ة� و�ذ�ك �ر� �ن� ف�ي ذ�ل�ك� ل ه�م إ �ي [ وفي الصحيح51 ، 50ع�ل

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من نبي إال وقد أوتي من اآليات ما�ا أوحاه الله إلي� ، وإني ألرجو أن آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحي

(.5أكون أكثرهم تابع�ا يوم القيامة " ) وإنما ذكر هاهنا أعظم اآليات التي أعطيها ، عليه السالم ، وهو القرآن ، وله من

المعجزات ما ال يحد وال يحصر ، كما هو مودع في كتبه ، ومقرر في مواضعه.س�وال { �ا ر� ن �ي �ل ل ت� إ س� ر

� �و ال أ �ا ل �ن ب �وا ر� �ق�ال �ه� ل ل �ع�ذ�اب� م�ن ق�ب �اه�م ب ن �ك �ه ل �ا أ �ن �و أ ثم قال تعالى : } و�ل ( إليهم هذا الرسول الكريم ، وننزل6أي : لو أنا أهلكنا هؤالء المكذبين قبل أن نرسل )

س�وال { قبل أن تهلكنا �ا ر� ن �ي �ل ل ت� إ س� ر� �و ال أ �ا ل �ن ب عليهم هذا الكتاب العظيم لكانوا قالوا : } ر�

ى { ، يبين �خ ز� �ذ�ل� و�ن �ن ن ل� أ �ك� م�ن ق�ب �ات �ع� آي �ب �ت ، حتى نؤمن به ونتبعه ؟ كما قال : } ف�نو�ا �ر� �ى ي ت �ة� ح� �ل� آي ه�م ك اء�ت �و ج� تعالى أن هؤالء المكذبين متعنتون معاندون ال يؤمنون } و�ل

�يم� { ]يونس : ع�ذ�اب� األل �ع�وه�97ال �ب ك� ف�ات �ار� �اه� م�ب ن �نزل �اب� أ �ت [ ، كما قال تعالى : } و�ه�ذ�ا ك �ا ع�ن �ن �ن ك �ا و�إ �ن ل ن� م�ن ق�ب �ي �ف�ت �اب� ع�ل�ى ط�ائ �ت ك �نزل� ال �م�ا أ �ن �وا إ �ق�ول �ن ت ح�م�ون� * أ �ر �م ت �ك �ع�ل �ق�وا ل و�ات

�ة� ~ن �ي �م ب اء�ك ه�م ف�ق�د ج� �ه د�ى م�ن �ا أ �ن �ك �اب� ل �ت ك �ا ال ن �ي �نزل� ع�ل �ا أ �ن �و أ �وا ل �ق�ول و ت� �ين� أ �غ�اف�ل �ه�م ل ت اس� د�ر�

�ذ�ين� �ج ز�ي ال ن ه�ا س� �ه� و�ص�د�ف� ع�ن �ات� الل �آي �ذ�ب� ب �م� م�م�ن ك �ظ ل ح م�ة� ف�م�ن أ �م و�ه�د�ى و�ر� ~ك ب م�ن ر��ص د�ف�ون� { ]األنعام : �وا ي �ان �م�ا ك ع�ذ�اب� ب وء� ال �ا س� �ن �ات �ص د�ف�ون� ع�ن آي [ وقال :157 - 155ي

�م�ا � ف�ل �ح د�ى األم�م �ه د�ى م�ن إ �ن� أ �ون �ك �ي �ذ�ير� ل اء�ه�م ن �ن ج� �ئ �ه�م ل م�ان ي� ه د� أ �ه� ج� �الل م�وا ب �ق س� } و�أ

ا { ]فاطر : �ف�ور� �ال ن اد�ه�م إ �ذ�ير� م�ا ز� اء�ه�م ن �ه�م 42ج� م�ان ي� ه د� أ �ه� ج� �الل م�وا ب �ق س� [ وقال : } و�أ

�ذ�ا ج�اء�ت ال �ه�ا إ ن� �م أ ك ع�ر� �ش �ه� و�م�ا ي د� الل ن �ات� ع� �م�ا اآلي �ن �ه�ا ق�ل إ �ن� ب �ؤ م�ن �ي �ة� ل ه�م آي اء�ت �ن ج� �ئ ل

�ه�م �ان ه�م ف�ي ط�غ ي �ذ�ر� ة� و�ن و�ل� م�ر�� �ه� أ �وا ب �ؤ م�ن �م ي �م�ا ل ه�م ك ص�ار� �ب �ه�م و�أ �د�ت ف ئ

� �ق�ل~ب� أ �ون� و�ن �ؤ م�ن ي�ع م�ه�ون� { ]األنعام : [.110 ، 109ي

__________( في ف : "أنزله الله عليه".1)( في ف ، أ : "فيهم".2)

909

Page 311: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ف : "نزل".3)( في ف : "فقل".4)( من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.4981( صحيح البخاري برقم )5)( في ف ، أ : "يرسل".6)

(5/329)

ثم قال تعالى } ق�ل { أي : يا محمد لمن كذبك وخالفك واستمر على كفره وعناده �م�ون� م�ن �ع ل ت �ص�وا { أي : فانتظروا ، } ف�س� ب �ر� ~ص� { أي : منا ومنكم } ف�ت ب �ر� �ل م�ت } ك

�د�ى { إلى الحق وسبيل و�ي~ { أي : الطريق المستقيم ، } و�م�ن� اه ت اط� الس� ص ح�اب� الص~ر�� أ

�يال {1الرشاد ، وهذا كقوله ) ب �ض�ل� س� ع�ذ�اب� م�ن أ و ن� ال �ر� �م�ون� ح�ين� ي �ع ل و ف� ي ( تعالى } و�س�ر� { ]القمر : 42]الفرقان : �ذ�اب� األش� ك �م�ون� غ�د�ا م�ن� ال �ع ل ي [.26[ ، } س�

آخر تفسير سورة طه ، ولله الحمد والمنة.__________

( في هـ : "قوله" والمثبت من ف ، أ.1)

(5/330)

�ة� م�ع ر�ض�ون� ) �ه�م و�ه�م ف�ي غ�ف ل اب �اس� ح�س� �لن ب� ل �ر� ~ه�م م�ح د�ث�1اق ت ب ر� م�ن ر� �يه�م م�ن ذ�ك ت �أ ( م�ا ي

�ون� ) ع�ب �ل �م�ع�وه� و�ه�م ي ت �ال� اس �ال�2إ �م�وا ه�ل ه�ذ�ا إ �ذ�ين� ظ�ل �ج و�ى ال وا الن ر� س�� �ه�م و�أ �وب �ة� ق�ل ه�ي ( ال�

ون� ) ص�ر� �ب �م ت ت �ن ح ر� و�أ �ون� الس~ ت �أ �ف�ت �م أ �ك ل ر� م�ث �ش� م�اء�3ب ق�و ل� ف�ي الس� �م� ال �ع ل ~ي ي ب ( ق�ال� ر��يم� ) ع�ل م�يع� ال ر ض� و�ه�و� الس�

� �ا4و�األ �ن ت �أ ي اع�ر� ف�ل �ل ه�و� ش� اه� ب �ر� �ل� اف ت � ب م �ح ال� �ض غ�اث� أ �وا أ �ل ق�ال ( بو�ل�ون� )

� س�ل� األ ر� �م�ا أ �ة� ك �ي �آ �ون� )5ب �ؤ م�ن ف�ه�م ي

� �اه�ا أ ن �ك �ه ل �ة� أ ي �ه�م م�ن ق�ر ل �ت ق�ب �م�ن ( 6( م�ا آ

سورة األنبياءوهي مكية.

د�ر ، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق : قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا غ�ن ( ، عن عبد الله قال : بنو إسرائيل ، والكهف ، ومريم ،1سمعت عبد الرحمن بن يزيد )

(.2وطه ، واألنبياء ، هن من العتاق األول ، وهن من تالدي )بسم الله الرحمن الرحيم

�ة� م�ع ر�ض�ون� ) �ه�م و�ه�م ف�ي غ�ف ل اب �اس� ح�س� �لن ب� ل �ر� ~ه�م 1} اق ت ب ر� م�ن ر� �يه�م م�ن ذ�ك ت �أ ( م�ا ي

�ون� ) ع�ب �ل �م�ع�وه� و�ه�م ي ت �ال اس �م�وا ه�ل ه�ذ�ا2م�ح د�ث� إ �ذ�ين� ظ�ل �ج و�ى ال وا الن ر� س�� �ه�م و�أ �وب �ة� ق�ل ( اله�ي

ون� ) ص�ر� �ب �م ت ت �ن ح ر� و�أ �ون� الس~ ت �أ �ف�ت �م أ �ك ل ر� م�ث �ش� �ال ب م�اء�3إ ق�و ل� ف�ي الس� �م� ال �ع ل ~ي ي ب ( ق�ال� ر��يم� ) ع�ل م�يع� ال �ا4و�األر ض� و�ه�و� الس� �ن ت �أ ي اع�ر� ف�ل �ل ه�و� ش� اه� ب �ر� �ل� اف ت � ب �ح الم �ض غ�اث� أ �وا أ �ل ق�ال ( ب

س�ل� األو�ل�ون� ) ر� �م�ا أ �ة� ك �آي �ون� )5ب �ؤ م�ن ف�ه�م ي

� �اه�ا أ ن �ك �ه ل �ة� أ ي �ه�م م�ن ق�ر ل �ت ق�ب ( {6( م�ا آم�ن هذا تنبيه من الله ، عز وجل ، على اقتراب الساعة ودنوها ، وأن الناس في غفلة عنها ،

أي : ال يعملون لها ، وال يستعدون من أجلها. وقال النسائي : حدثنا أحمد بن نصر ، حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ،

910

Page 312: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

حدثنا أبو معاوية ، حدثنا األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله�ة� م�ع ر�ض�ون� { قال : "في الدنيا" ) م ر�3عليه وسلم } ف�ي غ�ف ل

� �ى أ �ت ( ، وقال تعالى : } أل�وه� { ] النحل : �ع ج� ت �س �ه� ف�ال ت ق�4 [ ، وقال ]تعالى[ )1الل ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� ( : } اق ت

�م�ر { ] القمر : ت ح ر� م�س �وا س� �ق�ول �ع ر�ض�وا و�ي �ة� ي و ا آي �ر� �ن ي ق�م�ر� * و�إ [2 ، 1ال�و�اس الشاعر أنه قال : وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن هانئ أبي ن

أشعر الناس الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول : ... �ط ح�ن� �ة ت حا الم�ني ... و�ر� �ه�م �اس في غ�ف�الت الن

�ه�م 6( هذا ؟ قال )5فقيل له : من أين أخذ ) اب �اس� ح�س� �لن ب� ل �ر� ( : من قوله تعالى : } اق ت�ة� م�ع ر�ض�ون� { ) (.7و�ه�م ف�ي غ�ف ل

__________( في أ : "زيد".1)(.4739( صحيح البخاري برقم )2)(.11332( سنن النسائي الكبرى برقم )3)( زيادة من ف ، أ.4)( في ف ، أ : "أخذت".5)( في ف ، أ : "فقال".6) "المخطوط"(.4/611( تاريخ دمشق )7)

(5/331)

]وروى في ترجمة "عامر بن ربيعة" ، من طريق موسى بن عبيدة اآلمدي ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ، عن عامر ابن ربيعة : أنه نزل به رجل من العرب ، فأكرم عامر مثواه ، وكل�م فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه الرجل فقال :�ا في العرب ، وقد أردت أن إني استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وادي

أقطع� لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك. فقال عامر : ال حاجة لي في قطيعتك�ة� �ه�م و�ه�م ف�ي غ�ف ل اب �اس� ح�س� �لن ب� ل �ر� ، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا : } اق ت

(.2( )1م�ع ر�ض�ون� { [ )�صغون إلى الوحي الذي أنزل الله على رسوله ، والخطاب مع ثم أخبر تعالى أنهم ال ي

~ه�م م�ح د�ث� { أي : ب ر� م�ن ر� �يه�م م�ن ذ�ك ت �أ قريش ومن شابههم من الكفار ، فقال : } م�ا ي

�ون� { كما قال ابن عباس : ما لكم تسألون أهل ع�ب �ل �م�ع�وه� و�ه�م ي ت �ال اس جديد إنزاله } إ الكتاب عما بأيديهم وقد ح�رفوه وبدلوه وزادوا فيه ونقصوا منه ، وكتابكم أحدث الكتب

(.3بالله تقرءونه محض�ا لم يشب. ورواه البخاري بنحوه )�ال �ة� } ه�ل ه�ذ�ا إ �م�وا { أي : قائلين فيما بينهم خف ي �ذ�ين� ظ�ل �ج و�ى ال وا الن ر� س�

� وقوله : } و�أر� �ش� �ا ؛ ألنه ب �م { يعنون� رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يستبعدون كونه نبي �ك ل ر� م�ث �ش� بون� { ؟ ص�ر� �ب �م ت ت �ن ح ر� و�أ �ون� الس~ ت �أ �ف�ت مثلهم ، فكيف اختص بالوحي دونهم ؛ ولهذا قال : } أ

�ا4أي : أفتتبعونه فتكونون كمن أتى ) ( السحر وهو يعلم أنه سحر. فقال تعالى مجيبلهم عما افتروه واختلقوه من الكذب.

م�اء� و�األر ض� { أي : الذي يعلم ذلك ، ال يخفى عليه ق�و ل� ف�ي الس� �م� ال �ع ل ~ي ي ب } ق�ال� ر� خافية ، وهو الذي أنزل هذا القرآن المشتمل على خبر األولين واآلخرين ، الذي ال

911

Page 313: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 003d

http://portaldakwah.blogspot.com

يستطيع أحد أن يأتي بمثله ، إال الذي يعلم السر في السموات واألرض.�يم� { ]أي : السميع[ ) ع�ل م�يع� ال �يم { بأحوالكم.5وقوله : } و�ه�و� الس� ع�ل ( ألقوالكم ، } ال

وفي هذا تهديد لهم ووعيد.اه� { هذا إخبار عن تعنت الكفار وإلحادهم ، �ر� �ل� اف ت � ب �ح الم �ض غ�اث� أ �وا أ �ل ق�ال وقوله : } ب

( القرآن ، وحيرتهم فيه ، وضاللهم عنه. فتارة يجعلونه6واختالفهم فيما يصفون به )ا ، وتارة يجعلونه أضغاث أحالم ، وتارة يجعلونه مفتري ، ا ، وتارة يجعلونه شعر� سحر��يال { ] اإلسراء : ب �ط�يع�ون� س� ت �س �وا ف�ال ي �ال� ف�ض�ل �وا ل�ك� األم ث ب ف� ض�ر� �ي ظ�ر ك كما قال : } ان

[.9 ، والفرقان : 48س�ل� األو�ل�ون� { : يعنون ناقة صالح ، وآيات موسى وعيسى. ر

� �م�ا أ �ة� ك �آي �ا ب �ن ت �أ ي وقوله : } ف�ل

�م�ود� �ا ث ن �ي �ه�ا األو�ل�ون� و�آت �ذ�ب� ب �ن ك �ال أ �ات� إ �اآلي س�ل� ب �ر ن ن� �ا أ �ع�ن وقد قال الله تعالى : } و�م�ا م�ن

�ه�ا { ]اآلية[ ) �م�وا ب ة� ف�ظ�ل ص�ر� �اق�ة� م�ب [ ؛ ولهذا قال تعالى : } م�ا59( ] اإلسراء : 7الن�ون� { أي : ما آتينا قرية من القرى الذين بعث �ؤ م�ن ف�ه�م ي

� �اه�ا أ ن �ك �ه ل �ة� أ ي �ه�م م�ن ق�ر ل �ت ق�ب آم�ن�د�ي نبيها فآمنوا بها ، بل كذبوا ، فأهلكناهم فيهم الرسل آية على ي

__________( زيادة من ف ، أ.1) "المخطوط"(.8/680( تاريخ دمشق )2)(.7522( صحيح البخاري برقم )3)( في أ : "يأتي".4)( زيادة من ف ، أ.5)( في ف ، أ : " فيه".6)( زيادة من ف.7)

(5/332)

912